المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 19 كانون الأول/2011

انجيل القديس متى 21/12-17/يسوع يطرد الباعة من الهيكل

ودخل يسوع الهيكل وطرد جميع الذين يبيعون ويشترون فيه، فقلب مناضد الصيارفة ومقاعد باعة الحمام، وقال لهم: جاء في الكتاب: بيتي بيت الصلاة، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص! وجاء إليه العرج والعميان وهو في الهيكل فشفاهم. فغضب رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة عندما رأوا المعجزات التي صنعها، وغاظهم هتاف الأولاد في الهيكل: المجد لابن داود! فقالوا له: أتسمع ما يقول هؤلاء؟ فأجابهم: نعم، أما قرأتم هذه الآية: من أفواه الصغار والأطفال أخرجت كلام الحمد؟ ثم تركهم وخرج من المدينة إلى بيت عنيا وبات فيها.

 

عناوين النشرة

*حزب الله يقاوم الصدأ/نديم قطيش/الشرق الأوسط

*بشار والمنفى/علي حماده/النهار

*حشود عسكرية تطوق سورية من تركيا والأردن وإسرائيل والعراق/منشقون عن جيش الأسد سلموا محكمة الحريري وثائق عن اغتياله/حميد غريافي/السياسة

*تحت سقف البرلمان/عماد موسى/لبنان الآن

*القوات الأميركية تنهي انسحابها الكامل من العراق

*باراك: إسرائيل والولايات المتحدة مصمّمتان على منع إيران من امتلاك السلاح النووي

*تفجير خط انابيب الغاز في مصر للمرة العاشرة منذ مطلع العام 

*ممثل مجلس الثورة بحمص: جامعة الحكام العرب متواطئة مع النظام السوري

*تفاؤل خليجي بموافقة سوريا على إرسال مراقيين

*صوت لبنان": توقيف مواطن بالأشرفية بجرم سرقة سيارات ونقلها لبريتال

*رئيس بلدية عرسال: نطلب من الجيش والدولة حماية القرية

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: الجنوب سيتحوّل إلى غزة ثانية في حال انسحبت اليونيفيل 

*مقتل مرافق لـ"اللينو" في عين الحلوة بعد 3 أيام على مقتل آخر 

*جنبلاط: باقون على تحالفنا مع حكومة ميقاتي ويهمنا ان تبقى سوريا موحدة

*لقاء للتقدمي الاشتراكي والمستقبل باقليم الخروب يشدد على الخطاب الهادئ

*فريد عبود: "مافيات" تتحكم بالمطار وقوى الأمن في جهوزية تامة لرأس السنة

*الحريري: السوريون يقتربون من الحرية وأنا ضد الإسرائيلي والنظام السوري معا

*بطرس حرب: يهمّنا الإتفاق على قانون إنتخاب لا نندم عليه

*هل تهميش المسيحيين عيش مشترك ومطالبتهم بحقوقهم تقوقع؟!"إستحوا بقى"

*امين وهبي اعتبر أنه يقسم المجتمع مللاً ومذاهب 

*عمار حوري لـ"السياسة" تعليقاً على الطرح الأرثوذكسي: نرفض أي قانون انتخابات يخرج عن "الطائف"

*تيار المستقبل/أكد أن خلافه مع "حزب الله" ليس مذهبياً /عودة الحريري إلى بيروت مرجحة بين أواخر 2011 ومطلع 2012

*أوقفت جاسوساً يعمل لصالح سي اي إيه/إيران تؤكد استعدادها لمواجهة العقوبات والحربين الإلكترونية والناعمة

*إنجازات مجلس التعاون مؤشر على صلابة الإرادة وقوة العزيمة/العلاقات مع إيران وتشابكاتها أبرز الملفات أمام قمة "الخليجي"

*أولويات في حسابات الكتائب الوضع السوري وقانون الانتخاب والتنظيم/من المسيرة الطالبية الكتائبية الأخيرة/بيار عطاالله/النهار

*سياسة "النأي بالنفس".. هل تشمل الجنوب أيضا؟!/محمد مشموشي/المستقبل

*هل فات الأوان؟!/علي نون/المستقبل

*لا تخلي عن دور "اليونيفيل" في الجنوب والدول ملتزمة/ثريا شاهين/المستقبل/

*عودة الحذاء الى مكانه/احمد عياش/النهار

*مخاوف داخلية على وقع مراجعة استراتيجية"اليونيفيل/آفاق غامضة للوضع تستدعي إدارة سياسية شديدة الحذر/روزانا بومنصف/النهار

*سوريا: من الدوحة إلى مجلس الأمن؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*دمشق ووهم الحماية الخارجية/عبدالله إسكندر/الحياة

*العقوبات الاقتصادية على سوريا وأثرها على الشعب السوري/منذر خدام/الشرق الأوسط

*منعاً لصفقة تشمل التضحية برؤوس كبيرة/ماهر وآصف وقادة المخابرات منعوا الشرع من زيارة موسكو

*حمد بن جاسم: الخيارات مفتوحة وإذا لم تحل الأزمة خلال أسبوعين ستخرج عن سيطرتنا

*الراعي قام بزيارة راعوية لبلدة البوار: لا المال ولا الجاه ولا المناصب ولا القوة تعطي السلام

*جمعية دعم مقاطعة إسرائيل تنبه من محاولة لتشويه كرة السلة: قضية اللاعب المجنس جريمة قد تفتح مجالا للتطبيع غير المباشر مع العدو

*الجوزو: منح الجنسية للمغتربين منذ عام 1920 قانون يتجاوز الواقع ويقفز فوق كل الاعراف والدساتير

*محمد قباني: انتخاب الطوائف لنوابها انتحار جماعي لقرار سياسي بجعل بيروت منزوعة السلاح بشكل فعلي

 

تفاصيل النشرة

حزب الله يقاوم الصدأ

نديم قطيش/الشرق الأوسط

لم تعد أزمة حزب الله من النوع الذي يمكن أن يستعان عليه بالرطانة الخطابية أو بالفحولة اللفظية. كل تصريح لمسؤولي الحزب يكشف عمقا جديدا من أعماق الأزمة. أزمة الدور والهوية والأداء.

تمعنوا مثلا في هذه العبارة: «الاعتداء على اليونيفيل والصواريخ المشبوهة عمل عدواني». ليست هذه عبارة مقتطعة من تصريح لأي من قادة وشخصيات قوى الرابع عشر من آذار ولا لأي مسؤول حكومي لبناني يبغي مداراة العجز الدولتي اللبناني المزمن بكليشيهات حقوقية سياسية. بل هي موقف لنائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم تعليقا على السخونة المستجدة جنوب لبنان. لم يحدد الشيخ قاسم كامل هوية المعتدى عليهم، لكن سياق الأحداث لا يترك مساحة للالتباس. فهو يدين العبوات التي استهدفت اليونيفيل أي القوات الدولية التي يعتبرها الحزب حرس حدود لإسرائيل والتي انتشرت بموجب القرار 1701 الذي وصفه أمين عام حزب الله يوما بالقرار الظالم. أما الصواريخ التي يغفل تصريح قاسم هوية هدفها فقد صوبت نحو إسرائيل، مما يعني، دون أي تجن، أن قاسم يدين ما يفترض أنه، بلغة الحزب حتى الأمس القريب، عمل جهادي مقاوم. كان للأمر أن يغدو مفهوما لو امتلك حزب الله الجرأة والقدرة على الشرح للبنانيين مواصفات الصواريخ المشبوهة وتلك المقاومة أو لو زودهم بمنطق متماسك حول فهمه للمقاومة شبه المعدومة منذ اثني عشر عاما ما خلا بضع عمليات تذكيرية، وخطأ استراتيجي «لم يكن يعلم» الحزب أنه سيجر ما جر في يوليو (تموز) 2006.

غير أن منطق الحزب يذهب في وجهة معاكسة تماما لما عبر عنه قاسم. ففي إحدى ليالي عاشوراء الأخيرة قال أمين عام حزب الله حسن نصر الله «ما يعنينا من خلال تمسّكنا بالسلاح والمقاومة أن نؤدّي ما أمرنا الله به وليس ما يأمرنا الناس به أو ما يتوقعه الناس منا». دعك أن هذا المنطق لا يقيم وزنا للبشر أو للمؤسسات التي تفصل بينهم وتحكم في شؤونهم. الأزمة أن هذا المنطق لا يشرح كيف أن الله أمر الحزب هذه المرة بالروية والتهدئة وبإدانة الصواريخ والعبوات وشمل بعطف رعايته جنود اليونيفيل والعدو الإسرائيلي. تماما كما لا يصارح حزب الله اللبنانيين أنه لم ينجح في تحقيق ما يعيب على الدولة اللبنانية فشلها به. فلطالما قال الحزب إن سلاحه ناتج عن قصور الدولة اللبنانية في منع الخروقات الإسرائيلية من دون أن ينتبه أن طائرات العدو كانت تحلق في سماء الضاحية الجنوبية لبيروت ساعة أطل نصر الله علنا على جمهوره بعد بضع سنوات من التخفي.

 

بشار والمنفى

علي حماده/النهار

قد يكون الاقتراح الذي أدلى به الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي قبل يومين بايجاد حل سلمي للازمة في سوريا تقضي بأن يتنحى بشار الاسد عن منصبه، على ان يتم تأمين اللجوء له ولعائلته ولمن يرغب ربما الى روسيا الاتحادية او روسيا البيضاء - قد يكون الاقتراح جيدا وعلى بشار الاسد والعائلة والبطانة ان يلتقطوا الفرص الاخيرة المتبقية للخروج من البلاد احياء. فالحق يقال ان لا مستقبل لآل الاسد على ارض سوريا بعد مرور اربعة عقود على اقامة جمهورية حافظ الاسد" التي وصفها ذات يوم اول الشهداء كمال جنبلاط بـ"السجن العربي الكبير". لا مستقبل لآل الاسد لأن الفرص الذهبية التي منحت للابن منذ ان اورثه ابوه البلاد لا تعد ولا تحصى، وقد جرى تفويتها كلها واحدة بعد الاخرى بطريقة غريبة. فبدءا من لبنان عندما خاض بشار في خريف 2004 حرب التمديد للرئيس السابق اميل لحود ضد كل اللبنانيين، حتى ضد أقرب الحلفاء، ثم تورط في مسلسل الاغتيالات : خسر بشار الاسد لبنان وصارت العلاقة معه عبئا على الحلفاء قبل الخصوم. ومع اننا اخطأنا يوم جزمنا مع وصول نيكولا ساركوزي الى الرئاسة في فرنسا خلفا لجاك شيراك بأنه سوف ينطلق في مقاربته للعلاقة مع النظام في سوريا ولنظرته الى بشار الاسد من حيث انتهى سلفه، بمعنى انه سيكمل المنهج المتصلب ازاءه، فقد تبين بعد عامين ان ساركوزي الذي فتح للاسد الابن ابواب اوروبا على مصراعيها عاد ليتبنى الموقف الاكثر تصلبا وتطرفا ضد بشار، وخصوصا عندما اكتشف وحشية النظام في التعامل مع المواطنين السوريين العزّل. بدّد بشار الاسد فرصا ذهبية مع العرب. كان ذلك في بداية عهده حيث اعتبر رئيسا واعدا، ثم بنهاية 2009 عندما انطلق العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بمصالحات عربية، فتح ابواب التعاون والتنسيق مع بشار الاسد في العراق ولبنان، فخانه الاخير في الانتخابات العراقية وناصر الايرانيين فجيء بنوري المالكي  رئيسا للوزراء بعدما كان الوعد ان يكون اياد علاوي من يتبوأ المنصب. اما في لبنان مكان ما سمي مشروع "السين – سين" الذي اضطر بموجبه سعد الحريري ان يزور قاتل والده في دمشق ويصافحه، ثم  ينام في أحد اجنحة "قصر الشعب " الذي بناه رفيق الحريري واهداه لحافظ الاسد في التسعينات من القرن الماضي اي قبل ان يقتلوه. لقد قيل الكثير في بشار الاسد، وفي سيكولوجيا "ضياع المُلك"، وقيل الكثير في  سيكولوجيا البديل التي عانى بسببها ردحا من الزمن: اختير بديلا من اخيه باسل، وثم رئيسا بديلا برحيل والده. في المرة الاولى قارنوه بباسل، وفي المرة الثانية بحافظ الاسد! عام 2000 ورث سوريا ولبنان معا، وفي 2005 اخرجته دماء رفيق الحريري من بلاد الارز. اما اليوم فإنه يهم بالخروج من سوريا نفسها، ولسوف يخرج منها. ان اقتراح المرزوقي معتدل ومعقول، وان من غير الجائز حرمان الشعب السوري الحق في ملاحقة قتلة الاطفال اينما حلّوا.

 

حشود عسكرية تطوق سورية من تركيا والأردن وإسرائيل والعراق/منشقون عن جيش الأسد سلموا محكمة الحريري وثائق عن اغتياله

 حميد غريافي/السياسة

كشف تقرير استخباري أوروبي أن سورية "تشهد للمرة الأولى هذا الحشد الهائل من الاستخبارات الدولية والعربية وعملائها المحليين الذين تضاعفوا مرات عدة منذ اندلاع الثورة من منتصف مارس الماضي, ما يؤشر على اقتراب نهاية النظام البعثي, كما أن مكاتب وسائل الاعلام الرئيسية في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وسواها من دول اوروبا اصدرت تعليماتها الى مراسليها ومكاتبها ومحطاتها في الدول المحيطة بسورية وخصوصا اسرائيل ولبنان والاردن للتأهب توقعاً لأحداث دراماتيكية خلال الايام القليلة المقبلة, وسط تركيز غالبية الصحف الغربية على أنقرة والمدن والقرى التركية القريبة من الحدود السورية حيث انتشر فيها عشرات الصحافيين وكاميرات التلفزيون وكأنها تتوقع حدوث زلزال".

وافاد تقريران استخباريان عربيان ورد بروكسل الأربعاء الماضي وتداولتهما الاجهزة الامنية الاوروبية واطلعت "السياسة" على جوانب منهما بان "الجيش الاردني حشد قوات كبيرة على حدوده مع سورية, ونشر أكثر من 150 دبابة بدأت اجراء مناورات حية مع قوات أميركية وصلت في منتصف الاسبوع الماضي من العراق, وهي جزء من الوحدات المنسحبة إلى الكويت والاردن وبعض دول الخليج واسرائيل, في ما يبدو انه حصار غير معلن لايران, وسط توقعات قيادة حلف شمال الاطلسي ووزارة الدفاع الاسرائيلية شن الحرب الدولية المتوقعة على الدولة الفارسية في أوائل العام المقبل".

وذكر أحد التقريرين أن لبنان والعراق عززا أيضاً تواجدهما العسكري على حدودهما مع سورية, فيما تقوم اسرائيل بتدريبات عسكرية مشتركة مع قوات اميركية على حدودها في الجولان حيث ستمتد الاسبوع المقبل الى حدودها مع لبنان, في حين نشرت تركيا ألوية جديدة على حدود سورية.

وأضاف التقرير ان الاسرائيليين وسعوا نشر نظامهم الدفاعي والقبة الفولاذية الى مرتفعات الجولان السورية, بعدما كان هذا الانتشار منتظرا على المنطقتين الشمالية اللبنانية والجنوبية الفلسطينية, كما "نقلوا عدداً من بطاريات صواريخ ارض- جو دفاعية أميركية واسرائيلية الى الخطوط الأمامية من حدودهم مع سورية".

ونقل التقرير الثاني عن مصادر أوروبية في لندن قولها ان قيادة الجيش الاسرائيلي وسلاحها الجوي "وضعا خياراتهما العسكرية للقضاء على البرنامج النووي الايراني على اساس شن حرب جوية وبرية على "حزب الله" في الوقت نفسه الذي يهاجمان فيه المواقع النووية في ايران, وان دول حلف شمال الاطلسي اطلعت على هذا السيناريو بحيث ابلغت تفاصيله الى قواتها المشاركة في "اليونيفيل" جنوب لبنان كي تكون في اجواء ما قد يجري خلال الاسابيع القليلة المقبلة".

واضاف التقرير أن "ضباطاً برتب عالية انشقوا عن الجيش السوري ولجأوا الى تركيا, ومنها الى عواصم خليجية واوروبية للتشاور تمهيداً للعودة الى بلدهم للمساهمة في الدفاع عن المدنيين واسقاط النظام, وخصوصاً بعض العقداء والعمداء الذين كانوا يتبوأون مناصب قيادة حساسة في اجهزة الامن والاستخبارات العسكرية والداخلية والجوية, وبالتحديد في فرع العمليات الخاصة بإدارة الاستخبارات الجوية القوية", كاشفاً أن هؤلاء "سلموا مسؤولين خليجيين وعرباً وغربيين وأتراكاً معلومات عن الخطط العسكرية والامنية الموضوعة من قبل نظام الاسد للقضاء على الثورة "مهما كلف الامر", كما سلموهم اسماء مئات عملاء الاستخبارات السورية في الدول العربية والغربية, ما أدى الى هروب عدد كبير من هؤلاء من مراكزهم الراهنة في الخارج وعودة بعضهم الى دمشق, فيما لجأ العشرات من رجال استخبارات يعملون في السفارات السورية في العالم العربي وأوروبا وكندا واليابان الى الدول العاملين فيها".

وكشف التقرير أيضاً أن فرنسا وايطاليا وألمانيا وبريطانيا "التي نالت حصة كبيرة من الضباط المنشقين او رجال الاستخبارات اللاجئين من السفارات السورية فيها, ارسلت الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان (المكلفة النظر في جرمية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وقادة لبنانيين آخرين) اعترافات هؤلاء المنشقين واللاجئين الذين حملوا معهم الى هذه الدول ملفات ووثائق مصورة واعترافات مسجلة بالصوت والصورة عن المجموعات الاستخبارية والسياسية السورية التي نفذت عمليات الاغتيال في لبنان, ليس فقط من نهاية 2004 التي شهدت محاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة قبل نحو شهرين ونصف الشهر من اغتيال الحريري, بل منذ بداية الحرب اللبنانية العام 1975 التي اشعلتها سورية, كما سملت تلك الدول الاوروبية المحكمة في لاهاي ما اطلقت عليها "الوثائق اللبنانية" المتعلقة بتلك المجموعات السورية التي يرأسها صهر الرئيس السوري آصف شوكت وشقيقه اللواء ماهر الاسد ومدير الامن القومي السابق ومدير الاستخبارات الجوية, ودورها في الاوامر التي اصدرتها الى عملائها في لبنان وعلى رأسهم الضباط الاربعة الذين اقاموا في الاعتقال بطلب من لجان التحقيق الدولية اربع سنوات ثم افرج عنهم تمهيدا لإعادة استدعائهم الى المحكمة عندما سيتقدم عدد من الشهود المجهولين حتى الآن او ممن شهدوا ضدهم في السابق بإفادات تدين هؤلاء الضباط وعلى رأسهم مدير الامن العام السابق جميل السيد, اضافة الى عدد من الوزراء والنواب ورؤساء الاحزاب والتيارات السابقين والراهنين العاملين تحت عباءة الاستخبارات السورية, مع مجموعة كبيرة تزيد على 25 عنصرا قياديا من حزب الله الذين عرف منهم الاربعة حتى الآن الواردة اسماؤهم في القرار الاتهامي".

 

تحت سقف البرلمان

عماد موسى/لبنان الآن

بعدما وجه سعادة النائب نواف الموسوي (46 عاما) إهانة مباشرة إلى النائب الشاب سامي الجميل، طلع زميله  النائب نوار الساحلي، وبشيء من المكابرة والغلو ليعلن للصحافيين أن المقاومة، أي "المقاومة الإسلامية"، تعطي دروساً في التهذيب والشهادة  بدلاً من أن يعتذر نيابة عن زميله.

وغداة  مشادة الموسوي - الجميل، وبعد رفض الأول الإعتذار من الثاني علناً وفشل وساطة الرئيس بري، وزّعت العلاقات الإعلامية في  "حزب الله" نصف ندامة عن "الكلمة النابية" باسم الموسوي الذي تقدم  باعتذاره "من دولة رئيس المجلس النيابي الموقر الاستاذ نبيه بري ومن الزملاء النواب" ما يشير إلى أن كبرياء الموسوي أبت توجيه الإعتذار إلى النائب الكتائبي اللامع سامي - شقيق بيار وإبن أخ بشير وإبن عم مايا - المخوّل بدوره إعطاء دروس في التهذيب والرقي والشهادة.

جاء الكلام "النابي" ولم يمرّ شهر على اشتباك الدكتور أحمد فتفت وبروفسور التهذيب علي عمار في أحد اجتماعات لجنة حقوق الإنسان حيث أفرغ عمار مخزون قاموسه اللغوي التخويني. أرغى وأزبد وبعد استنفاد أسلحة الإسفاف حاول قذف فتفت بعبوة مياه وهدده كما يحصل في مشادات الأحياء بالعبارة المأثورة: "خلينا نلتقي بالشارع".

إنتهت جولة العنف اللفظي ليخرج الأستاذ الساحلي، المنتدب كمحامٍ للدفاع عن زملائه، بتصريح بدلاً من أن يعتذر فيه عن صفاقة عمار، أوضح أن الأخير لم يقل سوى "خلينا نحكي برّا بالموضوع" . قالها بنبرة هادئة تعكس طبعه المهذب ومفرداته المختارة بميزان الجوهرجي. وفي سياق التهذيب المتمادي، ورداً على كلمة سياسية لعضو كتلة "المستقبل" نهاد المشنوق - ودائماً تحت سقف البرلمان - لم يجد النائب نواف الموسوي ما يرد عليه سوى اتهام النائب المشنوق بالعمل لصالح المخابرات (أي مخابرات؟) ولم يجد ما يصف فيه خطاب المشنوق سوى أنه خطاب الفتنة. كأني بخطابات محمد رعد والشيخ نعيم قاسم والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في لبنان إن جُمعت في مجلّد لشكلت دستور محبة ومرجعاً في علم الأخلاق وتقبّل الآخر وشهداء الآخر. وتحت السقف عينه، قال عميد "البعث" السوري في القطر اللبناني المهندس الجيولوجي النائب عاصم قانصو عن زميله خالد الضاهر: "مين هالكلب". وصل الكلام إلى الضاهر فقال لقانصو: "إنت الكلب"، من دون أن يحدد نوعه: دوبرمن، بيكينوا، هاسكي، سلاقي، شي واوا. وبدلاً من أن يعتذر قانصوه من الضاهر على ما خرج من فمه إعتذر نائب "البعث" من الكلب ذات يوم! وكان اللبنانيون ينتظرون من رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان أن يتقدم باعتذار للرئيس فؤاد السنيورة بعد اتهامه بسرقة محتويات خزنة وإنكشاف وقوع النائب العوني ضحية معلومات خاطئة. وبدلاً من الإعتذار عاد إلى نغمة الـ11 مليار دولار لذر الرماد بالعيون وصرف الإنتباه عن التهمة المزيفة. ومنذ 22 عاماً ينتظر اللبنانيون إعتذاراً من العماد عون، بعدما استدان من أموال الخزينة ما يزيد على  الثلاثين مليون دولار - بحسب ما نشره الرئيس الهراوي في كتابه اليتيم - وحوّلها إلى حساب السيدة زوجته في فرنسا، ولم تساعده الظروف على إعادتها أو تبرير صرفها. واستباقاً لما قد يجول بخاطر البعض، أعتذر مسبقاً عن جرح مشاعر النواب الأرقّ من جانحي فراشة.

 

القوات الأميركية تنهي انسحابها الكامل من العراق

عبر آخر الجنود الأميركيين في العراق الحدود نحو الكويت فجر اليوم الأحد لتنهي القوات الاميركية بذلك انسحابها الكامل من العراق، بحسب ما اكد ضباط اميركيون لمراسل وكالة "فرانس برس"، ووفق مشاهد بثّتها قناة "الجزيرة" الفضائية ظهر فيها آخر قافلة عسكرية أميركية وهي تغادر أرض العراق. وتاتي هذه الخطوة التاريخية بعد حوالى ثماني سنوات وتسعة اشهر من عبور القوات الاميركية للحدود ذاتها في الاتجاه المعاكس في بداية "عملية تحرير العراق" التي تحولت الى نزاع طويل قتل فيه عشرات الآلاف. وكان جنود اللواء الثالث من فرقة سلاح الفرسان الاولى آخر من اجتاز الحدود باتجاه الكويت، ليسدلوا بذلك الستار على اكثر الحروب الاميركية اثارة للجدل منذ حرب فيتنام قبل نحو نصف قرن، وقد غادر الموكب الاخير الذي ضم 110 آليات تحمل على متنها 500 جندي معسكرا يبعد حوالى 350 كلم عن المعبر الحدودي العراقي الكويتي الذي لفته الاسلاك الشائكة، على ان يبقى في العراق 157 جنديًا أميركياً يساعدون على تدريب القوات العراقية ويعملون تحت سلطة واشراف السفارة الاميركية، اضافة الى فرقة صغيرة من المارينز مكلفة حماية بعثة بلادها الدبلوماسية.

 

باراك: إسرائيل والولايات المتحدة مصمّمتان على منع إيران من امتلاك السلاح النووي

أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أن اسرائيل والولايات المتحدة "مصمّمتان" على منع إيران من امتلاك السلاح النووي ولا تستبعدان اي خيار للوصول الى هذه الغاية. وبعد لقائه الرئيس الاميركي باراك اوباما، قال باراك للاذاعة الاسرائيلية العامة: "إن بلدينا يعتبران بشكل واضح ان ايران مع سلاح نووي أمر غير ممكن ولا مقبول، ونحن مصممون على منع ايران من امتلاك السلاح النووي، ولقد كررنا القول انه يجب عدم سحب اي خيار عن الطاولة".(أ.ف.ب)

 

تفجير خط انابيب الغاز في مصر للمرة العاشرة منذ مطلع العام 

نهارنت/تقام مجهولون بتفجير خط تصدير الغاز الطبيعي لاسرائيل صباح اليوم الاحد للمرة العاشرة منذ مطلع العام الجاري. وأكدت مصادر أمنية انه تم التفجير بمنطقة أبو طبل الواقعة خلف حى الزهور جنوب مدينة العريش باستخدام العبوات الناسفة التي وضعت أسفل الخط. وأوضحت المصادر أن الانفجار تسبب في انقسام الانبوب ولم ينتج عنه اشتعال للنيران نظراَ لخلو الخط من ضخ الغاز بسبب عمليات الاصلاح الجارية منذ التفجير الأخير للخط في 28 تشرين الثاني الماضي . وتعتبر هذه المرة العاشرة التى يتم فيها تفجير خط ومحطات الغاز والثالثة التى يتم فيها استهداف خط الغاز من دون المحطات، وذلك بسبب وجود حراسات أمنية مشددة على المحطات التي تم تزويدها بوسائل إنذار مبكر وكاميرات مراقبة.

 

ممثل مجلس الثورة بحمص: جامعة الحكام العرب متواطئة مع النظام السوري

لفت ممثل مجلس الثورة في مدينة حمص السورية أحمد القصير إلى "مرور الشهر العاشر على إنطلاق الثورة السورية، فيما رائحة الدماء تفوح في سوريا وتحديداً في مدينة حمص". وفي حديث لقناة "mtv"، أشار القصير إلى أنَّ مدينة القصير تقُصَف لليوم الثالث على التوالي بالدبابات والمدفعية، وأكد أن الجرحى هم "بأعداد كبيرة" ولا يمكن سحبهم. وإتهم القصير جامعة الدول العربية التي قال إنها "جامعة الحكام العرب" بـ"التواطؤ مع النظام السوري"، مؤكداً أنَّ "الشعب (السوري) الذي وقف 40 سنة بوجه هذا الظالم (نظام الأسد) لا يخاف شيئاً"، وختم بالتشديد على "دعم الجيش السوري الحرّ".(رصد NOW Lebanon)

 

تفاؤل خليجي بموافقة سوريا على إرسال مراقيين

نهارنت/أعرب الوزير المكلف الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله في الرياض الاحد عن تفاؤله بأن سوريا ستوقع على بروتوكول الجامعة العربية الخاص بارسال مراقبين الى أراضيها في غضون 24 ساعة، في حين أدلى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بتصريحات مماثلة. بدوره، قال بن علوي للصحافيين في ختام اجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست في مطار الرياض: "نحن متفائلون بأن سوريا ستوقع على البرتوكول (الخاص بارسال مراقبين) خلال 24 ساعة". وأشار ردا على سؤال أن المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي سيعقد الاربعاء المقبل في القاهرة "سيتخذ قرارات اذا لم يوقع السوريون على البروتوكول".وأفاد مراسل العربية أن رئيس وزراء قطر لديه معلومات عن أن الرئيس السوري بشار الأسد سيوقع على المبادرة العربية. وكان الشيخ حمد أعلن اثر اجتماع لجنة المتابعة الوزارية العربية للملف السوري في الدوحة أمس السبت، أن الجامعة العربية تعتزم الطلب من مجلس الامن الدولي تبني القرارات الخاصة بسوريا. وأضاف: "بما أن روسيا ذهبت الى مجلس الامن، فالجامعة العربية ستنظر أيضا في التوجه الى مجلس الامن وذلك خلال اجتماعها بالقاهرة في 21 الشهر الحالي".

مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

صوت لبنان": توقيف مواطن بالأشرفية بجرم سرقة سيارات ونقلها لبريتال

ذكرت إذاعة "صوت لبنان -100.5" أنَّ دورية من مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية في الشرطة القضائية أوقفت في الأشرفية الياس ريمون قرطباوي (20 عاماً) بجرم سرقة سيارات ونقلها إلى بريتال.

(رصد NOW Lebanon)

 

رئيس بلدية عرسال: نطلب من الجيش والدولة حماية القرية

نهارنت/أعلن رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري أن "البلدة شهدت 5 خروق سورية من شهر حتى اليوم"، مشيراً الى أن "عدد الجيش في المنطقة قليل ولكنه لا يستطيع حماية المنطقة". ولفت في حديثه الى اذاعة "صوت لبنان" (100.5) "يوجد سلاح فردي في بعض المنازل كأي قرية أخرى، ونطلب من الجيش والدولة حماية القرية". وكانت بلدة عرسال قد شيعت بلدة عرسال البقاعية أمس السبت خالد الفليطي أحد أبنائها اثر وفاته متأثراً بجروحه التي أصيب بها عند الحدود السورية عندما كان مع قريبه محمد الفليطي وكان الحجيري قد أعلن أن "دورية سورية كانت داخل الأراضي اللبنانية، أطلقت النار في محيط منقطة خربة داود في خراج بلدة عرسال فجراً، واصابت شابين هما خالد الفليطي ومحمد الفليطي".

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: الجنوب سيتحوّل إلى غزة ثانية في حال انسحبت اليونيفيل 

المستقبل/رأى الوضع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن النظام السوري ليس له متنفس لا في تركيا ولا في العراق أو في الأردن، مؤكداً في المقابل، أن المتنفس الوحيد هو جنوب لبنان ومن المعروف ان هناك تهديدات سورية بالرد على موقف فرنسا. ولفت إلى أن مسؤولا لبنانياً أبلغ رسالة سورية الى الفرنسيين نفادها أن اي عمل فرنسي ضد النظام السوري سيكون الرد على اليونيفل، مذكراً بأن هذا الأمر ورد في وسائل الاعلام ولم ينفه احد لا المسؤول اللبناني المعني ولا المسؤولين السوريين. ولاحظ أن هناك مستويين في موضوع الجنوب: الأول اعلان دولي تعبر عنه فرنسا بأن مهمة اليونيفل فشلت ومن افشلها ممارسات حزب الله. والأخطر ان اسرائيل اظهرت صوراً لـ 950 مخزن اسلحة موجودة جنوب الليطاني وهذا يشكل وضعاً خطراً ومتفجراً.

وأوضح أن المستوى الثاني هو مسؤولية رئيس الدولة والحكومة والأطراف الحالية ان تعيد انجاح مهمة اليونيفيل لأنه في حال انسحبت اليونيفيل وهذا هو الاتجاه السائد فالجنوب سيتحول الى غزة ثانية لذلك المطلوب من الحكومة عمل انقاذي والمطلوب من الموارنة المجتمعين في بكركي ان يقرأوا القرار 1701 ويبحثوا ما اذا كان لبنان ينفذ التزاماته أم لا. عدم تنفيذ 1701 سيؤدي بنا الى اجتياح مدمر شبيه باجتياح العام 1982. واذ اشار بيضون الى غياب الدولة الكامل في الجنوب، استغرب كلام الرئيس بري الأخير عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، مذكراً بأن بري نفسه وافق على القرار 1701. 

 

مقتل مرافق لـ"اللينو" في عين الحلوة بعد 3 أيام على مقتل آخر 

نهارنت/قتل مرافق قائد الكفاح المسلح "اللينو" في مخيم عين الحلوة وأصيب ثلاثة أشخاص آخرين بينهم ضابط في حركة فتح وطفل، في اطلاق نار الاحد من مسلح مجهول، وهو الثاني من نوعه خلال أربعة أيام. وأوضح مسؤول فلسطيني داخل المخيم لوكالة "فرانس برس"، أن مجهولا أطلق النار بعد ظهر الاحد في سوق الخضار داخل مخيم عين الحلوة على عامر فستق العضو في حركة فتح ومرافق لقائد الكفاح المسلح في المخيم محمد عبد الحميد عيسى الملقب ب"اللينو"، ما تسبب باصابته اصابة خطيرة في رأسه وفي أماكن اخرى من جسمه. وما لبث فستق أن فارق الحياة بعد نقله الى مركز لبيب الطبي في مدينة صيدا المجاورة. كما أصيب في حادث اطلاق النار الضابط في حركة فتح طلال الاردني ورجل وطفل كانوا موجودين في الشارع. وسيطر التوتر على الاثر في المخيم. وكان مجهول ملثم أطلق النار ليل الاربعاء الخميس على مرافق آخر لـ "اللينو" يدعى أشرف القادري، ما أدى الى مقتله. وردا على سؤال لوكالة "فرانس برس"، قال "اللينو"، أن "ما جرى اليوم جريمة تدل على أن هناك اصرارا من جهات مشبوهة على جرنا الى توتير أمني واسع في المخيم، وهذا نرفضه ولن ننجر اليه". ورأى أن " مسلسل الاحداث الجارية في المخيم يهدف الى جرنا في حركة فتح والكفاح المسلح لاغراق المخيم ببحر من الدم"، مؤكدا أن العمل جار على كشف الجهات التي تعمل على هذا التوتير. وحصلت خلال الاسبوعين الماضيين حوادث اطلاق نار عدة في مخيم عين الحلوة، أفادت مصادر فلسطينية أن عناصر من حركة فتح وآخرين من جماعة "جند الشام" تورطوا فيها. والكفاح المسلح في مخيم عين الحلوة رديف للشرطة، وهو يضم ممثلين عن كل الفصائل الفلسطينية المنضوية ضمن منظمة التحرير الفلسطينية. ويتولى الفلسطينيون بموجب اتفاق ضمني مع الدولة اللبنانية، بأنفسهم الامن الداخلي في المخيمات ال12 التي ينتشرون فيها في لبنان. ويعتبر مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات لبنان وأكثرها كثافة سكانية، اذ يقيم فيه حوالى خمسين ألف لاجىء، ويعرف بأنه ملجأ لعدد من المتطرفين والهاربين من العدالة. وكالة الصحافة الفرنسية

 

جنبلاط: باقون على تحالفنا مع حكومة ميقاتي ويهمنا ان تبقى سوريا موحدة

نهارنت/أكد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط انه باق على تحالفه مع الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي، قائلاً "قد تكون لي وجهة نظر في السياسة وهذا أمر مشروع إذ ليس المطلوب أن يكون لنا جميعاً وجهة نظر أو رأي واحد". وكان رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان قد دعا الى لقاء موسع في مركز بلدية الشويفات، حضره جنبلاط، في إطار معالجة ذيول حادث الشويفات الذي ذهب ضحيته علي شيت وما تبعه من تطورات. وكان مجهول الهوية أطلق النار على الشاب علي نبيل شيت (مواليد 1992) وأصابه في رأسه، في منطقة كوع البلاطة في الشويفات. وقد نقل المصاب إلى مستشفى كمال جنبلاط في الشويفات. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن "حارس أحد المصارف في المنطقة، هو الذي أطلق النار باتجاه دراجة كان راكباها، وأحدهما شيت، يحاولان نشل إمرأة".

وجاء اللقاء للتأكيد على "أهمية تهدئة الأجواء في ظل الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة وتوجب وحدة الصف في مواجهة التطورات مهما تباينت الآراء السياسية"، مشدداً على "ضرورة تعزيز دور الجيش والقوى الأمنية في مواجهة أي طارىء". ولم ينكر جنبلاط وجود خلاف حول النظام السوري، قائلاً "نعم هناك خلاف لكن ما يهمني وما يهم الامير طلال والسيد حسن نصرالله، سوريا كسوريا، يهمنا أن تبقى سوريا سالمة موحدة، وأن يبتعد شبح الحرب الأهلية عنها وأن تكون سوريا ديموقراطية تعددية. هذه وجهة نظري، لان أمننا مرتبط بأمن سوريا وبالعكس". وقال ارسلان "في السياسة عندي رأي أعبر عنه ووليد بك لديه رأيه، فللكل رأيه، وهناك أحزاب أخرى على الساحة لها رأيها والحق في التعبير عن هذا الرأي،. أما بالنسبة الى سوريا فإن صداقتي مع آل الاسد لا أخجل بها".

 

لقاء للتقدمي الاشتراكي والمستقبل باقليم الخروب يشدد على الخطاب الهادئ

نهارنت/عقدت قيادتا "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"تيار المستقبل" في اقليم الخروب لقاء تنسيقيا حيث تم التشديد على "أهمية التواصل والتلاقي والتعاون بين الطرفين والدعوة الى الحفاظ على الخطاب الهادىء والاستقرار لتخفيف التشنج السياسيين في ظل تداعيات الاحداث التي تعصف بالمنطقة العربية". ولفت بيان صدر اثر اللقاء "أن الواقع السياسي الذي نعيشه، وما يحيط بنا من تطورات، يبقي لدينا الخوف والحذر من تداعيات ما يجري من حولنا على الساحة الداخلية في الوقت الذي نعيش فيه انتصارات الربيع العربي وانهيار السجن الكبير، لذا فإن مسؤوليتنا تكمن في الحفاظ على الخطاب الهادىء والتمسك بالاستقرار وبذل جهود مشتركة لتخفيف الاحتقان والتشنج السياسي لجنيب المنطقة اي خضة قد تتعرض لها". وأعلن "نحن قيادة وكالة داخلية "الحزب التقدمي الاشتراكي" في اقليم الخروب وقيادة منسقية "تيار المستقبل" في محافظة جبل لبنان الجنوبي، لا بد لنا من أن نلتقي بين الحين والآخر لنتباحث في أوضاع منطقتنا وهمومها وشجونها من مختلف الجوانب، فمسؤولياتنا كبيرة تجاهها وتجاه أهلنا في الشوف وفي اقليم الخروب". وأضاف البيان "أن النقاط التي تجمع الحزب التقدمي الاشتراكي و"تيار المستقبل" كثيرة وعديدة وهي أكبر من الاختلاف ولم تكن في يوم من الايام موضع خلاف، وإننا نتواصل اليوم من منطلق حرصنا على منطقتنا وعلى علاقاتنا ضمن ثوابتنا المشتركة، التي لم تهتز في يوم من الايام رغم الظروف والمستجدات السياسية". واتفق المجتمعون على عقد لقاءات دورية لمواكبة التطورات والمستجدات "لما فيه مصلحة المنطقة وأهلها على شتى الأصعدة الانمائية والاقتصادية والخدماتية وغيرها".

 

فريد عبود: "مافيات" تتحكم بالمطار وقوى الأمن في جهوزية تامة لرأس السنة

نهارنت/أعلن وزير السياحة فادي عبود عن وجود مافيات تتحكم بالمطار، من سائقي التاكسي الى الجمارك مروراً بخدمات "العتّال". وأكد في حديثه الى اذاعة "صوت لبنان" (93.3) أن "الفساد استشرى في لبنان وفي كل قطاعاته، وما من نية لمعالجته"، مشدداً على أن الفساد في وزارة السياحة انعدم بجهد شخصيٍ منه. وأشار عبود الى أن "الحجوزات في الفنادق تخطت الـ105% في فترة الأعياد، وأن الأمن مستتب مقارنة بالدول العربية الأخرى، مشيراً الى أن الازدهار السياحي في فترة الأعياد فقط لا يكفي، فاقتصاد لبنان بحاجة دائماً الى دعم السياحة. ولفت الى أن "وزارة السياحة في جهوزية كاملة وهي تنسق مع كل الأطراف المعنية، محذراً من عدم التهاون مع كل من سيقدم الكحول للقاصرين خلال رأس السنة أو مع من سيغش السائح بالأسعار". وأكد أن الشرطة السياحية ستكون في فترة الأعياد موجودة بكل قواها وقدراتها على الأرض، وذلك لقمع المخالفات والغش ولكي يشعر السائح بالأمان. ودعى أصحاب الفنادق والمطاعم الى تحديد أسعار المأكولات والمشروبات مسبقاً، وذلك تفادياً لأي مشاكل قد تحصل مع الزبون، مشدداً على معاقبة أي شخص يحاول أن يغش أو يربح بعض الأموال عن طريق زيادة الأسعار ليلة رأس السنة وفي فترة الأعياد

 

الحريري: السوريون يقتربون من الحرية وأنا ضد الإسرائيلي والنظام السوري معا

نهارنت/ رأى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن "جميع المسلمين والمسيحيين (في لبنان) هم لبنانيون"، وقال "إنه يختلف مع حزب الله في الآراء كثيرا، لكن هذا لا علاقة له بكون الحزب شيعيا" لافتا في سياق آخر أن السوريين "يقتربون من الحرية". وفي مجال آخر قال الحريري في دردشة عبر موقع "تويتر" مساء السبت "الإسرائيليون يقتلون الفلسطينيين، والنظام السوري يقتل شعبه، وأنا ضد الاثنين".

وعن رأيه باقتراح "اللقاء الأرثوذكسي" بشأن قانون الانتخاب الذي تبناه اللقاء الماروني في بكركي الجمعة قال: "سأقدم موقفي في الوقت المناسب". وأشاد بموقف الجامعة العربية التي طلبت من مجلس الأمن تبني المبادرة العربية، مؤكدا "أن الأمر رائع، والسوريون يقتربون من الحرية". كما أعرب عن اعتقاده بأن النظام السوري "لن يوقع البروتوكول المطروح من الجامعة العربية (ارسال مراقبين إلى دمشق لتنفيذ المبادرة العربية)، وإن فعل، فهو لن يلتزم به". وأشاد أيضا بالسياسة التي تتبعها تركيا في سوريا، وقال: "تركيا تساعد اللاجئين السوريين". واعتبر "ان 14 آذار 2005 حفز العرب على الثورات، اذ آمنوا أن التغيير ممكن" معتبرا في الوقت عينه "أن لكل دولة خاصيتها". وتطرق الحريري إلى الأحداث الأمنية الأخيرة في بيروت، فشدد على "ضرورة سحب الأسلحة غير الشرعية". وقال ردا على سؤال: "يمكننا أن نتوصل إلى تحقيق حلمنا في لبنان، يجب أن نؤمن بذلك، نحتاج فقط أن نسمع ونتواصل أكثر، فالوطن للجميع".

 

بطرس حرب: يهمّنا الإتفاق على قانون إنتخاب لا نندم عليه

أوضح النائب بطرس حرب أنَّ "إجتماع الأقطاب الموارنة في بكركي هدف لتحديد المبادئ" بما يتعلق بقانون الانتخاب، لافتاً إلى أنَّه "تم الاتفاق بين المجتمعين على أن التوجه في طرح "اللقاء الأرثوذكسي" لقانون الانتخابات سليم، فكان هناك توافق على طرحه كمنطلق للبحث، وإذا اتفق اللبنانيون عليه يتم تمثيل الجميع تمثيلاً صحيحاً"، وأضاف: "وقررنا ترك الحوار مفتوحاً حول قانون الانتخابات".

حرب، وفي مداخلة عبر إذاعة "صوت لبنان - 100.5"، قال: "نحن منفتحون على الطروحات كافة ولكن الشعارات البراقة لا تكفي، ويهمنا أن نتفق على قانون إنتخاب لا نندم عليه لاحقاً، كما أننا نخشى أنه في حال جرّبنا صيغة معينة أن تصبح هي القاعدة أو أن لا تعطي النتيجة المرجوة".(رصد NOW Lebanon)

 

كفى حديث عن الإنصهار المقنع الغبي وعيش مشترك مفقود ومزور لمصلحة طرف دون آخر في لبنان وكفى الحديث عن دمج المجتمع اللبناني بالقوة بعضه ببعض

هل تهميش المسيحيين عيش مشترك ومطالبتهم بحقوقهم تقوقع؟!"إستحوا بقى"

موقع الكتائب

وهبّ المنادون بالمناصفة ينددون بما صدر عن الإجتماع الماروني في بكركي...هؤلاء الغيارى على مصلحة المسيحيين في لبنان والمنظرون في العيش المشترك والإنصهار الوطني هبّوا مستنكرين إعتماد قانون الستين ومهددين بأنه لن يمرّ لما يشكل من خطر على لبنان. هؤلاء "النظيرة" من حزب الله وتيار المستقبل فوئام وهاب والشخصيات المبعثرة يميناً ويساراً كان الأجدى بهم السكوت والخجل بدل التنطح بالقصف على القانون الأرثوذكسي...هؤلاء الذين سكتوا إن لم نقل ساهموا في تهميش المسيحيين على مدى 15 سنة من الإحتلال السوري للبنان ودعموا المناصفة الشكلية بين المسيحيين والمسلمين كما نص الدستور لكنهم إعتمدوا المثل القائل : " يلي إلي إلي...ويلي إلك إلك وإلي"

كفى حديث عن الإنصهار المقنع الغبي وكفى الحديث عن عيش مشترك مفقود ومزور لمصلحة السنة والشيعة في لبنان وكفى الحديث عن دمج المجتمع اللبناني بالقوة بعضه ببعض...هذا المجتمع مركّب شاء من شاء وهذا المجتمع متنوع ثقافياً ودينياً وفي طريقة العيش ويحق لكل مجموعة فيه أن تتمثل خير تمثيل وأن يكون ممثليها في مجلس النواب يمثلون فعلاً إرادة هذه المجموعة لا إرادة من أوصلهم "بالبوسطة" الى المجلس النيابي.

الجميّل: المناصفة غير محترمة منذ 20 عاما ولماذا نختبئ خلف إصبعنا اذ يقولون لنا لديكم المناصفة لكن نحن نختار 20 نائبا عنكم

تتفق الأطراف السياسية التي شاركت في اللقاء الماروني أن الإتفاق على المشروع الإنتخابي للقاء الأرثوذكسي أظهر بالدليل أن المسيحيين قادرون على الإتفاق على مسائل أساسية .

ويهدف تبني مشروع اللقاء الأرثوذكسي إلى تجسيد فعلي للمناصفة وهي جزء أساسي من الطائف ، ويرفض اللقاء الماروني اعتبار تبني هذا المشروع انقلاباً على الطائف .

وسيبدأ اللقاء الماروني تحركه عبر لجنة منبثقة عنه من أجل للتشاور مع كل الأطراف لتبني مشروع اللقاء الأرثوذكسي .

وفي هذا الاطار، اعتبر منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في حديث لل LBC ان الاتفاق الذي حصل امس في الاجتماع الماروني الموسع في بكركي رسالة جدا ايجابية للمسيحيين حتى يعود لهم الامل بان الاتفاق بين المسيحيين ممكن وبان الوحدة المسيحية التي ينتظرها الكثير منهم ممكنة حول مواضيع مهمة كموضوع الانتخابات.

اضاف الجميّل: "لماذا نختبئ خلف إصبعنا اذ يقولون لنا لديكم المناصفة ونحن نختار 20 نائبا عنكم" ، لافتاً الى ان العلاقة بين الاطراف يجب ان تكون شفافة وغير مبنية على التكاذب .

وشدد الجميّل على ان المناصفة غير محترمة منذ 20 سنة في لبنان فاما هناك نية للتصحيح ام لا ، ورأى انه عندما يعترض احد على تحقيق المناصفة يعني انه ينسف الميثاق.

عون: نحن كنا بفترة 1982 مع بشير الجميّل ونفتخر بهذا الماضي الذي لا يجوز لاحد التعرض له، وطريقة رد الموسوي لم تكن موفقة

علّق عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب الان عون عبر قناة الجديد على المشادة الكلامية التي جرت في مجلس النواب بين منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل والنائب نواف الموسوي، كاشفاعن احراج لدى فريقه.

وقال عون: بمحبة اقولها للجميع حان الوقت لكي نخرج من التعرض لماضي بعضنا البعض فلكل منا ماض يجب احترامه ومن يريد ان يحاسب فليحاسب على الحاضر.

اضاف عون: كل فريق سياسي تموضع في مكان معين في الحرب اللبنانية ونحن اخترنا ان نكون بفترة 1982 مع بشير الجميّل وهذا كان خيار المجتمع المسيحي باكثريته.

ولفت عون الى ان خطابا كهذا لا يساعد انما يضر، والتعرض لماضي المسيحيين يضر ونحن نفتخر باننا كنا جزءا من هذا الماضي، ولا يجوز لاحد ان يتعرض له.

واشار عون ردا على سؤال الى انه من المعروف ان حزبي الكتائب والقوات يحاربان في الشارع المسيحي بشكل اساسي ضد حزب الله وسيظلان يحاربان ضده والرد على ذلك من قبل الاخرين يجب ان يكون افضل من الطريقة التي استُخدمت، فهي لم تكن موفقة.

السنيورة: خطاب الموسوي لطمة كبيرة لمجلس النواب

نوه رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ب"خطوة تمويل المحكمة الدولية عن طريق المصارف"، معتبرا اياها "خطوة ايجابية تسجل للرئيس ميقاتي في هذا الشان"، وقال: "لو كنت في السلطة كنت ساسعى الى ان يسهم المجتمع المدني ايضا بتحمل اكلاف من هذا النوع وان يساعد الخزينة اللبنانية".

وعن اعتذار النائب نواف الموسوي، قال: "الاعتراف بالخطأ فضيلة، ولكن مع قولي بهذا الكلام لا بد لي من ان اعبر عن المي الشديد ان ينحدر الخطاب السياسي في لبنان الى هذا الدرك، واعتقد ان هناك لطمة كبيرة قد وجهها النائب الموسوي الى زميله والى المجلس النيابي والنظام الديموقراطي".

كلام السنيورة جاء على هامش استقباله في مكتبه في الهلالية في صيدا رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ووفدا من جمعية جامع البحر الخيرية في صيدا برئاسة الحاج محمد طه القطب ووفودا من صيدا والجوار عرض معهم شؤونا تهم المدينة .

ووصف السنيورة اتهام الاخبارية السورية تيار المستقبل بتجنيد ايرانيين وتدريبهم في صيدا لارسالهم الى سوريا ب"الكذبة الكبيرة" وبان هذا الامر ليس له اي اساس من الصحة، وقال: "ذكرني ذلك بالفيلم الذي استشهد به وزير الخارجية السورية وليد المعلم وتبين في ما بعد انه مختلق".

واضاف: "نحن لا نتدخل في الامور الداخلية لاي بلد عربي .. ولكن هذا لا يعني اننا لا نتعاطف مع اخواننا السوريين .. ولا نرى اي مصلحة لنا في ان نتدخل عبر هذا الاسلوب لاننا لا نؤمن به وليس لدينا القدرة على ذلك".

كاميرون: بريطانيا يجب الا تخشى من الدفاع عن القيم المسيحية ازاء "التدهور الاخلاقي"

أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان بريطانيا بلد مسيحي ولا ينبغي ان تخشى من الدفاع عن القيم المسيحية لمواجهة ما وصفه بـ"التدهور الاخلاقي" للبلاد.ففي تصريح نادر لرئيس وزراء بريطاني يتحدث عن الدين قال كاميرون ان مبدأ "عش ودع غيرك يعيش" كثيراً ما تحول إلى "افعل ما يحلو لك" في بريطانيا.

وأكّد كاميرون ان "التسامح اللامبالي" ازاء السلوك اللاخلاقي ساعد في تغذية ظواهر مثل اعمال الشغب التي شهدتها بريطانيا في اب والتجاوزات من جانب المصارف وارهاب الحركات الاسلامية المتنامية في الداخل، مشيراً إلى أن بريطانيا بلد مسيحي "ولا ينبغي ان نخشى الجهر بذلك".

كاميرون، وفي خطاب ألقاه في مدينة اوكسفورد بجنوب انكلترا بمناسبة مرور 400 عام على صدور طبعة كينغ جيمس للانجيل المقدس، قال: "لقد ساعد الكتاب المقدس في اعطاء بريطانيا مجموعة من القيم والاخلاقيات جعلت بريطانيا ما هي اليوم، وهي القيم والاخلاقيات التي يتعين علينا ان نقف الى جانبها وندافع عنها بجد"، مشيراً إلى ان "خيار الحياد الاخلاقي لا ينبغي ان يكون مطروحا".

ووصف كاميرون نفسه بأنه عضو ملتزم بكنيسة انكلترا وان كان "يمارس العبادة في الكنيسة دون فهم كامل"، قائلاً: "ان شكوكاً تملؤه بشأن قضايا لاهوتية كبرى". واضاف: "علينا ان ندافع عن قيمنا ان اردنا مجابهة التدهور الاخلاقي الذي يتبدى شيئا فشيئا في البلاد وقد شهدته بلادنا خلال الاجيال الثلاثة الماضية".

وتابع كاميرون: "الحياد الاخلاقي والتسامح اللامبالي لن ينفع فيما بعد" وان "عدم الاصداع بالحق فيما يتعلق بالسلوك وبالاخلاق تسبب في الوقوع في مشكلات اجتماعية" في بريطانيا، مشيراً إلى أنه اضافة الى اعمال ويليام شكسبير تعد ترجمة كينغ جيمس للكتاب المقدس باللغة الانكليزية "عملا ادبيا متفردا". واضاف: "لقد اسهم الكتاب المقدس في تشكيل القيم التي كونت بلادنا".

وأكّد كاميرون أن "المسؤولية، والعمل الجاد، والعمل الخيري، واللطف، والتواضع، وبذل الذات، والمحبة والافتخار بالعمل من اجل نفع الجميع دون تمييز واحترام الالتزامات الاجتماعية تجاه بعضنا البعض، تجاه اسرنا ومجتمعاتنا -- هذه هي القيم التي نثمنها، نعم هي قيم مسيحية، ولا ينبغي ان نخشى الاقرار بذلك"، مشيراً إلى أنها "ايضا قيم نتعلم منها جميعا -- يتعلم منها الجميع من كل دين وممن لا دين لهم. واعتقد انه يتعين ان نهب جميعا للدفاع عنها". واضاف: "ان الذين يقولون ان في ذلك ضيم للاديان الاخرى هم "خاطئون تماما

 

امين وهبي اعتبر أنه يقسم المجتمع مللاً ومذاهب 

عمار حوري لـ"السياسة" تعليقاً على الطرح الأرثوذكسي: نرفض أي قانون انتخابات يخرج عن "الطائف"

بيروت - "السياسة": استغربت مصادر نيابية أن يتحول المشروع الأرثوذكسي للانتخابات (على طريقة كل طائفة تنتخب نوابها), إلى مادة نقاش كما حصل في لقاء القيادات المارونية التي اجتمعت في بكركي أول من أمس بدعوة من البطريرك الماروني بشارة الراعي. وقالت المصادر لـ"السياسة": "كنا نأمل لو أن القادة الموارنة تقدموا بمشروع وطني لحل المشكلة الطائفية في لبنان, من دون أن يضيعوا وقتهم بمناقشة أفكارٍ تعيد لبنان مئة سنة إلى الوراء, سبق أن تقدم بها أشخاص لم يكن لهم حظ الفوز في الانتخابات النيابية الماضية, أو أنهم على ما يبدو يبحثون عن موقع لهم في "البازل" السياسي القائم حالياً, ومن هنا ولدت فكرة كل طائفة تنتخب ممثليها في البرلمان". وسألت المصادر: "ماذا يبقى من لبنان الرسالة الذي تحدث عنه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني, بعد تحويله مزرعة للطوائف والمذاهب, وتشريع هذه المسألة لتصبح قانوناً"? ووسط سيل الانتقادات التي يواجهها المشروع, توقف عدد من النواب المسلمين على اختلاف اتجاهاتهم السياسية عند ظاهرة "التطييف" السياسي التي يحاول البعض تسويقها من خلال المشروع الأرثوذكسي, رافضين البحث بأي أفكار لا تنطلق من اتفاق الطائف وصيغة العيش الوطني, مؤكدين سقوطها من قبل أن تولد.

عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أوضح ل¯"السياسة" أن تيار "المستقبل" لم يتخذ حتى الآن موقفاً مؤيداً بالمطلق لأي قانون انتخابي, كما أنه لم يضع "فيتو" على اي قانون انتخابي حتى الآن.

وأضاف: "يبقى الهاجس الذي ننطلق منه كنواب تيار "المستقبل" هو اتفاق "الطائف", لأن غير ذلك ربما يأخذ الأمور إلى مكان آخر", مشيراً إلى أن هناك أكثر من مقاربة للاقتراح الأرثوذكسي, وأن البيان الذي صدر عن اللقاء الماروني أشار إلى أن المشروع الأرثوذكسي سيتم بحثه مع الأطراف الوطنية الأخرى. من جهته أكد زميله في الكتلة النائب أمين وهبي ل¯"السياسة" عدم موافقته على المشروع الأرثوذكسي "الذي يقسم المجتمع اللبناني إلى ملل ومذاهب", معترضاً على فكرة ان كل طائفة تنتخب نوابها, لأن النائب يمثل الشعب اللبناني باعتبار كل الأقضية متداخلة من حيث التنوع الطائفي.

بدوره, قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الوليد سكرية ل¯"السياسة": "قطعاً إنني ضد هذا المشروع, لأن هذا القانون يحول لبنان من مجتمع موحد إلى مجتمع يكرس فيدرالية الطوائف سياسياً, فيما هدف اتفاق الطائف هو تحقيق الوحدة الوطنية وتمتين هذه الوحدة". واعتبر أن المشروع الأرثوذكسي يأخذنا إلى نظام فيدرالية الطوائف, و"هذا لا يؤدي إلا إلى شرخ في المجتمع والارتهان لقوى خارجية, ولن يفيد بشيء سوى الصراع على المكاسب, كما يؤدي إلى حروب أهلية". ورأى أن من طرح هذا المشروع إنما أراد بالحد الأدنى أن يصل إلى ما يريد, مؤكداً أن هذا القانون "يؤدي إلى نهاية لبنان".

 

تيار المستقبل/أكد أن خلافه مع "حزب الله" ليس مذهبياً /عودة الحريري إلى بيروت مرجحة بين أواخر 2011 ومطلع 2012

 بيروت -  "السياسة":علمت "السياسة" من مصادر خاصة أن عودة رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري إلى بيروت مرجحة أواخر العام الحالي أو مطلع العام الجديد, بعد غياب عن لبنان قارب السنة أعقب إسقاط حكومته, ما اضطره إلى مغادرة لبنان لأسباب أمنية, بناءً على نصائح تلقاها من أكثر من جهة, مشيرة إلى أن تحديد تاريخ العودة يقرره الحريري وحده ونتيجة للاتصالات والمشاورات التي يجريها على هذا الصعيد مع الأصدقاء والمقربين في لبنان والخارج. وكشفت المصادر أن الحريري على تواصل مستمر مع حلفائه في قوى "14 آذار", لتنسيق الخطوات في ما يتعلق بتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة, والبحث في أجندة المعارضة للتعامل مع الاستحقاقات المقبلة التي تنتظر لبنان, مشددة على أن عودة الحريري ستتواكب مع إجراءات حماية استثنائية سيتخذها فريقه الأمني في إقامته وتنقلاته حفاظاً على سلامته وخشية تعرضه لأي مكروه, باعتبار أن قرار عودته إلى بيروت محفوف بالمخاطر وهو ما يدركه الحريري والمقربون جيداً. وأشارت إلى أن وجود الحريري إلى جانب حلفائه في بيروت سيعطي زخماً قوياً لقوى المعارضة في المواجهة التي تخوضها ضد الحكومة وقوى "8 آذار" في المرحلة المقبلة, وسيعيد الحرارة إلى الحركة السياسية في إطار الصراع الدائر بين "8 و14 آذار" بشأن الكثير من الملفات الداخلية المطروحة. وفي دردشة مقتضبة عبر موقع "تويتر" أمس, أكد الحريري أنه مؤمن بأن "جميع المسلمين والمسيحيين (في لبنان) هم لبنانيون", مضيفاً "أنا أختلف مع "حزب الله" في الآراء كثيراً, لكن هذا لا علاقة له بكون الحزب شيعياً". ورداً على سؤال, أجاب الحريري: "الإسرائيليون يقتلون الفلسطينيين, والنظام السوري يقتل شعبه, وأنا ضد الاثنين (إسرائيل والنظام السوري)".  وعن رأيه باقتراح "اللقاء الأرثوذكسي" بشأن قانون الانتخاب, رد الحريري: "سأقدم موقفي في الوقت المناسب".

 

أوقفت جاسوساً يعمل لصالح سي اي إيه/إيران تؤكد استعدادها لمواجهة العقوبات والحربين الإلكترونية والناعمة

طهران - وكالات: أكدت إيران أمس, استعدادها لأسوأ سيناريو محتمل لتفادي آثار تشديد العقوبات الغربية عليها, مشيرة إلى أنها قادرة على مواجهة الحربين الالكترونية والناعمة.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية "ايرنا" عن وزير الخارجية علي أكبر صالحي, قوله "لسنا قلقين حقاً, تم إعداد التصور المناسب للتجاوب مع أسوأ سيناريو محتمل وخرجنا بخارطة طريق" لتجنب آثار العقوبات الجديدة التي تستهدف القطاع المالي والصناعة النفطية.

ولفت صالحي إلى أن طهران تمكنت من "تفادي" العقوبات الغربية وعقوبات الأمم المتحدة منذ قيام الثورة الاسلامية العام 1979, مقراً بأن "العقوبات لها تأثيرها", من دون أن يوضح كيف ستعمل "خارطة الطريق" الايرانية على التعامل مع العقوبات الاقتصادية الغربية المشددة ردا على رفض طهران التراجع عن برنامجها النووي المثير للجدل.

وجاءت تصريحات صالحي بعد اقرار الكونغرس الأميركي مقترحا جديدا لفرض حظر على صادرات ايران من النفط وعزل البنك المركزي الايراني عن المنظومة المالية العالمية, في وقت يبحث الاتحاد الاوروبي اتخاذ اجراءات مماثلة.

من جانبه, أكد وزير الدفاع العميد احمدي وحيدي, أن الدراسات الضرورية أجريت لأنواع الحروب الحديثة كافة.

وقال في تصريحات لوسائل الاعلام الرسمية إن "لدى ايران قدرات عالية في مجال الحرب الالكترونية والحرب الناعمة وانها الآن في طور انتاج نماذج طائرات هجومية من دون طيار".

وأضاف "لسنا دعاة الحرب ولكن اذا ما اراد العدو دخول الحرب معنا فنحن على استعداد تام لخوضها عبر استخدام قدراتنا كافة في مجال الأنظمة والمعدات القتالية المعقدة".

وأوضح أن "العدو شن علينا حربا الكترونية كما حاول اقتحام انظمتنا بارسال فيروسات الكترونية الا أن الجمهورية الاسلامية اعتمدت أسسا قوية ساعدتها على مواجهة هذه الهجمة".

وأشار إلى أنه "في الأسابيع الاخيرة أظهرت ايران قدراتها للعالم بانزال طائرة التجسس الاميركية وبأنها جادة جدا في الساحة الحقيقية للحرب".

من جهة أخرى, أعلنت وزارة الاستخبارات اعتقال شخص "ايراني الأصل" يعمل لصالح وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية, مشيرة إلى أن مهمته تتمثل في اختراق الاستخبارات الايرانية لتزويدها بمعلومات خاطئة والتجسس في آن واحد.

وذكرت في بيان, أن هذا الشخص "تلقى تدريبا من سي آي ايه", مشيرة إلى أنه عمل سابقا محللا للجيش الاميركي في العراق وأفغانستان, من دون أن تحدد هويته او جنسيته.

ولفتت إلى أن أجهزة الاستخبارات الايرانية كشفت عن العميل عندما كان يتلقى تدريبا في قاعدة باغرام الاميركية في افغانستان واوقف لدى دخوله الى ايران, من دون أن تحدد توقيت التوقيف ولا ظروفه.

 

إنجازات مجلس التعاون مؤشر على صلابة الإرادة وقوة العزيمة 

العلاقات مع إيران وتشابكاتها أبرز الملفات أمام قمة "الخليجي"

 الرياض - وكالات: يناقش قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال قمتهم في الرياض غداً وبعد غد ملفات شائكة كالعلاقات الصعبة مع إيران وتشابكها مع الأحداث في سورية والبحرين والعراق, في ظل أدوار متشعبة ومبادرات أقرها المجلس, سيما في اليمن, منذ بدء حركة الاحتجاجات في الدول العربية مطلع العام الجاري.

واوضح الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني, في بيان تلقت "السياسة" نسخة منه أمس, أن جدول أعمال قمة الرياض, برئاسة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز, "سيكون حافلاً بموضوعات العمل المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتقارير المتابعة, والتي تتطلب اقرارها من مقام المجلس الأعلى وأخذ التوجيهات بشأنها", مشيراً الى ان المجلس الوزاري هو المعني بتحضير ملفات القمة من خلال اجتماعه التحضيري الذي عقد خلال شهر نوفمبر الماضي في الرياض وسيستكمل اليوم الأحد.

وأكد الزياني أن مجلس التعاون بات, بفضل الدعم المتواصل من القادة, "علامة بارزة وكياناً راسخاً ومتجذراً", وأصبحت انجازاته مؤشراً بالغ الدلالة على صلابة الإرادة وقوة العزيمة والتصميم.

من جهته, قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله لوكالة "فرانس برس" ان الملف السياسي سيتطرق الى "كثير من الأوضاع الراهنة التي تفرض نفسها كالعلاقات مع ايران والاوضاع في اليمن وسورية", مشيراً إلى ان "الكثير من قضايا الشرق الاوسط ستعرض على اجتماع القمة من باب واقع الأمر وواقع الظروف التي تفرض نفسها على اجتماع القمة".

واضاف ان "قادة دول المجلس سيتبادلون الآراء بشأن تلك القضايا وستصدر التوجيهات المشتركة بشأن كيفية التعامل معها", لافتاً إلى ان "هناك مسائل متفقا عليها في اطار دول المجلس خصوصاً في التعاون والبرامج المشتركة". وأكد بن علوي ان "دول مجلس التعاون الخليجي في قاعدة تحركها الديبلوماسي يهمها تحقيق الاستقرار وهو النهج الذي نعمل في اطاره ونأمل من كل الاطراف التي لها صلة في تلك الأوضاع ان ينهجوا نفس النهج". بدوره, قال مصدر رفيع في الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي, رافضاً كشف اسمه, ان "القادة سيناقشون العلاقات مع ايران والمبادرة الخليجية في اليمن مؤكدين دعمهم لها", مشيراً إلى أن "ملف سورية موجود لدى جامعة الدول العربية", كما أن "الانسحاب الأميركي من العراق يبقى شأناً داخلياً, وحتى الآن ليس هناك أي اعلان خليجي بخصوص هذا الامر".

وأكد ان القادة "سيبحثون شؤوناً خليجية مشتركة مثل الاتحاد الجمركي والتعاون الاقتصادي". إلى ذلك, قال أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة الملك سعود خالد الدخيل "هناك موضوعان حساسان للغاية هما اليمن وسورية فما يجري في هذين البلدين مهم جداً لدول المجلس", معرباً عن اعتقاده بأن "التداخل والتشابك الايراني في مسائل سورية والعراق والبحرين ستكون موضع نقاش القادة".

ولفت في هذا السياق الى الزيارة الي قام بها وزير الاستخبارات الايرانية حيدر مصلحي الى الرياض, الاثنين الماضي, حيث التقى ولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز ورئيس الاستخبارات الأمير مقرن بن عبد العزيز. وبشأن تشابك العلاقات بين سورية وايران, قال الدخيل ان "العلاقات الستراتيجية ليست جديدة فقد بدأت منذ العام 1979 لكن الجديد هو عدم قدرة الرئيس السوري بشار الاسد على ادارة التوازنات خلافاً لما كان يفعله والده", مشيراً إلى "ملفات شائكة جداً امام قادة دول الخليج".

واضاف "نأمل أن تكون هناك إصلاحات في مجلس التعاون للتأقلم مع الظروف الجديدة الناجمة عن الربيع العربي, فالإصلاحات يجب أن تكون سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية", مؤكداً "ضرورة طرح موضوع الوحدة بين دول المجلس أولاً قبل الانفتاح على الآخرين", في اشارة الى احتمال انضمام الاردن والمغرب الى مجلس التعاون. وعبر الدخيل عن اعتقاده بأن "انضمام هذين البلدين اصبح في حكم المؤجل", مشيراً الى "ضرورة الانفتاح ليس على الملكيات فقط إنما على مصر وغيرها وربما سورية في وقت لاحق".

 

أولويات في حسابات الكتائب الوضع السوري وقانون الانتخاب والتنظيم

من المسيرة الطالبية الكتائبية الأخيرة

بيار عطاالله/النهار

ثلاثة مسائل تحتل اولوية العمل في حسابات الكتائب هذه الايام، وتشغل مساحة لا بأس بها من جهود القيادة في الصيفي والكوادر الوسيطة، سواء على مستوى الامانة العامة ام اللجنة المركزية.

اول هذه المسائل الوضع في سوريا. فعلى خلاف احزاب وقوى 14 اذار وتجمعاتها، التي لا تتردد في اشهار حماستها لـ"الثورة السورية" وتترقب انهيار نظام البعث، يبدو الكتائبيين اكثر برودة واقل انفعالاً بدليل سؤال نائب رئيس الكتائب سجعان قزي عبر وسائل الاعلام: "هل هو ربيع العرب ام ربيع الاصوليات؟". وتقول اوساط قيادية في الصيفي بوضوح إن "الكتائب تقف بجانب كل حركة تنادي بالديموقراطية والتحرر والمساواة في سوريا وغيرها، لكن خبرة الكتائب الطويلة في الشأن السوري تدفعها الى نصح الاقربين والابعدين بتجنب التورط في أمور سوريا الداخلية". والرأي لدى هذه الاوساط ان اقحام اللبنانيين انفسهم في الصراع السوري الداخلي قد يؤدي الى عواقب وخيمة على لبنان الوطن وتشريع الباب امام تدخل السوريين مستقبلا في الشأن اللبناني، وهم لا تنقصهم الحجة للتدخل، بمعنى ان الكتائب تدعو الى الحياد الايجابي والحذر في التعامل مع التطورات السياسية. والخشية الأكبر لدى الكتائبيين، في ضوء ما جرى ويجري في مصر والعراق، ان يؤدي تدخل اللبنانيين في شؤون سوريا، ووصول السلفيين الى السلطة في مجتمع تعددي مثل سوريا، الى نتائج وخيمة تنعكس على لبنان وسوريا معا.

المسألة الثانية التي تعالجها قيادة الكتائب بعناية وحذر هي قانون الانتخابات الذي تجنب الحزب اعتماد طرح محدد في شأنه بل استمر نواب الحزب ووزراؤه والناطقون باسمه في الترويج لجملة خيارات وتظهير حسنات وسلبيات النسبية، او مشروع "اللقاء الارثوذكسي" والدائرة الفردية تحت شعار "اعطانا الطائف 64 نائباً ونريد 64". لكن غالبية الكتائبيين المعنيين بالموضوع او الذين "يشتغلون سياسة"، ومع تأييدهم الضمني لمشروع "اللقاء الارثوذكسي" الطموح، يراهنون على ان هذا الجدل ليس إلا مضيعة للوقت ولن ينتهي سوى الى العودة الى قانون الستين بدون زيادة او نقصان لاسباب عدة وكثيرة، منها ان احداً من القوى الاساسية في 14 و8 اذار لا يريد المزيد من القوة السياسية للحضور المسيحي، اضافة الى ان معالجة شكوى المسيحيين من الحرمان والاجحاف واللامساواة الفاقعة، التي يشعرون بها ويتلمسونها يومياً في مسار تعامل مؤسسات الدولة اللبنانية معهم، لن تستقيم قبل جلوس اللبنانيين معاً والحوار حول بنية جديدة للنظام السياسي الذي اثبت فشله الذريع رغم اتفاق الطائف. وبهذا المعنى ينشط حزب الكتائب في الترويج لـ"اللامركزية الادارية" الموسعة، معتبرا انها الفرصة الاخيرة المتاحة للتعدد اللبناني لترتيب اوضاعه والاتجاه نحو الانماء المتوازن قبل سقوط الهيكل على رؤوس الجميع.

المسألة الثالثة تتصل بتفعيل القاعدة الكتائبية. وفي هذا السيااق يركز امين عام الكتائب ميشال خوري ورفاقه على وضع الخطط ورصد أوضاع الاقاليم والاقسام الكتائبية واعادة رص الصفوف و"شد العصب" ومعالجة الثغر فيها حتى لو اقتضى الامر تدابير صارمة. ولا تخرج تظاهرة طلاب الكتائب في عين الرمانة مساء اليوم عن عملية الاستنهاض هذه، والامور بالنسبة الى خوري لا تتحمل اي تأجيل، فبقدر ما تكون قواعد الكتائب في المناطق على جهوزية كاملة تستطيع قيادة الصيفي تعزيز اوراقها السياسية في مرحلة تاريخية من تاريخ لبنان والمنطقة، وسيكون كل ما يليها مختلفا عما سبقه من تطورات جيوسياسية قد تحدد مصير المسيحيين في لبنان لمدة طويلة.

 

سياسة "النأي بالنفس".. هل تشمل الجنوب أيضا؟!

محمد مشموشي/المستقبل

بعد التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول قوات "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني والتوجه لاعادة تقييم دورها في المرحلة المقبلة، وحديث قائد هذه القوات اللواء البرتو أسارتا عن أن مسلحين وأسلحة ما زالوا موجودين في منطقة عمل هذه القوات خلافا لنص القرار 1701، يخطئ من يظن بأن التنديد الكلامي بما تتعرض له هذه القوات من اعتداءات أو باطلاق صواريخ من منطقة عملها يكفي لحفظ الأمن على الحدود مع العدو الاسرائيلي من جهة أو لبقاء القوات في لبنان وأدائها مهماتها من جهة ثانية.

وفي الواقع، فلا تفعل الحكومة اللبنانية غير ذلك، كما لا يفعل غيرها من قوى الأمر الواقع التي تكرر ليل نهار أنها تزداد عدة وعددا، فضلا عن أنها تسيطر عمليا على الأرض وتعتبر نفسها قوة الدفاع الأساسية والأولى عنها.

ذلك أنه بعد خمس سنوات كاملة على صدور القرار 1701، وتكرار الشكوى اللبنانية من عدم الانتقال من وقف العمليات الحربية الى وقف اطلاق النار كما ينص القرار، ما تزال قوى مسلحة غير شرعية (بحسب تعريف الأمم المتحدة) متواجدة في المنطقة التي يفترض أنها انسحبت منها منذ ذلك التاريخ. ليس ذلك فقط، بل ان القوات الدولية العاملة فيها تتعرض الى اعتداءات بالعشرات حتى الآن سواء في أثناء قيامها بواجبها أو في خلال تنقلها بين مواقعها أو بينها وبين العاصمة والمدن الأخرى. بل وأكثر، فعندما يتبين أن الكتائب المستهدفة هي اما فرنسية أو ايطالية أو أسبانية، من دون ما عداها من قوات تنتمي الى أكثر من عشرين دولة، لا يكون من قبيل الظلم للمعتدين والذين يقفون وراءهم الظن بأن عملهم يرمي الى هدف سياسي قبل أي شيء آخر.

ولعله من هنا، وليس من أي منظور آخر، جاء وصف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه للاعتداء الذي استهدف كتيبة بلاده في صور بأنه "رسالة" موجهة الى باريس مباشرة، وبأن العاصمة الفرنسية قد تسلمتها وان "لم تكن تملك الدليل الكافي على ذلك"!. ولعله من هنا أيضا، وبعد أقل من 48 ساعة على "الرسالة" الفرنسية، جاء اطلاق صاروخ مجهول الهوية(وربما مجهل الهدف عمدا، لأنه سقط في قرية حولا اللبنانية) للقول ان الجنوب ليس صندوق بريد فقط بل هو صندوق ألغام يمكن أن ينفجر في وجوه الجميع في أية لحظة أيضا.

مع ذلك، لم يتغير شيء في الموقف الحكومي اللبناني: التنديد الكلامي على أرفع المستويات ومن كل الفرقاء، ثم زيارة لقائد الجيش شملت موقع الاعتداء على الكتيبة الفرنسية وموقع اطلاق الصاروخ المجهول والمجهل للأهداف المعروفة!. هل هي نظرية "النأي بالنفس" ما غيرها، يعتمدها الحكم في لبنان مجددا تجاه ما يجري في الجنوب ضد أهله والقوات الدولية معا، بالاسلوب نفسه الذي اعتمده في الأمم المتحدة والجامعة العربية ازاء ما يعتبره علاقة خاصة مع سوريا؟. وهل يستقيم الأمر عندما تتحدث دمشق، في سياق أزمتها الداخلية الراهنة، عن لبنان بوصفه احدى عيون الزلزال الذي سيضرب المنطقة عن آخرها اذا تعرضت سوريا الى عمل عسكري من الخارج؟. واقع الحال أن لا "النأي بالنفس" أعفى لبنان من السقوط سياسيا على مستوى العالم وبين العرب، ولا هذا يعفيه الأن من المسؤولية عمليا عن أمن المواطنين في الجنوب وتجاه الأمن في المنطقة عموما. اذ لا يعني شيئا، بالنسبة للخارج فضلا عن الداخل، أن يردد لبنان يوميا أنه يتمسك ببقاء قوات "اليونيفيل" وتنفيذ القرار 1701 فيما لا يفعل الا أنه يكتفي بالتنديد بالاعتداءات المتكررة عليه(على القرار) وعلى القوات المكلفة بتنفيذه.

وصحيح أن العدو الاسرائيلي لم يوقف بدوره اعتداءاته على القرار وقوات "اليونيفيل"، بالتحليق الجوي تارة وبالتوغل خارج الخط الأزرق تارة أخرى، الا أنه لم يقتل أو حتى يجرح واحدا من أفراها فيما لا يفتأ يدعي، تبريرا لاعتداءاته، أنه انما يراقب المسلحين والأسلحة... أولئك الذين تحدث عنهم بان كي مون والبرتو أسارتا في موقفيهما الأخيرين.

فأي مبرر للبنان، ولحكومته خاصة، أن يجد نفسه في وضع من يخرق القرار 1701 ثلاث مرات في وقت واحد: يطالب بتنفيذ باقي بنوده والانتقال به الى وقف اطلاق نار دائم، ثم يخرقه باستمرار تواجد الأسلحة والمسلحين حيث لا يجب أن يكونوا موجودين، ثم يوجه أسلحته وعبواته الناسفة ضد القوات المسؤولة عن هذا التنفيذ؟.

يخطئ من يظن أن العالم لا يدرك تعقيدات الوضع اللبناني، داخليا واقليميا، الا أنه يخطئ أكثر اذا ظن أن هذا العالم يمكن أن يتحمل طويلا سفك دماء أبنائه في الجنوب من جهة أولى واظهاره في صورة العاجز عن القيام بمهماته في حفظ الأمن في المنطقة من جهة ثانية.

ولهذا، فعلى الدولة اللبنانية أن تخرج من "القفص" الذي تسجن نفسها فيه، وتتصور في الوقت ذاته أن العالم يمكن أن يقبل بأن تسجنه معها داخله بعد الآن. سيكون عليها أن تقف موقف الدولة المسؤولة في الداخل اللبناني، ومع الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون عشية اعادة تقييم دور قوات "اليونيفيل"، وربما اتخاذ القرار ببقائها من عدمه بعد الموقفين الأخيرين من بان وقائد هذه القوات.

هل تفعل هذه المرة، أم تبقى مقولة "النأي بالنفس" سياستها الوحيدة تجاه أبناء وطنها والأمن النسبي فيه كما كان الحال في ما يتعلق بالموقفين الدولي والعربي من المجزرة التي تستمر فصولا منذ 10 شهور في سوريا؟. لا مؤشرات الى ذلك، لسبب بسيط ووحيد هو أن ما يهم بقاء الحكومة وليس أي شيء آخر. ولم تشكل هذه الحكومة أساسا الا لأن مسألة السلاح والأمن في لبنان، وليس في الجنوب فقط، كانت على جدول الأعمال في الحكومة السابقة. وليس من المبالغة في شيء، اعتبار انه اذا استمر الوضع على حاله، فسيكون بقاء قوات "اليونيفيل" في الجنوب، وحتى بقاء الأمن في لبنان كله، البند الرقم واحد على جدول أعمال المسؤولين اللبنانيين في الفترة المقبلة

 

هل فات الأوان؟!

علي نون/المستقبل

افترض مبدئياً يا اخوان، ان أحداً لا يُجادل في مسلّمة مفادها ان "حزب اله" يتحكّم بالمناخ اللبناني، السياسي وغير السياسي منذ ست سنوات وأكثر. واننا شئنا أو أبينا (ونحن لم نشأ) يدوزن مزاج ذلك المناخ على وقع خطواته وتصريحاته وغزواته وحروبه الفعلية، العسكرية والأمنية، وتلك المتصلة برديفاتها في السياسة والإعلام.

وأفترض مبدئياً بعد ذلك، اننا شئنا أو أبينا (ونحن لم نشأ) دفعنا وندفع كلنا في الاجمال، المواطنون اللبنانيون الحائزون على الأهلية التامة لحمل هويتنا، أثمان ذلك المشروع الطموح والجامح الذي يحمله الحزب ويضعه بالأصالة النسبية عن نفسه، وبالوكالة عن حلفائه أو حليفه الأول إيران، موضع التنفيذ، أو التجريب أو المحاولة وبزخم واضح، ودأب مؤسساتي ومنظّم الى أبعد حدود التنظيم.

مشروع إسبارطي مشكلته في جغرافيته قبل أن تكون في استحالته. حيث اننا في لبنان البلد العصي على الضبّ والاختزال. الفريد في خلاصاته ومفارقاته، والذي مكامن ضعفه هي ذاتها مكان قوته: تعددية دينية (أولاً) منعت نزوحه الى المناخ الانقلابي أو الحزبي الاحادي أو الديكتاتوري العربي (المعنى واحد). وتلك التعددية ولّدت وفرخّت حيثيات استنفارية في الاقتصاد والمال والفكر والعسكريتارية، ومشت في جملتها، في حقول القتل قبل أن تعود من ذلك التيه التمايزي مدمّاة وجريحة ومكسورة الخاطر، لتستكين تحت خانة الإجماع، متدفئة بالهوية الواحدة، وهاربة من لسع صقيع الهويات العصبية ومرارة التجربة!

ذلك الخليط حصّن بلدنا بقدر ما شلّعه. لكن المحصلة الوحيدة لمجمل تلك التجارب هي ان جهة واحدة لا تستطيع أن تحكم أو تتحكم بالآخرين مهما امتلكت من مقومات ومقدّرات... تستطيع تلك الجهة (وفي حالتنا هي حزب الله) أن تُسمم جوّها ومحيطها أو تعسّـّله. وتستطيع أن تُبقي مواضع القلق والتوتر والتوجّس حارة وعاجلة وطازجة على الدوام، أو أن تطفئها وتبرّدها، لكنها لا تستطيع "السيطرة". لا المطلقة ولا النسبية، ولا الواضحة ولا الملتبسة.. في ذلك نعمة ربّانية مُثلى! المعضلة الفجّة والمقلقة الى آخر حدود علم النفس، هي ان "حزب الله" يصرّ حتى الساعة على استبدال حقائق لبنان العامة بطموحاته الخاصة. ولا يعوّف او يوّفر أو يعدم طريقة أو أسلوباً أو غواية من أجل تأكيد منحاه هذا. وكأنه في المحصلة الأخيرة قرر استناداً الى "يقينياته" الدخول في التجربة حتى النهاية. وفي ذلك يصح الاستطراد الافتراضي بأن أصحاب القرار هنا ليسوا "محليين" وإنما "غرباء" يعرفون الكثير من حقائق وأرقام البلد لكنهم لا يعرفون روحه التامة ولا طبيعته الأخيرة؟!

يفترض كثيرون تبعاً لذلك، ان الأوان فات ومات على احتمال "عودة الروح" الى ذلك النص الحزبي ومشروعه الأكبر من حدود الكيان اللبناني. وان الرهان على تلك العودة لا يتناسق ولا يتناسب ولا يسري سريان منطق التسوية في كتاب الحياة، مع الغلو الطافح في ذلك النص وفي أصحابه، ومع تنامي ما اصطلح على وصفه بـ"فائض القوة".

لكن رغم ذلك، ربما تشي الأقدار بغير قرار. وربما يوصل كل ما يجري عندنا ومن حولنا، الى مكان ما، يُعيد فيه أهل الحزب الحديدي قراءة لبنان من جديد، في كتاب ليس من انتاجهم، وفي نص ليس وليد غلوائهم وجموحهم وقوتهم. ما يوصلنا في نهاية المطاف الى "حالة" لبنانية أولى مفادها: ان الدولة بديل نبيل وكريم، يحفظ مياه وجوه الجميع، ويخرجهم من أسر الاحراج وذلّ الانكسار.. وفي ذلك لو وصل صوت المنادي، قمّة الرجاء، ضناً بأهل التجربة المستحيلة، وبنا جميعاً سواء بسواء.. ولم يفت الأوان!

 

لا تخلي عن دور "اليونيفيل" في الجنوب والدول ملتزمة

ثريا شاهين/المستقبل/تقوم الأمم المتحدة بمراجعة استراتيجية قوتها العاملة في الجنوب لتنفيذ القرار 1701 "اليونيفيل". ومن المقرر ان تنهي المراجعة في مطلع آذار المقبل، وفي ضوئها ستتخذ المنظمة الدولية إجراءات. وتعنى المراجعة بتحسين وتفعيل عمل القوة. في حين ان الفريق الخاص بالمراجعة، لاحظ ان عدد الجنود في الجنوب ينتشر بنسبة عالية في الكيلومتر المكعب الواحد، مقارنة بانتشار قوات حفظ السلام في كل المواقع التي تنتشر فيها في العالم. أي ان هناك عدداً كبيراً لمنطقة صغيرة. لذلك فإن هذه المراجعة هدفها دراسة ما تحقق من أهداف خلال وجود القوة في الجنوب، وما الذي لم تحققه بعد في مهمتها، وما إذا كانت قادرة على تحقيق كل المهمة الموكلة اليها، ووفق أي عدد يمكن تحقيق كامل مهمتها، وبموجب أي مقومات وتتناول المراجعة أيضاً وضع القوة حالياً، ووضعها منذ ان انشئت. وإذا أوصت المراجعة بالتخفيض سيصار الى خفض عديد القوة.

لكن المراجعة وأي قرار يصدر عنها، بما فيها الخفض، لن يؤثر على التزام الدول بمهمة القوة، ولا يعني ان هناك تخلياً عن "اليونيفيل"، لا سيما وان الدول كانت تتحدث عن الخفض، ليس بسبب التفجيرات، لكن من أجل تخفيف الأعباء. انه قرار متخذ سابقاً، لكن متى وكيف يتم التنفيذ فلا تزال الأمور غير واضحة، وفقاً لما تفيد به مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع.

انما لن تتخلى "اليونيفيل" أو الدول المشاركة فيها عن دورها في الجنوب، لان الأمر مرتبط بعوامل عدة أهمها، دور المجتمع الدولي في المنطقة والتخلي عن هذا الدور لن يتم. ثم هناك حاجة للبنان ولإسرائيل للقوة الدولية. فضلاً عن أن ليس هناك أي سبب جوهري يجعل الدول تسحب قواتها من "اليونيفيل"، لا سيما وان ما أنجزته هذه القوة على مدى سنوات من وجودها في الجنوب على مستوى الاستقرار والهدوء، يؤخذ بالاعتبار عند تقييم أدائها والاستمرارية فيه.

كما ان القرار 1701 ليس فقط حاجة للبنان، بل للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ولإسرائيل. وثمة إصرار دولي على ان ما حصل عبر تنفيذ القرار هو إنجاز في حد ذاته. إذ منذ العام 2006 تحقق استقرار في الجنوب وعلى الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية حتى الآن، لم يحصل مثيلاً له منذ العام 1967.بحيث كان يشوب الوضع سابقاً عمليات فدائية فلسطينية، واحتلال إسرائيلية وقصف واعتداءات على لبنان. وانها حالياً أطول فترة هدوء يشهدها الجنوب اللبناني. وبالتالي، لن يصار الى التخلي عن الدور الاستراتيجي الذي تقوم به القوة. لكن ذلك لا يعني ان الدول المشاركة فيها، ستقبل بالأخطار التي تهدد حياة جنودها، ان من خلال التفجيرات أو ما يؤدي الى تعريض سلامة القوة، من جراء تعريض الأمن والسلم الدوليين للمخاطر.

في كل تقارير الأمم المتحدة، هناك إشارة الى الاستقرار الهش. لكن في الوقت نفسه هناك حديث عن ان السنوات الخمس من عمل القوة في ظل صدور القرار 1701 كانت هادئة، ولم يؤذ كثيرون، انما حصلت حوادث محدودة. الآن يأتي دور لبنان في مساعدة الدول على البقاء في القوة، من خلال إجراء التحقيقات حول المتورطين في التفجيرات والتوصل الى نتيجة ومحاكمة الفاعلين، لانه من غير المعقول ان تتكرر الاعتداءات ويسكت المجتمع الدولي عن الأمر ويتابع مهمة القوة. لانه بحسب المصادر، فإن استمرار الاعتداءات سيجعل الدول في النهاية تغير رأيها. وهذا لا ينطبق فقط على "اليونيفيل" انما على كل جيوش حفظ السلام في العالم. على ان المراجعة الاستراتيجية للقوة، ستشمل أيضاً استراتيجية الخروج بشكل عام. إذ تدرس ما الفترة التي تستغرقها القوة لإنجاز مهمتها وما إذا كانت ستنجزها أم لا، وكيفية الخروج من القوة وبعد أي فترة من الزمن. لكن هذا لا يعني ان الخروج الآن حاصل وفي ضوء الاستراتيجة، لان الاستراتيجية ستضمن حاجة القوة لإنجاز مهمتها حتى النهاية. وقرار خفض عديد القوة، يأتي أيضاً من الدول المشاركة، حتى الآن هناك التزام مستمر بالقرار 1701 وبالقوة، ويتفق ذلك مع الأجواء الدولية المحيطة بملفات المنطقة المفتوحة، والحاجة الى الاستقرار في لبنان. الأوروبيون هم أكثر الجنسيات التي تتعرض للاعتداء في القوة.واسبانيا وايطاليا خفضت عديد قواتها، لكن لا يمكن القول ان العدد الاجمالي للقوة تراجع. ذلك انه حل محل هذا الخفض مشاركة ايرلندية وبرازيلية.وعدد القوة سيبقى ثابتاً على ما بين 12 ألفاً و13 ألفاً، ما يعني ان ليس هناك خفضاً دراماتيكياً. وأي خفض لا يعني تراجع الالتزام الذي يبقى كاملاً تجاه القوة. كما لا يعني تراجع العدد الذي يبقى على حاله

 

عودة الحذاء الى مكانه

احمد عياش/النهار

أول معرفتي بالدكتور نواف الموسوي كانت عبر الكتاب الذي ترجمه لهنري كوربان عن الإسلام الايراني ونشرته "النهار" عام 2000. الكتاب الذي وضع بالفرنسية ونقله الموسوي الى العربية يمثل اضافة مهمة الى المكتبة العربية. وهنا كان المترجم شخصاً آخر غير النائب الذي أطل الاربعاء الماضي في مجلس النواب. تجد نفسك أمام مفارقة مماثلة في شخصية الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي ينتمي الموسوي الى كتلته النيابية عبّر عنها نيكولاس بلانفورد في كتابه الصادر حديثاً بعنوان "محاربو الله" والذي يوثق نشأة "حزب الله" وصيرورته بما يثير الاعجاب. في هذا الكتاب عرض لشخصية نصرالله الذي كان انطوائياً وخجولاً عندما كان يتدرج في الحزب. لكنه اليوم يتميز، بحسب معرفة من هم خبراء في الحزب، بالعنف الذي يعبّر عن ذاته بخطاب عالي النبرة لا يدع مجالاً للهدوء والتروي واستشراف المخارج. الأمر يحتاج في العمق الى مهارات علم النفس لمعرفة هذا التحول في هاتين الشخصيتين. على رغم انه من المبالغة القول ان أحداً منزّه عن الانفعال. فكيف إذا كان المرء يعيش في بلد كلبنان ومنطقة كالشرق الأوسط؟ لكن هنا الكلام يعني من هم في موقع المسؤولية التي قد تقود ليس الاشخاص فحسب وانما الوطن الى الهلاك. ولذا لا يمكن التعامل مع الموضوع بترف وتعفف. بين "أشرف الناس" و"أشرف صبّاط" مسلسل انحداري ينبئ بأن العربة تتجه الى الهاوية ما لم تتوافر لها كوابح استثنائية. هل هناك من ناصح للحزب يدعوه الى الالتفات الى الاحوال في زمن التقلبات؟ بالتأكيد ان الاعتذار الذي صدر باسم الموسوي يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح. أما الاتجاه الأصح فهو الذهاب الى حيث تتحقق الظروف التي يستعيد فيها "حزب الله" ومعه اللبنانيون سكينتهم في زمن التوتر الذي يعصف بكل مكان في المنطقة. الكثير الذي يقال ان قرار الحزب ليس بيده. ولكن القليل من الاحتمالات يفيد بأن هذا الفريق الذي يمثل فئة واسعة من اللبنانيين لا يمكن أن يكون ببساطة غافلاً عن أحوال العالم العربي الذي ينتمي اليه لبنان. فلبنان العربي المتأثر بالديكتاتوريات، وأهمهم الديكتاتور السوري، سيكون غداً متأثراً بشدة بالانظمة الحرة، وأهمها سوريا ما بعد سقوط الرئيس بشار الأسد ونظامه. ان تجاهل هذه الحقيقة الساطعة هو في أغلب الظن وراء التوتر الذي يميّز سلوك "حزب الله" وكل الذين يقفون على الجانب الخطأ من التاريخ. الحذاء عاد الى القدم. والسؤال متى يعود الهدوء الى العقول؟ كل اللبنانيين مدعوون الى الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ. أما "حزب الله" فعليه أن ينتقل من الاعتذار الى صنع تاريخ بلده المفطور دوماً على الحرية، وإلا فإن الحذاء سيخرج من القدم مجدداً.

 

مخاوف داخلية على وقع مراجعة استراتيجية"اليونيفيل"

آفاق غامضة للوضع تستدعي إدارة سياسية شديدة الحذر

روزانا بومنصف/النهار

اخذ التفجير الذي استهدف عناصر من الكتيبة الفرنسية في الجنوب الاسبوع الماضي بعدا لم يتخذه من قبل، على صعيد مظهرين أو تطورين أساسيين : احدهما ان الادانات لهذا التفجير كانت شاملة، بحيث لم تقتصر على كل من المراجع الرسمية او الحكومة مجتمعة فحسب بل شملت كل الاحزاب والتيارات في الاكثرية كما في المعارضة، على نحو لم يظهر من قبل. والتطور الاخر تمثل في عدم اخفاء وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، ولو على نحو غير مباشر ، ما حرصت فرنسا دوما على عدم اظهاره لجهة توجيه اصابع الاتهام في ما يحصل في الجنوب الى من تعتقد باريس ومعها قوى لبنانية ودولية أنها الجهات المعنية بكل ما يجري في الجنوب، ليس حالياً فحسب بل منذ تعرض العناصر الدولية ولا سيما منها العناصر الفرنسية المشاركة في القوة لاعتداءات واشكالات حملت فرنسا مسؤوليتها ضمنا لـ"حزب الله "، على رغم انها كانت تحصل بين "اليونيفيل"  والاهالي.

ما جرى ويجري يكتسب ابعادا مختلفة في الظروف والتداعيات الاقليمية الراهنة وفق ما تخشى مصادر وزارية . وتتجه الانظار الى الخشية من انسحاب اوروبي من القوة الدولية على رغم أن الامر ليس مطروحا بهذه الصيغة حتى الان على الاقل  لان من شأنه ان يفرغ القوة الدولية العاملة في الجنوب من مضمونها، فيما هناك حرص دولي كبير على الاستقرار ويمكن ان يعرض لبنان لاخطار شتى نتيجة الرغبة الاسرائيلية في بقاء الاوروبيين من ضمن القوة الدولية في الجنوب ، في هذا الوقت فان ما يجري وفقا للمصادر الوزارية بات يثير المخاوف من باب الخشية ان تتسبب اخطاء او سوء ادارة للشأن الجنوبي بما يمكن ان يكون كارثة على مستويات عدة . ففي زمن انهيار النظام السوري، ايا تكن الاسباب، سواء الثورة الشعبية او ما يعتبره النظام وحلفاؤه في لبنان مؤامرة على هذا النظام ، فان الاحداث المتفرقة في الجنوب يتفق الجميع على وضعها علانية او ضمنا في خانة مسؤولية طرف محدد هو " حزب الله"، باعتبار ان وجوده هو الابرز والوحيد المؤثر غير الرسمي على الارض، ولو لم يكن هو المسؤول المباشر عنها . وتقول المصادر الوزارية المعنية ان ثمة مشكلة تتمثل في أن هناك ازديادا للمخاوف لدى اهل الجنوب مما يجري لان هؤلاء لا يرغبون في ان يحصل اي شيء لديهم، في حين تتداول على نطاق واسع أخبار عن وجود مخازن اسلحة للحزب يشكل تفجر البعض منها دليلا على ان الحزب يختار امكنة تشكل تحديا كبيرا للقوة الدولية وللبنان في هذه الظروف، كما ان هناك خشية في ظل ورود معلومات عن نقل الحزب اسلحته من سوريا.  وهذا امر ليس مستبعدا على نحو كلي وفق ما يسود الاعتقاد، على قاعدة أن لا مصلحة لدى الافرقاء المعنيين في حرب انطلاقا من الجنوب . اذ ان بعض الحوادث التي تقع في هذه المنطقة على نحو متواتر قد تؤدي الى هذه الامور في لحظة غير متوقعة، وفق المعادلة التي صاغها الامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله "لو كنت اعلم"، حتى لو كان أعلن النصر في الحرب . يضاف الى ذلك ما تراه هذه المصادر في الافق لجهة أمرين على الاقل: الاول ما يتصل بالتطورات السورية وتداعياتها المحتملة على نحو لا يمكن تجاهله على لبنان وعلى حلفاء النظام وفي مقدمهم الحزب. والآخر لجهة أن السلاح الذي يقول الامين العام للحزب انه تضاعف وازداد، بات يشكل معضلة لبنانية واقليمية، بحيث يخشى ان يدفع لبنان ثمن هذا السلاح كما دفع في السابق ثمن السلاح الفلسطيني حين بدأت الحرب في لبنان بسببه ولو كان لها اسباب اخرى، وكما دفع الثمن لدى اجتياح اسرائيل لبنان وصولا الى بيروت والسلاح السوري اضافة الى السلاح الداخلي وما عاد للميليشيات منهم وللقوى الاخرى بمن فيهم القوى المسيحية . والسلاح لدى الحزب يتخطى قدرة لبنان ووضعه كما يتخطى قدرة الوضع الاقليمي على تحمله، شأنه شأن السلاح الفلسطيني عام 1981 حين كان قرار الجنوب في يد "ابو عمار" سلما وصولا الى الاجتياح الاسرائيلي الذي حصل بتوافق اقليمي ودولي الى حين تجاوز بعض خطوطه المتفق عليها.

ولذلك فإن هناك تحديات تتصل بالمخاوف من مراجعة الاستراتيجية الدولية  للمشاركة في القوة العاملة في الجنوب والتي تقتضي تسليم الجيش اللبناني مواقع اضافية من ضمن القرى على رغم إقرار ديبلوماسي غربي بأن هناك تهاونا وتعاونا من الجيش مع "حزب الله" بما قد لا يتيح للدولة في ظل المعادلة القائمة في البلد بإمساك القرار الامني والسياسي في الجنوب، لكنها مشكلة الدولة اللبنانية التي يقع عليها تنفيذ هذا الالتزام، باعتبار ان العجز في سنوات الحرب كان متصلا بفريق فلسطيني خارج عن سلطة الدولة، فيما الحزب مشارك في الحكومة ومجلس النواب ويبقي قرار الحرب والسلم في يده بعيدا من قرار الدولة، على أي مستوى كان. وفي هذا الاطار، فان التحدي لما بعد استراتيجية القوة الدولية في الجنوب وفي ضوء تطورات الوضع السوري والتغييرات الحتمية التي يحملها ايا كانت نتيجتها، هو أحد خيارين: العمل على استيعاب السلاح من ضمن الدولة في أي صيغة يتفق عليها، او ان هذا السلاح وفي ظل كل العوامل المذكورة آنفاً، اي الحوادث في الجنوب  وتخطي السلاح الموجود لدى الحزب حجم لبنان وقدرته والقدرة الاقليمية ايضا على تقبله، يمكن ان يؤدي الى حرب تخشى المصادر الوزارية المعنية ان يكون هو الخيار الثاني والذي لن يكون هناك مفر منه تحت أي ذريعة يمكن ان تستغلها اسرائيل او تؤدي اليها الحوادث المتفرقة والمتعددة انطلاقا من الجنوب. فتاريخ الحرب في لبنان على مدى عقدين من الزمن يحتّم قراءة موضوعية لمسار الامور، علما أن الخشية من الحرب ترافقها الخشية من ان لا يرفق أحد بلبنان إذا ادت عمليات اطلاق الصواريخ واستهداف "اليونيفيل"، لا من جهة العرب ولا من جهة اوروبا . ولدى كل من هؤلاء نظرته الى الوضع اللبناني التي اختلفت عما حصل عام 2006، بحيث ساهموا في المساعدة على رغم تحميل لبنان مسؤولية نشوب الحرب. وهذا امر يخشى ان يختلف لاعتبارات كثيرة، فضلا عن أن هذه الحكومة هي في نظر العرب والغرب حكومة النظام السوري و "حزب الله"، رغم مهادنتها لاسباب واعتبارات موضوعية تحتم ذلك.

 

سوريا: من الدوحة إلى مجلس الأمن؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

يقول رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم إنه طالما قدمت روسيا مشروعا خاصا بسوريا لمجلس الأمن فإن العرب سيفعلون الأمر نفسه ويرفعون مبادرتهم تجاه سوريا لمجلس الأمن، فهل نحن أمام تنافس «مبادرات» عربية – روسية وعراقية، أم أن العرب، وتحديدا اللجنة الوزارية، قد توصلوا لقناعة أن النظام الأسدي لا يجيد إلا المراوغة؟

بالطبع لا أحد يملك إجابة قاطعة، لكن بعض التفاصيل قد تساعد على الوصول لتحليل مفيد. ففي الدوحة، مثلا، يوم أمس، كان الاجتماع الوزاري العربي الخاص بسوريا أشبه بعملية تضييع وقت وتسويف، من قبل النظام الأسدي. صحيح أن أحدا لم يحضر من النظام، لكن كان هناك من يدافع عنهم بضراوة، وهو الطرف الجزائري، الذي تشير المعلومات إلى أنه لوح بالانسحاب، مثلما فعل مرارا، وعندما قيل له لماذا لا تتحفظ بدلا من الانسحاب، تراجع عن تهديده! وهذا ليس كل شيء بالطبع، فقد صُرف وقت طويل من الاجتماع في النقاش حول تغيير عبارة «حماية المدنيين» الواردة بالقرار العربي تجاه سوريا، إلى «حماية المواطنين»، وبعد جدال طويل، واتصالين من وليد المعلم على الأمين العام للجامعة العربية، إضافة إلى اتصال من محام دولي قال إنه يمثل النظام الأسدي، فقد طرح بالاجتماع صيغة أخرى وهي «حماية المواطنين العزل» إلا أن النظام الأسدي قام برفض ذلك أيضا!

وهذه الجزئية بحد ذاتها، أي الجدل على عبارة «مدنيين»، و«مواطنين» و«مواطنين عزل» تدل على أن النظام الأسدي غير جاد، خصوصا أن آلة القتل لم تتوقف، بل هي بازدياد، ومنذ التحرك العربي تجاه سوريا، حيث يقع يوميا قرابة 50 قتيلا، مما يوحي بأن النظام الأسدي يخطط للمزيد من المماطلة، والتسويف، وإن وقّع في آخر لحظة فإنه سيقوم بنفس المماطلة عند التنفيذ. والأكيد أن حمام الدم السوري لن يتوقف، خصوصا أن مماطلة النظام الأسدي مستمرة، وليست مع العرب وحدهم. فبحسب مصادر مطلعة فإن الروس حاولوا في آخر الأيام الضغط على السوريين لتوقيع المبادرة العربية، وكان من المفترض أن يقوم فاروق الشرع بزيارة موسكو لكن الزيارة ألغيت، أو أرجئت، لأن النظام الأسدي أصر على أن يكون اللقاء بموسكو مع الرئيس الروسي، أو رئيس الوزراء، لكن الروس أصروا على أن يكون اللقاء مع وزير الخارجية الروسي، وهو ما لم يوافق عليه النظام الأسدي! كل ذلك يقول لنا حقيقة واحدة؛ هي أن مجرد التفكير في الوصول لحلول عملية تضمن حلا عربيا للأوضاع في سوريا وبموافقة، وتعاون، النظام الأسدي ما هي إلا أوهام، ولذا فيجب ألا يكتفى بإرسال المبادرة العربية من الدوحة إلى مجلس الأمن، بل وبإطلاق حملة دبلوماسية حقيقية تضمن أن يتحرك مجلس الأمن، وبأسرع وقت ممكن، وذلك حقنا لدماء المدنيين السوريين من آلة قتل النظام الأسدي، وهذا دور مجلس التعاون الخليجي، وتركيا، وفرنسا، وأميركا.

 

دمشق ووهم الحماية الخارجية

عبدالله إسكندر/الحياة

أسقط تبدل الموقف الروسي من الوضع السوري وهماً، أو ادعاء وهم، لدى السلطات في دمشق مفاده أنها تستند إلى جبهة من الأصدقاء الخارجيين قوية ولا تتغير. بما يتيح لها الاستمرار في تكرار روايتها عن الاحتجاجات وطريقتها في معالجتها، ويحميها من قرار دولي في الوقت نفسه.

المهم في الموقف الروسي الجديد أنه ارتبط بدوافع وأسباب روسية بحتة (قبول عضوية موسكو في المنظمة العالمية للتجارة وتمتين علاقاتها الأوروبية عبر دعم منطقة اليورو بـ10 بلايين دولار إضافة إلى الوضع الداخلي الروسي موضع الانتقاد بعد الانتخابات البرلمانية)، كما أنه ارتبط بحجم الارتكابات ضد المتظاهرين في سورية (خصوصاً تقريري نافي بيلاي أمام مجلس الأمن ومنظمة هيومن رايتس ووتش). بكلام آخر، لم يحصل التبدل الروسي في إطار الصداقة الأبدية والدفاع الأعمى عن السلطات السورية كما تحاول دمشق أن تشيع عن علاقاتها الخارجية.

صحيح أن الموقف الروسي الجديد لم يصل إلى حدود تبني وجهة نظر المعارضة ومطالبها، لكن الأساسي فيه أنه قابل للتبدل استناداً إلى رواية جديدة وليس رواية النظام وحده. بما يضعه على سكة جديدة ليست تلك التي سلكها حتى الآن. أي أنه قابل للتوجه نحو فهم جديد للأزمة السورية وربما التقارب مع الموقف الأوروبي - الأميركي منها. بما يشكل خسارة أساسية للديبلوماسية السورية التي تعول على موقف روسي لا يحول ولا يزول، ويقود مواقف دول أخرى مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.

قد يكون الجدل في مجلس الأمن صعباً لدى مناقشة مشروع القرار الروسي، لكن المحور الدولي الذي راهنت عليه دمشق بدأ بالتصدع. أولاً، لجهة عدم التطابق مع الرواية السورية الرسمية. وثانياً، لجهة الحلول المقترحة. وهنا تكمن أهمية التشديد على عناصر المبادرة العربية في مشروع القرار الروسي، سواء لجهة المراقبين أو لجهة العقوبات.

هكذا يصبح المسعى السوري الرسمي لإدخال تعديلات على المبادرة العربية، بما يفرغها من مضمون حماية المدنيين وإخضاع هذه الحماية للرقابة، والسعي إلى كسب الوقت، ريثما يتم القضاء على الحركة الاحتجاجية، من العوامل المسهّلة لتدويل طالما رفضته موسكو في السابق. مع كل ما يعنيه ذلك من احتمالات لفرض هذه الحماية.

لقد أدى استمرار الحل الأمني في سورية إلى تصدع جبهة الحلفاء الدوليين، ربما بعدما أحرجهم اتساع الارتكابات وعمليات القتل التي وصلت إلى حدود الجرائم ضد الإنسانية بحسب وصف التقارير الدولية.

أما الرهان الرسمي السوري على جبهة الحلفاء الإقليميين، فإنه قد يصطدم أيضاً بالحسابات والمصالح الخاصة لكل من أطراف هذه الجبهة وقدرته على تحمل السلوك العنفي المحض الذي تعتمده السلطات في دمشق. معلوم أن إيران تشكل العماد الأساسي لهذه الجبهة. ومعلوم أيضاً حجم الاستثمار الإيراني السياسي والاقتصادي في سورية. ونظراً إلى حجم هذا الاستثمار والحاجة الإيرانية إلى موقع على المتوسط مثل سورية (ومعها لبنان)، ستكون إيران معنية بإنقاذ هذا الرصيد، بغض النظر عن مآلات الحلول في سورية. وهذا ما يبدو أن طهران تحاول القيام به، خصوصاً في ظل إعلاناتها المتكررة عن وجوب الإصلاحات في سورية، وفي ظل معلومات عن الدفع في التعامل إيجابياً مع المبادرة العربية، ريثما تتبلور الأوضاع. وإذا كانت إيران ترغب في إنقاذ حليفها الاستراتيجي في دمشق، فإنها تعتمد سياسة براغماتية تسعى من خلالها إلى إنقاذ مصالحها واستثماراتها، وتعد نفسها للتأقلم، في حال وقوع أي مفاجأة. خصوصاً مع انهيار صدقية النظام واتساع حركة الاحتجاج وتنظيم المعارضة لصفوفها وخطابها السياسي. أما بالنسبة إلى العراق ولبنان، طرفي الرهان في المعادلة الإقليمية، فهما يتشابهان عموماً لجهة التطابق مع الموقف الإيراني صاحب التأثير الفعلي على المستوى الرسمي في البلدين. إضافة إلى ذلك، تعارض قوى سياسية فاعلة في البلدين، انطلاقاً من انقسامات اجتماعية - طائفية، الموقف الرسمي من الوضع السوري، بما يجعل التأييد الكامل لدمشق مكلفاً على المستوى الداخلي.

في هذا المعنى يؤشر التبدل الروسي، ومعه الحسابات الإقليمية، إلى تصدع الجبهة التي راهنت عليها دمشق، إقليمياً ودولياً. فهل يعيد الحكم السوري قراءة هذه المعطيات ويعيد النظر في نهجه، مع بدء سقوط أوهام حمايته الخارجية؟

 

العقوبات الاقتصادية على سوريا وأثرها على الشعب السوري

منذر خدام/الشرق الأوسط

في إطار اهتمامي كباحث اقتصادي قمت بجولة على المصارف السورية والأجنبية العاملة في اللاذقية، ومراكز الصيرفة، وكذلك على أسواق سلع التجزئة ذات الصلة بحياة المواطنين السوريين، وقد لفت انتباهي مجموعة من الظواهر التي تؤشر بمجملها إلى ردود فعل السوريين على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية وتركيا ودول أخرى، على سوريا كنوع من الضغط على النظام السوري ليتراجع عن خياره الأمني في قمع الاحتجاجات الشعبية. لفت انتباهي، مثلا، أن القسم الذي يستقبل المودعين في مصرف الادخار خال تماما من المتعاملين، في حين كانت الصالة أمام نوافذ قسم السحب مزدحمة بهم. وعندما سألت البعض منهم عن سبب سحبهم لمدخراتهم أجاب قسم منهم بأنه يريد أمواله في بيته في متناول اليد، لأنه ليس واثقا من عدم تعرضها لمخاطر في حال بقيت في المصرف. وقسم آخر أجاب بلا تردد بأنه يريد تبديلها بعملة صعبة أو ذهب حفاظا على قيمتها.

تكاد تكون الصورة مقلوبة تقريبا تلك التي شاهدتها في أحد فروع المصارف الأجنبية، حيث المودعون كثر في حين تكاد تخلو نوافذ السحب من المتعاملين، والإجابة التي حصلت عليها عن سؤالي لبعض المتعاملين عن سبب تفضيله للبنوك الأجنبية على السورية لإيداع نقوده، هي أن أمواله تكون محفوظة أكثر، ويستطيع سحبها من الخارج، لكن مدير أحد الفروع التي زرتها سألته عن صحة ذلك، فأجاب «بأننا نعمل وفق القوانين السورية، وما ينطبق على البنوك السورية ينطبق علينا». هذا يعني أن الأموال المودعة في هذه البنوك لا يمكن سحبها أو تحويلها إلى أي جهة كانت إلا وفق القوانين السورية النافذة. ومن المعلوم أنه صدرت تعليمات لجميع البنوك الحكومية بإيقاف عمليات الإقراض لكل أنواع القروض حتى مطلع العام المقبل 2012، كإجراء احتياطي، إضافة إلى إجراء المراجعات والحسابات المصرفية المعتادة. من جهة أخرى فإن أسواق الصيرفة الرسمية يقتصر عملها هذه الأيام على شراء العملات الصعبة فقط، وهي نادرة جدا، على عكس محلات الصيرفة غير الرسمية، فهي تشتري وتبيع العملات الصعبة لكن بأسعار عالية. فخلال نحو شهرين فقط قفز سعر بيع الدولار من نحو 46 ليرة سورية إلى أكثر من 60 ليرة سورية، بل خلال يومين فقط قفز سعره من نحو 57 ليرة سورية إلى 61 ليرة سورية في أسواق اللاذقية، وفي كل يوم يمر تنخفض قيمة العملة السورية إزاء الدولار وغيره من عملات التحويل الأخرى.

في أسواق سلع التجزئة يلفت الانتباه تزاحم الناس على شراء السلع الاستهلاكية، وخصوصا الغذائية منها، وذلك من أجل تخزينها. الجميع يتحدث بخوف من المجهول المقبل، وينسجون حوله قصصا، هي في الغالب الأعم حكايات مبالغ فيها، لكن الذعر هو الذعر الذي يدفع الناس إلى القيام بسلوكيات اقتصادية ضارة، خصوصا في غياب أي علامات على انفراج الأزمة التي تعصف بسوريا منذ تسعة أشهر. لقد أدى التزاحم المفرط على السلع الاستهلاكية خلال الأيام القليلة الماضية التي تلت صدور العقوبات العربية على سوريا، إلى ارتفاع أسعارها بصورة جنونية وغير مبررة، وقد ساهم بذلك غياب أي شبكة أمان حكومية، مما دفع التجار إلى استغلال الأوضاع ورفع أسعار سلعهم أيضا.

على صعيد الاقتصاد الكلي أشار أحد التقارير الاقتصادية الدولية إلى أن الاقتصاد السوري قد خسر نحو 27 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الماضية.

وبغض النظر عن دقة هذا الرقم، فإنه يمكن القول إن قطاع السياحة قد توقف بصورة شبه كاملة، وتأثرت نتيجة لذلك جميع الفروع والنشاطات الاقتصادية التكميلية، إضافة إلى ذلك فقد تراجع حجم التبادل التجاري الخارجي بنحو30 في المائة، بحسب بعض المصادر شبه الرسمية، وتقلص الادخار نتيجة ميل الناس للاكتناز، وتراجع بالتالي الاستثمار كثيرا، ليتوقف تقريبا في المشاريع المكثفة لرأس المال، في حين حافظ الاستثمار الحكومي على نشاط ملحوظ في مشاريع البنية التحتية، مثل الطرق والمواصلات. ويواجه قطاع النفط، إنتاجا وتسويقا واستثمارا، صعوبات حقيقية أثرت كثيرا على حصيلة النقد الأجنبي الذي كانت تجنيه الحكومة السورية من وراء تصديره، وأخذت السوق الداخلية لمنتجاته تعاني من تقلص نتيجة ضعف الإمدادات، فظهرت طوابير السيارات والمواطنين أمام مراكز توزيع الوقود. بكلام آخر ثمة ملامح أزمة اقتصادية حقيقية بدأت تظهر في سوريا وهي لن تستثني أحدا، مع أن العقوبات الاقتصادية المفروضة لا تزال في بدايتها، وهناك شك في جدية تطبيقها من قبل بعض الدول على الأقل في المدى القريب. لقد قيل إن العقوبات الاقتصادية التي أقرتها جامعة الدول العربية وتركيا وغيرها من الدول الأوروبية، تم انتقاؤها بذكاء حتى لا تؤثر على الشعب السوري، وهذا قول مجاف للحقيقة، فلا توجد عقوبات موجهة وانتقائية الهدف في المجال الاقتصادي. إضافة إلى ذلك من المشكوك فيه أن ترغم العقوبات الاقتصادية النظام السوري على تغيير سلوكه ومواقفه تجاه الحركات الاحتجاجية الشعبية في بلاده، وهي عموما سلاح ذو حدين، فكما تؤثر على الطرف المفروضة عليه، فهي تؤثر على الطرف الآخر الذي يفرضها. من جهة أخرى لا يعرف في التاريخ المعاصر أن العقوبات الاقتصادية أسقطت نظاما، وخير مثال على ذلك العراق المجاور، بل الشعوب هي من تدفع الثمن دائما. هذا لا يعني أبدا أن النظام لن يتأثر بها مطلقا، على العكس تماما، فهو بدأ يتأثر فعلا. والتأثير للأسف ليس دائما سلبيا، بل له وجه إيجابي بالنسبة لنظام يشتغل كثير من رجالاته وحواشيه على التهريب والفساد. لقد بدأت تنشط كثيرا حركة التهريب بين سوريا والدول المجاورة، ليس فقط تلك المتعلقة بالسلع الاستهلاكية المنزلية، بل بتهريب النفط ورؤوس الأموال وغيرها. ثم ينبغي ألا ننسى أن خط سوريا على العراق وإيران مفتوح، وكذلك على لبنان، وهناك دول مثل روسيا لا تزال تقف إلى جانب النظام بقوة. وثمة خشية حقيقية من أن يوظف النظام قصة العقوبات الاقتصادية لصالحه لشد أزر مناصريه وجذب القوى الاجتماعية المترددة إلى جانبه، من خلال تحميل المعارضة والحراك الشعبي المسؤولية عن آثارها عليهم. ومع ذلك ثمة قوة رمزية للعقوبات الاقتصادية لا بد أن تولد مزيدا من الأسئلة لدى السوريين، خصوصا في الأسابيع المقبلة، إذا أصر النظام على نهجه الأمني في قمع انتفاضة شعبه في سبيل الحرية والكرامة والديمقراطية. الشعب السوري حقيقة لا يستحق كل هذه الامتحانات القاسية التي يعرضه لها نظامه.

 

منعاً لصفقة تشمل التضحية برؤوس كبيرة/ماهر وآصف وقادة المخابرات منعوا الشرع من زيارة موسكو

 السياسة/كشفت مصادر سورية, أمس, أن الجناح المتطرف في النظام بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس, وآصف شوكت صهرهما, وكبار مسؤولي أجهزة المخابرات, منع نائب الرئيس فاروق الشرع من السفر إلى موسكو أول من أمس. ونقل موقع "الحقيقة" الالكتروني عن مصدر روسي تأكيده أن الخبر الذي نشرته وكالة "إيتار تاس" الروسية عن وصول الشرع إلى موسكو, أول من أمس, لم يكن مختلقاً بل مستند إلى معلومات دقيقة ولو أن الشرع لم يصل فعلاً. وأوضح المصدر, استناداً إلى معلومات خاصة, أن اتصالات جرت بين الجانبين بشأن توجه الشرع إلى موسكو بطائرة روسية حاملاً "تصوراً سورياً لحل الأزمة يقوم على أساس المحادثات التي جرت الأحد الماضي بين السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمحمدوف ووزير الدفاع العماد داود راجحة, بشأن سبل الخروج من الأزمة", إلا أن المجموعة المتصلبة أو المتطرفة في النظام, والتي تمثل قادة أجهزة المخابرات وبعض قيادات الجيش, وفي مقدمهم صهر الرئيس آصف شوكت واللواء علي مملوك وجميل حسن وماهر الأسد, منعوا الشرع من المغادرة رغم تحديد ساعة إقلاعه ووصوله, "بعد أن اشتموا رائحة طبخة أزكمت أنوفهم جرى طبخها بين الرئيس ونائبه وبين القيادة الروسية, تقضي من بين ما تقضيه بالتضحية بعدد من الرؤوس الكبيرة على خلفية الممارسات الدموية" التي شهدتها سورية خلال الأشهر التسعة الماضية. واضاف موقع "الحقيقة" أن جهات استخبارية سورية تستخدم موقع "شام برس" لتسريب الأنباء, سارعت بعد افتضاح القصة في الدوائر المعنية, إلى القول "إن الزيارة ستجري في وقت لاحق قريباً من أجل أن يتاح للشرع لقاء كبار المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف", غير أن تسريبة المخابرات السورية لم تصمد سوى ساعتين حيث سارع لافروف إلى نفي وجود أي زيارة وشيكة للشرع إلى موسكو, وهو ما يعني أن "هناك معركة فعلية في أعلى هرم السلطة السورية بين جناحيها".

 

في اجتماع وزاري حاسم الأربعاء نتيجة المماطلة والتسويف من نظام الأسد 

الجامعة العربية تعتزم إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن

 حمد بن جاسم: الخيارات مفتوحة وإذا لم تحل الأزمة خلال أسبوعين ستخرج عن سيطرتنا

نظام دمشق يصر على ذكر كلمة "مواطنين" فقط واللجنة ترفض مساواة المدنيين بالعسكريين

الدوحة, دمشق - وكالات: أجبرت سياسة المماطلة والتسويف التي ينتهجها النظام السوري بالتوازي مع تصعيد القمع الوحشي ضد المدنيين, الجامعة العربية على اتخاذ قرار بنقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي, يتوقع إقراره في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأربعاء المقبل.

وعقب اجتماع في الدوحة, أمس, للجنة العربية المكلفة الملف السوري, أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن الجامعة العربية تعتزم الطلب من مجلس الامن الدولي تبني مبادرتها الخاصة بسورية والهادفة إلى وقف العنف ضد المدنيين, مشيراً إلى أن وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون الأربعاء المقبل سيبحثون في هذا الامر.

وأضاف "بما ان روسيا ذهبت الى مجلس الامن, فالجامعة العربية ستنظر أيضاً في التوجه الى مجلس الامن وذلك خلال اجتماعها بالقاهرة في 21 الشهر الحالي", و"سنقدم القرارات الى مجلس الامن", مشيراً إلى أن "هناك شبه إجماع قوي بشأن هذه الخطوة".

لكن الشيخ حمد عبر عن "الامل في ان يعيد الاخوة في سورية النظر في الامر وان يحصل التوقيع (على بروتوكول البعثة العربية) خلال يومين, وإذا لم يحصل ذلك لا حول و لا قوة", مضيفاً "نحن متهمون بالبطء ولم نجد شيئاً الى الآن للاسف, هدفنا كان أن يفهموا (المسؤولون السوريون) بأننا لا نريد لهم سوى الخير, والآن واضح انه لا يوجد حل".

ووصف قرار اللجنة الوزارية بعرض القرارات العربية بشأن سورية على مجلس الامن بأنه "قرار الغالبية في اللجنة حتى نضبط الايقاع".

وأضاف في هذا السياق "روسيا ذهبت الى مجلس الأمن وقررنا ان تكون وجهة النظر العربية حاضرة أيضاً" هناك, مؤكداً أن

اجتماع مجلس الجامعة العربية المقبل "حاسم" و"نأمل ان يوقعوا (السوريون) قبل هذا التاريخ فبعده لا نستطيع الاستمرار في هذا الموضوع وسيخرج الأمر عن السيطرة العربية, نحن لا نريد أن يتأمل الشعب السوري وهو يُذبح بأن العرب سيقومون بشيء ثم لا يقومون, وبالتالي بات علينا أن نفعل شيئاً لهذا الشعب, والخيارات كلها مفتوحة, والعقوبات اتخذ القرار بشأنها".

ويتمحور الخلاف الجديد بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية العربية بشأن مفهوم "حماية المواطنين", حيث تصر اللجنة على "حماية المدنيين أو المواطنين العزل" بحسب رئيس الوزراء القطري الذي أضاف "لكنهم (المسؤولون السوريون) رفضوا".

وفي هذا السياق, قال امين عام الجامعة العربية نبيل العربي خلال المؤتمر الصحافي "إذا قبلوا مفردة المدنيين او المواطنين العزل فأهلاً وسهلاً, وهذه نقطة الخلاف الوحيدة", مشيراً إلى أن دمشق تريد ذكر كلمة "المواطنين" في إشارة أيضاً إلى العسكريين "الذين يحملون السلاح والقادرين على حماية أنفسهم".

واضاف "كنا نتوقع امس (اول من امس) ان الطريق اصبحت ممهدة أمام التوقيع, واليوم (أمس) اتصلت به مرتين (وزير الخارجية السوري وليد المعلم) وارجو ان يتجاوب ويوقع".

وطلب الشيخ حمد من "الجانب السوري بأن يدرك ويرى ما حصل في دول كثيرة ويستنتج انه من المهم الانصياع لارادة الشعب, فالمراهنة على السيطرة الامنية لم تنجح في اي مكان", محذراً من أنه إذا لم تحل الأزمة خلال الأسبوعين المقبلين "فستخرج عن السيطرة العربية".

وقال "لم نجد إلا التصعيد من جانب النظام السوري والأزمة في شهرها العاشر", مضيفاً "نحن مارسنا الصبر باستمرارية واستمر التصعيد, وليعلم النظام السوري أن الانصياع يجب أن يكون ليس للجامعة العربية بل للشعب السوري, ونحن لا نريد أن تتعرض سورية لأي عمل يضعفها".

وإذ دعا القيادة السورية إلى التوقف عن تضييع الوقت وتوقيع المبادرة قبل الأربعاء المقبل, شدد الشيخ حمد على انه "ليس المهم توقيع ورقة بل الأهم هل سيتوقف القتل? وهل سيتم السماح للاعلام المحايد بالدخول الى سورية لنقل الاحداث بشكل واضح"?

وتزامن اجتماع الدوحة مع زيارة وفد عراقي الى دمشق, حيث أجرى محادثات "ايجابية" مع الرئيس بشار الأسد.

وقال رئيس الوفد مستشار الامن الوطني فالح الفياض ان الوفد توجه إلى الجامعة العربية في القاهرة بعد "محادثات ايجابية" مع الأسد بشأن المبادرة العراقية لحل الازمة, مضيفاً "أظهرنا موقف العراق بإيجاد حلول سلمية تحفظ طموحات الشعب السوري بالتغيير الديمقراطي بعيدا عن التدخل الخارجي والفتنة الطائفية".

من جهته, قال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ان تقييم اللقاء مع الأسد "كان جيداً جداً", مشيراً إلى أن "التقدم غير مرهون بجبهة واحدة, هناك الطرف المعارض يحب ان يكون هناك عمل معه".

بدوره, أكد النائب ياسين مجيد القيادي في "حزب الدعوة" الذي يرأسه المالكي, انه لا يوجد حالياً من جهد لحل الازمة سوى المبادرة العراقية بعد ان توقفت مبادرة الجامعة العربية وكذلك جهود المجتمع الدولي بسبب الموقفين الروسي والصيني.

واضاف ان حل الازمة بات يعتمد "على جدية الطرفين (الحكومة السورية والمعارضة) ومدى قدراتهما على التعامل مع هذه المبادرة للخروج بحل لهذه الازمة", وان "الطرفين اصبحا امام استحقاقات خطيرة والبلد يدفع باتجاهات خطيرة وعليهما أن يقدما تنازلات صعبة للخروج من الأزمة خصوصاً بعد ان وصلت الامور لهذه الدرجة".

 

 

الراعي قام بزيارة راعوية لبلدة البوار: لا المال ولا الجاه ولا المناصب ولا القوة تعطي السلام

ما يسمونه بالربيع العربي نحن سنسميه ربيع الرجاء

مجتمعنا اللبناني بحاجة الى سلام ومصالحات وشركة ومحبة

وطنية - 17/12/2011 قام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي امس بزيارة راعوية لبلدة البوار، رافقه فيها النائب البطريركي على منطقة جونية المطران نبيل العنداري، المطرانان شكر الله حرب وكميل زيدان، المونسنيور جوزف البواري والآباء انطوان القزي، زياد الاشقر، وفيق ورشة ونبيه الترس.

المحطة الاولى

استهل الراعي زيارته من أمام تمثال القديسة تيريزيا في البلدة، حيث نحرت الخراف ترحيبا به، وكان في استقباله رئيس بلدية البوار قزحيا العتيق، أعضاء المجلس البلدي، مخاتير، فاعليات، أخويات البلدة، الفرسان، الطلائع وحشد كبير من المؤمنين. وعزفت مرحبة به فرقة من فوج الخيالة في قوى الامن الداخلي وفرقة أخوية مار لويس - غزير.

وقال العتيق: "ما ان تسلمتم كرسي انطاكيا خلفا لغبطة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الكلي الطوبى، حتى رفعتم شعاركم "شركة ومحبة"، بهدف جمع الرعية واحدة لراع واحد هو الله، كما اللبنانيين بعامة والمسيحيين بخاصة تحت مظلتكم، الى اي حزب او طائفة او قوى سياسية انتموا".

بدوره قال الراعي: "أشكر لكم هذا الحضور والاستقبال ونحن سعيدون ان نعيشه اليوم، انا سعيد ان اكون معكم لبداية تسعاوية الميلاد في طريقنا الى العيد الاساسي في حياتنا والذي فيه اصبح الاله انسانا، واحمل اليكم تحية الكاردينال صفير وكل المطارنة في الكرسي البطريركي، أريد ان أعبر عن امتناني لكم ونحن نفتح بداية هذا اللقاء امام تمثال القديسة تيريزا الطفل يسوع التي عرفت كيف تعيش جمال طفولة يسوع بحياتها، عاشت نقية وبارة حافظت على جمال وبراءة الطفولة. ما من شيء اروع من ان نراها تحمل الطفل يسوع ووروده هي التي قالت واخيرا وجدت مكاني في الكنيسة ان اكون الحب، عيد الميلاد هو عيد الحب، عيد المحبة محبة الله العظمى، التي تحول فيها الى انسان حتى يرفع الانسان اليه. ويستودعنا هذه الرسالة الكبيرة رسالة المحبة التي من دونها لا وجود للوحدة لا في الكنيسة ولا في المجتمع. وهذه الوحدة وحدها تشكل وحدة ابناء البوار شعار المجلس البلدي وفيها وحدها نعيش الشركة مع الله عاموديا ومع بعضنا البعض افقيا، اقول لكم انكم حاضرون معنا بإيمانكم ومؤسساتكم وأحيي كهنة الرعية واقول لكم ان البوار ليست غريبة عنا ونحن بوحدة معكم، وهذه الزيارة الراعوية تندرج في اطار زياراتنا للابرشيات، ونحن قد بدأناها بالكرسي المطرانية ونحن تحت حماية جميع قديسي البوار القديسة تقلا، القديس مار يعقوب، القديس مار يوحنا، سيدة الحبل بلا دنس، القديس ضومط نضع زيارتنا تحت رعايتهم. ونحن نعيش زمنا يدعونا الى الفرح على الرغم من كل الصعوبات والهموم، نعيش جمال الفرح الذي أنشد يوم ميلاد الرب يسوع "ابشركم بفرح عظيم".

وتابع: "لدينا مجالات ووسائل كثيرة لكي نعيش بفرح، ولقد عشنا البارحة عندما التقى النواب في بكركي فرح اللقاء، فرح المسؤولية التي نحملها سوية الى جانب وطننا وتمنياتي في هذه المسيرة ان تكون كلمة الملاك "ابشركم بفرح عظيم" ان نعرف الفرح الداخلي الذي يساعدنا على تجاوز همومنا ونجعل الفرح رسالتنا الكبيرة: فليحيا الفرح ويسوع المسيح فرحنا".

المحطة الثانية

المحطة الثانية كانت في كنيسة مار يوحنا المعمدان القديمة التي هي قيد البناء، فباركها الراعي في حضور كاهن الرعية الاب زياد الاشقر الذي قال: "نحن معكم اليوم الصوت الصارخ من اجل الحق في وجه كل ظلم".

ورد الراعي قائلا: "انا سعيد ان تكون المحطة الثانية في زيارتي الراعوية الى البوار في كنيسة مار يوحنا صوت يسوع المسيح الكلمة في القراءات التي نقرأها. يقول الآباء القديسين ان يسوع هو الكلمة ويوحنا المعمدان هو الصوت نحن كمسيحيين مدعوون لان نكون الصوت، صوت يسوع المسيح. زمن الميلاد زمن تجسد الكلمة فالرب يسوع كلمنا من 2000 عاما بالكلمة والصوت وقبله يوحنا كان صوت الكلمة. اما اليوم فالصوت هو لكل واحد منا. انها دعوة المسيحيين ان يتكلم من خلالهم من هو الكلمة في معموديتنا اصبحنا شهودا له ومشاركين لنبوءته اي اننا نحمل كلامه، سوف التمس معكم شفاعة مار يوحنا المعمدان في هذه الرعية في البوار، حتى يكون كل ابناء البوار حاملين كلمة يسوع المسيح ونكون صوته وتبنى في بيوتنا وعائلاتنا هذه هي رسالة الكنيسة، هذا دور البطريرك والمطارنة والكهنة ودور الاهل. من هذا الشرق انطلقت الكلمة ومن هذا الشرق اول السنة نشرت الكلمة المتجسد، صلاتنا في لبنان وبلدان الشرق الاوسط ان يستمر المسيحيون صوت الكلمة الالهي ان يشهدوا في مجتمعاتهم حرية الانسان، حرية التعبير، حرية الرأي، حرية المعتقد، حرية العبادة وعلى المستوى الاجتماعي والتنظيمي الديموقراطية يعني التنوع، التعددية، قبول الآخر بناء الحداثة والتطور. هذا هو دور المسيحيين وهم كانوا روادا في ذلك في لبنان وفي الشرق الاوسط. هذا كله سأسميه صوت الكلمة. هكذا نلتمس في يوحنا المعمدان، في لقائنا الليلة في كنيسته، وسنبارك المشروع الجديد، بناء الكنيسة الجديدة لكي يكبر الصوت لنعلن سر المسيح للعالم، ولا ننسى ان هذا هو الفرح للعالم كله. يسوع فرحنا من دونه ما من فرح في قلب الانسان. يوحنا المعمدان فضيلة ثانية والتزام ثان تعرفون انهم قالوا له عندما كرموه انك انت المسيح فقال لست بالمسيح قالوا انت النبي أجاب لست النبي قالوا من انت، أجاب انا يجب ان انقص وان يظهر المسيح، وهكذا يجب ان يظهر المسيح التجرد والتواضع فليعلمنا هذه الفضائل من اجل لبنان ووحدةابناء البوار وهو شعار البلدية، وعلى كل واحد منا ان يتحلى بالتفاني والبذل وهكذا علمنا الرب فهو عندما مات على الصليب ولدت الكنيسة، نصلي لكي نبقى شهودا للمسيح في هذا الشرق وليبارك الرب هذه الرعية وينمي الايمان في الاجيال الجديدة ويرحم الموتى في الملكوت السماوي ويبارك اعمال بناء الكنيسة الجديدة".

المحطة الثالثة

ثم زار الراعي مستشفى البوار الحكومي حيث استقبله رئيس مجلس ادارتها شربل عازار وأعضاء مجلس الادارة، وجال معهم في كل الاقسام، التي تعمل حاليا والتي هي قيد التجهيز، وعاد جميع المرضى في غرفهم، على وقع ترانيم أدتها جوقة الكفور.

كما دشن كابيلا صغيرة في المستشفى، فصلى فيها وباركها.

وقال الدكتور عازار: "هذا المستشفى مر ايضا بطريق الجلجلة قبل ان يقوم ويبصر النور ويستقبل مريضه ببسمة لقاء ولمسة حنان مضمدا جراحه مخففا اوجاعه معالجا امراضه ومقدما له افضل نوعية خدمات علاجية طبية وفندقية. نعم مر المستشفى بطريق الجلجلة، فنحن استلمنا مبنى كانت تشوبه الكثير من العيوب الاساسية في بنيته التحتية. فاستلمناه بلا كهرباء ولا ماء ولا صرف صحي ولا تكرير، وامداداته الصحية الداخلية غير صالحة إطلاقا، والمصاع لا تصعد ولا تنزل، فساطل الاوكسيجين والغاز الطبي الممددة على الحائط تصل الى السقف الاصطناعي فقط ولا تتصل بأي شيء آخر، واذا أمطرت طافت في غرف العمليات وفي معظم أرجاء المؤسسة، وغيرها وغيرها من الامور التي لا تصدق ولا تخطر ببال، وطبعا لم يكن المبنى مجهزا باي تجهيزات طبية، علما اننا أول مجلس ادارة يعين لمستشفى حكومي غير مكتمل التجهيزات والبناء، وألقيت علينا، وهذه لست من مسؤوليتنا، مسؤولية التصليح والتجهيز من خلال مؤسسات الدولة، وما أدراكم ما هي الآليات المضنية لتنفيذ الوعود وتحقيق المشاريع التي هي حق بديهي للمواطن أينما وجد خاصة في مناطق تقوم بواجبها تجاه الدولة على أكمل وجه".

وتابع: "مررنا بجلجلة، لكن الانجاز تم والمستشفى قام، نعم قام، من بين أموات أدراج الروتين الاداري القاتل والممل والذي لا ينتهي وأصبح المستشفى حقيقة ساطعة كالشمس".

اما الراعي، فقال: "أحمل اليكم اليوم تحية فورية وكانت عن طيق الصدفة فلقد تلقيت اتصالا الآن من رئيس الجمهورية وطلب مني ان أوصل اليكم تحياته ومحبته وقوله بان المستشفى في قلبه وفكره. نحيي فخامة الرئيس ميشال سليمان ونتمنى له ميلادا مجيدا بقيادة سفينة الوطن كما أحيي وزير الصحة العامة. وتحت من غبطة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير لكم ايضا. نحن فخورون بمستشفى كسروان الحكومي البوار وشكر كل من تعب واهتم لإتمام هذا المستشفى الحكومي النوحيد على الساحل على الرغم من كل الصعوبات التي واجهتكم وانا أقدر قيمة نشاطكم ونشكر الرب على هذه النعمة ويبقى اللبناني اكبر من اي مشكلة يمر بها لقد اعطاه ربنا هذه النعمة انه لا يتعثر بالمصاعب، والشكر لرئيس مجلس الادارة الدكتور شربل عازار، الذي لم يتعب أبدا ولم يستسلم حتى صارت المستشفى على ما هي عليه اليوم ودائما المؤسس يضحي وهذه مدعاة فخر ان يؤسس الانسان ويترك لمجتمعنا اللبناني مستشفى نفاخر به".

وتابع: "اهنئكم باسم الجمهور على كل الاقسام الموجودة وعلى الاقسام الثلاة الجديدة التي ستولد مع الميلاد.أحيي المرضى في المستشفى وأهلهم واحيي المرضى الذين كانوا سابقا وأشكرهم على ايمانهم وانتم كأطباء وممرضين وممرضات عندما تهتمون بالمريض عندما يدخل الى عندكم انتم تكرمون جراحات الفدى، وانتم تقومون بعمل جبار لانكم تولون كل عناية حتى يستعيد الانسان صحته".

اضاف: "اشكرهم على آلامهم وعلى أوجاعهم هم واهلهم وعلى الهموم التي يحملونها لانها كلها مقدسة وهي تحمينا مثلما الحربة تحمينا من الصواعق والزوابع ان يكون هذا المستشفى في خدمة المريض فهذه نعمة كبيرة من ربنا ولكم اقول شكرا لانكم تعطونه الامل والرجال واجمل ما يمكن عندما يصل المريض الى المستشفى يرى أناسا يستقبلونه بعناية وبسمة ويشجعوه، وأجمل شيء في الحياة ان نشجع الانسان نعطيه أمل ونزرع له الرجاء.كل البسمة التي تستقبلون بها المريض هي نصف العلاج، مهما كانت همومكم لا تنسوا ان المريض يحتاج الى بسمة وهذا يخفف عنه كل شيء انه يحتاج الى كلمة تشجعه، كلنا مررنا بمثل هذه الحالة ونعرف قيمة المستشفى نشعر ان الجميع بخدمته ونشعر بان الكل موجودون لنا".

وقال: "انا معكم أوصل الصوت الى المسؤولين في لبنان وزارة الصحة مشكورة، فخامة رئيس الجمهورية وكل المعنيين حتى تتواصل الخدمة العظيمة لهذه المنطقة التي كما قلنا تغطي المتن- كسروان فتوح كسروان وجبيل وصولا الى البترون وتنورين. والحاجات كبيرة جدا اليوم والانسان معرض للمرض اكثر من الماضي لاسباب كثيرة، نحن سعداء بوجود 40 سريرا وسيرتفع العدد الى 100،الرب يبارك هذا العمل ومهما ازداد عدد الاسرة فان الحاجات كثيرة ايضا، نتمنى للجميع الصحة ولكن للاسف المرض أسرع من الصحة، كل الاوضاع التي نعيشها سواء كانت اقتصادية، معيشية ، فقر، الاوبئة، البيئة، الاكل، الهموم كلها تزيد من امراض الناس ونحن بأمس الحاجة لان يتسع هذا المستشفى وينمو لانه ليس باستطاعة الجميع وللاسف الوصول الى المستشفيات الخاصة التي نوجه اليها تحياتنا ايضا".

وقال: "نتابع معكم الدكتور شربل لدى وزارة الصحة والمسؤولين في لبنان من اجل تقدم المستشفى، ونحن على ثقة بان هذه الزيارة ليست عابرة فقط وانما للتأكيد باننا معكم نحمل صوتكم ونواصل طلبكم ونشكر كل من يسخى سواء أكان في القطاع العام او الخاص على هذا المستشفى. ولكن الانسان يحتاج ايضا الى صحة ثانية ليس فقط صحة الجسد وإنما صحة الروح. كلنا مرضى روحيا، كلنا نرتكب الخطايا والنواقص، ونحن في حاجة الى صحة الروح والنفس وطبيبها يسوع المسيح ونحن في زمن الميلاد هو الاله الذي أتى ليشفينا ليس فقط من الامراض بل من القلوب المتحجرة لتصبح محبة والعقل المرتهن للكذب والنفاق الى عقل نقي والارادة الشريرة الى ارادة الخير هذا الطبيب السماوي الذي نحتفل بعيد ميلاده، طبيب اجسادنا وطبيب نفوسنا، واذا لم يشف المرض جسديا فانه يشفيهم نفسيا، يقدس اوجاعهم وآلامهم ويضمها الى آلام الفداء يعزيهم ويشجعهم، ونعرف جيدا كم ان هناك أناسا يصبحون طيبين بعد أصابتهم بالمرض يطيبون بالعطاء والفرح، وهذه من نعم يسوع المسيح الذي شفى الانسان من حزنه ووجعه وزرع فيه الرجاء، ولكننا ايضا بحاجة الى صحة وطنية وانا أحيي فخامة الرئيس وكل المعنيين، بالرأي العام في لبنان لكي نقول لهم ان العمل السياسي هو لتأمين الصحة العامة ليست الجسدية فقط وإنما الاستقرار واحترام حريات الانسان".

اضاف: "يرغب الانسان في ان يعيش مرتاحا وسعيدا ويسعى مع أخيه الانسان الى بناء مجتمع أفضل، ورسالتنا في الميلاد ان نعرف كيف نسهم بالصحة النفسية والاخلاقية والاجتماعية، الصحة الاعلامية، الامنية، الاقتصادية، القضائية، العسكرية ثم الصحة الجسدية. فلنلتمس من طبيب الاجساد والارواح يسوع المسيح ان يشفي كل الناس. ونعايد جميع المظلومين في لبنان ومن هم في أقبية التعذيب ومن في السجن، ونقول لا احد يحق له الاعتداء على اي انسان، وعلى الرغم من ذلك الاعتداء فظيع على الانسان على الرغم من فرادته المتميزة. ومن هنا أقول نعم هذه حضارتنا وثقافتنا، وأحيي كل عائلة لبنانية متمثلة بكل طوائفها في مجلس الادارة وفرحنا لكونه ليس من لون واحد، فصحة لبنان في تعدديته وبتنوعه، هذا البلد الفسيفساء من أديان وحضارات".

وختم الراعي: "نصلي الى كل البلدان التي تشهد اضطرابات حتى يكون الميلاد هو ميلاد القلوب ويكون فجرا جديدا للعالم العربي، فجرا للسلام والتفاهم ولحياة يعيش فيها الناس بمجتمعاتهم، يتحدثون عن "الربيع العربي" نعم نحن رجانا بالمسيح ان يكون الربيع العربي وذلك عندما يحترم كل انسان بدينه ورأيه، ونحن اخوة جميعا لاب واحد في السماء".

المحطة الرابعة

ثم، توجه الى رعية سيدة الحبل بلا دنس حيث استقبله كاهن الرعية الاب انطوان القزي الذي قال: "في هذا اليوم المفرح، يوم زيارتكم لبلديتنا ورعيتنا، نرحب بغبطتكم، باسم بلدة البوار ورعاياها وكهنتها ومؤمنيها. نرحب بغبطتكم راعيا، تحمل لنا صورة حية للمسيح الراعي الصالح، الذي أقامكم خادما وراعيا لكنيسته، لتخدموا شعبه المقدس، بالامانة لرسالة التعليم والتقديس والتدبير".

وبعدما صلى للعذراء مريم وبارك المؤمنين، ألقى الراعي كلمة استهلها بشكر "القيمين على الوقف وأخوية الحبل بلا دنس على هذا الاستقبال، إضافة الى رئيس المجلس البلدي والمخاتير والمؤمنين"، وقال: "بفرح كبير اقوم بزيارة كنيسة الحبل بلا دنس، هذه الرعية العزيزة على قلوبنا جميعا، فمريم موجودة في كل بيت وفي كل عائلة. وأحيي المطران شكرالله حرب الذي اسهم في تأسيس وبناء هذه الكنيسة، وتحية الى المطران انطوان نبيل العنداري والخورأسقف جوزيف البواري الذي خدم هذه الرعية، وخادمها الحالي الأب انطوان القزي".

وخاطب الحضور قائلا: "نحن في زمن الميلاد سعداء لوجودنا معكم في هذه الكنيسة في بلدة البوار، الكنيسة الأولى، اي سر الله بين البشر ومع البشر، بدأت في بيت لحم. أحيي العائلات والتي هي كنائس بدورها يتعلم فيها الانسان في بيته من كاهن اسمه الأب والأم الصلاة، اول كاهن شاهدناه جميعا قبل رؤية كاهن الرعية او الابرشية او البطريرك هو الأب والأم، لذا احيي كل الاهل لأنهم الكاهن الأول الذي يربي في العائلة على الإيمان والصلاة، وهكذا انطلقت الكنيسة سر الله نبي البشر يسوع بحضوره الكامل في عائلة الناصرة، ثم بموته وقيامته ولدت الكنيسة، الكنيسة الجامعة تماما كالسنبلة وكما يشبهها الرب يسوع كالسنبلة التي تنبت من القمحة التي تموت في الأرض".

أضاف: "كل وجودنا المسيحي، أبناء الكنيسة وأعضاء الكنيسة، نحن ولدنا يوم ميلاد الرب يسوع وولدنا ككنيسة يوم موته وقيامته. هذا سر الكنيسة، هذا الذي لا يزال يتواصل في لبنان وفي هذا الشرق. وهذا ما نردده دائما أمام إخوتنا في البلاد العربية، وهم من يطلقون عليهم الأقليات. نحن لا نقول أبدا أن الحماية المسيحية هي أقليات، نقول انهم الكنيسة وسر المسيح الحاضر سواء أكان العدد كبيرا أو قليلا، فهذا غير مهم أنه سر المسيح الحاضر. إنها الكنيسة التي أسماها الرب الخميرة في العجين والخميرة صغيرة والعجينة كبيرة".

وتابع: "الكنيسة التي اسماها ملح الطعام، الوعاء كبير وقليل من الملح ينكه طعم الطعام فيها، إنها الكنيسة السراج المضيء لكي يرى أهل البيت في قلب العتمة. هذا هو وجودنا المسيحي، وجودنا في لبنان والشرق الأوسط. نحن الحاملون سر المسيح الحاضر معنا، هذه هي الكنيسة، أما الكنيسة الحجرية التي نسكنها فما هي إلا علامة للكنيسة البشرية، سر المسيح الحاضر في هذا العالم. وإذا عاش الرب 33 سنة على أرضنا بلسانه أعلن حقيقة الله والإنسان، وأحب بقلبه كل إنسان وبجسده إفتدى كل البشرية.

يسوع المسيح إستبدل الجسم الذي أخذه من مريم واستبدله بجسمنا، وذلك نهار معمودية كل فرد منا فأصبحنا نحن أعضاء جسده يتكلم بلساننا يحب بقلبنا ويعطي بأيدينا وهو حاضر بكياننا. هذا هو عيد الميلاد، وأنا سعيد لأنني استعد مع أهل البوار لإستقباله، هذه البلدة المؤمنة التي أعطت الكثير من نساء ورجال مؤمنين وكهنة وراهبات مخلصين. وتذكروا انكم الإمتداد لعائلة الناصرة، أنتم الكنيسة الأولى التي ينتمي اليها الإنسان ونحن نصلي حتى تحفظ العائلة كنيسة بيتية تعلمنا حقائق الإيمان والصلاة وتنقله من جيل الى جيل، وتبقى العائلة المدرسة الأولى الطبيعية للقيم الروحية والإنسانية والوطنية، وتبقى كل عائلة من عائلاتكم خلية حية في وطننا العزيز لبنان".

وختم الراعي زيارته للكنيسة بإنشاد طلبة "يا أم الله" مع المؤمنين تكريما للعذراء مريم.

المحطة الخامسة

بعد ذلك، توجه الى كنيسة القديسة تقلا حيث كان في استقباله حشد من المؤمنين، والقى الراعي كلمة شكر فيها الحضور، منوها بوحدة ابناء البوار، متمنيا "ان تكون الاعياد بداية لسلام عالمي ورجاء للشعوب".

بدوره، رحب كاهن الرعية بزيارة البطريرك "التي انعشت قلوب المؤمنين ورسخت فيهم شعار "شركة ومحبة" الحكيم الذي يقود سفينة الكنيسةالى بر الامان.

المحطة السادسة

وفي دير مار ضوميط البوار، قال رئيس الدير الاب رفيق ورشة: "انتم تحافظون بحزم على ثوابت البطريركية المارونية دون مساومة او تنازلات تطالبون دون كلل بما يصب في بناء الخير العام وفي إنماء الانسان كل الانسان، تصرخون صرخة نبوية ضد كل ظلم جائز وترفضون اي إجحاف بحقوق الانسان الاساسية وكرامته لم ولن تتوانوا عن العمل الدؤوب في نشر القيم الاجتماعية والوطنية من اجل مجتمع اكثر انسانية".

من جهته، قال البطريرك الماروني: "احيي الجميع في المحطة السادسة والاخيرة في هذه الزيارة الراعوية، نحمل معنا رسالة مثلثة لمناسبة الميلاد المجيد تركها لنا الرب يسوع وقد أنشدتها جوقة السماء يوم ميلاده وهي المجد والسلام والرجاء. المجد لله في العلى وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر. هذا هو الميلاد الذي نحتفل بتذكاره ولكنه ميلادنا نحن ونحمل معه مجد الله الذي تقول عنه القديس ايليناوس، مجد الله اي الانسان الحي وكل واحد منا اذا عاد بنعمة الاسرار وكلمة الانجيل وعطية الروح القدس يجدد فيه جمال صورة الله، الله يتمجد في السماء عندما يعيش الانسان صورته على الارض. وأبهى صورة وبامتياز كانت بيسوع هذا الاله الذي أصبح انسانا بكل كمال الانسانية ومجد الله تبين من خلال ظهوره على ارضنا. هذه رسالتنا كمسيحيين وهذه دعوتنا كمسيحيين، دعوتنا ان نوقظ فينا صورة الله حتى نكون ونعمل معا من اجل إنماء الانسان والمجتمع ثقافيا وروحيا واقتصاديا واجتماعيا ووطنيا، فالانسان عنده كل هذه الابعاد. وهذه مسؤوليةالعائلة التي أريد ان احييها وهذه مسؤولية المدارس والجامعات والرعايا، هذه هي مسؤولية كل من يعمل في الحقل العام ولبنان الذي اعطى وجوها كريمة مجدت الله. القديسون وهم من ارضنا من ترابنا وشربوا من مياهنا شربل، نعمة الله، رفقا واسطفان وابونا يعقوب وعلى الطريق هناك ايضا. جميع القديسين مجدوه في حياتهم مار ضوميط شفعاؤنا في البوار، رسالتنا الشخصية ان نعيشها في لبنان ونحافظ على الانسان اللبناني حتى يكون مجد الله بالفعل وحتى نحافظ على هذه الارض الجميلة التي أعطانا إياها الله".

وتابع: "الكلمة الثانية هي السلام. المسيح سلامنا واذا لم يكن هناك سلام في القلب لا يمكننا بناء سلام في المجتمع، نحن سمينا المؤمنين بالمسيح جماعة السلام. السلام مع الله، سلام مع الذات، وسلام مع اخوتنا. مجتمعنا اللبناني بحاجة الى سلام ومصالحات وشركة ومحبة. نحن امام مشروع كبير لبناء السلام حتى الناس تعيش بطمأنينة وفرح لان ما من احد يعيش من دون سلام في قلبه، عنيت لا المال ولا الجاه ولا المناصب ولا القوة تعطي السلام وحده يسوع المسيح يعطي السلام، وكما قال مار بولس "هو سلامنا"، هذا السلام علينا ان نحمله كلبنانيين، هذا السلام الذي تأسس عليه المجتمع اللبناني بتنوعه وتعدديته. هذا هو لبنان الذي يقبل الآخر المختلف هو المنفتح شرقا وغربا على كل الناس، انه اللقاء للديانات والثقافات المنظمة في الدستور ولو كنا نعيش اليوم بعض الاوجاع على مستوى التنوع، ولكن هذه هي طبيعتنا لا بل هذه هي ثقافتنا، ثقافتنا ان نبني الجماعة حتى نكون من خلال كل فرد منا حتى يكون القيمة المضافة في مجتمعه. حتى لبنان بمكوناته اذا عاش هذا السلام الاجتماعي، السلام الوطني والسياسي وتجاوز كل الصعوبات باستطاعته ان يكون القيمة المضافة في هذا الشرق والغرب، واعتقد ان هذه هي الرسالة التي تكلم عنها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عندما قال ان لبنان نموذج للشرق والغرب نموذج لهذه التعددية. انها أبعاد السلام اذا عرفنا كيف نعيشه كرسالة ميلادية".

واضاف: "ثالثا الرجاء الذي هو معنى الوجود وسببه نبحث جميعا عن وسائل للعيش بحاجة لخبز، مال وعمل، ولكن الحياة لا تقوم فقط على وسائل العيش وإنما تحتاج الى أسباب للعيش، ما معنى وجودنا وحياتنا ومرورنا في هذا الزمن هذا اسمه الرجاء، وحده يسوع بانسانيته هو مجد الله على الارض، ويتواصل في كل انسان وحده يسوع سلام العالم ورجاء الشعوب، واذا زرع الرجاء في قلوبنا باستطاعتنا ان نزرعه في قلوب الاجيال الطالعة. أريد ان أحيي كل اهل يزرعون الرجاء في القلوب وكل استاذ في مدرسة او جامعة وكل مسؤول في الحياة العامة او الروحية، اذا زرع رجاء في القلب فهذا أهم شيء يمكن للانسان ان يعطيه في العالم، هذه هي رسالتنا الكبيرة من لبنان والشرق الذي هو في أمس الحاجة لمجد الله في الوقت الذي يعبث فيه الحديد والنار، من هنا ومن هذا الشرق انطلق مجد الانسان وفي هذه الارض، وللاسف الانسان مشوه مذلول مطعون مظلوم مباح. صلاتنا لكي يعود مجد الله للانطلاق من هذا الشرق وما يسموه بالربيع العربي نحن سنسميه ربيع الرجاء اي ان الشعوب تبحث عن معنى لوجودها وتطالب بحقوق حتى يعيشوا جمال انسانيتهم، وهنا يكون الربيع العربي اذا توصل العالم الى معرفة قيمة الانسان وكرامته. الانسان الذي اصبح سلعة لكل شيء. الشرق بحاجة الى سلام منه انطلق السلام الى العالم، يجب ان تنتهي النزاعات والحروب هذا دعاؤنا، ولكن لبنان عليه ان يلعب هذا الدور لان هذا هو دوره التاريخي، وهذه هي قيمته المضافة والرجاء، ولا يوجد الا الانجيل وسر المسيح الذي يعطي معنى الوجود لهذا العالم".

وختم الراعي: "نجدد مع الميلاد وبهذه الزيارة الراعوية التي نختتمها الليلة تحت حماية مار ضوميط مع ابناء البوار والعقيبة، ابناء هذه المنطقة، نجدد إيماننا بجمال الميلاد ونحملها رسالة كبيرة لنا ولعائلاتنا ولمجتمعنا ولعالمنا العربي مجد وسلام ورجاء. وأتمنى ان يكون العالم المقبل غنيا بهذه القيم السماوية التي نبنيها يوما بعد يوم في مجتمعاتنا وحياتنا، فالمسيح فاعل فينا جميعا".

بعدها قدمت هدايا تذكارية للراعي، وتوجه الى صالون الكنيسة حيث تقبل التهاني بمناسبة الاعياد.

 

جمعية دعم مقاطعة إسرائيل تنبه من محاولة لتشويه كرة السلة: قضية اللاعب المجنس جريمة قد تفتح مجالا للتطبيع غير المباشر مع العدو

وطنية - 18/12/2011 وصفت "الجمعية اللبنانية لدعم قانون مقاطعة اسرائيل"، وجود لاعب مجنس في منتخب لبنان لكرة السلة، سبق له أن لعب في الدوري الإسرائيلي، بأنه جريمة "قد تكون مقصودة لايقاع البلبلة في الاوساط الرياضية اللبنانية ولتشويه صورة كرة السلة اللبنانية والانجازات الباهرة التي حققتها في الماضي". وجاء في بيان أصدرته الجمعية اليوم: "تناولت بعض وسائل الاعلام اللبنانية السبت معلومات مؤكدة ان أحد لاعبي منتخب لبنان لكرة السلة وهو مجنس من أصل اميركي سبق ان لعب لعدة سنوات لفريقين مختلفين داخل كيان العدو الاسرائيلي، وقد نشرت وثائق تؤكد ان هذا اللاعب كان مسجلا بين اللاعبين في "اسرائيل"، وقد ذكرت الانباء ان هناك من القيمين على لعبة كرة السلة في لبنان عالمون بالقضية عملوا على إخفائها لأسباب يعلمونها هم". ولفتت الجمعية إلى "ان هذا الامر يشكل خرقا فاضحا للقوانين اللبنانية التي توجب مقاطعة اسرائيل ويشكل جريمة يعاقب عليها بموجب القانون الصادر في 23 حزيران 1955 لمقاطعة اسرائيل"، معتبرة ان "اتحاد كرة السلة اللبنانية مسؤول مباشرة عن هذا الخرق للقانون اللبناني وكذلك كل عضو او مسؤول في الاتحاد عمل على إخفاء هذه الجريمة أو شارك او سهل تنفيذها". وطالبت "المسؤولين وأجهزة القضاء والأمن عموما وخصوصا الأمن العام بتوقيف اللاعب المجنس فورا لدخوله الى اسرائيل واتخاذ كل الاجراءات القانونية والادارية بحقه وبحق من يتبين تورطه في هذه الجريمة من اللبنانيين". وشددت الجمعية على ان "جميع اللبنانيين وفي مقدمتهم الأندية الرياضية وبالذات أندية كرة السلة ورؤساؤها والاعلام اللبناني وخصوصا الرياضي منه، معنيون ومطالبون بالتحرك لوقف هذه الجريمة التي قد تفتح مجالا للتطبيع غير المباشر مع العدو من نافذة الرياضة اللبنانية"، معتبرة ان "هذه الجريمة قد تكون مقصودة لايقاع البلبلة في الأوساط الرياضية اللبنانية ولتشويه صورة كرة السلة اللبنانية والانجازات الباهرة التي حققتها في الماضي". ونبهت إلى ان "الرياضة، بما لها من دور في بناء حضارة الشعوب وثقافتها ولما لها من اثر في تكوين الأجيال قد تصبح مجالا خصبا للعدو سعيا لكسر حاجز مقاطعته لدى اللبنانيين والعرب"، محذرة من ان "العدو قد ينجح في مسعاه اذا ما تركت ساحاتنا الرياضية والثقافية يعبث بها كل مستهتر بقيم الوطن والامة". وختمت بالتأكيد على "ضرورة التحرك بقوة لتحصين هذه الساحات من كل احتمال او ثغرة قد ينفذ منها العدو او دعاة التطبيع معه".

 

الجوزو: منح الجنسية للمغتربين منذ عام 1920 قانون يتجاوز الواقع ويقفز فوق كل الاعراف والدساتير

وطنية - 18/12/2011 رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن "قانون منح الجنسية للمغتربين اللبنانيين منذ عام 1920 هو قانون يتجاوز الواقع ويقفز فوق كل الاعراف والدساتير، فاللبناني الذي هاجر عام 1920 لم يكن لبنانيا بعد، لان لبنان لم ينل استقلاله الا عام 1943 قبل ذلك كان هناك متصرفية جبل لبنان ولم يكن لبنان ككيان قد ولد بعد".

وقال في تصريح: "ثم هذا اللبناني الذي هاجر منذ عام 1920 انقطعت صلته بلبنان وجاء ابناؤه من بعده لا يعرفون شيئا عن لبنان ولا يتكلمون كلمة عربية واحدة، واصبح ولاؤهم للوطن الجديد الذي اختاره آباؤهم وطنا لهم. لا يمكن إنسان لا يعرف شيئا عن وطن آبائه واجداده ان يشارك في القضايا اللبنانية وفي القرار اللبناني ولا يمكن ان ينتخب في وطنه الجديد ووطنه القديم في آن، فهذه ازدواجية ليست معقولة ولا مقبولة.

اذا هي قضية اعداد تضاف الى الاعداد الموجودة في لبنان لتضيف الى هذه الطائفة او تلك كما من الاصوات المستوردة لا اكثر ولا اقل".

ورأى أن "اللبناني هو الذي ظل محتفظا بجنسيته وهاجر حديثا ويعيش قضايا الشعب اللبناني في غربته، وما زال يتحدث لغة قومه، ولم يصبح اعجميا لا يستطيع ان يتكلم كلمة واحدة عربية او لبنانية". وقال: "لقد ذهبت الى البرازيل والتقيت لبنانيين كثرا ما زالوا متمسكين بجذورهم ولغتهم الاصلية، كما التقيت ابناء هؤلاء اللبنانيين فوجدت اكثرهم لا يتقن اللغة العربية ولا يعرف شيئا عن لبنان، ولم تعد له علاقة بوطن آبائه واجداده، فأدركت ان الجنسية ليست هوية يحملها الانسان بل هي ايضا جذور تاريخية، ولغة وارتباط عضوي بالوطن الام".

أضاف: "الجنسية لمن تمسك بها واعتز بها نعم، اما الذي تنازل عنها واصبح جزءا من وطنه الجديد، يتكلم لغته ويعيش قضاياه، ويعمل في المجالات التجارية والثقافية والسياسية التي تخص هذا الوطن، فهذا الانسان لا يستحق الجنسية، واولى منه ذلك الذي ولد في لبنان ونشأ في لبنان واصبح مشاركا مشاركة فعالة في هموم الوطن اللبناني.

الجنسية لا تعطى لاولئك الذين انقطعت صلتهم بوطنهم الام، فحملوا جنسية جديدة، وعلموا اولادهم لغة الوطن الجديد الذي انتقلوا اليه. هؤلاء لا يستحقون ان نعيد اليهم الجنسية لانهم اختاروا بملء ارادتهم جنسية جديدة ووطنا جديدا ولم يعد هناك امل في عودتهم الى لبنان والمساهمة في قضاياه المصيرية".

وتابع: "اللبناني الذي هاجر ايام متصرفية جبل لبنان لم يكن يحمل هوية لبنانية ولم يكن هناك دولة لبنان الكبير الا بعد الاستقلال عام 1943 فلا يجوز ان نعود الى عام 1920 قبل ولادة لبنان، هذا تعسف كبير، يحمل مشروعا طائفيا لا يجوز ان نقر به، وانا استغرب كيف وافقت الحكومة على مثل هذا المشروع دون دراسة موضوعية ومعمقة ونزولا عند رغبة فريق معين يريد ان يعطي لبنان هوية طائفية معينة. في البرازيل وحدها ملايين المهاجرين اللبنانيين الذين انقطعت صلاتهم بلبنان منذ امد بعيد، فإذ منحت لهم الجنسية اصبح البرازيليون هم الذين ينتخبون مجلس النواب وليس سكان لبنان من اللبنانيين. لا يجوز منح الجنسية اللبنانية لمن انقطعت صلته بلبنان نهائيا، اقامة وجنسية وعملا وسياسة".

وختم الجوزو: "لذلك فان المطلوب ألا يمر هذا المشروع في مجلس النواب دون تعديل يتناسب مع الواقع. اللبنانيون الذين هاجروا حديثا وما زالوا يحملون الجنسية، هؤلاء هم المغتربون الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات، اما الذين فقدوا الجنسية اللبنانية نهائيا فلا يجوز منحهم الجنسية من جديد لان هذا يقلب الواقع الديموغرافي في لبنان رأسا على عقب ويحدث خللا كبيرا على الساحة اللبنانية. الذي يعيش في بلد آخر ولم تعد له علاقة بلبنان مطلقا ليس من حقه ان يلعب اي دور سياسي او طائفي على ارض لبنان".

 

محمد قباني: انتخاب الطوائف لنوابها انتحار جماعي لقرار سياسي بجعل بيروت منزوعة السلاح بشكل فعلي

وطنية - 18/12/2011 ابدى النائب محمد قباني تفهمه "للهواجس الموجودة عند الكثير من اللبنانيين"، وقال: "اكرر امرين منذ سنوات، اولا: ان لا وجود للبنان من دون دور فاعل لابنائه المسيحيين، وثانيا: رفض ان يكون للطوائف مواقف، لان ذلك بداية النهاية للبنان الواحد، لذلك اعتبر ان اقتراح انتخاب الطوائف لنوابها عملية انتحار جماعية لشعب لبنان وتكريس لفيدرالية الطوائف التي لا بد من ان تؤدي الى تقسيم الوطن الى كانتونات مذهبية جغرافية". ولفت قباني في تصريح الى "ان هذا المشروع يمكن بحثه فقط عند تطبيق مضمون اتفاق الطائف بايجاد مجلسين: مجلس نواب لا طائفي ومجلس شيوخ ينتخب على اساس طائفي، وهنا لا مانع من مشروع اللقاء الارثوذكسي". واضاف: "انسجاما مع نفسي لم احضر ولن اشارك اذا عقد اي اجتماع سني للبحث في قانون الانتخاب".

بيروت منزوعة السلاح

من جهة اخرى أوضح النائب قباني في حديث الى "اخبار المستقبل" اليوم، أن اجتماع "نواب بيروت" الذي سيعقد غداً الاثنين هدفه التطرق الى الموضوع الامني، لاسيما بعد تعدد الاشكالات في المدينة، معتبراً أن تكرار الاحداث الامنية وانتشار السلاح في الأيام الأخيرة في برج ابو حيدر والزيدانية، أدى الى خوف الاهالي من تكرار هذه الامور ما يشكل خطراً على السكان الآمنين في منازلهم.

وأشار قباني الى أننا سنكرر طرحنا لموضوع "بيروت مدينة منزوعة السلاح"، مؤكداً اننا "لن نتراجع عن هذا الطرح، والموضوع ليس سهلاً لكننا سنحاول وسنكرر وسنطالب لأن سلامة الاهالي أمر أساسي".

وقال: "ومنذ مدة طالب اهالي طرابلس بـ"طرابلس منزوعة السلاح"، لعلنا نصل الى تفاهم عام بشأن موضوع نزع السلاح"، لافتا الى أن هذا "الموضوع سيوضع بعهدة الدولة والقوى الامنية".

أضاف: "لا نريد العودة الى تجربة الحرب الاهلية بوجود اللجان الامنية التي كانت تفاقم الامور بدلا من أن تحلها"، موضحا أنه "وبالتأكيد سنصر على أن تتولى القوى الامنية موضوع الامن، وإذا دعت الحاجة الى دعم من الجيش اللبناني، ويجب أن تكون حازمة إذ لا يجوز أن تتدخل القوى الأمنية بعد أن ينتهي الاشكال وينسحب المسلحون ".

الى ذلك، شدد قباني "على ضرورة أن يرفع القرار السياسي عن أي مخالف سواء أكان فرد أو مجموعة، فهذا الامر سنستمر بالمطالبة به لأنه لا بد من الوصول الى قرار سياسي بأن تكون "بيروت منزوعة السلاح" بشكل فعلي، بمعنى أن تشارك جميع القوى بهذا القرار".