المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 29 كانون الأول/2011

إنجيل القديس مرقص 02/13-17/سوع يدعو لاوي

ورجع يسوع إلى شاطئ بحر الجليل. وجاءه جمهور من الناس فأخذ يعلمهم. وبينما هو سائر رأى لاوي بن حلفى جالسا في بيت الجباية. فقال له يسوع: إتبعني! فقام وتبعه. وكان يسوع يأكل في بيت لاوي، فجلس معه ومع تلاميذه كثيرون من الذين تبعوه من جباة الضرائب والخاطئين. فلما رأى بعض معلمي الشريعة من الفريسيـين أنه يأكل مع جباة الضرائب والخاطئين، قالوا لتلاميذه: ما باله يأكل ويشرب مع جباة الضرائب والخاطئين!  فسمع يسوع كلامهم، فقال لهم: لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى. ما جئت لأدعو الصالحين، بل الخاطئين.

 

عناوين النشرة

*مسيحيو الأطراف صامدون في أرضهم وجبل لبنان يباع/جردة بيع الأراضي في 2011 بين سلبيات وإيجابيات والكنائس وحدها لم تُبع.

*شروط 14 آذار لاستكمال الحوار

*فاليرو: المراقبون العرب لم يتمكنوا من التحقق من الوضع على الأرض في حمص 

*سوريا.. وفد المتفرجين العرب/ طارق الحميد /الشرق الأوسط

*المرصد السوري: مقتل 4 جنود وجرح 12 في كمين لمنشقين في درعا

*محادثات ايرانية - روسية للبحث عن بديل لبشار

*واشنطن تتهم دمشق بتصعيد القمع قبيل وصول المراقبين العرب 

*تركيا تنتظر الضوء الأخضر للدخول الى سوريا ومشــروع لإرسال مراقبين دوليين

*مقتل 3 اشخاص في عكار بإطلاق نار من الجانب السوري

*رئيس بلدية البقيعة: البلدة تعرضت لإطلاق نار كثيف مساء أمس من داخل سوريا

*المخابرات السورية تتوغّل في الشمال وتقتل 3

*تظاهرة في وادي خالد تندد بمقتل الشبان الثلاثة وتطالب الجيش بضبط الحدود

*حبيب افرام: لتوضيح ما يجري على الحدود مع سوريا

*نضال طعمة: تصريحات غصن اعطت المبرر للنظام السوري كي يعتدي على لبنان

*عصام عراجي: اتهامات غصن ضد بلدة عرسال كانت مقدمة لتفجيرات دمشق

*وزير البيئة ناظم الخوري: لا يجوز للقوات السورية تطبيق الأمن في الأراضي اللبنانية بدون تنسيق مع لبنان

*خضر حبيب: أهل عكار ليسوا خوارج..ونناشد سليمان وميقاتي حماية أهل عكار

*انفجار في مطعم في صور وصاحبه يؤكد تقديم الكحول ليلة رأس السنة

*امنيون عاينوا مكان الانفجار في صور

*منسق عام تيَّار "المستقبل" في الجنوب ناصر حمود مستنكراً تفجير صور: محاولة لفرض واقع جديد في المدينة

الإتحاد السرياني استنكر تفجير صور ومقتل 3 لبنانيين على الحدود الشمالية في عكار

*عضو كتلة التحرير والتنمية النائب عبدالمجيد صالح: زعزعة الامن في صور لصالح من يخدم اسرائيل واعوانها

*مدينة صور... لبنانية لا إيرانية /مصطفى جحا/موقع القوات

*وفد من فاعليات عرسال زار ميقاتي نافياً وجود "القاعدة" في البلدة

*النائب خالد الضاهر ينفي مقتل مرافقه القومي يتهمه بالإجرام

*قتلى لبنانيون في سورية

*اميل رحمة: كلام البطريرك الأخير عن السلاح هو نفس كلام نصر الله

*الراعي: الإنقسامات مع الاسف دخلت اديارنا وكهنوتنا حتى بتنا مكيالا 14 و8

*ميقاتي التقى ريفي والسفير الفلسطيني مودعا: لا أدلة ثابتة عن "القاعدة" في عرسال والاجهزة ستحمل الخبر اليقين

*احمد الحريري في عشاء ميلادي ل"المستقبل" في جبيل: يدنا ممدودة للجميع على قاعدة "الطائف" وحصرية السلاح

*سليمان فرنجية يحاول إنقاذ غصن من المساءلة

*وزير الخارجية عدنان منصور: لو لم تكن معلومات غصن صحيحة لما أدلى بها.. والجيش السوري صديق وليس عدوًا

*محمد قباني رد على عون: الناس تعرف من يحتاج الى علاج

*نواب العاصمة اجتمعوا اليوم ويلتقون مجددا الخميس المقبل لمتابعة البحث في تفاصيل الحلول لجعل بيروت منزوعة السلاح

*عمار الحوري: للاحتكام الى العقل والقانون والمنطق

*نضال طعمة: للتوقف عن استخدام فزاعة "القاعدة" ومعالجة ملفات الاعتداءات على لبنان في اطار مسؤول

*عون عرض التطورات مع أحمد القطان

*مجلس الوزراء اجتمع في بعبدا وخلوة بين سليمان وميقاتي

*النائب معين المرعبي انتقد وزير الدفاع "لعدم سماع نداءاتنا": نطالب بتوسيع عمل قوات الامم المتحدة ليشمل الحدود الشمالية

*كيف تتسلّل «القاعدة» من عرسال المحاصرة سوريّاً/صبحي منذر ياغي/الجمهورية

*الكونغرس الأميركي قرر معاودة المساعدات العسكرية المقرّرة للبنان/واشنطن - هشام ملحم/النهار

*عائلة طارق الربعة تتهم شركة"ألفا" والقضاء العسكري بإخفاء حقائق تبرئة

*السفير"...ست سنوات على خيار عون الاستراتيجي و"تياره" يسأل عن الكلفة والمردود/تفاهم مار مخايل: ضرورات التعبئة الجماهيرية تفرض المحظورات!

*الشيخ حسن مشيمش: من قيادي في حزب الله إلى عميل/الشيخ نبيل قاووق عرض فيديو إعترافات انتُزِعَت تحت التعذيب في سوريا

*وهاب: التداعيات الإقليمية آتية.. والقرار إتُخذ أن لا تسقط سوريا مهما كلّف الأمر

*مزيد من الالتباس حول تصريحات غصن وهل من تحقيق يُعرض اليوم في مجلس الوزراء؟/سمير منصور/النهار

*زعيم حركة النهضة الاسلامية التونسية راشد الغنوشي، للراي: النظام السوري لا ينتمي إلى وحان وقت رحيله/الراي

* سائلاً العربي: "كيف تعيّن رجلاً على رأس وفد المراقبين يحمل سيرة ذاتية غير مشرّفة؟"

*عضو المجلس الوطني السوري بسام جعارة: المراقبون العرب شهود زور.. والأساس توفير الحماية للمدنيين

*لا تناقض بين الأولويتين السيادية والتمثيلية/شارل جبّور/الجمهورية

*سنة 2011 [2]: بيروت بين العاصفة السورية وتحوّلات بكركي/هيام القصيفي/النهار

*التحذير اللبناني من القاعدة/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*برلمان فرنسا شكراً لكم/كارو قيومجيان/النهار

*الجامعة العربية... تقتلنا/المحامي عبد الحميد الأحدب

*تبلغ شظاياه لبنان وتصيب "حزب الله" بتداعيات قاتلة/مصادر غربية: سورية على موعد مع زلزال أمني يقلب الأوضاع/حميد غريافي/السياسة

*من جريدة السياسة مقابلة مع النائب السابق سمير فرنجية/السياسة

*المخابرات السورية وفبركة السيناريوهات الإرهابية/داود البصري/السياسة

*سقوط جمهورية الخوف السورية/د. عبدالعظيم محمود حنفي/السياسة

*ثورة سوريا ومحيطها الإقليمي/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

مسيحيو الأطراف صامدون في أرضهم وجبل لبنان يباع/جردة بيع الأراضي في 2011 بين سلبيات وإيجابيات والكنائس وحدها لم تُبع.

بيار عطاالله/النهار

ينقل احد الناشطين في مواجهة عمليات بيع الاراضي عن مرجع روحي مسيحي كبير مرارته من مسؤولين ووزراء ونواب مسيحيين وقوله إنه "لو كان نصف هؤلاء مسيحيين حقيقيين لما ارتضوا ان تحصل هذه الامور وبادروا الى التصدي لها بكل الوسائل القانونية والادبية ومنع الفرز السكاني وتغيير وجه لبنان(...)". كلام هذا المرجع الكبير لا يختلف ابداً عن موقف الذي اعلنه متروبوليت عكار للروم الارثوذكس باسيليوس منصور قبل مدة مختصره "ان لا شرف لمن يبيع ارضه".

سنة جديدة مرت على عملية تغيير وجه لبنان من وطن تعددي متنوع تعيش فيه مختلف الطوائف في سلام ووئام، الى وطن احادي اللون والتوجه نتيجة لعمليات شراء الاراضي المستمرة في نهج يشبه الحركة الصهيونية في شراء الاراضي من الفلسطينيين بالترغيب وشراء الضمائر والنفوس والعملة الخضراء. وقد اضاف اليها القانونيون العاملون على هذا الملف عمليات وضع اليد على اراضي المسيحيين كما جرى في بلدة القاع في البقاع الشمالي حيث وضعت على الآلاف الدونمات بدون وجه حق او مبرر قانوني، ومنع الاهالي من الاستثمار فيها او حتى استعمال مصادر المياه. او كما يجري في جزين حيث وضعت اليد على 1,300,000 متر مربع في منطقة جبل الريحان بذرائع عدة بدون ان يكلف نواب جزين انفسهم عناء التحرك، وكما يجري في بلدة حوارة الضنية التي يُمنع اهلها المسيحيون من العودة اليها واستعادة 25 مليون متر مربع من الاراضي نتيجة تواطؤ بين نظام الوصاية السورية والمتعاملين معه قبل العام 2005، وكذلك تواطؤ حالياً بين قادة مسيحيين في قوى 14 اذار ونواب في تلك الناحية وخشية خسارة اصوات انتخابية.

إذاً، لم تهدأ الهجمة على تغيير وجه لبنان خلال 2011 واصبحت تختصر في عناوين اهمها ان الفقراء لا يبيعون ارضهم بل الاثرياء، وخير نموذج عنهم تاجر مجوهرات كبير باع غالبية اراضي الدلهمية الى مجموعة شيعية وغيّر وجه منطقة اقليم الخروب، ثم تلاه اثرياء من عائلة مرموقة في الدبية قبل مدة قصيرة جداً عندما باعوا 200 الف متر مربع الى مجموعة شيعية. اما العنوان الثاني في ظاهرة بيع الاراضي فهو ما يقوم به قسم من المغتربين خصوصاً في اوروبا والاميركيتين والذين يعاني قسم لا بأس به العوز والفقر فيعودون الى مسقط رأسهم في لبنان لبيع ما يملكون من العقارات.

عاصية على البيع

في مقابل هذه الصورة المتشائمة، مناطق عدة يرفض أصحابها المسيحيون بيع الاراضي ويتضامن معهم جيرانهم في الحياة الواحدة واصبح ممكناً الكلام على مناطق عاصية على هجمة التغيير الديموغرافي، منها منطقة دير الاحمر التي لا تزال صامدة ويتحرك اهاليها المسيحيون لشراء الاراضي المعروضة، وكذلك زحلة والبقاع حيث خفت عمليات البيع كثيراً، وايضاً مناطق في عكار حيث نجحت الكنائس والقوى الاهلية في لجم عمليات البيع وخفض نسبتها والابرز في عكار اخيراً كان تسجيل بيع بضعة منازل الى غير المسيحيين في بلدة رحبة. في البترون ايضاً تسجل نسبة بيوع متدنية وكذلك في اقصى الجنوب في عين ابل ورميش والقليعة ومحيطها. اما في جزين وبرغم وضع اليد على الاراضي في جبل الريحان فيسجل انخفاض في نسبة عمليات البيع خصوصاً بعد توقف المفاوضات على بيع  5,750,000 متر مربع بين آل اندراوس ومجموعة من المتمولين الشيعة في صفقة كان حجمها 50 مليون دولار اميركي على رغم مبادرة "الهيئة الايرانية" الى شق طرق فيها. والمفارقة في جزين على ما تشير المعلومات المتراكمة، بروز عروض عدة للبيع من عدد من مالكي العقارات السنة الى الطوائف الاخرى.

علامات استفهام

هذا في الايجابيات اما في السلبيات فالعناوين كثيرة ومعها علامات استفهام كبيرة، تبدأ من املاك الكنيسة المارونية المصادرة في اعالي جبيل في لاسا، والتي انتهت الامور فيها الى اجتماعات عدة لدى القاضي العقاري. لكن المفارقة ان الجميع ينتظرون قرار وزير الداخلية مروان شربل للبدء باعمال المساحة والتحديد والتي يفترض ان تتم بحماية قوى الامن والشكاوى اصبحت علنية في اوساط الكنيسة عن مغزى هذا التأخير واسبابه.  أما منطقة الحدت فهي محاصرة بين عمليتين "استراتيجيتين" لشراء الاراضي ستؤديان في حال انجازهما الى تحول ديموغرافي نهائي في منطقة بعبدا: الاولى في منطقة الوروار لم تنته المفاوضات في شأنها حتى اليوم على رغم تدخل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون شخصياً وتكليفه النائب آلان عون السعي الى حل المسألة التي توليها الكنيسة المارونية والرابطة المارونية وكل المسيحيين عناية خاصة، نظراً الى دقة الملف وحساسيته المذهبية والطائفية والديموغرافية. والعملية الثانية، هي تلة مار مطانيوس عند مدخل الحدت الشمالي والتي لم تحسم حتى اليوم طبيعة ما يجري فيها وعليها من مفاوضات وكلام و "مؤامرات"، وربما يحتاج الامر الى تدخل العماد عون شخصياً لتقويم الامور ومنع التغيير الاجتماعي في ساحل بعبدا. في المتن انتهت الضجة الاعلامية التي اثيرت حول عملية بيع العقارات الضخمة من ج. ابو جودة الى "المؤسسة الاسلامية للتربية" التابعة لـ "حزب الله"، الى لا شيء سوى بدء مشروع الاعمار في تلك العقارات ورغبة ج. ابو جودة في الترشح للانتخابات النيابية. ويقال في ساحل المتن انه لن يمر وقت طويل قبل ان تصبح المنطقة الممتدة من النبعة الى سد البوشرية والزعيترة ورويسات الجديدة ذات لون طائفي غير مسيحي.

كسروان والكورة وزغرتا انتهت

تدنى معدل بيع الاراضي في كسروان وليس لانخفاض الطلب، او لصحوة وطنية مفاجئة لدى بعضهم بل لأنه لم يتبقَ هناك اي شيء للبيع، وفي احصاءات الرابطة المارونية ان نسبة كبيرة من اراضي كفرذبيان وميروبا وحراجل والمناطق المحيطة بها اصبحت ملكاً للمتمولين الخليجيين واللبنانيين غير المسيحيين، في حين تضع قوى حزبية مسلحة يدها على جرود كسروان. اما في ساحل الكورة فسجل بيع 1٫800٫000 متر مربع لغير المسيحيين، ولولا بلدات أنفة وشكا ومحيطها والكنائس والاديرة القائمة هناك لما بقي للحضور المسيحي اثر هناك.

وفي قرى الزهراني وبلداته وساحل جزين لم يبقَ شيء للبيع سوى الكنائس والاديرة وأملاك بعض من يرفضون البيع حباً بأرضهم. ويقول عضو الرابطة المارونية طلال الدويهي، ان ما يجري مزيج من عمليات تبييض الاموال وغسلها وتراخي الدولة وصمتها وتواطئها بدل أن تتدخل من خلال سن قوانين "الشفعة" وتكليف الاجهزة الامنية مراقبة البيوعات الكبرى والتصدي لخطرها على العيش المشترك ولبنان في ذاته. لسؤال ماذا سيتبقى في جردة 2012؟

 

شروط 14 آذار لاستكمال الحوار

يقال نت/  كشف مصدر قيادي في قوى 14 آذار لـ"الجمهورية" أن كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن الحوار هو قيد التداول والتشاور داخل هذه القوى من زاوية الاستعداد الدائم للحوار، وهي منفتحة على مناقشة كل الأفكار والآليات انطلاقا من الشروط الآتية:

أولا: أن يكون الحوار تحت مظلة الدولة وشروطها وسيادتها على كامل أراضيها وامتلاكها حصرية السلاح.

ثانيا: التزام قوى 8 آذار الواضح بتطبيق المقررات السابقة التي تم الاتفاق حولها.

ثالثا: الالتزام مجددا بالمحكمة الدولية وتمويلها وبروتوكول تجديدها واعتبارها وسيلة أساسية لتحقيق العدالة، خصوصا بعد الانقلاب على مقررات الحوار من باب المحكمة واعتبارها إسرائيلية وأميركية.

رابعا: رفض التجاوب مع أي دعوة في حال استثنائها سلاح "حزب الله" الذي يشكل العامل الأساسي في تغييب الدولة اللبنانية.

خامسا: طرح الاستراتيجية الدفاعية انطلاقا من اتفاق الطائف والشرعية العربية والقرارات الدولية وفي طليعتها القرار 1701.

ورأى القيادي أن "الكلام عن وجود سلاحين هو كلام قديم ومن الماضي، فالحوار مطلوب ولكن بشروط الدولة، خصوصا أن لبنان دخل أو على وشك الدخول في مرحلة جديدة بعد سقوط النظام السوري، ومن غير المسموح في هذه المرحلة الانتقالية تكريس معادلات تمنح قوى الأمر الواقع مشروعية عجزت عن فرضها بقوة السلاح، وبالتالي تحت عنوان الدولة وفي إطارها لا مشكلة في بحث السلاح من بيروت إلى سائر المناطق اللبنانية، كما وضع جدول زمني يصار خلاله إلى تسليم "حزب الله" لسلاحه".

 

فاليرو: المراقبون العرب لم يتمكنوا من التحقق من الوضع على الأرض في حمص 

أعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، خلال مؤتمر صحافي، أنّ "الزيارة القصيرة للمراقبين العرب في سوريا لم تسمح لهم بالتحقق من الوضع على الارض في حمص، ولم يحل وجودهم دون مواصلة حملة القمع الدامية في هذه المدينة حيث تم قمع تظاهرات حاشدة بالقوة ما اوقع حوالي عشرة قتلى". (أ.ف.ب.)

 

سوريا.. وفد المتفرجين العرب

 طارق الحميد /الشرق الأوسط

نخدع أنفسنا، والسوريين، عندما نردد في وسائل إعلامنا عبارة «وفد المراقبين العرب»؛ فهم ليسوا كذلك؛ بل إنهم وفد المتفرجين العرب، الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا يمكن أن يرجى من زيارتهم إلى سوريا شيء يذكر، غير إعطاء الفرص للنظام الأسدي لينكل بالشعب الأعزل. فمنذ وصول وفد المتفرجين العرب إلى سوريا وعدد القتلى السوريين على يد آلة القتل الأسدية في ازدياد، ومعاناة السوريين في تصاعد، وكذب النظام الأسدي لا ينتهي. وأكبر كذبة هي مسرحية التفجيرات الهزلية بدمشق التي نسبت لتنظيم القاعدة تارة، ولحركة الإخوان المسلمين السورية تارة أخرى. لذا فإن وفد المتفرجين العرب، ومع الاحترام لكل أعضائه، ليس له قيمة تذكر؛ فحمص تحت حصار دامٍ، وقمع لم يقم به حتى الإسرائيليون بحق الفلسطينيين، أو غيرهم من العرب؛ ففي حرب لبنان 2006، مثلا، هبَّ العالم لإيقاف الآلة العسكرية الإسرائيلية، ونجح، خلال أشهر قليلة لم تتجاوز الثلاثة أشهر، كما هبَّ العالم لإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية بغزة، وأوقفت في فترة محدودة، بينما نجد أن قوات بشار الأسد تعربد بحق السوريين لمدة قاربت عشرة أشهر، أو أكثر، هذا ناهيك عن تدمير المساجد، وهدم المنازل، وقتل الشيوخ والنساء والأطفال، وبشكل لم تفعله حتى إسرائيل بحق الفلسطينيين، أو أي من العرب. فهل يمكن بعد ذلك كله الوثوق بوفد المتفرجين العرب، أو حتى بالجامعة العربية نفسها؟ الإجابة بكل بساطة هي: لا! فقد سبق أن قال الشيخ حمد بن جاسم إن سوريا على مشارف نهاية الطريق، ثم قال إنها تقترب من التدويل، وقبل ذلك كله قال بن جاسم للأسد إنه لا مجال للف والدوران، إلا أن تصريحات قطر لم تكن إلا كلاما لا يسمن ولا يغني من جوع، وعكس ما تم حيال ليبيا، بل أقل من الموقف القطري تجاه اليمن، وعلي عبد الله صالح؛ حيث انسحبت قطر من المبادرة الخليجية لأن صالح كان قد سوَّف وماطل فيها، قبل أن يوقِّع في السعودية. اليوم نجد النظام الأسدي في سوريا يسوِّف، ويماطل، ويكذب، ويقتل، ويعيث في الأرض فسادا، ولا موقف قطريا واضحا، وليس القصد هنا تسجيل نقاط سياسية تجاه الدوحة، بل لأن قطر هي من يترأس اللجنة العربية المعنية في سوريا، كما لا نلمس موقفا عربيا واضحا أيضا، عدا عن لعبة المتفرجين العرب، الذين لم يبدأوا زيارتهم إلى سوريا بمدينة حمص التي تئن تحت قصف المدافع الأسدية، هذا ناهيك عن باقي المناطق السورية الأخرى التي تعربد بها آلة القتل الأسدية، بل دشنوا رحلة الفرجة بدمشق، وزيارة التفجيرات المهزلة.وعليه.. فإذا لم يتحرك العرب لنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن، أو إعلان فشلهم، وفشل المبادرة العربية الفاشلة أصلا، فإنهم ليسوا إلا طرفا مشاركا بمعاناة العزل السوريين، وسببا لما ستؤول إليه الأمور بسوريا؛ فالساكت عن الحق شيطان أخرس، والجامعة، ووفدها في سوريا، ليسوا إلا متفرجين، وسببا في إطالة عمر الأزمة السورية؛ حيث يمنحون النظام الأسدي فرصة تلو الأخرى لقتل السوريين العزل. (الشرق الاوسط)

 

المرصد السوري: مقتل 4 جنود وجرح 12 في كمين لمنشقين في درعا

ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن أربعة جنود سوريين قتلوا وجرح 12 آخرون في كمين نصبته صباح اليوم الاربعاء "مجموعة منشقة" لقافلة للجيش وقوات الامن في محافظ درعا جنوب سوريا.

وقال المرصد في بيان تسلمت وكالة "فرانس برس" نسخة منه أن "أربعة جنود على الأقل قتلوا وجرح 12 اخرون إثر كمين نفذته مجموعات منشقة لقافلة عسكرية أمنية مشتركة على الطريق بين بلدة خربة غزالة ومدينة داعل" في محافظة درعا. وتحدث المرصد مرات عدة عن مواجهات بين الجيش النظامي ومنشقين في الأسابيع الأخيرة خصوصا في ادلب وحمص ودرعا. وكان رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية محمد احمد مصطفى الدابي قد صرح لوكالة "فرانس برس" أن مراقبي الجامعة العربية سينتشرون اعتبارا من مساء الاربعاء في درعا وادلب وحماة. وقال الفريق السوداني "اعتبارا من مساء اليوم (الاربعاء) وفجر الخميس سينتشر المراقبون في ادلب وحماة ودرعا وفي شريط محيط بدمشق بعرض بين خمسين وثمانين كيلومتراً". وأضاف "نحن الآن في طريقنا الى حمص لمعالجة بعض النواحي الادارية مع الثوار"، مؤكداً أن مهمة المراقبين تأتي "من أجل استقرار وأمن المنطقة". وبدأ مراقبو الجامعة العربية الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين الف شخص، جابهتها قوات الأمن السورية بالرصاص ما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص على الاقل في المدينة. وقال الدابي ان "16 مراقباً اضافياص وصلوا وسنواصل مع الجامعة لدفع المجموعات الاخرى خطوة خطوة حتى يتم تغطية كل سوريا". *وكالة الصحافة الفرنسية. .

 

محادثات ايرانية - روسية للبحث عن بديل لبشار

 قالت "الشرق" : أكدت مصادر إيرانية مطلعة أن زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان الى موسكو والتي بدأت اول من أمس، جاءت في إطار تقييم شامل تجريه طهران لمعرفة ما إذا كان بالإمكان البحث عن بديل للرئيس السوري الحالي بشار الأسد، مع الحفاظ على النظام بما يضمن مصالح إيران وروسيا ونفوذ كل منهما في المنطقة، فيما حمّل عبد اللهيان أطرافا خارجية مسؤولية ما يجري في سوريا. وكانت طهران أوفدت منتصف الشهر الجاري عدة مبعوثين الى دول مؤثرة في الأزمة السورية بأمر مباشر من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، منهم الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي الى موسكو لبحث الأزمة السورية وإمكانية حلها من دون الإصرار على بقاء الرئيس بشار في السلطة. وذكرت المصادر أن جولة الموفدين الإيرانيين تلك أسفرت عن اتفاق "إرسال فريق المراقبين الى سوريا" بعد أن كاد يتعثر. وتخشى طهران من وصول الأزمة السورية الى طريق مسدود قد يفضي الى تدخل عسكري خارجي، يقيد ويخنق نفوذها في المنطقة، ويمهد الطريق لتدخل مباشر في إيران على خلفية تعثر الحل السياسي لملفها النووي المثير للجدل. وتقول طهران إن الأزمة السورية الحالية ناجمة عن التحريض الذي تقوم به بعض الدول الأجنبية، محملة الأطراف الخارجية مسؤولية ما سماها عبد اللهيان إثارة الاضطرابات في سوريا. وفي مؤتمر صحافي له الاثنين خلال زيارته للعاصمة الروسية موسكو، أشار عبد اللهيان إلى أن بعض القوى الخارجية تسعى لتغيير الأوضاع في سوريا بما يصب في مصلحتها، مجددا دعم إيران الكامل لسوريا شعبا وحكومة في مواجهة الحملة التي تتعرض لها حاليا.

وقارن مساعد وزير الخارجية الإيراني موجة الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الفترة الأخيرة ضد الأنظمة الحاكمة، بالثورة الإسلامية في إيران عام 1979 ضد النظام الملكي الحاكم آنذاك، مضيفا أن "الربيع العربي بدأ قبل 32 عاما من إيران".

 

واشنطن تتهم دمشق بتصعيد القمع قبيل وصول المراقبين العرب 

إتهمت الولايات المتحدة اليوم النظام السوري بأنه "قام بتصعيد أعمال القمع قبيل وصول مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا". وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن "النظام (السوري) استغل الأيام الأخيرة لتكثيف هجماته على بعض أحياء مدينة حمص ومدن أخرى قبل وصول مراقبي الجامعة العربية المكلفين مراقبة الوضع الميداني في سوريا في إطار مبادرة الجامعة العربية".(أ.ف.ب.)

 

تركيا تنتظر الضوء الأخضر للدخول الى سوريا ومشــروع لإرسال مراقبين دوليين

الجمهورية/قدت في نيويورك بعد ظهر أمس جلسة خاصة حول الوضع في سوريا على مستوى الخبراء في مجلس الامن الدولي بطلب من الدول الغربية. ونقل مراسل «الجمهورية» في واشنطن عن مصادر ديبلوماسية في المجلس، انه جرت مناقشة مشروع القرار الروسي والتعديلات الغربية عليه. وقالت المصادر إن الدول الغربية في مجلس الأمن ستقدم مشروع قرار يعتبر جديدا لأنه يتضمن الدعوة الى إرسال مراقبين دوليين الى سوريا، وضمان الوصول الحر للإعلام والبعثات الإنسانية والوقف الفوري للعنف وتطبيق انتقال سلمي للسلطة. وأوضحت المصادر أن ما وصفته بالتلكؤ الروسي في تسريع وتيرة المفاوضات، دفعَ الدول الغربية الى صياغة تعديلاتها في مشروع قرار جديد». وشددت المصادر نفسها على ضرورة وصول بعثة المراقبين العرب الى كل المناطق في سوريا وفي مدينة حمص، بما فيها حي بابا عمرو، وأن تكون قادرة على التحرك بحرية واستطلاع الوضع الميداني بكل استقلالية، وأن توقف العنفافاد مراسل "الجمهورية" من موسكو ان روسيا تقف الى جانب الجامعة العربية في الملف السوري، وانها تشجع اعتماد النموذج اليمني كحلّ، اذا ما تمكنت الجامعة من التوصل اليه، كما كشف ان موسكو عرضت على القيادة السورية سرا، مشروع حل يقضي بانتقال سلمي وطوعي للسلطة مع توفير كل الضمانات للرئيس بشار الاسد، اذا ما قبل التنحّي والخروج من سوريا.

 

مقتل 3 اشخاص في عكار بإطلاق نار من الجانب السوري

وطنية - 27/12/2011 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار منذر المرعبي أن عيارات نارية أطلقت مساء اليوم، من الجانب السوري إلى الجانب اللبناني، في منطقة المقيبلة، في وادي خالد في عكار، مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص داخل سيارتهم. ونقلوا إلى مستشفى سيدة السلام في القبيات. وهم : ماهر علي زيد من بلدة المجدل اللبنانية وكاسر حسين ازيد وشقيقه احمد وهما لبنانيين ويقيمان في قرية هيت السورية.

 

رئيس بلدية البقيعة: البلدة تعرضت لإطلاق نار كثيف مساء أمس من داخل سوريا

أكّد رئيس بلدية البقيعة رامي خزعل في حديث إلى "الجمهورية" أنّ "البلدة تعرّضت لإطلاق نار كثيف مساء أمس، من داخل الأراضي السوريّة، ما أدّى الى قتل ثلاثة مدنيّين لبنانيّين"، موضحا أنّ "القتلى كانوا داخل البلدة وليس على المعبر"، لافتاً إلى أنّ "إحدى السيّارات كانت متوقّفة أمام منزل مالكها وقد تعرّضت لرصاص كثيف من الأراضي السوريّة لم تُعرَف أسبابه.

 

المخابرات السورية تتوغّل في الشمال وتقتل 3

 كتبت "النهار" تقول ، بينما انشغل المسؤولون برواية "القاعدة" على الحدود الشرقية والتي أطلقها وزير الدفاع فايز غصن، انهمر رصاص المخابرات السورية بعد توغلها في الاراضي اللبنانية مساء أمس ليقتل ثلاثة لبنانيين على الحدود الشمالية في وادي خالد. وهكـــذا انجلى المشهد الكلامي الذي أثاره وزير الدفاع عن تطور ميداني سالت فيه الدماء، مما يطرح اسئلة عن الاجراءات الرسمية التي ستتخذ في مواجهة هذه الاحداث، خصوصا ان موضوع كلام غصن المثير للجدل عن بلدة عرسال الحدودية في البقاع الشمالي سيأخذ طريقه الى المناقشة في جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا بعدما سمع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من وفد البلدة أمس معطيات مغايرة كليا لطروحات وزير الدفاع. وفي التفاصيل علمت "النهار" ان عناصر من المخابرات السورية توغلت في الاراضي اللبنانية في خراج بلدة المقيبلة بوادي خالد وأطلقت النار على سيارة مدنية في داخلها ثلاثة أشخاص فأردتهم. والقتلى هم: كاسر حسين الزيت وشقيقه احمد لبنانيان من سكان الهيت السورية وابن عمهما ماهر علي الزيت من سكان المجدل بوادي خالد. وكانت مصادر حدودية أبلغت "النهار" في وقت سابق أن اطلاق نار من الاراضي السورية سجل عند التاسعة مساء امس في اتجاه سيارة "مرسيدس - 300" بيضاء في داخلها ثلاثة أشخاص على معبر البني غير الشرعي في النهر الكبير بخراج المقيبلة بوادي خالد. وقد سارع الجيش الى اتخاذ تدابير أمنية مشددة من أجل السيطرة على الموقف وسحب جثث القتلى الثلاثة من السيارة. الى ذلك، علم ان الطفل يحيى سويد قتل أمس في مدينة القصير السورية المجاورة للحدود الشمالية مع لبنان خلال التظاهرات التي سارت مساء أمس هناك.

وفيما ينتظر ان يتطرق مجلس الوزراء الى هذا التطور الميداني في جلسته المقرر عقدها في الحادية عشرة قبل الظهر برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، تبلغ المسؤولون رسالة حادة من "كتلة المستقبل" التي وصفت في بيانها امس ما صدر عن وزير الدفاع في شأن بلدة عرسال بأنه "كلام خطير ومريب". وقد استبق الرئيس سليمان الجلسة بالاعلان أمام كل من وزيري الدفاع غصن والداخلية مروان شربل اللذين يتباينان حيال رواية "القاعدة"، ان "التصدي للارهاب ومكافحته هما من المهمات التي لا تقل أهمية عن واجب الدفاع" لدى الجيش. وكان الوزيران زارا ومجالس قيادات الجيش والمؤسسات الامنية قصر بعبدا للتهنئة بالاعياد.

الى هذا العنوان، يتضمن جدول اعمال الجلسة 27 بندا عاديا، وستتخللها كلمتان لسليمان وميقاتي وتليها مأدبة غداء يقيمها رئيس الجمهورية للحكومة.

واستبعدت مصادر وزارية لـ"النهار" ان يتبلغ مجلس الوزراء مطالعة مجلس شورى الدولة في القرار الثالث الصادر عن الحكومة لتصحيح الاجور. وعليه، فان اتخاذ مجلس الوزراء موقفاً سواء بنشر القرار اذا وافق عليه مجلس الشورى او باعادة صوغه اذا سجل الاخير ملاحظات عليه، مؤجل الى السنة المقبلة.

لكن ما استرعى الانتباه أمس هو لقاء الرئيس سليمان وفداً من الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار الذي اكد رفض الهيئات القرار الاخير لمجلس الوزراء في شأن الاجور متمنيا على رئيس الجمهورية "المساعدة في حل الموضوع والعودة الى الاتفاق الذي تم بين طرفي الانتاج". وابلغ عضو الوفد رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير "النهار" انه طلب من الرئيس سليمان "الا يوقع المرسوم الجديد اذا ما قرر مجلس الشورى اجازته لانه بذلك يوقع مرسوم انهيار اقتصاد لبنان". واضاف ان هذا الموقف سيبلغ خلال 48 ساعة الى الرئيس ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري "من اجل الرجوع عن خطأ المرسوم الاخير وهذا يمثل فضيلة لمصلحة اقتصاد لبنان". وافاد ان الرئيس سليمان كان "متفهما ومقدرا خطورة الامر".

واوضح ان الهيئات الاقتصادية طلبت من كل مؤسسات القطاع الخاص الشروع في تطبيق الاتفاق الموقع بينها وبين الاتحاد العمالي العام قبل ان يطيحه التصويت السياسي في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء وسيبدأ تنفيذ هذا الاتفاق اعتبارا من مطلع السنة الجديدة.

وفيما يغيب ملف النفط عن جلسة مجلس الوزراء اليوم، حضر امس في اللقاء الذي جمع بري وميقاتي في عين التينة، حيث وصفت مصادر رئيس مجلس النواب اللقاء بانه كان جيدا. وستجتمع غدا هيئة وزارية وخبراء لاعداد المراسيم بصورة نهائية تمهيدا لعرضها على اول جلسة لمجلس الوزراء بعد الاعياد.

في غضون ذلك، واصل وفد نواب بيروت امس تحركه في اطار مشروع نزع السلاح غير الشرعي من بيروت الكبرى التي تمتد من خلدة الى نهر الكلب. وهو بعد لقائه الرئيس سليمان زار امس الرئيس بري. وقال النائب نهاد المشنوق لـ"النهار" ان الرئيس بري كان "متعاونا"، مشيرا الى ان نائب حركة "امل" عن بيروت هاني قبيسي كان مشاركاً في اللقاء واوضح ان الرئيس سليمان ابدى سابقا حماسة لهذا التحرك وابلغ الوفد الذي زاره انه ينتظر اتصالات الوفد مع الرئيس بري وميقاتي لمتابعة الامر. وتعني بيروت الكبرى توسيع مروحة الاتصالات لتشمل نواب جبل لبنان والضاحية الجنوبية بما في ذلك نواب "حزب الله" وذلك من اجل "ايجاد منطقة عازلة عن الفتنة المذهبية". وسيجتمع نواب العاصمة العاشرة صباح اليوم في مجلس النواب من اجل جوجلة الاتصالات ورسم خطة التحرك المقبلة.

 

تظاهرة في وادي خالد تندد بمقتل الشبان الثلاثة وتطالب الجيش بضبط الحدود

ذكرت قناة "mtv" أن عدداً من الشبان نظموا تظاهرة في منطقة وادي خالد بالشمال رفعت شعارات منددة بدخول دورية سورية الى وادي خالد وقتلها ثلاثة شبان، وبالخروقات السورية المتكررة من قبل الجيش السوري للاراضي اللبنانية، مطلقين هتافات ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت مراسلة المحطة إلى أن هناك احتقاناً يسود منطقة وادي خالد، ويطالب الأهالي الجيش اللبناني بضبط الحدود لئلا يحدث ما لا  يحمد عقباه.

 

حبيب افرام: لتوضيح ما يجري على الحدود مع سوريا

 وطنية - 28/12/2011 إستنكر رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، في تصريح اليوم، "كل تعد على الحريات العامة في لبنان"، واصفا التفجير الذي طال مطعما في صور بأنه نتيجة "عقل كافر بكل القيم، وهو بشكل ما قريب من تنظيم "بوكو حرام" في نيجيريا، والطالبان في افغانستان، والقاعدة في المنطقة". وطالب افرام الأجهزة الأمنية "ولو لمرة ان توقف، ليس فقط من ينفذ هذه الأعمال الاجرامية المضرة بسمعة لبنان وأمنه، بل أيضا من يقف وراءهم من محرضين". ودعا الدولة الى "سياسة واضحة صريحة علنية في كل ما يجري على حدودها مع سوريا"، معتبرا "ان مقتل ثلاثة لبنانيين مرفوض بكل الاعتبارات، والدولة مسؤولة عن الاجابة عما حصل، فكل لبناني وأمنه أمانة في عنق دولة يبدو انها لا تريد ان تكون دولة

 

نضال طعمة: تصريحات غصن اعطت المبرر للنظام السوري كي يعتدي على لبنان

علق عضو "المستقبل" النائب نضال طعمة، على مقتل ثلاثة لبنانيين برصاص الجنود السوريين في وادي خالد أمس، فلفت إلى أنها "ليست المرة الاولى التي تُنتهك فيها الحدود اللبنانية، ولن نقبل بعد اليوم ان تُستباح منطقة عكار"، مطالباً الجيش اللبناني "برد هذه الاعتداءات عنا".طعمة وفي مداخلة عبر قناة "اخبار المستقبل" اعتبر أن تصريحات وزير الدفاع فايز غصن "اعطت المبرر للنظام السوري كي يعتدي على لبنان"، داعياً إلى "وقف استخدام فزاعة تنظيم (القاعدة)". ونوه طعمة بمواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان في هذا المجال، ولاسيما خلال زيارته البطريركية المارونية في بكركي خلال عيد الميلاد، مطالباً إياه "باستدعاء السفير السوري في لبنان (علي عبدالكريم علي على خلفية مقتل ثلاثة لبنانيين في عكار ) لشجب هذا الاعتداء واستنكاره، أو تقديم شكوى إلى مجلس الامن". 

(رصد NOW Lebanon)

 

عصام عراجي: اتهامات غصن ضد بلدة عرسال كانت مقدمة لتفجيرات دمشق

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي أن "اتهامات وزير الدفاع فايز غصن حول تسلل عناصر من تنظيم "القاعدة" من بلدة عرسال إلى سوريا باطلة، ولا تستند إلى أي أدلة"، لافتاً إلى "أن كلام وزير الداخلية مروان شربل الأخير هو أكبر دليل على عدم وجود قاعدة في لبنان".عراجي وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان ـ 93.3" اعتبر "أن هذه الاتهامات سيقت ضد عرسال وكانت مقدمة لتفجيرات حصلت في سوريا واتهمت القاعدة"، واضعاً هذه الاتهامات في "سياق الغمز من قناة أن عرسال مأوى للارهابيين".ودعا عراجي الوزير غصن إلى "تقديم الأدلة في حال وجدت، لكي يتم تقديم أي متورط الى العدالة"، لافتاً أن "كلام رئيس بلدية عرسال (علي الحجيري) كان واضحاً في هذا الشأن"، ومطالباً "الجيش اللبناني الانتشار على كامل الحدود اللبنانية لتحصينها وحماية أهل عرسال".

(الوطنية للاعلام)

 

وزير البيئة ناظم الخوري: لا يجوز للقوات السورية تطبيق الأمن في الأراضي اللبنانية بدون تنسيق مع لبنان

أسف وزير البيئة ناظم الخوري لمقتل ثلاثة لبنانيين على الحدود الشمالية (في عكار) على أيدي القوات السورية واعتبر أن " العبرة من هذا الموضوع هو تكثيف التنسيق الامني بين السلطات اللبنانية والسورية وضبط الحدود". مؤكداً أن "هذا الشيء يتكرر وهذا امر ليس بالجيد".ورأى الخوري في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 100.5" أنه "لا يجوز للقوات السورية ان تدخل وتطبق الامن داخل الاراضي اللبنانية من دون التنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية". ورداً على سؤال عن الوضع الحكومي والتناقضات التي تعيشها الحكومة قال "ليس للحكومة نظرة مشتركة للأمور بل كل وزير يأتي بمشروعه ويمرره بالحكومة ليعود ويتصرف كما يشاء". وعن دعوة رئيس الجمهورية إلى الحوار أوضح الخوري "لا املك الجواب إن كانت الامور قد نضجت أم لا حول هذا الموضوع، ولكن هناك ضرورة للحوار، وأتمنى في السنة الجديدة ان تلتقي القيادات اللبنانية لان هناك اموراً خطيرة تحصل في المنطقة".

(رصد NOW Lebanon)

 

خضر حبيب: أهل عكار ليسوا خوارج..ونناشد سليمان وميقاتي حماية أهل عكار

أبدى عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب أسفه لسقوط ثلاثة شهداء في منطقة عكار أمس برصاص القوات السورية، معتبراً أنه "ليس الاعتداء الاول على عكار". ودعا في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 100.5" رئيس الجمهورية ميشال سليمان "من اجل عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن المركزي لاتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية اهل عكار". وكذلك ناشد الرئيس نجيب ميقاتي قائلاً "ان اهلنا في عكار ليسوا خوارج"، مضيفاً "هناك من يعتبر ان عكار خارج الحدود اللبنانية وهذا ليس مقبولاً على الاطلاق". ورداً على اتهامات وزير الدفاع فايز غصن بلدة عرسال بإيواء عناصر من القاعدة قال حبيب "كان على وزير الدفاع ان يبحث هذا الموضوع بعيداً عن الاعلام واخذ مبادرة على الارض، فما فعله انه طرح الموضوع على الاعلام مما خلق توتراً لدى اللبنانيين في فترة الأعياد ولم يتخذ اي تدبير على الارض". وطالبه "اذا كان هناك معلومات أكيدة عنده فليأخذ التدابير اللازمة مع الجيش".(رصد NOW Lebanon)

 

انفجار في مطعم في صور وصاحبه يؤكد تقديم الكحول ليلة رأس السنة

.دوى انفجار فجر الاربعاء في مطعم في مدينة صور وعلى بعد أمتار من الفندق الذي استهدف الشهر الماضي ولكن الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا، حسب ما أعلن مسؤول أمني لوكالة فرانس برس.

ووقع الانفجار عند الساعة 5,00 فجرا بواسطة عبوة من مادة "تي ان تي" تزن كيلوغرامين وكانت مزورعة عند الحائط الخارجي لمطعم "تيروس" ما تسبب بخسائر مادية في المطعم ولكن دون وقوع ضحايا.

ويقع المطعم على شاطىء البحر وعلى بعد عدة أمتار من بار فندق كان استهدف بانفجار قوي في 16 تشرين الثاني الماضي دون أن تتبناه أية جهة.

يشار الى أن مطعم "تيروس" يقدم الخمر على غرار البار الذي استهدف الشهر الماضي وكذلك عدة مؤسسات سياحية في صور وهي من المدن القليلة في جنوب لبنان التي يسمح فيها ببيع المشروبات الروحية.

وأفادت إذاعة "صوت لبنان" (100.5) أن الانفجلر "يحمل بصمات سورية لمنع مدينة صور من الاحتفال برأس السنة"، مضيفة أن معظم المطاعم والفنادق في المدينة قد ألغت حفلات رأس السنة.

وأكد صاحب مطعم "تيروس" زهير قرناقوط عبر الـ"LBC" أن حفلة رأس السنة قائمة وهو سيقوم بإصلاح الأضرار وسيقدم الكحول ليلة رأس السنة.

وأفاد أنه قبل 10 أيام رفع يافطة تروج لحفلة رأس السنة ولكنها تعرضت للتمزيق وتقدم بشكوى لدى القوى الأمنية التي بدأت بالتحقيقات، وحدث الإنفجار صباح اليوم.

وفي 16 تشرين الثاني، استهدف انفجار آخر محلا لبيع المشروبات الروحية في الحي المسيحي في مدينة صور التي تقطنها أغلبية شيعية، وقد دمر المحل جزئيا.

 

امنيون عاينوا مكان الانفجار في صور

 وطنية - 28/12/2011 - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صور حيدر حويلا، ان كبار ضباط الجيش في اللواء الخامس وخبراء المتفجرات في الجيش والادلة الجنائية، عاينوا مكان الانفجار الذي وقع صباح اليوم، في مطعم التيروس عند شاطئ صور الجنوبي، حيث شوهد عدد من الخبراء يعملون على مسح مكان الانفجار داخل المطعم. كما وضعت علامات تمنع الاقتراب من المكان، فيما قطع الجيش طريق الشاطئ الجنوبي للمدينة. كما تفقد مكان الانفجار آمر فصيلة صور النقيب طارق زين، رئيس فرع مخابرات صور العقيد مدحت حميد، آمر مفرزة استقصاء الجنوب الرائد جان غسطين ورئيس مكتب المعلومات في منطقة صور النقيب حسن حمود. ولاحقا تفقد رئيس بلدية صور حسن دبوق مكان الانفجار، واعتبر الى انه يستهدف شرائح المدينة كافة، مطالبا الاجهزة الامنية المختصة بكشف الفاعلين لمعاقبتهم. اشارة الى ان هذا الانفجار هو الثالث في مدينة صور منذ حوالي الشهر، حيث كان استهدف بانفجارين مماثلين مطعم "كوين اليسا" الذي يقع عند الكورنيش البحري لشاطئ صور الجنوبي، والثاني متجر "كتورة" لبيع المشروبات الروحية، والذي يقع بالقرب من ميناء الصيادين في المدينة.

 

منسق عام تيَّار "المستقبل" في الجنوب ناصر حمود مستنكراً تفجير صور: محاولة لفرض واقع جديد في المدينة

إستنكر منسق عام تيَّار "المستقبل" في الجنوب ناصر حمود ما جرى فجر (اليوم الأربعاء) في مدينة صور الجنوبية من إستهداف مباشر لأمنها واستقرارها عبر التفجير الذي طال احدى مؤسساتها السياحية في حادث هو الثالث من نوعه في أقل من شهرين. حمود، وفي تصريح، قال: "لا يمكن النظر إلى ما جرى ويجري في صور من تفجيرات تستهدف منشآت سياحية من خارج سياق الأحداث المتنقلة في أكثر من منطقة من لبنان، وان كان التركيز على صور مع ما يرافقه من تكهنات ومعلومات يبدو وكأنه محاولة لفرض واقع جديد في المدينة، غريب على طبيعتها وتنوعها، ومسيء لإقتصادها المرتكز أساساً على السياحة". ورأى أنَّ "الهدف من هذه التفجيرات ليس استهداف هذه المطاعم والمقاهي والمحال التجارية كمؤسسات سياحية بقدر ما هو محاولة لتصوير المدينة وكأنَّها تتعرض لقمع بالقوة للحرية الشخصية للمواطن"، مشيراً إلى أنَّ "هذه الرسالة الأمنية التي تلقتها صور بكثير من القلق، تتطلب من الجهات الأمنية المسؤولة تكثيف الجهود من أجل كشف من يقف وراءها وملاحقتهم وتقديمهم إلى العدالة، ويضع الدولة اللبنانية، أمام مسؤولياتها في وقف هذا المسلسل التفجيري، بعدما كاد المواطن أن يفقد ثقته بدولته في ظل التخبط السياسي والاقتصادي والأمني الذي تعيشه".

(إعلام "المستقبل")

 

الإتحاد السرياني استنكر تفجير صور ومقتل 3 لبنانيين على الحدود الشمالية في عكار

 وطنية - 28/12/2011 استنكر حزب الإتحاد السرياني في بيان اليوم، حادث اطلاق النار من قبل القوات السورية على الحدود الشمالية، على سيارة في داخلها 3 لبنانيين في بلدة المقيبلة في وادي خالد ما أدى الى مقتلهم ". "وإذ وصف الإتحاد الحادث "بالمجزرة"، كرر الدعوة الى "نشر الجيش اللبناني على الحدود في البقاع والشمال وحمايتها ما يؤدي الى طمأنة أهالي هذه المناطق". وندد الإتحاد بالإنفجار الذي حصل في مطعم "تيروس" في صور، مشيرا الى "ان الرسالة منه وصلت، وان المسيحيين لن يسمحوا بتهجيرهم بالقوة من مناطقهم وسيستمرون في ممارسة حياتهم الطبيعية مهما كانت الظروف".

 

عضو كتلة التحرير والتنمية النائب عبدالمجيد صالح: زعزعة الامن في صور لصالح من يخدم اسرائيل واعوانها

 وطنية - 28/12/2011 - رأى عضو كتلة التحرير والتنمية النائب عبدالمجيد صالح في تصريح "ان زعزعة الامن والاستقرار في صور هو لصالح من يخدم اسرائيل واعوانها، وان صور ستبقى عصية على كل انواع الفتن والحقد الاعمى ولن نترك احدا يلبس لبوس الدين فان مدينة صور هي ام التعايش للاديان والطوائف والدين لا يفرض على الناس بقوة العبوات والسيف".واعتبر "ان القناعة الدينية تحصل بالحوار والفكر والعقيدة ولا تأتي باجبار الناس عن التخلي عن عاداتهم لصالح دين آخر وطائفة اخرى"، منبها "من خطورة ما يجري في لبنان عامة، اذ الايادي العابثة هي نفسها في لبنان وسورية"، داعيا "القوى الامنية الى وضع يدها بقوة وكشف الفاعلين ومعاقبتهم".واكد صالح "ان اهالي المدينة بشتى طوائفهم وانتمائهم يرفضون رفضا قاطعا ما يحصل وما يستهدف المدينة وامنها".

 

مدينة صور... لبنانية لا إيرانية

مصطفى جحا/موقع القوات

أن يستتب الأمن في الجنوب، ممنوع. وأن تبقى البيوت عامرةً في الجنوب، أيضاً ممنوع. وأن تسود الحريّات الجنوب، ممنوعٌ ممنوع. واليوم الاحتفال والفرح ممنوعٌ ومحظور!!

إنّ الناظر إلى الخارطة اللبنانية يلحظ بوضوح وجود اسم مدينة صور عليها. كما أنّ الباحث في التاريخ اللبناني يقرأ اسم مدينة صور بوضوح أيضاً .إلا أنّ عاصفةً شرقيةً هبّت حاملة معها رائحة الزعفران الإيراني والرايات الخمينية السوداء وبالتأكيد الفكر الذي لا يقبل تنوعاً ولا تعدّديّةً ولا حرية.

في أوج العاصفة تسلل السلاح ليفرض قمعاً وإرهاباً وترويعاً وليخطف مناطق لبنانية بما فيها ومن فيها فيلحقها بالثورة الخمينية ويسلخها عن واقعها وتاريخها محوّلاً إياها إلى مقاطعةٍ إيرانية.

في مدينة صور، رفع جنود نظام الملالي صوَرَ "آيات الله" الإيرانيين وأقوالهم فكأنك تسير في إحدى المناطق الإيرانية.

وفي مدينة صور وكل الجنوب تمدّدوا مسيطرين على الحجر والبشر لتسودَ حالة كمّ الأفواه ودقّ الأعناق، وحالة الهيمنة الفكرية والأمنية والعسكرية.

قرار الحرب والسلم في يدهم، أي أنّ قرار هدم البيوت الجنوبية أو بقائها في يدهم، وأي أنّ موت أبناء الجنوب أو حياتهم في يدهم، وأي أنّ تهجير أبناء الجنوب أو استقرارهم في يدهم أيضاً.

نعم في يدهم! وما يدهم إلا دميةً مربوطةً بخيوط تحركها المصالح الإيرانية، تحركها فتكسب إيران وتحقق مصالحها فيما يدفع الجنوبيون الدم والأرواح ويحصدون الدمار وأكوام الركام.

نعم في يدهم التي اغتالت المفكرين الذين تجرؤوا على معارضتهم من سهيل طويلة، إلى حسين مروة إلى مهدي عامل ومصطفى جحا.

نعم في يدهم التي خرجت من بين أكوام الدمار ونهر الدم الذي سال في حرب تموز 2006 لترفع شارة النصر!! وأيُّ نصر؟!!

أن تكون جنوبياً فعليك أن تعيش في الدمار، وأن تكون جنوبياً فعليك أن لا تستقر، وأن تكون جنوبياً فعليك أن تعيش حزناً دائماً.

أن تكون جنوبياً فالفرح ممنوعٌ عليك، الاحتفال ممنوع، الضحك ممنوع، الابتسامة ممنوعة، والمسموح فقط البكاء والحزن وجلد الذات والدعوة إلى الهدم من غير إيجاد حجر بناء واحد.

أما هذه السنة، فمدينة صور، مدينة البحر والتنوّع والثقافة، مدينة التاريخ العظيم، فممنوعٌ عليها أن تودّعَ سنةً لتستقبل سنةً جديدةً بفرح ملؤه الأمل بمستقبل أفضل.

مدينة صور أرادوا لها أن لا تستقبل سنةً جديدةً، يتمنون لو يستطيعون إيقاف الزمن منعاً لازدياد حال التدهور الذي يعيشونه سوءاً. يتمنون لو يستطيعون إيقاف الزمن فلا تأتي سنةٌ جديدةٌ يخسرون فيها نظام الأسد الحليف لهم.

مدينة صور، لا تحزني، فإن احتفالاً كبيراً ننتظره وإياكِ.

احتفالٌ يعيدك إلى لبنان، يعيدك لبنانية.

مدينة صور... كل عام وأنت بخير...

مدينة صور... لبنانية لا إيرانية.

 

وفد من فاعليات عرسال زار ميقاتي نافياً وجود "القاعدة" في البلدة

النهار/ زار وفد من المجلس البلدي والاختياري وفاعليات بلدة عرسال امس، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في السرايا، وابدى رفض فاعليات البلدة لما أدلى به وزير الدفاع فايز غصن عن تسلل عناصر من "القاعدة" الى سوريا عبر بلدتهم، وطلب نشر الجيش على الحدود. وقال رئيس البلدية علي الحجيري بعد اللقاء: "أكدنا أمرين لا نقبلهما إطلاقا، الأول هو العمالة مع إسرائيل، والثاني وجود التنظيمات الأصولية بما فيها تنظيم القاعدة. وقلنا لدولته اذا كان هناك اي شك بوجود عناصر إرهابية فيجب إجراء التحقيقات القضائية، ونحن تحت إمرة الجيش ونطالب بأن ينتشر على الحدود لحمايتنا، وإذا كان هناك وجود لتنظيم القاعدة فليلق القبض عليهم. وسئل عن معلومات افادت أن دورية مخابرات الجيش التي دهمت عرسال قبضت على أحد المطلوبين الدوليين، ولكن الأهالي تصدوا لها، فقال ان "قائد الجيش يعرف حقيقة الموضوع، ونحن سنجتمع به الخميس المقبل، والموضوع بتصرف قيادة الجيش".ورجّح عقد لقاء تضامني الجمعة المقبل في عرسال "لرفض كلام غصن"، متمنياً "مشاركة الجميع بمن فيهم نواب البقاع سواء من 8 أو 14 آذار". وختم: "طلبنا من الرئيس ميقاتي ارسال الجيش الى المنطقة لينتشر على الحدود، وكان متفهماً لمطالبنا".

 

النائب خالد الضاهر ينفي مقتل مرافقه القومي يتهمه بالإجرام

النهار/ أثارت المعلومات التي ترددت عن مقتل مرافق النائب خالد الضاهر في حمص، ردّين حادّين بين الضاهر والحزب السوري القومي الاجتماعي، اذ قال الاول لموقع "القوات اللبنانية" ان مقتل أحد مرافقيه شعيب محمد أحمد السرحان في بابا عمرو في حمص فيما كان يقود مجموعة أمنيّة مسلّحة ضد قوّات الأمن السوري، "كذب مفضوح، وأتحدى أن يكون هناك لبناني يدعى شعيب محمد أحمد السرحان، لأنها المرة الاولى أسمع باسم مماثل، ولا مرافقين لي بهذا الإسم".  وعن اتهامه من عمدة الاذاعة والاعلام في الحزب السوري بأنه "بطل مجزرة حلبا الملوّثة يداه بدماء القوميين الإجتماعيين من أبناء عكار، وبالتالي يجب أن يوضع تحت قوس العدالة"، قال ساخراً: "طبعاً، لأن خالد الضاهر  هو من اغتال الرئيس الشهيد رياض الصلح والرئيس الشهيد بشير الجميّل وهو الذي ارتكب مجزرة في قرية عدبل في حلبا وقتل 18 مدنياً بريئاً، الا انه من المعروف أن هذا الحزب كان اليد الأمنيّة للنظام السوري وكان ينفذ عمليات الإغتيال والقتل والتفجير. هذا حزب كاذب ومعروف أنه ميليشيا النظام السوري التي قامت بكل الأعمال القذرة أيام سطوة هذا النظام على لبنان، فهو من قتل الشهيد رمزي عيراني والكثير من قيادات طرابلس". وختم: "من ارتكب مجزرة حلبا هو الحزب القومي عبر اطلاقه النار على المتظاهرين العزّل، وجرائم هذا الحزب لا بد أن تنكشف بعد سقوط النظام السوري".ولاحقا، ردت عمدة الاعلام في الحزب على الضاهر، فقالت في بيان ان "الاتهامات التي ساقها النائب في تيار المستقبل ضد الحزب السوري، لا قيمة لها، لأنها لن تلغي الحقيقة الجليّة الناصِعة التي تؤكد أن خالد الضاهر هو شخص قاتل ومجرم، وعلى القضاء اللبناني أن يُحاكم هذا القاتل على إجرامه، اليوم قبل الغد، وما من مجرم إلا يجب محاكمته ليلقى العقاب على ما اقترفت يداه". واضافت ان "الحزب السوري لا يرى في وجه خالد الضاهر، سوى تلك الصورة البشعة التي تعبّر عن الحقد والكراهية والإجرام، ونموذجها الماثل مجزرة حلبا الوحشيّة التي ارتكبها المنتسبون إلى فصيلة الإجرام، وعندما لفت الحزب إلى مقتل أحد أتباع النائب خالد الضاهر في حي بابا عمرو في حمص، لم يكن ينتظر تأكيداً من أحد، لأن أهل وادي خالد، وخصوصاً أبناء بلدة العودات، يشهدون أن هناك مسلحاً اسمه شعيب السرحان قتل في بابا عمرو، وأن مأتماً أقيم له في منزل أحد اقربائه في بلدة العودات، وأن خالد الضاهر يكذب حين ينفي معرفته بالقتيل".

 

قتلى لبنانيون في سورية

بيروت - "السياسة": في معرض رده على النائب خالد ضاهر, أكد "الحزب القومي السوري" وجود عناصر له داخل الأراضي السورية, معتبراً أنهم مواطنون سوريون, ومنضوون في فروع الحزب في سورية.من جانبه, قال مصدر أمني لبناني إن شباناً لبنانيين قتلوا بالفعل في المعارك الدائرة في عدد من المناطق السورية, ونقلت جثثهم إلى لبنان ودفنت, وقد يكونوا هم من قصدهم النائب ضاهر.

يذكر أن ضاهر أكد أن عناصر من "حزب الله" و"الحزب القومي" قتلوا في سورية إلى جانب شبيحة النظام السوري.

 

اميل رحمة: كلام البطريرك الأخير عن السلاح هو نفس كلام نصر الله

إعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إميل رحمه ان "رئيس التكتل العماد ميشال عون وهو صاحب أكبر كتلة وزارية، يطرح مواضيع اصلاحية في موضوع التعيينات، لانه ثبت انه في الدولة، في زمن الماضي، كان هناك مسؤولون حزبيون وليس مسؤولين مستقلين وللعموم"، مضيفاً: "وفي موضوع رئيس مجلس القضاء الأعلى، نحن نطرح اشخاصاً غير حزبيين والقاضي طنوس مشلب غير حزبي". وأشار الى ان "وزير العدل شكيب قرطباوي والذي يعترف الجميع له بمناقبيته يفكر بصحوة قضائية"، مشدداً على انه "يجب ان تكون السلطة القضائية مستقلة بقدر السلطة التشريعية".

رحمة، وفي حديث الى محطة "المنار"، ورداً على سؤال حول موضوع التنقيب عن النفط، قال:  "نحن عرفنا من الوزير المختص (وزير الطاقة والمياه جبران باسيل) والذي هو من ضمن تكتلنا انه قام بما يتوجب عليه". وتعليقاً على ما قاله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حول السلاح (ضرورة حصره بيد الدولة وحدها)، رأى رحمة ان "فريق 14 آذار إعتبروا ان البطريرك تراجع عن كلامه السابق في هذا الموضوع ولكن البطريرك الراعي قال نفس الكلام الذي قاله السيد حسن نصر الله (الأمين العام لـ"حزب الله) ولكن بطريقته الخاصة". 

من جهة أخرى، وحول المعلومات التي أدلى بها وزير الدفاع فايز غصن عن وجود عناصر "القاعدة" في لبنان، أكد رحمة ان "هذا الوزير غير طائفي ولا يستهدف منطقة عرسال بكلامه"، معتبراً انه "من المعيب مذهبة الأمور، وتسييسها، فوزير الدفاع لم يسئ بكلامه إلى عرسال ولم يستقصدها". وتمنى ان "يسائل نواب 14 آذار الوزير لأنه سيربح المسألة". وفي الموضوع السوري، قال رحمة:"لم يستطيعوا إسقاط الرئيس بشار الأسد لأنه شعبي مع انهم اعطوا اكثر من تاريخ لإسقاطه وفشلوا"، مضيفاً: "فرنسا تعرف انه لو اجريت انتخابات في سوريا الآن يفوز الرئيس الاسد اقله بـ60% من اصوات الشعب". وأكد ان "هناك مشروعاً خارجياً واضحاً يستهدف سوريا ويهدف الى اسقاط الرئيس الأسد"، معتبراً ان "لا سبيل للدول الغربية الا معاودة الحوار مع الرئيس الأسد". (رصد NOW Lebanon)

 

الراعي التقى الرؤساء العامين للرهبانيات : لنبق جذورنا في هذا الوطن ولا نخيب آمال المسيحيين والمسلمين في الشرق

الإنقسامات مع الاسف دخلت اديارنا وكهنوتنا حتى بتنا مكيالا 14 و8

  وطنية - 28/12/2011 - استقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في كنيسة الصرح الداخلية، الرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات اللبنانية والغربية في لقاء معايدة، والقت الرئيسة العامة لرهبانية قلبي يسوع ومريم الاقدسين الاخت دانيالا حروق كلمة باسمهم قالت فيها: "نعاهدك رؤساء عامون ورئيسات عامات مع كل اخواننا واخوانا وكل معاونين، ان نعيش ابعاد "الشراكة والمحبة" هدفا ساميا نصبو اليه جميعنا بكل جوارحنا، ونوطن العزم من خلال نشاطاتنا الرسولية، ونصون بوحدتنا تضامننا ونعمل لتضافر الجهود وتنسيق تواجدنا ومشاريعنا، نشحذ الهمم ونصوب الاهداف بنعمة ميلاد المسيح المجيد كنزنا الاوحد، وببركة امنا مريم نقبل رضاك الابوي غبطة بطريركنا للسنة الجديدة، ونسأل الرب ان يثبتنا في الايمان ويقوينا بالرجاء ويجمعنا بالمحبة والشراكة". اضافت: "نطلب من طفل المغارة ان تكون هذه السنة مثقلة بروح الحكمة على غبطتكم وكل معاونيكم، لتقودوا الكنيسة والوطن بما يؤول الى تثبيت " لبنان الرسالة" والعيش المشترك وليبق هذا الصرح منارة وموئلا لكل انسان وقطر في هذا الشرق".

البطريرك الراعي

بدوره، رحب البطريرك الراعي بالحضور ناقلا معايدة صاحب الغبطة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وتمنياته واصحاب السيادة المطارنة، وقال: "اردناه لقاء للصلاة معا ولنفكر معا ونتبادل معا الهموم والتطلعات". واضاف: "سأتامل معكم بفكرة روحية التي هي رسالتنا الكبيرة رسالتنا الميلادية في الحقيقة، وهي "الشركة والمحبة"، فانطلاقا من هذا الشعار ومن معاني عيد الميلاد، اريد تحويل الكلمة من "شركة ومحبة"، لاقول مكرسون ومرسلون، مكرسون هذا الاساس والميلاد يعطينا كل معاني هذا التكريس من ابن الله الذي تكرس لخلاص البشر. وتكريسه كان بحثا دائما عن ارادة الاب، وكان يردد في استمرار "ارادتي، طعامي، وهمي، ان اتمم ارادة ابي"، هذا التكريس الاساسي بحياتنا الرهبانية. نتكرس حتى نكتشف ارادة الله، نتكرس كي ننفذ ارادة الله كما يوحيها لنا في حياتنا الخاصة، وبتأملاتنا وبصوت السلطة في الرهبانية وفي الكنيسة". وتابع: "امامنا الى جانب يسوع، شخصان تكرسوا في هذا المعنى يوسف ومريم، والذي كان مشروعهما ان يتزوجا مثل كل الناس وتدخل الله وبقي زواجهما الاساسي، كمرتكز لتجسد ابن الله ولكنه اعطى كل قيمة التكريس وهذا ما يجعلنا ندرك ان الله يغير برامجنا، فلدى الله ما يقوله في حياتنا، صحيح انه مطلوب منا ان نأخذ في حياتنا اليومية قرارات خاصة بنا لكن علينا ان نترك مجالا لقرارات الله في حياتنا. تدخل الله وجعل زواجهما باقيا ورفعه الى غير مستوى، جوابهما كان تكريسا كاملا. فقد كرسا جسدهما وقلبهما وعقلهما لخدمة سر الكلمة وإرادة الله. ومن هنا ولدت الكنيسة، وولد ما هو عظمة الكنيسة التي تتجلى في فضيلة عظيمة هي الطاعة وتكريس الإرادة، وهذا يعني اننا نريد ما يريده الله، وما تريده الكنيسة، وحياتنا الرهبانية، وهذا يقتضي فقرا كبيرا من الذات. وهي الفضيلة العظمى في حياتنا، فإذا لم تبق فأنا أبحث عن ذاتي، عن نفسي".

وأضاف: "الفضيلة ليست متعلقة فقط بالمال، فالمال ليس مشكلة، الفقر ليس قضية مالية، الفقر هو فقر من الذات أولا، وفقر من الرأي الشخصي وفقر من التطلعات الشخصية، والفقر من الرأي الشخصي وفقر من التطلعات الشخصية، والفقر من كل مساعي أنا. وهنا ندرك اننا أمام معاناة كبيرة جدا علينا أن نقر بها ونعرفها، مشكلة الفقر لدينا مشكلة مالية من جهة ولكن مشكلة روحية من جهة أخرى، وهذه معاناة نعيشها اليوم في العالم، والعائلة بالرهبانيات نعيشها وفي كل مكان وكأنها المرتكز الأساس. والطهارة بعيش العفة في ما يختص بالشؤون الجنسية في لبنان، هذه فضيلة مطلوبة من كل إنسان، وكل مسيحي، وكل واحد منا، لكن العفة الأساسية هي فعل الحب الذي ينبغي ان أعيشه كاملا بالكنيسة والرهبنة والمجتمع. فإن لم يكن هناك حب في قلبي فلا معنى لوجودي. إذا فقدت الحب من قلبي فلا أعرف الطاعة، ولا أستطيع العمل من ذاتي، كما لا معنى لحياتي الرهبانية والكهنوتية، فأصبح عندها أبحث عن ذاتي. لا يمكنني أن أكون قلبا متحجرا، نحن تخلينا عن تكوين عائلة التي هي سر الحب، حتى أعيش سر الحب الأكبر في حياتي في الكنيسة. هذا ما علمنا إياه يوسف ومريم في تكريس ذاتهما كاملا، فقرهما، طهارتهما، طاعتهما، وهذا نبع حياتنا الرهبانية، مكرسون في محبة الله، ومحبة الكنيسة ومرسلون. وهنا أريد أن أفتح "بين هلالين" عن معنى الرسالة في مؤسساتنا".

وقال: "مرسلون لماذا؟ لاعلان سر الكلمة، ولنكشف للعالم وجه يسوع المسيح، هذا تعليم الكنيسة الدائم، فالرهبانيات ثروة في الكنيسة وقلب الكنيسة وجوهرها. وهذا ما نقرأه في تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني سر الكنيسة من جهة وما يختص بالحياة الرهبانية. الرهبانيات هم قلب الكنيسة وثروتها ودونهما، لأنهم يعكسون حضور يسوع المسيح المعلم، بالتعليم الشافي للنفوس في كل عملنا الإجتماعي، الحاضر مع كل إنسان، حامل الرجاء لكل إنسان، زارع السلام لكل إنسان، هذا الذي مر في العالم لا يصنع إلا الخير، الرهبانيات اذا تركت الكنيسة لا يبقى شيئا". ولفت البطريرك الراعي الى "ضرورة ان نعرف كيف نعيش جمال الكنيسة الواحدة، وان ندرك بأن الرهبانيات والكهنوت والأسقفية والبطريركية والبابوية ليسوا مجموعتين "بين هلالين" بل هم جميعا جسد واحد"، واننا ندرك انه في المعمودية مرسلون، ومكرسون ايضا، بالنذور الرهبانية مكرسون ومرسلون، وكذلك بالكهنوت والأسقفية، وبالسلطة الرهبانية ايضا". ودعا الى العودة الى "هذه الروحانية العميقة في حياتنا الرهبانية والكهنوتية"، مشيرا الى ان العالم "يتطلع الينا لأنه يرى فينا رسالة له، علينا ان نطل على العالم كمكرسين نعكس وجه يسوع المسيح الذي يطبع كل نشاطات حياتنا وحيث دونها نعيش في كآبة وأسى وحزن".

ولفت غبطته الى ان لبنان "ينعم عليه الرب بالدعوات، فهو نسبيا وقياسا على العالم كله، هو الأكثر في الدعوات الكهنوتية والرهبانية وهذا يعني ان الرب ينتظر منا الكثير، أمانة للتكريس، وأكثر أمانة للرسالة التي سنحملها لكل الناس، انطلاقا من ارض لبنان لكل المناطق اللبنانية ولكل العالم. لهذا أنا فرح لهذا اللقاء، لكي نفكر معا ونخطط معا ونتعاون معا لتأدية هذه الرسالة لأننا نمثل جسد المسيح ولكي نؤدي هذه الرسالة المنتظرة منا". أضاف: "العالم العربي هو عالمنا، والعالم العربي يتطلع الى لبنان، مسيحيون ومسلمون في هذا العالم يتطلعون الى لبنان، وهذا ما يشير الى أهمية دورنا في تربية أجيالنا من خلال رهبانياتنا ورعايانا، العالم ليس متروكا للسياسيين فقط، هم لديهم دورهم، والإقتصاديون لديهم دورهم ايضا وكذلك الإجتماعيون، ونحن لدينا دورنا، وفي النتيجة سيد التاريخ هو السيد المسيح، وتكريسنا ورسالتنا ان نؤمن ايصال سر المسيح لهذه المجتمعات، ودورنا ايصال هذا السر، وهذه الرسالة، سر ورسالة المحبة".

وإذ ثمن البطريرك الراعي جهود الرهبانيات في الحياة اليومية والإجتماعية والخدماتية والثقافية، أشار الى "فقدان الثقافة المسيحية، جهل مدقع للانجيل وتعاليم الكنيسة وحياة أجيالنا لا علاقة لها بمبادئنا الكنسية، والإنجيل لم يدخل في ثقافة حياة شعبنا على كل المستويات". وقال: "لننظر الى العائلات المسيحية اليوم، أين العائلات الملتزمة لدينا، اي عائلة تعيش جمال حياتها في وحدتها اليوم؟ أين دور شبابنا؟ قدمت الينا دراسة تشير الى ان 29 بالمئة من شبيبتنا يمارسون رسالتهم المسيحية والباقي لا، وهذا ما يخيف ويجعلنا ندعوكم للعمل من اجل وحدة البشر. أعرف ان الهموم كثيرة، والمسؤوليات كبيرة ايضا، ولكن علينا ان نضاعف هذه الأمور لكي يبقى لنا ركيزة المسيحيين في هذا الشرق، نعم لبنان هو ركيزة المسيحيين في هذا الشرق، فإذا فقد المسيحيون في لبنان انجيلهم، فقدوا تعليم كنيستهم، بماذا سيطبعون شؤونهم الزمنية؟ بأية سياسة او اقتصاد أو تجاة أي اعلان أو حياة اجتماعية؟".

وتابع: "مسؤوليتنا كبيرة، وعلينا ان ندرك كيف نبقي جذورنا في هذا الوطن، لا نخيب آمال المسيحيين في الشرق الأوسط ولا نخيب آمال المسلمين ايضا فهم يتطلعون الينا طالبين منا أن نقدم لهم المزيد من الأفضل، فنحن أبناء هذا الجيل وعلينا ان نعمل بجهد لكي نلعب دورنا بصورة صحيحة، انها الشركة مع كل الناس، نتجاوز كل ما هو سياسة وتسييس، والإنقسامات التي مع الأسف دخلت اديارنا وكهنوتنا، حتى بتنا مكيالا 14 و8 وكأن الحياة هي هكذا 14 و8. علينا ان نرفع شعبنا الى زعيمنا الأكبر "يسوع المسيح" هذا زعيمنا الأكبر والمثال الوحيد، هو وحده يملك الحقيقة، فإذا تكلم، تكلم بالحقيقة ومن الحقيقة التي علمنا إياها، علينا ان نحمل الحقيقة لمجتمعنا". وإذ شكر البطريرك الراعي الرب على عطاياه، التمس منه أن تكون السنة المقبلة سنة خير ومحبة وتقدم وازدهار لرهبانياتنا كل تؤدي الرسالة المنتظرة للبنان والبلدان العربية والشرق الأوسط وعالم الإنتشار الذي هو جسر المسيح المنتشر".

 

ميقاتي التقى ريفي والسفير الفلسطيني مودعا: لا أدلة ثابتة عن "القاعدة" في عرسال والاجهزة ستحمل الخبر اليقين

سحب السلاح من بيروت يحتاج الى آلية عسكرية ووفاق سياسي لتنفيذهما

ادعم الوفاق بين ارباب العمل والعمال وننتظر قرار مجلس الشورى

ما من جفاء بيني وبين بري ولن انسى دوره ككاسح للالغام من طريق الحكومة

التجديد للمحكمة تلقائي وفي عهدة مجلس الأمن ودورنا فيه إستشاري

لم أقل إنني ضد إدراج ملف شهود الزور ولكنه موضوع خلافي ولا ضرورة لفتحه

وطنية - 28/12/2011 أمل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "أن يشهد الأداء الحكومي المزيد من الزخم والاندفاع لاستكمال الورشة التي اطلقناها، لان من حق اللبنانيين على حكومتهم ان تجسد امالهم وطموحاتهم، وهذا يتطلب المزيد من التماسك والتضامن والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يزعزع ثقة اللبنانيين بحكومتهم".

وشدد في لقاء مع الاعلاميين المعتمدين في السرايا اليوم على "أن جملة من الاستحقاقات تنتظرنا في الآتي من الايام، وكلما كنا في الحكومة على جهوزية تامة لمواجهتها والتعاطي معها، كلما استطعنا ان نتجاوز سلبياتها. اما اذا انكفأنا او تشتت موقفنا، فان انعكاسات هذه الاستحقاقات ستكون كبيرة علينا".

وقال: "إن الموقف اللبناني حيال الاحداث التي تشهدها دول عربية شقيقة، هو الموقف السليم الذي يبقي لبنان بعيدا عن تداعيات ما يحصل، لا سيما وانه دعا منذ البداية الى نبذ العنف والاقتتال وسفك الدماء، من اي جهة كانت، واعتماد الحوار الوطني الشامل والمتكافىء والموضوعي، سبيلا للولوج الى الاصلاح المنشود".

تنظيم القاعدة

سئل عن الجدال الحاصل في شأن وجود شبكة تابعة لتنظيم "القاعدة" في لبنان، فأجاب: "ما هو تعريف القاعدة؟ هل هي تعريف لكلمة ارهاب؟ هل هناك أدلة على وجود إرتباط بين الموجودين في لبنان وتنظيم القاعدة الاساسي؟ في ليل 21 تشرين الثاني، دخل الجيش على بلدة عرسال بناء على معلومة عن وجود شخص في البلدة، ربما مرتبط بتنظيم ارهابي دولي، ولكن لم ترد معلومات عن وجود جماعات منظمة او تنظيم معين، وليس هناك أدلة ثابتة حول وجود تنظيم القاعدة في عرسال. لقد باتت كلمة القاعدة توصيفا عاما يطلق بمناسبة أو من دونها، والحديث عن وجود معلومات لا يعني انها باتت حقيقة قائمة، ولا يجوز التعاطي مع هذا الموضوع الحساس والدقيق على نحو يضر بلبنان، وبالتالي فان الاجهزة الامنية التي كلفت التدقيق في المعلومات ستحمل الى اللبنانيين الخبر اليقين".

وردا على سؤال عن الاختلاف في وجهات النظر داخل الحكومة لا سيما التباين في مقاربة ملف تنظيم القاعدة بين وزيري الدفاع والداخلية، قال: "ليست المرة الأولى التي توجد فيها أراء مختلفة داخل الحكومة. عند تشكيل الحكومة قيل عنها إنها حكومة اللون الواحد والرأي الواحد، لكن ثبت للجميع ان هذه الحكومة تضم أراء متعددة وكل شخص يقول رأيه. لقد وجه السؤال الى معالي وزير الداخلية عن موضوع القاعدة فأجاب ان ليس لديه معلومات، فيما وزير الدفاع قال إن لديه بعض المعلومات من دون وجود أدلة كاملة. معالي وزير الدفاع شرح لمجموعة من الضباط المعطيات التي لديه، وطلب اتخاذ التدابير اللازمة لئلا يكون لبنان قاعدة لانطلاق اي عمليات إرهابية، ومن الطبيعي ان يتحدث وزير الدفاع بهذا المنطق.

وعن إجتماعه مع وفد بلدة عرسال بالأمس قال: "لقد التقيت وفدا من البلدة، ولاحظت أنهم مدركون لدقة الوضع ويتمنون ان يكون الجيش حامي الحدود، وأنا اقول إن الجيش يقوم بواجبه كاملا".

سحب السلاح

وعن موضوع سحب السلاح من بيروت، كما يطالب نواب بيروت، قال: "هذا الموضوع يحتاج الى آلية عسكرية ووفاق سياسي لتنفيذه، ولا يمكن للحكومة ان تقوم به لوحدها. منذ الاستقلال وحتى اليوم والسلاح الخفيف والمتوسط ينتشر بأيدي الناس، ومطلب نزعه هو حق، ولكنه يحتاج الى قرار سياسي يتخذ من خلال الحوار والى آلية عسكرية لتنفيذه".

وعن عدم التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية في هذه المرحلة، أجاب: "هناك لجنة إرتباط امنية من الجيشين اللبناني والسوري تتابع الامور الميدانية، وإذا كانت هناك حاجة لتنسيق سياسي سنقوم بهذا الأمر".

زيادة الاجور

وعن موضوع زيادة الاجور، قال: "منذ اللحظة الأولى لطرح الموضوع، قلت إننا ندعم اي توافق بين أرباب العمل والاتحاد العمالي العام، وانا حتى هذه اللحظة داعم للتوافق الذي حصل وأي توافق آخر. لقد درجت العادة أن يختلف طرفا الانتاج وتتدخل الحكومة للفصل بينهما، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتوافق فيها طرفا الانتاج، ولذلك يبقى علينا خلق المناخ الاستثماري الملائم والجيد وترك اطراف الانتاج تتوافق في ما بينها".

وردا على سؤال قال: "أكرر ما يقوله دولة الرئيس بري "أن لكل آن أوانه". لننتظر قرار مجلس الشورى، ثم نقرر في ضوء ما نراه لمصلحة لبنان. حتما لست أنا الشخص الذي يأخذ لبنان الى مكان لم يكن فيه تاريخيا".

وعما إذا كان سيمتنع عن التوقيع على المرسوم، قال: "علينا إنتظار رأي مجلس الشورى قبل تحديد قراري النهائي في ضوء ما اراه لمصلحة لبنان. هل القرار الذي صدر يحقق المصلحة اللبنانية العليا؟ في رأيي أنه لا يحقق ذلك".

أضاف: "الهيئات الاقتصادية اعلنت أنها ستطبق الاتفاق الذي توصلت إليه مع الاتحاد العمالي، وهي باشرت التطبيق".

العلاقة مع بري

وعن الجفاء الحاصل بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري وإنتقاد الرئيس بري للتأخير الحاصل في موضوع مراسيم النفط، قال: "ليس هناك أي جفاء بيني وبين الرئيس بري الذي تجمعني به علاقة شخصية وسياسية ممتازة، كما ان دور كاسح الالغام من طريق الحكومة الذي يقوم به الرئيس به أمر لن انساه ابدا، وهو يساعدنا كثيرا في تحقيق الانجازات الحكومية. أما بشأن مراسيم النفط، فقد أحيلت من مجلس الوزراء على لجنة وزارية برئاستي وعقدنا عدة إجتماعات، ونحن في صدد مناقشة موضوع محدد نأمل بته في إجتماع اللجنة بعد ظهر اليوم، تمهيدا لوضع الملف على جدول أعمال مجلس الوزراء الاربعاء المقبل".

برنامج الحكومة

وعن برنامج عمل الحكومة للسنة المقبلة، قال: "برنامجي الاساسي هو الاستقرار ومقوماته ثلاثة عناصر هي إستمرار وقف اطلاق النار في الجنوب، ومتابعة عمل المحكمة الدولية، ودرء تداعيات الوضع في سوريا على لبنان. أما بشأن المواضيع الاخرى في برنامج عملنا فهناك ملف التعيينات الادارية للنهوض بالادارة، وهو ليس ملفا سهلا نظرا للتجاذبات القائمة، إضافة الى المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والانمائية".

أضاف: "هناك تركيز اليوم على ملف أهالي عرسال، وإتهام لاهالي البلدة، فيما الواقع المؤلم أن هذه المنطقة محرومة منذ عقود من أبسط القواعد المعيشية والصحية، وقد وعدت الاهالي بالأمس بتنفيذ عدة مشاريع تحرك الانماء في المنطقة".

التعيينات الادارية

وعن موضوع التعيينات الادارية، قال: "أول إجتماع سأعقده في مطلع العام الجديد سيكون مع رئيس مجلس الخدمة المدنية لوضع خارطة كاملة لكل التعيينات للبدء بها، كما يلزم".

وعن إمكان التوافق مع العماد ميشال عون بشأن التعيينات، قال: "نحن سنمضي في الآلية المعتمدة للتعيينات وسنقدم الاسماء المناسبة، وليتخذ مجلس الوزراء القرار المناسب".

وعن إستمرار الخلاف مع العماد عون بشأن هذا الملف، قال: "من الخطأ ان نتجاهل أحدا في لبنان ولا نسأله رأيه، ولكن الخطأ الأكبر ان نأخذ فقط برأي واحد. علينا ان نأخذ كل الاراء بعين الاعتبار لاختيار الأفضل".

المحكمة الدولية وشهود الزور

وعن الاستحقاق المقبل في ما يتعلق بالمحكمة الدولية، قال: "الاستحقاق الأساسي المتعلق بموضوع تمويل المحكمة قد حصل، وفي شهر آذار المقبل سيطرح موضوع التجديد للمحكمة، وعلينا البحث في كيفية مواكبة هذا الموضوع، علما أن موضوع التجديد تلقائي وفي عهدة مجلس الأمن، ودورنا فيه إستشاري فقط".

وعن إمكان حصول خلاف في هذا الموضوع قال: نأمل، باذن الله، الا يكون هناك خلاف".

وعن رفضه إدراج ملف شهود الزور على طاولة مجلس الوزراء، قال: "أنا لم أقل إنني ضد إدراج موضوع شهود الزور، ولكن بما أنه موضوع خلافي، فلا ضرورة لفتحه الآن".

الحوار الوطني

وعن معاودة الحوار الوطني، قال: "إننا ندعم بقوة العودة الى طاولة الحوار برئاسة فخامة الرئيس، للبحث في كل المواضيع التي تتباين اراء القيادات اللبنانية حيالها، وذلك بهدف الوصول الى قواسم مشتركة يمكن ان تشكل نواة حلول لهذه المواضيع، عوضا عن ان تبقى خلافية وغير قابلة للحل".

وعما ورد في وسائل الاعلام بشأن عدم إدراج أي بند على جدول اعمال مجلس الوزراء من دون موافقته، قال: "هذا حق دستوري لرئيس مجلس الوزراء وسيطبق بحذافيره".

وعن الفرز الحاصل داخل مجلس الوزراء في شأن ملف الأجور وقوله ان الرسالة السياسية قد وصلت، أجاب: "منذ تشكيلها كان الفرز داخل الحكومة على أساس 12 و18 وزيرا. عندما قلت ان هناك رسالة سياسية إنطلقت من أن التصويت الثاني كان مختلفا عن التصويت الاساسي".

إستقبالات

وكان الرئيس ميقاتي إستقبل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي على رأس وفد من مجلس القيادة.

وفي خلال اللقاء هنأ الرئيس ميقاتي قوى الأمن الداخلي على الجهود التي تقوم بها في ضبط الوضع الأمني وكشف الجرائم"، وقال: "إن المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد تفرض ان تكون القوى الامنية العين الساهرة على راحة المواطنين والمقيمين على الارض اللبنانية وسلامتهم".

ودعا "الى تعزيز التعاون والتكامل بين الاجهزة الأمنية التي يمحضها اللبنانيون ثقتهم، ومن الطبيعي ان نبادلهم الثقة بالمزيد من الالتزام بتأمين الراحة والاستقرار، وهما مفتاح التطور الاقتصادي وتدفق الرساميل واطلاق ورشة اقتصادية واعدة، وتوفر فرص العمل وتحقق التنمية الشاملة".

سفير فلسطين

وإستقبل رئيس مجلس الوزراء سفير دولة فلسطين عبد الله عبد الله في زيارة وداعية.

 

احمد الحريري في عشاء ميلادي ل"المستقبل" في جبيل: يدنا ممدودة للجميع على قاعدة "الطائف" وحصرية السلاح

الياس العنداري: لبنان النهائي إطار لإنساننا الجديد الحر

وطنية - 28/12/2011 رأى الامين العام ل"تيار المستقبل" احمد الحريري ان "لا اكثرية واقلية في لبنان"، مؤكدا "التمسك بخيار الاعتدال". كلام الحريري جاء خلال العشاء الميلادي الذي اقامه "تيار المستقبل" في مجمع "بيبلوس بالاس" ـ جبيل، في حضور ممثل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي المدبر البطريركي على ابرشية جبيل المونسنيور جو معوض، وممثل وزير الداخلية والبلديات مروان شربل قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم، رئيس انطش جبيل الاب الياس العنداري، رئيس "حزب السلام" روجيه اده، أعضاء من المكتب السياسي في "تيار المستقبل"، ، منسق حزب "القوات" اللبنانية في جبيل شربل ابي عقل، رئيس اقليم جبيل الكتائبي روكز زغيب، ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والروحية والاعلامية.

الحريري

واستهل الحريري كلمته بنقل "تحية من الرئيس سعد الحريري الذي يتمنى لكم جميعا اعيادا مجيدة وسنين مديدة"، وقال: "نلتقي اليوم في زمن الميلاد تماما كما التقينا بالامس في زمن رمضان نلتقي مرتين كل عام نعيد مرتين نتقاسم فرحة الاعياد، لاننا تيار كل الاعياد وكل اللبنانيين. ففي الميلاد تجتمع العائلة. الكبار يجددون تفاؤلهم وايمانهم، والصغار يتعلمون منهم التفاؤل والايمان. انه الوصل العائلي بين ماض وحاضر ومستقبل. روح الميلاد روح العائلة. وتيار المستقبل عائلة تجتمع في كل الأوقات والمناسبات. في الميلاد وفي كل الازمنة والامكنة: في جبيل والبترون وطرابلس وصيدا وبيروت. يجمعنا الايمان بالله والوطن، فنعبر حدود المناطق والطوائف ليجتمع كل لبنان واللبنانيين". واضاف: "من حسن الاقدار ان ما يجمعنا دائما هو ايمان واحد بقيم روحية وانسانية ووطنية. انتماءاتنا الروحية تجمعنا بدل ان تفرقنا. تغني تجربتنا الوطنية بدل ان تنهكها. تدفعنا اكثر فأكثر الى حماية صيغتنا التاريخية وميثاقنا الابدي لكي يبقى لبنان النموذج ولكي يبقى اكثر من وطن: لبنان الرسالة".

وسأل: "ألم يكن لبنان النموذج الاول في العالم العربي الذي شكل دليلا لكل الثورات الشعبية في المنطقة التي حملت شعاراته وقيمه من الديموقراطية الى حقوق الانسان مرورا بتداول السلطة؟".

وشدد على ان "أحلى ما يجمعنا اليوم هو تمسكنا بهذه القيم، التي صارت عدة التغيير لكل شعوب المنطقة، من اجل عالم عربي حر وديموقراطي يشبهنا، بدلا من ان يكون على صورة بعض الطغاة ومثالهم الذين يتساقطون الواحد تلو الآخر". وتابع: "نحن في قلب الربيع الذي نقل منطقتنا من مرحلة الى اخرى. مرحلة جديدة تجاوزت المرحلة السابقة بعدما صارت محكومة بسقوط محتم لنظام هيمن على بلدين: سوريا ولبنان، ما يضعنا امام تحديين اساسيين لجبه هذه المرحلة: الاول الدعوة من هنا، من جبيل، الى اقصى درجات التضامن بين كل مكونات "14 آذار"، وصوغ استراتيجية جديدة للمرحلة الآتية. والثاني مد اليد لكل اللبنانيين على قاعدة اتفاق الطائف وحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها، والعمل معا من اجل قيام دولة مدنية تسودها المساواة".

وقال: "قبل ان يحل الربيع اللبناني والعربي كان "تيار المستقبل" سباقا في ايمانه بالصيغة اللبنانية وبالشراكة القائمة ليس على المناصفة فحسب، وإنما شراكة المصير التي تعمدت بالدم والدموع. واليوم صرنا اكثر تمسكا بهذه الشراكة التي التزمناها انطلاقا من تيارنا اولا حيث صار تنوعنا مصدر غنى واعتزاز نشعر معه بالفخر كلما كبرت عائلتنا في جبيل والبترون وفي كل المناطق والعائلات الروحية".

واضاف: "يكثر الحديث هذه الايام عن القلق، وهو مشروع. ويطالعنا كل يوم كلام على هواجس تفاقمت في زمن الربيع العربي، وهي مشروعة ايضا، الا ان الصورة تبدو ناقصة في بعض الاحيان، اذ ان حصر القلق ببعض الفئات او الاقليات كما يسميها البعض ليس صحيحا على الاطلاق، لان القلق مشترك، ينتاب كل المسلمين كما المسيحيين. فأنا المسلم اللبناني المتمسك بقيم الاعتدال والمساواة أشعر بالقلق بازاء اي تطرف اسلامي اكثر من اي مسيحي".

وتابع: "بهذا المعنى لا يمكن الحديث عن أقلية طائفية هنا وأكثرية طائفية هناك، وإنما اقلية متطرفة موجودة في كل الطوائف والمذاهب، وأكثرية معتدلة منتشرة في كل الطوائف والمذاهب. اقلية ظالمة واكثرية مظلومة. هذه هي المعادلة القائمة الآن. قلق مشترك يحتاج الى معالجة مشتركة نخوضها معا من اجل ارساء دولة مدنية حقيقية".

فلا اكثرية واقلية في لبنان. ألسنا كلنا اقليات كما قال المفكر الكبير ميشال شيحا؟ كلنا نشعر بالقلق، وكلنا نتمسك بخيار الاعتدال، "مسلمين ومسيحيين، لنبقى موحدين الى ابد الآبدين دفاعا عن لبنان العظيم".

العنداري

بدوره، قال الاب العنداري: "أحمل الى كل منكم، سلام المسيح - البشرى: للسماء والارض والانسان: المجد لله الآب، السلام على الارض والرجاء للانسان. تلك هي الأبعاد الثلاثة لحدث الميلاد كما أنشدها الملاك، وهب أبعاد تطرح على قلوبنا وعقولنا وخيالنا معنى هذا الحدث وأهميته، الذي اعتبره كبار المفكرين "محور التاريخ الكلي" لانه تغير جوهري لعلاقة الله بالانسان وعلاقة الانسان بالله. التجسد هو نزول الله من علو أزليته على الارض وخروجه من وحدانية ذاته ودخوله في تناقضات التاريخ: تاريخ الانسان والكون انه حدث الربط بين مصير الانسان ومصير الله وهو بهذا ينتصر على القوى الثلاث التي تكبل الانسان القديم: الشريعة، الخطيئة والموت. وهكذا حول الميلاد ضعف الانسان في الجسد الى قوة له في الروح".

واضاف: "أنطلق من أجواء عظة الميلاد لأطرح على نفسي وعليكم السؤال الجوهري - الحياتي: ما الذي يعنيه الميلاد اليوم لنا نحن اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، ليس على مستوى فئوي بل على مستوى انساني - حضاري شامل. الميلاد يعني، وينبغي أن يعني لنا، أربعة أمور أساسية: الاول: هناك معادلة تامة بين المسيحية والمحبة، وهذه المعادلة الثابتة والمستمرة هي التي تشكل القاعدة الصلبة للحياة المشتركة المسيحية ـ الاسلامية بل لحياة البشرية جمعاء، فالميلاد ذاته انبثق من فعل المحبة لنا من لدن الله. وبفعل هذه المحبة المسيحية أمكن الانسان أن يتحرر من عبودية التاريخ. الثاني: أن فعل التجسد، ثم الفداء، أعطى لحياتنا معنى جديدا: هي أننا أبناء الله مشاركون له في الحرية والخلق والابداع في اطار ثقافة التفاعل مع الآخر، مع كل إنسان، وتلك هي ثقافة الحياة، في حين أن إقصاء الاخر والإنغلاق عليه إنما يعبر عن ثقافة الموت". وتابع: "الامر الثالث: ان الخط الذي رسمه المسيح هو خط المستقبل، مع ما يمكن ان تحمل هذه الكلمة في اذهانكم من بعد مجازي. فنحن لاهوتيا مدعوون الى اورشليم الجديدة في خط طولاني وليس الى اورشليم الشريعة في خط دائري. إذا، نحن في هذا من ابناء المستقبل الاحرار ولسنا من ابناء الماضي والعبودية. اما الامر الرابع: الرجاء الجديد من اجل لبنان: ومن اجل كل انسان وخصوصا لأولئك الفقراء والضعفاء والمقهورين والمهمشين والمعذبين في اوطانهم بفعل الإضطهاد والإستبداد: عندنا وحولنا في إنتظار الربيع". وختم: "نحن جميعا مدعوون الى اللقاء في الإيمان بالوطن والحرية الإنسان أولا ولبنان اولا. لبنان النهائي إطار لإنساننا الجديد الحر النابع من قلب المعاني الكبرى التي اختزنها وعبر عنها كبار رجالاتنا، ودفعوا حياتهم ثمنا لها. فهم شهداء عند ربهم يرزقون. حدث الميلاد هو إنقلاب كبير داخل التاريخ. علينا أن نحياه في أبعاده الكبرى فنحقق الخلاص لأنفسنا، لبلدنا، ولشعبنا. وعندها نكون حقا أبناء الإيمان والإنسانية والرجاء، فنستحق ان نكون ونبقى أبناء المستقبل". وفي الختام، قدمت الفنانة كارلا ابي رميا اغاني ميلادية ووطنية.

وارسل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان باقة من الزهر تصدرت قاعة الاحتفال.

 

سليمان فرنجية يحاول إنقاذ غصن من المساءلة

 بيروت - "السياسة": يجري رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية اتصالات مع مراجع رسمية وسياسية بعيداً من الإعلام لسحب موضوع بلدة عرسال واتهامها بإيواء تنظيم "القاعدة" من التداول, حرصاً على صاحب هذه الاتهامات وزير الدفاع فايز غصن المحسوب على فرنجية. وأوضح مصدر مطلع ل¯"السياسة" أنه بالنسبة لفرنجية فإن الغرض من وراء إطلاق هذا الاتهام قد تحقق, ولأنه من المستحيل إثبات وجود "القاعدة" في عرسال فإن الأسلم هو لفلفة الموضوع, وقطع الطريق على تيار المستقبل وقوى "14 آذار" كي لا تحاسب الوزير المذكور برلمانياً. وكشف أن المعلومات التي استند إليها غصن لم تأت في الأساس من جهة رسمية بل بصورة غير مباشرة من طرف حزبي ناشط أمنياً بشكل فعال على الحدود مع سورية, ويقوم بتنسيق حثيث مع السلطات السورية لمراقبة وملاحقة واعتقال أي عنصر من المعارضة السورية.  يشار إلى أن هذا الحزب رفع قبل أسبوع تقريراً إلى الأجهزة الأمنية السورية عن رصد تحرك لمعارضين سوريين (وليس من عناصر القاعدة) قرب عرسال, ولكن تلك الأجهزة أبلغت وزارة الدفاع اللبنانية أنهم من "القاعدة", فكان تصريح الوزير غصن.

 

وزير الخارجية عدنان منصور: لو لم تكن معلومات غصن صحيحة لما أدلى بها.. والجيش السوري صديق وليس عدوًا

رأى وزير الخارجية عدنان منصور أنَّ "الجيش السوري ليس شبيهًا بجيش الإحتلال ولم يتوغل في الأراضي اللبنانية عن عمد، فهو دخلها بصورة إضطرارية حفاظاً على الأمن والإستقرار في بلده"، مضيفاً: "هو ليس بجيش عدو بل جيش صديق وهناك ضرورات أمنية علينا أن نأخذها بعين الإعتبار". وأشار ردًا على سؤال إلى أنَّ "القوات السورية لم تبق داخل لبنان مطلقاً ولو لم يكن هناك من إتفاقات أمنية بين البلدين لكان هناك حديث آخر"، وتمنى لو "يتم تركيز الأنظار على الخروقات الإسرائيلية". منصور، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، قال: "نحن ضد العنف ومع الاصلاح في سوريا، لكن بحكم الخصوصية التي تربط لبنان بسوريا علينا أن نحترم هذه الخصوصية"، مضيفاً: "نحن في الوقت الحاضر نرى دولة شقيقة بجانبنا نتأثر بها لأنَّ الأمن والاستقرار في سوريا يعني الأمن والإستقرار في لبنان"، معتبراً أنَّه "عندما بدأت الحركة الشعبية داخل سوريا كانت ردة فعل القيادة السورية التأكيد أنها تتفهم هذه المطالب وأنَّها على استعداد لأن تقوم بالحوار مع أطراف المعارضة وأن تقوم بالإصلاحات". ورأى أنَّ "هناك تدخلاً خارجياً واضحاً في الشأن السوري"، وقال: "التصريحات التي نسمعها تصبّ في إطار عدائي مكشوف مع فريق ضد آخر". ورداً على سؤال حيال عدم إرسال لبنان مراقبين إلى سوريا، أجاب منصور: "جامعة الدول العربية طلبت من كل الدول الأعضاء المشاركة إلا أن لبنان ارتأى ألا يشارك بناءً على تشاور ما بين فخامة الرئيس (ميشال سليمان) ودولة الرئيس (نجيب ميقاتي)، وبكل صراحة كنت أتمنى أن يشارك لبنان".

ورداً على سؤال آخر حول تصريحات وزير الدفاع فايز غصن بشأن عبور عناصر من تنظيم "القاعدة" الحدود من لبنان إلى سوريا، أجاب منصور: "هناك معلومات أكيدة لدى وزير الدفاع وهو في مركز مسؤول، وبالتالي لو لم تكن المعلومات صحيحة لما أدلى بها". وقال: "وزير الدفاع لديه معلومات إستقاها من أجهزة أمنية معيّنة ليست بالضرورة من الجيش اللبناني، ومن الممكن أن تكون من أجهزة أمنية أخرى، فكلامه أتى إستناداً إلى معلومات توفرت له وهو بصدد معالجة هذا التسلل ووضع حدّ لهذا العمل". وأضاف: "لنحصّن حدودنا ونحترم الإتفاقات الموقعة بين لبنان وسوريا". وعن مسؤولية سوريا بخطف معارضين سوريين عن الأراضي اللبنانية، قال: "سوريا نفت أن يكون لها يد في عملية الاختطاف".

ورداً على سؤال بشأن مسألة التجسس الأميركي "CIA" في لبنان،  أجاب: "كل ما هناك أنَّ صحيفة أميركية نشرت معلومات عن لسان مسؤولين أميركيين تفيد بأنَّ الادارة الأميركية أوقفت عمل 12 عنصرًا في لبنان، فيما السفارة الأميركية في لبنان نفت نفياً قاطعاً هذه المعلومات، وأنا كوزير خارجية طلبت من وزارة الدفاع والداخلية تزويدي بما لديهم من معلومات حول هذه المسألة، فقالوا لي ليس لدينا معلومات في هذا الشأن" أي حول تجسس أميركي في لبنان. وأضاف: "عندما أريد أن أستدعي سفيراً أو سفيرة عليَّ أن أملك الدليل الواضح في يدي، وإن لم يكن لدينا إثباتات حسيّة فلا يمكنني أن أستدعي أحد، فنحن لم نطلب المعلومات من "حزب الله" لأنَّنا مؤسسة نتعاطى مع المؤسسات الرسمية". (رصد NOW Lebanon)

 

محمد قباني رد على عون: الناس تعرف من يحتاج الى علاج

وطنية - 28/12/2011 أدلى النائب محمد قباني، بتصريح في مجلس النواب اليوم، قال فيه: "بالامس احب العماد عون ان يشملني بعاطفته ويقول انني في حاجة الى معالجة، وطلب من الناس معالجتي، وأقول هنا الناس تعرف من الذي يحتاج الى علاج".

 

نواب العاصمة اجتمعوا اليوم ويلتقون مجددا الخميس المقبل لمتابعة البحث في تفاصيل الحلول لجعل بيروت منزوعة السلاح

فرعون: تقييم اولي للمبادرة وهناك تفاهم وتقدم وتشجيع

 وطنية - 28/12/2011 عقد نواب بيروت اجتماعا، في المجلس النيابي، قبل ظهر اليوم، حضره النواب: نهاد المشنوق، محمد قباني، تمام سلام، عماد الحوت، عاطف مجدلاني، ميشال فرعون، عمار حوري، سرج طورسركيسيان وجان اوغاسابيان. وقال فرعون باسم نواب بيروت: "كان اجتماعا لنواب بيروت لتقييم اولي للمبادرة التي قمنا بها في مسألة بيروت منزوعة السلاح، ربما بيروت الادارية اولا وبيروت الكبرى وان شاء الله كل لبنان، وعلى الرغم من علامات الاستفهام من الكثير حول امكانية التقدم في هذا الموضوع نستطيع القول انه كتقييم اولي كان هناك تفاهم وتقدم وتشجيع في اللقاءات التي حصلت مع الرؤساء، ونستطيع القول ان التقارب كبير في وجهات النظر في مسألة تشخيص المرض، وضرورة المعالجة، وهذا ملف يخص الجميع لان المشاكل التي تحصل اليوم تحصل بين الحلفاء، فهناك ضرورة لهذا الملف لان الامن يهم الجميع، ولان بيروت تهم الجميع، ونحن على كل حال سنكمل في هذا التحرك، وسنعود ونجتمع مع فخامة رئيس الجمهورية الذي طلب منا ان نضعه في حصيلة اجواء الاجتماعات التي بدأت، وسنكمل في اجتماع سنعقده يوم الخميس من الاسبوع المقبل، وندخل اكثر في التفاصيل للبحث في الحلول".

 

عمار الحوري: للاحتكام الى العقل والقانون والمنطق

وطنية - 28/12/2011 علق النائب عمار الحوري على كلام رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون من دون أن يسميه، فقال:"استمعت الآن الى أحدهم يتحدث عن أحكام صادرة عن ديوان المحاسبة متعلقة بالرئيس فؤاد السنيورة، واستمعنا اليه يقول ان أحدا آخر تنطبق عليه هذه الأحكام". وأضاف: "بداية إذا كانت هناك من أحكام، فنحن نريد أن نطلع عليها خصوصا لاأحكام في هذا الموضوع، اما إذا كان من نقل هذه المعلومة لا يعلم الحقيقة أو انه يزور الحقائق ففي الحالتين فهناك مشكلة حقيقية". ورأى انه "ليس سرا ان المقصود بالأمس، وما تداوله ديوان المحاسبة في ملف "التيكوتاك" الذي بدأ عام 1996 حين قام في ذلك الوقت وزير الدولة للشؤون المالية يومها الرئيس فؤاد السنيورة، وهو الذي وضع يده على هذا الملف، وهو الذي رفع حصة الدولة من 16 في المئة الى 36 في المئة، وهو الذي أخذ الموضوع الى القضاء، بمعنى الى ديوان المحاسبة الى ان صدر ما صدر عن ديوان المحاسبة من قرارات بتاريخ 23/1/2006". وأضاف: "من المفيد هنا العودة الى النص الحرفي للفقرة الأخيرة من تقرير المحامي العام المالي القاضي لطوف، والذي أصدره في هذه القضية في 23/1/2006 حيث جاء في نص القرار "نقرر حفظ هذه الشكوى لعدم ثبوت حصول إهدار لأموال عامة نتيجة أمر تحويل الصرف الصادر عن وزارة المالية بوجه الشركة اللبنانية للاستثمارات ش.م.ل والقائل باستيفاء حقوق الإدارة من الشركة المذكورة وحفظها ايضا لتعثر تحريك دعوى الحق العام مجددا بحقها لصدور حكم سابق مبرم فنص بإسقاط دعوى الحق العام عملا بقوة القضية المقضية، ولعدم جواز ملاحقة الفعل الجرمي الواحد إلا لمرة واحدة، وبمعنى آخر اذا كنا نتحدث عن أمر ما في ديوان المحاسبة فهو عكس ما قبل الأمس". وختم حوري قائلا: "صدقوني لدينا مشكلة حقيقية مع من تحدث بالأمس، والمشكلة الحقيقية هي غياب الموضوعية، نتحدث بالوثائق، ونتحدث بالأرقام، ونتحدث بالواقعية، فيطل علينا بإطلالات كما رأيتم وسمعتم بالأمس، وفي الحقيقة لا يمكننا إلا أن نحتكم الى العقل والقانون والمنطق، ولمن لديه مشكلة مع هذه العناوين الثلاثة فلسنا نحن من يملك الحل".

 

نضال طعمة: للتوقف عن استخدام فزاعة "القاعدة" ومعالجة ملفات الاعتداءات على لبنان في اطار مسؤول

 وطنية - 28/12/2011 تمنى النائب نضال طعمة، في حديث الى "اخبار المستقبل" اليوم، "لو ان وزير الدفاع فايز غصن اهتم بتنفيذ القوانين والتصدي للاختراقات والاعتداءات السورية على الاراضي اللبنانية، عوض أن يقدم صك براءة، ويعطي التبرير لهذا النظام بالاعتداء على لبنان". وتقدم طعمة بالتعازي الى "ذوي الشهداء المظلومين الذي سقطوا"، متمنيا "ان تكون هذه الدماء الزكية حافزا للدولة لتقوم بواجباتها". وأكد تضامن "نواب عكار مع اهالي وادي خالد وعرسال، وكل المناطق الحدودية المهددة"، مشيرا الى انها "ليست المرة الاولى التي تنتهك فيها الحدود اللبنانية، ويغض المسؤولون اللبنانيون نظرهم عن هذه الانتهاكات". وسأل: "الى متى سيبقى قدر الشعب اللبناني ان يقدم الاضاحي، وأن يذبح شعبه على مائدة المصالح الاقليمية والمصالح الضيقة؟"، مشددا على "اننا لن نقبل بعد اليوم أن تستباح عكار بهذا الشكل". ودعا الى "التوقف عن استخدام فزاعة "القاعدة" وان نعالج ملفات الاعتداءات على لبنان في اطار مسؤول". وطالب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ب"إستدعاء السفير السوري علي عبد الكريم علي لابلاغه شجب لبنان لهذا الاعتداء وفق الاصول الديبلوماسية، وأن يضع هذا العمل الاجرامي الكبير في اطار عمل المراقبين العرب أو حتى تقديم شكوى الى مجلس الامن". وختم بالقول: "اذا كان البعض يحاول جرنا لأن نشكل نوعا من الامن الذاتي، فنحن لن نقبل الا بالدولة، الدولة اللبنانية الوطنية فقط تحمينا".

 

عون عرض التطورات مع أحمد القطان

وطنية - 28/12/2011 استقبل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في الرابية، رئيس جمعية "قولنا والعمل" الشيخ احمد القطان على رأس وفد من بر الياس، في حضور النائب السابق سليم عون. وقال الشيخ القطان بعد اللقاء: "لمسنا حرص الجنرال على كل الطوائف والمذاهب وعلى المسلمين السنة تحديدا، بعكس ما يشاع انه ضد الطائفة السنية، وهو يحارب الفساد اينما كان بغض النظر عن الطائفة او المذهب. ولمسنا ايضا حرصه على الاصلاح في كل ادارات الدولة لا سيما القضاء، وهو يعمل لرفع المستوى الاقتصادي في هذا البلد". ولفت الى "هذه الحكومة تعمل ليل نهار من اجل معالجة الفساد الذي اورثتها اياه الحكومات السابقة". ورأى ان "أي خلل في سوريا سينعكس على كل البلدان العربية وخصوصا على السعودية".وناشد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وكل الملوك والرؤساء والامراء العرب "الوقوف الى جانب سوريا".

 

مجلس الوزراء اجتمع في بعبدا وخلوة بين سليمان وميقاتي

عبود: مراسيم النفط ارسلت منذ فترة طويلة الى رئاسة الحكومة

باسيل: لدى بري كل الحق عن المراسيم التطبيقية للنفط

الصفدي: مجلس الشورى اكد سابقا الاتفاق بين ارباب العمل والعمال

الحاج حسن: دعم المازوت ليس سهلا بوجود المافيات ونتصدى لها

فنيش: من ينفي أو يؤكد وجود القاعدة يجب ان يستند الى معلومات

 وطنية - 28/12/2011 - التأم مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة لهذا العام في قصر بعبدا عند الساعة الحادية عشرة والنصف برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء.

ويبحث المجلس في جدول اعمال من 37 بندا اضافة الى بنود طارئة لاتخاذ القرارات المناسبة في شانها.

وسبق الجلسة خلوة بين رئيسي الجمهورية والحكومة، بحثت في الاوضاع العامة وآخر المستجدات.

تصاريح

وتحدث عدد من الوزراء قبيل انعقاد الجلسة، فقال وزير السياحة فادي عبود: "ان مرسوم الاجور في انتظار رأي مجلس شورى الدولة"، موضحا "ان المراسيم التطبيقية لقانون النفط ارسلها الوزير الى رئاسة الحكومة منذ فترة طويلة".

الصفدي

وأوضح وزير المال محمد الصفدي "ان مجلس شورى الدولة قال سابقا ان المهم الاتفاق بين ارباب العمل والعمال وعندما توصلوا الى اتفاق رفضه مجلس الوزراء".

الحاج حسن

ولفت وزير الزراعة حسين الحاج حسن الى "ان دعم المازوت ليس سهلا في ظل وجود مافيات الا ان الوزارات المعنية تتصدى للموضوع".

باسيل

واكد وزير الطاقة والمياه جبران باسيل "ان لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري كل الحق في ما قال حول المراسيم التطبيقية للنفط، لان موضوعا بهذه الاهمية يجب الا يتم التعاطي معه بهذا الاسلوب، وانا ارسلت المراسيم التطبيقية الى الامانة العامة لمجلس الوزراء منذ ثلاثة اشهر".

فنيش

واشار وزير التنمية الادارية محمد فنيش الى "ان من ينفي وجود القاعدة في لبنان يجب ان يستند الى معلومات، وما يؤكد وجودها يجب ايضا ان يستند الى معلومات، ووزير الدفاع انطلق من حادثة عرسال يوم تم توجيه الاتهام الينا ليتبين لاحقا ان لا علاقة لنا بالحادث".

غداء

ويقيم رئيس الجمهورية عقب الجلسة غداء للوزراء في تقليد سنوي درجت عليه الرئاسة الاولى بعد آخر جلسة قبل نهاية العام.

 

النائب معين المرعبي انتقد وزير الدفاع "لعدم سماع نداءاتنا": نطالب بتوسيع عمل قوات الامم المتحدة ليشمل الحدود الشمالية

 وطنية - 28/12/2011 - حمل النائب معين المرعبي، في تصريح اليوم، على وزير الدفاع فايز غصن "لعدم سماع نداءاتنا المطالبة بقيام جيشنا الوطني في حماية الحدود وفي الدفاع عن مواطنيه وعن الأرض والعرض رغم الاعتداءات المتكررة على الآمنين في المنازل"، معتبرا ان "استشهاد ثلاثة شبان من آل اليوسف من أهالي وادي خالد الكرام، كان لا لشيء سوى بسبب مرورهم على طريق عام في المنطقة حيث يعملون".وقال: "لقد بلغت الأمور حدا لم يعد يطاق، فاذا طالبنا بالجيش نتهم بالتآمر واذا لفتنا الى التجاوزات الحمقاء ننسب الى القاعدة وتنتهك الكرامات وترتكب في حقنا التجاوزات، وكل ذلك على ما يبدو تنفيذا لمخطط جهنمي لا يعلمه الا أصحابه".وانتقد وزير الدفاع "لعدم اعطاء الجيش الأوامر بحماية البلد"، ونصحه "بعدم كيل المزيد من الاتهامات"، وقال:"اذا كان هناك من قاعدة في المنطقة فهي من صنع نظام القتلة والمجرمين وعملائه".وختم النائب المرعبي: "أخيرا، وبسبب انشغال رئيسي الجمهورية والحكومة عن عكار وأهلها وعلى الأصعدة كافة، فاننا نستأذنهما بالمطالبة بتوسيع عمل قوات الأمم المتحدة ليشمل الحدود الشمالية في عكار وخصوصا في منطقة وادي خالد وعرسال وحيث يلزم".

 

كيف تتسلّل «القاعدة» من عرسال المحاصرة سوريّاً

صبحي منذر ياغي/الجمهورية

؟أبدى عدد من أهالي بلدة عرسال خلال حديثهم إلى «الجمهورية» استغرابهم للتصريحات التي أطلقها وزير الدفاع فايز غصن أخيراً عن تسلّل عناصر من تنظيم القاعدة إلى سوريا عبر بلدة عرسال، من دون أن يثبت ذلك بالدليل والبرهان، إذ بدا أنّ غصن كأنّه يقوم بتنفيذ أمر ما طُلِب منه».الأربعاء 28 كانون أول 2011  سأل الأهالي: "كيف يمكن لعناصر من القاعدة أن يتسلّلوا من عرسال الى سوريا والكلّ يعلم أنّ البلدة محاصرة من الجهة السوريّة بعناصر المخابرات والجيش السوري، وعلى مداخل البلدة حواجز للجيش اللبناني. وقال أحد فاعليّات البلدة إنّ الجميع يعلم مَن الذي يقوم بتهريب السلاح الى سوريا، فقضيّة تورّط أحد أبناء مشايخ حزب الله بسرقة مخزن للحزب وتهريبه الى سوريا يعرفها القاصي والداني، إلّا إذا كانت هناك نيّة للقيام بعملية أمنيّة سوريّة لبنانية مشتركة تستهدف عرسال بسسب رعايتها لإخوانها اللاجئين السوريّين؟ وأبدى أحد مخاتير البلدة تأييده لمواقف الرئيس ميشال سليمان في بكركي مؤخّراً، والتي أعلن فيها أنّ أيّ لبنانيّ وأيّ بلدة لبنانية لا تقبل إيواء الإرهاب، والجميع يتعاون مع الدولة لمنع حصول إرهاب أو إيواء الارهابيّين.

معلومات سوريّة

وكانت اوساط اكّدت انّ وزير الدفاع فايز غصن ابدى امام مقرّبين منه استياءه لتوريطه في موضوع تسلّل القاعدة الى سوريا، وكما يبدو وفق الاوساط انّه تلقّى معلومات في هذا الصدد من جهات امنيّة سوريّة عبر نائب لبناني كان زار دمشق، وجرى الاتّفاق على تسليط الضوء ناحية عرسال والتركيز على موضوع القاعدة، في إطار تكتيك أمنيّ معيّن ربّما له علاقة بموضوع الانفجارات الاخيرة التي حصلت في كفرسوسة والتي سارع النظام السوري فوراً إلى اتّهام تنظيم القاعدة بالوقوف وراءَها، في حين أنّ جهات امنيّة اوروبّية حصلت على صور بالأقمار الصناعية التي ترصد الوضع الامني في سوريا بشكل دوري ويومي وبدقة متناهية، تظهر انّ السيارتين اللتين انفجرتا في كفرسوسة كانتا قد دخلتا المجمّع الأمني قبل يومين من حصول الانفجارات..."

ردّ على غصن!

واعتبرت الاوساط انّ تصريحات الرئيس ميشال سليمان التي نفى فيها ما ذكره غصن كانت بمثابة ردّ غير مباشر من أعلى سلطة في البلاد، الامر الذي دفع بالوزير غصن الى توضيح ما ذكره ومكرّراً ما اعلنه عن تسلّل عناصر "القاعدة" الى سوريا، مشيراً الى أنّ تصريحاته ليست من قبيل التكهّن والتحليل والاستنتاج، إنّما نتيجة معلومات توافرت لدى وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية، وانّه كان من المفيد اطلاع الرأي العام عليها، للتنبيه الى خطورة الأمر على لبنان وأمنه واستقراره، ولوضع الجميع أمام مسؤوليّاتهم الوطنية. واستغربت الاوساط كيف انّ غصن يملك معلومات لا يملكها رئيس الجمهورية، وهو بمثابة القائد العام للقوّات المسلّحة، ما يدلّ على غياب الرؤية والتنسيق وتشرذم الموقف الرسمي .حتى إنّ وزير الداخلية مروان شربل أكّد بدوره أن لا وجود رسميّا لتنظيم "القاعدة" في لبنان.

جرّ عرسال إلى أتون الصراع

وأبدت الأوساط تعجّبها من محاولة بعض اللبنانيّين جرّ عرسال الى أتون الصراع، والإيحاء بتورّطها في تفجيرات دمشق، فهذا بمثابة خيانة وطنية. وعلى مجلس الوزراء النظر إلى هذا الموضوع بجدّية ومن دون تهاون، فبلدة عرسال، مستهدفة في حاضرها ومستقبلها، كونها تشكّل الثقل العسكري السنّي إذا أُجيزت هذه العبارة، وكونها تشكّل موقعيّة ممانعة فعليّة، أسوةً ببلدات الشمال، حسب ما ينظر اليها من الفريق الاكثري الحالي، إضافة الى انّها تشكّل فتيلاً سريع الاشتعال، لو أُريد لفتنة ما أن تشتعل يوما لمصلحة خاصة بالمعادلة القادمة، وكان قد سبق استهدافها مرّات عدّة سابقا، فلماذا تطرح مجموعة الثامن من آذار، تلك الأمور على البساط الدموي السوري، ولماذا تتدخّل في هذا الشأن، في الوقت الذي تناقض فيه مواقفها، وتتّهم فرقاء بالتدخّل في الشأن السياسي العام الداخلي اللبناني.

 

الكونغرس الأميركي قرر معاودة المساعدات العسكرية المقرّرة للبنان

واشنطن - هشام ملحم/النهار

 قرّر الكونغرس معاودة المساعدات العسكرية الاميركية  المقررة الى لبنان وفقاً لموزانة سنة 2011، بعدمت كان قد علقها عقب الاشتباك الحدودي بين لبنان واسرائيل صيف 2010. جاء ذلك في سياق اقرار لجنة الاعتمادات الخارجية في مجلس النواب لموازنة المساعدات الخارجية، والتي صارت سارية المفعول بعدما وقعها الرئيس باراك اوباما قبل يومين من عيد الميلاد.

وكانت الحكومة الاميركية قد قررت تخصيص 100 مليون دولار لتزويد لبنان بمعدات غير قتالية للسنة المالية 2011. لكن المبلغ الذي سيحصل عليه لبنان عملياً هو 78 مليون دولار، بعدما قرّر الكونغرس خفض حصص معظم الدول التي تتلقى مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة بما فيها لبنان بسبب سياسات التقشف التي ستطاول معظم البرامج الحكومية. وخلال فترة تعليق المساعدات، واصلت وزارتا الخارجية والدفاع جهودهما لاقناع المشرعين بضرورة معاودة المساعدات للقوات المسلحة اللبنانية للقيام بدورها في حماية حدود لبنان ومكافحة الارهاب.

ووفقاً للنص المتعلق بلبنان في الموازنة التي أقرها الكونغرس، فان المساعدات المقدمة الى لبنان يجب ان تنفق لصالح لبنان "فقط من أجل زيادة مهنية القوات المسلحة اللبنانية، وتعزيز أمن الحدود ومكافحة الارهاب، بما في ذلك توفير التدريب... واعتراض شحنات الاسلحة (المهربة)، ومنع استخدام لبنان ملجأ آمناً من قبل التنظيمات الارهابية، ومن أجل تطبيق القرار 1701...". 

وحتى الآن ليس من الواضح ما اذا كان لبنان سيحصل على مساعدات عسكرية في السنة المالية 2012، وما اذا كانت أي مساعدات جديدة تشمل معدات "قتالية".

 

عائلة طارق الربعة تتهم شركة"ألفا" والقضاء العسكري بإخفاء حقائق تبرئة

أصدرت عائلة ومناصرو طارق الربعة بيانا، دعت فيه "قيادة الجيش اللبناني إلى ملاحقة ومعاقبة من حرض وتسبب بإثارة الشبهة حول طارق إبتداء من موظفي شركة ألفا والحاسدين الذين زودوا مديرية المخابرات بمعلومات خاطئة ادت إلى الشك بطارق وتوقيفه بناء على الرقم الفرنسي الشهير +33607867583 العائد لشركة النقل ولكام. وإن الصمت المريب وغير المفهوم لشركة ألفا التي في حوزتها كافة المستندات التي تؤكد صدق طارق وإخفائها لهذه الملفات والمستندات التي تبرئ طارق عامدة متعمدة يساهم بطمس الحقيقة وتحويرها وتأويلها ولتزيد وكأن طارق كان يعمل في شركة أخرى أو على كوكب آخر. وإن الأجهزة الأمنية تأكدت من خطأها في تحديد وتعريف هوية الرقم الفرنسي وهذا ما قاله طارق لهيئة المحكمة في جلسة 12 -12 -2011 ولكن المحكمة برئيسها ونيابتها العامة لم تتعام عن الموضوع فحسب بل رفضت التحقيق بالأمر وردت طلب ترك طارق وكافة الطلبات الأخرى عامدة متعمدة ومتحدية طارق ووكيلته وعائلته ومناصريه والمنظمات الدولية بالإصرار على عدم الأخذ بقرينة البراءة الواضحة الجلية ووقف محاكمته. وان شركة الكاتيل ارسلت كتابا تقر فيه بعلاقتها بشركة النقل ولكام وتعاقدها معها لنقل طارق وان المدعوة فاني تران فيفيه التقى بها طارق في فرنسا على اثر ارساله من قبل شركة الفا لحضوره دورة تدريبية في منطقة لانيون وكان برفقة طارق المهندس سيزار صالح الذي التقى أيضا بالسيدة فاني ولكن المحكمة لم تستدع سيزار لسماع إفادته وشهادته لتبرئة طارق وهي تسمع كلام طارق ولكن لا تريد ان تصغي إلى شيء مما يقوله طارق، ولا تقرأ شيئا مما تقدمه وكيلته".

اضاف البيان: "بناء عليه وعلى أثر متابعتنا الحثيثة لقضية احد نوابغ لبنان والوطن العربي في هذا العصر، صار واضحا لنا ان السلطة القضائية في لبنان ممثلة بأداء المحكمة العسكرية وسلوكها لا تطبق أبسط معايير القانون اللبناني والدولي ألا وهو "المتهم بريء حتى تثبت ادانته" وإن الموقوف يستفيد من قرينة البراءة لإخلاء سبيله ويقع على عاتق النيابة العامة إبراز ادلة الإدانة ولا يقع على عاتق المتهم أبراز اي دليل على براءته. فكيف الحال في قضية طارق الذي ليس في حوزة النيابة العامة اي دليل إدانة وبالعكس تقدم طارق عبر وكيلته بادلة البراءة ولكن لم تنظر إليها المحكمة مما يثير علامات إستفهام كثيرة عن مسيرة العدالة في لبنان ونواياها تجاه هذا الملف الخالي حتى من الشبهة".

وتابع البيان:"بعد مرور سنة ونصف على توقيف طارق والمأساة التي عاناها وعائلته ومناصريه. وبعد رفض مذكرة الدفوع الشكلية المؤلفة من 182 صفحة ورفض تمييزها، وبعد رفض طلب إخلاء سبيل طارق ورفض تمييزه وبعد رفض طلب وقف محاكمة طارق ورد كافة الطلبات الأخرى تبين واضحا أن المحكمة العسكرية تصر على التعامي عن النظر في ادلة البراءة التي تقدمنا بها. ففي ظل هذا الإصرار غير المقنع وغير المبرر لا بل انه اصرار مشبوه يدعونا إلى الخوف على طارق بل أكثر من ذلك صرنا نخشى على أنفسنا وعلى لبنان من هذا الأداء الموجه من الإعلام حيث صارت الشاشات قاعات محاكم يحاكم فيها الأبرياء وتؤثر على سير العدالة سلبا لتنوب عنها حينا وترهبها أحيانا.اننا نستهجن أداء وسلوك وثقافة المحكمة العسكرية في لبنان التي تحاكم مواطنا مدنيا كان يعمل في شركة خدماتية وليست عسكرية، ونرفض ادعاء النيابة العامة العسكرية السنة الماضية على طارق بمواد لا تمت له بصلة وكانت على اثر تعرض طارق للتعذيب والتوقيف التعسفي والخطف لمدة 16 يوما. ورغم متابعتنا لهذا الملف مع كافة القيادات الذين منهم من رحب بنا مشكورين، ورغم مناشداتنا المتكررة للرؤساء الثلاثة وإعتصاماتنا المتعددة في الزمان والمكان لم نجد صدى لأي مسعى قمنا به بل ان سياسة تدمير الأدمغة أو تهجيرها ما زالت مستمرة في لبنان تحت شعارات مختلفة وبأوجه متعددة. في ظل هذا الوضع المأسوي لطارق والمؤسف للمحكمة العسكرية نكرر مطالبتنا وأصرارنا اكثر من اي وقت مضى على ترك طارق في حال سبيله، وندعو كافة النواب والقيادات السياسية والشعبية التي تسعى إلى فصل السياسة عن القضاء وإلى تطبيق العدالة الحقة إلى الإنضمام إلينا في التظاهرة السلمية التي سننظمها على باب المحكمة العسكرية الأسبوع القادم من اجل مناصرة المهندس المظلوم الذي ذهب ضحية النزاعات السياسية وكان مطية للمتربصين ببلدنا الحبيب لبنان وللمطالبة بتطبيق ابسط معايير القانون الا وهو قرينة البراءة".

وختم البيان: "أننا لن نكل ونتعب من المطالبة بترك طارق ورد اعتباره ونؤكد ضرورة إخلاء سبيله فورا ونجزم باننا سندافع عن مهندسنا حتى آخر نفس فينا ولن نقبل باستمرار محاكمته باسم الشعب اللبناني. فنحن الشعب اللبناني الذي يطالب بطارق. ونطالب قيادة الجيش اللبناني الذي نحب ونحترم أن تقوم بكل ما يلزم لتوضيح الإلتباس الذي حصل مع طارق حول تعريف الرقم الفرنسي والذي كان بداية هذه المحنة التي ننتظر نهايتها بالإفراج عن طارق فورا وإقفال هذا الملف الخالي من أي أساس وتهمة ورد الدعوى في حق مهندسنا اليوم وليس غدا".

 

السفير"...ست سنوات على خيار عون الاستراتيجي و"تياره" يسأل عن الكلفة والمردود...

تفاهم مار مخايل: ضرورات التعبئة الجماهيرية تفرض المحظورات!

كتبت كلير شكر في صحيفة "السفير": لم يكن شربل نحاس بحاجة إلى "التصويت الثلاثي" المسيّس، كما وُصف، على الاقتراح الذي تقدّم به لتصحيح الأجور، ليخرج من مجلس الوزراء منتصراً بالمعنى السياسي. أصلاً هو توّج بطلاً لحظة سقوط مشروعه الإصلاحي للتقديمات الاجتماعية بالضربة القاضية، وبالتالي فإن وقوف الحليف، و"حليف الحليف" إلى جانب اقتراحه الأخير، هو قيمة تضاف إلى سجل علاقة "حزب الله" وحركة "أمل" مع "تكتل التغيير والإصلاح" بزعامة ميشال عون... ليس أكثر.

أكثرية وزارية تتكرس على الطاولة البيضاوية، وتأخذ السفينة إلى حيث تريد "الترويكا" السياسية الجديدة، ليس من باب عزل الثلث غير المعطل، وإنما تعويماً لتفاهم ظن البعض انه أصيب بوهن كبير.

وقف "السيد" في ذكرى عاشوراء، يصول ويجول في مواقفه بين حروب الخارج ومعارك الداخل، متوقفاً عند شكوى حليفه ليقول بوضوح لا لبس فيه: ندعو الى تفعيل العمل الحكومي ونؤكد على صوابية مطالب "تكتل التغيير والاصلاح" وعلى رئيس الحكومة الاستجابة لهذه المطالب.

لم تمض ساعات قليلة، حتى وجد «الفريق البرتقالي» نفسه وحيداً في مركب الحكومة المثقوب، لا من ينجده ولا من يسعفه في مشروعه التغييري.

وحده عذْرُ عدم التنسيق المسبق تبرّع بالإجابة عن سيل من التساؤلات: هل هي بداية انهيار التفاهم "البرتقالي" ـ "الأصفر"؟ هل هي النقطة التي قصمت ظهر تراكمات عمرها من عمر الحكومة الميقاتية وربما قبلها؟ هل انتهى زمن الغنج والدلال؟ هل هي الشيخوخة المبكرة؟ هل هي الحاجة إلى تحديث آليات التنسيق؟ هل صار حمل التفاهم ثقيلاً على كتفي "التيار الوطني الحر"؟ أم أن لكل مرحلة مقالها؟ هل ضرورات التعبئة الجماهيرية ستفرض المحظورات؟

خلف تلك الحجة، التي لم ترو غليل الباحثين في ثنايا العلاقة الثنائية، تكثفت غيوم من الانتقادات المبطّنة، التي تصل تارة مسامع حارة حريك، وطوراً تُحمّل مسؤوليتها إلى الرابية، لكنها غالباً ما تعجز عن الارتقاء إلى مرتبة الملاحظات الطبيعية التي تجد عادة آليات تتولى معالجتها أو تذليلها.

الصورة تجمع "السيد" و"الجنرال" فجأة خلال الأسبوع الماضي، وذلك بعد مضي أكثر من نصف سنة على آخر لقاء جمعهما خلال "معركة تأليف الحكومة الميقاتية". لا تقل أهمية الصورة شكلا عن مضمونها. استدرجها عمليا الانقسام الوزاري الذي شهدته طاولة نجيب ميقاتي بين موقعَي "تفاهم مار مخايل". كانت كافية لا بل ضرورية، لتضخ بعض الأوكسيجين في شرايين العلاقة التي ستنهي في شباط المقبل عامها السادس، وفق "السجل الرسمي" لرعية مار مخايل.

التجربة الأولى من نوعها، التي لم يتجرأ أي فريق مسيحي على خوضها، ولم يراهن أحد، لا سيما ممن هم في صف الخصومة، على صمودها، ولدت بين جمهورين متمايزين: لم يكن صعباً على بيئة الحزب الأصفر أن "تهضم" الوثيقة، هي أصلاً لا تكن الكراهية للجنرال، ولذلك لم تبلع "التحالف الرباعي"، المخالف لطبيعتها، إلا بفعل دواء "التكليف". أما بيئة "التيار" فلم تعتد الإمساك بيد "الآخر". فكيف اذا كان هذا "الآخر" حزباً دينياً ارتبط اسمه وصيته بالسلاح... وعلى الرغم من ذلك، فإن ما حققه الجنرال لم يسبقه إليه زعيم مسيحي في تاريخ المسيحيين والكيان اللبناني. نقل أكثرية الجمهور المسيحي، لحظة كان يمثل الأكثرية المسيحية، من ضفّة الخصومة، إلى برّ التحالف مع "حزب الله".

قالوا مرّة إنّ مجرد تعرّض "حزب المقاومة" لانتكاسة أمنية أو سياسية، سيدفع قيادة الرابية إلى إدارة ظهرها فوراً. وها هي حرب تموز (لم يكن قد مضى على التفاهم أكثر من خمسة أشهر) تقدم دليلاً ملموساً على التحام عضويّ بين الفريقين سيظل "ديناً إلى يوم الدين". وقالوا مرّة أخرى إن تخلي الحزب عن ترشيح "العماد" لرئاسة الجمهورية سيُحرج الأخير ليُخرجه من مربّع التفاهم، إلى فضاء الانفصال. وإذ بالاستحقاق الرئاسي يصل إلى قائد الجيش ميشال سليمان، يمر ولو بغصة، ولكن من دون أي آثار جانبية على علاقة أهل التفاهم ولو أن ميشال عون كان يأمل من 7 أيار أن يكون انقلابا كاملا، بالمعنى السياسي والسلطوي...

محطات مفصلية كرّست عمق هذا التحالف الذي يقول "صنّاعه" إنهما خططا مع كتابة أسطره الأولى لنسج تفاهم استراتيجي، أبعد من التفاصيل اليومية وشياطينها. فهل ستفعل حكومة الأغلبية النيابية ما عجزت عنه الامتحانات السياسية السابقة؟

جلس الحليفان سوياً الى طاولة نجيب ميقاتي، وفي ذهن كل منهما أولويات مختلفة. يحسبها "التيار الوطني الحر" على أنها فرصة تاريخية لا بدّ من استثمارها حتى "آخر الكوب". يريد من هذه التركيبة "الاستثنائية" أن تساعده على تعويض ما فاته من أصوات تسرّبت خلال السنوات الأخيرة من جيوبه إلى مجاري الخصوم. هذه الفئة التي تُعرف بـ"المترددين"، هي التي قفزت خلال الانتخابات النيابية الأخيرة من مقلب إلى آخر. هي التي يُقال إن بعضها صوّت في الانتخابات على قاعدة معاقبة الجنرال على خياره التحالفيّ مع "حزب الله".

يدرك "البرتقاليون" أن عصب جمهورهم يتفاعل على وتر الشعار الإصلاحي. على قدر ما يتصلّبون في تقديم جرعات إصلاحية، على قدر ما يلتصق بهم المؤيدون. وهو مستعد لخوض حروب يومية بوجه الجميع تكريساً لنهجه التغييري في مواجهة الفساد.

وعلى مائدة الحكومة التي يعتبر "حزب الله" أنه ساند حليفه "البرتقالي" في مطالبه حتى حرفها الأخير، مجمّداً الولادة لأكثر من خمسة أشهر، تفتّحت الجراح. في كواليس "العونيين" يبرز "النق" من بين ثنايا الممارسات الحكومية، وكلام من نوع: حارة حريك تتعامل مع نجيب ميقاتي وكأن سعد الحريري لا يزال في السرايا الكبيرة. تتجنّب التصادم مع أي من مكونات السلطة التنفيذية حفاظاً على ماء التواصل. وفي الجعبة الكثير من النماذج: مع خطّة الكهرباء، دوّر "حزب الله" الزوايا على حساب مشروع حليفه. مع التعيينات الإدارية، أحس "التيار" أن المياه تجري من تحت قدميه فيما هو عالق أمام حائط الخلاف مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان. كان يفترض بنظره تجميدها في انتظار حلّ الاشكالية المسيحية. في ملف تصحيح الأجور، تنسيق مشبوه عزل الوزراء "البرتقاليين"، و"إذا كان الحزب على دراية بهذا التنسيق فتلك مصيبة، وإن كان لا يدري وسار به، فتلك مصيبة أكبر"... إلى أن أصلح التفاهم الثلاثي ما أفسده التصويت الحكومي وخاصة تصويت الثنائي الشيعي بوجه التصويت البرتقالي.

همّ "حزب الله" الأول والأخير مذ أن "جلبه" القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى "قفص الاتهام الافتراضي"، يتركّز على احتواء أي خلاف سنيّ - شيعي.

بعد السابع من أيار، اضطر الحزب لابتلاع "انتصاره" وتقديم أول تنازل بسبب خشيته من فتنة قد تطل برأسها، وقدّم الرئاسة الأولى على طبق التوافق، فيما كانت "القاعدة العونية" تنتظر ترجمة لمصلحتها تتوج الانقلاب السياسي وتحمل قائدها إلى القصر الجمهوري لأن الفرصة لن تتكرر مرة ثانية...

لا يخشى "التيار" على جمهوره "البرتقالي" من ترغيب الخصوم ولا ترهيبهم. هؤلاء الناس مخلصون لـ"القائد". المشكلة تكمن في الـ30% من الرأي العام المسيحي، المتقلّب على جمر المواقف غير المقنعة. خلال النقاشات المشتركة بين الفريقين الأصفر والبرتقالي، كان التركيز على هذه الفئة: المطلوب تحسين الأداء، والتخفيف من الهفوات، لجذب الشريحة الأكبر من هذه الفئة المترددة.

بدءاً بسبابة "السيد"، لغة التهديد والوعيد، التعابير المستخدمة، المظاهر العسكرية، وصولاً إلى البرامج التلفزيونية والإطلالات الإعلامية... استفاض الفريقان في عرض التفاصيل "الملتبسة" بهدف تكثيف طلات النماذج التي تشبه بتواضعها السيد نصر الله، واستبعاد النماذج التي قد تثير النقزة في نفوس الجمهور المسيحي.

ولكن الكلام في الصالونات شيء، والأداء على الأرض شيء آخر. يشعر الجمهور العوني أن "الحزب" بات يتعاطى معه على أنه تحصيل حاصل، في الجيب، لا خوف من ردة فعله. استخلص من تجربة الحكومة الميقاتية أن حليفه الأصفر لا يكترث لنهجه في محاربة الفساد، لا يصبغه بنفس الأهمية التي يوليها "التيار". لا يساعده على استرداد "الجمهور الضائع"، ولا يقدّر عواقب بعض التصرفات غير المقبولة مسيحياً: سقوط الضابط سامر حنا شهيداً صفعة مؤلمة لـ"التيار" عشية فتح صناديق الاقتراع في العام 2009. شبكة ترشيش للاتصالات تعطي الخصوم مادة سهلة للتصويب. مواجهة المجتمع الدولي بسبب المحكمة كادت تكون باهظة الثمن لولا التخريجة الميقاتية. "صرماية" نواف الموسوي قادرة على رفد سامي الجميل بكل مقومات الشعبية وتحويله إلى بطل بين ليلة وضحاها...

الأولوية هي لمشروع الحزب الاستراتيجي، حتى لو اتخذ في بعض المرات بعداً أمنياً مثيراً للجدل، وللإحراج. هو بحاجة لكل الجالسين معه الى طاولة مجلس الوزراء. أما "التيار" فليس بحاجة إلا إلى جمهور، ويبدو أن الأخير صار يتأفف من أكلاف التفاهم. يراقب "التيار" إمعان الحزب في تصرفات تزيد من "نقمة" الفئة المترددة... وصار الخوف على تأثر جمهور "اللحم الحيّ"، أي البقعة البرتقالية. هي بدورها صارت تزين الأمور بميزان التفاصيل: الحزب ربح معنا بالجملة فيما يضيّق علينا الربح بالمفرق. فهل بات من الأفضل البحث عن تحالف جديد يعطي كل ذي حق حقه؟

وبالفعل، فإن "الحزب" لا يعاني من عقدة نقص جماهيرية قد تصيب حليفه البرتقالي: لا يجوز مقارنة أرقام 2005 و2009، لكل لحظة تفسيرها. كانت الأولى عاطفية بامتياز، عرف وليد جنبلاط كيف يوصّفها. الثانية عقلانية تعبّر عن خيار سياسي واضح، أفرزته صناديق الحرب الكونية" التي أثبتت أن شعبية "التيار" جبل لا يهزه ريح.

بالمبدأ، تعترف قيادة الحزب بارتكاب بعض "الهفوات"، غير المقصودة من جانبها، والتي تسعى إلى معالجتها، لأنها لا ترغب بإحراج حليفها وإنما بإكمال صورته، "فنحن من البشر ولسنا مثاليين". ولكن يبقى الأهم بالنسبة إليها هي نظرة "الجنرال" وقراءته لمسار التفاهم، غامزة من قناة التفلت الحزبي في هرمية "التيار" والذي يحول في بعض الأحيان دون وصول الصورة الصحيحة عن دقائق الأمور وحقائقها إلى كل الكوادر: جنرال الرابية يعرف جيداً أن الحزب مؤيد لنهجه الإصلاحي، ويعلم جيداً أن السياسة في لبنان هي القدرة على جمع التناقضات في مربع واحد ملّون طائفياً. وبالتالي فإن اتهام الحزب بالإجحاف في التعامل مع حليفه المسيحي، فيه ظلم لأن القرار ليس بيد الضاحية الجنوبية.

يقر قياديون في الحزب بوجود مناطق فراغ في فهم الأمور، يستطيع الآخرون من خلالها التسلل لبث أجواء سلبية عن العلاقة: ليس كل ما يُرى هو الجوهر، فبعض القشور قد تطفو على الوجه. "التيار" هو الحليف الأول حتى لو اضطر الحزب لوضع القفازات في تعامله مع الآخرين. لسنا بحاجة الى تقديم براءة ذمة، ويكفي الإشارة إلى أنه في خطة الكهرباء، مارس الحزب الضغوط كي ترى النور، وفي مسألة تصحيح الأجور ظُلم لكنه لم ينطق بكلمة.

ولا يتوقف الحزب عند سرد بعض "المظاهر العسكرية" التي "يشكو" التيار من عدم قدرته على تبريرها في شارعه أو الترويج لها. كما لا يقيس الأمور بميزان الربح والخسارة بينه وبين "البرتقاليين": يكفي استعادة بعض خطب الجنرال التي بدا فيها مقاوماً أكثر من المقاومة ومدافعاً عن حقوقها أكثر من ناسها، كي لا نشعر بالخوف على جمهور التيار. لو صحيح أن ارتباط هؤلاء الناس بالقيادة العونية ضعيف، يستدعي التنبه له، وأن أداء الحزب مسيء للجمهور "البرتقالي"، لما ذهب قائده بعيداً في مواقفه، وكان حرياً به التخفيف من هذا "الدوز"...

على عتبة انتهاء عامه السادس، يترك التفاهم الارتياح في ذهن "حزب الله": لقد أعطى ثماره على أكثر من مستوى، ولا يزال عمره طويلاً، ولا يزال المستقبل أمامه مفتوحاً على مصراعيه، لأنه يقف على أرض صلبة. المهم أنه لم يُمس في جوهره، وبعض الاشكالات المطروحة بسبب عدم التنسيق على طاولة مجلس الوزراء قابلة للحل، لا سيما بعد الاتفاق الأخير القاضي بإجراء مراجعة مشتركة قبل دخول الجلسة الحكومية.

أما في الملعب البرتقالي فإن الجمهور يقف عند الكوع، ويعدد "الخطايا". وفي أجندته ثمة قضايا كثيرة تنتظر معالجتها ضمن إطار التفاهم: عودة اللاجئين إلى إسرائيل، حل قضية المفقودين في السجون السورية، النهج الإصلاحي... والأهم من ذلك الاستفادة من موقع السلطة، سواء عن طريق فتح حنفية الخدمات أو الدخول الفعلي الى جنة الادارات والمؤسسات العامة.

يدرك العونيون أن نسبة عالية من الجمهور المسيحي المتردد تتأثر الى حد كبير بالخدمات. هي الفئة التي كانت توالي في زمن الوصاية، قيادات مسيحية كانت سورية حتى العظم لكنها كانت كريمة جدا بالخدمات، ولعل المتن الشمالي وبعض التجارب النيابية في كسروان ومناطق أخرى خير دليل على صوابية هذا الاستنتاج. هؤلاء استفادوا من مواقعهم وتغلغل أزلامهم في الادارة من أجل توفير الخدمات، وعندما طويت الحقية السورية، صاروا جزءا من حقبة جديدة غلبوا خلالها ولاءهم لسعد الحريري واستفادوا كثيرا من تجربة التربع على عرش السلطة على مدى خمس سنوات متواصلة.

لقد كان مبررا أن يعاقب العونيون على مدى خمس سنوات، بما في ذلك أثناء مشاركتهم من موقع الأقلية في حكومتي فؤاد السنورة (2008) وسعد الحريري (2009 ـ 2010)، لكن هل يعقل أن تستمر حالة المعاقبة اليوم، بينما هناك من يهمس في أذنهم ليل نهار أنكم تشكلون ثلث الحكومة وهذه فرصة لن تتكرر لغيركم مسيحيا، بينما المردود صفر حتى الآن.

على التفاهم أن يقدم جوابا مقنعا للعونيين، حتى يقنعوا أنفسهم قبل أن يقنعوا جمهورهم، وهذا الأمر يتطلب مقاربة استراتيجية من ركني التفاهم لمجموعة عناوين سياسية، فضلا عن الالتفات الى البيت البرتقالي الداخلي.. وللأمر حكاية أخرى صار من المملّ تكرارها!

 

الشيخ حسن مشيمش: من قيادي في حزب الله إلى «عميل»

الشيخ نبيل قاووق عرض فيديو إعترافات انتُزِعَت تحت التعذيب في سوريا

الشفاف/مرة أخرى، الشيخ حسن مشيمش كان، حتى إطلاق سراحه، أحد "المخطوفين اللبنانيين في سوريا"، وأعدادهم ما زالت بالمئات. بعضهم خطفته أحزاب "لبنانية" وسلّمته للمخابرات السورية وما زال "أسيراً" في سجون الطاغية الأسدي منذ السبعينات والثمانينات (تماماً كما فعل حزب الله حينما أوعز للسلطات السورية باعتقال الشيخ مشيمش). أما الشيخ حسن مشيمش، فقد قضى 14 شهراً (فقط) مخطوفاً بصورة غير قانونية في سجون آل الأسد إلى أن برّاته الأجهزة القضائية السورية نفسها. يعني ذلك أن "فرع المعلومات" تسلّم "لبنانياً مخطوفاً من دولة أجنبية"، بدون أن يسأل "الدولة الخاطفة" عن مبرّرات خطف مواطن لبناني، ثم قام بدوره باعتقاله فوراً (بدون إعادته إلى أهله) وأحاله إلى التحقيق فالمحاكمة! والسؤال هو: هل أصبحت المخابرات السورية "ضابطة قضائية" معتمدة من الأجهزة اللبنانية ومن القضاء اللبناني؟ وهل اعتمد "فرع المعلومات" على ملفات حزب الله؟ وهل أخذ بالإعتبار "فيديو الإعترافات" تحت التعذيب الذي يمتلكه الشيخ نبيل قاووق؟ وهل تشكل ملفات الحزب والمخابرات السورية "مستندات قضائية لبنانية؟ وهل تشكّل طريقة الإعتقال "غير القانونية" مبرّراً للطعن في محاكمة الشيخ حسن مشيمش من أساسها؟ وأخيراً، هل بات لبنان "فرعاً" لـ"جمهورية البعث وولاية الفقيه المتحدة"؟

"الشفاف"

صدر عن عائلة الشيخ حسن مشيمش البيان التالي: تعقيباً على اللغط الذي تثيره في أوساط الرأي العام اللبناني عامة، والشيعي خاصة، التطورات القضائية المستجدة في قضية الشيخ حسن مشيمش، فضلاً عن بعض المقالات المغرضة المنشورة هنا وهناك، يهم عائلة الشيخ مشيمش أن تضع بين أيدي الرأي العام اللبناني، بكل فئاته، الحقائق والمعطيات التالية:

على ما كتب الشيخ حسن مشيمش بقلمه في حاشية مقالة تحت عنوان «الولاية للفقيه واجتهاده أم لله وفقهه؟» نشرها في العدد 21، (حزيران 2010)، من مجلة ضفاف فلقد «وقع الطلاق البائن بيني وبين حزب ولاية الفقيه سنة 1998 لعدم إيماني بنظرية ولاية الفقيه، كما أنني لا أؤمن بأية سلطة تحكم بدعوى أنها تملك تفويضاً من الله وأن مصدر شرعيتها منه سبحانه. إن شرعية السلطة والسلطة الشرعية تولد من العقد بينها وبين البالغين العاقلين الراشدين في المجتمع بواسطة الانتخاب الحر لأجل محدد معين وبصلاحيات محدودة ومحددة ومعيّنة لأن السلطة المطلقة بالصلاحيات والأجل هي مفسدة مطلقة ولو كان على رأسها متقدّس ما دام ليس رسولاً نبياً ولا إماماً وصياً مختاراً بوحي الله سبحانه المسموع والمرئي المباشر، وليس بالرواية الملتبسة والغامضة والضبابية والمجملة في سندها ودلالتها». ولمن يريد الاستزادة عن المسؤوليات التي شغلها الشيخ حسن مشيمش في إطار حزب الله، وتحديداً في أمانته العامة، أن يتوجه بالسؤال إلى الأمين العام الحالي السيد حسن نصرالله، وإلى الأمين العام السابق الشيخ صبحي الطفيلي، ومن دونهما من مسؤولين دينيين ومدنيين.

لقد بلغت الإساءة إلى الشيخ حسن شخصياً، وإلينا جميعاً، نحن عائلة الشيخ مشيمش وأقرباءها، حداً بات لا بد معه من تسمية الأشياء بأسمائها، وفي ما يلي بعض هذه الأشياء بأسمائها الصريحة:

• يوم عاد الشيخ حسن مشيمش من ألمانيا في العام 2005، ونتيجة توجسه شراً من بعض من التقى بهم هناك، وتحرزاً من أية انعكاسات سلبية ممكنة، بادر إلى الاتصال بزميله (السابق) الشيخ علي دعموش، حالياً مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله، ووضعه في صورة مخاوفه وسلمه وثيقة خطية تسترجع تفاصيل رحلته تلك وما تخللها من لقاءات. وبترتيب من الشيخ دعموش نفسه، قام أفراد من أمن حزب الله باستجواب الشيخ حسن مرات عدة طُلب منه في أعقابها عدم السفر من لبنان دون إشعار أجهزة حزب الله مسبقاً بذلك.

• إن الشيخ حسن مشيمش الذي ارتضى أن يُخضع نفسه، فور عودته من ألمانيا، للاستجواب على يد حزب الله وأمنه كان أول العارفين بأن حركاته وسكناته مرصودة وتحت المجهر وبناء عليه، وعلى سوى ذلك من معطيات نحتفظ لأنفسنا بإخراجها إلى العلن في الوقت المناسب، فمن الثابت لدينا أن اختطاف الشيخ حسن على الجانب السوري من الحدود اللبنانية السورية يوم السابع من تموز 2010، وأن التحقيقات التي خضع لها في سوريا، تمّا بتنسيق كامل بين المخابرات السورية وبين أمن حزب الله.

• طوال فترة احتجاز الأجهزة السورية للشيخ حسن مشيمش واكب حزب الله هذا الموضوع بدليل تواصله المستمر، المباشر وغير المباشر، مع العائلة، وبدليل أن مسؤولين في حزب الله هم من تولّوا، تحت ضغط العائلة وعدد من الوسطاء النافذين، ترتيب أول لقاء بين الشيخ حسن وبين بعض أفراد عائلته. ولعل سائلاً أن يسأل: أين الدولة اللبنانية من كل هذا؟ للأسف أن الدولة غيبت نفسها إرادياً بنفسها، وعن هذا التغييب/ الاستقالة فليُسأل معالي الوزراء زياد بارود وإبراهيم نجار.

• إن تدخل حزب الله لم يقتصر على ترتيب ذلك اللقاء. فعلى أواخر نيسان الماضي، نظم حزب الله، في أحد مقارّه الأمنية، برعاية الشيخ نبيل قاووق، (حالياً نائب رئيس المجلس التنفيذي)، لقاء حضره عدد من أفراد عائلة الشيخ ومن أبناء بلدته، عرض خلاله شريط فيديو، مُثْخن بالتقطيع، يتضمن مقتطفات من اعترافات مزعومة للشيخ حسن مشيمش، أو قل لما أبقاه التعذيب من الشيخ حسن، تم تسجيلها في سوريا...ليس ما تقدم سوى غيض من فيض ما مرّ به الشيخ حسن خلال الفترة الماضية، وما مرت به العائلة. اليوم، على مطالع الـ 2012، يقف اليوم الشيخ حسن مشيمش بين يدي القضاء العسكري اللبناني منتظراً حكمه. ليس لدينا ما نتوجه به إلى هذا القضاء سوى ما كتبه يوماً رئيس محكمة التمييز وعضو المجلس الدستوري سابقاً، القاضي سليم العازار: «وحدهم القضاة الأبطال والأنقياء يصنعون المعجزة». أما حزب الله، الشريك المضارب في قضية الشيخ حسن مشيمش، فنذكره بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: «يومُ المظلوم على الظالم أشد من يومِ الظالم على المظلوم».

 

وهاب: التداعيات الإقليمية آتية.. والقرار إتُخذ أن لا تسقط سوريا مهما كلّف الأمر

رأى رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب أن "الساحة اللبنانية ساحة ذات حدود غير مضبوطة لا بل مفتوحة على  تهريب الأسلحة والأموال إلى سوريا"، معتبراً أن مسألة ضبط الحدود "من مسؤولية الحكومة لان الأجهزة الأمنية لا تقوم بدورها وهي متهمة بالتقصير وبالعقم"، داعياً هذه الأجهزة إلى "التنسيق فيما بينها والتوافق على أن لبنان غير معني بتصدير الفتنة إلى سوريا  لأنّه من الواضح أن الحدود اللبنانية مفتوحة ومستباحة".

وهّاب، وفي حديث إلى محطة "nbn"، علّق على كلام وزير الدفاع فايز غصن عن وجود تنظيم "القاعدة" الإرهابي في لبنان وإنتقاله منه وعبر بلدة عرسال البقاعية إلى سوريا، بالقول: "لطالما كانت بلدة عرسال قومية ووطنية وخاض أهلها معارك مشرفة ولا يمكن أن يكون قد قصد وزير الدفاع أنها تأوي "القاعدة" بل كان كل ما قاله أن هؤلاء الإرهابيين يمرّون عبرها، وبالتالي عرسال لم تغطِ القاعدة وإذا كان هنك مرور في عرسال من قبل عناصر "القاعدة" لتعالجه الأجهزة الأمنية وحينها سيكون أهل عرسال ممتنين لها". وتابع في هذا الخصوص: "هناك فلتان على الحدود وهناك كلام في حمص ان معظم السلاح هناك من لبنان ولكن في رأيي إن غالبية هذا السلاح مصدره التجار فلبنان فيه سوق سلاح كبير"، معتبراً في الوقت عينه ان "قرار استهداف سوريا تشارك به أو تغطيه بعض القوى في لبنان ان كان عن قصد او غير قصد".

وعن الشأن السوري، أجاب وهّاب: "سوريا اليوم في معركة بين الدولة والمجموعات ىالمسلحة المناوئة لها والتي هي على ما يبدو مجموعات كبيرة. فهناك أرقام تتحدث عن وجود الآلاف في حمص وحتى المعلومات الرسمية تقول هذا". وتابع: "هناك قرار متخذ عند بعض القوى الإقليمية والدولية لاسقاط (الرئيس السوري بشار) الأسد أما مسألة إرسال فرق المراقبين العرب ما هي إلا مسألة تضييع وقت والهدف الوصول إلى اقناع مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار بتغطية العدوان على سوريا، وخصوصاً بعد أن أدرك المجتمع الدولي أن النظام لن يسقط بالتحرك الداخلي لانه اصبح محدود ولأن المعارضة السورية ارتكبت خطأ قاتلاً بحرف مسار الأحداث إلى السلاح خصوصاً أنّه تبيّن أن برهان غليون وبعض المعارضين المحترمين لا سلطة لهم على مسار الأحداث على الأرض".

وفي السياق عينه، تابع وهّاب: "اليوم نمر في سوريا بمرحلة التخريب الإقتصادي والأمني، ومن المعيب القول إن النظام هو من دبّر التفجيرين الإنتحاريين في دمشق وما حصل هو إفلاس من المعارضة"، وأضاف: "النظام يتباهى أن حلب ودمشق لم تُخترقا بعد فهل من الممكن أن ينظم هو التفجيرين في اكبر مركزين أمنيين له؟"، مشيراً إلى وجود "أزمة محروقات وغلاء أسعار في سوريا"، مناشداً "الوزراء السوريين بالنزول من أبراجهم العاجية لمعالجة الأوضاع المعيشية في سوريا".

وإذ إستبعد وهّاب "حتى الآن تغيير الموقف الروسي بالكامل"، قال :"إذا تغيّر موقف موسكو وتغيّر معه موقف مجلس الأمن تصبح الحرب واردة وحينها إذا تقرر إسقاط سوريا بأي ثمن بالقوة هناك حرب في المنطقة وهذه معلومات باسم محور الممانعة"، مشدداً على أن "القرار متخذ أن لا تسقط سوريا مهما كلف الأمر". وفي هذا السياق، رأى وهّاب أن "فرنسا ستدفع ثمناً كبيراً إذا قادها (وزير الخارجية الفرنسي ألان) جوبيه إلى هذه المغامرة"، لافتاً في الوقت عينه إلى "وجود مسؤولين عاقلين في بعض الأجهزة الأمنية ومراكز القرار الفرنسية يدركون الخطورة الإقدام على هذه المغامرة".

ورداً على سؤال، أضاف وهّاب: "إن التركي إنكفأ وبات (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان يكتفي بالثرثرة أولاً بسبب حساباته الداخلية وثانياً لأن الطرف الإيراني أبلغه رسالة واضحة بأن ايران لن تسمح باستهداف سوريا". وتابع في سياق متصل بالقول :"إن (رئيس الوزراء القطري) حمد بن جاسم مكلف بمهمة قذرة لا تقف عند سوريا وتمتد إلى بلدان أخرى ولا نستبعد السعودية التي باتت مع الجزائر على لائحة الإضطرابات فهناك إستهداف لكل المنطقة"، معتبراً أن لديه في هذا الشأن "تحليل منطقي ومعلومات في الكثير من الدوائر التي تقول إن حمد بن جداسم والقطري يمولون العمليات الإنتحارية في العراق".

وعن التدخل الإيراني في المنطقة، أجاب وهّاب:" لو كان هناك قرار عربي بتمويل المقاومة في لبنان لكانت المقاومة قبلت التمويل بالتأكيد". وأضاف في سياق متصل: "مصر تشهد انهيار اقتصادي كامل فهل قام احد من الدول العربية التي رحبت بالثورة بمد يدها إلى جيبها والتبرع بمليار دولار لها؟ لا يمكن أن يستمر لخليج بترفيهه وكل الامة العربية منهارة ولا تنمية فيها ولا طبابة ولا اقتصاد. هناك ثروة يجب ان توزع"، معتبراً أن "ديكتاتوريات جديدة ستبدأ في الدول العربية فهل المسؤولين التونسيين الحاليين أفضل بكثير من (الرئيس التونسي السابق) زين العابدين بن علي لانّهم لم يسرقوا؟ غداً سيفعلون، وفي مصر كذلك الأمر. القوى التي تسلّمت الحكم اليوم عبثية ولا رؤيا لها".

وعن الوضع الداخلي اللبناني، قال :"أنا مع التوصل لتسوية لبنانية بالحد الأدنى تحمي لبنان في ظل الزلزال الحاصل في المنطقة والتي على ما يبدو أنّه سيستمر لفترة طويلة". وأضاف :"لكن تنقصنا الجرأة للمبادرة إلى ايجاد هذه التسوية على الرغم أن التداعيات آتية إلى لبنان لا محالة في حين أن الحكومة عاجزة ولا تفعل شيئاً"، منبهاً في محال آخر إلى أن "هناك فتنة درزية شيعية يتم التحضير لها بمكان ما ويجب أن تكون الأجهزة الأمنية موجودة في بعض المناطق بشكل دائم". وعلّق وهّاب على مسألة عدم مشاركة لبنان في بعثة المراقبين العرب إلى سوريا بالقول: "ما المشكلة في مشاركة لبنان في المراقبين فعلى الأقل كان سيكون هناك اصوات عادلة في فريق المراقبين المريبين"، معتبراً أن الأميركيين سيأخذون من هذا (رئيس بعثة المراقبين العرب محمد مصطفى) الدابي الصادرة بحقّه مذكرة اعتقال دولية تقريراً ضد سوريا مقابل اإلغاء المذكرة ضده كما فعلوا مع (الرئيس السوداني) التافه عمر حسن البشير عندما اخذوا منه نصف السودان مقابل الغاء المذكرة ضده".

(رصد "NOW Lebanon")

 

مزيد من الالتباس حول تصريحات غصن وهل من تحقيق يُعرض اليوم في مجلس الوزراء؟

سمير منصور/النهار

قبل ايام من الحرب التي فرضها مسلحو جماعة ما سمي "فتح الاسلام" على الجيش في مخيم نهر البارد في الشمال، وردت تصريحات لمسؤولين سوريين من اعلى المستويات، مفادها ان عناصر من تنظيم "القاعدة" تسللت الى لبنان. كان ذلك قبل نحو خمس سنوات، وقيل الكثير عن تلك التسريبات ربطاً بكون زعيم جماعة "فتح الاسلام" شاكر العبسي ظهر فجأة في لبنان بعدما كان مسجونا في سوريا، واختفى لاحقا كما ظهر بعدما ادى قسطه للعلى... تذكر كثيرون تلك الوقائع بعد الكلام الكبير والخطير الذي ادلى به قبل ايام وزير الدفاع اللبناني فايز غصن واعلن فيه ان عناصر من "القاعدة" تسللت الى الاراضي السورية عبر معابر غير شرعية على الحدود مع لبنان، محددا بالاسم بلدة عرسال في البقاع. وكان من غرائب المصادفات ان هذا الكلام جاء قبل يوم واحد من التفجير الوحشي الذي استهدف مقرين امنيين في قلب العاصمة السورية دمشق.

وايا يكن الموقف من هذا الكلام، فلم يختلف اثنان في لبنان من السياسيين الذين تناولوه، على انه "كلام كبير وخطير جدا" ويستوجب فتح تحقيق فوري الى اقصى حد، حرصا على لبنان وحماية لمواطنين لبنانيين زج باسم بلدتهم فيه، وحرصا على العلاقات اللبنانية – السورية وعلى سوريا التي تعيش احدى اخطر المراحل في تاريخها الحديث. فاذا كان الوزير قد استند الى معلومات دقيقة في ما قاله، وهو اكد لاحقا ان ما اعلنه "لم يكن من قبيل التكهن والتحليل والاستنتاج انما نتيجة معلومات توافرت لدينا"، سيكون من الضروري ومن واجبه كوزير للدفاع فتح تحقيق قضائي عسكري فوري للتأكد من صحة معلوماته والسعي الى القبض على عناصر "القاعدة" اذا كانت موجودة حقا في البقاع او في اي منطقة لبنانية.

واذا لم يكن كلامه مستندا الى معلومات صحيحة لوجب فتح تحقيق مع الجهة التي زودته تلك المعلومات الخطيرة التي من شأنها ان تورّط شعبا ووطناً بكامله وان تسيء الى العلاقات اللبنانية – السورية. واللافت ان الوزير، وفي سياق تصريحه التوضيحي الذي اعقب تصريحه الاول، اكد انه في ما قاله، انما استند الى "معلومات توافرت لدينا" وفي الوقت نفسه اكد ايضا ان "اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم يرفضون الارهاب ويحاربونه، ومن المستحيل ان يجد له مأوى في اي منطقة او بلدة لبنانية"، فبدا واضحا ان الوزير قال الشيء وعكسه في اللحظة نفسها، الا اذا كان يعتبر البلدة التي حددها بالاسم، من خارج الاراضي اللبنانية، وهذا ما لا يمكن ان يكون واردا عنده او ان يتهمه به احد!

وفي انتظار اجراء التحقيقات المطلوبة، كان من المستغرب ان وزير الدفاع لم يتوجه مباشرة الى اهالي البلدة التي حددها في تصريحه، اقله من خلال بيان يرد فيه على مطالبتهم اياه بنشر الجيش في بلدتهم وباقفال المعابر غير الشرعية ومراقبتها. وقد كرر رئيس بلدية عرسال تكرارا باسم الاهالي بأنهم جميعا "تحت القانون" و"بإمرة الجيش" واستعدادهم للتعاون مع اي تحقيق يجريه الى اقصى حد. بل كان من الطبيعي ان يستتبع التصريح الخطير لوزير الدفاع بإرسال قوة من الجيش بحثا عن عناصر "القاعدة" التي اشار الى وجودها في تصريحه، واستنادا الى المعلومات التي اشار اليها في تصريحه الثاني...

ومما زاد الامور التباسا وتعقيدا، وجعل التحقيق الفوري اكثر من ضروري، ان رئيس الجمهورية ووزير الداخلية وكذلك وزير الخارجية، ردوا بأشكال مختلفة على وزير الدفاع ونفوا في مكان ما، ما ورد في تصريحاته. فالرئيس ميشال سليمان قال بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي صبيحة عيد الميلاد انه "على يقين ان اي لبناني واي بلدة لبنانية لا يقبلان بإيواء الارهاب"، وكذلك فعل وزير الداخلية مروان شربل الذي نقل عنه ايضا ان "الجيش يحقق في الموضوع وسيطلع مجلس الوزراء غدا (اليوم) على نتائج التحقيق كما جزم وزير الداخلية مساء امس بعدم وجود عناصر من "القاعدة" في لبنان، في حين ان وزير الخارجية عدنان منصور اكد ان وزارة الخارجية لم ترسل اي مذكرة الى نظيرتها السورية تتضمن اي معلومات عن تسلل عناصر من "القاعدة" عبر بلدة عرسال الى الاراضي السورية".

وعندما يتحدث وزير الداخلية عن تحقيق، فذلك يعني مباشرة ان معلومات وزير الدفاع مشكوك في صحتها، وفي احسن الحالات غير دقيقة.

وامس نقل بعض زوار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من النواب ان وزير الدفاع لم يتطرق في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، لا من قريب ولا من بعيد، الى ما اورده لاحقا في تصريحه. ولم يستبعد هؤلاء الزوار ان يطرح كلام وزير الدفاع وما اعقبه من تداعيات وردود فعل، على جلسة اليوم، ولا سيما اذا صح ما نقل عن وزير الداخلية حول تحقيقات تجرى وسيطلع عليها مجلس الوزراء اليوم.

 

 زعيم حركة «النهضة» الاسلامية التونسية راشد الغنوشي، لـ «الراي»: النظام السوري لا ينتمي إلى العصر ... وحان وقت رحيله

الراي/ بيروت - من ريتا فرج

اعتبر زعيم حركة «النهضة» الاسلامية التونسية راشد الغنوشي، امس، ان «النظام السوري لا ينتمي الى هذا العصر وقد حان وقت رحيله»، مشيرا في مقابلة اجرتها معه «الراي» ان «النظام السوري أسفر عن وحشية لا تسمح لأحد بالوقوف على الحياد، في معركة يقف فيها شعب أعزل يطالب بحريته وانعتاقه في وجه آلة القمع الوحشية للنظام».

وقال الزعيم الاسلامي الذي تقود حركته الائتلاف الحكومي في تونس ان «من الطبيعي لنظام سياسي تَشكل بعد الثورة التونسية أن يحتضن ممثلي الثورة السورية. فنحن مع كل الثورات القائمة ضد الاستبداد والديكتاتورية والنهب والفساد. ونحن مع حرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها».

وتزامن كلام الغنوشي مع تطورات لافتة شهدتها سورية، مع بدء بعثة المراقبين العرب مهمتها في مدينة حمص المضطربة. فرغم الوقت القصير الذي امضاه المراقبون فيها، استفاد المواطنون السوريون من وجودهم ليخرج 70 الف متظاهر معارض للنظام تجمعوا في حي الخالدية الذي شهد اراقة دماء، وهتفوا مطالبين باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، ورفعوا علم الاستقلال السوري، واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

ومكث أفراد البعثة ساعات قليلة في المدينة، قبل ان تعلن قناة «الدنيا» الموالية للنظام ظهرا تعليق مهمتهم الى اليوم. وكانوا قد بدأوها بلقاء مع محافظ حمص غسان عبد العال. واشارت القناة نفسها الى انه تم تنظيم زيارة لهم الى حي باب السباع «حيث عاينوا الاضرار التي تسببت بها الجماعات الارهابية».

لكن شريط فيديو على «اليوتيوب» أظهر عددا من افراد البعثة وهم يتجادلون مع سكان احد احياء المدينة الذين كانوا يطلبون منهم التوجه الى حي مجاور حيث يوجد قتلى، فرفض هؤلاء بداعي ان هناك اطلاق نار في الحي. وعندما طلب منهم السكان الاعلان عن ذلك، قالوا ان التصريحات الاعلامية هي من اختصاص رئيس البعثة الفريق السوداني المتقاعد محمد مصطفى الدابي. وفي الشريط سمع صوت عيارات نارية في مكان قريب من المكان الذي كان فيه المراقبون.

وكان الجيش السوري قد استبق وصول المراقبين بسحب دباباته من حي بابا عمرو الذي قتل فيه العشرات بنيران قوات الامن في اليوم السابق.

 

 سائلاً العربي: "كيف تعيّن رجلاً على رأس وفد المراقبين يحمل سيرة ذاتية غير مشرّفة؟"

عضو المجلس الوطني السوري بسام جعارة: المراقبون العرب شهود زور.. والأساس توفير الحماية للمدنيين

شنّ عضو المجلس الوطني السوري بسام جعارة حملة على رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي، مشيرًا إلى أنه "متهم بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور السوداني"، وسأل في هذا السياق الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي: "كيف تعيّن رجلاً على رأس وفد المراقبين يحمل هذه السيرة الذاتية غير المشرّفة، وكيف نقبل به وهو الذي ارتكب جرائم ضد الإنسانية" جعارة، وفي حديث إلى قناة "العربية"، قال: "وفد الجامعة العربية أمضى وقتًا اليوم عند محافظ حمص أكثر بكثير من الوقت الذي أمضاه في بابا عمرو حيث كان من المفترض أن يدخل إلى الأحياء". وأضاف: "هم  ذهبوا إلى حي النزهة على أساس أنه حي باب السباع وشاهدوا الشبيحة يهتفون بحياة الرئيس السوري بشار الأسد". وسأل: "كيف يتم تخفيض عدد المراقبين من 500 إلى 150 مراقباً"، مؤكدًا أن فريق المراقبين حدد الوقت لصالح النظام لكي يقتل الناس، فهم شهود زور". وختم بالقول: "الأساس توفير الحماية للمدنيين".(رصد NOW Lebanon)

 

 لا تناقض بين الأولويتين السيادية والتمثيلية

شارل جبّور/الجمهورية

يسعى أصحاب النوايا الحسنة والصادقة في قوى 14 آذار لإيجاد المخارج الملائمة التي تطوي صفحة التباينات الداخلية الناتجة عن تبني اللقاء الماروني لـ "الاقتراح الأرثوذكسي"، اعتقادا منهم أنّ أولويات المرحلة الراهنة تتطلب المزيد من الوحدة والتكاتف لمواجهة تداعيات الأزمة السورية وتوفير الانتقال السلس والهادئ لما بعد سقوط النظام السوري والدخول صفا واحدا في حوار مع "حزب الله" حول سلاحه بما يضمن عودة الحزب إلى المشروع اللبناني تحت عنواني "لبنان أولا" و"الدولة أولا"، وعدم الإفساح في المجال أمامه لاستغلال أي تباينات يستفيد منها لإدامة هذا السلاح، أو تضييع، بالحد الأدنى، الفرصة التي تتيحها اللحظة السياسية المتمثلة بهذا التحوّل التاريخي...

ولكن عوضا من مبادرة أصحاب النوايا الصادقة أنفسهم إلى نقل الاقتراح من الإطار الماروني إلى الإطار الـ 14 آذاري كمقدّمة للشروع في حوار جاد وتفصيلي ليس حيال الهواجس المسيحية، وهي هواجس محقة، إنّما حيال اتفاق الطائف وضرورة تطبيقه في معادلته الأساسية المتمثلة بالمناصفة المسيحية-الإسلامية، الأمر الذي حالت دونه ظروف ما بعد العام 2005، وهي ظروف من طبيعة موضوعية وأخرى ذاتية، عمد هؤلاء إلى القفز فوق المشكلة الأساسية إلى معادلة شكلية تفتقر إلى الدقة والتوازن وحتى الصحّة وفحواها أنّ الرئيس سعد الحريري رد الجميل إلى الدكتور سمير جعجع بتفهّمه "المزايدات من أمامه وخلفه وعن يمينه ويساره" التي أملت عليه تبني الاقتراح الأرثوذكسي، على غرار تفهّم جعجع للحريري عندما اضطرته "المزايدات الخارجية السير عن غير اقتناع في المعادلة التي سمّيت بـ "السين - السين".

وبمعزل عن هذه المقارنة غير الجائزة التي تساوي بين الالتزام بمسعى خارجي وبين الالتزام بالدستور، وبمعزل أيضا عن التجربة السيئة الذكر نفسها التي عرفت بـ "السين - السين" وتداعياتها وذيولها إلى اليوم، تتجاهل المعادلة المطروحة مسألة أساسية تنسفها من أساسها، وهي أنّ الحريري الذي سار عن غير اقتناع في التسوية السورية-السعودية لضرورات لها علاقة بالاستقرار وشراء الوقت، يختلف عن جعجع الذي تبنى الاقتراح الانتخابي عن قناعة تامة وراسخة، ويكفي في هذا السياق العودة إلى الصحف الصادرة عقب اللقاء الماروني للتدليل على الدور الذي تولّاه في الدفاع عن مضمون الاقتراح المذكور بهدف ترجمة مبدأ الشراكة والمناصفة بالتفاهم بين مختلف أفرقاء الوطن، وبالتالي الهروب إلى الأمام أمر غير مفيد، إنّما المطلوب هو المبادرة، كما جاء في بيان تكتل "المستقبل"، من أجل الوصول إلى مقاربة مشتركة لقانون الانتخاب.

التحوّلات السياسية التي تجتازها المنطقة لا تتطلب من يستشرفها، فهي واضحة وضوح الشمس، وهي إن دلّت على شيء فعلى أنّ لبنان يقف على مفترق طرق مصيري، على غرار محطتي الطائف والاستقلال الثاني، ما قد يعيد خلط الأوراق والملفات، وإذا كانت ظروف العام 1989 بكل ملابساتها (حروب عسكرية وانقسامات وطنية ومسيحية ومساع دولية وعربية وضغوط نفسية...) حالت دون إقفال الثغرات في "وثيقة الوفاق الوطني"، أو توضيح الالتباسات ومنها كيفية "تحقيق التساوي بين المسيحيين والمسلمين"، فإنّ تسارع الأحداث عشية انسحاب الجيش السوري وبعده، فوّت للمرة التالية على التوالي فرصة تطبيق اتفاق الطائف، ولكن ما كان يصحّ في محطتي 1989 و2005 لم يعد ينطبق على الواقع الحالي، لأنّ القوى المسيحية على اختلافها استعادة وزنها وحجمها وتأثيرها، وهي عدا عن كونها حاجة لطرفي الصراع "حزب الله" و"تيار المستقبل"، لأنّ ابتعاد عون عن الحزب يرجّح كفة "المستقبل"، كما ابتعاد "القوات" و"الكتائب" عن "المستقبل" يرجّح كفة الحزب، فإنّ ثمة قناعة لدى قياداتها بضرورة التمييز بين الصراع السياسي والصلاحيات الدستورية للمسيحيين، وهي لا تشذّ في هذا المجال عن الطائفتين السنّية والشيعية.

فالرئيس نجيب ميقاتي الذي أتى بأصوات 8 آذار بدا متمسّكا بصلاحيات رئاسة الحكومة أكثر من سلفه الحريري، كما أنّ الثنائية الحزبية الشيعية تحاول مدّ نفوذها على كلّ الدولة ومؤسّساتها ولا يقتصر موقفها على رفض التفريط بما منحها إياه الطائف من صلاحيات، وبالتالي لا يجوز أن تُحّمَل الطائفة المسيحية وحدها "وزر" قيادة مشروع الدولة المدنية في ظلّ بيئات طائفية تدعو شكلا إلى قيام هذه الدولة، في الوقت الذي تعمل ضمنا على ترسيخ نفوذها الطائفي داخل البنيان الدولتي.

إنّ أولوية استعادة السيادة اللبنانية لا يفوقها أولوية، وسيبقى الصراع مفتوحا على أشدّه مع كلّ القوى التي تريد إبقاء لبنان ساحة لا وطن، كما سيبقى التحالف على أشدّه مع كلّ القوى التي تريد إعادة لبنان بلد طبيعي بعيدا عن المقاومات الهدّامة التي دمّرت لبنان منذ العام 1969 إلى اليوم، ولكن هذا شيء وتحقيق معادلة الطائف بالمناصفة الفعلية شيء آخر، لأنّ الحق هو حق، وكما لا يجوز انتهاك السيادة فلا يجوز انتهاك الحقوق، وبالتالي بانتظار أن تستوي فكرة الدولة المدنية التي على المسيحيين الدفع باتجاه تسويقها وإرسائها، يجب إعادة تجسيد تطلعات الجماعات اللبنانية داخل النظام وتطمينها، هذه الوظيفة التي كان يفترض بالطائف توفيرها، غير أنّ الوصاية السورية حالت دون ذلك، وفي الانتظار لا بأس من إطلاق النقاش السياسي في الإعلام لا إبقاءه في الغرف المقفلة في ظلّ وجود نظريات تقول بأنّ حجم المسيحيين لا يتجاوز الـ 20 في المئة ولا يجوز أن يساوي الصوت المسيحي مرة ونصف الصوت المسلم، وبالتالي لا يحق لهم بالمناصفة الفعلية...

 

سنة 2011 [2]: بيروت بين العاصفة السورية وتحوّلات بكركي

هيام القصيفي/النهار

بدأت سنة 2011 بتعيين الرئيس الاميركي باراك اوباما السفير روبرت فورد في دمشق بمرسوم خاص، وانتهت بوصول المراقبين العرب الى العاصمة السورية، بعد عشرة اشهر من الاحداث الدامية وسقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل في سوريا، وباقتراب الحالة العراقية من حافة الهاوية بعد الانسحاب الاميركي.

والعاصفة السورية التي هبت في 15 آذار، كانت الحدث الذي طبع الروزنامة اللبنانية. فحين عين اوباما، فورد سفيرا بعدما كان الرئيس جورج بوش سحب السفيرة مارغريت سكوبي عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تنفس حلفاء سوريا الصعداء. فالمتغيرات العربية والدولية بدأت تعيد صوغ علاقة سوية مع دمشق، منذ اتفاق الدوحة، واقرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بدور النظام السوري وفك عزلته الدولية والاوروبية، وصولا الى الزيارة الثنائية للملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد الى قصر بعبدا.

وصل فورد الى مقر السفارة فارتاحت دمشق، واطمأن حلفاؤها الذين قفزوا الى استنتاجات سريعة عن عودة النظام السوري الى الاضطلاع بدوره المعتاد واستعادته الورقة اللبنانية ليساوم عليها كما كانت حاله منذ عام 1975. ولأنهم ارتأوا ان اللحظة مناسبة، اسقطوا رئيس الوزراء سعد الحريري لحظة دخوله الى البيت الابيض للقاء اوباما. ودخل لبنان في مأزق التسمية ثم التأليف.

تزامن الحدث الحكومي مع انقلاب ابيض في بكركي قاده الفاتيكان، بالاتيان براهب ماروني بطريركا. استهل البطريرك الجديد  مار بشارة بطرس الراعي حبريته بالاصرار على زيارة الرعية المارونية في سوريا كاسراً تقليداً ارساه البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير برفضه زيارة دمشق، حتى حين طلب منه البابا (الراحل) يوحنا بولس الثاني مرافقته إياه.

في الاشهر الاولى من 2011، كانت الشعوب العربية تحوّل تونس ومصر وليبيا ساحات صراع مع الانظمة الحاكمة، وانتقلت العدوى الى سوريا، وصار فورد شاهدا على التظاهرات وقمع النظام السوري لها من درعا الى بانياس وحمص. أحدثت التظاهرات السورية صدمة في لبنان، الى حد ان الاسابيع الاولى شهدت صمتا لبنانيا من جانب قوى 8 و14 آذار على السواء في مقاربة الوضع سلبا او ايجابا. امتنع الجميع عن التعليق الى ان بدأ الحدث يفرض نفسه  اقليميا ودوليا. كابر حلفاء الاسد في تصوير الحالة السورية على انها غيمة صيف، وحاذرت قوى 14 آذار دعم المتظاهرين السوريين، قبل انكشاف حقيقة ما سيؤول اليه الوضع، وخصوصا انها  كانت غارقة في استيعاب الصدمة التي خلّفها خروج الحريري من الحكومة ومن لبنان. لكن سرعان ما ظهر ان الحالة السورية اكثر تعقيدا، وان عناصرها اشمل مما كان يعتقد اللبنانيون. انفجرت الارض السورية في مجمل المحافظات، وطاولت شظاياها السعودية وتركيا وقطر. لم تعد السعودية تلاقي ترحيبا منذ ان نعى وزير الخارجية الامير سعود الفيصل مبادرة "السين سين"، ولم تعد "شكراً قطر" معبرة عما يخالج حلفاء سوريا والنظام، اذ تحولت قطر بين ليلة واخرى واحة لضرب النظام واستهدافه والتهويل برفع القضية السورية الى مجلس الامن. اما تركيا فكانت لها حصة الاسد من الاتهامات ومن التنديد بها بعدما كانت اعلامها ترفع في المحافل عقب تعرّض "اسطول الحرية" لنيران الجيش الاسرائيلي.

لكن مقاومة اسرائيل امر، والوقوف في وجه النظام السوري امر آخر. رفعت سوريا درجة تأهبها على الحدود مع تركيا وحشدت قوات على الحدود المشتركة معها ومع الاردن ولبنان. وبقي الممر العراقي آمنا، ايذانا بانفتاح الملفين العراقي والسوري على بوابة واحدة، بعد الانسحاب الاميركي.

ومع التحول الاقليمي، بدا الموقف الدولي يظهر بوضوح اكثر مع السياسة الفرنسية المتجددة بقيادة وزير الخارجية الان جوبيه في التنديد بالقمع السوري. لكنه ترافق مع "فيتو" روسي اول من نوعه ضد اي قرار يستهدف دمشق، في حين كانت واشنطن تنتقل من موقع المراقب الى المطالبة بتنحي الاسد.

وعلى وقع تحول علاقات سوريا مع حلفائها كانت حدة المواجهات السورية ترتفع ومعها تتنوع شعارات كل يوم جمعة. وبدأ لبنان يصبح على تماس يومي مع الحدث السوري، بعد توافد اللاجئين السوريين، وانكشاف قضية خطف معارضين سوريين من داخل لبنان، والحديث عن تهريب السلاح عبر البقاع الشمالي. صارت حمص شاهدا يوميا على عمق التأثير السوري على لبنان، لان اي تغيير دراماتيكي فيها سيرتد على لبنان بكل مكوناته. ولان الحرب فيها اخذت منحى مذهبياً تصاعدياً، تغيّر الكلام اللبناني على قاعدة الترويج لنظرية حماية الاقليات. وما قاله الراعي في باريس حول حماية المسيحيين والخوف من الاصولية السنية معطوفا على زياراته الداخلية ولقاءات موفديه مع "حزب الله"، ومع السفيرين السوري علي عبد الكريم علي والايراني غضنفر ركن آبادي، كرس انعطافة لبنانية على تماس مع العاصفة السورية. بدت بكركي اقرب الى حلفاء دمشق في مقاربة التطور السوري مما استنفر اركان المعارضة السورية ومنهم مسيحيون. تماما كما استنفرهم عدم وضوح الرؤية اللبنانية في تناول الملف السوري. فهل لبنان مع النظام السوري ام مع الشعب السوري؟

سؤال تريّثت قوى 14 آذار في الاجابة عنه، الى ان بدأت بعد اشهر من الانتفاضة السورية تعبّر بوضوح عن وقوفها الى جانب  الشعب السوري، وصولاً الى تأكيد الحريري في اطلالاته الالكترونية تأييده للشعب السوري ومهاجمة نظام الاسد.

تهيّبت المعارضة اللبنانية الحدث السوري، وفي بالها خشية شبه دائمة من ان تعود دمشق الى المساومة فتربح لبنان مجددا. اما الاكثرية فتراهن على هذه الورقة، وعلى استعادة دمشق دورها، ولا يصدق الطرفان ان سوريا اصبحت هي نفسها ورقة للتفاوض. لا بل استمر حلفاء دمشق يتوافدون الى سوريا، وقد يكونون وحدهم من الذين ظلوا على تواصل دائم مع الاسد، وكان آخرهم الرئيس ميشال سليمان الذي عزّى الاسد بضحايا تفجيري دمشق. والمفارقة الوحيدة ان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لم يزر سوريا منذ توليه رئاسة الوزراء، بخلاف ما فعل جميع رؤساء الوزراء السابقين بمن فيهم الرئيس فؤاد السنيورة والحريري الابن، مكتفياً على ما يبدو بلقاءات شقيقه طه ميقاتي مع القيادة السورية.

لعل الفسحة الوحيدة التي انتجها ترقّب الطرفين ان الوضع اللبناني الهش، والذي يحوي كل مكونات التفجير، بقي محافظاً على شبه هدوئه. فلا تكاد الامور تصل الى حافة الانفجار حتى تهدأ مجدداً. هكذا مرّ قطوع تشكيل الحكومة، وكذلك تمويل المحكمة، بدعم غربي وروسي وعربي. وهكذا مرّت التظاهرات في الجنوب في يوم النكبة في ايار الفائت مخلفة قتلى من دون حرب. وبقي الجنوب صندوق رسائل مضبوطة الايقاع، في اطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل، او استهداف القوات الدولية.

ثمة اعتقاد بأن لبنان تجاوز سنة 2011 قطوع الانفجار السوري وخروج الحريري والمجيء بميقاتي وتمويل المحكمة وغياب مظلة بكركي عن خطاب السيادة والاستقلال، بأقل الاضرار الممكنة. لكن لبنان يطل على سنة 2012، وفيه خيوط كثيرة متشابكة، من ازدياد الانهيار السوري الى التصدع العراقي وبدء توافد الشخصيات العراقية المعارضة للخط الايراني الى بيروت، ناهيك عن وجود اللاجئين والمعارضين السوريين، الى كمّ من التراكمات والانقسامات الداخلية والانهيار الفعلي لمكونات الدولة. وكذلك فإن لبنان مقبل على مقاربة الحدث السوري من زاوية احتمالات تدويله عشية بدء قوى 14 آذار الاستعدادات لذكرى 14 شباط. وبين عودة فورد ومجيء المراقبين العرب، والانقسام العراقي المذهبي، تطمينات دولية ان لبنان سيكون بعيدا من تجاذبات المشكلة السورية والعراقية، لكن المشكلة ان اللبنانيين يهوون استيراد الحروب والمشكلات الاقليمية واستيلادها.

  

التحذير اللبناني من "القاعدة"

عبد الوهاب بدرخان/النهار

 يوم عيد الميلاد أدلى الرئيس اللبناني بكلام من النوع الذي تسارع المراجع الرسمية عادة الى سحبه لانه، اذ بدا غير مناسب، لم يُنقل بدقة، كما يمكن ان تدعي، أو إنه جرى تحريفه. قال ان "الربيع العربي خسارة للبنان، بنجاجه او بفشله". ولم يوضح ما يعنيه بالنجاح والفشل. لكن، بما انه كان يقصد سوريا تحديداً، فإن الالتباس محيّر: هل نفهم ان لا مصلحة للبنان في نجاح الانتفاضة (سقوط النظام) او حتى فشلها (بقاء النظام). في الحالين، كانت الدقة واجبة، لان الحديث عن "الربيع العربي"، بهذين الغموض والعمومية، يتجاهل ما يعنيه في سوريا كما في سواها من طموح شعبي لتغيير انظمة ادركها الخريف.

وقبل يومين من العيد كان الرئيس ميشال سليمان اول المستنكرين والمتصلين (لعله الوحيد الذي اتصل) بالرئيس السوري للتعزية بضحايا تفجيري دمشق. ولا اعتراض على الاستنكار او التعزية، الا انهما يسترعيان التذكير بكل ما جرى خلال الشهور العشرة من اجرام ووحشية ارتكبها النظام ضد ابناء الشعب، ولم يرَ الرئيس داعياً للاتصال ولا الاستنكار او التعزية حتى بالجنود القتلى طالما انه ليس معنياً بالمدنيين الذين يقتلهم عناصر الامن والشبيحة. كان مضى يومان فقط على اعلان وزير الدفاع اللبناني دخول عناصر من هذا التنظيم الارهابي الى سوريا عندما دوّى الانفجاران، وقيل انهما "انتحاريان" كما قيل انهما "مفخخان" فأيهما الأصح؟ وطالما ان المعلومات لم تكن جديدة او مفاجئة، اذ احيط بها الرؤساء اللبنانيون الثلاثة، فلا شك في انها بلغت الجانب السوري قبل مدة، ومع ذلك لم يتحوّط لاختراق القاعديين احياء يفترض انها مراقبة جيداً. فما من بلد يترك محيط مقر ادارة المخابرات العامة سائداً ومعرّضاً ثم يبدي كفاءة وسرعة فائقتين في القبض على الفاعل، ولم يفت الخارجية السورية الاستناد الى التحذير اللبناني دعماً لرواية "القاعدة". كن الجديد والمفاجئ كان في تصريحات الوزير فايز غصن نفسها. اذ لم يسبق له ان تحدث الا في ما ندر، ورغم انه لم يحدد قرية عرسال الا ان تداخل المعلومات ترك الايحاء واضحاً بانها ممر القاعديين الارهابيين. كانت تلك تصريحات مبرمجة، وبالاحرى مطلوبة، فليس اعتيادياً هذا النوع من البوح الاعلامي عن شؤون امنية، خصوصاً بين لبنان وسوريا، لكن كان مقصوداً القول ان "القاعدة" على وشك ان تدخل المشهد. سبق للبنان ان التقط عناصر مفترضين من "القاعدة" وحاكمهم، لكن هؤلاء لم يجدوا بيئة حاضنة يعملون من خلالها في لبنان، لذا فضّلوا دائماً ان يكونوا حيث تريدهم الاجهزة السورية ان يكونوا. ولا شك في ان توارد الاحداث يؤكد مجدداً حال "التواطؤ" بين لبنان الرسمي والنظام السوري.

 

برلمان فرنسا... شكراً لكم

كارو قيومجيان/النهار

2 اشكر الله وأحمده، لإتاحة الفرصة مرة اخرى لإثبات الحق العادل والمهدور للشعب الارمني وتبيانه واقراره باقرار البرلمان الفرنسي بوقوع الابادة الجماعية عليه، واعتماد قانون مبدئي، يطبق على الاراضي الفرنسية، بتجريم كل من ينكر او يشكك في وقوع المجزرة. استهل مقالي بالاشارة الى ظاهرة مقلقة عن الارمن الذين يعيشون في تركيا كمواطنين اتراك، وهي انهم لا يستطيعون استخدام اسمائهم واسماء مؤسساتهم الحقيقية ولا سيما القابهم التي تنتهي باحرف "يان" او "جيان" مثل بقية الارمن في العالم ولا سيما في الدول العربية السمحاء، مثلا اسم هاروتيون هاكوبيان أصبح ارتين يعقوب اغلو! ولقب قيومجيان تحول الى قيومجي..؟ والهدف طمس الهوية القومية للارمن طبعاً، وهو ما اكتشفته عند مقابلتي عشرات الارمن الاتراك، ودلالات الامر واضحة اقلها التعسف المنهجي.

اما القرار الفرنسي بتجريم المجزرة الارمنية التي استمرت من 24 ابريل نيسان 1915 ولغاية 1922، والموافق عليه باغلبية تصويت ساحقة، فهو بالتأكيد نصر مبين من الله للانسانية الشريفة في المعمورة عامة، وتاج مرصع بجواهر الشهامة والشجاعة للشعب الفرنسي وقيادته. وعلى رغم روعة هذا الحق النبيل وتأثيره الايجابي في المعنويات الارمنية، والشكر الموصول للفرنسيين ودورهم الاستثنائي الخلاق، يبقى حقا مسترداً بسيطاً، مقارنة بالحقوق المعنوية والمادية الهائلة التي ما زالت لنا عند الاتراك.

ان الشعب الارمني المبعثر بسبب التهجير في بلدان الشتات، له عند الاتراك حقوق دماء مليون ونصف مليون انسان قتلوا او ماتوا في طريق التهجير في سهول الاناضول، وقيمة ممتلكاتهم التي بقيت خلفهم، ولهم ايضا النصف المحتل من ارض الوطن، ومدن وقرى اجدادهم الذين عاشوا وبنوا حضارتهم العظيمة عليها منذ اكثر من 3 آلاف سنة، ولهم ايضا عند الاتراك جبلهم العزيز "آرارات" المغتصب، على بعد امتار من حدودهم الحالية، وهو يؤلم القلب ويجرح كرامة كل ارمني عند شروق شمس الصباح.

وللارمن ايضا، حق استرداد الكرامة المهدورة للانسان الارمني منذ ايام جحافل الغزاة السلاجقة واحفادهم السلاطين العثمانيين، والتعسف المستمر لغاية اليوم، وحصل اخيراً عبر اغلاق الحدود الدولية مع ارمينيا؛ ويستحق شعبنا المنكوب تعويضات ليس لحقوق اشخاص تضرروا من المذابح مباشرة فحسب، بل حقه كأمة، ما زال لها حضورها ومساهمتها في الحضارة الانسانية منذ ايام الفراعنة والرومان.

الامة الارمنية وهنت وهزلت خلال احتلال العثمانيين الظالم بلادها نحو 600 عام، لغاية حكم السلطان عبد الحميد الثاني، وكسر ظهرها عمدا حكام حزب "الاتحاد والترقي" سنة 1915، ومن حق الارمن مطالبة الاتراك بتعويضهم عما فاتهم من تقدم حضاري ورقي اقتصادي بسبب هذه الفترة العصيبة، وما اصابهم نتيجتها من تعطيل للطاقات والابداعات الانسانية، ومع اهمية هذا كله، فالارمن يطلبون من القيادة التركية عدم انكار المجازر والاعتذار الصريح، وهذا هو الاهم.

استغربت وأنا اشاهد رئيس الوزراء التركي متشنجا في الفضائيات خلال اليومين الاخيرين، يهدد ويتوعد، ويوزع الاتهامات، ويقدم امثلة لا علاقة لها بالموضوع، ووصل الامر الى حد تدخله في امور شخصية وعائلية للرئيس ساركوزي... وتذكيره بمذابح الجزائريين اثناء الاحتلال الفرنسي. ورغم ادانتي كل انواع الاحتلال والاستعمار، واسفي والمي الشديدين لما حل بالشعب الجزائري البطل، فليت الاتراك تعاملوا معنا كما فعل الفرنسيون، اذ في نهاية المطاف خرج المحتلون تاركين وراءهم الاراضي الجزائرية، واعترفوا بالانتهاكات والمظالم والتجاوزات والاخطاء التي ارتكبوها، والجزائريون المقيمون في فرنسا يتمتعون بكل حقوق الشعب الفرنسي، ويتنقلون ويتعبدون بحرية تامة، ويحولون مليارات الدولارات الى وطنهم الام، وتقف الحكومة الفرنسية دائما الى جانبهم في المحافل الدولية. فشتان بين الحالتين، دولة تكفر عن ماضيها بتضميد الجروح، واخرى ترش الملح عليها، فكيف يستويان؟

واذا كان المعترضون على قانون التجريم يدعون بأن القانون يتناقض وحرية التعبير، فقانون رقم 301 في تركيا، يعاقب ويسجن كل من ذكر كلمة الابادة الارمنية في الاراضي التركية، وطبق فعلا مع الحائز جائزة نوبل للآداب سنة 2006 الاديب التركي اورهان باموك وسواه من الشخصيات المرموقة.

واذا كانت تركيا تريد الاخذ بمفردات العصر، وتحتذي بالدول المتحضرة، وهي التي تطرح نفسها في الفترة الاخيرة قطباً اقليمياً وعالمياً، فعليها التحلي بالشجاعة والشهامة، والتصالح الفعلي مع تاريخها وماضيها، مثل دول عدة لها سوابق مشابهة، والتصرف وفقا لموقعها ومكانتها، تحترم الآخرين، وتتحلى بالشجاعة الكافية لاعطاء كل ذي حق حقه، وانهاء مشاكلها مع جيرانها فعلياً وعملياً، والانطلاق الى الامام بالمحبة والعدالة والسلام.

 

الجامعة العربية... تقتلنا

المحامي عبد الحميد الأحدب

النهار/ ثلاثمئة قتيل في يوم واحد في الحل الامني الذي يمارسه نظام قمعستان السوري. كأن القتل اتخذ شكل العادة والادمان! والثورة السورية صارت سمكة وحشية داخل زجاجة. الموفد العراقي لم يوفق على ما يبدو في حل ازمة الثورة السورية على رغم كل جهوده "الايرانية"، ولعله عاد الى بغداد بسرعة ليوفق الآن بين رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي صدرت في حقه مذكرة توقيف، وهو لا يقبل ان يحاكم الا في المنطقة الكردية! ربما لان القضاء الكردي ليس "ايرانيا" الى هذا الحد! بينما المحافظات العراقية تتفكك وتعلن استقلالها الذاتي، اذا استمرت الازمة العراقية تتفاعل فليس امام العراق سوى موفد سوري من "الشبيحة" مثلا يحاول ايجاد حل للازمة.

ان الجامعة العربية التي قال المتظاهرون انها تقتلهم، تعانق وسائدها وتنام وحمام الدم يهدر ويلطم نوافذها، لكن سيعرف ان نظام الاسد بمكيافيليته يغرق الجامعة في التفاصيل ليحول مبادرتها الى اهرامات من النفاق: من تشكيل وفود المراقبين الى خططهم في الانتقال الى جبهات القتال، لتصير مبادرة الجامعة بطارية افرغت شحنتها.

لن يتمكن المراقبون من الكشف كما يحصل في جبهات القتال! فتصير المبادرة العربية مجموعة من ضارب طبل وماسح جوخ وملمع احذية، وتكتفي بالفرجة على حمام الدم لتموت مبادرتها غرقا في بحر الدماء.وكلام النظام السوري في عرقلة مبادرة الجامعة بالمهل والوقت سيكون براقاً، كثياب الراقصات!

في هذه الاثناء تمر الايام ويكسب نظام الاسد مهلا ويزيد سلخ جلد الشعب السوري. وحمام الدم لا يتوقف ولا شلالات الدم تنتظر المراقبين الذين لن يمكنوهم من الكشف على المجازر!

مبادرة الجامعة العربية ليست "مراقبين"! بل هي قرارات بوقف اطلاق النار وسحب الدبابات والشبيحة وقوى الجيش واعادتها الى ثكنها والافراج عن ألوف المعتقلين! بعد توقيع سوريا "البروتوكول" الذي نصحتها روسيا بتوقيعه سقط مئة قتيل من المدنيين، وفي اليوم التالي ثلاثمئة قتيل... والحبل على الجرار... حتى ابادة نصف الشعب السوري، والجامعة العربية تحضر وتدرس وتراقب.

الامير سعود الفيصل كان واضحا حين اعلن ان مبادرة الجامعة العربية ليست "مراقبين"، بل هي سحب الجيش من الشوارع واعادة الدبابات الى ثكنتها والافراج عن المعتقلين، بينما الجامعة العربية تقف مثل الارملة. فاذا لم تحسم موضوع وقف القتال واعادة الجيش الى ثكنها والافراج عن المعتقلين خلال ايام، فانها تغرق نفسها في مزالق نظام آل الاسد. الجامعة ستسقط حينئذ ليس في الامتحان، ولكن في التحدي الذي بذلته حين قررت مهمتها. فاذا بها متفرجة على حمام الدم... قبل سقوط نظام الاسد ستسقط الجامعة العربية حينئذ او يسقطان معا في حمام الدم.

التاريخ سينهض كله بناره ورماده في صورة وشاح على صدر الشعب السوري المقاوم وجراحه التي ترفض سلطة السكاكين منذ ثمانية اشهر.

نريد الجامعة العربية سريعة الطلقات. فما كان يسمى بلاد الشام صار اليوم يدعى "قمعستان"، سريعة الطلقات، والا فان حمام الدم مستمر، لان الشبيحة لا يقتلون لوجه القتل، بل يقتلون ليتسلوا...

والمهل هي اداة قمعستان في ابادة الشعب السوري... ولا تستطيع مبادرة الجامعة ان تسير وكأنها في حديقة ازهار... انها في حقل ألغام.

الوقت يمر بالدقائق والساعات وليس بالايام والاسابيع والاشهر!

 

تبلغ شظاياه لبنان وتصيب "حزب الله" بتداعيات قاتلة 

مصادر غربية: سورية على موعد مع زلزال أمني يقلب الأوضاع

حميد غريافي/السياسة

توقعت مصادر غربية واسعة الاطلاع, أمس, أن تكون سورية على موعد مع "زلزال أمني كبير", من شأنه أن يقلب الأوضاع رأساً على عقب, مرجحة أن تصل شظاياه إلى لبنان وتصيب تداعياته القاتلة "حزب الله" الحليف الأبرز لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وبعد مرور سبعة أيام على تصريحات وزير الدفاع اللبناني فايز غصن, بشأن تسلل عناصر من تنظيم "القاعدة" إلى الاراضي اللبنانية وتمركزها قرب سورية, على الحدود في بلدة عرسال, الأمر الذي شكل هزة أصابت الساحة اللبنانية, استفاق رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير داخليته مروان شربل, بعد اكثر من 100 ساعة على ضرورة الرد على وزيرهما غصن خصوصا بعد انفجاري دمشق اللذين حمل بشار الاسد ونظامه مسؤوليتهما الى "القاعدة" الذي لا وجود له لا في لبنان ولا في سورية, في محاولتين متزامنتين ومتفق عليهما لرفع العتب وغسل الايدي مما قد يحدث لسكان عرسال السنية, احدى القرى القليلة المتمردة على "حزب الله" في قلب مناطقه المحتلة, وعلى النظام البعثي, على حدوده والاقرب الى "تيار المستقبل" وقوى ثورة الارز و"14 آذار", اذ تنطح سليمان من البطريكية المارونية في بكركي اول من امس, ل¯"يقفل حنفية وزير دفاعه غصن" حسب مرجع روحي مسيحي, بل ليؤكد بطريقة غير مباشرة أنه "كاذب وتابع للاستخبارات السورية في ريف دمشق".

ونقلت مصادر عن سليمان قوله "ان اي لبناني او اي بلدة لبنانية لا يقبلان بالارهابيين او ايوائهم وان الجميع يتعاونون مع الدولة", فيما اعترف وزير داخليته شربل بأن "لا معلومات لبنانية رسمية عن وجود عنصر ل¯ "القاعدة" في لبنان, مقفلين بذلك كل الطرق امام قيام "ضباط من الجيش اللبناني يغردون داخل سربي "حزب الله" ونظام الاسد, وينسقون معهما ويتلقيان الاوامر منهما للتنفيذ", حسبما اكد المرجع الروحي, بالاعتداء على عرسال وأهلها.

ونقل أحد قادة " 14 اذار" في بيروت عن ديبلوماسي غربي بارز على الساحة اللبنانية تأكيده معلومات المعارضة السورية الداخلية والخارجية عن "نقل استخبارات علي مملوك (مدير الاستخبارات السورية) قبل وقوع انفجاري دمشق ب¯ 48 ساعة 150 سجينا ومعتقلا الى مبنى الامن القومي وجهاز الاستخبارات الفرعي, اللذين قتل فيهما نحو 40 سجينا واصيب 160 اخرين بجراح, اي قبل اكثر من يومين من صدور تصريحات وزير الدفاع اللبناني عن وجود "القاعدة" في عرسال تمهيدا لتلبيسة العمليتين الانتحاريتين الارهابيتين, اللتين قامت بتنفيذهما قيادة الاستخبارات في دمشق".

إلى ذلك, قال مسؤول في بطانة الامانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة "ان مزاعم الانفجارين الارهابيين وتحميل "القاعدة" مسؤوليتهما, لم تنطل على الامين العام نبيل العربي, ووزراء الخارجية العرب, اصحاب المبادرة لحل الازمة السورية اذ انهم جميعا يعرفون ان لا "قاعدة" في سورية او في لبنان لا قبل ولا بعد اغتيال (زعيم التنظيم أسامة بن لادن), وان بعض عناصر التنظيم القلائل الذين تواجدوا احيانا في سورية منذ اجتياح العراق العام 2003, انما مروا فيها مرور الكرام لمحاربة الاميركيين وقوات "الاطلسي" في المحافظات العراقية بعدما استقدمتهم حكومات الاسد المتعاقبة خصوصا من ايران التي كانوا لجأوا اليها بعد غزو افغانسان".

وأكد المسؤول العربي في الجامعة ان "الاعيب وخزعبلات الأسد وقادة عصاباته, لم تعد تصرف في اي مصرف في العالم الى درجة ان بعض الادعاءات ولو كانت صحيحة فإن الجميع يميلون الى اعتبارها مفبركة وخالية من اي صحة او منطق وبالتالي فعلى نظام هؤلاء ان يكف عن الكذب والتدجيل والاختراعات الفارغة المكشوفة لانها لم تعد تنفعه وهو على شفا السقوط في الهاوية التي عبرت اليها انظمة (الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي), و(الرئيس المصري السابق حسني مبارك) و(الزعيم الليبي المقتول معمر القذافي)".

وتوقع الديبلوماسي الغربي "ان تشهد العاصمة السورية خلال الفترة المقبلة "زلزالا" امنيا هائلا, يقلب الاوضاع السائدة حاليا رأسا على عقب, لكنه زلزال مكلف للثوار السوريين وللمعارضة في الداخل والخارج, كما انه قد يصيب لبنان ببعض شظاياه في حال فشل رئيسا الجمهورية والحكومة (سليمان ونجيب ميقاتي) في احتواء تعليماته و"حزب الله" في ضبط اعصابه والنأي بنفسه عن تلك التداعيات دون تدخل لن يقدم او يؤخر لا في مصير الاسد وجماعاته المحتوم, ولا في بداية انهيار الخط الايراني الذي يمثله حسن نصر الله وعصاباته الارهابية".

 

من جريدة السياسة مقابلة مع النائب السابق سمير فرنجية

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

دعوة  إلى تجديد ربيع بيروت  

سقوط نظام الأسد بات وشيكاً.. وعلينا البدء في مرحلة جديدة بتاريخ لبنان

 انسحاب الجيش الأميركي من العراق أفقد سورية وايران ورقة تفاوض مهمة كانتا تستخدمانها للابتزاز

سقوط حكومة الحريري كان نقطة البداية في سقوط النظام السوري الذي مازال يستخدم سلاحاً قديماً في مواجهة وضعٍ جديدٍ

التصعيد في الجنوب هدية مجانية تقدم لاسرائيل وتطبيق القرار 1701 شرطٌ أساسيٌ لحماية لبنان

الربيع العربي همش اسرائيل وأفقدها الميزة التي كانت تتباهى بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة

لا أعرف ماذا سيفعل "حزب الله" اذا تداعى النظام السوري?

رأى القيادي في "14 آذار" النائب السابق سمير فرنجية أن النظام في سورية محكوم بالسقوط عاجلاً أم آجلاً, معتبراً اعطاء المهل له من قبل الجامعة العربية الغاية منه حشر الموقف الروسي الذي ظهر أنه آخر سند لأنظمة الاستبداد في العالم العربي. مؤكداً: "ان انسحاب الجيش الأميركي من العراق أفقد سورية وايران ورقة مهمة جداً كانتا تستخدمانها للابتزاز", واصفاً سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري بأنها كانت نقطة البداية في سقوط النظام السوري الذي كان ومازال يستخدم سلاحاً قديماً في مواجهة وضعٍ جديدٍ.

فرنجية وفي حوار أجرته "السياسة" معه اعتبر أن التصعيد في الجنوب هدية مجانية تقدم لاسرائيل وأن تطبيق القرار 1701 شرط أساسي لحماية لبنان, لافتاً الى أن النظام السوري أفاد اسرائيل كثيراً, لكنها ليس بمقدورها اليوم الحفاظ عليه لأن الربيع العربي همشها وأفقدها الميزة التي كانت تتباهى بها أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة. وقال: "لا أعرف ماذا سيفعل "حزب الله" اذا تداعى النظام السوري"?, لافتاً الى وجود شعور بالخوف بربط مصير الطائفة الشيعية بمصير الوضع في سورية.

 وسأل فرنجية: "كيف يمكننا أن نحول نهاية النظام السوري الى بداية مرحلة جديدة بتاريخ لبنان, وأن الحوار يجب أن يقوم على طي صفحة الماضي والتأسيس لمستقبل جديد بشروط الدولة وليس بشروط طائفة أو حزب", مطالباً "14 آذار" بالانتقال الى موقع جديد لتجديد ربيع بيروت. ورأى أن عودة الحريري الى لبنان, أمر ضروري لأنه قادر على اعطاء شعار سلام لبنان, مضمونه وأبعاده وهذا نص الحوار:

  ما قراءتكم للوضع بشكلٍ عام في سورية, وماذا سيكون مصير النظام على ضوء اشتداد المواجهات بينه وبين المعارضة?

   النظام في سورية محكوم بالسقوط عاجلاً أم آجلاً, لأنه لم يعد أحدٌ في العالم يطالب الرئيس السوري باجراء اصلاح ما, لأن فترة القيام بالاصلاحات انتهت, والسؤال يبقى متى سيسقط هذا النظام وكيف? في هذا المجال الموقف العربي وتحديداً موقف الجامعة العربية أمر أساسي, وبالتالي علينا الانتظار لما سيصدر عن الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب.

  ما مبرر المهل المعطاة للنظام من قبل الجامعة في استمرار العنف وقتل الأبرياء?

     الغاية منها تحضير الأجواء على مستوى المجتمع الدولي, لأن الخطوة المطلوبة ستصدر عن مجلس الأمن. وبالتالي اعطاء المهل الغاية منه حشر الموقف الروسي, لكن هذا الموقف مع الأسف محكوم باستمرار بمضايقات لا تأخذ بالاعتبار مصلحة الشعوب. وهذا فعلاً أمر مؤسف لأن روسيا لها دور في هذه البقعة من العالم, وهذا لم يعد كالسابق في دعم الأنظمة بل مع الشعوب. وروسيا تظهر آخر سند لأنظمة الاستبداد في العالم العربي.

  على ماذا يراهن النظام السوري في تحديه للارادتين العربية والدولية?

   النظام السوري يراهن على احتكاره للسلاح باعتبار أن لديه جيشاً وأجهزة أمنية. ويعتقد أن ما استطاع هذا النظام أن يفعله في العام 1988, بامكانه أن يكرره في ال¯2011. وهذا خطأ كبير, فليس لدى هذا النظام أي تصور خارج استخدام القوة لحل المشكلة القائمة في سورية. ولهذا السبب أصبح محكوماً بالسقوط وباتت سورية معزولة بشكلٍ كامل, أكان عربياً أو دولياً.

ورقة الابتزاز

  ما تأثير الانسحاب الأميركي من العراق على مجريات الأمور في المنطقة وبالأخص في سورية?

   برأيي انسحاب أميركا من العراق أفقد سورية وايران ورقة تفاوض مهمة جداً. فالطرفان كانا يستخدمان هذه الورقة للابتزاز, وعندما قررت الولايات المتحدة سحب قواتها من العراق أفقدتهم هذه الورقة. وبالتالي لم يعد بوسع سورية استخدامها لتحسين شروطها الداخلية والخارجية.

  ما  تحليلك للأزمة السورية? وهل تعتبرها مرتبطة بالربيع العربي القائم في أكثر من دولة? وكيف ولدت هذه الأزمة, لا سيما أنها حصنت نفسها باسقاط حكومة الحريري?

   أزمة سورية بالتحديد هي أنه لحظة شعور النظام بالانتصار, كانت لحظة سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري, لكن بالحقيقة سقوط حكومة الحريري كانت نقطة البداية في سقوط النظام, وبالتالي لم يستوعب هذا النظام أن ما بناه في لبنان من حكومة ومن امساكه بعدد من الأجهزة بات اليوم على طريق السقوط وهو لا يزال الى ما كان عليه قبل "ثورة الأرز", ولكن هذا الحلم أسقطه السوريون قبل أن يسقطه اللبنانيون.

  هل تعتبر الاعتداءات على "اليونيفيل" واطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل, بداية تنفيذ التهديدات السورية باحراق المنطقة?

   سورية تقوم بتهديد دائم للمنطقة, وهذا التهديد عبر عنه رامي مخلوف, وهو محاولة لربط الاستقرار في سورية بالاستقرار في المنطقة, ولكن النظام السوري لم يعد لديه الوسائل الكافية لتحقيق هذا الأمر. وهذا الابتزاز لم يعد ينفع, وهذه التهديدات لم يعد لها مفعول على مستوى المجتمع الدولي, لأن هذا النظام مازال يستخدم سلاحاً قديماً في مواجهة وضعٍ جديدٍ. هذه الوسائل ساعدته في الماضي ولكنها لم تعد مفيدة لاستعادة المرحلة الراهنة.

خطورة هذا التصعيد أنه يعطي لاسرائيل فرصة تحديد لحظة الحرب اذا اعتبرت أنها تخدم مصالحها. وهذا التصعيد أراه هدية مجانية تقدم لاسرائيل.

  هل تتخوف من تصعيد الأمور في الجنوب لتصل الى درجة قيام حرب جديدة على لبنان تقوم بها اسرائيل?

   الاشارات التي يقدمها "حزب الله", لا تذهب باتجاه التصعيد. ولكن امكانية ضبط الأمور صعبة بمعنى أن أول صاروخ يسقط على قرية اسرائيلية ويتسبب بسقوط قتلى يؤدي الى ما تريده اسرائيل. والكلام بأن هذه الصواريخ هي فعل قوى مرتبطة بسورية لم يعد مفيداً, لأن رد فعل اسرائيل لن يذهب باتجاه سورية, بل باتجاه لبنان, ومن هنا فان مسؤولية "حزب الله" كبيرة باتجاه اللبنانيين ولهذا السبب أصبحت مسألة تطبيق القرار 1701 تطبيقاً صارماً شرطاً أساسياً لحماية لبنان من محاولات سورية الهروب الى الأمام عن طريق لبنان, وأيضاً حمايته من المشاريع الاسرائيلية الممكنة في لحظة تعتبر أن الحرب تفيد هذه المشاريع.

ربيع العرب همش إسرائيل

 هل تؤيد الكلام الذي يقول ان اسرائيل لن تسمح للنظام السوري بالسقوط, لأنها تخشى من وصول الاسلاميين الى الحكم?

   لا شك أن هذا النظام أمن لاسرائيل على مدى عقود حالة من الهدوء على الحدود السورية الاسرائيلية بشكلٍ استثنائي, ولا يوجد بتاريخ البشرية قرار اتفاق لوقف اطلاق النار تم احترامه بهذا الشكل على مدى 45 سنة وخدم سورية, كون هذا النظام وقف باستمرار ضد منظمة التحرير الفلسطينية وضد السلطة الفلسطينية, وضد الاعتدال الفلسطيني, وضد كل المشاريع التي طرحت لحل عادل وشامل في المنطقة. ولكن ماذا تستطيع اسرائيل أن تفعل للابقاء عليه? أعتقد أنه لم يعد بمقدورها أن تؤثر كما كانت تؤثر على المجتمع العربي لأن ربيع العرب همش اسرائيل وأفقدها الميزة التي كانت تتباهى أنها الدولة الديمقرطية الوحيدة في المنطقة. ربيع لبنان أنتج ديمقراطية تمتد من الخليج الى المحيط, وأصبح اليوم أي تظاهرة في العالم العربي تطالب بالديمقراطية معنونة بكلمة ربيع, وآخر التظاهرات التي حصلت في روسيا بعد الانتخابات جعلت الاعلام يتحدث عن ربيع روسي فالأمور وضعت اسرائيل في موقف صعب جداً, وليس بامكانها أن تقف في وجه هذا التحول, وبالتالي ليس بامكانها أن تبقي الأمور في سورية على ما كانت عليه.

  ماذا سيكون مصير "حزب الله" في حال سقوط النظام السوري?

   السؤال الكبير: ماذا سيفعل "حزب الله" اذا تداعى النظام السوري? حتى الآن هذا السؤال ليس لديه جواب, "حزب الله" أصبح كسائر القوى السياسية في لبنان, يعتبر أن هذا النظام وصل الى نهايته, وهناك تساؤلات كثيرة خاصة في داخل الطائفة الشيعية حول استمرار "حزب الله" في تقديم الدعم السياسي والاعلامي لهذا النظام. وهناك شعور بالخوف بربط مصير الطائفة الشيعية بمصير هذا النظام الذي وصل الى نهايته.

"حزب الله" لم يبادر لأخذ هذا التحول بعين الاعتبار وادراك أن مشروعه الأصلي في لبنان التي كانت آخر خطواته وضع اليد على الحكومة وصل الى نهايته. بهذا المجال الاشارات عن بداية تساؤلات أتت من الرئيس نبيه بري الذي استنجد بالملك عبد الله بن عبد العزيز طالباً منه التدخل, وأيضاً اقتراحه بالعودة الى طاولة الحوار في الداخل. أما التحدي العام بالنسبة للبنانيين فيتلخص بسؤال أساسي يتركز حول كيفية تحويل نهاية النظام في سورية وسقوطه, الى بداية مرحلة جديدة بتاريخ هذا البلد? نحن لا نريد التأسيس لمرحلة جديدة من الصراع بعد سقوط هذا النظام, نريد التأسيس لسلام لبنان المفقود منذ أربعة عقود. وهذا السلام له شروطه, هو أن تعود الدولة سيدة على كامل الأراضي اللبنانية من دون شريك.

طي صفحة الماضي

  لماذا ترفضون كقوى "14 آذار" المشاركة في الحوار?

   الحوار الذي يتكلم عنه الرئيس بري ليس حواراً فعلياً. الايجابية الوحيدة في هذا الحوار هو أن يعطي صورة مطمئنة للبنانيين, ولكن هذا الحوار تم اختباره على سنوات ثلاث ولم يعطِ أي نتيجة. والذي انقلب على هذا الحوار هو بالتحديد "حزب الله" وفريق "8 آذار" تمهيداً لانقلابهم على حكومة الرئيس الحريري. وهناك استحالة للعودة لمثل هذا الحوار. المطلوب كيف يمكننا طي صفحة الماضي والتأسيس لمستقبل جديد بشروط الدولة وليس بشروط طائفة أو حزب?

  تحدثتم كثيراً عن تغييرٍ ما في سلوك "14 آذار" وحتى الآن لم يتضح شيءٌ. ما خطتكم لمواجهة المتغيرات الحاصلة في العالم العربي?

   لا شك أن "14 آذار" مدعوة للانتقال من موقع المعارضة لهذه الحكومة الى موقع جديد. وأن تقدم على تجديد ربيع بيروت باتجاه التحضير لمرحلة ما بعد سقوط النظام في سورية, وأن تضع الأسس لخوض معركة أساسية هي معركة سلام لبنان تحت شعار أن ليس في لبنان طوائف مغلوبة  وطوائف منتصرة, وأن تمهد الطريق الى عودة الجميع الى الدولة بشروط الدولة. هذا التحول مطلوب اليوم وبسرعة لأن الأحداث تتطور بشكلٍ سريع. ولا شك أن حضور الرئيس سعد الحريري أمر ضروري نظراً للرمزية التي يمثلها, وهو قادر على اعطاء شعار سلام لبنان, مضمونه وأبعاده, أكان سلاماً في لبنان أو يتخطى الحدود اللبنانية, فالأولوية في هذا المجال أن نضع في لبنان حداً للصراع المذهبي الذي تفجر في مايو 2008 .

 

المخابرات السورية وفبركة السيناريوهات الإرهابية

داود البصري/السياسة

الطبيعة الإستخبارية والأمنية للنظام السوري لاتجعل عمليات التسلل الحدودية وإختراق الحصون الإستخبارية عملية سهلة كما هي الحال في العراق مثلا التائه والضائع بين مراكز القوى والمخترق من جميع أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية , والنظام السوري يتميز لكل من يعرفه حق المعرفة بكونه نظاما إستخباريا صرفا , أي أن جهاز المخابرات العامة بفروعه المشفرة والمرقمة هو الحاكم الفعلي في سورية منذ عام 1963 وحتى اليوم ولكن وفق حسابات طائفية وسلطوية خاصة ودقيقة للغاية, فكل الإختراقات الأمنية التي حصلت في سورية خلال العقود الماضية كانت نتيجة لخلل ما في جهاز المخابرات وليس لأسباب أخرى , وسورية التي تديرها مافيا عائلية محض لجهاز المخابرات العامة قدرة إدارة دفة الصراع الداخلي وبما يؤمن الجبهة الداخلية وإمتداداتها الخارجية , لذلك فإن أي حديث سلطوي مزعوم عن إختراق من جماعة "القاعدة"!! هو حديث خرافة لايعتد به ولايستقيم مع حقيقة أن عصابات "القاعدة" ذاتها ماهي إلا فرع من فروع المخابرات السورية إستعانت بها وبكثافة في تدخلها في الساحة العراقية , وإن ملفات تلك الجماعات الإرهابية تتحرك صعودا ونزولا بين مخابرات دمشق ومخابرات الحرس الثوري في إيران التي تحتجز وتستضيف كبار قادة "القاعدة" من امثال الكويتي سليمان بوغيث وأخرين في إقليم خراسان الإيراني , وعمليات التسلل إلى غرب العراق والتي تخصصت بها المخابرات السورية وبلغت ذروتها في تفجيرات بغداد الهائلة صيف 2009 وإتهم على أثرها نوري المالكي النظام السوري صراحة بتورطه بها وكاد يشكوه لمجلس الأمن الدولي لولا تدخل الولي الفقيه هي الدليل الأنصع على سيطرة المخابرات السورية على دفة عمل الجماعات الإرهابية المنسوبة الى "القاعدة" , وإختيار المربع الأمني السوري في حي كفر سوسة أمر له دلالاته القاطعة والمعروفة , فإضافة للإيحاء لوفد المراقبين العرب التابع للجامعة العربية بأن النظام ضحية مؤامرة كونية سلفية إخوانية أصولية!! وبما يعزز وراياته المفبركة عن العصابات المسلحة , فإنها أيضا تمثل رسالة تهديد بأن حرية حركة المراقبين في المناطق السورية الساخنة أمر غير مضمون النتائج ? وبأن الإرهاب الأسود قد يضرب وفد الجامعة العربية وبما يخلط الأوراق وتصبح المهمة تحت حد السكين ويجعل الوفود الديبلوماسية ترتعد رعبا من موت متفحم مفاجئ قد يأتي في أي لحظة !!, دون أن ننسى بأن كفر سوسة وحيث يقع جهاز المخابرات العامة قد شهد تظاهرات شعبية مناوئة للنظام أيضا? أي أنها رسالة ذات عنوانين? أما إدخال لبنان على الخط والإدعاء بأن إستخباراتها حذرت المخابرات السوريةمن تسلل قاعديين وهو أمر مثير للسخرية ? إذ أين كانت السيطرات السورية على إمتداد مئات الكيلومترات في وضع سوري ساخن ? وأين مخابرات حزب الله التي تدعي قدرتها على الوصول إلى غرف نوم الحكام العرب كما يقولون ? وهي التي تمولها وتغطيها شركات مالية ضخمة و مطاعم وإستثمارات من طنجة وحتى البحرين إضافة لأميركا اللاتينية ? أي لعبة ساذجة بات يلعبها النظام وهو في ربع الساعة الأخير من حياته وحيث يقف العالم بإنتظار أسدال الستار النهائي على حكم مماليك الشام المستأسدين على شعوبهم المسكينة, مسرحية متهاوية ,وفبركة مخابراتية ساذجة لاتقنع حتى الأطفال و السذج , وملفات دموية جاهزة قد يستعملها النظام ومنها إطلاق سلسلة من عمليات الإغتيال لشخصيات عربية أو تصعيد التخريب في مناطق أخرى ومنها العراق , أو اللجوء لإستعمال التخادم الإيراني في إفتعال ملفات تصعيد إقليمية , كل الخيارات الإرهابية اليوم متاحة أمام نظام القتلة السوري وهو يخوض حرب بقائه الأخيرة مستعملا كافة أسلحته المتاحة , وفي طليعتها سلاح الإرهاب والإغتيال الذي تخصص به وبمفرداته على مدى عقود طويلة , من يصوغ اللعبة الديبلوماسية والسياسية في سورية اليوم هو جهاز المخابرات العامة والعسكرية فقط لاغير وليس مؤسسات الرئاسة أو الخارجية , لذلك فإن إنفجار الأعمال الإرهابية هو الأمر المتوقع فقط , فقد إنتهى الكلام بالنسبة للنظام وبات السلاح صاحياً فقط وتفعيل الملفات الإستخبارية هو الهدف الستراتيجي في معركة المصير البعثية الأخيرة , وهي المعركة التي سيخسرها النظام السوري بإمتياز تاريخي وتكون علامة من علامات إندحاره النهائي والمطلق , البعثيون في سورية كما كانت حالهم في العراق لايمتلكون من أدوات الحوار والحل سوى الإرهاب الشامل الذي سينقلب على صانعيه في النهاية... النظام السوري في مواجهة المقصلة التاريخية فالدماء الشعبية العبيطة ستغرقه في بركاتها , فإنتظروا الإنهيار الكبير والنصر الشعبي العظيم في دمشق المجد.

كاتب عراقي

 

سقوط جمهورية الخوف السورية

د. عبدالعظيم محمود حنفي/السياسة

المشهد قي قناة "العربية" : مستشار من مراقبي جامعة الدول العربية ,  ذهب مع استغاثة الابرياء الى مدينة حمص الى الحي الذي اضحى أيقونة الثورة السورية, والرجل هاله ما رأى من مدرعات  ومدافع تقصف بحممها وجحيمها اجساد المحتجين المسالمين الذين كل ذنبهم انهم طالبوا بحقوقهم الشرعية والمشروعة ان يعيشوا بحرية وكرامة, ورأى الرجل الضحايا  والمذابح فأصابه الهم والغم والاستنكار  ممن ينتقم من شعبه ويقتل شعبه وينكل به ويرتكب جرائم مكانها محكمة الجنايات الدولية, وقال بصريح العبارة:  ان هذا النظام السوري يستهدف شعبه ويقتل شعبه وينتقم من شعبه  لانه تجرأ وثار  على طغيانه.

والرجل من هول ما رأى قال "ان اليهود لن يكونوا اكثر اجراما من الطاغية. والمأساة انهم حاولوا اغتيال المراقب الدولي? ولانني درست هذا النظام والتقيت المئات من الشعب السوري على مدى عشر سنوات متواصلة اقول بكل ثقة ان  هذا النظام هو نظام فاشي دموي, وانه مستعد لقتل جميع معارضيه من اجل الابقاء على السلطة بيده. ولكن ايها المراقب الشريف هون عليك فالشعب السوري قد اسقط  جمهورية الخوف, وعمادها الدولة الامنية البغيضة وعشرات الاجهزة القمعية . وبسقوط جمهورية الخوف سقط النظام ومات" اكلينيكيا" وما محاولات احيائه عبر الاجهزة الاصطناعية الا محاولات ستذهب ادراج الرياح . سقطت انظمة اعتى منك واقوى منك ايها القاتل . واستغرب محاولة ذلك النظام وابواقه تصوير مهمة المراقبين انها مهمة مكتبية ومتابعة, وليست رقابة, وكأنهم في نزهة وفسحة لقضاء اجازة في مسبح ممتلئ بدماء الشهداء الابرار طالبي الحرية. ومن ثم تلك المهمة لن يكتب لها النجاح لانها لن تستطيع  الوفاء بخطة البروتوكول المكونة من سبع نقاط "حول تعرفها على حقيقة الأوضاع" في سورية.

ويشمل ذلك مراقبة انسحاب قوات الأمن من المدن وإطلاق سراح السجناء السياسيين, ووصول مراقبين وصحافيين من دون انقطاع إلى جميع أنحاء البلاد.

ولا مجال لحدوث ذلك في  هذا النظام الفاشي الذي يرى  ان الحرية في المجال العام هي امتياز للسلطة. والمواطن النموذجي في نظرها  هو الكائن المطيع  الذي لا يشارك ولا يطالب بالمشاركة اما اذا طالب بحقوقه فهو ارهابي وعصابات مسلحة. هذا الطاغية الذي يرى نفسه لا يساءل ولا يحاسب. يريد ان يواصل خطى أبيه الطاغية في إنتاج المواطن النموذجي الخانع الخائف, ولكن ظهرت  الرغبة الجارفة من قبل المواطنين السوريين  في الحرية رغبة جارفة, ولذا فقد سقطت جمهورية الخوف وبها سقط النظام فعليا وعمليا, وليس سقوط شرعيته السياسية فقط, ومصير الذين يسحقون مواطنيهم اذكرهم بمصير رئيس الشرطة السرية الرهيب لافرينتي بيريا, الذي أدار آلة القمع في عهد جوزيف ستالين الزعيم الروسي , والذي أعدم على يد النظام الذي عمل على الوصول به إلى حد الكمال, بعد صدور الحكم عليه بالموت في عام 1953 بتهمة "التجسس على الدولة". ولذا استحق الثوار في سورية احترام العالم . وعلى الخانعين والخائفين والجبناء التزام  الصمت , صمت القبور . والمجد والخلود لشهداء الثورة الابرار .

* خبير مصري في الشؤون السياسية والستراتيجية

 

ثورة سوريا ومحيطها الإقليمي

فايز سارة/الشرق الأوسط

لا يمثل المحيط الإقليمي لسوريا سوى امتداد للوضع القائم فيها اليوم. إذ هو بالمختصر الشديد منقسم ومتناقض كما هو الوضع في سوريا، منقسم ومتناقض بين النظام والحراك الشعبي، وهو وضع قائم منذ انطلاق حركة الاحتجاج والتظاهر في أواسط مارس (آذار) الماضي، وهو سوف يستمر؛ سواء انتصرت الثورة في سوريا، وأسقطت النظام الحاكم، أو استطاع النظام إخضاع الثورة وإعادة إحكام قبضته على البلاد، وهو احتمال يبدو خارج أغلب التقديرات.

والحديث عن المحيط الإقليمي لا يعني بالضرورة المحيط المجاور لسوريا بكياناته الخمسة، بل هو أبعد من ذلك إلى الكيانات الإقليمية، التي تتأثر وتؤثر في الواقع السوري، وفي هذا تندرج تركيا والعراق وإيران ودول الخليج العربية إضافة إلى مصر ولبنان وفلسطين وإسرائيل، وكلها أطراف سوف تتأثر بما سيؤول إليه الوضع السوري من نتائج، وهي في المرحلة الراهنة ذات تأثيرات مباشرة وغير مباشرة فيه. وأساس الانقسام الإقليمي حيال الوضع السوري يستند إلى عوامل آيديولوجية وأخرى سياسية، وهذا ينطبق على الدول والجماعات السياسية والتنظيمات الأهلية والاجتماعية، كما ينطبق على مواقف شخصيات وفعاليات سياسية واقتصادية واجتماعية ذات تأثير في المنطقة، وفيها جميعا من يستند في موقفه السوري إلى بعد آيديولوجي وربما سياسي، بل إن البعض يجمع في خلفية موقفه السوري كلا من الآيديولوجي والسياسي في آن معا، على نحو ما تفعل الأغلبية الفلسطينية، حيث ترى في سوريا حاضنة آيديولوجية وسياسية للقضية الفلسطينية.

إن أبرز نماذج الانقسام الإقليمي في الموضوع السوري يمثله الاصطفاف الإيراني مع حزب الله اللبناني، وقد انضم العراق إلى هذا الاصطفاف مؤخرا وقوفا إلى جانب نظام دمشق بصورة حاسمة، وأساس الموقف سياسي فيه خليط من الآيديولوجيا الدينية والطائفية، يعود إلى توافقات الموقف السياسي بين الإيرانيين وحزب الله مع نظام دمشق، وخاصة فيما يتعلق بموضوع الصراع العربي - الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، لكن الاختلاط الآيديولوجي مع السياسي صار أكثر وضوحا بعد انضمام العراق إلى هذه الكتلة، وقد عارضت سلطته في أوقات سابقة سياسات دمشق ومواقفها؛ ليس في مواضيع الداخل العراقي، بل فيما يتصل بالعراق من مواقف إقليمية ودولية، غير أن ضغوطات إيران على القيادات العراقية، دفعت الأخيرة إلى خيارات جديدة في موقفها السوري.

والنموذج الثاني في الانقسام الإقليمي حيال الوضع السوري، يتمثل في موقف تركيا، جارة سوريا في الشمال، التي تقاربت مع موقف الأكثرية العربية، ولا سيما الدول الخليجية، وكان جوهر الموقف حض النظام السوري على المضي في معالجة سياسية للأزمة الراهنة ووقف المعالجات الأمنية/ العسكرية بما تتركه من آثار مأساوية على الشعب السوري. وعلى الرغم من أن أساس الموقف سياسي بما لهذه المجموعة من مواقف ومصالح مشتركة مع سوريا والنظام الحاكم فيها كانت تكرست في أوقات سابقة، فإن إشارات ذات أبعاد آيديولوجية اختلطت فيها الآيديولوجيا الدينية/ الطائفية والقومية في مواقف الأتراك والعرب مع الموقف السياسي، مما أعطى لهذا النموذج طابعه في معارضة سياسات النظام السوري والاقتراب أكثر إلى جانب الثورة السورية.

إضافة إلى النموذجين السابقين، ثمة نموذج ثالث متفرد في أساسه، وإن كان لا يبدو متفردا من حيث النتيجة، وهو الموقف الإسرائيلي الذي أحاطه القلق في بداية الأحداث. وأساس القلق أن أي تبدلات في طبيعة وتوجهات النظام السوري، يمكن أن تقود إلى انقلاب في الأوضاع العسكرية والسياسية المستقرة على جبهة الجولان بين إسرائيل وسوريا، ويؤدي إلى عدم استقرار في الوضع الإقليمي كله، غير أن التطورات التالية أثبتت عجز النظام عن حسم صراعه مع الحراك الشعبي من خلال الخيارات الأمنية/ العسكرية، مما جعل الإسرائيليين أقل حرصا على استمرار نظام ضعيف، لا يملك قوة حسم صراع داخلي، غير أن هذا الموقف لم يكن ليترك أثرا في الموقف من مطالب السوريين في الحرية والكرامة وصولا إلى تغيير النظام، وهي أهداف تعارضها إسرائيل بصورة حاسمة في تأثيرها الداخلي، لأن تحقيقها يمكن أن يوفر أساسا أفضل لدور العرب والسوريين، خاصة في الصراع مع إسرائيل، وتغيير أسس ومستويات الصراع العربي - الإسرائيلي.

وسط النماذج الثلاثة في الموقف من الوضع السوري، ترتسم كل المواقف التفصيلية، التي تتخذها دول وجماعات وفعاليات في المنطقة؛ ففي بلد مثل لبنان تظهر مواقف شديدة التعقيد والتشابك. ذلك أن موقف الدولة اللبنانية أقرب إلى حياد يصب في خانة خدمة النظام الحاكم في دمشق، وهو أمر يتناسب وحساسيات الانقسام اللبناني، ليس داخل الفئة الحاكمة فقط، وإنما بسبب الانقسام الحاد بين الحكم الذي يديره حزب الله وأنصاره من «8 آذار» واقفين إلى جانب النظام والمعارضة التي يتزعمها تيار المستقبل ومعه أنصاره من «14 آذار»، وهم الأقرب إلى حركة التظاهر والاحتجاج وثورة السوريين من أجل الحرية والكرامة، ويمد هذا الوضع حضوره إلى أوساط النخبة اللبنانية، ومنها الذين لا ينخرطون في أطر الموالاة والمعارضة في لبنان.

إن انقسام المحيط الإقليمي في موقفه حيال الوضع السوري له امتدادات دولية، وهو كما امتداداته بين عوامل تؤخر حسم الصراع هناك، غير أنه لا يمكن القول إن هذا الاستمرار سوف يتواصل في ضوء ما تشهده سوريا من تطورات، وثمة معطيات كثيرة، تؤشر إلى تبدلات في توازنات المحيط الإقليمي للثورة في سوريا.

 

مدينة صور... لبنانية لا إيرانية

مصطفى جحا/موقع القوات

أن يستتب الأمن في الجنوب، ممنوع. وأن تبقى البيوت عامرةً في الجنوب، أيضاً ممنوع. وأن تسود الحريّات الجنوب، ممنوعٌ ممنوع. واليوم الاحتفال والفرح ممنوعٌ ومحظور!!

إنّ الناظر إلى الخارطة اللبنانية يلحظ بوضوح وجود اسم مدينة صور عليها. كما أنّ الباحث في التاريخ اللبناني يقرأ اسم مدينة صور بوضوح أيضاً .إلا أنّ عاصفةً شرقيةً هبّت حاملة معها رائحة الزعفران الإيراني والرايات الخمينية السوداء وبالتأكيد الفكر الذي لا يقبل تنوعاً ولا تعدّديّةً ولا حرية.

في أوج العاصفة تسلل السلاح ليفرض قمعاً وإرهاباً وترويعاً وليخطف مناطق لبنانية بما فيها ومن فيها فيلحقها بالثورة الخمينية ويسلخها عن واقعها وتاريخها محوّلاً إياها إلى مقاطعةٍ إيرانية.

في مدينة صور، رفع جنود نظام الملالي صوَرَ "آيات الله" الإيرانيين وأقوالهم فكأنك تسير في إحدى المناطق الإيرانية.

وفي مدينة صور وكل الجنوب تمدّدوا مسيطرين على الحجر والبشر لتسودَ حالة كمّ الأفواه ودقّ الأعناق، وحالة الهيمنة الفكرية والأمنية والعسكرية.

قرار الحرب والسلم في يدهم، أي أنّ قرار هدم البيوت الجنوبية أو بقائها في يدهم، وأي أنّ موت أبناء الجنوب أو حياتهم في يدهم، وأي أنّ تهجير أبناء الجنوب أو استقرارهم في يدهم أيضاً.

نعم في يدهم! وما يدهم إلا دميةً مربوطةً بخيوط تحركها المصالح الإيرانية، تحركها فتكسب إيران وتحقق مصالحها فيما يدفع الجنوبيون الدم والأرواح ويحصدون الدمار وأكوام الركام.

نعم في يدهم التي اغتالت المفكرين الذين تجرؤوا على معارضتهم من سهيل طويلة، إلى حسين مروة إلى مهدي عامل ومصطفى جحا.

نعم في يدهم التي خرجت من بين أكوام الدمار ونهر الدم الذي سال في حرب تموز 2006 لترفع شارة النصر!! وأيُّ نصر؟!!

أن تكون جنوبياً فعليك أن تعيش في الدمار، وأن تكون جنوبياً فعليك أن لا تستقر، وأن تكون جنوبياً فعليك أن تعيش حزناً دائماً.

أن تكون جنوبياً فالفرح ممنوعٌ عليك، الاحتفال ممنوع، الضحك ممنوع، الابتسامة ممنوعة، والمسموح فقط البكاء والحزن وجلد الذات والدعوة إلى الهدم من غير إيجاد حجر بناء واحد.

أما هذه السنة، فمدينة صور، مدينة البحر والتنوّع والثقافة، مدينة التاريخ العظيم، فممنوعٌ عليها أن تودّعَ سنةً لتستقبل سنةً جديدةً بفرح ملؤه الأمل بمستقبل أفضل.

مدينة صور أرادوا لها أن لا تستقبل سنةً جديدةً، يتمنون لو يستطيعون إيقاف الزمن منعاً لازدياد حال التدهور الذي يعيشونه سوءاً. يتمنون لو يستطيعون إيقاف الزمن فلا تأتي سنةٌ جديدةٌ يخسرون فيها نظام الأسد الحليف لهم.

مدينة صور، لا تحزني، فإن احتفالاً كبيراً ننتظره وإياكِ.

احتفالٌ يعيدك إلى لبنان، يعيدك لبنانية.

مدينة صور... كل عام وأنت بخير...

مدينة صور... لبنانية لا إيرانية.