المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
04 شباط/2011

انجيل القديس لوقا 13/18-21/مثل حبة الخردل ومثل الخميرة

وقال يسوع: ماذا يشبه ملكوت الله؟ وبماذا أشبهه؟ هو مثل حبة من خردل أخذها رجل وزرعها في حقله، فنمت وصارت شجرة تعشش طيور السماء في أغصانها. وقال أيضا: بماذا أشبه ملكوت الله؟ هو مثل خميرة أخذتها امرأة ووضعتها في ثلاثة أكيال من الدقيق حتى اختمر العجين كله.

 

الإخوان": سنشكل حكومة عليها إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل

طوكيو - يو بي أي: أعلنت جماعة الإخوان المسلمين المعارضة في مصر أنها ستشكل مع أحزاب المعارضة الأخرى حكومة موقتة, بعد إرغام الرئيس حسني مبارك على التنحي, ينبغي عليها إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل. وقال نائب مرشد الجماعة, رشاد البيومي, في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية, أمس, إن الجماعة تشارك في المظاهرات المتواصلة المناهضة للحكومة منذ قيامها, مضيفاً أنه بعد إرغام مبارك على التنحي ستعمل الجماعة على تشكيل حكومة موقتة مع باقي أحزاب المعارضة. وأكد أن "الإخوان المسلمين" يعارضون معاهدة السلام المبرمة مع إسرائيل لأنها تمس كرامة العرب وتقوض مصالح مصر وباقي الدول العربية, وفي حال تشكيل حكومة موقتة فإنه ينبغي عليها إلغاء هذه المعاهدة. وأعرب البيومي عن عدائه للحكومة الأميركية لدعمها إسرائيل, وقال إن مصر لا تحتاج للمساعدة الاقتصادية من الولايات المتحدة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تطرق إلى ما اعتبره احتمالاً بأن يصعد الإخوان المسلمون إلى الحكم في مصر ويشكلون خطراً على اتفاق السلام بين تل أبيب والقاهرة, وقال إنه في حال غياب الاتفاق أو خرقه أو حدوث تغير في نظام الجانب الآخر "فإننا سنحميه من خلال ترتيبات أمنية صلبة على الأرض".

 

مخاوفهم تتزايد من تحول القطاع إلى مقر لترويج الأجندة الإيرانية ومشعل يحذر هنية من تجاوزات قيادته 
أبناء غزة يعدون لـ "ثورة الكرامة" ضد "قمع وطغيان" "حماس"

غزة - رام الله - "السياسة" و ا. ف. ب: كشفت مصادر مطلعة, أمس, أن أبناء قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة "حماس" يعتزمون تنظيم تظاهرات في الحادي عشر من فبراير الجاري, احتجاجاً على سياسة الحركة و"قمعها وطغيانها", والظلم والحياة الصعبة التي يعيشونها.

وأوضحت أن شباب غزة أطلقوا على اليوم المفترض أن تجري فيه الاحتجاجات "يوم ثورة الكرامة" نسبة إلى معركة الكرامة التي وقعت في العام 1968, عندما اجتاحت القوات الاسرائيلية قرية الكرامة الاردنية لتدمير حركة "فتح", غير أنها لم تتمكن من ذلك, وباتت تلك المعركة, محطة هامة في تبلور هوية الحركة.

وأضافت أن "الشباب يريدون ثورة ضد الطغيان والظلم في غزة", التي ترزح تحت سيطرة "حماس" التي تحاول فرض أجندة دينية متطرفة, منذ العام 2006", مشيرة إلى أن "القائمين على تنظيم هذه التظاهرة لم يكشفو عن هوياتهم, حتى لا يتم المس بهم". ولفتت إلى أن الانتقادات الموجهة ل¯"حماس" في غزة ليست فقط من داخل الشعب, بل إنها ايضا من داخل الحركة نفسها, حيث قام رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل المقيم في دمشق, بتوجيه رسالة شديدة اللهجة الى رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية, حول ازدياد حالة الفوضى والفساد وتجاوزات ارتكبتها القيادة السياسية والعسكرية, "إضافة الى انتشار مختلف أشكال الفساد بين الوزراء والمسؤولين السياسيين والعسكريين في الحكومة".

وأكدت أنه "في حين يعيش الشعب في حالة فقر مدقع, تنشط "حماس" مجال الاستثمار في القطاع لصالحها", حيث كشف تقرير, صدر أخيراً, أن الحركة أقامت مدينة سياحية على مساحة 270 دونما في أقصى شمال بيت لاهيا في شمال القطاع بكلفة بلغت 1,5 مليون دولار, وغيرها من المشاريع بكلفة ملايين الدولارات.

ونقلت المصادر عن أحد أبناء غزة قوله "لقد ظلمنا في غزة, سفكت دماء منا, دماء الابرياء, وعذب كثير من ابنائنا الشرفاء, واهينت اخواتنا ودنست كرامتنا وهتكت اعراض المنازل وحرماتها, ظلم في كل مكان, قتل وتشريد واضطهاد واستبداد وتكميم للأفواه وحرية الرأي والتعبير, قطع للكهرباء وضيق متزايد, الى متى?".

وقال مواطن آخر إن "الكثير من الناس صدم بهم (أعضاء حماس) ولا زال بعض الناس البعيدين عن ساحة الأحداث, ينخدعون بهم, إذ لا يعرفون حقيقة ما يحصل", معتبراً "أن جميع أعمال العنف التي تقوم بها "حماس", محاولة لخلق توترات داخلية وجانبية تزيد من حالة الاحتقان التي تعاني منها الساحة الفلسطينية الحالية".

وأضاف "ما يثير مخاوف الفلسطينيين في غزة, هو تحولها لمقر للشيعة وايران, وبالتالي, فإن معظم أبناء غزة يريدون إسقاط هذا النظام المتعسف والمتاجر بدم أبنائه والمروج للأجندة الشيعية الايرانية". وكانت الأجهزة الأمنية التابعة ل¯"حماس" قمعت أخيراً, اعتصاماً جماهيرياً احتجاجاً على استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي طالت كل مناحي الحياة وفاقمت معاناة وآلام المواطنين في القطاع, وقام اعضاء الحركة بالاعتداء على المعتصمين بالهراوات وأعقاب البنادق.

من جهة أخرى, دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الى تعليق المساعدة الدولية لقوى الامن الفلسطينية, بعدما قامت الشرطة الفلسطينية مساء أول من أمس, باستخدام القوة لتفريق تظاهرة تضامن مع الثورة الشعبية في مصر. وقامت الشرطة الفلسطينية بتفريق تظاهرة أخرى في 30 يناير الماضي بالقوة شارك فيها العشرات من الاشخاص امام السفارة المصرية في رام الله. وقال منظمو التظاهرة ان التظاهرة التي شارك فيها ما يقارب 200 شخص عرفوا عنها عبر "فيس بوك" و"تويتر" والرسائل القصيرة في ميدان المنارة في رام الله, سرعان ما اوقفتها قوى الامن الفلسطينية. واعتقل رجلان ولحقت الشرطة المتظاهرين بالهروات, كما اكد المنظمون الذين دعوا الى تظاهرة اخرى غداً في رام الله تضامنا مع الانتفاضتين في مصر وتونس. وأشارت "هيومن رايتس" الى توقيفات وتعرض متظاهرين "للضرب والركل" وبينهم مراقب للمنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان.

وقالت مديرة المنظمة في الشرق الاوسط وجنوب افريقيا سارة لي ويتسون "يجب على السلطة الفلسطينية ان تعلن فورا أن تدريب قوى الامن لوضع اسس الدولة الفلسطينية لا يشمل ضرب المتظاهرين المسالمين".

 

بهدف الحفاظ على استقرار النظام وتحسباً لرفض القوات السورية قمع المتظاهرين
الأسد يستعين بـ 5 آلاف من "حزب الله" لمواجهة احتجاجات شعبية محتملة

"السياسة" - خاص: كشفت مصادر سورية مطلعة لـ "السياسة", أمس, أن حوالي ألفا من المقاتلين المتمرسين من "حزب الله" وصلوا تباعاً إلى سورية خلال الأيام القليلة الماضية, من أصل 5 آلاف تتمثل مهمتهم بتأمين استقرار نظام دمشق من خلال الحفاظ على المباني والأماكن الحيوية اللازمة, في حال تحولت الاحتجاجات المتوقع اندلاعها اليوم, إلى سيناريو مشابه لما يحدث في مصر وما حدث في تونس. وأوضحت المصادر أن تفاهماً بهذا الشأن تم التوصل إليه بين الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله, ينتشر بموجبه حوالي خمسة آلاف كادر عسكري من الحزب في أماكن معينة بدمشق والمحافظات خلال 8 ساعات من تلقيهم الأوامر بذلك, فيما إذا اضطر النظام السوري الى ذلك.

وأوكل الأسد, وفقاً للمصادر, إلى شقيقه ماهر وابن خاله حافظ مخلوف مهمة التنسيق العملياتي مع "حزب الله" وتحديد المواقع التي سينتشر فيها هؤلاء الكوادر, بالاضافة الى اختيار ضباط علويين موالين للنظام لتأمين وسائل اتصال مع هذه الكوادر وتنسيق العمل بينها وبين عناصر الاجهزة المخابراتية السورية والجيش السوري وخاصة قوات الحرس الجمهوري, الذين سيبقون موالين للنظام حتى آخر نقطة دم في عرق آخر جندي في هذه القوات, حسب ما عبر عنه الرئيس السوري.

واضافت المصادر ان التفاهم بين الاسد ونصر الله ووصول كوادر حزب الله الى دمشق, جاء إثر خشية الرئيس السوري من عدم انصياع العناصر المخابراتية السورية وقوات الجيش السوري لمواجهة المتظاهرين بكل القوة اللازمة في يوم الغضب الذي دعت إليه حركات المعارضة السورية اليوم الجمعة.

وأكدت المصادر أن كوادر "حزب الله" يقيمون في معسكرات الحرس الجمهوري ويستعدون لممارسة المهام التي ستوكل إليهم, فيما تقف باقي الكوادر التابعة للحزب على أهبة الاستعداد للوصول الى سورية خلال 8 ساعات في حافلات مخصصة لهذا الغرض سوف تقلهم عبر الممر العسكري على الحدود السورية اللبنانية, مشيرة إلى أن جميع الكوادر زودت ببزات عسكرية على غرار ما يرتديه الحرس الجمهوري وزودت بوسائل قتالية متنوعة بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات.

وختمت المصادر بأن استعانة الرئيس الاسد بكوادر حزب الله, يدل على العلاقات الوثيقة بين الطرفين وعلى الثقة التي يوليها الرئيس الاسد لكوادر الحزب, على حساب العناصر المخابراتية السورية التي بغالبيتها لا تنتمي الى الطائفة العلوية, ويخشى من أنها لن تنفذ أوامر القيادة بقمع التظاهرات السلمية. وكانت مجموعة لم تكشف هويتها دعت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الاسبوع الماضي الى يوم غضب بعد صلاة الجمعة (اليوم) في المدن السورية كافة ضد "أسلوب الحكم الفردي والفساد والاستبداد", وأعلن آلاف الأشخاص دعمهم لهذه الحملة المنشورة على الموقع الذي تحجبه السلطات السورية. ويقوم مستخدمو الانترنت في سورية بتصفح الموقع مستخدمين برامج "بروكسي" التي تعمل على كسر هذا الحجب. والسبت الفائت, أصدر مثقفون وناشطون سوريون, بينهم الكاتب ميشال كيلو والمخرج السينمائي عمر اميرالاي, بياناً يعد الاول من نوعه منذ العام 2006 حمل عنوان "تحية من مثقفين سوريين إلى الثورة التونسية والانتفاضة المصرية", اعتبروا فيه ان "شعوبنا اهتدت الى طريق الحرية". واشار البيان الى ان "الثورة التونسية أتاحت للملايين في بلداننا العربية أن يلحظوا كم أن تونس تشبه بلدانهم", حيث تتمركز السلطة والثروة في الايادي نفسها. ومن أبرز الموقعين على البيان الذي ضم حوالي أربعين اسماً, المخرج السينمائي أسامة محمد والشاعر حازم العظمة والناشطة الحقوقية رزان زيتونة والناشطة رولا الركبي والروائية سمر يزبك وخبير الاقتصاد الأكاديمي عارف دليلة ورسام الكاريكاتير علي فرزات والكاتب عمر كوش والكاتب فايز سارة والروائي منذر بدر حلوم والشاعر منذر مصري, والكاتب ياسين الحاج صالح.

 

أندراوس لـ"السياسة": عون ينفذ خطة مدروسة و"حزب الله" يعرقل تواصل ميقاتي و"14 آذار"

بيروت - "السياسة":  كشفت مصادر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن بروز عراقيل متعددة ومتشعبة ستؤخر الإعلان عن التشكيلة الحكومية في وقت قريب, مستندة في معرض إشارتها لهذه التعقيدات إلى أمرين:

الأول: الموقف الذي أعلنه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عن رفضه المبطن أي مشاركة لفريق "14 آذار" في الحكومة, ما لم يخلع ثوب الاستقواء بالشارع والانخراط كلياً في صفوف المؤيدين للحكومة من دون قيدٍ أو شرط, وهذا يعني التنازل من قبل هذا الفريق عن شرطي المحكمة والسلاح. وفسرت المصادر صمت "حزب الله" على كلام العماد عون بالموافقة المبدئية على كل كلمة قالها في هذا الصدد.

الثاني: ما ورد في بعض الإعلام السوري عن المناورات التي يقوم بها فريق الرابع عشر من آذار باتجاه الرئيس المكلف لاتخاذ موقف ما يساهم في تقريب وجهات النظر ويساعد على ردم الهوة, ما يجعل هذا الفريق مستعداً للمشاركة في الحكومة. وفسرت المصادر الموقف السوري على أنه إشارة إنذار للرئيس المكلف لقطع الطريق على المساعي التي يقوم بها رئيس "حزب الكتائب" بخصوص مشاركة فريق "14 آذار" في الحكومة, مرجحة تشكيل حكومة اللون الواحد, ما يسهل اتخاذ القرارات المتعلقة بالمحكمة وسحب القضاة ووقف التمويل من دون الاصطدام بفريق داخل الحكومة لا يقبل بهذا الشيء. وذهبت المصادر إلى أبعد من ذلك بالكشف عن النوايا المبيتة للعماد عون المتمثلة بتمسكه بالوزراء المسيحيين الذين يريدهم بمعظمهم من فريقه السياسي غير آبه بحصة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وموقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط. وفي هذا السياق, أوضح نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس في اتصال مع "السياسة", أن ما يفعله عون خطة مدروسة من قبل "حزب الله" والنظام السوري وتتمثل بإعطائه هامشاً للضغط على الرئيس المكلف, مع استمراره في أسلوب المناورة للحيلولة دون إمكانية التواصل بين ميقاتي وفريق "14 آذار". وأكد أندراوس أن النظام السوري و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" لا يرغبون بالتعاون مع "14 آذار", لأنهم يريدون تكبيل الرئيس ميقاتي بشروطهم التي لن تنتهي عند توقف الاتصال مع فريقنا, لا بل يريدون منه موقفاً واضحاً في موضوع المحكمة والسلاح وغيرها من الأمور التي لم يعط حتى الآن جواباً واضحاً بصددها. ولم يستبعد أندراوس تأخر تشكيل الحكومة إلى ما بعد صدور القرار الاتهامي وعندئذٍ تستطيع سورية وحلفاؤها المجيء بالحكومة التي تلبي طموحاتهم, كاشفاً بأنه لا يحبذ المشاركة في الحكومة لأن "14 آذار" لن تتزحزح عن موقفها وثوابتها, وبالتالي هناك استحالة بين فريق يتمسك بالمحكمة والعدالة وفريق آخر لا يريدهما.

 

حزب الله" منزعج من ميقاتي

"السياسة" - خاص:  علمت "السياسة" من مصادر خاصة أن فريق "8 آذار" وتحديداً "حزب الله" أبدى استياءه من مواقف الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي أعلن في أكثر من مناسبة أنه يعمل لتحقيق الإجماع حول قضية المحكمة الدولية, وأنه لن يبادر إلى اتخاذ أي موقف يعارضه قسم كبير من اللبنانيين وتحديداً في موضوع المحكمة. وأفادت المعلومات أن "حزب الله" بعث رسائل إلى ميقاتي يبدي في طياتها انزعاجه من تكرار مواقفه الداعية للإجماع حول المحكمة التي أكدت كل قوى الأكثرية الجديدة على رفضها وأنها ستعمل بكل الوسائل لإلغاء مفاعيلها وقطع كل صلة للبنان بها, حيث قالت أوساط بارزة في "8 آذار" ل¯"السياسة" إنه لن يكون هناك أي ذكر للمحكمة في البيان الوزاري, وإن مهمة أي حكومة سيشكلها ميقاتي ستكون دفن المحكمة وقراءة الفاتحة على روحها.

 

اليو ماري تلتقي ونيس في باريس اليوم 

المعارضة الكندية تطالب الحكومة بتوقيع معاهدة لتسليم بلحسن طرابلسي الى تونس

اوتاوا - ا ف ب - طالبت المعارضة الكندية, الحكومة بان تعمد, على وجه السرعة, الى توقيع معاهدة تبادل مطلوبين مع تونس, بغية تسليم شقيق زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي المليونير بلحسن طرابلسي الى بلاده. وقال النائب الليبرالي ووزير الهجرة السابق دنيس كوديري خلال مؤتمر صحفي, شارك فيه عدد من نواب المعارضة وافراد الجالية التونسية في كندا, مساء اول من امس, انه "يتعين على وزير الخارجية لورانس كانون ان يوقع سريعا معاهدة استرداد مع تونس".

وفي الانتظار طلبت رابطة التضامن التونسية في كندا, من الحكومة المسارعة الى تجميد اموال الرئيس التونسي المخلوع وعائلته, مشيرة الى ان من بين هذه الاموال, الطائرة الخاصة التي اقلت بلحسن طرابلسي واسرته الى مونتريال الشهر الماضي ومنزلا فخما في المدينة نفسها. وتحدى حوالى 60 متظاهرا من اصل تونسي الصقيع ووقفوا امام البرلمان الفدرالي في اوتاوا يطالبون باقرار هذه المطالب. وكان وزير الخارجية الكندي لورانس كانون اعلن يوم السبت الماضي, ان بلحسن طرابلسي طلب الحصول على صفة لاجىء, مكررا تأكيده ان "هؤلاء الاشخاص غير مرحب بهم في كندا". الا ان الوزير اوضح ان "كندا لا تزال (...) بلدا فيه قانون وعلينا التقيد بالقانون, وهذا الشخص, اضافة الى افراد عائلته بامكانهم الاحتكام للقانون الساري واللجوء الى محكمة لعرض قضيتهم". وكانت السلطات الغت الاقامة الدائمة في كندا للطرابلسي وعائلته, وذلك لانتهاكهم الموجبات المترتبة عليهم بحسب اوتاوا, في حين طلبت تونس رسميا من اوتاوا اعتقال شقيق زوجة بن علي, المتهم بانه زعيم جماعة قامت باختلاس اموال عامة في تونس. من جهة اخرى اعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري انها ستستقبل اليوم نظيرها التونسي الجديد احمد عبد الرؤوف ونيس, على ان تبحث معه التعاون الثنائي بين البلدين. واعلنت الوزيرة الفرنسية هذا اللقاء عبر قناة "فرانس 2", على خلفية جدل منذ يومين حول عطلة امضتها في تونس بين عيدي الميلاد ورأس السنة. ولم تدل باي تفاصيل في شأن الموضوعات التي ستبحثها مع الوزير التونسي الجديد.

ومن جهتها اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون اثر لقائها ونيس في بروكسل مساء اول من امس انها ستتوجه خلال اسبوعين الى تونس لبحث المساعدة التي ينوي الاتحاد تقديمها الى هذا البلد اثر الاطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وتعليقا على الاوضاع في مصر قال وزير الخارجية التونسي الجديد أحمد ونيس "انه ليس لديه دروس لتقديمها الى جمهورية مصر العربية" معربا عن امله في ان "تجد مصر تسوية لخلافاتها". واضاف ردا على سؤال لاحد الصحافيين "انه ليس ثمة دروس يمكن ان نعلمها الى البلد الاقدم في القارة الافريقية اذ لديه تاريخ حضاري يعود الى اربعة الاف عام" مضيفا "اننا لا نصدر سياسيات بل نستقطب المفاهيم والحداثة والتنمية الاقتصادية والبشرية على حد سواء .. اننا تلاميذ نجباء وتعلمنا بشكل جيد جدا.

 

المالكي: إيران وسورية تزودان لواء "اليوم الموعود" التابع للصدر بالسلاح

بغداد - برلين - وكالات: كشفت برقيات اميركية سرية, سربها موقع "ويكيليكس" امس, تاكيد رئيس الوزرء العراقي نوري المالكي, أمام ديبلوماسيين اميركيين العام 2009, بأن سورية وايران, تزودان المجموعات المتمردة, وخصوصا "لواء اليوم الموعود", التابع لرجل الدين مقتدى الصدر, بالسلاح في العراق .

واوردت البرقيات ان المالكي أسر بهذه المعلومات للسفير الاميركي السابق لدى العراق كريستوفر هيل في شهر سبتمبر العام 2009, عندما كانت العلاقات بين دمشق وبغداد مقطوعة.

وقال المالكي للسفير, خلال لقاء في 22 سبتمبر 2009, ان "ايران وسورية تقدمان اسلحة للمتمردين في العراق, وضمنها صواريخ "ارض جو" من طراز "ستريلا", قصير المدى, والذي يطلق بواسطة منصة تحمل على الكتف. واضاف انه "تم في الاونة الاخيرة توقيف خمسة اشخاص من "لواء اليوم الموعود", المرتبط ب¯ "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني, بينما كانوا يحاولون خفية ادخال صواريخ من هذا النوع مخباة في سيارة دفع رباعي من طراز تويوتا لاندكروزر", معربا عن "الامل في ان يحكم على الاشخاص الخمسة بالاعدام" .

يذكر ان زعيم التيار الصدري رجل الدين مقتدى الصدر, كان اعلن في شهرنوفمبر 2008, تأسيس "لواء اليوم الموعود" لمحاربة القوات الاميركية في العراق, بعدما اعلن صيف العام 2008 حل "جيش المهدي", الذي خاض معارك دامية ضد القوات الاميركية والعراقية منذ العام 2004.

واعرب المالكي عن "الامل في ان يحكم على الاشخاص الخمسة بالاعدام" . يشار الى ان الاجتماع بين المالكي والسفير الاميركي, عقد بعد شهر من موجة هجمات انتحارية بواسطة شاحنات مفخخة استهدفت عددا من الوزارات في بغداد, وقد اتهمت السلطات العراقية في ذلك الوقت, دمشق بايواء الذين اعطوا الاوامر لشن الهجمات ما ادى الى انقطاع في العلاقات بين البلدين, استمر حتى سبتمبر 2010. على الصعيد الامني ذكر مصدر في الشرطة العراقية امس, ان عناصر من الشرطة لاحقت انتحاريا يقود عجلة عند مشارف مدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال بغداد الا انه فجر نفسه قبل تمكن عناصر الشرطة من اعتقاله, مما أسفر عن مقتله واصابة ثلاثة مدنيين بجروح .

من جهة اخرى أعلنت الشرطة ان مدنيين قتلا وأصيب ثلاثة أشخاص, أحدهم ضابط بشرطة المرور حين انفجرت قنبلة مزروعة بالطريق في شرق بغداد.

 

صفير أكد لطلاب القوات دور الشباب في بناء الأوطان

المركزية ـ اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير "دور الشباب في بناء الاوطان"، داعيا اياهم الى "العمل باخلاص في سبيل تحقيق مستقبل زاهر لهم وللبنان".

طلاب القوات: كلام صفير جاء خلال استقباله، قبل ظهر اليوم في بكركي، وفدا من طلاب "القوات اللبنانية" في الفرع الثاني لكلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال في الجامعة اللبنانية، القى بإسمه رئيس الهيئة الطالبية شاهين ساسين كلمة أكد فيها "التزام مواقف بكركي الوطنية الهادفة الى جمع اللبنانيين ليبقى لبنان وطنا سيدا حرا ومستقلا".

ورد البطريرك مرحبا، وقال: "نشكر لكم زيارتكم، ونسأل الله ان يبارككم واننا نعرف انكم لا تزالون على مقاعد الدراسة، والمطلوب منكم تعرفونه انتم هو ان تستعدوا لتكونوا يوما رجال الوطن والغد. ونتمنى لكم مستقبلا زاهرا يكون خيرا من الايام التي نعيشها. وكل ما نطلبه اليكم هو ان تذكرونا بصلواتكم وان تكونوا دائما تحت الطلب وان تتقنوا العلم فهو خير متقن".

"المجلس الوطني لثورة الارز": كما زار بكركي وفد "المجلس الوطني لثورة الارز" - (الجبهة اللبنانية) في رئاسة الامين العام المهندس طوني نيسي الذي ناقش مع البطريرك مواضيع أبرزها: "استقالة غبطته من السدة البطريركية المتداول عبر ألسنة السياسيين، وامل في حسم هذا الامر نظرا الى خطورة الاوضاع السياسية عموما والوضع الماروني خصوصا"،متمنيا على جميع السياسيين "عدم التعامل في موضوع الاستقالة".

كذلك بحث الوفد البطريرك في الوضع الحكومي وابدى اسفه لما آلت اليه الامور من تعقيدات ومطالب وحصص ومشاريع توزير الاهل والاصحاب على حساب مصالح الشعب وكأن الادارات الحكومية ملك حصري للسياسيين يتصرفون بها كما يطيب لهم" متمنا على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي "تشكيل حكومته من سياسيين وتكنوقراط، لتنأى عن الصراعات والتجاذبات وتحمل اسماء وزراء جديرة بالثقة والاحترام".

وأمل في ان "تنصرف الحكومة الى معالجة الاوضاع العامة بدءا من الملفات الاقتصادية والاجتماعية والانمائية، الى الملفات الامنية التي أهملتها الحكومات المتعاقبة منذ التسعينات الى اليوم وهي ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها والسلاح الذي يظهر مع الاحزاب اللبنانية خلافا لاتفاق الطائف، وصولا الى معالجة جذرية لسلاح "حزب الله" من خلال وزير تكنوقراط صاحب اختصاص لانهاء هذا الموضوع الدقيق تطبيقا للقرارات الدولية ولحماية لبنان من اي تجاذبات اقليمية - اقليمية ستكون سببا في تدهور الاوضاع".

وشدد الوفد على "استعادة الأكثرية الصامتة حضورها في مؤسسات الدولة عبر الحكومة المنوي تشكيلها لاصلاح ما افسده جميع السياسيين لأن الاكثرية الصامتة لا حساب لها ضمن هذه التركيبة السياسية بل يتوقف عملها بعد الاستحقاق الانتخابي"، مؤكدا ان "مشاركة الاكثرية الصامتة شرط اساسي لتعمل الحكومة بعيدا عن الارتهان والالغاء لأي طرف لبناني.

شخصيات: والتقى البطريرك الماروي المحامي انطوان فرنجيه الذي اشار الى "ان بكركي كبرت في البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وان الصرح البطريركي هو صرح وطني لجميع اللبنانيين من دون اي استثناء لما فيه خير لبنان ومصلحته".

بعد ذلك التقى صفيرالقنصل العام لجمهورية مالاوي في لبنان انطوان عقيقي، وكانت مناسبة لعرض التطورات المحلية.

ومن زوار الصرح البطريركي: الصحافي والكاتب ميشال مرقس، الأباء البروفسور ايلي كسرواني يرافقه نائب رئيس جمعية الليتورجيين الشرقيين في العالم البروفسور باسيليوس غروين وامين سر الجمعية الاب ستيفانون اليكسوبولوس.

 

سليمان تابع موضوع المحروقات واستقبل سليم الصايغ وعلي عبدالله وحبيش

المركزية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم الاوضاع السياسية والامنية وعدداً من القضايا والملفات التي تهم المواطنين مع عدد من المسؤولين المعنيين، كما تابع موضوع المحروقات وأجرى الاتصالات اللازمة بالجهات المعنية المسؤولة.

استقبل سليمان كلاً من وزيري الشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال علي عبد الله وسليم الصايغ وتناول معهما التطورات وعدداً من القضايا التي تهم المواطنين.

وعرض رئيس الجمهورية مع النائب هادي حبيش للشؤون السياسية المطروحة.

واطلع الرئيس سليمان من كل من المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي ومدير عام أمن الدولة اللواء جورج قرعة على الوضع الامني والخطوات الآيلة الى ترسيخ الاستقرار الامني في هذه المرحلة.

 

السفيرة الاميركية زارت مطر

المركزية - استقبل رئيس أساقفة بيروت للموارنة سيادة المطران بولس مطر السفيرة الأميركية السيدة مورا كونيللي في زيارة بروتوكولية بعد تسلُّمها مهامها الدبلوماسية في لبنان. ورفضت السفيرة كونيللي الرد على أسئلة الصحافيين بعد اللقاء. كما التقى وليد ابو سليمان رئيس مؤسسة سيدرز للإنماء.

 

صقر: ميقاتي يماطل فـي مطالب 14 آذار

نرفض الثلث المعطل لأن مشروعنا الدولة

المركزية- وصف عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب عقاب صقر الحكومة المقبلة بأنها حكومة اقصاء والغاء واكراه، مشيراً الى انه لا يمكن الحديث عن حكومة وحدة وطنية في ظل اقصاء فريق عن عملية اختيار رئيس الحكومة, لافتا" إلى أن مشاركة 14 أذار ستكون شكلية.

وسأل خلال برنامج " نهاركم سعيد" عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال "أي إجماع يتحدثون عنه في حين أنه تم إخراج هذه الأكثرية الوازنة وولي الدم، كما يسمّونه؟

و شدّد على ضرورة أن "يكون هناك مبادئ في السياسة"، وقال: إذا أخذت 14 آذار الثلث المعطل، فأنا سأنتقدها، لأنني ضد هذا الموضوع فهي تصبح قوّة تعطيل".

وأكد أن "الرئيس الحريري ليس مع الثلث الضامن في المطلق"، داعياً "من لديه مشروعا تعطيليا الى أخذ الثلث المعطل، أما نحن فمشروعنا بناء الدولة".

وعن المفاوضات مع الرئيس ميقاتي، قال: "أنا لست مع الأسئلة التي تقدّمت من قبل كتلة "المستقبل" الى الرئيس ميقاتي، لأنها تقدّمت الى الجهة الخطأ فهي كان يجب أن تُقدّم الى "حزب الله"، مشيراً الى أن "البعض في فريق 14 آذار يقول إن المفاوضات اليوم مع الرئيس ميقاتي هي من أجل عدم الاحراج، ولا داعي للإحراج لأن الرجل واضح.

وتساءل "كيف نأتي اليوم برئيس حكومة بالنصف زائداً واحداً في حين رُفض هذا الأمر عند إنتخاب رئيس للجمهورية؟"، مذكراً أنه "عند انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب رفضوا حتى الترشيح الشكلي آنذاك لأي شخص مقابله"، مشيراً الى أن "اعلام 8 آذار يتغنى الآن في ما يسميه "الانفراد الكتائبي"، ولكن في السابق عندما كان حزب "الكتائب" نوع من التمايز، قالوا ان الرئيس الحريري لا يمكنه أن يضبط حلفاءه، هم يأخذون الأمور كما يريدون.

وأوضح أن "الرئيس الحريري لا يملي على حلفائه املاءات كما لا يملي على خصومه، بل هو مع الحوار"، مشيراً الى أن "رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أصبح اليوم البطل الشريف، ولكن عندما تحالف مع "حزب الله" في بعبدا ومن ثم قال إنه يريد العودة الى حلفائه في 14 آذار أصبح الغدر في حد ذاته".

وحذّر صقر من ان حكومة اللون الواحد المقبلة ستصطدم بالشرعية الداخلية الميثاقية والشرعية الدولية والعربية، "خصوصاً أنها تخالف مزاج الشارع العربي الذي يتجه الى مزيد من التعددية والديموقراطية والحريات".

ولفت الى ان "الرئيس ميقاتي لا يزال يسوّف ويماطل في المطالب ورأيه واضح إذ انه لن يقبل بمطالب "14 آذار" ويريد مشاركة شكلية لها كي يحصل على الشرعية ".

من جهة ثانية، أكّد صقر أن "القول إن السعودية تخلّت عن الرئيس الحريري كلام ليس له فائدة وغير صحيح وكاذب، وسيتبيّن ذلك في وقت قريب"، موضحاً أن "السعودية نظام مواجه للأصوليات، على عكس ما يعتقد البعض ويتكلّم عن الوهابية، لأنه لا يعرف بالتحديد النظام السعودي".

سفير قبرص في معراب

المركزية – عرض رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع مع سفير قبرص في لبنان اومير مافروماتيس للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في القوات جوزف نعمه.

 

الكتلة": ردة الفعـل فـي يوم الغضب تعبير عن شعور فئة نتيجة سلب خياراتها الانتخابية

المركزية- أعلنت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية في بيان بعد اجتماعها الدوري في بيروت:" ان ردة الفعل غير المنظمة أو المنسقة في يوم الغضب هي تعبير عما إختلج شعور فئة من اللبنانيين نتيجة سلب خياراتها الانتخابية وتجييرها بالترهيب والترغيب، ومع شجبنا التام لما حصل من تجاوزات في ذلك اليوم ولو محدودة، إنما أتى إستثمارها من إعلام 8 آذار ليغطي على فعلتهم المشينة متناسين ومتعامين عمن نزل الى الشوارع بتنسيق منظم ومحترف مكللاً بالسواد ليرسل رسائل قاتمة محددة الأهداف، وليثبت أنها أول العود من سلسلة مواقف متدرجة نحو الأسوأ من أجل فرض إرادته. وإلا كيف يفسر الإنتشار شبه العسكري في بيروت والعسكري على تخوم منطقة عاليه؟ ألم يكن ذلك تهديداً بالعنف لتحقيق غايات سياسية ظهرت نتائجها سريعا في الإستشارات.

اضاف البيان:" سررنا بكلام الرئيس بشار الأسد الأخير إنه مطمئن ان السلطة في لبنان "إنتقلت بسلاسة"، وكأن عليه أن يبرر لاحد ما انه ضمن عدم إستعمال العنف، ولكننا نلفت إن النظام السوري هو في الحكم منذ أربعين عام تقريباً والإنتقال الوحيد الذي تم هو من أب الى إبنه، فإذا كان معجباً بالنظام الديمقراطي اللبناني عليه أن يؤمّن إمكانية إنتقال السلطة والتغيير في سوريا بوسائل ديمقراطية". وقال:" في الشرق الأوسط اليوم ثلاث توجهات في غياب المشروع الأصيل . فالكل يتكلم عن مشروع إسرائيلي وأخر إيراني ومؤخراً بدأ الحديث عن مشروع تركي، إن غياب العروبة الثقافية بمعناها الجامع أطاح بالمشروع والحلم العربي وهذا ما يفسر الإحباط الحالي لدى الشعوب العربية والذي ترجم بتظاهرات شعبية حاشدة تنشد التغيير في عدة بلدان. ربما آن الآوان لينعم العرب بالديمقراطية علّ ذلك يعود ليعطي حياة للفكر العربي الحضاري ليتقدم على التزمت والاصوليات والتطرف المدمر. نأمل أن يعزز لبنان السباق بين إخوانه في تطبيق الديمقراطية مكتسباته وأن لا ينجرف كما هو حاصل حالياً في إتجاه معاكس".

 

"الوطن" السورية: التشكيل على نار خفيفة واسباب عدة لإمكان إرجائه

المركزية- رأت صحيفة "الوطن" السورية أن "الغليان الذي يسود المحيط العربي، وخصوصاً الحوادث في مصر، لم ينسحب على الوضع في لبنان، ذلك أن المشاورات والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة لا تزال موضوعة على نار خفيفة، مما يؤشر الى أن الولادة لن تكون سريعة، وسط معطيات عن إمكان إرجاء التشكيل إلى ما بعد الرابع عشر من شباط الجاري لأسباب عدة، وهي: "الرغبة في استيعاب ما تحضره قوى الرابع عشر من آذار وخصوصاً تيار "المستقبل" من مهرجان خطابي وشعبي في الذكرى السادسة لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، كل ذلك حتى لا يعطي رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي خصومَه ذريعة إضافية للتعبئة، ولكي ينظمَ بعد تظاهرتهم، وعلى وقع حجمها وخطابها، زيارته الأولى إلى طرابلس بعد التأليف ورداً على أعمال الشغب والبلطجة والاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، التي مارسها تيار "المستقبل" في ما عرف زوراً بـ"يوم الغضب". وبحسب الصحيفة، فإن من هذه الأسباب أيضاً "منح قوى الرابع عشر من آذار كل فرصة ممكنة لإقناعها بالانضمام إلى الحكومة الجديدة، ولكي يتم لاحقاً إحباط أو فضح أو مواجهة الاتهام الذي ستوجهه هذه القوى إلى الحكم بالاستبعاد والإقصاء، لتبرير ما قد تقدم عليه من إقصاء نفسها ومن خطوات تأتي في سياق حربها المستمرة على المقاومة، ولمحاولة استجلاب عطف دولي يبدو راهناً في خبر الاضمحلال"، وبالإضافة إلى "انتظار ما ستكون عليه صورة التطورات العربية، وخصوصاً في مصر، إذ لا أحد يساوره شك بأن لبنان يتأثر بمحيطه من أحداث". ومن أسباب إمكان إرجاء التشكيل إلى ما بعد 14 آذار هو "امتصاص وتطويق الرغبات الجامحة للتوزير والاستيزار، إذ إن الأيام الأخيرة سجلت دفقاً في هذا السياق غير مسبوق".

 

الجميل التقى السفيرة البريطــانية ومحفــوض: يدّعون الشراكة ويعرقلون رغم نوايا ميقاتي الطيبة

المركزية- أكّد رئيس حزب"الكتائب" الرئيس أمين الجميل أنّ "الإتصالات مستمرة مع الرئيس المكلف، وعلى رغم كل النوايا الطيبة التي لمسناها منه وتجاوبه المبدئي لتلبية القضايا الملحة، الاّ أنّه يبدو أنّ الأطراف الأخرى غير قابلة للشراكة التي تدّعيها ولا تسهل له المهمة وتعمد بالتالي الى وضع العراقيل والشروط التي لا تخدم مصلحة الوطن".

التقى الرئيس الجميل ظهرا في دارته في بكفيا، السفيرة البريطانية فرنسيس ماري غاي وبحثا في آخر المستجدات السياسية في لبنان، ثمّ غادرت غاي من دون الإدلاء بأي تصريح.

بعد اللقاء تحدث الجميل الى الصحافيين، قال: "نعي جميعا دقّة الوضع الذي يمر به لبنان، ففي وقت نحن بأمس الحاجة فيه لتحقيق الإستقرار ومواجهة كل ما يحصل حولنا في مصر وتونس وغيرها من الدول، ما زلنا نتسلى بأمور هامشية بعيدا عن التركيز على القضايا الأساسية التي تحفظ البلاد والمستقبل". وتمنى على حلفاء الرئيس نجيب ميقاتي الذين سموه "تسهيل مهمته والتعاون معه لتحقيق هذه الأهداف الوطنية، الاّ أنّنا لا نسمع منهم سوى عراقيل تعقّد مهمته"، وتابع: "كقوى "14 آذار"، قمنا بكل ما علينا والتقينا مع الرئيس ميقاتي وأبلغناه كل استعداد للحفاظ على مصلحة البلاد واحترام القرارات الدولية لأنها تحفظ وتحمي لبنان، والأسئلة التي طرحناها موضوعية ووتصب في مصلحة البلاد، الاّ أنّنا لم نحصل على أجوبة واضحة، بل أتتنا أجوبة من بعض قوى "8 آذار" لتصعد وتزيد التشنج، وكأنها لا تريد الحل وتحقيق الوحدة الوطنية بل العكس تماما".

وعلّق على كلام الرئيس نبيه بري عن ضرورة الشراكة، مؤكدا أنّ "الشراكة هي ما نريده، لكن يجب أن تكون حقيقية، فللشراكة شروط وهي لا تعني أن نكون شهود زور في أي حكومة، وهذه الشروط ليست فئوية بل ذات طابع وطني لتحمي مستقبل لبنان".

ولفت الى أن "الإتصالات مستمرة مع الرئيس المكلف، وعلى الرغم من كل النوايا الطيبة التي لمسناها منه وتجاوبه المبدئي لتلبية القضايا الملحة، الاّ أنّه يبدو أنّ الأطراف الأخرى غير قابلة للشراكة التي تدّعيها ولا تسهل له المهمة وتعمد بالتالي الى وضع العراقيل والشروط التي لا تخدم مصلحة الوطن".

حوار: *سئل: كيف قرأتم موقف الرئيس ميقاتي بالأمس من المحكمة الدولية؟

أجاب:"كلام الرئيس ميقاتي بمجمله مطمئن ويبدي استعدادات طيبة أكان في التصاريح أو في الإجتماعات التي نعقدها معه، إنما تأتي في الوقت نفسه اشارات متناقضة تماما من قبل حلفاء الرئيس ميقاتي أو الذين سموه، ونشعر بعراقيل يضعونها مباشرة من خلال تصاريحهم التي لا تطمئن أبدا، إن لجهة المبادىء العامة والقرارات الدولية، أو لجهة الشراكة الوطنية وكأن هناك فريق لديه موقف واضح، أيا كانت استعدادات وإيجابيات الرئيس ميقاتي.

*سئل: ما هو تعليقك على ما ورد في احدى الصحف السورية بأن حركتم تجاه الرئيس المكلف هي للمناورة وللإيقاع بين الرئيس المكلف وحلفاؤه؟

أجاب:"ممتاز إذا كانوا يعتقدون ان الأمر مناورة فليضعونا أمام الأمر الواقع، فأنا والدكتور سمير جعجع تقدمنا بأسئلة واضحة، ولتأتنا أجوبة واضحة وعندئذ يظهر إذا كان ذلك مناورة أو مقاربة حقيقية. نحن صادقون في كل ما نقوم به وتهمنا مصلحة البلاد، وعندما إنتصرنا في الإنتخابات الأخيرة قبلنا بالشراكة المخلصة والصادقة التي أمنت لفترة طويلة الإستقرار في البلاد ثم حصل ما حصل. يدنا ممدودة للخير على أساس ثوابت واضحة تحمي لبنان ولا ترميه في المجهول.

*سئل: هل الموقف الأخير للرئيس ميقاتي لم يكن كاف لتشجيعكم دخول الحكومة كخطوة اولية من قبله تجاهكم؟

أجاب:" نلاقي كل النوايا الحسنة من قبل الرئيس ميقاتي إنما تسمعون التصاريح الصادرة عن الذين سموه وهي لا تطمئن، فكأن كلام العماد ميشال عون هو لإحراج الرئيس ميقاتي ولدفع الساحة نحو الصدام والفراغ، فالحل لا يكون بهكذا طريقة تخاطب. المؤسف اننا نسمع خطابان، من جهة تطمين من قبل الرئيس المكلف، ورسائل واضحة من الأفرقاء الآخرين بأنهم لا يريدون اي حل يخدم مصلحة البلاد ويحقق الإستقرار فيه بل يريدون دفعه الى خيارات وتدابير على نقيض تقاليدنا ومصالحنا الوطنية.

* : هل سيشارك حزب الكتائب في الحكومة منفردا؟

- " نحن على تواصل دائم مع قيادات "14 آذار"، وسنضع تصور وموقف مشترك من هذا القبيل.

محفوض: الى ذلك استقبل الجميل في الحادية عشرة من قبل الظهر رئيس حركة التغيير ايلي محفوض.

وبعد اللقاء أعلن محفوض أنّنا في أخطر مرحلة يمر بها لبنان في تاريخه القديم والمعاصر، هناك اسئلة وشك عند الناس، وعتب موجه الى قيادات "14 آذار"، سائلا: "ماذا سيحدث في لبنان خصوصا بعد أن تم الإنقلاب".

تابع: "ومن ضمن الأسئلة التي يطرحها الناس هل ستشارك قوى "14 آذار" أم ستتخذ قرارا بعدم المشاركة"، لافتا الى أن "14 آذار إما تشارك مجتمعة وإما لن يشارك أحد، فهذه القوى متعاضدة ومنسجمة مع بعضها البعض اكثر من اي وقت مضى".

 

ارتدادات المشهد المصري تنعكس ترنحاً لبنانيـــــاً

سليمان وميقاتي اتفقا على فلسفة ومبادىء التشكيـــل

عون من فردان: لا خلاف مع أحد ولم نبحث في التفاصيل

المركزية – على وقع المعارك الدامية التي سجلتها الساعات الاربع والعشرين الماضية في مصر والمتسارعة بوتيرة تنذر بالانزلاق في اتجاه شر مستطير، يمضي لبنان في معركة الرهان على حركة متعددة الاطراف يراد لها ان تخرج الحكومة العتيدة الى النور قبل الدخول في دوامة الوقت الضائع واستنزاف المهل، فيما يشد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي حزام الصمت الى حده الاقصى متجنباً الخوض في الملف الحكومي وعقده وشروطه.

فلسفة التشكيل: اما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فقالت مصادر مطلعة لـ "المركزية" انه يتداول والرئيس المكلف في اجتماعات يعقدانها في موضوع التشكيل في ضوء مواقف الاطراف السياسيين، ويقومان نتائج الاتصالات التي يجريها الرئيس ميقاتي في شأن التشكيل.

واضافت ان الرئيسين يسعيان الى اعتماد مبادئ التشكيل وفق "فلسفة" تقوم على الابتعاد كل البعد عن المحاصصة او المطالبة بحصص ومقاعد وزارية واعتماد تمثيل كل المكونات السياسية ضمن حكومة متوازنة، وصيغة وزارية متجانسة تشكل فريق عمل واحد بحيث لا تضم اسماء نافرة او تحدث "نقزة" لدى اي طرف وتؤمن الاستقرار السياسي والامني والانتاجية في العمل.

زوار سليمان: من جهتهم، نقل زوار الرئيس سليمان عنه اصراره على "حكومة الجميع" واكدوا انه يبقي خطوط التواصل مفتوحة مع الاطراف كافة وهو للغاية يعقد لقاءات مع بعض الشخصيات والقيادات شملت رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وغيره في اطار تبادل وجهات النظر. وقال هؤلاء حتى ظهر اليوم كل حديث عن تشكيلة سواء كانت من 24 وزيرا او 30 او 14 سياسية كانت ام تكنوقراط ام غيرها كلها من باب الاجتهاد. وان كل الاتصالات التي جرت بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ما زالت تتناول العناوين الاساسية وشكل الحكومة والاجواء السياسية التي تواكب التحضيرات من اجل تشكيلة حكومية تمثل الجميع ولا تستثني الا من يستثني نفسه.

واوضحوا بأن اللقاء الذي عقد امس بين الرئيسين سليمان وميقاتي كان لا بد منه في هذه المرحلة بالذات، وتخلله جردة شاملة للمواقف من موضوع الحكومة الى سائر القضايا السياسية.

ما بين 14 آذار: على صعيد آخر، قالت مصادر في قوى 14 آذار لـ "المركزية" ان حركة الاتصالات التي جرت ما بين بيت الوسط وبكفيا ومعراب ما زالت ضمن الاطر التي انطلقت من خلالها المبادرة التي اقترحها الرئيس امين الجميل وقام بها هو والدكتور جعجع لدى الرئيس ميقاتي، وان الاتصالات لم تؤدِ الى اي تغيير اساسي في المواقف مشددا على أن قوى 14 آذار ستجتمع للبحث في هذا الموضوع، وعلى مستوى الاقطاب فور عودة الرئيس الحريري من الخارج.

وتحدثت المصادر عن لقاء جامع قد يكون اعلاميا اكثر مما هو سياسي تحضيرا للاحتفال بذكرى 14 شباط وسط اكثر من مشروع ما زال مطروحا حتى الآن حول شكل إحياء هذه الذكرى. الا ان هناك رأيا قد يرجح وهو الاحتفال بلقاء شعبي موسع في وسط بيروت.

بين مصر ولبنان: الا ان اوساطا مسيحية في قوى 14 آذار اعربت عن اعتقادها ان الوضع اللبناني عموما والحكومي خصوصا يخضع لفترة جمود تقتضيها الضرورات الاقليمية وتحديدا المصرية، ذلك ان دمشق تفضل التريث راهنا في انتظار التطورات في مصر ومعرفة الاتجاهات وردود الفعل الدولية قبل الاقدام على الخطوة المقبلة في لبنان.

المراوحة افضل المواجهات: واشارت الى ان الوضع الراهن هو الاكثر ملاءمة لقوى 8 آذار ومن خلفها باعتبار ان اي حكومة ستشكل، مضطرة لمواجهة المجتمع الدولي وهي ستكون حتماً مكلفة، خصوصا اذا ما تم اللجوء الى تطبيق الفصل السابع، من هنا اعتبرت المصادر ان دمشق وحلفاءها يفضل عدم التشكيل والبقاء في دائرة المراوحة بحيث يصدر القرار الظني في اغتيال الرئيس الحريري في غياب حكومة في لبنان وعند المراجعة الدولية يأتي الجواب اللبناني ان لا حكومة لتتجاوب مع مقتضيات المحكمة اما حكومة تصريف الاعمال فعاجزة عن اتخاذ القرارات من موقعها المستقيل.

ولاحظت ان الرئيس ميقاتي على رغم المحاولات التي يبذلها لإثبات موقعه الوسطي واقناع فريق 14 آذار بعدم خضوعه لأي شروط من الطرف الآخر، الا انه لن يتمكن ان يقول لا للرئيس بشار الاسد حين يصدر امر عملياته لحلفائه في لبنان.

ضمن المعادلة: وسط هذه الاجواء اوضحت مصادر دبلوماسية غربية ان الرئيس ميقاتي لم يأت الى رئاسة الحكومة وفق دفتر شروط وانما من ضمن معادلة (مهمة) محددة الاهداف تقوم على ارساء الاستقرار ومعالجة الاوضاع انطلاقا من موقعه الوسطي.

ولفتت الى ان ردود الفعل الغربية المتتالية والمتضمنة مواقف مشجعة وايجابية من الرئيس المكلف تشكل دليلا الى الانتقال المطلوب والمتفق عليه، مستشهداً في هذا المجال بعدم انزعاج قوى 14 آذار من البقاء خارج الحكومة والمعارضة من ضمن اطر الديموقراطية النموذجية.

تمثيل العاصمة: الى ذلك، قالت اوساط سياسية مطلعة ان الرئيس ميقاتي يؤكد اهمية التمثيل الرمزي في الحكومة وليس الكمي والنوعي، مشيرة الى حرصه على تمثيل العاصمة بوزيرين من ضمن حكومة يفضلها غير فضفاضة.

عون: وفي سياق متصل، سجل موقف لافت اليوم لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون من فردان حيث اجتمع الى الرئيس المكلف نفى فيه كل ما اشيع عن خلافه مع الرئيسين سليمان وميقاتي في شأن الحقائب والاسماء مؤكدا ان البحث لم يتطرق اليها بعد.

ميقاتي – حزب الله: وتوقفت مصادر مراقبة عند حديث الرئيس ميقاتي الى صحيفة "لو فيغارو" امس متسائلة عن موقف حزب الله ازاءه ولا سيما لجهة ضرورة الاجماع اللبناني على قضية المحكمة الدولية واشارت في هذا السياق الى ان الامر استلزم حتما توضيحا من الرئيس ميقاتي الى حزب الله.

وفي هذا الاطار، علم من مصادر في قوى 8 آذار بأن اللقاء المنتظر بين الرئيس ميقاتي والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم تكتمل عناصره بعد.

وان خطوط الاتصالات مفتوحة عبر الوسطاء وابرزهم المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل الذي ناقش والرئيس ميقاتي امس عددا من الافكار المطروحة على المستوى العام.

 

نتنياهو: هل يحترم "حزب الله" حقوق الإنسان؟

نهارنت/اكّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان "ايران تريد الاستفادة من الفوضى في مصر لإنشاء "غزة اخرى" في مصر، مشيراً الى ان ايران حذّرت من ان الجماعات الاسلامية وصلت الى السلطة بالوسائل الديموقراطية في ايران ولبنان وغزة. وتوقع رئيس الوزراء الاسرائيلي "اي حكومة جديدة في مصر تدعم اتفاقية السلام مع اسرائيل كالتي استمرت على ثلاثة عقود"، كلام نتنياهو جاء امس الاربعاء قبل انعقاد البرلمان الاسرائيلي. وتساءل نتنياهو "هل هناك حرية في ايران، وهل هناك ديمقراطية في غزة، وهل يحترم "حزب الله" حقوق الإنسان؟". ورأى ان (الايرانين) "يريدون مصر التي كانت في العصور الوسطى، ويريدون لها ان تصبح مثل غزة التي تديرها القوى الراديكالية. هذه القوى التي هي ضد كل ما نريده، وكل ما يقف العالم الديموقراطي لاجله". وحذّر نتنياهو من "الاخطار التي يشكلها عدم الاستقرار في مصر"، وذلك بعد اطلاع دقيق ومستمر على الملف المصري وكيفية تطور الاضطرابات هناك. واوضح نتنياهو ان "مصر هي اول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع اسرائيل عام 1979 واحترمت هذا الاتفاق بشكل تام. والرئيس المصري حسني مبارك على علاقة وثيقة مع القادة الاسرائيليين وعمل كجسر بين اسرائيل والفلسطينيين في العالم العربي". واشار نتنياهو الى ان "نظام جديد في مصر يكون اكثر ديموقراطية، لن تشكل تهديدا لإسرائيل". ودعا المجتمع الدولي إلى "التشديد على أن كل من يتولى السلطة في مصر عليه ان يكون ملتزماً بالسلام مع إسرائيل". 

 

فرار المدانين بقضية حزب الله في مصر مع سجناء وادي النطرون

نهارنت/اكّد مصدر امني ان جميع المدانين في سجن وادي النطرون فروا خلال عملية الهروب الجماعي من سجن وادي النطرون الاحد الماضي. واصدرت محكمة طوارىء في نيسان الماضي احكاما تراوح بين السجن مدى الحياة والسجن ستة اشهر على 26 شخصا. وكان 22 متهما اعتقلوا في نهاية 2008 وفي كانون الثاني 2009 فيما حوكم اربعة متهمين غيابيا.

وكان بين الفارين الاحد الماضي محمد يوسف منصور المعروف باسم سامي شهاب لبناني. ودين المتهمون ال26- لبنانيان وخمسة فلسطينيين وسوداني و18 مصريا - بالتخطيط لاغتيالات والتخطيط لاعتداءات ضد مواقع سياحية مصرية وسفن تعبر قناة السويس لحساب حزب الله. وأعلن عضو المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي من مركز "المرابطون" بعد اجتماع لقاء القوى والأحزاب الوطنية والفلسطينية، أن "قائد خلية حزب الله في مصر سامي شهاب أصبح خارج السجون المصرية وهو بخير وأمان".

من جهة اخرى, اكّد نواب "حزب الله" انهم "لا يملكون اي معطيات في هذا الخصوص"، اشارة منهم الى هروب خلية "حزب الله" في مصر من سجن النطرون إثر الاضطرابات التي تشهدها مصر منذ ثلاثاء الماضي والتي تدعو فيها لسقوط نظام الرئيس حسني مبارك الذي يتولى السلطة منذ ثلاثة عقود.

وكانت الخلية متهمة بالتخطيط لتنفيذ عمليات داخل الأراضي المصرية. واشار محامي الدفاع عن قائد الخلية سامي شهاب، النائب اميل رحمة لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "دوره ينحصر داخل المحكمة" ورفض إعطاء أي معلومات "تؤكد أو تنفي ما يشاع". وذكر الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط للصحيفة، أن "فرار ما يعرف بخلية "حزب الله" أمر طبيعي يندرج ضمن الخطة التي وضعها النظام المصري لإفراغ السجون". وشدّد على أن "هذا القرار لم يميز بين فئة وأخرى أي بين المساجين السياسيين والعاديين للتغطية على القرار الهادف لتحوير المظاهرات السلمية وتحويلها إلى أعمال شغب وسرقة ممتلكات وإحراق منازل". وعدّد حطيط المكاسب التي حققها النظام من هذا القرار وهي، "أولا للقول إن أياد خارجية أطلقت المساجين وأن المظاهرات انحرفت عن مسارها وتحول المحتجون السلميون إلى بلطجية، ثانيا، لاستعمال المساجين ككتلة بشرية لشق صفوف المتظاهرين السلميين ومهاجمة المحتجين". واكّد حطيط ان "عودتهم إلى لبنان مرهونة بالإمكانات المتاحة لهم حالياً". ولم يستبعد حطيط فرضية الترويج لهروب الخلية من السجون للتغطية على جريمة ارتكبت بحق أفرادها.

 

بيضون: لبنان يتجه لـ"غزة 2"!  

رأى النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن "بعض الجهات المحلية والاقليمية أرادت أن تكون ظروف تكليف الرئيس ميقاتي، محاولة جدية لاستنباط شرخ سني ـ سني يؤدي بأبعاده ووقائعه الى وقف التصويب على الشيعية السياسية، الأمر الذي تنبّهت اليه قوى "14 آذار" وتصدت له من خلال تفويضها كلاً من رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع والرئيس الأسبق امين الجميل كمسيحيين مارونيين، لمفاوضة الرئيس ميقاتي بالنيابة عن القوى المذكورة مجتمعة"، مشيراً الى أن "ذلك هو للتأكيد على وحدتها (وحدة قوى 14 آّذار) وتضامنها في مسار سياسي واحد، وعلى أن الصراع اللبناني الداخلي يدور بين "قوى 14 آذار" بكلّ أجنحتها، وبين مشروع الوصاية الاقليمية التي تحاول الشيعية السياسية ترسيخه وتمتين أواصره على الساحة اللبنانية".

بيضون، وفي حديث الى صحيفة "الأنباء" الكويتية، أعرب عن عدم اعتقاده بأن "تكون عملية تفويض الدكتور جعجع لمفاوضة الرئيس ميقاتي رداً على سوريا"، معتبراً أن "الرئيس الحريري ليس في وارد الرد على سوريا انما يحاول التأكيد على أنه، وبالرغم من المشهد الطرابلسي الأخير، فإن الطائفة السنية غير منقسمة، وبالتالي فإن تفويض الدكتور جعجع كماروني لمفاوضة ميقاتي جاء لسحب الفكرة من أذهان الناس وللتأكيد على الوحدة السنية، وأيضاً للتأكيد على رفض السلاح وعلى تمسّك قوى "14 آذار" بثوابتها السياسية".

ورداً على سؤال حول كلامه عن حتمية استقالة الرئيس ميقاتي لاحقاً، لفت بيضون الى أن "لحظة صدور البيان الاتهامي عن المحكمة الدولية وتبيانه الدلائل والاثباتات القطعية التي ستبنى فيه الاتهامات على أساسها، ستسقط جميع الادعاءات وتبدّد الدعايات التي أثارها فريق "8 آذار" وبعض الوسائل الاعلامية المحلية والأجنبية ضدّ المحكمة الدولية منذ انشائها حتى اليوم"، معتبراً أن "قطعية تلك الدلائل والاثباتات ستجعل الرئيس ميقاتي عاجزاً عن رفضها وستضعه بالتالي أمام مفترق لاختيار طريق من اثنين، اما الذهاب الى الانتحار عبر رفضه تنفيذ القرار الاتهامي، واما الاستقالة كمخرج وحيد له من الموقف الحرج، وذلك لكونه أتى على رأس السلطة التنفيذية لادارة الأزمة اللبنانية الراهنة وليس لكونه يملك الحلول والعصا السحرية". وإذ رأى بيضون أن "لبنان ذاهب في ظلّ المسار الحالي له الى انتاج واقع "غزة 2"، اعتبر أن "الشيعية السياسية مدعومة من المحور الاقليمي السوري ـ الايراني، نجحت في وضع يدها على رئاسة مجلس الوزراء من خلال ابعاد الرئيس الحريري وقوى "14 آذار" عنها، كما نجحت في تكبيل رئاسة الجمهورية وتجريدها من دورها من خلال وقف طاولة الحوار الوطني التي طالما راهنت الرئاسة الأولى عليها لاحتواء أزمة السلاح وما يتفرّع عنها من أزمات ثنائية، ناهيك عما يتم تسريبه عن تحجيم التمثيل الرئاسي داخل مجلس الوزراء من حيث عدد الحقائب ونوعيتها، وأيضاً بإحكام قبضتها على المجلس النيابي من خلال الرئيس نبيه بري الذي لم يعد بدوره يفتح ابواب المجلس النيابي الا في المناسبات"، مضيفاً "وبالتالي ومع افول نجم الرئيس الحريري وفشل مساعي "س. س" أصبح لبنان مرتبطاً بالمشروع الاقليمي أكثر من ارتباطه باللعبة الداخلية، وهو ما اثار حفيظة وقلق المملكة السعودية والمجتمع الدولي ككل".

 

محنة التواضع

أيمن جزيني/لبنان الآن/من باب رفع العتب، تفتح الأكثرية المخترعة باب المشاركة لقوى "14 آذار" في الحكومة العتيدة. قوى "14 آذار" نفسها تدرك أن رفع العتب لا يصرف في مصارف السياسة، وأن المفاوضات التي تدعى إليها إنما تهدف لترتيب حجة الأكثربة المخترعة في مواجهتها. سيخرج من يقول: لم نكن ضد مبدأ مشاركة المعارضة في الحكومة، لكنها وضعت شروطاً أين منها الشروط التي وضعها الجنرال عون للمشاركة في الحكومة المستقيلة. وعليه لا لوم علينا ولا حيف، فاوضنا بروح من يريد المشاركة والطرف الآخر لا يريدها.

ولو أن قوى "14 آذار" رفضت المفاوضات أساساً، سيخرج من يقول: أرأيتم، هم يريدون الإستئثار بالحكم ويرفضون مبدأ الشراكة أصلاً.

طبعاً في بلد منقسم على نفسه مثل لبنان، الحجج جاهزة وجمهورها الذي يقتنع بصوابها جاهز أيضاً. لا حاجة لدى المعارضة إلى بذل كثير من الجهد لإقناع جمهور الجنرال ميشال عون بأن قوى "14 آذار" ترفض الشراكة وتبتغي الاستئثار. هو جمهور، مثله مثل جمهور "حزب الله" أيضاً، يقيم أود لحمته ويشد عصبه على مثل هذه الإدعاءات. لكن رفع العتب مطلوب لذاته وبذاته، لأسباب أخرى. أولها أن قوى "8 آذار" التي ترفض المشاركة أصلاً تريد أن تحمل مسؤولية فشلها في الحكم إلى قوى "14 آذار" التي ستكون خارج الحكم. وسيخرج من يقول: لو قبلت "14 آذار" بما عرضناه عليها لتحسنت حال الكهرباء وزادت فرص العمل وتحسن النمو وتخلصنا من الدين العام. لكن رفضها المشاركة جعل الحكومة تعرج إلا في القضايا الأساسية، المتعلقة بالموقف من العدو الصهيوني، المتمثل اليوم بالمحكمة الدولية و"شهود الزور".

ثانيها أن قوى "8 آذار" تريد مادة لغيّها في الشهور المقبلة. فهي إن حكمت وحيدة لن تجد الكثير لتفعله. ستفتح ملف "شهود الزور" والملفات المالية وتصدر استنابات قضائية بحق خصومها جميعاً، ثم لا شيء. أصلاً ليس في عهدة الأكثرية الجديدة ما تعتد به لجهة خططها في الاقتصاد أو في السياسة الخارجية أو حتى في الدفاع والداخلية.

المسألة كلها تتعلق بتخريب وتعطيل كل ما يمت بصلة إلى الأكثرية السابقة. يقول أمين عام "حزب الله" السيد نصرالله أن حزبه هزم قوى الاستكبار كلها حين اجتمعت عليه في 2006، والذي يستطيع أن يهزم قوى الاستكبار كلها لا يصعب عليه أن يحكم بلداً صغيراً مثل لبنان. "حزب الله" كبير، وأكبر من لبنان فعلاً. إنما نحن نعرف وهو يعرف والسيد أحمدي نجاد يعرف أن مثاله للحكم لا يروي العطشان ولا يطعم الجائع. قد يسأل ساذج سؤالاً: ماذا يفعل شباب الطائفة الشيعية لتنمية الاقتصاد اللبناني أو العلم أو الثقافة؟ الجواب واضح، لقد فرغهم "حزب الله" مقاتلين أو موظفين أو مناصرين مما عطل دورة حياة بكاملها. الدول لا تعيش بجيوشها ومقاتليها فقط. لكن "حزب الله" جيش لدولة أكبر من لبنان. والأرجح أنه لن يستطيع ان يتواضع لينجح في حكم لبنان الصغير.

 

مسودة تقريبية لـ «حصص وأسماء وحقائب» الحكومة اللبنانية المرتقبة

رغم «مفاوضات المشاركة» التي خاضتها قوى 14 آذار ممثلة بقطبيها المسيحيين الرئيس أمين الجميل ود.سمير جعجع، لم تتوقف عملية تشكيل الحكومة وحركة التداول الجارية في الكواليس السياسية وعلى أساس ان قوى 14 آذار لن تشارك فيها بعدما ربطت مشاركتها بشروط ورفعت سقف موقفها السياسي.

وفي آخر المعلومات المتعلقة بعملية التأليف «السريع وغير المتسرع»، والتي توافرت من مصادر سياسية مواكبة لهذه العملية ومطلعة على خفاياها، علم:

1 - ان أسهم الحكومة الموسعة الثلاثينية ارتفعت مجددا، وستكون حكومة الثلاثين وزيرا موزعة على أساس الثلثين لقوى المعارضة والحليفة لسورية، والثلث لرئيسي الجمهورية والحكومة «4 لسليمان و6 لميقاتي».

2 - المقاعد المارونية (6) موزعة من حيث المبدأ على هذا الشكل: 2 سليمان، 2 عون، 1 فرنجية، 1 ميقاتي.
لائحة الرئيس سليمان المارونية تضم: ناجي البستاني، وسام بارودي، ناظم الخوري، خليل الهراوي.
لائحة الرئيس ميقاتي تضم: جان عبيد، نعمت افرام، سمير أبي اللمع.
لائحة العماد عون تضم: جبران باسيل، ابراهيم كنعان، شكيب قرطباوي، فادي عبود.
مرشح فرنجية: روني عريجي.

 

هل تتمثل زحلة مجدداً من خارج ناديها السياسي؟

النهار/ فيما يتوقع كثيرون ان يكون النائب نقولا فتوش اول الوزراء الزحليين في الحكومة الجديدة مكافأة له على موقفه المؤيد لقوى 8 آذار، وعدم تجاوبه مع مطلب السفيرة الاميركية التي زارته في دارته، تبرز رغبة متزايدة في اعادة الاعتبار الى النائب السابق الياس سكاف لدى شريحة واسعة من قوى 8 آذار.

واذا كان الوضع الزحلي استدعى في المرة السابقة ادخال وجوه جديدة الى النادي السياسي تمثل بوزير الثقافة سليم وردة، فان ثمة اقتراحات متشابهة تدور في الكواليس حتى لا يحتدم الصراع داخل قوى 8 آذار نفسها في مرحلة اولى، ولعدم استفزاز الناخب في البقاع الاوسط اذا ما استمر عمر الحكومة العتيدة الى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، فتنعكس على فتوش نفسه. ويواجه فتوش عقدتين، أولاهما الوزير السابق الياس سكاف وحركة اتصالاته الناشطة في غير اتجاه، وثانيتهما "التيار الوطني الحر" الراغب في استعادة الموقع البقاعي بعد خسارة مرشحه سليم عون في انتخابات 2009، وتمثل المدينة في الحكومة السابقة بقواتي.

ويبرز في هذا الاطار اسم رجل الاعمال الارثوذكسي وديع العبسي القريب جدا من العماد ميشال عون، ومن رئيس الجمهورية وقيادة الجيش، والمقبول من العائلات الزحلية بعدما عمل في الاعوام السابقة على بناء الملاعب الرياضية وترميم الكنائس والاديار، ودعم حملة سكاف في 2005، عندما كان الاخير متحالفا مع عون. ولا يستفز اختياره قوى 14 آذار ايضا، اذ ساهم عمله الاجتماعي في تقريب مؤيدي هذه القوى منه.

 

هل أصبحت الـ"LBC"نسخة منقحة عن الـ"OTV 
كانت لافتة نشرة المؤسسة اللبنانية للإرسال مساء الأربعاء، وأكثر ما لفت انتباه المشاهدين كان تقرير الزميل عبدو الحلو حول الخلاف على أسعار المحروقات بين وزيرة المال ريا الحسن ووزير الطاقة جبران باسيل. فلأول مرة نسمع تقريرا ضمن نشرة الأخبار يقول الآتي: "وزير الطاقة المنتمي الى تيار التغيير والإصلاح... ووزيرة المال المنتمية الى تيار المستقبل"، وذلك في محاولة سافرة لتشويه صورة ما يجري. فالمطلوب بالنسبة الى الزميل عبدو الحلو المعروف بهواه العوني أن يقول بشكل مباشر إن الوزير العوني يسعى الى خفض أسعار المحروقات في حين أن وزيرة المستقبل ترفض تخفيض الأسعار، وذلك في عمل ملتوي ولا أخلاقي من الحلو ومن رؤسائه في الـLBC يعكس الانحياز المفضوح الى العونيين على حساب الحقيقة والواقع اللذين يؤكدان مخالفة باسيل لكل القوانين والأعراف في ممارساته، وذلك بهدف محاولة كسب شعبية بطريقة رخيصة. فإلى متى تستمر الـLBC في لعب هذه الأدوار البعيدة كل البعد عن المهنية والأخلاق الإعلامية بهدف الترويج للعونيين مهما كان الثمن؟  موقع القوات اللبنانية

  

بشار الاسد يواجه الامتحان الاصعب: هل يتكرر مشهد مصر وتونس في شوارع دمشق؟ 

ماذا يقول السوريون قبيل ساعات من يوم الغضب؟

سلمان العنداري/على وقع "الثورات الاحتجاجية" التي تجتاح العالم العربي منذ اسابيع، والتي تنقلت رياحها من تونس وصولا الى مصر والاردن واليمن وعواصم اخرى، تتجه الانظار هذه المرة الى دمشق. اذ تتحضر مجموعة سورية مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر للنزول الى الشوارع في "يوم غضب" بعد صلاة يوم غد الجمعة في كافة المدن السوريّة احتجاجاً على سياسات النظام الذي يقوده الرئيس بشار الاسد.

وعلى وقع التظاهرات الشعبية التي انطلقت في الساحات والعواصم العربية المطالبة بالحرية والديمقراطية، انهالت الوعود بالإصلاح والتغيير من قبل الزعماء العرب الذين فوجئوا بحجم السخط الشعبي الذي انفجر بعد عقود من الكبت والظلم والإستبداد والقهر والبطش.

وفي هذا السياق خرج الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع صحيفة "وال ستريت جورنال" الاميركية منذ يومين، ليصرّح بأنه سيدفع صوب إصلاحات سياسية أكثر في البلاد، وأن العصر الجديد يفرض على الحكام أن يكونوا أكثر تناغما مع شعوبهم. واعداً بإجراء "انتخابات بلدية، ومنح المنظمات الأهلية غير الحكومية سلطات أوسع، وطرح قانونا جديدا للإعلام. لكنه استبعد بالمقابل القيام بإصلاحات سياسية سريعة "لكون المجتمع السوري غير مهيء"، مشترطاً بناء المؤسسات وتطوير قطاع التعليم قبل التوجه إلى الإصلاحات السياسية.

كلام الاسد "الاستلحاقي" كما يصفه ناشطون سوريون، سبقه اليه عدد من الزعماء العرب الذين سارعوا الى اقالة حكوماتهم واطلاق شعارات الاصلاح وعدم التوريث، فيما استمرت ايام الغضب تتنقل من عاصمة الى اخرى تطالب الحكومات بضرورة تغيير السلوك والا... فسقوط النظام.

"موعدنا في الرابع من شباط بعد صلاة الجمعة .. موعدنا مع التغييير .. شاركونا مظاهراتنا السلمية .. في كل المدن السورية .. حتى تتحقق مطالبنا"... دعوة مفتوحة وُجّهت على صفحة "يوم الغضب السوري" الفايسبوكية التي انضم اليها عشرات الآلاف من الناشطين التوّاقين الى التغيير في بلادهم، والذين ضاقوا ذرعاً بممارسات السلطات التي لا تعترف بالتعددية والتي تعمل على خنق كل حركة من شأنها ان تحدث خرقاً في جدار الواقع المرير".

وفي بيان نُشر على الصفحة الالكترونية، والذي تناقلته وكالات الانباء العالمية، توجّه القيمون الى الرئيس بشار الاسد بالقول: "إننا لسنا ضد شخصك ولكن ضد أسلوب الحكم الفردي والفساد والإستبداد وتكديس الثروة بيد أقربائك وحاشيتك"، وشددوا على أنَّه "لا ينبغي السكوت عن الظلم بعد اليوم وطفح الكيل ولا من سامع أو مجيب".

ومع التأكيد على "سلمية التظاهر"، ناشد البيان قوات الأمن "إفساح المجال أمام المتظاهرين للتعبير عن أنفسهم"، وأضاف: "هؤلاء الشباب المتطلعون نحو الحرية هم أبناؤكم وإخوانكم فلا تقمعوهم وحافظوا عليهم فهم ثروة الوطن وعدة المستقبل".

وطالب المنظمون النظام السوري "بالغاء قانون الطوارىء والاحكام العرفية والتحول الى دولة مدنية، وبتعديل الدستور والغاء نظرية الحزب الواحد والتحول نحو الدولة التشاركية والتعددية الديمقراطية. وبتشكيل حكومة وطنية تعبر عن اطياف الشعب بأكمله وتحقق مطالب شبابه. وباجراء انتخابات حرة ونزيهة لانتخاب مجلس للشعب".

كما شدد المشاركون في التعليقات والنقاشات على "ضرورة محاسبة المفسدين وملاحقتهم في جميع اجهزة السلطة وايقاف نفوذ المتسلطين، وعلى ضرورة اصدارعفو عام عن كل سجناء الرأي والسياسيين والقرار الفوري بعودة المهجرين من ابنائنا وذوينا الى وطنهم دون قيد او شرط، من دون اغفال حتمية القضاء على الفقر والبطالة في المجتمع، ورفع الحظر عن الإعلام والانترنت بشكل كامل واتاحة المجال للمنتديات الفكرية والسياسية والحزبية لتعبر عن نفسها".

يقول قيادي شاب مُعارض رفض الكشف عن اسمه ان " تحركات يوم الغضب ستنطلق في جميع المحافظات السورية، وأمام السفارات السورية، على ان تبدأ من يوم غد 4 شباط بعد صلاة الجمعة، أما اليافطات والشعارات فستتناول الإصلاح والديمقراطية والحرية، مع تمنياتنا ان لا يتم التداول بأي هتافات او شعارات مذهبية او طائفية".

ويشرح الشاب "ساهر" على موقع التويتر سبب مشاركته بالمسيرة الاحتجاجية المقررة يوم الجمعة، اذ يعتبر "انها تهدف الى محاسبة نظام احتكار السلطة الذي انتهجه حافظ اسد وأورثه لابنه بشار".

وترى احلام "ان اعتراف الرئيس بشار الاسد في حديثه الصحفي الاخير بأن الإصلاح السياسي لم يتقدم بالشكل الذي تخيله بعد وفاة والده، ليس الا حجة ضعيفة وواهية لم ولن تقنعنا ولن تثنينا عن رفع الصوت والمطالبة بحقوقنا الأساسية المسلوبة منذ عقود طويلة، ولهذا فإن مشاركتنا الكثيفة في يوم الغضب ستكون بمثابة فرصة ذهبية لقول "لا" مدوية بوجه السياسات المتبعة".

وفي المقابل، تحرك الشارع الفايسبوكي لمواجهة يوم الغضب السوري، فكانت صفحة "بشار الاسد معك بالحلوة والمرة، لا ليوم الغضب" والتي تضم اكثر من 600 شخص، حيث اتهمت الصفحة القوى المنظمة "ليوم الغضب" بانها تريد تخريب الامور الداخلية وزعزعة الاستقرار الذي تعيشه بلاد الشام منذ سنوات. وتمتلىء الصفحة بالعبارات والمقالات المؤيدة والموالية لحكم الرئيس بشار الاسد، اضافةً الى الصور الشخصية "للرئيس القائد"، و"لصمام الامان في جبهة الممانعة بوجه العدو الصهيوني المتغطرس".

احمد عباس يقول "ان الرئيس بشار الاسد اتى بانتخابات شرعية دستورية وباستفتاء شعبي و حاز على اصوات 97.62 % من المواطنين السورين، وتظاهرة يوم الغضب لن تكون الا مهزلة واستعراض بدعم خارجي، ولذلك فلتبتعدوا عن هذه التحركات لأن بشار الاسد سيبقى أكبر مخرز بعين أمريكا و اسرائيل".

اما ناصر عمار وهو مناصر للنظام السوري، فعارض بشدة تحركات الغدّ، معتبراً ان "كل استهداف لسورية يهدف إلى الثأر منها لما تسببت به من خسائر للحلف الاستعماري الصهيوني".

أسئلة كثيرة تطرح حول ماهية هذا التحرك وحجمه ومدى نجاحه... فهل تتمكن القوى الشبابية والاجتماعية المعارضة للنظام السوري من خرق جدار الصمت والمشاركة بجرأة في شوراع الشام واللاذقية وحلب؟... وكيف سيكون حجم التظاهرات والتحركات، والى اي حد ستسمح هذه الاحتجاجات بخرق جدار الصمت وتغيير الواقع الميؤوس منه؟... وكيف ستتعاطى القوى الامنية ووفق اي معيار؟، خاصةً وان المعروف عن الرئيس بشار الاسد بانه يُحكم قبضته على البلاد، ولا يتسامح مع اي احتجاجات مناهضة".

عدد كبير جداً من وسائل الاعلام والناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي يترقبون يوم غد بفارغ الصبر. اذ يعتبر عدد كبير منهم ان ربيع دمشق اقترب بالفعل، وان التغيير الذي بدأ من تونس منذ اسابيع سيستكمل وسيبلغ ذروته في شوارع العاصمة السورية، "على امل ان يكسر الشعب الاغلال ويتحرر من الخطوط الحمر التي وضعها نظام الاسد بوجهنا".

وبانتظار استكمال الصورة التي تتسارع احداثها على الساحة العربية المربكة، يتوجّه المنظمون الى الشعب السوري قبيل ساعات من ساعة الصفر بالقول: "يا شباب سوريا، آن الاوان لحكم ديمقراطي منفتح على شعبه بعيداً من مصالح الحزب والمحسوبية والعائلية والطائفية، متمسكاً بثوابت الامة وحاجاتها... يا شباب سورية...سوريا كلها بانتظاركم لتكونوا على الموعد... موعد التغيير... رافعين رؤوسكم واعلامكم... فتذكروا اذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر، وما اصدق الهتاف الذي شق حناجر المتظاهرين، نموت نموت ويحيا الوطن". موقع 14 آذار

 

قوى 14 آذار تتجه الى إحياء مناسبتي 14 شباط و14 آذار 

في معلومات خاصة لموقع "القوات اللبنانية" أن قوى 14 آذار تتداول في ما بينها بشكل جدّي ضرورة إحياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط إضافة الى إحياء ذكرى انتفاضة الاستقلال في 14 آذار المقبل، بعدما باتت الحاجة الى انتفاضة استقلال جديدة أكثر من ملحة في ظل السعي الحثيث لسوريا للعودة مجددا الى فرض هيمنتها على الداخل اللبناني عبر فرض "حزب الله" سطوته بقوة السلاح على مجريات الحياة السياسية اللبنانية وتعطيل أسس العملية الديمقراطية.

وبدأت المناقشات بين أركان 14 آذار على ضرورة إبقاء شعلة "ثورة الأرز" مرفوعة ضمن خط تصاعدي يسمح بإبقاء النبض الشعبي متأهبا للدفاع عن إنجازات "ثورة الأرز" ومنع عودة عقارب الساعة الى الوراء، وتحديدا الى ما قبل العام 2005 في ظل محاولات قوى 8 آذار إعادة عهد الوصاية السورية على لبنان.

وأكدت المعلومات المتوافرة أن الأيام المقبلة ستشهد إعلان خطة تحرّك شاملة للأسابيع المقبلة، تتخللها على الأقل مناسبتين جماهيريتين في 14 شباط و14 آذار 2011.

المصدر : موقع القوات اللبنانية

 

سوريا تنصح ميقاتي بالتريث في تشكيل الحكومة

نهارنت/إستبعد مصدر بارز في الأكثرية الجديدة حصول أي تطور إيجابي على صعيد مشاركة قوى الرابع عشر من آذار، لافتا الى أن "من سيدخل هذه الحكومة عليه الالتزام ببرنامجها السياسي". وعليه كررت المصادر في حديثها الى وكالة أنباء "المركزية"، رفضها إعطاء الثلث المعطل للفريق الاخير، كاشفة عن وجود "ضغوط أميركية وفرنسية وقطرية وتركية على الاكثرية السابقة لدفعها الى المشاركة مع الحصول على هذا الثلث". وتوقعت أن لا تبصر الحكومة النور قبل تاريخ 14 شباط ذكر إغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

الى ذلك، أفادت مصادر أخرى في الاكثرية الجديدة أن "الإعلان عن التشكيلة الحكومية سيكون نهاية الاسبوع مساء السبت او الاحد على أبعد تقدير"، مشيرة الى أن رأيين كانا يتجاذبان الرئيس المكلف و8 آذار. وذكرت أن الرأي الأول يقول "بضرورة التريث في إعلان الحكومة الى ما بعد الرابع عشر من شباط، للحؤول دون تحميلها في أولى خطواتها وإنطلاقتها ما قد يرافق المناسبة من مواقف غير إيجابية". وأضافت:" الرأي الثاني يقضي بضرورة الاعلان عن التشكيلة عاجلا نظرا للتطورات الواجبة لوجود حكومة، سواء المتعلق منها بالمحكمة أو ما يجري في مصر وغيرها". ونقلت المصادر في حديثها الى الوكالة عينها أن الرأي الثاني هو ما توافقت عليه قيادات فريق الثامن من آذار.

وكشفت أن هذا الرأي رجحته دمشق وأبلغته الى المعنيين بالأمر، مؤكدة أن "الحكومة الجديدة ستكون موسعة وتضم سياسيين و تكنوقراط".

وأوضحت المصادر أن هناك بعض الاسماء باتت من الثوابت المتفق عليها في الحكومة العتيدة. وفي السياق عينه، ذكرت معلومات أخرى الى "المركزية"، الى أن الجانب السوري نصح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي التريث في تشكيل الحكومة، مشيرة الى أن "الجانب السوري نصح بإفساح المجال أمام المساعي القائمة والاتصالات الجارية محليا.

وأردفت:"الجانب السوري نح ميقاتي بإرتقاب التطورات الخارجية في إنتظار بلورة الصورة في مصر وبعض العواصم العربية. وخلصت المصادر مشيرة الى أن الجانب السوري شدد على ضرورة التريث لمعرفة المسار الذي ستسلكه الامور، وما قد يصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان".  

 

ميقاتي يلتقي سليمان: ما يهمني هو الوصول الى تشكيلة مريحة

نهارنت/زار رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بعد ظهر الأربعاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا وتشاور معه في الاتصالات التي يجريها في اتجاهي فريقي 8 آذار و14 آذار. ولفتت صحيفة "النهار" الى ان ثمة توافقاً بينهما على اتاحة مزيد من الوقت لهذه الاتصالات لاستنفاد الجهد القائم من اجل اشراك قوى 14 آذار في "حكومة وحدة وطنية" او "حكومة انقاذ وطني" كما سماها رئيس مجلس النواب نبيه بري عقب لقائه أمس الاربعاء رئيس الجمهورية. ونقل زوار قصر بعبدا عن الرئيس سليمان انه بعيد كل البعد عن المحاصصة أو المطالبة بحصص، مستغربا الكلام الذي تداوله الاعلام عن انه طلب توزير صهره وسام بارودي، في حين انه لم يطرح ذلك مرة. واكد زواره لـ"النهار" ان جهده منصب بالتنسيق والتعاون مع رئيس الوزراء المكلف على ضمان قيام حكومة "وازنة ومتوازنة وميثاقية" يرتاح جميع الاطراف الى مكوناتها ولا تشكل استفزازاً لاحد، وانه يهمه المجيء بحكومة تؤمن استقرارا في السياسة وانتاجية في العمل. وقال ميقاتي لصحيفة "الحياة" رداً على سؤال عن مدى تأخر تشكيل الحكومة في ظل التكهنات بضرورة الإسراع في إصدارها: "ما يهمني هو الوصول الى تشكيلة مريحة ومتى توصلنا إليها فسأتشاور مع الرئيس سليمان ونصدرها، والمسألة ليست مسألة سرعة أو تباطؤ". وابلغت مصادر متابعة لاتصالات التأليف ان المراسلات مستمرة بين ميقاتي و14 آذار وتحديداً عبر البوابة الكتائبية التي بادر الى فتحها الرئيس امين الجميل، ومن ثم اتسعت مع زيارة رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئيس الوزراء المكلف، والتي تستكمل بالتفاهم بين مكونات قوى 14 آذار. وكشفت ان موفدا للرئيس ميقاتي زار النائب سامي الجميل لمتابعة البحث في مشاركة فريق 14 آذار في الحكومة، في موازاة زيارة قام بها النائب السابق غطاس خوري موفدا من الرئيس سعد الحريري للرئيس امين الجميل في بكفيا لمتابعة سير المفاوضات الجارية.

ونقلت صحيفة "السفير" في هذا الاطار عن مصادر الرئيس المكلف الى ان أجواء المحادثات مع حزب الكتائب إيجابية ويمكن التعويل عليها، وأن الرئيس سعد الحريري ليس بعيدا عن جو التفاوض بين ميقاتي و"الكتائب" كما عقد الرئيس المكلف لقاءات عدة مع المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل الذي أبدى استعداد الحزب للتسهيل، طالبا أن يترك له موضوع التسمية الى حين اكتمال تحديد الحقائب والأسماء عند جميع الكتل المشاركة في الحكومة، علما ان الثنائي الشيعي ("حزب الله" و"حركة أمل") يرغب في استعادة حقيبة المالية، إلا انه لن يحوّل ذلك الى عقبة امام التشكيلة.

 

14 آذار تعلن عن وثيقة سياسية في ذكرى اغتيال الحريري

تتلاحق الاتصالات داخل قوى 14 آذار كي لا تكون الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط حدثا يتيما ولتحويله حدثين مترابطين، "نظرا الى دقة المرحلة وقسوة المواجهة المفروضة على الواقع السياسي"، على ما قال أحد أبرز القائمين بهذه الاتصالات لصحيفة "النهار"، مشيرا الى وجود فكرة لتنظيم لقاء سياسي ضخم وجامع في 14 شباط يكون بداية لتحركات تصاعدية تبلغ ذروتها في تظاهرة كبرى يوم 14 آذار. وقال المصدر نفسه ان هذه الفكرة في حال اعتمادها ستعني اجتماع نحو ستة آلاف كادر في مجمع "البيال" في 14 شباط و"إعلان بيان – وثيقة" يتضمن عرضا صريحا ومراجعة لما جرى منذ 14 شباط 2005، ولا سيما مرحلة ما بعد تأليف "حكومة الوحدة الوطنية" اثر اتفاق الدوحة الى حين استقالة وزراء فريق 8 آذار وتنصله من التفاهمات والتعهدات، فضلا عن اعتماده سياسة التعطيل والتهديد بالقوة وصولا الى فرض انتقال الغالبية النيابية الى جانبه وتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليف الحكومة". كما تتضمن الوثيقة "شرحا للعوامل التي حدت قوى 14 آذار الى سلوك سياساتها، وخصوصا في موضوعي المحكمة الدولية والسلاح غير الشرعي والعلاقات بسوريا، وتختم بتحديد هذه القوى مواقفها من التطورات والاحداث في لبنان والمنطقة واعلان آفاق تحركها المستقبلية، مع تأكيد مواقفها المبدئية والثوابت".

ويبدو أن الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة تتحكم في القرار الذي لم يتخذ بعد في هذا الشأن، اذ يبحث المعنيون في تحالف "المعارضة الجديدة" في فكرة تنظيم تظاهرة سياسية شعبية في 14 شباط توجه في ختامها دعوة الى تظاهرة مماثلة في 14 آذار ايضا.

 

14آذار ملتزمة بالمحكمة وانتشار السلاح: على ايران الاهتمام بشؤونها الداخلية بدل التخريب في الدول العربية

نهارنت/اكّدت الامانة العامة لقوى 14 آذار على الثوابت التي طرحها ممثلو قوى 14 آذار على رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي. وشدّدت 14 آذار في بيانها الاسبوعي على التزامها بالتمسك بالمحكمة الخاصة بلبنان "التي هي جزء أساسي من التزام الدولة اللبنانية بحماية مواطنيها وقادة الرأي فيها من جرائم الاغتيال السياسي، كما هي جزء من التزامات لبنان الدولية وفي مقدمها القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي". كما اشارت الى التزامها "بمعالجة انتشار سلاح "حزب الله" على الأراضي اللبنانية، لما له من تأثير في القرارات والتوجهات السياسية للأحزاب والفئات السياسية اللبنانية والانقلاب على الديمقراطية والمؤسسات الدستورية وآليات عملها". واوضحت 14 آذار انها لم تتفاجأ، في ظل الواقع الانقلابي الذي ادى الى تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، بعدم إعلان ميقاتي التزامه العلني ببديهيات وطنية وإنسانية سبق للبنانيين أن ناضلوا من أجلها، ولشهدائهم أن بذلوا الأرواح في سبيلها، ولدورتين انتخابيتين أن ثبتتا قناعات الناخبين اللبنانيين وتمسكهم بها، ولجولات طويلة من الحوار أن أقرتها بالإجماع، الى جانب معالجة ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، وترسيم الحدود وغيرها من القضايا الوطنية الملحة. كما وذكر البيان، في اطار التأكيد على الواقع الانقلابي للحكومة المقبلة، "ما قاله النائب ميشال عون عن أن أي فريق يريد دخول الحكومة أن يلتزم مسبقاً بخط 8 آذار السياسي مما يشكّل حرب إلغاء سياسية هدفها الغطاء القانوني الذي يحمي الحياة السياسية للبنانيين وديمقراطيتهم، وأرواح قادتهم ومسؤوليهم، وبفك انتماء لبنان الى المجتمع العربي الواسع، وتراجع لبنان عن مسؤولياته وموقعه كعضو فاعل في المجتمع الدولي".

وقد توقفت الأمانة العامة عند تصريح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي دعا الى قيام شرق أوسط إسلامي جديد، ودعت المسؤولين الإيرانيين الى "الاهتمام بشؤونهم الداخلية والاستماع الى نداءات شعبهم، وتلبية مطالب المتظاهرين الرافضين للتزوير في الإنتخابات الإيرانية، والمطالبين بديمقراطية حقيقية، بدل المضي قدما في سياسة التخريب والتدخل في شؤون الدول العربية".

وتوجهت الامانة العامة بالتحية والتقدير للمنظمات والهيئات الشبابية وهيئات المجتمع المدني الذين أثبتوا ولا يزالون في المفاصل الأساسية والتاريخية التزامهم قضية الوطن والإنسان فيه، والذين يواصلون الاعتصام السلمي اليومي المفتوح أمام ضريح الرئيس الاسبق رفيق الحريري في ساحة الحرية والزيارات المتتالية لأضرحة باقي الشهداء.

ودعت الأمانة العامة جمهور قوى 14 آذار الى الاستعداد لإحياء ذكرى 14 شباط وإسماع كلمته الى الداخل والخارج، وتأكيد خياراته، وتجديد تمسكه بثوابته الرافضة للحالة الإنقلابية المستجدة وترجماتها السياسية كافة.

 

لقاء ميقاتي بعون لم يذلّل العقبات أمام تأليف الحكومة

ذكرت قناة "lbc" أن اللقاء بين الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "لم يذلّل العقبات على طريق تأليف الحكومة، بل كان بداية الحوار المباشر بينهما دون التوصل إلى صورة واضحة تتعلّق بالحكومة، على أن تستكمل الاتصالات".

 

النائب زياد القادري: "حزب الله" يقرّر ثم يكلّف عون تظهير الموقف

اعتبر عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب زياد القادري أنه "لا يمكن الحديث عن هزيمة سياسية" لفريقه السياسي، عازيًا ذلك إلى أن فريق 14 آذار "لم يكن مشروعه مشروع سلطة، بل مشروع وطن"، وقال: "نحن لدينا التزام بمشروع الدولة ونعتبر أنه بقدر ما يبتعد لبنان عن المؤسسات ويهيمن السلاح على قرار الدولة، كما هو حاصل اليوم، فسيكون لبنان خاسراً لا "تيار المستقبل" و14 آذار فقط، كما أننا لا نعتبر مسألة إبعادنا عن رئاسة الحكومة هزيمة لـ"تيار المستقبل"، فالجميع يعرف كيف انتقلت الأكثرية ومدى القوّة التي فُرضت، في حين ان التنازلات من قٍبلنا كنّا نعتبرها تنازلات لحماية السلم الاهلي في البلد والشراكة الوطنية، ولكن للأسف تبيَّن أن هناك دفتر شروط يريدون فرضه علينا".

وفي حديث لمحطة "mtv"، أضاف القادري: "تيار المستقبل لا يأخذ أي قرار بالمشاركة في الحكومة بعيداً عن حلفائه، وحراك الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع باتجاه الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي هو بتفاهم وتنسيق بين كل مكوّنات قوى 14 آذار، وهو حراك مبنيّ على ثوابت رُفِعت الى الرئيس المكلّف"، مشيرًا في المقابل إلى أن "الرئيس المكلّف يتكلّم بالعموميات ولم يكن كلامه واضحاً اثناء اللقاءات التي عُقِدت بينه وبين الرئيس الجميل والدكتور جعجع". وإذ أكد أن "قوى 14 آذار إمّا تشارك جميعها في الحكومة أو لا تشارك"، قال القادري: "نحن لسنا طلاب حصص كما تفعل اليوم قوى 8 آذار في تناتشها على الحقائب الوزارية، بل نحن لدينا مشروعنا السياسي القائم على بناء الدولة"، مؤكداً في الوقت عينه على "عدم ميثاقية مسألة التكليف لرئاسة الحكومة، إذ بات معروفاً أن الطائفة السنّية أعطت ثقتها لزعيم معين". وعن رفض النائب ميشال عون إعطاء الثلث المعطل لقوى 14 آذار، ردّ القادري: "إنّ من اخترع نظرية الثلث المعطل هم فريق 8 آذار وفرضوه بقوة السلاح، وإن بدعة الثلث المعطل هي مخالفة للدستور، لكن هم يطلبون شيئاً لهم ويرفضونه لغيرهم"، معتبراً في سياق متصل أن "حزب الله هو من يقرّر ثم يكلّف العماد عون تظهير الموقف". إلى ذلك لفت القادري الى أنه لن "يكون هناك لقاء جماهيري في ذكرى 14 شباط، بل لقاء سياسي، وسيكون فيه موقف سياسي مهم"، لكنه أشار إلى أنه "يجري التحضير لمهرجان كبير في ذكرى 14 آذار".

 

الجميل: نتمنّى على حلفاء ميقاتي تسهيل مهمّته.. وكلام عون يدفع الساحة للصدام والفراغ

لبنان الآن/استقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا سفيرة بريطانيا فرنسيس غاي، حيث تمّ البحث في المستجدات السياسية في لبنان. وإذ غادرت غاي من دون الإدلاء بأي تصريح، قال الجميل للصحافيين: "نعرف جميعاً الوضع الدقيق جداً الذي يمرّ به لبنان، ففي وقت نحن فيه بأمسّ الحاجة لتحقيق الإستقرار ومواجهة كل ما يحصل حولنا في مصر وتونس وغيرها من الدول، لا نزال نتسلّى بأمور هامشية بعيداً عن التركيز على القضايا الأساسية التي تحفظ البلد والمستقبل"، وأضاف: "نتمنّى على حلفاء الرئيس نجيب ميقاتي الذين سمّوه تسهيل مهمته، فنحن كقوى 14 آذار قمنا بكل ما علينا والتقينا مع الرئيس ميقاتي وأبلغناه كل استعداد للحفاظ على مصلحة البلد واحترام القرارات الدولية لأنها تحفظ وتحمي لبنان، والمطلوب من القوى التي سمّت الرئيس ميقاتي أن تتعاون معه لتحقيق هذه الأهداف الوطنية بإمتياز، ولكن لا نسمع منهم سوى عراقيل تعقد مهمته".

وردًا على سؤال، أجاب الجميل: "إن الأسئلة التي طرحناها موضوعية ولمصلحة البلد، ولكننا لم نحصل على اجوبة واضحة عليها، بل تأتينا اجوبة من بعض قوى 8 آذار تصعّد وتزيد التشنج، وتبدو وكأنها لا تريد الحل وتحقيق الوحدة الوطنية بل العكس، وهناك كلام سمعناه من الرئيس نبيه بري عن ضرورة الشراكة، ونحن نريد الشراكة ولكن يجب أن تكون حقيقية، فللشراكة شروط، وهي لا تعني أن نكون شهود زور في أي حكومة، وهذه الشروط ليست فئوية بل ذات طابع وطني لتحمي مستقبل لبنان". هذا وأكد الجميل أن "الإتصالات مستمرة"، وتابع قائلاً: "رغم كل النوايا الطيبة التي لمسناها من ميقاتي وتجاوبه المبدئي لتلبية القضايا الملحّة، إنما لا يبدو ان الأطراف الثانية تسهّل له المهمة ولا يبدو أنها تقبل بهذه الشراكة التي تدّعيها، وبالتالي تعمد الى وضع عراقيل وشروط لا تخدم مصلحة البلد".

وحول موقف الرئيس ميقاتي من المحكمة الدولية، ردّ الجميل بالقول: "كلام الرئيس ميقاتي بمجمله مطمئن وهو يبدي استعدادات طيبة أكان في التصاريح أو في الإجتماعات التي نعقدها معه، إنما تأتي في الوقت نفسه اشارات متناقضة تماماً من قبل حلفاء الرئيس ميقاتي أو الذين سمّوه، ونشعر بعراقيل يضعونها مباشرة من خلال تصاريحهم التي لا تطمئن أبدا إن لجهة المبادئ العامة والقرارات الدولية أو لجهة الشراكة الوطنية، وكأنّ هناك فريقاً لديه موقف واضح أياً كانت استعدادات وإيجابيات الرئيس ميقاتي".

وحول ما ورد في احدى الصحف السورية بأن حركته تجاه الرئيس المكلف هي للمناورة، علّق الجميل: "ممتاز إذا كانوا يعتقدون أن الأمر مناورة فليضعونا أمام الأمر الواقع، فأنا والدكتور سمير جعجع تقدّمنا بأسئلة واضحة، ولتأتِنا أجوبة واضحة وعندئذ يظهر إذا كان ذلك مناورة أو مقاربة حقيقية. نحن صادقون في كل ما نقوم به وتهمّنا مصلحة البلد، وعندما إنتصرنا في الإنتخابات الأخيرة قبلنا بالشراكة المخلصة والصادقة التي أمّنت لفترة طويلة الإستقرار في البلد ثم حصل ما حصل، واليوم يدنا ممدودة للخير على أساس ثوابت واضحة تحمي لبنان ولا ترميه في المجهول، ونلاقي كل النوايا الحسنة من قبل الرئيس ميقاتي، إنّما تسمعون التصاريح الصادرة عن الذين سموه وهي لا تطمئن، فكأنّ كلام العماد ميشال عون هو لإحراج الرئيس ميقاتي ولدفع الساحة نحو الصدام والفراغ، فيما الحل لا يكون بطريقة تخاطب كهذه". وردًا على سؤال حول ما إذا كان حزب "الكتائب" سيشارك في الحكومة منفرداً، أجاب الجميل: "نحن على تواصل دائم مع قيادات 14 آذار، وسنضع تصورا وموقفا مشتركا من هذا القبيل".

 

"مذكرة التفاهم ستبقى فعالة.. التكتم في صالح المتهمين.. ملف شهود الزور لم يُقفل ويمكن إستدعاؤهم إلى المحكمة"

رو: قد تسقط الحكومات لكنّ الدولة تستمر... ودورنا في ظل المحاكمات الغيابية أكثر أهمية

آرثر بلوك، الاربعاء 2 شباط 2011

 لبنان الآن

لا يتوقّع رئيس مكتب الدفاع لدى المحكمة الخاصة بلبنان فرنسوا رو أن تحصل تغيّرات كبيرة في العلاقة ما بين المحكمة والحكومة التي يجري العمل حاليًا على تشكيلها في لبنان. وحتى إن قرّرت الحكومة العتيدة سحب جميع القضاة اللبنانيين العاملين في إطار المحكمة في ليتشيندام، فإنّ المحكمة لن تتوقّف.

لا يُعتبر فرنسوا رو من أولئك الذين يحبّون استقطاب الأضواء. فما عدا بضعة مؤتمرات صحافية قام بها، تُعتبر هذه المقابلة التي خصّ بها موقع “NOW Lebanon” المقابلة الموسّعة الأولى التي يجريها رئيس مكتب الدفاع بخصوص المحكمة الخاصة بلبنان. ولدى سؤاله عن سبب عدم ظهوره كثيراً في وسائل الإعلام، يجيبنا رو بأسلوبه المتواضع قائلاً: "لستُ في موقع استقطاب الأضواء وإعطاء التصاريح. فلماذا عساي أن أقوم بذلك؟ لا أرغبُ في الكلام إلاّ عندما يكون ثمة داعٍ له".

هل أنت حقاً غير قلق من احتمال أن تتغيّر العلاقة بين المحكمة الخاصة بلبنان، ولبنان في المستقبل القريب؟ لقد جرى نقاش حام حول المحكمة الخاصة بلبنان خلال السنوات الماضية القليلة. وقد انهارت حكومة سعد الحريري بسبب الخلاف حولها. فماذا لو لم تعترف بها الحكومة الجديدة؟

رو: دعنا أولاً ننتظر ونرى ما ستقوله الحكومة الجديدة. فثمّة اتفاقات وقّعتها الحكومة الماضية تُلزم الحكومة الجديدة. وأقصد بذلك القول، انظر الى بلد مثل بلجيكا، لم تكن لديهم حتى حكومة خلال الأشهر التسعة الأخيرة، ولا تزال بلجيكا تقوم بتصريف أعمالها بشكلٍ ما. لستُ معتاداً على التعامل مع المشاكل قبل وقوعها.

ولكن هناك رياح جديدة تهب على لبنان. فماذا ستفعلون إذا تم الإنقلاب سياسياً بشكل كامل على المحكمة الخاصة بلبنان في ظل الحكومة الجديدة؟

رو: سوف ألتزم موقف الأمين العام للأمم المتحدة في هذه المسألة. فالمحكمة سوف تستمر بعملها. هذا لا يغيّر في الأمر شيئاً. قد تسقط الحكومات ولكنّ الدولة تستمر. وهذا ينطبق كذلك على مذكّرة التفاهم التي وقعناها معهم السنة الماضية. سوف تبقى فعالة.

دعنا نتحدّت عن القرار الاتهامي. بما أنّك رئيس مكتب الدفاع، لا بدّ وأن تعرف محتواه؟

رو: لا، قطعاً، لا أعرف محتواه. لا أحد يعرفه. وحدهما المدعي العام وقاضي الإجراءات التمهيدية يعرفان ما جاء فيه. أرجوك ان لا تغفل عن تمييز ذلك. فعملنا لا يقضي بمعرفة محتوى القرار الاتهامي أو بالاستعداد له. إن مكتب الدفاع لا يتدخّل بالقضايا، فقط في مجال القانون؛ نحن لا نتدخّل في الحقائق. تخيّل أننا سنكون في المستقبل أمام أكثر من فريق دفاع مختلفين. إذا كنّا نتدخّل بالحقائق، فماذا عن النزاعات على المصالح التي قد تحصل؟ إنّنا هنا بهدف دعم فرق الدفاع المختلفة من الناحية القانونية، وبذلك فإنّنا لا ندري حتى الآن أي شيء عن القرار الظني.

هل من العدل أن يبقى القرار الاتهامي سرّاً؟ فبعد كل هذه السنوات من الانتظار، تمّ أخيراً إنجازه. ولكن لا يُسمح لنا بالاطلاع عليه.

رو: أنا في الواقع أدعم ما تقوله. وسوف أشرح لك السبب. في هذا القرار الاتهامي بالذات، أتخيّل أنّه سيتم ذكر أسماء أشخاص متهمّين بالتورّط باغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق) الحريري. فماذا لو قال قاضي الإجراءات التمهيدية في نهاية الأمر "لا أوافق على هذا الشخص. لا أريد إعلان هذا الاسم". إنّ الإبقاء على محتوى القرار طي الكتمان هو في مصلحة المتهمين، لسبب بسيط هو أنّ المتهّم بريء حتى تثبت إدانته. وهذا هو الحل الأفضل في هذه المرحلة.

ولكن فكّر بشعور اللبنانيين. الناس بحاجة لمعرفة ما ينطوي عليه القرار، ألا تظن ذلك؟

رو: أتفهّم سؤالك. ودعني أقول لك إنّ العاملين في هذه المحكمة يعملون بأقصى سرعة ممكنة. وهذا ينطبق على المدعي العام (القاضي دانيال بلمار) وقاضي الإجراءات التمهيدية (دانيال فرانسين). وسوف نحصل على قراره بأسرع وقت ممكن.

ماذا عن التسريبات إلى وسائل الإعلام اللبنانية؟ هل سيضر ذلك بعمل مكتب الدفاع مستقبلاً؟

رو: لا تعليق لدي. هذا السؤال يجب توجيهه للمدعي العام وليس لمكتب الدفاع. وتعليقي الوحيد هو أنّنا حالياً في مرحلة حيث كل شيء مرتبط بالتحقيق يجب أن يبقى سرياً. هذا هو القانون.

ماذا عن جميع النقاشات في لبنان، مثلاً حول مسألة شهود الزور؟ يبدو أنّه تحوّل الى ما يشبه المسلسل التلفزيوني.

رو: أتخيّل أنّه سيقوم في المستقبل فريق دفاع ويتولّى ملاحقة هؤلاء الأشخاص المعيّنين. بالنسبة لي، لم يُقفل هذا الملف إطلاقاً. تابعتُ النقاش الحاصل في الصحافة، ولكن تذكّر أنّ هؤلاء الأشخاص أدلوا بشهادتهم أمام فريق التحقيق، ووقعوا عليها بأنفسهم. بإمكانك دوماً أن تستدعيهم للمثول أمام المحكمة لشرح ما حصل أمام القاضي. وعلى فرق الدفاع المستقبلية أن تقرّر كيفية التعامل مع هذا الموضوع.

نظراً لجميع الهجومات التي تتعرّض لها المحكمة الخاصة بلبنان، هل أنت نادم على توليك هذه الوظيفة؟

رو: نادم؟ لستُ نادماً أبداً. ولماذا أكون نادمًا؟ هذا تحدٍّ في غاية الأهمية. هذه هي المرّة الأولى التي يكون فيها مكتب الدفاع في المحكمة الدولية هيئة مستقلة بذاتها. وهذا تقدّم مهم جداً، وخطوة كبيرة بالنسبة للعدالة الدولية. إنّنا في الواقع نبني هيأتنا القوية الخاصة. لقد عملنا بفعالية كبيرة منذ بداية المحكمة.

ألا تجري الأمور على هذا النحو في العادة؟

رو: في كافة المحاكم الدولية، يوجد قسم خاص مخصّص للدفاع عن المتهمين، يكون تحت سلطة رئيس قلم المحكمة. في الأساس هم موجودون هنا فقط من اجل توفير مساعدة قانونية. ولاحقاً، تم توسيع هذه المهمة في المحاكم الأخرى من خلال منح فرق الدفاع دعماً قانونياً. تمّ هذا مثلاً في المحكمة الخاصة بسيراليون ومحكمة كمبوديا.

في المحكمة الخاصة بلبنان، خطونا خطوة أبعد من ذلك. حيث مكتب الدفاع بات هيئة على قدم المساواة مع مكتب المدعي العام، وقلم المحكمة، أو حتى الرئاسة. نحن بالطبع نتولى المساعدة القانونية، ندعم فرق الدفاع عن الأفراد، وفوق كل ذلك، نحن مسؤولون عن إدارة شؤوننا الخاصة في إطار المحكمة.

هل لك أن تعطينا مثالاً على ذلك؟

رو: عندما تقوم المحكمة باتهام شخص ما، يتولّى فريق من المحامين الدفاع عنه. ومكتب الدفاع يمنح هذه الفرق كل الدعم الذي تحتاجه. قد يكون ذلك دعماً قانونياً أو توفير مساعدة قانونية لمن لا يستطيعون تولي التكاليف المادية بأنفسهم. ونقوم كذلك بتوفير الدعم اللوجيستي للفرق، مثلاً عندما يضطرون للذهاب الى لبنان. كل هذه الامور تقع ضمن مسؤولية مكتب الدفاع.

عندما تصل أحد فرق الدفاع الى هنا، لا تكون لديها أية خبرة فيما يتعلّق بهذه المحكمة. سوف يكونون بمواجهة مكتب المدعي العام الذي يعلم كافة التفاصيل. مكتب الإدعاء يعلم كل الامور التي تتعلق بقوانين القضية، وكيفية التطبيق، والإجراءات، وغيرها. ودورنا هنا هو تدريبهم، واطلاعهم على كل ما يجري بكل السبل الممكنة بحيث يكونون على قدم المساواة مع الباقين، وبالتالي يتمكنون من الدفاع عن المتهمين بالفعل، لنضمن بذلك أن تكون المحاكمة عادلة.

إذا بدا أن أحد فرق الدفاع ضعيف، هل تنصحون المتهم بتغيير فريق الدفاع عنه؟

رو: في العادة، يكون العكس هو الصحيح؛ حيث يشتكي المتهم من فريق الدفاع عنه. أو أن نلاحظ أنّ أحد فرق الدفاع لا يتصرّف كما يجب. في مثل هذه الحالات، يمكن أن ننصح -في الحالات القصوى- بتغيير فريق الدفاع. هذا في الواقع يشكّل جزءاً من دورنا الجديد.

على مدى السنتين الماضيتين، كنّا نعدّ كل شيء من أجل لحظة وصول الفريق الأوّل. على سبيل المثال، وضعنا قائمة بالمحامين الذين قد يتولون عملية المساعدة القانونية. لقد أجرينا مقابلات مع مئات المحامين لتقويم مهاراتهم، وأدائهم، وغير ذلك من أمور. وما أن توصلنا الى إعداد قائمة بالأسماء المقبولة حتى أخضعنا أصحابها لتدريب مكثّف على مدى أربعة أيام، بحيث شرحنا لهم كل ما يتعلّق بهذه المحكمة، وما هي الأمور المستجدة عليها. أي تطرّقنا لمواضيع تتعلّق بالإرهاب، وبالإمكانية المتعلقة بالمحاكمات غيابية، والدور الخاص بقاضي الإجراءات التمهيدية.

وماذا لو وجدتم انفسكم في وضع حيث لا أحد ماثل لديكم هنا في هولندا؟ ماذا سيكون دوركم حينها، كمكتب دفاع؟

رو: دورنا في ظل المحاكمات الغيابية يكون أكثر أهمية. لأن هذا أمر مستجد في القانون الدولي. ستكون المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه المحاكمة. ودورنا سيكون دعم فرق الدفاع في مثل هذا السيناريو من خلال وضع كل مهاراتنا في تصرّفهم، بحيث يمكن إنجاح مثل هذه المحاكمة.

ماذا لو تم مثلاً اتهام أفراد من "حزب الله"، والحكومة اللبنانية رفضت ببساطة اعتقال أشخاص ينتمون الى هذا الحزب؟

رو: حسناً، دعني أشرح لك كيف تجري الأمور. بالطبع لا أحد يعلم الآن من هم المتهمون. ولكن ما أن يستدعي قاضي الإجراءات التمهيدية أحداً للمثول أمام المحكمة، يصدر مذكّرة توقيف بحقّه، وإذا لم يمثل الشخص لأي سبب كان، فهو يبقى مع ذلك متهماً. ويمكن لغرفة المحاكمة أن تقرّر البدء بمحاكمة غيابية.

دورنا سيكون تعيين فريق دفاع. وسوف يتم تزويد هذا الفريق بكافة الوثائق القانونية من قبل مكتب الادعاء. وسيكون دوره التصدي لهذه الوثائق وللأدلة والادعاءات التي بحوزة الادعاء، دون الرجوع الى المتهم لانه غير حاضر هنا. فحقيقة غيابه لا تعني أن ليس لديه الحق بأن يتم الدفاع عنه. قد يكون الأمر صعباً ولكنه ممكن.

مع خالص الاحترام، إذا لم يتم توقيف أحد، ألن تشعر أن كل ما قمتم به ذهب سدىً؟

رو: يمكن للعدالة أن تأخذ مجراها وأن تتحقّق، حتى إن لم يتم توقيف أحد. على الأقل يمكن لأفضل فريق دفاع أن يتولّى الدفاع عن المتهم. من الواضح أنّ هذا ليس بالوضع المثالي، ولكنّه يبقى أفضل من عدم القيام بشيء.

دعني أسألك عن الإطار الزمني للأشهر المقبلة. وعلى الأرجح أن يدلي قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرنسين بشيء عن القرار الاتهامي قبل نهاية الشهر الحالي. ماذا بعد؟

رو: ممكن. بعد حكمه، سيكون أمام السلطات المعنية 30 يوماً لتتحرّك. يمكن أن يختاروا أن يوقفوا المتهمين أو لا. وان رفضوا يمكن لقاضي الإجراءات التمهيدية أن يقرّر بدء محاكمة غيابية. بعد ذلك سوف يأتون إليّ ويقولون "سيّد رو، سوف نقوم بمحاكمة غيابية، نرجو منك تعيين فريق دفاع".

هل تعلم أن هذا الأمر برمته قد يؤدي الى المزيد من الاضطرابات المدنية أكثر من التي سبق أن شهدناها في لبنان؟ يبدو الأمر جميلاً على الورق، ولكن في لبنان البعض لديهم سلاح. الامر يختلف جداً عن بلجيكا.

رو: قد يصبح الأمر صعباً، ولكنّي لا أعرف ماذا سيجري. لا أحد يعرف في الحقيقة.

هناك قسم كبير من اللبنانيين يتهم المحكمة الخاصة بلبنان بامتلاك أجندة خفية، أي أنّه تم استخدامها أولاً كوسيلة لإخراج السوريين، والآن من أجل التخلّص من المقاومة. ما رأيك بذلك؟

رو: هذا في الواقع ليس ما فهمته. لقد جرى استطلاع للرأي في الآونة الأخيرة أظهر أنّ 60% من الشعب اللبناني يدعم المحكمة وعملها. أعلم أنّ ذلك مجرّد استطلاع للرأي ولكن مع ذلك يبقى من الملفت رؤية وسائل الإعلام لديكم والسياسيين الذين يتحدثون كثيراً عن الأمر، بالإضافة الى إستطلاع ظهر فيه أنّ 60% من الشعب يقولون إنّهم يريدون معرفة حقيقة ما حصل مع الحريري.

للأسف، الشعب اللبناني ليس هو المسؤول عن بلده. فقسم كبير في المشهد السياسي يقول: هذه محكمة منحازة، نشأت بطريقة غير قانونية. حتى أنّهم يرون ذلك خارج إطار السجال. إذا ما نظرنا الى الطريقة التي تمت من خلالها إقامة المحكمة، فهل تجدها طريقة قانونية؟

رو: أتخيّل أن فريقاً للدفاع سوف يقوم بإثارة هذه القضية في المستقبل.

ولكن هل من العدل القول إنّها لم تتأسّس بحسب الطريقة الصحيحة، أم لا؟

رو: سوف نرى. سوف نتعامل مع الأمر، بمجرد أن تتم إثارته.

أليس لديك رأيك الخاص في هذه المسألة؟

رو: بالطبع لدي رأي الخاص، ولكنّي أحتفظٌ به لنفسي.

هل تتوقّع أن تكون عرضة للمشاكل نفسها التي تعرّض لها فريق الإدعاء العام؟ فقد تمّت محاربتهم منذ أن جرى تعيينهم.

رو: ولهذا السبب، عمدنا خلال السنتين الماضيتين الى شرح دور مكتب الدفاع الى عدد كبير من الناس. لقد زرتُ لبنان خمس او ست مرات. وقد أقمنا على سبيل المثال علاقات ممتازة مع نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس. ونحظى بدعمهما.

لقد التقينا سياسيين وأفرادا. وشرحنا لهم أنّ هذه مؤسسة قانونية، وليست سياسية. وهذا هو بالفعل ما هي عليه، مؤسسة مستقلة، بالإضافة الى مكتب المدعي العام، والقضاة، وهي كلها هيئات مستقلة تعمل منفصلة عن بعضها البعض. فمجرّد حقيقة وجود مكتب دفاع يعني أن كافة المتهمين سوف يتم الدفاع عنهم بالطريقة المناسبة. وكل ذلك يبرز حقيقة كون هذه العملية قضائية وليست سياسية.

 ماذا تقول للأربعين في المئة 40% من الشعب اللبناني الذين يرون المحكمة بمثابة نكتة؟

رو: أود تذكيرهم بشعاري، وهو: خير لك ان تضيء شمعة من أن تلعن الظلمة. وهذا يعني بشكل أساس: أن تقوم بشيء، أفضل من أن لا تحرّك ساكناً.

 

 

إيران: انضمام جنرال الحرس الثوري محمد رضا مادهي إلى المعارضة

هدى الحسيني (الشرق الاوسط)، الخميس 3 شباط 2011

إيران ليست حالة استثنائية، ذلك أن تحركا جذريا بدأ هو الآخر فيها، واليوم الخميس تسجل حركة «الموجة الخضراء» المعارضة التي أسسها رجل الأعمال الإيراني أمير جاهنشاهي ضربة مهمة في قلب نظام محمود احمدي نجاد مع إعلان أحد كبار جنرالات الحرس الثوري محمد رضا مادهي انضمامه وشبكته الواسعة إلى الحركة المعارضة بهدف قلب النظام. أهمية الجنرال مادهي انه يأتي من أعلى المناصب في الدولة، إن كان من الحرس الثوري أو الجيش أو رجال الدين أو وزارة الاستخبارات.

بصفته الممثل الشخصي للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، ترأس «اللجنة 111 من الدستور» (لجنة التحقيق)، وكان المستشار الخاص لخامنئي في الشؤون السياسية والأمنية. ينبثق عن «اللجنة 111» لجنتان. الأولى: لجنة تقوية النظام ومنع إضعافه وتهتم بالإشراف ومتابعة كل نشاطات المنظمات التابعة لخامنئي وكل وزارات الدولة وتنسق عمل الأجهزة الأمنية. ومن العام 1996 وحتى 2008 كان الجنرال مادهي على رأسها. الثانية: لجنة تحقيق الأهداف قصيرة وطويلة الأجل للنظام وتضم 14 آية الله وخبيرين كان أحدهما الجنرال مادهي الذي لم يكن فقط على اتصال يومي بخامنئي بل أيضا بكبار شخصيات النظام وعلى الأخص كبار رجال الحرس الثوري.

غادر إيران عام 2008 بملء إرادته وظل على اتصال بخامنئي وابنه مجتبى إلى أن وقع انقلاب أحمدي نجاد (2009)، عندها انشق مادهي عن النظام وبدأ يفكر مع شبكته الداخلية الواسعة والمتشعبة بتغيير النظام بعدما وصلوا إلى قناعة بأن إصلاح النظام لن يحصل. قرروا عدم الاعتماد على قوة خارجية، وعرفوا أن التغيير لن يكون سهلا بل بالقوة، في تلك الأثناء جاء إعلان جاهنشاهي بأنه يريد تغيير النظام بمساعدة إيرانيين من الداخل، وأنه لن يتوقف عند ماضيهم إذا أرادوا مساعدة الشعب على استرداد حريته. بعد ستة أشهر من المفاوضات اتفق الطرفان ووافق مادهي على ان يضع شبكة علاقاته واتصالاته إلى جانب جاهنشاهي والعمل معا للإطاحة بالنظام من دون خطر الفراغ في السلطة.

لدى جاهنشاهي قناعة بأن قيادة المعارضة الإيرانية تكون من الخارج، لكن لا يمكن تغيير النظام من دون مساعدة أناس من داخل النظام وبالذات من دون دعم الحرس الثوري ومن دون حيادية رجال الدين، لأن 70 % من الشعب الإيراني متدينون وسيصغون في «اليوم المحدد» لتوجيهات مراجعهم الدينية. مع انضمام الكثير من شخصيات النظام الحالي إلى حركته، يتابع جاهنشاهي التحركات في تونس ومصر، يرى أن الجيش أسقط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وأن المشكلة هناك أن المعارضة لم تكن مهيأة للتغيير «وهذا عكس ما أعمل عليه. منذ آذار (مارس) الماضي قلت إنه يجب على الشعب الإيراني عدم النزول إلى الشارع، لأن علينا أولا إضعاف النظام وعندما يصبح كل شيء جاهزا، نقوم بالثورة. ويضيف: الثورة في إيران ستكون مختلفة عما يحدث في مصر».

نتوقف في الحديث عند محمد البرادعي، العارفون بخلفياته يقولون إنه مقرب من النظام الإيراني ومن الرئيس أحمدي نجاد. (وهنا يكمن خطره). وكان لوحظ كيف حيا رئيس البرلمان الإيراني محمد جواد لاريجاني «الثورة» في مصر وتونس، وخرجت مظاهرات في طهران عندما ظهر البرادعي مع المتظاهرين في القاهرة.

يؤكد جاهنشاهي نجاح حركته في التسلل إلى إدارات الدولة، بعدما نجحت في استقطاب العديد من أفراد السلك الدبلوماسي في الخارج، وقد طلبت الحركة من كثيرين البقاء بمناصبهم لتزويدها بما يجري في الداخل. صارت الآن موجودة في الجيش والحرس الثوري والهيئات الدينية والتلفزيون، يقول: «عندما ننهي هذه المهمة سنوجه حركتنا صوب النظام، وعندما نتأكد من زعزعته من الداخل، نطلب من الناس النزول إلى الشارع، فالثورة في إيران لن تكون صدفة لأن النظام الإيراني قمعي ومستفرس، نهيئ كل خطوة لما بعد الثورة».

هناك اعتقاد لدى المعارضة الإيرانية بأنه ما لم تحدث ثورة جذرية في إيران وتتم الإطاحة بالنظام، فإن الخطر الذي يهدد كل الدول العربية هو أن بديل الأنظمة الحالية سيكون أنظمة إسلامية. «بعد تغيير النظام في إيران، اذا ما وقعت تغييرات في العالم العربي ستكون كلها ديمقراطية. لكن إذا حدث التغيير الآن فإن الإسلاميين جاهزون للانقضاض». يضيف: «على المدى القصير لا يوجد خطر في مصر فالأمل أن يسيطر الجيش، لكن بعد سنة أو أكثر، اذا ظل النظام الإيراني قائما فإن الخطر سيزحف على العالم العربي».

لكن كيف ستخضعون النظام؟ يشرح جاهنشاهي: «أحمدي نجاد وناسه فاسدون، يستعملون قطاع الطاقة في إيران وأموال الشعب لمصالحهم الخاصة ولعائلاتهم ولتصدير الثورة بتمويل الحركات الإرهابية في العالم العربي. في الأشهر الإثني عشرة المقبلة، فإن المقاومة الوطنية الإيرانية العاملة داخل إيران ضمن شبكتنا ستهز استقرار النظام في قطاع النفط بكل الوسائل، لن أعطي تفاصيل عما سنفعله، لكن أستطيع أن أؤكد رسميا أنه في الأشهر الإثني عشرة المقبلة سيرى العالم كيف أننا سنعقّد حياة النظام لمنعه من سرقة أموال الشعب التي مصدرها النفط». وأسأله: «هل ستنسفون آبار النفط الإيرانية؟» يجيب: لن نقوم بأي عمل ضد مصالح الأمة الإيرانية لكننا سنحرر الشعب الإيراني، ويضيف: «أنا والناس الذين يعملون معي من داخل النظام نعتقد بأن الطريقة الأفضل لإضعاف النظام ومن ثم إسقاطه تكون بإنهاك مصادر تمويله أي الطاقة».

في كل أحاديثه يركز جاهنشاهي على دعم الحرس الثوري ودعم وحيادية المؤسسة الدينية. والخطة انه عندما يتحرك الناس يقوم الحرس بانقلابه ضد النظام ويساهم بنقل إدارات الدولة لمصلحة المعارضة تتحمل الحكومة الانتقالية تسيير شؤون الدولة «وسنكون السلطة الوحيدة المسؤولة، كل ذلك حتى لا يحدث فراغ في السلطة.. الضمانة؟ الشعب الإيراني لن يقبل أن يقدم الحرس الثوري على انقلاب ويسيطر على السلطة».

كل الاتصالات والمعلومات التي تصله من داخل إيران وبالذات من الحرس الثوري تؤكد له أن لأحمدي نجاد مشروع حرب في المنطقة، فهو يريد، اذا لم يوقفه احد، إنشاء «الإمبراطورية الإسلامية» تحت سيطرته، وإقامة دول تابعة له في كل المنطقة تلتزم بتوجيهات الدولة الكبرى (إيران). كل أناس النظام صاروا يعرفون أن النظام الحالي - آجلا أو عاجلا - ذاهب إلى الحرب، وسيجر أميركا والغرب، فإذا دخلت هذه الدول فهذا يعني سقوط النظام. لهذا السبب، فإن كثيرين داخل النظام وبالذات داخل الحرس الثوري وصلوا إلى قناعة بأنه إذا لم يتم تغيير النظام والإطاحة بأحمدي نجاد، فإنهم - آجلا او عاجلا - سيخسرون كل شيء.

لكن ماذا عن رجال الدين؟ منذ اشهر بدأت المفاوضات بينه وبين أعلى المراجع الدينية داخل إيران. كلهم يعتقدون بأن احمدي نجاد يشكل خطرا على نهجهم الديني، وباتوا يدركون وعلى أصعدة مختلفة، أن فصل الدين عن الدولة هو الطريقة الوحيدة لحماية الدين، يقول جاهنشاهي: «بعدما أعلنت عن تحركي في آذار (مارس) الماضي، اتصل بن عدد من رجال الدين. وما أحاول عمله الآن أن نضع على الطاولة كل عناصر الخلاف ونحولها إلى قوة موحدة لقلب نظام الحكم، كي نصل إلى «اليوم المحدد» ويكون فيه أعلى المراجع الدينية في إيران ملتزمين بفتح الطريق للشعب الإيراني لتغيير النظام. اليوم أستطيع أن أؤكد أن لدينا دعم جزء كبير من الحرس الثوري ومن رجال الدين». لا يرغب جاهنشاهي بأي مساعدة من الغرب وبالذات من أميركا». بعد 600 مليار دولار في العراق وصل رئيس وزراء (نوري المالكي) قررته إيران. أميركا لا تفهم المنطقة وشعوبها، لا تفهم مخارفنا أو آمالنا. سنغير النظام في إيران ومستعدون لدفع الثمن».

لديه قناعة بأن مفتاح السلام والحرب، ومفتاح الديمقراطية والديكتاتورية في المنطقة بين يدي إيران. يرى أن الدول العربية تعرف مثله أن أحمدي نجاد خطر على كل المنطقة. أيضا لا يريد مساعدة أو دعما أو مالا، ويؤكد أن تغيير النظام في إيران لن يكون خطرا على جيراننا، يضيف: «كان انهيار جدار برلين نهاية الشيوعية في العالم. هكذا فإن انهيار نظام الجمهورية الإسلامية في إيران سيكون نهاية خطر الأصوليين في العالم، سيقول الشعب الإيراني للدول العربية، كنا هناك ونعرف أن النظام الإسلامي ليس الحل».

إن انضمام الجنرال محمد رضا مادهي هو غيض من فيض مقبل ومدروس، وفي هذه الحالة قد تكون الثورة الإيرانية المقبلة استثناء!

 

ميقاتي ينتظر في المنتصف

داود الشريان (الحياة)

ما يجرى في مصر ربما انعكس إيجاباً على أزمة تشيكل الحكومة اللبنانية. فالتهدئة، إن شئت، التبريد، بات مطلباً لكل الأطراف العربية، وربما الدولية، فضلاً عن أن اتصالات الرئيس نجيب ميقاتي تشير الى أن الفريقين المسيحيين الأساسيين في قوى 14 آذار (حزب «الكتائب» وحزب «القوات اللبنانية») يلوحان بدخول الحكومة. ومع الوقت، ربما، وجدت جماعة الحريري أن الحضور في الحكومة أنسب من الجلوس خارجها. ولسان حالها يقول، العالم اليوم مشغول بأحداث ميدان التحرير في القاهرة، وليس في وارد الاستماع لقضية أخرى، وإذا لم يدخل «تيار المستقبل» الحكومة فسيعيش عزلة قد تطول.

الرئيس ميقاتي يسعى الى تشكيل حكومة مهمتها إنقاذ البلد من صراع محتمل. ميقاتي يقف في منتصف الطريق. الى يمينه قوى 14 آذار التي تشترط قبل وصولها الى المنتصف معالجة موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وسلاح «حزب الله» وملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وهي شروط لا تصدر إلا عن منتصر. وإلى يسار ميقاتي جماعة 8 آذار، التي تعتبر أن المحكمة أصبحت خارج الحساب، وترى في السلاح مطلباً وطنياً، وليست معنية بالمعتقلين. لكن نجيب ميقاتي يطالب الجميع بتطبيق المثل «لا يموت الذئب ولا تفنى البلد»، هو يريد تحريك عربة الوزارة أولاً، وساعتها لكل حادث حديث، وهذا عين الحكمة والسياسة.

المعارضة الجديدة لا تزال تملك كتلة من 60 نائباً، وهي بهذا العدد تستطيع أن تدير اللعبة السياسية. تكسب الوقت، وتمارس المناورة، وتحمي رجالها من الملاحقة. أما السلاح فيمكن تركه الى طاولة الحوار. تبقى قضية المحكمة. وهذه ينبغي على جماعة 14 آذار أن تتعامل معها كوسيلة لا غاية. فضلاً عن أن عليها أن تدرك، أن المحكمة مطروحة في المزاد السياسي، وإذا كانت المحكمة تساوي اليوم مقايضتها بالسلاح، فإنها بعد فترة قد لا تنفع في شراء منصب أمني.

من السياسة والحكمة، أن تخفض جماعة 14 آذار مطالبها من الرئيس ميقاتي، وتدرك حدود مقدرته الراهنة، وتسعى الى استثمار حرصه على دخولها التشكيل الوزاري بمطالب معقولة تتيح لها الحركة. مثل المطالبة بتعيينات أمنية وإدارية. وترك إدارة الملفات الأخرى بعيداً من تعطيل البلد، وبهذا تكسب الوقت والتعاطف العربي والدولي

 

هل ستشيع الجماهير نظام البعث السوري لمقبرة التاريخ ?

 السياسة/داود البصري

الخطوات الإصلاحية المثيرة للسخرية التي تحدث عنها أساطين نظام المخابرات السورية و الهادفة إلى اجهاض التحرك الشعبي السوري لوضع حد نهائي و حاسم لمسيرة نظام قمعي إرهابي شمولي من بقايا العصر الجوراسي الإرهابي الشمولي العربي البائد لا يمكن إلا أن تكون الوقود الحقيقي و المادة السريعة الإشتعال لتفعيل إنتفاضة الشعب السوري و قواه الحية و تقريب يوم الخلاص الوطني الشامل الذي باتت كل المؤشرات و الإرهاصات الميدانية و الإقليمية و الدولية تتجه إليه وسط مهرجان و شلال الحرية المتدفق الذي يزعزع عروش الطغاة و الذي يؤسس لمرحلة عربية جديدة و مختلفة و غير مسبوقة في التاريخ , ولا نعلن سرا غير معلوم اذا أكدنا بأن الشعب السوري بمختلف إنتماءاته و تطلعاته كان له شرف الريادة في الإنتفاض على الظلم و في مقارعة الباطل و في منازلة الطغاة و المستبدين وله في سجل التاريخ المعاصر أسفار نضالية شجاعة وشامخة في مقارعة الطغاة و المستبدين و في الوقوف بوجه أعتى أنظمة القمع و التسلط منذ أيام الإحتلال العثماني و الثورة العربية التي رفعت راياتها دمشق المجد و التاريخ و الكرامة , وحتى بعد أن سطت العصابة البعثية  المتخلفة بزمرتها العسكرية على الوطن السوري وقيامها بتدشين مهرجانات القتل و السلخ و التدمير الذاتي لكل القوى الوطنية السورية الحرة ولمقدرات الوطن السوري التي أستبيحت أمام صراع العصابات البعثية من يمين أو يسار أو عناصر مشبوهة إنشغلت بصراعاتها السقيمة و الدموية وهشمت البلد وأدت دورها التاريخي المشبوه في إحتلال أرضه و تدنيس كرامته في الخامس من يونيو عام 1967 وهي الهزيمة المرة و المخجلة التي أعتبرها نظام البعث الموبوء بمثابة إنتصار تاريخي حاسم لأن نظامه لم يسقط ? فالأرض و العرض و الكرامة ليست بالأمر المهم لديه , بل أن ما يهم هو إستمرار سطوة حزبه الإرهابي وعصابته الدموية التي تناسلت و تكاثرت و أستنسخت ذاتها وورثت إرهابها و سطوتها وجبروتها  للأحفاد و الأبناء , لم يسكت الشعب السوري أو يهادن بل كان دائما نارا حامية على الطغاة و سما زعافا تجرعه الطغاة وذاقوا مرارته لذلك كانت مجازر الطغاة ضد الشعب واسعة وهائلة وشاملة شملت إستباحة مدن كاملة و إبادة الآلاف من الأبرياء في ظل صمت دولي مريب و مشبوه كان يمثل أسوأ صفحات الحرب الباردة و التلاعب بدماء الشعوب الحرة , لقد نجح الفاشيون في الإخماد الموقت لغضب الأحرار ولكن دوام الحال من المحال وجذوة الحرية لا يمكن أن يطفئها الطغاة مهما تفرعنوا , وشجاعة الأحرار لا يعيقها أبدا إرهاب المجرمين رغم بشاعة ذلك الإرهاب وسفالته وجنوحه نحو الإبادة الشاملة , لقد حول نظام البعث السوري سورية معتقلاً كبيراً و أمعن في قتل الإرادة الحرة وفي تشويه القيم النضالية ومارس تحت شعارات الثورة و التحرير و البناء الاشتراكي  و الصمود و التصدي أكبر عملية نصب تاريخية للإيحاء بصمود النظام ووطنيته بينما كان في الحقيقة يؤسس لتحويل سورية مزرعة عائلية وراثية يتوارثها أبناء العشيرة الذهبية و يعتبر شعبها كالخراف المدجنة في ظل أبشع حالة من حالات تعميم الإرهاب السلطوي و أطول حالة طوارئ في تاريخ البشرية الحديث , فمنذ إنهيار الأنظمة الشيوعية لايوجد نظام في العالم يمتلك أجهزة مخابرات متنوعة ومرقمة و مشفرة ورهيبة أكثر من نظام البعث السوري , ولاتوجد في العالم بأسره سلعة أرخص من دماء السوريين أمام أجهزة الأمن و المخابرات و الإستخبارات , لقد عربد النظام طويلا ومارس رخاوة ستراتيجية عجيبة في مد إرهابه إلى دول الجوار كما كان يحصل مع لبنان أيام الإحتلال الطويلة التي تركت ندباتها على وجه ذلك البلد العربي الجميل وكما حصل مع العراق ومع الأردن ومع كل الدول التي مارست أجهزة المخابرات السورية عربدتها في فضاءاتها , و لم ينته الأمر عند تلك الحدود بل تحول النظام بأسره ليكون حصان طروادة للمخابرات الإيرانية و لمخططات نظام الحرس الإرهابي الثوري الإيراني في العالم العربي وحول الشام مزرعة إستثمارية للمحظوظين من أبنائه ومريديه وللمجرمين من قيادات الحرس الثوري وتحولت سورية العربية الأصيلة مزرعة خلفية من مزارع الولي الخراساني الفقيه , وجابه النظام المتشدق بالعروبة و القومية بالحديد و النار و التواطؤ و التآمر ضد الأمة العربية وحركاتها التحرريةوجميعنا يتذكر تآمره مع النظام الإيراني ضد الحركة الوطنية التحررية الأحوازية وتسليمه مناضلين أحوازيين إلى نظام القمع العنصري الإيراني , إضافة إلى دعمه للقتلة و المجرمين و الإرهابيين من مختلف الملل و النحل ودوره الفظيع في تمزيق الوضع اللبناني ودعمه للعصابات الإيرانية في لبنان , أما مسألة إفقاره للشعب السوري وتجويعه و نهبه لثرواته فهي من المسائل المسكوت عنها في إعلام  النظام , ورغم أن مؤسس النظام القمعي العائلي الوراثي قد رحل عن الدنيا منذ أحد عشر عاما إلا أن تركته الثقيلة لم تتغير ولم ينجح ورثته طيلة تلك السنوات في تغيير الأوضاع إيجابيا بل على العكس مارسوا أبشع حملات الإرهاب و الترويع ضد قوى "ربيع دمشق" وفشلوا فشلا ذريعا في أول إختبار جدي للنوايا الحقيقية , ومن شب على شيء شاب عليه و نظام البعث السوري قد وصل إلى نهاية الطريق ولن تستطيع كل حقن المقويات الإيرانية الزائفة ان تمد القوة "السوبرمانية" في شرايين النظام القمعي, أحرار دمشق على موعد مقدس مع التاريخ و سيكنسون النظام نحو مقبرته الخلفية , ومن إستل سيف البغي قتل به.. و العاقبة للأحرار والمناضلين , وكل عيون الأحرار في العالم تتوجه اليوم نحو دمشق التي سينجز أحرارها وعدهم المقدس و يحيلوا عصابات المخابرات والإرهاب لمزبلة التاريخ. *كاتب عراقي

 

اغفر لهم يا سيادة الرئيس لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون

 بقلم . أحمد الجارالله/السياسة

لا يمكن ان تترك مصائر الدول رهينة للفورات الشعبية العشوائية, وترمى في المجهول لأن البعض يرفض الاستماع الى لغة العقل أو يريد تغيير سنن الحياة بطرفة عين, خصوصا اذا تعلق الأمر بمصائر الأمم, التي تمثل أمانة في أعناق الحكام, وأي تفريط بهذه الأمانة تحت ضغط الشارع من دون تأمين البدائل, يؤدي الى الفوضى كما جرى في تونس وبعض الدول التي انزلقت إلى جنون العنف ويكون ذلك خيانة أمانة من القادة الذين يتحملون وزر المسؤولية امام الله والوطن... هذا ما أراد الرئيس المصري حسني مبارك قوله في خطابه الأخير, وهو يسعى الى وضع مصر في الايدي الوطنية الأمينة التي يختارها الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبلة, تاركا للتاريخ أن يحكم له أو عليه.

حسني مبارك الذي خاطب شعبه بكل شفافية, ايقظ الروح وجعل الدموع تنهمر حارة من المآقي, لعل تلك الدموع تغسل أدران سفاهة البعض الذين تحركهم نوازع السوء ولعلها تمسح الأخطاء والبذاءات التي اطلقها أولئك البعض الذين لا يشكلون إلا القلة من شعب مصر, وليس بالضرورة أن تجسد مطالبهم مواقف ال¯ 85 مليونا الذين ذرفت غالبيتهم الدموع معتذرة من رئيسها عما فعله السفهاء ومن اندس بينهم.

اعذرهم يا سيادة الرئيس, فهؤلاء لا يعرفون ماذا يفعلون, وان عرفوا فمعرفتهم قاصرة وملتبسة او مشوهة وغير يقينية, هؤلاء لم يتذكروا ماذا قدمت لهم من انجازات وكيف غيرت الصورة النمطية التي انطبعت في الأذهان عن الشعب المصري منذ ثورة عام ,1952 فأنت من فتح أبواب الاستثمار في مصر, وأنت من اقنع المستثمرين العرب والاجانب والمصريين ان يبنوا المشاريع ويؤمنوا فرص العمل لمئات الآلاف, وأنت الذي أتحت لهم كل وسائل العصر الحديثة ليتمتع بها الشعب, وأطلقت مسيرة الديمقراطية, وحرية التعبير وسمحت لهؤلاء ان يتظاهروا, لكن بعضهم تفوه بكلام بذيء وتجرأ على كتابة تلك البذاءات على دبابات الجيش التي انتشرت في الشوارع والميادين لحمايتهم وليس لقتلهم, هذه الحرية التي مارسها شعبك الى اقصى الحدود بشرط ألا تؤذي أحداً, استغلها أصحاب الأجندات المشبوهة وفعلوا ما فعلوا.

اعذرهم يا سيادة الرئيس فالبعض لم يستوعب عظمة انجازاتك رغم الامكانيات المحدودة. لقد جعلت مصر قوة اقتصادية اقليمية مؤثرة, وأعدت إليها دورها العربي الكبير. نعم, انت من حافظ على مصر الكبيرة بحنكتك السياسية, وأنت الذي وقفت إلى جانب الحق الكويتي انطلاقا من معدنك العربي الأصيل واستجابة لرغبات شعبك الذي تجمعنا به علاقات تاريخية راسخة جذورها المحبة والاحترام, وإذا صدرت أصوات نشاز من هنا أو هناك فهي لا تعبر عن الكويت ودول  التعاون الخليجي, بل تعبر عن أصحابها فقط.

اعذرهم يا سيادة الرئيس, لقد قسا بعض السفهاء عليك ولم يدركوا أنهم يقسون على أنفسهم, وعلى مصر كلها. فهؤلاء الجاحدون اعماهم وهْمُ تكبرهم على وطنهم فلم يرأفوا به.

نحن نعرف مسارك طوال 30 عاما, ونعرف كم أنت كبير النفس والخلق ولست ممن يحقدون, ولست ممن تحني العواصف العابرة قاماتهم, ولذلك وقفت كالطود أمام شعبك وقلت بكبرياء الرجال الشجعان إنك من ارض الكنانة وإليها ستعود, وإنك لن تهرب من حمل الأمانة وانك ستسلمها لمن سيخلفك. لقد فهم شعبك الوفي الرسالة وعبر عن ذلك بتلك الاندفاعة الى تأكيد امتنانه لما قدمت لمصر, وترجمه بالدموع المنهمرة اعترافاً بالجميل, وبتظاهرات مؤيدة لوقفتك ولاستقرار مصر.

اعذرهم يا سيادة الرئيس, فهم لم يتذكروا الظروف الصعبة التي وصلت من خلالها إلى سدة الرئاسة, وهي ظروف لا يغبطك عليها احد, فأنت دخلت بثوب نقي وستخرج بثوب أكثر نقاء, أنت العفيف الذي حمل مصر في قلبه ووجدانه وستخرج فارسا بإرادتك, كما يترجل كبار الفرسان.

نعم, ستترجل فارسا, ميدانك حبك لمصر وأهلها متوجاً بأمانتك وحبك لأطفال وشباب وشيوخ ونساء أرض الكنانة, ولن تترك مصر في مهب نزوات الذين توهموا أن الوقت قد حان لينقضوا على الحكم وعلى الاستقرار, وحاشا ان تسمح لهم, لأنهم قتلة ولصوص واصحاب اجندات خارجية, ورغم ذلك صبرت عليهم وعلى إفكهم وبهتانهم واضعاً مصر ومستقبلها نصب عينيك, فيما هم كانوا سفهاء, حاولوا استغلال انتفاضة الشباب المتحمس, لقطف ثمار تلك الاصوات العفوية التي لم تكن تمانع, في يوم من الأيام, سماعها, بل أنت من هيأها لتقول كلمتها بحماسة. اعذرهم يا سيادة الرئيس عن كل تلك الترهات التي جاء بها ناكرو الجميل, فنحن عزاؤنا هنا في الكويت والخليج أن أمة العرب كلها رأت في دموع شعبك كل الوفاء لك ولمصر, هذا الشعب العظيم الذي لم ينس سنواتك معه, ولم ينس كم هي عظيمة مواقفك الوطنية والعربية.

أنا لست من شعبك, لكنني عشت إنجازاتك وكنت قريباً من مشاعرك تجاه وطنك وأمتك, وأتذكر دائما موقفك عندما غزا صدام حسين الكويت, حيث توهم حينذاك, ان الزعامة التاريخية تشترى, لكنك أثبت زيف وهمه ولقنته درساً بأن الزعامة لا تشترى ولا تباع, بل تصنعها المواقف المشرفة للقادة الانقياء الشجعان الأحرار.

شعب مصر يعرف انه اتعبك وأنت تعبت معه ايضا, وحانت ساعة الراحة. والله من حقك يا سيادة الرئيس ان ترتاح والتاريخ سيحكم بما لك وما عليك, وسيجد أن ما لك أكثر مما عليك... فاعذرنا أيها الفارس... الكبير.

 

عون: الحريري يتصرف كأن لبنان واحدة من شركاته الخاصة وذكر ان دوره في لبنان أهم من رئاسة الجمهورية

نهارنت/اكّد رئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون ان تكليف الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة لانه "كتكتل للتغيير والاصلاح نخوض الانتخابات على أساس برامج واضحة ومكتوبة باتجاه الجمهورية الثالثة، والفرق كبير بين نهجنا الإصلاحي ونهج الرئيس الحريري، ولطالما شعرنا بوجود تباطؤ دائم من قبله في معالجة المواضيع التي تتطلب معالجة".

واشار عون الى انه يؤمن بسياسة "تلافي الأزمات من خلال خطط استباقية كي يكون لدينا الحل عندما نصطدم بمشكلة معينة، بينما هم ينتظرون حصول المشكلة وبروز تداعياتها السلبية، وأحيانا نخسر إمكانية المعالجة بسبب ذلك أو تأتي المعالجة ناقصة". وشدّد عون على ان نهجه حديث لكيفية معالجة الأمور، و"هذا النهج غير موجود لدى الفريق الآخر، والخلاف الأكبر هو حول ملف الفساد الذي هو ملف ضخم جدا، نظرا لوجود عشرات المليارات من الأموال المهدورة أو المسروقة". واكّد عون انه يمتلك ملف للفساد بالارقام والوثائق بين يديه، و"الأرقام التي بحوزتنا ثابتة وواضحة، ولا يمكن لأحد أن يكذّب ما نقول". وذكر عون ان أبرز ملامح الفساد تكمن في "إدارة المال العام، بحيث توجد أموال طائلة مفقودة تتعلق بسلفات الخزينة. فعندما تقر الحكومة الموازنة يستطيع الوزير أن يطلب سلفة بانتظار إقرارها في مجلس النواب، وعلى هذا الأساس، تم صرف مبالغ طائلة من سلفات الخزينة دون تقديم أي مبرر".

وعن اتهام حكومة الحريري هل تتهمون بإهدار المال العام أم بسرقته، ذكر ان "حكومة الحريري ارتكبت مخالفات من النوعين. نقول إن الأموال مفقودة، ويمكن أن تعتبر مسروقة بتحقيق عدلي لتحديد السارق، وتكون مسؤولية الحكومة التواطؤ لأنها لم تحاسب، ووزارة المال ستكون هي المسؤولة الأخيرة لأنها لم تطالب بالأموال ولا بالوثائق التي تبرّر صرف هذه الأموال". وبالارقام حدّد عون الارقام المفقودة بانها "لا تقل عن 15 مليار دولار كحد أدنى".

واتهم عون الحكومات السابقة حتى حكومة الحريري الاخيرة بهذه الاموال "لأن الأموال التي هدرت أتت في سياق واحد، بحيث غيّبوا منذ العام 1993 حسابات الخزينة وحسابات القطع التي تحدّد حجم الأموال المصروفة من الخزينة والأموال الواردة إليها، وبناء على ذلك نقول إن أموال الدولة لم تُصرف وفقا لقواعد المحاسبة العامة".

واعطى مثالاً على هدر الأموال وعدم معرفة مصيرها، وهي "هبات أعطيت للحكومة اللبنانية من قبل بعض الدول ولم تدخل إلى الخزينة، وكل مال لا يدخل الخزينة لا تعرف كيف صُرف". اما اذا كان قصد عون محاسبة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، اشار الى ان "هذا الموضوع انتهى لأن الحق يسقط بالوفاة، ولا توجد محاسبة للميت. هناك مسؤولية الموقع ومسؤولية الجريمة. المجرم هو الذي يقترف الجرم، والمسؤول هو الذي يكون في مركز المراقبة والتدقيق". وذكر عون ان "ملف المال العام ستتم متابعته في برنامج الحكومة المقبلة لأنه مفتوح في لجنة المال"، مشدّداً على ان "ملفات وزارة المال مخيفة، وتوجد أخطاء جسيمة".

ورأى عون ان "دوره في لبنان أهم من رئاسة الجمهورية، وإذا ذهبت إلى القصر سيتطلب ذلك مني لعب دور الحكم، ولن أتمتع بحرية العمل السياسي، لأن دور رئيس الجمهورية مقيد جدا، بينما موقعي يعطيني حرية مطلقة في السياسة". وعن اذا كان الرئيس ميشال سليمان سيكمل ولايته، ردّ انه "من ناحية المبدأ نعم، إلاّ إذا كان هو لم يعد يرغب".

وعن كلام ميقاتي بعدم فتح اي ملفات جديدة وطمأنته الحريري وفريقه السياسي بذلك، اشار الى ان "هذا الملف ليس ملفا سابقا، بل هو ملف حالي ومفتوح، وعندما نتحدث عن أموال عامة مجهولة المصير وتُقدّر بالمليارات، لا أنا استطيع تغطية هذا الخلل، ولا الرئيس ميقاتي يستطيع تغطية هذا الخلل".

وعن الاستشارات النيابية واستبعاد الحريري واستخدام وسائل اكراهية في استبعاده، اكّد عون ان "هذا ادعاء، وأعتقد أن الدول التي شاركت في الموضوع تعرف تمام المعرفة من أين تأتي الضغوط. فمثلا دولة قطر هي من بين الدول التي شاركت بشخص الشيخ حمد بن جاسم، كما أعتقد أن سمو الأمير تكلم بالموضوع عندما زار دمشق. الضغوط لا تأتي منّا، لأننا نحن لسنا من الجهة التي تؤيدها أميركا، أو التي تؤيدها أوروبا، أو التي تؤيدها الدول العربية المسماة معتدلة من السعودية إلى مصر. فنحن لا نملك قوى ضغط، وجل ما نحلم به هو أن تكون هذه الدول على حياد".

ونوّه عون انه "ديمقراطيتنا فيها محاسبة، ومن يرتكب أخطاء يُحاسب ويسقط في مجلس النواب، أو يسقط في الوزارة. غاب التوافق في الحكومة السابقة، وترجم ذلك باستقالة قسم من الوزراء، وقد وجّهنا دعوة للفريق الآخر للتوافق على الحكومة العتيدة، ولكنه رفض دعوتنا وقال إنه لا يريد المشاركة، وعليه نحن سنعمل على تأمين الحكومة، وعلى تأمين الأكثرية لها في مجلس النواب، وعلى تأمين برنامجها".

واوضح عون انه كان اول من ذكر سقوط حكومة الحريري وفشل المساعي العربية المتمثلة بالمبادرة السعودية – السورية، لانه معارض "ولست معارضا ثانويا. فأنا أكبر كتلة نيابية معارضة، وكتلتي تلي كتلة الحريري من حيث العدد، وتكلمت من موقعي كمعارض".

وردّد عون على انه لم يحصل على تفاصيل انهيار المبادرة السورية –السعودية، "إنما بُلّغت من أصحاب العلاقة في الطرفين اللبناني والسوري، بأن المبادرة فشلت وأوقفت على أثر مكالمة بين جلالة الملك عبدالله والرئيس السوري بشار الأسد، بحيث قال العاهل السعودي إنه لم يستطع الوصول إلى نتيجة حاسمة مع سعد الحريري، وأنه يسحب يده من الملف، ويتأمل من سوريا أن تسحب يدها من الملف".

ورأى ان دلالات اسقاط الحريري خلال زيارة رسمية الى واشنطن، "واضحة جدا، بحسب نظامنا أي رئيس حكومة يريد أن يزور رئيس دولة أخرى بمستوى الولايات المتحدة أو غيرها، يجب أن يعلن في مجلس الوزراء بأنه يريد القيام بالزيارة لكي يحصل على إذن من الحكومة، ولكي يُصطحب بوفد رسمي. كان على الحريري أن يعرف أنه ارتكب مخالفة جسيمة، ونحن ساعدنا أوباما في تحديد هوية الزائر من خلال قولنا له إنه يتكلم مع رئيس وزراء سابق"، مؤكّداً ان الحريري "لم يبلّغ أي أحد، هو يملك طائرة خاصة، تطير به ساعة يشاء من بلد إلى آخر، ويتصرف كأن لبنان شركة خاصة، وعلى هذا الأساس يقوم بمحادثات رسمية وبارتباطات دولية، لنصطدم بعدها نحن بمسؤولي وسفراء هذه الدول".

وعن ما اذا كان هذا السبب لاسقاطه، اوضح انه "أحد الأسباب، فناهيك عن أخطائه الداخلية في إدارة الحكم وهدر الأموال، السبب الحقيقي الذي أدى لوصول الأمور إلى نقطة اللاعودة هو ملف شهود الزور. فقد اعترف بوجود شهود زور، وبالرغم من ذلك يريد مقاضاة الآخرين بموجب محكمة لم تعد واضحة ولا شفافة للبنانيين. معهد واشنطن كلف شركة إحصاء لمعرفة رأي الشعب اللبناني من المحكمة الدولية، وقد أظهرت النتيجة أن الأكثرية الساحقة ضدها".

واذا ما سيكون هذا الملف من أولويات الحكومة المقبلة، ذكر انه "لسنا على عجلة من أمرنا، وعندما يحصل أي تطور مع المحكمة الدولية، سنتعاطى معه انطلاقا من موقف الحكومة".

وقرأ عون ورقة التسوية التي تقدم بها الحريري، بأنه "تعهد بتعطيل الملف من الجهة اللبنانية، من خلال إلغاء الاتفاق مع المحكمة، ووقف التمويل، وسحب القضاة اللبنانيين منها، ونحن في المقابل قلنا بوقف ملف شهود الزور لأن في ذلك إدانة له، وهذه الإدانة تحكم عليه بالجرم الشائن الذي يفقده حقوقه المدنية. لقد قام الحريري بمخاطرة كبيرة، ولا أعلم لماذا يعتقد أنه فوق القانون، علما بأن رئاسته للحكومة وثراءه لا يؤمّنان له الحصانة التي يعتقدها. قلنا للحريري إننا سننسى حقوقنا في مقابل وقف المحكمة من جانبه، لأن هذه المحكمة ليست شفافة، وفتح ملف شهود الزور كفيل بإيصالنا إلى المجرم الحقيقي، ولذلك أعطى هو حصانة لشهود الزور، ورفض تحويلهم إلى المحكمة في لبنان، وبدورها، المحكمة الدولية، أعلنت عدم صلاحيتها بملف شهود الزور، وذلك خلافا لكل القواعد القانونية في العالم، فظهر وجود تواطؤ لمنع إرسال شهود الزور إلى المحاكمة المحلية أو الدولية، علما بأن إفادات هؤلاء الشهود أدّت إلى إلحاق ضرر كبير بأربعة ضباط، فاضطر هؤلاء الضباط للجوء إلى القضاء السوري بعدما رفض القضاء اللبناني النظر في الشكوى التي تقدّموا بها".

واوضح عون ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان "تمّ بطريقة خاطئة محليا ودوليا، وفي أي مقارعة قانونية بيننا وبينهم نستطيع أن نظهر لهم هذه الأخطاء. فلبنانيا لم تقر المحكمة وفقا للأصول، بحيث تم الاتفاق في حينها بين مجلس الأمن ورئيس الوزارة، الذي لا يملك الصلاحية، لأن الاتفاقات الخارجية يفاوض بها رئيس الجمهورية وليس رئيس الحكومة، ومن ثم ترسل إلى مجلس الوزراء ليوافق عليها ويحولها بدوره إلى مجلس النواب، نظرا للمدة الزمنية الطويلة وللأعباء المادية الكبيرة التي تترتب عليها، كما يجب أن يتم تعديل المادة 20 من الدستور اللبناني، حيث ما من صلاحية لأي محكمة دولية دون تعديل المادة 20 من الدستور اللبناني التي تنص على أنه ما من صلاحية لأي قضاء غير القضاء اللبناني إذا كانت الجريمة على أرض لبنان، وهذه الأمور الثلاثة لم تحصل. أما وضعنا تحت الفصل السابع، فلا يتم إلاّ إذا كنّا نشكل تهديدا للسلام الدولي، وأعتقد أننا لم نهدّد أي أحد بقنابلنا الذرية، كما يجب أن تكون هناك مجازر، وهذا أيضا لا ينطبق على لبنان، لأنه حصلت اغتيالات محددة على صنف من الناس، ولم نفقد السيطرة على الأرض اللبنانية من الناحية الأمنية، لقد اعتبرنا في الفترة السابقة أن الحكومة غير شرعية، ولكننا لم نكسر لوح زجاج واحد يوم إقرار المحكمة في العام 2007، شرعة الأمم المتحدة تحترم سيادة البلدان وقوانينها، ولا يستطيع مجلس الأمن أن يمس سيادتنا لأننا لم نفقدها داخليا. وضعنا يختلف كثيرا عن وضع أوغندا التي شهدت أعمال عنف ومجازر، ولا يستوجب وضعنا تحت الفصل السابع".

واذا كان لبنان في وارد تسليم الأشخاص الذين ذكروا في مذكرات التوقيف السورية إلى السلطات السورية، رأى انه "إذا أعلن لبنان الموافقة على إرسالهم إلى القضاء، تتوقف الملاحقة السورية قانونا، وذلك بموجب اتفاقية بيننا وبين سوريا، فعند وجود أي مشكلة على أرضنا تطالنا وتطالهم نتائجها، تكون لنا أحقية المعالجة، وعندما يحولهم لبنان إلى القضاء ستتوقف الملاحقة السورية".

وعن ورقة شروط "المستقبل" التي قدّمت للرئيس ميقاتي وردّ المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن الخليل، فرأى ان "رد الخليل لا يلزم رئيس الحكومة بشيء، لأنه لا يتمتع بأي صفة رسمية أكثر من صفته كنائب في البرلمان، وقد تكلم باسم تكتله النيابي وليس باسم رئيس الحكومة".

واوضح عون ان بنود الورقة "تعجيزية وغير مقبولة، فرئيس الحكومة لا يمكنه وحده أن يتعهد بأي شيء لأن الحكومة مجتمعة تأخذ القرار، وهي لم تتشكل بعد. هم أعلنوا أنهم لا يريدون المشاركة في الحكومة، ثم استدركوا أن رفضهم قد لا يتقبله الرأي العام، فوضعوا لائحة شروط تعجيزية لا يمكن أن تُقبل، فكان رد ميقاتي عدم إمكانية الالتزام بها، وقال إنها تُبحث في جلسات الحكومة".

ويعتقد عون ان "تشكيل حكومة من لون واحد في ظل الحالة التي نعيشها أسهل من أجل أخذ القرار، ولكن دائما مشاركة كافة الفرقاء تكون أفضل".

وشدّد عون على ان الوزير جبران باسيل "ليس صهري في الحكومة، ولا يمثلني فيها بصفته صهري، بل بصفته ممثل التيار الوطني الحر"، ونفى ان يكون قد فرض باسيل.

وردّ عون فرض باسيل في الحكومة السابقة الى انه "يومها كانت سياسة مواقف، فعندما انتهت الانتخابات النيابية بدأت حملة ضده، في محاولة ليفرضوا عليّ رفض توزيره، علما بأنني لم أكن في حينها أنوي إعادة توزيره، وكنت أفترض عودته للاهتمام بدائرته الانتخابية والعمل ضمن الحزب من خلال توجيه نشاطه، وكان إصرارهم على عدم توزيره بمثابة محاولة فرض هزيمة ثانية عليّ".

واوضح عون ان العلاقة العائلية مع باسيل لا تشكل رافعة لانه "عائلتي تتضمن عدة أشخاص من أصحاب الاختصاص، وفي دائرتي العائلية القريبة جدا لدينا اختصاصات لثلاثين وزارة، وقد اخترنا جبران باسيل في أول تجربة لنا في الحكم لأنه يتمتع بالخبرات اللازمة لينجح، وقد نجح".

واكّد عون انه في الحكومة المقبلة "سأحصل على حقيبة من الحقائب السيادية الأربع وأنا نائم هنا، ولا لزوم لأطلبها، لأن الرئيس المكلف سيأخذ الأحجام بعين الاعتبار، وبالطبع توجد مشاورات على الحقائب، ولكن كما قلت لك، لا بد من حصولي على حقيبة سيادية".

وعن إلى إلغاء المؤتمر الدولي حول لبنان الذي كان مقررا انعقاده في باريس، شرح عون ذلك بأنه "موقف عقلاني للدول التي كانت تنوي عقد المؤتمر، بحيث لاحظت أن ما من خلل أو فتنة تستدعي عقد المؤتمر كما روج. نحن تعهدنا أمام الشعب اللبناني بأنه لن تكون هناك فتنة سنية - شيعية، ولن تكون هناك فوضى، وهذا ما حصل. حدثت حركة اعتراضية من الشيخ سعد الحريري الذي كان يقول إنه لن يدع أي شخص ينزل إلى الشارع، وهو من قام بيوم الغضب وليس نحن، وتم حرق إطارات، ولكن حتى الجيش المسؤول عن الأمن لم يطلق رصاصة واحدة بالرغم من تعرض جنوده لاعتداءات من قبل المتظاهرين، والحمد لله لم تصح التقديرات المسبقة بأن لبنان سيخرب".

 

رحلة "التيار" الى براد مسقط القديس مارون

عون يغادر وقيادات في طائرة خاصة واتصالات لتوفير الســلامة للموكب السيار

المركزية- ينظم التيار الوطني الحر في العاشر من الجاري وللسنة الثانية على التوالي رحلة حج الى مدينة براد السورية مسقط رأس القديس مار مارون تحت عنوان "رحلة الحج الى الينبوع". وفيما يغادر رئيس التيار العماد ميشال عون نهار العيد في التاسع من الجاري الى براد يرافقه وفد من قادة التيار على متن طائرة خاصة وضعها في تصرفهم الرئيس السوري بشار الأسد ينطق في اليوم الثاني العاشر من الجاري من بيروت موكب سيار يضم قرابة 20 سيارة اوتوبيس (بولمان) وعدداً كبيراً من السيارات الخاصة باتجاه الحدود الشمالية اللبنانية السورية، سالكاً على اوتوستراد بيروت – طرابلس – عكار بعد ان تنضم اليه على طول الطريق التي سيسلكها الوفد من بيروت وصولاً الى الحدود عبر العبودية جماعات سجلت أسماءها لدى الأشخاص المعينين. إلا ان مصادر منظمي الرحلة ذكرت ان الفريق المخول القيام بالإجراءات المطلوبة يجري الاتصالات اللازمة مع القيادات السياسية والأمنية من اجل توفير السلامة والطمأنينة للموكب وخصوصاً عبوره بعض الشوارع والأحياءفي منطقتي طرابلس وعكار قبل اتخاذ قرار بالتفاف الموكب ليسلك طريق البقاع ويتجه منها نحو معبر القاع. وأكدت المصادر ان لا شيء حتى الساعة يستوجب مثل هذا التغيير في ضوء الاتصالات التي أجراها مسؤولو التيار في منطقة الشمال والمناطق المعنية مع القيادات المسؤولة على الأرض.

 

انيس كرم: ما يجري في بعض دول العالم أمر طبيعي

رأى رئيس "التجمع الاميركي الشرق اوسطي للحرية والديموقراطية" انيس كرم، في بيان أصدره اليوم، "ان ما يجري اليوم في بعض دول العالم من تحركات شعبية واحتجاجات صارخة ضد بعض الانظمة وحكامها امر طبيعي قياسا لمسار هذه الانظمة". وقال: "ان هذه الانظمة التي اهتزت، او تهتز اليوم تحت ضغط الشارع هي نموذج لحاكم مستبد لم يراع ابسط حقوق الانسان، لان شرعة الامم المتحدة تضمن حق الانسان العيش بكرامة، وتفرض تأمين مستلزمات العيش الحر الكريم".

وطالب ب"جمع السلاح من كافة الميليشيات والمنظمات والافراد في لبنان"، رافضا "تواجد السلاح خارج المؤسسات الشرعية"، ومؤكدا انه "للقوى المسلحة وحدها الحق بإمتلاك السلاح، ويعود لها وحدها وفي طليعتها الجيش اللبناني حماية المواطنين والدفاع عنهم تجاه اي خطر داخلي او خارجي".

 

خطط الجنرال

موقع تيار المستقبل

يقال أن قارئ الجنرال ميشال عون يخرج بانطباعات تختلف عما يشاهده على الشاشات، ذلك أنه يبدو للمشاهدين غاضباً كمصارع، ونادراً ما يستطيع الصمود في كلامه في حدود أدب المجاملات السياسية. كثيرون يعتبرون ميشال عون، مقروءاً، دقيقاً وذكياً ويحسن التصويب، بخلاف ما يبدو عليه الأمر في مؤتمراته الصحافية المتلفزة.

وكثيرون يعتبرون الجنرال قادراً على إثارة حنق الخصوم. إنما مع ذلك يبدو أنه دائماً حانق وغاضب. هو غاضب حين يكون منتصراً . وغاضب حين يكون "مزروكاً". اليوم يبدو الجنرال منتصراً. أقله هذا ما تظهره أحاديثه وإطلالاته الإعلامية، سواء قرأها المرء أو شاهدها مباشرة على الشاشة. مع ذلك هو حانق وغاضب. وهذا لا يعني في المقام الأخير غير أمر واحد، هو أكثر من يفصح عنه، وآخر من يخجل بوجوده. الجنرال لا ينتصر في الداخل اللبناني ليحكم ويترك المعارضة تعارض. هو لا ينتصر لوجهة نظره، بل يريد سحق وجهة النظر الأخرى. وغالباً ما يبدو الأمر كما لو أنه أصلاً لا يمتلك وجهة نظر. لقد استقتل، هو شخصياً، وأعلن على الملأ أن عيون صهره أغلى من تشكيل الحكومة، وناضل نضالاً مستميتاً من أجل الحصول مع حلفائه على ثلث معطل.

وحتى الأمس القريب، كان الثلث المعطل درة تاج المعارضة التي هو منها في الحكومة السابقة. بل هو الثلث نفسه الذي أتاح للجنرال وحلفائه الانقلاب الفج على نتائج انتخابات العام 2009. لكنه اليوم، يكتشف، كمن قذف الله نوراً في صدره، أن الثلث المعطل لا يفعل غير شلّ البلد. يقول: لقد منعنا الطرف الآخر من تحقيق مآرب وغايات "مشبوهة" لكننا أصبنا البلد بالشلل. والآن لا يريد أن يصاب البلد بالشلل مرة أخرى، عبر اعطاء الثلث المعطل للأكثرية السابقة. إذاً يريد أن يسعد في الحكم وحيداً وطويلاً. الاعتراف بالخطأ ولو متأخراً أفضل من المكابرة في الدفاع عنه. لكن الجنرال يعترف بخطأ ليرتكب خطيئة. يعترف أن الثلث المعطل في الحكومة يعطل البلد، لكنه يرتكب خطيئة أنه يريد أن يحكم البلد ويطرد الخصوم من جنة الحكم والإدارة. يريد حكومة متجانسة تنفذ سياسات يتفق عليها مع حلفائه. في مسألة المحكمة الدولية الأمر مفهوم، الجنرال يريد التنصل منها. في مسألة "شهود الزور" الأمر مفهوم أيضاً، يريدها سبباً للتنكيل بخصومه قضائياً وسياسياً وإعلامياً. لكن غير المفهوم بالمرة يتعلق بالمسائل التي تخص تسيير وتدبير شؤون الناس.

هل سأل الجنرال نفسه أو استشار صهره في الخطة الاقتصادية التي يريد بموجبها التخلص من أعباء الدين العام؟ هذا القميص الذي يحمله الجنرال وأنصاره في لبنان والمهاجر، ويطوفون به في كل مكان. وما الخطة النجيبة التي يقترحها حتى نوافق عليها رأساً ومن دون نقاش؟ والأمر عينه ينسحب على النشاط الاقتصادي ومسائل مثل النمو والأزمة المعيشية وغلاء الأسعار. الجنرال يحكم من دون خطة؟ معاذ لله، بل لديه خطة جاهزة تتمثل بتدمير ما بناه خصومه. أما ما الذي يبقى بعد التدمير؟ سيسأل اللبنانيون الله ردحاً أن يبقي لهم عيونهم ليبكوا على البلد.

 

ما في قلب عون على لسانه: لا أريد مشاركة "14 آذار" في الحكومة 

موقع تيار المستقبل/لينا صالح

 لا يتوقف رئيس "التعطيل والإطلاح" يطالب أصحاب الحق بالتخلي عن حقهم، وأولياء الدم بالتنازل عن معرفة الحقيقة، ودعاة الديموقراطية بالإنضمام تحت لوائه وعباءة "ولي الفقيه".

فبعد اجتماعه الأسبوعي الذي عقده أمس الأول مع كتلته، وصعد بعده الى المنبر ليملي شروطه على كل من يريد ان يشارك في الحكومة بخطاب يكشف "مكنونات صدره"، يثبت عون اليوم، مجدداً، أن "ما في قلبه على لسانه". الجنرال، وعقب زيارته الرئيس المكلف نجيب ميقاتي "ارتأى" انه "من الضروري وجود الحد الأدنى من الانسجام في الحكم، لكي تتمكن الحكومة من إتخاذ القرارات"، بعبارة أخرى هو يؤكد أن أي شخص يريد ان يشارك في الحكومة يجب ان يتبنى مبادئ "8 آذار" ويلبس عباءتها. هو واضح وصريح! لا يريد مشاركة "14 آذار".

كذلك، اعتبر ميشال عون أن العودة الى النمط ذاته في الحكومة، ستؤدي مجددا الى شل القرار، وهنا تجدر الإشارة الى ان ما يحق لفريق "8 آذار" لا يحق لغيرهم، هم من حقهم تعطيل الحكومة، من حقهم الإستقالة، ولا يحق لـ"14 آذار" شيء. فبحسب الجنرال، "لماذا إعطائهم الثلث المعطل هل للعودة الى وضع مشلول؟ ولم نصل بعد الى مرحلة توزيع الحقائب"، من الطبيعي ألا يسمح بذلك، فهو الذي عطل تشكيل الحكومة في السابق لتوزير صهره، انفتحت شهيته بعد الإستقالة وتكليف ميقاتي واصبح يريد كل الحقائب المسيحية.

عون أكد ما قاله رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس ان "أي فريق سيشترك في الحكومة يجب أن يتبنى مبادئ وقناعات 8 آذار ليتمكن من الإشتراك في الحكومة". كما لفت الى أن "ما قاله الرئيس بري عن رغبته بحكومة مشاركة وطنية لا ينطبق على واقع ما يسعى إليه العماد عون لأن المطلوب صراحة، كما تبيّن بشكل واضح على لسان عون في الأمس، حكومة من لون واحد تدين بالولاء لسوريا من جهة وحزب الله من جهة ثانية ولمجموعة مبادئ وتصورات وسياسات 8 آذار".