المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
03 شباط/2011

انجيل القديس لوقا 13/1-5/وجوب التوبة

وفي ذلك الوقت حضر بعض الناس وأخبروا يسوع عن الجليليين الذين قتلهم بيلاطس في الهيكل ومزج دماءهم بدماء ذبائحهم، فأجابهم يسوع: أتظنون أن خطيئة هؤلاء الجليليين أكثر من خطيئة سائر الجليليين حتى نزلت بهم هذه المصيبة؟ أقول لكم: لا، وإن كنتم لا تتوبون، فستهلكون كلكم مثلهم. وأولئك الثمانـية عشر الذين سقط البرج عليهم في سلوام وقتلهم، أتظنون أنهم أذنبوا أكثر مما أذنب أهل أورشليم؟ أقول لكم: لا، وإن كنتم لا تتوبون، فستهلكون كلكم مثلهم.

 

المطارنة الموارنة أسفوا لما سفك من دماء عربية: نشكر الله على ان وضعنا في لبنان ما زال بخير رغم التعقيد

نتمنى للرئيس المكلف النجاح لمواجهة الوضع الراهن بحكمة وحزم

وطنية - 2/2/2011 - عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري اليوم في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية.

البيان

وفي نهاية الاجتماع، صدر بيان تلاه امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، وجاء فيه:

1- ان الوضع في المنطقة، وفي العالم العربي على وجه الاجمال، يدعو الى الترقب والقلق. فهناك انقلابات وثورات خرج معها الناس الى الشوارع ونادوا بإسقاط الحكام، على ما حدث في تونس ويحدث في مصر. واذ يأسف الاباء لما سفك من دماء، يسألون الله ان يجنب المنطقة المزيد من الاضطرابات، وان يلهم المسؤولين العمل على احلال العدالة والسلام في بلدانهم.

2- إنا نشكر الله على ان وضعنا في لبنان ما زال بخير على الرغم مما يعرفه من تعقيد، ويتمنى الاباء للرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، والنجاح في مهمته لمواجهة الوضع الراهن بما ينبغي من الحكمة والحزم.

3- ان الالتفاتة الكريمة التي أبداها قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر بأمره ان يوضع تمثال القديس مارون، ابي كنيستنا المارونية، في احدى حنايا بازيليك مار بطرس الخارجية، الى جانب سواه من القديسين الكبار، لهي لفتة كريمة من قداسته، نشكره عليها جزيل الشكر.

4- ان عيد أبينا القديس مارون الذي يقع في التاسع من شباط يهيب بنا ان نطلب شفاعة هذا القديس لكي يبسط جناح حمايته على كنيستنا واوطاننا، ويقينا ما نشهده في المنطقة من عثرات".

 

سليمان عرض الاوضاع مع رئيس مجلس النواب

بري: لحكومة انقاذ وطني دون الدخول في الحسابات

عندما يثور النيل لا سدود يمكنها أن تقف أمامه

سلام: رئيس الجمهورية يراعي دستورية الإجراءات

وطنية - 2/2/2011 عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري التطورات السياسية.

وبعد اللقاء قال بري: "هذا اللقاء هو من ضمن اللقاءات التي أعقدها مع فخامة الرئيس، وحضرت كي أستأذنه للسفر الى الشقيقة قطر لحضور مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، وكانت مناسبة للبحث في الشؤون الحكومية وبعض الشؤون المهمة جدا، ولا سيما ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية في موضوع النفط".

سئل: في ظل الاحداث المتسارعة في المنطقة، ألا تعتقدون أن هناك وجوبا للتعجيل في تشكيل الحكومة اللبنانية؟

أجاب: "أنا من هذا الرأي. فلا يجوز بداية ان نتسرع، ولكن يجب ان نسرع، واعتقد ان دولة الرئيس ميقاتي يقوم بدوره بكل جد ونشاط في سبيل الوصول الى حكومة انقاذ وطني، وهذا الامر يتطلب بعض الوقت، ولكن ليس الوقت الكبير".

سئل: الوزير بطرس حرب يقول إن المعارضة هي على ما يبدو التي تؤلف الحكومة، ونحن نرفض هذا الامر، بماذا تعلقون؟

أجاب: "أين المعارضة؟ هو الذي أصبح في المعارضة وليس نحن".

سئل: هل تضع المعارضة القديمة، أي الاكثرية الجديدة، دفتر شروط على الرئيس المكلف بعدما سمعنا العماد عون يقول امس لا للنسبية ولا للثلث المعطل انما لحكومة اللون الواحد؟

اجاب: "لقد كررنا هذا الكلام مرات عدة، إن الرئيس المكلف له كل التعاون من جميع اركان المعارضة ومن جميع اطرافها في سبيل تأليف حكومة، وفعلا قيض الله للبنان هذه الفرصة بأن أقدم على ما أقدم عليه ضمن هذه المتغيرات القائمة في المنطقة. تخيلوا لو كان الامر عكس ذلك، لكنا الآن في ورطة كبيرة على ما أعتقد".

سئل: هل الاكثرية ستعطي الأقلية الحالية الثلث الضامن؟

اجاب: "انا مع المشاركة، وقلت بحكومة انقاذ وطني دون الدخول في مواضيع الحسابات، باعتبار ان هذا الموقف ايضا سمعته على لسان دولة الرئيس ميقاتي الذي يتحدث عن مشاركة حقيقية وليس عن حصص".

سئل: هل أخذ الوقت الكافي لتأليف الحكومة له ارتباط بما يحدث في المنطقة وتحديدا في مصر؟"

اجاب: "اولا بالنسبة الى مصر، ان الضرب بالميت حرام، والنيل كان دائما هادئا ولكن عندما يثور لا تبقى سدود بامكانها ان تقف امامه، علينا ان نتعلم في هذا الشرق ان الموقف الحقيقي من الشعب والوقوف من اي حاكم ضد شعبه امر لا يرحمه التاريخ على الاطلاق، وعلينا ان نتعلم ان العصر الآن لا يعيش بالفرعونيات ولكنه يعيش بالديموقراطيات. آن الاوان لكي نتنبه الى هذا ونعيش هذا الامر ونعمل له".

سئل: بالنسبة الى مطلب المعارضة الجديدة عنوان المحكمة والسلاح غير الشرعي، هل يمكن الابقاء على البيان الوزاري السابق او اختراع صيغة جديدة يقبل بها الفريق الآخر؟

اجاب: "لماذا السؤال عن هذا الموضوع فقط؟ ولماذا لا يسأل عن شهود الزور وامور اخرى؟".

سلام

وتناول سليمان مع النائب تمام سلام الاوضاع العامة. وقال سلام بعد اللقاء: "إن لقائي بفخامة رئيس الجمهورية في صبيحة هذا اليوم يأتي في وسط ما تشهده المرحلة من ترتيبات ومساع لتشكيل حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وإخراج البلاد والعباد مما مررنا به من صدام سياسي كاد أن يسقط اللبنانيين ويسقط لبنان في ما لا تحمد عقباه من أذى وضرر لا حدود له".

أضاف: "إن فخامة رئيس الجمهورية من موقعه المرجعي سعى وما زال الى الحفاظ على دستورية الإجراءات في أجواء تنازع وتباين على مستوى الأداء الديموقراطي حسب تصور القوى السياسية المختلفة. وإن مواكبة الاتصالات والخطوات الآيلة إلى مزيد من الأمن والاستقرار وطمأنة المواطنين هي في رأيي أولوية عند المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية بما عنده من سلطة مرجعية ضابطة وحاضنة للمؤسسات الشرعية وأدائها في هذه الظروف الدقيقة والحرجة".

وتابع: "إن موضوع تشكيل الحكومة يتطلب الجهد الكبير من كل القوى السياسية في إطار احترام الدستور وتعزيز الممارسة الديموقراطية، بعيدا من السلبية والتشنج اللذين لن نحصد منهما إلا مزيدا من البلاء. وعلى كل القوى السياسية أن تعي وتدرك أهمية مساهمتها الايجابية في تذليل العقبات دون التخلي عن ثوابتها وقناعاتها الوطنية التي يبقى مجال تحقيقها محصورا في إطار الشرعية ومؤسساتها وليس خارجها أو على حسابها".

وختم سلام: "إنني على ثقة بأن الحكماء والغيورين من القادة والمسؤولين لن يعجزوا عن إيجاد واعتماد المخارج والحلول التي تريح المواطن والوطن.

دو فريج

كذلك استقبل سليمان النائب نبيل دو فريج.

تجمع رجال الاعمال

وزار بعبدا المجلس الجديد لتجمع رجال الاعمال اللبنانيين برئاسة فؤاد مكحل الذي اطلع رئيس الجمهورية على برنامج عمل التجمع للمرحلة المقبلة على صعيد القطاعين العام والخاص.

 

متحدث بإسم الجيش المصري:الرسالة وصلت ونحن ساهرون على الوطن

وطنية - 2/2/2011 - قال متحدث بإسم الجيش المصري اليوم، إن "رسالة المصريين وصلت وإن مطالبهم سمعت وإن الوقت حان لكي يساعدوا مصر على العودة إلى الحياة الطبيعية".

واضاف :"رسالتكم وصلت، ونحن ساهرون على تأمين الوطن، ويجب أن نلبي نداء الوطن بالعمل الجاد والمثمر". وتابع "أنتم بدأتم وأنتم القادرون على اعادة الحياة الطبيعية إلى مصر، نحن بكم ومعكم من أجل الوطن والمواطنين".

 

الخارجية المصرية ترفض دعوة اميركا واوروبا الى "مرحلة انتقالية" 

وطنية - 2/2/2011 اعلنت الخارجية المصرية رفضها دعوة الولايات المتحدة الاميركية  والاتحاد الاوروبي الى "مرحلة انتقالية تبدأ الان في مصر".

 

مئات الجرحى في هجوم شنه موالون لمبارك على المتظاهرين المسالمين المحتشدين في ميدان التحرير

وطنية - 2/2/2011 تحول ميدان التحرير في قلب القاهرة الى ساحة معارك حقيقة بعد اقتحام الالاف من الموالين للرئيس المصري حسني مبارك بعد ظهر اليوم،  هذا الميدان الذي يتجمع فيه منذ تسعة ايام الاف المتظاهرين المطالبين برحيله والذين اصيب منهم 500 على الاقل في هذه المواجهات التي مازالت مستمرة. وكانت الاشتباكات بدأت مع وصول مئات من المشاركين في تظاهرة حاشدة مؤيدة للرئيس مبارك ضمت اكثر من 20 الف الى مشارف الميدان من جهة المتحف المصري قادمة من شارع جامعة الدول العربية في الجيزة، وقام هؤلاء، الذين يؤكد عدة شهود انهم من "رجال الامن وبلطجية الحزب الوطني الحاكم، بقذف المحتجين بالحجارة وقطع الحديد الصغيرة وذلك قبل وصول مجموعة ثانية من انصار مبارك تتقدمهم خيول وجمال واخذوا يضربون المتظاهرين باقفال حديدية قديمة". وافاد شهود عيان ان "سيارات اسعاف تنقل الجرحى تباعا في مجموعات بعضها من اربعة اشخاص الى المستشفيات، فيما يقوم محتجون بنقل جرحى اخرين الى عيادات ميدانية اقيمت في عدة اماكن من الساحة ويعمل فيها متطوعون بوسائل اسعاف اولية".

 

رئيس هيئة الاركان الاميركي اكد ثقتة بالجيش المصري

وطنية - 2/2/2011 اعرب رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة مايك مولن عن "ثقته بان الجيش المصري قادر على توفير الامن في البلاد بما في ذلك امن قناة السويس الاستراتيجية وسط الاضطرابات التي تشهدها مصر". وفي اتصال هاتفي مع نظيره المصري الفريق سامي عنان اعرب مولن "عن ثقته بقدرة الجيش المصري على ضمان الامن في البلاد وفي السويس على حد سواء".

 

الوطن" السعودية: 14 آذار تحاور ميقاتي شرط تصديه لهيمنة الأكثريـــة الجديدة

المركزية - أكدت صحيفة "الوطن" السعودية أن المشاورات والاتصالات بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وقادة في قوى "14 آذار" توصلا إلى توافق على نوعية وشكل مشاركة المعارضة الجديدة، وان الانفتاح الحاصل ليس بعيدا عن جهود الرئيس ميشال سليمان الذي يعمل على تثبيت دوره كعامل توافق وتوازن بين الجميع، وبالتالي العمل على جمع الأطراف تحت سقف الدستور. واوضحت أن قرارا اتخذته قيادة المعارضة الجديدة (14 آذار) بالحوار مع الرئيس ميقاتي انطلاقا من حرصها على مدّ يد العون وعدم التسبب باستمرار الأزمة. وقال مسؤول في "14 آذار" لـ"الوطن" إن مبادرة المعارضة للحوار مع ميقاتي لم تأت من فراغ بل هي استمرار لاستراتيجية التعاون وعدم السلبية على أمل أن يكون في وسع ميقاتي التصدي لمشروع الأكثرية الجديدة (8 آذار) بالهيمنة على السلطة في لبنان. وأكد "أن ثوابت المعارضة هي هي ولن تتغير وسنرى كيف سيتعاطى معها ميقاتي".

 

"الراي": فرار خلية "حزب الله" من سجن مصري

المركزية_ نقلت صحيفة "الرأي" الكويتية عما أسمته مصادر رفيعة المستوى في «حزب الله»، أن قائد «خلية حزب الله» في مصر سامي شهاب (محمد يوسف أحمد منصور)، المحكوم بجرم التخطيط لتنفيذ عمليات داخل الأراضي المصرية، فر من سجن "وادي النطرون"، إضافة إلى أفراد الخلية، في خلال الاضطرابات التي تهز مصر منذ الثلاثاء الماضي.

وأضافت المصادر، أن شهاب "موجود في مكان آمن وسيكون قريبا في لبنان. وكانت نيابة أمن الدولة المصرية، وجهت تهم التخابر لمصلحة دولة أجنبية وحيازة أسلحة ومتفجرات ومواد لصنع القنابل، إلى نحو 20 متهماً في القضية، فيما كانت أجهزة الأمن تبحث عن 24 آخرين. ونفت مصادر "حزب الله" وفقاً للرأي ما نشر في إسرائيل أمس من أن وحدة من الكوماندوس المختارة التابعة لـ "حزب الله"، استطاعت الإفراج عن معتقلي الحزب وحركة "حماس" في مصر. وقالت المصادر أن شهاب وأفراد الخلية خرجوا مع المساجين كلهم الذين فروا بعد أحداث الشغب التي حصلت وفرار حراس السجن.

 

اجتماع موسع لقوى 14 آذار في البريستول للإعداد لوجستياً وخطابياً لذكرى 14 شباط

المركزية- مع اقتراب موعد 14 شباط الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري تعكف قوى 14 آذار على إعداد التحضيرات لإحياء هذه الذكرى. وفي معلومات لـ"المركزية" ان هذه القوى ستعقد اجتماعاً موسعأً مطلع الأسبوع المقبل في "البريستول" بمشاركة ما يناهز 300 شخصية سياسية واجتماعية واقتصادية وإعلامية، منضوية تحت لواء 14 آذار. وفي المعلومات أيضاً ان المجتمعين سيضعون الخطة اللوجستية لإحياء الذكرى، التي ستقام هذا العام في ساحة الشهداء، اضافة الى تحديد برنامج الاحتفال. ووضع العناوين الكبرى للبيان السياسي المتوقع، وتحديد الخطباء والكلمات. وتسعى قوى 14 آذار الى حشد أكبر عدد ممكن في المناسبة من أجل استعادة "مشهدية 14 آذار" بعد سلسلة التطورات التي طبعت الساحة المحلية إثر استقالة الحكومة وتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل أخرى جديدة. وتوقعت مصادر مواكبة ان تكون الذكرى هذا العام محطة لتجدد فيها قوى 14 آذار ثوابت "ثورة الأرز" ومواقفها السياسية إزاء المستجدات.

 

تيننتي: اليونيفل ليست مصدر التشويش على شبكة الخلوي

وطنية - 2/2/2011 رد نائب الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تيننتي على "بعض المعلومات التي تحدثت عن تشويش على شبكة الاتصالات الخلوية مصدرها سفينة تابعة ل"اليونيفيل"، وقال في تصريح اليوم: "لم يتصل بنا أحد من السلطات اللبنانية في شأن هذه المسألة. نحن لسنا مصدر هذا التشويش على الترددات، ولا نملك القدرة على إحداث تشويش من هذا الحجم. وتنفذ كل أنشطة وحداتنا الإلكترونية في مدى التردد المحدد سلفا والمأذون به. إن "اليونيفيل" تستخدم الاتصالات التجارية العادية التي تستخدمه الأقمار الصناعية وأجهزة الراديو والاتصالات الأرضية".

 

الجميل بحث مع ممثل الامم المتحدة الاوضاع السياسية

وليامز: لحكومة جديدة تنسجم مع تطلعات كل الشعب اللبناني

وطنية - 2/2/2011 ألتقى الرئيس أمين الجميل عند الرابعة من بعد الظهر في دارته في بكفيا، ممثل المقيم للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز، وتم البحث في تطورات الأوضاع السياسية. وقال وليامز: "تبادلنا الآراء حول الوضع في لبنان والبلدان المجاورة، وتمنيت أن يتمكن الرئيس المكلف تشكيل (الحكومة) نجيب ميقاتي من تأليف حكومة جديدة قريبا، تنسجم مع تطلعات كل الشعب اللبناني، ففي بلد متنوع كلبنان مهم جدا أخذ مصالح كل اللبنانيين في عين الإعتبار". اضاف: "أكدت للرئيس الجميل موقف الأمم المتحدة بأن الحوار يبقى الأساس في حل اي خلافات مهما كانت حساسة ورحبت بجهوده خلال هذه المرحلة، وناقشنا ايضا تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، واتوقع من الحكومة الجديدة ومن مختلف الأفرقاء اللبنانيين تطبيق الإلتزامات الدولية". سئل: ماذا عن القرار الظني؟ أجاب: لا اعرف، فهذه مسألة قانونية وانا ديبلوماسي، وفي بلدي بريطانيا على سبيل المثال لا يمكنني أن اتحدث عن موضوع يتعلق بعمل العدالة، فيجب أنتظار أن تتخذ المحكمة قرارها والأمم المتحدة تتبع الطريق نفسه".

 

كبارة: أي قرار ل 14 آذار حيال تأليف الحكومة سيكون جماعيا

لن نسقط في فخ الثلث المعطل لانه سلطة تعطيل وهمية هدفها اسقاط الدولة

وطنية - 2/2/2011 رأى النائب محمد كبارة في تصريح في مكتبه في طرابلس، "ان اللغط يتكاثر حول عروض وعروض مضادة لمشاركة بعض مكونات تحالف 14 آذار في الحكومة. لذلك، لا بد من توضيح أسس نتمسك بها جميعا، حفاظا على بقاء شعلة ثورة الأرز، وكي تتمكن من مواجهة مؤامرة إسقاط لبنان، كيانا ونظاما، تحت أقدام قوى خارجية:

أولا: قرار قوى 14 آذار هو قرار موحد، لا يخرج عنه أي من المنضوين فيها، ولذلك فإن أي قرار حيال تأليف حكومة جديدة، سلبا أم إيجابا، سيكون قرارا جماعيا يليق بشعب لبنان أولا، ويليق بثورة الأرز، ويليق بسيادة واستقلال لبنان".

ثانيا: يحاولون جرنا إلى فخ القبول بثلث معطل في الحكومة عبر إصرار عونهم على أنه لن يعطينا هذا الثلث المعطل. لذلك، أرى من واجبي التحذير من السقوط في هذا الفخ مجددا، فنحن رفضنا التعطيل، ولن نسجل على أنفسنا أننا نقبله، لأن قبولنا بسلطة تعطيل وهمية سيؤسس لسابقة دستورية تؤدي إلى إسقاط الدستور، وهذه مؤامرة هدفها النهائي إسقاط الدولة".

ثالثا: يهاجمون خيارنا اللبناني زاعمين أنه تطرف وتحرض، والحقيقة هي أنهم يريدون إعادة السنة إلى حقبة كانوا يستخدمون فيها أداة لقوى خارجية. ما يقلقهم هو مفاخرتنا بلبنانيتنا السنية التي تقف إلى جانب جميع الشرائح اللبنانية أولا، ومنها الطائفة الشيعية الكريمة والطائفة الدرزية الكريمة، للدفاع عن سيادة واستقلال وبقاء لبنان. نعم نحن لبنانيون سنة، ويهتف معنا بذلك جميع اللبنانيين أولا من كل الطوائف والمذاهب. نعم خرج السنة من دائرة الارتهان الخارجي ليدافعوا عن لبنان مع بقية اللبنانيين أولا. لذلك لم يخف منه سوى أعداء لبنان، ورحب به كل اللبنانيين أولا، من كل الطوائف والمذاهب.

رابعا: لن تسمح قوى 14 آذار لسوريا أو لإيران أو لأي قوة في الأرض بأن تحدد من خارج لبنان من يكون رئيس حكومة لبنان. رئيس حكومة لبنان يصنع في لبنان، لا في سوريا ولا في إيران ولا في العقود التجارية قطرية كانت أم غير قطرية".

خامسا: ألفت نظر قوى 14 آذار إلى ضرورة إعداد خطة شاملة للتصدي لهذه المؤامرة التي تتفق فيها أميركا مع دمشق على المطالبة بسلاسة انتقال السلطة، سواء في مصر أو لبنان. غريب هذا التوافق الأميركي - السوري بما يتناقض مع كل الأكاذيب التي كانت تزعم أن سوريا هي دولة ممانعة وأن قوى 14 آذار هي صنيعة أميركا. ترى من هو صنيعة أميركا؟ من يواجه مؤامراتها؟ أم من يطالب بانتقال سلس للسلطة في مصر ولبنان؟"

واردف: "بهذه المناسبة نشد على أيدي الشعب المصري ودولته كي يعملا معا على إسقاط الفساد وممثليه، مع المحافظة على النظام والدولة، كي تبقى مصر نبراسا للعرب، وليس للمستعربين. ونوجه تحية إلى شعب ثورة الأرز في لبنان، الشعب الصامد في مواجهة كل المؤامرات والأكاذيب المطبوخة خارج الحدود والمظهرة محليا. ونؤكد ثقتنا بفخامة رئيس الجمهورية حارسا للدستور ومؤتمنا على الكيان، ونلفت النظر إلى أن من يقوم بزيارات خارجية لتلقي أوامره من قوى غير لبنانية لن يكون له مستقبل في لبنان".

سادسا: نشكر السيد وليد جنبلاط على نصيحته لنا بتعلم ثقافة الجغرافيا السياسية التي يبدو أنه قرأ عنها في كتاب أجنبي، لذلك وقع في خطأ الاحتساب فوصل إلى قناعة بأن جغرافيته السياسية تنتهي في السويداء. نحن، أيضا أجرينا قراءتنا الجيو- سياسية يا وليد بيك، فتبين لنا أننا، مسلمين ومسيحيين ودروزا، نمتد إلى الصين، ولا نتوقف في السويداء. لذلك ننصحك بمراجعة القراءة وباعتماد كتب والدك الراحل كمال جنبلاط لإرشادك، احتراما للطائفة الدرزية الكريمة التي نصر على أنها أكبر فعلا من أن تنهي فعلها في السويداء، أو في حارة حريك. اللبنانيون الدروز، كما بقية اللبنانيين أولا، ينتمون إلى أمة نحن منها منتشرة على مساحة الكون يا وليد بيك، ولا تسعها الرقعة الرثة الممتدة من حارة حريك إلى السويداء، مع احترامنا لقدراتك الاحتسابية".

 

بري أكد في "لقاء الاربعاء" مشاركة كل الاطراف بالحكومة والنواب نقلوا عنه دعم المعارضة السابقة لتشكيل حكومة انقاذ

باسيل: أسعار المحروقات يجب أن تخفض ولن نعدم وسيلة لإيجاد حل

جنجنيان: الكتائب أعلن أنه ملتزم بفريق 14 آذار وما يقرره

رحمة: وضعنا جيد جدا أمام ما يحدث في دول الجوار بشكل مطلق

نقولا: نحن مع الثلث الضامن في الأمور الإقتصادية والإجتماعية

وطنية - 2/2/2011 عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري، في "لقاء الاربعاء النيابي" الاسبوعي، آخر التطورات المتعلقة بالوضع المحلي الراهن، فضلا من التطورات الاقليمية، وتركز الحديث حول ما يجري في مصر. وجدد الرئيس بري ما أكده في القصر الجمهوري اليوم "مشاركة جميع الاطراف في الحكومة"، ونقل عنه النواب "ان المعارضة السابقة تدعم وتتعاون من اجل تشكيل حكومة انقاذ وطني". وكان الرئيس بري التقى في اطار "لقاء الاربعاء" الاسبوعي النواب السادة: اميل رحمة، علي بزي، غازي زعيتر، قاسم هاشم، عبد المجيد صالح، هاني قبيسي، مروان فارس، نبيل نقولا، عباس هاشم، علي المقداد، اسطفان دويهي، ياسين جابر، عبد اللطيف الزين، ميشال موسى، حكمت ديب وعلي حسن خليل.

جنجنيان

بعد اللقاء قال جنجنيان: "أنا كنائب أحب الأشياء البناءة ولا أهتم بالقال والقيل، تطرقنا مع الرئيس بري الى الأوضاع العامة، وهو مرتاح لمجريات الأمور".

وردا على سؤال قال: "هناك اجتماعات متواصلة لقوى 14 آذار وسيقرر هذا الفريق موقفه من الحكومة، وحزب الكتائب أعلن بأنه ملتزم بفريق 14 آذار وما يقرره".

وردا على سؤال قال:"انا كرئيس للجنة الصداقة اللبنانية - الكورية وضعت الرئيس بري في جو زيارتي الى كوريا الأسبوع الماضي".

رحمة

أما رحمة فقال: "قال دولة الرئيس بري كلمته في القصر الجمهوري وهي معبرة ولافتة، وهنالك مساع جيدة لمشاركة الجميع وهذا ما يهمنا. وعلى الرغم مما قيل بالأمس والذي يقال كثيرا يدفعني الى الذهاب الى موضوع يجب أن يعرفه المواطن ويعيه، فمثلا امس قال الدكتور سمير جعجع انه سيتم التعامل مع الحكومة وكل الدول ستتعامل مع الحكومة الجديدة، علما إننا سمعنا منه الأسبوع الماضي انه إذا جاء الى الحكومة غير الرئيس سعد الحريري سنشهد غزة في لبنان، فهؤلاء إما أنهم لا يعرفون ما يجري، وإما يغشون العالم، وأنا هنا، لن أتحدث عن تشكيل الحكومة وان شاء الله تتشكل سريعا ويشارك فيها الجميع، لكن نحن في سياق عام وآن الأوان ان ينتبه اللبنانيون لمصلحتهم، ففي العام 2005 كان هناك حلف رباعي، وهذا الحلف نزل مع "حزب الله" وقد شاهدنا الدكتور ادمون نعيم رحمه الله رافعا يد الزميل علي عمار، وشاركوا سويا، لكن عندما نزلنا مع "حزب الله" تحولنا الى خونة، وعندما تحالفوا هم مع "حزب الله" كانوا يقولون ان هذاالتحالف صحيح، ثم وصلنا الى اتفاق الدوحة، وسمعناهم يقولون قبل ذلك ان ليس هناك دوحة، ثم شاهدناهم جميعا في الطائرة يتوجهون الى الدوحة، وعلى هذا فإما ليس هناك داتا لكلماتهم ولا يعرفون وإما هناك شيء آخر لا ثالث له، فإما لا يعرفون مواكبة الأمور على عكس فريق الثامن من آذار، فالمسؤولون القياديون في هذا الفريق ولا مرة قالوا شيئا في السياق العام ولم يتم".

اضاف: "كان هناك خوف لدى الناس، وهناك ناس تحدثوا معنا عن الخوف بتحويل الساحة الى غزة، وهناك أقطاب في فريق 14 آذار ومنهم الدكتور جعجع قال إذا لم يكلف سعد الحريري فلبنان سيصبح غزة، وأمس عندما سمعت كلامه الجديد ارتحت، فهو قال ان كل الحكومات في العالم ستتعامل مع الحكومة الحالية، وهذا تناقض غير مقبول وغير معروف، وآن الأوان للشعب اللبناني أن يعي ان لبنان غير كل الدول، ونحن وضعنا جيد جدا أمام ما يحدث في دول الجوار بشكل مطلق، والشعب اللبناني راق جدا ويجب أن ينتبه، فهناك مسار وحيد، وهذا المسار انتهجته المعارضة السابقة، الأكثرية الحالية، هو إنقاذ لكل اللبنانيين".

وتابع: "في السياق العام آن الأوان ان ينتبه اللبناني المعني بالمال وبأمواله المهدورة وبمساره الوطني، وبعلاقاته الجيدة مع سوريا، نسبقهم الى هناك فيخوننا، وعندما هم يذهبون يقولون يجب ان يكون هناك علاقات جيدة، ونسبقهم الى إيران يخوننا وعندما يذهبون هم يقولون إيران في الداخل هي غيرها من الخارج، وكان رأينا فيها خطأ".

أضاف رحمة: "من هنا أتوجه بكلامي الى المواطن اللبناني الذي يجب أن يعرف اين هي مصلحته، فمصلحته في الطرح العام الذي نطرحه نحن وهذا ليس عن مكابرة أو كيدية، إنما عن موضوعية أقول هذا الكلام".

وعما قاله النائب سليمان فرنجية عن إعطاء الثلث المعطل لفريق 14 آذار وبالأمس رفض العماد عون ذلك، فهل هذا من ضمن إرباك فريق 8 آذار؟

قال: "ليس هذا من ضمن الأرباك، إنما من ضمن التكتيك فهؤلاء استراتيجيون وناجحون جدا وخصوصا الجنرال عون وسليمان بك، هذا بالتكتيك أما بالمفاوضات فأنا كمحام متمرس بالتفاوض، المفاوضات تجري بين اخذ ورد للوصول الى خاتمة سعيدة للمواطنين".

نقولا

بدوره، سئل النائب نبيل نقولا عن التناقض بين موقفي عون وفرنجية: "فقال نحن مع الثلث الضامن في الأمور الإقتصادية والإجتماعية لتسهيل أمور المواطنين، لكن أن يكون الثلث الضامن الذي على أساسه فرطت الحكومة، فنحن ضده، ونحن متفقون على الا تكون الشروط التي يضعونها والتي كانت السبب باستقالة وزراء المعارضة وإلا فما معنى الثلث الضامن".

باسيل

بعد ذلك استقبل الرئيس بري وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل الذي قال بعد اللقاء: "نأتي هذه الزيارة من باب التنسيق مع دولة الرئيس بري كحلفاء للتشاور حول طبيعة المرحلة. ونطالب بالتعجيل في تأليف الحكومة كحد أدنى لمعالجة مشاكل الناس، واليوم هناك مشكلة مطروحة أمامنا هي أسعار المحروقات. نحن نفهم أن هناك أناسا تقرر أن تنتحر سياسيا، فهذا خيارها، ولكن لا يجوز لها أن تجعل الشعب ينتحر معها، وليس هناك أناس في الإدارة تقرر أن تنتحر إداريا. وعندما يستند اليوم وزير الطاقة والمياه الى مرسوم واضح يقول فيه أنه "يناب المجلس الأعلى للجمارك بتعديل رسم الإستهلاك الداخلي للبنزين بناء على طلب وزارة الطاقة"، فهذا المرسوم هو أعلى من قرار سابق صادر منذ سنتين عن مجلس الوزراء في ظروف ارتفعت فيها أسعار المحروقات 55 في المئة. واليوم نحن في ظرف استثنائي، وليس هناك حكومة، وهناك في المقابل وضع اجتماعي ضاغط جدا يسبب انفجارا اجتماعيا، إذ إن أسعار المحروقات ارتفعت 55 في المئة، ولن نعدم وسيلة لكي نجد الحل المنطقي الذي لا يؤدي الى تأثير كبير على إيرادات الخزينة والذي يسمح بأن نجد حلا مرحليا ريثما تكون الحكومة قد تشكلت، ويكون هذا الحل مئة في المئة قانونيا، وهذا الموضوع ليس فيه مزايدة على أحد سوى اننا نحرص على معالجة مشكلة، ولا يجوز أن نرى هذه الإصرار الذي نشاهده اليوم من وزارة المال بعد الإيعاز بما يتوجب الإيعاز به لتطبيق المرسوم الذي لا يزال ساري المفعول".

أضاف: "نحن لسنا في وارد افتعال أزمة، وليس الوقت وقت أزمات، إنما هناك أزمة فرضت نفسها علينا هي أسعار المحروقات التي أصبحت اليوم 37 الف ليرة لبنانية، والإرتفاع مستمر، وتلاحظون أسعار النفط في العالم، ونأمل معالجة الموضوع من دون زعل على الطريقة "الولادية"، ولا يحتاج الأمر الى زعل، ولا الى حرد، ولا مناكفة أو مزايدة، ونحن نقول شكرا ولا مشكلة لدينا. نريد نتيجة واحدة، وخفضا للاسعار بشكل معقول ومقبول، والتعنت بالرفض لا يجوز، لأنه كما أوصل بالسياسة الى المكان الذي أوصل اليه، فإنه في البنزين يحرق ويؤدي الى مكان آخر".

قيل لباسيل: "أنت اليوم لم توقع الجدول المتعلق بأسعار المحروقات، وعقدت في الوزارة اجتماعا مع أصحاب شركات النفط الذين اجتمعوا ايضا مع وزيرة المال وأعلنوا انهم لن يسلموا البنزين الى أصحاب المحطات، فما هو الحل؟" فرد قائلا : "كل الشكليات نتنازل عنها، ولا مشكلة عندنا، وقد يقال إن وزيرة المال ريا الحسن هي التي خفضت سعر البنزين، وأنا معها وأؤيدها في ذلك، إنما المهم هو النتيجة، والنتيجة أن هذه الأسعار يجب أن تخفض لأنها أصبحت لا تحتمل، وهذا حرام، فهي تحرق الناس. وكانوا في السابق يدافعون عن ارتفاع سعر البنزين، والآن هل هناك من يدافع؟ فليخرجوا من هذه الذهنية وليتجاوبوا معنا بالطريقة التي يرونها مناسبة لخفض السعر".

 

ماروني: سنراقب عمل الحكومة وسنكون بالمرصاد

لكل ما من شأنه أن يمس السيادة التي ناضلنا من أجلها

وطنية -2/2/2011- رأى النائب إيلي ماروني في حديث لإذاعة "الشرق" "ان المشاورات الحاصلة مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لم تخرق جدار الأزمة التي نعيش، وقد حاولت أن تفتح آفاقا جديدة". وقال:"ربما يستطيع ميقاتي أن يشكل حكومة انقاذ وطني وإن كنا لا نأمل كثيرا بهذا المجال، لأن الفريق الذي قام بالإنقلاب الدستوري والذي حضر لكل هذه المرحلة لن يتيح المجال للرئيس المكلف أن يأخذ مداه في التعاون مع فريق ثورة الأرز الى النهاية وبالتالي بدأت العراقيل من العماد عون عند ظهوره تلفزيونيا ليزرع الهواجس من جديد ولكي يخلق فتنة بين القيادات والرئيس المكلف". وأكد "أن الخلاف مع الرئيس المكلف ليس خلافا شخصيا، إنما مسألة مبادىء وثوابت ونهج وهناك المحكمة الدولية والعلاقات مع سوريا ولكنني لست متفائلا بالنتائج". وعن تصريح ميقاتي حول الإتصالات التي جرت مع الرئيس الجميل والوزير حرب والدكتور جعجع قال ماروني:"كل واحد من هؤلاء أكدوا في تصريحاتهم بعد زيارة الرئيس المكلف أنهم مفوضون من قبل قوى 14 آذار، وهذا يؤكد قناعة هذا الفريق ومناعة صفوفه وعدم الرغبة باستفراد أي فريق"، لافتا "الى أن العماد عون لم يخف استياءه من التقارب بين فريق 14 والرئيس المكلف". ووصف "مواقف عون بالمتناقضة فقد كان في الحكومة السابقة يشدد على ضرورة الحصول على الثلث المعطل، وكان يعتبر أن المعارضة دخلت الحكومة بمبادئها وشعاراتها واليوم يضع شروطا على المعارضة الجديدة التي تمثلها قوى 14 آذار، بمعنى إذا أرادت الدخول في الحكومة فسيكون دخولها من ضمن مبادئه وشروطه وهذا القول هو تخريبي على اللقاءات التي تحصل وضياع لأي فرصة للتقارب أو لتشكيل حكومة انقاذ وطني".

وعن تشكيل حكومة من لون واحد قال ماروني:"سنواجه ذلك بمعارضة واحدة ومدروسة وبرلمانية، وسنراقب عمل الحكومة وسنكون بالمرصاد لكل ما من شأنه أن يمس السيادة والإستقلال والثوابت والمبادىء التي ناضلنا من أجلها.سنكون صفا واحدا في مواجهة أي محاولة لقيادة لبنان الى المجهول"، مؤكدا "أن فريق 14آذار يرفض العنف والتوتر والنزول الى الشارع إذا لم يكن ضمن خطة مدروسة، ولكنهم اليوم هم الذين وضعوا السيناريوهات المتعددة للوصول الى ما وصلوا إليه، وهم ايضا الذين يهددون إذا ما صدر القرار الظني لذا فإن أي اضطرابات أمنية يمكن أن تحصل فستكون على أيديهم". وختم ماروني لمناسبة اقتراب ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالقول:"إن هذه المناسبة ستكون متنفسا للتذكير بأهمية هذا الإستشهاد"، داعيا "الى السعي بأن يكون هذا اليوم يوما مميزا في تاريخ الجمهورية".

 

صقر:لعدم الإنخداع بالمشاركة في حكومة اللون الواحد والحزب الواحد

وطنية - 2/2/2011 - اكد النائب عقاب صقر في حديث الى اذاعة "صوت لبنان-الحرية والكرامة"، ان "أي حديث عن المشاركة في الحكومة المقبلة هو وهم"، ودعا الى "عدم الإنخداع بالمشاركة في حكومة اللون الواحد والحزب الواحد التي ستأخذ لبنان الى خيارات جذرية وإلغائية". ورأى "ان الحكومة أتت بإنقلاب ناعم وبالتالي فإن أي دخول الى هذه الحكومة سيعطي شرعية لهذا الإنقلاب"، موضحا ان "الحديث عن ثلث معطل نقده الرئيس نجيب ميقاتي والنائب ميشال عون"، ولافتا الى ان "لبنان يسير بعكس التيار فالكل يعود الى الديمقراطية ولبنان ذاهب بإتجاه الحزب الحاكم".

 

افتراق بين الحريري وجنبلاط

اعتبر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد، أن الإصطفاف السياسي الجديد للنائب وليد جنبلاط وتموضعه في صفوف 8 آذار يخالف كل مواقفه التي اتخذها منذ عام 2005 وحتى ما قبل هذا التاريخ، وأوضح أن تيار المستقبل منفتح على كل تعاون مع الحزب الاشتراكي، لكنه شدد في المقابل، على ان هذا التعاون يجب أن يبنى على استراتيجية سياسية في الوقت الحاضر، تنطلق بالحد الأدنى من ضرورة تحقيق العدالة. وردا على سؤال عن إمكان إعادة العلاقة والتواصل بين الرئيس الحريري والنائب جنبلاط في المدى القريب، أوضح فايد أنه في السياسية لا شيء مستحيل، وان باب الرئيس الحريري مفتوح دائما لكل من يرغب في لقائه، لافتا الى انه يمكن في لحظة ما أن يغير وليد جنبلاط رأيه، وان الأمور مرهونة بأوقاتها. من جهته، اقر مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، بحصول افتراق بين الحزب وتيار المستقبل في الآونة الأخيرة، بفعل القراءة المتباينة للأحداث والتعاطي معها، وأكد أن هناك افتراقا سياسيا لا شخصيا حصل بين جنبلاط والحريري، داعيا الى عدم شخصنة هذا الإفتراق عبر الردّ بعبارات الخيانة

 

"14 آذار" أكدت ثابتتي المحكمة ومعالجة السلاح غير الشرعي ودعت للتحضير لـ14 شباط

أكّدت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار "الثوابت التي طرحها ممثلو قوى "14 آذار" على رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي خصوصاً لناحية الالتزام بالتمسك بالمحكمة الخاصة بلبنان التي، هي جزء أساسي من التزام الدولة اللبنانية بحماية مواطنيها وقادة الرأي فيها من جرائم الإغتيال السياسي"، وذكّرت بأن المحكمة "هي جزء من إلتزامات لبنان الدولية وفي مقدمها القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي"، مشدّدة في الوقت عينه على "أهمية الالتزام بالتمسك بمعالجة انتشار سلاح "حزب الله" على الأراضي اللبنانية، لما له من تأثير في القرارات والتوجهات السياسية للأحزاب والفئات السياسية اللبنانية والانقلاب على الديمقراطية والمؤسسات الدستورية وآليات عملها".

وفي بيان تلا إجتماع الأمانة العامة الأسبوعي، لفت المجتمعون إلى أنَّ "الأمانة العامة لقوى 14 آذار التي صارحت جمهورها واللبنانيين منذ اللحظة الأولى بحقيقة الواقع الإنقلابي الذي أدى إلى تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة المقبلة، لم تتفاجأ بعدم إعلان الرئيس المكلف إلتزامه العلني ببديهيات وطنية وإنسانية سبق للبنانيين أن ناضلوا من أجلها، ولشهدائهم أن بذلوا الأرواح في سبيلها، ولدورتين انتخابيتين أن ثبتتا قناعات الناخبين اللبنانيين وتمسكهم بها، ولجولات طويلة من الحوار أن أقرتها بالإجماع، الى جانب معالجة ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، وترسيم الحدود وغيرها من القضايا الوطنية الملحة".

وإذ ركزت على "الطابع الإنقلابي للحكومة المقبلة"، ذكرت في بيانها أنَّه "يكفي مراجعة ما قاله النائب ميشال عون بوضوح عن أن "أي فريق يريد دخول الحكومة أن يلتزم مسبقاً بخط 8 آذار السياسي"، ما يشكل حرب إلغاء سياسية هدفها الغطاء القانوني الذي يحمي الحياة السياسية للبنانيين وديمقراطيتهم، وأرواح قادتهم ومسؤوليهم، وبفك انتماء لبنان الى المجتمع العربي الواسع، وتراجع لبنان عن مسؤولياته وموقعه كعضو فاعل في المجتمع الدولي".

كما توجّهت الأمانة العامة لقوى "14 آذار"، بـ"التحية والتقدير للمنظمات والهيئات الشبابية وهيئات المجتمع المدني الذين أثبتوا ولا يزالون في المفاصل الأساسية والتاريخية التزامهم قضية الوطن والإنسان فيه، والذين – على هذا الأساس- يواصلون الاعتصام السلمي اليومي المفتوح أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ساحة الحرية والزيارات المتتالية لأضرحة باقي الشهداء". كما دعت الأمانة العامة "جمهور قوى 14 آذار العريض الى الاستعداد لإحياء ذكرى 14 شباط وإسماع كلمته الى الداخل والخارج، وتأكيد خياراته، وتجديد تمسكه بثوابته الرافضة للحالة الإنقلابية المستجدة وترجماتها السياسية كافة".

إقليمياً، توقفت الأمانة العامة عند تصريح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي دعا إلى "قيام شرق أوسط إسلامي جديد"، فدعت "المسؤولين الإيرانيين إلى الإهتمام بشؤونهم الداخلية والاستماع الى نداءات شعبهم، وتلبية مطالب المتظاهرين الرافضين للتزوير في الإنتخابات الإيرانية، والمطالبين بديمقراطية حقيقية، بدل المضي قدماً في سياسة التخريب والتدخل في شؤون الدول العربية". وتابع البيان: "لأن فاقد الشيء لا يعطيه، يجدر بالمسؤولين الإيرانيين تلبية مطالب شعبهم بالحرية والديمقراطية من أجل إيران جديدة بدل الهروب الى الأمام بالدعوة الى شرق أوسط جديد لن يكون في أي حال إيراني النزعة واللون والهوى السياسي".

 

الحسن: باسيل يسعى لإبراز نفسه "بطلاً".. وإذا لم يُصدر "جدول المحروقات" فقد ينقطع البنزين من الأسواق اللبنانية في يومين

شددت وزيرة المال في حكومة تصريف الاعمال ريا الحسن على كون طلب الوزير جبران باسيل من المجلس الاعلى للجمارك تخفيض رسم الاستهلاك على صفيحة البنزين 3000 ليرة "طلبًا غير قانوني وغير منطقي على الاطلاق"، موضحةً أنّ "باسيل تخطى وزارة المالية من خلال هذا الكتاب الذي طلب فيه تنفيذ المرسوم 12480 الذي يعطي صلاحية تخفيض هذا الرسم لوزير الطاقة بالتنسيق مع وزير المالية".

الحسن، وفي حديث لموقع “NOW Lebanon” لفتت إلى أنّ باسيل من خلال كتابه هذا إنما يهدف إلى استخدامه كوسيلة ضغط ويسعى ليبرز نفسه بطلاً أمام الاعلام واللبنانيين وإظهار نفسه كحامي للشعب ومصالحه"، مشيرةً في المقابل إلى أنّ "باسيل يدعي أمراً غير قادر على القيام به، وهو تناسى أنّ من حيثيات هذا المرسوم قرارًا صدر عن مجلس الوزراء عام 2004 ورسم سقفاً لسعر مبيع صفيحة البنزين (23900 ليرة) يوجب على المحطات الإلتزام به، وأعطى صلاحية لوزير الطاقة بالتنسيق مع وزير المالية برفع رسم الاستهلاك او تخفيضه من ضمن هذا السقف"، مذكرةً في الوقت عينه "بقرار مجلس الوزراء عام 2009 الذي أبطل مفعول القرار الصادر عام 2004 بحيث بات الإطار القانوني واضحًا تمام الوضوح في هذا المجال وهو ما يستند اليه المجلس الاعلى للجمارك الذي أكد عدم إمكانية تنفيذ مضمون كتاب الوزير باسيل"، واستغربت الحسن في هذا السياق تأكيد باسيل في أحد تصريحاته أنه على علم بقرار مجلس الوزراء ذي الصلة وأنه سيخالفه.

وإذ جددت التشديد على أن "هذا الإطار القانوني لم يعط وزير الطاقة منفرداً ان يقرر تخفيض رسم الإستهلاك ساعة يشاء، بل ألزمه التنسيق في هذه المسألة مع وزير المالية"، لفتت الحسن إلى أنّ ذلك يأتي نظرًا "لكون أي قرار مماثل له تداعيات كبيرة على الخزينة اللبنانية، وبالتالي لا يمكن الإقدام عليه إلا عبر مجلس الوزراء أو بعد استشارة رئيسي الجمهورية والحكومة والحصول على موافقتهما في هذا الاطار"، موضحةً أن "الدولة تستوفي رسم استهلاك على كل صفيحة بنزين يبلغ 9850 ليرة" وأنّ "كل ألف ليرة تؤمن لخزينة الدولة مدخولاً يوازي 100 مليار ليرة سنوياً، وبالتالي فإن خفض هذا الرسم 3000 ليرة سيؤدي الى انخفاض الواردات السنوية للخزينة العامة من 900 مليار ليرة الى 600 مليار".

في المقابل، لفتت الحسن إلى استعدادها لتقديم اقتراح تخفيض هذا الرسم "5000 ليرة على كل صفيحة ولكن يجب أن يأتي هذا الطلب من ضمن الأطر القانونية التي تحصل من خلال موافقة استثنائية من رئيسي الجمهورية والحكومة، إذ إنّ التخفيض بقيمة 5000 ليرة سيؤدي الى انخفاض الواردات 500 مليار ليرة تقريباً ما يستوجب ألا يتخذ هكذا قرار من قبل فرد نسبةً لتداعياته، وتقيدًا بالاطر القانونية".

وأشارت الحسن إلى أنّ "سعر النفط مستمر في التصاعد ولم يعد اللبنانيون قادرين على تحمله ما دفع بنا الى اقتراح تخفيض السقف المرسوم 5000 ليرة"، لافتةً إلى "الرئيس سعد الحريري مطلع على هذا الإقتراح ويدعم توجهاً مماثلاً"، وأكدت الحسن في هذا السياق أنها بصدد "إرسال كتاب بهذا الاقتراح الى الرئيس سليمان الذي يعود له وللرئيس الحريري أن يتخذا القرار الملائم بشأنه، سيما وأنّهما يعيان حقيقة الامور في هذا المجال".

وأضافت الحسن: "باسيل يعتقد أنه يستطيع الضغط علينا من خلال كتابه غير القانوني ومن خلال الإحجام عن إصدار جدول اسعار مبيع المحروقات صباح الأربعاء، إلا أنه مخطئ في ذلك لأننا لا نخضع لهكذا أساليب"، منبهةً في المقابل إلى أنه "إذا عمد باسيل الى عدم اصدار هذا الجدول اليوم فقد ينقطع البنزين من الاسواق اللبنانية في غضون يومين ربما"، ومحملةً "المسؤولية الكاملة لباسيل إذا وقع أمر كهذا".

في مجال آخر، وردًا على سؤال عن رواتب المعوّقين من ابناء المتقاعدين، أجابت الحسن: "قمنا اليوم بتمديد القرار الذي ينص على ضرورة أن يقوم المعنيون بتجديد المستندات التي تثبت علّة كل منهم لمدة ثلاثة أشهر، نظرًا لاكتشاف أن ذلك يستوجب الكثير من الوقت"، موضحةً في الوقت عينه أنّ المعنيين بهذا الأمر "يستطيعون قبض تعويضاتهم على أن يكملوا هذه المستندات المطلوبة خلال الاشهر الثلاثة المقبلة".

 

مشكلة ميقاتي أكبر مع "الموالاة" الجديدة 

عبد الوهاب بدرخان (النهار)،

 قد لا نكف عن القول، كلما تحدثنا عن الرئيس نجيب ميقاتي، أن الأمر لا يتعلق بشخصه وسمعته الحسنة واعتداله، ليكون النقد والاعتراض مفهومين ببعدهما السياسي البحت. تماماً، كما كان ضرورياً القول، كلما تحدثنا عن السيد حسن نصر الله، أن نقد مواقفه وأفكاره ومبالغاته لا تقلل من الاحترام لنضاله أو لتضحيات "حزب الله"، بل لا تعني حتماً رفضاً لـ"المقاومة" ولا تآمراً عليها او اصطفافاً ضدها. وينطبق ذلك على سوريا ورئيسها، فالوقوف معها في مواجهة العدو الاسرائيلي بات من الثوابت اللبنانية، أما نقد تدخلاتها وانحيازاتها في لبنان فهو حق مشروع لا جدال فيه، ولن تستقيم العلاقة يوماً بين البلدين إلا عندما يلمس اللبنانيون احتراماً سورياً، مبدئياً وعملياً، لسيادة بلدهم ودولتهم ومؤسساتهم. وأي التفاف على هذا الاحترام أسس ويؤسس لعلاقة خاطئة ومسمومة.

هذه الأطراف الثلاثة، سوريا و"حزب الله" وميقاتي، هي التي قامت بـ"الانقلاب". الاولى هندسته، والثاني نفذه، والثالث شكل الاداة والمواجهة التي يفترض أن تكون – وأن تظل – مقبولة. أما لماذا لا يزال اسمه "انقلاب"، رغم الثوب الدستوري الذي اضفي عليه، فلأنه ببساطة اخضع الدستور لتكتيكات عسكرية. ونكرر الاشارة الى هذه "التكتيكات" لأنها قبل 7 أيار 2008 وبعده اصبحت جزءاً لا يتجزأ من سياسة فريق 8 آذار المستقوي بالسلاح المستمد "شرعيته" من "المقاومة"، وهي شرعية تسقط وتصبح ميليشيوية كلما استخدم السلاح لتغيير الحقائق في الداخل، وهذا السلاح هو الذي غيّر الاكثرية وقلبها من طرف الى آخر. صحيح ان للسيد وليد جنبلاط اعتبارات ومآخذ سياسية حيال حلفاء الأمس، لكن ما حسم موقفه منذ غداة 7 أيار هو ان السلاح تجاوز حرمة المقاومة واصبح موجهاً الى الداخل.

وهذا "الانقلاب"، شاء الرئيس ميقاتي أم أبى، أسفر عن غالب ومغلوب في البلد. وهو مرشح الفريق الغالب، أي سوريا و"حزب الله". وطالما أن دمشق تدير اللعبة بالريموت كونترول، وليست حاضرة على الارض، فإن "الانتصار" يحمل اسم وكيلها. لذلك سينظر داخلياً الى حكومة ميقاتي على أنها حكومة "حزب الله" وايران، فضلاً عن سوريا، ويتساوى في ذلك ان يعطيها او لا يعطيها الخارج هذا الطابع، كما يتساوى في ذلك ان يقبل ميقاتي او لا يقبل صبغ حكومته بهذا اللون. قد يحاول مقاومة مثل هذا الادعاء أو الايحاء بالاستقلالية، لكن المسألة لا تتعلق بما يقول، وانما بما يفعل وبالمعادلة السياسية التي اوصلته الى الرئاسة الثالثة.

فلنترك قضية الطائفة السنية على حدة، فميقاتي يعرف جيداً ما عانته وما الذي انكسر فيها، ويفترض ان يعرف أن الطرف الثلاثي المركب الذي اختاره يخطط لفتنة يسهل اشعالها بين السنّة بواسطة من يموّلون ويتسلّحون في مناطقها. مع ذلك، دعنا من هذه القضية، ولنلفت الى مسائل الخلاف السياسي القائم. فاذا كان الانقسام الحاصل والانسداد والشلل تستوجب البحث عن وفاق، فان وفاقية ووسطية واعتدال ميقاتي ستكون هنا بلا فاعلية، لأن الوفاق مطلوب بين المتخاصمين، وهو برهن انه لم يكن واحداً منهم، لكنه بات الآن محسوباً على فريق، وبات في مصلحته ان يعتمد على هذا الفريق ليتمكن من تسيير وزارته. من شأنه، طبعاً، انه يصرّ على انه لا يزال هو هو ولم يتغيّر، لكنه سيتعرف الى الواقع خلال التشكيل وصياغة البيان الوزاري، وصولاً الى الجلسة الاولى لمجلس الوزراء. لن يجد أي عراقيل في الجانب المتعلق بشؤون الناس، واللبنانيون يتوقون فعلاً الى حكومة تعمل. غير ان "الانقلاب" لم يحصل لأن الحكومة السابقة اخفقت في الخدمات، كما ان صانعي "الانقلاب" لم يقدموا عليه إلا لمصالح سياسية، ولم يقرروا اقصاء سعد الحريري وحلفائه إلا بدوافع سياسية، ولن يقبلوا من ميقاتي – مرشحهم – أقل من خدمة تلك الدوافع وتحقيق تلك المصالح. قد يحظى بـ"فترة سماح" لكنها ستكون وجيزة جداً. لكن ماذا بعدها؟

سيجد ميقاتي نفسه، عاجلاً أو آجلاً، وسط المبارزة بين "المقاومة" والمحكمة الدولية. لا شك انهم ظلموا "المقاومة" اذ زجّوها في هذا الخضم الأسود، لكنهم ظلموا المحكمة أيضاً اذ امعنوا في الاستهزاء بالعدالة وضرورة كشف القتلة. لقد استهلك كم هائل من التضليل، خلال الشهور الماضية، لتحريف حقيقة الخلاف وادخلوا الى يقين أنصارهم أن المسألة تقتصر على "مؤامرة أميركية – اسرائيلية"، ونقطة على السطر، فلا جدال ولا نقاش. سوريا وايران و"حزب الله" واتباعهم من اللبنانيين أرادوا تجنيد الحكومة السابقة ضد المحكمة، فهل يعتقد السيد ميقاتي انه جيء به لغير هذه المهمة؟

قد يستسهل الاقدام على "التنازلات" التي كان الحريري أبدى موافقة عليها، شرط ان تكون مرفقة ومواكبة برزمة بنود/ مكاسب للبلد وأمنه، وللدولة وتعزيز دورها، لن يخطئ اللبنانيون في لمس توازنها وتفهم مقاصدها. ولا في أي مرّة افصح السوريون او "حزب الله" عما كان مطلوباً من فريقهم لقاء "تنازلات" الحريري وفريقه. وفي أي حال، تلك كانت بنود تسوية سعودية – سورية، ولم تعد قائمة، ولا يستطيع ان يستغلها بالتنازل الشخصي في ما سمي "ولاية الدم".

لا السوريون ولا "حزب الله" ولا اتباعهما سيرحمون الرئيس ميقاتي. سيغرونه بأنه الرجل الذي سيمنع الفتنة، وهذا يتماشى مع عقليته ومزاجه وشعاره (التسامح والعزم والحزم). سيغرونه بأن اجتيازه هذه الخطوة/ الخطيئة ستصنع منه رئيس حكومة قوياً، فاذا خطاها سيبقى في المنصب الى أبد الآبدين، ومصلحته الشخصية والسياسية تلتقي مع مصلحة جميع مرشحيه في ضرورة انهاء "الحريرية" كنهج وطني لا يحظى باعتراف سوريا ولا ايران ولا "حزب الله" ولا اتباعهم. سيكون على ميقاتي ان يبتلع أفاعي كثيرة لئلا يفشل، لئلا يغتال سياسياً، ومن ذلك مثلاً ان يتحمل ويحمل على ضميره انه الرجل الذي قتل "العدالة" معتقداً انه يدرأ الفتنة، ولن يدرأها.

 

رأي الأسد في الاحتجاجات المصرية والتونسية

عادل الطريفي (الشرق الاوسط)،

في حوار جريء للغاية، أجراه الرئيس السوري بشار الأسد مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية (31 يناير)، تحدث الأسد بصراحة عن سلسلة المظاهرات والاحتجاجات التي تعم عددا من البلدان العربية، قائلا: «إذا لم تكن ترى الحاجة للإصلاح قبل ما جرى في مصر وتونس، فقد فاتك الوقت أن تقوم بأية إصلاحات».

كلام مهم، ودقيق، من رئيس دولة عربية في وقت حساس للغاية حيث صمتت أغلب النظم العربية فيه عن التعليق. ولعل المتابع لمسيرة الرئيس الأسد أن يسأل: لماذا اختار الرئيس السوري أن يعلق في هذا الظرف بالذات على محاولات تغيير النظام السياسي في بلدين عربيين؟ وما هي طبيعة الإصلاح أو التغيير الذي يعد فيه سورية والسوريين في المرحلة المقبلة؟

لقد تحدث الرئيس بشار مطولا - خلال الحوار - عن رؤيته لعالم السياسة العربية الداخلي. أي: أنظمة الحكم، والمشروعية الشعبية، والإصلاح، والتطرف الديني، وانتهى بوصف الطريق الصحيح - حسب وجهة نظره - لتحقيق الديمقراطية في سورية. يمكن القول إن الحوار تكمن أهميته في أن الرئيس السوري تحدث - ربما لأول مرة - عن مستقبل النظام السوري بالنظر إلى الداخل السوري، وقد انتهى إلى خلاصات بليغة تشبه إلى حد بعيد ما يرد في كتب مثل «المقدمة» لابن خلدون، أو «الأمير» لميكافيللي. ففي معرض حديثه عن الأحداث الأخيرة، يقول: «كلما كان لديك انتفاضة، فمن البديهي أن يقال أن لديك غضب، ولكن هذا الغضب يتغذى على اليأس. اليأس مبني على عاملين: داخلي وخارجي... أما الداخلي، فاللوم يقع علينا نحن كدول ومسؤولين... إذا كنت ترغب في الحديث عن التغييرات داخليا، يجب أن يكون هناك نوع مختلف من التغييرات: السياسية والاقتصادية والإدارية. هذه هي التغييرات التي نحتاج إليها».

في رأي الرئيس الأسد أن سورية محصنة ضد ما حدث في مصر وتونس، حيث يقول: «لماذا سورية مستقرة، على الرغم من أن لدينا ظروفا أكثر صعوبة؟ وقد دعمت مصر ماليا من قبل الولايات المتحدة، بينما نحن تحت الحصار من قبل معظم دول العالم. لدينا نمو على الرغم من أننا لا نملك العديد من الاحتياجات الأساسية للشعب. وبالرغم من كل ذلك، فإن الناس لا يذهبون إلى انتفاضة. إذا المسألة لا تتعلق بالاحتياجات، أو الإصلاحات فقط. المسألة تتعلق بالأيديولوجيا، أي تلك المعتقدات والقضية التي لديك. هناك فرق بين امتلاك قضية والوقوع في الفراغ».

ملخص كلام الرئيس – المطول - هو أن ما تعرضت له مصر وتونس هو نتاج «اليأس»، وانعدام «الأمل» و«الكرامة»، مضيفا أن: «عليك أن تكون مرتبطا بشكل وثيق جدا بمعتقدات الناس. وهذه هي القضية الأساسية. عندما يكون هناك اختلاف بين سياستك ومعتقدات الشعب ومصالحه، سيكون لديك هذا الفراغ الذي يخلق اضطرابات. لذا الناس لا يعتاشون على المصالح فقط، بل يعتاشون على المعتقدات – أيضا -، لا سيما في المناطق المؤدلجة للغاية. إذا كنت لا تفهم الجانب الأيديولوجي للمنطقة، لا يمكنك فهم ما يحدث».

أما الحل الذي يطرحه، فهو ليس التطبيق الفوري للديمقراطية لأن الشعب بحاجة إلى تطوير، وربما وصل «الجيل القادم» إلى الممارسة الديمقراطية مستقبلا، ولكن ما ينبغي القيام به هو الإصلاح التدريجي بتطوير المجتمع مع مراعاة إشراكه في القرار، «إذا كنت تريد أن تكون شفافا مع شعبك، لا تقم بأي عمل تجميلي، سواء من أجل خداع الناس أو للحصول على بعض التصفيق من الغرب. إذا كانوا يريدون انتقادك، فاسمح لهم بالانتقاد ولا تقلق».

أجدني أتفق مع الرئيس السوري في أن التطبيق الفوري لمبدأ صندوق الاقتراع في مجتمعات لم تصبح القيم الديمقراطية جزءا من وعيها لا يحقق النتائج المطلوبة، كما أن الإصلاح يجب أن يكون متدرجا كي يتمكن الشعب من مجاراة التغيير. كلام جميل على المستوى النظري، ولكن العبرة في التطبيق على الأرض!

الرئيس أيضا محق، حينما يشير إلى أن بلدان مثل مصر وتونس حققتا نموا اقتصاديا، وقطعتا أشواطا في الانفتاح على العالم الخارجي، ومع هذا حدثت فيهما انتفاضات، ولكننا نختلف مع الرئيس في كون «الأيديولوجيا» - البعثية هنا - أو «القضية» - منهج المقاومة - هما الضمانة تجاه عدم حدوث الفراغ الداخلي. زمن الأيديولوجيا العابرة للحدود ولى، والإنسان اليوم لم يعد فردا متماهيا في الشعب، بل له استقلاليته وحريته الخاصة. استخدام النظام للــ«القضية»، سواء كانت تحرير الجولان، أو فلسطين، ليست ضمانة أمام المطالبة بالحقوق المدنية والسياسية. ولعلنا نتذكر هنا نظام «ولاية الفقيه» في إيران، والذي أشار إليه الرئيس باعتباره نموذجا للإرادة الشعبية، فهو بالرغم من تبنيه للمقاومة والوقوف في وجه الغرب، خرجت عليه مظاهرات شبابية عارمة تطالب بتغيير النظام في 1996، و1999، و2003، و2009 قمعت كلها باستخدام القوة. خلال الانتخابات الإيرانية الأخيرة، خرج الملايين للاعتراض على ما اعتبروه تزويرا للانتخابات، فكيف تعامل النظام «المقاوم» مع الشعب؟ لقد سحقت عصابات «الباسيج» عظام المئات في شوارع طهران، واضطر الحرس الثوري إلى فرض إعادة نجاد بالقوة حماية للنظام، ودفع بشباب المعارضة إلى محاكم الثورة.

وأخيرا، فإن هؤلاء الشباب الذين يقومون بالمظاهرات اليوم لا يقومون بذلك من أجل «القضية»، أو «الأيديولوجيا»، بل لأنهم ينشدون تغيير أحوالهم التعيسة. ولعل من المقلق أنهم في الوقت ذاته لا يملكون تصورا للبديل القادم. كما أن تحركهم تقوده العاطفة والحماسة، ولذا فإن مستقبل تطلعاتهم ليس مضمونا، إذ ما أن يعود أولئك الشباب إلى بيوتهم حتى تتحرك الأحزاب الممنوعة إلى الاستئثار بالفرص السانحة، وركوب موجة التغيير.

كل ما يأمله المراقب أن تبادر الحكومات إلى استيعاب الدروس، وأن تعمل على تجنيب مجتمعاتها من مزالق المرور بتلك المحنة المؤلمة.

 

لا يلزم حزب الكتائب سوى القرارات والمواقف الصادرة رسمياً عنه

سامي الجميّل ردا على عون: المبادىء والثوابت التي قام عليها الحزب منذ تأسيسه لم ولن تتغير

صدر عن منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل البيان التالي :

رداً على ما قاله النائب ميشال عون في تصريح له البارحة حول أن المهمّ أن يكون خيار مشاركة حزب الكتائب في الحكومة المقبلة من ضمن نفس الخطّ السياسيّ للحكومة وأن يكون ذلك معلناً وملتزماً:

1-نؤكد أن المبادىء والثوابت التي قام عليها حزب الكتائب منذ تأسيسه وحتى اليوم والتي هي سبب وجوده ،من مشروع بناء الدولة والمحافظة على الحياة الديمقراطية،الى رفض السلاح غير الشرعي لأي جهة إنتمى وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، الى تأمين الإطمئنان والسلام لجميع اللبنانيين عبر التمسّك بتحقيق العدالة، لم ولن تتغير، ولسيت قيد التداول وسندافع عنها بجميع الطرق التي تراها الكتائب مناسبة .

2-لا يلزم حزب الكتائب سوى القرارات والمواقف الصادرة رسمياً عنه  .

 

جعجع: "بري طول عمرو لبق" والفريق الآخر يعقّد مهمة ميقاتي بعدم قبوله بحكومة شراكة وطنية لذلك لا أحسده 

مطلوب حكومة لون واحد ونخاف على الحريات والعودة الى ما قبل الـ2005 

موقع القوات اللبنانية

 أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ردّاً على ما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر الأربعاء من قصر بعبدا حيال المطالبة بحكومة تضمّ الجميع من دون تحديد حصص أن "الرئيس بري "كل عمرو لبق"، وأتمنى أن تكون له كلمة وازنة في الطرف الآخر. ولكن أتصور أن من يحمل كلمة السر لدى 8 آذار هو العماد عون، وقد كان واضحاً في الأمس لجهة ان أي فريق سيشترك في الحكومة يجب أن يتبنى مبادئ وقناعات 8 آذار ليتمكن من الإشتراك في الحكومة.

هنا يكمن صراعنا كله، وفي هذه النقطة تحديداً، وما قاله الرئيس بري عن رغبته بحكومة مشاركة وطنية لا ينطبق على واقع ما يسعى إليه العماد عون لأن المطلوب صراحة، كما تبيّن بشكل واضح على لسان عون في الأمس، حكومة من لون واحد تدين بالولاء لسوريا من جهة وحزب الله من جهة ثانية ولمجموعة مبادئ وتصورات وسياسات 8 آذار".

جعجع، ردّ أيضاً على ما أدلى به العماد ميشال عون بعد اجتماع كتلته النيابية أمس بالقول: "أتمنى على اللبنانيين جميعاً المقارنة بين قول العماد عون هذا وبين طروحاته عندما كانت تتشكل الحكومة السابقة ليروا التناقض الكامل بين مواقفه من مرحلة الى مرحلة. في المرحلة السابقة كان يشدد على ان كل فريق يدخل الى الحكومة بأهدافه، وهذا شيء طبيعي وعندما نتكلم عن حكومات وحدة وطنية يعني ان كل فريق يدخل بمبادئه وأهدافه.

عون ذهب بشكل آحادي الآن في هذا الموضوع، وردّ فعلنا الأولي على ما حصل خلال المشاورات النيابية، لم يكن مخطئاً أبداً، وعون يؤكدها يوماً بعد يوم، بمعنى ان فريق 8 آذار قام بنوع من الإنقلاب ولو غير الظاهر، ولو ارتدى حلة دستورية، والهدف منه الإطباق على لبنان بنهج واحد وفكر واحد وسياسة واحدة، وهذا ما عبر عنه في الأمس بشكل واضح العماد عون. المطلوب اليوم من جميع اللبنانيين ان يؤمنوا بما تومن به قوى 8 آذار، وأن ينتهجوا النهج نفسه، وإلا، فسيبقون خارجاً. الأمور تُطرح الآن أن تبقى قوى 14 آذار وأي رأي آخر خارج الحكومة، وغداً سيُطرح أن يبقى كل رأي مخالف خارج مجلس النواب، وبعدها امكانية ان يبقى خارج لبنان ككلّ، مما يؤكد نظرتنا ان الفريق الآخر يسعى الى عودة الوضع الى ما كان عليه لبنان بين عامي 1990 و2005".

وحول اعتبار عون أن الأكثرية النيابية التي أنتجتها انتخابات الـ2009 مزوّرة، أجاب جعجع: "ما قاله عون لا يتلاءم مع الواقع على الإطلاق. فالإنتخابات النيابية التي حصلت عام 2009 نزيهة جداً، بشهادة كل المراقبين المحليين والدوليين، وأنتجت أكثرية نيابية مبنية على أكثرية شعبية حقيقية بالمفهوم الدستوري اللبناني أي مفهوم الطائف وبناء على خطاب سياسي ومبادء سياسية واضحة. أما إذا افترض العماد عون اليوم ان الأكثرية أصبحت في جهتهم، فنحن مستعدون للذهاب الى انتخابات مبكرة اليوم قبل الغد".

وحول عملية تشكيل الحكومة الجديدة شدّد على أنه "ورغم موقفنا المبدئي من كل العملية التي حصلت منذ الإستشارات النيابية، من يعقد مهمة الرئيس المكلف هو الفريق الآخر الى حد الإستحالة، لأن هذا الفريق شمولي ذات نهج سلطوي وتسلطي، ولا مجال عنده لحرية الرأي ولا لأي رأي آخر، وأنا لا أحسد الرئيس المكلف على وضعه الحالي".

وختم جعجع بالتأكيد على أن "لقوى 14 آذار كلمة واحدة ورأي واحد وموقف واحد في كل القضايا الوطنية. فمثلاً في ما يتعلق بالحكومة، ورغم كل ما تحاول قوى 8 آذار إشاعته من أجواء غير صحيحة، فإن موقفنا كقوى 14 آذار بعد عدة اجتماعات عُقدت، هو إما أن نشترك جميعا او نمتنع جميعا. وإذا اشتركنا أو امتنعنا، فسيكون ذلك تبعاً للتصور السياسي الأساسي للحكومة الذي طالبنا به، لأن هناك مسلمات لا يمكن أن نتخطاها ونتنازل عنها، وفي مقدمة هذه المسلمات المحكمة الدولية والسلاح غير الشرعي.

فلقد تبيّن ان وظيفة هذا السلاح غير الشرعي هي التأثير ولو غير المباشر على اللبعة السياسية الداخلية في لبنان. ومن المسلمات أيضاً الحريات العامة التي لدينا تخوف كبير عليها إذا ما استطاعت الأكثرية الجديدة التحكم بالأمور، ومجموعة المبادئ الأخرى المعروفة عن "ثورة الأرز".

 

مصر..والبهجة العونية
إيلي فواز/لبنان الآن

بينما المنطقة العربية تغلي على وقع  "ياسمين" تونس و"غضب" مصر، وبينما ينتاب الناس القلق على مصير التغيير المرتقب في اكثر من بلد عربي، والخوف كل الخوف ان تقع المنطقة باكملها في قبضة المتشددين الدينيين، نجح اللبنانيون او بعضهم على الاقل في جعل هذا الزلزال مادة لتسجيل النقاط بعضهم على بعض، وبالتحديد العونيون على مسيحي 14 آذار.
سيكون من الصعب فهم اسباب البهجة العونية من خارج اطار الكيدية السياسية التي تسير على هداها اجيال من اصحاب نهج "الاصلاح والتغيير". ولكن وقبل ان نسبر اغوار الفرحة التي تثلج صدور العونيين بمصاب الرئيس حسني مبارك، دعونا نجزم انها لا تتعلق بموقف الجنرال من الديكتاتوريات الشرسة التي تحيط بنا شمالا ويمينا، فهو يحالف بعضها ويدافع عن بعضها الاخر، وهي قطعا ليست وليدة نزعات يسارية مستجدة عند التيار البرتقالي مؤمنة ان "من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته"  فالعماد وصهره يختزلون الطاقات بشخصيهما ويأخذون اكثر من مجرد الحاجات. هي ليست الا "نكايات" لا افق استراتيجيًا او سياسيًا لها ولا رؤى مستقبلية، مجرد "نكايات". للاسف ان تعابير السياسة في لبنان لا ترتقي الى اكثر من ذالك. ارتياح العونيين الى احتمال نهاية عهد مبارك هو في جزء منه تشفي من نظام تجرأ وناهض الفريق الذي يستمد منه العماد عون فائض قوته، وأوقف خلية لـ"حزب الله" تعدت على سيادته وكانت تنوي القيام باعمال عسكرية داخل اراضيه، اما الجزء الاهم فيكمن في اعتقاد البرتقاليين ان احداث مصر كما تونس تؤكد  نظرية العماد عون ان اميركا تتخلى دائما عن اقرب حلفائها من اجل مصالحها، في اشارة ضمنية عن تخليها عن الرئيس حسني مبارك وقبله الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. لذلك كل المسيحيين المتحالفين مع الغرب على امل ان يحفظ وجودهم الحر في الشرق، واولئك الذين يعترضون على تحالفات الجنرال وسياساته هم على ضلال.
على كل الاحوال سيكون من المبكر استنتاج معاني الانتفاضات الشعبية في المنطقة العربية وطبيعتها وحدودها ومحركها ولكن دلالات الاحداث المصرية كما التونسية تتعدى بالتاكيد التحاليل العونية عن اميركا وعلاقاتها بشعوب الشرق الاوسط، او تلك النظرة الساذجة والرومنسية حيال ثورة المظلوم على الظالم،  فالخوف الفعلي في مصر وبلدان الجوار هو ان يتمكن "الاخوان المسلمون" التحكم بالسلطة وجني ثمار التحركات الشعبية دون غيرهم تماما كما ايران الخميني يوم رحيل الشاه. اذ ذاك يكون المصريون انتقلوا من حكم العسكر الى حكم الدعاة. فاالاخوان في مصر تنظيم سياسي له من الباع الطويل والحنكة ما لا يملكه شبان قرروا الانتفاضة، ما يمكنهم من خطف الثورة الى مكان يجعل من المنطقة العربية "غزة" كبرى يتناهش فيها الثوار بعضهم البعض وتتقدم فيها الفتاوى الدينية على حساب القانون الطبيعي. ان المسألة بابعادها الجيوسياسية ليست مجرد تغيير نمط العسكريتاريا ضمن المجتمعات العربية الى نمط اكثر ديمقراطي فها هي التجربة العراقية تنزف كل يوم ثمن الجهل الاميريكي باحوال الناس هنا، انما هي قضية تتعلق بمصير الحريات في الشرق وحقوق الانسان ولا سيما الاقليات منهم. وحتى لا نعود الى الوراء كثيرا ونلبك القدرة الاستيعابية للفكر العوني بمقتطفات من كتابات حسان البنا مؤسس "الاخوان" او فكر سيد قطب الذي اسس للسلفية الجهادية، أو الى خطب عبدالله عزام رائد الجهاد الافغاني، وعن رأيهم في احترام الاختلاف او مفهوم الديمقراطية، سنحيلهم الى صور ساطور الزرقاوي يجز رقاب الابرياء او يتغنى بقتل المدنيين، علهم، اي العونيون، يعيدون النظر مجددا باحداث مصر ويخففون من فرحهم برحيل ابو الغيط اذا ما استبصروا هامة خليفته.

 

دعوة جماهير ثورة الأرز للنزول للشارع أو استقالات قادتها وإجراء انتخابات جديدة
لندن – كتب حميد غريافي/السياسة
دعت مراجع سياسية ودينية محلية واغترابية في لبنان والولايات المتحدة وأوروبا قوى "ثورة الأرز" التي أطاحت الاحتلال السوري من لبنان في أواخر نيسان (ابريل) 2005، "النزول مجدداً الى الشارع في تظاهرة مليونية كالسابق وعدم الخروج منه إلا بعد تنحّي نجيب ميقاتي مرشح القوى السورية والايرانية لرئاسة الحكومة، تماماً كما حدث عام 2005 عندما استقال عمر كرامي وحكومته تحت رحى ثورة الأرز، وتحوّل النظام الأمني القمعي الى نظام ديمقراطي حر استمر أكثر من خمس سنوات الى أن تمكن نظام بشار الأسد أخيراً الشهر الماضي بواسطة "حزب الله" وحلفائه في بيروت من القيام بأكبر عملية غش سياسي لم يشهدها لبنان في تاريخه استعاد بها سيطرته غير المباشرة على مقدّرات الدولة إذا قدّر لحكومة ميقاتي أن تبصر النور".
وحضّ مرجع ديني ماروني من باريس أمس الجناح المسيحي في قوى 14 آذار المتمثلة "بالقوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" والأحزاب الحليفة الأخرى لهما، على الدعوة الفورية لـ"ثورة أرز" جديدة تجتاح لبنان من شماله الى جنوبه وبقاعه كما حدث في 14 آذار(مارس) 2005 للوقوف سداً منيعاً في وجه انقلاب "حزب الله" وحركة "أمل" على الدولة لجرّها الى تحت مظلة النظامين السوري والإيراني، والمكوث في الشوارع والمدن الرئيسية مثل بيروت وطرابلس وصيدا وزحلة وبعلبك حتى يعود الأمر الى نصابه ويتراجع ميقاتي عن التواطؤ مع قوى 8 آذار". وقال المرجع الديني لـ"المحرر العربي" في اتصال به من لندن أمس "إننا ندعو القوى المسيحية في 14 آذار لحمل راية الثورة من جديد على الظلم والتآمر قبل أن يستفحل خطر أعداء لبنان والشعب الحر التواق الى الاستقلال والسلم والعيش بكرامة، لأننا نعتقد أن قدرنا كمسيحيين في لبنان هو دائماً حمل صليب الحرية للخلاص من المارقين الظلاميين أصحاب الأفكار السوداء، كما أن علينا تحمّل الأعباء الأكبر كما حدث مع الحرب اللبنانية لعدم توطين الفلسطينيين منذ العام 1975، وبالتالي فإن الآخرين سوف يتبعوننا، والآن أفضل بكثير من بدء الحرب اللبنانية الطويلة لأن المعادلات الطائفية تغيرت جذرياً عبر التلاحم المسيحي – السني الأضخم في البلاد الذي كان مفقوداً في الماضي".
تغيير الجلود!!
وفي واشنطن، أعرب رئيس "الاتحاد الماروني العالمي" الشيخ سامي الخوري عن استعداده مع عدد كبير من نوابه وممثليه في أوروبا والولايات المتحدة ودول أميركا اللاتينية، للانتقال الى لبنان للمشاركة في "ثورة أرز" جديدة لا مكان فيها للانقلابيين المعتادين أمثال وليد جنبلاط ونجيب ميقاتي وميشال عون الذين هم على استعداد لتغيير جلدهم في كل لحظة ولنقل البندقية من كتف الى كتف لمصالحهم الشخصية السياسية والمادية، كما اننا على استعداد لدعوة الآلاف من مغتربينا المجتمع في شوارع لبنان ذوداً عن النظام الديمقراطي الاستقلالي الحر لأن الشعب اللبناني كان دائماً السبّاق الى التحرّر والثورات السلمية قبل تونس ومصر وإيران وسواها، و"ثورة الأرز" عام 2005 كانت نموذجاً لما حدث ويحدث في دول إفريقيا الشمالية العربية اليوم، وستكون دائماً وأبداً المثال الحيّ على وأد الظلم والقمع والاحتلال والتسلط بقوة السلاح ودعم قوى الشر الخارجية".
وقال الخوري الذي يمثل اتحاده 13 مليون ماروني حول العالم في اتصال بـ"المحرر العربي" في لندن أمس أن "لا داعي هناك لانتظار موعد ذكرى اغتيال الشهيد رفيق الحريري على أيدي من أصبحوا مكشوفين ومستهدفين من القرار الاتهامي للمحكمة الدولية، بل على أبناء "ثورة الأرز" اللامنتمين الى الأحزاب والتيارات والذين قادوا زعماء لبنان الى الانتصار ودحر الاحتلال قبل ستة أعوام، أن يزحفوا من بيوتهم ومكاتبهم ومدارسهم ومصالحهم وكنائسهم وجوامعهم الى الشوارع لاحتلالها من أجل منع أعداء الديمقراطية والاستقلال والحرية التابعين لسوريا وإيران من الهيمنة على مقدرات الدولة والشعب وأخذها رهينة كما هم يفعلون منذ السابع من أيار/مايو 2008 إثر اجتياحهم بيروت السنّية والجبل الدرزي، وعدم فك الحصار حتى يُقدِم نجيب ميقاتي على سحب ترشحه لرئاسة الحكومة، طالما ان القوى المسلحة المفترض بها أن تقف الى جانب الوطنيين المدافعين عن الدولة ومؤسساتها، اتخذت لنفسها ـ مثل جنبلاط وميقاتي ـ "منزلة بين المنزلتين" كطرف محايد لا يحاول منع القوى الظلامية التابعة للدول الشمولية القمعية من القضاء على مقومات الوطن".
استقالة جماعية
ودعا رئيس "الاتحاد الماروني العالمي" القيادات الروحية المسيحية والاسلامية والقيادات العسكرية والأمنية الوطنية الى "التقدّم بسرعة لتسلّم زمام الأمور بقوة وحزم قبل فرط عقد الدولة وتحوّل البلاد الى تونس أو مصر جديدة تأخذ الاضطرابات الأمنية فيها أو الفتنة المذهبية والطائفية كل شيء في طريقها، وإلاّ فعلى نواب 14 آذار الستّين أن يتقدموا فوراً باستقالاتهم من البرلمان لإجراء انتخابات نيابية جديدة يستعيدون فيها مواقعهم الدستورية الشرعية التي أفقدتهم أكثريتها خيانة وليد جنبلاط في آب(أغسطس) الماضي ومن قبله ميشال عون بُعيد عودته من منفاه، وبعده نجيب ميقاتي وحلفاؤه الثلاثة الآخرون".

 

خذ وقتك يا دولة الرئيس.. من يهتم بتشكيل الحكومة في لبنان؟
*القرار المتخذ: تشكيلة لا أثر فيها للحريرية السياسية

*هل ينتظر إعلان الحكومة سقوط الرئيس المصري؟

*صهران عزيزان فيها: باسيل وبارودي..

*عون ينقضّ على رئيس الجمهورية أم على رئاسة الجمهورية

*كيف تتحمل 8 آذار/مارس سامي الجميّل في مجلس الوزراء؟
بيروت – نبيه البرجي"/المحرر العربي
"أرجو أن تأخذ وقتك يا دولة الرئيس...". هذه نصيحة رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميّل لحظة خروجه من لقاء الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، فالمرحلة دقيقة للغاية، وكما سمع هذا الأخير من الجميّل، سمع كذلك من رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع، فـ"الشيخ سعد" الذي "فعل ما لم يفعله" أحد تجاه الداخل والخارج على السواء لا يستحق أن يدفع الى خارج السراي بتلك الطريقة الفظّة وهو يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما".
هذا يعني أنه يحق للحريري أن "يأخذ على خاطره"، وأن يتخلى عن القفازات الحريرية، ويعود في "معركته" الى نقطة البداية، وإن كان يعلم أن أشياء كثيرة حدثت منذ عام 2005: 14 آذار/مارس لم تعد كما انطلقت. خروج النائب وليد جنبلاط منها أحدث صدمة هائلة، وهو يمثل ما يمثّل في الجغرافيا السياسية، كما في التاريخ السياسي للبنان، ناهيك عن أن المراوحة لا بد أن تحدث نوعاً من خيبة الأمل لدى الجمهور، في حين تبدو كل طائفة وكأنها تتقوقع في داخلها..
لا للحريرية السياسية
وما سمعه ميقاتي أن الحريري ضحّى أكثر مما ضحّت أي جهة أخرى، والجميّل أشار الى اغتيال نجله الذي أحدث ألماً لا تنفع معه الأيام، ورغم ذلك، فإن الوضع اللبناني الذي غالباً ما يعكس الوضع في المنطقة، شديد الحساسية، ويحتاج، أكثر من أي وقت مضى، الى حكومة إنقاذ وطني تنهي آثار الصورة المتجهّمة بين ميقاتي والحريري، والإثنان تجمعهما مسيرة مشتركة، وهي أنهما لا يعرفان الكراهية، بل ان صدرهما مفتوح للجميع، ولكن بشروط بطبيعة الحال.. لكن اللافت ان هناك داخل قوى 14 آذار/مارس من يعتبر أن الذي وضع سيناريو إسقاط الحكومة ورئيسها إنما ينفّذ سيناريو آخر الآن، فالمساعي والاتصالات التي تجري لن تؤول الى نتيجة، وإنما هي للتمويه، أو للتضليل، باعتبار أن القرار المتخذ هو تشكيل حكومة لا أثر فيها للحريرية السياسية، مع الترحيب بكل من يحذو حذو جنبلاط ويلتحق بالقافلة لأن الرياح في المنطقة بدأت اتجاهها الآخر.
مناورات؟
قائلو هذا الكلام لا يثقون البتة بـ"المناورات الحالية"، وهم يعتبرون أن الهدف من اليد الممدودة ليس اجتذاب 14 آذار/مارس بخلفيات وطنية، وإنما بعثرة هذه القوى، على أن تُعلَن الحكومة على وقع سقوط الرئيس المصري حسني مبارك الذي لا شك انه سيحدث تغييرات دراماتيكية في المعادلات العربية والإقليمية. لكن العالمين بثنايا شخصية ميقاتي ينفون أن يكون الرجل يناور، فهو يعلم ماذا يعني الحريري، وماذا يعني "تيار المستقبل"، حتى إذا ما دخل السراي فسيكون في شبه حصار، وإن كان يدري أن هناك من هو جاهز دائماً لنقل البارودة من كتف الى كتف، وهنا يتدخل بعض صقور 14 آذار/مارس ليقولوا أن العروض التي تقدم لهم هي من قبيل الإقرار بأن المشهد في لبنان، كما في المنطقة، تغيّر، وأن عليها إعلان موت "ثورة الأرز" التي بات إحياؤها رهاناً معقداً إن لم يكن مستحيلاً في ضوء التطورات التي حصلت، ومع خيبة أمل الكثيرين الذين يتساءلون عما تحقق في السنوات المنصرمة..

دمشق والخاصرة الرخوة
بيد أن جهات في 8 آذار/مارس تعتبر ان دمشق التي تدرك جيداً حساسية التطورات في المنطقة (ومداها) لا تريد أن يبقى لبنان الخاصرة الرخوة، أو أن يشهد فوضى سياسية قد تتفاعل إقليمياً بطريقة أو بأخرى، خصوصاً وأن قيادات هذه القوى تعترف بأن هناك العديد من القبائل السياسية والطائفية داخلها.. والمراجع السياسية ترى ألا مجال البتّة للفصل بين مسار تشكيل الحكومة والتطورات على الساحة المصرية التي ستترك آثارها، حتماً على الساحة العربية، واللبنانية بوجه خاص. ولهذا، فإن المتشددين في قوى 8 آذار/مارس يعتبرون ان الساعة قد دقت لتشكييل حكومة من اللون الواحد، ومطاردة الحريرية السياسية إن في بيروت أو في صيدا، وحيث يجري الحديث عن توزير عبد الرحمن البزري أو حتى أسامة سعد.. والسؤال الآن: هل سيواجه ميقاتي مشكلة العثور على أدمغة ثقيلة؟. ثمّة من حاول أن يلعب ورقة الوزير السابق بهيج طبارة الذي وإن ابتعد عن الحريري الإبن، فهو لا يزال على ولائه لخط الحريري الأب. أخفقت المحاولة، وثمة تركيز على الإتيان بالوزيرة السابقة ليلى الصلح لما تمثله عائلياً، فهي إبنة أول رئيس حكومة في عهد الاستقلال رياض الصلح، ولما تمثله حالياً وتنموياً، باعتبارها خالة الأمير السعودي الوليد بن طلال. وبالكاد يمرّ أسبوع من دون أن تشاهد صورها على صفحات الجرائد، أو على الشاشات، وهي تدشن مشروعاً تنموياً في أي من المناطق اللبنانية.
عقدة أرثوذكسية
الرئيس المكلّف بدأ يشعر أنه، لتشكيل حكومته، يواجه تعقيدات جمّة، فرئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يتمسك بحقيبة الداخلية، مع أرجحية أن يبقى على رأسها الوزير زياد بارود، مستعد للتخلّي عن حقيبة الدفاع، ما دام عودة الياس المر إليها تبدو شبه مستحيلة أو إن كان اعتذار عصام فارس عن قبول هذه الحقيبة الى جانب منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، قد وضع ميقاتي أمام عقدة أرثوذكسية دقيقة، ولكن شريطة أن يأخذ حقيبة العدل، على أن يشغلها القاضي غالب غانم، فيما يصرّ عليها الجنرال الآخر النائب ميشال عون الذي يريد أن تذهب هذه الحقيبة الى نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي. عون يصرّ على حقيبة العدل أو حقيبة المال التي لن تسلّم إليه في حال من الأحوال. ورئيس التيار الوطني الحر يعتبر ان هذه الفرصة الذهبية للانقضاض على رئيس الجمهورية (أم على رئاسة الجمهورية؟)، إذ كيف له أن يتمسك بحقيبتين سياديتين، فيما الدستور لا يوليه البتة مثل هذا الحق..
رهان الكتائب
ولأنه "ما حدا أفضل من حدا"، فكما أن الجنرال ميشال عون يتمسك بصهره العزيز جبران باسيل وزيراً الى الأبد، يتّجه الجنرال ميشال سليمان الى توزير صهره وسام بارودي، فيما الجنرال الثالث إميل لحود قد يحصل على حصته من خلال توزير نجله النائب السابق اميل اميل لحود، وان كان الاتجاه الى تكثيف الحضور الماروني في الحكومة إذا ما فشلت محاولات تأليف حكومة جامعة، فالاتجاه الى الاتيان برجل الأعمال المؤثر نعمة افرام والوزير السابق مخايل الضاهر، وبعدما بات شبه مؤكد أن يشغل النائب سليمان فرنجية حقيبة وزارية أساسية. ولكن ماذا اذا انضم حزب الكتائب الى الحكومة؟. والسؤال الآخر: هل هناك من يستطيع أن يتحمل النائب سامي الجميّل داخل مجلس الوزراء؟، والجواب أن الجميّل الإبن والذي طالما اتهم بالصخب، أو الإثارة السياسية، خارج الحكومة هو غيره داخل الحكومة. لكن حزب "الكتائب" الذي تتملكه عقدة "القوات اللبنانية" يريد ثمناً أعلى من حقيبة واحدة إذا ما خرج من صفوف 14 آذار/مارس. حقيبتان مع الرهان على ما يساعده تموضعه الجديد في الاحتفاظ بمقعد عاليه (فادي الهبر) وبأن يأخذ جنبلاط على لائحته وجهاً كتائبياً بدل رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون أو نائب رئيس "القوات" جورج عدوان. هنا ميزان الربح والخسارة. ويقال "عودة الفينيقية" الى عروق الساسة في لبنان، فكل شيء يخضع لجاذبية (أو لميكانيكية) السوق.
روسيا والتغييرات الجذرية
قليلون الذين يراهنون على وصل المساعي الى خواتيمها السعيدة، وقد تكون النتيجة لمصلحة المتشددين داخل قوى 8 آذار/مارس الذين يعتبرون ان الساعة ساعتهم بعدما "ظلموا" على امتداد السنوات المنصرمة، وعليهم أن يتمتعوا هم وحدهم بالسلطة، وأيضاً لمصلحة المتشددين في قوى 14آذار/مارس الذين يعتبرون أن الدخول الى حكومة برئاسة "الفريق الآخر" هو بمثابة السقوط الأخير لـ"ثورة الأرز". فريق ميقاتي يعمل على خطين: الأول محاولة ردم الهوّة مع الحريري الذي هو العمود الفقري للمعارضة الجديدة، والذي تنفي أكثر من جهة أن يكون فقد الغطاء السعودي الذي يتردد أنه ازداد قوة في ضوء الأحداث الإقليمية، على أن يفضي ذلك الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، والثاني العمل على شق صفوف قوى 14 آذار/مارس، لا سيما وأن هناك من يعتبر أن دمشق ستمسك بالملف اللبناني الى أمد طويل، وعلى من لا يعرف أن يعرف...

وهناك في بيروت من تأمّل طويلاً في الكلام الذي صدر أول من أمس عن السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسيبكين الذي تحدث عن "تغييرات" جذرية في المنطقة على كل المستويات". والكلام الروسي يسمع الآن جيداً. بوجه عام، يختلف اللبنانيون في وجهات النظر، كما في طرق التعاطي، مع التغييرات الآتية. حكومة وحدة وطنية أم حكومة انشطار وطني؟ بات تشكيل الحكومة اللبنانية تفصيلاً هامشياً. من يهتم؟!. ما قاله رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أمس عن لقائه ميقاتي لا يشير الى أن أياً من قوى 14 آذار/مارس سيشارك في حكومة الـ"شي تكتك شي تيعا" (وهو التعبير الذي يستخدم للدجاج وبه وصف جعجع الأكثرية الجديدة). ربط المشاركة بالمطالب التي تحتاج الى أكثر من تدوير الزوايا والمهم ألا يقال أن تلك القوى أوصدت الأبواب في وجه الرئيس المكلف الذي، وبحسب جعجع، "حاول أن يطمئنني"، ولكن ليقول "علينا ألا نساعدهم حتى لا يعود التاريخ الى الوراء، وعلينا أن نمنعهم".

 

مبارك يؤكد انه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة

وطنية 1-2-2011  - اعلن الرئيس المصري حسني مبارك في كلمة عبر التلفزيون المصري مساء اليوم انه لا ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. ودعا الى تعديل دستوري يضمن توسيع قاعدة الترشح للرئاسة .كما دعا البرلمان المصري الى تعديل المادتين 76 77 من الدستور. وقال : سأعمل خلال الاشهر المتبقية من ولايتي لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة.

 

 

إلى ...إشتراكي

فارس خشّان

صحيح أنني لم أكن يوما حزبيا، لأفهم عن كثب معنى "الثقة المطلقة" بالرئيس الذي اخترتُ أو زكّيتُ او انتخبتُ، ولكنّ الصحيح أيضا، أن متابعاتي لحال الأحزاب "الصحيحة"، علمتني أن في كل حزب معارضة، حتى لا تكون سلطة الرئيس مطلقة، وفي كل حزب قوى ضاغطة، حتى لا تكون سلطة الرئيس اعتباطية! صحيح أنني في حياتي المهنية إقتربتُ من الزعيم وليد جنبلاط إلى الحد الذي سمح لي بهذا الإقتراب، ولكنّ الصحيح أكثر،أنه كلما قرر تغيير مسلكه وسلوكه ومساره السياسي، باتجاهات تتناقض واقتناعاتي، كان يخلق هوة بيننا ، ولكنها لم تصل يوما الى مثيل لتلك القائمة راهنا! وهذه ليست المرة الأولى التي أمر بها في تجربة "الفراق"، فلقد عشتها سابقا مع العماد ميشال عون، الذي "يشتريك" بمبادئ النضال ليتمكن من "بيعك" ، في زمن الإستسلام للمغانم! فراق واحد، في حياتي المهنية - وفيها الكثير من الخيار السياسي- لم يكن إراديا، هو ذاك الفراق عن الرئيس رفيق الحريري، الذي حتمته تلك العملية الإرهابية التي لا يزال دويها، يعصف بوطننا!

طبعا، لستُ في وارد أن أخبرك سيرة حياتي، ولكنها مقدمة لا بد منها، لأتمكن من مصارحتك، بما يجول في خاطري، بعد انقلاب الوليد ...علينا جميعا! أنت ، يا رفيق اللحظات المجيدة ويا صانع ثورة الأرز، تبرّر لـ"وليد بيك"، إنتقاله من ضفة الى اخرى، بجملة من الاسباب، فتارة تقول إنه الأدرى وغدا سنرى النتاج الإيجابي لتصرفه، وتارة تعتبر أن " اليد التي لا تقوى عليها، قبّلها وادع لها بالكسر"، وطورا تصدّق أن "أنتينات البيك لا تخطئ"، وإلى ما هناك من تبريرات، باتت معروفة عن ظهر قلب! وانت في أحيان كثيرة تذهب إلى أبعد من ذلك، فتأخذ على منتقدي "الزعيم" ممن يسيرون تحت راية 14 آذار الممزقة، بالضعف هنا وبالتراجع هناك وبالجبانة هنالك، بأنهم نسيوا نضالاته، وأنكروا ما فعله بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وجحدوا إيمانهم بأنه لولاه لما كانت ثورة الأرز! وأنت محق في كل ذلك، ولكن دعنا نرى الأمور، بطريقة أكثر منطقية وأقل عاطفة!
ألم نكن في العام 2004، في وضعيتنا الحالية؟ ألم يكن المطروح علينا أن نختار بين الحرية وبين الإستقرار، فاخترنا، بتحريض من الـ"بيك" الحرية، فكانت "لائحة الشرف"، وكانت محاولة إغتيال مروان حماده، وكانت جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ ألم يكن المطروح علينا أن نختار بين استعادة قرارنا السيادي وبين الخضوع لإرادة دمشق- طهران، فاخترنا الذهاب ، بمعية وليد جنبلاط، الى 14 آذار 2005، فدفعنا خيرة من كوادرنا بسيارات مفخخة وبرصاصات غادرة؟ ألم يكن المطروح علينا أن نختار بين التمسك بمطلب العدالة الدولية وبين الإستقرار الحكومي، فذهبنا، تحت راية وليد جنبلاط، الى بقاع الدنيا رافعين الصوت لمصلحة المحكمة الدولية، مما أدى الى استقالة وزراء، والى اعتصامات شلت العاصمة، والى فراغ دستوري؟ ألم يكن المطروح علينا أن نختار بين مركزية الدولة وبين سطوة الدويلة، فذهبنا، بطلب من وليد جنبلاط الى الخامس من ايار 2008، ودفعنا ما دفعناه، في السابع من أيار 2008؟ بربّك، قل لي، ما الذي تغيّر؟هل أضحت سوريا ديموقراطية؟ وهل وضع "حزب الله" رجليه على الأرض؟ هل أضحت سوريا أكثر دموية؟ وهل امتشق "حزب الله" السلاح، مؤخرا؟ هل كانت الطائرات الأميركية في العام 2004 تحلّق فوق دمشق، فغابت اليوم؟ وهل كان شعار السيد حسن نصرالله "نهدي وردة لمن يفكر بنزع سلاح المقاومة" وأضحى اليوم "سنقطع كل يد تمتد الى سلاح المقاومة"؟
هل كان اكتشاف قتلة المعلم كمال جنبلاط مفاجأة صاعقة، ليصبح لاحقا مبنيا على شهود الزور، فتتم المسارعة الى طيّ القضية التي حوّلها الى مجرد ملف؟

هل كانت مصالح الطائفة الدرزية الحبيبة متصلة اتصالا وثيقا بالحالة اللبنانية العارمة، واضحت مصالحها، منوطة بتقوقعها؟ وهل كانت "أنتينات الوليد" تلتقط ذبذبات تسمح له بأخذنا الى أفق "المرجلة" و"التحدي" و"الشتائم" و" شحذ السيارات المفخخة"، لتكتشف لاحقا أنها موضوعة على موجة خاطئة، فرحنا ننفذ دفتر شروط، ونخفّض سقف السيادة والإستقلال والحرية والعدالة حتى نساويه بالارض التي نطأ عليها؟ وهل كان عماد مغنية، بالنسبة للبيك، كناية عن إسم مرفق بعبارة "وما أدراك ما عماد مغنية"وأضحى أيقونة؟ ومن هو شاهد الزور الذي تحدث عن عماد مغنية وأقنع البيك بـ"ما أدراك"، حتى انفتحت بصيرته اليوم؟ وهل كان رقم السيارة التي حاولت اغتيال مروان حماده قد سُبكت صفيحته في الضاحية الجنوبية، فتبيّن اليوم أنها لم تُسبك إلا في قريطم أو معراب أو بكفيا؟

وهل كنا نحن من يذيع تقارير تصل الى البيك عن مسدسات للحرس الجمهوري في حفرة "سان جورج" وعن عبث بمسرح الجريمة، وعن إخفاء للأدلة المرتبطة بالجرائم، حتى يغسل وليد جنبلاط يديه من مروان حماده، تاركا براءته من فبركة شهود الزور، للمحاكم؟
وهل كنا نحن من يخرق سرية التحقيق في مكتب المدعي العام دانيال بلمار ويسرب التسجيلات الى تلفزيون محدد الهوية السياسية والأهداف الدعائية، حتى نُحرم من حقنا بالعدالة ، في حين يعطى لحلفاء البيك الجدد الحق بالإفلات من العقاب، لأنهم نجحوا بعملية مخابراتية، زاوجت الترهيب والترغيب، في الإستيلاء على المعلومات والوثائق من بعض الساقطين والسفلة المندسين في دوائر التحقيق السابقة والحالية؟ أيها الإشتراكي، يا روح "ثورة الأرز"، لا تلوم رفاق تلك الساحة، إن هم غضبوا وقالوا عن وليد جنبلاط عبارات واقعية لا تحبها ولا نحبها معك، كعبارة " الخائن"، لأن الخصوم لا يخونون خصومهم بل الحلفاء يخونون حلفاءهم والأزواج يخونون زوجاتهم ، والأبناء يخونون أباءهم، والرفاق يخونون رفاقهم. تاريخ المرء لا يحصّنه من لقب الخيانة. مجد بيتان الفرنسي لم يعفه من التجريم بخيانة أمته لمصلحة هتلر، على الرغم من أن البعض اعتبر خيانته... حكمة!

نحن، لا نبخث وليد جنبلاط حقه في تغيير مواقعه السياسية والتحالفية، ولكن من حقنا عليه أن يقنعنا بالعبور معه الى الضفة الأخرى، لأننا كنا رصيده وكنا صوته وكنا متاريسه وكنا رصاصاته ... فأضحينا، كما وطننا، ضحاياه! طبعا، من حق زعيم المختارة أن يتعرض لهزيمة. من حقه أن يخسر معركة وحتى أن يخسر حربا. من حقه أن يوقع صك استسلام. ولكن حقنا عليه أن يقول : أنا خسرت. أنا استسلمت... ومن ثمّ يصمت!

 

حرية..ومعايير مزدوجة

حنين غدّار، الثلاثاء 1 شباط 2011

هذا الأسبوع، كتبت نبيلة، إحدى صديقاتي على الـ"فايسبوك"، رأيها بما يحدث قائلة: هل بتنا على وشك القول "أنا فخور بأني عربي"، أم علينا الانتظار قليلاً ليحين دور المغرب، أو الأردن، وبلد ثالث على الأقل.

أعرف نبيلة من الجامعة. كنّا على علاقة طيبة جداً، ولكن مع الوقت، بدأنا نبتعد عن بعضنا. بعد الجامعة، أصبحت صديقتي أكثر تديّناً، فبدأت ترتدي الحجاب وتحوّلت الى داعمة شرسة لـ"حزب الله". ظاهرياً، وكما يعتبر أصدقاؤنا المشتركون، فإنّ "آراءنا المختلفة" حول "حزب الله" وموضوع الدين قد "سمّمت" صداقتنا.

رغم ذلك، حافظنا على أدنى مستوى من الاتصال من خلال الـ"فايسبوك". وعندما قرأتُ ما كتبته، لم أتمالك نفسي من التعليق: سوريا هي التالية!

خلصتُ الى هذه النتيجة لأنّني كنت قد قرأتُ في الصحف في ذاك الصباح نفسه أنّ مواطناً سورياً أضرم النار بنفسه في مدينة "الحسكة". لم يعجب تعليقي صديقتي فردّت علي: مجرّد تمنٍ يا حنين. (سوريا) هي البلد الوحيد الذي قال "لا" لإسرائيل ولبلدك الحبيب، أميركا.

ما علاقة إسرائيل والولايات المتحدة بما نتحدّث عنه؟ لماذا كل شيء يجب أن يكون متعلّقاً بهما؟ ردّها صدمني، وأربكني، وخيّب أملي. إذ ظننتُ بأنها ستوافق معي بأن نظام الأسد في سوريا شبيه لنظام مبارك في مصر في العديد من النواحي: لجهة النقص في الديمقراطية، وكثرة السجناء السياسيين، والانتخابات غير الديمقراطية التي تُبقي القائد نفسه في الوظيفة نفسها العام تلو الآخر.

مجرّد أمنية؟ فجأة خطر على بالي أنّ صديقتي وكل هؤلاء الذين لا يتمنّون أن ينزل الشعب السوري الى الشوارع، لا يمانعون من قيام نظام ديكتاتوري أو قائم على الحزب الواحد طالما أنّه يقول في العلن "لا لإسرائيل"، وإن كان يجري معها مفاوضات خلف الأبواب المغلقة.

ثمّ تذكّرتُ، عام 2009، عندما حصلت الثورة الخضراء في إيران عقب الانتخابات الرئاسية، الأشخاص نفسهم الذين يهلّلون اليوم لمصر، التزموا الصمت يومها. وما عدا بعض كتّاب الرأي من هنا وهناك، وعريضة نُشرت في الصحف، لم يعلّق اللبنانيون.

صديقتي نبيلة وكل من يدعمون "حزب الله" مثلها، بمن فيهم العديد ممّن ينتمون الى اليسار اللبناني والذين يقومون الآن يومياً بتنظيم مظاهرات ضد مبارك أمام السفارة المصرية في بيروت، لم يحرّكوا ساكناً لدعم الإيرانيين الذين تظاهروا ضد طاغيتهم بشكل سلمي عام 2009. لماذا؟ لأنّ إيران تكره إسرائيل.

الديمقراطية، وحرية التعبير، والحق البسيط بالتظاهر دون التعرّض للاغتصاب أو الشنق هي كلّها حقوق غير ذات أهمية بالنسبة للعديد من اللبنانيين المثقفين الداعمين لـ "حزب الله". ولهذا السبب بالضبط وقفوا خلف "حزب الله" في سعيه لتدمير أعمدة انتفاضة الاستقلال 2005 شيئاً فشيئاً، وابتهجوا سراً بالانقلاب الحديث على قوى 14 آذار عندما قام الوزراء التابعون لـ"حزب الله" بالانسحاب من الحكومة، ما أدّى الى تعيين نجيب ميقاتي رئيسًا مكلفًا، علماً أنّه خيار الحزب لرئاسة الجكومة.

الوضع نفسه تجده على "فايسبوك" و"تويتر". فقد حوّل اللبنانيون شبكات التواصل الاجتماعي الى وسيلة سياسية لدعم المصريين في انتفاضتهم. وحده الحزن تملّكني وأنا أفكّر بالشباب الإيراني الذي يشعرون كم أنّهم يفتقرون للدعم والمؤازرة وهم يشاهدون الدعم اللبناني للمتظاهرين في مصر وتونس. النظامان السوري والإيراني لا بدّ أن يكونا سعيدين بهذه المعايير المزدوجة. فوسائل الإعلام التابعة للدولة في إيران دأبت على وصف المظاهرات في البلدان العربية ككفاح ضد الدمى الغربية في المنطقة، كما توحي لها الثورة الإسلامية في إيران.

وبالطبع لم يؤتَ على ذكر الحشود ومطالبتها بالإصلاح الاقتصادي، والحرية السياسية وبالديمقراطية، التي تعكس مطالب الثورة الخضراء وانتفاضة الاستقلال اللبنانية.

عقب الانتفاضة التونسية، أصدر "حزب الله" بياناً من خلال مكتب العلاقات الإعلامية لديه، أثنى فيه على الشعب التونسي. وممّا جاء في البيان "يعتقد "حزب الله" أنّه من حق الشعب التونسي أن يختار ممثليه، وأن ينتخب من يراهم مناسبين لحكم بلاده... "حزب الله" يدعو القادة الى التعلّم ممّا حصل في تونس... "حزب الله" يذكّر بالتاريخ عندما قام الشعب الإيراني بنفي الشاه الذي لم يستقبله أي بلد من البلدان التي كان يخدمها". ومع ذلك، عام 2009، ورداً على سؤاله عن موقف "حزب الله" من الأحداث الحاصلة في إيران، قال نائب أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم إنّ الحزب لا يتدخّل في شؤون إيران الداخلية. "لسنا مع أحد. لا علاقة لوضعنا بما يحدث"، قال. في حين أنّ أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله وضع المظاهرات تحت عنوان "مسألة إيرانية داخلية".

إنها المعايير المزدوجة بعينها. غير أنّ مثل هذا الأمر متوقع من "حزب الله"، إلاّ أنّه يبقى من المفاجئ رؤية داعميه المثقفين والناشطين اليساريين غافلين عن ريائه فيما يتعلّق بمسألتي الحرية والعدالة. بل هم على العكس من ذلك، يتبنّون المعايير المزدوجة ذاتها كما لو أنّ التفكير العقلاني خطيئة أو أن انتقاد "حزب الله" أمر غير جائز البتة.

التونسيون والمصريون يطالبون بالحرية، والديمقراطية، والإصلاح الاقتصادي. إنّهم يناشدون كل فرد في العالم العربي يؤمن بهذه المبادئ. وليس لـ"حزب الله" وإيران الحق في الاستفادة من وضع هؤلاء لتعزيز موقعهما. بل الحري بهم أن يقلقهم ذلك أكثر. عزيزتي نبيلة، الرجل الذي أحرق نفسه في سوريا صباح السبت الماضي فعل ذلك لسبب معيّن، وهو بالطبع لم يفعل ذلك من أجل الترفيه عن نفسه.

 

سياسة واشنطن التدميرية

أحمد الجارالله/السياسة

 ينطبق على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة المثل القائل" أراد ان يكحلها أعماها", فمنذ أوائل خمسينات القرن الماضي لا تكاد تخرج واشنطن من أزمة إلا وتقع بأختها الأشد تعقيدا, ولذلك تتقهقر مصالحها في الشرق الاوسط وأفريقيا, وتخسر مزيدا من الحلفاء وتزيد الاعداء, فهل باتت زعيمة العالم الحر - كما تسمي نفسها - متخصصة بجلب الويلات والعمل ضد مصالحها?

لم تتعلم الادارة الأميركية طوال نصف قرن من الدروس السابقة, وكيف أنها ساعدت على زعزعة الأمن والاستقرار في العالم, ونشرت التطرف وأوجدت حاضنات للارهاب, فكانت النتيجة أحداث 11 سبتمبر عام 2001 المستمرة في التفاعل حتى يومنا هذا.

استخدمت واشنطن شعار الدفاع عن حقوق الانسان وحماية الحريات والديمقراطية ومؤازرة الشعوب كوسيلة للضغط على الحكومات لتقديم المزيد من التنازلات في ملفات خارجية لاعلاقة لها بتلك الشعارات, من دون ان تدرك مدى خطورة استخدامها لسلاح ذي حدين سيجر عليها الازمات ويفقد الحكومات والشعوب الثقة بالدولة التي تعتبر نفسها رائدة الديمقراطية, ففي مطالع خمسينات القرن الماضي استخدمت هذه العناوين لاسقاط النظام الملكي الليبرالي المصري وأتت بجمال عبد الناصر الذي سرعان ما انقلب عليها, وبنى تحالفات مضادة لها وأشاع الكراهية للأميركيين, ورغم ذلك كررت التجربة ذاتها مع ايران حين شجعت الملالي على إسقاط الشاه, وأتت بالخميني, فقام نظام متطرف أجج العداء لها وساعد الكثير من الحركات المتطرفة دينيا والارهابية, وأكثر الأمثلة وضوحاً على تلك الجماعات "حزب الله" في لبنان و"حماس" في غزة, ولا ننسى ما فعلته هذه السياسة المتناقضة من إثارة للنعرات واضعاف الدولة في باكستان واشعال الصراع بينها وبين الهند.

واشنطن في هذا الحَوَل السياسي, أذكت الفتن الطائفية والمذهبية وأضعفت الدول, ما أدى الى انتشار الكراهية لها, من دون ان تقدم أي حل للقضايا الاساسية التي تتنطح وتتحدث عنها ليلا ونهارا, وأولها قضية إحلال السلام العادل في المنطقة, إذ تتغاضى عن الممارسات الاسرائيلية الارهابية اليومية على الفلسطينيين والمجازر التي ترتكب ضدهم ومحاولات طردهم من أراضيهم, ما جعلها دولة تكيل بمكيالين وغير جديرة بالثقة ومكروهة.

طوال العقود الماضية كانت واشنطن تساعد على إيجاد الحاضنات الفضلى للارهاب, وفي الوقت نفسه تصرخ مما يتسبب به من ألم لها, وتمنع معالجة الظواهر التي تساعد على تشكيل هذا المناخ الملوث الذي دفعت المنطقة ثمنا غاليا فيه, و لم يؤد ذلك الى ان تتعلم الادارات الاميركية المتعاقبة أنها تخسر الحلفاء واحدا تلو الآخر, وتدمر الجسور بينها وبين الشعوب, ولذلك ليس غريبا ان نرى الموقف الاميركي غير المستقر مما يجري في مصر, فكل ساعة هناك موقف وكأن إدارة أوباما إدارات وليست صوتا واحدا, ومصابة بانفصام شخصية, وليس كما يفترض ان تكون عليه دولة كبرى, تتحدث صبح مساء عن مصالحها وضرورة الحفاظ عليها وضمانها إلا ان الاحداث أثبتت ان المصالح الستراتيجية تلك ليست إلا لازمة تُحشر في كل تصريحات المسؤولين الاميركيين فقط لرصف الكلام, ما يساعد على زيادة القلاقل الأمنية والفوضى في المجتمعات.

كنا نتهم العرب في الماضي أنهم من أكثر شعوب العالم خيالا وإبداعا للمصطلحات, لكن اتضح ان الادارات الاميركية المتعاقبة هي صاحبة السبق في اختراع المصطلحات العبثية غير الواقعية, ومن الامثلة على ذلك "الفوضى الخلاقة", هذا المصطلح الذي يستهدف في نهاية المطاف إفقار الدول وهدم إنجازاتها الاقتصادية, وإشاعة الخروج على القانون وإفساح المجال للعصابات وكارتلات المخدرات والقرصنة وأعمال النهب والسلب والسطو على البنوك, وفتح أبواب السجون والتصفيات الجسدية في الشارع, كما هو حاصل في أفغانستان والصومال, وكما يجري الآن في عدد من الدول التي تمارس واشنطن على حكوماتها الضغوط الهائلة لمنعها من فرض النظام العام, وكل هذه الظواهر المزعزعة لاستقرار الدول من انتاج "الفوضى الخلاقة" بل الفوضى الهدامة... فهل تريد واشنطن ان تغرب شمس الاستقرار عن المنطقة العربية وتسود عتمة التطرف, وتصبح الشعوب أسيرة الارهاب?

هذا هو السؤال الكبير والخطير!

 

ميشال عون ... تناقض سلوكي وهَوَس سلطوي!

د. أيمن الهاشمي

السياسة/من يعرف طبيعة وصفات وأخلاق الجنرال اللبناني المتقاعد ميشال عون, أكثر من غيرهم, هم اللبنانيون أنفسهم, لأنهم خبروه على مدى عقود ثلاث, متلون متنقل من أقصى اليمين الى اقصى اليسار, مستعد للإلتفاف 180 درجة وإن تطلب الأمر ف¯ب¯ 360 درجة! يعيش بهاجس الرئاسة وحب السلطة, مهووس حتى النخاع برئاسة الجمهورية, لكنه "حلم" بعيد المنال لشخص مريض متذبذب ليس له لون ولا رائحة ولا طعم!.. وآخر تصريحاته أنه كان هو الأجدر برئاسة الجمهورية من غيره!! فياللغرور والعنجهية!

ميشال عون هذا الذي صار يغرد صباح مساء باسم المقاومة الإسلامية اللبنانية, وباسم سورية الصمود, كان هو بالأمس في أوائل التسعينات من القرن الماضي عدوها الأول, وكادت تفتك به المخابرات السورية لولا هروبه ولجوئه إلى فرنسا, لأنه كان حليفا للنظام العراقي العدو الأول للنظام السوري آنذاك! فسبحان مغير الأحوال. الجنرال عون نموذج فاقع لعشاق السلطة والمهووسين بها, شخصية مركبة ومعقدة, يبدو عصابياً منفعلاً على الدوام, لا يعرف الحوار ولا العمل السياسي بالمفهوم السائد حيث تسود لغة معقولة مع المخالفين, وحيث يعمد الساسة إلى تغليب التسويات والحلول الوسط والتنازلات المتبادلة, في المسائل غير المبدئية.

ربما يعيد البعض ذلك إلى خلفيته العسكرية, وهذا تعليل مقبول ويغلب على الظن أنه صحيح, عموما ولكن هذا التفسير لا يَثْبُت طويلاً عند تسليط ضوء كافٍ عليه, سواء من خلال عقد المقارنات بين الرجل وأشباهه من الساسة القادمين من رَحِم المؤسسات العسكرية, مثل أيزنهاور وشارل ديغول وتشرشل رغم كونهم من المؤسسة العسكرية, إلا أنهم كان لهم إنتصارات في عالم السياسة,  فهم من أكثر ساسة العصر الذين ولجوا دنيا السياسة بعد خدمة عسكرية كبيرة, وكان هؤلاء من صانعي انتصارات لأممهم, أما جنرالنا المتذبذب "عون",  فليس في سجله العسكري ما يرفع الرأس!

 اليوم تراه ينادي بالمقاومة, وحقها في رفع السلاح ضد العدو الصهيوني, في حين كانت للجنرال عون في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي أوثق وأقوى العلائق, مع الصهاينة,  وصوره مع القادة الصهاينة في فترة الغزو الإسرائيلي للبنان مازالت ماثلة في الذاكرة, كما أن الحرب اليتيمة في تاريخ الجنرال المأزوم وكانت هي المَهْلَكة التي أوقع فيها جنوده ضد الجيش السوري في لبنان, ثم تركهم لمصيرهم المحتوم وهرب بحماية فرنسا ضمن صفقة مخزية, برهنت أمرين, أولهما: نذالة نادرة لقائد يقرر خوض معركة خاسرة لمطامع ذاتية, ثم تاركاً ضباطه وجنوده في مهلكة أكيدة, والأمر الثاني: أهمية هذا الرجل لدى الفرنسيين, ولدى الصهاينة, الذين يريد منا عون اليوم أن ندخل في سرب المجانين حتى نصدق مزاعمه عن عدائه للكيان الصهيوني وللاستعمار الغربي ووقوفه بجانب المقاومة وسلاح المقاومة!.

أليس من المضحك اليوم أن ميشال عون الذي يتشدق الآن بالمقاومة والممانعة, هو ذاته الذي قاد حرباً ضروساً ضد ما كان يسميه"الاحتلال السوري"للبنان, وهو الذي كان يصف حزب الله بأنه ميليشيا طائفية, بل إنه السياسي اللبناني الوحيد الذي جاهر من قبل بعلاقاته الوطيدة مع اللوبي الصهيوني في أميركا, ولذلك حضر كشاهد عيان أمام لجان الكونغرس الأميركي عشية إصدار قانون محاسبة سورية, وكان من الصقور الذين تبنوا ذلك القانون بشراسة?

عون ينسى أو يتناسى اليوم أنه هو الداعية الأبرز لإقامة حلف للأقليات الدينية في المنطقة ليكون الصمام الرئيس في تحقيق حماية ستراتيجية للكيان الصهيوني على المدى البعيد, وكل تحركاته تصب في هذا السياق. وهذا ما يفسر هجومه الوقح الصريح على المسلمين السنة بلسان وقح, ولم يَسْلَم من سفه لسانه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أثناء الزيارة المهمة التي قام بها الأخير إلى لبنان. فعون الحاقد على الإسلام والمسلمين فقط, أيد بصفاقة المظاهرة التي قام بها أفراد محسوبون على الأقلية الأرمنية ضد الزيارة, وتهجم عون بجنونه المألوف على قوى الأمن الداخلي, لأنها صدت المتظاهرين من الوصول لموكب الضيف التركي, لأسباب أمنية محضة!

 الجنرال عون قبل لنفسه ان يكون بوقاً ووكيلا لحسن نصر الله, وصارت توكل إليه التصريحات التي يتحفظ حسن نصر الله عن التصريح علناً بها, وقد استمعنا اخيرا الى تصريحات تابع حزب الله الجنرال ميشال عون وهو يستغل حادث جريمة تفجير كنيسة بمدينة الإسكندرية في مصر,  ليفتري الكذب على مصر, فيدعي أن نصارى مصر مظلومون مضطهدون, وهي تصريحات استفزت كل المصريين, بما فيهم الناس البسطاء! والمذهل أن عون يستشهد لأكاذيبه بتقرير الحريات الدينية الأميركي, سئ الصيت, الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية, وينسى الجنرال عون أنه من أنصار الممانعة والمقاومة الإسلامية وحليفها الأساسي ضد الصهيونية والإمبريالية الأميركية, ويبدو أنه ليس بين حاشية الجنرال ومستشاريه من ينصحه بشأن تناقضاته وخزعبلاته.* أكاديمي عراقي

 

نديم الجميل ينفي لـ"النهار"تهديده بالاستقالة من الكتائب

النهار/في ضوء اللقاءات التي تعقد بين رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي ورئيس حزب الكتائب أمين الجميّل على خلفية المشاركة أو عدمها في الحكومة العتيدة، ترددت معلومات اعلامية عن تهديد النائب نديم الجميّل تقديم استقالته من حزب الكتائب في حال المشاركة في الحكومة، وعن تصلّب موقفه الرافض المشاركة في الحكومة أثناء الاجتماع السياسي الأخير للحزب. فما صحة هذه الأخبار؟ "النهار" اتصلت بالنائب الجميّل للوقوف على موقفه، فنفى تهديده بالاستقالة مطلقاً، وقال: "صحيح انه كانت لدي كلمة في اجتماع المكتب السياسي الأخير للحزب وأنا أرفض "البازار" على مبادئنا وأرى اننا نتفاوض على أمور لا طعم لها، لكني لم أهدد بالاستقالة. وفي النهاية ما يقرره المكتب السياسي في الحزب نسير به علماً أني ضد المشاركة في الحكومة".

 

"صوت لبنان": في الأشرفية تجهيزات جديدة وإرسال أقوى

وفي ضبيه شبكة جديدة للبرامج تعدّها... وردة

النهار/منتصف ليل الأول من كانون الاول الفائت، انشطرت "صوت لبنان" وأصبحت صوتين: واحدة في ضبيه (تملكها الشركة العصرية للاعلام برئاسة عماد الخازن) والثانية في الأشرفية (ملك حزب الكتائب). لكن النزاع القضائي ما زال قائماً على ملكية الاسم بين الحزب والشركة. وفي انتظار بت القضاء في النزاع في الاشهر القليلة المقبلة، كيف يبدو الوضع في "صوتي لبنان" في الاشرفية وضبيه؟

في الأشرفية

الاصوات مألوفة لدى الجميع. القسم الاكبر من الصحافيين والعاملين في "صوت لبنان" بقوا في الأشرفية مع "صوت لبنان – صوت الحرية والكرامة" التابعة لحزب الكتائب. برامجها لم تتغير كذلك مواعيد نشراتها الاخبارية، وكأن شيئاً لم يتغيّر، الا ان ارسال الاذاعة ما زال ضعيفاً في بعض المناطق، كما انها تفتقر الى التجهيزات الجديدة في بعض ستوديوهاتها.

يؤكد أحد الزملاء في الاذاعة انه منذ أسبوعين تحسّن الارسال في بيروت "وأصبح لدينا جهاز جديد للارسال، والوضع الى تحسّن بعد نحو 6 أسابيع، اذ ستصل التجهيزات أواسط آذار وسيشعر المستمعون بفارق كبير، وخصوصاً في المناطق اللبنانية، حيث كان الضعف في الارسال أكبر. كما استعنّا بخبير اتصالات لبناني يحدد حالياً خريطة البث والأماكن الواجب تركيب أجهزة ارسال فيها لتقوية البث في المناطق اللبنانية".

ويضيف ان المشكلة الاساسية التي حصلت هي ان الموجة التي تبث عليها "صوت لبنان – صوت الحرية والكرامة"محاصرة ومجالها ضيّق قليلاً وثمة عمل اليوم على تقويتها. ويؤكد آخر ان حزب الكتائب دفع مليوني دولار ثمن الموجة، فهو لن يقبل ألا تتحسن الاذاعة وألا يتمّ العمل على تقوية ارسالها وتغطيتها. "كما ان الاذاعة اثبتت حضورها في ظل هذا الانقسام وأن أخبارها ولقاءاتها تشكّل "خبطات" اذ ان كل المواقع الالكترونية تنقلها مباشرة".

أما بالنسبة الى التجهيزات فيقول أحدهم ان الرئيس أمين الجميل دفع مبلغاً كبيراً من المال لشراء تجهيزات جديدة لتقوية الارسال، وقد استقدمت التجهيزات الجديدة على صعيد التحرير، والستوديو الرقم 1 هو الآن طور التجهيز والتركيب لأنه فكّ كلياً عند انقسام الاذاعة وخلال اسبوعين سيعاد البث منه. "لقد حصلت نفضة جذرية في الاذاعة وهي طلعت من تحت الأرض ومن الردم"، وكأننا عدنا الى ايام عام 1975 ونحن الآن نعيد تجهيزها خطوة خطوة، وفق أحد المديرين في الاذاعة.

لكن ثمة انتقاداً لأن البرامج ما زالت القديمة قبل الانقسام وكذلك الأفكار، يقول أحد الزملاء ان المستمعين اعتادوا على سماع نشرات الاخبار في وقت محدد وعلى البرامج فلا نستطيع اجراء تغيير جذري قبل أن يعتادوا على الاذاعة الجديدة – القديمة. "وهذا الموضوع موقت، ففي أواسط شباط سيحصل تغيير جذري في البرامج من ضمن شبكة برامج حديثة ومتطورة".

وفي ضبيه

في "صوت لبنان" – ضبيه الوضع مختلف. الجميع يسأل أين وردة؟ ولماذا هذا الغياب عن الاذاعة؟ وهل من خلاف بينها وبين رئيس مجلس ادارة "الشركة العصرية للاعلام" عماد الخازن جعلها تترك الاذاعة؟ وردة لم تستقل من الاذاعة ولم تترك. يضحك عماد الخازن عند سماعه هذا السؤال، ثم يقول: "منذ يومين كانت في الاذاعة تضع شبكة جديدة. هي أساساً لم تترك لتعود". مديرية الأخبار يتابعها الخازن شخصياً "وكل شيء يمرّ من خلالي. أما عن الفريق فهو مكتمل". علماً انه يفتقر الى الخبرة ومعظمهم من الجيل الجديد. "ثمة عدد كبير من العاملين من القدماء ويملكون خبرة واسعة"، وفق الخازن، الذي يؤكد ان "صوت لبنان" ما زالت كما هي وكما اعتاد المستمعون عليها، اما الأمر الوحيد الذي تغيّر فهو موقع الاذاعة الجغرافي، ليس أكثر". كما ان تجهيزاتها مكتملة وارسالها جيد، وما من مشكلة في هذا الموضوع.

أما الزميلة وردة فتنفي جملة وتفصيلاً وجود خلاف بينها وبين عماد الخازن، وتؤكد لـ"النهار" ان ثمة "من يحاول زرع الخلاف للوصول الى غايات ما. بل بالعكس عماد الخازن يقدّم لي كل النوايا الحسنة والطيبة"، علماً انها تشدد على "ان عماد محتار ايضاً لماذا لست في ضبيه ولماذا أنا غائبة"، وذلك بعكس ما يقوله الخازن الذي يشدد على انها كانت في الاذاعة منذ أيام قليلة. وردة تؤكد ان ثمة عروضاً كثيرة تقدّم اليها، "لكن الى الآن لم اتخذ القرار، وفي النصف الأول من شهر شباط أكون قد قررت "وأكيد بكون عَ شي هوا".

وتستطرد وردة لتقول انها تتأسف للانقسام الذي حصل، "أنا منذ البدء حاولت اجراء تسوية ما بين الطرفين المتنازعين وثمة من وضعني كأني أواجه حزباً طويلاً عريضاً، وثمة من يتهمني اني سبب الانقسام. لكن منذ أيام اجتمعت مع الفريقين كل على حدة، للكلام على تسوية بشروط جديدة. لكن لا مجال للتسوية في انتظار ان يبتّ القضاء في النزاع". علماً ان ثمة قضية أخرى الى جانب القضايا المرفوعة ما بين الطرفين لناحية الاسم وانتحال الصفة والشعار، هي مسألة الأرشيف الذي أقفل بالشمع الأحمر الآن في انتظار ان يقرر القضاء لمن تعود ملكية أرشيف "صوت لبنان"، علماً انه تمّ الاتفاق على انه قبل العام 1994 تكون ملكية الارشيف للحزب، وبعد هذا التاريخ للشركة العصرية.

ألين فرح     

 

التشكيل بين التحديات الإقليمية والضغوط الداخليـــــة

عون متمســك بباســيل وســلة شروط وحقـــائب

اجتماع لـ"14 آذار" يقيم النتائج والمبادرة قد تتحول ثلاثية

المركزية – على وقع الغليان العربي المتصاعد والخوف من تمدد الثورات الشعبية الى اكثر من بلد عربي، يبدو المشهد اللبناني مستغرقا في مشاورات البحث عن تركيبة حكومية تواجه مطالب الداخل وتحديات الخارج التي لا يختلف اثنان على توصيفها بالخطيرة بعدما بدأت ملامح انتقال عدواها الى اكثر من نظام تسنتفر القادة العرب تحسباً لأي طارئ، حيث نشطت حركة اللقاءات والاتصالات العربية – العربية وسجل في اطارها اليوم اتصال بين الرئيس السوري بشار الاسد وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وعلى رغم تحصن الرئيس المكلف وراء جدران الصمت والكتمان المطبق عما آلت اليه نتائج مشاوراته مع الاطياف السياسية وخصوصا فريق 14 آذار لجهة المشاركة او عدمها واتساع مروحة المطالب من الفريق الآخر الذي ذهبت بعض اطرافه الى تحديد شروط وسقوف عالية لجهة الاصرار على بعض الاسماء التي يفضل الرئيس ميقاتي تحييدها من حكومته، على رغم إعلان الرئيس نبيه بري اليوم من بعبدا تأييده حكومة يشارك فيها جميع الأفرقاء من دون حصص، فإن مصادر في قوى 14 آذار، كشفت لـ"المركزية" عن ان الاتصالات استؤنفت على خط بيت الوسط - بكفيا ومعراب من اجل ترتيب لقاء يجمع قيادات 14 آذار في الايام القليلة المقبلة للتشاور في المبادرة التي طرحها الرئيس امين الجميل ومتابعة الاتصالات التي اجراها كل من جعجع والرئيس الجميل مع الرئيس ميقاتي ذلك ان اتفاقا مسبقا كان تم بين اركان هذه القوى على عقد مثل هذا الاجتماع الذي قد يتوسع لينضم اليه الرئيس فؤاد السنيورة وفي حال كانت الاجواء ايجابية فإن المبادرة في اتجاه الرئيس المكلف تتحول الى ثلاثية بحيث ينضم السنيورة الى جعجع والجميل في زيارة الى الرئيس ميقاتي، وقالت المصادر ان مثل هذه الفكرة مرهونة بإيجابيات قد يكون طرحها الرئيس ميقاتي لم يكشف عنها لا الجميل ولا جعجع حتى هذه اللحظة، اما في حال كانت الاجواء سلبية فإن المبادرة ستنتهي عند هذا الحد. وانه في هذه الحال فإن كل طرف من اطراف الاكثرية سيبادر الى اتخاذ القرار بمفرده.

الكتائب: بدورها قالت مصادر كتائبية لـ"المركزية" ان الكتائب ستلتزم في المبادرة الجماعية لقوى 14 آذار حتى النهاية حتى ولو انفرط عقدها وسيعود للحزب ان يقرر وحده ما اذا كان سيشارك في الحكومة ام لا في ضوء الكثير من المعطيات الداخلية والاقليمية التي تحتم عليه اتخاذ الخيار الذي يراه مناسبا. وقد يدعى المكتب السياسي الى اجتماع استثنائي عند بلوغ هذه المرحلة لتحديد الموقف.

قلق مسيحي: على صعيد آخر، رصدت مصادر في قوى 14 آذار اجواء قلق تكتنف بعض اطراف مسيحيي الاكثرية الجديدة الذين عبّروا عنها صراحة من امكان احتمال التوصل الى اتفاق بين الرئيس ميقاتي وقوى 14 آذار. ولذلك رأت هذه المصادر في المواقف التصعيدية التي اطل بها العماد ميشال عون امس وبعض الاطراف الاخرى ما ينبئ بالقلق عن اي اتفاق قد يصل الى الرئيس ميقاتي، وهو امر انعكس شروطا اضافية على الرئيس المكلف وبات يهدد اي اجتماع مرتقب بينه وبين النائب عون خلال الساعات او الايام المقبلة، ذلك ان حركة الوسطاء كشفت عن مطالب تعجيزية للعماد عون واخرى للوزير سليمان فرنجية الذي يطالب بحقيبتين فيما يطالب العماد عون بـ 5 وزارات على الاقل.

وعلى وقع هذه الاحداث سجل المراقبون انقطاعاً شبه تام للاتصالات بين الرئيس ميقاتي وحزب الله في الساعات القليلة الماضية. ولذلك فهم يترقبون حركة وسطاء تجددت منذ نهار امس مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد تفضي الى لقاء بين الرجلين في الايام القليلة المقبلة.

لا للثلث المعطل: في غضون ذلك، وفيما تنتظر الاكثرية الجديدة انتهاء مشاورات الرئيس المكلف على خط 14 آذار، استبعد مصدر بارز فيها حصول اي تطور ايجابي على صعيد مشاركة هذه القوى، لأن من سيدخل هذه الحكومة عليه الالتزام ببرنامجها السياسي، "وقد كان العماد ميشال عون واضحا جدا امس في هذا الموقف".

وكررت المصادر رفضها اعطاء الثلث المعطل، للفريق الاخير وتحدثت عن ضغوط اميركية وفرنسية وقطرية وتركية على الاكثرية السابقة لدفعها الى المشاركة مع الحصول على هذا الثلث.

وتوقعت الا تبصر الحكومة النور قبل تاريخ 14 شباط ذكرى استشهاد الرئيس سعد الحريري،

الحكومة سريعا: غير أن مصادر أخرى في الاكثرية الجديدة رجحت اعلان التشكيلة الحكومية نهاية الاسبوع مساء السبت او الاحد على ابعد تقدير. واشارت الى رأيين كانا يتجاذبان الرئيس المكلف و8 آذار الاول يقول بضرورة التريث في اعلان الحكومة الى ما بعد الرابع عشر من شباط للحؤول دون تحميلها في اولى خطواتها وانطلاقتها ما قد يرافق المناسبة من مواقف غير ايجابية.

الثاني يقضي بضرورة الاعلان عن التشكيلة عاجلا نظرا للتطورات الواجبة لوجود حكومة سواء المتعلق منها بالمحكمة او ما يجري في مصر وغيرها. وهو ما توافقت عليه قيادات فريق الثامن من آذار ورجحته دمشق وابلغته وفق المصادر الى المعنيين بالأمر واكدت ان الحكومة الجديدة ستكون موسعة وتضم سياسيين و "تكنوقراط" وان هناك بعض الاسماء باتت من الثوابت المتفق عليها في الحكومة العتيدة.

التريث: لكن معلومات اخرى اشارت الى ان الجانب السوري نصح الرئيس المكلف التريث في تشكيل الحكومة وافساح المجال امام المساعي القائمة والاتصالات الجارية محليا وارتقاب التطورات الخارجية في انتظار بلورة الصورة في مصر وبعض العواصم العربية على اثر تظاهرات الاحتجاجات التي انطلقت من تونس، ومعرفة المسار الذي ستسلكه الامور، وما قد يصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

باسيل والا: الى ذلك كشفت مصادر مطلعة لـ"المركزية" أن التيار الوطني الحر أبلغ الى الرئيس المكلف ان العماد ميشال عون يصر على الاسراع في تشكيل الحكومة على ان تكون حكومة متجانسة تعمل وفق مشروع سياسي واحد، بمعنى ان لا مجال للاقلية الحالية في الحكومة الا لمن ترك المشروع السياسي والتحق بمشروع الغالبية الحالية. ولا مجال للمشاركة وفق النسبية او اعطاء الثلث المعطل لقوى 14 آذار. واكد عون ان لديه لائحته سواء بالاسماء او الحقائب وهي غير قابلة للنقاش وبالتالي لا حكومة من دون جبران باسيل على حد ما قالت مصادر سياسية مطلعة.

 

العماد عون التقى سفيري فرنسا والاتحادالاوروبي

بييتون: فرنسا تتمسك باستقرار لبنان واستقلاله

وطنية - 2/2/2011 استقبل النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية سفيرة الإتحاد الأوروبي انجلينا ايخهورست في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في التيار الوطني الحر ميشال دوشادرفيان.

السفير الفرنسي

ثم التقى السفير الفرنسي دوني بييتون الذي قال بعد اللقاء: "لقد التقيت العماد عون، وتحدثنا عن الأوضاع السياسية المحلية والأوضاع الإقليمية التي تحدث في الشرق الأوسط. كما تحدثنا بالطبع عن تشكيل الحكومة. وأود أن أشيد بالحوار الذي يقوم به الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مع افرقاء عدة، وهذا يشكل نقطة إيجابية لأن الحوار يدور في ظروف هادئة ما يسمح للجميع أن يعبر عن وجهة نظره".

وختم: "نحن نعتبر ان الوضع جيد، ولقد ذكرت العماد عون بالموقف الفرنسي الذي يشدد على ان لبنان يجب ان يحترم التزاماته الدولية، كما اننا نتمسك باستقرار لبنان واستقلاله، وهذا هو موقف فرنسا الدائم في الأمس واليوم".

 

صدر عن رئيس التجمع الاميركي الشرق اوسطي للحرية والديمقراطية الدكتور انيس كرم البيان التالي:

ما يجري اليوم في بعض دول العالم من تحركات شعبية واحتجاجات صارخة ضد بعض الانظمة وحكامها امر طبيعي قياسا لمسار هذه الانظمة. وما يجري خاصة في بعض دول المنطقة، بدءا من السودان وصولا الى تونس واليمن ومصر يجيء اعتراضا على نهج تسلطي قمعي للحريات العامة، نظاما ينتهك الديمقراطية بطريقة مقيتة.

وهذه الانظمة التي اهتزت، او تهتز اليوم تحت ضغط الشارع هي نموذج لحاكم مستبد لم يراع ابسط حقوق الانسان. ان شرعة الامم المتحدة تضمن حق الانسان العيش بكرامة وتفرض تامين مستلزمات العيش الحر الكريم.

انما ما جرى ويجري في هذه البلدان لا بد وان تسري مفاعيله ايضا على بعض الانظمة التي ما زالت تعاند هذا التطور الطبيعي للشعوب. وما سوريا الا المثل الصارخ على هذا الواقع فالنظام السوري حافل بانتهاك حقوق الانسان والامثلة لا تعد ولا تحصى. فمن السجون السورية التي تعج بالسجناء السوريين السياسيين لا لسبب الا لان رايهم مغاير لراي الحاكم، اما ما يتعلق بالمجازر والتصفيات فحدث ولا حرج وذكرى مجزرة حماه لم تزل حية في الذاكرة. اما المثل الحي والصارخ ابدا فهو مصير مئات اللبنانيين المغيبين في اقبية السجون السورية والذين ترفض السلطة الحاكمة حتى الاعتراف بوجدوهم وترفض كل مسعى من قبل الهيئات الدولية للكشف على السجون لتبيان مصيرهم.

اما في لبنان فالامر معكوس تماما، اذ ان فائض الحريات الذي يؤمنه النظام اللبناني التعددي، واستغلال فائض الديمقراطية من قبل فئة تلتزم اجندة خارجية اوصل البلد الى واقع مرير. فبحجة الدفاع عن الوطن وتحت ستار المقاومة لاسرائيل وبظل الاحتلال السوري الذي كان جاثما على صدر الوطن تسلح حزب الله. هذا الحزب المرتبط عضويا ودينيا وفقهيا بايران، والذي يعتبر امينه العام نفسه جندي عند ولي الفقيه، استطاع بقوة هذا السلاح السيطرة على الحكم. فبدعم مباشر من النظام السوري، وبتغطية من النائب ميشال عون وفريقه، ارتكب حزب الله المجازر، ليس اقلها ما حدث في السابع من ايار الشهير، وارعب النواب وفي طليعتهم السيد وليد جنبلاط، مما وفر له اكثرية نيابية مزورة. فبالتهديد والوعيد ازاح قوى 14 آذار من الحكم واتى بالسيد نجيب ميقاتي لينفذ له مخططه التسلطي. ان هذه الحكومة التي يسعى الى تاليفها السيد نجيب ميقاتي ستكون من اولى مهماتها التصادم مع المحكمة الخاصة بلبنان وصولا الى عدم التعاون وسحب اعتراف الحكومة اللبنانية بهذه المحكمة.

ان حزب الله، الذي يمثل الامتداد الفكري والديني لولي الفقيه، والذراع العسكري للنظام الايراني، يشكل خطرا مباشرا للنظام التعددي وتهديدا للديمقراطية والحريات في لبنان.

لذا فاننا نطالب فخامة الرئيس ميشال سليمان، المؤتمن على الحريات والمؤسسات الدستورية في لبنان، ونطالب الحكومة الجديدة التي ستشكل بضرورة جمع السلاح من كافة الميليشيات والمنظمات والافراد. اننا نرفض تواجد السلاح خارج المؤسسات الشرعية فللقوى المسلحة وحدها الحق بامتلاك السلاح، ويعود لها وحدها وفي طليعتها الجيش اللبناني حماية المواطنين والدفاع عنهم تجاه اي خطر داخلي او خارجي، وهكذا فقط نستطيع ان نحافظ على وطننا العزيز مؤئلا للحريات والديمقراطية.

2 شباط 2011

الرئيس/الدكتور انيس كرم