المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 15 كانون الأول/2011

الجامعة الفصل 03/01-15/لكل شيء أوان

لكل شيء أوان، ولكل أمر تحت السماء وقت: للولادة وقت وللموت وقت. للغرس وقت ولقلع المغروس وقت، للقتل وقت وللشفاء وقت،للهدم وقت وللبناء وقت، للبكاء وقت وللضحك وقت، للنحيب وقت وللرقص وقت، لطرح الحجارة وقت ولتكويم الحجارة وقت، للمعانقة وقت وللامتناع من المعانقة وقت، للكسب وقت وللخسارة وقت،لحفظ الشيء وقت ولطرحه وقت، للتمزيق وقت وللخياطة وقت،للسكوت وقت وللكلام وقت. للحب وقت وللبغض وقت،للحرب وقت وللسلم وقت. فأي فائدة للعامل من تعبه؟ رأيت العناء الذي جعله الله لبني البشر حتى يعانون، فإذا كل شيء حسن في وقته. وأعطى الله الإنسان أن يعي في قلبه ديمومة الزمان من غير أن يدرك أعمال الله من البداية إلى النهاية. فعرفت أن ما من شيء خير للإنسان من أن يفرح ويتلذذ في حياته. وأن هبة الله للإنسان هي أن يأكل ويشرب ويجني ثمرة تعبه. وعرفت أن كل ما يعمله ليخشع البشر أمامه. ما يكون فمن قبل كان، وما سيكون فهو الذي كان. والله يعيد ما مضى.

 

عناوين النشرة

*المحكمة الدولية عبر "تويتر": على الادعاء تقديم التقرير حول المتهمين الأربعة قبل 16 الجاري

*"حزب الله" اشترى أراضي في الشوف موّلها من تجارة المخدرات بقيمة 240 مليون دولار   

*واشنطن تتهم لبناني على علاقة بـ"حزب الله" بتهريب مخدرات وتبييض أموال 

*سجال حاد في مجلس النواب بين الجميل والموسوي على خلفية شبكة حزب الله

*خلاف بين الجميل والموسوي زاد الشرخ بين فريقي 8 و14 آذار

*الراعي ترأس الاجتماع الدوري لنوابه العامين والتقى المشرف على المحاكم المارونية وقضاة واعضاء: للمحافظة على استقلالية القضاء والقضاة وحمايتهم من التدخل نؤكد ان القانون والعدالة فوق *الجميع ونرفض التعالي عليهم /حبيقة: معكم سنبقى متشبثين بأرضنا وخلفكم لنصل الى شاطىء الامان

*سجال حاد بين سامي الجميل ونواف الموسوي في مجلس النواب تخلله كلام ناب وبري طلب شطبه ولم ير ضرورة لما قيل و"التعرض لبعضنا"

*زهرا: لا مصلحة في ربط استقرار لبنان بمصير المنطقة

*دعا إلى تدابير بحق الموسوي لخرقه أدب الخطاب السياسي/سعيد: مقال "نيويرك تايمز" برسم الحكومة

*ماروني: سنبرّئ المقاومة اذا علمنا مـن أطلق صواريخ الجنوب

*لبنان لم يتبلغ خفض عديــد "اليونيفل"/قوات الطوارئ تزيد التنسيق مع الجيش

*"الأنباء": الربيع العربي قد يمتد إلى إيران/موسكو طلبــت من دمشق تفادي الـدم

*"الجريدة": انقسام عربي عمودي حول سوريا بين الحل السياسي والتدويل

*دقماق لـ"الوطن": موقف روسيـا تجاه سوريا يضعها في خانة الدولة العدوة

*سليمان متمسك بالآليات في التعيينات ويرفض الترويكا

*أسارتا شدد خلال لقائه بري وميقاتي على ضبط الأمن جنوبا: لكشف مرتكبي الهجمات ضد "اليونيفيل" وتقديمهم إلى العدالة

*ميشال معوض نوه باقرار مشروع قانون استعادة الجنسية

*بري عرض مع الجميل شرعة الإطار المسيحي-الإسلامي

*سليمان فرنجية التقى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة/واتكينز: للحوار وتجنب التوترات حماية للبنان واستقراره

*سليمان استقبل مقبل ووفدا من المجلس الماروني: العمل الحكومي يكون أكثر إنتاجا لولا تضخيم بعض المواضيع/أرفض أساليب تتنافى مع الدستور كالسلة في موضوع التعيينات

*سلام نفى ما تناقلته وسائل اعلام ايرانية عن مواقفه من السعودية: محاولة مشبوهة تهدف إلى زجي بمواقف ضد المملكة وعلاقتي بها تاريخية ووثيقة

*الراعي يدافع عن شبطيني والتمييز العسكرية في وجه حملة حزب الله

"14 آذار": "حزب الله" مسؤول عن الاعتداءات التي تحصل في الجنوب 

*أمل" و"حزب الله" يدينان الاعتداء على اليونيفيل: متمسكون بدورها المساند للجيش

*ميقاتي يلتقي اسارتا: إستهداف الكتيبة الفرنسية هو لضرب العلاقة اللبنانية الفرنسية

*مقتل راعيين في عرسال برصاص من الداخل السوري

*هيئة التنسيق النقابية تمضي في اضرابها الخميس

*وزير الدفاع الأميركي: الولايات المتحدة بصدد الانتصار في افغانستان 

*الحكومة الكويتية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية أمام أمير البلاد

*أبعد من الهجوم على أليس شبطيني: حزب الله بمساعدة ميرزا يحاول أن يحتل...الضمير

*مصادر سورية تؤكد إغتيال صهر الأسد العميد آصف شوكت في ظروف غامضة

*ماذا في الأوراق المطروحة في لقاء بكركي؟

*لماذا قطع جنبلاط "شعرة معاوية" مع النظام السوري؟

*هل يملك وئام وهاب "ميليشيا" تابعة له في "ريف دمشق"؟

*هل قبض جنبلاط 150 مليون دولار لتغيير مواقفه؟!

*حزب الله يسخر من "تهديدات" عون: يتصرف كالولد الفاسد وكأنه لا يعرف أن ميقاتي بحاجة الى دعمنا لمواجهة الحريري

*ميقاتي:اذا تولى سعد الحريري رئاسة الحكومة فكل إنجازات ثورة الأرز ستزول

*قانصوه لجنبلاط: ستسقط على رأسك

*المسؤول العراقي أثار احتمال الحرب الأهلية الذي يؤثر على العراق بعد الانسحاب الأميركي/أوباما رفض طلباً من المالكي بالسماح باستمرار حكم الأسد

*قال إن بعض المعارضين كانوا «يطبلون لبشار... فلماذا لا يكونون معتدلين اليوم»؟/مفتي سورية لـ«الراي»: لديّ معلومات عن مخطط لتقسيم مصر... كالسودان

*الاستراتيجية الجنبلاطية: عود على بدء/شارل جبّور/الجمهورية

*في حوار عبر «تويتر» شاركت فيه «الراي/الحريري: تبرّؤ الأسد من قتل السوريين... نكتة القرن

*ركّزوا الأنظار على عون/الجمهورية/جورج سولاج

*اليونيفيل لـ"الشرق الأوسط": لا نية لفرنسا بخفض عددها 14

*نوّه بموقف الراعي .. وبقراءة جنبلاط /الحريري: استهداف "اليونيفيل" رسالة من الأسد عبر رجاله

*إسهام "حزب الله" في قيادة النظام السوري نحو.. الهاوية/ وسام سعادة/المستقبل

*الرهان الاخير للنظام السوري... العراق مستعمرة ايرانية/خيرالله خيرالله

*ملك البحرين يتهم سوريا بالقيام بتدريب شخصيات معارضة للنظام

*منظمة العفو الدولية تعتبر اعدام السعودية لامرأة بتهمة الشعوذة "صادم"

*المردة تعترض على استخدام عون "منطق الاستقالة" في مواجهة الصعوبات

*عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب أنطوان سعد،: رسالة الصواريخ المبتورة قرصنة  من النظام السوري على سيادة لبنان

*عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده لـ"المستقبل": لا قيمة لتهديدات عون لأنه بات كالقطّ من دون أظافر 

*ملف الجامعة اللبنانية /من فؤاد أفرام البستاني إلى عدنان السيد حسين! 5/جوزيف الهاشم/المستقبل

*هل تضغط إسرائيل باتجاه بقاء النظام السوري/ مهى عون/السياسة

 

عناوين النشرة

المحكمة الدولية عبر "تويتر": على الادعاء تقديم التقرير حول المتهمين الأربعة قبل 16 الجاري

نهارنت/أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أنّ غرفة البداية أمهلت الادعاء حتى تاريخ 16 كانون الأول لتقديم تقرير عن التقدم المحرز في القبض على النتهمين الأربعة. وكشفت المحكمة الدولية أنّ الادعاء شدّد في جلسة عقدت في 11 تشرين الثاني على وجوب تكثيف لبنان لجهود القبض على المتهمين، كما قام الادعاء بإرسال 10 طلبات مساعدة إلى لبنان. وأشارت عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلى أن لبنان قدم 425 صفحة من المواد باللغة العربية، إضافة إلى عدد كبير من رسائل البريد الإلكتروني للادعاء. وأضافت المحكمة أن هذا جزء من المداولات الدائرة حول مسألة بدأ الإجراءات الغيابية.  وتم تبليغ قرار الاتهام و مذكرات التوقيف المتعلقة بالقرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، إلى السلطات اللبنانية في 30 حزيران 2011. والأشخاص الأربعة الواردة أسماؤهم في قرار الاتهام هم سليم جميل عياش، مصطفى أمين بدر الدين، حسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا.

 

"حزب الله" اشترى أراضي في الشوف موّلها من تجارة المخدرات بقيمة 240 مليون دولار   

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم أن "حزب الله" إشترى في العام الماضي، في منطقة الشوف، أكثر من 3 ملايين متر من أراضي قضاء الشوف المطلة على البحر، بصفقة مالية وصلت الى 240 مليون دولار أميركيوأوحت الصحيفة أن الأموال تأمنت من خلال إدارة "حزب الله" لشبكة اتجار بالمخدرات تعمل في الأميركيتين، كانت تبيض الأموال من خلال حسابات في المصارف اللبنانية، إكتشفت مائتان منها في البنك اللبناني- الكندي، بعد افتضاح نشاطات أيمن جمعة الذي وجهت اليه السلطات الأميركية اتهامات رسمية، أمس ووفق الصحيفة، فإن ملفا يجري التحقيق به ويتعلق ببيع تاجر المجوهرات روبير معوَض الأراضي لنظام سعيد أحمد، وهو أيضا تاجر مجوهرات. وتوقفت الصحيفة عند الادوار التي لعبها علي تاج الدين، وهو قريب أحد قادة حزب الله، في شراء العقارات، بعدما توفر له التمويل الضخم عبر مصارف كان البنك اللبناني الكندي أبرزها على الإطلاق

 

واشنطن تتهم لبناني على علاقة بـ"حزب الله" بتهريب مخدرات وتبييض أموال 

يواجه لبناني يشتبه بانه على علاقة بـ"حزب الله" وبعصابة مخدرات مكسيكية نافذة تهم تهريب المخدرات وتبييض اموال في الولايات المتحدة. ويتهم مدعون عامون فدراليون ايمن جمعة (47 عاما) المعروف بلقب "جونيور" بادارة شبكة دولية لتهريب المخدرات بمشاركة مهربين كولومبيين وعصابة لوس ثيتاس المكسيكية للتهريب، وكان يقوم بتهريب الكوكايين الى الولايات المتحدة. وافادت وزارة العدل ووكالة مكافحة المخدرات ان هيئة محلفين كبرى فدرالية وجهت رسميا في 23 تشرين الثاني الى جمعة تهمة "التآمر لتوزيع خمسة كيلوغرامات او اكثر من الكوكايين والتآمر للقيام بعمليات تبييض اموال". وذكرت المصادر ان جمعة قام بتنسيق عمليات تهريب اطنان من الكوكايين من كولومبيا الى عصابة لوس ثيتاس على ان تكون وجهتها الاخيرة الولايات المتحدة، وقام بعمليات تبييض ملايين الدولارات من اموال المخدرات لاعادتها الى مزوديه الكولومبيين. ويواجه جمعة في حال ادانته عقوبة تصل الى السجن مدى الحياة كحد اقصى غير انه لم يسلم حتى الان للولايات المتحدة بحسب ما ذكرت الوثائق القضائية. واوضحت مديرة وكالة مكافحة المخدرات ميشال ليونهارت ان "ايمن جمعة متهم بتسهيل تهريب كميات هائلة من الكوكايين الى الولايات المتحدة مع تبييض اموالها في جميع انحاء العالم"، مشيرة الى ان مصادر كشفت ان "انشطته المزعومة في تهريب المخدرات وتبييض الاموال سهلت انشطة منظمات دولية عديدة لتهريب المخدرات بما في ذلك الانشطة الاجرامية لعصابة لوس ثيتاس المكسيكية لتهريب المخدرات". وقالت: "وكالة مكافحة المخدرات ستواصل مع شركائنا كشف هذه الشبكات العالمية وتفكيكها".

 

سجال حاد في مجلس النواب بين الجميل والموسوي على خلفية شبكة حزب الله

نهارنت/دار سجال حاد بين النائب عن "الكتائب اللبنانية" سامي الجميل وعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية النائب نواف الموسوي خلال جلسة مساءلة الحكومة التي انعقدت اليوم في مجلس النواب.

ووقع السجال على خلفية طرح الجميل سؤالا حول إمداد "حزب الله" شبكة اتصالاته في ترشيش، وتوجه الموسوي للجميل بالقول "الحكومة أعطت الشرعية لحزب الله في بيانها". فرد عليه الجميل "أصبحنا نريد حماية أنفسنا من حزب الله" وقال له الوسوي "أنتم عملاء لاسرائيل". فقال الجميل "نحن نفتخر بوطنيتنا وأنتم عملاء لايران"، فطلب الموسوي من نواب "الكتائب" أن "يحترموا أنفسهم".

وقال للجميل "انت شخص غير محترم". فرد الأخير "احترم نفسك، وأنا محترم اكثر منك". فأجابه الموسوي ""صباطي" محترم أكثر منك". وتدخل رئيس المجلس نبيه بري وطلب شطب السجال الذي دار من محضر الجلسة وتوجه للموسوي بالقول "أنا من مؤسسي المقاومة ما هكذا ندافع عنها". وغادر الجميل مبنى البرلمان وأن النائب أحمد فتفت طلب بوقف الجلسة بسبب المستوى المتدني الذي وصل إليه السجال. ولكن الجلسة بقيت مستمرة. وقالت إذاعة "صوت لبنان" (100.5) إن بري التقى رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل، بعد عودة نجله إلى الجلسة، وقام بمساع لمصالحة النائبين سامي الجميّل ونواف الموسوي، ولم تعرف حتى الان نتيجة المساعي. وقد سأل الجميل في حديث لصحيفة "النهار" ""من هم ومن أعطى "حزب الله" الحق ليراقبوا ويتهموا ويحققوا ويطالبوا بتسلم من يعتبرونهم "عملاء"؟. وما هو دور الدولة؟". وجاء تصريح الجميل بعد سؤال وجهته إليه الصحيفة حول طرح "قضية متفجرة" في جلسة اليوم تتمثل في إثارة موضوع مراقبة "حزب الله" أشخاصاً واجتماعات في مناطق انطلياس وضبية وجونية وجبيل. وقد صرح عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية النائب نواف الموسوي، أن "عملاء الاستخبارات الاميركية في لبنان يعقدون لقاءات مكشوفة حاليا في مطاعم في عدة مناطق لبنانية في المتن".

وجاءت تصريحات الموسوي بعد ثلاثة أيام من تقرير نشره "حزب الله" عبر قناة "المنار" كشف أن وكالة الاستخبارات الأميركية كانت تمتلك فريقا من 10 أعضاء، بينهم امرأة، كانت مهمتهم تقتضي بتعيين "جواسيس" لبنانيين لجمع معلومات عن "حزب الله". وتوجه الجميل الأربعاء، في جلسة أسئلة للحكومة عقدها مجلس النواب، بسؤال عن "أعمال الحفر والامدادات غير المشروعة في بلدة ترشيش". وقد كشف أهالي البادة في تشرين الأول أن "حزب الله" يحاول مد شبكة اتصالاته الخاصة عبر بلدة. وفي المعلومات، حضر أفراد من "حزب الله" الى موقع أشغال تمديد شبكة الألياف البصرية لوزارة الاتصالات في بلدة ترشيش قضاء زحلة، فوقف أهالي بلدة ترشيش في وجههم رافضين الأمر. وستطرح في الجلسة ستة أسئلة تتعلق بالتعديات على الأملاك العامة والخاصة وقانونية عمل "مقدمي الخدمات" في قطاع الكهرباء.  وأشارت مصادر مطلعة في "النهار"، إلى أن الكلام سيتناول مواضيع عدة أبرزها "صلاحيات هيئة مكتب مجلس النواب التي لا تحترمها الرئاسة وتوقيت الاستجوابات والمناقشة العامة للحكومة".

 

الراعي ترأس الاجتماع الدوري لنوابه العامين والتقى المشرف على المحاكم المارونية وقضاة واعضاء: للمحافظة على استقلالية القضاء والقضاة وحمايتهم من التدخل نؤكد ان القانون والعدالة فوق الجميع ونرفض التعالي عليهم /حبيقة: معكم سنبقى متشبثين بأرضنا وخلفكم لنصل الى شاطىء الامان

وطنية - 14/12/2011 - أمل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي "ان تحافظ الدولة على استقلالية القضاء وكرامة القضاة وحمايتهم من اي اعتداء وتدخل بداعي النفوذ"، مؤكدا "ان القانون والعدالة فوق الجميع ونرفض التعالي عليهما".

كلام البطريرك الراعي، جاء خلال استقباله المشرف على المحاكم المارونية المطران منصور حبيقة وقضاة واعضاء وموظفي هذه المحاكم، لمناسبة افتتاح السنة القضائية وحلول الاعياد. وحضر اللقاء المطران رولان ابو جودة والمعاون البطريركي للشؤون القانونية المطران حنا علوان.

وقد رحب المطران حبيقة بالحضور، طالبا بركة غبطته بمناسبة افتتاح السنة القضائية، ثم القى رئيس المحكمة المونسينيور نبيه معوض كلمة قال فيها:

"لقد كلفني فشرفني صاحب السيادة المطران منصور حبيقة السامي الاحترام، وللسنة الثانية على التوالي، ان القي كلمة باسم المحاكم المارونية امام غبطتكم عشية عيد الميلاد المجيد، وفي السنة الاولى لارتقائكم سدة البطريركية المارونية خلفا لصاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير اطال الله بعمره".

اضاف: "ان لقاءنا اليوم حولكم هو لمعايدتكم بميلاد المخلص، وللتعبير عن خضوعنا لمن اعطي له مجد لبنان، ولاخذ بركتكم ونصائحكم في بداية هذه السنة القضائية، خاصة انكم كنتم المشرف العام على توزيع العدالة، وتعرفون عن كثب ما تعانيه محاكمنا من تكاثر في عدد الدعاوى الزواجية سنة بعد سنة، نحاول معالجتها بسرعة لا بتسرع، مع حفظ حقوق المتقاضين وايجاد الحلول العادلة لكل قضية وذلك باشراف صاحب السيادة المطران منصور حبيقة، المشرف على المحكمتين الابتدائية والاستئنافية، العين الساهرة التي ترافق دائما مسيرة المحاكم ويحمل هم المتداعين والقضاة، ولا يبخل علينا ابدا بإرشاداته القيمة وتوجيهاته الحكيمة، ويثني ويبارك على من يجد ويجتهد وينبه ويحذر من يتخاذل".

وتابع: "كما اننا نرحب في ما بيننا هذه السنة، بسيادة المطران حنا علوان، المشرف العام على توزيع العدالة، والذي عملت معه شخصيا لتسع سنوات، ان كان في محكمة الروتا الرومانية، او في المدرسة المارونية في روما، فاننا نتطلع مع سيادته الى مزيد من التقدم في محاكمنا خاصة بما له من خبرة قانونية طويلة في هذا المجال.

وقال: " لا يسعنا في هذه المناسبة ايضا، الا ان نشكر من سبق واشرف على هذه المحاكم واعني صاحب السيادة المطران شكرالله حرب والمطران رولان ابو جودة، فبصماتهما ما زالت موجودة ومؤثرة، وارشاداتهما ما برحت ترافقنا في عملنا واحكامنا".

اضاف: "اذا نظرنا الى مجتمعنا اليوم، نرى عائلاتنا المسيحية مفككة ومنحلة، يسودها جو من الحزن والكآبة، تعشش فيها الخلافات وتدب فيها الفوضى وهذا ظاهر من خلال تنامي عدد الدعاوى في محاكمنا. كل هذا عائد ربما لان تلك العائلات بعيدة عن الله عن المسيح، او لانها لا تعيش تلك الشركة - المحبة المسيحية او لان الزواج - الحب من الاساس لم يكن قائما، او بسبب فهم خاطىء للزواج ولاهدافه او لانه زواج مصلحة او لان الكثيرين يعتقدون ان الزواج نهاية الحب ويقولون "حبينا بعضنا وتزوجنا وانتهى الحب".

وتابع: "لم نعد نسمع يا صاحب الغبطة ما قالته احدى الكاتبات الفرنسيات: "عندما تحب المرأة رجلا انما تبحث فيه عن الله". كما لم نعد نسمع ما قاله رجل لزوجته:" هل تعتقدين انني كنت قد اشتهيت رؤية الله بهذا المقدار لو لم ألمحه في نظرك وعيناك كانتا حيث كنت احيا وكان الله يتبعني بنظره".

وقال: "من هنا يا صاحب الغبطة، وانتم على رأس كنيستنا المارونية ومع اصحاب السيادة يعود لكم اتخاذ تدابير احترازية للتخفيف من تفكك عائلاتنا، لذلك نقترح ان تركزوا في اجتماعاتكم الدورية على دور العائلة وتكريس سنة بكاملها يخصص فيها الاساقفة والكهنة والرهبان عظاتهم والسهرات الانجيلية للكلام فقط عن العائلة والزواج وان تكون الدورات التحضيرية للزواج اكثر جدية بحيث لا تكون مكثفة لاسبوع او اسبوعين فقط، بل ان تمتد لستة اشهر تطرح فيها كل المواضيع الاساسية للزواج والعائلة".

وأكد انه "مع كل هذا، فالله لا يترك شعبه، أرسلك لنا في هذا الزمن العصيب قائدا ومنقذا أنست بكم القلوب فأحستتم بأنسها لانكم لم تقيموا يوما حاجزا او حاجبا في وجه انسان وهذا ما أكسبكم الاعتبار والمودة من قبل اصحاب السيادة المطارنة الموارنة فاختاروكم لتكونوا بشارة لكنيستنا وراعيا لشعبها، فمعكم سنبقى متشبثين بأرضنا وايماننا وكنيستنا وخلفكم نسير لنصل بمعيتكم الى شاطىء الامان فنحقق رسالتنا التي من أجلها صلب المسيح ومات وقام وأبواب الجحيم لن تقوى علينا لاننا نستمد قوتنا من جسد المسيح ودمه".

وختم: "أخيرا يا صاحب الغبطة باسمي وباسم الاباء القضاة ومحامي العدل والوثاق وكل الموظفين والعاملين في محاكمنا نشكر لفتتكم الكريمة حول مشروع زيادة الرواتب.

عشتم يا صاحب الغبطة عاشت الكنيسة المارونية وعاش لبنان".

ورد البطريرك الراعي فقال: "العدالة والسلام تعانقا (مز88: 11). لا سلام في العائلة والمجتمع، في الكنيسة والدولة، من دون عدالة. فالسلام ثمرة العدالة، كما يقول أشعيا النبي (32: 7). وكلتاهما تأتيان من الأمانة لله ولإرادته، وقد رتبهما لخير جميع الناس. والمحبة تحييهما. ولهذا قال صاحب المزامير: "العدالة والسلام تعانقا". إنه عناق المحبة.

أضاف: "يسعدني أن أرحب بكم أيها القضاة والموظفون القضائيون في محكمتنا الابتدائية الموحدة في لبنان والبطريركية الأستئنافية. وأحيي رئيس الثانية سيادة المطران منصور حبيقه ورئيس الاولى حضرة الخوراسقف نبيه معوض، الذي اشكره على الكلمة القيمة التي ألقاها باسمكم. وأعرب عن شكري لسيادة المطران حنا علوان الذي انتخبه سينودس مطارنتنا مشرفا عاما على توزيع العدالة في محاكمنا المارونية في لبنان وضمن النطاق البطريركي، والذي بدأ مهمته مع افتتاح السنة القضائية، حاملا خبرته الطويلة وثقافته في حقل القضاء، كقاض في محاكمنا أولا ثم في محكمة الروتا الرومانية لسنوات. كما أعرب عن امتناني وتقديري لسيادة المطران منصور حبيقه المشرف بسهر وعناية على المحكمتين بما له من معرفة قانونية واسعة وخبرة قضائية طويلة ونظرة ثاقبة للأمور. بل أشكركم جميعا على هذه الزيارة التي اعتدتم عليها، بغايتين: افتتاح السنة القضائية رسميا، وتقديم التهاني بالميلاد. فإني أبادلكم هذه التهاني راجيا لكم فيض الخير والنعم السماوية، وأتمناها سنة قضائية مثمرة بالعدالة والمحبة والسلام في القلوب والعائلات".

وتابع: "إننا ندرك معكم خطورة ما أشار اليه في كلمته حضرة الخوراسقف نبيه معوض بشأن التفكك المتزايد في عائلاتنا المارونية وأسبابه. فمن واجبنا، كما أشار، تعزيز راعوية الزواج والعائلة في الرعايا، وتكثيف دورات التحضير للزواج وإغنائها وتوسيع برامجها، وجعلها إلزامية لعقد الزواج، فضلا عن واجب مواكبة الازواج والعائلات الجديدة المتعثرة ومساعدتها على تخطي صعوباتها، قبل اللجوء الى المحاكم، بإنشاء مراكز إصغاء وتوجيه في الابرشيات. وإننا لأجل هذه الغاية، قد انشأنا بين دوائر البطريركية دائرة تختص براعوية الزواج والعائلة. نرجو أن تباشر نشاطها بجدية والتزام. لكننا لا ننسى ان للقاضي ايضا وخاصة دورا مهما في مصالحة الازواج، أثناء سير الدعوى، عندما يجد مرتكزها القانوني ضعيفا".

وقال: "تحيتي لكم في ضوء كلمة المزمور المذكور، أنتم الذين تخدمون العدالة الملطفة بالمحبة من أجل زرع السلام في قلوب الأزواج والوالدين والأولاد، وشعاركم "العدالة والسلام تعانقا" (مز88: 11)".

وأكد البطريرك الراعي "ان العدالة وحدها لا تكفي، بل تقود نفسها الى نفي ذاتها وإبادتها، إذا لم تستند الى قوة المحبة لكي تبلسم الحياة البشرية بأبعادها المتنوعة. إن الاختبار التاريخي قاد الى القول القانوني المأثور: "أقصى القانون أقصى الظلم"، summum ius summa inuria. هذا القول لا يقلل من قيمة العدالة، بل يؤكد ضرورة استلهام قوى الروح. أليست الشريعة القديمة "العين بالعين والسن بالسن" تشويه للعدالة في ذاك الزمن؟ (راجع رسالة البابا يوحنا بولس الثاني: الرحمة الإلهية، 12)".

ورأى انه "لا يمكن فصل المحبة عن العدالة. فكلتاهما تفرضان، كل بأسلوبه الخاص، الاعتراف الكامل والفعلي بحقوق الشخص، الذي من أجله وجد المجتمع وجميع بنياته ومؤسساته"(العلمانيون المؤمنون بالمسيح، 42). إذن لا يمكن إقصاء المحبة عن العدالة. فالمحبة هي صفة ابناء الله التي تدعو الى احترام كل كائن بشري في حقوقه وحياته وكرامته، بممارسة العدالة. إذا انفصلت العدالة عن المحبة الرحوم، أسرت نفسها في إطار الثأر والتشفي. المحبة والعدالة، إذا اجتمعتا، حققتا تحرير الإنسان من كل ظلم واستضعاف. هذه هي رسالة الكنيسة منذ نشأتها، وقد حققت هذا التحرير الكامل للإنسان بتعليمها وأعمالها ومؤسساتها وقديسيها".

وأشار الى "الجهود التي تبذلونها من أجل عدالة أوفر وأفضل، ينبغي أن تنطلق من المحبة، وتلطف بالمحبة، لكي تكون منزهة من كل عيب فيها، أو ميل منحرف شخصي، أو إرضاء لهذا أو ذاك، أو رشوة خسيسة، أو نفوذ من الداخل أو الخارج. إنكم بذلك تواصلون رسالة الكنيسة التي من حقها وواجبها اعلان العدالة وممارستها، والتنديد بأوضاع الظلم والاستضعاف وإزالتها، وهي رسالة تسلمتها من الله".

وقال: "هذه المبادئ تنسحب على مستوى الحياة العامة في الدولة التي تفصل، كما يفعل الدستور اللبناني، بين السلطات الثلاث: المشترعة والإجرائية والقضائية. إذا تسيست إحداها، فقدت دورها ووقع الخلاف وتعكر السلام. إن القضاء عندنا بنوع خاص يعاني ويا للأسف من عدم احترام استقلاليته، ومن تسييسه وتدخل النافذين. وقد شهدنا في أواخر الأسبوع الماضي حملة مسيسة ضد شخصية من القضاء معروفة. وهي حملة يؤسف لها، لأنها تجن على هيئة القضاء الحاكمة، وعلى كرامة هذه الشخصية القضائية، بل وعلى القضاء نفسه الذي له أصول قانونية للطعن والمراجعة من شأنها أن تحمي كرامة القضاء والسلطة القضائية وحقوق المتداعيين. نأمل أن تحافظ الدولة على استقلالية القضاء وكرامة القضاة وحمايتهم من اي إعتداء وتدخل بداعي النفوذ. فالقانون والعدالة فوق الجميع، ونرفض التعالي عليهما".

وأضاف: "عقدنا معكم اجتماعا في الأول من أيلول الماضي في الكرسي البطريركي في الديمان، في حضور صاحبي السيادة المطرانين منصور حبيقه وحنا علوان وتناولنا أربع نقاط: الصعوبات التي تعترض عملكم القضائي، الحلول التي تتطلعون اليها، التمنيات التي تنتظرونها منا، وتفرغ القادرين. فكانت نتائج هذا اللقاء غنية بمضمونها. وعقدت مع صاحبي السيادة اجتماعا لاتخاذ التدابير اللازمة في ضوء هذه النتائج، وسنواصل إجتماعاتنا في هذا الشأن".

واكد انه "رغم العمل الكبير الذي تنجزون، تبقى واجبات، ينبغي القيام بها: أعني تحسس مشكلة الازواج المتداعين من الناحية الانسانية، التجرد والشفافية في التعاطي معهم، الإستقلالية في إصدار الاحكام، التقيد بالأصول القانونية في التحقيق والحكم والطعن، مواكبة التعليم القانوني والإجتهاد القضائي، الإلتزام في الأوقات المحددة في نظام المحكمتين من اجل إنجاز العمل والإسراع في خدمة العدالة، لأن الإبطاء، على ما علمت الكنيسة، إقحام للمتداعين على ارتكاب الخطيئة. ولا يخفى عليكم أن ممارسة العدالة المقرونة بالمحبة والإنصاف، والمرتكزة على الدرس والتحليل، والقائمة على الجهد والتفاني، إنما هي وجه الكنيسة ودرة على جبينه، فالكنيسة هي مرآة العدل. ولتكن أحكامكم المتوجة "باسم الله تعالى" رفيعة المستوى وجديرة بهذه المسؤولية.

وإني إذ أشكر مجددا زيارتكم، وتفانيكم في خدمة العدالة في محاكمنا، أتمنى لكم سنة قضائية ملؤها النجاح والخير، وأعرب لكم عن أطيب التهاني بعيدي الميلاد والسنة الجديدة، مع تمنيانتي الخالصة بنيل ثمارها الروحية والإجتماعية، آملين أن ننشد مع الملائكة: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام ". ولد المسيح ! هللويا!".

اجتماع النواب العامين

بعدها، ترأس البطريرك الراعي الاجتماع الدوري لنوابه العامين وجرى عرض لاوضاع الابرشيات والرعايا.

اضاءة شجرة بكركي

وبمناسبة عيد الميلاد وبدء التساعية يضيء البطريرك الراعي مع الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير والمطارنة عند الساعة الخامسة والنصف مساء غد الخميس شجرة الميلاد التي يبلغ طولها 21 مترا في باحة الصرح البطريركي في بكركي.

وسيحضر الاحتفال رئيس مجلس ادارة بنك بيروت سليم صفير الذي قدم الشجرة اكراما للطفل الالهي، وتهنئة بالعيد لجميع اللبنانيين مع الدعاء بالخير والسلام وعربون تقدير واحترام لشخص البطريرك.

 

سجال حاد بين سامي الجميل ونواف الموسوي في مجلس النواب تخلله كلام ناب وبري طلب شطبه ولم ير ضرورة لما قيل و"التعرض لبعضنا"

 وطنية - 14/12/2011 - أثناء جلسة الأسئلة والأجوبة في مجلس النواب دار سجال حاد بين النائبين سامي الجميل ونواف الموسوي على خلفية السؤال المقدم من الجميل عن أعمال حفر وإمدادات غير مشروعة تجري في بلدة ترشيش - المتن الجنوبي. وقد حول الجميل سؤاله الى استجواب .

وقد رد النائب نواف الموسوي بالنظام على الجميل: في مناسبة وغير مناسبة يحكى ان مجموعة غير رسمية، هذه هي المقاومة في لبنان وهويتها واضحة، وعندما نتكلم عن زيادة قدراتها الدفاعية منذ زمن في لبنان منذ الإجتياح لإسرائيلي، هناك أناس كانت جزء من العدوان.

بري: لاضرورة لهذاالكلام وليس من الضرورة التعرض لبعضنا.

الموسوي: هذه المقاومة تتمتع بشرعية دستورية من تبني الحكومة لنهج المقاومة.

مروان حمادة: اعترض، صار اجتياح لهذاالبلد.

الموسوي:أريد الرد على النقاط من الآن الى وقتها المقاومة تحظى بشرعيةالحكومة.

بري : تكلمت بالنظام.

الموسوي: هذه المقاومة التي تتمتع بالشرعية، ستقوم بما تراه مناسبا لحماية لبنان ولحماية شبكات الإتصالات التي استهدفت بالأمس.

الجميل: نحن نريد حماية من المقاومة لأنهم موجودون عندنا على الطرقات.

بري حاول تهدئة الأمور

الموسوى: أنت بتعرف أكثر مني.

الجميل: من هم العملاء؟ تاريخنا يشرفك (الكتائب)

فادي الهبر: عملاء إيرانيون أنتم.

الجميل: ليحترم اللبنانيين ، واحترم نفسك.

الموسوي: انت شخص غير محترم.

الجميل: احترم نفسك، وأنا محترم اكثر منك.

الموسوي: "صباطي" محترم أكثر منك.

فتفت: اذا كان هناك "صبابيط" بلا الجلسة.

بري: أشطب كل العبارات التي وردت نابية من كل الأطراف. أنا من مؤسس المقاومة وليس هكذا يتم الدفاع عن المقاومة، يجب التقيد بالنظام.

الجميل: هذا كلام صورة عن اصحابه.

وقال عن الموسوي قليل تهذيب.

بري: تشطب من المحضر

وبعدها غادر الجميل الجلسة.

 

خلاف بين الجميل والموسوي زاد الشرخ بين فريقي 8 و14 آذار

جلسة الاسئلة والاجوبة النيابية انتهت بتحويل نواب

المعارضة اسئلتهم الستة للحكومة الى استجوابات

المركزية – لم ينته الاشكال الذي حصل في جلسة الاسئلة والاجوبة بين عضوي كتلة الكتائب النائب سامي الجميل وكتلة الوفاء للمقاومة نواف الموسوي على خلفية الدور الامني لحزب الله في الداخل انما استدعى ردودا بين الجانبين وفريقيهما بعد الجلسة.

واللافت ان ما جرى في الجلسة زاد الشق الذي يباعد بين فريقي 8 و14 آذار وحتى قبل ردود الفعل فقد حول نواب المعارضة اسئلتهم الستة على جدول اعمال الجلسة الى استجوابات للحكومة.

الاول للنائب محمد الحجار حول التعدي على الاملاك العامة والخاصة.

الثاني للنائب سامي الجميل حول شبكة الاتصالات لحزب الله والمقاومة في ترشيش والثالث والرابع حول الكهرباء للنائبين محمد قباني ومحمد الحجار.

الخامس: المخالفات في انشاء حلقات اتصال المراكز الهاتفية بواسطة شبكة الياف ضوئية للنائب زياد القادري. السادس للنائب كاظم الخير حول التلوث الناتج عن معمل دير عمار لإنتاج الطاقة.

بدأت الجلسة عند الساعة الحادية عشرة والربع برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري وحضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والوزراء والنواب واستهلت بتلاوة الاسماء الذين غابوا بعذر وهم النواب انور الحليل، هنري حلو، سليم كرم، خالد الضاهر، غازي العريضي، نبيل دو فريج ونبيل نقولا وستريدا جعجع.

ولفت الرئيس بري في مستهل الجلسة الى ضرورة الالتزام بالنظام الداخلي لجهة الالتزام بعشر دقائق لكل نائب على ان يأتي الجواب الحكومي بعد كلام النائب. وهنا لفت النائب عمار حوري بالنظام الى ان الاسئلة الستة الواردة على جدول الاعمال التي كان يفترض على الحكومة ان تجيب عليها، واذا استعرضنا هذه الاسئلة نرى ان بعضها وصل منذ 48 يوما واخشى ما اخشاه بأن الوزراء بعدم ردهم على النواب خطياً ان يكون ذلك استخفافاً بالمجلس النيابي فرد الرئيس بري قائلا هذه ليست بالنظام شكلا بالنظام ولكن مضمونا هو بالسياسة، وانا من حيث المضمون اتضامن معكم وانا كنت اتصلت برئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتمنيت عليه ان تجيب الحكومة ضمن المهلة وقد وعدني خيرا ولكن لم يحصل ذلك بالفعل.

السؤال الاول وهنا تلي السؤال الاول المقدم من النائب محمد الحجار حول قضية التعديات على الاملاك العامة والخاصة وعلى الارتفاقات الجوية، حوّل الى الحكومة بتاريخ 26/10/2011 وعند الانتهاء من تلاوة السؤال طلب من مقدم السؤال النائب الحجار الكلام فقال: سأتحدث بعد ان اسمع جواب الحكومة وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان الحكومة اجابت على كل الاسئلة بأوقاتها.

النائب سيرج طورسركيسيان قال: ربما التأخير من البريد ومن المسؤول عن وزارة الاتصالات؟

اضاف الرئيس ميقاتي في ما خص سؤال النائب الحجار هناك جواب من وزيري الاشغال العامة والداخلية والبلديات. وقد تألفت لجنة وزارية برئاستي لمتابعة الموضوع ثم تلي جواب وزير الداخلية والبلديات الذي اشار الى ازالة بعض المخالفات المرتكبة واتخاذ الاجراء القانوني في حق المخالفين والمعتدين ونحن بصدد ازالة كل المخالفات وفقا للقوانين المرعية الاجراء...

ثم تلي جواب وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي فلفت الى ان المخالفات وبشكل خاص في السكسكية وعدلون التي شيّدت بشكل مخالف، وان الوزارة بدأت بملاحقة المخالفين والمعتدين على الاملاك البحرية والعمومية وسجلت بحقهم مخالفات.

ثم تحدث مقدم السؤال النائب محمد الحجار فقال: انا لم اقدم هذا السؤال لا من منطلق طائفي ولا من منطلق سياسي، انما نظرا للتعديات والمخالفات التي تلخص بثلاث نقاط: البناء العشوائي الذي يؤثر على البيئة وتجاوز حقوق الناس عندما يتم البناء على المشاعات وعلى الابنية العامة. ولفت الى ان المخالفات تضاعفت منذ ان تقدم بهذا السؤال حتى اليوم في المحافظات الخمس وعدد بعض هذه المخالفات والتعديات ووصف ما يحصل بالفاجعة ولفت الى ان سبعين في المئة هي مخالفات على الاملاك العامة والمشاعات.

وقال: قد يستطيع البعض تحسين الصورة لكن انعكاس هذه التعديات هي بمثابة كارثة بيئية وبحق المواطن وتشكيل استباحة، وعندما تحاول القوى الامنية جمع هذه المخالفات تواجه بالاعتداء عليها، ودعا الى رفع الغطاء عن المعتدين على الاملاك العامة والمشاعات، وكل هذه الظاهرة مع ما شهدناه بقضية خطف احمد زيدان هو بسبب تنامي السلاح غير الشرعي وطالب بملاحقة المخالفين وازالة المخالفات لأنها بالفعل لم تتم ازالتها وسأل ما هي خطة وزارة الداخلية والبلديات لإزالة هذه المخالفات؟

وهنا سأل النائب علي عمار بالنظام وقال: هناك منطقة تتعرض لحملة واود ان اعلق.

وعندما تعرض النائب محمد الحجار الى السلطة القضائية بأنها لا تقوم بواجباتها فعلق سركيسيان ضاحكاً فبادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معترضاً على هذا الاسلوب وقائلا لماذا هذا العمل، وهل السلطة القضائية تضحك ثم تلا وزير الداخلية والبلديات مروان شربل رد الحكومة على جواب النائب محمد الحجار، وقال: لقد اعطيت الاوامر للقوى الامنية لقمع جميع المخالفات وتم اخذ صور للابنية التي تعرض السلامة العامة للخطر، وتمت ازالة 45 مبنى و144 مخالفة في محيط المطار وبئر حسن وتمت احالة المخالفين على الاملاك الخاصة الى السلطات المختصة، وتمت ملاحقتهم قضائيا وستصدر الاوامر بوقف المخالفين. وتمت مراجعة السلطات القضائية وقوى الامن الداخلي لمعالجة كل المخالفات وان الفوضى التي كانت سائدة في الماضي سيتم ايقافها دون استثناء.

وعندما انتهى رد الوزير شربل لم يقتنع النائب الحجار فطلب تحويله الى استجواب.

السؤال الثاني: ثم تلي السؤال المقدم من النائب سامي الجميل حول اعمال حفر وامدادات غير مشروعة تجري في بلدة ترشيش – المتن حوّل بتاريخ 26/10/2011.

ثم تلي سؤال النائب محمد قباني حول قطاع الكهرباء وقانونية عمل مقدمي الخدمات حوّل بتاريخ 2/11/2011، وهنا لفت الرئيس بري الى ان هناك سؤالين وحرصا للوقت سنحاول حصر الموضوع بسؤال واحد هو السؤال الثاني من النائب محمد الحجار حول تلزيم مؤسسة كهرباء لبنان اشغال مقدمي خدمات التوتر حول بتاريخ 9/11/2011. فأعلن النائب محمد قباني محتدا وقال انا احتفظ بحقي بالكلام ولا اسمح بأن ينوب عني اي نائب ومن اية جهة كانت فرد عليه الرئيس بري قائلا الآن عرفت لماذا نسمع شكوى بعض الوزراء من عصبيتك.

وبعد تلاوة السؤال وجواب الحكومة علق النائب محمد قباني مقدم السؤال الاول فقال: ان مجلس الوزراء وافق في شهر حزيران الماضي على خطة وزارة الطاقة لكن عمل وزير الطاقة يتم بمخالفة القوانين والدستور اللبناني. وذكّر بأن وزير المالية في 4/5/2011 رفض عرض خطة وزير الطاقة. ورفض وزير الوصاية التوجه الى رئاسة الحكومة لمعالجة هذا الامر - واستمرت ادارة الكهرباء باجراءات التلزيم من دون موافقة وزارة المالية، الا ان الوزير الحالي للمالية عاد ووافق على ما كان رفضه في السابق على مشروع غير دستوري لمشروع قيمته 780 مليون دولار.

ولفت قباني الى انه توجه بإخبار للنيابة العامة المالية ولدى ديوان المحاسبة حول مخالفة عمل مقدمي الخدمات.

اما مقدم السؤال الثاني حول هذا الموضوع النائب محمد الحجار فاضاف الى ما قاله زميله النائب محمد قباني فقال: في موضوع فتح اعتماد 870 مليون دولار فهي ليست كما اجابت الحكومة هي وفقا لدفتر الشروط ونحن نتحدث عن اتفاق استثماري فهو يلزمه قانون وليس قرارا من وزير المالية ثم ان قرار مجلس الوزراء الذي وافق على قرار الوزير جاء للتلزيم الرضائي وهو امر مخالف، خصوصا ان الوزارة لا تستطيع ان تلبي طلب الشكاوى والوضع الاداري ونتيجة وضعها الحالي، وهو حلقة من حلقات الفساد، فليس هذا بسبب التقنين والانتاج، انما نتيجة وضع المحطات وأماكنها، والحل المتاح هو بالتلزيم غب الطلب ومن خلال خطة الكهرباء التي تتضمن مشاركة المؤسسة والقطاع الخاص. اولا هذا المشروع هو بقرار صدر 49 عام 2006 وأقر العام 2006 في مجلس الوزراء ولاسباب وعوامل عديدة لم تتمكن من استكماله، وعادت لجنة الاشغال العامة والطاقة بأهمية اجراء هذا الموضوع عام 2007.

وعدد الوزير باسيل فوائد المشروع وما تحقق من تحسين الجباية، ومنع الهدر الفني وتوفير مبلغ 680 مليون دولار والعقد الاداري هذا هو مجازفة تستحق مثل هذه المجازفة للانتقال الى المرحلة الثانية للحديث عن التراخيص والامتيازات. وقال: ان اكلاف التوزيع انخفضت من 2,5 الى 1,4 لكيلواط الواحد وكذلك يمنع التعديات بايجاد عداد ذكي لتحسين الجباية ويمكن رفع التعديات عن بعد وضبط هذه التعديات بحدود اربعين في المئة من خلال تحديث الشبكات والحد من المولدات حتى الانتهاء منها تدريجيا وبالتالي نمنع النزف.

وعلق صاحب السؤال الثاني النائب محمد الحجار فقال: الوزير لم يجب على اسئلتنا وهناك امور تقنية ولا مشكلة بالتفاصيل التي تحدّث عنها، انما بالقراءة القانونية يفترض ان يحصل اولا باجازة من المجلس النيابي لان الانفاق الذي تم هو انفاق استثماري ويتجاوز القوانين والاصول القانونية لجهة التوزيع.

فرد وزير الطاقة على الاسئلة عن المناقصة، فأكد ان المناقصة شفافة وشاركت فيها 15 شركة عالمية ولا تغامر بمصداقيتها وفتحت المظاريف والنتيجة كانت للاقل سعرا والاوفر تقييما فنيا ولم يكن هناك اي استنساب انما وفقا لدفتر الشروط وبمشاركة الجميع، وكان هناك وفر بتلك المناقصة بقيمة مئة مليون دولار. اما بالصفة القانونية فهو صفته مقاول وكل العملية تعود لمؤسسة كهرباء لبنان ووفقا لأحكام الفقرة العاشرة من قانون المؤسسة.. والدفع للمتعهد بحسب الكشوفات كل ثلاثة اشهر وليس هناك اي دفع مسبق وهناك كشوفات فعلية..

وهنا اعلن مقدم السؤال الاول النائب محمد قباني تحويل سؤاله الى استجواب لانه بحسب رأيه لم يجب على اي سؤال.

السؤال الخامس: ثم تلي السؤال الخامس المقدم من النائب زياد القادري حول المخالفات الحاصلة لدفتر شروط تنفيذ مشروع انشاء حلقات اتصال المراكز الهاتفية بواسطة شبكة الياف ضوئية حوّل بتاريخ 2/11/2011 وتلي جواب الحكومة الذي تضمن بأن تمديد الشبكات تم وفق دفتر الشروط المطلوب.

فعلق مقدم السؤال النائب القادري فقال ان هذا الموضوع يلامس السؤال الذي قدمه الزميل الجميّل ويؤكد صحة اقوال الزميل الجميّل، بالاضافة الى الوقائع العملية التي اثارها، وبالاضافة الى الاثباتات العملية فان لهذا المشروع عدم جدوى من الناحية القانونية والتقنية. والشق الاول المتعلق بالجدوى الاقتصادية والفنية لهذا المشروع. والشق الثاني مخالفة دفتر الشروط.

اضاف القادري: ان وزارة الاتصالات صرفت اموالا ضخمة على حساب الشعب اللبناني على مشروع لم يقدم شيئا جديدا من الناحية التقنية والفنية وان نسبة استعمال هذه الآليات لا تتعدى الـ35 في المئة. وكل الزملاء في القاعة يعرف ان كل خدمات الهاتف الثابت تمر على شبكة الاتصالات وأخشى ما اخشاه ان تكون الغاية من تنفيذ هذا المشروع لتأمين شبكات غير شرعية والشق الثاني يتبين من تنفيذ هذا المشروع وجود مخالفات عديدة لدفتر الشروط تؤدي الى اخطار كبيرة تهدد المشروع نفسه، وبالرغم من التنبيه المتكرر للتفتيش المركزي، فان هذه المخالفات لا تزال ولم يتم التحقق من هذه المخالفات هذا من جهة ومن جهة ثانية هناك تلكؤ واضح من وزير الاتصالات لتوضح الامور، مع ما يستلزم ذلك من عقوبات مسلكية واجرائية.

وينتج عن ذلك هدر للمال العام، وأمام هذا السكوت المريب اجد نفسي مضطرا للجوء لأجهزة الرقابة بالتحرك فورا واطلب من النيابة العامة المالية التحرك فورا واعتبار سؤالي هذا بمثابة إخبار.

فرد وزير الاتصالات نقولا صحناوي فقال بان هذا الكلام هو سياسي، اما بالنسبة للسؤال فقد تم اتخاذ الاجراءات المطلوبة، اما باستخدام القساطل وفرق السعر بين 2 و3 ملم فهو بسبب عدم وجود قساطل 2 ملم اما الكلام بان الامر يتعلق بحماية شبكة المقاومة فهذا غير صحيح والمقاومة ليست بحاجة لشبكة الآليات البصرية وبما يخص الجدوى الاقتصادية الكاملة فهذه الشبكة ستنقل لبنان الى ثلاثين سنة الى الامام بالنسبة للسرعة مقارنة مع الدول الكبرى في العالم، وهنا اعلن النائب القادري عدم اقتناعه بالجواب وطلب تحويل سؤاله الى استجواب.

السؤال السادس: بعد ذلك تلي السؤال الاخير المقدم من النائب كاظم الخير حول التلوث الناتج عن معمل دير عمار لانتاج الطاقة حوّل بتاريخ 9/11/2011 وبعد تلاوة السؤال وجواب الحكومة.

وهنا قاطع النائب سيرج طورسركيسيان قائلا باشارة الى العبارة التي اطلقها النائب نواف الموسوي.

وقال سيرج طورسركيسيان بعد الجلسة انا اوجه الدعوة للزملاء النواب الى الغداء في الردشوز.

فقاطعه الرئيس بري قائلا: تشطب هذه العبارة من المحضر وأنا اوجه تنبيها آخر للزميل.

وهنا سأل النائب حسين الموسوي الدعوة لمَن وجهتها ومن هم النواب اللي عازمهم.

وتدخلت مطرقة الرئاسة وصوّبت مسار الجلسة وأعطى الكلمة لمقدم الاقتراح النائب كاظم الخير الذي تحدث عن مخاطر التلوث الناتج عن معمل دير عمار لانتاج الطاقة وتتكاثر حالات الامراض السرطانية في المنطقة.

ولفت الى ان الوعود التي اعطيت لهذه المنطقة لإزالة المخالفات والتوتر العالي وهذه المنطقة منكوبة وخطوط التوتر العالي تتداخل بين المنازل والتلوث قبض على المزروعات كما اصاب الناس.

فرد وزير الطاقة جبران باسيل فقال: ان معالجة هذه المشكلة تكون باستخدام خط الغاز والحل الاساس هو بتأمين الغاز، وعندما امنّا الغاز المصري توقف بسبب عدم رصد الاموال اللازمة والآن توفرت الاموال. وهناك دراسة لتشغيل هذه المعامل على الغاز وفي شباط المقبل ستتطلب الدولة المناقصة لحل هذه المشكلة. هذا هو الحل بدل من الحلول المجتزأة والتلوث اليوم في دير عمار والزهراني والجية يعالج برش الماء حتى نصل الى الحل النهائي. وشرح باسيل الحلول التقنية وقال: هناك متابعة من قبل وزارة الطاقة وهي تراقب تنفيذ اعمال المتعهدين.. ولم يقتنع مقدم السؤال.

وهنا لفت الرئيس بري الوزير باسيل الى ضرورة حضور جلسات اللجان المختصة توفيرا للوقت.

وقبل انتهاء الجلسة قال رئيس المجلس نبيه بري: لا شك في ان الديموقراطية هي احسن الامر ولكن الحرية هي غذاؤها الروحي وليس المادي وما حصل حتى على سبيل النكتة لم يكن لائقا والرئاسة تبدي استياءها. وتقول الله يسامح الجميع ونحن مسؤولون عن شعب واحد وليس عن شعبين.

ثم تلي محضر الجلسة وصدقت وكانت الساعة تشير الى الثانية والنصف.

يذكر ان الرئيس بري كان كلف النائب علي بزي القيام بمساعي لجمع الجميّل والموسوي لم تفلح وان الجميّل طلب اعتذارا علنيا بالطريقة نفسها التي تعرّض فيها اليه.

الجميل: بعد الجلسة علق النائب سامي الجميّل على ما حصل من إشكال بينه وبين النائب نواف الموسوي داخل الجلسة فقال: نحن نأسف بأن يتدنى مستوى اللياقات بالاخلاق الى هذه الدرجة. لكن في النتيجة كل انسان يتحمل مسؤولية ما يقوله وكل انسان يقرر ما اذا كان يريد ان يدني من مستواه ومن قيمته تجاه الناس الآخرين وتجاه النواب الآخرين ومَن يجب ان يحافظ على لياقات معينة وعلى تهذيب معين. هذا امر لا نتعلمه الآن وأقول لمَن يظن ان هذا المجلس النيابي سايب او انه يخيفنا او يخيف نوابا يمثلون الشعب اللبناني، فلا يحكون بما يقتنعون به فهم مخطئون ونحن سنبقى نتحدث بكل كلمة حق واذا لم تعجب البعض وأي تحرك في لبنان يحصل خارج القوانين نحن ضده، وهذا شيء سنبقى نعبر عنه بكل الاطر الدستورية وغير الدستورية وبالطرق الديموقراطية المناسبة وبالتهذيب الذي نتحلى به، ومَن يريد ان يدني من مستواه فليدنِ مستواه هو ولا يستطيع ان يدني من مستوانا نحن.

الساحلي: وقال النائب نوار الساحلي: ان ما حصل وشاهدته اليوم داخل الجلسة هو استمرار لحملات متمادية ومعروفة تستهدف المقاومة، وكانت اليوم من باب شبكة الاتصالات التي تشكل جزءا اساسيا من قدرات المقاومة، وقدرات لبنان، كل لبنان، الدفاعية، وكان واضحا ما لاحظه الاعلاميون ايضا داخل الجلسة التناغم بين اكثر من جهة باتجاه صرف الانظار عن انجازات المقاومة الامنية الاخيرة والتطاول على المقاومة ودورها لجذب الانظار عما حصل في الاسبوع الماضي بموضوع CIA – (السي آي إي) وما حصل من افراج عن بعض العملاء في محكمة التمييز العسكرية.

اضاف: اننا نؤكد على الموقف الذي عبّر عنه الزميل السيد نواف الموسوي.

ونقول ان هذه المقاومة تتمتع بالشرعية الدستورية وهي متبناة من قبل هذه الحكومة وحكومة الوحدة الوطنية وكل الحكومات السابقة، فضلا عن الشعبية الانسانية والوطنية التي سجلتها في الانتخابات النيابية ونقول نحن لسنا بحاجة لشهادة من احد، بل هذه المقاومة تعطي دروسا بالتهذيب وبالشهادة.

الحجار: وبدوره قال النائب محمد الحجار: اليوم نحن كنواب في المعارضة قمنا بواجبنا بطرح الاسئلة والاستفسارات حول تجاوز للقوانين يحصل في البلاد على مستوى اداء بعض الوزراء.

وكنت تقدمت بسؤالين بواسطة المجلس النيابي للحكومة وعرضت اليوم في الجلسة الاولى حول التعديات على الاملاك العامة والخاصة ومما تعنيه هذه التعديات من تفلت من قيود المسؤولية الافرادية والجماعية وبما نعنيه من ضرب مفهوم الدولة اللبنانية الحديثة، وهذه التعديات والمخالفات زادت من تاريخ تقديمي لسؤالي وقد اطلعت المجلس والحكومة على بعض المعطيات المتوفرة عندي والتي تقول بان عدد هذه التعديات هذه السنة بلغ حوالى 9706 مخالفات وقسمت 9 بالمئة في جبل لبنان وثلاثة بالمئة في البقاع، وسبعة بالمئة في الشمال و32 بالمئة في الجنوب و49 بالمئة في الضاحية الجنوبية، وقلت ان هذا الفلتان سببه هذا السلاح غير الشرعي والذي يؤدي الى تعزيز ثقاة استباحة الدولة والناس والذي يؤدي الى التمرد على الدولة وضرب هيبتها وبالتالي ترسيخ عصبية التفوق لدى البعض اعتدادا بالسلاح فيحملون هذه العصبية التي تؤدي اكثر فأكثر الى التباعد بين اللبنانيين وتعزيز الشقاق في ما بينهم.

من هنا كان طرحي من منطلق وطني وليس من منطلق مذهبي او طائفي او سياسي ويجب العمل لإيجاد وضع حد لهذه المخالفات مع كل الانعكاسات التي تسببها وطلبت ان يصار الى رفع غطاء فعلي عن المخالفين، وبالتالي ازالة المخالفات والتعديات عن الاملاك العامة والخاصة، وان تتم ملاحقة المخالفين او المتعدين.

قباني: اما النائب محمد قباني فقال بدوره هناك فضيحة في موضوع مقدمي الخدمات الكهرباء وقد حولت سؤالي حول هذا الموضوع الى استجواب لأن وزير الطاقة لم يجب على اي سؤال على الاطلاق انما قدم محاضرة بعلم الكهرباء لكن الاسئلة فاضحة في موضوع المادتين 88 و89 من الدستور اللبناني وهناك مخالفات عدة للدستور اللبناني، وللقوانين سواء لقانون تنظيم كهرباء لبنان الذي يعطي امتياز التوزيع ولا يعطي الحق على الاطلاق بأن تجيّر هذا الامتياز الا بموجب قانون، وايضا قانون تنظيم قطاع الكهرباء الذي يحمل الرقم 462 وينص على ان من يحق له اعطاء تراخيص لمنظمي قطاع الكهرباء هو الهيئة الناظمة والتي لم تؤلف بعد، وكل هذه المخالفات للدستور وللقوانين فضلا عن الاستهتار بالمجلس النيابي وبمجلس الوزراء، وشرحنا هذه المخالفات وقلنا انه في حال اختلف وزيران على امر ما يرفع الموضوع الى مجلس الوزراء فرفض وزير الطاقة مرتين ان يمر الامر على مجلس الوزراء رغم طلب كهرباء لبنان هذا الموضوع، فهو يتصرف وكأن وزارة الطاقة والمياه هي دكان تخصه وحده، فهو يستهتر بكل شيء حتى بالقضاء.

 

زهرا: لا مصلحة في ربط استقرار لبنان بمصير المنطقة

المركزية- رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا ان ""حزب الله" لا يستطيع الإدعاء بانه يستطيع ان يكشف عملاء لـ"سي اي اي" في لبنان ولا يعرف من يطلق صاروخا من الجنوب".

ودعا في حديث اذاعي "الحزب الى تحمل المسؤولية والمبادرة الى تأكيد حكمته بعدم السماح بنقل ما يجري في سوريا الى الداخل اللبناني لانه ليس لمصلحة احد ربط الاستقرار في لبنان بمصير الانظمة في الشـرق الاوسط".

 

دعا إلى تدابير بحق الموسوي لخرقه أدب الخطاب السياسي/سعيد: مقال "نيويرك تايمز" برسم الحكومة

المركزية- اعتبر منسق الامانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق الدكتور فارس سعيد ان " "حزب الله" بيّن وجهه الحقيقي اليوم من خلال خرق ادب الخطاب السياسي داخل مجلس النواب مستخدماً رداً على النائب سامي الجميل كلاماً نابياً خارجاً عن المألوف"، مطالباً "مكتب المجلس ورئيس المجلس النيابي نبيه بري بأخذ التدابير في حق النائب نواف الموسوي لأنه خرق اولاً النظام الداخلي للمجلس وثانياً ادب الخطاب السياسي"، ورأى ان "هذا الخرق يؤكد مرة اخرى مدى ازمة "حزب الله" في هذه المرحلة الذي لم يجد من اجل الدفاع عن قضيته غير المحقّة وهي السلاح غير الشرعي إلا استخدام الكلام غير المقبول بيننا كلبنانيين".

وقال في حديث لـ "المركزية" "في مسألة خطف المواطن احمد زيدان مدير معمل LIBAN LAIT عرف اللبنانيون من هو المخطوف ولم يتمكنوا من معرفة الجهة الخاطفة، وما هي الجهود التي بذلت من قبل الاجهزة الامنية الرسمية في لبنان من اجل اطلاق سراحه"، واضعاً "كل ذلك في رسم الاجهزة الامنية اللبنانية والوزارات المختصة لتضع امام الرأي العام اللبناني ملابسات هذا العمل الخطير جداً والذي ينذر بتكراره في حال لم تتخذ وزارة الداخلية والدفاع التدابير اللازمة لكشف ملابسات هذا الموضوع".

اضاف "لقد كشفت اليوم صحيفة "NEW YORK TIMES" في صفحتها الاولى مقالاً وقّّعه "جو بيكر" يؤكد فيه في شكل واضح تورط "حزب الله" في عملية تجارة المخدرات في اتجاه اميركا اللاتينية وتبييض الاموال بواسطة البنك "اللبناني الكندي"، كما يؤكد تورط الحزب في شراء عقارات تطل على البحر الابيض المتوسط في منطقة الشوف، وهذا كله يضع ايضاً الحكومة اللبنانية امام مسؤولياتها، فإذا حصلت مرة مع البنك "اللبناني الكندي" فممكن ان تتكرر مع اي مصرف آخر"، مطالباً "جمعية المصارف اللبنانية وحكومة لبنان وحاكمية البنك المركزي بوضع ملابسات هذا المقال امام الرأي العام اللبناني، واذا كان هناك من تجن على القطاع المصرفي اللبناني والبنك المركزي اللبناني فعليهم ان يأخذوا التدابير في حق هذه الصحيفة، اما اذا كان ما ورد في الصحيفة كلاماً جدّياً ولم تتخذ جمعية المصارف وحاكمية مصرف لبنان والحكومة اي تدبير فهذا يعني ان هذا المقال بخطورته يضع كل القطاع المصرفي اللبناني في دائرة التشكيك".

واعتبر في مجال آخر أن "الوضع الامني المستهدف جنوباً يضع القرار 1701 في حالة تصدّع مركب الاهداف والوظائف والمسؤول عنه في شكل واضح من جهة النظام السوري المأزوم، ومن جهة اخرى "حزب الله" الذي يحاول دعم هذا النظام من خلال تصاريحه وسلوكه في لبنان"، داعياً "الحكومة اللبنانية الى تجاوز موضوع الاستنكار واخذ التدابير الآيلة لوضح حدّ لهذه التجاوزات من خلال كشف من قام ومن دبّر ومن نفّذ كل ما حصل في الجنوب مؤخراً". وختم سعيد "لا اعتقد ان الامن اللبناني مهدد من داخل لبنان، انما مع السقوط الحتمي للنظام السوري ستحاول بعض الاطراف اللبنانية التي تمتلك السلاح القيام بعمليات لخلق حالة عدم استقرار من اجل تحسين ظروفها ومفاوضاتها مع الاطراف اللبنانيين. يعيش لبنان اليوم مرحلة نهاية النظام السوري وبداية مرحلة جديدة سنطرح من خلالها العنوان الذي طرحناها في 14 آذار 2011 وهو ان يكون لبنان منزوعاً من السلاح".

 

ماروني: سنبرّئ المقاومة اذا علمنا مـن أطلق صواريخ الجنوب

المركزية- رأى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني "أن ما يحصل اليوم هو إستهداف للدولة وللجيش"، واشار الى "اننا سنعطي المقاومة البراءة عندما تظهر نتائج التحقيقات حول من أطلق الصواريخ من الجنوب، ومن يملك القدرة على ذلك في ظل وجود السلاح".  وشدد في حديث اذاعي على "ان السلاح في حال استمر خارج شرعية الدولة فإن المؤامرة هي على الدولة والشعب"، داعيا الى "التوقف عن تضليل الشعب اللبناني". من جهة اخرى اوضح ماروني "ان الإجتماع الذي سيعقد في بكركي الجمعة المقبل يأتي في إطار الإجتماعات التقليدية، ومخصص لعرض ما توصلت إليه اللجان الثلاث التي تبحث في قانون الإنتخاب، وبيع الأراضي، والشغور المسيحي في دوائر الدولة".

 

لبنان لم يتبلغ خفض عديــد "اليونيفل"/قوات الطوارئ تزيد التنسيق مع الجيش

المركزية - أدخلت التطورات الأمنية التي شهدها الجنوب باستهداف "اليونيفل" وإطلاق الصواريخ، الجنوب في غرفة العناية الفائقة، حيث أعلن مصدر أمني لـ"المركزية" ان ""اليونيفل" وضعت خطة لحماية دورياتها وهي أولا زيادة التنسيق مع الجيش اللبناني في أي تحركات تابعة لها ليبقى على مواكبتها ايضا في عمليات التبديل التي تجريها بين الجنوب وبيروت وثانيا إعتماد التشويش خلال مرور الدوريات على الطرق وثالثا تغيير خطة السير وتبديل متتالٍ في الطرق التي تسلكها دوريات القوات الدولية داخل الجنوب على ان تواكب سيارة إسعاف مجهزة الدوريات لمواجهة أي طارئ".

وأشار المصدر الى ان دوريات "اليونيفل" على الحدود ستكون أحيانا مشتركة مع الجيش حسب ما تقتضيه طبيعة الوضع، لافتا الى انه شوهدت في الماري - المجيدية دوريات مشتركة للجيش والوحدة الإسبانية وأخرى للوحدة الإيطالية والجيش في بنت جبيل وثالثة مع الوحدة الفرنسية على طريق السلطانية. وأوضح المصدر ان على رغم الأحاديث الإعلامية حول تخفيض عديد القوات المشاركة في "اليونيفل" فان لبنان لم يتبلغ ذلك رسميا بل على العكس فان الناطق بإسم القوات الدولية اندريا تيننتي أكد عدم النية لدى اية دولة مشاركة في ذلك.

 

"الأنباء": الربيع العربي قد يمتد إلى إيران/موسكو طلبــت من دمشق تفادي الـدم

المركزية- أعنلت صحيفة "الأنباء" الكويتية نقلا عن دبلوماسيين غربيين ان الربيع العربي سيمضي قدما الى نهاية المطاف، وان رياح التغيير ستلفح الشعوب العربية وستحط رحالها في مختلف أنحاء العالم العربي وقد تمتد الى دول مجاورة كإيران. ولفتت الى أن لا أحد يستطيع أن يتوقع من اليوم متى ستقف هذه الرياح مثلما شكل هبوبها منذ عام تقريبا عنصرا مفاجئا للجميع حتى عند كبار المتابعين ودوائر القرار في العالم، لافتة الى ان سوريا سلكت درب اللاعودة في المواجهة بين النظام والثوار، وبالتالي فإن النظام السوري سيواجه أحد هذه الاحتمالات الثلاثة حكما.

وأشارت الى ان الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية في سوريا وصلت الى واقع صعب للغاية لكن ذلك لا يعني ان العقوبات والتدابير ستفضي حكما الى إسقاط النظام فهي تحتاج الى مساحة زمنية معينة لتعطي مفعولها، الأمر الذي سيتجلى مثلا في تحرك اعتراضي لافت في دمشق وحلب. ولفتت الى ان الجيش السوري فقد زمام المبادرة وهو مستنزف وتعاني صفوفه من التباعد وعدم الانسجام، إلا ان النظام يمسك بالنخب والألوية الأساسية وبالقطع المقاتلة والأهم بالسلاح والمال والأجهزة والمعلومات. ونقلت عن الدبلوماسيين قولهم ان الجيش السوري الحر يفتقر الى النطاق الجغرافي ليتمركز ويتموضع ويطلق تحركاته وتعوزه المعدات اللازمة، ولا تكفي المساعدات المالية من قبل قطر بشكل أساسي وتبقى الحاجة ملحة الى إقامة المنطقة العازلة سواء على الحدود مع تركيا ام قرب درعا على الحدود السورية الأردنية، وأشاروا الى ان تركيا لن تساعد الثوار والمعارضة ولعل إقدامها على خطوات جبارة ينطلق أولا وأخيرا من ضوء اخضر دولي.

ولفتت المصادر الدبلوماسية الى ان الموقف الأميركي لم يتضح بعد وهو يتراوح بين الانتظار قليلا والاتجاه نحو الحسم والمؤشرات الجدية والحاسمة لم تظهر بعد أقله بشكلها الأولي، وأشارت الى ان موسكو طلبت من دمشق ألا تكثر من القتل وأن تتفادى بأي شكل من الأشكال اي منزلق دموي يورطها في مسار اتهامها بالمجازر الجماعية.

 

"الجريدة": انقسام عربي عمودي حول سوريا بين الحل السياسي والتدويل

المركزية- أعلنت صحيفة لـ"الجريدة" الكويتية نقلا عن مسؤول رفيع المستوى انه تقرر عقد اجتماعين عاجلين للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ومجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بكامل هيئته برئاسة قطر يوم السبت المقبل في القاهرة، لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة السورية، خصوصا بعد الشروط الجديدة التي وضعتها دمشق لتوقيع بروتوكول وفد المراقبين العرب.

ولفتت إلى أن اجتماع اللجنة سيكون قبل ظهر السبت في مقر الجامعة العربية، وسيبحث الرد العربي على الموقف السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالموافقة على توقيع اتفاق بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا بشروط. وأوضح أن اللجنة المكلّفة متابعة الملف السوري سترفع توصياتها لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري لـ"اتخاذ الإجراءات اللازمة بما يسهم في إنهاء الأزمة السورية ووضع حد للتوتر القائم وسفك الدماء". واشارت الى أن الجامعة العربية وجهت الدعوة أكثر من مرة للمسؤولين السوريين للتوقيع على بروتوكول وفد المراقبين، واستغلال الفرصة السانحة للدخول في حوار وطني شامل، معرباً عن أمله بأن يتم حل الأزمة السورية عربياً، دون أي تدخل دولي.

ونقلت عن المسؤول قوله "هناك انقسام عربي عمودي في شأن طريقة الرد على نظام الرئيس بشار الأسد، حيث يرى فريق أنه يجب حل الأزمة سياسياً بالتفاوض بين النظام والمعارضة وإعطاء الخطة العربية فرصة اخرى، ورفض التدخل الأجنبي لتجنب حرب أهلية وعلى رأس هذه الدول مصر والجزائر والعراق ولبنان وسلطنة عمان والسودان، وفريق آخر يرى ضرورة إشراك المجتمع الدولي في حل الأزمة لمنع سقوط مزيد من الضحايا بسبب استمرار عمليات القمع والقتل من قبل النظام وعلى رأس هذه الدول ليبيا وتونس والسعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت".

 

دقماق لـ"الوطن": موقف روسيـا تجاه سوريا يضعها في خانة الدولة العدوة

المركزية- اعتبر الشيخ بلال دقماق احد قادة التيار السلفي في لبنان ورئيس جمعية «اقرأ» أن موقف روسيا ممّا يجري في سوريا من أحداث متخاذل، ورأى أن ما تقوم به يضعها في خانة الدولة العدوة.

وقال دقماق في حديث لصحيفة "الوطن" القطرية ان القوى السلفية في لبنان دخلت معركة إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لان إسقاطه واجب شرعي، معتبرا أن وجود عناصر وضباط "الجيش السوري الحر" في وادي خالد غير مقلق". وأيّد دقماق المواقف التي نسبت إلى منشقين عن الجيش السوري توعدوا فيها "حزب الله" والحكومة اللبنانية، قائلا: "أؤيد مواقف كهذه سواء صدرت عن معارضين سوريين أو عن لبنانيين". واتهم الشيخ دقماق "حزب الله" بتشكيل خلايا تجسسية في مدينة طرابلس تحت مسميات مختلفة بهدف الانقضاض على بعض الشخصيات الشمالية بناء على أمر عمليات معين من سوريا أو من ايران بعد تعقبها وجمع المعلومات اللازمة عنها.

 

سليمان متمسك بالآليات في التعيينات ويرفض الترويكا

الانقسام السياسي يتفجر غضبــــــاً في المجلس

الاضرابات تشق طريقها غدا و27 كانون لناظره قريب

المركزية – ترنحت الملفات التي يضج بها الوسطان الحكومي والنيابي على وقع خلافات مستفحلة بعضها مستتر والآخر معلن، سواء تلك المتصلة بملف الاجور واستتباعاته السلبية على التماسك الاكثري، او التجاذبات الحادة في ملف التعيينات الذي لم يرسُ بعد على وحدة خيار بين القوى السياسية، وسط واقع داخلي امني مشرع على احتمالات اهتزازات يومية صاروخية وتفجيرية بما ترتب على مستوى التعاطي الدولي مع لبنان ولا سيما بالنسبة الى واقع قوات الطوارئ الدولية.

سليمان والضوابط: وعلى خط الواقع الحكومي المأزوم وتصويب الامور تدخل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مؤكدا اهمية اعتماد الآليات والضوابط ليكون العمل الحكومي اكثر انتاجا، واعرب عن امله في ان يكون للتقيد بهذه الآليات انعكاس ايجابي للعمل عوض تضخيم المواضيع المطروحة.

ولفت الى انه لا يقبل باعتماد اساليب تتنافى مع نصوص الدستور كالسلة في موضوع التعيينات الادارية ولا طريقة الترويكا لاتخاذ القرار، وان كان التشاور بين المرجعيات الرسمية والقيادات والفاعليات امرا ضروريا لإبقاء الوضع الداخلي في منأى عن تداعيات ما يدور حولنا من جهة وفي دائرة الاستقرار السياسي والامني من جهة ثانية.

الغضب المتفجر: اما نيابيا فلا يعكس واقع الحال مقاربة افضل للتعاطي مع الازمات، ذلك ان الخلافات المستترة تفجرت غضبا وشتما وسبابا في اروقة المجلس النيابي الذي تحولت قاعته الى ساحة هرج ومرج خلال جلسة الاسئلة التي لم تلق اي جواب فتحولت استجوابات، على خلفية سجال عنيف بين النائبين نواف الموسوي وسامي الجميل الذي رسم تساؤلات حول تمديد شبكة حزب الله الهاتفية اثارت حفيظت الموسوي الذي رد بكلام ناب حمل الرئيس نبيه بري على توجيه الانذار اليه مؤكدا ان الدفاع عن المقاومة لا يتم على هذا النحو.

نحو الاضرابات... سر: وفيما يتلهى السياسيون بسجالاتهم اللامتناهية، تمضي الهيئات النقابية والعمالية في مسلسل الاضرابات اعتبارا من الغد مع الاضراب التربوي الذي يبدو شاملا في ضوء اعلان نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض الالتزام بالاضراب والمشاركة في التظاهرة في اتجاه السراي ودعوة لجنة التنسيق النقابية التي تضم الاساتذة والمعلمين المتعاقدين في التعليم القانوني واللجنة العليا للاساتذة المتعاقدين في التعليم الاساسي ولجنة الاساتذة المتعاقدين في المعلوماتية للاجتماع في مقر الاتحاد العمالي العام غدا تضامنا مع عمال لبنان ومعلميه وتنفيذ الاضراب المقرر في 27 الجاري.

من جهته، عقد المجلس التنفيذي لاتحاد النقابات العمالية للمصالح المستقلة والمؤسسات العامة اجتماعا طارئا مع رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن ناقش القرارات الحكومية وزيادة الاجور "المبتورة" واكد تلبية الدعوة الى اضراب 27 الجاري والاصرار على تصحيح الاجور واقرار زيارة شطور لا تقل عن 200 الف ليرة لما دون المليون ولا تزيد عن 300 الف لما فوقه مع مفعول رجعي وزيادة قيمة بدل النقل الى 10 آلاف ليرة.

الامن جنوبا وبقاعا: في المقلب الآخر، استمرت مضاعفات "الرسائل" الصاروخية عسكريا من خلال استنفار الجيش واليونيفل، وسياسيا عبر المواقف التي تتبلور تباعا، فيما سجل في المحور الامني ايضا توغل سوري في خراج بلدة عرسال واطلاق نار على راعيين في مزرعتهما ما ادى الى اصابتهما بجروح بليغة.

وفي المواقف، اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي التقى القائد العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال البرتو اسارتا ان لبنان جزء من الشرعية الدولية ومتمسك بالتعاون مع القوات الدولية في سبيل تعزيز الامن والاستقرار ومعاونة الجيش على القيام بمهامه في بسط سلطته الكاملة على الاراضي اللبنانية.

وجدد ميقاتي خلال اللقاء "مطالبة المجتمع الدولي والامم المتحدة بدعم الجيش اللبناني لوجستيا للقيام بالمهام المطلوبة منه والضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها اليومية.

14 آذار: وشجبت الامانة العامة لقوى 14 آذار الاعتداء على الكتيبة الفرنسية مستنكرة اطلاق الصواريخ من الجنوب، وحملت حزب الله المسؤولية الكاملة لكونه الجهة الممسكة واقعا بأمن المنطقة ولا يعقل ان يكون غافلا عن تحركات مشبوهة كهذه وابدت الامانة قلقها البالغ ازاء تدهور الوضع الامني الذي اعتبرته عنوان انهيار الدولة وسقوط سيادتها.

 

أسارتا شدد خلال لقائه بري وميقاتي على ضبط الأمن جنوبا: لكشف مرتكبي الهجمات ضد "اليونيفيل" وتقديمهم إلى العدالة

 وطنية - 14/12/2011 أفاد الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي في بيان اليوم، أن "القائد العام للقوة الدولية اللواء ألبيرتو أسارتا زار رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لمناقشة الوضع في منطقة عمليات "اليونيفيل"، في ضوء الأحداث الأخيرة التي تنطوي على خروق أمنية خطيرة في جنوب لبنان.

وعبر القائد العام مع المسؤولين اللبنانيين عن "استنكارهم الشديد وقلقهم البالغ إزاء الهجوم بالعبوة الناسفة الذي إستهدف اليونيفيل، وكذلك إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية".

وقال أسارتا: "إن أعمال العنف الأخيرة تهدف إلى تقويض الاستقرار والسلام الذي ساد في السنوات الخمس الماضية في جنوب لبنان. إن مثل هذه الأعمال لا تهدف فقط إلى إلحاق الأذى بقوات حفظ السلام، ولكنها تهدد أيضا سلامة السكان المحليين وأمن الجنوب، ويجب ألا يسمح لأولئك الذين نفذوا هذه الهجمات بتحقيق أهدافهم".

ودعا إلى "إجراء تحقيق فعال في هذه الحوادث لكشف مرتكبي هذه الهجمات ضد البعثة وضد الأمن والاستقرار في الجنوب وتقديمهم إلى العدالة".

وأشار إلى أن "تركيز اليونيفيل لا يزال منصبا على مهمتها لتنفيذ ولايتها بموجب قرار مجلس الأمن 1701، جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية. وبالإضافة إلى مهماتها، فإن اليونيفيل تعتبر أن سلامة السكان وخيرهم من الأولويات القصوى.

وقد ناقش القائد العام في لقاءاته المنفصلة مع الرئيسين ميقاتي وبري يوم أمس الثلثاء سبل منع مزيد من التصعيد في الجنوب، مشيدا بالتعاون الممتاز مع القوات المسلحة اللبنانية في هذا الصدد".

أضاف: "إن حكومة لبنان، بوصفه البلد المضيف، تقع على عاتقها المسؤولية الرئيسية عن ضمان أمن اليونيفيل، ونحن نعمل عن كثب مع السلطات اللبنانية في هذا الصدد. ومن الواضح أن هناك حاجة الى مزيد من تعزيز السيطرة الأمنية في المنطقة لمنع المزيد من محاولات تقويض السلام والأمن في الجنوب".

وختم: "إن الأحداث الأخيرة أظهرت أنه على الرغم من كل الجهود التي تبذلها اليونيفيل والجيش اللبناني، لا تزال هناك أسلحة وعناصر مسلحة عدائية في منطقة العمليات، وذلك في انتهاك لأحد أهم بنود قرار مجلس الأمن الدولي 1701".

 

ميشال معوض نوه باقرار مشروع قانون استعادة الجنسية

 وطنية - 14/12/2011 نوه رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض في بيان اليوم، "باقرار مشروع قانون استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني وهي خطوة اساسية على طريق تمتين الروابط بين لبنان المقيم ولبنان المغترب". وقال: "نرى أن هذه الخطوة بحاجة الى استكمال بتحويل مشروع القانون هذا الى قانون نافذ. من هنا نطالب بأن يتم وضع هذا المشروع على جدول اعمال المجلس النيابي بغية اقراره، وفي أسرع وقت، نظرا لاهميته بالنسبة الى جميع اللبنانيين على اختلاف فئاتهم وانتماءاتهم".

 

بري عرض مع الجميل شرعة الإطار المسيحي-الإسلامي

 وطنية - 14/12/2011 استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في مكتبه في المجلس، بناء على موعد سابق، الرئيس الأعلى لحزب الكتائب الرئيس امين الجميل، وعرض معه التطورات، وبحثا في شرعة الإطار المسيحي-الإسلامي من خلال المساعي التي يبذلها الجميل على مستوى المنطقة.

 

سليمان فرنجية التقى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة/واتكينز: للحوار وتجنب التوترات حماية للبنان واستقراره

 وطنية - 14/12/2011 - استقبل رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، في دارته في بنشعي، اليوم، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان والمنطقة روبرت واتكينز، حيث عقد اجتماع على مدى ساعتين في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في المرده روني عريجي، تخلله جولة أفق في مختلف التطورات الراهنة في المنطقة لا سيما التطورات الأخيرة في جنوب لبنان.

واتكينز

إثر اللقاء، تحدث واتكينز قائلا: "لقد اجتمعت مع النائب سليمان فرنجية وكانت مناقشة معه في التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة".

أضاف "لقد رحبت بالدعوة الى عقد لقاء للقيادات المارونية في بكركي نهاية هذا الأسبوع كما أطلعني البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، موضحا أن "الأمم المتحدة تشجع الحوار بين اللبنانيين للوصول الى افضل النتائج من حيث الاتفاق على المسلمات وتجنب التوترات غير المجدية"، مشددا الى ان "المهم في هذا الوقت هو حماية لبنان واستقراره وأمنه نظرا للتطورات الدراماتيكية التي تحصل في المنطقة".

وقال: "ناقشنا أيضا تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، ووضعت النائب فرنجية في أجواء أن الأمم المتحدة تنظر بجدية الى التطورات الأخيرة في الجنوب ولا سيما الاعتداء الأخير ضد اليونيفيل الجمعة الفائت وحادثة اطلاق صاروخين من الجنوب باتجاه اسرائيل".

ولفت واتكينز الى ان الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون دان هذه الحوادث، وأمل أن يعم الاستقرار والهدوء في الجنوب وعلى طول الخط الأزرق، مشيرا الى "اننا في وقت حساس وعلينا تثبيت الأمن والاستقرار ووقف اي أعمال عدائية والعمل على تنفيذ القرار 1701 وتوطيد التعاون مع اليونيفيل والجيش اللبناني لبلوغ هذه الأهداف".

وختم "إننا في المناسبة نتمنى للنائب فرنجية ولعائلته أعيادا مجيدا ومباركة، كما نتمنى له كل الخير".

 

سليمان استقبل مقبل ووفدا من المجلس الماروني: العمل الحكومي يكون أكثر إنتاجا لولا تضخيم بعض المواضيع

أرفض أساليب تتنافى مع الدستور كالسلة في موضوع التعيينات

 وطنية - 14/12/2011 أشار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى "أن العمل الحكومي منتج وكان في إمكانه أن يكون أكثر إنتاجا لولا تضخيم بعض المواضيع التي تطرح، ولا سيما منها تلك التي تخضع لآليات وضوابط تحكمها"، معربا عن أمله في "أن يكون للتقيد بهذه الآليات إنعكاس إيجابي للعمل على هذا الصعيد".

ولفت خلال استقباله وفد المجلس العام الماروني برئاسة الوزير السابق وديع الخازن الى أنه لا يقبل باعتماد أساليب تتنافى مع نصوص الدستور كالسلة في موضوع التعيينات الادارية، ولا طريقة الترويكا لاتخاذ القرار، وإن كان التشاور بين المرجعيات الرسمية والقيادات والفاعليات أمرا ضروريا من أجل إبقاء الوضع الداخلي في منأى عن تداعيات ما يدور حولنا من جهة، وفي دائرة الاستقرار السياسي والامني من جهة ثانية".

وكان الخازن شكر في بداية اللقاء لسليمان والسيدة الاولى وفاء سليمان مشاركتهما العشاء السنوي للمجلس العام الماروني لمناسبة عيد الاستقلال، كما نقل تنويه المجلس بقرار مجلس الوزراء استعادة الجنسية وفقا لما ورد في خطاب القسم، معلنا تأييده ودعمه لطريقة رئيس الجمهورية في إدارة الاوضاع.

نائب رئيس الحكومة

وعرض سليمان مع نائب رئيس الحكومة سمير مقبل التطورات وبعض المواضيع المطروحة للبحث والنقاش في مجلس الوزراء.

وزراء سابقون

وتناول رئيس الجمهورية مع كل من الوزيرين السابقين روجيه ديب وابراهيم الضاهر الأوضاع العامة.

 

سلام نفى ما تناقلته وسائل اعلام ايرانية عن مواقفه من السعودية: محاولة مشبوهة تهدف إلى زجي بمواقف ضد المملكة وعلاقتي بها تاريخية ووثيقة

 وطنية - 14/12/2011 نفى النائب تمام سلام، في بيان وزعه مكتبه الاعلامي اليوم، ما نشره موقع الكتروني ايراني تناول مواقفه من المملكة العربية السعودية، معتبرا انها محاولة رخيصة ومشبوهة.

وجاء في البيان: "أوردت وكالة إخبار بايفاند الإيرانية نقلا عن موقع خبراونلاين الإيراني نقلا عن إيران ريفيو حديثا صحافيا منشورا على صفحاتها الالكترونية باللغة الانكليزية أجراه علي موسوي خلخالي منسوبا الى النائب تمام سلام. يهم المكتب الإعلامي ان يوضح ان كل ما نشر وتم فبركته وتلفيقه هو مختلق ومركب، ولا علاقة للنائب سلام به، ولا يعرف ولا وكالة من الوكالات الثلاث، ولم يجر أي اتصال مع الصحافي علي خلخالي الذي لا يعرفه النائب سلام أصلا".

وأضاف: " إنها محاولة رخيصة ومشبوهة تهدف إلى زج النائب سلام بمواقف ضد المملكة العربية السعودية التي يعرف القاصي والداني علاقته التاريخية الوثيقة معها وتقديره وتمسكه بدورها العربي والإسلامي الكبير، الراعي والحاضن لقضايا امتنا العربية والاسلامية".

 

الراعي يدافع عن شبطيني والتمييز العسكرية في وجه حملة حزب الله

 اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان القضاء في لبنان يعاني للاسف من عدم احترام استقلاليته ومن تسييسه وتدخل النافذين، وقد شهدنا اواخر الاسبوع الماضي حملة مسيسة ضد شخصية من القضاء معروفة وهي حملة يؤسف لها لانها تجن على هيئة القضاء الحاكمة وعلى كرامة هذه الشخصية القضائية بل وعلى القضاء نفسه الذي له اصول قانونية للطعن والمراجعة من شأنها ان تحمي كرامة القضاء والسلطة القضائية وحقوق المتداعيين. البطريرك وفي خلال استقباله قضاة المحاكم المارونية، امل ان تحافظ الدولة على استقلالية القضاء وكرامة القضاة وحمايتهم من اي اعتداء وتدخل بداعي النفوذ، مشدداً على ان القانون والعدالة فوق الجميع، رافضاً التعالي عليهما.

 

"14 آذار": "حزب الله" مسؤول عن الاعتداءات التي تحصل في الجنوب 

نهارنت/شجبت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" الإعتداء الذي تعرضت له الكتيبة الفرنسيّة العاملة في إطار "اليونيفيل" في جنوب لبنان، مستنكرة إطلاق الصواريخ من الجنوب "سواء تلك التي تسقط في إسرائيل أو داخل الأراضي اللبنانيّة". وحملت الأمانة في إجتماعها الأسبوعي اليوم الأربعاء، "حزب الله" مسؤوليّة كاملة في هذا المجال كونه الجهة الممسكة واقعاً بأمن الجنوب وفي منطقة عمليّات "اليونيفيل" تحديداً ولا يعقل أن يكون غافلاً عن هكذا تحرّكات مشبوهة. ورفضت أن يقتصر دور الحكومة على الإستنكار. ذلك أن مهمة السلطة السياسية بجيشها وأجهزتها الأمنية السهر على إلتزام لبنان بكامل مندرجات القرار الدولي 1701، وعلى كشف الفاعلين وهويتهم. وقد وقع انفجار هائل صباح الجمعة في 9 كانون الأول بين بلدتي الحوش والبرج الشمالي، الى الشرق من مدينة صور، استهدف دورية للكتيبة الفرنسية في قوات اليونيفيل، أدى إلى جرح 7 بينهم 5 جنود فرنسيين. كما أدانت الأمانة العامّة "عمليات الخطف وآخرها خطف المواطن أحمد زيدان قبل إطلاقه على نحو ملتبس من دون دور واضح للأجهزة في هذا الإطار، وقد تمكّن اللبنانيون من معرفة هوية المخطوف ولكن لم يتمكنوا من معرفة هوية الخاطف". ورأت أنّ ما يجري، بين خطف ناشطين سوريين وإختطاف مواطنين لبنانيين وجرائم قتل وسرقات، "لهو تعبير عن وضع أمني متدهور ومثير للقلق". وأكدت قوى "14 آذار" دعمها لمطلب تصحيح الأجور وللنقابات المستقلة، متوقفة عند لإضراب المعلن من جانب "هيئة التنسيق النقابيّة" غداً والإضراب الذي قرّره "الإتحاد العمالي العام" بعد أسبوعين". وأعربت عن إعتقادها أن "الحكومة تعطي في تعاطيها مع الشأن الإجتماعي مثالاً عن عدم الجدية في أمور الناس الحياتية ما يعزز القناعة بعجزها عن مقاربة أمور الوطن ككل". ومن ناحية أخرى، حمّلت "14 آذار" الحكومة كامل المسؤوليّة عن "الإعتراف بالسوريين في لبنان لاجئين، فرضت عليهم ظروف بلدهم النزوح وليس فارين من وجه القانون، مطالبة إياها بمعاملة إنسانية لهم في مجالات الإيواء والغذاء والدواء". ورأت أن الإعتداء المتكرّر على الأراضي اللبنانية من قبل الجيش السوري وآخره تمشيط منطقة عرسال بالرصاص وسقوط جريحين لبنانيّين صباح اليوم، يشكل خرقاً واضحاً لسيادة لبنان وسلامة أراضيه، مطالبة المسؤولين بأخذ التدابير الآيلة الى منع هذه الأعمال المشينة "ولو استدعى ذلك اللجوء الى المجتمعين العربي والدولي".

 

أمل" و"حزب الله" يدينان الاعتداء على اليونيفيل: متمسكون بدورها المساند للجيش

نهارنت/أكدت قيادتا "أمل و"حزب الله" التمسك بدور "اليونيفيل" المساند للجيش اللبناني وفقا للقرار 1701، وأدانتا اطلاق الصواريخ الذي أدى الى اصابة مواطنين، مطابتين الأجهزة الأمنية والقضائية "سرعة التحقيق وكشف المجرمين". واثر اجتماع لهما في مكتب "حركة أمل" في صور قالت القيادتان أن الأيادي الشريرة تمتد مرة جديدة الى الجنوب تارة عبر استهداف "اليونيفيل" وطوراً عبر صواريخ مشبوهة معروفة الأهداف والأبعاد لتنال من صمود الجنوب ومقاومته واستقراره. وأشارتا الى ان "هذه الأحداث تظهر جلياً كم أن الوحدة الداخلية الثابتة ضرورة ملحة، وأن الوطنية ليست فيمن يجهد في صنع التشنج والحواجز بين اللبنانيين بل هي في كل خطوة تساهم في ازالة هذه الحواجز وبفتح الأبواب على أجواء ايجابية أساسها الحوار غير المشروط".

وصدر بيان عن المجتمعين أفاد أن هناك من يستمر "وللأسف في الداخل اللبناني بالتماهي مع هذه الرغبات الخارجية ومشاريعها المشبوهة سعياً للسلطة من خلال زيادة منسوب القلق والتوتر ومحاكاة الغرائز وكل ما يباعد بين اللبنانيين". في حين "تشهد المنطقة مخاضاً صعباً نتيجة العديد من المعطيات والتداخلات الدولية التي تحاول رسم سياسات تحقق مصالحها الاستعمارية، وتعوض عن اخفاقاتها وفشلها في أكثر من مكان حيث يبلغ المشروع الاميركي- الصهيوني ذروته باستهداف مشروع المقاومة والممانعة والدول الحاضنة لهذا المشروع وفي مقدمتها سوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية وذلك لمصلحة العدو الاسرائيلي الغاصب لفلسطين والقدس المحتلة". والى جانب ادانة البيان الاعتداء على اليونيفل، أشار الى الأيدي الشريرة التي "تستهدف الجيش اللبناني وتشكك بدوره الجامع في هذه المرحلة المصيرية بهدف ضرب المثلث الماسي "الجيش والشعب والمقاومة"، هذا المثلث الضامن لقوة لبنان وسيادته واستقلاله، وما يرافق ذلك من استباحة أمنية استخباراتية اميركية للساحة الداخلية الأمر الذي يجعل لبنان رهينة لتعليمات السفراء ويبقيه بلد الازمات لا سيما وأن البعض قد حدد تواريخ لصنع تحولات في لبنان والمنطقة ودائماً وفق ايحاءات خارجية". ودعا البيان الحكومة الى "تنفيذ برامج اصلاحية تؤمن العدالة والمساواة وتحقق مصالح العمال والمعلمين وكل الفئات المغلوب على أمرها". وأكد "الوقوف مع الهيئات والنقابات ودعم مطالبها المحقة، وضرورة وضع حد لارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية والنفطية وتخفيض أسعار المازوت".

 

ميقاتي يلتقي اسارتا: إستهداف الكتيبة الفرنسية هو لضرب العلاقة اللبنانية الفرنسية

نهارنت/كد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن "لبنان جزء من الشرعية الدولية ومتمسك بالتعاون مع القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار ومعاونة الجيش اللبناني على القيام بمهامه في بسط سلطته الكاملة على الأراضي اللبنانية". وعرض ميقاتي الوضع في الجنوب والاعتداء الأخير على الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار القوات الدولية اليوم الأربعاء، مع القائد العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ألبرتو اسارتا. وفي خلال اللقاء جدد ميقاتي "إدانته الشديدة للاعتداء الذي يمثل محاولة مشبوهة لتوتير الوضع في الجنوب وضرب الاستقرار الحاصل فيه". وقد وقع انفجار هائل صباح الجمعة في 9 كانون الأول بين بلدتي الحوش والبرج الشمالي، الى الشرق من مدينة صور، استهدف دورية للكتيبة الفرنسية في قوات اليونيفيل، أدى إلى جرح 7 بينهم 5 جنود فرنسيين. ورأى ميقاتي أن "إستهداف الكتيبة الفرنسية يهدف الى الإساءة خصوصا الى علاقة لبنان مع فرنسا التي وقفت دوما الى جانب لبنان في كل الظروف وكانت خير سند وداعم له". وأكد أن "هذا الاعتداء لن يثنينا عن مواصلة التمسك بدور القوات الدولية في دعم لبنان ومساعدة الجيش اللبناني على تعزيز الاستقرار ". كما جدد "مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بدعم الجيش اللبناني لوجستيا للقيام بالمهام المطلوبة منه، وبالضغط على إسرائيل لوقف إنتهاكاتها المتمادية واليومية للسيادة اللبنانية، وتطبيق القرارات الدولية". واعتبر ميقاتي "أن تمادي إسرائيل في الخروج عن القرارات الدولية الخاصة بلبنان وقضية الشرق الأوسط أمر لا يمكن القبول به ويترك بالتالي تداعيات خطيرة على الوضع برمته". وقد أعلن الجنرال أسارتا بعد اللقاء أن "البحث تناول الوضع في الجنوب وكيفية معالجة المشكلات هناك".

 

مقتل راعيين في عرسال برصاص من الداخل السوري

نهارنت/أطلقت وحدة عسكرية من الداخل السوري النار على الراعيين اللبنانيين خالد ومحمد الفليطي أثناء رعايتهما الغنم في خربة داوود في عرسال على الحدود اللبنانية السورية. وأفادت اذاعة "صوت لبنان" (93.3) أن الجريحين قد نقلا على الأثر الى مستشفى شتورة للمعالجة. وكانت تعرضت منطقة وادي خالد اللبنانية الحدودية مع سوريا في أول الشهر الحالي لاطلاق رصاص عشوائي من الجانب السوري ما أدى الى اصابة ثلاثة اشخاص على الاقل. وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد أعلن أن السلطات السورية عبرت له عن "أسفها للخروقات غير المقصودة" التي قام بها الجيش السوري في مناطق حدودية لبنانية، متعهدة "بعدم تكرارها".

 

هيئة التنسيق النقابية تمضي في اضرابها الخميس

نهارنت/أكدت هيئة التنسيق النقابية بعد اجتماع مسائي أمس الثلاثاء مضيها في الإضراب والتظاهر غداً الخميس. واعتبر نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض أن رد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "اهانة لهيئة التنسيق النقابية ونحن نادمون على الوقت الذي امضيناه مع الرئيس ميقاتي". ودعا في حديثه الى اذاعة "صوت لبنان" (100.5) الى المشاركة في الاضراب غداً الخميس الذي سيشمل المدارس كافة. وكانت هيئة التنسيق النقابية قد تلقت أمس الثلاثاء رداً سلبياً من ميقاتي عبر مستشاره الاقتصادي سمير ضاهر الذي أبلغ الهيئة أن مرسوم الزيادة "أحيل على مجلس شورى الدولة كما أقره مجلس الوزراء". وأعلن رئيس رابطة الأساتذة الثانويين حنا غريب لـ"صوت لبنان" (93.3) أن تظاهرة الغد ستنطلق الساعة 11 من السوديكو باتحاه السراي الحكومي. ونقل رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن الاثنين الفائت، دعم الاتحاد لاضراب الهيئات النقابية لكن دون المشاركة فيه. وبعد اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الاثنين حدد الاتحاد يوم 27 كانون الأول موعد الاضراب العام في كل لبنان على أن تواكبه تحركات في الشارع تعبيراً عن رفض السياسات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة والتي كان آخرها ما حصل في ملف تصحيح الأجور. وكانت الحكومة قد أقرت زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 600 ألف ليرة وزيادات على الأجور لا تتعدى الـ275 ألف ليرة لما فوق المليون. كما أقرت زيادة المنح المدرسيـة السنويـة لتصبح 1.500.000 ل.ل.. وأوضحت أن هذه الخطوة هي "من أجل التمسك بحقوق الاساتذة والمعلمين والموظفين والعمال وسائر ذوي الدخل المحدود لجهة وجوب تصحيح الرواتب والأجور في القطاعين العام والخاص بما يتناسب ونسبة التضخّم منذ العام 1996 على أساس 60% للشطر الأول و40 % للشطر ألثاني و20% للشطر الثالث". وإذ أكدت على ضرورة "الحفاظ على نسبة الدرجة من أساس الراتب ورفعها إلى ما كانت عليه تدريجياً (13%)" شددت أيضاً على "تحرير التعويض العائلي (75%) من الحد الأدنى الجديد للأجور، و2% لبدل النقل عن كل يوم حضور".

 

وزير الدفاع الأميركي: الولايات المتحدة بصدد الانتصار في افغانستان 

نهارنت/أعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتان الاربعاء لدى تفقده القوات الاميركية خلال زيارة الى أفغانستان أن الولايات المتحدة في طريقها لتحقيق الانتصار في "النزاع الشرس" الدائر منذ عشر سنوات في افغانستان. وقال بانيتا الذي وصل أمس الثلاثاء الى كابول في ثاني زيارة يقوم بها لافغانستان منذ تولي مهامه في تموز الماضي، "اننا نتقدم في الاتجاه الصحيح ونحقق انتصاراً في هذا النزاع الشرس جداً". وتابع متحدثاً الى العسكريين المتمركزين في ولاية باكتيكا المحاذية للمناطق القبلية الباكستانية معقل تنظيم القاعدة وحركة طالبان "هل تواجهكم تحديات؟ بالتأكيد هناك تحديات. وهل سنتمكن من مواجهة هذه التحديات؟ بالتاكيد سنفعل". وقال "سنتمكن في نهاية المطاف هنا في افغانستان من اقامة دولة قادرة على حكم نفسها وضمان سلامتها، وسنحرص على ان لا يتمكن طالبان ولا القاعدة بعد الان من ايجاد ملاذ آمن هنا". وأدلى بانيتا بكلمته لدى لقائه قوات اميركية من كتيبة المشاة الـ172 المتمركزة في قاعدة شارانا المتقدمة على مسافة 50 كلم من الحدود الباكستانية. وتأتي زيارة بانيتا التي تستمر يومين في وقت تسحب الولايات المتحدة عشرة الاف جندي من قواتها من افغانستان هذه السنة بموازاة تسليم القوات الأطلسية المسؤوليات الأمنية للقوات الافغانية تحسبا لاستكمال انسحاب جميع القوات القتالية بحلول 2014. وقال بانيتا بهذا الصدد ان العام 2014 لن يكون نهاية الدعم الدولي لافغانستان مؤكداً "لن نجمع متاعنا ونرحل بكل بساطة. لقد ضحينا بكثير من جنودنا هنا". وأشار من جهة اخرى الى ضرورة ان تعمل باكستان من جانبها على ضمان امن الحدود وقال "ان الابقاء على علاقة مع باكستان امر صعب ومعقد لكنه في الوقت نفسه مهم". وتشهد العلاقات الاميركية الباكستانية توتراً منذ مقتل 24 جندياً باكستانياً في 26 تشرين الثاني في ضربة جوية نفذها حلف شمال الاطلسي عبر الحدود من افغانستان. مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

الحكومة الكويتية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية أمام أمير البلاد

نهارنت/أدت الحكومة الكويتية الجديدة التي شهدت تغييرات طفيفة عن الحكومة التي استقالت الشهر الماضي على خلفية اتهامات بالفساد، اليمين الدستورية أمام امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح اليوم الاربعاء. وأفادت وكالة الانباء الكويتية أن الشيخ صباح دعا في كلمة أمام الحكومة الجديدة الى أن "يحسن المواطنون اختيار من يمثلهم بعيداً عن العصبيات القبلية والطائفية والفئوية" في الانتخابات التي ستنظم لاختيار مجلس جديد للأمة مكان المجلس الذي حله الأمير. وكان رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح استقال في 28 تشرين الثاني على خلفية اتهامات بالفساد وبعد تظاهرات كبيرة طالبت برحيله.

وبعد ذلك باسبوع، قام أمير الكويت بحل البرلمان للمرة الرابعة في أقل من ست سنوات. وشكل رئيس الوزراء الكويتي الجديد الشيخ جابر مبارك الصباح أمس الثلاثاء حكومة من عشرة وزراء كان معظمهم أعضاء في الحكومة التي استقالت قبل اسبوعين. وحافظ جميع الوزراء الرئيسيين على مناصبهم باستثناء ثلاثة وزراء كانوا استقالوا قبل ايام من استقالة الحكومة.

وحافظ الشيخ أحمد الحمود الصباح على حقيبة الداخلية بالاضافة الى تسلمه وزارة الدفاع التي كان يشغلها الشيخ جابر. وكذلك حافظ الشيخ صباح خالد الصباح على حقيبة الخارجية.

وكذلك حافظ وزراء المالية والبترول والكهرباء والماء على حقائبهم. ويجب أن تجرى الانتخابات التشريعية خلال مهلة 60 يوماً من تاريخ حل البرلمان.

 

أبعد من الهجوم على أليس شبطيني: حزب الله بمساعدة ميرزا يحاول أن يحتل...الضمير

 يقال نت/قبل سنتين تقريبا، صدر حكم  غيابي عن محكمة المطبوعات برئاسة القاضي روكز رزق قضى بوضع أحد الزملاء الصحافيين، سنة في السجن، لأنه انتقد، من على شاشة تلفزيونية في حوار مع وزير العدل في حينه شارل رزق، أحد قضاة التحقيق، على اعتبار أنه سرّع وتيرة إصدار القرار في ملف قضائي وأخّره الى حد التلاشي، في ملف قضائي آخر...مماثل!

ومرّ الحكم مرور الكرام، على الرغم من أن مجموعة واسعة من المنتمين الى قوى 8 آذار كانت تشن هجومات ، وبالأسماء، على قضاة لبنانيين وتتهمهم – إن رحمتهم- بالإجرام!

المشهد اليوم، مثير للرعب! حزب الله  يشن حملة شعواء على محكمة التمييز الجزائية لأنها، بعدما قبلت بنقض الأحكام الصادرة بحق ستة أشخاص بجرم التعامل مع إسرائيل، قررت إخلاء سبيلهم، لاعتبارات تدركها المحكمة العسكرية العليا! في المنطق الطبيعي للأمور، كان يفترض بالنيابة العامة أن تحرك الحق العام بوجه السياسيين والإعلاميين الذين يتناولون محكمة التمييز العسكرية عموما ورئيستها القاضية أليس شبطيني خصوصا، على اعتبار أن الهجوم المركز يقع تحت طائلة "تحقير القضاء"، ولكن الذي حصل أن مدعي عام التمييز سعيد ميرزا- الموصوف من حزب الله بأنه أحد أركان "مؤامرة شهود الزور"- وبدل أن يناصر القانون ويحرك الإدعاء العام، أطلق مواقف ضد محكمة التمييز العسكرية، مزايدا باستغرابه على استغراب "حزب الله".

يأتي ذلك، على الرغم من أن لا صفة لا لـ"حزب الله" أو لسعيد ميرزا، أمام محكمة التمييز العسكرية.

ميرزا ينطق، إن أراد، عبر ممثل النيابة العامة، ولكن القرار يكون للمحكمة التي وحدها صاحبة الصلاحية. هو يستطيع أن يتحرك ضد القرارات الصادرة عن المحاكم الإستئنافية، بما فيها المحكمة العسكرية الدائمة، ولكنه أمام قرارات محكمة التمييز العسكرية، عليه أن ينصاع... فحسب!

وفي حال وجد ميرزا، في قرارات محكمة التمييز، تجاوزا لحدود السلطة، حرك الهيئة العامة لمحكمة التمييز، من أجل البحث في صحة القرارات الصادرة، وإن وجد أن "وراء الأكمة ما وراءها" طلب تحريك هيئة التفتيش القضائي، ولكن في حال ، لم ير جدوى من هذه أو تلك، وجب عليه ان يتحرك ضد مهاجمي محكمة التمييز العسكرية.

أما "حزب الله"، فله أن يبدي آراءه، ولكن ضمن الأصول القانونية، إذا أراد فعلا، أن يقول إنه ليس دولة ضمن الدولة وإنه لا يكرّس نفسه قاضي القضاة.

بالأمس القريب، لم يسمع اللبنانيون أي موقف قضائي، حيال التلاعب بقضية قتل النقيب سامر حنا، ولم يحرك أحد لسانه في موضوع إخلاء سبيل عشرات شاء حزب الله إخراجهم من المحكمة العسكرية، على الرغم من اعتراض ذوي الضحايا ووكلائهم والهيئة الإجتماعية.

سعيد ميرزا كان يصمت. الإعلام كان يهدد. بعضه عوقب بأحكام ...غريبة!

إنه زمن الفظائع اللبنانية.

زمن الصغار الذين، في سياق طموحاتهم الصغيرة، يسمحون لحزب الله- متلطيا أيضا وأيضا بإسرائيل-  أن يمدد سيطرته على المكان المحرر الوحيد في لبنان: الضمير!

يقال.نت

لمراجعة تفاصيل هذا الملف، إنقر هنا

كتبت صحيفة " الأخبار" الآتي:

«نحن نقاتل لكي نوقف عميلاً واحداً للعدو الإسرائيلي، وليس لنطلق سراحه بعد ذلك، بل لتأخذ العدالة مجراها وينال عقابه». بهذه الكلمات علّق المدّعي العام لدى محكمة التمييز، القاضي سعيد ميرزا، على خبر إخلاء سبيل 4 مدانين بالعمالة لإسرائيل من جانب محكمة التمييز العسكرية. لا يمكن وضع كلام ميرزا في خانة الرأي الشخصي، لكونه متربعاً حالياً على رأس السلطة القضائية. لم يفهم ميرزا، لغاية يوم أمس، كيف أخلت القاضية أليس شبطيني سبيل الأربعة، المحكومين سابقاً بعقوبة السجن من 10 إلى 15 عاماً. ففي حديث له مع «الأخبار» يقول ميرزا: «شعرت بالصدمة عندما وصلني الخبر، كما صدمنا كلنا. لم نكن نتوقع حصول ذلك». القاضي المصدوم من فعلة شبطيني كان ليتفهم مبدأ «الرحمة والشفقة» لو لم يكن في المسألة «عمالة للعدو. هنا الرحمة ممنوعة في مثل هذه المسألة».

ينفي ميرزا بشدة ما ورد في بعض وسائل الإعلام عن موافقته على إخلاء السبيل، بل كل ما في الأمر أن ممثل النيابة العامة في محكمة التمييز العسكرية القاضي شربل أبو سمرا «ارتأى أن يوافق على ما قررته شبطيني، ومعها 4 ضباط في المحكمة العسكرية، من دون علمي بالأمر، علماً بأن رأي النيابة العامة استشاري وغير ملزم ولا يمكن استئنافه». وفي القانون، يوضح ميرزا أن الأربعة المخلى سبيلهم لم يكونوا موقوفين تحت عنوان التوقيف الاحتياطي، وبالتالي لم تكن قرينة البراءة ملازمة لهم، فهم مدانون قبل أن تصل القضية إلى محكمة التمييز . أما لناحية صوابية القرار من الناحية القانونية والإجرائية، فيؤكد ميرزا أنه «لا مشكلة قانونية في القرار ويمكن فعل ذلك من الناحية النظرية».

هكذا، يشير كلام ميرزا، الواضح جداً، إلى أن ما حصل ليس عادياً وأمر غير مألوف في المحاكم اللبنانية. ولأن الموضوع على هذا القدر من الحساسية، لم يوكل حزب الله إلى أحد نوابه التكلم فيه، بل عهد بذلك إلى نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم. ففي مناسبة تأبينية، أول من أمس، قال قاسم: «اطلعنا في اليومين الماضيين على عمل أحد القضاة، الذين تصل إليهم قضايا التمييز في أحكام العملاء، وإذا بهذا القاضي يطلق سراح عدد من العملاء، من دون أن يأخذ في الاعتبار ملفهم المليء بالعمالة والذي يتطلب حكماً».

كلام قاسم وما أثير حول القضية في وسائل الإعلام دفع بوزير العدل شكيب قرطباوي إلى إصدار بيان، أمس، دعا فيه الجميع إلى «عدم تناول الملفات القضائية العالقة خارج أقواس المحاكم». كذلك دعا القضاة «إلى عدم الدخول في سجالات إعلامية في أي ظرف من الظروف». وفي كلام قرطباوي إشارة واضحة إلى رفضه لما قامت به القاضية شبطيني، لناحية تصريحها المباشر لصحيفة «النهار» أمس. بيد أن أحد المقربين من شبطيني يقول إنه، بعد كلام الشيخ قاسم، وبعد مقدمة نشرة أخبار قناة «المنار» النارية، لم تجد أحداً من القضاء ولا من وزارة العدل يدافع عنها، أو بالحد الأدنى ليوضح للرأي العام حقيقة موقفها. وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن قرطباوي اتصل صباح أمس بالقاضية ولامها على تصريحها الإعلامي، وخاصة أنه يتعلق بقضية ما زالت تتابعها شخصياً في المحكمة، فأخبرته بأن حديثها مع الإعلامية التي أخذت منها التصريح «لم يكن بقصد النشر، بل كان حديثاً خاصاً».

ومما جاء في كلام شبطيني أن قرار تخلية سبيل الأربعة «جاء من المحكمة ككل، ولم يمانع مفوّض الحكومة، وذلك بعد عدّة طلبات تخلية سبيل تقدموا بها منذ قبول الطعن الصادر بحقهم لدى محكمة التمييز العسكرية، لكن محاكمتهم ستتابع». وأضافت القاضية إن من بين المخلى سبيلهم 3 مرضى جداً، وهم «يكلفون الدولة مالاً لمعالجتهم، وقد مضى عامان و 10 أشهر على توقيفهم». هذا الكلام دفع بأحد القانونيين إلى السخرية من تصريح القاضية قائلاً إنها «تبدو كأم حنون من ناحية، وهذا حنان في غير محله قطعاً، وكمزايدة في الحرص على أموال الدولة من ناحية ثانية، علماً بأن تكلفة علاجهم لا تساوي شيئاً أمام قيمة الخسائر التي كبدوها للبلد من خلال عمالتهم لإسرائيل. وبالتالي، يبدو أن القاضية تعرّضت لضغوط سياسية ما لأخذ القرار، والآن تريد أن تبرر قرارها من خلال العاطفة وحنان الأم».

يذكر أن شبطيني قالت، في ما يشبه التنصل من القرار، إنها لم تخل سبيل الأربعة وحدها، بل «كان معي في المحكمة 4 ضباط، وقد وافقوا كلهم على القرار، كما أن القاضي ميرزا ارتأى ترك الأمر للمحكمة». لكن، وبعيداً عن نفي ميرزا لموافقته المذكورة، فإن الأخير أكّد لـ«الأخبار» أن الضباط الأربعة في المحكمة وافقوا فعلاً مع القاضية، فهم ومعهم القاضية يشكلون هيئة المحكمة، حيث تؤخذ القرارات بموافقة الأكثرية، وليس لدى القاضية رأي مرجح هنا. بيد أن ميرزا تزداد حيرته و«صدمته» من عدم اعتراض أيّ من الأعضاء.

 

مصادر سورية تؤكد إغتيال صهر الأسد العميد آصف شوكت في ظروف غامضة

تتردّد في سوريا، وخارجها، منذ أيام معلومات تفيد بأن العميد آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد، قُتِل في عملية إغتيال نفّذها عقيد في الجيش. وحسب المتداول، فقد أردى العقيد المجهول الإسم العميد آصف شوكت بالرصاص في مكتبه.! المصادر الرسمية السورية لم تنف ولم تؤكّد الخبر الذي بدأت تتداوله وسائل الاعلام على نطاق واسع! ولكن المعروف أن آصف شوكت ظلّ "مستَبعداً" من مواقع القرار في النظام السوري رغم اندلاع الثورة، لأن النظام حسب بعض المطلعين بالشأن السوري لا يثق به ويخشى أن يسعى للعب دور "البديل" للنظام القائم. ولم يتسن لموقع الكلمة اونلاين التأكد من صحة هذه المعلومات

 

ماذا في الأوراق المطروحة في لقاء بكركي؟

إنتهت الترتيبات الخاصّة بجدول أعمال اللقاء الماروني الموسّع، الذي سيلتئم للمرّة الرابعة في بكركي قبل ظهر الجمعة المقبل، وسيكون مناسبة لإجراء جردة شاملة لملفات بيع الأراضي المسيحية إلى غير المسيحيين واللبنانيين، والوضع المسيحي في الإدارة الرسمية وصولا إلى قانون الانتخاب.الأربعاء 14 كانون أول 2011

جورج شاهين/الجمهورية

قالت مصادر مطلعة على تفاصيل التحضيرات إن اللقاء سيتناول أعمال اللجان الثلاث التي شكّلها القادة الموارنة سابقا. وسيستمع المجتمعون في بداية اللقاء إلى صلاة قصيرة للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي تليها مقدّمة سياسية ووطنية يشير فيها إلى خطورة الوضع الداخلي في لبنان مؤكّدا سلسلة الثوابت التي عالجها في مواقفه الأخيرة على المستويات الداخلية ولا سيّما الأمنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية. وسيجدّد الراعي ثوابت الصرح البطريركي من التطوّرات الخطيرة المتسارعة المحيطة بلبنان والمنطقة نظرا إلى ملاحظاته التي جمعها في جولاته الخارجية، باعتبار أنّ لقاء الجمعة سيكون الأول بعد قيامه ببعض من هذه التحرّكات على اكثر من مستوى.

ملف الأراضي

وسيستمع المجتمعون إلى تقارير تلخّص أعمال اللجان الثلاث المكلّفة بالملفات الأساسية. وسيقدّم النائب ايلي ماروني عضو كتلة نواب الكتائب وممثل الرئيس أمين الجميّل في اللجنة التي كلفت البحث في المخارج لوقف بيع أراضي المسيحيين إلى غير المسيحيين وغير اللبنانيين تقرير اللجنة، ويتضمن توصيفا إحصائيا بالأرقام المذهلة التي تثبتت منها اللجنة، وخصوصا في بعض المناطق الجغرافية الحسّاسة التي تستهدف عملية إغراء المسيحيين أصحاب الأراضي فيها لبيعها بهدف إجراء التغييرات الديموغرافية المرسومة بدقة وعناية متناهيتين.

وسيتناول التقرير إضافة الى عملية التوصيف، الوجه الأول للعملية عند بيع الأراضي المسيحية الى لبنانيين وهي عملية لا تخرج عن القوانين والأنظمة المعمول بها في لبنان، ولا يجوز التعاطي معها خارج عملية التفاهمات السياسية والحلول الحبّية من اجل الحفاظ على العيش المشترك. وستقترح اللجنة تشديد المراقبة على عمليات البيع الى الأجانب وغير اللبنانيين ومنعها متى تجاوزت الحدود المنطقية.

وستنتقل اللجنة من توصيف الداء الى توصيف الدواء وستقترح «إنشاء البنك الماروني العقاري» الذي سيتولى شراء الأراضي من المسيحيين المحتاجين.

المسيحيون في الإدارة

وسيقدّم النائب هادي حبيش ممثل الموارنة المستقلين في اللجنة المكلفة دراسة وضع المسيحيين في الإدارة العامة والمؤسّسات العامة والوزارات، تقريرا مفصّلا عن وضعهم المذري في الإدارة الرسمية والأساليب الملتوية التي لجأ اليها البعض لتغييب الحضور المسيحي في الإدارة العامة، وما تعرّضت له بعض المواقع من «قرصنة» في غفلة من الزمن فجعلت بعض الوزارات «خالية من الوجود المسيحي». وستقترح اللجنة على القيادات المارونية التنسيق من أجل ممارسة المزيد من الضغوط لاستعادة المواقع المسيحية الأساسية التي ضاعت في ظروف عدّة لم تكن طبيعية وتوفير الحد الأدنى من التفاهم لاستعادتها وملء الشواغر بالتفاهم بين القيادات المسيحية، ولتكون الأولوية لأصحاب الكفاية والمؤهلين للمواقع الريادية بدلا من استمرار الجدل في شأن توزيع الحصص وتقاسم المواقع لأسباب سياسية وحزبية بعيدة كل البعد من الحاجة إلى الرجال الأكفاء ووقف «التناتش» الذي تعرّضت له بعض المراكز، والإسراع في إجراء بعض التعيينات ووقف كل أشكال الصراع الدائر في بعض المواقع الحسّاسة.

قانون الانتخاب

وفي ملف الانتخابات، ما زالت اللجنة النيابية المكلفة متابعة القانون الجديد تعمل لترتيب تقريرها النهائي وهي عقدت اجتماعا في الساعات الماضية من اجل إنجازه. وسيتناول التقرير الذي قد يقدّمه النائب سامي الجميّل أو النائب ألان عون الحصيلة النهائية بالنقاط المشتركة التي تمّ التفاهم حولها والتي تتناول الطريقة الفضلى لتحسين التمثيل المسيحي والإسلامي بعيدا من منطق الحسابات الضيّقة التي تتعرّض للتقلّبات من دورة انتخابية إلى أخرى والبحث في القانون الذي يضمن سلامة التمثيل الحقيقي لئلا تصل البلاد إلى المرحلة التي تنتهي فيها القدرة على الحفاظ على حرّية التمثيل المسيحي.

ولن تقترح اللجنة أيّ قانون نهائي، باعتبار أنّ الاتصالات لم تؤدّ إلى صيغة مشتركة، على أن يبقى الأمر رهن نقاش وطني على مستويات مختلفة، وهي تسعى إلى تكريس الحدّ الأدنى من التفاهم ليبقى بيد القوى المسيحية هامش حركة بعيدا من الحسابات الضيّقة والموسمية وتلك التي تنتهي مفاعيلها على المدى القريب. ومن المقرّر أن ينتهي اللقاء الى تشكيل لجنة لصياغة البيان الختامي. ويقيم البطريرك الراعي غداء على شرف المشاركين في اللقاء.

 

لماذا قطع جنبلاط "شعرة معاوية" مع النظام السوري؟

قطع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط شعرة معاوية مع النظام السوري، وأعلن يوم أمس أن الصواريخ التي تطلق من جنوب لبنان في إتجاه إسرائيل رسالة من دولة مجاورة للبنان، بعد أن كان أعلن في لقاء مغلق قبل يوم من موقفه الاسبوعي في جريدة "الانباء" الناطقة بلسان الحزب التقدمي الإشتراكي، أن سوريا مسؤولة عن زعزعة الإستقرار في جنوب لبنان وإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وتشير المعلومات الى ان النظام السوري يقاتل المتظاهرين بما يعرف بـ"الشبيحة"، وهم في غالبيتهم من الدروز والعلويين والمسيحيين، وأن هذا الامر يقلق جنبلاط، بعد أن بلغه ان أكثر من مئة شاب درزي يقاتلون في صفوف الشبيحة قتلوا الى الآن و لم تسلم جثث العديد منهم الى ذويهم بعد.

 

هل يملك وئام وهاب "ميليشيا" تابعة له في "ريف دمشق"؟

نقلت بعض وسائل الإعلام عن مصادر مقربة من النظام السوري، ان العلاقة مع كل من الوزير السابق وئام وهاب والنائب طلال ارسلان قد تطورت في الآونة الأخيرة بشكل جعل منهما شركاء في عملية " بسط الأمن والإستقرار" في المدن السورية، وان النظام قد عمد الى دعمهما بالسلاح والمال لتجنيد مقاتلين دروز في صفوف "الشبيحة"، وان وهاب لديه في منطقة "جرمانا" السورية ميلشيا  خاصة به، تمول وتدرب وتسلح من قبل النظام وتقاتل الى جانب الجيش السوري في طول سوريا وعرضها. ولم يتسن لموقع الكلمة أون لاين التأكد من صحة هذه المعلومات.

 

هل قبض جنبلاط 150 مليون دولار لتغيير مواقفه؟!

اشار النائب عن حزب "البعث" عاصم قانصو في حديث الى قناة "المنار" الى ان "هناك 150 مليون دولار دفعت لرئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من قطر لتغيير خطه ونهجه، وان الامور ستتم بالتتابع لتغيير المعادلة في لبنان"، وتوجه لجنبلاط بالقول "ان الجدار في سوريا إن سقط سيسقط على رأسِك". واضاف قانصو ان "هناك 3 عناصر لقوة النظام السوري وصموده، اولها التفاف الشعب السوري حول قيادة الرئيس السوري بشار الاسد، وثانيها هو وحدة الجيش السوري، وثالثها هو الموقف الدولي لا سيما الموقف الروسي من الاحداث السورية".

 

حزب الله يسخر من "تهديدات" عون: يتصرف كالولد الفاسد وكأنه لا يعرف أن ميقاتي بحاجة الى دعمنا لمواجهة الحريري

 نقلت مصادر سياسية عن مسؤول كبير في "حزب الله" تأكيده أن العماد ميشال عون يستطيع أن "يتململ" من أداء الحزب السلطوي ولكنه لا يملك القدرة على الذهاب بعيدا، لأنه "ممسوك".

وفي جلسة تقييم خاصة مع أحد "الوسطاء" الذي نقل "رسالة لوم" من عون ال  قيادة الحزب قال المسؤول المقرب من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن عون يتصرف كالولد الفاسد، الذي يعتبر أنه الوحيد الذي يحق له أن يتدلل في منزل أهله. وتابع: نحن نحمي عون أمنيا وإداريا وحتى قضائيا، فهو يدرك أنه لولا تدخلنا لاتخذ ملف العميد فايز كرم أبعادا خطرة تناولته وكوادر أخرى في التيار الوطني الحر. وأضاف: هل يستطيع عون أن يطل على الرأي العام ويتحدث عن الدعم المالي الممنوح له، أو عن تأثيراتنا الإنتخابية التي سمحت له ، أقله في العام 2009، أن يبقى في طليعة الزعماء الموارنة؟ ودعا المسؤول في حزب الله، من خلال الرسول، العماد عون الى أن يهدأ، لأن عليه أن يعرف أن الدعم الذي سبق وقدمناه له، في مواجهة خصومه المسيحيين، يحتاجه اليوم نجيب ميقاتي ، من أجل أن يقف في وجه خصمه سعد الحريري. ولفت المسؤول الى أن "حزب الله" اتخذ قرارات ضد نفسه لدعم ميقاتي، على اعتبار أن ميقاتي هو حاجة استارتيجية في هذه المرحلة، ولو كان عون يملك تفكيرا جماعيا لقبل بالتضحيات بوجه باسم، ولكنه يثبت مجددا أنه لا يفكر الا بنفسه وبمصالحه الخاصة.

 

ميقاتي:اذا تولى سعد الحريري رئاسة الحكومة فكل إنجازات ثورة الأرز ستزول

إذا تولى سعد الحريري رئاسة الحكومة، فكلُّ إنجازات ثورة الأرز ستزول، وهو سيسمح لحزب الله بتحقيق أهدافه، وهي بناء الدولة من ضمن الدولة، وتصدير الثورة إلى الغرب. الكلام لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي في وثيقة من ويكيليكس رقمها 09BEIRUT714. في حديث مع السفيرة الأميركية ميشال سيسون بتاريخ 24 حزيران 2009، في خضمِّ التداول في اسم الرئيس المقبل للحكومة، قال ميقاتي: سعد سيصير رئيس الحكومة، لكنَّ الأمر سيكون مكلفاً جداً، وأنا قلق من أننا سنخسر كل شيء كسبناه خلال السنوات الأربع الأخيرة. وأعرب ميقاتي عن اعتقاده بأن تشكيل الحكومة الجديدة سيتطلب وقتاً، وأضاف لسيسون: كلما طالت العملية، كلما استحصلت المعارضة على تنازلات أكبر، وكلما نال حزب الله وقتاً أكثر ومجالاً أوسع لبناء دولته من ضمن الدولة. وجدد ميقاتي انتقاد حزب الله، وسعد الحريري من باب عدم تصديه لحزب الله، فدوَّنت سيسون أن ميقاتي أعرب عن قلقه أيضاً من أن سعد الحريري كرئيس للوزراء سيسمح لحزب الله بتعزيز موقعه الاستراتيجي على شرقي المتوسط لتحقيق أهدافه. وفي ختام الوثيقة لفتت سيسون إلى أن على الرغم من أن ما يقوله عن الحريري في النقاش صحيح في بعض الحالات، من الواضح أن كلام ميقاتي نابع من خيبة أمله من أنه لن يتولى مهمة رئاسة الحكومة بنفسه.

 

قانصوه لجنبلاط: ستسقط على رأسك

بيروت- «الراي/هل انقطعت «شعرة معاوية» بين رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط ودمشق؟ هذا السؤل فرض نفسه بقوة في بيروت مع انتقال العلاقة بين سورية وجنبلاط الى مرحلة غير مسبوقة من التوتر (منذ المصالحة بين الجانبين نهاية مارس 2009)، وهو ما عبّر عنه خروج دمشق عن صمتها حيال مواقف الزعيم الدرزي المتدحرجة من الأزمة السورية. وغداة ردّ مسؤولين سوريين على جنبلاط على خلفية دعوته ابناء جبل العرب «بأن لا تنجروا مع بعض الشبيحة في قتال اخوانكم في حمص أو حماه أو درعا» معلنين ان رسالة رئيس «جبهة النضال» لا يمكن أن تُفهم إلا في سياق حملة التحريض المذهبي «وندعوه الى أن يتذكر جيداً كيف عاد الى دمشق في الفترة السابقة والثمن الذي دفعه لقاء ذلك»، فان «عيار» الردّ الذي تولاه نائب حزب البعث العربي الاشتراكي في البرلمان اللبناني عاصم قانصوه على الزعيم الدرزي متهماً اياه بتزويد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه معلومات اتّهم على اساسها سورية بالوقف وراء استهداف الوحدة الفرنسية العاملة في «اليونيفيل» جنوباً وبأنه تقاضى اموالاً طائلة من قطر لتغيير موقفه من دمشق عكس ان العلاقة بين «سيد المختارة» والقيادة السورية تقترب من مرحلة «حرق المراكب».

واذ كان جنبلاط بات منذ فترة في مرمى «سهام» حلفاء دمشق في لبنان وسط خطوات انفتاحية يقوم بها على «حلفاء الامس» في قوى «14 آذار» من دون ان يخرج من الاكثرية الجديدة ومع «استظلاله» محوراً وسطياً مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، فان رمزية كلام قانصوه جاءت من كونه أطلقه من على شاشة تلفزيون «المنار» التابعة لـ «حزب الله» وبعيد نشر مضمون كلمة رئيس «جبهة النضال» التي وجّه فيها اكثر المواقف حدة من سورية او «الجيران» الذين اتهمهم بالوقوف وراء استهداف الوحدة الفرنسية في «اليونيفيل» وإطلاق الصواريخ، محيياُ «الشعب السوري في درعا والصنمين وحمص» ومعلناً «يا حيف على الذين يتخاذلون أو يتواطأون»، مستعيداً «الفترة الذهبية» وربما «اجمل فترة» بين 2005 و 2008 (ثورة الارز).

وقانصوه، الذي كان وجّه رسالة تهديد لجنبلاط العام 2000 تحت قبة البرلمان بعد مطالبة الاخير بتصحيح العلاقة مع سورية وتنظيم وجودها العسكري في لبنان، خرج عبر «المنار» امس معلناً ان «كل هذا الضجيج حول سورية بلا طعمة وأقول لهم: القافلة تسير والكلاب تنبح»، مشيراً الى ان «اتهام وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه سورية بالإعتداء على القوات الفرنسية العاملة ضمن اليونيفيل من دون اي معطيات او أدلة، ولكن من أعطى له المعلومات هو وليد جنبلاط، ولكن صدر عن سورية بيان نفى ذلك».

وأكد قانصوه ان «هناك 150 مليون دولار دفعت لوليد جنبلاط من قبل قطر لتغيير موقفه من سورية وقلب المعادلة في لبنان»، معتبراً ان «وليد جنبلاط سيسقط على رأسه». وأضاف: «من يتكلم هذا الكلام لن أرد عليه، فما  يزال يكذب على نفسه وعلى جمهوره». واتهم قانصوه جنبلاط بأنه «يدعو الى فتنة طائفية في سورية وليس كما يدعي، لأن الدروز لديهم قناعات ولم يكونوا طائفيين ابداً»، لافتاً الى ان «وليد جنبلاط ينتظر ما سيحدث في سورية من اجل البدء بقلب المعادلة». 

 

المسؤول العراقي أثار احتمال الحرب الأهلية الذي يؤثر على العراق بعد الانسحاب الأميركي

أوباما رفض طلباً من المالكي بالسماح باستمرار حكم الأسد

 الراي/واشنطن من حسين عبدالحسين

حاول رئيس حكومة العراق نوري المالكي اقناع مضيفه الرئيس الاميركي باراك اوباما بضرورة استمرار الرئيس السوري بشار الاسد وحكمه «من اجل تثبيت الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط بعد اتمام انسحاب الجيش الاميركي من العراق اواخر الشهر الجاري»، الا ان اوباما رفض ذلك، وفق مصادر اميركية مطلعة على مضمون اللقاء بين الرجلين اول من امس.

ووفقا للمصادر نفسها، فان المالكي ابلغ اوباما ان «الاسد وعده بتفكيك وتسليم مجموعة يونس الاحمد البعثية العراقية المقيمة في دمشق والمعارضة لحكومة المالكي، والتعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي تعمل على محاكمة مرتكبي جريمة اغتيال رئيس حكومة لبنان الاسبق رفيق الحريري في العام 2005، وتنشيط التبادل الاستخباراتي بين سورية والولايات المتحدة على نطاق واسع لا سابق له يشمل المنطقة باكملها ومن شأنه ان يساهم في تثبيت الوضع الامني تماما في العراق ولبنان ومناطق متوترة اخرى».

واضافت ان المالكي اكد لاوباما ان «الاسد ينوي قيادة بلاده باتجاه الديموقراطية، واجراء اصلاحات، وانتخابات برلمانية ورئاسية». في الاطار نفسه، قال المالكي للرئيس الاميركي ان «من شأن انهيار الاسد اندلاع حرب اهلية في سورية تطول ألسنة لهبها بعض دول المنطقة وفي مقدمتها العراق». لذا، وفق المالكي، «يكمن الحل الوحيد في سورية في الحوار بين النظام والمعارضة، وعدم تدخل اي من الدول في شأن سورية الداخلي».

وانتهى رئيس الحكومة العراقية الى القول ان بلاده «تحاول، قدر المستطاع، الوقوف على الحياد في الموضوع السوري، وحصر نشاطها بمساعي الخير في مساهمة للتوصل الى حل ينهي الوضع القائم، فنحن لا نريدهم (السوريين) ان يتدخلوا في شؤننا، وعلينا نحن ألا نتدخل في شؤونهم».

اوباما شكر للمالكي مطالعته، واجابه بالقول انه لو بقي صدام حسين موضوعا عراقيا داخليا من دون تدخل الولايات المتحدة، ولو تم حصر الحل العراقي بحوار بين المعارضة العراقية وصدام، لما كان المالكي جالسا في المكتب البيضاوي في البيت الابيض «هذا الصباح». واضاف اوباما انه لطالما شكلت سورية تهديدا على استقرار العراق وامنه، وسهلت دخول من سماهم بالارهابيين من الاراضي السورية الى الاراضي العراقية. وتابعت المصادر ان اوباما «ذكّر» ضيفه بالاتهامات التي وجهها الى الاسد بالضلوع في تفجيرات بغداد في اغسطس 2009 ومطالبة المالكي باقامة محكمة دولية لمحاسبة الاسد وافراد نظامه. واعتبر اوباما ان موقف الولايات المتحدة من سقوط شرعية الاسد هو «موقف نهائي، ولا عودة فيه الى الوراء، فدول العالم بما فيها الولايات المتحدة اعطت الاسد فرصة لقيادة الاصلاح نحو الديموقراطية، الا ان الاسد اختار طريق الاستمرار بقتل شعبه، وهذا طريق لا عودة فيه».

على ان اوباما اكد لضيفه العراقي، حسب المصادر، على ان «الخلاف في التكتيك» تجاه سورية وفي وجهات النظر لكيفية التعاطي مع الاسد للتوصل الى حل لا يؤثر بتاتا على «الشراكة الاستراتيجية» بين بلديهما. واضاف اوباما ان «المالكي اعلم بالموقف العراقي الانسب تجاه سورية والذي يخدم مصالح الشعب العراقي اكثر».

أوباما:

 لو تم حصر الحل العراقي بحوار بين المعارضة العراقية وصدام لما كنت هنا هذا الصباح

• موقف الولايات المتحدة من سقوط شرعية الأسد نهائي ولا عودة فيه

• أعطيناه فرصة لقيادة الإصلاح إلا أنه اختار طريق الاستمرار بقتل شعبه

المالكي:

• الأسد وعد بتفكيك وتسليم مجموعة يونس الأحمد البعثية العراقية والتعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان

• ينوي تنشيط التبادل الاستخباراتي مع الولايات المتحدة لتثبيت الأمن تماما في العراق ولبنان وغيرهما

• يريد قيادة بلاده باتجاه الديموقراطية وإجراء إصلاحات وانتخابات برلمانية ورئاسية 

 

قال إن بعض المعارضين كانوا «يطبلون لبشار... فلماذا لا يكونون معتدلين اليوم»؟

مفتي سورية لـ«الراي»: لديّ معلومات عن مخطط لتقسيم مصر... كالسودان

 الراي/دمشق - من شادية الحصري

قال المفتي العام للجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون إن لديه معلومات عن مخطط لمصر مشابه للمخطط الإسرائيلي الذي نجح في تقسيم السودان إلى شمال وجنوب، وقال ان ضمن المعارضين السوريين حاليا من كان يطبل للرئيس بشار الاسد، «فلماذا لا يكونون معتدلين اليوم؟». وقال حسون في حديث لـ«الراي» في دمشق أمس ان فصائل من المعارضة السورية عرضت عليه الاستقالة من منصبه مقابل المال، بينما رد هو عليهم بطلب إعطائه برنامجهم الإصلاحي كي يقدمه للرئيس بشار الأسد، «وإذا لم يطبقه فسأقول إن الرئيس لم يطبق البرنامج الإصلاحي، لكن أحدا لم يعطني شيئا».  واعترف حسون بوجود أخطاء، لكن ضمن صفوف المعارضة الحالية كان هناك من كان «يطبل للرئيس بشار سابقا»، متسائلا: «لماذا اليوم لا يكونون معتدلين؟!»

وأضاف إن «السوريين كانوا يعيشون في ألفة ومحبة ولا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي»، مؤكدا أنه لا يعرف «الأسباب التي أدت بهم إلى هذه المرحلة». وقال: «قتل الثوار ابني أثناء خروجه من الجامعة لأني رفضت الانضمام إليهم. وكذلك هددوني بالقتل، ابني كان ملتزما، لكنهم أطلقوا عليه الرصاص، ورد فعلي وقتها أنني قلت اللهم أشهد أني سامحت من قتل ابني لصالح بلادنا».

واوضح المفتي ان «هناك من أدخل لغة التكفير والتخوين في السياسة». ووجه كلامه للجامعة العربية مؤكدا أن عقوباتها هي في الواقع موجهة إلى الشعب السوري، الذي سوف يكون المتضرر الأكبر منها، بينما هو لم يفعل شئيا كي يتم عقابه عليه.  وعبر حسون عن مخاوفه لما قال إنه يدار لمصر في الخفاء، مشيرا إلى «معلومات لديه عن مخطط مشابه للمخطط الإسرائيلي الذي نجح في تقسيم السودان إلى شمال وجنوب».

 

الاستراتيجية الجنبلاطية: عود على بدء

شارل جبّور/الجمهورية

لا يمكن اعتبار أنّ مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة تشكّل تحوّلا سياسيّا على غرار التحوّل الذي أجراه في 2 آب 2009، لأنّ التحوّل يعني أن يعيد الزعيم الدرزي تموضعه السياسي، ولا يبدو أنّه في هذا الوارد، لا بل هو متمسّك بـ"وسطيته"، وبالتالي تندرج مواقفه في سياق رفع منسوب المواجهة مع سوريا لاعتبارات عديدة أهمها السعي الحثيث للنظام باستخدام الدروز أكياس رمل أو رأس حربة في المواجهة مع السنّة ومع الثوّار، ورفض جنبلاط مشاركتهم في أعمال العنف والقتل حرصا على وجودهم ودورهم السياسي، كما ذهاب النظام في تحدّي جنبلاط حتى النهاية في هذا الملف، فضلا عن موقفه المبدئي تأييدا للربيع العربي واستطرادا السوري.

ولعلّ أيّ متابعة لمواقف النائب جنبلاط تظهر الآتي: الهجوم المركّز على النظام السوري مقابل تحييد "حزب الله" والربط معه، ما يذكر بمحطة العام 2005 عندما تمّ اعتماد الاستراتيجية نفسها تحت عنوان أنّ الانتقال بالبلد من مرحلة إلى أخرى يحتّم فكّ الارتباط بين الطرفين، لأنّ مواجهتهما معا كانت ستحول دون انتقال السلطة من حلفاء سوريا إلى القوى السيادية، وذلك بمعزل عن مدى صحّة هذه النظرية أو عدمها، وليس المجال متاحا هنا لمناقشتها.

وفي هذا السياق، يبدو أنّ ثمّة شيئا ما "يطبخ" في الكواليس الجنبلاطية التي يرشح عنها حرص "البك" الثابت على الاستقرار والسلم الأهلي، كما البحث في السبل والوسائل التي تجنّب لبنان تداعيات الأزمة السورية، وتمكّن اللبنانيين من اجتياز المرحلة الانتقالية بعيدا عن أي تداعيات أو استنفارات أو اصطفافات.

ومن هنا، ضرورة التمييز في مواقف جنبلاط، بين ما يتعلق بالموضوع السوري والوضوح في موقفه الداعم للثورة والمعارض للنظام، وبين ما يتعلق بالوضع اللبناني وتمايزه عن نظرة 14 آذار. هذا التمايز الذي يقوده إلى طرح أفكار ومعالجات لا تلتقي بالضرورة مع هذه القوى كي لا نقول تتناقض.

وعلى سبيل التقدير والتحليل لا المعلومات، يعمل جنبلاط على أساس خلطة، قوامها تشكيل شبكة أمان من القوى الوسطية وظيفتها توفير المناخات المواتية التي تسمح باجتياز المرحلة الانتقالية والتي تتطلب الآتي:

أولا التعاون والتكامل بين الرباعي ميشال سليمان ونبيه برّي ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط.

ثانيا أن يستمر ميقاتي في رئاسة الحكومة أو يتمّ تكليفه مجدّدا رئاسة حكومة من وسطيين، في ظلّ استبعاد الرئيس سعد الحريري، لأنّ وجوده على رأس الحكومة يشكّل استفزازا لقوى 8 آذار وتحديدا "حزب الله" كونه يؤشر إلى سيطرة 14 آذار، خصوصا أنّ استبعاد الحزب عن الحكومة الجديدة يتطلب في المقابل استبعاد الحركة الاستقلالية.

ثالثا أن يكون الرئيس نبيه برّي "صمّام أمان" المرحلة الانتقالية كون وجود الرئيس ميقاتي لا يشكّل لوحده عنصر اطمئنان للبيئة الشيعية التي هي بحاجة لوجود شخصية من داخل النسيج الشيعي.

وثمّة اعتقاد أنّ ميقاتي، الذي تمكّن من فرض التمويل، سيتمكّن من مواجهة التداعيات التي يمكن أن تنشأ عن الأزمة السورية، كما أنّ التطوّرات السياسية الآيلة إلى سقوط النظام السوري ستضع "حزب الله" في موقع "مكره أخاك لا بطل"، وبالتالي من مصلحته تسليم مفاتيح القيادة لبرّي، حتى ولو كان مرغما على ذلك، على غرار "حرب تموز"، مع فارق أنّ انهيار الأسد يستتبع تحوّلات جذرية في المشهد السياسي، إن في لبنان أو على مستوى المنطقة.

وفي السياق التحليلي أيضا، ثمّة من يقول إنّ هذا التصوّر وجد المظلة الدولية والعربية له على قاعدة أنّ أولوية الغرب والعرب ليست البحث عن التوازنات السياسية، إنّما تثبيت الاستقرار في لبنان، وعدم التلهّي في جبهة جديدة تعيد خلط الأوراق أو تحوّر الأنظار عن مسرح الأحداث الحقيقي. وهذا ما يتقاطع مع ظروف العام 2005 عندما كانت الأولوية الغربية الانتقال إلى ما بعد الوجود السوري في لبنان، فضلا عن أنّ التعويل الديبلوماسي اليوم على الثلاثي برّي، ميقاتي وجنبلاط مردّه إلى نجاحه في خوض غمار تجربة العام 2005.

ولكن ثمّة من يتحدّث في المقابل عن أنّ العطب الأساسي في هذا التصوّر يكمن في استبعاده 14 آذار عن الصورة نهائيا، وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه: إذا كان المطلوب طمأنة "حزب الله" فمن يطمئن 14 آذار؟ خصوصا أنّ الأخيرة هي في وضع المنتصر في خياراتها، وبالتالي كيف يجوز استبعادها عن "الطبخة" الجديدة؟ وعند هذه النقطة يتمّ البحث عن خيار يزاوج بين 14 آذار وبين الوسطيين...

ولكن إن دلّت التجربة على شيء فعلى أنّ التجربة السابقة بتحييد الحزب عن سوريا خدمت مرحليا وقد أدّت إلى ما أدّت إليه، وبالتالي تكرار هذه المحاولة سيفضي إلى النتائج نفسها، بينما المطلوب إبقاء الوضع معلّقا وعدم البحث في مرحلة انتقالية تجرّ إلى تسويات على حساب الدولة تحت عنوان "السلم الأهلي"، خصوصا أنّ هذه التسويات تؤدي إلى ضرب اللحظة السياسية والتي يجب استثمارها والبناء عليها للعبور إلى مشروع الدولة.

 

في حوار عبر «تويتر» شاركت فيه «الراي/الحريري: تبرّؤ الأسد من قتل السوريين... نكتة القرن

بيروت - من ليندا عازار /الراي

دان الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري استهداف الوحدة الفرنسية العاملة في اطار قوة «اليونيفيل» في جنوب لبنان، معتبراً أن مثل هذه الأمور «لا تحدث هكذا، إنها رسالة سورية من (الرئيس بشار) الأسد عبر رجاله في لبنان». وفي حديث عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي مساء امس، تحدث الحريري عن الأحداث الجارية في سورية فأكد «ان انهيار النظام السوري حتمي إن لم يكن قريبا»، موجهاً رسالة إلى أهل حمص «الله معكم وستنتصرون وسيسقط بشار»، وواصفاً كلام الرئيس الاسد عن انه غير مسؤول عن قتل السوريين بأنه «نكتة القرن».

وسألت «الراي» زعيم «المستقبل»: الحريري المقبِل على انتصار مع طائفته في حال سقوط النظام السوري ماذا يقول لمسيحيي لبنان، وهل انت عائد على «حصان ابيض»؟: فأجاب: «سيكون نصراً للشعب السوري، اما نحن في لبنان فسنعيش مسلمين ومسيحيين معاً بتناغمٍ كما فعلنا دائماً». وهل يؤيد تدخلاً عسكرياً لإسقاط نظام الأسد: اجاب: «نؤيد اي خيار يحدده الشعب السوري»، معلناً «ان أكثرية الشعب اللبناني مع شعب سورية البطل»، ومعتبراً «ان التصويت في الجامعة العربية ومجلس الامن نقطة سوداء في سجلّ الحكومة وليس في سجل لبنان»، ولافتاً الى «ان هذه الحكومة لا يمكن ان تصبح حكومة فعليا لان النظام السوري مسيطر عليها».

واذ قال رداً على سؤال «ان وليد بك جنبلاط يقرأ جيداً في كتاب انهيار السجن الكبير»، اكد في مجال آخر «اننا مع تقديم كل المساعدة للأخوة النازحين من سورية ولكن رأينا ورأي الرئيس فؤاد السنيورة واحد بشأن عدم اقامة مخيمات خاصة لهم في لبنان»، منتقداً تقصير الحكومة اللبنانية حيال هؤلاء النازحين.

ونوّه بموقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي «الذي أعاد طرح موضوع السلاح («حزب الله») بالجوهر ووضعه مجدداً على الطاولة»، مذكراً بأنّ «هذا هو الموقف التاريخي لبكركي».

وعن امكان تكرار 7 مايو 2008 (العملية العسكرية لـ «حزب الله» في بيروت والجبل) قال: «حينها كان لديهم أصدقاء، اما الآن فليس معهم أحد».

وعن صعود الإسلام السياسي في المنطقة قال: «لست قلقاً. أعتقد أن هذه الديموقراطيات الجديدة إذا لم تلب حاجات الشعب فهم سيسقطون ايضا».

وعلّق على حادثة خطف أيمن زيدان في البقاع، فقال: «الخطف لم يكن فيلما. عملية الإخراج كانت الفيلم. عرفنا المخطوف»، سائلاً: «من هو الخاطف وما هو دور السلطة في إخفاء المعالم؟».

من جهة أخرى، حمّل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «حزب الله» مسؤولية مباشرة او غير مباشرة عن كل العمليات التي تحصل في الجنوب من استهداف قوة «اليونيفيل» او إطلاق الصواريخ، لافتاً في مؤتمر صحافي في بيروت امس إلى «أنّ مصير الجنوب برمته يقع على عاتق الحزب الذي يعود له الوجود الأمني الفعلي»، ومنتقداً «التعويذة السحرية» المتمثلة بمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، ومشدّداً على أنّ «لا خلاص للبنانيين إلا بالانتهاء منها وإرساء معادلة الجيش والشعب والدولة، وتحقيق الاستقرار لا يتمّ إلا بالتخلص من التنظيمات المسلحة خارج الدولة».

 

ركّزوا الأنظار على عون 

الجمهورية/جورج سولاج

لم تكن الحاجة السورية لحكومة حليفة في لبنان، عشيّة البدء في فرض عقوبات عربية ودولية على سوريا، ووضعها تحت حصار بري وبحري وجوي، هي الدافع الوحيد الى تمرير حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية، وتجنّب سقوط الحكومة. هناك دافع ثانٍ لا يقلّ خطورة وأهمية عن المعطى الاقليمي، وهو الإمساك بمفاصل السلطة اللبنانية الأمنية والإدارية من خلال التعيينات في مجلس الوزراء، ومحاولة إلغاء بروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية. وهنا، لا بد من تركيز الأنظار على العماد ميشال عون في المرحلة المقبلة، لأنه سيؤدي الدور الاساسي في إطالة عمر الحكومة، أو قصفها ودفنها.

فالعماد عون بلغ مرحلة من العتب والغضب، خصوصاً على حلفائه وشركائه في الحكومة، وسمّاهم بالحلف الخماسي، أي: "حزب الله" والرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزراء الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط. وهو يبني على التعويض من خلال اكتساح الإدارة الرسمية بسلسلة من التعيينات لقريبين منه في المواقع الحسّاسة، حتى إذا انفرط العقد الحكومي لأي سبب إقليمي أو محلّي، يكون قد وضع يده على الإدارة، وأمّن قاعدة دعم أساسية له في الانتخابات النيابية المقبلة.

ويبني "حزب الله" على ملاقاة العماد عون، من خلال السعي إلى قبض ثمن تمرير تمويل المحكمة، بوضع يده على التعيينات الأمنية، لإمساك مفاصل السلطة في مواجهة المرحلة القاسية المنتظرة نتيجة تداعيات الأزمة السورية. وبالتالي، يسعى إلى نسف بروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية، حتى إذا طارت الحكومة، يكون وضع يده على المراكز الحسّاسة.

فإذا حصد "حزب الله" المفاصل الأمنية، والعماد عون المفاصل الإدارية، يُصبح رحيل الحكومة أو استمرارها أمراً ثانوياً، وبالتالي يديران معاً دفّة الدولة لسنوات طويلة.

هذا التوجّه حقّ لأصحابه في اللعبة السياسية، لكنه لن يكون سهل التنفيذ، ولن يمرّ مرور الكرام، لاعتبارات عدة، أبرزها:

1 - إن الرئيس ميقاتي الذي سمع كلاماً دوليّاً مشجعاً على أدائه الحكومي، وخصوصاً في ملف تمويل المحكمة والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وفُتحت أمامه أبواب الإليزيه والمملكة العربية السعودية بعد رسالة التنويه من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، سمع أيضاً تحذيراً من تسليم البلد إلى "حزب الله" والعماد عون، وهذا ما لا يستطيع أن يتحمّله، سواء على صعيد مستقبله السياسي، أو مصالحه الخاصة.

2 - إن غالبية قوى 14 آذار اقتنعت بصوابية دعم ميقاتي في هذه المرحلة، بدل مواجهته، وبدأت في الانفتاح التدريجي عليه، ليس حماية مجرّدة له، وإنما لتوفير أرضية صلبة تُمكّنه من الوقوف في وجه مشروع 8 آذار الهادف للإمساك بمفاصل الدولة من خلال التعيينات.

3 - سيبقى المجلس الإسلامي الشرعي، وكذلك بكركي، داعمين لـ ميقاتي، وفي الوقت ذاته سيشكلان جبهة أساسية في مواجهة أي خلل في توازن القوى على المستوى الإستراتيجي الوطني.

4 - لن يُترك رئيس الحكومة فريسة مستفردة داخل مجلس الوزراء، إذ إنّ وزراء الرئيس سليمان والنائب جنبلاط سيقفون معه في حزم، حفاظاً على مواقعهما والتوازنات.

من هنا، تبدو الأمور متجهة إلى خلط أوراق في التحالفات السياسية، وإن في شكل غير معلن، وإلى مواجهة جديدة قاسية.

 

اليونيفيل لـ"الشرق الأوسط": لا نية لفرنسا بخفض عددها 14

نفى نائب الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل العاملة في لبنان، أندريا تينانتي، ما أشيع مؤخرا عن قرار فرنسي بتخفيض عدد القوات الفرنسية العاملة بإطار اليونيفيل بعد التفجير الأخير الذي استهدف منذ نحو أسبوع آلية لهذه القوات في منطقة صور، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل البلدان المساهمة بقوات اليونيفيل بعد الحادث الأخير أعربت عن التزام وتمسك أكبر بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701»، نافيا الحصول على أي معلومات تتعلق بأي تغييرات. وشدد تينانتي على أن «المراجعة الاستراتيجية التي تتم في نيويورك لدور اليونيفيل في لبنان، لا علاقة لها بالحوادث الأمنية الأخيرة التي هزت الجنوب، واتهم إثرها وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه بالتسبب فيها». وأضاف أن الهدف العام من المراجعة «هو تقييم تنفيذ ولاية اليونيفيل، مع التركيز بصفة خاصة على الموارد الرئيسية للبعثة، والقدرات والإمكانات».

 

نوّه بموقف الراعي .. وبقراءة جنبلاط /الحريري: استهداف "اليونيفيل" رسالة من الأسد عبر رجاله

 المستقبل/دان الرئيس سعد الحريري استهداف قوات الطوارئ العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، معتبراً أن مثل هذه الأمور "لا تحدث هكذا، إنها رسالة سورية من (الرئيس السوري بشار) الأسد عبر رجاله في لبنان". ولفت في حديث عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" أمس، إلى أن الأحداث الأمنية التي تحصل في لبنان "طرحت لدى الرأي العام علامات استفهام كبيرة حول الجهات المسؤولة عنها"، مشيرا الى أن "الحكومة تبدو غائبة عن الوعي، إذ إنها لا تدري ماذا يحصل أو أنها تخفي ما يحصل". وعلق على حادثة اختطاف المواطن أحمد زيدان في البقاع، بالقول: "الخطف لم يكن فيلماً. عملية الإخراج كانت الفيلم. عرفنا المخطوف، فمن هو الخاطف؟ وما هو دور السلطة في إخفاء المعالم؟". وإذ أعرب عن اطمئنانه الى مستقبل لبنان رغم الظروف الراهنة، قال: "قريباً إن شاء الله سيكون لبنان في أحسن حال، وستكون إرادة اللبنانيين بالوحدة الوطنية والانتماء الى العروبة الصادقة هي الأقوى". ورأى أن "حكومة (الرئيس نجيب) ميقاتي لن تكون حكومة لأنها تحت سيطرة النظام السوري".

وعن إمكان إنتاج نظام يحمي حقوق المواطنين في لبنان، قال: "نعم ذلك ممكن، وعلينا أن نتحلى بالصبر وسنصل إلى ذلك". وجزم بأن "المسلمين والمسيحيين في لبنان سيعيشون معاً في تناغم كما كانوا دائماً".

ونوه بموقف البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، "الذي أعاد طرح موضوع السلاح بالجوهر (على طاولة الحوار)"، مذكراً بأن هذا الموقف "هو الموقف التاريخي لبكركي".

وعن إقدام رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على تغيير موقعه مجدداً، قال: "وليد بك يقرأ جيداً في كتاب انهيار السجن الكبير".

ورأى أن تهجم "حزب الله" على القاضية أليس شبطيني التي اتخذت قراراً بإخلاء سبيل الأخوة العلم "هو تدخل ليس جديداً من الحزب في شؤون القضاء".

وعن تصعيد لهجته في الآونة الأخيرة، قال: "لست أصعّد ولكن لدي موقفي. لا أقبل كل هذه الأكاذيب التي قيلت عني وعن تيار المستقبل".

وأكد ان "إنهيار النظام السوري حتمي، إن لم يكن قريباً"، مخاطباً أهل حمص بقوله: "الله معكم وسوف تنتصرون وسوف يسقط بشار". وأيّد أي خيار يحدده الشعب السوري، معتبراً أن استخدام سوريا للبنان كساحة للمفاوضات "كان في الماضي، وقريباً النظام السوري سيسقط". واعلن "نحن مع تقديم كل المساعدة للأخوة النازحين من سوريا، ولكن رأينا ورأي الرئيس فؤاد السنيورة واحد بشأن عدم اقامة مخيمات خاصة لهم في لبنان"، منتقداً "تقصير الحكومة اللبنانية حيال هؤلاء النازحين". وعن تأييده إقامة منطقة عازلة على الحدود اللبنانية لحماية السوريين، قال: أدعم أي شيء من شأنه حمايتهم من هذه العصابات، ولكن أعتقد أن الأتراك يقومون بذلك". وأوضح أن أكثرية الشعب اللبناني مع شعب سوريا البطل، مذكراً بأن تصويت لبنان في مجلس الأمن ضد العقوبات على سوريا "هو نقطة سوداء في سجل الحكومة وليس في سجل لبنان". وعن صعود الإسلام السياسي في المنطقة، قال: لست قلقاً. أعتقد أن هذه الديموقراطيات الجديدة إذا لم تلب حاجات الشعب فسوف تنهار". وختم: "رغم أنني لا أمنع أحداً من المشاركة في التحادث معي عبر "التويتر" بمن فيهم أولئك الذين يهينونني شخصياً، آمل أن لا يوجه أحد إهانات شخصية عبر هذا الموقع لأي شخص آخر".

 

إسهام "حزب الله" في قيادة النظام السوري نحو.. الهاوية

 وسام سعادة/المستقبل

مرّ وقتٌ كانَ فيه "حزب الله"، بحيويّته القتاليّة وهالة زعيمه، "نخبة الممانعة"، ونافذتها المقبولة على العالم العربيّ، والأهمّ من ذلك، محطة إنتاج الطاقة البديلة للنظامين الاستبداديين السوريّ والإيرانيّ، أي الطاقة التي تغني عن مصادر الشرعية الداخليّة، والتي تسند التحالف بين النظامين، وتؤمّن الهيمنة الاستراتيجية المتعاظمة لإيران الخمينية على سوريا البعثيّة.

لكن الوقت يتبدّل، وهذه الهيمنة الاستراتيجية لإيران الخمينية على سوريا البعثيّة، هي بيت القصيد. فلئن كان البعض يستمرّ في النظر إلى هذه الهيمنة على أنّها ما يحفظ شوكة النظام البعثيّ إلى الحين، فإنّه يرى الشجرة دون الغابة. والغابة إذا جرت معاينتها تقول لنا إنّ تبعية سوريا المتزايدة لإيران هي سبب أساسيّ من أسباب تصدّع النظام واشتداد الثورة. النظام السوريّ، يترنّح ويحتضر وينهار، متأثّراً بمنطق تحالف غير سويّ مع إيران الكبرى، نظام ولاية الفقيه، وإيران الصغرى، "حزب الله".

فبين حافظ الأسد وبشّار الأسد نجد اختلافاً بيّناً في طريقة التصرّف حيال المسألة المذهبية وتقاطعها مع الحسابات الاستراتيجية. الأسد الأب فهم مبكراً أنّ "الشبه المذهبيّ" بين عصب نظامه وبين إيران هو في الوقت نفسه عنصر تقارب، وعنصر يقتضي حفظ المسافة، خصوصاً وأنّ الشبه نفسه محدود على الصعيد المذهبيّ (عقائد النصيريّة وأعرافهم شيء، وعقائد الإماميّة وأصولهم شيء آخر)، ومحدود على الصعيد الأيديولوجيّ (البعثية، الأمويّة، حتى لو كانت بلباسها الأسديّ، في مقابل الخمينية، الكربلائية)، ومحدود على الصعيد الاستراتيجيّ (اختلاف السياستين السوريّة والإيرانية في حال لبنان). وعندما تمكّن الأسد الأب من القمع الدمويّ، شبه الإباديّ، لانتفاضة حماه وجماعة الإخوان عام 1982، كان يدرك جيّداً أن هذا التحدّي "مذهبيّ" و"أيديولوجيّ" في الوقت نفسه. أي أنّه في شقّه "المذهبيّ" تحدّ لا يتوقف على القمع الدمويّ الإباديّ بعده، بل ينبغي أن يتبعه تنصّل النظام من بعض أجنحته كجائزة "ترضية" للضحايا. أمّا في شقّه "الأيديولوجيّ" فقد فهم الأسد الإبن أنّ التحريك الإسلاميّ في سوريا بداية الثمانينات كان يستمد طاقة اندفاعه، من استلهام مثال الثورة الإيرانية نفسها.

في المقابل، تعامل بشّار الأسد مع المسألة المذهبية تبعاً لأجندة أخرى. باشر حكمه بمحاولة إضفاء مسحة "سنيّة" على العائلة الرئاسية الصغرى، وإرساء قواعد متينة مع قطاعات من رجال الأعمال، والتعويل على علاقة واعدة مع تركيا، وبعد الاحتلال الأميركيّ للعراق، رمى بشّار الأسد بكلّ ثقله في استيراد وتصدير المجموعات المتطرفة للقتال في العراق، ويبدو أنّه حسب نفسه حصيناً بما فيه الكفاية على الصعيد السنيّ الداخليّ، ليتمكّن من إطلاق العنان لسياسة متطرّفة لمصلحة شبكات "النظام الأمنيّ" في لبنان.

إلا أنّ هذه "المسحة السنيّة" للنظام البعثيّ سرعان ما انقلبت الى "مسحة شيعية". ويعود هذا بشكل أساسيّ إلى حرب تمّوز في لبنان، وما بعدها. فمحور الممانعة السوريّ - الإيرانيّ تعامل مع "الانشطار الكيانيّ المذهبيّ" في لبنان بموجب هذه الحرب لا كأمر مؤسف ينبغي محاصرته، إنّما كمجال لا بدّ من تشجيع "حزب الله" عليه، وصولاً إلى إحلال غلبة فئوية صريحة. هذا، وقد قضت ويلات حرب تمّوز نفسها، بأن تأتي هذه الغلبة محقونة على الدوام، وأبعد ما تكون عن مناخات غلبة مرتاحة مع نفسها، أو قادرة على طرح نفسها كصمام أمان للاستقرار والأمان في المجتمع، كما كانت الحال مع المشاريع الهيمنية الفئوية السابقة في تاريخ لبنان.

والأخطر من ذلك، أنّ عقيدة "النصر الإلهيّ" جاءت بمضمون أيديولوجيّ مذهبيّ يربط أسطوريّاً بين مسارات ثلاثة: أولاً، الاحتلال الأميركيّ للعراق والأطماع الإمبراطوريّة الإيرانية المنبعثة بسبب ذلك. ثانياً، الانتفاضة الفلسطينية الثانية ورحيل ياسر عرفات ثم انشطار الفلسطينيين بين "فتح" و"حماس" وعضوية حماس في حلف الممانعة. وثالثاً، "الانتصار الإلهيّ" في حرب تمّوز.

واتصلت بذلك قراءة أيديولوجية مذهبية متطرّفة تنطلق من القياس التالي: الجماهير العربية بدت أكثر من متحمّسة لظاهرة حسن نصر الله في أيّام حرب تمّوز، وبما أنّ جذور هذه الحماسة تعود إلى أيّار 2000، بل إلى نيسان 1996، فهذا يعني فرصة تاريخية لإعادة صياغة الأمة لتكون على صورة "حزب الله" ومثاله.

وبالفعل، استطاعت هذه القراءة الثلاثية أن تحقّق رواجاً خطيراً لمشتقات الأيديولوجيا الإيرانية الرسمية. لكن لم تلبث أن توفّرت عناصر أساسية قامت بتفكيك هذه القراءة.

أولاً، ارتدادات الغلبة المذهبية في العراق ولبنان على مجمل المنطقة، وانتشار خشية مبالغ بها على هذا الصعيد، لكنها عمّت سائر البيئات الشعبية، خصوصاً في سوريا.

ثانياً، التوقف العمليّ لـ"جهاد" حزب الله في جنوب لبنان، وانتقاله إلى قتال "الشركاء في الوطن"، ما كان يبدو مقنعاً لبعض البيئات العربية في البداية، لكنه صار "مملاً" ثم "غير مفهوم" ثم "مريباً" ثم "مداناً" بعد ذلك.

ثالثاً، شعور فلسطينيّ وعربيّ عارم، بصرف النظر عن موضوعيّته أم لا، بأنّ منظومة الممانعة تركت "حركة حماس" لوحدها أثناء حرب غزّة، وأنّ المكابرة الكلامية لـ"حزب الله" لا تختلف فعلياً عن الموقف غير القوميّ أبداً لحسني مبارك بعدم فتح معبر رفح. هذا، في مقابل الانشداد الى الموقف التركيّ وتثمينه بشكل متعاظم منذ مواقف رجب طيب أردوغان في حرب غزّة، وصولاً إلى أيّار 2010، وحادثة سفينة مارمارا.

رابعاً، القمع الفظيع الذي تعرّضت له الثورة الخضراء في إيران على يد الميليشيات الشبيهة بـ"حزب الله"، بل تصرّ أوساط المعارضة الإيرانية على تسليط الضوء على مشاركة ميدانية ناشطة لـ"حزب الله" اللبنانيّ نفسه، وليس لنا أن نقبل بذلك أو نرفض، لكنه جزء محوريّ من السجال الإيرانيّ الداخليّ منذ سنوات.

كل هذا، لم يلبث أن ارتدّ سلباً على موقع النظام السوريّ ضمن منظومة الممانعة، الذي تعرض للقضم الأيديولوجيّ بسبب الغلوّ المذهبيّ لحليفيه، إيران "وحزب الله"، فما كان له في نهاية المطاف، وعند انطلاقة الثورة عليه، سوى الارتماء في أحضان هذا الغلوّ نفسه، سواء من ناحية استعارة بعض موشّحات "الإسلاموفوبيا" للتحذير من خطر السلفيين والتكفيريين إذا ما سقط حكم البعث التنويريّ في سوريا، أو من ناحية الجمع الفظيع بين لعب ورقة "الأقليات في خطر" وبين القول عملياً بأنّها لا تكون في مأمن إلا إذا استمرّ القمع الدمويّ اليوميّ.

وهنا، نترك للسوريين تقدير درجة مشاركة "حزب الله" في هذا القمع. ما يهمّنا هنا تظهير مفارقة واحدة، على جانب من الأهمية. في بداية الثورة، كان مطلب المعارضين السوريين للاستقلاليين اللبنانيين هو "التعتيم" على كل ما من شأنه اتهام "حزب الله" بالمشاركة في القمع، حتى مع بداية ورود أخبار من هذا النوع. في ما بعد، صار التنديد بـ"حزب الله" وأمينه العام من الشعارات والأهازيج الوطنيّة للثورة السوريّة. تكفي هذه المفارقة للقول إنّه إذا كان لـ"حزب الله" إسهام في القمع، فإنّ له بالتأكيد إسهاماً في الذهاب بالنظام السوريّ نحو.. الهاوية.(المستقبل)

 

الرهان الاخير للنظام السوري... العراق مستعمرة ايرانية!

خيرالله خيرالله

من احبّ السنة 2011 التي تشارف على نهايتها، سيعشق من دون شكّ السنة 2012. انها سنة الانقلاب الكبير الذي ستشهده المنطقة كلّها في ضوء الانسحاب الاميركي من العراق. ستظهر بوضوح في السنة 2012 النتائج الحقيقية التي ستترتب على انهيار العراق بصفة كونه احدى ركائز النظام الاقليمي الذي قام عليه الشرق الاوسط بعد انهيار الدولة العثمانية.

 ما شهدناه حتى الآن من ثورات ليس سوى تمهيد للتغيير الكبير الذي سيشهده الشرق الاوسط في السنة 2012، السنة المتوقعة لسقوط النظام السوري المرتبط عضويا بحال التخلف التي يعاني منها العرب. لم يعد امام النظام السوري الذي دخل في مواجهة مع شعبه سوى رهان واحد. يتمثل هذا الرهان في وضع النظام الايراني يده على العراق بعد الانسحاب العسكري الاميركي منه اواخر السنة الجارية، اي في غضون اقلّ من ثلاثة اسابيع. بكلام اوضح، لم يعد امام النظام السوري من خيار سوى ان يكون مرتبطا مباشرة بالنظام الايراني عن طريق العراق. هل يتحوّل العراق مستعمرة ايرانية ام لا بعد الانسحاب العسكري الاميركي القريب؟

 لم يتمكن العرب من الخروج من تخلفهم منذ عجزوا في العام 1947 عن فهم معنى قرار التقسيم الصادر عن الامم المتحدة. لم يفهموا ان عليهم التعايش مع موازين القوى الاقليمية والدولية ومحاولة التعاطي معها بايجابية بدل الهرب الى الشعارات او الى اختلاق الازمات في محيطها خدمة لاسرائيل اوّلا.

من يتمعّن في ممارسات النظام السوري في السنوات الثماني والاربعين الاخيرة، اي منذ وصول حزب البعث الى السلطة، يجد ان هذا النظام جعل سوريا في خصام مستمر مع جيرانها العرب. سعى هذا النظام الى احتلال لبنان والى وضع يده على القرار الفلسطيني. ضغط بشكل يومي على الاردن من اجل ان لا ترتاح ابدا. كان خصما لدودا للعراق، حتى في ايام البعث العائلي، ايّام صدّام حسين. لم يصلح علاقاته مع تركيا الاّ بعد تهديد علني صدر عن الاخيرة باجتياح الاراضي السورية اذا لم يتوقف دعم دمشق لاكراد عبدالله اوجلان. نتيجة التهديدات التركية، لم يكتف النظام السوري بالتخلي عن لواء الاسكندرون، "اللواء السليب" الذي كان يطالب دائما به، بل تخلّص من اوجلان نفسه وسلّمه بطريقة مباشرة الى السلطات التركية.

منذ العام 1973، لم تكن هناك سوى جبهة سورية واحدة ساكنة ساكتة هي جبهة هضبة الجولان، وهي اراض سورية محتلة. تكرس الهدوء على جبهة الجولان في العام 1974 لدى توقيع اتفاق فصل القوّات بوساطة "العزيز" هنري كيسينجر وزير الخارجية الاميركي وقتذاك. منذ 1974،  لم يترك النظام السوري مناسبة الاّ وسعى فيها الى اضعاف الفلسطينيين وتأليب المجتمع الدولي عليهم. اكثر من ذلك، لم يتردد في استخدام المنظمات الفلسطينية في كلّ ما من شأنه خدمة مشروع ضرب الاستقرار والازدهار والعيش المشترك في لبنان. الى الآن، لا تزال هناك قواعد لمجموعات فلسطينية تابعة للاجهزة السورية داخل الاراضي اللبنانية وذلك بهدف واحد هو الاساءة الى لبنان واللبنانيين... والقضية الفلسطينية في طبيعة الحال!

هل يستطيع النظام السوري كسب رهانه على ايران؟ في حال تبيّن ان ايران قوة صاعدة في المنطقة، يمكن ان يكون هذا الرهان في محلّه. لكنّ هناك عاملين يجعلان من هذا الرهان شبه مستحيل. الاول ان ايران ليست قوة صاعدة في المنطقة. ليس لدى ايران ما تقدّمه باستثناء اثارة الغرائز المذهبية اكان ذلك في العراق او لبنان او البحرين وحتى في السعودية والكويت وصولا الى مصر والسودان ودول عربية اخرى. وفي ما يتعلّق بدولة الامارات العربية المتحدة، فانّ ايران قوة احتلال بسبب قضية الجزر الثلاث العالقة منذ العام 1971. الاهم من ذلك، ان ليس لدى ايران ما تقدّمه الى شعبها. يزداد الفقر يوميا في ايران. تزداد عزلة ايران الدولية ويزداد الخوف العربي منها. الشعب الايراني في نهاية المطاف متعلّق بثقافة الحياة بديلا من ثقافة الموت التي يحاول ايرانيو النظام فرضها حيثما وصلت يدهم.

 اما العامل الآخر الذي يجعل النظام السوري يراهن على وهم اكثر من اي شيء آخر، فهو عائد الى انّ  مشكلة النظام هي مع الشعب السوري اوّلا. الشعب السوري اتخذ قراره وليس ما يشير الى ان هناك عودة عن هذا القرار. الشعب السوري يريد تغييرا جذريا والعيش في بلد طبيعي بديلا من حال الطوارئ التي لا تخدم سوى الرغبة في استعباد المواطن الى ما لا نهاية.

كانت ايران شريكا في الحرب الاميركية على العراق. كانت الدولة الاقليمية الوحيدة التي ايّدت الحرب من دون تحفّظ. لم تتردد في تاييد كل القرارات والخطوات الاميركية التي صبّت في تمزيق العراق بدءا بقيام مجلس الحكم المحلي. كان الهدف من قيام المجلس تكريس الطائفية والمذهبية والمناطقية في العراق من جهة وتقليص دور السنّة العرب وحجمهم قدر الامكان من جهة اخرى. كانت ايران الداعم الفعلي للمجلس. لم تكتف، قبل ذلك، بتقديم تسهيلات للاميركيين خلال الحملة العسكرية في العام 2003...  ولكن هل يعني ذلك ان الولايات سلّمت العراق الى ايران على صحن من فضة؟ وحدها احداث السنة 2012 ستكون قادرة على الاجابة عن السؤال. الشيء الوحيد الاكيد انه لن يكون مسموحا لدولة مثل ايران بلعب دور اكبر من حجمها. جاء الاميركيون الى العراق لاسباب تتعلق باعادة رسم خريطة المنطقة. هل سيتركون ايران ترسم هذه الخريطة وتضع يدها على النفط العراقي وتصبح الجهة المتحكمة بالخليج والمنطقة وحتى باقتصاد العالم؟ اذا كان ذلك مسموحا به، سيكون في استطاعة النظام السوري انقاذ نفسه من خلال الاحتلال الايراني للعراق!

 

ملك البحرين يتهم سوريا بالقيام بتدريب شخصيات معارضة للنظام

اعلن ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة ان سوريا تدرب شخصيات بالمعارضة البحرينية ونفى حدوث انتهاكات منهجية للحقوق اثناء قمع الدولة للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية هذا العام.

وفي حديث لصحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية مع الملك حمد بن عيسى ال خليفة، لفت الى أنه "لدينا ادلة على ان عددا من البحرينيين الذين يعارضون حكومتنا يجري تدريبهم في سوريا، رأيت الملفات واخطرنا السلطات السورية لكنها تنفي اي مشاركة". ومن ناحية اخرى، أكد انه "ليست سياسة وزارة الداخلية ان تذهب وتقتل الناس على الطرقات. رجال الشرطة والجنود الذين شاركوا في القتل لم يعلموا بالجانب الانضباطي للامور"، واضاف: "ستتم محاسبة المخطئين".

 

منظمة العفو الدولية تعتبر اعدام السعودية لامرأة بتهمة الشعوذة "صادم"

وصفت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الانسان اعدام المملكة العربية السعودية لامرأة أدينت بأعمال "السحر والشعوذة" بقطع رأسها بأنه "صادم بشدة" قائلة ان هذا يبرز الحاجة العاجلة لانهاء أحكام الاعدام في المملكة. وقالت وزارة الداخلية السعودية ان أمينة بنت عبد الحليم بن سالم نصار أعدمت في منطقة الجوف بشمال البلاد بعد محاكمتها وادانتها بممارسة السحر ولم تذكر تفاصيل عن الاتهامات.

ونقلت صحيفة الوطن عن وزارة الداخلية قولها "المواطنة أمينة بنت عبد الحليم بن سالم نصار أقدمت على ممارسة أعمال السحر والشعوذة. وبفضل من الله تم القبض عليها والتحقيق معها وباحالتها الى المحكمة العامة صدر بحقها صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب اليها شرعا والحكم عليها بقتلها... وتم تنفيذ حكم القتل بالمدعوة أمينة بنت عبد الحليم بن سالم نصار أمس بمحافظة القريات بمنطقة الجوف."

وقال فيليب لوثر المدير المؤقت لبرنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية في بيان "في حين أننا لا نعرف تفاصيل الممارسات التي اتهمت السلطات أمينة بارتكابها فان السعودية كثيرا ما استغلت تهمة السحر لمعاقبة الناس ويكون ذلك عموما بعد محاكمة ظالمة لممارستهم حقهم في حرية التعبير أو الدين." وذكرت منظمة العفو أن اعدام أمينة هو الثاني من نوعه في الاشهر القليلة الماضية. وأعدم سوداني بقطع رأسه في المدينة في سبتمبر أيلول بعد أن ادين بالشعوذة. وذكرت المنظمة أن المملكة العربية السعودية أعدمت 79 شخصا حتى الان هذا العام وهو نحو ثلاثة أمثال العدد في 2010.

 

المردة تعترض على استخدام عون "منطق الاستقالة" في مواجهة الصعوبات

تؤكد أوساط قيادية في تيار "المردة" لصحيفة "السفير" أن "رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون محق في كل ما يطالب به، والعلاقة معه استراتيجية وليست ظرفية، لكن علينا ان نعترف في الوقت ذاته بأن هناك خللاً في التنسيق بين الطرفين وضمن مكونات الحلف الواحد، ما يستدعي الاسراع في سد هذه الثغرة ورفع منسوب التنسيق، وصولاً الى تحقيق الأهداف المشتركة".

وفي معرض الإشارة الى بعض التمايزات القائمة، لا تخفي هذه الاوساط "اعتراضها على استخدام عون "منطق الاستقالة" في مواجهة الصعوبات التي تواجه عمل الحكومة"، منبهة الى ان "إسقاط الحكومة على يد بعض أهلها سيعني بكل بساطة اننا قررنا ان نطلق النار على رؤوسنا وان ننتحر سياسياً، مع ما يستتبع ذلك من إخلاء الساحة إما للفراغ المفتوح على المجهول وإما للطرف الآخر الذي يتحين الفرص للعودة الى السلطة، إنما هذه الخشية من محاذير البديل، لا تبرر في المقابل التسليم بأي ارتخاء في الجسم الحكومي او ضعف في إنتاجيته".

وتشدد أوساط "المردة" على ان وجود الأكثرية الحالية في السلطة "يمثل فرصة ثمينة يجب ان تأخذ مداها حتى النهاية، وصولاً لإثبات قدرة فريقنا على ممارسة الحكم وتحقيق الإنجازات، خصوصاً ان فريق 14 آذار صاحب مصلحة في تشويه صورة فريقنا وفي إقناع اللبنانيين بعدم جدارته في إدارة شؤون الدولة".

ومن هنا، تعتبر الأوساط ان "من مصلحة كل مكونات الاكثرية الحاكمة حماية هذه التجربة وإنجاحها، لأن كلفة إخفاقها ستكون باهظة"، موضحة انه "قد نخسر كل المكاسب التي تحققت منذ العام 2005 في مواجهة هجوم المشروع الآخر الذي حاول ان يتخذ من اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري منصة للإنقضاض على خصومه"، مشيرة الى ان "المطلوب داخل الصف الواحد التفكير بصوت عال وإعطاء الوقت الكافي لإنضاج المسائل المطروحة وبلورة موقف مشترك منها، حتى يُتخذ في نهاية المطاف القرار الصائب وليس القرار الخاطئ الذي يضر أصحابه ويخدم الآخرين".

وبرغم النقص في التناغم أحياناً، تجزم الأوساط بأن "الشراكة مع عون مستمرة وهذا الخيار لم ولن يتغير، لأن رئيس التيار النائب سليمان فرنجية يعرف أهميته الفائقة ومردوده الكبير على المسيحيين، لا سيما عندما يكون شريكه في التطلعات الاستراتيجية هو زعيم آت من قلب جبل لبنان، لا غبار على وطنيته ونظافة كفه، وبالتالي لا يمكن لزعيم "المردة" أن يخطئ في ترتيب الأولويات أو ان يفرّط بهذا التحالف، مهما حصل من تمايز على المستوى التكتيكي".

وتؤكد الأوساط أن "فرنجية لا يبحث عن دور حتى يختلف مع عون، وليس بصدد أي تنافس شخصي معه، بل هو يرى أنه يكون قوياً متى كانت عناصر الخط السياسي المشترك قوية، ولذلك فإن الثوابت الأساسية التي تجمعهما أكبر بكثير من التفاصيل التي تفرّقهما، وفي طليعتها حماية المسيحيين في لبنان والمشرق، خيار المقاومة، العلاقة مع سوريا والرؤية الإصلاحية العميقة".

وتشير الأوساط نفسها الى أن "فرنجية يشعر بأن التغطية المسيحية للمقاومة ولسوريا عبر مواقف البطريركية المارونية والعماد عون والنائب فرنجية قد جعلت عين الغرب "تحمرّ" على هؤلاء، ما يستدعي تحصين هذا الخط بمعزل عن التباينات الموضعية حول التفاصيل"، موضحة ان "زيارة فرنجية مؤخراً للبطريرك الماروني جاءت في هذا الإطار، وهو تقصّد منها أن يشد على يديه وأن يؤازره في طروحاته".

وفي حين لا يُخفى ان التباين في النظرة الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يشكل إحدى نقاط الإختلاف بين عون وفرنجية، تؤكد أوساط "المردة" انه "من الخطأ التعامل مع ميقاتي باعتباره جزءاً من فريق 8 آذار، بل يجب النظر اليه بصفته وسطياً، وهذا ما فعله سليمان فرنجية من أول الطريق، الامر الذي من شأنه في حال الأخذ به ان يخفف الكثير من الإشكاليات والالتباسات في العلاقة مع ميقاتي". وتعتبر الأوساط ان "لا مصلحة في إضعاف ميقاتي وتفشيل تجربته كشريك سني، لأن النتيجة التلقائية التي ستنتج عن ذلك هي فقدان تحالف المعارضة السابقة للمبادرة وإعادة تعويم رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري ومشروعه السياسي، مع ما يرتبه ذلك من مخاطر في هذه المرحلة على الداخل وعلى سوريا، ويكفي ان نتخيل ما الذي كان سيحدث لو ان الحريري هو رئيس الحكومة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر فيه لبنان وسوريا والعالم العربي". ومع ذلك، تحرص الأوساط على التأكيد بأن "فرنجية ليس وسيطاً بين ميقاتي وعون، وإنما هو حليف "الجنرال" أولاً، من دون ان يمنعه ذلك من الحفاظ على علاقة جيدة برئيس الحكومة ودعوة الحلفاء الى مراعاة خصوصيته وعدم التعاطي معه وكأنه ينتمي إلى 8 أو 14 آذار"، علماً انه "نجح حتى الآن في تقديم نفسه منافساً حقيقياً للحريري في بيئته وفي المجتمع الدولي".

وتخلص الأوساط الى ان "من يراهن على "طلاق سياسي" بين عون وفرنجية يضيّع وقته ولا يفهم في السياسة، وقبل كل شيء لا يعرف زعيم "تيار المردة".

 

عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب أنطوان سعد،: رسالة الصواريخ المبتورة قرصنة  من النظام السوري على سيادة لبنان

راشيا ـ "المستقبل"/رفض عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب أنطوان سعد، أن "يكون جنوب لبنان صندوق بريد من أحد"، لافتا الى "أننا شبعنا مكاتيب ومظاريف مفخخة، ولبنان ليس مطية لأحد". واعتبر أن "تهديدات الرئيس السوري بشار الأسد، تفوح رائحتها العفنة عبر بريده المكشوف، وصواريخه القصيرة النظر، وعبواته المختومة ببارود قتل شعبه"، مشيرا الى انه "في رسالة الصواريخ المبتورة قرصنة من النظام السوري على سيادة الدولة اللبنانية". ودعا في تصريح أمس، الى "عدم زج لبنان مجددا بفلك المحور السوري ـ الايراني ولا بأية مشاريع موهومة تريد ان تستبيح الدولة اللبنانية". ووضع التفجير الذي استهدف الوحدة الفرنسية في قوات اليونفيل في اطار "الرسالة الغبية من نظام أحمق لفرنسا عبر لبنان، لزجه بصراعات جديدة ومواجهة مع المجتمع الدولي، للفت النظر عن موبقات النظام الاسدي بحق شعبه". ونبه من "خطورة استجابة البعض في لبنان الى نداءات الاستغاثة الأسدية، وتوفير الغطاء الأمني والمدى المفتوح لتغطية جرائم القتل والتنكيل بالشعب السوري الثائر عبر توجيه الرأي العام العالمي والدولي الى الجنوب اللبناني، وغض الطرف عما يحصل من ارتكابات وفضائح ومجازر يومية في المدن والقرى السورية"، داعيا الى "وقفة ضمير مع المجلود وليس مع الجلاد".

ووصف مواقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بـ "المسؤولة والاستثنائية في لحظة استثنائية تحتاج الى مؤازرة وشجاعة وموضوعية في قراءة ما يجري"، معتبرا أن "المقاربة النقدية التي انطلق منها النائب جنبلاط في كلامه (أول من) امس فيها حرص وطني على لبنان وعلى العيش المشترك والسلم الأهلي، ووقفة حق مع المظلوم ضد الظالم فيما يتعلق بالوضع السوري". وأعرب عن اعتقاده ان "حلفاء النظام الاسدي في لبنان ممتعضين من مواقف النائب جنبلاط، وقد نشهد هجمة سياسية شرسة لاتباع الاسد عليه"، داعيا الى "ملاقاته في ضرورة تحييد لبنان والنأي به عما يحصل في المنطقة، والعودة الى طاولة الحوار". وفي موضوع تمويل المحكمة، اعتبر سعد ان "العدالة ستتحقق ولا يمكن ان يبقى القاتل مختبئا في مناطق محظورة على الدولة"، داعيا الى "تسليم المتهمين لمحاسبتهم ومعاقبتهم وكشف من يقف وراءهم". وإذ شدد على "حماية مؤسسات الدولة وقواها العسكرية والأمنية"، دعا الى "إبعاد المواقف السياسية عن القضاء وعدم زجه بمصالح البعض"، معتبرا أن "القضاء سلطة مستقلة ولا يجوز الكيل بمكيالين عند بعض قوى الامر الواقع".

 

عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده لـ"المستقبل": لا قيمة لتهديدات عون لأنه بات كالقطّ من دون أظافر 

حاوره: محمد حمّود/المستقبل

أشار عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده الى أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "وصل الى أعلى نقطة يمكنه الوصول اليها، ولاحقا سيبدأ تراجعه، وهو اليوم أشبه بالقط الذي يفتقر الى الأظافر، على الرغم من تصعيده وتهديده ووعيده"، مستغرباً دعوة أحد نواب "حزب الله" العملاء الى تسليم أنفسهم الى أمن المقاومة، "لأن لا علاقة للمقاومة بهذا الشأن، فالموضوع من مسؤوليات الدولة ومؤسساتها الأمنية حصرا".

وعزا في حديث الى "المستقبل" أمس، التباين بين فرقاء المعارضة الموحدة الى "خشيتهم من سقوط النظام السوري، وتداعياته الإيجابية على الداخل اللبناني".

وهنا نص الحوار:

[ هناك تباين في المواقف بين "حزب الله" وحليفه "التيار الوطني الحر" حيال العديد من الملفات الداخلية، الى ماذا يعود هذا الأمر بين حلفاء الصف الواحد؟

ـ هذا الأمر طبيعي لأن وجود هؤلاء الحلفاء في صفوف المعارضة كان يسهل توحدهم، وعندما وصلوا الى الحكم بدأ يظهر التناقض بين مواقفهم، وخصوصا اليوم، وذلك ناتج عما يحصل في سوريا، وخشيتهم من سقوط النظام السوري، الذي سيؤدي بدوره الى نتائج إيجابية على مستوى الداخل اللبناني.

[ وما هو الأثر الذي يمكن أن يخلفه سقوط النظام السوري على قوى 8 آذار؟

ـ إن الأثر بدأت ملامحه تظهر منذ الآن، لأن ما كنا نسمعه من هذه القوى قبل انتفاضة الشعب السوري ضد النظام الديكتاتوري في سوريا من تهديدات مختلفة بدأ يتلاشى، بحيث كنا نسمع سابقا لهجة تسلطية وتهديدية من دون أي اعتبار لأي طرف سياسي في الداخل اللبناني، فقد كانوا يسعون الى الحكم، ولم يردوا على أحد، ولكنهم اليوم بدلوا أسلوبهم، لأنهم أدركوا أن النظام السوري سيسقط، وهذا نتيجة الخوف من سقوط هذا النظام.

[ الى أين تتجه الأزمة السورية في ظل مبادرة الجامعة العربية ورفض التجاوب السوري معها، إضافة الى موقف كل من الصين وروسيا المؤيد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وموقف المجتمع الدولي الذي يحذر من مغبة استمرار هذا النظام في محاولة معالجة مشكلته الداخلية بالطريقة الأمنية؟

ـ إن هذا النظام لن يستمر، ليس بسبب المواقف الدولية أو العربية أو أي موقف آخر من خارج الحدود السورية، بل بسبب تنامي العنف الذي يمارسه بحق شعبه، وتزايد أعداد الضحايا الذين يسقطون يوميا على أيدي الأجهزة الأمنية للنظام السوري، وأيضا بسبب الطريقة الإجرامية التي يتعاطى بها هذا النظام مع الناس في سوريا، إضافة الى أن الحكم فيها كعائلة على مدى أربعة عقود يرفض أي مشاركة من السوريين، لأنه اعتاد الانفراد بالسلطة لمدة طويلة من الزمن، وهذا النظام يعلم تماما ويدرك أن أي تنازلات منه لمصلحة الشعب السوري المنتفض ضده ستستعمل من أجل تكريس التغيير الذي يرفضه، ولأن هذا النظام ارتكب الكثير من الجرائم يصعب عليه القبول بتقديم تنازلات، وهو لا يدرك حقيقة أنه لا يمكن أن يستمر بأسلوبه الديكتاتوري في القرن الـ21، من دون إخضاعه الى أي رقابة أو محاسبة من شعبه.

[ هل تعتقدون أن قوى 8 آذار غافلة عن حقيقة ما ذكرتم بشأن التطورات في سوريا؟

ـ الأمر بكل بساطة هو أن المريض يريد أن يسمع من الطبيب ما يريحه، ولا يريد أن يسمع ما لا يسره، وهكذا هو الأمر في السياسة، حيث يتمنى فريق 8 آذار أن تكون كل المعلومات المتوافرة لديه عن حقيقة ما يجري داخل سوريا غير صحيحة، وهو يعلم يقينا حقيقة ما يجري، ولكنه يكابر، ونتيجة هذه المعرفة أخذ هذا الفريق في التخفيف من حدة تهديداته وتحديه وتسلطه، لأنه أدرك ان التغيير في سوريا بات قريبا.

[ هل يستطيع لبنان تحمل تبعات سقوط النظام السوري؟

ـ إن من يحكمون لبنان اليوم بالسلاح لن يستطيعوا تهديد اللبنانيين، لأن سقوط النظام السوري الحالي ومجيء نظام جديد، لا يعني استمرار العلاقة القائمة مع النظام السوري الحالي على ما هي عليه، فالتعامل سيتحول الى علاقة من دولة لبنانية الى دولة سورية، ولن يكون هناك دور لأي منظمات تستعمل سوريا لتعطيل الوضع الداخلي في لبنان.

[ كثيرا ما نسمع تهديدات من وزراء تكتل "التغيير والإصلاح" بالاستقالة على خلفية عدم تحقيق رغباتهم داخل الحكومة، فهل سيتجرأون على الإقدام على هذه الخطوة؟

ـ لا أعتقد أن تهديدات وزراء التكتل جدية، وهي مجرد تهديد في الهواء لا طائل منه، لأنهم يدركون تماما أن سقوط الحكومة الحالية يعني أن فريق 8 آذار لن تكون لديه أكثرية نيابية مجددا تؤهله لتشكيل حكومة جديدة، كما يعلم أنه إذا عاد الى موقع المعارضة مجددا فلن يستطيع تحقيق أي شيء من طموحاته، وسيكون عاجزا عن تعطيل الحركة السياسية في لبنان كما سبق وفعل في مراحل سابقة، وخصوصا في الفترة الممتدة من العام 2005 الى العام 2008، لأن هذه المرحلة انتهت الى غير رجعة.

[ ولكن رئيس التكتل النائب ميشال عون يطل ويصعّد ويهدد ويتوعد، خصوصا بشأن التعيينات الإدارية وغيرها من الملفات الداخلية؟

ـ نعم هو يصعّد ويهدد ويتوعد، ولكنه اليوم أشبه بالقط الذي يفتقر الى الأظافر، والغريب أن النائب عون يعتقد أن تولي وزراء من التكتل بعض الحقائب الوزارية قد يعطيه قوة سياسية، ولكن عاجلا أم آجلا سيدرك خطأ هذا التقدير، لأنه وصل الى أعلى نقطة يمكنه الوصول اليها، ولاحقا سيبدأ تراجعه. عون وصل الى بعض ما يصبو اليه على المستوى الشخصي والعائلي، وهو يسعى الى تحقيق الجزء الأكبر من طموحاته، خصوصا وأنه يطمح الى موقع الرئاسة، وهذا الأمر لم يتحقق ولن يتحقق له، لذلك سيبقى في سعي دائم الى رئاسة الجمهورية، وسيجرّب عندما تتاح له الفرصة.

[ كيف تعلقون على استمرار السجالات داخل الفريق الواحد في الحكومة؟

ـ إن المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان قديمة، وقلنا بأنه قد يحسن وضعه الإداري بعد خروج الجيش السوري من لبنان، ولكن فريق 8 آذار عطل البلد، وضرب كل الفرص المتاحة لذلك، ولم يستطع انجاز كل ما وعد به. لذلك أرى أن هذه فرصة مناسبة للشعب اللبناني، كي يدرك ويعلم من عمل على تعطيل البلد ومؤسساته، وأن من الخطأ الاعتقاد بأن من انتصر ضد إسرائيل في الحرب يمكن أن يحكم في أيام السلم، لأن للحرب مقومات وظروفاً، وأيضا هناك ظروف ومقومات لا بد من توافرها في من يرغب في الحكم أيام السلم، وهذا الأمر ليس قائما لدى الفريق الحاكم اليوم.

[ يبدو أن الحكومة لا تزال عاجزة عن إيجاد حل لمشكلة تصحيح الأجور، وتعثرت في أكثر من خطوة في هذا السياق منذ أشهر، فهل تعتقدون أن هذه الحكومة قادرة على اجتراح حل لهذه الأزمة المزمنة؟

ـ لا بد من أن تتم معالجة هذا الأمر بطريقة علمية، لأن تضخم الأسعار له تأثير سلبي على مداخيل العمال والأجراء. لذلك يجب أن يعالج الموضوع بطريقة لا تؤثر على الشركات التي يعمل فيها عدد كبير من الموظفين، ولا على الرواتب التي يجب أن تكون مدروسة، وقادرة على حل المشكلة عموماً، من دون أن يترتب على الحل أي ظلم لكلا الطرفين، العمال والمؤسسات الإنتاجية، وإيجاد آلية تعالج التضخم الذي سيطال المداخيل أيضا، وهنا أشير الى أن هذه المشكلة موجودة في عدد من الدول، وتشكل جزءاً من الأزمة الاقتصادية التي يقبل عليها العالم.

[ ما رأيكم بما حصل جنوبا بدءاً من استهداف قوات "اليونيفيل" وإطلاق الصواريخ الى فلسطين المحتلة؟

ـ يعتقد القتلة أنهم لا يزالون يعيشون في مرحلة الثمانينات، يوم كان باستطاعتهم القيام بعمليات إرهابية من دون حساب. وما حصل من تفجير لـ"اليونيفيل" وإطلاق الصواريخ هو دليل على خشية من يحملون السلاح اليوم من التغييرات التي طرأت على الدول العربية، ومن نتائج الثورة السورية، لأنهم لا يزالون يعتقدون أن بإمكانهم الحكم بواسطة السلاح، على الرغم من الإرادة الشعبية الرافضة لهذه التوجه. والغريب أن القوى الأمنية عندما تريد اعتقال أحد من المطلوبين تستطيع ذلك في وقت قياسي، ولديها القدرة على معرفة أدق التفاصيل بشأن جريمة ما في أسرع وقت ممكن، ومن يقف وراءها، وإذا أرادت التلكؤ وتجنب ذلك بشأن جرائم أخرى نراها تسوق الأسباب المانعة، وتعلن عن محاولات باءت بالفشل، وهذا الأمر لا يمكن قبوله، لأنه لا يمكن التعاطي مع الجرائم باستنسابية.

[ كيف تقرأون دعوة أحد نواب "حزب الله" العملاء الى تسليم أنفسهم الى أمن المقاومة أو الى الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية؟

ـ السؤال الذي يفرض نفسه في هذه الحالة، هو ما هي علاقة المقاومة بهذا الموضوع؟ هذه الأمور من مهام الدولة الرسمية، ومن صلاحيات أجهزتها الأمنية فقط.

 

ملف الجامعة اللبنانية /من فؤاد أفرام البستاني إلى عدنان السيد حسين! 5

رئيس الجامعة الحالي لم يلعب والمجموعة الطلابية "الميكروسكوبية" التي انتمى إليها أي دور فيها بعد الرئاسات المرموقة.. جاء الطوفان

جوزيف الهاشم/المستقبل

كلما تعمّقنا في الحديث عن الجامعة اللبنانية، كلما فاضت ذكريات وحكايا تضجّ بكل جديد، أو بما يضيف صدقية على ما سلف، ودائماً على ألسنة كبار مرّوا فيها؛ وكلها تختزن معطيات ثمينة لا تترك مجالاً للشك في أن من عايش أيام عزّها لا يمكن له أن يغضّ الطرف عمّا حلّ بها اليوم.

ولعلّ أبلغ تعبير يختصر المعاناة التي أوصلها إليها من آلت إليهم مقاليد الإمساك بمقدراتها وقدراتها، ما قاله بعض من مرّوا بها من المخضرمين. في عصرها الذهبي لا سيما بين عامي 1969 و1974: "بعد الرئاسات المرموقة بفكرها وثقافتها وكفاءتها وسلوكياتها... جاء الطوفان، وبدأت مسيرتها الانحدارية"، وطبعاً رغماً عنها. أما رئيسها الحالي عدنان السيد حسين "فقد كان من ضمن أقلية طلابية ميكروسكوبية ولم يلعب لا هو ولا هي أي دور فيها".

وبعد أن شكّلت مساحة مدنية وهامش حداثة وشهدت أهم تنوّع وتعدّد في كل الأبعاد على أرض واحدة، إذ لم يكن أي طالب يعرف مذهب رفيقه وكان التنافس بين الجميع حضارياً، حتى أن الكلية كانت بالنسبة الى الكثيرين نوعاً من "وطن صغير" أو شيئاً يشبه "المختبر" بكل ما تعنيه هذه الكلمة من دلالات واحتمالات، اشتد الصراع في البلد العام 1974 وبدأت ملامح الانفجار الكبير فيه، ودخل السلاح إليها للمرة الأولى، فكان ذلك مؤشراً الى قيام الساعة... حتى هذه الساعة.

جوزيف الهاشم

"الرئيس الحالي للجامعة اللبنانية كان من ضمن اقلية طلابية ميكروسكوبية في تلك الفترة ولم يلعب لا هو ولا الفريق الذي كان ينتمي إليه (اتحاد قوى الشعب العامل) دوراً فيها. كان على هامش الحركة الطلابية والعملية التطويرية التي حصلت، والمخضرمون منّا نسوا ان هذا الشخص مرّ في الجامعة إلى ان اكتشفناه رئيساً"، يقول الصحافي نصير الاسعد الذي عايش الجامعة اللبنانية "في أيام عزّها بين العامين 1969 و1974"، ليضيف "أنا هنا لا أذمّ أحداً. ولكنني كنت أتمنى أن يكون رئيس الجامعة واحداً من هؤلاء الذين ناضلوا من أجلها في الحركة الطلابية التي تخرّج منها بفترة معينة مثقفون كبار يزرعون مواقع كثيرة في مجال الفكر والثقافة والعلم".

العصر الذهبي.. لن يتكرر

ويؤكد الاسعد ان "العصر الذهبي للجامعة كان بين 1969 و1970 و1974 أي 5 سنوات شكّلت تجربة نموذجية بواقع الأمر، الى حد انه كان مسلماً بقيادة اتحاد طلاب الجامعة اللبنانية، وهي قيادة الحركة الطلابية في لبنان ككل، وليس على صعيد الجامعة اللبنانية فقط وخلقت حول الاتحاد الروابط الثانوية، شكلت مركزاً وصرحاً تربوياً ومركزاً للحركة الطلابية في لبنان. حتى الثانويات الرسمية شهدت تلك الفترة نهضة بفعل الحركة الطلابية وصار هناك عدد من الثانويات الرسمية المعروفة بأنها ثانويات جدية تعليمية، وصارت الناس تذهب اليها بقوة. هذه التجربة التربوية الطلابية هي تجربة رائدة في التعدّد والتنوّع، وشكّلت مرحلة لن تتكرّر.

ولا شك في ان الحرب الأهلية وانعكاساتها ثم الانفلات المذهبي والاختيارات المذهبية للعمداء ورئاسة الجامعة والاختيارات الحزبية، والتي تعيشها منذ أيام الحرب حتى اليوم، كانت هي السبب. انخفض مستوى الجامعة رغم ان هناك من يشتغل لإعادتها الى سابق عهدها. حصل نوع من الاجتياح الميليشيوي الذي نشاهده ونتحسّر نحن قدامى هذه الجامعة. لم يعد هناك حركة طلابية، صار هناك فروع أحزاب تملي كل شيء وصولاً إلى مَن ينجح في الشهادات. تسطو على هيبة الادارة والهيئة التعليمية وتقارب الامور من منظار أحزابها وليس من منظور عام. ما زلنا اليوم في ظل هذا الاجتياح الميليشيوي. هذه حالة الجامعة اليوم مع الأسف الشديد. بعد 4 رئاسات مرموقة أولاً بفكرها، بثقافتها، بكفاءاتها وسلوكياتها والمرموقة بإيمانها بأنّ الجامعة اللبنانية تستطيع أن تمثّل شيئاً في لبنان، ومرموقة لأنها لم تأت إلى الجامعة للتنفّع.. بعد هذه الرئاسات أتى الطوفان. بعد الرئاسات الاربع البستاني وديب ونعيم وطعمة شهدنا انحداراً. صار هناك تعيينات لرؤساء الجامعة تتدخل فيها اعتبارات مذهبية، ميليشيوية. حتى الوصاية السورية كانت تقرّر، ولقد قرّرت مع الأسف شطراً مهماً من مصير هذه المؤسسة. لم نعد نسمع عن الحركة الطلابية في الجامعة اللبنانية، وانتهت أيضاً حتى الانتخابات التي تجرى، انتفى معها التنافس والتعدد على صورة لبنان. وبقدر ما كانت الجامعة في الفترة الذهبية متقدمة على صورة لبنان تبني فيها هامشاً مدنياً وحديثاً، صارت الجامعة على صورة لبنان وتحت هذه الصورة، متخلفة، محتلة، لا يمكن الرهان عليها وانعدمت فيها اللعبة السياسية الديموقراطية التعددية".

الحركة الطلابية.. "بَرَكة"

التحركات والمطالب

ويلفت الاسعد الى ان "الجامعة منذ تأسيسها مطلع الخمسينيات حتى اندلاع الحرب الاهلية، كانت تشهد نمواً وتطوراً كبيرين بحيث لا مبالغة في القول انها بلغت مستوى تعليمياً اكاديمياً راقياً جداً، نافست فيه الجامعات الخاصة والاجنبية في لبنان وحازت شهاداتها على اعتراف العديد من الجامعات في أوروبا والغرب. هذا كله حصل مع ادارة رئاسة جامعة وعمداء مشهود لهم بالكفاءة وأساتذة بذلوا جهوداً كبرى لتطوير المناهج وتطوير كلياتهم، وحصل ايضاً هذا مع دور متنام للحركة الطالبية خاصة في مرحلة الستينيات والسبعينيات. لم يكن الطلاب في تلك الحقبة مجرد حركة طلابية تناضل في اطار السياسة الوطنية. لم تكن حركة طلابية مسيّسة، كانت حركة طلابية نقابية ايضاً. وساهمت في تطوير الجامعة وفي تحسين ظروفها في قيام البناء الجامعي، والمشاركة في مجالس الكليات ومجالس الجامعة. وكان لها دور ايجابي على هذا الصعيد. كثيرون ممن يتحدثون عن الجامعة اللبنانية يحصرون تذكرهم لتلك المرحلة بالدور السياسي الحيوي لهذه الحركة ولا يركزون على دورها بالنهوض بالجامعة اللبنانية. حتى الطلاب الذين كانوا يمثّلون كلياتهم في مجالس الكليات ومجالس الجامعة لم يكن دورهم محاولة تيسير شروط التعليم والنزول كي يصبح النجاح أسهل، كان لهم دور تطويري بكل معنى الكلمة. الحق يقال انني شخصياً عاصرت فترة رئاسة الدكتور ادمون نعيم للجامعة. وكنت غادرت الجامعة عندما تولاها الدكتور بطرس ديب لفترة قبل أن يتولى منصب سفير لبنان في باريس كما عايشت فترة رئاسة الدكتور جورج طعمة. مشكلة الجامعة مع هذين الرئيسين بدأت لأن الجامعة كانت قد تفرعت في ظرف الحرب ونشأت الفروع على واقع الانقسام آنذاك. ولم تكن الجامعة قادرة على تلبية احتياجات الفروع بالاساتذة من نفس الكفاءة والقدرة التعليمية اللتين كانتا موجودتين في مرحلة ما قبل العام 1976".

أما الصحافي محمد سلام فيركز على أن "الجامعة اللبنانية لم تأت من العدم، بل هي ثمرة نضالات الشعب اللبناني فكانت الأم الثقافية له". ويتوقف عند وحدة الشعب وتحديداً وحدة الطلاب من خلال ما كان يعرف بعصر الروابط، مثال رابطة كلية الحقوق، رابطة كلية الآداب، العلوم والتربية وغيرها.. وينطلق من تجمّع كل هذه الروابط التي أسست ما يعرف بالاتحاد الوطني لطلبة الجامعة اللبنانية الذي انتخب للمرة الأولى في العام الجامعي 1970-1971 وكان رئيس لجنة الاتحاد التنفيذية الدكتور عصام خليفة وانتُخب هو عضو مجلس فرع كلية الإعلام والتوثيق في مؤتمر عقده الاتحاد. ويقول: "لم تنمُ الحركة الطلابية بمعزل عن قوى المجتمع، بل شكّلت انعكاسا لأحزاب المجتمع كما هي الصورة اليوم. وانقسم الطلاب بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي وحزب الكتائب والوطنيين الأحرار والكتلة الوطنية والحزب القومي السوري وحركة الناصريين بتشكيلاتهم المختلفة. بيد أن الجامعة لم تعرف أبداً استقلالية القوى الطالبية خارج القرار المتّخذ من الأحزاب. وتمثلت المشكلة الحقيقية بالـ "الطحشة" الكبرى من قبل بعض الأحزاب التي كانت تملك المال الوفير وتسعى الى تسجيل طلابها في غير كلية ليدلوا بصوتهم الانتخابي فيها". وفي هذا الإطار، يتذكر سلام ان "إتحاد الشباب الديمقراطي" وهو فرع الطلاب التابع للحزب الشيوعي، كان يخصّص ميزانية ضخمة لهذا الغرض. ويروي واقعة أخرى كان لها أثرها المباشر عليه ودفع ثمنها سقوطه "المشرّف" في انتخابات العام التالي. حصل ذلك في العام 1972 وكان سلام عضواً مشاركاً في مجلس كلية الإعلام منتخباً من قبل مجلس الفرع. حينها دعا عميد كلية الإعلام آنذاك الشيخ خليل الجميل الأعضاء وعرض عليهم فكرة تنظيم امتحان دخول الى كلية الإعلام، بهدف تفادي الإقبال الرقمي والعددي من الطلاب من خارج المستوى المطلوب، ما يهدد مستقبلها. وقد عارضت كل الأحزاب فكرة الجميل، ومنها مفوضية الطلبة والرياضة والشباب في الحزب التقدمي الاشتراكي التي كان ينتمي إليها سلام، إلا أن الاخير واقتناعاً منه بالمستوى الرفيع للجامعة، صوّت الى جانب امتحان الدخول الذي ما زال يُعمل به حتى اليوم. ويعتبر سلام أنه السقوط الأشرف في حياته "فلولا ذلك القرار لكانت كلية الإعلام والتوثيق اليوم تضم حوالى 50 ألف طالب وقلة قليلة منهم تستحق ان تنال الشهادة". ويخلص الى ان "الاختلاف السياسي بين الأحزاب لم يقف عائقا أمام مصلحة الجامعة اللبنانية التي كانت توحد الجميع وفوق كل اعتبار".

ويتحدث الرئيس السابق للجامعة جورج طعمة بدوره عن الحركة الطلابية التي ترأسها بعد فؤاد الترك، الرئيس الأول لها، والتي"تعززت أكثر في الستينيات أيام الرئيس فؤاد البستاني الذي تعيّن سنة 1952 في عهد الرئيس كميل شمعون. ولقد ساهمت الحركة في انخراط الطلاب المنتسبين الى أحزاب ضمن حركة الوعي. كما صدر مرسوم يشترط في من سيصبح عضواً في لجنة الطلاب أن يكون من السنة الثانية وصعودا. وقد نشأ الاتحاد الوطني سنة 1973-1974، وصدر القانون سنة 1977- 1978"، مضيفاً "سنة 1976 أغلقت الجامعة اللبنانية بسبب الحرب، وكانت الحركة الطلابية بين طرح سياسي يميني ويساري وليبرالي، لذا سمّوها حركة الوعي الطلابي لأنها بعيدة عن الطائفيّة والمناطقيّة والمذهبيّة. وقد خلقت تلك الحركة الوعي لدى الطلاب ودفعت بالأساتذة الى توخّي الحذر وبالتالي السعي الى تحقيق الأفضل، ما أدّى الى رفع المستوى التعليمي والى انسحاب الأساتذة غير المؤهّلين. وهذا ما يدلّ على الدور الفعّال الذي كان يتمتّع به الطلاب".

أما جوني مزهر فيعود الى العام 1968 "حيث بدأنا المشاركة في الحركات المطلبية والطلابية متأثرين بالحركة الطلابية الفرنسية التي ظهرت في ايار من العام ذاته، والتي تأثرنا بها وبأفكارها. دخلنا الى كليات متخصصة ككلية التربية التي كانت تتميز عن غيرها بأن الدخول عبر امتحان يتقدم له آلاف الطلاب. وكان العدد المطلوب لكافة الإختصاصات الثانوية محددا عددياً وليس طائفياً ومذهبياً. فمثلاً يتقدم أكثر من ثلاثة آلاف طالب لاختصاص الرياضيات وكان العدد محصوراً بستين. ما يعني ان الدخول إلى كلية التربية اصعب بكثير من الدخول إلى الكلية الحربية آنذاك. ويؤخذ فقط الفائزون الأُول للعدد المطلوب بغض النظر عن الانتماء المناطقي والمذهبي، وقد تحقق هذا المكسب عام 1970-1971 عندما تم تأسيس اول اتحاد وطني لطلاب الجامعة اللبنانية بقيادة حركة الوعي وطلاب الاحزاب اليسارية في ذاك العصر، اضافة إلى اشراف ممثلي الطلاب مع عميد الكلية ولجنة من الأساتذة على امتحانات الدخول منعاً لاي وساطة من اي زعيم سياسي مهما كان انتماؤه. وبدأنا من مطلع السبعينيات المطالبة بالكليات التطبيقية (الطب والصحة والزراعة وطب الأسنان الخ..) وكنا مدعومين ضمنياً من رئاسة الجامعة اللبنانية (ادمون نعيم) الذي كان مؤيداً لتلك المطالب. وقد وصل نعيم إلى رئاسة الجامعة على الرغم من رفض الرئيس سليمان فرنجية له بعد ان تم ترشيح ثلاثة عمداء : د. حسن مشرفية عميد كلية العلوم ود. جبور عبد النور عميد كلية الآداب. ولكني أشير هنا الى ان صورة الجامعة اللبنانية بدأت تتجلى في أذهاننا عندما وصلنا إلى مرحلة شهادة المتوسطة مرفقة بهزيمة حزيران عام 1967 عندما أدركنا حينها ان اي طالب لبناني يستطيع ان يدخل إلى جامعة وطنية محترمة بدل الجامعات الخاصة التي كانت محصورة في ايامنا بما كان يعرف بالجامعة اليسوعية والجامعة الاميركية وكانت الكلفة بالنسبة إلى فئات الطبقة المتوسطة مرتفعة نسبياً".

مساحة مدنية.. انتهت بدخول السلاح

ويلفت الاسعد الى انه "كان هناك صراعات ضمن الجامعة ولكن أحد أهدافها كان التطوير. حصل تناغم بين الجسم الطالبي والجسم التعليمي والجسم الاداري. كنا أمام كبار في رئاسة الجامعة. الجانب الآخر الذي أود التركيز عليه هو ان الجامعة اللبنانية شكلت، خاصة في الفترة التي عشت فيها، بين أواخر الستينيات حتى منتصف السبعينيات، مساحة باتت تسمى هذه الايام مساحة مدنية. كان هناك هامش مدني في البلد، هامش حداثة وأحد عناوينه الجامعة اللبنانية. أي ان الحركة الطلابية في تلك الحقبة كانت حركة مجتمع مدني فعلي. صحيح كانت هناك تحزبات وصراعات حزبية ولكن جاء اتحاد طلاب الجامعة ليشكل اطاراً مهماً ليعبّر عن هذه الظاهرة المدنية، فكانت الصراعات تحت سقف الاتحاد والتداول الديموقراطي على قيادته بانتخابات ديموقراطية فعلية. آلاف من الطلاب ينتخبون فروعهم ومجالس الفروع ومؤتمر للاتحاد ينتخب القيادة التي تلزم الطلاب بآليات التحرك، لكنها لا تمنع التعدد والتنوع".

ويتابع "الحقيقة ان الجامعة شهدت أهم تنوّع وتعدّد في كل الأبعاد على أرض واحدة. لم يكن فرع كلية في منطقة من فئة أو طائفة ما. كانت لكل الطوائف وأكثر من ذلك التنافس والصراع كان حضارياً بمعنى أنه ليس طائفياً ولا مذهبياً. لم يكن أحدنا يعرف مذهب رفيقه. لذلك شكلت تجربة يُعتدّ بها، تجربة ديموقراطية استمرت (أنا أقول ذلك) إلى مرحلة 1974 عندما اشتد الصراع في البلد وبدأت ملامح انفجار كبير فيه. فكانت السنة الأخيرة التي أمضيتها ورفاقي سنة شديدة الاضطراب، إذ دخل السلاح إلى الجامعة للمرة الاولى. وكان ذلك من المؤشرات الكبرى الى اتجاه البلد نحو الحرب. عندما تصدّع هذا المناخ الذي كنا نعتز به، وعندما اندفع طلاب نتيجة الاحتدام الحزبي والسياسي نحو ادخال السلاح والحزب، كان هذا مؤشراً الى قيام الساعة"، مشيراً الى أنه "كان هناك نوع من السعادة في الجامعة وافتخار بالانتماء إليها واعتزاز بأننا نحن انتخبنا رئيسين لثلاثة دورات لاتحاد الطلاب. الدكتور عصام خليفة لم ينتخب على أساس انه ماروني، الأغلب ان التجمع المسيحي الأكبر للطلاب كان في الجامعات الخاصة، وهذا أمر لم يسأل عنه احد في انتخاب خليفة. خليفة كان قيادياً طلابياً بارزاً، أسَس مع أصدقاء ابرزهم الصديق بول شاوول حركة الوعي التي شكلت ظاهرة بحد ذاتها، حركة من خارج الاطار الحزبي التقليدي، حركة حديثة. شكلت ازعاجاً لاحزاب ولكنها فرضت نفسها. اليسار عندما جاءت نتائج الانتخابات لصالحه على دورتين متتاليتين انتخب الشهيد انور الفطايري رئيساً، ليس بمعيار درزي بل بمعيار الدينامية التي كان يمثلها هذا القائد الطالبي في حينه، هذا لأقول ان الانتخابات والاختيارات كانت بعيدة كل البعد عن الحزبية والمذهبية وعندما يكون التنافس يمينياً ويسارياً وليبرالياً لا يكون طائفياً أو طائفياً صرفاً بالحد الأدنى. ولكن ليست هذه هي المقاييس المعتمدة الآن، وهذه مناسبة لاختم بتحية رفاقي من كل الاتجاهات بول شاوول الشاعر الكبير والمثقف، الياس عطالله المناضل ضد اسرائيل وضد الوصاية السورية، عصام خليفة المستمر في نضاله النقابي(...) وأترحّم على انور الفطايري الذي كان نسقاً قائماً بذاته. وأترحّم على الدكتور ادمون نعيم الديموقراطي الليبرالي وذي الحنكة التي مكّنته من استيعاب جيل الشباب الثائر ومن تفهمه ومن السير معه. وأترحّم على الرئيس الأول فؤاد افرام البستاني الذي في ما يتعلق بدوره برئاسة الجامعة كان صاحب قامة كبيرة وعلى الدكتور بطرس ديب الذي لم أتعرف عليه لأنه مر سريعاً وكان رجلاً من رجالات الدولة وأتمنى طول العمر للدكتورجورج طعمة الذي في بعض جوانبه هو نابغة في العلوم. هذه قامات لم تشهد بعدها مَن يماثلها. أنا آسف إذ أترحّم على الجامعة اللبنانية لأنني من بعيد ومن موقع غير المتابع يومياً، لكنني أرى أن جهداً استثنائياً تطلبه الجامعة الوطنية للنهوض مجدداً. هي الآن في وضع سيئ جداً، وواقع الحال ان كل مَن عاصر الجامعة اللبنانية يعتصره الألم على ما آلت إليه، على صورة البلد المباشرة والأدنى".

عندما كانت الكلية نوعاً من.. "وطن صغير"

حكاية الشاعر عقل العويط مع الجامعة، وتحديداً مع كلية التربية، لها طعم آخر. كانت بالنسبة إليه " باباً على الحرية والحداثة، و نوعاً من وطن صغير". يلخصها بالقول: "في خريف 1971-1972 جئت الى كلية التربية في الجامعة اللبنانية آتياً من الريف الشمالي. كنتُ في عداد الطلاب الكثيرين الذين تقدموا من امتحان الدخول الى شعبة الأدب العربي. أكثر من 350 طالباً تنافسنا على خمسة وثلاثين مقعداً، فكنتُ أحد الفائزين الأوائل، فاحتللتُ، على ما أذكر، المرتبة الرابعة عشرة، أو الحادية عشرة. شيء من هذا القبيل تقريباً. وقد فزتُ في ذلك الامتحان، لا بقوة الواسطة السياسية، ولا بقوة التوازن الطائفي، ولا بقوة "6 و6 مكرر"، إنما بقدراتي الشخصية الأدبية، وبحماية الجسم النقابي الطالبي، الذي كان يشارك في مجلس الكلية، مثله مثل العميد والأساتذة، ويشرف على الامتحانات، ويحول دون أي تدخّل يسيء الى ديموقراطية الامتحانات، وديموقراطية الفوز الذي كان متاحاً فقط للطلاب الذين قطفوا أعلى العلامات، أياً تكن انتماءاتهم الدينية أو السياسية.

أذكر أن الشاعر بول شاوول الذي كان أحد قادة حركة الوعي التي انتميتُ اليها آنذاك، والذي كان مناضلاً نقابياً شرساً وطليعياً، كان رئيس مجلس الفرع الذي يمثل الطلاب، وهو الذي أعلمني بفوزي. وكم شعرتُ بالزهو الطالبي، وبالافتخار، بسبب من ذلك، باعتباره انتصاراً على المعايير التقليدية، السياسية والطائفية والمجتمعية، على السواء.

منذ ذلك الحين، أدركتُ أن باباً انفتح أمامي على الحرية والحداثة. فكنت كمن يكتشف ضوءاً بعد عتمة طويلة. كان شيئاً يشبه الانبهار. الذهول. الانصعاق. وليس أقلّ.

في كلية التربية، اكتشفتُ ذاتي المتعددة. واكتشفتُ الآخر.

كانت الكلية نوعاً من وطن صغير. شيئاً يشبه المختبر. بكل ما تعنيه كلمة المختبر من دلالات واحتمالات. وخصوصاً بما تعنيه من آفاق غير مبرمجة وغير مقررة وغير مفروضة وغير معروفة سلفاً.

كانت الحياة تنصنع أمامي. كأنني أنا الذي أصنعها. وكان الجسم يكتشف احتمالاته. اللغة أيضاً. والعقل.

أذكر أنني ترشحتُ الى الانتخابات الطالبية، وفزتُ فيها ممثلاً لحركة الوعي تلك، التي أرادت لنفسها أن تكون قوة تغيير شبابية ووطنية طليعية، مخترقةً التقسيمات الجامدة بين يمين ويسار، بين مسلم ومسيحي، مقترحة أفكاراً تتخطى المفاهيم التقليدية، فسعت الى ردم الهوة السحيقة والانفصامات الهائلة داخل الذات، في علاقتها مع ذاتها، وفي علاقتها مع الآخر، وفهمها له، وفي إدراكها لمعنى المجتمع والدولة والوطن.

أذكر أني تدرجتُ في تلك الكلية، تدرجاً ثقافياً وإنسانياً مختلفاً. تعلّمتُ فيها أن أكون نفسي، أن أكون صانع نفسي. لم أتعلّم أن أكون ببغاء يتلقى العلوم الغيبية، بل أن أكون صانع هذا الشخص الذي يولد مرةً ثانية. كنتُ أتغيّب كثيراً عن الصفوف. كانت الكتب هي جامعتي وثقافتي. وكان المقهى السفلي في الكلية هو بيتي، وهو مقعدي، وهو مكان لقاءاتي ونقاشاتي، وكنا نصنع هناك مفهوماً آخر مختلفاً للعمل الأكاديمي، وكان الأستاذ ينزل الى المقهى، لنناقشه هناك ولنتبادل وإياه أسئلة المعرفة وهواجسها واحتمالاتها.

لم أكن طالباً يدرس المحاضرات ويحفظها. كنتُ طالباً أتلقى العلم من الفضاء الجامعي، من المناخ، أكثر من كوني طالباً مندرجاً في منطق التلقّن والحفظ.

أذكر أني انخرطتُ في العمل الطالبي انخراطاً كلياً، وأني صرتُ مسؤولاً طالبياً "كبيراً"، إذ طوال مرحلتي الجامعية تلك، كنتُ أترشح للانتخابات عن حركة الوعي، وكنتُ أفوز فيها، حاصداً الأصوات من "الخط الثالث" الذي تمثله حركة الوعي، ومن المستقلين واليمين واليسار والوسط، بعد كسر التسميات والانقسامات الجامدة، وذلك كله بسبب المفهوم الجديد والطليعي الذي أدخلته حركة الوعي على المعايير النظرية والتطبيقية للعمل السياسي والنقابي.

أذكر أني فزتُ في أحد الأيام بمنصب أمين سر اللجنة التنفيذية لطلاب الجامعة اللبنانية، وهي أعلى هيئة طالبية في ذلك الزمن، حين كان الطلاب المتحررون من كل قيد سياسي يلجمهم ويؤطر تحركهم، يصنعون أهم حركة تغييرية شبابية ليس في لبنان وحسب إنما في العالم العربي كله.

وإذ كان الطلاب المنتمون الى الأطراف السياسيين يتلقّون تعليماتهم من قادة أحزابهم وطوائفهم، كنا نتلقى تعليماتنا من مصالح الجامعة والطلاب والوطن، ومن ضمير الحركة التي كانت ترفض أي "إملاء" خارجي، بالمعنى السياسي التقليدي".

 

هل تضغط إسرائيل باتجاه بقاء النظام السوري?

 مهى عون/السياسة

ها هي إسرائيل ترتعد أواصرها من الخوف على المصير, ومن الآتي الأعظم, وهي تشاهد تهاوي كل الأنظمة الديكتاتورية المجاورة, التي كانت تؤمن لها بطريقة ما الارتياح والضمانة لوجودها واستمرارها, وتعتمد عليها من أجل الاستقواء والتعنت. لم يخفِ نتانياهو كما باقي القادة العسكريين الإسرائيليين تخوفهم من انعكاسات الثورات العربية, فأعرب من على منبر الكنيست عن قلق حقيقي حول احتمال انهيار العائلة المالكة في الأردن, كما أعرب عن قلق أكبر حيال سقوط النظام السوري الذي بات يراه آتياً لا محالة. أما وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فلقد أشار في كلمة القاها أمام منتدى أمني في مدينة هاليفكس الكندية إلى ان الرئيس الأسد تجاوز نقطة اللاعودة, وبأنه سيواجه مصير الزعيمين السابقين الليبي معمر ألقذافي والعراقي صدام حسين. وعن تأثير سقوط النظام السوري على "حزب الله" أكد باراك ان "سقوط النظام في سورية سيضعف "حماس" و"حزب الله" الأمر الذي لم يعد جيداً فقط لإسرائيل بل لمنطقة الشرق الأوسط برمتها". هذا في وقت شدد نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الشؤون الستراتيجية فيها موشيه يعلون على أن "تغيير النظام في سورية هو أمر محتوم".

يبقى أن كل هذه المواقف العلنية, هي في كفة, وتخوف إسرائيل بل رعبها وهلعها من الانعكاسات السلبية التي قد تصيبها نتيجة سقوط النظام السوري في الكفة الراجحة الأخرى. فهي على إجماعها العلني لتأييدها لهذا السقوط, يظل يشوب موقفها الكثير من التضعضع والإبهام, ناهيك عن الضبابية والمزايدة لتغطية هذه المخاوف الحقيقية, المتأتية بمجملها من حتمية اضطرارها مستقبلاً إلى تغيير سياستها في المنطقة, إن في التعامل مع القضية الفلسطينية, أو في نوعية علاقتها مع العالم العربي, تماشياً مع احتمال حلول أطراف إسلامية راديكالية وربما "إرهابية" بالمفهوم الإسرائيلي, أي بالمفهوم الذي تراه يهدد استمرارها في المنطقة.

ولقد زادت من مخاوف إسرائيل التصاريح والمواقف الصادرة عن أطراف إقليمية ودولية ومنها التحذير الذي جاء على لسان وزير الخارجية الروسي بالذات سيرجي لافروف, إذ أشار إلى أن إسرائيل هي في خضم بحر هائج تتلاطمه الأمواج الغاضبة من كل الجهات. فالحدود المصرية لا يمكن اعتبارها هادئة بعد وصول التيارات الإسلامية إلى سدة السلطة, زائد الحدود المتوترة تقليدياً مع الفلسطينيين, واحتمال اشتعال جبهة الجولان, ناهيك عن جنوب لبنان. وترى بعض الأوساط المراقبة أن جملة هذه المخاوف قد تدفع بالحكومة الإسرائيلية إلى إعادة النظر في مقاربتها السابقة للازمة السورية حيث أنه قد لا يكون مستبعداً أن تعود فتلتزم بنصيحة رامي مخلوف قريب الرئيس السوري, والذي كان حذرها في السابق من المساهمة في الدفع باتجاه سقوط النظام حين أعلن على الملأ بأن "أمن إسرائيل من أمن سورية".

يبقى السؤال الأهم الجالب للتخوف الحقيقي يدور حول الحجم الذي يمكن أن يؤديه عامل "الخشية على استقرار إسرائيل" في معادلة الموقف الدولي المرتبك إزاء سورية. وحول مدى تأثير هذه الخشية في تأرجح قرار المجتمع الدولي في حسم مسألة التدخل الخارجي في سورية. وتساؤل آخر حول احتمال تفسير وفهم التلكؤ الحالي للموقف الغربي في اتخاذ خطوات ضغط حقيقية ضد النظام, من هذا المنطلق أي بسبب ورود هكذا احتمال, وبسبب الضغط الذي يمارسه المجتمع الدولي نزولاً عند رغبة إسرائيل على الجامعة العربية. وعلى خلفية حاصل الجمع بين هذين التخوفين يمكن أن نقرأ كثيراً من التردد الغربي والكثير من التصريحات التي تقول أن سورية ليست ليبيا. وربما يرد في هذا السياق انتقاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للدول الغربية بسبب مواقفها المتراخية إزاء سورية, ومقارنته هذا التراخي مع التشدد والحماسة التي ابدتهما تلك الدول في الحالة الليبية, ومتهكماً بأن هذا التراخي مرده لعدم وجود نفط يثير شهية الغربيين كما هو الأمر في ليبيا. صحيح أن هناك رغبة غربية وعالمية بتغيير النظام في سورية وهي رغبة واضحة. لكن التخوف الحقيقي هو أن يتفاقم أثر العامل الإسرائيلي بحيث يُصار إلى ترتيب حل وسط يحافظ فيه النظام القائم على وجوده, وبالتالي استقرار إسرائيل, على حساب الشعب الثائر ومطالبه. بالمقابل قد يسعى النظام لتقديم كل التنازلات الممكنة من أجل البقاء. والبوابة الإسرائيلية هي أقرب وأسهل البوابات لذلك وأكثرها نفعاً.

ليس في هذا التقدير اي مبالغة مجافية للسلوك السياسي المعهود عن نظام البعث في سورية, بل تدعمه شواهد عديدة على مدار العقود الأربعة الماضية تؤكد أن حجر الزاوية في سياسة النظام هي اللعب على مسألة "الصمود والتصدي" لفظياً وخطابياً, بينما واقع الأمر لا يتعدى التسليم لإسرائيل بما تريد. لذلك كان حريصاً على بقاء حالة "اللاحرب واللاسلم" مع إسرائيل منذ حرب اكتوبر عام 1973. وفي الوقت الذي لم يكن فيه هناك أي جهد حقيقي لتحرير الجولان المحتل, فإن تصريف ذلك الصمود اللفظي كان يتم من خلال تخريب لبنان جملةً وتفصيلاً. فهناك ادعى النظام بأنه يساند منظمات المقاومة الفلسطينية, وهي التي حاصرها في تل الزعتر وحاربها, ثم تركها لقمة سائغة أمام الاجتياح الإسرائيلي العام 1982. وفي تلك السنوات ورغم الاحتلال الفعلي للبنان من قبل الجيش السوري, إلا أن ذلك الجيش اختفى تماماً من لبنان عندما دخل الإسرائيليون وتركه ومن فيه يواجهون مصيرهم, بل وقف "جيش الصمود البعثي" يراقب احتلال أول عاصمة عربية, بيروت, من دون أن يطلق رصاصة واحدة على المحتلين.

خلال عقود الاحتلال السوري للبنان والاحتلال الإسرائيلي لجنوبه كانت هناك معادلة "الخط الأحمر" التي رسمها الإسرائيليون للوجود السوري هناك واحترمها النظام ولم يمسها على الإطلاق. بل إن نوعية سلاح الجيش السوري وكمياته كانت خاضعة لتوافقات ضمنية. وعندما انسحب الإسرائيليون من بيروت عاد الجيش الأسدي المظفر للظهور, محاصراً الفلسطينيين مرة أخرى, ومشجعاً على الانقسامات بينهم, ثم ليخوض حرباً بشعة ضد المخيمات ما زالت جروحها طازجة في الذاكرة الفلسطينية.

المهارة الوحيدة التي أتقنها الأسد الأب وتلقفها الأسد الابن كانت تكمن في كيفية الحفاظ على نظام البعث والقضاء المبرم على اي حياة سياسية صحية في سورية. وإكسير الحياة لبقاء النظام كان ولايزال الاعتياش على شعارات "الصمود" أمام إسرائيل التي كانت راضية عن الأمر الواقع واحترام النظام وخضوعه للخطوط الحمر التي ترسمها له. وفي هذا الإطار كان بقاء احتلال الجولان ضرورة حياتية للنظام بسبب ما يوفره من مسوغات دائمة لقمع الداخل بدعوى أن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" ولأن النظام مشغول في إحداث "التوازن الستراتيجي" مع إسرائيل. لنتخيل للحظة لو أن الجولان لم يعد محتلاً, وأنه عاد إلى سورية حرباً أو سلماً, فماذا يتبقى من شرعية أو مسوغ للنظام? ولهذا فإن كثيراً من القراءات التي عملت على تحليل السلوك السوري حتى في المفاوضات السلمية بين سورية وإسرائيل كانت تصل إلى النتيجة نفسها وهي أن التصلب السوري قصد دوماً عدم التوصل إلى اتفاق, لأن عودة الجولان وتحريرها سيكشف ظهر النظام ويفقده القضية الأساسية التي من دونها يفقد مبرر وجوده. استقرت إسرائيل وأمنها على تلك المعادلة ومن المفهوم أن تقلق الآن وبعمق إن تفكك النظام في سورية, وربما هي تعمل جاهدة في زواريب مراكز القرار الدولي, لمنع هذا السقوط, وتساهم في تأخير تدخل المجتمع الدولي لحسم عملية الإبادة الجماعية للشعب السوري الممارسة من قبل النظام الدموي البائد.

كاتبة لبنانية