المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 24 كانون الأول/2011

انجيل القديس متى 27/03-10/موت يهوذا

رأى يهوذا الذي أسلم يسوع أنهم حكموا عليه، ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ، وقال لهم: خطئت حين أسلمت دما بريئا. فقالوا له: ما علينا؟ د.بر أنت أمرك. فرمى يهوذا الفضة في الهيكل وانصرف، ثم ذهب وشنق نفسه. فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: هذه ثمن دم، فلا يحل لنا أن نضعها في صندوق الهيكل. فاتـفقوا أن يشتروا بها حقل الخزاف ليجعلوه مقبرة للغرباء.

ولهذا يسميه الناس حقل الدم إلى هذا اليوم. فتم ما قاله النبـي إرميا: وأخذوا الثلاثين من الفضة، وهي ما اتفق بعض بني إسرائيل على أن يكون ثمنه،  ودفعوها ثمنا لحقل الخزاف. هكذا أمرني الرب.

 

عناوين النشرة

*المراقبون زاروا كفرسوسة والجمارك لتفقد اضرار الانفجارين/الخارجية السورية: لبنان حذر دمشق من تسلل القاعدة اليها

*استقبال دموي للمراقبين

*وزارة الداخلية السورية: 44 قتيلاً و166 جريحاً حصيلة تفجيري دمشق 

*حزب الله" يتهم أميركا بالتفجير في سوريا

*وهبي ربط بيان "الخارجية السورية" بمعطيات غصن:نراهن على وعـي الفلسطينيين لما يحاك لعين الحلوة

*الحريري: كلام غصن فاتورة من الحكومة للنظام السوري/يزجّون لبنان في الإرهاب لتغطـة جرائمـه

*السنيورة استنكر تفجيرات دمشق وبغداد وأدان استمرار "القمع الأعمى" للأبرياء والعزّل بسوريا 

*منظمة الدولية آفاز»: أكثر من 6 آلاف قتيل و70 ألف معتقل منذ اندلاع الانتفاضة

*دبلوماسي أميركي بارز : الولايات المتحدة لن تقوم بأيه تسوية على بقاء النظام السوري ولو كان الثمن رقبة حزب الله

*على خلفية الوضع في سورية إسرائيل تتهم "حزب الله" بتصعيد نشاطه العنيف'

*مخاوف من خطورة تحالف الأقليات ورهان بشارة الراعي على النظام السوري زائل كارثة على المسيحيين

*الراعي التقى جعجع ووفدا من "كاريتاس": الناس في حاجة الى الرجاء وليس فقط إلى وسيلة للعيش

*الراعي استقبل يونان ورئيس الحكومة العراقية السابق علاوي: مسيحيو العراق جزء أســاسي في مجتمعهم

*سليمان رأس اللجنة التحضيرية لهيئة الحـوار واستقبل فنيش والفرزلي واتصل بالأسد شاجباً التفجير

*شمعون في احتفال اطلاق "منظمة الطلاب": مقبلون على تغييرات يجب الاستفادة منها

*"الأحرار": 8 آذار حوّلت مجلس الوزراء ســاحة تمتين لتحالفها واختبار صدقيته

*"القوات": الحكومة شوّهت صورة لبنان.. ولقانون انتخاب تحت سقف الطائف 

*سمير فرنجية: "حزب الله" وصـل للنهاية "الاجور" تعبّر عن الواقع السـياسي

*حرب: استقالة الحكومة لانقاذ البلد

*دو فريج: نحاس يستهتر بعقول اللبنانيين لا رؤية حكومة واحدة معيشياً

*نواب البقاع الغربي زاروا سامي الجميل/الجراح: خطوات الحكومة سلبية/التصويت على الاجور ترضية لـ"الوطني الحر"

*"هآرتس": اسرائيل تعزل شرق القدس عن الضفة الغربية

*"واشنطن بوست": نتائج الربيع العربي مختلفة عــن المرجو

*القبس": شد عصب أكثري لعدم تحلل التحالف

*الكفاح الفلسطيني تسلم المتهم بقتل مرافق "اللينو"

*عرسال النووية /محمد سلام/موقعع الكتائب

*جعجع: هناك أطفال في سوريا يعيشون مأساة كبيرة والبعض يلاحَق ويسجَن

*شمعون في حفل إطلاق منظمة الطلاب في الحزب: إما أن نركب قطار التغيير في المنطقة أو يسبقنا

*ميشال سماحة يتهم الأسد بالموافقة على إدخال "بعثة جواسيس" الى سوريا

*اعتصام سوري ـ لبناني في ساحة الحرية يطالب برحيل الأسد

*كندا تدعو الى "الاستقالة الفورية" للرئيس السوري 

*الحريري تعليقاً على قرار الأجور: فاتورة سياسية يدفعها اللبنانيون من لقمة عيشهم

*سليمان يؤكد من الجنوب الالتزام بحماية "اليونيفيل" وتنفيذ القرار 1701

*سامر سعادة لـ"السياسة": "حزب الله" و"أمل" و"التيار الحر" متحالفون لاكتساب المغانم

*نصر الله "يَرد الإجر" لميقاتي/ عبد السلام موسى/المستقبل

*بين برّي وحزب الله خلافات تتمحور حول وضع منطقة الجنوب في المرحلة المقبلة

*وهبي قاطيشا/فايز غصن يعلب دور وزارة الدفاع السورية ويمهد لاعتداء أمني على عرسال/زيارة بكركي للضاحية تغطي الحزب وتضعف الحالة الاستقلالية/عون يبيع مصالح الشعب بالسياسة  

*الياس الزغبي: لا يمكن تشبيه حوار بكركي مع قيادة "حزب الله" بالارتباط - الارتهان الذي يقوم به عون منذ سنوات والاقتراح الارثودكسي يندرج في صلب اتفاق الطائف اذا تمت مقاربته بخلفية سليمة

*جمال جرّاح رداً على غصن: هل يقصد معالي الوزير ان سوريا أتت بالعناصر الارهابية لتفجير وتعكير الساحة الداخلية؟ ... وعرسال ليست ممراً ولا مستقراً للقاعدة  

*النائب خالد زهرمان: الحكومة تُغرق نفسها بـ"شبر مي" عند كل استحقاق... وليتوقف الوزير غصن عن اتحافنا باتهامات لا تستند الى الدقة

*لماذا يحقّ لـ8 زعماء تسمية المرشحين للنيابة ولا يحقّ ذلك لكل مذهب خوفاً على الميثاق/اميل خوري/النهار

*أداء لوزراء ينطوي على خفة وتداعيات خطيرة/"المعادلة الجديدة" تستهدف المثلث الوسطي/روزانا بومنصف/النهار

*حزب الله» أمام السياسة وازدواجية السلطة/سامر فرنجية/الحياة

*مصادر قريبة من رئيس الوزراء لـ"السياسة": التصرف بمنطق المنتصر والمهزوم سيترك تداعيات سلبية/"التحالف الثلاثي" يحجم ميقاتي ويعرض الحكومة لاهتزاز كبير

*الجبل يجمع جنبلاط وإرسلان... وسوريا تفرّقهما/فادي عيد/الجمهورية

*حزب الله» يُبدّي عون على ميقاتي ويقول الأمر لي/شارل جبّور/الجمهورية

*عميل آخر... يخترق «حزب الله/مرلين وهبة/الجمهورية

*المارونيـة الأرثوذكسية في بكركي/جوزف الهاشم/الجمهورية

*وزير المال السابق جهاد أزعور لـ "المستقبل": قرار تصحيح الأجور مرتجل ويهدد بضرب أسس الاقتصاد

*مهرجانات القتل السورية...مجازر بلا حدود/ داود البصري/السياسة

*63 قتيلاً و200 جريح في سلسلة هجمات...واجتماع لقادة الكتل اليوم/عشرات الضحايا في صباح عراقي دام وسط تفاقم الأزمة السياسية

*الأسد يرفض استقبال مشعل ورحيل قيادة حماس عن دمشق

*«هيومن رايتس ووتش»: التعذيب في سورية يراوح بين «الفلقة» و«الدولاب» و ... وضعية «الشبح»

*العرب مع خطوات ملموسة من دمشق قبيل رفع العقوبات وإعادة العضوية/ثريا شاهين/المستقبل

*غصن يحرج ميقاتي وجنبلاط بطرحه تسلل عناصر من التنظيم عبر الحدود/بقلم/أحمد الأيوبي/ رئيس "هيئة السكينة الإسلامية"

 

تفاصيل النشرة

 

 

المراقبون زاروا كفرسوسة والجمارك لتفقد اضرار الانفجارين/الخارجية السورية: لبنان حذر دمشق من تسلل القاعدة اليها

المركزية- نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في الجامعة العربية ان فريق طليعة المراقبين الذي يقوده سمير سيف اليزل الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية يضم نحو عشرة اشخاص من بينهم خبراء ماليون واداريون وقانونيون سيعملون على ضمان حرية الحركة للمراقبين في انحاء سوريا، على أن يصل فريق المراقبين الذي يضم نحو 150 مراقبا الى سوريا في نهاية كانون الاول الجاري.

وصباح اليوم، هز انفجاران العاصمة السورية دمشق سقط خلاله عدد من القتلى والجرحى واحدث أضراراً مادية بالغة، استهدفا إدارة أمن الدولة وأحد الفروع الأمنية في منطقتي كفرسوسة والجمارك، وقال التلفزيون السوري إن الانفجارين وقعا بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان. ونقلت الوكالة عن التلفزيون السوري الرسمي أن وفدا من مسؤولي الجامعة العربية زار اليوم موقعي التفجيرين لتفقد الاضرار.

من جهة أخرى، أعلنت الخارجية السورية أن لبنان حذر دمشق من تسلل عناصر القاعدة قبل يومين من وقوع الانفجارين الى سوريا. تزامنا أحيت المعارضة السورية تظاهرات جمعة "بروتوكول الموت" تنديدا ببروتوكول الجامعة العربية ومهمة المراقبين.

 

استقبال دموي للمراقبين

اذا، أعلن التلفزيون الحكومي السوري ان انتحاريين في سيارتين مفخختين نفذا الهجومين اللذين استهدفا اليوم الجمعة مقرين امنيين في دمشق لافتا الى ان التحقيقات الاولية تشير الى انها من اعمال تنظيم القاعدة.وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان اكثر من ثلاثين شخصا قتلوا وجرح اكثر من مئة آخرين في الانفجارين. واضاف: "في اليوم الاول من وصول المراقبين العرب، انها اول هدية من الارهاب والقاعدة لكننا سنسهل الى ابعد حد مهمة الجامعة العربية".

وتابع المقداد ان "الارهاب اراد ان يكون اليوم الاول للمراقبين في دمشق يوما مأساويا لكن الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الاوروبيون والاميركيون وبعض الاطراف العربية".

ويتزامن الانفجار غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الى سوريا برئاسة المسؤول في الجامعة العربية سمير سيف اليزل لتسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية تمهيدا لوصول بين ثلاثين وخمسين مراقبا عربيا امس، بموجب البروتوكول الموقع بين سوريا والجامعة العربية. وتفقد عدد من افراد الوفد موقعي التفجير في دمشق.

المعارضة: نظام الاسد دبّر الهجمات

من جهته، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الاسد بتدبير الهجمات التي استهدفت الجمعة مقرات امنية في دمشق واوقعت بحسب السلطات السورية اربعين قتيلا وعشرات الجرحى.

واكد المجلس في بيان ان النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين مع أجهزته الأمنية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين العرب بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية ، وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة .

"بروتوكول الموت"

الى ذلك، أعلن "المرصد" السوري لحقوق الانسان ان اكثر من خمسة وعشرين مدنيا قتلوا برصاص الجيش السوري.

وكان الناشطون المطالبون بالديمقراطية دعوا إلى التظاهر في جمعة "بروتوكول الموت"، معتبرين توقيع النظام على بروتوكول الجامعة "مناورة" لكسب مزيد من الوقت لقتل الشعب وتصفية المعارضين. وكتب الناشطون على صفحتهم بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك "بروتوكول الموت رخصة مفتوحة للقتل".

واعتبروا أن النظام استغل البروتوكول لتكثيف عملياته العسكرية "الهمجية" التي يخوضها ضد المدن المتمردة منذ بدء حركة الاحتجاج. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد أن قوات الجيش والأمن السورية قتلت أكثر من 200 شخص منذ توقيع دمشق على البروتوكول.

واشنطن: تفجيرات دمشق يجب ألّا تعيق عمل المراقبين العرب

في المواقف، دانت الادارة الأميركية على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر تفجيرات دمشق، مؤكدةً أنَّها "لا ينبغي أن تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشأن قمع حركة الاحتجاج في سوريا". وشدد تونر أنَّ "لا شيء على الاطلاق يمكن أن يبرر الارهاب".

وذكر بأنَّ "الادارة الأميركية أدانت العنف في سوريا أيًّا كان مصدره وكذلك الأشهر التسعة الطويلة التي مارس فيها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد التعذيب والعنف لقمع تطلعات الشعب السوري إلى تغيير سياسي سلمي". وأمل تونر أن "تستمر هذه المهمة من دون عراقيل وسط أجواء من اللاعنف". وختم مؤكداً: "على النظام التعاون سريعاً وبالكامل مع بعثة المراقبين".

السعودية قد تغلق سفارتها في دمشق

صحيفة الوطن السعودية ذكرت أن المملكة يمكن أن تضطر لاغلاق سفارتها في دمشق بسبب استمرار قمع المتظاهرين المعارضين للنظام في سوريا.

وأشارت الصحيفة الى أن هذه الخطوة تأتي نتيجة لاستمرار حالة العنف التي يمارسها النظام السوري ضد مواطنيه ووصول الامر الى تهديد حياة الدبلوماسيين العاملين على الاراضي السورية. 

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع ان هذه الخطوة نابعة من حرص الحكومة على عدم تعريض مواطنيها أو بعثتها الدبلوماسية لاي خطر،لافتاً الى أن سوريا أصبحت منطقة خطرة. 

وأوضح أن خطوة تقليص الدبلوماسيين فرضتها الاوضاع الخطرة وتزايد رقعة العنف في حين ان الهدف من الاجراء هو حماية أعضاء البعثة الدبلوماسية من الاخطار والتهديدات.

 

وزارة الداخلية السورية: 44 قتيلاً و166 جريحاً حصيلة تفجيري دمشق 

أعلنت وزارة الداخلية السورية في بيان ان حصيلة التفجيرين اللذين وقعا اليوم في دمشق بلغت 44 قتيلاً و166 جريحاً اغلبهم من المدنيين.ولفتت الى ان "طريقة تنفيذ هذين العملين الارهابيين تشكل تصعيدا نوعيا في العمليات الارهابية التي تتعرض لها سوريا منذ 9 اشهر".ودعت الوزارة المواطنين "الى ممارسة دورهم في التعاون مع الجهات المختصة في الابلاغ عن اي حالة مشبوهة لبتر يد الارهاب والاجرام

 

 "حزب الله" يتهم أميركا بالتفجير في سوريا

المركزية- تعليقاً على الانفجارين الإرهابيين اللذين وقعا صباح اليوم في العاصمة السورية دمشق أصدر حزب الله البيان التالي: تأتي الجريمة الإرهابية المروّعة التي ارتكبها أعداء الإنسانية في مدينة دمشق قبل ظهر اليوم بعد يوم واحد من التفجيرات المنسّقة التي استهدفت بغداد والمدن العراقية الأخرى، ما يوحي بأن القوى المتضررة من الهزيمة الكبرى التي لحقت بالولايات المتحدة ، وأدّت إلى خروج قواتها ذليلة من العراق، قد بدأت بعملية انتقام دموية جبانة، تتمثل باستهداف كل القوى والدول التي كان لها موقف واضح من الاحتلال الأميركي، والتي ساعدت المقاومة العراقية البطلة في جهادها لإخراج المحتلّ الأميركي. إن هذه التفجيرات التي أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، هي من اختصاص الولايات المتحدة أم الإرهاب، وأصابعها الممتدة في منطقتنا، والمتخصصة في استهداف الأبرياء وقتلهم وترهيبهم ، لدفعهم إلى الانصياع للسياسة الأميركية الساعية لتحقيق المصلحة الصهيونية التي يضعها الأميركيون فوق كل اعتبار.

إن حزب الله، إذ يدين هذه الجريمة الفظيعة، فإنه يؤكد على أن مثل هذه الجرائم الإرهابية لن تفتّ في عضد القوى المقاومة والممانعة، ولن تعطي الأميركيين والصهاينة وحلفاءهم في المنطقة الفرصة لتمرير مخططاتهم الخبيثة على حساب حقوق أمتنا. ويتقدم حزب الله بأحرّ التعازي والمواساة لعائلات الشهداء، كما يدعو الله أن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل.

 

وهبي ربط بيان "الخارجية السورية" بمعطيات غصن:نراهن على وعـي الفلسطينيين لما يحاك لعين الحلوة

المركزية- اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب امين وهبي ان "هناك من يريد استدراج مخيم عين الحلوة الى صراع دموي تستخدم فيه قنابل دخانية للتغطية على بعض ما يحصل في المنطقة من حولنا"، ولفت الى ان "هذا الصراع سيدفع ثمنه لبنان وليس صيدا فقط". وقال في حديث لـ "المركزية" "اراهن على الصيداويين والفلسطينيين بانهم سيكونون في المرصاد لما يحاك للمخيم والمدينة"، وادرج "ما يحصل في مخيم عين الحلوة للتغطية على ما يحدث في سوريا، فالذي يسكت عن المجازر في سوريا له مصلحة في توتير الاجواء الامنية في لبنان". من جهة اخرى ربط وهبي تصريح وزارة الخارجية السورية اليوم على خلفية الانفجارالذي وقع في دمشق واعلانها بان لبنان حذّرها منذ يومين عن تسلل لعناصر "القاعدة" الى اراضيها عبر الحدود اللبنانية، وبين معطيات وزير الدفاع فايز غصن عن وجود عناصر "القاعدة" في بلدة عرسال البقاعية"، واضاف "وزير الدفاع لا يملك الادلة لاثبات ما قاله، وهو يبرر الخروقات السورية المتكررة لاراضي البلدة". وتوقع في الختام "حدوث عمل أمني ما في عرسال على خلفية هذه التصريحات".

 

الحريري: كلام غصن فاتورة من الحكومة للنظام السوري/يزجّون لبنان في الإرهاب لتغطـة جرائمـه

المركزية- اعتبر رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري ان كلام الخارجية السورية عن دخول عناصر من القاعدة الى سوريا عبر لبنان "مردود اليها ومفبرك مع بعض أدواتها في لبنان"، متوقعا ان يكون انفجارا دمشق "من صنع النظام السوري كما اعلن المجلس الوطني". وعلّق الرئيس الحريري على الانفجارين فقال عبر موقعه على "تويتر": "النظام السوري يحاول أن يحوّل الأنظار عمّا يفعله بشعبه، لكن خطته فاشلة، وكلام الخارجية السورية مردود إليها ومفبرك مع بعض أدواتها في لبنان". وردا على سؤال عما اذا كانت تفجيرات دمشق مؤشر من النظام السوري لاستهداف المراقبين العرب عند بدء مهماتهم في سوريا، قال الحريري "هذا أحد أكبر الإحتمالات". كما سُئل الحريري عن أنباء يتم تداولها حول ان أن ضحايا التفجيرين الذين يتم عرض جثثهم هم من المعتقلين الأبرياء الذين تم نقلهم، وضع الحريري "هذه المعلومة برسم لجنة المراقبين العرب لأن النظام السوري لا يتورع عن إرتكاب أبشع الجرائم". وردّاً على كلام وزير الدفاع فايز غصن بشأن وجود عناصر من "القاعدة" في بلدة عرسال، قال الحريري: "عرسال مدينة الأبطال والأوفياء، وهي ليست وحدها لأن كل الشرفاء في لبنان معها، وكلام وزير الدفاع فاتورة من الحكومة للنظام السوري".  وأضاف: "هناك من يعمل في الحكومة اللبنانية على زجّ لبنان في مسار الإرهاب للتغطية على جرائم النظام السوري، علماً بأن هذا النظام إختصاصي بتصدير الإرهاب".

 

السنيورة استنكر تفجيرات دمشق وبغداد وأدان استمرار "القمع الأعمى" للأبرياء والعزّل بسوريا 

استنكر رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة "أشدّ الاستنكار" وشجب أعمال التفجير التي شهدتها العاصمة السورية دمشق والتي أدّت إلى مقتل "عدد من الإخوة الأشقاء والأبرياء في سوريا"، كما استنكر وأدان التفجيرات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد خلال اليومين الماضيين.  وقال السنيورة في تصريح: "إنّ الأرواح البريئة التي أُزهقت، هي أرواح عربية، والدماء المسفوكة هي دماء عربية، من هنا فإننا نشجب بأشد العبارات هذه التفجيرات، كما نستنكر بذات الوقت استمرار سقوط العشرات من الشهداء في كل أنحاء سوريا، وخاصة ما جرى اليوم والأمس نتيجة أعمال القمع الأعمى الذي تستخدمه السلطات السورية ضد المدنيين الأبرياء والعزل، الذين ما انفكوا يطالبون بالحرية واستعادة الكرامة بشكل سلمي". وأضاف السنيورة: "إن هذا الطريق الدموي في معالجة الأمور لا يمكن إلا أن يضر بسوريا وبالعرب أجمعين، وإننا ندعو السلطات السورية إلى التقيد الدقيق والصادق بتنفيذ المبادرة العربية وتأمين حرية العمل للمراقبين العرب، حيث إن الالتزام بالمبادرة العربية، هو الطريق الأسلم والأكثر أمانًا لمعالجة الأوضاع في سوريا".

 

 

منظمة الدولية آفاز»: أكثر من 6 آلاف قتيل و70 ألف معتقل منذ اندلاع الانتفاضة

 بيروت: «الشرق الأوسط»

قالت منظمة أهلية دولية إن الأرقام الواردة من سوريا تفيد بأن شخصا واحدا على الأقل من بين كل 300 سوري، قتل أو اعتقل منذ أن اندلعت الانتفاضة السورية في مارس (آذار) الماضي، بينما ناشدت الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته وأن يتخذ قرارا حاسما باتخاذ الإجراءات العسكرية على غرار ما جرى في ليبيا.

وقال باتل ريكن، المدير التنفيذي لمؤسسة «آفاز» إنه سقط أكثر من 6000 قتيل و70000 تقريبا وهم محتجزون في سجون الأسد الوحشية، لا يستطيع أحد غض الطرف عن عرض الرعب في سوريا. واعتبر أن روسيا قد ذهبت بعيدا جدا في تأخير العمل الدولي وتسليح فرق الموت الأسدية. وأشار إلى أن روسيا أمام خيارين، إما أن تقف إلى جانب النظام السوري في حين لا يزال يذبح الناس أو أن تكثف الضغوط لإجبار بشار الأسد على الرحيل.

وأكد تقرير للمنظمة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنه قد بلغ عدد ضحايا حملة القمع التي ينفذها نظام بشار الأسد في سوريا 6237 شخصا على الأقل حتى الآن، بالإضافة إلى اعتقال 69000 شخص خلال الأشهر التسعة الماضية. وقال التقرير: «إن هذه الحصيلة الجديدة الصادمة للغاية تظهر أن في سوريا، هناك شخص واحد من بين 300 شخص إما قد تعرض للقتل أو للاعتقال، منذ بداية الحراك في سوريا». وأوضح أنه «بعد العمل مع 58 مراقبا حقوقيا في سوريا، بالإضافة إلى الشراكة مع منظمات أخرى فاعلة على الأرض، تأكدت المنظمة العالمية للحملات (آفاز) أن عدد القتلى في سوريا بلغ 6237 شخصا سقطوا بين 15 مارس 2011 و9 ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه.

كما جرى اعتقال 69000 شخص منذ شهر مارس 37000 شخص منهم لا يزالون قيد الاعتقال، في حين تم الإفراج عما يقارب 32000 شخص، الكثير منهم لا يزال يحمل ندوبا وآثار جراح ناجمة عن التعذيب الذي تعرضوا له خلال فترة الاعتقال. وأشار التقرير إلى أن «الاشتباكات بين قوات النظام، ومسلحي الثورة أدت إلى مقتل 917 شخصا خلال 9 أشهر من الثورة، وقد سقط في مدينة حمص وحدها 40 في المائة من القتلى تقريبا، هذا وقد نالت حمص مع حماه ودرعا النصيب الأكبر من الإصابات في صفوف المدنيين خلال الثورة.

وقال إن الأرقام التي حصلت عليها «آفاز» تكشف عن الظروف السيئة التي يحتجز ضمنها المعتقلون في سوريا، لقد تأكدت «آفاز» من أن 617 شخصا قد قتلوا تحت التعذيب، من ضمنهم 39 طفلا. شخصان فقط توفيا داخل المعتقل دون أن يتعرضا للتعذيب. وأشار بيان للمنظمة إلى أن باحثي «آفاز»، الذين تستشيرهم الأمم المتحدة فيما خص أرقامها الخاصة حول عدد القتلى في سوريا، يلتزمون بإجراءات صارمة من أجل تأكيد هذه الأرقام. كل شخص يقتل نؤكد مقتله من خلال 3 مصادر مستقلة ومنفصلة بعضهم من عائلات القتلى أنفسهم، وأئمة المساجد الذين يؤمون صلاة الجنازة الخاصة بالقتلى.

إلى ذلك، أصدرت «الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية» رسالة أمس إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أشارت إلى أنه «منذ أكثر من تسعة أشهر يتعرض الشعب السوري لحملة دامية يقوم بها النظام السوري بقيادة بشار الأسد ولم تسلم مدينة أو قرية من اجتياح الجيش وأجهزة الأمن ومن القصف بالمدفعية والدبابات، مما أدى إلى سقوط ما يزيد على ثمانية آلاف من المواطنين السوريين رجالا ونساء وأطفالا». ورأت الهيئة أن «أبسط وصف لهذه الجرائم بأنها جرائم إبادة جماعية بالإضافة إلى سجن عشرات الألوف وممارسة كل أنواع التعذيب ونهب أملاك المواطنين وانتهاك حرماتهم». وقالت: «من المؤسف والمؤلم هذا التردد الدولي وضعف الموقف العربي مما يتيح الفرص للنظام الأمني في سوريا أن يزيد في وتيرة القتل التي ارتفعت يوميا إلى مئات القتلى كما حدث يومي 19 و20 من هذا الشهر في قريتين صغيرتين مجاورتين للحدود التركية». وأضاف: «نناشدكم الإسراع بالاتصال بالدول الأعضاء في مجلس الأمن لتحمل مسؤولياتها وفق ميثاق الأمم المتحدة والشرعة الدولية لحقوق الإنسان، والتي تقضي باتخاذ الإجراءات لحماية الشعب السوري وتمكينه من تحقيق طموحاته في بناء دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها السوريون بالحقوق والواجبات. ومن اللافت أن النظام الأمني في سوريا مدعوم من دولة إيران التي تمده بكل وسائل الدعم والقمع. إن ما يقوم به النظام في سوريا من تصعيد للعنف وزيادة القتل بعد كل مهلة يحصل عليها هو أكبر دليل على طبيعته الإجرامية وعدم اللامبالاة بالقرارات التي تصدرها الجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية». وإذ ناشد مجلس الأمن عبر أمينه العام، أن «يتحمل مسؤوليته وأن يتخذ قرارا حاسما باتخاذ الإجراءات العسكرية على غرار ما جرى في ليبيا»، أمل وضع مجلس الأمن بصورة الوقائع التي تجري في سوريا آملين أن يستجيب المجلس إلى صرخة الشعب السوري بالإضافة إلى صرخة المؤسسات الإنسانية الدولية.

 

دبلوماسي أميركي بارز : الولايات المتحدة لن تقوم بأيه تسوية على بقاء النظام السوري ولو كان الثمن رقبة حزب الله

خاص - بيروت أوبزرفر/نفى دبلوماسي أميركي بارز مقرب من دائرة القرار في الإدارة الأميركية لبيروت أوبزرفر أن تقوم الولايات المتحدة بأية تسوية على بقاء النظام السوري على حساب الشعب، سواء مع روسيا أو إيران حتى ولو كان الثمن تسليم رقبة حزب الله، لأن النظام فقد كل أوراقه بخصوص أية تسوية ممكنة بسبب إمعانه في المجازر والقتل وأوضح المصدر أن المجلس الوطني السوري لن يقدر على إجراء أية تسوية لأنه لا يملك المعطيات لذلك، فأعضاؤه كلهم يقيمون في الخارج ودماء الشعب هي التي تسيل على أرض الواقع، لذا فالباب مغلق أمامه لإجراء أية تسوية مع النظام وقال المصدر إن الإدارة الأميركية لا تملك الخيوط لحل الأزمة كونها لم تكن شريكة أصلاً في إطلاق الثورات العربية، وبالتالي فإن الحل يكمن في إرادة الشعوب التي انتفضت على أنظمتها وانتقد المصدر التأخر العربي إزاء ما يحصل في سوريا قائلاً أن الدول العربية قادرة على إتخاذ مواقف أكثر فعالية، لكنها في المقابل لا تستطيع إطالة عمر النظام السوري لأن الكلمة الفصل هي لأهالي وأقرباء الضحايا التي سقطت خلال المواجهات ولكل الشعب الثوري الذي يرفض أي حوار مع نظامه

 

على خلفية الوضع في سورية إسرائيل تتهم "حزب الله" بتصعيد نشاطه العنيف

 تل أبيب - يو بي اي: اتهمت مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي "حزب الله" بتصعيد ما وصفته بنشاطه العنيف في جنوب لبنان أخيراً, على خلفية تأزم الأوضاع في سورية, معربة عن قلق تل أبيب من وصول أسلحة متطورة بحوزة سورية إلى الحزب. وذكرت صحيفة "هآرتس" الصادرة أمس, أن إسرائيل قلقة من تصاعد "الأنشطة العنيفة" ل¯"حزب الله" في جنوب لبنان وأن جهاز الأمن الإسرائيلي يشارك التقديرات الفرنسية بأن الحزب مسؤول عن هجمات تم تنفيذها أخيراً ضد قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان.  وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يدقق في احتمال أن "حزب الله" ضالع في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على شمال إسرائيل في حالتين خلال الشهر الماضي, مشيرة إلى أن هذه الأحداث من شأنها أن تدل على حدوث تغير في سياسة الحزب على خلفية "الضائقة" التي يواجهها نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ورغم ذلك, لفتت الصحيفة إلى أن الحزب تعمد بشكل كبير منذ نهاية حرب لبنان الثانية, في صيف العام 2006, الامتناع عن الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل, كما امتنع عادة عن الاصطدام مع قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان, لكن إسرائيل تتهمه بمواصلة نشاطه المسلح في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني, في خرق لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر في نهاية حرب لبنان الثانية والذي يحظر على الحزب القيام بأي أنشطة عسكرية في جنوب الليطاني. وحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية, فإن "حزب الله يواجه حرجا كبيرا, من جهة ان نظام الأسد في طريقه إلى الانهيار ومن الجهة الأخرى ان إيران تضطر إلى تقليص المساعدات الاقتصادية للحزب بسبب الأضرار التي ألحقتها العقوبات الدولية, وفي وضع كهذا قد يخطئ "حزب الله" ويعمل بشكل يؤدي إلى تورطه". إلى ذلك, عبر ضباط في الجيش الإسرائيلي عن قلقهم من وصول أسلحة متطورة موجودة بحوزة الجيش السوري إلى "حزب الله", وخصوصا صواريخ أرض - أرض وأرض - بحر متطورة التي تهدد البوارج الحربية الإسرائيلية, وصاروخ "ياخونت" الروسي المضاد للطائرات, الذي يهدد انتهاكات الطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية. وأضاف الضباط ان "تقييماتنا هي أنه عندما تسود حالة عدم استقرار, مع الأسد أو من دونه, فإن احتمالات اشتعال المنطقة يتزايد, ونتيجة لذلك فإن الجيش الإسرائيلي يتعامل مع التدريبات التي يجريها الجيش السوري بجدية كبيرة".

 

مخاوف من خطورة تحالف الأقليات ورهان بشارة الراعي على النظام السوري زائل كارثة على المسيحيين

بيروت - "السياسة": رأى سياسي مسيحي مخضرم أن خطوات التقارب التي تخطوها بكركي مع النظام السوري و"حزب الله" تؤشر إلى تبني رأس الكنيسة المارونية نظرية تحالف الأقليات في الشرق التي تضع المسيحيين في مواجهة خطيرة مع أكثرية المجتمع العربي وخصوصاً في مرحلة ربيعه الراهن.

واعتبر أن لقاء وفد بكركي مع الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله لم يكن مفاجئاً لمن قرأ جيداً التحول في موقف الكنيسة المارونية منذ انتخاب البطريرك بشارة الراعي على رأسها, والذي تحول من موقع المدافع عن مشروع الدولة الحاضنة لكل أبنائها على اختلاف طوائفهم, إلى ساع لنيل الحماية من أنظمة قائمة على العنف والسلاح.

وحذر السياسي المخضرم من أن هذا الخيار الذي يبدو مغرياً للمواطن العادي, سيرتب نتائج كارثية على النسيج الاجتماعي العربي عموماً وعلى الوجود المسيحي خصوصاً, وذلك للأسباب التالية:

أولاً: إن التذرع بأن مسيحيي العراق تعرضوا لمجزرة بسبب الاحتلال الأميركي, والاستنتاج من ذلك أن نظام صدام حسين كان ضمانة وجودهم, هو قول مناف للمنطق والواقع, فالنظام المذكور ذهب بقدميه إلى الهاوية عندما استعدى أكثرية شعبه, ووضع الملايين منه في المقابر الجماعية والمعتقلات. وحتى لو اعتقد البعض أن الوجود المسيحي في العراق كان بخير, فإنها كانت حالة موقتة لا يمكن أن تدوم, بحسب منطق التاريخ. ثانياً: بهذا المعنى فإن مراهنة مسيحيي لبنان اليوم على "صمود" النظام السوري هي مجرد وهم, لأن بشار الأسد يسير في الطريق الصدامي حرفياً, وسيسقط عاجلاً أم آجلاً, وستذهب معه كل "الضمانات" التي يقدمها لمسيحيي سورية, هذا إذا وجدت. عندها سيواجهون سورية الجديدة بوصفهم من بقايا العهد البائد.

ثالثاً: أخطر ما في المقاربة الجديدة لبكركي هي رهانها على "حزب الله" في لبنان, والذي فقد وظيفته كمقاومة منذ العام 2000, والتي كانت محل إجماع لبناني, وتحولت بعد الانسحاب الإسرائيلي إلى قوة أمر واقع, تفرض نفسها في الحياة السياسية. وهنا أيضاً فإن ما تقوم به بكركي هو مقامرة على الحصان الخاسر, ف¯"حزب الله" ليس أقوى من الأنظمة الديكتاتورية المسلحة التي سقطت, ومثال ذلك العراق وليبيا واليمن وسورية على الطريق. رابعاً: إن حساباً بسيطاً للمصلحة المسيحية المباشرة يبين خطأ المراهنة على أنظمة وأحزاب زائلة, لأنها تعتمد فقط على قوتها العسكرية, إلا أن الأهم هو أن بكركي تسير في عكس السياق التاريخي للمنطقة, فما يجري حالياً بمثابة تصحيح شعبي لهذا التاريخ, فنظاما البعث في بغداد ودمشق,على سبيل المثال, كانا خطأين تاريخيين تسببت بهما سياسة غربية خطأ في رسم خارطة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية, ولم يكن بالإمكان بقاؤهما طوال هذه الفترة لولا الدعم الغربي أولاً, ومن ثم الدعم السوفياتي في مرحلة الحرب الباردة. وقد زالت الآن كل ظروف حمايتهما.

خامساً: إن نظرية تحالف الأقليات هو الكارثة الحقيقية, فقد استندت الأنظمة الدكتاتورية العربية على أقليات طائفية لتستمر, ووضعت مكونات المجتمع في مواجهة بعضها البعض, وكذلك فعلت إسرائيل في وضع يهود فلسطين في مواجهة مسلميها ومسيحييها. فهل تريد الكنيسة المارونية أن تنخرط في تحالف إقليمي يبدأ ب¯"بعث سورية" ويمر ب¯"حزب الله" وينتهي بإسرائيل ربما?

 

الراعي التقى جعجع ووفدا من "كاريتاس": الناس في حاجة الى الرجاء وليس فقط إلى وسيلة للعيش

وطنية - 23/12/2011 أعرب البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي عن تقديره "للجهود التي تبذلها رابطة كاريتاس لبنان لإستعمالها مجد الله لخدمة المحبة من دون اي تفرقة". وقال أمام وفد من الرابطة هنأه بالأعياد: "دوركم أن تعطوا أسبابا للحياة. بالتأكيد كاريتاس ليست بعصا سحرية قادرة على تبديل الأمور في العالم، ولكن عليها أن تعلم أن الناس بحاجة الى الرجاء وإلى سبب وليسوا بحاجة فقط إلى وسيلة للعيش وإنما إلى سبب يعطي معنى لحياتهم، لفقرهم لحاجاتهم ولواقعهم".

أضاف: "نداء الميلاد هو خطة عملكم، أشكركم باسم الكنيسة وباسم مجلس البطاركة والأساقفة لأنكم تستعملون مجد الله لخدمة المحبة ولأنكم تزرعون السلام وتبنون من دون أي تفرقة حزبية أم دينية أم ثقافية أم مناطقية. أنتم تزرعون الرجاء في قلوب الناس ونفوسهم، واليوم عندما ننظر إلى كاريتاس ننظر إليها برجاء. أنتم تملكون الخبرة الواسعة وأتمنى أن يكافئكم الرب على كل شيء، من فيض نعمه وفيض خيره، على كل الجهود التي تبذلونها من تضحيات بأوقاتكم وصحتكم وعائلاتكم وراحتكم. ما من شيء يذهب سدى عند ربنا وأتمنى أن يحمل العام 2012 سلام المسيح إلى العالم المعذب، من لبنان الى العالم المشرقي الذي يبحث عن معنى لوجوده".

وختم: "وحده يسوع المسيح يبقى الجواب لكل تساؤلات الناس. فليحفظ الرب كاريتاس لبنان وينميها ويكثر من أصدقائها والمحسنين إليها ويبارك أعمالها لأن كل عطية صالحة تأتي من لدن أب الجودة، الله".

وللمناسبة أقسم الاعضاء الجدد في رابطة "كاريتاس" الذين انتخبهم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، اليمين القانونية أمام الراعي.

جعجع

وزار رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع مساء اليوم، الصرح البطريركي حيث شارك في تساعية الميلاد، والتقى الراعي مهنئا بالاعياد، وكانت مناسبة لعرض آخر المستجدات على الساحة اللبنانية والاقليمية.

 

 

الراعي استقبل يونان ورئيس الحكومة العراقية السابق علاوي: مسيحيو العراق جزء أســاسي في مجتمعهم

المركزية- استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رئيس الحكومة العراقية السابق الدكتور اياد علاوي على رأس وفد، في حضور الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وعدد من الاساقفة، قدم له التهانئ بالاعياد.

وقال علاوي: "تحدثنا مع البطريرك الراعي في الأوضاع العامة في لبنان والعراق والهموم التي يعاني منها المجتمع العراقي، وكانت مناسبة شرحت فيها الأوضاع في العراق، وكيفية الخروج من هذه الازمة، وقد وجدت لدى غبطته كل تفهم وتعقل ايجابي والشعور الصادق مع العراقيين ودعائه الدائم لهم لاستقرار العراق وأمنه".

وعن أوضاع المسيحيين في العراق، قال علاوي:" نعتبر المسيحيين جزءا أساسيا ومهما من المجتمع العراقي، فهم قدموا ولا يزالون يقدمون الكثير للعراق في مجالات كثيرة، سواء في المجالات التقنية او الثقافية والحضارية، وهم سكان العراق الاصليون. انا شخصيا اهتم كثيرا بهذا الموضوع".

وأبدى أسفه "للمتاعب التي وقعت ضد المسيحيين بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة في العراق، ما أدى الى هجرة واسعة لهم"، وقال: "أعمل على اعادتهم الى العراق، لان العراق لا يمكن ان يستغني عن المسيحيين بأي شكل من الاشكال لانهم من التكوينات الاساسية في المجتمع العراقي وشريحة مهمة فيه".

واكد علاوي تواصله الدائم مع المرجعيات المسيحية في العراق، ومع الكاردينال دللي، لافتا الى "ان هناك شريحة مسيحية كبيرة في كردستان العراق بعد ان فتح الاخ مسعود البرازاني الابواب امامهم كي يستقروا وينعموا بالاستقرار حتى تستقر الاوضاع ويعودوا الى المناطق التي كانوا بها". وكان البطريرك الراعي استقبل بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف يونان على رأس وفد للتهنئة في حضور الكاردينال صفير.

الخازن: بعدها، استقبل النائب والوزير السابق الشيخ فريد هيكل الخازن، الذي أشار الى "ان الزيارة كانت مناسبة لتهنئة غبطة البطريرك بحلول الاعياد المجيدة"، وقال: "ننوّه في هذه المناسبة بالعلاقة الوطيدة التي تربط رأس الكنيسة المارونية برأس الدولة والتفاهم الذي يسود بين بعبدا وبكركي، وهذا امر هام ومفيد للمسيحيين واللبنانيين". واضاف الخازن: "أثنيت على جهود غبطة البطريرك الراعي لجمع الاقطاب الموارنة حول رؤية مسيحية موحدة لقانون الانتخاب تبدد الهواجس الحقيقية المتراكمة لدى المسيحيين جراء التجارب السابقة التي لم تؤمن المناصفة الحقيقية التي تحدث عنها اتفاق الطائف. وانني آمل ان تضع القوى السياسية قانونا انتخابيا يخدم المسيحيين وان ينظروا الى هذا القانون من زاوية التعبير عن صحة التمثيل المسيحي وليس من زاوية تأمينه المصالح الانتخابية الخاصة. وقد أكد غبطة البطريرك ان اللقاء الماروني تبنى اقتراح اللقاء الارثوذكسي كمنطلق للبحث مع شركائنا في الوطن، ولهذا فاننا ننظر بارتياح الى ردود الفعل التي تعاطت مع هذا الاقتراح بانفتاح".

 

سليمان رأس اللجنة التحضيرية لهيئة الحـوار واستقبل فنيش والفرزلي واتصل بالأسد شاجباً التفجير

المركزية- اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالا بالرئيس السوري بشار الاسد أدان في خلاله التفجير الارهابي الذي وقع في العاصمة السورية اليوم، معتبرا ان تزامنه مع وصول طلائع المراقبين الى سوريا يهدف الى خربطة الحل العربي الذي تم الاتفاق عليه بين سوريا والجامعة العربية. وفي نشاطه، عرض الرئيس سليمان مع النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي للتطورات، ولمشروع قانون الانتخاب وعدم العودة الى قانون العام 1960، والتشديد على قانون عصري متطور يحفظ التعددية والمساواة في حقوق المواطنين وضمن روحية اتفاق الطائف. وتناول مع وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش الاوضاع العامة والتحضيرات للتعيينات الادارية في المرحلة المقبلة وفق الالية التي اقرها مجلس الوزراء. ورأس اجتماعا للجنة التحضيرية لهيئة الحوار الوطني تم في خلاله جوجلة حصيلة الاجتماعات التي عقدتها هيئة الحوار الوطني في بعبدا والمعطيات والوقائع الراهنة التي تستدعي اعادة اطلاق الهيئة وما يمكن ان تبحث فيه الى جانب مواصلة البحث في الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان. واطلع من رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر في حضور مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير على مسار بعض المشاريع الانمائية التي ينفذها المجلس.

 

شمعون في احتفال اطلاق "منظمة الطلاب": مقبلون على تغييرات يجب الاستفادة منها

المركزية- اكد رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون ان "المنطقة مقبلة على تغييرات ويجب الاستفادة منها لاجل الوطن، ولن ندع هذه الفرصة تمر".  اقام حزب "الوطنيين الاحرار" احتفالا في مقره في السوديكو في مناسبة اعادة "اطلاق منظمة الطلاب" في الحزب، في حضور رئيس الحزب النائب شمعون، منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد وشخصيات. بداية تحدث امين عام التربية والثقافة في الحزب ادغار ابو رزق الذي شدد على "رفض التهميش والالغاء والخضوع والخنوع".ثم تحدث عضو المجلس السياسي في الحزب كميل دوري شمعون الذي اكد "الاستمرار في المقاومة السلمية الديموقراطية لاجل لبنان". سعيد: ورأى منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد "ان السلاح غير الشرعي اصبح على نهايته، وان هناك انهيارا حتميا للنظام السوري سيكون له انعكاسات كبيرة على الداخل اللبناني واعادة نظر في الجغرافيا السياسية الموجودة على الساحة اللبنانية". شمعون: وتحدث النائب شمعون فقال "كل من اقسم اليمين على مبادىء حزب "الوطنيين الاحرار" عليه مسؤوليات، والتقاعس عنها ممنوع كليا"، مؤكدا ان "المبادىء التي وضعها الرئيس كميل شمعون للحزب لا تزال ثابتة الى يومنا هذا". واشار الى "ان لبنان سيد حر مستقل وبلد الانسان والحريات ولجميع اللبنانيين. وانه من مؤسسي شرعة الامم المتحدة".

 

"الأحرار": 8 آذار حوّلت مجلس الوزراء ســاحة تمتين لتحالفها واختبار صدقيته

المركزية- أسف حزب "الوطنيين الأحرار" لاستعمال القضايا الاجتماعية الملحة وسيلة سياسية من قوى 8 آذار الذين حولوا مجلس الوزراء ساحة لتمتين تحالفهم واختبار صدقيته.

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وأصدر البيان الآتي " نأسف لاستعمال القضايا الاجتماعية الملحة وسيلة سياسية من قبل قوى 8 آذار الذين حولوا مجلس الوزراء ساحة لتمتين تحالفهم واختبار صدقيته".

اضاف: "بينما توصل فريقا الانتاج أي الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام إلى إبرام تفاهم اعتبر سابقة وصدمة إيجابية في ظل الأوضاع الضاغطة، وفي وقت شارك رئيسا المجلس النيابي والحكومة في رعاية هذا التفاهم، اختار حزب الله والتيار الوطني الحر إعادة الحرارة إلى علاقتهما التي اعتراها خلل واهتزت داخل مجلس الوزراء في جلسته السابقة. فكان ان تم طرح مشروع وزير العمل على التصويت وفاز بأكثرية أصوات الوزراء. وكان من المتوقع ألا يحظى هذا المشروع بموافقة الهيئات الاقتصادية وألا ينال إجازة مرور من مجلس شورى الدولة فتكون تداعياته السلبية مزدوجة ويغرق في المفاوضات ويجعلها عقيمة. ونعتبر التصويت في مجلس الوزراء فرزا وتوجها جديدين من شأنهما تأكيد الانقلاب الذي حصل على حكومة الرئيس الحريري وكان أبطاله قوى 8 آذار وراعيهما الإقليميين".

ولاحظ الحزب "تزايد العنف الذي يقوده النظام السوري وتضاعف عدد الضحايا منذ توقيعه البروتوكول مع جامعة الدول العربية. من هنا نتفهم مطلب المعارضة السورية التي التقى وفد منها الأمين العام للجامعة نبيل العربي في القاهرة، والقاضي بالتوجه إلى مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لوقف المجازر، خصوصا في اليومين الأخيرين في إدلب وحمص. وانه لمن دواعي الاستغراب تصعيد العنف بعد التزام مبادرة جامعة الدول العربية التي تنص على انهاء العنف، وسحب القوات العسكرية من المناطق السكنية، والإفراج عن السجناء السياسيين، وإعطاء كامل الحرية للمراقبين ووسائل الإعلام العربية والعالمية للتحرك في انحاء سوريا، مما يسمح للمعارضة بالمضي في حركتها الاحتجاجية السلمية للوصول إلى انتزاع الحرية للشعب السوري وتحقيق الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان".

وأمل الحزب "في أن يضاعف العالم رقابته حرصه على وقف حمام الدم في سوريا حتى لو أدى ذلك إلى تحرك المجتمع الدولي عبر مجلس الأمن".

وتقدم الحزب وفي مناسبة الميلاد المجيد "من اللبنانيين عموما ومن المسيحيين خصوصاً بأحر التهاني وأحلى التمنيات"، آملا "في أن يحمل صاحب العيد إلى اللبنانيين السلام والأمان والاستقرار والازدهار". كما تمنى "ألا يحل العيد السنة المقبلة إلا وتكون الدولة اللبنانية قد رسخت دعائمها وفرضت سلطتها على كامل تراب الوطن بوسائلها الذاتية في ظل دستور واحد ومؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية واحدة، وفي ظل سلاح شرعي واحد بعيدا من منطق الدويلة والمربعات الأمنية التي تنتج الفوضى وعدم الاستقرار وتضرب الثقة وتحض اللبنانيين على الهجرة".

 

"القوات": الحكومة شوّهت صورة لبنان.. ولقانون انتخاب تحت سقف الطائف 

أكد تكتل "القوات اللبنانية" أنَّ "أهم ما طبع العام 2011 هو الانقلاب الذي أدّى إلى إسقاط الحكومة السابقة وتشكيل الحكومة الحالية"، لافتاً إلى أنَّ "هذا الانقلاب كان بظاهره دستورياً، لكنه في الواقع قد حصل بفعل وهج السلاح، لذلك أتت هذه الحكومة غير فاعلة، تُفرّط يومياً بسيادة واستقلال لبنان وحرية شعبه حتى إنَّها لم تفلح بمعالجة أي من المشاكل الاقتصادية والمعيشية المطروحة، وأكبر دليل على ذلك هو ما حصل في اليومين الماضيين حين وافقت الحكومة على قانون الوزير (العمل) شربل نحاس لتصحيح الأجور بينما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان قد توصل إلى إتفاق آخر مغاير مع أرباب العمل والعمال، بما يهدد بالحاق أذى فادح بالاقتصاد الوطني وإلى بلبلة في صفوف العمال والهيئات الاقتصادية والمواطنين جميعاً".

تكتل "القوات اللبنانية"، وفي بيان أصدره بعد إجتماعه اليوم في معراب برئاسة رئيس الحزب سمير جعجع، وتلاه النائب طوني بو خاطر، نبَّه من "خطورة الفلتان الأمني على الحدود اللبنانية – السورية وعدم إكتراث الدولة اللبنانية بضبط الحدود، لا بل الذهاب إلى إتهام بعض المواطنين اللبنانيين، خصوصاً في عرسال، بالإرهاب بدلاً من إعطاء أوامر للجيش لحماية هذه الحدود وصونها"، كما شدد التكتل على "أهمية التعاطي مع السوريين الهاربين من بلدهم كلاجئين واحترام حقوق الانسان والمعاهدات الدولية في هذا الشأن".

وأسف التكتل "للمواقف التي إتخذتها الحكومة الحالية بإسم لبنان في الفترة الأخيرة سواء في جامعة الدول العربية أو في مجلس الأمن الدولي بحيث شوهت الحكومة صورة لبنان أمام الرأي العام العربي والعالمي وظهر لبنان بمظهر المتخلّي عن حياده كما عن قيّمه ومبادئه وما عُرف عنه من دفاعه عن الديمقراطية واحترامه لحقوق الانسان".

وإذ إستنكر التكتل "إطلاق صواريخ الكاتيوشا من منطقة عمليات القوات الدولية والقرار 1701"، دعا "الدولة إلى تحمُّل مسؤولياتها، إذ ان أساس المشكلة هو تواجد البؤر الأمنية خارج الدولة بدءاً من السلاح الفلسطيني خارج وداخل المخيمات وصولاً إلى التنظيمات المسلحة اللبنانية". وفي هذا السياق، جدد التكتل دعوته "لتسليم كل سلاح غير شرعي للجيش اللبناني وإعادة القرار العسكري والأمني كلياً إلى الدولة". وشجب التكتل "الاعتداءات المتكررة التي تطال القوات الدولية لحفظ السلام في الجنوب اليونيفيل"، مؤكداً أنَّ "ما يحصل لا يُعالج بالاستنكار من قبل المسؤولين الرسميين بل باستلام الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية مسؤولية الأمن كاملةً". وفي سياقٍ آخر، لفت تكتل "القوات اللبنانية" إلى أنَّ "ما يحصل في موضوع التعيينات هو مهزلة وعودة إلى الوراء"، ورأى أنَّ "الحلّ يكون بالعودة إلى الآلية التي أُقرت في حكومة الاتحاد الوطني عوض الذهاب إلى تقاسم للمغانم كما يُطرح حالياً، لأن هذا الأمر ينسف كلّ ادعاء بالاصلاح والتغيير ويعيث فساداً وخراباً في كيان الدولة". وشدد التكتل على أنَّ "لبنان بحاجة إلى قانون إنتخابات جديد يكون تحت سقف اتفاق الطائف ويُرسخ العيش المشترك من خلال ترجمة مبدأ الشراكة والمناصفة بالتفاهم بين مختلف أفرقاء الوطن".

وإذ لفت التكتل إلى أنَّه ينظر بـ"أمل كبير إلى الربيع العربي الذي تفتح خلال العام 2011، بالرغم من كلّ الصعوبات التي تعتريه والمخاضات العسيرة التي يمرّ بها، ويجب مواكبته من الجميع لكي لا يحيد عن أهدافه المعلنة، ولكي يصل إلى ما تتمناه الشعوب المنتفضة في نهاية المطاف"، أضاف: "إنَّ الدماء الغزيرة التي تسيل وللأسف إنما هي بحجم المولود الكبير المنتظر، الا وهو الحرية والديمقراطية"، مؤكداً على أنَّ "ثورة الأرز مستمرة"، واعداً اللبنانيين بأنَّ أهداف هذه الثورة الذي نزلوا من أجلها إلى ساحة الشهداء في العام 2005 هي محركنا الأول وهدفنا الوحيد وسنستمر ببذل الغالي والنفيس للوصول إلى تحقيق هذه الأهداف كاملة". وفي الختام، تقدم التكتل من "اللبنانيين بأحر التهاني لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة على أمل أن يعيد الله عليهم هذين العيدين بالخير والبركة والسلام".

إشارة إلى أنَّ الإجتماع عقد بمشاركة النواب طوني أبو خاطر، جوزف معلوف، شانت جنجنيان، جورج عدوان، ستريدا جعجع، أنطوان زهرا، فريد حبيب وإيلي كيروز، بالإضافة إلى الوزراء السابقين: إبراهيم نجار، سليم وردة وطوني كرم وممثل "القوات اللبنانية" في الأمانة العامة لقوى 14 آذار إدي أبي اللمع.

 

سمير فرنجية: "حزب الله" وصـل للنهاية "الاجور" تعبّر عن الواقع السـياسي

المركزية- اعتبر عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق سمير فرنجية أن ""حزب الله"، الذي حاول وضع يده على الدولة، وصل الآن الى نهايات هذه المحاولة"، لافتاً الى اننا "في مرحلة انتقالية بين قديم واضح يخطو نحو النهاية وبين جديد معالمه لم ترتسم بعد في شكل واضح في هذه المرحلة الصعبة التي تمرّ بها المنطقة". وانتقد في حديث اذاعي ما حصل في مجلس الوزراء لناحية موضوع الاجور، واصفاً إياه بـ"المعبّر عن سمة الواقع السياسي". وقال: "هناك وزراء يعتبرون أن مسألة الأجور مثلما أقرت تضرب اقتصاد لبنان إلاّ أن اعتبارات سياسية أملت عليهم التصويت على مشروع يدمر لبنان"، مؤكداً اننا "وصلنا الى آخر محطة بالحرب التي عمرها 40 سنة عشناها في هذه السنة". وسأل "مع زوال النظام السوري هل سنستمر في حروبنا ام نطوي الصفحة ونؤسس لسلام لبنان؟ من الصعب إعطاء جواب واضح على هذه المسألة، ولكن الأكيد أن المشروع الذي نشهد نهايته مرتبط بالوضع في المنطقة". وميّز بين إشارتين متناقضتين: "الأولى فلسطينية نحو التوحد بين حماس والسلطة ومنظمة التحرير والثانية عراقية نحو التفجّر والتفكك، أما نحن في لبنان فإننا نعطي إشارات متناقضة"، سائلاً "كيف ننمّي الإتجاه نحو التوحيد على حساب الإتجاه التفككي"؟.

وتابع "يمكن ان يكون لبنان نموذجاً لحل على صعيد المنطقة العربية والإسلامية ولكننا لسنا قادرين على إعطاء هذا النموذح، كما أننا كمسيحيين ليس بإمكاننا إعطاء نموذج لكل مسيحيي الشرق بطريقة الإنخراط في هذا الربيع العربي". وعن مشروع "اللقاء الارثوذكسي" ختم فرنجية قائلاً "هو حلّ لأزمتي كمسيحي ولكن كيف أمنع الشيعي من القول إنّ سلاحه هو ردّ على أزمتي وضمان لوجوده. الحلّ يكون للجميع وما قلناه يشكل نموذجاً للتفكك ولكن اتجاه التوحيد يحتاج الى بلورة وتشجيع".

 

 حرب: استقالة الحكومة لانقاذ البلد

المركزية - رأى النائب بطرس حرب ان "ما حصل في مجلس الوزراء في موضوع تصحيح الأجور لم يحصل في تاريخ الحكم في العالم أجمع وفي لبنان، فمن الغريب والطريف إعادة طرح الموضوع ثلاث مرات على مجلس الوزراء من دون التوافق عليه واللافت تصويت وزراء لمصلحة تصحيح الأجور رغم أنهم يعارضونه.

واعتبر في حديث اذاعي أن "لقمة عيش الناس تحولت الى مادة سياسية يستعملها البعض لتسجيل اهداف سياسية، ضاربين بعرض الحائط حاجات الناس والتداعيات الإقتصادية السيئة للقرار".

ولفت حرب إلى أن "الحكومة غير قادرة على إدارة شؤون الناس، ومجلس وزراء خارج المجلس الحقيقي يتخذ القرار ويفرضه على المجلس الفعلي وهذا ما تجلى بلقاء رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون وامين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي اتخذ القرار في موضوع تصحيح الأجور وفرضه على الحكومة"، واشار الى ان "وجود هذه الحكومة اصبح خطرا"، داعيا الى "استقالتها إذا اردنا إنقاذ البلد من هذه المعارك الدونكيشوتية وطواحين الهواء".

 

دو فريج: نحاس يستهتر بعقول اللبنانيين لا رؤية حكومة واحدة معيشياً

المركزية رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دو فريج ان "موضوع زيادة الاجور اتخذ منحى سياسياً، لا سيما بعد تمويل المحكمة الدولية والاجتماع الذي حصل بين فريق "8 آذار" المتطرف الذي يمثله امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله وبين يده اليمنى رئيس تكتل "التغيير و"الاصلاح" النائب ميشال عون في الضاحية الجنوبية". ورأى في حديث اذاعي ان "ما حصل في موضوع الاجور "ضحك على الذقون"، ووزير العمل شربل نحاس يستهتر بعقول الناس ولا يمكن ان نكمل بهذه الطريقة".وقال "خلال اجتماع نصرالله - عون ابدى الاخير انزعاجه من عدم التجاوب مع كل الطروحات التي طرحها في مجلس النواب اكان في موضوع الكهرباء عندما لم يستطع "حزب الله" ان يدافع عن المشروع الذي ارسله عون معجلا مكرراً وعادت الحكومة وسحبته، وعاد كمشروع قانون من قبل الحكومة للدرس وساهمنا فيه ووضعنا له ضوابط وأصرينا على تطبيق موضوع الكهرباء". اضاف "كذلك في موضوع الاجور، عندما صوت وزراء "حزب الله" ضد اقتراح الوزير نحاس في الجلسة ما قبل الاخيرة مما ازعج كثيراً "التيار الوطني الحر"، وربما كان كلام تهديدي بأن عون لم يعد يتحمل تجاه شعبه ان يقوم بشيء ويتركه حلفاؤه على الطريق، مما ادى الى تبدل موقف وزراء "حزب الله" ثم وزراء حركة "امل"". وأكد دو فريج ان "هذا القرار سيؤدي الى مشاكل كبيرة داخل الحكومة"، مشيراً الى ان "وزراء الحكومة لا يتفقون على اي شيء، فهناك رؤيتان مختلفتان تماماً في هذه الحكومة ولا يمكن الوصول الى رؤية واحدة لادارة الملف المعيشي". وسأل "صحيح، ان من واجبات وزير العمل تحضير مرسوم تصحيح الاجور بصفته مسؤولاً عن المال، ولكنه مسؤول ايضاً عن الضمان الاجتماعي، فماذا فعل للضمان الاجتماعي؟ ومتى ارسل اي اصلاح داخل الضمان الذي اصبح كمغارة "علي بابا"؟ هل قام بأي تعديل او اصلاح في الضمان الاجتماعي؟". وختم "شربل نحاس يقول إننا نريد ان يكون 4 ملايين لبناني مضمونين، لكن اليوم يوجد مليون ونصف لبناني لا يعرفون كيف يأخذون حقهم".

 

زهرا مثل جعجع في غداء المسنّيــن لمراجعة الحساب في رشوة العمــال

المركزية- استغرب عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا "مزايدات الحكومة وتسجيل المواقف في حين أنها لا تريد الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وعلى بقاء اليد العاملة في لبنان"، آملا "في ميلاد يسوع المسيح ان يعود المتعاطون في الشأن العام ويفكرون في مصلحة الشعب اللبناني وعدم تخويفه وترهيبه". أقامت منسقية جبيل في حزب "القوات اللبنانية" حفل غداء للمسنين بالتعاون مع مطعم المحبة لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة في مطعم "أوشن بلو" في جبيل، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع ممثلا بالنائب زهرا. شارك فيه قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، منسق جبيل شربل ابي عقل، رئيس اقليم جبيل الكتائبي روكز زغيب، مسؤول مركز الدفاع المدني في جبيل شكيب غانم، رئيس جمعية "جاد" جوزف حواط، مسؤولة مطعم المحبة في جبيل نبيلة الدحداح، كاهن رعية مار جرجس جبيل الاب مارون غاريوس وعدد من المسنين. وبعد صلاة المائدة تلاها الاب غاريوس، تحدثت مسؤولة مطعم المحبة نبيلة الدحداح وشكرت "القوات" على بادرتها تجاه المسنين، كما شكرت قائمقام جبيل وطالبت بانشاء مركز دائم للمسنين لكل الطوائف في جبيل. وألقى أبي عقل كلمة شدد فيها على ان "تكريم كبارنا وهم اعمدة مجتمعنا وبركة كل بيت"، وقال" نطلب من الطفل الاله ان يمن علينا معكم بدوام الصحة وصفاء البال ولتكن مائدة المحبة غداء كل مبادرة خيرة من مبادرات مجتمعنا تعمل على جمع شمل جماعتنا المحبة المتماسكة". زهرا: بدوره، تحدث النائب زهرا فقال "ان الصلاة الوحيدة التي علمنا اياها يسوع المسيح هي اعطنا خبزنا كفاف يومنا وعلمنا ان طيور السماء تستطيع ان تجد مكانا لها وان ابانا السماوي لا يترك احدا، وبالتالي بهذا الايمان نرسخ وجودنا في هذه المنطقة من العالم على رغم كل الصعوبات التي مرت علينا عبر مئات السنين"، مؤكداً ان "المسيحي بتواضعه واستعداده للتضحية لا يخاف على مثال السيد المسيح ويقدم على الحياة والمستقبل بإيمان واطمئنان". وأشار إلى أننا "على الصعيد السياسي نعيش ازمات متلاحقة"، داعيا الحكومة الى ان "تفكر باسلوب يخدم الآخر وترعى شؤون اللبنانيين وان هناك شعبا يستحق الامان والاستقرار ويستحق دولة ترعى شؤونه". اضاف "هذا الشعب يستأهل أن يرى حكومته لا ترضخ للابتزاز ولا تقدم انتصارات وهمية ومجانية على حساب الاقتصاد الوطني والاستقرار المنشود". ودعا الى "مراجعة الحساب بالرشوة التي قدمت للعمال والتي اكد كل الخبراء الاقتصاديين انها ستخرب الاقتصاد الوطني وتقفل الكثير من المؤسسات المتوسطة والصغيرة التي لا تستطيع تحمل الزيادة على الاجور في ظل الوضع القائم". واستغرب "كذب الحكومة ومزايداتها وتسجيلها المواقف في حين أنها لا تريد الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وعلى بقاء اليد العاملة في لبنان"، آملا "في ميلاد يسوع المسيح ان يعود المتعاطون في الشأن العام ويفكروا في مصلحة الشعب اللبناني وعدم تخويفه وترهيبه". وفي ختام الحفل قدم النائب زهرا وأبي عقل هدايا للمسنين.

 

نواب البقاع الغربي زاروا سامي الجميل/الجراح: خطوات الحكومة سلبية

التصويت على الاجور ترضية لـ"الوطني الحر"

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح ان "تصويت الحكومة لمصلحة مشروع وزير العمل شربل نحاس المتعلق بزيادة الاجور، كان مثابة جائزة ترضية "للتيار الوطني الحر" بعد ان تم التصويت عكس ذلك في المرحلة الاولى"، مؤكداً انها "مسألة غير مدروسة لكنها شعبوية، وتفيد شعبيا هذا الفريق الذي نجح بزيادة الاجور للعاملين من دون ان يدري هذا العامل نفسه ان هذه الزيادة ستعطى بيد وتؤخذ من اليد الاخرى". إستقبل منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وفدا من نواب البقاع الغربي وراشيا ضم النواب: جمال الجراح، زياد القادري، أنطوان سعد وأمين وهبه في حضور النائب ايلي ماروني ونائب الأمين العام الياس حنكش، وتم التطرق الى الاوضاع في لبنان والمنطقة.

وقال الجراح بعد اللقاء "قدم نواب البقاع الغربي وراشيا التهنئة للنائب الجميل ولحزب الكتائب لمناسبة عيد الميلاد المجيد، وحملنا النائب الجميل تحياتنا ومعايدتنا لرئيس حزب "الكتائب" الرئيس امين الجميل".

أضاف "تباحثنا في اوضاع الساعة، وعلى رأسها تصريح وزير الدفاع فايز غصن في ما يتعلق بعناصر "القاعدة" التي تدخل الى لبنان، وتوافقنا مع النائب الجميل على خطورة هذا التصريح خوفا من ان يكون مقدمة لتغطية الاحداث التي حصلت في الجنوب والصاقها بجهة معينة، او لتغطية أحداث قادمة يتم الاعداد لها في الداخل اللبناني ومحاولة لإلصاقها بجهة لبنانية داخلية وتحميلها المسؤولية او للاقتصاص من بلدة عرسال، البلدة التي احتضنت السوريين الذين يهربون من وحشية وقمع النظام السوري من خلال خطة تعد لهذه البلدة لمعاقبتها".

واشار الى انه "في ما يتعلق بالشأن الداخلي، تشاورنا في أداء "الحكومات" اذا جاز التعبير، فمن الواضح ان هناك حكومات عدة داخل هذه الحكومة، وكل خطوة تقدم عليها يكون لها تأثير سلبي على الواقع اللبناني وعلى الواقع الاقتصادي، فإذا استمرت بهذا الاداء، خصوصا في الموضوع الامني، ولا سيما بعد الاحداث الامنية التي وقعت على الاراضي اللبنانية كافة من خطف وقتل واعتداء على كرامة المواطنين من دون ان تحرك هذه الحكومة ساكنا في اتجاه وضع حد لهذا الموضوع، متناسية دوما ان هناك سلاحا غير شرعي متفلتاً في الشوارع وفي الطرق، وتجري هذه الاحداث الامنية والاعتداءات على المواطنين تحت وهج هذا السلاح، ونحن في تنسيق دائم وكامل مع اخواننا في حزب "الكتائب" لمعالجة هذا الموضوع".

وعن تصويت الحكومة لمصلحة مشروع وزير العمل شربل نحاس المتعلق بزيادة الاجور، اعتبر ان "هذا التصويت كان بمثابة جائزة ترضية "للتيار الوطني الحر" بعد ان تم التصويت عكس ذلك في المرحلة الاولى، وهناك فريق في لبنان، وخصوصاً "حزب الله" يريد المحافظة على علاقته مع "التيار الوطني الحر" بأي ثمن وبأي طريقة حتى لو كان على حساب الاقتصاد اللبناني وعلى حساب القطاع الخاص الذي يعتبر اساسا في عملية الاقتصاد اللبناني، وهذا الامر تم في ظل نسبة نمو متدنية جدا في الاقتصاد بسبب وضع المنطقة الصعب، مما سيحمل أعباء كثيرة للعامل نفسه الذي حصل على الزودة وللقطاع الخاص". وتابع "انها مسألة غير مدروسة لكنها شعبوية، وتفيد شعبيا هذا الفريق الذي نجح بزيادة الاجور للعاملين من دون ان يدري هذا العامل نفسه ان هذه الزيادة ستعطى بيد وتؤخذ من اليد الاخرى".

وردا على سؤال، ختم الجراح قائلاً "سوريا وقّعت على بروتوكول الجامعة العربية كسبا للوقت، فقد وقعته في اليد اليمنى وقتلت اكثر من 120 شهيدا في اليد اليسرى في اليوم نفسه. وهذه العملية هي لكسب الوقت ولممارسة المزيد من القمع والقتل على أمل اخماد هذه الثورة، لكن الظاهر ان الشعب السوري شعب بطل ومقدام وسينال حريته ويقدم التضحيات وهو مستعد للتقديم اكثر".

 

"هآرتس": اسرائيل تعزل شرق القدس عن الضفة الغربية

المركزية- كشفت صحيفة "هآرتس" ان "اسرائيل بدأت أخيراً عملية كبرى ستعزل في حال إتمامها منطقة القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم عن مناطق الضفة الغربية الاخرى".

وأشارت الصحيفة الى ان "اسرائيل نفذت الاسبوع الفائت عملية اقامة معبر حدودي جديد بالقرب من مخيم (شعفاط) القريب من مدينة القدس في عملية جرت دون ضجيج كبير رغم انها عزلت سكان هذا المخيم عن المدينة المقدسة". وذكرت انه "بعد يومين من اقامة هذا المعبر، أكد رئيس بلدية القدس نير بركات ان على اسرائيل ان تتخلّى عن الأحياء الفلسطينية القريبة من مدينة القدس التي تقع خلف الجدار العازل الذي اقيم حول المدينة رغم ان سكان هذه الاحياء يحملون بطاقات هوية اسرائيلية". واوضحت "ان الكثيرين يعتقدون ان هذه الاحداث لها علاقة بمشروع اسرائيلي يجري تنفيذه في القدس التي جاءت مع استئناف العمل لاقامة طرق منفصلة خاصة بالفلسطينيين والاسرائيليين تربط بين القدس والضفة الغربية ومستوطنة (معاليه ادوميم)". وأكدت "ان ما يجري تنفيذه من مشاريع في القدس يؤكد ان اسرائيل تقيم مشروعا هائلا وكبيراً من خلال اقامة نظام اساسي للطرق ونقاط التفتيش في القدس والضفة، الامر الذي يعني بعد الانتهاء منه الفصل التام بين الفلسطينيين والاسرائيليين".

 

"واشنطن بوست": نتائج الربيع العربي مختلفة عــن المرجو

المركزية- أعلنت صحيفة واشنطن "بوست الأميركية" ان ما يعرف بالربيع العربي جاء بنتائج مختلفة عن تلك المرجوة من الانتفاضات والثورات الشعبية التي شهدتها البلدان في البحرين ومصر وليبيا.

ففي مصر يمكن تسمية الربيع العربي بالثورة، وهي الثورة التي اطاحت بنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ولكن رغم خوض البلاد انتخابات وتوجهها نحو الديموقراطية فإن السلطات لا تزال في أيدي العسكر.  وفي حين بات ميدان التحرير في مصر يرمز الى قدرة الناس العاديين على الاطاحة بالظلم والطغيان والاستبداد، فإن دوار اللؤلؤة في البحرين تعرض للهدم والإزالة بالكامل على أيدي السلطات البحرينية، وكانت نتيجة الربيع في البحرين تعرض ثلاثة آلاف مواطن للاعتقال، وتعرض المعتقلين للتعذيب والقتل بأعداد كبيـرة. والثورة الشعبية المصرية تم تصويرها على أرض الواقع وعرضتها شاشات التلفزة ووسائل الاعلام المختلفة، ولكن معظم أصحاب النفوذ في النظام المخلوع ظلوا في مواقعهم، فكان لهم دورهم. وفي حين لم يأت الربيع العربي بجديد يستشعره الإنسان المصري العادي، فإن الأحوال في ليبيا لا تختلف كثيرا حيث لا تزال انحاء مختلفة تضمد جراحها وهي تحتفل بتحررها من نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

 

القبس": شد عصب أكثري لعدم تحلل التحالف

المركزية- أعلنت صحيفة "القبس" الكويتية نقلا عن أوساط سياسية ان ما حصل في مجلس الوزراء في لبنان هو في منزلة "شد العصب" للحيلولة دون تحلل التحالف الذي يربط التيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون، بـ"حزب الله"، وحركة "أمل"، فيما لوحظ ان وزير الدولة مروان خير الدين الذي يمثل النائب طلال أرسلان، غرد خارج السرب، وعُزي السبب إلى كون خير الدين من رجال الأعمال، فيما المعروف ان الهيئات الاقتصادية تعارض مشروع وزير العمل شربل نحاس في ما يتعلق بآلية ونسبة زيادة الأجور. ولفتت الصحيفة الى أن الحكومة التي طالما اعتبرت حكومة اللون الواحد، استبعدت الديموقراطية التوافقية مرتين، وخلال فترة وجيزة، واعتمدت التصويت.

 

الكفاح الفلسطيني تسلم المتهم بقتل مرافق "اللينو"

المركزية- سلمت عائلة الفلسطيني عبد عبدالله الغزي المتهم باغتيال عامر فستق مرافق محمود عيسى المعروف بـ"اللينو"، الى الكفاح الفلسطيني الذي اخضعه لتحقيق مصور إعترف خلاله بإرتكاب الجريمة . ولاحقا، سيسلم الكفاح الملسح المتهم الى الجيش اللبناني. وفي هذا الإطار، نفى قائد المقر العام لحركة "فتح" منير المقدح في حديث إذاعي "اي علاقة له بهذه القضية"، مشيرا الى أن "هذه العملية تصب في صلب خدمة إسرائيل." وأكد انه "سيتم رفع الغطاء عن اي فرد يثبت تورطه في عمليات مشابهة". موضحاً انه "شدد لذوي المتهم على وجوب تسليمه للجيش"، مجددا إصراره على أن "العمليات الأمنية لا غطاء فيها على أحد".

 

عرسال النووية

محمد سلام/موقعع الكتائب

قبل الدخول في "البرنامج النووي" لبلدة عرسال، الذي قد يفاجئنا به وزير أو مدير أو مسؤول أمني خطير، لا بد من التقدم من الشعب اللبناني عموماً بأطيب الأماني وأحر التهاني بمناسبة حلول عيد الميلاد، عسى أن يستعيد لبنان معه مجده من مربّعات الحزب الأسود التي بدأت أسوارها تتهاوى  على مشارف ترشيش وصولا إلى مشاريع القاع. قد لا نفاجأ بعد قليل بخروج جهبذ لا يتقن حتى فن الكذب ليعلن عن وجود منشأة نووية في بلدة عرسال، ويطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ترسل بعثة إلى البلدة التي تمتهن تفتيت الصخور كي تأخذ عينات من دماء أبنائها تثبت وجود ... برنامج لتخصيب اليورانيوم بدرجة ... القاعدة حسب مقياس رختر الأسدي. عرسال، وفقا لمزاعم وزير في حكومة السنافر التي أجهضت ثلاثة قوانين لزيادة الأجور في 40 يوماً، تأوي عناصر من تنظيم "القاعدة". ولكن روايته تتناقض حيال وجهة هؤلاء الذين يزعم وجودهم: رواية تقول إنهم أتوا من سوريا بقصد تنفيذ أعمال إرهابية في لبنان، ورواية تقول إنهم جاءوا من لبنان بقصد التسلل إلى سوريا لتنفيذ أعمال إرهابية.

المسخرة هي أن سنافر التلفيق اختلفوا على القصد المزعوم، واتفقوا على الزعم الذي لا أساس له. رواية هجرة عناصر القاعدة من سوريا إلى لبنان عبر عرسال تم ترويجها الأسبوع الماضي بموازاة تجهيز عناصر مخابراتية أسدية وحليفة في مخيم عين الحلوة الفلسطيني قرب مدينة صيدا لتنفيذ مؤامرة تؤدي إلى مجزرة في المخيم، وتنسب إلى القاعدة أو إلى تنظيمات تحمل أسماء إسلامية مزعومة ولا علاقة لها بالإسلام. فشل المخطط في عين الحلوة، حتى الآن، نتيجة وعي قيادات المخيم، من إسلامية وفتحوية وعلمانية على حد سواء. لذلك، فإن جهابذة النفاق انتقلوا من رواية استيراد القاعدة من سوريا إلى لبنان، إلى رواية تصديرالقاعدة من لبنان إلى سوريا، وحافظ السنافر، في الحالتين، على اتهام عرسال بأنها هي البيئة الحاضنة. بغض النظر عن النفاق الذي لا يصدقه إلا الأغبياء ولا يؤكده إلا الخبراء في شؤون الكسارات والمرامل، يبقى السؤال الأكثر أهمية هو: لماذا عرسال؟؟ لأن عرسال هي شوكة اللبنانية التي تؤلم عيون نظام الأسد في سوريا. ولأن عرسال هي الشوكة التي تؤلم عيون أدوات الأسد في لبنان. ولأن عرسال هي الشوكة التي تؤلم عيون ميليشيا الفقيه الفارسي في البقاع الشمالي. ولأن عرسال هي واسطة العقد بين وادي خالد شمالا والعرقوب جنوبا.

ولأن عرسال هي المدماك الأول الذي يقف سداً منيعاً في مواجهة مخطط ميليشيا الفقيه الفارسي للسيطرة الميدانية على كل لبنان.

ولأن عرسال هي التي تستقبل المواطنين السوريين الهاربين من سكين الأسد، ولا تستطيع أدوات الأسد اعتقالهم على أراضيها. ولأن عرسال هي التي ُخترق أراضيها دبابات الأسد بعمق خمسة كيلومترات ولا تجرؤ حكومة السنافر اللبنانية حتى على أخذ علم بذلك. ولأن عرسال هي، في البداية والنهاية، بلدة لبنانية مسلمة سنيّة. ولأن عرسال هي رأس الحربة الشرقي لخط الصمود اللبناني المسلم السني الذي يمتد من سعدنايل إلى مجدل عنجر في البقاع الأوسط. ولأنهم هُزموا في عرسال، يخرج علينا سنافر النفاق زاعمين بأن عرسال هي قاعدة للقاعدة.

ولو كانت ترشيش، التي منعتهم من ربط منحدري سلسلة جبال لبنان الغربية، بلدة مسلمة سنية لزعموا أيضاً بأنها قاعدة للقاعدة. ولأنهم منافقون، يكررون كذبهم على مسامع السخفاء من أنصارهم، الذين صدقوا كذبتهم الأولى بأن عصابة شاكر العبسي هي تنظيم إسلامي، وليست خريجة فرع فلسطين التابع لمخابرات الأسد. ولأنهم سخفاء حتى في نفاقهم، يكررون على مسامع الأغبياء الذين يصدقوهم، بأن عرسال هي قاعدة للقاعدة، وأتباعهم الأغبياء يصدقوهم كما صدقوهم عندما قالوا إن سعد الحريري ينفق على عصابة فتح الإسلام التي سطت على فرع بنك البحر المتوسط في أميون عندما توقف على تحويل مخصصاتهم إليها. ولأنهم يريدون أن ينتقموا من عرسال يكررون النفاق، علّهم يتمكنون من تغطية عملية عسكرية-أمنية تستهدف البلدة اللبنانية الشامخة.

ما لا يعرفوه هو أن استهداف عرسال سيطبق نظرية السيد حسن نصر الله عن "التدحرج"، ولكن بما يتناقض مع تمنيات الفقيه الممانع والأسد غير الفالح. فلتلعب حكومة السنافر على مستواها. ولتحاول أن تقرّ أولاً قانوناً لزيادة الأجور كي تثبت لنفسها بأنها غير مصابة بداء الإجهاض. بعد ذلك يمكنها أن تبحث في ما إذا كانت مؤهلة للترفّع إلى صف "الحضانة الثانية". أما اللعب مع الكبار، كإرسال مراقبين إلى سوريا أو البلغصة في عرسال أو تشريع قانون انتخاب يضمن فوز المسلّحين، فهو أعلى من مستوى السنافر وتكلفته ... باهظة جداً.

 

جعجع: هناك أطفال في سوريا يعيشون مأساة كبيرة والبعض يلاحَق ويسجَن

المستقبل/دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى "التذكر دوماً بأن هناك أطفالا في لبنان لا يستطيعون عيش عيد الميلاد والاحتفال به اذ انه لا يتوافر لديهم الحد الأدنى من الامكانات، كما يجب ان نتذكر ان هناك أطفالا في بلدان قريبة وخصوصاً في سوريا يعيشون مأساة كبيرة"، لافتا الى ان "البعض منهم يلاحقون ويسجنون وللأسف يقتلون في بعض الأحيان، لذا في هذا العيد المبارك يجب ان نفكر بهؤلاء الأطفال سواء في لبنان أو في سوريا لأن العيد بالنسبة لنا يكون حين نتذكر معاناة جميع هؤلاء الأطفال". وتوجه خلال احتفال ميلادي نظمته رابطة "كروس رود" لتوزيع الهدايا على الأطفال في معراب امس، الى المصابين من حزب "القوات" في الحرب اللبنانية بالقول "ان أجركم مضاعف في كل شيء ولاسيما في العيد لأنكم تضعون جهدا اكثر منا في أي عمل تقومون به في حياتكم اليومية، وأنا استمد منكم ومن ايمانكم عبرة كلما التقيت بكم، فكونوا على ثقة ان لديكم مؤسسة أم هي مسؤولة عنكم بقدر امكاناتها وهي حزب القوات اللبنانية، ونحن بوجودكم كخميرة بيننا مستمرون الى حين وصول قضيتنا الى الشاطئ الأمين". من جهته، قال رئيس الرابطة فادي سعيد في كلمته: "نحن خريجو مدرسة علمتنا ان نحمل صليبنا بفرح وعنفوان هي مدرسة القوات اللبنانية". اضاف: "ان هذه الفترة من العام هي مرحلة فرح للاحتفال بمحبة الله للبشرية ومكافأته لها من خلال ارسال ابنه ليتجسد بيننا ولكي يمحو الظلمة والظلام". وكان الاحتفال قد استهل بالنشيدين اللبناني والقواتي، وتخلله عروضا ترفيهية ومسرحية وألعاب مع الأطفال. بعدها وزع جعجع الهدايا على الأولاد مع بابا نويل

 

شمعون في حفل إطلاق منظمة الطلاب في الحزب: إما أن نركب قطار التغيير في المنطقة أو يسبقنا

ألان سركيس/المستقبل/

تحت شعار "نسور في السماء، نمور على الأرض، وأحرار في لبنان"، انطلقت منظمة الشباب في حزب "الوطنيين الأحرار" بحلتها الجديدة من حيث التنظيم، "بالتأكيد على الثوابت التي قام عليها الحزب منذ انطلاقته الأولى، والثبات على مبادئ ثورة الأرز التي سطرتها دماء الشهداء والتي كان الحزب من أهم رموزها".

ومن أبرز هذه الثوابت كما عددها منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، "التمسك بالشرعية اللبنانية والدستور، التمسك بالشرعية العربية، والتمسك بالشرعية الدولية".

وبما أن التحديات ليست فقط على المستوى الداخلي، إنما تمتد الى الوضع الاقليمي في ظل الثورات والربيع العربي، وجه رئيس حزب "الأحرار" النائب دوري شمعون رسالة الى اللبنانيين، معتبراً أن "قطار التغيير يسير في المنطقة فإما أن نصعد فيه أو يسبقنا".

و"الأحرار" ناضلوا من أجل إنهاء مظاهر السلاح غير الشرعي وعودة الشرعية، فما كان من رئيس مصلحة الطلاب في الحزب سيمون درغام إلا أن يستبدل ثلاثية لبنان "بشعبه وجيشه ومقاومته"، بشعار لبنان بـ"أرضه وشعبه وأرزه"، متعهداً الدفاع عنهم.

الحدث كان في بيت "الأحرار" في السوديكو مساء أمس، حيث أعلن عن انطلاق منظمة الشباب في الحزب وتفعيل عملها، في حضور النائب دوري شمعون والنائب السابق فارس سعيد وعضو المجلس السياسي كميل دوري شمعون والمكتب السياسي، وحشد من شباب الأحرار.

وكانت مناسبة لإطلاق المواقف السياسية، فأعلن كميل شمعون بعد إلقاء التحية على الشباب أن "الحزب يتكل على الروح الشبابية والتجدد الدائم، فتاريخنا طويل بالنضالات والبطولات من أجل استعادة السيادة والحرية وخصوصاً مع حلفائنا، فالحرب كانت مكلفة، ونحن المقاومة، وليس ما يسمى "حزب الله"، واليوم سنقاوم إنما بطريقة سلمية وديموقراطية".

أما سعيد، فاعتبر أن "الحزب قام على ثلاثة مبادئ أساسية، احترام الشرعية اللبنانية والدستور، والشرعية العربية المنبثقة عن الجامعة العربية، والشرعية الدولية الصادرة عن "مجلس الأمن" الذي هو لبنان عضو مؤسس فيه".

أضاف: "نعلن أننا أحرار لأننا نغلّب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ولأننا ضد السلاح غير الشرعي الذي أصبح اليوم في آخر أيامه، فالمراحل النضالية التي مرت على هذا الحزب وكنا سوياً كثيرة، وتبدأ من لقاء قرنة شهوان، والانتخابات الفرعية في المتن والانتخابات البلدية في العام 2004، والتحضير لمصالحة الجبل، وصولاً الى انتفاضة الاستقلال".وأكد ان "النظام في سوريا سينهار حتماً، والدليل على ذلك أمران حدثا في لبنان، الأول استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، والذي حصل برضى "حزب الله" الذي شعر أن هناك شيئاً يهتز من حوله. والدليل الثاني "قبول رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، الجلوس مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ومسيحيي 14 آذار في بكركي لإعادة تعويم أنفسهم مسيحياً بعد انهيار النظام وفشل خياراتهم الإقليمية".ودعا "شباب "الأحرار" الى "التنسيق مع كل الأحزاب الحليفة والخروج من الانتماءات الطائفية".

أما النائب شمعون فذكر بـ"تاريخ تأسيس المنظمة ودورها في الستينات والحرب"، معتبراً أن "المنطقة تمر بتغييرات مصيرية، فإما نستفيد منها لمصلحة بلدنا، أو يفوتنا القطار".

وأكد "الاستمرار بالمبادئ الشمعونية التي وضعها الرئيس كميل شمعون، والتي دفعنا ثمنها قافلة كبيرة من الشهداء، والعمل على بناء الدولة القوية والحرة والمستقلة، واحترام الإنسان وحرياته، والالتزام بالشرعية العربية والدولية ومقتضيات أحكام الدستور الوطني".

ورأى درغام أن "المناسبة التي تجمعنا اليوم سعيدة بعد سلسلة الاغتيالات التي طالت الزعماء اللبنانين، فالعمل سيكون بالاستناد الى تاريخنا الأبيض للدفاع عن ثوابتنا الوطنية، ولن نوفر جهداً في التنسيق مع المنظمات الشبابية في 14 آذار، وسنستمر بالدفاع عن لبنان "بأرضه وشعبه وأرزه"، ولإنهاء السيطرة المسلحة للأحزاب والميليشيات التي تدين بولائها لسوريا وإيران".وفي الختام أعلن درغام عن أسماء قيادة المنظمة ورؤساء الخلايا في الجامعات والمسؤولين في كافة المناطق، من ثم قطع قالب حلوى احتفالاً بالمناسبة.

 

ميشال سماحة يتهم الأسد بالموافقة على إدخال "بعثة جواسيس" الى سوريا

المستقبل/اعتبر الوزير السابق ميشال سماحة أن "فريق المراقبين الذي سيتوجه الى سوريا سيتألف من جواسيس هدفهم اكتشاف ماهية السلاح الذي تمتلكه سوريا ولماذا هذا الصمود الداخلي وكيف يمكن فكفكته"، مؤكداً أن "هذا الأمر تعيه القيادة السورية بشكل جيد". ورأى في حديث الى تلفزيون "المنار" أمس، أن "الأحداث الأمنية التي تجري على الأرض اللبنانية هي من اختصاص السلطات الأمنية وهناك جهات أمنية لبنانية ضالعة في تسليح وتدريب معارضين سوريين"، مشيراً الى أن "رئيس جهاز أمني لبناني أبلغ السلطات في فرنسا منذ أسبوعين أن هناك انشقاقاً كبيراً جداً في الجيش السوري وسوف يتم إعلان منطقة محررة في سوريا في غضون 48 ساعة في وقتها". واعتبر أن "الانسحاب الأميركي من العراق جاء بعد هزيمة كبيرة لها وهي تنسحب منكفئة مهزومة ولكن هذا الانسحاب لم يسلط عليه الضوء جيداً لأن معظم القنوات العربية، وحتى بعض المحطات اللبنانية أصبحت محطات عبرية وتابعة للمخطط الإسرائيلي".

 

اعتصام سوري ـ لبناني في ساحة الحرية يطالب برحيل الأسد

 ربيع دمج/المستقبل

"يا جرثومة يا جبار .. إرحل عنا يا بشار"، "مطلوب حياً أو ميتاً.. يا هارب من وجه العدالة"، عبارات هتف بها حشد من المعارضين والناشطين السوريين إلى جانب مناصرين لبنانيين في اعتصام ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأجهزته المخابراتية، التي لا تكف يومياً عن قتل أبناء الشعب السوري المضطهد والمطالب بالحرية والديموقراطية وتشريدهم.

هذا الاعتصام الذي أقيم في ساحة الحرية أمس، يأتي بعد عشرات الاعتصامات التي أقيمت في المناطق اللبنانية كافة من أجل الغاية نفسها، ودعت اليه مجموعة من المثقفين والإعلاميين، وشارك فيه إضافة الى بعض الإعلاميين من وسائل محلية وعربية، وزير التربية السابق حسن منيمنة وأمين سر حركة "اليسار الديموقراطي" النائب السابق الياس عطاالله وآخرون.

وأكد منيمنة في حديث الى "المستقبل" أن "مشاركتنا في هذا الإعتصام ليست إلا تعبيراً عن مناهضتنا للعنف الوحشي الذي يتعرّض له الشعب السوري منذ 10 أشهر، والنظام السوري لا يهز له جفن، بل على العكس يسارع إلى تلميع صورته في الإعلام، متهماً الشعب بأنه هو من يعتدي على الشرطة"، متمنياً أن "ينال الشعب السوري حريته قبل حلول العام الجديد، ليفتتح عاماً جديداً مليئاً بالحرية وخالياً من أي عنف وديكتاتورية". من جهته، رأى عطاالله أن "موعد زوال نظام بشار الأسد اقترب، والمسألة متعلقة بالوقت. فأوراق الأسد سقطت جميعها، والشعب السوري لن يساوم على حريته وكرامته"، موضحاً أن مشاركة اللبنانيين مع إخوانهم السوريين "تأتي من باب الظلم نفسه الذي عانى منه كلا الطرفين من النظام نفسه".

وكان اللافت في الإعتصام مشاركة مجموعة من الشبان والشابات فرت من مدينة حمص منذ أسبوع، بينهم الناشط في صفحة "مغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات" على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" رائد يوسف الذي أكد أن "ما يتناوله الإعلام السوري ليس إلا تضليلاً وتعتيماً، لا سيما قناة "الدنيا" التي يملكها أقارب لبشار الأسد منهم غسان حمشو وماهر الأسد، ومن الطبيعي أن تهاجم هذه القناة الثوار، وذلك عن طريق تركيب أفلام مزوّرة كالتي قدمها وزير الخارجية وليد المعلم على أساس أن بعض الإرهابيين قتل عناصر من الجيش، ليتبيّن لاحقاً أنه فيلم من جريمة كترمايا في لبنان".

وشددت الناشطة شذا دبسي، التي فرت مع أهلها منذ أسبوع من حمص بعد مقتل عمها، على أن "ما يدور داخل حمص بحق المواطنين أفظع بكثير مما تنقله كاميرات الإعلام"، موضحة أن "عمها اقتيد من دكانه إلى مركز المخابرات في منطقة السلميّة (داخل حمص)، وأجبر على الاعتراف بأنه من المندسين وأحد الجواسيس العاملين لمصلحة الاستخبارات الأميركية، وتم تصويره لعرض اعترافات كاذبة على قناة "الدنيا"، ثم قتلوه ورموا جثته قرب نهر العاصي، ولهذا السبب هربنا من حمص ولجأنا إلى لبنان". وكما جرت العادة وككل اعتصام مشابه، حضر شباب الحزب "القومي" يساندهم أعضاء في أحزاب أخرى، رافعين صورا للأسد والامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ولم يتوانوا عن إطلاق الشتائم والكلمات النابية بحق المعتصمين داخل ساحة الحرية، ما دفع عناصر الجيش اللبناني المولج حماية المعتصمين الى منعهم من الاقتراب تحسباً لأي إشكال قد يتطور إلى قتال.  

 

كندا تدعو الى "الاستقالة الفورية" للرئيس السوري 

وكالات/دعت الحكومة الكندية الخميس الى "الاستقالة الفورية" للرئيس السوري بشار الاسد، مكررة تنديدها باعمال العنف في سوريا. وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد في بيان ان "نظام الاسد يواصل ذبح المدنيين السوريين من دون تمييز، في وقت يستعد مراقبون دوليون للتوجه الى سوريا. هذا النظام البائس والذي تزداد عزلته اكثر لا يتمتع باي صدقية، على الاسد ومعاونيه ان يستقيلوا فورا". واضاف ان "السوريين عبروا بوضوح عن رغبتهم في التغيير. ان نظام الاسد يتجاهل في شكل صارخ احترام حقوقهم الاساسية"، موضحا ان كندا ستعمل مع شركائها الدوليين بهدف "زيادة الضغط" على بشار الاسد.

 

الحريري تعليقاً على قرار الأجور: فاتورة سياسية يدفعها اللبنانيون من لقمة عيشهم

 المستقبل/علّق الرئيس سعد الحريري عبر موقعه على "تويتر" أمس، على قرار الحكومة الأخير بتصحيح الأجور، بالقول: "هو قرار مؤسف، وهذه فاتورة سياسية يدفعها اللبنانيون من لقمة عيشهم ومستقبلهم الاقتصادي". ورداً على سؤال حول ما إذا كان برأيه أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون قد اكتشف مؤخراً أنه لعبة بيد "حزب الله"، أجاب الحريري: "لا تعليق". وفي مجال آخر، توجّه الحريري إلى أبناء الشعب السوري بالقول: "الله معكم يا أخوان، وكل العرب معكم، وكل لبنان معكم، الله ينصركم، وهذا النظام (السوري) سيسقط بإذن الله

 

مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان

على المسؤولين اللبنانيين مواكبة انتقال الحكم في دمشق والتفكير بشكل استراتيجي للتعايش مع سوريا مختلفة عن تلك التي سببت المشاكل للبنان 

اعتبر مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان ان الصور التي تأتي من سوريا تتناقض مع الالتزامات السورية حين قبلت بالبروتوكول العربي، معربا عن اسفه لهذه الصور.

وعوّل فيلتمان في حديث لـ"العربيّة" على الموقف الروسي الذي اعترف بقدرة مجلس الامن على وضع حد لما تشهده الامور في سوريا، مشيرا الى ان مجلس الامن كان يجب عليه ان يتحرك منذ فترة بشأن هذا الملف. واكد انه حان الوقت للرئيس السوري بشار الأسد ان يتنحّى وان يسمح بانتقال سلمي وديمقراطي للسلطة في سوريا وان يسمح ايضا للسوريين بتقرير مصيرهم من دون مواجهة هذه "المافيا الأسريّة" لعائلة الاسد، مذكرا ان "ما يدعونا لذلك هو ان كل الاصلاحات التي دعا اليها الاسد لم يتحقق بها اي شيء". كما شدد على ان المهم هو التنفيذ والنظام السوري سيحكم عليه بالافعال، وما يظهره لغاية الان يتناقض مع الالتزامات المقطوعة التابعة للجامعة العربية وعليهم ان يسحبوا القوات المسلحة والافراج عن السجناء ولا يقومون بذلك ابدا بل يفعلون كل ما هو ضد الانسانية. اما في ما يتعلق بالشأن اللبناني، اوضح فيلتمان انه خلال زيارته الى المنطقة سمع من المسؤولين اللبنانيين موقفا يريد النأي بلبنان عن تداعيات ما يحصل في الجوار". وتوجه فيلتمان برسالة الى اللبنانيين ذكر فيها "انه يجب على لبنان ان لا يكون متقوقعا في مكانه، بل عليه مواكبة الانتقال السلمي المقبل للحكم في سوريا، وايا كان موقف الفرقاء السياسيين من الأسد فهم يدركون انهم عليهم التفكير بشكل استراتيجي والتعايش مع سوريا مختلفة عن سوريا السابقة التي تسببت بالمشاكل الكثيرة للبنان".

 

سليمان يؤكد من الجنوب الالتزام بحماية "اليونيفيل" وتنفيذ القرار 1701

 بيروت - "السياسة" والمركزية: خرقت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى الجنوب, أمس, الصخب العمالي على خلفية إقرار الحكومة مشروع تصحيح الأجور الذي ألهب الهيئات الاقتصادية مجللاً جمر الانقسام السياسي والعمالي في آن. فالزيارة الجنوبية الرئاسية التي تحولت محطة سنوية قبل نهاية كل عام يخص بها الرئيس سليمان منطقة الجنوب متفقداً وحدات الجيش والقوى الدولية المعززة المنتشرة جنوب الليطاني "اليونيفيل", حيث يلتقي قيادة المنطقة وضباطها برفقة وزير الدفاع وقائد الجيش, خص بها هذا العام, في لفتة مميزة, الوحدة الفرنسية التي تعرضت لسلسلة استهدافات وأكد من مقرها مواصلة الدولة اللبنانية تحقيقاتها في شأن التفجير, واعداً بتأمين المزيد من الحماية للقوات الدولية, ومجدداً تأكيد الالتزام بالقرار الدولي 1701. واتسمت زيارة سليمان الجنوب هذه السنة بأهمية خاصة من زاوية الوضع الأمني الحرج ودقة المرحلة داخلياً وإقليمياً, فضخ الرئيس جرعة دعم للمناخ الأمني والسياسي المواكب لمرحلة الأعياد, بعدما تحول الجنوب صندوق بريد بين القوى المتنازعة لتبادل الرسائل المتفجرة, سواء باستهداف القوات الدولية او بزعزعة الأمن في المخيمات, وتحديداً في عين الحلوة الذي شهد أخيراً سلسلة اغتيالات تلتها خضات أمنية وتداعيات واسعة كادت تهدد الاستقرار الهش. وبعد زيارته مقر الكتيبة الفرنسية, انتقل سليمان إلى مقر قيادة اللواء الثامن في كفردونين, واختتم زيارته بزيارة قيادة منطقة جنوب الليطاني في ثكنة صور, من دون أن يزور قيادة القوات الدولية في الناقورة لوجود قائدها الجنرال ألبرتو أسارتا خارج لبنان.

 

سامر سعادة لـ"السياسة": "حزب الله" و"أمل" و"التيار الحر" متحالفون لاكتساب المغانم

بيروت - "السياسة": استغربت مصادر وزارية ما وصفته بـ"الانقلاب الثلاثي" على الاتصالات التي أجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الساعات الأخيرة بشأن تصحيح مرسوم الأجور, بعد تسجيل ملاحظات مجلس شورى الدولة عليه في ما خص الزيادات على الشطور, ورأت أن دفع الأمور باتجاه التصويت من ضمن اتفاق سري بين تحالف "حزب الله"-"أمل"-"التيار الوطني الحر", كان الغاية منه معرفة الأحجام داخل مجلس الوزراء. وتوقعت المصادر حصول أزمة فعلية قد ينجم عنها إقفال بعض المؤسسات والمعامل التي ليس بمقدورها تحمل هكذا زيادة في فوضى ارتفاع الأسعار الجنوني للمواد الغذائية والمحروقات والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي, حيث أن التغذية بالتيار تقلصت إلى 8 ساعات لكل 24 ساعة في معظم المناطق اللبنانية عدا بيروت وبعض مناطق نفوذ "التيار الوطني الحر" ومحيط معمل الزهراني. وفي هذا السياق, أبدى عضو كتلة نواب "الكتائب" سامر سعادة عدم ارتياحه حيال القرارات التي صدرت عن مجلس الوزراء, مؤكداً ل¯"السياسة" أنها "لم تنطلق من معيار المصلحة الوطنية ومعالجة مشكلات الناس والتصدي لها بشفافية, بل من معيار المصالح الخاصة, لأن التحالف القائم في الحكومة والذي يتألف من "حزب الله" و"أمل" و"التيار الوطني" هو بالأساس تحالف قائم لاكتساب المغانم والمحاصصة, لأنه حتى الآن وبعد انقضاء عشرة أشهر في الحكم لم يثبت هذا التحالف أنه يريد أن يبني دولة ويراعي ظروف المصلحة الوطنية". واستغرب أن يتم التصويت قبل شهر من الحلفاء أنفسهم ضد مشروع الوزير شربل نحاس, واول من امس يتم التصويت إلى جانبه بعد أن وصلت الخلافات بينهم إلى حد فرط هذا التحالف. ورفض سعادة كل المعالجات التي تقوم على الاستنسابية لأن كل زيادة على الرواتب يقابلها تضخم مالي, وهبوط في القيمة الشرائية بالإضافة إلى إقفال بعض المصانع واللجوء إلى صرف العمال.

 

نصر الله "يَرد الإجر" لميقاتي

 عبد السلام موسى/المستقبل

دخل القاعة رافعاً علامة النصر بأن "إتفاقاً" تم على "تصحيح الأجور"، فإذ به يخرج منها "مكسوراً" و"خائباً" بأن "إنقلاباً" حصل لن يسلم من نتائجه.

مضحكٌ مبكٍ ما أصاب الرئيس نجيب ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. ربما، وعلى سبيل لفت نظره، كان الأجدى به قبل أن يرفع "علامة النصر"، أن يرفع "سماعة الهاتف" ويقف على خاطر مرشد حكومته، الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، إذا ما كان راضياً على الإتفاق أم لا، كي يأخذ "موافقة مبدئية" على رفع "شارة النصر" ممن يحمل وكالتها المسجلة.

فلم يكن خافياً على أحد أن نصر الله حتى اللحظة "لم يهضم" ما ابتدعه ميقاتي من "مخرج" لتمويل المحكمة الخاصة بلبنان، غصباً عن "حزب الله"، الأمر الذي تسبب له بأزمة مع "أشرف الناس" بأنه مرر تمويل محكمة "إسرائيلية وأميركية"، وإن كان مرره على "مضض" بناء على رغبة سورية.

بهذا المعنى، يتضح أن "حزب الله" رفع "البطاقة الحمراء" في وجه ميقاتي لأنه اتقن ارتكاب الأخطاء في منطقة الجزاء، ولم تعد تنفع معه "البطاقة الصفراء" بعد أن ظن أنه "رأس حربة" في اللعب على تناقضات الأكثرية في سياق يهدد استمراريتها، فإذ بالحزب يُعيد "تحجيم" ميقاتي إلى "حارس مرمى" ضعيف مهمته أن يُشرع "مرمى الدولة" أمام الحزب وحلفائه لتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف في مرحلة عنوانها الانتظار وترقب ما يجري على الساحة السورية.

وما يعزز هذه القراءة، بحسب المراقبين، أن ميقاتي الذي أزعج "حزب الله" بـ"التمويل" وجعله "يبلع الموس"، وضع علاقة الحزب مع حليفه المسيحي الأول، النائب ميشال عون، على المحك، بعد أن أخذ الأكثرية بـ"المفرق" وأسقط بـ"التصويت" مشروع وزير العمل شربل نحاس الخاص بتصحيح الأجور لمصلحة مشروعه، ما تسبب بأزمة حادة بين ثلاثي الأكثرية "حزب الله" "امل" "التيار الوطني الحر"، لم يكن ممكناً حلها إلا بـ"عملية جذرية" كالتي حصلت في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، والتي انكسر فيها ميقاتي أمام أكثرية ارادت أن تثبت أن جلسات "شد العصب والأعصاب" التي واظبت عليها قد فعلت فعلها، إلى أن تم اللقاء بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله والنائب ميشال عون لاستعادة "نضارة التحالف".

وقد تبين بنتيجة ما شهدته الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، أن إجتماعات التنسيق بين وزراء "ثلاثي الأكثرية" كانت موجهة ضد الرئيس ميقاتي بالدرجة الأولى، وهو شاء أم أبى، تلقى "ضربة قاضية" كانت كافية لـ"تزليط" ميقاتي الذي كان في أوج تصوير نفسه على أنه يحقق إنجازات حتى كتب بعض الإعلام الذي يموله رئيس الحكومة ما كان عنوانه "ميقاتي يهزم نصر الله".

وبمعزل عن إعتبار ما حصل بمثابة "رد إعتبار" لعون، القصة ليست هنا، لأن مئة قرار على شاكلة قرار "تصحيح الأجور" لن يرد أي اعتبار لعون. فهو وميقاتي والرئيس نبيه بري في "خندق واحد" تحت أمرة المقاومة وليس معها.

وبمعزل عن اعتبار ما حصل بمثابة "رد إجر" من "حزب الله" لميقاتي جراء تمويله المحكمة، القصة أن "الرسالة السياسية" التي لا يبدو أن ميقاتي قرأها جيداً مفادها أن "حزب الله" أعاد تصويب البوصلة بأنه "صاحب القرار"، وبأنه حين يقرر ما على الآخرين سوى "التبعية"، وهذا الأمر الذي لا يستطيع الرئيس بري أن "يتشاطر" عليه، بدليل "مفاخرة" معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل بأنه "عراب" الإتفاق الخطي بين الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية، لكنه ما لبث، في مفارقة غريبة عجيبة، أن "لحس المبرد" وصوّت ضد الإتفاق الذي كان عرابه.

ولا شك أن ما سبق ذكره يُرتب، بحسب مصادر نيابية في المعارضة، مسؤولية كبيرة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان بصفته رأس الدولة، وعليه ان يقوم بدوره قبل أن يغرق المركب، بعيداً عن "تبويس اللحى" وسياسة الاسترضاء. وقبل ذلك، فليتأكد من أن الوزراء المحسوبين عليه إلى جانبه فعلاً، فوزير الداخلية مروان شربل لم يكن إلى جانبه في "تصحيح الأجور"، ما أثار مخاوف مصادر سياسية "من أن يكون مروان شربل، عدنان السيد حسين، الجديد؟".

الخلاصة، أن "حزب الله" حين يقرر أن يأكل العنب، لا يقتل الناطور، وهذا ما يفعله اليوم بالتحديد. "حزب الله" وبعد خطب نصر الله الأخيرة اتخذ قراره في الداخل، بأن فترة السماح انتهت، وبأن فترة الانقضاض على الدولة قد بدأت فعلياً وليس "مبدئياً"، وتحت ستار "الديموقراطية" وما على ميقاتي إلا أن يكون "باش كاتب".

على أي حال، الثلج يذوب عن حكومة "التكاذب الوطني"، مهما اجتهد ميقاتي في التبرير، لن ينجح في إقناع الرأي العام بأنه رئيس حكومة "كلنا للوطن"، بل "كلنا على الوطن"، ولن ينجح في إقناعهم "بريء" من "وسطية" ارتضت أن تكون "وسيلة رخيصة" لتقويض الدولة ومؤسساتها. وما حصل ليس إلا "بروفة" قبل التعيينات، والآتي أعظم.

 

بين برّي وحزب الله... خلافات تتمحور حول وضع منطقة الجنوب في المرحلة المقبلة

اللواء/كشف مصدر نيابي قريب من <حزب الله> النقاب عن استياء ضمني لدى قيادة الحزب من ردة فعل رئيس المجلس النيابي على الاشتباك السياسي الحاد الذي حصل بين نائب حزب <الكتائب> سامي الجميّل ونائب <حزب الله> نواف الموسوي في جلسة الاستجوابات النيابية الأخيرة، ومبالغته في رفع مستوى رده إلى حد الحديث عن دوره الشخصي في تأسيس المقاومة، وكأنه يحاول أن يزايد على الحزب في هذا الخصوص، ومن ثم جنوحه إلى تبني موقف يقارب الاصطفاف إلى جانب الجميّل وتوجيه كل الملامة فيما حدث على النائب الموسوي خلافاً لما هو عليه موقع رئيس المجلس الذي يتطلب منه الوقوف على مسافة واحدة من كل من النائبين المتخاصمين من دون الانحياز إلى أي منهما في أي إشكال يحصل في جلسات المجلس النيابي، في حين ظهرت ردة فعل رئيس المجلس النيابي على هذا المستوى وكأن هناك مشاكل وخلافات عديدة بينه وبين <حزب الله> وكانت ردة فعل بري عليها بشكل غير مباشر من خلال موقفه من السجال الحاصل بين الجميل والموسوي وفيه رسالة غير مباشرة للحزب·

ولا يستبعد المصدر النيابي أن تكون الخلافات الحاصلة بين برّي والحزب، لها علاقة بأكثر من ملف وموضوع وهي خلافات لا تزال محصورة داخل حلقات حزبية ضيقة من الجهتين، بعضها يعود إلى ما نقل عن لسان رئيس المجلس النيابي وبعض فريقه الوزاري والنيابي مع عدد من الدبلوماسيين والموفدين الأميركيين بخصوص مواقفه وتوجسه من خطط وطموحات <حزب الله>، كما نقلت وثائق <ويكيليكس>، وما أدّت إليه من تفاعلات سلبية على علاقات الطرفين، لم تبددها بيانات النفي الطوعية والمفروضة والتغني بعلاقات حسن الجوار بين الجهتين، أو في ما يحصل من إشكالات وحوادث متواصلة في الجنوب على خلفية النفوذ المتبادل ومحاولة كل طرف فرض سيطرته الخاصة بالقوة وسعيه لتهميش الطرف الآخر أو تجاوزه، وتأثير مثل هذه الحوادث على وجود كل منهما ونفوذه السياسي المستقبلي·وفي اعتقاد المصدر النيابي فان الخلافات بين رئيس المجلس النيابي و?<حزب الله> تدور أيضاً بشكل أساسي في المرحلة الراهنة على مسألتين اساسيتين، الأولى تتعلق بوضع منطقة الجنوب عامة واختلاف وجهة نظر كل منهما فيما يكون عليه هذا الوضع في المرحلة المقبلة، لئلا يتعرّض من جديد لاهتزازات أو تدهور خطير يؤدي إلى تجدد الاعتداءات الإسرائيلية وما يمكن أن ينجم عنها من دمار وأضرار في الممتلكات والأرواح، لا سيما وان الحوادث المتكررة التي تحصل، إن كان من خلال إطلاق الصواريخ من هذه المناطق أو التعدّي على قوات <اليونيفل>، ينبئ وكأن هناك من يحاول الزج بمنطقة الجنوب في حسابات التطورات الجارية في سوريا أو غيرها على حساب أبناء هذه المنطقة الذين عانوا الكثير من جرّاء الانفلات الأمني وتوجيه الرسائل الاقليمية المتعددة إلى الغرب خصوصاً·

أما المسألة الثانية، فتتعلق بتطورات الأزمة الدائرة في سوريا وتفاعلاتها عربياً ولبنانياً على حدّ سواء واختلاف تعاطي كل من رئيس المجلس النيابي و?<حزب الله> معها كل من منظوره وحساباته السياسية المحلية والعربية والدولية·ويلاحظ أن هناك عتباً في أوساط الحزب على التعاطي الخجول لرئيس المجلس وحركة <أمل> عموماً من مجريات الأحداث في سوريا والإحجام عن التحرّك بفاعلية لدعم ومساندة النظام السوري في معركته ضد المتظاهرين للبقاء في سدة السلطة، باستثناء بعض المواقف الخجولة التي تصدر من وقت لآخر لتسجيل بعض النقاط الباهتة، في حين كان بإمكان رئيس المجلس النيابي المبادرة إلى تحرك نوعي يعبّر بوضوح عن مدى دعمه ووقوفه إلى جانب الرئيس الأسد ونظامه في المعركة الصعبة والمعقدة التي يواجهها في الوقت الحاضر، كما يفعل الحزب في كل المناسبات والأحداث المهمة، للتعبير عن عمق تحالفه ومساندته للنظام في سوريا، والتحرّك بفاعلية في الداخل لمواجهة الخصوم السياسيين للنظام السوري، كما عبّر عنه الامين العام للحزب خلال ظهوره الأخير بمناسبة ذكرى عاشوراء، وتأكيده على الاستمرار بهذا الدعم، بالرغم من كل ما يحصل في سوريا·

وينقل المصدر النيابي عن مقربين من الحزب خشيتهم من أن يكون وراء صمت رئيس المجلس النيابي حول ما يجري في سوريا، تحسبه الاستباقي لتداعيات الأزمة السائدة حالياً نتيجة اتساع حجم انتفاضة الشعب السوري مع توارد الأنباء حول ما يمكن أن يتعرّض له نظام الرئيس السوري من ضغوطات شعبية متزايدة وحصار دولي شبه محكم، قد يؤدي إلى ازاحته عن السلطة، وهو ما يؤدي إلى واقع سياسي جديد، قد ينعكس بشكل أو بآخر على لبنان ويؤثر على واقع موازين القوى السياسية والتحالفات السياسية التي لا بدّ وأن تتبدل في حال سقوط النظام في سوريا، في حين أن الحزب لا يزال يتعاطى وكأن النظام في سوريا، سيتجاوز كل ما يتعرّض له حالياً ولن يتعرّض للسقوط استناداً إلى معطيات ومعلومات أكيدة بهذا الخصوص·

ويخلص المصدر النيابي إلى أن كل هذه المشاكل والتباينات، تثير خلافات وإشكالات مخفية وعلنية بين رئيس المجلس النيابي، رئيس حركة أمل مع <حزب الله>، والتي تكون مضاعفات الأزمة السورية وتفاعلاتها على الواقع السياسي اللبناني أبرزها، لا سيما الحركة السياسية الجارية وراء الكواليس، لصياغة تحالفات جديدة استناداً لما ستؤول إليه الاوضاع في سوريا، العنوان الأبرز الذي يتفاعل بين الطرفين في الوقت الحاضر، بالرغم من استمرار التحالف العلني بينهما والتأكيد على قوة روابطه من وقت لآخر·

 

وهبي قاطيشا/فايز غصن يعلب دور وزارة الدفاع السورية ويمهد لاعتداء أمني على عرسال

زيارة بكركي للضاحية تغطي الحزب وتضعف الحالة الاستقلالية

عون يبيع مصالح الشعب بالسياسة  

باتريسيا مـتّى

شددّ مستشار رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية لشؤون الرئاسة العميد المتقاعد وهبة قاطيشة على أن "تحالف قوى 8 آذار وتحديداً الثنائي حزب الله –عون مأزوم داخلياً واقليمياً"، معتبراً أن "سقوط النظام السوري سيقطع أنفاس حزب الله وحليفه المسيحي اضافة الى الأزمة الداخلية التي تتجلى بفقدان الثقة خصوصاً بعد تمرير مشروع المحكمة الذي كان فيه عون بمثابة الزوج المخدوع ووقوف حزب الله بأغلب المشاريع ضد التيار كالكهرباء والأجور". كلام قاطيشة جاء في حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني، فرأى أن "عون شعر بأنه بلغ الحضيض في تحالفه مع الحزب فإقتضى الإجتماع بالسيد حسن الذي ثبت الأمور داخليا فباع التيار موقفه من مسألة الأجور على حساب الشعب اللبناني وبطريقة ستعود بالتداعيات الكارثية على مستقبل اقتصاد الشعب اللبناني وتنامي الاقتصاد الوطني".

وأضاف: "لقد باعوا مطالب الشعب اللبناني الاقتصادية بالمصالح السياسية لاحياء التحالف الذي لا يمت الى المصلحة اللبنانية بصلة".

وعن موقف الرئيس ميقاتي من مسألة الأجور، قال قاطيشه: "ميقاتي أتى على حصان سوري بتوجيه حزب الله، والرئيس الفعلي للحكومة وهو الذي يوجه السفينة حسب ارادته"، لافتاً الى أن "ميقاتي اختار القبول بإملاءات حزب الله على التمرد وسقوط الحكومة خصوصاً وأن أغلبية الوزراء يأتمرون بأمر النظام السوري", مشيراً الى أن "ميقاتي عوّم عون وحزب الله الذين أتيا به رئيساً".

قاطيشه الذي اعتبر أن "صورة الحكومة سيئة منذ تشكيلها ولا تشبه لبنان مطلقاً في ظلّ تشهير وزرائها ببعضهم البعض"، رأى أن "عون يعطي مصلحته الأفضلية على الوطن وحزب الله مجبر على مجاراته لأنه يغطي على سلاحه ويسانده في المحافظة على مصالحه الاقليمية". وعن تصاريح وزير الدفاع فايز غصن حول وجود القاعدة في عرسال، قال قاطيشه: "غصن أثبت أن الحكومة سوريّة لأنها تتقاطع مع تصاريح مماثلة يطلقها وزير الدفاع السوري"، مشيراً الى أنه "لو كانت سوريا فعلا تصدّر منظمة القاعدة الى لبنان فعلى الجيش التحرك فوراً على الحدود ومنع ذلك".

واذ اعتبر أن "غصن يعلب دور وزارة الدفاع في سوريا"، لفت الى أنه "يسعى لنقل الأزمة من الداخل السوري الى اللبناني وتنفيس الاحتقان السوري تمهيدا للتعدي على عرسال"، لافتاً الى أن "التصريح بهذا الشكل تضليل للرأي العام قائم على الوهم وتصدير الارهاب". قاطيشه الذي أكدّ أن "عرسال مدينة ككل المدن الللبنانية الحرة تدعم الثورة السورية معنوياً وليس ماديا لغياب السلاح والامكانيات"، أسف أن "يصدر عن آمر أكبر قوة عسكرية في لبنان مثل هذا التصريح المشابه لمحاولة النظام في تحريف عمل الثوار عن طريق الايهام بوجود القاعدة".

أما عن جدية سوريا في تنفيذ بروتوكول ارسال المراقبين الى سوريا، لفت قاطيشه الى أن "الوقائع تثبت أن سوريا غير جدية وتلعب على الوقت, والدليل أنه في أول يوم توقيع سقط 270 قتيل وثاني يوم 40 فكيف يمكن التوقيع من دون المباشرة في التنفيذ؟!", معتبراً أن "نظام الأسد يوقع ويشوّه امضاؤه كما كان يفعل طيلة 40 عاماً في لبنان". وأضاف: "ما يحصل اليوم ليس الا كسب وقت يرافقه عملية قتل متصاعدة يعتقد النظام أنه بهذه الطريقة يسكت الشعب ولكنه يطبق أساليب عمرها 50 سنة في عصر الانترنت"، مشيراً الى أن "الأزمة السورية مستمرة وستنعكس علينا ولكنّ الحلّ لا يكون الا برحيل النظام واستبداله بآخر ديمقراطي لأن الشعب مصر على بلوغ الحرية الديمقراطية أسوة ببقية الشعوب". وعن زيارة وفد من بكركي لنصرالله، أكدّ قاطيشه أنه "ضد هذه الزيارة لأن بكركي عودتنا تاريخياً أنها لا تذهب الى أي مكان لأنها هي من يستوعب كل الاتجاهات اللبنانية"، معتبراً أن "زيارتها لمكونات سياسية وأحزاب يضعف دورها". وتابع: "زيارتها الى الضاحية لاعطاء الحزب تغطية يضعف الحالة الاستقلالية في لبنان وحالة بكركي في آن معاً". وختم قاطيشه الحديث متطرقاً الى مطالب بيروت منزوعة السلاح، فأكدّ أن مطلبنا هو "لبنان منزوع السلاح, وأنا آسف لوجود بعض الأطراف في لبنان والقوى الفاعلة التي تقبل بوجود حزب مسلح ذات كوادر وتنظيم ميليشوي يسيطر على لبنان وتساويه بوجود قطع السلاح المتواجدة في مختلف المنازل".

* موقع 14 آذار

 

الياس الزغبي: لا يمكن تشبيه حوار بكركي مع قيادة "حزب الله" بالارتباط - الارتهان الذي يقوم به عون منذ سنوات 

الاقتراح الارثودكسي يندرج في صلب اتفاق الطائف اذا تمت مقاربته بخلفية سليمة

سلمان العنداري

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي ان "اللقاء الماروني حين تبنى مبدئياً اقتراح اللقاء الارثودكسي المتعلق بقانون الانتخاب، اعتبره كأساس للنقاش، ولم يتبناه كصيغة نهائية، انما كأساس للحوار في قانون الانتخابات الذي يحقق تمثيلاً صحيحاً للجميع، من المسيحيين والمسلمين". الزغبي وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الاكتروني رأى "ان خلفية اعتماد المشروع الارثودكسي اساساً للنقاش في قانون الانتخاب جاء نتيجة التطورات الداخلية في لبنان وليس بالضرورة التطورات الحاصلة بفعل الربيع العربي. فالانتخابات في لبنان على مدى اكثر من عشرين عاماً كانت تظلم المسيحيين لناحية التمثيل الصحيح، وبالتالي فإن البحث الاساس يجب ان يكون في كيفية تأمين تمثيل صحيح للجميع بمن فيهم المسيحيين، ولذلك فان البحث في لقاء بكركي تركز على الصيغة الفضلى للتمثيل الصحيح للمسيحيين والمسلمين معاً. ولفت الى ان "لقاء بكركي لم يتحدث فقط عن صحة تمثيل المسيحيين، فهو يريد صحة تمثيل جميع الطوائف اللبنانية طالما ان الواقع اللبناني هو واقع طائفي، وطالما ان المناصفة تعني ان هناك نصف مجلس النواب من المسيحيين، فلذلك يجب ان يكون هذا النصف ممثلاً فعلياً للمسيحيين وليس نتيجة تداخلات سياسية تؤثر على الخيار الصحيح".

ورأى ان "هذا الاقتراح اذا أخذ بخلفيته الصحيحة اي صحة التمثيل، فانه يندرج في صلب اتفاق الطائف، مع الاشارة الى انه ليس بالضرورة ان يبقى في الصيغة التي وضعها اللقاء الارثودكسي، بل هو قابل للتعديل والتوسيع ولاعادة النظر في بعض الاعتبارات، ان من خلال اعتماد النسبية على اساس لبنان دائرة واحدة، او عبر امكانية اعتماد الدائرة الفردية او الصغرى".

واعتبر ان "الاساس في المسألة هو حسن نيّة الذين يسعون الى التمثيل الصحيح. فاذا كان المسيحيون يسعون الى ان يتمثلوا بصورة صحيحة، فهذا يعني انهم يريدون لسواهم من المسلمين ان يتمثلون بصورة صحيحة على السواء، فمثلا لماذا يأتي نائب شيعي بجبيل بأصوات المسيحيين، فهذا ظلم للشيعة. وبالتالي فالمسألة تتصل بحسن تمثيل جميع اللبنانيين ولا تقتصر فقط على المسيحيين".

واقر الزغبي ان "المسألة ليست بهذه السهولة والبساطة، والفكرة مطروحة للنقاش". وسأل: "لماذا طرح المسيحيون هذه الفكرة قبل المسلمين؟"، واجاب: "لان المسيحيين كانوا يشعرون دائماً عبر الدورات الانتخابية المتلاحقة ان اكثر من 25 نائباً من اصل 64 كانوا يأتون باصوات غير المسيحيين اي بترجيح الاصوات غير المسيحية، وهذا يعني الانتقاص من مبدأ المناصفة التي تعني ان يكون نصف النواب يمثلون طائفة معينة، ولهذا فأنا اعتقد انه لمصلحة المسلمين ان يكون النواب يمثلونهم فعلاً، كذلك الامر بالنسبة للمسيحيين".

واضاف: "اذا تمّ ادراك الخلفية السليمة لهذه الفكرة، فيمكن اعتمادها وتكون بالتالي عاملاً لتوحيد اللبنانيين وتقريبهم اكثر. فمن يمثل المسيحيين يصبح مفوضاً اكثر للحوار والتفاعل مع المسلمين والعكس صحيح. وبالتالي انها خطوة تندرج في صلب اتفاق الطائف وفي صلب العيش المشترك والمناصفة الحقيقية".

ونوّه الزغبي "بموقف كتلة "تيار المستقبل" لجهة الاستعداد لمناقشة موضوع قانون الانتخاب طالما ان اتفاق الطائف هو السقف الذي يرعى كل قوانين الانتخاب".

وعن لقاء العماد ميشال عون بالسيد حسن نصرالله قال الزغبي: " حين يثور العماد عون يعرف السيد حسن نصرالله كيف يستدعيه ويخفف من نقمته بالكلام المعسول والوعود. فمنذ ست سنوات الى الان منذ توقيعهما التفاهم المعروف والعماد عون يدفع اثماناً كثيرة، سياسية وشعبية وما الى ذلك، ويقبض في المقابل مسائل ظاهرية فقط، إن عبر عدد كبير من النواب او عبر حصوله على تكتل وزاري كبير، ولكن في المقابل، فان فاعلية هذه الامور لا تتناسب ابدا مع حجم الوعود التي يغدقها السيد نصرالله على عون".

وقال: "كل اداء العماد عون في الآونة الاخيرة يعكس مدى تخبطه وارتباكه في كل المعارك التي خاضها، ابتداءاً من رفض تمويل المحكمة، وصولاً الى التلويح بالاستقالة من الحكومة، فاذ به يسحب كل تهديداته وكل مواقفه السلبية ليعود الى الانضباط في السياق الذي يرسمه النظام السوري وقيادة حزب الله، فالقرار ليس في الرابية ابدا انما ما زال موجوداً في دمشق وفي الضاحية".

واشار الزغبي الى ان "المسألة بين العماد عون ونصرالله منفصلة عن الحوار الذي بدأ بين بكركي وقيادة "حزب الله". ففي هذا المجال الحوار هنا يندرج في اطار انفتاح بكركي على كل المكونات اللبنانية، ولا يشبه ابدا ومن اي زاوية كانت التحالف الحاصل بين عون و"حزب الله"، وبالتالي لا يمكن تشبيه حوار بكركي مع قيادة "حزب الله" بالارتباط - الارتهان الذي يقوم به عون تجاه قيادة هذا الحزب".

واضاف: "الفارق الجوهري بين علاقة عون بـ"حزب الله"، وتحرّك بكركي تجاه هذا الحزب هو التحاق عون بمشروع "حزب الله" مقابل نقاش بكركي لهذا المشروع، وضرر السلاح خارج الشرعية".

ولاحظ الزغبي ان "حزب الله " يلجأ الى عمليات تجميل للاساءات التي وجهها للمسيحيين تحت ستار "التفاهم"، وهذا ما يفعله في جبيل من خلال دعوته الى امسية موسيقية في مدرسة للراهبات".

وعن زيارة وفد من بكركي للسيد حسن نصرالله اعتبر الزغبي انه قد "سبقت هذه الزيارة خطوات كثيرة، منها زيارة البطريرك الى بعلبك الهرمل والجنوب والالتباسات التي حصلت حول تلك الزيارتين، ولكن من يراقب اداء بكركي منذ شهرين على الاقل يدرك ان هناك استدراكاً عمليا وموضوعياً لحالات التسرع التي حصلت في البدايات". واضاف: "لا ننسى ان بكركي والبطريرك الراعي شخصياً اخذ موقفاً حاسما بالنسبة للسلاح غير الشرعي منذ 3 اسابيع، وكذلك في موضوع الفلتان الامني والسلاح غير المنضبط، وهذه مسائل تؤكد ان لبكركي ثوابتها التاريخية، خصوصا بالنسبة لمسائل السيادة والدولة والسلاح غير الشرعي". * موقع 14 آذار

 

جمال جرّاح رداً على غصن: هل يقصد معالي الوزير ان سوريا أتت بالعناصر الارهابية لتفجير وتعكير الساحة الداخلية؟ ... وعرسال ليست ممراً ولا مستقراً للقاعدة  

سلمان العنداري/ردّ عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال جرّاح على الاتهامات التي ساقها وزير الدفاع فايز غصن الذي تحدث "عن عمليات تحصل على بعض المعابر غير الشرعية لا سيما في عرسال، حيث يجري تهريب أسلحة ودخول بعض العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة تحت ستار أنهم من المعارضة السورية"، فإستغرب هذه التصريحات "غير المسؤولة"، معتبراً ان "معالي الوزير لم يناقش المعلومات التي صرّح بها مع القوى والاجهزة الامنية المختصة، ولم يطرحها على طاولة مجلس الوزراء، فخرج بها الى وسائل الاعلام". جرّاح وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار الإلكتروني طالب الوزير غصن "بإطلاع الرأي العام اللبناني على المعطيات الحازمة والدقيقة التي وصلته في هذا الإطار بعد مناقشة تفاصيلها مع الحكومة والاجهزة الامنية والقضائية المختصة، لان ما ساقه في الاعلام خطير للغاية وله الكثير من التداعيات السلبية على كل الاصعدة". واضاف: "ان الادّعاء بان تنظيمات ارهابية تتسلل الى عرسال وتحضر لعمليات ارهابية وامنية قد تهزّ الاستقرار في لبنان غير مقبول طالما انه غير مستند الى اي حقائق ومعلومات دقيقة"، مشيراً الى ان "مثل هذا الكلام يهدف الى الايحاء بأن العناصر الارهابية التي تسللت الى لبنان هي المسؤولة عن الاحداث، وان منطقة عرسال تحمي هؤلاء بشكل او بآخر".

واستبعد جرّاح ان "تؤدي تصريحات الوزير غصن الى مشاكل طائفية، او الى توترات مذهبية في منطقة البقاع، او الى توتر العلاقة بين اهالي عرسال والجيش اللبناني، الا اننا نتوجّس من ان يكون هناك مشروع لادخال الجيش في صدام مع الاهالي لاهداف سياسية معينة". كما تخوّف جرّاح "من ان تكون تصريحات غصن تهدف الى معاقبة اهالي عرسال على احتضانهم للمعارضة السورية وللاجئين الفارين من القتل والقمع عبر الحدود".

واضاف: "في عرسال نساء واطفال هربوا من سوريا، ولا يوجد اي عمل مخابراتي او امني او سياسي بأي شكل من الأشكال، فالأهالي يستقبلون الجرحى والهاربين من النظام، على اعتبار ان ما يقومون به هو عمل انساني محض، وموقف وطني ضروري لمساعدة الاخوة في سوريا، الا ان هناك من يريد معاقبة البلدة على موقفها هذا". واضاف: "لقد نبهنا مراراً وتكراراً من خطورة وضع الجيش اللبناني الذي نحترمه ونحبه في صدام مع الاهلي لاعتبارات سياسية ولغايات خارجية معروفة". هذا واشار جرّاح الى ان "التوتر في العلاقة بين الاهالي في عرسال والجيش اللبناني حصل عندما قام الاخير بمداهمة غير قانونية وملتبسة، الا ان الامور انتهت عند حدها"، مؤكداً على "الحرص الشديد على حسن العلاقة بين الجيش اللبناني الوطني واهالي البلدة، الا ان المخاوف مستمرة من امكانية حصول اي صدام او توتر من جديد على خلفية كلام غصن الملتبس والمفخخ".

وعاد جرّاح وطالب غصن "بضرورة تقديم المعطيات الى الاجهزة المختصة بأقرب وقت ممكن واطلاع الناس على كل الحقيقة، لان اطلاق الاتهامات بهذا الشكل غير مقبول بتاتاً".

واضاف: "فلنفترض ان عرسال ممر للقاعدة في لبنان، الا يعني كلام غصن ان هذه المجموعات الارهابية اتت من الطرف السوري، ما يشير الى ان سوريا سمحت لهم بالدخول للتخريب وللقيام بأعمال ارهابية على الساحة الداخلية؟". وعلى الصعيد العام، اعتبر جرّاح ان "سلاح "حزب الله" كرّس الفلتان الامني في البلاد، والسلاح غير الشرعي، وبالتالي اصبح يشكل حماية لكل سلاح ينتشر في المربعات الأمنية وفي المناطق والمخيمات وخارجها".

ولفت جرّاح الى ان "السلاح المنتشر في لبنان يعمل تحت وهج السلاح وتحت شعار المقاومة وحماية الجبهة الجنوبية من الإعتداءات الإسرائيلية، الا ان الواقع يقول عكس ذلك، اذ يدفع الشعب اللبناني الثمن دائماً". وعن الاحداث في سوريا ووصول بعثة المراقبين العرب الى دمشق، اعتبر جرّاح ان "النظام السوري يحاول كسب الوقت واللعب على الحبال، في وقت يستمر فيه بقتل المئات من الشباب والمعارضين وممارسة المزيد من العنف، وبالتالي فإنني اعتقد انه ليس هناك من جدية من قبل النظام السوري بوقف العنف او الاغتيال او الارهاب او قتل المدنيين، بل انه يحاول كسب الوقت لممارسة المزيد من القتل على امل ان ينجح في اخماد الثورة السورية . وهو مطلب بعيد المنال لان الشعب السوري قرر ان ياخذ حريته بيده، وهو ضحى ومستعد للتضحية حتى النهاية". وعن التطورات الاخيرة في العراق بعد ايام من الانسحاب الاميركي قال: "لا شك ان ما يحدث في العراق يظهر ان هناك مخاوف لهيمنة فئة معينة على الوضع السياسي على حساب باقي المكونات العراقية مما قد يؤدي الى مزيد من الانقسامات المؤسفة، والاحداث الامنية الاخيرة تشير الى هذا الواقع الجديد".

*موقع 14 آذار

 

النائب خالد زهرمان: الحكومة تُغرق نفسها بـ"شبر مي" عند كل استحقاق... وليتوقف الوزير غصن عن اتحافنا باتهامات لا تستند الى الدقة

سلمان العنداري/رفض عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان تصريحات وزير الدفاع فايز غصن الذي تحدث عن عمليات تحصل على بعض المعابر غير الشرعية لا سيما في عرسال، حيث يجري تهريب أسلحة ودخول بعض العناصر الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة تحت ستار انهم المعارضة السورية، فاعتبر ان "كلام غصن ليس دقيقاً على الاطلاق، ونحن ندعوه الى ابداء الحرص الشديد على معالجة الاختراقات الحدودية في منقطة الشمال والبقاع من جانب القوات العسكرية السورية، والتي ذهب ضحيتها عدد من اللبنانيين الابرياء، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية".

وذكّر النائب زهرمان الوزير غصن "بالاختراق الحدودي الذي وقع في منطقة عرسال منذ اسابيع عندما ذهب ضحيتها احد اللبنانيين، دون اي بيان استنكار من قبل الحكومة التي هو جزء منها"، مطالباً معاليه "بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الاختراقات مع الجانب السوري بدل ان يتحفنا بمعلومات ومعطيات لا اساس لها من الصحة". واضاف: "ان اهالي منطقة عرسال يرفضون بشكل قاطع هذه الاتهامات وهذه التصريحات الخطيرة من جانب معالي الوزير غصن"، داعياً اياه "الى تقديم المعطيات والمعلومات الى الاجهزة الامنية المختصة، والى مناقشتها على طاولة الحكومة، مع الاشارة الى ان ما قاله لا يرتكز على اي اساس من الصحة والدقة".

وسأل زهرمان: "اين الدولة من الاختراقات اليومية التي تقوم بها الاجهزة الامنية السورية من الشمال وصولاً الى البقاع ومنطقة عرسال؟، ومن هي الجهة المسؤولة عن حماية اللبنانيين من هذه الاعتداءات اليومية؟، واين وزارة الدفاع من كل هذه التطورات؟". واضاف: "في كل مرة تعلن فيها الحكومة اللبنانية انه تم الاتفاق مع الجانب السوري على عدم حصول مثل هذه "الحوادث العرضية وغير المقصودة مرة اخرى، نلاحظ ان الخروقات تزيد حدّة وعنفاً ووقاحة بكل اشكالها وهذا لامر مستغرب للغاية".

وفي ملف تصويت الحكومة اللبنانية على مرسوم تصحيح الاجور للمرة الثالثة، استغرب زهرمان الطريقة التي طرحت فيها قوى 8 اذار هذا الموضوع على طاولة مجلس الوزراء، والتصويت الى جانب الورقة التي طرحها وزير العمل شربل نحاس على الرغم من اتفاق الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام على صيغة اخرى، فإعتبر ان "ما حصل هو اولى نتائج اللقاء الذي جمع العماد ميشال عون بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله". واضاف: "ان طريقة التصويت على مرسوم تصحيح الاجور جاء بمثابة رد اعتبار للتيار الوطني الحر على الانتكاسات السياسية الذي مني بها في الفترة الماضية", لافتا الى ان "هذه السياسة المعتمدة جاءت على حساب اللبنانيين ولقمة عيشهم، الامر الذي سيزيد الامور تعقيدا في الايام القليلة المقبلة".

وتابع زهرمان: "قوى الثامن من آذار لم تحترم التوافق الذي حصل بين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ورئيس الحكومة، اذ ارادت بهذا التصويت البلطجي ان تتخطى ارادة فخامة الرئيس ورئيس مجلس الوزراء وان تعيد الاعتبار للوزير نحاس على حساب المواطن اللبناني المسكين". وتوقع زهرمان ان "يدخل المرسوم الجديد في دوامة جديدة، من خلال الطعن به امام مجلس شورى الدولة، وان تزيد التحركات العمالية غير الموافقة على ما تم التصويت عليه، بالاضافة الى رفض الهيئات الاقتصادية الكامل لما حصل". وختم: "لا شك ان ما حصل على طاولة مجلس الوزراء بمثابة فضيحة مدوية للحكومة التي تغرق نفسها "في شبر مي" كلما تم طرح موضوع معين على التصويت".

*موقع 14 آذار

 

لماذا يحقّ لـ8 زعماء تسمية المرشحين للنيابة ولا يحقّ ذلك لكل مذهب خوفاً على الميثاق؟

اميل خوري/النهار

لماذا أثار اقتراح "اللقاء الأرثوذكسي" حول الانتخابات النيابية هذا الجدل أو الاستغراب خصوصا ان هذا "اللقاء" يضم شخصيات معروفة بوطنيتها وعروبتها واعتدالها؟ ولماذا سبق البطريرك الكاردينال صفير هذا "اللقاء" بإعلان الاقتراح نفسه زمن الوصاية السورية في كلمة له أمام وفود أمّت الصرح؟

الواقع أن سيد بكركي عندما أعلن هذا الموقف المتشدّد قبل سنوات، وهو أن تنتخب كل طائفة نوابها فأثار ذلك اعتراضات وانتقادات، إنما فعل لأنه أدرك أن المسيحيين بلغوا أوج شعورهم بالاحباط. فانتخابات 1992 جرت على رغم مقاطعة 85 في المئة من الناخبين لها ففاز نواب بـ45 و138 صوتا، واعتبرت سوريا مجلس النواب المنبثق منها يمثل الشعب تمثيلا صحيحا... وكانت الحكومات تؤلّف بتسمية وزراء عن المسيحيين لا يمثلون سوى أنفسهم بحيث بلغ الاحباط عند المسيحيين حد العزوف عن دخول مؤسسات الدولة والتوجه للعمل في القطاعات الخاصة أو الهجرة، فسبّب ذلك خللاً كبيراً في التوازن بين الطوائف في إدارات الدولة ولا يزال.

وإذا كان "اللقاء الأرثوذكسي" قد عاد الى اقتراح ما اقترحه البطريرك صفير ابان الوصاية السورية على لبنان، فلأنه لاحظ ان الانتخابات النيابية لم تعد تجري على أساس التنافس السياسي بين أحزاب وطنية بل على أساس تنافس طائفي ومذهبي تراجع معه الشعور الوطني والمواطنة وبات الولاء للطائفة أو للخارج.

وتراجع الشعور الوطني بدأ مع الحروب الداخلية في لبنان عندما أصبح لكل طائفة ميليشيا مسلحة، وعندما أصبح من حق كل زعيم أن يسمي مرشحين عن كل مذهب وفي كل منطقة، وعندما صار المرشح المسيحي الذي يفوز بأكثرية اصوات المسيحيين في دائرته يسقط بأصوات أقلية مسلمة وكذلك المرشح المسلم بحيث أصبح في استطاعة ثمانية زعماء أن يأتوا بمن يريدون نواباً على لوائحهم، بل صار مجلس النواب من صنع هؤلاء الزعماء، وهذا جعل من في "اللقاء الأرثوذكسي" يتساءلون لماذا يحق لثمانية زعماء تسمية من يريدون من هذا المذهب أو ذاك مرشحاً للنيابة ولا يكون ذلك خرقاً للميثاق ولا يحق للناخبين في كل مذهب اختيار مرشحيهم بدعوى انه يشكل خرقا للميثاق والدستور، لا بل لماذا يحق للأحزاب المتحالفة مذهبياً مثل "التحالف الشيعي" المؤلف من "حزب الله" وحركة "أمل" تسمية المرشحين المسيحيين والمسلمين وتأمين فوزهم بالنيابة حتى وإن لم يكن بعضهم يمثل مذهبه تمثيلاً صحيحاً، ومع ذلك يحسب نائباً على طائفته؟ ولماذا لا تكون المناصفة بين المسيحيين والمسلمين صحيحة وقد نص عليها الدستور، بل تكون في الواقع ثلثاً أو أكثر بقليل لأن الأقلية المذهبية في كل دائرة انتخابية هي التي تتحكم بالأكثرية، خصوصاً عندما تكون التحالفات السياسية بوجه طائفي فتحوّل الناخبين المتمذهبين "رزمة" أصوات، كما كانت أصوات الأرمن في منطقة برج حمود ترجّح كفة المرشح الذي نال اصواتاً أقل من تلك التي نالها منافسه؟

لقد تشكل في الماضي "حلف ثلاثي" ضم الزعماء الموارنة: كميل شمعون، بيار الجميل وريمون إده لمواجهة مرشحي النهج الشهابي، وطغت على هذا الحلف الصبغة المسيحية المتشددة بحيث صوّرت للناخبين ان مرشحي النهج الشهابي ليسوا لبنانيين بل "ناصريون" فاكتسح مرشحو "الحلف" المقاعد النيابية في جبل لبنان وسقطت لائحة النهج حتى في كسروان في عقر دار الرئيس فؤاد شهاب مع أن هذه اللائحة كانت تضم مرشحين بارزين. لكن ذاك الحلف الماروني انفرط عقده بعد أشهر بعدما حقق هدفه وهو إلحاق الهزيمة بمرشحي النهج الشهابي، واختلف أركانه على انتخاب رئيس مجلس النواب بانقسامهم بين مؤيد للرئيس صبري حمادة ومؤيد للرئيس كامل الاسعد، في حين ان "التحالف الشيعي" لا يزال قائما لأن أهدافه لم تتحقق بعد كاملة.

وإذا كان من حق هذا التحالف أن يسمي المرشحين للانتخابات من كل المذاهب أو كان من حق ثمانية زعماء أن يسمّوا من يريدون من المرشحين للنيابة والوزارة، فلماذا لا يحق لناخبي كل مذهب أن يختاروا مرشحيهم؟وما الذي يمنع قيام تحالف سني وتحالف ماروني وتحالف أرثوذكسي وتحالف كاثوليكي وتحالف درزي اسوة بالتحالف الشيعي، ويكون لكل تحالف حق تسمية مرشحي مذهبه؟ أفلا يشكل ذلك خرقاً للميثاق الوطني وتصديعاً للعيش المشترك بل يكون كذلك إذا تولى ناخبو كل مذهب اختيار مرشحيهم، وإذا كان من يسميهم الزعماء الثمانية أو التحالفات المذهبية مرشحين للنيابة يشترك في انتخابهم كل ناخبي الدائرة، مسيحيين ومسلمين، فليؤخذ إذاً باقتراح اضيف الى اقتراح "اللقاء الأرثوذكسي" وهو اجراء الانتخابات على مرحلتين: الاولى يختار فيها ناخبو كل مذهب مرشحيه والفائز منهم يصبح مؤهلاً للترشح في المرحلة الثانية التي تشارك كل المذاهب في انتخابه ويفوز منهم من ينال اكثرية الاصوات في الدائرة، فيكون النائب عندئذ ليس نائب مذهبه او طائفته بل نائب الأمة جمعاء ويكون مجلس النواب مجلساً وطنياً وليس مجلس مذاهب او مجلساً ملياً.

 

أداء لوزراء ينطوي على خفة وتداعيات خطيرة

"المعادلة الجديدة" تستهدف المثلث الوسطي

روزانا بومنصف/النهار

يتسم اداء بعض الوزراء في الحكومة وافرقاء قوى 8 اذار تحديدا بخفة فاضحة تترتب عليها تداعيات كبيرة وخطيرة على صعيد البلد ككل وليس على صعيد صدقية هؤلاء الافرقاء. فقبل بضعة ايام اعلن وزير الدفاع فايز غصن ان تنظيم القاعدة يتمترس في بلدة عرسال فلا يجتمع مجلس الوزراء على نحو طارىء لبحث هذا الموضوع وفق ما تفترض خطورة الموضوع واتخاذ قرار فوري بارسال الجيش وقوى الامن لمنع هذا التمترس بل ان مجلس الوزراء اجتمع واقر زيادة للاجور متجاهلا ما سبق ان اعلنه وزير الدفاع او هكذا بدا الامر والا فان حالا من الطوارىء يجب ان تعلن في منطقة البقاع. وقد يكون اسهل على الحكومة تجاهل مثل هذا التصريح بدلا من بحثه عل هذا التجاهل يدحض وحده ما جاء على لسان وزير الدفاع وينسي الناس ما قاله علما ان مثل هذا الموقف يستقطب اهتمام الدول الغربية ومتابعتها له لاتصاله بموضوع خطير هو الارهاب.

 والخفة السياسية انسحبت على المسرحية التي جرت في مجلس الوزراء تعويما لمشروع وزير تكتل التغيير والاصلاح شربل نحاس والتكتل بعد سلسلة الاخفاقات السياسية التي مني بها هذا الاخير. فانتقل الوزراء الذين صوتوا ضد هذا المشروع في جلسة سابقة على اساس انه معقد وغير قابل للتطبيق الى التصويت معه ضد ما اتفق عليه الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية. فالخفة ان يتم التعاطي مع شؤون الناس والمساهمة في تقويض اي زيادة فعلية للاجور من خلال لعبة سياسية من اجل تعويم فريق سياسي او اظهار اهميته وفاعليته في الساحة السياسية. وحين يكون التصويت سياسيا كما وصفه رئيس الحكومة والوزراء فهو يعني استهتارا بشؤون المواطنين لحساب ارضاء فريق سياسي وتطييب خاطره. في حين ان مشروع وزير العمل شربل نحاس بدا اقرب وفق ما تخشى مصادر وزارية الى التشفي ومحاولة الانتقام من الهيئات الاقتصادية ورجال الاعمال باعتبارهم المستفيدين الاساسيين من السياسة الاقتصادية لما سمي سياسة الحكومات الحريرية السابقة منذ زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري اكثر منها سياسة اقتصادية مدروسة علما ان هناك من يرى ايجابيات في مشروع نحاس لكن هذه الايجابيات تحتاج الى دراسة ونقاشات مستفيضة فضلا عن شروحات للراي العام وليس خطوات شعبوية. ويكفي ان يصف وزير السياحة وعضو التكتل فادي عبود النقاش في المشروع بان مناقشته كانت بمثابة " ارهاب " على طاولة التكتل " وارهاب " على طاولة مجلس الوزراء لكي يظهر العقلية التي تتحكم بخلفية املاء القرارات من اجل تسيير شؤون البلد وبمنطلقاتها. فالمشروع يظهر غوغائية في التعاطي وفق ما ظهر حتى الان من بعض المشاريع التي طرحت على طاولة مجلس الوزراء من مشروع الكهرباء الذي اثار ما اثار من خلافات داخل مجلس الوزراء لمحاولة تجاوزه الاصول الدستورية والقانونية وصولا الى زيادة الاجور التي تفتقر الى دراسة الجدوى الاقتصادية وتتجاهل التداعيات الاقتصادية على البلد فضلا عن انها تسقط اي ايجابية في حال وجدت. والتضامن بين قوى 8 اذار مع هذا المشروع يظهر هذه القوى وكأنها تميل وفق الكفة التي تفرض عليها الميل في هذا الاتجاه او ذاك مما يظهر ضياعا كليا وارتباكا يعبر عن نفسه. والخفة لدى افرقاء في الحكومة ان يتم طرح مشروع زيادة الاجور مرات عدة على مجلس الوزراء من دون الاخذ بجدية اللجنة التي تم تأليفها لدرس المشروع. فيما يخرج وزير الطاقة جبران باسيل ليعلن ان" هناك معادلة جديدة في الحكومة يجب ان يعرف الاخرون كيف سيتعاملون معها ". اذ ان لهذا الكلام مترتباته ايضا ليس على صعيد الاكثرية والمعارضة بل على صعيد الاكثرية نفسها التي لم يحمها حتى الان سوى مفهوم الوسطية التي يحاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اعتمادها جنبا الى جنب مع كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط والتي جنبت هذه الحكومة انعكاسات خطيرة من الخارج كون " هذه المعادلة الجديدة " التي يقول عنها تثير علامات استفهام كبيرة ولا تسمح بالتساهل معها من جانب الخارج، وذلك ما لم يكن كلام باسيل موجها الى مثلث سليمان وميقاتي وجنبلاط وليس الى اي طرف بما فيها الاطراف الداخلية الاخرى باعتبار ان هذه المعادلة تزخم تحرك هذه الاخيرة ولا تضعفه.

ولذلك يقول وزراء ان هذه السلوكيات تظهر الحكومة في مظهر عدم امكان التخلي عنها للاعتبارات المعروفة وخوفا من الفراغ ليس الا.

 

حزب الله» أمام السياسة وازدواجية السلطة

سامر فرنجية/الحياة

قامت منظومة «حزب الله» على ازدواجية المقاومة والدولة، أو ازدواجية العسكر والمدنيين، مستفيدة من الانفصام في المسؤوليات والأكلاف الذي أنتجته هذه الازدواجية. فالشق الأول من هذه المعادلة واضح بأهدافه ومقتضياته ومنطقه. أما الثاني، فكان، أو على الأقل بدا، وكأنه خارج اهتمام الحزب المقاوم، لا معايير محددة له طالما لا يتناقض مع مقتضيات المقاومة.

بقيت هذه المعادلة قائمة خلال العقدين الفائتين، مع غياب «حزب الله» عن الداخل السياسي المسيّج بمقاومته. ولكن المعادلة الركيكة لم تدم. فبدأت بالتضعضع مع اغتيال الرئيس الحريري وخروج النظام البعثي من الداخل اللبناني. وتعمّق هذا التضعضع مع قيام المحكمة الدولية والصراع المفتوح مع نظام الأسد، حتى انهارت بالكامل مع تحول مسألة سلاح «حزب الله» إلى المشكلة الأساس.

وحاول الحزب ترميم هذه المعادلة وتحصينها من خلال مبدأ حكومة «الوحدة الوطنية» وطاولات الحوار، العاملة على تحصين وجوده في المواقع الحساسة للدولة وإضاعة الوقت بالحوار وطاولاته. وعندما أصبحت هذه الاستراتيجية غير فعالة، اجتاح الداخل السياسي بالعسكر وأطلق نوعاً من المكارثية الممانعة في المجتمع بغية إجبار خصومه على القبول بمعادلة الازدواجية. لكن الحزب لم ينجح في استنساخ «نجاحاته» العسكرية في عالم السياسة، وأمام تعنت أخصامه المحليين بقيت يتيمة هذه المحاولة لإعادة إنعاش معادلة التسعينات المعدّلة.

مع فشل خيار الازدواجية، أطلق الحزب استراتيجية جديدة تقوم على استبدال الثنائية بسيطرته الكاملة، وهو خيار كان قد اتّبعه في مناطق نفوذه. ففي موازاة محاولاته ترميم معادلة الازدواجية، قام «حزب الله» بإغلاق طائفته وتولي أمرها، بخاصة بعد حرب تموز ومسلسل مساعداتها. ولئن كان المردود السياسي لتلك الخطة إيجابياً في المرحلة الأولى، كما تبين من استحالة اختراقه انتخابياً، فسرعان ما بدأت مشاكل هذه الإستراتيجية بالظهور. هكذا دخلت المقاومة في زواريب العائلات والعشائر والفعاليات وفي كيفيات إدارتها. وتحولت هذه القوى، التي تنظر إلى نفسها كأداة فعالة ورشيقة وسريعة، إلى شيء يشبه الفيل المصاب بالزكام، يتعثّر بتعقيدات الحياة اليومية.

فكما اكتشف الحزب ولا يزال، فإن قوانين السياسة، مهما كانت تافهة، مختلفة عن إدارة جبهة عسكرية، مهما كانت مهمة. لكن هذا لم يردعه من الانتقال إلى مرحلة جديدة من اتمام السيطرة المطلقة على الدولة. فعندما اقتضت المقاومة وحاجاتها الحسم في الداخل، قامت حكومة «كلنا للوطن كلنا للعمل» وتحول الحزب إلى مقاومة ودولة وأصبحت مسؤولية إدارة الجبهة والمؤخرة على عاتقه. وبعد سنوات قضاها في وضوح الجبهات العسكرية، دخل الحزب إلى غموض الحياة المدنية ورماديتها والتباسها، أي إلى السياسة.

فقد بدأ التخبّط في محاولة إدارة بلد صغير و «تافه»، هو الذي سوّق نفسه كلاعب إقليمي، أصغرُ خطاب لأمينه العام يعيد إعادة رسم المنطقة برمّتها. وكان هذا التخبط قد بدأ مع اكتشاف مواقف الحلفاء الفعلية منه في تسريبات «ويكيليكس» وظهور العمالة عند حليف عوني. وازداد هذا التخبّط في سياسته الحكومية. ففي موضوع تمويل المحكمة الدولية، اضطر الحزب الى القبول بألاعيب رئيس الوزراء، بعدما بنى كل سياسته على رفض المحكمة واعتبارها إسرائيلية. هكذا وجد نفسه في حكومة تموّل محكمة تدينه. واستمر هذا الضياع في موضوع قانون الرواتب والأجور، فبدأ الحزب بدعم مطالب النائب عون في هذا الموضوع، ليعود ويصوّت ضد قانون حليفه في مجلس الوزراء. ثم عاد ودعم الحركة الاحتجاجية ضد هذا المشروع، معتبراً أن تصويته سوء تنسيق. ومجدداً، وجد الحزب نفسه في موقع غريب، مقرّاً قانوناً يتظاهر ضده.

يتبين يوماً بعد يوم أن إدارة معركة عسكرية وجبهة مقاومة أسهل من إدارة اقتصاد ومجتمع ونظام سياسي، وإن كانت الأخيرة أقل جاذبية واستدعاء للعنفوان والشرف. فالحياة اليومية في دولة أصعب من يوميات الحروب الإقليمية، كما تتطلب أسلوباً مختلفاً من التعاطي. فهي لا تتحمل مواقف حاسمة من الغرب والعرب كما لا تدار بعقلية العدو والصديق ولا ينفع فيها الحسم والقطع. ذاك أن المهارة العسكرية التي راكمها الحزب على مدى سنوات غير مجدية في السياسة، يمكنها أن تهدم الخصم لكنها غير قادرة على تأسيس بديل منه. وخروج أمين عام «حزب الله» لمقابلة جمهوره اعترافاً منه بأن السياسة لا تدار من وراء شاشات التلفزة، ربما بدا، هو الآخر، أقل عنفواناً وقدسية.

ومع اكتشاف الحدود الموضوعية للسياسة واستحالة تبسيط التعقيدات في ثنائيات أخلاقوية، دخل الحزب في صلب السياسة. وعلى عتبة سن الرشد هذا، يجد نفسه أمام احتمال من ثلاثة: يقوم الأول على القبول بالواقع وبشروط السياسة والتحول إلى حزب طبيعي والابتعاد من مبدأ المقاومة من أجل المقاومة في دوّامة لا نهاية لها. ولكن هذا الاحتمال معدوم. فمن اعتاد على تصور نفسه كزعيم للعرب وأمين عام حزب «أشرف الناس» وقائد «الانتصارات الإلهية»، يصعب عليه التحول مجرد زعيم لكتلة نيابية، يتنافس على أكثرية نيابية مع باقي السياسيين اللبنانيين، الذين غالباً ما يكون سقف طموحاتهم السياسية كسّارة من هنا ووظيفة من هناك.

أما الاحتمال الثاني، فيقوم على الخروج من هذه الازدواجية من خلال الخروج من السياسة والعودة إلى ميدان المعركة. فبعد التوغل الفاشل في السياسة الداخلية، تبدو الحرب أكثر صفاء وطهارة وبساطة، وهذا ما يشكّل مخرجاً من مأزقه الحالي، اللبناني والسوري. لكن يبقى هذا الاحتمال رهناً بالتطورات الإقليمية، وكلفته، مهما كانت النتيجة، عالية. ويبقى احتمال أخير، مدعوم من الحليف العوني، وقائم على مبدأ استعمال الأسلوب الحربي الذي يتقنه الحزب في السياسة الداخلية ومعركة الإصلاح. فالخيار العوني كناية عن «٧ أيار إصلاحي»، يُستعمل الحزب فيه كقوة ضاربة إصلاحية لاقتحام أوكار الفساد واقتلاع الخونة والفاسدين، وهم وجهان للعملة نفسها وفق الأحزاب المتفاهمة. يقتضي هذا الخيار، الأشبه بتجربة «القفزة الكبرى إلى الأمام»، ذوبان الدولة في الحزب وامتداده العوني، والتضحية بالهامش الضيق للحرية في لبنان. فإذا دُعّمت الحقيقة المطلقة بالسلطة المطلقة، تصبح الديموقراطية بلا جدوى، والأخصام السياسيون عقبات على طريق الجنة، تدميرهم حلال.

وضع الحزب نفسه على مفترق طرق لا عودة عنه: إما خوض السياسة الصعبة التي تتطلب تواضعاً وقبولاً بالحدود وإعادة نظر في خيارات الماضي، أي اجتياز عتبة الرشد السياسي، أو الهروب إلى أمام من خلال العودة إلى زمن الشباب، زمن المقاومة المعمّمة. لكنْ، كما اكتشف دوريان غراي من قبل، من الذي يريد أن يكبر حين يملك القدرة على إطالة زمن الشباب؟ الفارق أن دوريان حافظ على شبابه وتعفنت الصورة. أما عندنا، فيتعفن البلد لتبقى صورة سيد المقاومة ناصعة.

* كاتب لبناني

 

مصادر قريبة من رئيس الوزراء لـ"السياسة": التصرف بمنطق المنتصر والمهزوم سيترك تداعيات سلبية 

"التحالف الثلاثي" يحجم ميقاتي ويعرض الحكومة لاهتزاز كبير

 السياسة/عكس إصرار فريق "8 آذار" الوزاري على التصويت لصالح مشروع الأجور الذي قدمه وزير العمل شربل نحاس وأقرته الحكومة في جلستها أول من أمس, بموافقة 15 وزيراً ورفض 11 وزيراً, عمق الخلافات التي تعصف بالحكومة بعدما رد تحالف الأكثرية الضربة للرئيس نجيب ميقاتي من خلال انقلابه على اتفاق تم التوصل إليه قبل دقائق من جلسة الحكومة, بين الرئيس ميقاتي والاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية.

وأظهرت المعطيات أن لقاء أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله بالنائب ميشال عون أعطى مفعوله الحكومي, حيث أمن الأول أكثرية وزارية أعادت الاعتبار للثاني على حساب ميقاتي الذي خضع إلى عملية "إعادة تحجيم", رعاها "حزب الله" خلال جلسة مجلس الوزراء, عبر إسقاط مشروعه لرفع الحد الأدنى للأجور لصالح إقرار مشروع نحاس, بشكل مباغت أخذ طابع الرسالة السياسية في "صندوق بريد" رئاستي الجمهورية والحكومة, وهو ما بدا جليًا من خلال خروج ميقاتي أثناء انعقاد جلسة مجلس الوزراء, مساء أول من أمس, ليعلن إلى الصحافيين الاتفاق على الورقة التي كان قد أعدها والتي تقضي بتحديد مبلغ 675 ألف ليرة (450 دولارا) حدًا أدنى للأجور, قبل أن يعود إلى الجلسة فيتفاجأ بإعادة طرح ورقة نحاس على التصويت ونيلها أكثرية سياسية مدروسة قضت برفع حد الأجور الأدنى إلى 868 ألف ليرة (579 دولارا) اعتبارًا من العام المقبل, وتحديد الحد الأدنى الرسمي للأجر اليومي بمبلغ 33 ألف ليرة (22 دولارا أميركيا).

ورأت أوساط سياسية مراقبة في ما جرى مؤشراً على طبيعة المسار الذي ستسلكه الحكومة في المرحلة الجديدة من خلال المعادلة التي تحدث عنها وزير الطاقة والمياه جبران باسيل, فيما حذرت مصادر وزارية قريبة من الرئيس ميقاتي عبر "السياسة" من خطورة هذا المنحى على الأداء الحكومي, والتصرف بمنطق المنتصر والمهزوم داخل مجلس الوزراء, ومحاولة فرض أمر واقع جديد سيترك بالتأكيد انعكاسات سلبية على مستقبل العمل الحكومي.

وأكدت أن هناك تداعيات اقتصادية ومالية لا يمكن التكهن بنتائجها نتيجة القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بزيادة الحد الأدنى للأجور إلى 868 ألف ليرة لبنانية, وهو ما رفضته الهيئات الاقتصادية, محذرة من انعكاساته على الأوضاع الاقتصادية.

وفيما أكد ميقاتي أن الرسالة السياسية لما جرى في مجلس الوزراء "وصلت", وأنه يلتزم قرار التصويت كخيار ديمقراطي, أكد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور, بعد لقائه رئيس الحكومة, أمس, أن "جبهة النضال الوطني" والرئيس ميقاتي في موقع واحد, مشيراً إلى أن الأبلغ هو ما حصل بعد الجلسة, أي مشاعر الظفر بأنه تم تسجيل انتصار والقول ان هناك معادلة جديدة على الجميع أن يفهمها (في ردٍ غير مباشر على الوزير جبران باسيل).

وقال فاعور: "لا أعتقد أن أمور الدولة يمكن أن تسير بهذا الشكل لحكومة لا تقوم على قاعدة مراضاة أي طرف, وإذا كان هناك من أثمان لأي طرف فيجب ألا تكون على حساب مصالح المواطنين, وما حصل من استبعاد لاقتراح الرئيس ميقاتي, وطرح مشروع آخر, نعرف أنه لن يسير على قاعدة تحقيق نصر معنوي ونصر وهمي, ولا أعتقد أن هذه هي الآلية الصحيحة لمعالجة أوضاع الناس وإدارة شأن الحكومة". في المقابل, اعتبرت مصادر نيابية في تكتل "التغيير والإصلاح" أن ما جرى في مجلس الوزراء كان خطوة على الطريق الصحيحة التي ينبغي أن يسير عليها عمل الحكومة في المرحلة المقبلة, من خلال العودة إلى اتخاذ القرارات بشكلٍ منطقي وأسلوب علمي بعيداً من سياسات الربح والخسارة, وهذا ما كان يجب أن يحصل في موضوع الأجور منذ البداية, لا أن يصار إلى ترتيب صيغ للحل بالتراضي دون علم وزير العمل المعني الأول والأخير بهذه القضية.

وأكدت المصادر ل¯"السياسة" أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التنسيق والتشاور بين وزراء "التيار الحر" ووزراء "حركة أمل" و"حزب الله", تأكيداً على التفاهم الشامل الذي حصل بين عون ونصر الله في لقائهما الأخير. في سياق متصل, أسف رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمت إفرام من تخريب السياسة في موضوع اقتصادي محض, في إشارة إلى قرار تصحيح الأجور, مستهجناً بشدة إصدار هكذا قرار عشية الأعياد. وأشار إلى "أنه ستكون للصناعيين وقفة مع الهيئات الاقتصادية بعد الأعياد, وقد تعلن الجمعية الإضراب والتظاهر والاعتصام وصولاً إلى العصيان المدني", مشدداً على عدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام تحويل لبنان إلى جمهورية موز جديدة, ومتوقعاً أن يرد مجلس شورى الدولة القرار.

 

الجبل يجمع جنبلاط وإرسلان... وسوريا تفرّقهما

أعاد الحادث الأخير في الشويفات، وصولاً إلى كفركلا إثر توقيف الشيخين الدرزيّين وتعرّضهما للضرب، ومن ثمّ إحراق سيّارة فان في صوفر، الخلاف الدرزي ـ الشيعي إلى الواجهة.

فادي عيد/الجمهورية

تداركت القيادات الدرزيّة والشيعيّة مخاطر ما جرى، ولا سيّما أنّ تداعيات السابع من أيّار 2008 تبقي الأمور قابلة للتفجير، خصوصاً في الشويفات التي شهدت معارك قاسية بين "حزب الله" والحزب التقدّمي الاشتراكي، وما يساعد على التصعيد الخلاف بين النائب وليد جنبلاط و"حزب الله" على خلفيّة الموقف من الأحداث الحاصلة في سوريا. إلّا أنّ ذلك لم يمنع جنبلاط من زيارة الشويفات ولقاء النائب طلال إرسلان، على الرغم من التباعد السياسي الحاصل بينهما بعد المواقف الأخيرة لإرسلان التي أطلقها خلال زيارته الأخيرة إلى سوريا على رأس وفد من المشايخ الدروز، غامزاً من قناة جنبلاط. في الوقت الذي لم يحرّك فيه رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير الأسبق وئام وهّاب ساكناً أو يقوم بما قام به إرسلان، وذلك بحسب أنصار جنبلاط، حيث صبّ موقف وهّاب هذا في إطار وحدة الصف الدرزي، وما زيارته إلى كليمنصو بالأمس إلّا الدليل على موقفه الدرزي الذي تمايز عن إرسلان بكثير تجاه جنبلاط بشكل خاص وجمهوره بشكل عام. من هنا عاد الخلاف الجنبلاطي ـ الإرسلاني ليظهر على الساحة الدرزيّة، بحسب الأوساط الدرزيّة المتابعة، التي تقول إنّه على الرغم من هذا الخلاف نزل رئيس الحزب التقدّمي إلى الشويفات والتقى إرسلان، كونه يدرك خطورة ما يجري في الشويفات الملاصقة للضاحية الجنوبيّة، حيث التداخل السكّاني بات كبيراً بينهما، ممّا يعني أنّ أيّ حادثة صغيرة قد تشعل فتنة كبيرة، لولا تدارك الوضع عبر اتّصالات بين الزعيم الدرزي و"حزب الله"، ولهذه الغاية فإنّ التواصل بين المختارة وخلدة لن يتوقّف في هذا الإطار، ومحوره الاستقرار من الساحل إلى الجبل وصولاً إلى حاصبيّا، إنّما ثمّة هوّة سياسيّة بين الطرفين حول الملفّات الداخلية وقانون الانتخابات وصولاً إلى النظرة تجاه الوضع السوري، وحيث أكّد إرسلان أنّه "لا يستحي" بعلاقته وصداقته مع آل الأسد. إضافة إلى أنّ رئيس الحزب الديمقراطي يعطي دوراً وهامشاً لشيخ العقل المسمّى في خلدة ناصر الدين الغريب المحسوب عليه، وكلّ ذلك يزعج النائب جنبلاط وجمهوره باعتبار أنّ شيخ العقل نعيم حسن هو الشيخ الشرعيّ على رأس مجلس مذهبي شرعي، لذا فإنّ هذه العناوين مجتمعة تصعّب عملية التوافق الدرزي وترتيب البيت الداخلي على صعيد مشيخة العقل والأوقاف الدرزية، التي تبقى الأساس، في ظلّ كلام عن محاصصة مشتركة بين جنبلاط وإرسلان في هذا الإطار.

وفي سياق آخر، فإنّ جنبلاط المستاء ضمناً من الموقف الإرسلاني في سوريا، والمتوافق معه على استقرار الجبل، فإنّ سيّد المختارة، ووفق معلومات مؤكّدة، بات لأوّل مرّة على قطيعة تامّة ومؤكّدة مع النظام السوري، بحيث أكّدت معلومات أنّه تبلّغ ذلك عبر أقنية عديدة، إضافة إلى أنّ علاقته مع "حزب الله" تشهد فتوراً وغياباً للاتّصالات المباشرة، على خلفيّة مواقفه الأخيرة تجاه النظام السوري، وثمّة من يقول من قيادات "حزب الله" إنّ رئيس "جبهة النضال" يعمل وفق أجندة مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركية جيفري فيلتمان. من هذا المنطلق يحاول "أبو تيمور" التوازن بين استقرار الجبل، دون "قطع شعرة معاوية" مع "حزب الله"، وحتى مع النائب إرسلان، على رغم دفاع الأخير عن النظام السوري. وتابعت المعلومات مؤكّدة أنّ استمرار جنبلاط في الحكومة الميقاتيّة لسبب يعزوه أحد المقرّبين منه، بأنّ خروجه من الحكومة يعني اهتزازاً للوضع الأمني في الجبل، وهذا ما يدركه أصدقاء الزعيم الاشتراكي في قوى الرابع عشر من آذار الذين هم في صورة الحراك الجنبلاطي.

 

حزب الله» يُبدّي عون على ميقاتي ويقول الأمر لي!

شكّلت جلسة مجلس الوزراء مفاجأة سياسيّة، إذ لم يكن أحد يتوقّع أن يردّ «حزب الله» على التمويل بمفعول رجعيّ ومن باب الأجور بالذات، ما ضرب صدقيّة الحزب بفعل تصويته حينا مع مشروع رئيس الحكومة وحينا آخر مع مشروع وزير العمل.الجمعة 23 كانون أول 2011

شارل جبّور/الجمهورية

يختصر توصيف الرئيس نجيب ميقاتي التصويت الذي حصل بأنه "كان تصويتاً سياسيّاً"كلّ المشهد السياسي لجهة أنّ الحزب حسم أمره من كونه ضابط إيقاع الحكومة وتوازناتها إلى تبديته التحالف مع عون على أيّ اعتبار آخر، وهو بات يتعاطى مع ميقاتي على غرار تعاطيه مع الرئيس سعد الحريري، أي ليس من باب الحليف الذي كان وراء إيصاله إلى هذا الموقع، إنّما من باب الخصومة أو العداء الذي يستوجب تدجينه أو إسقاطه.

وقد اضطرّ الحزب في نهاية المطاف لاستخدام كلّ أوراقه في إظهار ما كان يحاول إخفاءه بأنّ هذه الحكومة هي حكومة "حزب الله"، لأنّ التصويت محسوم لمصلحته وهو ممسك بزمام الأمور وقواعد اللعبة داخلها، وهذا ما يفسّر دعوات أمين عام الحزب المتكرّرة لرئيس الحكومة من أجل طرح موضوع التمويل على مجلس الوزراء، الأمر الذي أصرّ ميقاتي على تجنّبه لمعرفته بطبيعة التوازنات داخل هذا المجلس. كما أنّ التصويت مع عون ضدّ ميقاتي جاء ليسقط أيّ رهان على كتلة وسطيّة تضمّ الرؤساء الثلاثة زائد النائب وليد جنبلاط، فدور الرئيس نبيه برّي يتّسع هامشه ويضيق تبعاً لموقف الحزب، إنّما عندما حسم الأخير موقفه اضطرّ برّي تحت عنوان "وحدة الطائفة" التموضع إلى جانبه، بمعزل عمّا إذا كان هذا التموضع عن قناعة أو على قاعدة "مُكرهاً أخاك لا بطل".

أمّا رئيس الجمهورية، فصوّت الوزير مروان شربل المحسوب عليه ضدّ رئيس الحكومة، فيما تغيّب الوزير ناظم الخوري. كما أنّ الوزير وائل أبو فاعور امتنع عن التصويت، في ما يمكن اعتباره رسالة جنبلاطيّة برفض الكسر مع الحزب بشكل نهائي.

ولكن الرسالة الأساسيّة التي أراد الحزب إيصالها أنّ القرار السياسي للحكومة موجود في الضاحية حصرا، غير أنّ السؤال الذي يطرح نفسه: ما الأسباب التي دفعت "حزب الله" إلى كسر "الجرّة" مع ميقاتي؟ وهل لهذه الخطوة بتوقيتها علاقة بالانسحاب الأميركي من العراق وانتقال "المحور الممانع" من الدفاع إلى الهجوم، من استهداف سنّة العراق ومحاولة الرئيس السوري الحسم، وهذا ما تظهره أعداد الضحايا، وصولا إلى إعادة إمساك الحزب بزمام المبادرة مجدّدا؟ أم أنّ لخطوته مبرّرات لبنانية صِرف لها علاقة بالتحالف مع عون الذي كاد يسقط وتسقط معه الحكومة؟

لقد بدّى الحزب في نهاية المطاف تحالفه مع عون على تحالفه مع ميقاتي، وذلك لجملة أسباب أهمّها أنّ عون لم ينكث يوما بوعوده والتزاماته حيال الحزب، فكان منفّذاً أميناً لمشيئته ورغباته، خلافا لرئيس الحكومة الذي لم يكتفِ بالتمويل وتوفير التغطية لكلّ الرموز السنّية في الإدارة، بل أسقط المقايضة التي وضعها السيّد نصرالله برفضه التجاوب مع "مطالب عون المحقّة". كما أنّ الحزب ليس بوارد التفريط بحليف مسيحيّ لا يمكن تعويضه، في الوقت الذي لم يثبت التحالف مع ميقاتي جدواه.

إنّ إعادة توثيق العلاقة والتفاهم بين الحزب وعون حصلت في ظلّ تراجع العلاقة إلى حدودها الدنيا بين الحزب وميقاتي والذي ردّ له "ضربة التمويل" عبر الأجور بمفعول رجعي. ولكن لا يبدو أنّ مفاعيل هذا التصويت ستقتصر على هذا الحدّ، إنّما سيكون لها تداعيات على مستقبل العمل الحكومي الذي بات فعليّا هذه المرة في مرحلة تصريف الأعمال، إذ إنّ ميقاتي لن "ينام" على هذا الانقلاب، وهو سيردّ بطريقته وفي الوقت المناسب، ولعلّ أقرب فرصة للردّ ستكون التعيينات الإدارية التي يمكن اعتبارها من هذه اللحظة أنّها باتت مجمّدة حتى إشعار آخر. لا شكّ أنّ الكرة اليوم باتت في ملعب رئيس الحكومة، وهو واقع بين خيارين لا ثالث لهما، إمّا التكيّف مع المعادلة الجديدة، ما يعني تطويقه وتهميشه وخسارته كلّ ما راكمه بفعل التمويل وتصدّيه لعون، أو الاستقالة، ومن يلوّح بفكرة الاستقالة التزاما بالتمويل حرصاً على دوره داخل بيئته وعلاقاته العربية والغربية، لن يتوانى عن التهديد بهذه الورقة مجدّدا، لأنّه سيتحوّل من الآن وصاعدا إلى الحلقة الأضعف داخل الحكومة، إذ إنّ الحزب يتّجه لطرح كلّ المواضيع على التصويت داخل مجلس الوزراء، الأمر الذي يحوّله إلى مجرّد "شاهد زور، وهذا ما لا يمكن أن يرتضيه ميقاتي لنفسه أوّلا، ومن ثمّ لطائفته وموقع رئاسة الحكومة.

ولكن "حزب الله" الذي اختبر ميقاتي وردود فعله وحدود تنازلاته، ويعلم جيّدا أنّ "حشره" يعني دفعه إلى الاستقالة، بدأ يلعب "صولد" مع رئيس الحكومة: إمّا معنا أو ضدّنا، وبالتالي غير آبه لبقاء الحكومة أو سقوطها، فإمّا تكون هذه الحكومة حكومة "حزب الله"- سوريا بالفعل، أي بشروطه ومواصفاته وأجندته، أو لا تكون...

 

عميل آخر... يخترق «حزب الله»

هو رجل دين من جبل عامل، تولّى مسؤوليات مهمة في «حزب الله» إبّان توَلّي الشيخ صبحي الطفيلي مهمات الامانة العامة للحزب، واستمر في علاقاته وتواصله مع اركان الحزب وكوادره في لبنان والخارج، نظرا لمكانته الدينية وإمكاناته الفكرية والثقافية، حتى سقط في مصيدة شعبة المعلومات، بعدما تبيّن انه يتواصل وبانتظام مع «الموساد» منذ سنوات.

الجمعة 23 كانون أول 2011

مرلين وهبة/الجمهورية

اعترف الشيخ حسن سعيد مشيمش بتعامله مع "الموساد"، وكشف أنّ من بين المعلومات التي طلبها العدو منه الاستقصاء عن الشيخ صبحي الطفيلي، والعلّامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، والمسؤول العسكري والأمني الاول في "حزب الله" الذي اغتيل في دمشق عماد مغنية، ومسؤولين آخرين في الحزب. كما طلب منه التقصّي عن مكان وجود عملاء "حزب الله" في دوَل: غامبيا، سيراليون، غينيا، كوناكري، سويسرا، المانيا، فرنسا. لأنه كان يسافر ضمن البعثات التي كان ينظمها "حزب الله" لرجال الدين التابعين له، بهدف التواصل مع المناصرين والجاليات المُسلِمة.

الوقائع والأدلة

كان الشيخ مشيمش، الذي صدر القرار الاتهامي في حقّه في 17 الجاري مطالبا بإعدامه، قد توجّه في العام 1999 الى فرنسا والتقى عناصر من المخابرات الفرنسية، ثم عاد الى لبنان في العام 2000، وذلك وفقا لأقواله. وفي أواخر العام 2003، التقى مشيمش شخصا سمّى نفسه "الشيخ محمود النمساوي"، وقد اظهر التحقيق في فرع المعلومات انه يدعى سيغفريد جورج بوشال وهو من مواليد العام 1977، نمساوي الجنسية، وقد درس الشريعة الاسلامية في حوزة النبطية وحوزة تول. وتبيّن أن الصداقة توطّدت بين الإثنين، فطلب مشيمش من "النمساوي" الذي كان يرتدي زيّ رجل الدين الشيعي، ان يؤمّن له لجوءا سياسيّا في اي بلد اوروبي. وبالفعل، وبعد مغادرة النمساوي لبنان في العام 2004، اتصل بـ مشيمش من رقم دولي نمساوي، تبيّن لاحقا انه احد الارقام المستخدمة من جهاز مخابرات العدو الاسرائيلي "الموساد". واثناء اتصال المدعى عليه مشيمش على الرقم النمساوي مع ابو علي النمساوي، طلب منه هذا الاخير ان يستحصل من السفارة الألمانية في بيروت على سِمة دخول الى المانيا، وتكرر الاتصال بينهما من الرقم المذكور نحو عشر مرّات، وذلك على الرقمين الخلوي والثابت العائدين لـ مشيمش.

وبناء على هذه الاتصالات، استحصل مشيمش على جواز السفر، بعدما أخبره ابو علي الذي يتكلم العربية الفصحى بطلاقة، أنّ اسمه موجود في السفارة، فتوَجّه اليها، واستحصلَ على سِمة الدخول بمجرد إبراز جواز سفره. وقبل سفره الى المانيا بتاريخ 21/1/2005 عبر مطار بيروت الدولي، ارسل له صاحب الاسم المستعار، أي أبو علي النمساوي، مبلغ ثلاثة آلاف دولار اميركي كنفقات للسفر، كانت موضوعة داخل غلاف كتاب "سيرة الامام علي" مع شريحة هاتف خلوي كانت موضوعة ايضا داخل الغلاف المذكور، والمبلغ عبارة عن ثلاثين ورقة من فئة المئة دولار اميركي. وقد أرسل هذا الكتاب الى احدى شركات البريد السريع في بيروت، وقد استلمه أحد أبناء مشيمش، وسلّمه الى والده من دون ان يعرف ما في داخله. وتبيّن ايضا ان "ابو علي النمساوي" طلب من مشيمس، ان يستعمل هذه الشريحة للاتصال به، فقط، وان يوقف اتصالاته الهاتفية به من هواتفه الشخصية او بطاقات التلكارت.

غادر مشيمش بيروت الى فرانكفورت. وبوصوله الى المانيا، وبطلب من "النمساوي"، طلب من أبناء عمّه هناك، ومن دون علمهم بأي تفاصيل، شراء شريحة هاتف خلوي المانية للاتصال بواسطتها بـ"أبو علي النمساوي"، الذي طلب منه ايضا بعد وصوله، التوَجّه الى مدينة مينشن الألمانية على حدود النمسا. فتوَجّه اليها بمفرده عبر طيران داخلي، وبعدما احضر له احد اقاربه تذكرة سفر كانت محجوزة سَلفا باسمه. وفي المطار الداخلي، استقبله المدعى عليه المعروف بالشيخ محمود النمساوي، وأقلّه الى منزله. وهناك، افصح له ان "ابو علي النمساوي" هو من جهاز مكافحة الارهاب الدولي. ثمّ اصطحبه الى فندق خمس نجوم، واجتمع مشيمش بـ"أبو علي النمساوي"، بعدما غادر محمود النمسا. وبعد تعريف مشيمش الى ابو علي النمساوي، الذي لم يكن قد رآه بعد، بل تحدث معه مرارا عبر الهاتف في حضور شخص مرافق لأبي علي النمساوي لم يعرّف عن هويته، سأل النمساوي مشيمش عن اموره الشخصية ودراسته في لبنان وايران، وعن انتسابه الى "حزب الله" عند نشأة هذا الحزب، وعن علاقته بأمينه العام في ذلك الحين الشيخ صبحي الطفيلي، وكذلك بالعلّامة السيد محمد حسين فضل الله، وبعماد مغنية، كما سأله عن العديد من المسؤولين في "حزب الله"، وقد اجاب المدعى عليه عن هذه الاسئلة.

كما سأله ابو علي النمساوي عن الدول التي زارها، وعن أماكن تواجد "حزب الله" فيها، والعناصر المتفرّغة فيه التي تعمل في هذه الدوَل. فأجابه مشيمش ان الدول التي زارها هي: غامبيا، سيراليون، غينيا، كونكري، سويسرا، ألمانيا وفرنسا، وأخبره عن العديد ممَّن يتعاونون مع "حزب الله" في هذه الدول، لا سيما، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ابو علي بزي في المانيا.

وتبيّن ان مشيمش تقاضى من ابو علي النمساوي خمسة آلاف يورو نقدا، بعدما كان تقاضى منه عبر البريد السريع في بيروت، مبلغا نقديا ايضا، قدره ثلاثة آلاف دولار اميركي.

وقد أنهى ابو علي النمساوي اللقاء في حينه مع المدعى عليه مشيمش بعبارة: "يجب ان نتعاون"، وطلب منه مغادرة المانيا والعودة الى لبنان والتواصل معه، وهذا ما حصل بالفعل.

وتبيّن من التحقيق الاولي ان مشيمش أدلى بما حرفيته: "... ابو علي النمساوي يعمل في جهاز مكافحة الارهاب الدولي في المانيا والعالم، ويستثمر وظيفته لصالح العدو الاسرائيلي، وقد استنتجت هذا الموضوع بسبب طريقة عرضه للاسئلة المتعلقة بإسرائيل"، ما يعني ان المدعى عليه مشيمش كان متيقّنا ان "ابو علي النمساوي" على علاقة مباشرة بالموساد الاسرائيلي. وبعد عودة مشيمش من المانيا في العام 2005، وردت اتصالات على هاتفه اللبناني في العامين 2006 و2007 من ابو علي النمساوي، من خلال رقمه النمساوي الدولي المستخدم من قبل الموساد الاسرائيلي. كما تبيّن من تحليل الاتصالات أنّ رقم الهاتف الارضي العائد للمدعى عليه علي مشيمش اتصل برقم أبي علي النسماوي المستعمل من الموساد الاسرائيلي بعد عودة مشيمش من المانيا، وان اتصالات عديدة أجريت بهذا الرقم الدولي النمساوي من لبنان، من خلال استعمال بطاقات هواتف "تليكارت" من مناطق: النبطية، كفرصير، الشياح، أي المناطق التي يتواجد فيها مشيمش عادة. كما تبيّن، من خلال تحليل اتصالات هذه البطاقات، انها استعملت للاتصال بأرقام هاتفية اخرى عائدة لمنزل المدعى عليه حسن مشيمش ومعارفه، لا سيما انه سبق له وأقرّ في كافة مراحل التحقيق باستعمال بطاقات هاتف عمومية "تليكارت".

وتبيّن من التحقيق، ولدى سؤال المدعى عليه حسن مشيمش عن التناقض في أقواله، أنه أجاب ما حرفيته: "ليس لدي شرح لهذا التناقض الرهيب، ومجددا من حقكم ألّا تضعوني تحت الشبهة فحسب، وانما تحت الادانة القاطعة". ولدى سؤاله عمّا اذا كان احد افراد عائلته او اقاربه او معارفه على معرفة بالرقم الدولي العائد لأبي علي النمساوي، اجاب بما حرفيته: "لا اعلم، على الاطلاق".

وتبيّن ان هذا الرقم المستعمل من مخابرات العدو الاسرائيلي، وكما تبيّن من تحليل الاتصالات، لم يتواصل مع أي شخص في لبنان، ولا مع اي رقم هاتف لبناني، سوى أرقام المدعى عليه مشيمش. وقد طلب المحامي انطوان نعمة وكيل مشيمش تخلية سبيل موكله، ولكن النيابة العامة العسكرية طلبت رد طلب تخلية السبيل.

وبعد استطلاع رأي النيابة العامة العسكرية بشأن إصدار مذكرة توقيف غيابية بحق سيغفريد جورج بوشال، المعروف بالشيخ محمود النمساوي، طلب مفوض الحكومة توقيفه بالصورة الغيابية، فأصدر قاضي التحقيق العسكري عماد زين مذكرة توقيف غيابية في حقه في 17/11/2011.

وأشار القرار الاتهامي في باب القانون الى أن مشيمش أجرى وتلقّى العديد من الاتصالات الخلوية والثابتة برقم الهاتف الدولي النمساوي "المشبوه"، وأنه اعطى معلومات عن "حزب الله" وقيادييه لـ أبي علي النمساوي، بعدما تيقّن انه على علاقة مباشرة مع الموساد الاسرائيلي، ليسَهّل أعمال العدو الاسرائيلي العدوانية، وفوز قوّاته، كما قام بدَسّ الدسائس لدى العدو الاسرائيلي ودولة اجنبية، بتعامله مع مخابرات هذا العدو. وطلب القاضي الزين إنزال عقوبة الاعدام بالشيخ مشيمش في جرم الاتصال بالعدو الاسرائيلي والتعامل معه واعطائه معلومات مقابل مبلغ من المال لمعاونته على فوز قواته، وذلك استنادا الى المواد 244 و275 و278 عقوبات، وأحاله امام المحكمة العسكرية الدائمة.

وتفيد مصادر قضائية مطلعة، أن الخطة الأمنية المعتمدة من الإسرائيليين تقوم على إلهاء الأجهزة الأمنية اللبنانية بعملاء من الدرجة الخامسة والسادسة، بُغية إبقاء العميل الأساسي بعيدا عن الأنظار والشبهات. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تقوم الجهات الإسرائيلية المعنية في الاتصال ومن الأرقام نفسها بالعملاء أنفسهم. ولعلّ الغرابة أن المعلومات التي يطلبونها معروفة، ويمكن الاستحصال عليها بواسطة الانترنت أو "غوغل"، ولكنهم يتقصدون ذلك بغية تعريضهم للشبهات، وبالتالي إلهاء الأجهزة الأمنية بمسارات بعيدة عن المسار الفعلي والأساسي، وهذا ما يجعلهم، وفق التصنيف الأمني، من العملاء الصغار. أما العميل الأصلي، فيبقى غير مكشوف ومعروف ومرئي، وما من احد باستطاعته اختراقه. أما الفريق الثاني فهو لوجستي، ومهمته تأمين الإقامة والمال وما يسمّى البريد الميت... وهو موجود على الأرض ومجهول الهوية...ولعلّ أكبر مثال على ذلك العميل فيصل المقلد 2001-2004 الذي تمّ تشغيله في طرابلس وطبرجا والناعمة، واستخدمه الإسرائيلي لإدخال الكومندوس عبر البحر المتوسط، إنما الذي نقل فعليّا الكومندوس لم تعرف هويّته الفعلية حتى اليوم بعد...

 

المارونيـة الأرثوذكسية في بكركي

جوزف الهاشم/الجمهورية

كلما اجتمع إثنان باسمي أكون أنا الثالث بينهما (المسيح) .

دائماً يجتمعون باسمه... ولا مرة اجتمع باسمه إثنان وكان هو الثالث بينهما... ومع هذا فقد اجتمعوا باسمه في بكركي للمرة الثالثة، فكان لقاؤهم أرثوذكسياً: أرثوذكسياً في الشكل "والروم يصلّبون" بالثلاثة، وأرثوذكسياً في المضمون: والروم يقترحون قانون إنتخابات أرثوذكسي. هذا التثليث الراجح نتمنى أن يكون كهنوتياً، فتكون الثالثة ثابتة، لا أن يكون فقهياً فيكون في الثالثة الطلاق.

إلا أن اللقاءات المارونية في بكركي لا تبشّر دائماً بالخواتيم السعيدة، نذْكُرُ أن الموارنة التقوا مرة في بكركي حول معادلة: مخايل الضاهر أو الفوضى، فاختاروا الفوضى.

والتقوا مرة ثانية في بكركي حول معادلة حرب الإلغاء فكان إلغاءٌ لدور بكركي وتهجير البطريرك الى الديمان. والتقوا مرة ثالثة في بكركي حول مقاطعة الإنتخابات، فقاطعتهم الإنتخابات قبل أن يقاطعوها، وتقطّعت أوصالهم بين مؤيد ومعارض. ويلتقون هذه المرة في بكركي حول قانونٍ وهّاجٍ للإنتخابات يشكل مادة إغراء جاذبة، هي أشبه بتفاحة حواء أمام شهية آدم التي قد تؤدي الى خروجه من الفردوس الوطني. صحيح أن هناك غبناً إنتخابياً يصيب المسيحيين عامة والموارنة خاصة لا تستوي معه قاعدة المناصفة الواردة في الدستور، إلاّ أن المعالجة لا تكون بالإنكفاء التقوقعي على الذات كمَنْ ينفّذ في حقّ نفسه قرار العزْل. السبب الأبرز الذي جعل الموارنة "يطبّلون في عرسها" بعدما كانوا أسيادها، هي الصراعات المارونية ــ المارونية والإنتفاضات والإنقلابات على الذات التي مارستها الأحزاب والقوى المارونية المعسكرة فعزلَتْ النوعية المارونية الراشدة وصادرتِ العقل: فسقط معه الدور الماروني الرائد، وأصبحت المارونيات الصغيرة المفكّـكة تابعة للأكثريات الأخرى، وأصبحت تستجدي النيابات ممّن كانوا يستَجْدون النيابة منها. والسبب البارز الآخر الذي جعل الموارنة يفقدون الثقل التأثيري، هو غياب كبارهم فسقط صغارهم في لعبة السنّارة والطعم، فراح حديثو النعمة يضطربون فوق الكراسي كأنهم يجلسون على قرن الثور، وتضَعْضَعتِ القاعدة الشعبية التي حدِّ انصرافها عن "زرادشت" وهو ينشر الحكمة في المدينة لتصّـفق الى بهلوانيات راقص الحبال .

نصيحةٌ لوجْـه الله نتوخاها لهذه المارونية بألاَّ ترفع صوت المطالبة بالقانون الأرثوذكسي، حتى لا يكون ذلك ذريعة تعود بنا الى قانون المغفور له غازي كنعان، وحتى لا تأتي نتيجة الإجتماعات المارونية ككل مرة مغفوراً لها في أخدار الله.

 

وزير المال السابق جهاد أزعور لـ "المستقبل": قرار تصحيح الأجور مرتجل ويهدد بضرب أسس الاقتصاد

 حاورته: نانسي فاخوري

وصف وزير المال السابق جهاد أزعور قرار الحكومة الأخير المتعلق بتصحيح الأجور بأنه "سابقة خطيرة، وقرار خطير ومرتجل"، مؤكداً عدم صحة الكلام القائل بأن في القرار "تصحيحاً جذرياً للاقتصاد". واعتبر أنه بمثابة "ضرب لأسس الاقتصاد اللبناني ومخاطرة بلقمة عيش المواطن"، داعياً "السلطات النقدية إلى إعطاء رأيها في الموضوع، وتأثيرات ذلك على التضخم".

وأشار في حديث إلى "المستقبل" امس، إلى "غايات سياسية وانتخابية" لدى بعض فرقاء الحكومة وراء القرار، لافتاً الى أن التوليفة الحكومية عبارة عن "فريق يزايد، وفريق يخطف قراراً من فريق". ورأى أن وزير العمل شربل نحاس "لا ينظر الى الموضوع نظرة شاملة اجتماعياً، لأن القوة الاقتصادية للدخل لا يحددها الأجر فقط بل يحددها عدم ارتفاع الأسعار وتحسين الخدمات العامة".

وهنا نص الحوار:

[ كيف تقرأ انقلاب الثلاثي "حزب الله" و"التيار العوني" وحركة "أمل" على التفاهم الذي كان رعاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بين الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية؟

ـ أنا أرى ان ما حصل هو سابقة خطيرة، فاليوم بعدما أخذت الحكومة قراراً عرض على مجلس الشورى وتم القبول به من أكثرية الأطراف المعنيين بعد أن كان ثالث مشروع يقدم لتصحيح الأجور خلال شهرين، حصلت المفاجأة بتغيير كل المشروع وطرح آخر من خارج سياق الأمور، ومن ثم إقراره. أولاً حصلت درجة عالية من التأرجح بين مشروع وآخر، وهذا لا يسمح لأرباب العمل والمؤسسات بالقدرة على برمجة مشاريعها وأعمالها للعام 2012 والعمال لا يعرفون مصير الزيادة، فهناك تصرف غير مسؤول من كل أطراف الحكومة في هذا المجال.

إلى ذلك، عكس القرار حجم عدم المسؤولية داخل الحكومة والإرباك الحاصل فيها، لأن ملف الأجور ملف اجتماعي وأساسي ولا يمكن التعاطي معه بهذه الطريقة، فريق يزايد على آخر، وفريق يخطف من فريق قراراً، وفي النهاية نصل الى تسوية من أجل إرضاء فرقاء سياسيين.

نحاس لا ينظر الى الموضوع نظرة شاملة اجتماعياً، لأن القوة الاقتصادية للدخل لا يحددها الأجر فحسب، بل يحددها عدم ارتفاع الأسعار وتحسين الخدمات العامة التي تتراجع من سنة الى سنة. فالقوة الاقتصادية للدخل ليست مرتبطة بالأجر فقط، وفي حال إقرار الزيادة نكون ضربنا الحد الأدنى بثلاثة أضعاف منذ العام 2008. لا نستطيع اليوم مقابل إجراءات لزيادة الانتاجية تقدير التعويض عن هذه الكلفة الاضافية، وبالتالي فهذا القرار ليس سليماً اقتصادياً وإجتماعياً. وليس صحيحاً الكلام الذي يقال إنه تصحيح جذري للاقتصاد بل هو ضرب لأسس الاقتصاد اللبناني ومخاطرة بلقمة عيش المواطن، ومخاطرة بالاستقرار في ظل أوضاع إقليمية صعبة، وتهديد لاستقرار مالي ونقدي. وادعو السلطة النقدية الى إعطاء رأيها في هذا المجال وما تأثير هذا القرار على التضخم.

ما حصل قرار خطير ومرتجل بشكل مفضوح، وواضح أن هذه العملية لغايات سياسية ومكاسب انتخابية قصيرة المدى، ولا أحد يسأل عن العامل لأنهم لو كانوا سألوا عن أصحاب الدخل المحدود لذهبوا الى إصلاح مؤسسة الضمان الاجتماعي وهي النقطة الأساسية في حال كانوا شرسين لتحسين الأجور الذي لا يتم إلا من خلال سلة متكاملة. ماذا يفعلون اليوم للذين ليسوا أجراء؟ هؤلاء أكثر من نصف القوى العاملة في لبنان. هناك مشكلة أساسية في قيادة هذه الحكومة، كل طرف يرميها على الآخر وكأنهم يلعبون "غميضة".

[ ما هي كلفة هذا القرار على الاقتصاد اللبناني؟

ـ هذه التسوية برأيي كلفتها كبيرة على الاقتصاد، ولا نعلم ان كان هذا القرار نهائياً أو سوف تغير الحكومة رأيها في هذا الموضوع. وتأثيره على الموازنة سوف يكون كبيراً وأيضاً على الأسعار، إذ سوف ترتفع لأنهم بدأوا بتصحيحها قبل تصحيح الأجور. انا صراحة أتعجب واستغرب لهذه الطريقة في التعاطي مع الملفات الاجتماعية، وهذه سابقة خطيرة جداً في عمل المؤسسات. وتداعيات قرار من هذا النوع على الدولة كبيرة جداً، وتأثير هذه الزيادة سيكون في أول سنة على الأقل ألف مليار. وإذا طبقنا كل برنامج نحاس في موضوع إعفاء أرباب العمل من الاشتراكات في الضمان بحيث تقوم الدولة بالدفع عنهم، فالكلفة سوف تصل الى 1400 مليار، يعني ألف مليار زيادة أجور و400 فقط تعويض عن اشتراكات الضمان، وهذا رقم كبير في ظل موازنة مرتفعة، وفي فترة لا يوجد نمو فيها والتضخم مرتفع.

[ هل برأيكم هناك ضرورة لفصل الاقتصاد عن السياسة؟

ـ هذا مطلبي منذ البداية، ولكن ما يقومون به اليوم هو الدفع من المال العام لإرضاء قرارات سياسية من دون أي بعد اجتماعي وهذا أخطر، ومن قام بطرح هذا المشروع يريد فقط الحصول على مكاسب سياسية ولتبيان انه قوي في مجلس الوزراء وتحضيرا للانتخابات النيابية المقبلة على حساب المكلف والمال العام.

وأعتبر أيضاً أن هدف النائب ميشال عون الأساسي اليوم هو كيف يربح الانتخابات المقبلة، وكيف يظهر انه يسيطر على القرار السياسي داخل الحكومة ولا يبالي بأحد، وشعارات الإصلاح كلها شعارات تطرح فقط لغايات أخرى هي عدم الإصلاح والاستفادة من المال العام واتهام الآخر للتغطية على استيلائه على المال العام، والكلام عن ان همه الناس وحياتهم هو كلام لزيادة عدد الأصوات الانتخابية. والمصطلحات واحدة تستخدم دوماً، في العام 2009 قاموا بخفض التعرفة على الاتصالات قبل الانتخابات النيابية بفترة والغاية واحدة.

[ الهيئات الاقتصادية أعلنت أنها سوف تقوم بالطعن لدى مجلس الشورى، برأيكم هل ستصل الى نتيجة؟

ـ القرار المرتجل لن يطبق لأن نتيجته الحتمية ارتفاع الأسعار وزيادة الشرخ بين فرقاء الانتاج وأرباب العمل والبلبلة، وكلفته على الدولة سوف تجبرها على رفع الضرائب أو رفع الدين. ومصلحة العامل في الا يبقى هذا التأرجح في القرارات في مسألة حيوية وأساسية ولا نعلم إنعكاسات هذا القرار. كلنا نريد رفع الأجور ولكن ما يهمنا القوة الاقتصادية للدخل وهي العنصر الأساسي.

[ هل من ترابط بين ما حصل ولقاء الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون؟ وما هي الرسالة السياسية لرئيس الحكومة؟

ـ بالنسبة الي هذه الرسائل ليست مهمة، فهناك مصلحة بلد ومصلحة اقتصاد وغير ذلك تفاصيل ثانوية. وإذا كانت هذه الرسائل هي من تحدد القرارات اليوم فانها مسألة سيئة جداً.

 

مهرجانات القتل السورية...مجازر بلا حدود

 داود البصري/السياسة

مع توقيع النظام السوري مضطرا وكتكتيك لابد منه للخروج من الورطة والعزلة الديبلوماسية القاتلة على مشروع القرار العربي المسمى "بروتوكول المراقبين" بعد طول تمنع و غنج و دلال و مراوغة , تبينت الحقائق المريرة التي كان النظام يحاول إخفاءها في ظل تغطية إعلامية مفضوحة و تضامن مريض من معسكر الشقاة و"بلطجية" و"شبيحة" النظام الإيراني في العالم العربي كعصابة اللبناني حسن نصر الله و العصابات الطائفية الفارسية في العراق كحزب "الدعوة" العميل و شركاه , وتوضحت أمام العالمين السياسة والوجه الفاشي الحقيقي للنظام السوري وذلك عبر زيادة حجم ودرجة القمع الدموي والإفراط المخجل في إستعمال القوة ووسائل التدمير ضد المعارضين والإمعان الإجرامي في ممارسة التقتيل و إفتعال المجازر البشرية كجزء من عملية إرهاب سلطوي واسعة تشمل جميع الفعاليات المعارضة وترسل رسالة إستئصال دموية واضحة المباني و المعاني إلى الجميع أن النظام المجرم مستعد لكل وسائل و صور وأشكال الإرهاب الشامل وغير المحدود أو المؤطر بأي موانع قانونية أو سياسية أو إنسانية , فالمؤسسة العسكرية للنظام السوري لافائدة أبدا من تراجعها عن الخط الإرهابي المرسوم لها , وهذه المؤسسة الجبانة متآمرة على دماء الشعب السوري وهي بالتالي بكل عناصرها وقياداتها وضباطها و أركان حربها لايمكن أن تصنف ضمن خانة "حماة الديار" بل "خونة الشعب و أعداء الأمة" ومهمتها ليست أبدا حماية البلد و الوطن و الشعب من الأعداء الخارجيين , بل مهمتها الأساسية تنحصر في المساهمة في فرض قيود العبودية و الإذلال على الشعب وهو الأمر الذي يرفضه أحرار الشعب السوري وهم الغالبية العظمى الذين باتوا ينشقون زرافات ووحدانا للإنضمام للجيش السوري الحر مما قض مضاجع النظام وعمل على تنفيذ مجزرته البشرية في جبل الزاوية و إدلب قبل أن يجف حبر توقيعه على إتفاق الجامعة العربية ? وهو في جميع الأحوال توقيع ساقط و متهاو ولاقيمة حقيقية أو معنوية له , فتطورات الأحداث لا يحددها إتفاق ديبلوماسي هو بمثابة طوق نجاة وحبل إنقاذ لرقبة النظام الطويلة , بل أن أحرار سورية هم وحدهم من يصنع التاريخ و يقرر مسارات الأحداث المستقبلية , وهم بالتالي من سينصب المشانق لحصد الرقاب الإرهابية الطويلة تنفيذا لحكم الحق و التاريخ و العدالة الإنسانية , لن يفلت أي مجرم من حساب الشعب العسير , ولن ينجو أهل الارهاب من تبعات جرائمهم الدموية , وستلفظهم حتى الأرض بعد أن لفظتهم السماء من رحمتها ولن يجدوا ملجأ يحميهم من اللعنة الأبدية لأن دماء الشهداء تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم , لقد كتب نظام الجريمة السوري سيناريو النهاية التعيسة بيده الملوثة بدماء الأحرار , و الجامعة العربية التي مددت مهل الموت و ساهمت في إطالة معاناة السوريين ستكتشف على الطبيعة حجم و درجة الجرائم و ملفات الخزي الإرهابية المحيطة بذلك النظام ليس من ايام الإنتفاضة و الثورة السورية فقط بل منذ عقود وعقود , توقيع النظام التكتيكي لا ينبغي أبدا أن يكون مجالا للإفلات من إستحقاقات المحاسبة التاريخية لجرائم ممنهجة ضد البشرية لايسقطها التقادم الزمني أبدا , و الجامعة العربية لايشرفها أبدا أن تكون شاهد زور على مجازر بشرية مروعة بات يقترفها النظام بوسائل متسارعة و بإفراط إرهابي مريع , يحاول النظام السوري بتصعيد إرهابه وجرائمه أشاعة الرعب بين السوريين و إستئصال الثورة الشاملة التي إنطلقت وماعاد ممكنا أن تتوقف إلا بحصد رؤوس القتلة و المجرمين ومحاسبتهم شعبيا , ومن الناحية الواقعية الصرف وبعد المجازر الشاملة فإن الأمر قد خرج عن السيطرة العربية بالفعل وماعاد ممكنا للجامعة العربية أن تحقق أي إختراق ملموس أو توفر أي حماية حقيقية للشعب السوري , والمسألة برمتها اليوم أضحت في عهدة المنتظم الدولي و مجلس الأمن تحديدا إضافة الى تفعيل محكمة الجنايات الدولية ضد رموز النظام السوري السياسية و الأمنية و العسكرية , فهذه القضية لا تحتمل التأجيل أبدا و لا المماطلة و المراوغة و التسويف وجميعها من أساليب النظام السوري وهو يدير ملف الصراع بعقلية دموية وروح إجرامية حاقدة , لابديل عن التدخل الدولي الشامل كما حصل مع ديكتاتوريين آخرين كالقادة الصرب في يوغسلافيا السابقة و  كالنظام العراقي و النظام الليبي  و حالات أخرى مشابهة , ولاندري حتى اللحظة ما الذي يمنع المحاسبة الدولية للنظام السوري رغم المعرفة الشاملة بملفاته الإرهابية السابقة و اللاحقة و الحالية ? مهرجانات القتل السوري المجاني يجب أن تتوقف فورا و أن يكون العالم الحر أمام مسؤولياته الإنسانية , أما الجامعة العربية فيبدو أنها في الصيف قد ضيعت اللبن.

*كاتب عراقي

 

63 قتيلاً و200 جريح في سلسلة هجمات...واجتماع لقادة الكتل اليوم 

عشرات الضحايا في صباح عراقي دام وسط تفاقم الأزمة السياسية

 بغداد - ا ف ب: أفاق العراقيون, أمس, على أعنف تفجيرات تستهدف البلاد منذ أشهر أوقعت عشرات القتلى والجرحى ببغداد وبعقوبة في الشمال, وسط أزمة سياسية متفاقمة الأمر الذي دفع رئاسة البرلمان إلى الدعوة لاجتماع طارئ للقادة السياسيين اليوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة زياد طارق, إن "57 شخصا قتلوا فيما أصيب 176 آخرون في عشر هجمات ببغداد", فيما ذكر مصدر في وزارة الداخلية أن 63 شخصا قتلوا فيما أصيب 200 آخرون.

من جانبه, أوضح المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد قاسم عطا, أن عدد الهجمات التي وقعت في ساعة الذروة بلغ ,12 مشيراً إلى أنها "لم تستهدف مناطق حيوية أو أمنية بل استهدفت مدرسة ومواقع عمل وهيئة النزاهة ومواطنين".

وأضاف "لم نتهم جهة معينة, إلا أن المواطنين يدركون من هي الجهة التي تقف خلف هذه الاحداث في هذه الظروف", في اشارة الى الأزمة السياسية الحالية.

من جهته, ذكر مصدر في وزارة الداخلية أن "ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 25 في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا مصنعا في منطقة علاوي" وسط بغداد, مضيفاً أن "انتحاريا يقود سيارة مفخخة استهدف مبنى هيئة النزاهة في الكرادة (وسط) ما أدى إلى مقتل 13 واصابة 36 آخرين".

وأشار إلى أنه عند جسر الطابقين (وسط شرق) قتل شخص وأصيب ستة آخرون في انفجار سيارة مفخخة مركونة الى جانب الشارع, في حين انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الأعظمية (شمال) ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 8 آخرين, فيما انفجرت سيارة مفخخة أخرى عند تقاطع الشعب (شمال) ما أدى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 9 آخرين.

وفي الشعلة بالشمال, أصيب عشرة أشخاص في انفجار عبوة ناسفة, كما أصيب ثمانية أشخاص بانفجار عبوة أخرى في حي العامل بالجنوب, وأصيب ثمانية آخرون في انفجار مماثل بمنطقة باب المعظم.

وفي الدورة بالجنوب, انفجرت عبوة ناسفة في حي أبو تشير ما أدى إلى مقتل اربعة اشخاص واصابة ,18 فيما اصيب اربعة آخرون في انفجار عبوة ثانية بشارع الستين, في حين قتل شخص وأصيب آخر في انفجار مماثل في الغزالية بالغرب, كما وقع المزيد من الضحايا في هجمات أخرى.

وفي قرية الهاشميات التابعة لبعقوبة بالشمال, قتل خمسة أفراد من عائلة واحدة بعدما اقتحم مسلحون منزل احد قادة قوات الصحوة ويدعى عبد بركات راسم (54 عاما).

ودفعت هذه الهجمات الأجهزة الأمنية في محافظة بابل بالوسط إلى فرض حظر للتجول على المركبات اثر تلقي "معلومات استخباراتية حول نية ارهابيين تنفيذ أعمال اجرامية في المحافظة".

في سياق متصل, اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي, أن "توقيت هذه الجرائم واختيار أماكنها يؤكد مرة اخرى لكل المشككين الطبيعة السياسية للأهداف التي يريد هؤلاء تحقيقها ومحاولاتهم لخلط الأوراق على أمل الوصول الى تلك الأهداف".

ودعا في بيان, "رجال الدين جميعاً والسياسيين والأحزاب ورؤساء العشائر والقوى الوطنية الخيرة كافة إلى أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الظرف الدقيق وتقف الى جانب القوات الأمنية وتعزيزها بالمعلومة الصحيحة".

وشدد على أن "المجرمين ومن يقف وراءهم لن يستطيعوا تغيير مسار الأحداث والعملية السياسية أو الافلات من العقاب الذي سيواجهونه ان عاجلا او آجلا".

في المقابل, دان رئيس القائمة "العراقية" إياد علاوي, الهجمات, داعياً الحكومة والأمن إلى حماية الشعب وحقن دماء الأبرياء.

من جهته, استنكر رئيس البرلمان أسامة النجيفي, في بيان, "التفجيرات الإجرامية", واصفاً إياها بأنها "استهداف للحمة الوطنية واستغلال الأوضاع الراهنة بتمزيق وحدة الشعب".

وقررت رئاسة البرلمان عقد اجتماع طارئ لقادة الكتل السياسية اليوم بهدف "تدارك الوضع الأمني والتنسيق مع السلطة التنفيذية لمعالجة التطورات الحاصلة والوصول الى حلول ناجعة".

إلى ذلك, حمل الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر, قيادات العراق كافة "مسؤولية أن تعمل بصورة عاجلة ومسؤولة ومتحدة للاضطلاع بمسؤولياتها من أجل إنهاء العنف الدائر".

يشار إلى أن هذه أول سلسلة هجمات تهز العراق منذ اكتمال الانسحاب العسكري الأميركي الأحد الماضي, علما ان عددا من الاشخاص قتلوا بهجمات متفرقة خلال الأيام الماضية.

وتأتي هذه الهجمات في وقت يشهد العراق أزمة سياسية حادة على خلفية إصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بالإشراف على فرق موت, في تطور بات يهدد التوافق السياسي الهش الذي تستند اليه الحكومة.

 

الأسد يرفض استقبال مشعل ورحيل قيادة حماس عن دمشق

عبدالاله مجيد/ايلاف

أفادت تقارير أن قيادة حماس في سوريا تبحث عن بلد آخر تنقل إليه مقرها بسبب الانتفاضة المتواصلة منذ نحو تسعة أشهر وما اعترى العلاقة بين قيادة حماس وسوريا من توتر.  كما أشارت التقارير إلى أن إيران أوقفت مساعداتها المالية للحركة، بحسب موقع صحيفة يديعوت الإسرائيلية.

وأشار الموقع إلى ما نقلته جريدة الحياة اللندنية يوم الأربعاء عن "شخصية إسلامية" رفضت كشف هويتها من "أن العلاقات بين حركة حماس والسلطات السورية تشهد الآن توترا شديدا بفعل الموقف من الانتفاضة السورية".  وزادت أن معظم رموز الحركة باستثناء رئيسها خالد مشعل غادروا دمشق إلى دول مختلفة وأن الشخص الثاني في قيادة الخارج موسى أبو مرزوق غادر دمشق إلى عمان علما بأن وجود أبو مرزوق في العاصمة الأردنية مشروط بعدم قيامه بأي نشاط سياسي أو إعلامي.

وأشارت الصحيفة إلى أن قيادة حماس أُبعدت عن الأردن منذ نحو عشر سنوات قبل أن تستقر في سوريا. وتابعت الشخصية الإسلامية أن قرار مغادرة مشعل لم يؤخذ بعد على رغم أن قطر تجري محادثات مع عدد من الدول على رأسها الأردن من اجل استقباله، لكن هناك مؤشرات قد تكون ايجابية حيال استقبال مشعل بشروط في عمان.   

وبحسب الشخصية الإسلامية فان الرئيس السوري بشار الأسد رفض استقبال مشعل بعدما دعا زعيم الحركة إلى المباشرة بالإصلاح استباقا لاحتمالات انتقال الثورات العربية إلى سوريا. 

بعد ذلك قام مشعل بزيارة سرية إلى بيروت حيث التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وطلب منه التدخل لنصح القيادة السورية بضرورة الاستجابة السريعة لمطالب المتظاهرين.  وأبلغه أن الحركة لا تستطيع أن تقف إلى جانب النظام في ظل كل هذه الدماء المراقة. 

وقال نصر الله لمشعل انه سيطلب موعدا مشتركا له ولمشعل للقاء الأسد ولكن الموعد أُعطي فقط لنصر الله. وكان الأخير وعد مشعل بزيارة يبلغه فيها نتائج اللقاء مع الرئيس السوري، إلا انه غادر دمشق دون لقائه وأرسل إليه لاحقا موفدا أبلغه بأن السيد حسن نصر الله أوصل رسالته إلى الرئيس السوري.

وأوضحت الشخصية الإسلامية أن التوتر مع القيادة السورية بدأ قبل الانتفاضة عندما قدم مشعل نصيحته بالشروع في الإصلاح. وبعد أحداث درعا التقى مشعل قيادات سورية سياسية وعسكرية وكرر أمامها ضرورة الإسراع في تسوية الأمر ومعاقبة المتسببين بالأحداث فنصحوه بأن يطلب ذلك من الرئيس السوري مباشرة فطلب موعدا لكنه لم يلق جوابا.

ويبدو، بحسب المصدر الإسلامي، أن إيران دخلت على خط الضغوط على حماس فأوقفت المساعدات المالية التي كانت تدفعها شهريا للحركة، ما انعكس كأزمة مالية في قطاع غزة.  وأشار موقع الصحيفة الإسرائيلية الذي نقل حديث الشخصية السياسية لصحيفة الحياة إلى أن دولا خليجية لم يذكرها المصدر تولت تعويض الحركة خسارتها المورد الإيراني.

 وأكدت الشخصية الإسلامية أن حزب الله أيضا فكر في النأي بنفسه عن النظام السوري لكن ضغوطا إيرانية أدت إلى إعلان الحزب وقوفه إلى جانب النظام. 

 

رئيس مكتبها في لبنان نديم حوري قال لـ «الراي» إن رجلاً واحداً على الأقل أبلغ المنظمة أنه تعرّض للاغتصاب خلال اعتقاله

«هيومن رايتس ووتش»: التعذيب في سورية يراوح بين «الفلقة» و«الدولاب» و ... وضعية «الشبح»

بيروت - من ريتا فرج/الراي

أعلن مدير مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش في لبنان نديم حوري عدم توافر أرقام دقيقة بشأن عدد الضحايا في سورية، مشيراً الى أن المنظمة سجلت «سقوط نحو 4446 ضحية بينهم 1000 عسكري من المنشقين». ولفت حوري الى أنه تمّ تسجيل أكثر من 1500 حالة لأشخاص معتقلين من تلكلخ وحدها فيما «سجلت هيومن رايتس معلومات عن 17 حالة وفاة رهن الاحتجاز في حمص».

وحول أوضاع اللاجئين السوريين في شمال لبنان أشار الى أن «هناك خوفاً لديهم من ملاحقة الأجهزة الأمنية اللبنانية»، لافتاً الى أن «القضاء اللبناني لا يتحرك لمعرفة الجهات المسؤولية عن عمليات التهديد التي يتلقاها الناشطون». «الراي» اتصلت بمدير مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش وأجرت معه الحوار الآتي:

• أشارت تقارير الى أن عدد الضحايا في سورية بلغ 9000 شخص وأكد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة سقوط نحو 5000 ضحية جراء الأحداث. كم هو عدد الضحايا المسجل لدى منظمة هيومن رايتس ووتش؟

- ثمة تفاوت في أرقام عدد الضحايا بسبب الضغوط التي تتعرض لها المنظمات الحقوقية، وقد سجلنا في منظمة هيومن رايتس سقوط نحو 4446 ضحية بينهم 1000 عسكري من المنشقين، أما عدد الأطفال فقد بلغ 376.

• ماذا عن المعتقلين من أجهزة الأمن السورية؟ وهل تواصلت هيومن رايتس مع عدد منهم بعد الافراج عنهم؟

- يتعرض المعتقلون لتعذيب ممنهج داخل المعتقلات وعلى أيدي مختلف الفروع الأمنية. وقد نشرنا تقريراً أواسط الشهر الماضي بشأن المعتقلين، رغم أنه من المستحيل معرفة العدد الدقيق، لكن المعلومات التي جمعتها هيومن رايتس تُظهر أن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 1500 شخص من تلكلخ وحدها. وقال نشطاء قابلناهم إن الآلاف اعتُقلوا في الأشهر الماضية وتحديداً في مدينة حمص، ويضاف الى ذلك الاختفاء القسري. اما بالنسبة للمحتجزين الذين أُفرج عنهم في محافظة حمص، فقد رووا لنا أنهم رأوا المئات غيرهم رهن الاحتجاز، وقالوا إن مراكز الاحتجاز مزدحمة بشكل غير محتمل ويقوم الحراس بحشد العشرات من المحتجزين في زنازين مخصصة لعدد أقل بكثير، ويتم وضعهم في الردهات أمام الزنازين. وغالبية المحتجزين من الشبان في العشرينات والثلاثينات من العمر، لكن قوات الأمن احتجزت أيضاً الأطفال والرجال المسنين.

وأفاد شهود عدة لهيومن رايتس أن آباءهم أو أجدادهم تعرضوا للاحتجاز، ووثقت المنظمة احتجاز وضرب صبيين يبلغان من العمر 13 عاماً في تلكلخ، كما أفاد محتجزون آخرون مفرج عنهم عن رؤية صبية في سن المراهقة داخل الحجز. ووصف شهود من مدينة حمص وبلدات مجاورة لـ هيومن رايتس مداهمات أمنية أجراها الأمن في أحيائهم السكنية إثر الاحتجاجات. وقالوا إن مجموعات مشتركة من المخابرات والشبيحة كانت تتنقل داخل الأحياء فتقبض على الناس من الشوارع وتقتحم البيوت. وفي بعض الأحيان، كانت معهم قوائم بأشخاص مطلوبين، وفي مناسبات عدة، عندما لم يكن المطلوب القبض عليهم في بيوتهم، كانوا يحتجزون أقاربهم. ويظهر من البيانات التي جمعها نشطاء محليون ومنظمة العفو الدولية أن هناك أكثر من 40 شخصاً كانوا محتجزين في محافظة حمص فارقوا الحياة أثناء احتجازهم.

• يتعرض المعتقلون في السجون السورية الى التعذيب. ما الوسائل المستعمَلة في المعتقلات خصوصاً أن هيومن رايتس تواصلت مع عدد من المعتقلين بعد الافراج عنهم؟

- التعذيب يتخذ وسائل مختلفة من بينها «الفلقة» اي الضرب المبرح، والدولاب واستعمال الكهرباء أو ما يسمى بالعصا الكهربائية اضافة الى وضعية «الشبح» اي تعليق المعتقل من رجليه. وقد سجلت هيومن رايتس معلومات عن 17 حالة وفاة رهن الاحتجاز في محافظة حمص منذ شهر مارس الماضي.

• هل سجلتم حالات اغتصاب تعرض لها المعتقلون؟

- رجل واحد فقط استطعنا التواصل معه قال إنه تعرض للاغتصاب حين كان في المعتقل.

• ما معلومات هيومن رايتس عن الأوضاع الانسانية للاجئين السوريين في شمال لبنان؟

- جزء منهم تمّ استقباله من أشخاص وتؤمَّن لهم مساعدات من الهيئة العليا للاغاثة. وقد قابلنا بعض اللاجئين ولمسنا أن هناك خوفاً لديهم من ملاحقة الأجهزة الأمنية اللبنانية، كما لمسنا تضامن اهالي القرى معهم.

• تشير بعض التقارير الى أن الناشطين السوريين في لبنان يتعرّضون لتهديدات دائمة. هل لديكم تقارير حول هذه المسألة؟

- نتابع بعض الحالات، وعدد من الناشطين السوريين تعرضوا للتهديد عبر اتصالات هاتفية من أرقام غير معروفة. والمشكلة أن القضاء اللبناني لا يتحرك لمعرفة الجهات المسؤولية عن عمليات التهديد التي يتلقاها الناشطون.

ما أبرز المحافظات السورية التي تتعرض لعنف دوري من الأجهزة الأمنية؟

- حمص ودرعا وإدلب وحماة ودير الزور وريف دمشق.

• هل ستشارك منظمة هيومن رايتس في وفد المراقبين الذي سيدخل سورية؟

- لم تتم دعوتنا ونحن نتمنى الدخول مع الوفد. وكما يعرف الجميع منظمة هيومن رايتس محظورة في سورية.

• هل توقيع الحكومة السورية بروتوكول المراقبين سيؤدي الى الحد من العنف بسورية؟

. نأمل ذلك. ونتمى أن يتمكن الوفد من دخول كل المدن السورية لمعاينة ما يجري على أرض الواقع. 

 

العرب مع خطوات ملموسة من دمشق قبيل رفع العقوبات وإعادة العضوية

ثريا شاهين/المستقبل

السؤال الكبير الذي يفرض نفسه بعد توقيع سوريا على بروتوكول المراقبين مع الجامعة العربية، هو عن ماهية تأثير هذا التوقيع في الوضع الداخلي السوري، وهل يمكن أن تستفيد دمشق من التوقيع لكسب مزيد من الوقت، مع الإشارة الى أن التوقيع مفيد إن كان سيؤدي الى وقف القتل والعنف ضد المدنيين، وهو أمر كان موضع ترحيب دولي وعربي في آن.

وفي اعتقاد مصادر ديبلوماسية عربية وغربية، أن التوقيع يجب أن يوقف القمع، في حين أنه لا أحد سيمنع التظاهر. وما يساعد في وقف نزف الدم الحاصل الحوار الجدي بين النظام والمعارضة، إذ إن التوقيع يأتي في إطار المبادرة العربية التي تنص على هذا التوقيع أولاً، وعلى دعوة المعارضة الى الاجتماع مع الجامعة، ثم دعوة الطرفين الى الحوار بوساطة الجامعة، وبالتالي يجب أن يبدأ الحوار بعد توقيع البروتوكول، وستقوم بعثة المراقبين بمهمتها خلال شهر قابل للتجديد لمرة واحدة.

ولفتت المصادر الى أن دمشق وقّعت البروتوكول آخذة في الاعتبار عوامل عدة لعل أبرزها: الخوف من التدويل. فالعرب ضغطوا على سوريا في هذا الاتجاه، وكذلك روسيا الاتحادية عبر مشروع القرار الذي قدمته الى مجلس الأمن، حتى لو ساوى القرار الروسي بين الطرفين في سوريا حول وقف العنف، لكنه يفتح المجال واسعاً للملف السوري في الدخول الى مجلس الأمن، فضلاً عن عدم تحسن الوضع على الأرض، ثم الدورين الروسي والصيني في الضغط على سوريا للقبول بتوقيع البروتوكول، وتشجيعها على ذلك. كل هذه العوامل جعلت دمشق مضطرة للدخول في اللعب على عامل الوقت والسعي لإنهاء الوضع الداخلي بوضع حد للتظاهر ووقف نشاطات الثورة".

وتعتبر المصادر أنه رغم التوقيع هناك صعوبة في حسم الوضع داخلياً، وتقول إنه في ظل مشروع القرار الروسي حول سوريا، ستطول المفاوضات حوله لكنها لن تتوقف. روسيا ستقول قريباً في المفاوضات، إن المشروع يجب أن يتضمن أن دمشق وقّعت البروتوكول مع الجامعة، والدول الغربية الكبرى، ستقول إن المشروع يجب أن يتضمن تقرير بعثة المراقبين ولاحقاً قرار وتقييم اللجنة الوزارية حول سوريا، كذلك يجب تضمينه قراري مجلس حقوق الإنسان حول سوريا، وتقييم تقريرين أصدرهما المجلس والذي شبّه ما يحصل في سوريا بالجرائم ضد الإنسانية. وأيضاً ضرورة التعاون مع لجنة التحقيق التي أنشأها المجلس حول الوضع في سوريا. ويذكر أن دمشق لم تقبل بأن تزور اللجنة سوريا، ثم ضرورة إصدار ذلك تحت الفصل السابع عندما يحين أوان صدوره.

سوريا تريد أن لا تخرج مسألتها عن الإطار العربي، لكن أن تبقي الوضع في حاله مراوحة لكسب الوقت. لكن إذا لم يحصل تعاون مع بعثة المراقبين، تبعاً لذلك مع المبادرة العربية ستخرج القضية عن الإطار العربي الى الإطار الدولي، وفقاً للمصادر، وهي تلفت الى أن رفع العقوبات العربية عن سوريا، ووقف تجميد عضويتها في الجامعة، ليست واردة حالياً. في إحدى الرسائل السورية الى الجامعة عملت دمشق على تقديم نوع من "خارطة الطريق" للعملية، إذ لفتت المصادر الى أن مجرد التوقيع يُعتبر تجميد العضوية لاغياً كما تعتبر العقوبات الاقتصادية لاغية أيضاً. الآن الاتجاه ليس كذلك، إنما في أن تذهب المفرزة السباقة للجنة الى سوريا، وبعد ذلك يتم تقييم الوضع الأمني، وإذا ما استمر العنف هناك شكوك في أن تقصد اللجنة سوريا، لأن الدول العربية، كما الجامعة اشترطت وقف العنف قبل توجه اللجنة الى هناك. هذه المسألة متوقع تناولها من المسؤولين العرب خلال الأيام القليلة المقبلة.

وحول مسألتي العضوية والعقوبات هناك مواقف خليجية وعربية تدعو الى انتظار خطوات ملموسة، قبل إعادة النظر فيهما. مع أن سوريا تحاول إزالة العقوبات ووقف التجميد في أقرب فرصة.

عمل اللجنة في سوريا لن يكون سهلاً بحسب المصادر، ستحاول دمشق المناورة عبر تقييد أدائها، على الرغم من أن رئيسها سوداني، وهناك خشية لدى ديبلوماسيين غربيين من تعاطف الرئاسة مع دمشق، لكن لأي درجة، وكيف سيكون أداء اللجنة. يفترض أن تكون اللجنة منسجمة، وستؤمن حرية التظاهر، وعملها واضح في قرار تكليفها وفي البروتوكول. المهم أن تنفيذ البروتوكول الآن هو على المحك وأن المجتمعين العربي والدولي يراقبان ذلك من كثب، وما إذا ستكون هناك مناورة أم سيتم فعلاً الالتزام بالتنفيذ.

اللجنة ستكون مؤلفة أقله من 50 عنصراً. وطلبت الجامعة من الدول العربية أن تزوّدها بأسماء عدد من الخبراء العسكريين والمدنيين ومعنيون بحقوق الإنسان، على أن لا يقل العدد عن 10 لكل دولة. وإذا وافقت كل الدول العربية على المشاركة، يعني أن عدد المراقبين يصبح 220، والبروتوكول نص على إمكان وصول العدد الى 500.

المصادر تقول إن هناك مدة شهر أو شهر ونصف ستهدأ بها الأمور في سوريا نتيجة التوقيع. البعثة ذات مهمة محددة ولوقت محدد. وفي نهاية الشهر من مهمتها سترفع تقريراً الى اللجنة العربية الخاصة بالحل في سوريا، وإذا لم يتم تمديد مهمة اللجنة لشهر آخر لمرة واحدة بحسب البروتوكول، فإن الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية ستدرس التقرير، وتقرر الخطوة التالية في ضوئه، وإذا ما كانت ستطلب من مجلس الأمن التدخل أم لا

 

غصن يحرج ميقاتي وجنبلاط بطرحه تسلل عناصر من التنظيم عبر الحدود

دمشق لم تتّهم "القاعدة" فلماذا يعلن وزير الدفاع ما ينفيه حتى النظام السوري؟!

بقلم/أحمد الأيوبي/ رئيس "هيئة السكينة الإسلامية"

 المستقبل/أثار وزير الدفاع فايز غصن الكثير من الالتباس حول أوضاع الحدود اللبنانية ـ السورية وما يجري على جانبيها، في ظل تصاعد جرائم القمع التي تمارسها قوات الرئيس السوري بشار الأسد، من القصير إلى تلكلخ، ومشاهدها الدامية لا تصل إلى اللبنانيين القاطنين في عرسال ووادي خالد وأكروم عبر شاشات الفضائيات التي يحلو لأبواق النظام وصفها بـ "المضلِّلة"، بل إنهم يرون بأم العين كيف يُطارَد الأطفال والنساء والشيوخ عبر الحدود، وكيف يمزّقهم الرصاص؛ فمنهم من يقضي نحبه ومنهم من يصل في الرمق الأخير، وقليل منهم الناجون من جحيم السجن العربي السوري الكبير.

ماذا قصد وزير الدفاع من الحديث عن تسلل عناصر من تنظيم "القاعدة"، ولماذا قال ما لم يقله النظام السوري عن دخول هذه النوعية من الأشخاص إلى المعادلة السورية؟ هذا ما نحاول الإجابة عليه في السطور الآتية.

ماذا قال وزير الدفاع؟

جاء في الخبر الذي جرى توزيعه أن "وزير الدفاع اللبناني فايز غصن لديه معلومات تتحدث عن عمليات تحصل عند بعض المعابر غير الشرعية بين سوريا ولبنان ولاسيما في منطقة عرسال اللبنانية الحدودية يتم خلالها تهريب أسلحة ودخول بعض العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة على أنهم من المعارضة السورية".

وأضاف الخبر أن غصن "أكد خلال استقباله وفداً من كبار الضباط في قيادة الجيش قدم له التهنئة لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، أنه سيطرح هذه القضية على مجلس الوزراء وسيفند ما بحوزته من معلومات لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم"، مجدِّدا "ثقته بالجيش اللبناني وقيادته الحكيمة التي تمكنت على اكثر من مفترق خطير من تجنيب لبنان رياح الفتنة والانقسام". ولفت إلى "أن ما تمر به المنطقة من تطورات يضاعف حجم المخاطر على لبنان مما يستدعي تغليب الحكمة في التعاطي مع مختلف القضايا والالتفاف حول الجيش الوطني ودعمه في كل الخطوات التي يقوم بها".

وفي استكمال لهذه الأجواء سرّبت "مصادر وزارية" أن "قائد الجيش العماد جان قهوجي كان أخطر رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي بمعلومات من "مصادر أوروبية غربية" عن مواطن لبناني على صلة بتنظيم "القاعدة" في عرسال، وأن الجيش اللبناني حاول توقيفه للتحقيق معه، لكن الأهالي حالوا دون ذلك، فيما قال الأهالي إن الشخص الذي حاول الجيش توقيفه سوري الجنسية مقيم منذ مدة طويلة في البلدة ويعمل فيها ولا يتعاطى السياسة".

في المقابل ردت مصادر سياسية "أن تسليط الأضواء على بلدة عرسال الحدودية يتم في ظل تزايد عمليات اختراق الجيش السوري للحدود وإطلاقه النار داخل الأراضي اللبنانية، ما أدى الى جرح الكثير من اللبنانيين، قتل أحدهم قبل أيام من آل فليطي".

وردّت قوى المعارضة بنفي وجود عمليات تهريب عبر عرسال الى سوريا وتشكيك في وجود أي عنصر من "القاعدة"، مشيرة الى انتشار الجيش السوري على الحدود للحؤول دون ذلك، وطالبت بتولي الحكومة الاتصالات مع السلطات السورية لمنع الاختراقات السورية للحدود في شكل متواصل. وهي كانت اتهمت "حزب الله" بأنه "شارك قوى الجيش في الدخول الى البلدة".

إحراج "الوسطيين" وحشر ميقاتي

فتح وزير الدفاع عبر تصريحه هذا ملف الضغط الجدي على القوى "الوسطية" في الحكومة، من وزراء رئيس الجمهورية ميشال سليمان مروراً بالرئيس نجيب ميقاتي ووزرائه وانتهاء بالنائب وليد جنبلاط وفريقه الوزاري، لأن نقل الملف إلى مجلس الوزراء كما صرّح غصن، يعني فرض مواجهة مكشوفة، تهدف إلى ضرب النشاط السياسي والإغاثي المساند للشعب السوري، عبر إحراج الجميع بإدخال عنصر تنظيم "القاعدة" و"الإرهاب" إلى ملف الواقع الحدودي وما يجري من انتهاكات يقوم بها جيش الرئيس الأسد، سواء في الشمال أو البقاع.

إن طرح هذا الملف في مجلس الوزراء بالصيغة التقريرية التي ورد فيها، وقبل تكوين أرضية قضائية، سيجعل منه ضيفاً ثقيلاً وملحاً، وقد يكون من غاياته الإحراج من أجل إخراج بعض فرقاء التركيبة الحكومية، خصوصاً وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي، بعد أن حسم النائب جنبلاط موقفه ضد النظام السوري، وأعاد بوصلة تموضعه السياسي على قاعدة الحفاظ على السلم الأهلي وإدارة الاختلاف على الملف السوري ضمن الحق في التميز السياسي، وحماية الحكومة حفاظاً على الأمن والاستقرار، ولإدراكه استحالة أو الصعوبة الشديدة لتشكيل حكومة جديدة في هذه الظروف الإقليمية الضاغطة، ولإبقاء الحد الأدنى من آليات التواصل مع "حزب الله".

في الوقت نفسه، سيجد الرئيس نجيب ميقاتي نفسه أمام إشكالية التهويل بتنظيم "القاعدة" على جمهوره السني المتشابك والمتمسك في غالبيته العظمى بالدعم السياسي والإعلامي والمعنوي للشعب السوري، في حين يحاول فريق وزير الدفاع السياسي توريطه في مواقف نجح حتى الآن في تجنبها، سواء بالدفاع عن النظام السوري أو بإدانة الشعب الثائر، بل إن ميقاتي وازى بين مواقف حكومته الخارجية الملتبسة أو النائية بالنفس أو الرافضة لقرار الجامعة فرض عقوبات على النظام، بالحرص على إبراز أرقام تثبت قيام "الهيئة العليا للإغاثة" بواجبها كاملة تجاه النازحين السوريين في لبنان، في رسالة غير مباشرة إلى الجمهور السني بأنه يحافظ على الحد الأدنى من التوازن في القضية السورية، فضلاً عن سعي ميقاتي إلى إصدار مواقف عامة في شهر رمضان الفائت تحمل تأكيده لحق الشعوب في الحرية وتقرير المصير.

هذه الخيوط الدقيقة التي يجهد الرئيس ميقاتي للحفاظ عليها، مع تقدم خطاب الرئيس سعد الحريري في الملف السوري، قد يجد رئيس الحكومة نفسه أمام خيار مفصلي، بين التمسك بها، باعتبارها من الثوابت الإسلامية المعنوية المهيمنة على الوجدان السني والمتواصلة مع مجمل شرائح قوى 14 آذار المسيحية، إضافة إلى الموقف البارز للنائب جنبلاط وكتلته النيابية والوزارية، وإما أن يضطر الرئيس ميقاتي إلى مسايرة الفريق السياسي لوزير الدفاع المتمثل بـ"تيار المردة" والتيار العوني ومن ورائهما "حزب الله".

محاولة استدراج الجيش

وفي الواقع، فإنه يُخشى من تسريب الكلام باسم قائد الجيش حول الملف، من دون أن يصدر موقف رسمي منه أو من المؤسسة العسكرية نفسها، أن نكون أمام محاولة إحراج أو استدراج جديدة للجيش وسط التجاذب الحاصل حول الوضع السوري وما له من تداعيات داخلية وإقليمية. والمثير للاستغراب أيضاً إسناد تصريحات وزير الدفاع إلى ما نُسب لقائد الجيش من أنه أخطر الرؤساء بالمعلومات عن مواطن لبناني على صلة بتنظيم "القاعدة" في عرسال، ومحاولة الجيش توقيفه للتحقيق معه، لكن الأهالي منعوا ذلك.

واللافت في هذا السياق أن هذه الضجة الكبرى حول "القاعدة" لم تخرج بأسماء أشخاص أو مجموعات، سوى شخص واحد أكد أهالي عرسال أنه ليس إرهابياً، مما يعني أن محاولة اعتقاله سياسية بحتة، إلا إذا كان المقصود من هذا التسلسل في التسريب اتهام أهالي عرسال جميعاً بالإرهاب وبإيواء هذا "القاعدي" الوحيد.

وهل وجود مواطن فرد (مشتبه به من المخابرات الغربية وليس اللبنانية!) يستأهل كل هذا الضجيج السياسي؟ وهل باتت المخابرات الغربية مصدراً موثوقاً يمكن الاتكال عليه والتعاطي الإيجابي معه في ملف إسلامي، وهي في الوقت نفسه أجهزة معادية استعمارية عندما يتعلق الأمر بملفات أخرى؟! ولو أن هذا المواطن يشكل بالفعل خطراً على الأمن اللبناني فهل كان الجيش ليتركه نتيجة رفض الأهالي واحتجاجهم؟.

وأمام هذا الواقع هل يريد وزير الدفاع أن يخبرنا أنه رغم كل ما تحدث عنه من إجراءات أمنية للجيش اللبناني على الحدود، فإن هذه المناطق لا تزال "فالتة" وأن المعابر "غير الشرعية" لا تزال تعمل وأن الدولة عاجزة عن ضبطها؟ ومن هي المجموعات التي يفترض أنها من تنظيم "القاعدة" ومن يغطيها ويمولها؟ ولماذا تبقى هذه الأسئلة دائماً من دون أجوبة؟.

وهل الجانب السوري من الحدود أيضاً مخترق ويمكن استخدامه من "الإرهابيين" المفترضين، فتصح بذلك أقوال بعض من جمعتنا بهم من المحسوبين على النظام مناظرات إعلامية، بأن حرس الحدود السوريين تم شراء ذممهم، وبذلك تمكنت المجموعات المسلحة من إدخال هذه الكميات الهائلة من السلاح، في بلد يحكمه قرابة الثمانية عشر جهازاً أمنياً، يتحكمون بمفاصل الحياة اليومية وتفاصليها؟!.

والإشكالية الأساس التي تواجه الرئيس ميقاتي في هذا الملف هي أنه رُمي على طاولة النقاش السياسي والحكومي من دون أرضية قضائية وقانونية قائمة وصالحة للمتابعة، بل إنه يأتي في سياق سلسلة من محاولات التوريط والإدانة لأهالي المناطق الحدودية، والتي لم يصمد منها أمام التحقيقات النهائية والقضائية شيء، ومن سعي البعض إلى توريط الجيش اللبناني في المواجهة السياسية وتحميله أعباء ملفات مركبة، كما حصل في ما سمي قضية "تهريب السلاح من مرفأ سوليدير" والتي انتهت بتوقيف أحد المحرضين وإطلاق الأخوين الثمين من طرابلس.

تغطية اعتداءات شبيحة النظام السوري

المسألة في موقف وزير الدفاع تتفرع أيضاً لتصل، في مفاعيلها، إلى إخفاء اعتداءات شبيحة الأسد وإدخال اللبنانيين في صراع سياسي ـ أمني بالغ الخطورة، رغم أن مواقف سابقة للوزير كانت متسرعة ولم تكن موفقة، كما كان الحال عند اندلاع الحملة على النائب خالد الضاهر واتهام مرافقه فؤاد القواص بإطلاق النار على إفطار رمضاني نظمته بعض شخصيات 8 آذار في عكار، وأخلت سبيله النيابة العامة لتستكمل الملف وهو مطلق السراح، رغم سقوط قتيل في تلك الحادثة، مما يجعل مسار تلك المحاكمة مؤشراً الى عدم وجود دور جرمي للقواص، لأنه لو ثبت لدى النيابة العامة وجود دور له في جريمة قتل، لما كان يمكن إطلاقه، من وجهة النظر القضائية.

نذكر يومها أن الوزير غصن طلب رفع الحصانة القضائية عن النائب الضاهر واتهمه بأنه كان من داعمي تنظيم "فتح الإسلام" الإرهابي، وذهب بعض الأبواق في مساندته للوزير إلى القول بأن مكان الضاهر هو السجن، وأنه شخصية معادية للجيش اللبناني.. لتنتهي كل هذه العاصفة السياسية عند حقيقة البراءة لمرافقه وتلاشي الاتهامات الباطلة حول "فتح الإسلام" وإلى تحديد الإشكالية المحدودة في الخلاف مع قيادة الجيش في نقاط قليلة، وإلى تغليب الاعتبار لأولوية العلاقة الإيجابية مع المؤسسة العسكرية ولدورها الوطني الجامع، وإلى وضع توازنات العدالة والحرية السياسية والحفاظ على الاستقرار وإبقاء قنوات التواصل قائمة.

محاصرة الناشطين السوريين

ومن نافل القول إن من مفاعيل أو من أهداف طرح وزير الدفاع تعطيل النشاط السياسي والإعلامي والإغاثي للناشطين السوريين بدعوى وقف استغلال نشاطهم من تنظيم "القاعدة"، ووضعهم في صيغة ملتبسة بأنهم ـ ولو من غير قصد ـ يشكلون غطاء لنشاط إرهابي، مع ما يعنيه ذلك من ضغط أمني على هذه الشريحة من الناشطين وممن يحتضنهم من اللبنانيين المتعاطفين مع قضيتهم.

ماذا يقول النظام عن المجموعات المسلحة؟

أما السؤال الأهم، في كل هذا الطرح الذي تقدم به وزير الدفاع، فهو عن حقيقة الموقف وهل "القاعدة" مهتمة أصلاً بالقتال ضد النظام السوري، وهل هذا النظام نفسه يتحدث عن مسؤولية "القاعدة" عما يجري في سوريا؟.

من المفيد هنا تذكير الرأي العام بأن النظام السوري أسقط من حساباته ومن خطابه الإعلامي والسياسي اتهام تنظيم "القاعدة" أو أي جهة إسلامية أخرى بما يسميه أعمالاً تخريبية في سوريا، وهو تدرج في التنصل من اتهام الإسلاميين من تغييب صفة التكفيريين، كما حصل مع أهل درعا ومع شيخ الثورة الدرعاوية الضرير أحمد الصياصنة، الذي اتهمته أبواق النظام بأنه مرشد التكفيريين وقائدهم، إلى أن اضطر الرئيس بشار الأسد إلى استقبال الشيخ الصياصنة وإجباره على التحدث إلى التلفزيون الرسمي السوري، ليعود الشيخ الضرير ويكشف عن حقيقة اللقاء مع الأسد قائلاً: إن الرئيس أخبره بأنه يسامح أهل درعا على تحطيم تماثيله وتماثيل أبيه من دون محاسبة أو سؤال، فكان جواب الشيخ الثائر: ومن المسؤول عن دماء أبناء درعا التي سالت، ومن المسؤول عن التدمير والقتل المنتشر في أرجاء سوريا؟!.

اضطر النظام السوري إلى الكف عن التعرض للشيخ الصياصنة في خطوة تراجع أولى، تبعها فشل النظام في تسويق مسؤولية "الإخوان المسلمين" عما يسميه أعمال العنف، بل إن بعض المحسوبين عليه اضطر الى الإشادة بمدرسة "الإخوان" وبدورهم الإسلامي على مستوى العالم العربي.

وهكذا لم يعد في جعبة إعلام النظام وسياسييه أي اتهام لأي جهة إسلامية ليحصر اتهامه بوجود جماعات إرهابية مسلحة لا طعم لها ولا انتماء ولا لون!!، مما يعطي فكرة واضحة عن سقوط إمكان إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلاميين داخل سوريا وخارجها، ربما لأن الثورة السورية اليوم هي ثورة شاملة لكل شرائح الشعب السوري، والإسلاميون جزء منها.

هل تبنّت "القاعدة" الجهاد في سوريا؟

الجانب الآخر من هذا النقاش هو موقف تنظيم "القاعدة" من الثورة السورية، ويمكن القول بأن موقف هذا التنظيم انحصر في خطاب يتيم لأيمن الظواهري خليفة أسامة بن لادن، دعا فيه إلى مساندة الثورة السورية، من غير أن يحمّل كلامه أي مؤشر إلى دعم خاص ستقدمه "القاعدة" الى الشعب السوري بأي شكل من الأشكال.

وفي تفصيل موقف "القاعدة"، فإن هذا التنظيم لم يعلن أن سوريا تحولت بالنسبة إليه أرض جهاد، ولم يدعُ المتطوعين للدخول إليها وقتال النظام، مقابل سكوت مريب مارسه إعلام الأسد عن حقيقة مآل مئات المقاتلين الجهاديين الذين طالما استخدموا الأراضي السورية في العبور نحو العراق لتنفيذ عمليات يصفها المجتمع الدولي والعراقيون بأنها إرهابية، ويعتبرها نظام الأسد مقاومة، مع الإشارة إلى أنها أودت بحياة آلاف العراقيين من دون أن نعرف كم منها استهدف جنود الاحتلال الأميركي ومواقعه.

من هنا لا يمكن تجاهل أهمية الموقف المعلن لـ"القاعدة" من الملف السوري لتقييم خطواته، وذلك لأسباب كثيرة أهمها: أن المؤسسات الأمنية، الدولية والإقليمية وحتى المحلية، والمختصين والخبراء، والوزارات المعنية بمواجهة "الإرهاب"، يضعون في مقدم عناصر تقييمهم للموقف من أي ملف مرتبط بـ"القاعدة"، موقف التنظيم "الرسمي" الصادر عبر بيانات أو تصريحات قيادييه، وعلى مواقعه الالكترونية المعتمدة.

وهكذا كان البحث خلال أزمة مخيم نهر البارد عن موقف "القاعدة" ومدى تبنيه لتنظيم "فتح الإسلام" الإرهابي، وكانت الخلاصة الإجمالية عدم ثبوت الارتباط بينهما، بالاستناد إلى مجمل بيانات التنظيم وقادته. وما يصح في قضية "فتح الإسلام" يصحّ في غيره من الملفات، وخصوصاً في ما يتعلق بمجريات الملف السوري.

أخيراً، يمكن القول إن ما تقدم به وزير الدفاع لم يكن موفقاً في مقاربته لوضع الحدود ولمسألة احتمال تسلل عناصر من "القاعدة" عبر لبنان إلى سوريا، وإن كنا نعترف بحقه في تقدير الأمور من وجهة نظره، ونأمل أن يحافظ على مسار خطه لنفسه بألا ينزلق إلى خطابات التخوين والتوريط التي قد يستوجبها موقعه في الوزارة وانتماؤه إلى تحالف سياسي يُغرِق في هذه اللغة.

ذلك أن ثمة فرقاً بين الإثارة السياسية التي توظف في المسار السياسي التنافسي، وبين القضايا الكبرى التي تؤثر على مصير الناس في منطقة هي في الأصل منكوبة بالحرمان. ومن مآثر قوى 8 آذار أنها رفضت وبشكل قاطع كل أشكال تحديد أو ترسيم الحدود مع سوريا، خلال السنوات التي تلت انسحاب نظام الأسد من لبنان، ومن الصعوبة اليوم بمكان أن يقنعنا هذا الفريق بأنه حريص على ضبط الحدود وصيانتها من الاختراق والاستعمال المتعدد الأوجه، لكننا وعلى وجه اليقين، نعتقد أن وجود "القاعدة" على الحدود يحتاج إلى أكثر من تصريح سياسي يستند إلى مصدر استخبارات غربي!!.