المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 13 كانون الأول/2011

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تسالونيكي 04/13-18/مجيء الرب

ولا نريد، أيها الإخوة، أن تجهلوا مصير الراقدين لئلا تحزنوا كسائر الذين لا رجاء لهم. فإن كنا نؤمن بأن يسوع مات ثم قام، فكذلك نؤمن بأن الذين رقدوا في يسوع، سينقلهم الله إليه مع يسوع. ونقول لكم ما قاله الرب، وهو أننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لن نتقدم الذين رقدوا، لأن الرب نفسه سينزل من السماء عند الهتاف ونداء رئيس الملائكة وصوت بوق الله، فيقوم أولا الذين ماتوا في المسيح، ثم نخطف معهم في السحاب، نحن الأحياء الباقين، لملاقاة الرب في الفضاء، فنكون كل حين مع الرب. فليشجع بعضكم بعضا بهذا الكلام

 

عناوين النشرة

*باراك: سقوط نظام الاسد سيكون "نعمة" لمنطقة الشرق الاوسط 

*واشنطن تمنع الإعلام من تداول تقرير"الحقيقة"حول الانتشار الأميركي في الأردن .. قبل الثلاثاء!؟

*الجيش اللبناني: صاروخ اطلق من خراج مجدل سلم وسقط في حولا وأصاب إمرأة

*القائد العام ل "اليونيفيل" الجنرال ألبيرتو أسارتا: اطلاق الصاروخ ينطوي على خرق أمني خطير/هناك أسلحة ومسلحون مستعدون لإستخدامها داخل منطقة عملياتنا

*إطلاق صاروخ من وادي القيسية وسقوطه عن طريق الخطأ في منطقة حولا وجرح المواطنة نظيرة عباس

*جريحة في صاروخ كاتيوشا على بلدة حولا

*قائد الجيش زار قيادتي "اليونفيل" والكتيبة الفرنسية/الانفجار الارهابي واطلاق الصواريخ بمنزلة اعتداء على الجيش والدولة/نبذل اقصى الجهود لكشف هوية منفذي الاعتداءات ومن يقف خلفهم

*الجيش و"اليونيفيل" سيرا دوريات بين صور والناقورة والطائرات الحربية الاسرائيلية حلقت بكثافة في اجواء الجنوب

*تحركات اسرائيلية على الحدود في القطاع الشرقي

*وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه: سوريا تقف "بلا شك" وراء الاعتداء على القوة الفرنسية في صور ودمشق تستخدم "حزب الله" في هذا النوع من الهجمات 

*حزب الله" استغرب تصريحات جوبيه: تشكل ظلما كبيرا ونرفضها جملة وتفصيلا

*فيلتمان سأل عن الانعكاسات السورية على لبنان... وجهود لتحديد «الجهة الفلسطينية» وراء العبوة!

*ابو جمرة حذر من "إرتباط بعض الأحزاب بالمحاور الاقليمية"

*رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون: الهجوم على الـ"يونيفيل" لن ينال من عزم فرنسا 

*الكتائب/كيف أنَّ كل القوى تضافرت لإخلاء سبيل مواطن في خلال ثلاثة أيام في حين أنَّ صادر ما زال مجهول المصير/لتحزم الحكومة أمرها ما إذا كانت تتمسّك كما يجب بتطبيق القرارات الدوليّة

*أهالي كفركلا قطعوا الطريق احتجاجًا على مقتل أحد أبناء البلدة.. والجيش أعاد فتحها

*هذه هي أسباب الهجوم على شبطيني

*فريد حبيب: على ميقاتي وضع حد لتحامل حزب الله على القضاء/ آخر من يحق له الإعتراض على الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية هو "حزب الله"

*سليمان عرض الاوضاع مع شربل وحرب ويرأس بعد ظهراليوم جلسة مجلس الوزراء المخصصة لمتابعة درس مشروع قانون الانتخاب

*80 شاحنة للجيش اللبناني سلمت أسلحة وذخائر للشبيحة في حمص بأوامر من حكومة ميقاتي/خالد الخلف *: الأسد ونصرالله ومن معهم سيحاسبون على جرائمهم بحق السوريين.. 

*صور البطريرك صفير في شوارع سوريا

*الراعي يعمل على لفلفة ملف سرقة حزب الله لاراضي الكنيسة

*قبلان عرض مع رئيس كتلة "المستقبل" التطورات الداخلية: لحفظ وحدة اللبنانيين وتعاونهم والابتعاد عن كل ما يثير الاحقاد

*السنيورة: لا يمكن تحسن نوعية وعيش اللبنانيين طالما استمرت فوضى السلاح

*أي عمل يؤدي إلى اعتماد لبنان صندوق بريد للتهجم على اليونيفيل مرفوض

*السنيورة زار علي الامين: نرفض استعمال الجنوب ورقة او مادة للتهويل او الابتزاز والاضرار بمصالح لبنان

*رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس: "حزب الله" هو الطرف الوحيد الذي يقف وراء عمليات الاغتيال والتفجيرات الامنية 

*السفير الاسرائيلي الجديد في مصر يصل إلى القاهرة ويؤكّد أنّ معاهدة السلام معها متينة

*حرب بعد لقائه ميقاتي: خطاب الراعي عن السلاح غير الشرعي أثار تقدير واعجاب كل المعنيين بالحفاظ على دور الدولة

*بيضون يحذّر من اجتياح مدمّر

*جنبلاط خلال تكريم قدامى التقدمي في المختارة: النظام والدول المتصارعة حتما علينا تسوية أيار 2008 ولست نادما على تحول موقفي وسأقوم بغيره لمنع الفتنة/هناك من يريد ان يخرج اليونيفيل لنعود الى المواجهة/مشروع الدولة الواحدة بين العرب واليهود قد يكون الأفضل

*مواقع المخابرات السورية لجنبلاط: تجاوزت الخطوط الحمراء

*آخر من يحق له الإعتراض على الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية هو "حزب الله"/ فريد حبيب: على ميقاتي وضع حد لتحامل حزب الله على القضاء

*فؤاد لسعد: حزب الله سيعاني من تداعيات تساقط هيبته وتراجع رصيده ميقاتي سيتقرب أكثر من بري.. عون يلحق أكبر أذية بالمسيحيين ومواقف جنبلاط حيال "الممانعة السخيفة" تعكس حقيقة ما يراه"

*على من تعامل مع المخابرات الأميركية أن يبادر إلى تسليم نفسة للأجهزة اللبنانية أو لجهاز أمن المقاومة"

*نواف الموسوي: طبيب وصحافي وباحث من بين العملاء.. واجتماعات حصلت في جونية وجبيل 

*الجمهورية": قوى 8 آذار تخطّط لإسقاط ميقاتي قبل استحقاق بروتوكول المحكمة

*الأنبا يوحنا قلتة: أقباط مصر لن يدفعوا «جزية» ... ولو على جُثثهم//الراي

*نديم الجميل: عون مرتبط بسوريا لأنَّه مدين لها بعشرة وزراء

*وزير الدولة أحمد كرامي لـ"المستقبل": "حزب الله" يوزع الأدوار ويلعب على حبال "الأجور"

*الذكرى السادسة لاستشهاد جبران تويني تجدّد الحرقة وتزيد الحنين/عودة: وضع وطنه قبل حياته - ميشيل: أولادك لا يقفون عند الألم.

*وزير الاتصالات نقولا صحناوي العوني: هل نحن عبء ثقيل على "حزب الله" أم هو عبء ثقيل علينا

*زار بري وميقاتي واستقبلته صيدا بفرحة عامرة/الجيش يحرر أحمد زيدان في منطقة الطفيل

*مؤتمر "صمود المجتمع أمام التحديات" في "لو رويال" ـ ضبية

*مكاري يحذر من جعل التعيينات وسيلة لإخضاع لبنان لسيطرة الخارج

*إيران مستعدة لـ"صفقة" مع واشنطن لإعادة الطائرة من دون طيار

*معلومات عن وجود قوات عسكرية أميركية في المناطق الأردنية قرب الحدود السورية

*المواجهة الأكبر منذ اندلاع الثورة حالت دون اجتياح حمص وسط تجاوب واسع مع الإضراب في أنحاء سورية/300 قتيل وجريح من كتائب الأسد في معركة ضارية مع مئات المنشقين في درعا

عائلة الأسد تبحث مع روسيا في إيجاد مخرج  آمن لها

*مصر تؤكد التزامها خفض الرحلات الجوية إلى سورية

*وفد عراقي يتوجه إلى دمشق بتفويض من الجامعة العربية لإقناعها بالتوقيع على البروتوكول

*المعارض السوري البارز ميشال كيلو يدعو إلى الانفتاح على فكرة النظام الانتقالي

*العراقية": إيران حرضت الحكومة على إخلاء المعسكر/مطالبات دولية لأوباما بالضغط على المالكي لعدم إغلاق أشرف

*روسيا أعلَمُ من الجميع بانهيار معنويات النظام السوري/ وسام سعادة/المستقبل

*المستقبل/الجامعة اللبنانية /من فؤاد أفرام البستاني إلى عدنان السيد حسين/استرجعوا صفحات مشرقة من تاريخ النضال والكبار/"الجامعيون القدامى" يترحّمون على صرح تغيّر وجهه

*مقابلة رجل الدين الشيعي اللبناني السيد هاني فحص

*كلام صحّي لبرهان غليون/خيرالله خيرالله /المستقبل

*حركات التغيير العربية: لماذا؟ وإلى أين؟/محمد السمّاك/المستقبل

*هل يعيد عون تموضعه السياسيّ؟/شارل جبّور/الجمهورية

*الصواريخ اليتيمة... كذبة معروفة النسب/مصطفى جحا /موقع الكتائب

*الحل العربي».. أكذوبة بائسة/اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

*إيران وراء تفجيرات سفارتي أميركا عام 1998/مارك ثيسين/الشرق الأوسط

*مأساويّة/حازم صاغيّة/لبنان الآن

*حزب الله والتيار الوطني الحر: أولويات مختلفة لا تفسد في الوّد قضية

*"حزب الله" تحت المساءلة/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*أربعة أسباب وراء توقيت "حزب الله" رفع وتيرة حربه "الأمنية"/الصراع المفتوح مع المخابرات الأميركية إلى أين؟/ابرهيم بيرم/النهار

*مجموعة سانكور الكندية النفطية تعلق انشطتها في سوريا 

 

تفاصيل النشرة

باراك: سقوط نظام الاسد سيكون "نعمة" لمنطقة الشرق الاوسط  

ذكرت وكالة الانباء النمساوية ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اعلن الاحد ان سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد سيكون "نعمة" لمنطقة الشرق الاوسط وضربة ل"محور ايران-حزب الله".

وقالت الوكالة ان باراك اعلن خلال مؤتمر في فيينا ان "سقوط الاسد سيكون نعمة لمنطقة الشرق الاوسط". واضاف الوزير ان "اسرة الاسد محكوم عليها ولا احد يعلم ماذا سيحصل لاحقا". وبحسب بيان نشرته وزارة الدفاع الاسرائيلية قال باراك "شهدنا في الايام الماضية معارك بين القوات الموالية لاسرة الاسد والمعارضة". واضاف البيان "انه استمرار لافول نجم اسرة الاسد الذي سيؤدي في نهاية المطاف الى سقوط نظامه. لا يمكننا التكهن بما سيحصل (لاحقا). في اي حال ستكون ضربة موجهة الى محور ايران-حزب الله". وايران حليفة لسوريا تماما كما حزب الله الشيعي اللبناني الذي اعلن زعيمه حسن نصرالله دعمه للرئيس الاسد منذ بدء الثورة في سوريا. وبحسب المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي ادى القمع في سوريا الى مقتل اكثر من اربعة الاف شخص منذ بدء حركة الاحتجاج في اذار/مارس.

 

واشنطن تمنع الإعلام من تداول تقرير"الحقيقة"حول الانتشار الأميركي في الأردن .. قبل الثلاثاء!؟

11 كانون الأول 2011 20:12

المخابرات العسكرية الأميركية تؤكد لموظفة الـ"إف بي آي" سيبل إدموندز ، ضمنا ، صحة تقرير "الحقيقة" وتكشف لها أنها منعت وسائل الإعلام من نشره قبل يوم الثلاثاء القادم!؟

واشنطن ، الحقيقة ( خاص): أثار التقرير الذي نشرته "الحقيقة" صباح اليوم اهتمام و "قلق" الجهات الرسمية الأميركية ، لاسيما العسكرية والاستخبارية . وجاء هذا الاهتمام و"القلق" بعد أن قامت موظفة "مكتب التحقيق الفيدرالي "الأميركي السابقة سيبل إدموندز بترجمة تقرير "الحقيقة" على الموقع الرسمي لوكالتها الإخبارية ، وإجراء مقابلة مع الصحفي السوري المعارض نزار نيوف ، الذي كان سرّب لـ"الحقيقة" ما جاء في تقريرها المذكور.

وكانت"الحقيقة" كشفت في تقريرها المشار إليه ، والذي  نشر في ساعة مبكرة من صباح اليوم ، عن انتشار قوات عسكرية أجنبية يعتقد أنها أميركية في منطقة "المفرق" شمال الأردن ، وعن أن بعض الوحدات العسكرية الأميركية التي جرى سحبها من العراق ليلة الخميس ـ الجمعة الماضية جرى نقلها سرا إلى قاعدة " الأمير حسن الجوية" في محافظة المفرق.

   وقالت سيبل إدموندز في اتصال مع "الحقيقة" من واشنطن إنها راجعت مصادر خبيرة في وسائل الإعلام الأميركية و في المخابرات العسكرية بالجيش الأميركي حول تقرير"الحقيقة"، لكن الجواب أتاها بأن الحديث عن الأمر في وسائل الإعلام " محظور قبل بعد يوم غد الثلاثاء" دون تقديم أية إيضاحات!  وأضافت إدموندز القول "علمت من اتصالاتي مع مصادر في وسائل الإعلام الأميركية أن هذه التطورات ( التي كشف عنها موقع "الحقيقة") ممنوع الحديث عنها قبل يوم الثلاثاء 13 كانون الأول / ديسمبر". وفي تفسيرها لهذا "الحظر" ، قالت سيبل إدموندز لـ"الحقيقة" إن  حظر نشر الأنباء على هذا النحو "غالبا ما يكون مرتبطا بتطورات أمنية أو عمليات عسكرية ينوي الجيش الأميركي القيام بها ، فيعمد إلى منع الحديث عنها قبل حصولها"!

  يشار إلى أن سيبل إدموندز ، التي كانت وراء اكتشاف " أنشطة و اتصالات ووثائق مشبوهة لضباط مكتب التحقيق الفيدرالي سمحت بتنفيذ هجوم 11 سبتمبر 2001 من قبل منظمة القاعدة "، كشفت لصحيفة "ميللييت" التركية الأسبوع الماضي عن أن الأميركيين يدربون مسلحين سوريين في قاعدة " إينجرلك" الجوية الأميركية في تركيا ، وفي مناطق أخرى محاذية للحدود السورية، منذ أيار / مايو الماضي وليس منذ وقت قريب. وقد استندت في ذلك إلى مصادر استخبارية أميركية وتركية.

   السؤال الآن : هل تحضّر واشنطن وحلفاؤها لعمل عسكري أو أمني ضد سوريا قريبا!؟

   من الصعب التنبؤ بذلك الآن ؛ إلا أن ثلاثة تطورات هامة وخطيرة حصلت اليوم تستدعي التوقف عندها. فمن جهة أولى ، اتهم وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه  سوريا بالوقوف وراء العملية الإرهابية التي استهدفت الوحدة الفرنسبة العاملة في إطار قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان يوم أمس ، لكنه أقر بأن فرنسا " لا تملك أي دليل على ذلك". ومن جهة ثانية ، حصل اشتباك عسكري عنيف في ساعة مبكرة من صباح اليوم بين الجيش السوري و مجموعة مسلحة يعتقد أنها تسللت من الأردن ، بالنظر لأن المواجهة كانت في منطقة ملاصقة للحدود مباشرة! أما التطور  الثالث  فهو الإعلان عن إنشاء " مخيم للاجئين السوريين" شمال الأردن تبلغ مساحته عشرة آلاف متر مربع ، رغم أنه لا توجد مبررات لهذا الأمر في الوقت الحالي. الأمر الذي يستدعي إلى الذاكرة  قيام السلطات التركية بخطوة مماثلة حين أقدمت على إنشاء مخيم في لواء اسكندرونة المحتل .. حتى قبل اندلاع الانتفاضة السورية!!؟

ثمة " تطور" رابع أيضا ، وإن يكن جاء من مسؤول إسرائيلي قلما صدق في أقواله وتوقعاته ، وهو وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك. فقد أكد اليوم في العاصمة النمساوية فيينا أن نظام الأسد " سيسقط خلال أسابيع"! وإذا أخذنا بعين الاعتبار أنه لا يوجد مؤشرات جدية داخلية حتى الآن على ذلك ، يبنغي التفكير بـ"عامل خارجي ما"!؟

يشار في هذا السياق إلى أن وزراء الخارجية العرب المعنيين بالمسألة السورية كانوا ألغوا اجتماعهم يوم أمس في الدوحة ، وقرروا عقده في 16 و 17 من الشهر الجاري بمقر الجامعة العربية في القاهرة ، دون تبيان الأسباب!؟ فهل ينتظرون شيئا ما!؟

 

الجيش اللبناني: صاروخ اطلق من خراج مجدل سلم وسقط في حولا وأصاب إمرأة

 وطنية - 12/12/2011 صدرعن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: "عند الساعة 23,00 من ليل امس سقط صاروخ مصدره خراج بلدة مجدل سلم في بلدة حولا - قضاء مرجعيون مما ادى الى اصابة مواطنة بجروح بليغة وتعرض منزلها لاضرار جسيمة، على اثر ذلك حضرت وحدة من الجيش الى المكان وقامت بعزله، كما تم تسيير دوريات مكثفة في البقعة التي انطلق منها الصاروخ وباشرت لجنة عسكرية مختصة التحقيق بالحادث لكشف ملابساته وتوقيف الفاعلين".

 

القائد العام ل "اليونيفيل" الجنرال ألبيرتو أسارتا: اطلاق الصاروخ ينطوي على خرق أمني خطير/هناك أسلحة ومسلحون مستعدون لإستخدامها داخل منطقة عملياتنا

وطنية - 12/12/2011 ندد القائد العام ل "اليونيفيل" الجنرال ألبيرتو أسارتا بشدة ب"الهجوم الصاروخي"، (سقوط صاروخ في حولا واصابة امرأة)، معربا عن "قلقه الشديد إزاء التصعيد الأخير في الحوادث التي تنطوي على خروق أمنية خطيرة في جنوب لبنان". ولفت الى انه "قرابة الساعة الحادية عشرة مساء الأحد الواقع في 11 كانون الأول، إلتقطت رادارات اليونيفيل إطلاق صاروخ واحد من وادي القيسية، وقد سقط على منزل في بلدة حولا في جنوب لبنان مما تسبب بإصابة إمرأة بجروح خطيرة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم". واكد "ان اليونيفيل تجري تحقيقا في الوقت الراهن على الأرض لتحديد الوقائع وملابسات الحادث وكذلك موقع اطلاق الصاروخ". وقال: "إن هذا الحادث هو الثالث الذي ينطوي على خرق أمني خطير في جنوب نهر الليطاني في غضون أسبوعين، وهذه الحالات تبين أنه على الرغم من كل جهودنا لا تزال هناك أسلحة وعناصر مسلحون عدائيون مستعدون لإستخدام هذه الأسلحة داخل منطقة عملياتنا".

أضاف: "إن أحد أهم بنود قرار مجلس الأمن الدولي 1701 هو ضمان عدم وجود أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة بإستثناء ما يخص حكومة لبنان واليونيفيل في المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني". وتابع: "القرار 1701 ينص بوضوح على أن من مسؤولية الحكومة اللبنانية تنفيذ هذا القرار في حين كلفت "اليونيفيل" مساعدة القوات المسلحة اللبنانية في هذا الصدد. لدينا تعاون ممتاز مع القوات المسلحة اللبنانية الذين هم شركاؤنا الإستراتيجيون على الأرض، ونحن نستمر في إلتزامنا تقديم كل الدعم اللازم للجيش اللبناني، وسنقوم بكل شيء ممكن في حدود قدراتنا ونطاق ولايتنا لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية في هذا المسعى". واردف: "من الواضح أن هناك حاجة الى مزيد من تعزيز السيطرة الأمنية في المنطقة، فقد قام بعض العناصر أخيرا بتركيز جهودهم لزعزعة الإستقرار في المنطقة، ونحن ببساطة لا يمكن أن نسمح بمثل أعمال العنف هذه التي تشكل خطرا على سلامة السكان المحليين والأمن في جنوب لبنان". وختم: "لقد ناقشت مزيدا من الخطوات مع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في إجتماعنا اليوم في الناقورة، وهو يشاطرني القلق. إننا نتخذ تدابير ملموسة، جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية، لمواصلة تعزيز الأمن في جميع أنحاء منطقة عملياتنا في حين تستمر الجهود لتحديد مرتكبي هذه الهجمات والقبض عليهم".

 

إطلاق صاروخ من وادي القيسية وسقوطه عن طريق الخطأ في منطقة حولا وجرح المواطنة نظيرة عباس

أطلق صاروخ مساء الأحد من وادي القيسية في جنوب لبنان وسقط عن طريق الخطأ في منطقة حولا، وأفادت مصادر إعلامية أن الصاروخ سقط على منزل عبد الله محمود، مما أدى إلى جرح المواطنة نظيرة عباس التي نقلت على الأثر إلى مستشفى ميس الجبل الحكومي للمعالجة. وأشارت المصادر إلى أن الأهالي تجمعوا في المكان فيما بدأت قوات الجيش اللبناني واليونيفل باجراء التحقيقات.

وياتي هذا الحادث بعد نحو اسبوعين على اطلاق صواريخ من جنوب لبنان وسقوطها في شمال اسرائيل من دون تسجيل اصابات، في تطور هو الاول من نوعه منذ اكثر من عامين.

وردت حينها المدفعية الاسرائيلية باطلاق قذائف على جنوب لبنان. وكان بيان صادر عن مجموعة مرتبطة بالقاعدة تطلق على نفسها اسم "كتائب عبد الله عزام - قاعدة الجهاد" تبنى هذه العملية على "مستوطنات صهيونية في شمال فلسطين". الا ان هذه الجماعة عادت الاسبوع الماضي ونفت في بيان منشور على مواقع اسلامية الكترونية مسؤوليتها عن هذه العملية متهمة حزب الله "وازلام (الرئيس السوري) بشار الاسد" بالوقوف وراءها.

 

جريحة في صاروخ كاتيوشا على بلدة حولا

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام ، أن صاروخا سقط مساء اليوم في بلدة حولا، وأصاب أحدهما منزل المواطن عبدالله محمود بشكل مباشر، ما أدى إلى جرح زوجته نصيرة علي عباس (55 عاما)، ونقلت إلى مستشفى ميس الجبل الحكومي للمعالجة من إصابة بالغة في ساقها. وتزامن ذلك مع سماع أصوات سيارات إسعاف من داخل الأراضي الفلسطينة المحتلة. ولاحقا أفيد أن الصاروخ من نوع "كاتيوشا"، وأن مصدره وادي القيسية في خراج بلدة مجدل سلم. وأطلق مسلحون مجهولون صاروخا في وقت متأخر أمس الأحد من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، إلا أنه سقط داخل لبنان . وكانت أربعة صواريخ قد أطلقت من جنوب لبنان في 28 تشرين الثاني على مستوطنات بشمال إسرائيل، مما تسبب في أضرار في الممتلكات. وأعلنت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تطلق على نفسها اسم كتائب الشيخ عبد الله عزام مسئوليتها عن ذلك الهجوم. وقد حضرت إلى مكان سقوط الصاروخ، قوة من الجيش اللبناني وضربت طوقا أمنيا، كما سير الجيش دوريات مكثفة.

 

قائد الجيش زار قيادتي "اليونفيل" والكتيبة الفرنسية: الانفجار الارهابي واطلاق الصواريخ بمنزلة اعتداء على الجيش والدولة

نبذل اقصى الجهود لكشف هوية منفذي الاعتداءات ومن يقف خلفهم

وطنية - 12/12/2011 زار قائد الجيش العماد جان قهوجي، قبل ظهر اليوم، مقر قيادة قوات الامم المتحدة الموقتة في الناقورة، حيث التقى قائدها الجنرال البرتو اسارتا وعددا من اركانه، وجرى البحث في التطورات الامنية الاخيرة على الحدود الجنوبية وسبل تفعيل الاجراءات المشتركة بين الجانبين لتعزيز الاستقرار في هذه المناطق وحماية تنقلات الوحدات العسكرية.

وأكد العماد قهوجي ان "الانفجار الارهابي الذي تعرضت له القوات الدولية في منطقة صور قبل بضعة ايام وحادثي اطلاق الصواريخ، هي بمنزلة اعتداء على الجيش والدولة اللبنانية، واستهداف واضح للاستقرار في الجنوب"، لافتا الى ان "هذه الاعمال الارهابية، لن تثني الجيش عن قراره الحازم في تطبيق القرار 1701، وتوفير الامن للمواطنين بالتعاون والتنسيق الكاملين مع القوات الدولية"، مشددا على "بذل اقصى الجهود لكشف هوية منفذي الاعتداءات ومن يقف خلفهم". وزار العماد قهوجي، بعد ذلك، قيادة الكتيبة الفرنسية في دير كيفا والتقى قائدها العقيد سدريك دو غاردان وضباطها وعناصرها، وعاد العناصر الذين اصيبوا في الانفجار، معربا عن تقديره العميق لجهودهم وتضحياتهم ومتمنيا "الشفاء العاجل لهم".

 

الجيش و"اليونيفيل" سيرا دوريات بين صور والناقورة والطائرات الحربية الاسرائيلية حلقت بكثافة في اجواء الجنوب

 وطنية - 12/12/2011 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور حيدر حويلا ان الجيش اللبناني سير دوريات مكثفة واقام حواجز ثابتة بين صور والناقورة. وجابت دوريات الجيش المنطقة الساحلية والحدودية، بالاضافة الى دوريات مكثفة للقوة الدولية المعززة في الجنوب "اليونيفيل". وتزامن تسيير الدوريات مع تحليق مكثف للطيران الحربي الاسرائيلي المعادي في اجواء الجنوب وخصوصا صور والناقورة.

 

تحركات اسرائيلية على الحدود في القطاع الشرقي

 وطنية - 12/12/2011 افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في حاصبيا طاهر ابو حمدان ان جيش الإحتلال الإسرائيلي رفع فجر وصباح اليوم من وتيرة تحركاته على طول حدود القطاع الشرقي ،بحيث تشاهد حركة مكثفة لدوريات راجلة ومدرعة على مقربة من السياج الشائك،وتمركزت عند السابعة دبابة ميركافا اسرائيلية خلف ساتر ترابي في محور العباسية،في حين دخلت 3 سيارات نوع هامر الى الشطر اللبناني من بلدة الغجر عند حوالي السابعة والربع تعمل على مراقبة المنطقة المحررة المواجهة لقطاع نبع الوزاني.

 

وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه: سوريا تقف "بلا شك" وراء الاعتداء على القوة الفرنسية في صور ودمشق تستخدم "حزب الله" في هذا النوع من الهجمات 

اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان سوريا تقف "بلا شك" وراء التفجير الذي استهدف الجمعة جنوداً فرنسيين يشاركون في القوة التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان، الا انه اوضح ان لا دليل لديه على هذا الامر. وردا على سؤال خلال مقابلة مع قناة "تي في-5 موند" واذاعة "فرنسا الدولية" وصحيفة "لو موند" بشأن ما اذا كان هذا الاعتداء "رسالة" من سوريا، اجاب جوبيه "بلا شك"، مشيراً إلى أن "لديهم من الاسباب القوية ما يدفعهم الى الاعتقاد ان هذا الاعتداء جاء من هناك" في اشارة الى سوريا. وأضاف: "ان دمشق تستخدم "حزب الله" في هذا النوع من الهجمات".

الا ان جوبيه تدارك، وقال: "ليس لدي ادلة، الا ان "حزب الله" ذراع سوريا المسلحة اذا صح القول"، مشيراً إلى أنم دعوا مجدداً الحكومة اللبنانية لحماية قوة "اليونيفيل".

وتابع جوبيه: "ان هناك مراجعة استراتيجية تجري حاليا داخل الامم المتحدة بشأن "اليونيفيل"، مشيراً إلى أنهم يرغبون "في ان تتولى القوات المسلحة اللبنانية المهام الامنية بقدر ما تستطيع". وأضاف: "في نهاية هذه المراجعة نرى ما هي العبر التي يجب استخلاصها" من دون ان يقدم شرحاً اضافياً.

 

حزب الله" استغرب تصريحات جوبيه: تشكل ظلما كبيرا ونرفضها جملة وتفصيلا

وطنية - 12/12/2011 علق "حزب الله" على تصريحات وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه المتعلقة بالانفجار الذي استهدف القوة الفرنسية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" في جنوب لبنان، وأصدر بيانا جاء فيه: "وجه وزير الخارجية الفرنسية السيد جوبيه اتهامات واضحة لسوريا وحزب الله، وأقر بنفسه أنه لا يملك الدليل على اتهاماته. إن حزب الله يستغرب هذا التصرف المستهجن، والذي لا يليق بوزير خارجية دولة مهمة مثل فرنسا، ويدعوه إلى تصحيح موقفه والانتباه إلى خطورة هذا النوع من الاتهامات التي تشكل ظلما كبيرا، والتي نرفضها جملة وتفصيلا".

 

فيلتمان سأل عن الانعكاسات السورية على لبنان... وجهود لتحديد «الجهة الفلسطينية» وراء العبوة!

بيروت - محمد شقير/الحياة

تتخوف مصادر وزارية لبنانية من عودة بعض الجهات التي يجري حالياً التدقيق في هويتها وانتماءاتها السياسية، الى استخدام منطقة جنوب الليطاني منصة لإطلاق الرسائل السياسية في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي اتجاه الداخل باستهداف وحدات عسكرية مشاركة في قوات «يونيفيل» بغية استدراج اسرائيل لشن عدوان على لبنان من ناحية، وتوجيه رسالة الى المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة بأن قواتها ليست في مأمن من التداعيات التي تشهدها المنطقة.

وتؤكد المصادر الوزارية لـ «الحياة» أن الجهات التي تقف وراء اطلاق الصواريخ تحاول إقحام «حزب الله» وتحميله مسؤولية تهديد الاستقرار في الجنوب مع أن قيادته سارعت فور وقوع الاعتداء على آلية فرنسية تابعة لـ «يونيفيل» أثناء مرورها في طريق فرعية تربط مدينة صور ببلدة البرج الشمالي، الى إدانته.

وتضيف المصادر نفسها نقلاً من مسؤولين أوروبيين ينتمون الى الدول المشاركة في «يونيفيل»، أن مطلقي الصواريخ ومفجري العبوات يحاولون ان يعلموا من يهمهم الأمر بأن ما يحدث في الجنوب ليس معزولاً عن الأحداث الجارية في سورية وأن من يقوم بهذه الأعمال العدوانية يريد تمرير رسالة الى المجموعة الأوروبية بأنه لن يبقى صامتاً حيال «تآمرها» على النظام في سورية.

وفي هذا السياق تسأل المصادر عينها عن صحة ما يتردد من ان جهة فلسطينية تقف وراء اطلاق صاروخين في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في اتجاه اسرائيل من المنطقة الواقعة بين بلدتي رميش وعين إبل في قضاء بنت جبيل، خصوصاً أن جهازاً أمنياً لبنانياً استبعد ان تكون كتائب عبدالله عزام المرتبطة بتنظيم «القاعدة» مسؤولة عن اطلاقهما، وأن تلك الجهة الفلسطينية زجت باسمها ووزعت بياناً في هذا الشأن وزّعه موقع «النشرة» الالكتروني.

وتؤكد ان هذا الجهاز الأمني اللبناني توصل الى معلومات لا لبس فيها تفيد بأن الجهة الفلسطينية استخدمت اسم كتائب عبدالله عزام التي بادرت الى نفي مسؤوليتها عن اطلاق الصاروخين.

كما تسأل المصادر عن صحة ما أشيع أخيراً من أن مجموعة تابعة لتنظيم «فتح الإسلام» برئاسة عبدالغني جوهر تتخذ من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين مقراً لها، تولت في اجتماع عقدته في المخيم، التخطيط لاستهداف آلية تابعة للوحدة الفرنسية في منطقة صور بتفجير عبوة قدرت زنتها بين 8 و10 كيلوغرامات من مادة «ت ن ت»، وكانت بمثابة نسخة طبق الأصل عن العبوة التي استهدفت موكباً للوحدة الفرنسية في أيار (مايو) الماضي أثناء مروره بين صيدا ونهر الأولي.

وتعتقد المصادر بأن ما توافر للحكومة اللبنانية من معلومات في هذا الخصوص لم يكن بعيداً عما توصلت اليه قيادة «يونيفيل» لجهة أن مستهدفي القوة الفرنسية في منطقتي صيدا وصور يتمتعون بمهارة عالية وأنهم لم يقصدوا قتل الجنود الفرنسيين بمقدار ما انهم أرادوا تمرير رسائل سياسية مضمونها: «نحن هنا لكم بالمرصاد».

وترى ان لا مصلحة لـ «حزب الله» في توتير الوضع في منطقة العمليات المشتركة للجيش اللبناني و «يونيفيل» في جنوب الليطاني وصولاً الى تهديد الاستقرار العام فيها، وتعزو السبب الى انه يحاذر تكرار تجربة عدوان تموز (يوليو) 2006 وأن المقاومة لن تبادر الى شن أي هجوم وأن وحداتها هي للدفاع عن الجنوب ضد أي عدوان اسرائيلي.

كما ترى المصادر استناداً الى ما لديها من معطيات مصدرها الأمم المتحدة والمجموعة الأوروبية، ان الأجواء السائدة حالياً في اسرائيل لا توحي بأنها تعد العدة للقيام بعدوان وأن الحكومة فيها تراقب التطورات الجارية في المنطقة العربية على رغم انها لم توقف حملاتها على «حزب الله» بذريعة انه يواصل تجديد سلاحه ويعمل من أجل زيادة حجم التذخير.

لكن المصادر لا تجد مبرراً لعدم ربط زيارة مساعد نائب وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان لبيروت، والتي تزامنت في يومها الأخير مع استهداف آلية فرنسية في منطقة صور، بالعبوة باعتبار ان الجهة التي فجّرتها أرادت ان تودعه برسالة سياسية من «العيار المتفجر».

وتضيف المصادر ذاتها استناداً الى ما أحيطت به من معطيات أوروبية وأميركية، ان لتوقيت تفجير العبوة علاقة مباشرة بتشديد فيلتمان أمام القيادات اللبنانية التي التقاها على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان في معرض سؤاله لها عن طبيعة الانعكاسات المترتبة على الوضع الداخلي من جراء تفاقم الأزمة في سورية ولا سيما أنه تصرف في محادثاته على أن النظام في سورية شارف على نهايته وأن على الأطراف اللبنانيين ترتيب أوضاعهم على هذا الأساس، مع ان كلامه هذا لم يكن موضع موافقة «إجماعية» من جانب الذين التقاهم.

وعلمت «الحياة» ان فيلتمان سأل عن رد فعل «حزب الله» في حال ان الأحداث في سورية تسارعت في اتجاه إحداث تغيير في النظام وعن احتمال قيام اضطرابات أمنية في الشمال فيما راحت مصادر في الأكثرية تروج ان الموفد الأميركي حضّ المعارضة على ضرورة التوصل الى رؤية مشتركة في تعاملها مع المرحلة السياسية المقبلة على خلفية ان النظام السوري شارف على نهايته.

ووفق المعلومات أيضاً، فإن فيلتمان طرح مجموعة من الأسئلة في معرض حديثه عن المرحلة الانتقالية وأن بعض القيادات في «14 آذار» أكدت انها تستبعد قيام «حزب الله» برد فعل لأن لا مصلحة له في إقحام لبنان في مسلسل من الفوضى والاضطراب.

وإذ نفت مصادر في 14 آذار ما تناقلته بعض الجهات في الأكثرية عن لسان فيلتمان من انه عاب عليها عدم التفاهم على رؤية مشتركة تتعلق بالمرحلة المقبلة، أكدت مصادر أخرى تفاؤل الموفد الأميركي بمستقبل الوضع في سورية من دون ان يبدد مخاوفه من انعكاساته السلبية على لبنان.

وعليه، تعتقد المصادر ان هناك صعوبة في تجزئة الاستقرار وحصره في منطقة دون أخرى. وتؤكد ان لجوء بعض الجهات من حين الى آخر الى استهداف «يونيفيل» لن يبدل من مهمتها في الجنوب لتنفيذ القرار 1701 بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، ولن يدفع الدول الأوروبية الى اعادة النظر في مشاركتها في القوات الدولية وتحديداً الحكومة الفرنسية، بذريعة ان الرئيس نيكولا ساركوزي الذي بدأ يتحضر لخوض التجديد له لولاية رئاسية ثانية سيضطر الى سحب قواته لمنع استنزافه سياسياً من جانب الحزب الاشتراكي في فرنسا.

وترى المصادر أن ساركوزي وإن كان يفكر بسحب الوحدة الفرنسية - مع ان هذا الأمر غير وارد على الإطلاق - فإنه لن يقوم بذلك تحت الضغط العسكري، خصوصاً في ضوء الدور اللافت لفرنسا في «الربيع العربي».

وتؤكد أن فرنسا كانت أعدّت جدولاً زمنياً لخفض عدد عناصر قوتها في «يونيفيل»، لكن ذلك لن يؤدي الى إحداث فراغ مع التحضيرات الجارية لانتقال قيادتها من اسبانيا الى ايطاليا.

وفي هذا الشأن، تكشف مصادر أوروبية ان لدى «يونيفيل» مع تسلم قيادتها من جانب جنرال ايطالي خطة للتعويض عن خفض العدد في القوة الفرنسية بما يضمن قيام دول بزيادة مساهمتها وأخرى بإرسال وحدات الى لبنان للمرة الأولى.

أما في خصوص ما يتردد من أن لبنان يقترب من مواجهة استحقاق تجديد التعاون بين المحكمة الدولية والحكومة وما يمكن ان يترتب عليه من انقسام حاد بين الأكثرية والمعارضة، فتؤكد المصادر الأوروبية أن بروتوكول التفاهم سيبقى قائماً باعتبار ان من غير الجائز الفصل بين تسديد حصة لبنان من المحكمة الدولية وبين الإطاحة بهذا البروتوكول الذي سيكون محور المحادثات التي سيجريها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع أركان الدولة في زيارته المرتقبة للبنان.

وتعزو السبب الى ان التزام لبنان بالتعاون مع المحكمة بعد قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تسديد حصته منها ما هو إلا عامل مساعد لتثبيت الاستقرار ومنع تهديده في مقابل تأكيد مصادر وزارية وجود نية لدى الحكومة لتشكيل فريق عمل توكل اليه مهمة الاحتكاك مع الأطراف التي تصر على طرح ملف شهود الزور في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في مجلس الوزراء للوقوف على ما لديها من ملاحظات حول أداء المحكمة وآلية عملها ليكون على بيّنة منها في المحادثات التي سيجريها مع بان كي مون حول تجديد بروتوكول التعاون.

إلا ان هناك من يسأل عما إذا كان التوجه لدى الحكومة بجمع ملاحظات المعترضين على المحكمة بذريعة انها مسيّسة ويراد منها أميركياً وإسرائيلياً ضرب المقاومة، سيؤدي الى التريث في الإصرار على إحالة ملف شهود الزور على مجلس الوزراء الى حين معرفة ما ســــتؤول اليه المحادثات مع بان كي مون أم ان المعترضين سيصعّدون حــملاتهم السياسية والإعلامية ظناً منهم أنهم يستطيعون وضعه أمام أمر واقع لا يبدو أنه في متناول اليد طالما ان المحكمة مستمرة.

كما ان للتريث في احالة ملف شهود الزور سبباً آخر غير قول رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط ان ملف شهود الزور لا يؤخر أو يقدم في مسار المحكمة، وهو يتعلق بتأخير تعيين الرئيس الجديد لمجلس القضاء الأعلى نظراً للاختلاف القائم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون على المرشح لهذا المنصب، على رغم ان البطريرك الماروني بشارة الراعي حاول التدخل لإيجاد الجو المناسب للتوافق على مرشح يحظى بتأييدهما معاً.

 

ابو جمرة حذر من "إرتباط بعض الأحزاب بالمحاور الاقليمية"

 وطنية - 12/12/2011 اعلن نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام أبو جمرة في تصريح اليوم، أن "إرتباط بعض الأحزاب اللبنانية بالمحاور الاقليمية، سيؤدي الى تطور الأوضاع في لبنان مع تطور الوضع في سوريا، سواء لناحية الخلافات داخل الحكومة أو التوتر بين الأحزاب اللبنانية، أو الاعتداء على قوات اليونيفيل وإطلاق الصواريخ جنوبا. وأشار الى أن "التوتر في العلاقة بين التيار الوطني الحر والحلفاء أمر منتظر، وسيزداد مع طموحات رئيس تكتل التغيير والاصلاح اللا محدودة".

 

رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون: الهجوم على الـ"يونيفيل" لن ينال من عزم فرنسا 

أكّد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أنّ "الاعتداء الذي أصيب فيه جنود فرنسيون الجمعة في جنوب لبنان "لن ينال من عزمنا". فيون، وفي أثناء زيارة اليوم لقاعدة سان ديزيه العسكرية الجوية (شرق فرنسا)، وجّه "تحية الى جميع الجنود الفرنسيين العاملين في "عمليات خارجيّة"، لافتًا الى أنّ "انتهاء العمليات في ليبيا، وبدء عملية الانسحاب من افغانستان، والعمليات في ساحل العاج وفي الساحل وفي لبنان في اطار "اليونيفيل"، وكذلك مكافحة القرصنة قبالة الصومال، طبعت الاشهر الاخيرة"، مذكّراً بأنّ فرنسا "شاركت بـ13 الف عنصر في وقت متزامن في عمليات، أي اكثر بـ50 في المئة من العام السابق". (الوطنية للاعلام)

 

سائلاً: " كيف أنَّ كل القوى تضافرت لإخلاء سبيل مواطن في خلال ثلاثة أيام في حين أنَّ صادر ما زال مجهول المصير؟"

"الكتائب": لتحزم الحكومة أمرها ما إذا كانت تتمسّك كما يجب بتطبيق القرارات الدوليّة

توقف المكتب السياسي الكتائبي عند الوضع الأمني "المتفلت من أي ضوابط والسلاح الناشط في كل المناطق اللبنانية"، مشيراً إلى أنَّه "في الجنوب السلاح منتشر بحماية ذاتية وحصانة سياسية ومربعات جغرافية خارجة عن سيادة الدولة اللبنانية وعن منطوق القرار 1701 والمنطقة الدولية".

المكتب، وفي بيان صدر بعد اجتماعه الدوري الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب الرئيس أميّن الجميل، سأل "كيف أنَّ منطقة أمنيّة محصنة بالقوات الدولية من مختلف البلدان وبالقوى والأجهزة الأمنية اللبنانية وسط تواجد كثيف لعناصر "حزب الله"  تنطلق منها صواريخ مجهولة المصدر والانتماء دون رادع أو مساءلة؟ وكيف أنَّه لا تتم مكاشفة اللبنانيين بما يجري على أرضهم من إنتهاكات وتعديات ستوصلهم والأمور كما هي عليه، إلى مزيد من الاستفحال وإلى دفع فواتير باهظة بالنيابة عن غيرهم، هم بغنى عنها في هذه الظروف المصيرية التي تمر فيها المنطقة".

وتوقف المكتب السياسي عند "موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الذي دعا الحكومة إلى العمل الجدي على جمع السلاح وحصره بالقوى الشرعية اللبنانية واخضاع المهام الدفاعية والأمنية لقرار السلطة السياسية، رافضاً أن يكون أمن البلاد رهينة في أيدي أحد".

وفي ما يتعلق باستهداف القوات الدولية، لاسيما الكتيبة الفرنسية للمرة الثانية في أقل من ستة أشهر، دعا المكتب السياسي الحكومة إلى "حزم أمرها وإعلان ما تريده فاذا كانت تتمسك كما يجب بتطبيق القرارات الدولية لا سيما القرار1701 ومندرجاته فعليها أن تتخلى عن موقفها بالاكتفاء باحصاء الاصابات وحجم العبوات  والمبادرة إلى إتخاذ الاجراءات الحاسمة والفعالة من خلال الأجهزة الأمنية والقضائية". واعتبر المكتب السياسي أنَّ "تكرار هذه الاعتداءات على القوات الدوليّة دون محاسبة أو رادع من شأنه أن ينعكس سلباً على الرأي العام الدولي لا سيما الدول المعنية مباشرة بالقوة الدولية المتواجدة في الجنوب وتدفع بها وبمجلس الأمن إلى إعادة النظر بالقرار 1701 وبالتالي ترك لبنان في مهب الريح".

وفي موضوع الخطف المستشري والاعتداء على المواطنين في كل المناطق ومنها مؤخراً خطف واحتجاز المواطن أحمد زيدان في البقاع، فقد إعتبر المكتب السياسي أنَّ "النجاح في الافراج عن المخطوف لا يغني ونحر الخراف فرحاً لا يسمن بل على العكس يطرح الكثير من الأسئلة التي تبقى من دون اجابات،  فاذا كان المخطوفون معروفين وجرى التفاوض معهم لاطلاق سراح رهينتهم فلماذا لم تعلن هوياتهم والجهات التي ينتمون اليها؟ وأين حقوق اللبنانيين بالحماية من قبل المولجين رسمياً بهذه المهمة واين دور القضاء في ردع هذه الأعمال المتكررة؟".

وفي السياق عينه، سأل المكتب السياسي: "كيف أنَّ كل القوى تضافرت لاخلاء سبيل مواطن لبناني في خلال ثلاثة أيام  في حين أنَّ مواطناً آخر، هو جوزيف صادر ما زال مجهول المصير منذ أكثر من عامين ولا تجرؤ الجهات المختصة على الكشف عن الفاعلين وهي بلا شك تعرف هويتهم، فتقوم بتحرير صادر ومعاقبة الخاطفين".

كما توقف المكتب السياسي عند "الوضع الحكومي المتخبط الذي بدل أن يحل أزمات الناس ويجد لها حلولاً، يزيد من مسلسل معاناتهم  ويفاقم من تردي الأوضاع، وآخر فصول العجز الحكومي موضوع زيادة الأجور الذي  فتح الباب واسعاً أمام أزمة جديدة أول بوادرها الاضراب والتظاهر الخميس المقبل من قبل هيئة التنسيق النقابية فيما يستعد الاتحاد العمالي العام في 27 من الجاري لتحرك مماثل". وأضاف المكتب: "ففي حين كان يُتوقع من القيّمين على الملف الاقتصادي والمعيشي داخل الحكومة أن يتعاطوا بمسؤولية مع موضوع دقيق يمس الناس في لقمة عيشهم وعرق جبينهم وجدوا كالعادة أن المعالجة جاءت متسرعة وغير مجدية" . ودعا الحزب الحكومة إلى "تدارك الأمر والنظر في المطالب العمالية بشكل علمي ومدروس تلافياً لتصعيد محتوم تُلوح به الهيئات النقابية والعمالية وهو أمر قد يُكبد  البلاد خضات غير مرغوب بها على أبواب الأعياد وفي ظل أوضاع هشة أمنياً محلياً واقليمياً".(المكتب الإعلامي)

 

أهالي كفركلا قطعوا الطريق احتجاجًا على مقتل أحد أبناء البلدة.. والجيش أعاد فتحها

أفادت مصادر ميدانيّة موقع "NOW Lebanon" أنّ "عددًا من أهالي بلدة كفركلا الجنوبية تجمهروا على الطريق العام وقطعوا الطريق عند مثلث تل النحاس، وقاموا بإحراق الاطارات المطاطية وسط الطريق احتجاجًا على مقتل ابن البلدة (ع. ن. ش.) البالغ من العمر 19 عامًا.   وقد ذكر الأهالي أنّ (ع.ن.ش.) أصيب برصاصة طائشة على يد أحد عناصر بلدية الشويفات خلال مطاردة البلديّة لعصابة سرقة في محلة الشويفات منذ حوالي الأسبوع، فأصيب بجروح بليغة نُقل على أثرها الى مستشفى الزهراء في بيروت للمعالجة وما لبث أن فارق الحياة اليوم، وحيال ذلك طالب الأهالي بتسليم القاتل إلى السلطات المختصة، مشيرين إلى أنّ هويته معروفة وهو شرطي من بلدية الشويفات.  وعلى الأثر، تدخّلت دورية لقوى الأمن الداخلي وأخرى للجيش اللبناني، وتمكّنتا بعد تهدئة الخواطر من إزالة الإطارات المشتعلة وإعادة فتح الطريق أمام الحركة المرورية.

 

هذه هي أسباب الهجوم على شبطيني

تعتقد مصادر وزاريّة مطّلعة انّ مواعيد الجلسات مجلس الوزراء المتتالية ستسمح بترميم العلاقات الحكوميّة وتحديدا بين مكوّناتها من ابناء الصفّ الواحد ما لم يطرأ أيّ جديد على العلاقة بين ميقاتي وبعض الوزراء، ومنهم وزراء "التيار الوطني الحر"، وما بين الوزراء انفسهم، بفعل الملفّات المفتوحة على اكثر من صعيد اداري وامنيّ وقضائيّ وعمّالي، من دون ان تتوافر المخارج لأيّ منها، خصوصا لجهة ما يتّصل منها بالتعيينات القضائية المقترحة على مستوى رئاسة مجلس القضاء الأعلى في ظلّ الحملة التي بدأها "حزب الله" على المرشّحة الأولى لهذا المنصب القاضية أليس شبطيني بعد قبول التمييز في شأن الموقوفين في ملفّ أديب العلم المتّهم بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية وإطلاق اربعة موقوفين في هذا الملفّ شرط إبقائهم قيد التحقيق وهم أحرار.

تتخوّف المصادر من ان يقدم أيّ من وزراء "التيّار" على إثارة ملفّ التعيينات القضائيّة للإفادة من زخم الهجوم الذي بدأه الحزب على شبطيني، ما اعتبر "ردّ إجر" من الحزب لإرضاء "التيّار" في معركتهم القضائيّة لتعيين القاضي طانيوس مشلب رئيسا للمجلس بعد النكسة التي اصابت العلاقة بين الطرفين من جرّاء سقوط مشروع وزير العمل شربل نحّاس للأجور بالتصويت في المجلس الأسبوع الماضي وترك وزراء "التيّار" السبعة وحدهم في المعركة بعدما تخلّى عنهم الحلفاء من حركة "أمل" و"حزب الله" وصولا الى حزب "الطاشناق" وتيّار "المردة" الذين انتصروا لمشروع ميقاتي للأجور.

وقالت المصادر عينها لـ "الجمهورية" إنّ إبعاد الهجوم الذي بدأه الحزب على شبطيني من بوّابة الأحكام القضائيّة في ملفّ العملاء لن يوفّر "التيار" في المرحلة المقبلة متى استؤنف البحث في ملفّ العميد فايز كرم. لكنّ المخاوف تدلّ الى أمكان ان تُفتح المعركة ضدّ شبطيني معركة يخوضها الحزب في مواجهة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إذا عاود طرح تعيين شبطيني لرئاسة المجلس.

لكنّ مصادرمطّلعة نفت عبر "الجمهورية" ان يكون حزب الله في وارد المواجهة مع سليمان في هذه المرحلة بالذات لأكثر من سبب داخليّ وإقليمي. وقالت إنّ التعاطي بملفّ تعيين شبطيني في رئاسة مجلس القضاء الأعلى لا يعني رئيس الجمهورية لعلاقة ما أو لرغبة شخصيّة لديه بتعيين شبطيني. وأضافت انّ سليمان عندما إقترح تعيينها في الموقع القضائيّ الأوّل توقّف عند مضمون التقارير التي وردت اليه من أجهزة الرقابة عن مواصفاتها وما تتمتّع به من أقدميّة، وكونها من داخل الملاك، ما يتوافق والآليّة التي اقرّها مجلس الوزراء لإجراء التعيينات الإدارية والقضائية، ولو كانت هذه المواصفات لدى غيرها لما توقّف عند الإسم للحظة واحدة.

وقالت المصادر نفسها "إنّ المفارقة تكمن في إصرار النائب ميشال عون ووزرائه على تعيين مشلب الذي لا تتلاقى مواصفاته وأيّ من بنود الآليّة، فهو في الموقع الرابع أو الخامس على الأقلّ من بين المؤهّلين لتولّي هذا المنصب، ومن بين المرشّحين المقترحين لهذا الموقع الحسّاس، وأنّ سليمان لم يكن يعرف من هي شبطيني قبل أن يلتقيها منذ فترة للتعرّف اليها وهي التي حلّت أوّلاً في لائحة المؤهلين للموقع بلا منازع". وختمت "أنّ سليمان لن يخوض المعارك الوهميّة في ملفّ التعيينات، ولن يخرج عن الآليّة المقترحة إذا ما أقرّ التعيين لأيّ موقع كان سواء توافر من ضمن الملاك أو من خارجه حسب الأصول التي أقرّت".

 

آخر من يحق له الإعتراض على الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية هو "حزب الله"

 فريد حبيب: على ميقاتي وضع حد لتحامل حزب الله على القضاء

 موقع القوات اللبنانية

لفت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب حبيب في بيان له الى أن سخرية القدر تكمن بإصرار "حزب الله" على إعطاء القاضية شبطيني دروسا بالوطنية والأخلاق المهنية، في وقت تخلى فيه الحزب عن وطنيته لصالح المحاور الإقليمية وساق البلاد الى حافة المواجهات مع المجتمع الدولي وإستباح القوانين والدستور وصادر دور المؤسسة العسكرية واحتكر قرار الحرب والسلم وأقام المربعات الأمنية المقفلة وإعتقل ويعتقل من يشاء من اللبنانيين، وكله بذريعة أنه حزب مقاوم يتعاطى مع منطق الدولة ومؤسساتها على قاعدة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".

وأضاف النائب حبيب أن "حزب الله" آخر من يحق له الإعتراض على الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية وذلك إنطلاقا من أن هذه الأخيرة هي من أخلت سبيل مصطفى حسن مقدم مُسقط طوافة النقيب سامر حنا، وهي من حكمت بلطف على العميد فايز كرم المتهم بالعمالة لإسرائيل وسط صمت مريب للحزب يتناقض بالشكل والمضمون مع مطالبه بإنزال عقوبة الإعدام بحق العملاء، لاسيما وأن هذا الصمت لم يكن سوى عملا بما تقتضيه مصالحه وإستراتجياته الحزبية، مذكرا بتصريح النائب علي فياض لصحيفة الجمهورية بتاريخ 4 أيلول 2011 إثر صدور الحكم على العميد كرم، حيث اكتفى فيه بالقول "لا تعليق لدى الحزب والموضوع في يد القضاء اللبناني وهو المعني به"، مشيرا بالتالي الى أن التناقض ما بين صمت الحزب عن هذا الحكم القضائي وإعتراضه على آخر صادر عن الجهة القضائية نفسها، يؤكد ودون أدنى شك اعتماده معيارين في مقاربة ملفات العمالة، بحيث يتعاطى مع كل منها بحسب الهوية السياسية لصاحب الملف وبمدى تأثير إدانته للعميل على تحالفاته المحلية وإن كانت تحالفات ظرفية لأسباب استراتيجية كتأمين جزء من الغطاء المسيحي له. وإعتبر النائب حبيب أنه وبالرغم من صدور بيان عن وزير العدل شكيب قرطباوي مشكورا أهاب فيه بتدخل "حزب الله" في القضاء وتهجم وسائله الإعلامية عليه ولو من دون تسميتهم، إلا أن تاريخ "حزب الله" غير المعني أساسا لا بالهرمية القضائية ولا بهرمية الدولة ككل والمتهم أربعة من عناصره بإرتكاب جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري، لن تردعه بيانات مماثلة عن التحامل والتهجم على السلك القضائي، معتبرا بالتالي أن على الرئيس ميقاتي التصدي لتحامل "حزب الله" على القضاء.

 

سليمان عرض الاوضاع مع شربل وحرب ويرأس بعد ظهر اليوم جلسة مجلس الوزراء المخصصة لمتابعة درس مشروع قانون الانتخاب

وطنية - 12/12/2011 يرأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر اليوم جلسة مجلس الوزراء المخصصة لمتابعة درس مشروع قانون الانتخابات النيابية.

وزير الداخلية

وفي نشاطه، اطلع الرئيس سليمان من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على الاوضاع الامنية في البلاد، ودعاه الى أن "تكثف القوى الامنية جهودها للحفاظ على الامن والاستقرار خصوصا في فترة الاعياد، وان تكون هذه القوى على جهوزية عالية لمنع الاخلال بالوضع الامني واعتقال المخلين بسرعة وإحالتهم الى القضاء المختص".

حرب

وعرض الرئيس سليمان مع النائب بطرس حرب للتطورات السياسية الراهنة على الساحتين المحلية والاقليمية.

وزراء سابقون

وتناول رئيس الجمهورية مع كل من الوزيرين السابقين منى عفيش ويوسف سعادة الاوضاع السائدة راهنا على الساحة الداخلية.

مرشحة لبنانية للنيابة الفرنسية

واستقبل الرئيس سليمان المرشحة لمنصب نائب في المجلس النيابي الفرنسي من اصل لبناني السيدة باتريسيا الياس سميدا مع وفد من حملتها الانتخابية.

وشرحت السيدة سميدا لرئيس الجمهورية اهدافها من الترشح خصوصا وأنها المرة الاولى التي ينتخب فيها نواب من الفرنسيين المقيمين في الخارج بموجب التعديل الدستوري الذي حصل في العام 2008.

من جهته تمنى الرئيس سليمان للمرشحة سميدا التوفيق، مشيرا الى "أن ذلك يعزز أيضا الروابط والعلاقات اللبنانية - الفرنسية خصوصا على مستوى التعاون النيابي.

معوض

وزار بعبدا رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الذي شكر لرئيس الجمهورية ايفاد ممثل عنه لحضور القداس السنوي في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوض.

 

80 شاحنة للجيش اللبناني سلمت أسلحة وذخائر للشبيحة في حمص بأوامر من حكومة ميقاتي

خالد الخلف لموقعنا: الأسد ونصرالله ومن معهم سيحاسبون على جرائمهم بحق السوريين.. 

طارق نجم

أعلن الشيخ خالد خلف، المعارض السوري المعروف وعضو المجلس الإنتقالي، أن العديد من مقاتلي حزب الله قد سقط في سوريا وأنّ هناك عشرات من الشاحنات التابعة للجيش اللبناني تفرغ ذخائر وأسلحة لشبيحة النظام بأوامر من الحكومة اللبنانية.

الخلف, وخلال حديث خاص أدلى به لموقع "14 آذار" الإلكتروني من فرنسا، دعا الى تدخل سريع للدول الغربية واقامة حظر جوي فوق سوريا من اجل الدفاع عن المدنيين. وكان الخلف قد تعرض الى محاولة خطف في مدينة إسطنبول التركية الشهر الماضي مما دفعه للإنتقال الى العاصمة الفرنسية باريس حيث كانت له طلاّت اعلامية بارزة كشف خلالها عن المشاركة الفعلية لحزب الله وايران وحلفائهما في قمع الشعب السوري الى جانب شبيحة النظام.

ويعدّ الخلف من أبرز زعماء قبائل البكارة التي تسكن منطقة الجزيرة في سوريا وتنتشر في العراق والأردن، وقد أسس المجلس الإقليمي لمناهضة التعذيب ودعم الحريات وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، وتعرض قبل ذلك للإعتقال والتعذيب لدى المخابرات السورية كما اعتقل عدد من افراد عائلته واضطر لمغادرة سوريا قسراً.

استهل الشيخ خالد حديثه بالإشارة إلى أنّ المجلس الإقليمي لمناهضة التعذيب يعمل على "توثيق تصرفات النظام الإجرامية بحق الشعب الســوري من قتل وتنكيل واغتصاب للأطفال والنساء واختطاف وتعذيب واخفاء قسري".

وأضاف: "بالنسبة للأدلة التي نملكها فلدينا تلك المقاطع التي تم تصويرها بأيدي المتظاهرين العزّل ونستعين بأهالي المخفيين والمعتقلين وان شــاء الله سيحاسب كل من بشــار الأســد وحسن نصر الله ومن لف لفهم على كل الجرائم التي ارتكبوها ضد الشعبين الشقيقين السوري واللبناني قديماً وحديثاً ونحن بصدد رفعها الى المحاكم الدولية".

أما بخصوص سلمية الثورة السورية المندلعة منذ 9 أشهر بشكل متواصل، فقد رأى الخلف أنه "لم يعد للسلمية مكان لدينا فمن يطالبنا بالتمسك بالسلمية كوسيلة لمتابعة الثورة ربما يتخيل إننا في بلد كبريطانيا او فرنســا او كندا. وهنا نقول لهم يا جماعة ألا ترون أننا نواجه بصدورنا العارية اعتى جبابرة الأرض اجراماً سواء من حزب الله الإيراني الى الباسيج الى جيش مقتدى الصدر... ناهيكم عن قطعان تسمى الشبيحه تتبع مباشــره لماهر الاســد وبــشــارالاســد  لديهم اوامر بالقتل والإغتصاب والسلب والنهب؟ وهل يعقل أن نواجه هؤلاء بالسلمية بعد ما افتعلوه بحقنا وحق أهلنا وشبابنا ونسائنا؟".

وتابع: "من ناحيتنا، فإن الجيش الحر والقبائل العربية تجهز لتحرك قوي على الارض حماية للمدنيين ودفاعاً عن الأعراض والمقدســات وذوداً عن أهلنا ولكن ينقصنا السلاح والذخيره. ومانتطلع إليه في القريب العاجل هو تطبيق حظر جوي شامل مع ضربات مركزة على كل مواقع النظام".

وقد شدد الخلف على أنّ الشعب السوري واحد موحّد "فالنسيج الإجتماعي الســوري اقوى من هكذا ترهات يطلقها النظـام وحلفائه من أجل تخويف الأقليات المذهبية والطائفية وكل من يلوح بورقة الاقليات مخطئ بتصوره.

وقال: "نحن من شــيوخ قبيلة الساده البكاره الســنه، وفي الوقت عينه لي ابناء عم من الشيعة ولي ابناء عم ســريان مسيحيين وأخوالي من اليزيدية الكرد في ســوريا. ومن المعروف عنّا أننا قمنا بحماية الارمن منذ زمن بعيد وهم بيننا الآن أخوة لنا والتاريخ يشهد على ذلك", مطمئناً "من يخشى من تولي الإسلاميين مقاليد الحكم، بأنه ليس للإخوان المسلمين دور داخلي يفوق غيرهم لا في هذه المرحلة ولا في القادم من الوقت. وما سنراه بعد ســقوط النظام هو أنّ صناديق الإقتراع هي التي ستحدد من سيحكم ســوريا علماً اننا في الوقت الراهن نناقش هذه الأمور لأنّ ما يحصل افظع واكبر مما يتخيله عقل بشــري ولا مجال هنا للبحث بالمصالح السياسية الضيقة أمام ما يمرّ به الشعب السوري من تحول تاريخي".

وحول ما ورد على لسان الشيخ خالد في العديد من طلاته الإعلامية من قبل حول تورط حزب الله بعمليات قمع في سوريا، أجاب: "اولاً اهزوجة ان حزب الله مقاوم هي اهزوجه جوفاء فارغه فمنذ بدايات نشأة هذا الحزب الايراني الشيطاني والكل يعلم انه شــوكه مغروســه في خاصرة العرب والمسلمين. ثانياً، منذ اندلاع ثورة درعا المباركه ونحن نقدم الدليل بعد الآخر على اشــتراك شبيحة حزب الله في قتل المدنيين الســوريين  واغتصاب النساء والاطفال وتدمير المساجد والخطف."

وأضاف: "نحن نبحث الآن عن ادانه رســميه للمجرم الارهابي حســن نصر الله لانه مســؤول وبشكل مباشــر عما يفعله زبانيته بالســـوريين كما هي مســؤولية المجرم بشــار الاسد عن تلك الفظائع ولدينا عدد هائل من مقاطع الفيديو التي تثبت ذلك كما لدينا بطاقات هوية لعناصر من حزب الله تم قتلهم على يد الثوار وسلمت جثثهم الى اهاليهم في بعلبك الهرمل وقامت اخت احدهم بمناشدة الارهابي حســن نصر الله على ان يكف عن ارسال ابناء الشيعه الى ســوريا".

وتابع: "اذكر من مقاتلي حزب الله الذين قتلوا في سوريا محمد غازي الحاج حسن وحسان الحاج حسن واســد علاو وحسين غازي طليس وغيرهم. وهنا يؤسفني ان ابلغكم ان هناك اكثر من ثمانين شاحنة تابعه للجيش اللبناني سلمت حمولتها من الأسلحه والذخائر للشبيحه لمساعدتهم في قتلهم ابنائنا بالقرب من حمص ومن دمشـــق وذلك بأوامر واضحة من حكومة نجيب ميقاتي في لبنان".

كما اورد الخلف أنّ "عناصر من حزب الله يدخلون إلى سوريا عبر المنافذ الحدودية مع لبنان في سيارات خاصة وهذه بعض تفاصيلها:

- رنج روفر: 52770، 900521، 68888، 57221

-مرسيدس كبين: 795224، 721344

-جيمس: 690001، 690008

وتتجمع بعض هذه السيارات في مواقف عامة على جانبي الطريق قرب مشفى المواساة. كما يتواجد عناصر حزب الله في المدينة الجامعية في دمشق، طريق المزة، أوتستراد، في الوحدة رقم 15 الطابق 1 وحدة الطلبة العرب. وأحياتاً يقوم العناصر بالاجتماع في المسرح الموجود في المدينة الجامعية، كما أن السلاح موجود في المسرح ذاته، والمسؤول عنهم نائب رئيس فرع الجامعة، إياد طلب، أبو محمد من تل منين".

أما عن وجود دور ايراني في سوريا فأوضح الخلف أنه "لم تكن ايران ابداً علي الحياد أزاء أي فتنة في المنطقة, فانتم تشاهدون القلاقل التي تشعلها ايران وذراعها في المنطقه عبر حزب الله  وخلاياه النائمة في كل من البحرين والمملكه العربيه السعوديه ولبنان والعراق وآخرها محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن. واما بالنســبه لســوريا الآن فإن إيران متدخلة بشكل مباشــر في قتل السوريين ودعم الارهاب حول العالم وقد قاموا بإرسال رجال مدربين على القنص وقتال الشوارع  من الشيشان تابعين للباسداران، حيث وصلوا الى سوريا وكما ترى في اللائحة فأسمائهم مرفقة مع عينة من صور جوازات سفرهم".

وبالنسبة لمبادرة الجامعة العربية فقد صنفها الخلف بأنها "نوع من تحسين وضع المجرم بشار الأسد وعائلته فالشعب السوري وحده يعاني مأساه إنســانيه مروعه حيث حرمت المناطق التي تشهد التظاهرات والاحتجاجات من ابسط مقومات الحياه واهم المواد التي منعها النظام هي الماء والأدويه وحليب الاطفال والمواد التموينيه والغاز والديزل الخاص بالتدفئة".

وتابع قائلاً "التدويل هو احتمال يقترب وبطبيعة الحال فإن لكل دولة مصالحها وهناك فاتوره واجبة الدفع. ونحن كشعب سوريا مســتعدون لدفع كل مالدينا للخلاص من عصابة المجرمين الأسديين. واخاطب العالم الحر وادعو  فرنسا وبريطانيا والمانيا وامريكا وكندا للتدخل عســكرياً وبــشــكل فوري في ســـوريا وضرب مواقع النظام الاسدي لحماية المدنيين من بطش هذا النظام وهذا هو المطلب الذي يريده الشعب الســوري".

وختم الشيخ خالد الخلف حديثه متأسفاً وقال: "ان ايران والنظام الاسدي وحزب الله قد اخترقوا المعارضة السورية وهناك عدد كبير من المعارضين الســوريين فضحت عمالتهم للنظام ونحن نعمل علي مشــروع سيرى النور قريباً بهدف توحيد المعارضة الســورية الشريفة ان شــاء الله. كما يــســرني وبإسم الشــعب الســوري الحرّ توجيه رســاله شـــكر الى دولة الرئيس ســـعد رفيق الحريري على مواقفه الإنسانيه تجاه اهله من ابناء الشعب الســوري  وهذا ليس غريباً على دولته".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

صور البطريرك صفير في شوارع سوريا

رُفعت صورة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في تظاهرة ضخمة في سوريا كرمز للمقاومة العالمية.

 

الراعي يعمل على لفلفة ملف سرقة حزب الله لاراضي الكنيسة

أوكل مرجع ديني مسيحي إلى شخصية أمنيّة حلّ مشكلة أراض عالقة بين البطريركية المارونية وبعض أبناء طائفة الشخصية الأمنيّة.

 

قبلان عرض مع رئيس كتلة "المستقبل" التطورات الداخلية: لحفظ وحدة اللبنانيين وتعاونهم والابتعاد عن كل ما يثير الاحقاد

السنيورة: لا يمكن تحسن نوعية وعيش اللبنانيين طالما استمرت فوضى السلاح

أي عمل يؤدي إلى اعتماد لبنان صندوق بريد للتهجم على اليونيفيل مرفوض

وطنية - 12/12/2011 إستقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة يرافقه النائب غازي يوسف وفادي فواز، وجرى عرض للاوضاع في لبنان والمنطقة.

وأكد الشيخ قبلان "ان لبنان وطن نهائي لكل اللبنانيين المطالبين بأن يحافظوا على وطنهم بكل فئاته ومناطقه، وعليهم ان يكونوا متماسكين متضامنين ولا سيما ان اللبنانيين اخوة، ونحن لا نفرق بين لبناني واخر، وندعو اللبنانيين كي يكونوا يدا واحدة وفي توجه واحد بعيدين عن كل حقد وحساسية".

وطالب اللبنانيين "بحفظ وحدتهم الوطنية من خلال تعاونهم وتواصلهم، والابتعاد عن كل ما يثير الحساسيات والأحقاد، وعدم السماح لأي دعوة تستبطن الفتنة بين اللبنانيين، فالمطلوب ان يتحد اللبنانيون لمواجهة المؤامرات والفتن التي تتهدد وحدتهم وعيشهم المشترك".

ودعا السياسيين إلى "التزام الخطاب المعتدل الذي يجمع بين اللبنانيين ويبعدهم عن التشنج والحساسيات ليبقى لبنان موحدا متعاونا ومتواصلا بين جميع مكوناته وشرائحه، فنحن دعاة وحدة وتعاون وتواصل بين جميع اللبنانيين، وننبذ كل دعوة للتعصب والتطرف بين اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا".

وشدد الشيخ قبلان على ضرورة "ان يلتزم رجال الدين بالدعوة إلى الوحدة والتعاون من خلال خطاباتهم ومنابرهم ليكونوا دعاة وحدة وتعاون وتواصل بين كل اللبنانيين".

السنيورة

وادلى الرئيس السنيورة بتصريح اثر اللقاء قال فيه: "اللقاء دائما، والاجتماع بسماحة الإمام قبلان أمر في غاية الأهمية، ويطلع الإنسان في كثير من الرضا في هذا اللقاء الحميم والمشبع بالروح الإيمانية والواقعية، وهذه الزيارة أردناها لتأكيد التواصل والكثير مما يجمعنا من المشتركات في وطننا لبنان والذي وجدنا أننا في كل موضوع بحثناه كان موقفنا ومعتقداتنا وتوجهاتنا واحدة، ولقد بحثنا مع سماحته عددا من القضايا تتعلق بوحدة المسلمين، وسمعنا كلاما منه يؤكد هذا الأمر الهام، كما وأيضا يؤكد وحدة اللبنانيين، وان لبنان هو الوطن النهائي لجميع اللبنانيين وهم متساوون في كل امر في ما بينهم في علاقتهم بلبنان وايضا في وجودهم في هذه المنطقة العربية والتي نحمل مع أشقائنا العرب ذات القضايا ولا سيما في موقفنا من الاحتلال الإسرائيلي وموقفنا من التعديات التي ما زالت تمارسها إسرائيل في القدس وفي الضفة الغربية، وفي أهمية ان يصار إلى توحيد الجهود من اجل التصدي لهذه المؤامرة الإسرائيلية المستمرة، ولقد كانت مناسبة طيبة مع سماحته حول شتى المسائل التي نمر فيها في لبنان، أكان في المواضيع المتعلقة بتأكيد أهمية وحدة المسلمين وعدم الالتفات إلى كلام يؤدي إلى إثارة المشاعر او تهييج المواطنين إلى أي فئة انتموا، فالجميع يحترم، وهذا ما سمعته منه بالتأكيد ان نحترم شعائر بعضننا بعضنا ويؤكد الاحترام الذي يكنه المسلمون جميعا لأهل بيت رسول الله والسيدة عائشة وأيضا بالتأكيد على ان هذه الأمور يجب ان نطرحها جانبا ولا نعطيها أكثر مما تستحق من اهتمام لان هذا الكلام الذي يروى هنا وهناك ليس له أهمية تذكر في التهجم على زوجة رسول الله، هذا الأمر نعتقد انه يجب ان لا يأخذ من وقتنا ولا من اهتماما على الإطلاق، ومهما قال فلان او زيد من الناس في هذا الشأن لا قيمة له تذكر ولا احد يمكن ان يتصدى او يتهجم على احد من أهل البيت، اما الأمر الثاني هو التأكيد على وحدة اللبنانيين في وجه كل هذه التحديات التي نمر فيها، وأهمية العمل سوية من اجل مواجهة كل الاحتمالات التي يمكن ان تطرأ والتي ينبغي ان نواجهها جميعا في موقف موحد، وأهمية العمل سوية من اجل مواجهة كل الاحتمالات التي يمكن تطرأ والتي ينبغي ان نواجهها جميعا بموقف موحد حتى نتعامل مع هذه المتغيرات التي قد تحصل في منطقتنا العربية، وبالتالي يجب ان لا يكون لها أي تداعيات وأنا على ثقة بأن هذا الموقف الذي عبر عنه سماحته نحن نشاركه في هذا الاتجاه".

وسئل الرئيس السنيورة: كيف تقرأ الموقف الفرنسي الذي حمل سوريا مسؤولية الاعتداء على اليونيفيل.

أجاب: "انا اعتقد ان السفير الفرنسي تكلم عن وجهة نظره، وعندما سئل هل لديك إثباتات قال لا، وهذا موقف تحليلي للسفير الفرنسي، وانا اقدر ان فرنسا تعرضت لاعتداء، ونحن عبرنا بشكل واضح وصريح عن إدانتنا لهذا الاعتداء الذي يستهدف القوى التي أتت للبنان لدعم تطبيق القرار 1701، وبالتالي ليس على الإطلاق لا من أخلاقنا ولا من مصلحتنا ان يصار إلى التهجم او الاعتداء على هذه القوى التي هي لمصلحة لبنان ان تستمر في الحفاظ على تطبيق القرار 1701 وعلى الأمن والاستقرار في الجنوب، وبالتالي أي عمل يؤدي إلى اعتماد لبنان صندوق بريد او وسيلة للتهجم على هذه القوى وعلى دول هذه القوى فهو امر مرفوض ومدان".

سئل: كان هناك موقف لغبطة البطريرك الراعي شدد فيه على اهمية ضبط السلاح ضمن الشرعية اللبنانية، كيف تقرأ هذا الموقف؟

أجاب: "هذا عبرت عنه منذ فترة طويلة، وفي الأسبوع الماضي صرحت وذكرت هذا الكلام، نحن، وبعد كل هذه التجارب التي مررنا فيها، وبعد هذه الفوضى المستشرية للسلاح، وهذا التراخي الذي نشهده من قبل أجهزة الدولة اللبنانية، وأيضا من قبل الذين يمارسون هذه التعديات أكان على بعض المواطنين كأشخاص او افراد وجماعات وغيرها، نجد ان ليس هناك من امكانية من تحقيق تقدم على صعيد الأمن او التقدم الاقتصادي، وتحسن في نوعية وعيش اللبنانيين طالما استمرت هذه الفوضى من السلاح، ولا يمكن في المحصلة الا إن تعود الدولة والدولة هي التي تضمن امن وامان اللبنانيين، وبالتالي الحل الوحيد هو ان تعود الدولة هي صاحبة السلطة الوحيدة على كل الأراضي اللبنانية ولا يكون هناك أي سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، و هذا لا يعني على الاطلاق التخلي عن موقفنا في موضوع الصراع العربي - الإسرائيلي، نحن موقفنا كلبنانيين وكدولة لبنانية يستمر، اننا ضد إسرائيل ومخططاتها، وبالتالي موقفنا منسجم مع ما يريده الشعب اللبناني في قضية الصراع العربي - الإسرائيلي وتصدينا لإسرائيل".

سئل: ما هو موقفكم من الكلام الاخير حول نية إنشاء مخيمات للاجئين السوريين في الشمال تنطلق منه عمليات باتجاه سوريا؟

أجاب: "نحن في هذا الأمر موقفنا كان وما يزال أننا لطالما دافعنا عن استقلال لبنان وسيادته وعدم تدخل الغير في شؤوننا الداخلية، وما نرضاه لأنفسنا يجب ان نرضاه لغيرنا ولأشقائنا، وبالتالي عدم التدخل بالشؤون الداخلية لسوريا وهذا لا يعني عدم الاكتراث لما يجري، هؤلاء مواطنون سوريون وعرب، وبالتالي نحن نتعاطف معهم، ولكن ما نرضاه لسوريا هو ما يرضاه الشعب السوري لنفسه وهو أدرى بشعابه، ونحن لا نتدخل، ونحن ضد إيجاد هذه المخيمات التي يتحدث البعض عنها، وهذا الموضوع غير مطروح بنظري انا، ولكن نحن ضد هذا الامر، اما ان هناك بعض الإخوان السوريين الذين يلجأوون بسبب الأوضاع الغير المستقرة فهؤلاء من أبناء جلدتنا، وهؤلاء عرب يلجأوون إلى لبنان بشكل موقت كما لجأ اللبنانيون في فترة سابقة إلى سوريا واضطروا ان يلجأوا إليها، وعلينا ان نكون حرصاء على أوضاعهم إلى ان تستقر الأوضاع إن شاء الله في سوريا الشقيقة، وبالتالي يعود السوريون اللاجئون إلى وطنهم".

 

السنيورة زار علي الامين: نرفض استعمال الجنوب ورقة او مادة للتهويل او الابتزاز والاضرار بمصالح لبنان

 وطنية - 12/12/2011 زار الرئيس فؤاد السنيورة يرافقه النائب غازي يوسف وفادي فواز السيد علي الامين وعرض معه الاوضاع على الساحة اللبنانية.

بعد اللقاء قال السنيورة: "انا سعيد بهذه الزيارة وسعادتي مستمرة في كل لقاء اقوم به واكون مع سماحة السيد وهذه فرصة طيبة للاستزادة من علمه ومعرفته ومن صفائه الديني وايضا ومن ايمانه القوي الوطني بلبنان وبعروبته، اضافة الى التأكيد الكبير الذي يحمله دائما لأهمية الوحدة بين المسلمين". اضاف: "كان اللقاء مناسبة للتداول في العديد من الامور المتعلقة بوحدة المسلمين والاصرار على هذا الهدف والسعي المستمر لتعزيزه ونبذ كل كلام او ادعاء او فتنة يحاول ان يثيرها البعض ضد وحدة المسلمين وما يجمعهم وهو كثير كثير".

وتابع: ان يكون هناك بعض الفروقات وبعض الاختلافات فهذا امر طبيعي ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولكن هذه الاختلافات يجب ان يكون سعينا دائما ومستمرا على ان لا تتحول الى خلافات، وهذا ما يحرص عليه سماحته ونحرص عليه ونسعى ويجب ان نستمر في سعينا الدؤوب لتأكيده بمثل حرصنا على وحدة المسلمين وعلى ما يجمعهم من امور كثيرة كذلك ايضا حرصنا الدائم على وحدة اللبنانيين وعلى ان تسود المساواة الكاملة في ما بينهم بايمانهم بلبنان الوطن النهائي المنتمي الى مجموعته العربية".

سئل عن الموقف الفرنسي الذي حمل سوريا مسؤولية استهداف الكتيبة الفرنسية من قوات "اليونيفيل".

اجاب: "لقد سئلت اليوم واجبت ايضا بهذا الموقف انه عندما سئل وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه عن هذا الامر كان جوابه ان ليس لديه ما يثبت ذلك ولكن هذا اجتهاده في هذا الامر، فبالتالي نحن سمعنا مثلما سمع غيرنا. في الوقت ذاته نقول ان هذا الاعتداء على الكتيبة الفرنسية هذا امر مدان ونحن لا نقبل به وهذا الامر يؤدي الى الاضرار بمن أتى لخدمة لبنان ليصار الى تنفيذ القرار 1701 الذي نعتقد انه لمصلحة لبنان في ان يسود السلم والاستقرار في الجنوب اللبناني لا ان يحاول البعض ان يستعمل الجنوب كصندوق بريد من اجل التهويل او الابتزاز او من اجل تنفيذ مصالح معينة له، لذلك نحن في هذا الشأن ندين هذا الاعتداء ونرفض كما يرفض اللبنانيون ويرفض اهل الجنوب ان يصار الى محاولة استعمال الجنوب ورقة او مادة من اجل التهويل او الابتزاز او المضايقة بحيث يؤدي ذلك الى الاضرار بمصالح لبنان ومصالح اهل الجنوب".

الامين

وسئل الامين عن اجواء الزيارة فقال: "ليس بعد كلام دولة الرئيس كلام".

وعما اذا كان قلقا على الوضع في الجنوب، اجاب: "الجنوب نتيجة عدم بسط الدولة لسلطتها الكاملة عليه لا يزال ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات ولذلك ما جرى بالامس كما تفضل دولة الرئيس هو امر مدان ومستنكر ولكنه ناشىء من عدم تمكين الدولة من القيام بدورها الكامل في حماية ارضها وشعبها وبسط سلطتها".

وعقب السنيورة بالقول: "اؤيد كل التأييد هذا المنطق وهذه المقاربة، وهذا الموقف في المحصلة يجب ان يكون قد اصبح واضحا لدى جميع اللبنانيين بأن ليس هناك من يحمي امنهم وامانهم ومستقبلهم وعيشهم ومستواهم ومعيشهم طالما بقيت الدولة غائبة وهناك من يحل محلها وهناك من يحاول ان ينال من قدرتها ومن هيبتها، وبالتالي يؤدي ذلك بنتيجة انتشار السلاح والمربعات الامنية الى عدم قدرتها على ان تبسط سلطتها الكاملة على كل الاراضي اللبنانية، هذا هي الحقيقة المرة التي يجب ان نقر بها وان نعمل على ان يصار الى ان تعود الدولة لكي تبسط كل سلطتها على كل الاراضي بالسواسية لدى الجميع. ليس هناك من فرق بين منطقة ومنطقة طالما ان هناك بلدا في النهاية يتساوى فيه الجميع وبالتالي ايضا يجب ان يتساوى في بسط السلطة على كل البقاع اللبنانية ليس هناك من بقعة يجب ان تكون محرمة على الدولة اللبنانية وبالتالي هذا لا يعني على الاطلاق اننا نفترق في موقفنا تجاه العدو الاسرائيلي.اسرائيل هي عدونا الوحيد وبالتالي تستطيع الدولة مدعومة بموقف موحد من قبل اللبنانيين جميعا بأن تقف ندا في الدفاع عن مصالح اللبنانيين والدفاع عن الارض اللبنانية وليس هناك من يستطيع ان يحل محل الدول اللبنانية".

 

رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس: "حزب الله" هو الطرف الوحيد الذي يقف وراء عمليات الاغتيال والتفجيرات الامنية 

اتهم نائب رئيس تيار "المستقبل" أنطوان أندراوس "حزب الله" بتنفيذ عملية تفجير اليونيفيل بأمر سوري، لافتاً إلى أنه وبما أن المنطقة كلها تحت سيطرته فهو الوحيد القادر على تنفيذ عمليات مماثلة.

وفي اتصال مع صحيفة "الشرق الأوسط" اعتبر أندراوس أن حزب الله هو الطرف الوحيد الذي يقف وراء كل عمليات الاغتيال التي وقعت في لبنان ووراء كل العمليات الأمنية التي تتم حاليا.

وأضاف انه لم يعد مسموحاً بأن يقوم النظام السوري وفي آخر أيامه بتهديد أمن لبنان والمنطقة وحتى الأمن العالمي بعد دخول روسيا على الخط، مطالباً الأمم المتحدة "بتوسيع مهام القوات الدولية في الجنوب للحلول مكان الجيش اللبناني الذي أصبح جزء كبير من ضباطه مرتبطين مباشرة بحزب الله".

 

السفير الاسرائيلي الجديد في مصر يصل إلى القاهرة ويؤكّد أنّ معاهدة السلام معها متينة

وصل إلى القاهرة السفير الاسرائيلي الجديد في مصر يعقوب أميتاي ليخلف اسحق ليفانون الذي غادر القاهرة عقب هجوم على السفارة الاسرائيلية في العاشر من ايلول الماضي. وقال اميتاي للصحافيين في مطار القاهرة إنّه "يتمنى أن تكون فترة عمله فى مصر فى خدمة السلام بين البلدين". وردًا على سؤال حول ما اذا كان هناك تخوف اسرائيلى من سيطرة التيار الدينى فى مصر، قال اميتاي الذي تحدث باللغة العربيّة إنّ السلام بين مصر واسرائيل "متين لانه قائم على مصالح مشتركة". وأشار إلى انه على يقين بأنّ السلام بين البلدين "سينجح لأنّه في مصلحة الشعبين"، وأضاف: "أهم شيء بالنسبة لعملي هو توطيد السلام بين مصر واسرائيل"، وأردف بالقول: "إن شاء الله الثورة المصرية ستنجح". وأوضح اميتاي انه بدأ عمله الدبلوماسي في السفارة الاسرائيلية في مصر ثم عمل فى الولايات المتحدة فى الفترة من 1989 الى 1993 ثم سفيرا فى كينيا ومسؤولا عن مصالح اسرائيل فى دول شرق افريقيا وأخيرا فى سفارة اسرائيل بأثيوبيا لمدة ثلاث سنوات. يشار إلى أنّ مصدرًا في وزارة الخارجية الاسرائيلية اوضح ان تعيين اميتاي خلفًا لليفانوف لا علاقة له بالهجوم على مقر السفارة الاسرائيلية في القاهرة وان قرار ايفاده الى مصر صدر قبل عشرة اشهر. وأضاف المصدر عينه أنّ ليفانوف قام في منتصف تشرين الثاني بتوديع زملائه واصدقائه في القاهرة قبل احالته على التقاعد نهاية الشهر.(أ.ف.ب.)

 

حرب بعد لقائه ميقاتي: خطاب الراعي عن السلاح غير الشرعي أثار تقدير واعجاب كل المعنيين بالحفاظ على دور الدولة

التقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي صباح اليوم في السرايا الكبير، النائب بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: "هدف الزيارة الاولى الى دولة الرئيس هو تقديم اقتراح القانون المتعلق بالمعاملات الالكترونية والتجارة الالكترونية، وهو موضع بحث في اللجنة التي شكلها دولته من اجل وضع قانون بهذه المعاملات والتي اصبحت حاجة كبيرة. وكان هناك تفاهم حول هذا الموضوع، ودولته سيحوله الى اللجنة وسيسرع عملية اقرار صيغة ما لهذا الاقتراح، وشرحت له ان الصيغة التي وضعتها نتيجة الدراسات المختلفة قد تكون هي الصيغة الفضلى لاعتمادها لهذا الامر".

وأضاف: "تطرقنا الى الشؤون العامة والى السياسة التي تتبعها الحكومة لتسيير أمور البلد، وابديت بعض الملاحظات انطلاقا من موقف رئيس الحكومة من المحكمة الخاصة بلبنان وتمويلها، وهنأته على هذا الموقف الذي جاء ليلبي مطلبا اساسيا لنا هو التزام الحكومة اللبنانية بتمويل المحكمة واستمرار البحث عن المجرمين القتلة الذين اغتالوا شهداءنا، اضافة الى مطلب تسليم المتهمين لتحقيق سير العدالة، وبالتالي معرفة ما اذا كانوا أبرياء ام لا".

وتابع: "لفتت نظر دولة الرئيس الى بعض القضايا التي تقلقنا على صعيد موقف لبنان السياسي، وكيفية إدارة الشأن العام، وعلى صعيد بعض الصفقات المشبوهة التي تتداولها الألسن على صعيد الكهرباء والالتزامات التي اثارت جدلا كبيرا وشكوكا كبيرة، مما دفع بعض النواب الزملاء الى تقديم أسئلة الى الحكومة حول هذا الامر، واوضحت للرئيس ميقاتي ملاحظاتنا بشأنها، واكدت له انه لا يجوز ان يصبح القضاء اللبناني وسيلة للتجاذب السياسي، وان يتحول الى اداة يمكن ان يصار الى الاعتداء عليها اذا لم يماشي القضاء اللبناني احد الأطراف السياسيين وفقا لرغباته السياسية، واعطيته مثالا على ذلك القرار الذي صدر عن محكمة التمييز العسكرية والذي كان موضع انتقاد كبير من حزب الله، وشرحت له انه لا يمكن ان نستمر في هذا الامر، بغض النظر عن موضوع البحث، لانه من غير الجائز ان يتحول كل قرار يصدر عن المحاكم الى موضوع انتقاد كبير، وبالتالي ان تتحول العملية الى وسيلة لاقصاء بعض المستحقين لمراكز قضائية كبيرة، تمنيت على دولته ان يبذل جهده لتحييد القضاء عن هذه الصراعات التي تؤذي كثيرا وجه لبنان في المستقبل".

وقال: "كذلك تطرقت الى خطاب البطريرك بشارة الراعي بالأمس بشأن موضوع استمرار انتشار السلاح غير الشرعي خارج اطار الشرعية، وقد اثار هذا الموقف تقدير وإعجاب وتأييد جميع المعنيين بالمحافظة على دور الدولة وقوتها وعلى عدم بناء دويلات على حساب الدولة اللبنانية، وعلى إمكانية ضبط الوضع الأمني في البلاد وحصر كل قرار امني او عسكري بالسلطة الشرعية اللبنانية وبالقوى الشرعية وهذا ما يصب في الاطار السليم الذي نطالب به، نحن سنتابع هذا الامر مع صاحب الغبطة بالتعاون مع جميع المخلصين الذين يؤمنون بأن الدولة اللبنانية بأجهزتها، هي المؤهلة لحماية المواطنين وتحرير البلاد، وكل من يريد ان يساعد الدولة واجهزتها في تحرير البلاد ومنع الاعتداء عليها، فان الدولة تفتح ذراعها لتقبل مساعدته ولا تقبل ممن يرغب في هذا الأمر أن يحل مكان الدولة وبالتالي ان يقوم بدورها ليغيبها".

وقال: "هذه هي اغلب المواضيع التي عرضتها على الرئيس ميقاتي، وأرى وجوب أن نستمر في هذا الحوار الذي يمكن ان يشكل نافذة للحوار بيننا كمعارضين وبين الحكومة، منطلقين من مبدأ انه اذا أحسنت الحكومة في مجال ما فنحن لا نعارض في سبيل المعارضة بل نؤيد ما تقوم به، واذا إخطأت الحكومة في مجال ما سنعارض وسنعلي الصوت ولن نسكت عن هذا الامر".

سئل: هل ان زيارتكم اليوم تعني إقتناعكم بعدم الجدوى من مقاطعة رئيس الحكومة والسرايا؟

اجاب: "لم يكن لدينا قرار بالمقاطعة، انما لم تكن هناك امور تستدعي حضورنا الى السرايا، وعندما استدعى الأمر ذلك جئنا من دون أي عقدة، نحن ديموقراطيون لا نحمل سلاحا ولا نؤمن بالمقاطعة، بل نؤمن بالأصول التي تفرض علينا ان نعارض من منطلق اخلاقي ووطني، لا ان نعارض في سبيل المعارضة فقط، رئاسة الحكومة ليست ملكا لأحد بل هي ملك جميع اللبنانيين، ونحن نأتي الى رئاسة الحكومة بصفتنا مسؤولين، ونجتمع بمسؤولين وهو شخص رئيس الحكومة لإبداء رأينا وملاحظاتنا ولتشجيعه، عندما يحسن، وللفت نظره الى الأخطاء او الأخطار التي يمكن ان تقع نتيجة اخطاء ترتكبها الحكومة التي يرأسها".

سئل: تحدثت عن صفقات مشبوهة في الكهرباء، ولكن الصيغة التي اقرت بها الخطة جعلتها تحت اشراف الحكومة والمجلس النيابي، كيف تتم إذن الصفقات؟

أجاب: "لنترك هذا الموضوع لرئيسي الجمهورية والحكومة بهدف منع حصول هذا النوع من الصفقات، كل ما يجدر قوله اننا لفتنا النظر، وقد اطلعت شخصيا على الخطة، كنت وزيرا في الحكومة السابقة التي لم توافق على ما يعرض علينا اليوم، هناك مخالفة للقرار وبعض هذه الصفقات يتناول مرفقا عاما واستثماره واحتكاره، وهذا الأمر يستدعي وجود قانون ولا يمر بقرار من الوزير".

واضاف حرب: "قمت بلفت نظر المسؤولين ومدير عام الكهرباء الى وجود مخالفات كبيرة والى ضرورة التنبه لها، كما لفتت نظر دولة الرئيس الى ان همنا يكمن في احترام القانون، لأن جميعا نريد تأمين الكهرباء ولكننا نريد ان تعطى وفق الأصول وان لا تكلف الشعب اللبناني أموالا كثيرة ليس في حاجة الى دفعها".

 

 

بيضون يحذّر من اجتياح مدمّر

علّق الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون على تكرار حادثة اطلاق الصواريخ من الجنوب، مشيراً الى ان كل المجموعات التي تقوم بهذه الاعمال مرتبطة ببعضها وحزب الله هو على علم بها كما انه في بعض الاوقات يشجّع هذه المجموعات. وقال بيضون في مداخلة عبر اخبار المستقبل: "الدولة اللبنانية لم تتحمل في السابق مسؤوليتها، واذا اليوم ايضاً لم تتحمّل مسؤوليتها سنصل الى نتائج مدمرة والى اجتياح مدمر". واكد ان المطلوب من الحكومة ان تجد حلاً للسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، حتى قبل الزيارة المرتقبة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون للبنان الشهر المقبل، كما شدد على ان رئيس الجمهورية لديه مسؤولية بالدعوة الى جلسة حوار لبحث موضوع سلاح حزب الله، لانه اذا بقي هذا السلاح من دون علاج فلبنان معرض لاجتياح مدمر.

 

جنبلاط خلال تكريم قدامى التقدمي في المختارة: النظام والدول المتصارعة حتما علينا تسوية أيار 2008

ولست نادما على تحول موقفي وسأقوم بغيره لمنع الفتنة

هناك من يريد ان يخرج اليونيفيل لنعود الى المواجهة

مشروع الدولة الواحدة بين العرب واليهود قد يكون الأفضل

وطنية - 12/12/2011 رعى رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط احتفالا اقامه الحزب التقدمي الاشتراكي، تكريما لقدامى حزبييه، في نادي "كلوب هاوس" المختارة.

وألقى جنبلاط كلمة قال فيها: "أشكركم على هذه الدعوة بعد تأخري عن المناسبة التي كانت مقررة الاسبوع الماضي، فقد عدت الى جذوري الى كردستان التي اخيرا، وبعد ثمانين عاما وصل اكراد العراق الى حقوقهم. وكان دائما كمال جنبلاط يدافع عن حق الأكراد في تقرير مصيرهم، لا سيما بعد اتفاقية لوزان عام 1924 التي ظلمت الشعب الكردي في كل مكان وخصوصا في العراق، واذكر عندما تحدى كمال جنبلاط صدام حسين وزار الملا مصطفى البرزاني في الجبال قبل اتفاق الجزائر المشؤوم عام 1975 عندما اتفق شاه ايران وصدام حسين على حساب الشعب الكردي ودخل الجيش العراقي الغازي ودمر 3 آلاف او 4 آلاف قرية كردية".

أضاف: "اليوم يتمتع الاكراد بالحد الأدنى من الاستقرار والتقدم والرقي. طبعا حالهم كحالنا تقريبا من حيث الجيرة. لكن اعتقد انهم على الطريق الصحيح، والاشارة التي قام بها رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان عندما اعتذر عن المجزرة التي لحقت بالأكراد العلويين في تركيا على عهد اتاتورك هي اشارة جد ايجابية في سبيل الوصول الى تسوية والى الحوار في كردستان تركيا مع اكراد تركيا".

وتابع: "سأعود الى المحطات التي ذكرت، وهي ايام كمال جنبلاط حيث كان الحوار والنقاش السياسي والعقائدي اكبر بكثير من اليوم. ايام كمال جنبلاط كان هناك شخصيات سياسية كبرى. كان هناك نقاش سياسي كبير جدا. في العام 1977 صودف انني ورثت دم كمال جنبلاط ودم الذين قتلوا ظلما في منطقة الشوف وسرنا في صراع لم يكن ابدا صراعا عقائديا، سرنا في صراع عسكري، كنا أدوات، نحن أدوات وغيرنا أدوات، تطاحنا في هذا الجبل ودمر هذا الجبل. أخيرا وبعد سنوات وسنوات، جاء اليوم الكبير عندما أتى البطريرك صفير الى المختارة وتصالح لبنان مع نفسه وتصالح الجبل. لكن مرت عقود، أيام الوصاية السورية لم يكن هناك نقاش سياسي، ودخل السوريون ودخلنا معهم في ما يسمى تسوية الطائف التي لا تزال سارية المفعول ولم يخرج حتى هذه اللحظة من ربيع لبناني".

وقال: "صحيح كما ذكر الرفيق جوزف القزي أنه كانت تربط صداقة شخصية بين كمال جنبلاط وعبد الناصر، لكن كان عبد الناصر قام بانقلاب عسكري. عرفته آنذاك كما عرفه العرب بالمجد والكرامة لشخصه الكبير. لكن آنذاك الخط القومي ترعرع في بيروت وكانت العلاقة الشخصية بين كمال جنبلاط وعبد الناصر قد حمت لبنان لاحقا في كثير المحطات لا سيما ثورة 1958. إلا أنها لم تحم لبنان لاحقا عندما استفحل ممثلو ما يسمى بالمخابرات المصرية وأزلامهم في المكتب الثاني اللبناني وارتأى كمال جنبلاط يومها ان يصوت الى سليمان فرنجية. الخط القومي واي خط سياسي لا يخرج الا من منطلق الاحرار والأنظمة الحرة الديمقراطية".

أضاف: "اليوم في الغرب يخافون من الاسلام لماذا؟ اذا كان الاسلام او اي حركات سياسية تأتي من خلال صندوق الاقتراع لا بأس، على ان تحترم الدساتير المقبلة ان في تونس او في مصر او في المغرب، وان يكون الاسلام احد مصادر الدساتير اذا امكن مع غيرها من المصادر من أجل حماية الاقليات وطمأنتها. وهذا النقاش الاساس الذي يجب ان يعود الى مصر. فلسطين لا تتحرر لا بالصواريخ ولا بغير الصواريخ. فلسطين تتحرر من الداخل. صحيح ان ياسر عرفات وابو جهاد خليل الوزير قاما بالعمل العسكري والانتفاضة، لكن فلسطين واهلها فقط يحررونها دون وصاية".

وتابع: "نحن هنا في لبنان، بعد أحداث ايلول في الاردن، وعندما أتت المقاومة الى لبنان، نعم تحالفنا مع المقاومة في مواجهة ما سميناهم آنذاك بالانعزال وبعض الجيش اللبناني الانعزالي ودخلنا أو ادخلنا في صراع اكبر منا بكثير عندما تطاحنت ارادة الالغاء، ارادة الغاء القرار الفلسطيني المستقل من قبل الجيران أي حافظ الاسد والقرار الفلسطيني المستقل الممثل بياسر عرفات لكن على غير ارض فلسطين. هذه كانت مأساة، ان ياسر عرفات لم يكن على ارض فلسطين ولذلك عمل جاهدا وافهمه بالرغم من كل ما يقال، أفهم ياسر عرفات أنه ذهب من هنا الى اليونان ثم بعد تسوية اوسلو التي انتقدناها ودخلنا في مزايدات، ذهب الى فلسطين كي يعمل من الداخل ويتحرر من الوصاية".

واردف: "اليوم ماذا يحدث في فلسطين؟ مشروع الدولتين انتهى. هناك الاستيطان، إذ لا يمكن لهذه الحكومة اليمينية ان تخلي اكثر من 600 الف يهودي مستوطن. اذن مشروع الدولة الواحدة الذي يحوي العرب واليهود قد يكون هو الأفضل إلا اذا هرب الاسرائيليون الى حرب مع الذين يريدون حربا، مع الذين لا يعيشون الا على الحرب بالبلاد العربية بما يسمى بمحور الممانعة من أجل الحفاظ على أنظمتهم. هذا رأيي في فلسطين، وخطاب ابو مازن في الأمم المتحدة كان من اجمل الوقفات التي رأيتها في حياتي، الذي لم نكن نسمع به عندما كنا مع بعض القوى مثل ابو اياد وخليل الوزير ابو جهاد وغيرهم من الذين استشهدوا وقتلوا".

وفيما يتعلق بالمنظومة الاشتراكية، قال: "أتذكر انه في العام 1970 عندما وقف كمال جنبلاط وكان أول المنتقدين آنذاك للمنظومة الاشتراكية، لانها لم تكن تملك القاعدة الاساس واقصد بها الحرية، نعم استفدنا جميعا من المساعدات العسكرية والمنح الدراسية نحن والحركة الوطنية لكن هذا المارد الكبير الاتحاد السوفياتي انهار لانه لم يعط الشعوب الحرية. كما يحصل الآن في العالم العربي. وكأنه عندما رفض آنذاك كمال جنبلاط عرض حافظ الاسد وقال له: لن أدخل في السجن الكبير، كأنه تنبأ أن جدران هذا السجن ستبدأ بالانهيار وبدأت بألانهيار والحمد لله وستنهار كل السجون".

أضاف: "لاحقا فيما يتعلق بالفترة الذهبية إذ كانت ربما اجمل فترة هي فترة 2005 و 2008 عندما وقف الشعب اللبناني ومشى في درب الحرية. طبعا كان دربا داميا من رفيق الحريري ومن قبله محاولة اغتيال مروان حمادة واغتيال جورج حاوي وسواهم، لكن وقف الشعب اللبناني. إنما نظامنا السياسي والدول المتصارعة على الارض حتمت علينا تسوية ايار 2008. لا استطيع ان اقول انها اجهضت الثورة اللبنانية، الثورة من اجل السيادة والاستقلال والقرار الحر، لكن وصلنا الى ما وصلنا اليه والتحول الذي قمت به لست بنادم عليه. وسأقوم بغيرها من الخطوات لمنع الفتنة لاننا نرى كيف الامور متشنجة مع الاسف في لبنان. المحكمة الدولية ماشية، بالرغم من اننا نتفهم ونقدر تحفظات البعض. وما قام به الرئيس نجيب ميقاتي جدا مهم لانه استطاع ان يمرر تمويل المحكمة حفاظا على الاستقرار".

وتابع: "وصلتنا بالامس رسالة الصواريخ وهذه رسالة خطيرة. هي قد تكون رسالة من الجيران الى فرنسا على الأراضي اللبنانية على حساب الاستقرار اللبناني، على حساب الجنوب وعلى حساب كل لبنان. وسبق ان أتت رسائل مماثلة سابقا وعندما تسأل اجهزة المخابرات يقولون لك القاعدة. القاعدة عنوان مطاط، الكل يستطيع ان يستخدم كلمة القاعدة، ولكن لن نستطيع ان نعرف ماذا وراء القاعدة طبعا سيقولون لك انها القاعدة ولكنها ليست القاعدة. هناك من يريد محليا واقليميا وعربيا ودوليا ان يخرج القوات الدولية من لبنان كي نعود الى المواجهة وربما الى حرب جديدة. لا افهم هذه الرسالة الا من خلال هذا المنطق. لذلك اتمنى على قيادة المقاومة ان تدرك خطورة الوضع وان تؤكد على ان المصلحة اللبنانية فوق كل شيء".

وقال: "عام 2006، قاتلت المقاومة قتالا شديدا في مواجهة العدوان الاسرائيلي، هذه المرة، كما قال الأستاذ غسان تويني "لا نريد حروب الآخرين على أرضنا"، كفانا حروب الآخرين على أرض لبنان".

اما بالنسبة لسوريا، فقال: "التحية الى كل الشعب السوري، في درعا والصنمين وحمص وكل هذا الشعب السوري البطل الجبار، تحية الى الشعب العربي والى الشعب السوري، ويا حيف على الذين يتخاذلون أو يتواطؤون يا حيف. ربما في المستقبل في الصيغة الجديدة للحزب، نحن جميعا تجاوزنا عمرا معينا، اتمنى بالصيغة الجديدة للحزب مع شباب الحزب وقيادة الحزب الجديدة ومعنا الرفيق ظافر ناصر ورفاقه الذين كانوا في مقدمة الثورة اللبنانية، ان نصل الى لبنان اللاطائفي، العلماني كما اراده كمال جنبلاط".

 

مواقع المخابرات السورية لجنبلاط: تجاوزت الخطوط الحمراء

 نشرت مواقع إلكترونية تديرها المخابرات السورية مقالا بعنوان : رسالة سورية الى جنبلاط: تجاوزت "الخطوط الحمراء".. ولا تنسَ كيف عدت في المرة الماضية الى دمشق

وجاء في المقال:

تجنّب المسؤولون السوريون، منذ بدء الأزمة السورية، الرد على التصريحات الصادرة عن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب اللبناني وليد جنبلاط، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بالرغم من أن مواقفه من الأحداث هناك أثارت الريبة في صفوف الكثيرين منهم.

في ذكرى والده الراحل كمال جنبلاط، وجّه "جنبلاط  إلى أبناء جبل العرب في سوريا "رسالة" إعتبرها الكثيرون في لبنان "خطيرة جداً"، وسيكون لها تداعيات على علاقته بالنظام السوري، ولكن كيف قرأت القيادة السورية "الرسالة الجنبلاطية"؟

جنبلاط تجاوز "الخطوط الحمراء"..

ينقل أحد زوار دمشق عن مسؤولين سوريين إعتبارهم أن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط "تجاوز في تصريحاته الأخيرة الخطوط الحمراء، وأن الرسالة الأخيرة التي وجّهها إلى أبناء جبل العرب لا يمكن أن تفهم إلا في سياق حملة التحريض المذهبي التي تشن على المجتمع السوري من قبل العديد من القوى".

ويرى المسؤولون السوريون أن "الخطورة الكبيرة في كلام جنبلاط كانت السعي لتحريض أبناء جبل العرب ضد النظام، بالاضافة الى دعوة أبناء الطائفة الدرزية في الجيش العربي السوري الى إلتمرد وعصيان الأوامر العسكرية".

وفي هذا الإطار، يؤكد الزائر اللبناني لموقع النشرة اللبناني أن "المسؤولين السوريين مطمئنون الى أن الأزمة السورية أصبحت في نهاياتها، وأن أبناء جبل العرب، كما معظم الشعب السوري، لن يستجيبوا الى كل الدعوات التحريضية التي تصدر من هنا وهناك"، ويشير إلى أن "الردود التي صدرت من فعاليات جبل العرب والتي استنكرت كلام جنبلاط ورفضته لا يمكن القول أنها بأمر من النظام وهي أفضل رد عليه"، كما يلفت إلى أنّ "زيارة الوفد اللبناني الدرزي الى سوريا في الأيام التالية لكلام جنبلاط والاستقبال الذي حظي به يوضع في اطار الرد عليه أيضاً".

على جنبلاط أن لا ينسى كيف عاد الى دمشق..

"ليس هناك قرار لدى القيادة السورية بقطع العلاقات كلياً مع النائب جنبلاط"، يجزم الزائر اللبناني نقلاً عن المسؤولين السوريين كما يقول، لكنه يلفت الى أن "طبيعة العلاقة ستتغير بطبيعة الحال علماً أنّ الاتصالات هي حالياً مقطوعة بين الجانبين"، ويوضح أن "مواقف جنبلاط ليست مفهومة من قبل القيادة السورية، فهو يريد أن يكون ضمن قوى الأكثرية وضمن قوى المعارضة في الوقت عينه"، ويضيف: "في القضايا المصيرية لا يمكن له أن يلعب دور "بيضة القبان" الذي بات محبباً لديه على ما يبدو".

وينقل الزائر اللبناني عن المسؤولين السوريين قولهم: "طوال الفترة السابقة كنا نتمنى على أصدقائنا في لبنان عدم الرد على جنبلاط بالرغم من رغبة الكثيرين منهم بذلك، أما اليوم فنحن لن نتدخل لمنع أي أحد من الرد عليه"، ويعتبر المسؤولون السوريون أن "جنبلاط اليوم نصف منخرط بالمؤامرة على سوريا، وعلى ما يبدو يريد أن يلعب هذا الدور في هذه الفترة الحرجة حتى تتوضح الأمور".

وفي القراءة السورية لمواقف جنبلاط تأكيد بأنها لم تكن مستغربة، ويقول المسؤولون السوريون: "جنبلاط في العام 2005 إنخرط في مشروع معاد لسوريا، وأعلن عن ذلك بلسانه فيما بعد لا نحن، ولم نكن يوماً نعتقد أنه لن يعيد التجربة في حال كانت له مصلحة في ذلك"، لكنهم يدعونه الى أن يتذكر جيداً كيف عاد الى دمشق في الفترة السابقة والثمن الذي دفعه لقاء ذلك، ويلفتون الى أن "العودة هذه المرة قد لا تكون متاحة ومصير العلاقة معه تحدده مواقفه في المستقبل".

 

آخر من يحق له الإعتراض على الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية هو "حزب الله"

 فريد حبيب: على ميقاتي وضع حد لتحامل حزب الله على القضاء

 موقع القوات اللبنانية

لفت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب حبيب في بيان له الى أن سخرية القدر تكمن بإصرار "حزب الله" على إعطاء القاضية شبطيني دروسا بالوطنية والأخلاق المهنية، في وقت تخلى فيه الحزب عن وطنيته لصالح المحاور الإقليمية وساق البلاد الى حافة المواجهات مع المجتمع الدولي وإستباح القوانين والدستور وصادر دور المؤسسة العسكرية واحتكر قرار الحرب والسلم وأقام المربعات الأمنية المقفلة وإعتقل ويعتقل من يشاء من اللبنانيين، وكله بذريعة أنه حزب مقاوم يتعاطى مع منطق الدولة ومؤسساتها على قاعدة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".

وأضاف النائب حبيب أن "حزب الله" آخر من يحق له الإعتراض على الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية وذلك إنطلاقا من أن هذه الأخيرة هي من أخلت سبيل مصطفى حسن مقدم مُسقط طوافة النقيب سامر حنا، وهي من حكمت بلطف على العميد فايز كرم المتهم بالعمالة لإسرائيل وسط صمت مريب للحزب يتناقض بالشكل والمضمون مع مطالبه بإنزال عقوبة الإعدام بحق العملاء، لاسيما وأن هذا الصمت لم يكن سوى عملا بما تقتضيه مصالحه وإستراتجياته الحزبية، مذكرا بتصريح النائب علي فياض لصحيفة الجمهورية بتاريخ 4 أيلول 2011 إثر صدور الحكم على العميد كرم، حيث اكتفى فيه بالقول "لا تعليق لدى الحزب والموضوع في يد القضاء اللبناني وهو المعني به"، مشيرا بالتالي الى أن التناقض ما بين صمت الحزب عن هذا الحكم القضائي وإعتراضه على آخر صادر عن الجهة القضائية نفسها، يؤكد ودون أدنى شك اعتماده معيارين في مقاربة ملفات العمالة، بحيث يتعاطى مع كل منها بحسب الهوية السياسية لصاحب الملف وبمدى تأثير إدانته للعميل على تحالفاته المحلية وإن كانت تحالفات ظرفية لأسباب استراتيجية كتأمين جزء من الغطاء المسيحي له. وإعتبر النائب حبيب أنه وبالرغم من صدور بيان عن وزير العدل شكيب قرطباوي مشكورا أهاب فيه بتدخل "حزب الله" في القضاء وتهجم وسائله الإعلامية عليه ولو من دون تسميتهم، إلا أن تاريخ "حزب الله" غير المعني أساسا لا بالهرمية القضائية ولا بهرمية الدولة ككل والمتهم أربعة من عناصره بإرتكاب جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري، لن تردعه بيانات مماثلة عن التحامل والتهجم على السلك القضائي، معتبرا بالتالي أن على الرئيس ميقاتي التصدي لتحامل "حزب الله" على القضاء.

 

ميقاتي سيتقرب أكثر من بري.. عون يلحق أكبر أذية بالمسيحيين.. ومواقف جنبلاط حيال "الممانعة السخيفة" تعكس حقيقة ما يراه"

افؤاد لسعد لـ"NOW Lebanon": حزب الله سيعاني من تداعيات تساقط هيبته وتراجع رصيده

رأى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب فؤاد السعد أن "الأكثرية النيابية المستجدة في أسوأ أوضاعها"، ولم يستبعد "أن تتأزم أمورها أكثر فأكثر لكن سيبقى انفراط عقدها ممنوع بأمر مباشر من النظام السوري"، لافتًا في هذا المجال إلى أنّ "حالة الحكومة الراهنة تعكس واقع التأزم في هذه الأكثرية".

السعد، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" أشار إلى أنّ "تجربة تمويل المحكمة الخاصة بلبنان تقدم صورة تشاؤمية لما سيكون عليه وضع الحكومة الحالية في الأمدين القريب والمتوسط، فالتناقضات ستبقى تتحكم بهذه الحكومة تحت سقف قرار منع سقوطها سواءً عبر استقالة الرئيس نجيب ميقاتي أو استقالة أي من الأطراف المشاركة فيها"، لافتًا إلى أنّ "الرئيس ميقاتي هو المستفيد من هذا الواقع، بدليل الأمر المباشر الذي أعطاه الرئيس بشار الاسد لتأمين تحويل الأموال المخصصة لتمويل المحكمة الدولية، الأمر الذي شكل لــ"حزب الله" صفعة ما بعدها صفعة، بينما اصطدم النائب ميشال عون "بالحائط" نتيجة التمويل واضطر للرضوخ مع ذلك للمشيئة السورية الكبرى".

وإذ أعرب عن اعتقاده بأنّ "حزب الله سيعاني في المرحلة المقبلة من تداعيات تساقط هيبته وتراجع رصيده في البلد، حيث لم يعد حتى أقرب حلفائه يخشون من هيبته كما كان الوضع سابقًا"، إعتبر السعد أنّ "حزب الله لم يعد باستطاعته في ضوء التطورات الأخيرة فرْضَ ما يشاء على حلفائه قبل خصومه"، مشيرًا إلى أنّ "هذا الأمر سينسحب على مطلب حزب الله إثارة ملف "شهود الزور" ومحاولته التعويض على العماد عون عبر تلبية مطالبه على مستوى الحكم".

وفي المقابل، رأى السعد أنّ "ميقاتي سيتقرب أكثر في المرحلة المقبلة من رئيس مجلس النواب نبيه بري بهدف تأمين تقاطعات تجمعهما برئيس الجمهورية ميشال سليمان، بما سيعيق كثيراً الطموحات العونية في الحكم وسيخفف من مقدرة عون على تحقيق ما يصبو إليه في هذا المجال"، منبهًا في الوقت عينه النائب ميشال عون إلى أنه "من خلال الدور الذي يقوم به، إنما هو يلحق أكبر أذية بلبنان عموما والمسيحيين خصوصاً في ظل هذه الظروف المحلية والإقليمية والدولية الحساسة".

وعن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، شدد السعد على كون "جنبلاط حافظ على ثوابته، وإن كانت له تعبيراته ظرفياً، غير أنه يبقى ثابتًا في الوقوف إلى جانب لبنان الكيان والحريات والديمقراطية والسيادة والاستقلال والقرار الحر ومشروع الدولة والربيع العربي والعدالة والحقيقة والمحكمة الخاصة بلبنان، وهو لا يحيد في كل ذلك عن العداء لإسرائيل ومناصرة القضية الفلسطينية"، مشددًا في هذا السياق على أنّ "جنبلاط متمسك بإنجازات الشعب اللبناني، ولعل ما أطلقه من مواقف حيال مجريات الأحداث في سوريا ومن "الممانعة السخيفة" يعكس حقيقة ما يراه في الشأنين اللبناني والإقليمي".

وردًا على سؤال عما إذا كانت الأحداث والمستجدات ستعيد لمَّ شمل "اللقاء الديمقراطي" برئاسة جنبلاط، أجاب السعد: "أساساً نحن لم نفترق، لكن حصلت ظروف يعرفها الجميع أملت على كل منّا أن يتخذ الموقف الذي رآه مناسبًا حيال هذه الظروف، واليوم نحن نلتقي تكرارًا والواقع الراهن باد للعيان في هذا المجال".

 

على من تعامل مع المخابرات الأميركية أن يبادر إلى تسليم نفسة للأجهزة اللبنانية أو لجهاز أمن المقاومة"

نواف الموسوي: طبيب وصحافي وباحث من بين العملاء.. واجتماعات حصلت في جونية وجبيل 

أوضح عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي ان "اليوم بإطلالتنا على اللبنانيين هي للتحدث عن موضوع مهم يجب تسليط الضوء عليه وهو التجسس الاميركي في لبنان الذي يصب في مصلحة اسرائيل"، معتبراً ان "التجند للمخابرات الاميركية هو التجند للمخابرات الاسرائيلية وبالتالي ما ينطبق على موضوع التجسس لصالح الاسرائيلي يجب ان ينطبق على التجسس لصالح الاميركي".

الموسوي، وفي حديث الى محطة "lbc"، أشار الى ان "محطة الـ"CIA" في لبنان هي من أهم المحطات لإسرائيل بل هي من أهم المحطات في المنطقة، وتمكنا من خلال جهاز أمن المقاومة من الوصول الى ما أدى الى توجيه هذه الضربة التي اعترفوا بها وهي كشف هذه المحطة". ولفت الموسوي الى ان "هناك بعض العملاء الأميركيين اصبح عملهم يصب في مصلحة الاستخبارات الاسرائيلية الميدانية"، موضحاً ان "هناك عملاء للمخابرات الاميركية قد كلفوا ليس فقط بجمع المعلومات عن بعض الشخصيات بل تحديد موقعها عبر الـ"gps" واستخدام معدات متطورة لهذا الامر". وأضاف: "كان هناك استخدام لسيارات التاكسي ونحن نعرف هذه السيارات".

وكشف الموسوي ان "هناك اجتماعات ولقاءات لعملاء الـ"CIA" حصلت في جونية وجبيل في مطاعم ونوادٍ ليلية، بالاضافة الى مقهى "ستارباكس"، مضيفاً: "هناك عملاء اصبحت معطياتهم بيدنا ولا نتكلم عن العملاء الذي تم اعتقالهم ولكن العملاء الذين ما زالوا يعملون ولكنهم تحت أنظارنا". ورأى الموسوي ان "من حق الإدارة الاميركة ان تقول ان حزب الله وجه لنا ضربة قاسية، لأن الضربة التي وجهت لهم يمكن القول عنها بالفعل انها ضربة استراتيجية".

وأشار الموسوي الى ان "هناك طبيباً وصحافياً وباحثاً تم تجنيدهم لصالح الـ"CIA" وهذه جملة من السواتر التي تم صرف اموال عليها من اجل اهداف معينة"، معتبراً أن "هناك امكانية لمن تعاملوا مع الاجهزة الاميركية ان يبادروا إلى تسليم انفسهم إما الى الاجهزة اللبنانية او إلى جهاز المقاومة". وأضاف: "مجرد انهم اصبحوا في دائرة الضوء يعني وصلنا الى ما نريده، أما الملاحقة القانونية فهي أمر آخر".

وشدد الموسوي على أن "هذا الجهد الذي بذل في مكافحة التجسس الإسرائيلي أصبح اليوم مطلوباً لبذل جهد أكبر لمكافحة التجسس الأميركي"، معتبراً ان "ليس هناك من سبب للتأخر ولبدء المواجهة بين الاجهزة الامنية اللبنانية والـ"CIA". وأشار الى ان "ما نقوم به الآن قد لا يدرك البعض أهميته، ولكن سيدركون آثاره في المستقبل وسيعرفون لماذا ركزنا على هذا الموضوع"، مؤكداً انه "لا شك أن الردود الاميركية على هذا الموضوع آتية".

من جهة أخرى، وتعليقاً على موضوع القيادي في التيار "الوطني الحرّ" العميد فايز كرم والذي أدين بتهمة التعامل مع إسرائيل، قال الموسوي: "رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون هو امامنا في موضوع العمالة، ولكن حين يثبت هذا الأمر".  وأكد انه "حين يتعلق الأمر بالعمالة لإسرائيل لا يمكن ان نتهاون فيه"، موضحاً: "لست مطلعاً على موضوع الحكم الذي صدر بحق العميد كرم".

ورداً على سؤال حول العلاقة بين "حزب الله" والعماد عون، أجاب الموسوي: "جوابنا واضح، ان ميشال عون هذا الزعيم الوطني الكبير الذي يشهد له الجميع بإستقلاليته بيننا وبينه تحالف راسخ"، متسائلاً: "هل أختار بين فئة يحركها مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان او بين الشخص الذي وقف معنا عندما لم يكن هناك شخص في العالم وقف الى جانبنا؟". 

وحول موافقة القاضية شبطيني الإفراج عن محكومين بالعمالة لإسرائيل، قال الموسوي: "هناك امر لا يمكن السكوت عنه، وهو الافراج على عملاء حكموا 15 سنة"، موضحاً رداً على سؤال: "عندما اتحدث عن بيئة حاضنة فهذا الامر لا علاقة له لا بطائفة ولا بمنطقة".  (رصد NOW Lebanon)

 

الجمهورية": قوى 8 آذار تخطّط لإسقاط ميقاتي قبل استحقاق بروتوكول المحكمة

لم يستوعب حزب الله "صدمة التمويل"، إذ وجد نفسه، وبمعزل عن الاعتبار السوريّ الذي يُرجّح هذا الخيار للاعتبارات السياسيّة والاقتصادية المعلومة، أمام رئيس حكومة غير مستعدّ للتفريط بكلّ ما يمكن أن يسيء إلى موقع الرئاسة الثالثة وصلاحيّاتها، فكيف بالحريّ في قضيّة المحكمة التي تحوّلت ثابتة من ثوابت الطائفة السنّية وجزءاً لا يتجزّأ من وجدانها، جعلته يُعلن في وجه الحزب: التمويل أو الاستقالة.

وقالت مصادر سياسية بارزة لصحيفة "الجمهورية" إنّه "إذا كان ما تقدّم بات معلوما ومن الماضي، غير أنّ الثابت هو أنّ محطة التمويل حوّلت العلاقة بين الحزب ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي "علاقة مساكنة" على قاعدة "مُكره أخاك لا بطل"، فضلا عن أنّ تسارع التطوّرات على خطّ الأزمة السوريّة وارتفاع منسوب الضغوط العربية والدولية، سيؤدّي لا محالة إلى اتّساع الهوّة بين أجندة الطرفين، لأنّ الأولوية الدولية، كما العربية، تكمن في عدم التحاق لبنان بسوريا والتزام العقوبات المفروضة عليها وإبقاء هذا البلد في دائرة الاستقرار واجتياز المرحلة الانتقاليّة بسلاسة وهدوء، وصولا إلى إعادة إمساك الدولة بكلّ المفاصل السياسية والأمنية والعسكرية، وكان لافتا في هذا الإطار دعوة رئيس الحكومة قادة الأجهزة إلى الاجتماع ووضعه خطّة أمنية تبدأ من مراقبة الحدود إلى سحب السلاح الخفيف والمتوسط".

وأضافت المصادر "أنّ حزب الله، وأمام هذا الواقع، وجد أنّ السبيل الوحيد الى تحقيق أهدافه الكامنة بالإمساك بمفاصل الدولة هو الالتفاف على رئيس الحكومة عبر ترييحه ما أمكن من باب أنّ مصلحته هي في البقاء في الرئاسة الثالثة تعزيزا لرصيده، بينما خروجه من موقعه يعني استحالة عودته في ظلّ مطرقة تيّار "المستقبل" وسندان الحزب، وبالتالي من باب أولى تقطيع التعيينات التي تعيد له اعتباره لدى هذا الفريق، إنّما تقطيعها على الشكل الآتي:

ـ أوّلا، على المستوى المسيحيّ: إعطاء النائب ميشال عون حصّة الأسد من الوظائف المسيحيّة، بمعدل 90% له و10% لرئيس الجمهورية.

ـ ثانيا، على المستوى الشيعي: إمساك حركة "أمل" بغالبيّة الوظائف الإداريّة مقابل المراكز الأمنيّة للحزب.

ـ ثالثا، على المستوى السنّي: اقتطاع حصّة لسُنّة 8 آذار وإفساح المجال أمام ميقاتي للإمساك بالمراكز السُنّية".

وقالت المصادر نفسها "إنّ هذه التعيينات ستتيح لفريقي حزب الله وعون الإمساك بكلّ المفاصل الأساسيّة للدولة، وتعطيل المواقع السنّية الحسّاسة، وبعد هذه الخطوة سيكون استمرار الحكومة أم عدمه مسألة تفصيليّة، ما سيدفع الحزب إلى تسديد ضربته لميقاتي بدفع عون إلى الاستقالة من الحكومة عشيّة استحقاق تجديد بروتوكول المحكمة، فيكون الحزب بذلك ردّ الضربة لرئيس الحكومة من باب المحكمة، وتمكّن من وضع يده على الدولة بواسطة ميقاتي.

 

الأنبا يوحنا قلتة: أقباط مصر لن يدفعوا «جزية» ... ولو على جُثثهم

  القاهرة - من أحمد مجاهد/الراي

قال المعاون البطريركي للأقباط الأرثوذكس في مصر الأنبا يوحنا قلتة، إنه لا يخشى على مستقبل مصر بعد ما حدث فى الانتخابات البرلمانية من صعود التيارات الإسلامية، مؤكدا أن النتيجة كانت معروفة قبل الانتخابات، لأن التيارات الإسلامية تصدرت المشهد بعد الثورة المصرية، واختفت في المقابل كل الأحزاب الموجودة سواء التي نشأت قبل الثورة، أو بعدها.

وقال قلتة في حوار تلفزيوني إن أكثر من 40 في المئة من المواطنين أميون، والعاطفة لديهم تتغلب على الفكر والفهم الصحيح، ما يجعلهم يختارون المرشحين بعاطفتهم الدينية، سواءً مسلمين أو مسيحيين، وذلك يعد «استغلال السياسة في الدين». وحول تخوف الأقباط من نتائج الانتخابات، شدد على ضرورة الاهتمام بالصورة الخارجية للمسلمين من أخلاق وتعاملات، مؤكدا أن «هناك عددا كبيرا من الأقباط يفكر فى الرحيل عن البلاد بعد تصدر التيار الإسلامي المشهد السياسي، وذلك بعد تهويل عدد من الصحف، خصوصا القومية منها الموقف، بعناوين فظة ومرعبة بثت الخوف في الكثير من الأقباط»، قائلا إن «الأقباط ليسوا جالية وافدة من الخارج، وإنما هم عصب الدولة المصرية والتاريخ المصرى. وشدد على أن الأقباط لن يستسلموا لما يقال عنه «دفع الجزية» للمسلمين ولو حتى على جثثهم، ولن يعودوا للعصور الوسطى ويتعرضوا لظلم من قبل المتشددين. وقال إن «من يفكر في إقامة دولة دينية لن يفلح فى عصرنا هذا، لأن الدولة الدينية لا تصلح في أي نظام كوني، لأن الدين لا ينظم مرورا ولا ضرائب ولا أي أمر من الأمور الحياتية المستحدثة في الدول المتقدمة، لأن الدين منهج وحياة».

 

نديم الجميل: عون مرتبط بسوريا لأنَّه مدين لها بعشرة وزراء

المستقبل/ أكد عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" نديم الجميل، ان "عمل وزراء تكتل "التغيير والاصلاح" هو الدفاع عن سوريا ضد الجميع"، مشيرا الى ان "رئيس التكتل النائب ميشال عون يعتبر نفسه مرتبطاً، بطريقة أو بأخرى، بسوريا لأنَّه مدين لها بالعشرة وزراء الذين حصل عليهم في الحكومة". ولفت في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" أمس، إلى أنَّه لم ير "أي موقف بنّاء من قبل قوى "8 آذار"، إنما شعارات رنانة وجميلة بزيادة الأجور وغيرها من المواضيع"، لافتا الى إن "حزب الله" ليس مهتماً إذا إنهار الاقتصاد أم ظل متماسكاً لأنَّ اقتصاده على ما يرام، فبالنسبة للحزب اقتصاده مستقل عن الدولة اللبنانية وهذه الدولة لا تعنيه". وإعتبر أنَّ "كل الفرقاء في هذه الحكومة هدفهم إنهيار هذه الدولة للتحكم في البلد"، مشيرا الى أنَّ "الحكومة قررت ربط مصير لبنان بمصير سوريا حين قبل رئيسها نجيب ميقاتي بتشكيلها على الشكل الذي هي عليه. ونحن مقتنعون أنَّ هذه الحكومة هي حكومة سوريا منذ أن تم تشكيلها". وأكد إن "عمل وزراء تكتل "التغيير والاصلاح" هو الدفاع عن سوريا ضد الجميع"، لافتا الى ان "النائب عون يعتبر نفسه مرتبطاً، بطريقة أو بأخرى، بسوريا لأنَّه مدين لها بالعشرة وزراء الذين حصل عليهم في الحكومة". وعن التعليمات التي أعطاها مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان لقوى "14 آذار" خلال الإجتماع معها، أجاب: "أولاً أنا كنت خارج لبنان ولم أحضر الإجتماع. ولا أعتقد أن قوى "14 آذار" بحاجة إلى تعليمات من أحد، وأعتقد أن الاجتماع كان للتشاور اكثر مما كان لتبلغ أي معلومة

 

وزير الدولة أحمد كرامي لـ"المستقبل": "حزب الله" يوزع الأدوار ويلعب على حبال "الأجور"

استبعد وزير الدولة أحمد كرامي، "طرح بند التعيينات خلال جلسات مجلس الوزراء التي ستعقد هذا الاسبوع"، مشيرا الى أنه "سيتم اعتماد آلية التعيينات التي وضعت في حكومة الرئيس سعد الحريري، وأن اللجوء الى المحاصصة في التعيينات هو كارثة". ورأى أن "كل ما يقال عن طعن جديد لمجلس شورى الدولة في قرار مجلس الوزراء المتعلق بالاجور هو سابق لأوانه، لأن شيئا لم يحصل على أرض الواقع حول هذا الموضوع"، متسائلا "كيف يمكن تفسير موقف "حزب الله" الذي صوت وزراؤه لمصلحة مشروع الاجور في مجلس الوزراء، وفي اليوم التالي أعلنت التعبئة التربوية التابعة له بأنها ستشارك في الاضراب؟".وسأل "هل هو توزيع أدوار أم لعب على الحبال؟ أم هناك أمور أخرى لا يمكن فهمها في هذا البلد".

وأكد في حوار مع "المستقبل" أمس، أن "زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى فرنسا ستكون في موعدها، وأنها تأتي في سياق سياسة الانفتاح، لأن مصلحة لبنان تقتضي عدم الوقوف في وجه الاوروبيين والأميركيين، خصوصا وأننا لا نعيش في كوكب منفرد".

وهنا نص الحوار:

[ هل سيطرح ملف التعيينات على جلسات مجلس الوزراء خلال الاسبوع الحالي؟.

ـ لا أعتقد ذلك، لأن جلسة الاثنين (اليوم) ستتناول ملف الموازنة، وجلسة يوم الاربعاء ستكون مخصصة لقانون الانتخاب، لذلك أرجح أن لا يتم طرح بند التعيينات من خارج جدول الاعمال.

[ أشار عضو تكتل "لبنان أولا" النائب مروان حمادة، الى أن "حزب الله" يحاول تمرير تعيينات موالية للنظام السوري، كيف سيتعاطى الرئيس ميقاتي مع الضغوط التي تواجهه في هذا الاطار؟.

ـ أولا، هناك إتفاق حول آلية التعيينات، وقد تم وضعها من قبل وزير الشؤون الادارية محمد فنيش في حكومة الرئيس سعد الحريري، وهو حاليا يشغل الوزارة نفسها، وهذه الالية تم التأكيد على السير بها في التعيينات التي ستجري لاحقا، ولكن إذا تم إعتماد المحاصصة السياسية فهذا يعني أن هناك كارثة، لأنه ليس المفروض اللجوء الى المحاصصة، بل الى اعتماد الالية التي تنص على ترشيح ثلاثة أسماء من قبل الوزير المختص، من أجل أن يبت فيها مجلس الوزراء.

[ رأى نواب من تكتل "التغيير والإصلاح" في تصريحات أن مجلس شورى الدولة سيطعن مجددا بقرار مجلس الوزراء المتعلق بزيادة الاجور، إذا حصل هذا كيف سيعالج الرئيس ميقاتي هذا الامر؟.

ـ الرئيس ميقاتي يصر على أن الزيادة التي أقرت هي الحد الاقصى الذي يمكن تحمله، في ظل الوضع السياسي والاقتصادي الذي يمر به لبنان والمنطقة، وأنا لا أريد الدخول في سجال مع نواب "التيار الوطني الحر"، لأني أعتبر أن كل ما يقال عن طعن جديد لمجلس شورى الدولة هو سابق لأوانه، لأن شيئا لم يحصل على أرض الواقع حول هذا الموضوع، وهنا أسأل ما هي الأسس التي يمكن أن يعتمدها مجلس شورى الدولة من أجل الطعن بقرار الحكومة، وعلى أي حال، لا يمكن افتراض أي تحرك من قبل الرئيس ميقاتي في هذا السياق، لأن الطعن لم يحصل، علما أن الرئيس ميقاتي عندما يلتقي لجان التنسيق النقابية، سيوضح لهم أنه لا مفر من القبول بقرار مجلس الوزراء، لأن البلد لا يحتمل المزيد من الاعباء.

[ هل تتوقع موقفا إيجابيا من هذه الهيئات، خصوصا وأن هذه الهيئات تتواصل مع قوى سياسية ممثلة داخل حكومة؟.

ـ أود أن ألفت النظر، الى أن هيئات التنسيق النقابية ليست آتية من المريخ، وهم على تواصل مع جهات سياسية داخل الحكومة، وهذا أمر صحيح لا يمكن لأحد إنكاره، ولكن في النهاية كل طرف من هذه الاطراف النقابية يتبع لجهة سياسية تمون عليه، ولكن المفارقة الكبرى هي أن "حزب الله" صوت داخل مجلس الوزراء مع مشروع الرئيس ميقاتي المتعلق بالاجور، وفي اليوم التالي أعلنت التعبئة التربوية التابعة له بأنها ستشارك بفاعلية في إعتصام الهيئات النقابية يوم الخميس المقبل، لذلك نستغرب الأمر، لأنه لا يمكن تفسير هذا الموقف، فهل هو توزيع أدوار أم لعب على الحبال؟ أم هناك أمور أخرى لا يمكن فهمها في هذا البلد.

[ هناك من يعتبر أن استهداف قوات "اليونيفل" يحمل رسائل متعددة، منها الى الرئيس ميقاتي الذي سيزور فرنسا قريبا، وبعضها الى الدولة الفرنسية نفسها، بسبب موقفها من سوريا، كيف تقرأ هذه المواقف؟.

ـ لا يمكن تهديد الرئيس ميقاتي، فهو شجاع ومؤمن بالله، وبالتالي لا يمكن ثنيه عن أي خطوة يريد القيام بها، وأن زيارته الى فرنسا ستكون في موعدها المحدد، وهي تأتي ضمن سياسة الانفتاح على الغرب التي يريدها ميقاتي، لأن مصلحة لبنان تقضي من لبنان عدم الوقوف في وجه الاوروبيين والاميركيين، لأننا لا نعيش في كوكب منفرد، خصوصا وأن لبنان سريع العطب في وضعه السياسي والاقتصادي على السواء، والأمثلة على ذلك عديدة، وأذكر على سبيل المثال عقوبة صغيرة على البنك اللبناني ـ الكندي، اهتز بسببها الوضع المالي اللبناني، وحصل إرباك وعاصفة من التساؤلات، فكيف سيكون الحال إذا واجه لبنان تحديات أكبر؟ ولماذا علينا الدخول في هذه الزواريب؟.

[ كيف ستتعامل الحكومة مع اعتبار "حزب الله" السفارة الاميركية وكرا للجواسيس؟.

ـ لا علم لي بأن هذا الموضوع سيطرح على مجلس الوزراء، وفي حال تم طرجه سيتم التعامل معه بما يخدم مصلحة لبنان.

حاورته: باسمة عطوي

 

الذكرى السادسة لاستشهاد جبران تويني تجدّد الحرقة وتزيد الحنين

عودة: وضع وطنه قبل حياته - ميشيل: أولادك لا يقفون عند الألم.

النهار/ في الذكرى السادسة لاستشهاد جبران تويني، لا يزال للدموع مكان في عيني الابنة نايلة تويني.

وفي هذه الذكرى ايضا، لا تزال الحرقة هي نفسها في قلب الابنة ميشيل، والاشتياق قوي الى وجه أب غادرهما باكرا في عيون ناديا وغبرييلا. اما الوالد غسان تويني، فلا يزال يحنّ الى تلك القبلة التي حملها على شفتيه والتي لم يجد جبين جبران ليطبعها عليه قبل ان يلّفه التراب.

كلها مشاعر عبقت بها كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت. اهل واصدقاء وزملاء في جريدة " النهار" لا يزالون "عالقين" بتلك المحبة وبذاك الحضور الذي غاب عن مكاتبهم، لكن ظلّه بقي قويا في الارجاء.

النائب والاب والزوج والزميل والصديق، والاهم المناضل الشاب، كلهم كانوا حاضرين بشخص واحد هو جبران تويني. والاحباء شاركوا في قداس ترأسه ميتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة. اتوا جميعهم ليصلوا لراحة انفس جبران ورفقيه نقولا فلوطي واندره مراد، وليسألوا مع عودة: "لماذا استشهد جبران؟ لانه احب وطنه حتى الثمالة، حتى الموت"، وليتابع: "قرّب ذاته من اجل قضية محقة، لكننا ويا للاسف لا نزال نعاني من وطن مشرذم مفكك تتناتشه الاهواء والمصالح ولم تنجح في توحيده دماء الشهداء".

ظهرا، اكتمل الحضور. ممثلون للرؤساء ونواب ورفاق وشباب. حضر ممثل رئيس الجمهورية نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل وممثل رئيس مجلس النواب النائب ميشال موسى وممثل رئيس الحكومة الوزير نقولا نحاس وزوجات الرؤساء امين الجميل السيدة جويس وبشير الجميل السيدة صولانج ورنيه معوض السيدة نايلة وممثل الرئيس فؤاد السنيورة النائب عمار الحوري.

ومن النواب، حضر بطرس حرب واكرم شهيب ونبيل دو فريج وعاطف مجدلاني ومحمد قباني وتمام سلام وانطوان سعد وقاسم عبد العزيز وميشال فرعون وجمال الجراح وغسان مخيبر ونديم الجميل وسرج طورسركيسيان وجان اوغاسابيان وجورج عدوان ودوري شمعون ونضال طعمة وفؤاد السعد. كذلك شاركت السفيرة الاميركية مورا كونيللي ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ومستشار الحريري داود الصايغ وممثل المدير العام للامن العام العميد الياس سعادة وممثل المطران بولس مطر الاب كميل مبارك ورئيس المجلس الماروني العام وديع الخازن ومنسق قوى 14 آذار فارس سعيد ورئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض ونقيب الصحافة محمد بعلبكي والاعلامية مي شدياق وفاعليات سياسية وبلدية وحزبية.   واستقبلهم افراد عائلة تويني تتقدّمهم النائبة نايلة تويني وزوجها مالك مكتبي وشقيقتها ميشيل والسيدتان سهام تويني وميرنا المر ابو شرف  والنائب مروان حماده والوزير السابق الياس المر وافراد من عائلة "النهار".

عودة: لا يزال في القلب

عبق البخور. صلّى الجميع. وعلت الاصوات: "لأنك القيامة والحياة والراحة"، مع دعاء متكرر صدر من قلب المؤمنين:" ليكن ذكره مؤبدا".

لحظات ويلقي عودة عظته: "مرة جديدة نجتمع معا للصلاة من اجل راحة نفس جبران. سنوات مرت على استشهاده ولا يزال في قلب كل واحد منا. الاعوام لم تنجح في كم صوته المدوي بذاك القسم الذي يحث اللبنانيين جميعا على الاتحاد من اجل صون الوطن والدفاع عنه، كما انها لم تنجح في توحيد اللبنانيين وجمعهم تحت راية الوطن ومصلحته".

واضاف: "ما يحز في النفس ان جبران قرّب ذاته من اجل قضية محقة. مات من اجل قضية دافع عنها حتى الشهادة. لكننا، ويا للاسف، لا نزال نعاني من وطن مشرذم مفكك تتناتشه الاهواء والمصالح ولم تنجح في توحيده ولمّ شمله دماء الشهداء".

وسأل: لماذا استشهد؟ لا أجد إلا جوابا واحدا: لانه أحب وطنه حتى الثمالة، حتى الموت (...) الشهيد انسان مفعم بالمحبة، لا يحيا إلا بها. هو يعرف ان الخطر يهدد حياته لكنه ينظر الى الامام قائلا: "أنسى ما هو وراء وأتقدم الى ما هو أمام"، الى الهدف الذي يدافع عنه، غير آبه بالتحذيرات او الانذارات. عيناه وأذناه تتجه نحو الضمير ولا تسمع الا صوته. محبته لا تعرف الكذب او الرياء أو المساومة أو المصلحة. غايته الاولى والعظمى ان يبقى المحبوب في هذه الدنيا. والمحبوب بالنسبة الى جبران كان لبنان".   

وختم: "جبران كان يؤمن انه يعرف الحق عندما كان يدافع عن حق وطنه في ان يكون حرا مستقلا، فيه يعيش كل من أراد ان يبتعد عن حياة الاستعباد والذل والخيانة. لقد أراد وطنه موئلا للحرية والإبداع، وطنا للنور والثقافة والإشعاع، مكانا للقلم الحر الذي ينساب مسطرا كلمات تفك أغلال العبودية في الشعب وتحطم اسوار السجون. كلمات تصرخ في وجه الطغيان والظلم والحقد والإهانة. حلم جبران بوطن موحد عزيز في عيون ابنائه، قوي بسواعدهم، عظيم بإبداعهم، فاذا بنا في وطن يكاد لا يجمع ابناءه شيء. يختلفون على كل شيء، يتراشقون بكل الاتهامات، يتسابقون على المغانم، يطمعون بكل ما فيه ويبخلون عليه بأبسط الامور، إنما أصعبها: محبته والتفاني في خدمته. فماذا يفيد الانسان إن ربح مال العالم كله وخسر بيته ووطنه؟ ماذا يفيده إن ربح محبة العالم أجمع وخسر محبة ابناء وطنه، ماذا يفيده إن كان مبدعا في كل مكان وفاشلا في وطنه؟ الوطن هبة من الله علينا المحافظة عليه كما نحافظ على حياتنا، وجبران وضع وطنه قبل حياته، فكان ان مات من اجله".

تويني: "اشتقنالك"

والى كلمة العائلة، ألقتها ميشيل تويني: " ستة اعوام. سنة بعد سنة والغياب اكبر. جبران تويني ليس ذكرى، هو حاضر ومستقبل اكيد. ماذا يمكن القول؟ عندما نكتب كلمة عنك ولك يا جبران يصعب التعبير. ماذا يمكنني ان اقول سوى اشتقنالك؟ ماذا يمكنني ان اقول إلا ان يوم 12 كانون الاول 2005  لم يكن سوى كابوس طال ويطول، لكننا لم نستيقظ منه بعد؟ صحيح ان الالم كبير وصحيح ان كل شيء يصبح اصعب مع مرور الزمن، لكن اولاد جبران تويني لا يقفون عند الالم والحزن، يتوجعون فيستمرون مهما واجهوا من صعوبات، يحزنون ويتذكرون ثم يأخذون القوة من بسمتك وكلماتك. جبران موجود كل يوم مع صدور جريدة "النهار"، وموجود في كل مشاريع "النهار" الجديدة، وعبر اعمال مؤسسة جبران تويني التي تجسد احلامه الثقافية والاجتماعية، وعبر كل قلم حر في لبنان غير مرهون، وعبر كل مشروع شبابي ناجح".

والى جبران تابعت بالقول: " اسهر علينا، ساعدنا، صلّ لاجلنا، لنكون على قدر المسؤولية، ونطلب من الله ان يحمي جدي غسان الذي حمل صليبه ولم ينحن يوما لمصاعب الحياة، وسأختم ببضع كلمات كتبها جدي غسان لجبران: احمل على شفتي وهج القبلة التي لم اجد جبينك لاطبعها عليه قبل ان يلفك التراب، ولا تركوني ألمس وجهك الضاحك لاغسل عنه بدموعي اثار البارود الذي احرقك واحرق قلبي وقلوب محبيك  المتعبدين للوطن والحرية، لكن التراب الذي لم يبرد ليس حاجزا بيننا وبين الموت (...) والعزاء آت لان ليس في التاريخ ولا القدر منطق او ناموس يسمح بأن تذهب الشهادة سدى، فاصبر وانتظر في كنف الحب المؤمن الذي يدفئ غربتك. اعرف، لن تنتظر الى الابد لأن الابدية صارت خلفنا ووراءك".

 

وزير الاتصالات نقولا صحناوي العوني: هل نحن عبء ثقيل على "حزب الله" أم هو عبء ثقيل علينا

 السياسة/اعتبر وزير الاتصالات نقولا صحناوي, أمس, أنَّ "لبنان يعاني من مرض مزمن هو التشنج الطائفي, ومعرض لأخطار وجودية منها التوطين والتقسيم والاحداث الامنية المتكررة". صحناوي الذي ينتمي إلى تكتل "التغيير والإصلاح" برئاسة ميشال عون, قال في حديث متلفز: "نحن لم نتراجع عن موقفنا (بشأن تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان) والتمويل لم يمر من خلال الحكومة", مضيفاً "نحن (وزراء عون) أعطينا مهلة وإذا رأينا أن وجودنا في الحكومة سيكون غير مجد سننسحب ولن نشارك في الحكومة فقط لتقطيع الوقت". واعتبر أنه "لا يمكن الاستمرار بهذا النظام الحالي ونحن نعمل من أجل تغيير المنظومة الاقتصادية في لبنان". وفي شأن موضوع تصحيح الأجور وموقف "حزب الله" منه, قال: "واضح أن هناك إرباكاً في الموضوع".  وإذ سأل: "هل نحن عبء ثقيل على "حزب الله" أم "حزب الله" عبء ثقيل علينا?", قال صحناوي: "نحن مقتنعون بهذا التحالف (مع "حزب الله") ولا يوجد فيه "تربيح جميلة" وهناك منافع من هذا التحالف موجودة وثابتة". ورداً على سؤال بشأن مد "حزب الله لشبكة اتصالاته مع شبكة الدولة, أجاب: "لا وجود لمد شبكة اتصالات ل¯"حزب الله" من ضمن شبكات الدولة ونحن موقفنا واضح في هذا الموضوع وطالبنا من المسؤولين على الأرض أن يكونوا متشددين في هذا المجال. نحن ضد مد شبكة "حزب الله" من خلال شبكة الدولة لكن بالسياسة نقول نحن مع مد شبكة "حزب الله" خارج مسالك الدولة لأنَّ سلاح الاشارة مهم في المواجهة مع إسرائيل".

 

زار بري وميقاتي واستقبلته صيدا بفرحة عامرة

الجيش يحرر أحمد زيدان في منطقة الطفيل

المستقبل/تمكن الجيش اللبناني فجر أمس من تحرير احد مدراء شركة "ليبان ليه" احمد زيدان الذي خطف يوم الاربعاء الماضي في منطقة حوش سنيد في منطقة الطفيل. وزار زيدان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل ان يعود الى صيدا التي استقبلت ابنها المحرر بفرحة عارمة.

الجيش

وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي:

"الحاقاً ببيانها السابق، تابعت قوى الجيش تنفيذ عمليات الدهم في مناطق جرود بعلبك، حيث تمكنت عند الساعة 5,00 من فجر اليوم (أمس) من تحرير المواطن احمد زيدان الذي كان قد تعرض لعملية خطف قبل بضعة ايام، كما اوقفت هذه القوى عدداً من الاشخاص بتهم مختلفة، وضبطت بحوزتهم كمية من المخدرات، بالاضافة الى جهاز لاسلكي متطور يستخدم لمراقبة الاتصالات، وكمية من العملات الاجنبية، والاسلحة الحربية الخفيفة والذخائر واعتدة عسكرية متنوعة.

لا تزال عمليات الدهم جارية لتوقيف جميع المشاركين في عملية الخطف، فيما تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات، الى المراجع المختصة لاجراء اللازم".

عند بري

واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر امس في عين التينة احمد زيدان وشقيقه محمد والعائلة، ومعهم رئيس مكتب شؤون البلديات المركزي في "حركة أمل" بسام طليس الذي رافق زيدان من البقاع الى منزله في بيروت.

وبعد الزيارة قال محمد زيدان: "نشكر دولة الرئيس بري على رجوع احمد سالماً بعد المحنة التي استمرت اربعة ايام والتي شاركنا بها الرئيس بري واستخدم كل علاقاته في المنطقة ومع الجيش والقوى الامنية لعودته بسلام.ولقد كانت كل الاجهزة والجيش والقوى الامنية بتعاون تام معنا ونشكر دولة الرئيس ميقاتي ايضا على اتصالاته التي اجراها معنا".

واكد ردا على سؤال انه "لم تدفع اية فدية، وقد طلب الرئيس بري ان لا نتكلم بهذا الموضوع نهائيا".وأشار الى ان الخاطفين "طالبوا بفدية مالية ولم يتم التجاوب معهم".

وسئل احمد زيدان عن عملية اختطافه فقال: "لقد طلبوا فدية مالية كما ذكر شقيقي".

وسئل عن الجروح التي بدت على وجهه؟

أجاب: "لقد حصلت خلال اطلاقي من بين ايدي الخاطفين، وكان الوقت ليلاً وكان هناك ثلوج وسقطت على وجهي اكثر من مرة، وجرى ايضا اطلاق نار".

وشرح طريقة اختطافه فقال: "كنت متوجهاً بسيارتي في طريق فرعي الى المصنع (البقاع) حوالي الساعة العاشرة والنصف، فاعترض السيارة اربعة مسلحين ملثمين ووضعوني في "جيب" واغمضوا عيني. وطلبوا مالا".

سئل: هل اتصلت بعائلتك؟

اجاب: "لم يكن في المنطقة اتصالات".

سئل: هل كنت في بلدة الطفيل؟

اجاب: "لا اعرف فقد كنت مغمض العينين".

وقال بري بعد الزيارة: "الشكر لاهلنا في البقاع الذين لبوا رغبتنا الشديدة والحاحنا لوضع حد لهذه الجريمة التي كان من المخطط لها ان تترك انعكاسات سيئة على الوضع اللبناني عموماً والبقاع خصوصاً، ولا ننسى ان السيد احمد يملك ويدير مشروعاً يعمل فيه عشرات العائلات بل مئات الافراد من البقاع. كما اشكر الجيش والقوى الامنية التي تعاونت مع الاخوة في حركة "امل" وخصوصا الاخ بسام طليس للوصول الى هذه النهاية السعيدة".

ورداً على سؤال قال بري: "لقد استغرقت الاتصالات اكثر من يومين، عدا عن ليلة امس حيث استمرت من بعد الظهر وطوال الليل حتى وصل السيد احمد في تمام السادسة صباحاً الى بيروت برفقة الاخ بسام، اما تحريره فقد حصل حوالي الساعة الثانية او الثانية وخمس دقائق، وقد جرى اتصال مباشر معي، ووضعت الخط مع شقيقه الاستاذ محمد الذي تكلم معه فور تحريره، وكان بحاجة الى فترة طويلة قبل الوصول الى اواسط البقاع وبعد ذلك الى بيروت".

ورداً على سؤال حول الخاطفين قال بري: "الامر ليس كما هو ظاهر، يوجد عصابة متمرسة تستخدم افراداً وهذا الامر سيكون الشغل الشاغل للقوى الامنية المختصة".

أضاف ردا على سؤال آخر: "لم تدفع فدية مالية".

وتابع: "هناك محاولة لصبغ بعض البلدات الكبيرة والشامخة في البقاع بغطاء اجرامي، والحقيقة ان في هذه البلدات ناساً شرفاء وعشائر كريمة، لكن هناك مع الاسف اشخاص معدودون يشوهون البلدة".

وسئل مرة اخرى عما اذا كان قد جرى دفع فدية مالية فاجاب: "الفدية الوحيدة التي دفعت هو هذا "الفدو" الذي حصل" (جرى ذبح الخراف على باب عين التينة لدى مغادرة المخطوف المحرر وعائلته بعد لقاء بري).

وكرر بري: "هناك عصابات متمرسة وهناك افراد تستغل ولا شك تردي الوضع المادي والاحوال المعيشية في البقاع وعدم وجود مشاريع لتشغيل الناس، وحالة الفقر الدائمة، كلها امور تستغل، وكما قيل قديماً الفقر يدخل من باب فتخرج العدالة من باب آخر".

أضاف: "ان الطلب الوحيد الذي طلبته من الاخوة زيدان هي ان يزيدوا استثماراتهم في البقاع، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي نواجه فيها مثل هذه الاوضاع، ولا شك ان اكبر مستثمر هي الدولة، وهنا لا بد من ان نشير الى الحاجة لكثير من الامور، منها السدود ومشاريع المياه والمشاريع الزراعية والاعفاءات لحالات بعض الامور الشخصية وليس للجرائم الكبرى، وان الدولة تتعامل مع هذه المنطقة العزيزة بوضع امني امني فقط منذ الاستقلال، وهذا يؤدي الى مثل هذا الامر، المفروض ان يكون الانماء المتوازن في كل لبنان كما نص الطائف ويجب ان تكون هناك عناية خاصة بالبقاع وعكار كما عبرت دائما".

واشاد بري بالسيد علي اسماعيل ودوره هو ايضا في تحرير زيدان.وقال ردا على سؤال: "لقد تعاونا مع الجيش اللبناني، ونحن لسنا شرعية مستقلة، نحن شرعية تقودنا الدولة والقوى الامنية تقوم بواجبها وهناك تنسيق".

وأوضح: "اذا كان لدي حتى الان شبهة على اي شخص، فانه حتى الان ليس عندي ادلة تؤدي الى العصابة الرئيسية، لقد اصبحت متيقناً ان هناك رؤوساً تدير هذه الامور. لعل القصد من هذا العمل ان يترك انعكاسات سلبية، خصوصا في هذه الظروف، وخصوصا ان المخطوف هو احد ابناء العائلات الكريمة في صيدا".

وختم بري: "ان الجيش لديه المعلومات وكان الاتصال دائماً معه ويعرف بكل شيء".

بعد عين التينة زار زيدان وشقيقه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا، حيث شكراه على جهوده.

صيدا تستقبل ابنها المحرر

في صيدا رأفت نعيم، بفرحة عارمة استقبلت عاصمة الجنوب صيدا ابنها المحرر الحاج أحمد زيدان بعد اربعة ايام من غيابه عنها بفعل اختطافه.

ووصل زيدان قرابة الثانية والنصف الى مسقط رأسه صيدا حيث اقيم استقبال حاشد له في منزل شقيقه رئيس مجلس ادارة السوق الحرة محمد زيدان في البرامية والذي رافقه في رحلة العودة من بيروت الى صيدا.

وعلى وقع اطلاق المفرقعات النارية ابتهاجاً بتحريره دخل زيدان باحة منزل شقيقه وقد بدا عليه الارهاق وظهرت على وجهه آثار خدوش.. وكان في استقباله عدد من الفاعليات والشخصيات الصيداوية الذين سارعوا الى معانقته والترحيب به، وُقدمت له باقات من الورد من أطفال الهيئة الاسلامية للرعاية التي يشغل مهام عضو مجلس امنائها. وعقدت حلقات السيف والترس احتفاء بعودته سالماً.

ومن هناك توجه زيدان الى منزله في الهلالية حيث كانت عائلته في استقباله على احر من الجمر، فاختلطت زغاريد الفرح بدموعه، وجرى توزيع الحلوى احتفاء بتحريره.

وشكر شقيق المحرر زيدان رجل الأعمال محمد زيدان كل الذين ساعدوا على اطلاق سراح شقيقه.

وردا على سؤال حول ما اذا تم التعرف على الخاطفين قال : "الأجهزة الأمنية تعرف".

الخطف.. والتحرير

ونقل بعض مهنئي زيدان بسلامته عنه بعض ما جرى بينه وبين خاطفيه منذ لحظة اختطافه ومنها انه بقي 3 ايام في السيارة وكان الخاطفون يوهموه بأنه اصبح في الأردن، وانهم كانوا يتخاطبون في ما بينهم بالاشارة، الا احدهم كان يتقدم باتجاه زيدان ويسأله هل انت بحاجة الى شيء.

ونُقل عن المحرر زيدان ايضا أن عملية تحريره بدأت ليل السبت- الأحد حيث قام خاطفوه بوضع شريط لاصق على عينيه ونقلوه بالسيارة الى غرفة بداخلها صناديق خشب وضع في وسطها، وتقدم شخص نحيل اليه وسحبه من بين الصناديق وقال له لله لا تخف سيتم تسليمك.. وفي تلك اللحظة سمع صوت تبادل اطلاق نار، فحمله هذا الشخص على ظهره وهو يردد: لا تخف، وتعثر به عدة مرات اثناء ركضه على الثلوج ما ادى الى اصابته بخدوش في وجهه. وعندما سئل هل كنت تأكل وتشرب فرد "وهل كنت ضيفا عندهم؟. لكن احدهم كان يسألني اذا كنت بحاجة لشيء..

الى ذلك هنأت "الهيئة الموحدة للجمعيات الخيرية والانسانية" في اجتماع لها في بيروت قيادة الجيش والاجهزة الامنية التي افضت الى تحرير زيدان وطالبت بانزال اشد العقوبات بحق من يقف خلف عملية الخطف.

 

مؤتمر "صمود المجتمع أمام التحديات" في "لو رويال" ـ ضبية

مكاري يحذر من جعل التعيينات وسيلة لإخضاع لبنان لسيطرة الخارج

المستقبل/ دعا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الى "بناء الدولة وتفعيل وجودها، وتعزيز قدرتها على تأدية دورها، والغاء كل الدويلات الرديفة والمنافسة"، لافتا الى أن "بعض القوى السياسية يحاول وضع يده على القضاء من خلال التعيينات، أو من خلال ممارسة الترهيب على القضاة". وحذر خلال مشاركته في مؤتمر "صمود المجتمع أمام التحديات" الذي أقيم في فندق "لو رويال" ـ ضبية، ونظمه موقع "الكلمة اولاين" في حضور ومشاركة عدد من الشخصيات الاقتصادية والسياسية والإعلامية والسياحية أمس، من "إمكانية استغلال التعيينات المقبلة وخصوصا القضائية منها، وتحويلها الى وسيلة تهدف الى جعل الدولة ومؤسساتها وبينها القضاء، خاضعة مجددا لسيطرة قوى داخلية وخارجية"، لافتا الى "الحقوق والواجبات بين رجل الأعمال والدولة، والى أن البعض يمعن في أعمال تسيء الى الدولة، وتنتهك الحقوق وتهمل الواجبات، لذلك نؤكد أن عملنا الاساسي ومشروعنا الأول يجب أن يكون بناء الدولة، وأنه علينا أن نؤمن بأن الاستثمار في بناء الدولة القادرة هو الوحيد الرابح، وأن نمتلك أسهماً في مشروع الدولة، ونكبّر رأس ماله، لأن أرباحه ستعود على اللبنانيين جميعا لا على فئة واحدة، وأن نضع حداً لكل المشاريع الفئوية والحزبية الضيقة".

ورأى أن "واجبات رجل الأعمال تجاه الدولة تبدأ أولاً من واجباته تجاه القانون، ومنها التزامه الطوعي دفع ضرائبه، من دون تلاعب والتفاف، والتعاطي السليم والقانوني مع الادارة العامة، والعمل"، مشددا على أن "مكافحة الفساد هي حلقات مترابطة، وتحتاج الى جهد على كل المستويات، التشريعية والتنظيمية والرقابية والقضائية والاعلامية والتربوية، وهي لا تتم من خلال الشعارات الديماغوجية، ولا بتوزيع الاتهامات يمينا ويساراً لأغراض سياسية، بل بالعمل الهادئ والرصين والمدروس على أكثر من مستوى، سواء من خلال تطوير التشريعات، أو من خلال تفعيل أجهزة الرقابة وآليات الثواب والعقاب، أو من خلال التعليم والتدريب والتوعية، أو من خلال زيادة الاعتماد على المعاملات الالكترونية، وتحسين الاجراءات والآليات الادارية وتبسيطها وتسريعها، والحد قدر الامكان من التعاطي المباشر بين المواطن والموظف".

وأكد أن "من واجبات رجل الأعمال دعم المشاريع العامة، والاستثمار في المشاريع المنتجة، وتلك التي تسهم في تطوير البلد، لذلك لا بد من إفساح المجال أمام اشراك القطاع الخاص في عملية التنمية، واقرار قانون للشراكة بين القطاعين العام والخاص، يضع الاطار التشريعي لمثل هذه المشاريع المشتركة، وأيضا من واجبات رجل الأعمال تجاه الدولة توفير فرص عمل، واستقطاب الكفاءات اليها، وتأمين مستويات معيشة لائقة للعاملين لديه، من حيث الرواتب والحوافز والتقديمات، وهو ما يسهم في جعل المجتمع منتجاً، وفي تفادي المشكلات الاجتماعية كالبطالة والفقر"، لافتا الى "أننا شهدنا في الأسابيع المنصرمة ولا نزال جدلاً حاداً في شأن موضوع زيادة الأجور، وتجاذباً بين العمال وأرباب العمل والحكومة، علما أن زيادة الأجور مطلب محق، وخطوة مطلوبة، على أن تكون مدروسة، وتراعي توازنات ومعايير دقيقة، بحيث لا تكون انعكاساتها الاقتصادية كارثية، وتنقلب في نهاية المطاف الى ضرر على العمال، وهذا هو موقفنا من الاساس، في ظل هذه الحكومة وفي ظل الحكومات التي سبقتها، ولكن مَن كانوا يرفعون لواء الدفاع عن العمال بالشعارات والمزايدات، فقد فضحتهم السلطة، وكشفتهم على حقيقتهم، فحصدوا الفشل الذريع".

وشدد على أنه "إذا كان لرجل الأعمال طموح سياسي، عليه أن يحرص على عدم استغلال نفوذه لأي غرض شخصي أو منفعي، ولنا في بعض أعضاء الحكومة الحالية نماذج، حيث تحول بعض هؤلاء الى رجال أعمال بفضل تجربتهم الوزارية، وازدهرت أعمالهم من خلال العمل الحكومي، وما يحصل في قطاع الكهرباء يصعقنا، وبات الجميع مدركاً ان رائحة الصفقات والتنفيعات تفوح من المشاريع التي يتم طرحها تحت عناوين الاصلاح البراقة".

وأشار الى أنه "ينبغي على الدولة أن تكون صديقة لرجل الأعمال، تشجعه على الاستثمار"، مذكرا بأن "نهج الحريرية، في ظل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو في عهود الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري منذ العام 2005، والتي تتعرض للعرقلة والاعاقة، ومنعها من استخدام الخطط الاصلاحية المرتبطة بمؤتمري باريس 2 وباريس 3".

من جهته، أشار رجل الاعمال جو فضول، الى أن "التهويل بالراية الإسلامية والعلمانية الذي يحاول البعض الإشارة إليه ليس في مكانه، ولا سيما في المملكة العربية السعودية، حيث يعمل فيها رجال أعمال مسيحيون، وهم يجنون ثروات طائلة منها"، مؤكدا أن "القول في لبنان ان الإشكالية في أن النظام الإسلامي هو الذي سيخرب لبنان هي إشكالية غير دقيقة".

ولفت رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الاشقر، الى "ارتباط السياحة بالاستقرار الامني"، موضحا أن "تكبير الشعارات اللبنانية وتمددها لتطال ملفات اقليمية أدى الى سقوط الدولة وعدم قيامها"، معتبرا أن "سقوط المارونية السياسية أدى الى سقوط الاقتصاد والحرية"، متمنيا "تفعيل دور الدولة، من أجل تأمين الاستقرار الامني".

ورأى النائب في البرلمان القبرصي أنطونيو حجي روكز، أن "فشل المساعي والجهود العديدة لحل مشكلات المجتمع الماروني في الوصول إلى نتيجة، يعود إلى إستمرار الوضع العام المتجه إلى أزمات أعمق، وإلى إنقراض الوجود الماروني في قبرص"، داعيا "الموارنة الى العودة الى قراهم، واستعادة ممتلكاتهم وبيوتهم".

وأشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا، الى أن "الهجرة الداخلية في لبنان ما كانت لتكون مسألة أساسية لو لم تكن بمعظم الحالات هجرة تمهيدية للهجرة من لبنان الذي يتحول اليوم إلى مركز للزيارة حتى من أصحاب الأرض"، موضحا "أننا نعيش في مجتمع زراعي ريفي، وهذا الطابع هو الذي جذرنا في هذه الأرض، لذلك نرى أن التخلي عن هذا الطابع سيشكل مقدمة للتخلي لا سمح الله عن الوطن".

وقال: يمكن أن نلخص مراحل الهجرة الداخلية منذ 1975 بسببين، هما حصرية الوظائف في العاصمة والتحصيل العلمي"، محملا "المسؤولية للدولة، التي لم تؤمن الوظائف وفرص العمل"، لافتا الى أن "وزارة الإتصالات التي تتغنى بالتطورات لا تسمح بإعطاء تقنية DSL لمنطقة كفيفان"، متسائلا "أين هي الدولة من دعم المشاريع الزراعية والصناعية الصغرى؟"، مشددا على "ضرورة دعم المواطن اللبناني عموما والمسيحي خصوصا، من أجل تثبيته في الأرض، ولا سيما في الريف، وذلك حفاظا على الوجود المسيحي، وعلى التنوع الديموقراطي".

ولفت عضو المجلس التنفيذي لـ"الرابطة المارونية" طلال الدويهي، الى "مخاطر بيع الاراضي وإغراءات الشاري"، مستشهدا بالقول "ويل السفينة التي يغدو ربانها أشد عليها من أذى القرصان"، مذكرا بأن "المصارف حددت سعر متر الارض في الحدث بـ300 $ كسعر، ولكنه يباع اليوم بسعر 2000 دولار"، مؤكدا أن "عمليات بيع الأراضي مخيفة".

ولفت الصناعي جوزف الريف، الى "موضوع الحرف اليدوية التي تنتقل بالوراثة، والى الآلات الصناعية التي حلت مع الوقت محل الأيدي العاملة، وأفقدت السلعة المنتجة شاعرية الحرفي وشعوره الانساني"، آملا أن "تخصص الدولة مصرفا للتسليف الحرفي، من أجل الحفاظ على هذا التراث".

وبعد الظهر عقدت ندوة ثالثة بعنوان "حلول" أدارها الأمين العام لاتحاد الروابط المسيحية حبيب افرام. وتحدث في هذه الندوة مدير الشؤون الاجتماعية والانمائية في البطريركية المارونية الأب لويس سماحة عن "دور الكنيسة في الانماء"، فقال: "تواجه الكنيسة اليوم الضرورة في ان تتأقلم باستمرار مع الاوضاع المحيطة بها وتتطور، وان تعيد النظر بمناهج العمل المتبعة ناهيك عن الوضع الداخلي والاجتماعي السياسي والاقتصادي الذي يحتم الحاجة الى التحديث المستمر للمعطيات وتقييمها مجددا".

ثم تحدث رجل الاعمال طلال المقدسي عن "تنمية الارياف وتحقيق البعد غير الموسمي لها". وقال: "إن الدولة غائبة ومسيحيي الاطراف يقولون إن الكنيسة تخلت عنهم وهذا هو الواقع. الا اننا حاولنا بقدر استطاعتنا تنفيذ الافكار التي تساعد على بقاء المسيحيين في لبنان". واعتبر ان "كل هذه الانجازات لا تفيد بشيء اذا لم يتم اصلاح مجلس النواب الذي يأتي بأشخاص تابعين ومأجورين للفئات التي أتت بهم، فبدل أن يكونوا عبداً لصالح الناس يكونون عبداً لصالح أتباعه".

بعدها تناول الباحث البير كوستانيان موضوع "اللامركزية الادارية وضمانات مستقبل كريم". وقال: "الكل يريد اللامركزية في الشكل انما في المضمون فالامر مختلف".

وبعد كوستانيان عرض الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين الاسبق السفير فؤاد الترك "دور رجال الاعمال المغتربين في دعم مجتمعهم".

الندوة الرابعة والاخيرة حملت عنوان "المشاريع" وقد ادارها جورج مفرج الذي اعطى الكلام لرئيس حزب السلام روجيه اده، وقد عرض هذا الاخير، "رؤيا اقتصادية للبنان القرن الواحد والعشرين" فقال: " لا بد من الحصول على الثورة داخل الثورة التي تحصل داخل الأنظمة من أجل الحصول على الحريات السياسية والإقتصادية في الأوطان".

بدوره مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد وهبة قاطيشا وتحت العنوان عينه (رؤيا اقتصادية للبنان القرن الواحد والعشرين)، قال: "لا يزدهر اقتصاد في أي بلد في العالم اذا لم يكن فيه استقرار سياسي وأمني، ومنذ أربعين عاماً ولبنان يشكِّل ساحة متنفس سياسي وأمني وإرهابي لبعض ديكتاتوريات الشرق الاوسط، فحوّلوه الى ساحة صراع دائمة تحت شعارات عديدة لابتزاز الدول المؤثرة فوق ساحته؛ فطبعت ساحته الفوضى السياسية والامنية، وبالتالي استمر اقتصاده متراجعاً عما كان بإمكانه أن يحقق.

تحت العنوان عينه تحدث النائب نديم الجميل قائلا: "ان نقاط القوة الاساسية لدينا كلبنانيين هي التعليم والعلم المدني أو السياسي الذي يتميَّز به لبنان عن البلدان الاخرى الذي تفتقده بعض البلدان العربية. ولا بد علينا من استعمال الثروة النفطية لتنمية الاقتصاد، ليس للسمسرة والمحسوبيات وليس للعيش فقط من مردود النفط بل علينا تطويرالمردود، وقبل استعمال الثروة النفطية علينا التأثير كشباب على السياسة النفطية والاستثمار بأشخاص معنيين بهذا المجال وخلق فرص عمل لأشخاص تفيد في الاستثمار في المجال النفطي"

الكلمة الاخيرة كانت للطبيب كميل الفرد شمعون وحملت عنوان "صمود المجتمع:الصحة للجميع"، فقال: "إنّ الشعب في لبنان يعيش مفارقة مفجعة في الألفية الثالثة لما يشهده من إعادة للكلمات السابقة التي اعتدنا سماعها على مدى خمسين سنة دون اللجوء إلى حل".

 

إيران مستعدة لـ"صفقة" مع واشنطن لإعادة الطائرة من دون طيار

طهران - د ب أ, رويترز, كونا: أعلنت إيران, أمس, أنها ستحتفظ بالطائرة الأميركية من دون طيار التي استولت عليها أخيراً وأنها لن تعيدها, مشيرة في الوقت نفسه إلى استعدادها للتوصل إلى "صفقة".

وقال نائب قائد "الحرس الثوري" الإيراني حسين سلامي "سنحتفظ بطائرة التجسس الأميركية وسنفحصها ونحللها لنعرف إلى أي مدى يمكننا الاستفادة منها لتعزيز خبرتنا التقنية", مشيراً إلى أنه "بإمكان الولايات المتحدة التعويض عن هذا الفعل العدواني باتخاذ بعض الإجراءات (السياسية) الصحيحة".

ولم يعط سلامي المزيد من التفاصيل بشأن كيف يمكن للولايات المتحدة التعويض عما اعتبرته إيران عملاً عدائياً تجاه سيادتها.

وفي إشارة إلى تضارب التقارير بشأن مهمة الطائرة بين تبعيتها للقوات الدولية في أفغانستان وبين قيامها بالتجسس على منشآت نووية ايرانية, قال سلامي "لا يهم من أين أتت الطائرة, المهم هو أنه لا توجد دولة ترحب بوجود طائرة تجسس في مجالها الجوي, وإضافة إلى ذلك فالطائرة لا تخص وزارة الدفاع الأميركية وإنما تخص جهاز الاستخبارات الأميركي "سي اي ايه", نحن في المركز الثاني عالمياً في تقنية الطائرات من دون طيار ونعرف جيدا كيف تعمل ولأي غرض".

ووفقاً لـ"الحرس الثوري", فإن الطائرة من طراز "آر كيو - 170" وكانت في مهمة تجسس, وتمكنت الدفاعات الايرانية من رصدها وإنزالها بالقرب من مدينة كشمر (نحو 200 كم من الحدود الأفغانية).

من جهة أخرى, جزم وزير النفط رستم قاسمي بأن الاتحاد الأوروبي لن يفرض عقوبات على صادرات ايران من النفط نظراً لان هذا الاجراء سيضر بسوق النفط العالمية.

وقال قاسمي في مؤتمر صحافي, أمس, ان "الاتحاد الاوروبي لن يفرض على الإطلاق عقوبات جديدة على النفط الايراني لأن ذلك سيضر بسوق النفط العالمية ويؤدي الى عدم استقرار كبير في الاسعار".

واضاف "ليس لدينا مشكلة في ايجاد بديل لسوق النفط في الاتحاد الاوروبي, يمكننا بسهولة استبدال السوق الاوروبية بأخرى", مشيراً إلى أن إيران تسعى للحفاظ على مكانتها التصديرية في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" خاصة وانها تعد ثاني بلد مصدر للنفط بين الدول الاعضاء في المنظمة.

وكان زعماء الاتحاد الاوروبي دعوا الجمعة الماضي الى فرض مزيد من العقوبات على ايران نهاية يناير المقبل, على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.

واتفق وزراء خارجية الاتحاد, الأسبوع الماضي, على إعداد عقوبات جديدة على قطاعات الطاقة والنقل والمصارف في ايران.

وأفاد ديبلوماسيون ان فرض حظر على واردات أوروبا من النفط الايراني محل مناقشة, وهو إجراء تؤيده بريطانيا وفرنسا وألمانيا فيما تعارضه دول أخرى في مقدمها اليونان التي تعتمد على النفط الايراني.

ورداً على التهديد بفرض عقوبات, حذر نواب ايرانيون من أن تحركاً كهذا سيؤدي لارتفاع هائل لأسعار النفط في العالم ما يصل الى 250 دولاراً للبرميل عن مستوياتها الحالية البالغة حوالي 100 دولار للبرميل. في سياق آخر, انتقد وزير الخارجية علي اكبر صالحي, أمس, هجوم "طلبة باسيج" اسلاميين ايرانيين على السفارة البريطانية في طهران نهاية نوفمبر الماضي, مؤكداًأانه "كان الاجدر ان لا يحدث".

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الناميبي يوتوني نوجوما الذي يقوم بزيارة الى طهران "اننا ناسف لما حدث وكان الاجدر ان لا يحدث", مضيفاً ان "اقتحام السفارة لم يكن في الحسبان, تم الترخيص لتظاهرة احتجاج في اطار القانون".

وكان صالحي أعرب عن اسفه لهذا الهجوم خلال لقاء مع نظيره الالماني غيدو فسترفيله الاسبوع الماضي في بون, لكنها المرة الأولى التي يتحدث فيها الوزير عن الحادث امام الصحافة الايرانية.

وانتقد صالحي أيضاً الحكومة البريطانية لانها فرضت عقوبات جديدة على البنك المركزي الايراني وسحبت ديبلوماسييها, مؤكدا ان البريطانيين تحركوا "من دون ترو" في هذه القضية.

 

معلومات عن وجود قوات عسكرية أميركية في المناطق الأردنية قرب الحدود السورية

السياسة/ذكرت مصادر أردنية, أمس, أن مجموعات عسكرية أجنبية, تقدر بمئات الأفراد, بدأت الانتشار خلال الساعات القليلة الماضية قريباً من قرى مدينة المفرق الأردنية المحاذية للحدود السورية.

ونقل موقع "الحقيقة" السوري الاكتروني عن المصادر قولها "إن المئات من العسكريين الناطقين بغير العربية شوهدوا خلال اليومين الماضيين وهم يتنقلون في سيارات عسكرية بين"قاعدة المفرق الجوية الأردنية (10 كم عن الحدود السورية), ومحيط القرى الأردنية المتاخمة للحدود السورية مثل قرية الباعج (5 كم عن الحدود) ومحيط قرية الحوشة شمال المفرق, وفي محيط منطقة بركة سد السرحان وقريتي الزبيدية والنهضة المتاخمتين للحدود السورية مباشرة. وأكد مصدر من قرية أم السرحان هذه المعلومات, مضيفاً "لم أستطع التثبت من اللغة التي يتحدثون بها في ما إذا كانت إنكليزية أم فرنسية, لكن من المؤكد أن العسكريين الذين شاهدتهم في المنطقة ليسوا أردنيين وليسوا عرباً, ومعظمهم من ذوي البشرة البيضاء وبعضهم من ذوي البشرة السوداء (الأفريقية) وليس السمراء العربية المعروفة". وأكد المصدر أن هذه القوات "لم تكن موجودة في المنطقة قبل أسابيع ولم يسبق لنا أن رأيناها في المنطقة من قبل". وفيما يبدو أنها معلومات أخرى تتقاطع مع هذه الإفادات, أكدت مصادر أردنية وعراقية متطابقة أن بعض القوات الأميركية التي جرى سحبها أخيراً من العراق, في إطار عملية الانسحاب, أعيد نشرها في الأردن. وأكد خبير إعلامي عراقي في لندن سبق له أن عمل مستشاراً إعلامياً لدى أول حكومة عراقية بعد الغزو الأميركي, أن "قسماً من القوات الأميركية التي انسحبت أخيراً من قاعدة عين الأسد العراقية في منطقة الأنبار جرى نقلها إلى الأردن". بدوره, قال مصدر أردني يعمل فنياً في شركة الخطوط الجوية الأردنية إن "طائرة أميركية واحدة على الأقل تحمل عسكريين هبطت ليل أول من أمس (الخميس ¯ الجمعة) في قاعدة الأمير حسن الجوية الواقعة على بعد حوالي 100 كم إلى الشرق من مدينة المفرق".

 

المواجهة الأكبر منذ اندلاع الثورة حالت دون اجتياح حمص وسط تجاوب واسع مع الإضراب في أنحاء سورية 

300 قتيل وجريح من كتائب الأسد في معركة ضارية مع مئات المنشقين في درعا

 عائلة الأسد تبحث مع روسيا في إيجاد مخرج  آمن لها

دمشق - وكالات: على وقع الإضراب العام الذي شهدته غالبية المناطق السورية تجاوباً مع المعارضة في إطار التحضير للعصيان المدني الشامل, دارت معركة عنيفة, أمس, هي الأكبر منذ اندلاع الثورة منتصف مارس الماضي, بين الجيش والأمن من جهة ومئات العسكريين المنشقين من جهة ثانية في مدينة بصر الحرير في ريف درعا جنوب البلاد.

وكشف الناطق الاعلامي باسم لجنة المغتربين السوريين المستشار أ. الحريري ل¯"السياسة", أن عناصر كبيرة من الجيش انشقت فجر أمس في المناطق العسكرية المجاورة لمدينة بصر الحرير (عدد سكانها 23 ألف نسمة) في محافظة درعا, ودخلت منطقة اللجاة المجاورة لبصر الحرير من جهة الشمال والغرب.

واوضح المصدر أنه بعد الانشقاق الذي كان بأعداد هائلة وتزامن مع الاضراب العام في المحافظة, قامت قوات النظام الأمنية بما فيها "الشبيحة", مدعومة ب¯"اللواء 12 دبابات" و"اللواء 115" اللذان يتبعان الفرقة الخامسة المدرعة وهي من اقدم الفرق العسكرية, باجتياح بصر الحرير, "فعمد الثوار الملتحمون مع الجنود المنشقين لاستدراجها الى المنطقة الوعرة في اللجاة, واستمرت الاشتباكات منذ العاشرة صباحاً وحتى الساعة السادسة مساء".

ووفقاً للمصدر, أسفرت المعركة الضارية عن "مقتل وإصابة مايزيد عن 300" من قوات النظام, من جيش وأمن وشبيحة, إضافة إلى "تدمير ثلاث دبابات من نوع (ت 55 - عيار 105 مم) روسية الصنع, وأسر عدد كبير من هذه القوات تم اقتيادها الى منطقة اللجاة الآمنة للثوار والجيش الحر" المنشق.

وفي هذا السياق, كشف أحد المقيمين في بلدة ازرع أن "اللجاة هي أكثر المناطق أماناً لاختباء المنشقين لأن من الصعب على الدبابات والمشاة اختراقها, ففيها كهوف وممرات سرية وتمتد الى ريف دمشق".

وأضاف الناطق الاعلامي باسم لجنة المغتربين السوريين ل¯"السياسة" انه عقب ذلك, عمدت قوات النظام إلى استقدام تعزيزات من الفرقة التاسعة المرابطة في مدينة الصنمين المجاورة (عن طريق بلدة خبب), بهدف السيطرة على الأوضاع بعد تزايد الانشقاقات وانسحاب قوات النظام إلى منطقة الخوابي غرب بصر الحرير, حيث انتشرت التعزيزات حتى حدود معصرة الرحمن بالقرب من مدينة أزرع".

وأكدت المعلومات أنه على اثر المعركة الكبيرة عمت الاحتجاجات في جميع مدن وبلدات درعا والتي فقدت الاجهزة الامنية السيطرة على بعضها بسبب ازدياد الانشقاقات.

واضاف المصدر أن قوات النظام كانت تعتزم اجتياح حمص, أمس, "لكن الهلع والخوف من الفلتان في الجيش بسبب معركة بصر الحرير حال دون ذلك", مشيراً إلى أن الوجود الكبير للثوار وعناصر "الجيش الحر" المنشقة في المدينة أدى أيضاً إلى بث الرعب في صفوف قوات النظام المنهارة.

واستناداً إلى معلومات من لجان التنسيق المحلية, الذي تنظم حركة الاحتجاج على الأرض, كشف المصدر نفسه أن "عائلة الأسد تبحث مع أعضاء مجلس الأمن الداعمين للنظام السوري (وفي مقدمهم روسيا والصين) في إيجاد مخرج آمن لها", وسط معلومات غير مؤكدة عن "مقتل اللواء آصف شوكت صهر الرئيس بشار الاسد بإطلاق النار عليه من قبل سائقه المعين عنده بمعرفة ماهر الاسد" (شقيق الرئيس).

وأفادت المعلومات أن تصفية شوكت تأتي على خلفية معلوماته عن الاغتيالات السياسية التي جرت في لبنان, والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين في سورية.

وفي بلدة طفس بمحافظة درعا أيضاً, قتل فتى في السادسة عشرة من عمره حينما أطلقت قوات الامن النار على متظاهرين, وجرى إحراق ثلاث مدرعات واصيب أشخاص عدة في مواجهة مماثلة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان, في بيان, ان مدنيين اثنين قتلا برصاص رشاشات ثقيلة في كفر تخاريم بمحافظة إدلب القريبة من الحدود التركية, حيث خاض منشقون معارك عنيفة مع القوات الحكومية, مشيراً إلى "إحراق ناقلتي جند مدرعتين" في المنطقة نفسها.

وفي لبنان, قالت مصادر طبية ان شخصا يدعى حسين عمار (27 عاماً) توفي في مستشفى بشمال لبنان متأثراً بطلقة رصاص في رأسه بعد نقله عبر الحدود لإسعافه.

كما قتل طبيب للمنشقين في سورية يدعى ابراهيم عثمان بعد إطلاق قوات الامن الرصاص في الهواء بمحاذاة الحدود مع تركيا.

ونقل المرصد عن ناشطين على الارض ان الاضراب الذي دعت إليه المعارضة لقي استجابة "بشكل كبير جدا" في محافظة درعا.

إلى ذلك, نفذ الاضراب في "حرستا رغم محاولة الامن فتح المحلات بالقوة" حسب الناشطين الذين تحدثوا عن "اعتقالات عشوائية" في هذه المنطقة الواقعة قرب دمشق.

وأكدوا أيضاً ان "الاضراب نجح بنسبة كبيرة تبلغ تسعين في المئة" بدوما قرب دمشق ايضا.

وأكد المرصد انه "في الاحياء المعارضة في حمص نسبة النجاح (الاضراب) تسعين الى مئة في المئة", وذكر من هذه الاحياء بابا عمرو ودير بعلبا والخالدية وبياضة وغيرها.

واوضح ان "الطلاب لم يذهبوا الى المدارس والموظفين لم يذهبوا الى وظائفهم والمحلات التجارية مغلقة".

وفي اعقاب هذا الاضراب العام يعتزم النشطاء تنظيم حملة عصيان مدني تشمل اغلاق الجامعات ووقف وسائل النقل العام وهيئات الدولة والطرق الرئيسية التي تربط بين المدن بهدف تنفيذ عصيان مدني شامل حتى إسقاط النظام.

 

مصر تؤكد التزامها خفض الرحلات الجوية إلى سورية

 القاهرة - أ ش أ: اعلن وزير الطيران المصري حسين مسعود, أمس, ان بلاده ستخفض الرحلات الجوية بين القاهرة ودمشق إلى معدل النصف فور تفعيل العقوبات العربية ضد سورية, والمتوقع أن تدخل حيز التنفيذ الخميس المقبل. وأكد مسعود أن مصر تلتزم دائماً الإجماع العربي وتنفذ القرارات الصادرة عن المؤسسات العربية والإقليمية, مشيرا إلى أن الحركة حاليا بين مصر وسورية منخفضة من دون اللجوء إلى خفض الرحلات وذلك بسبب الأوضاع الحالية في سورية. وأكد أنه في حالة وجود حركة سفر تزيد عن الرحلات المتجهة إلى سورية عند تنفيذ العقوبات, سيتم زيادة عدد الرحلات إلى عمان وبيروت لنقل الراغبين في التوجه إلى سورية عن طريق جارتيها لبنان والأردن. وبشأن قدرة قطاعات الطيران على الالتزام بسداد أقساط ديونها في ظل الخسائر التي تعرضت لها بعد الثورة, قال الوزير: "هناك بالفعل خسائر كبيرة تكبدتها قطاعات الطيران بعد الثورة بسبب إنحسار حركة السفر والطيران, ورغم ذلك فإن قطاعات الطيران المختلفة مستمرة وملتزمة سداد أقساط القروض مع الإستمرار في إستكمال كل مشروعات التطوير وعدم توقفها مع تدبير التمويل اللازم لإنجازها حيث ستزيد الخسائر في حالة توقف هذه المشروعات, خاصة في ظل توقعات بحدوث تحسن في الأوضاع خلال الفترة المقبلة عقب إستقرار الأوضاع وإعطاء الفرصة لحكومة الإنقاذ الوطني لإدارة الأمور في مصر.

 

وفد عراقي يتوجه إلى دمشق بتفويض من الجامعة العربية لإقناعها بالتوقيع على البروتوكول

السياسة/رغم إفساح جامعة الدول العربية المجال لوساطة عراقية في الأزمة السورية بتأجيلها اجتماعها الوزاري ومنح بغداد الصلاحيات الكاملة للتفاوض مع نظام دمشق والموافقة على المبادرة العربية والتوقيع على البروتوكول الخاص بارسال بعثة مراقبين عرب, الا أن الكثير من المراقبين يجدون في الوساطة العراقية مهلة جديدة للنظام السوري نحو المزيد من القتل.

كما يرى مراقبون أن الوساطة العراقية مع المعارضة السورية, من المستحيل أن تنجح رغم اعلان مسؤولين عراقيين أنهم يتواصلون مع معارضة سورية "غير مسلحة" وذلك لأن العراق الذي تمثله حكومة نوري المالكي هو طرف داعم للنظام السوري. واشار الأمين العام للتكتل السوري الموحد وحيد صقر في تصريح إلى جريدة "ايلاف" الالكترونية الى "تكاثر اللغط أخيراً عن دور عراقي وحوارات بين الحكومة العراقية والمعارضة السورية". وقال "ان ما سمعناه وما تناقلته وسائل الاعلام مثير لللاستهجان", متسائلا "كيف لنا أن نعول على دور عراقي, ونحن على علم بتورط الحكومة العراقية في قمع التظاهرات في سورية من خلال دعم شبيحة الاسد بشبيحة مقتدى الصدر, فضلاً عن شبيحة حزب الله", متسائلا "لا ادري ماذا الذي سنجنيه من تلك الوساطة?, وهل سيقدم العراق مالا ثمنا للدم السوري, للمعارضة السورية التي تلهث للحوار". ولفت الى "مساندة العراق لعصابات بشار الأسد باعطائهم تقنيات تكنولوجية اميركية لمراقبة المعارضة", معتبراً "ان القامات الفارغة التي تفكر بقبول الوساطة العراقية لتلعب دورا في الملف السوري...انما تلعب دورا في اغتيال ثورتنا". وافادت معلومات متقاطعة ان وفداً عراقياً يتوجه إلى دمشق "قريباً", بعد أن منح تفويضا كاملا من قبل الجامعة العربية للتوسط مع السلطات السورية بشأن تطبيق المبادرة العربية والتوقيع على البروتوكول مع الجامعة. وأول من أمس, أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الحكومة العراقية تقيم اتصالات مع معارضين سوريين من غير المعارضة المسلحة في الداخل والخارج, وأن هذه الاتصالات ستكون "مفتوحة أكثر".

 

المعارض السوري البارز ميشال كيلو يدعو إلى الانفتاح على فكرة النظام الانتقالي

دمشق - أ ش أ: أكد المعارض السوري البارز ميشال كيلو رفضه القاطع لتدويل الأزمة, داعياً إلى تركيز الجهود على أولوية الوضع الداخلي من أجل الحرية والديمقراطية فيما يجب أن يكون الدور الدولي مسانداً وليس العكس. وأشار إلى أن التدويل سيلغي وسيضعف من الدور الداخلي, مؤكداً ضرورة العودة إلى أصالة الحراك الشعبي الذي بدأ في مارس الماضي والعودة إلى فكرة الشعب الواحد وهدف الحرية والديمقراطية والمواطنة والدولة المدنية, وأن يتم قطع جميع الطرق على الاقتتال الداخلي لأي سبب كان خاصة إذا كان له طابع طائفي. وفي تصريحات أدلى بها في باريس ونقلها موقع "شام برس" الإلكتروني, أمس, شدد كيلو على ضرورة الانفتاح على فكرة النظام الانتقالي والتفاوض لوجود حاجة لأن يدرك بعض رموز النظام أن هناك سبلاً مفتوحة أمامهم لكي يساهموا في إيجاد حل للأزمة الوطنية بدلاً من وضع الجميع في سلة واحدة والمطالبة بإسقاطهم جميعاً, علما أن "المجلس الوطني" السوري المعارض غير في الآونة الأخيرة من سياسته وأعلن موافقته على التفاوض بشأن مرحلة انتقالية, وعلى التعاون مع المؤسسة العسكرية. وبالنسبة للسياسة الخارجية, قال كيلو "إنه يجب بلورتها إنطلاقا من الوضع الداخلي وحاجات النضال وليس العكس, لأنه لا يمكن تحرير سورية من الخارج, فيما يمكن أن تصبح حرة إذا بقي مجتمعها متماسكا ومطالبا بالحرية, وذلك بأن يكون هناك تحالف حقيقي بين المجتمعين الأهلي والمدني ودعم دولي يعتمد على القانون الدولي ومنظمات الإنسان وحقوقه". من جهة أخرى, نفى عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني عبد الاحد اسطيفو ما تردد بشأن دعوة الحكومة العراقية المجلس للحوار بهدف التوصل إلى حل للأزمة.

وقال اسطيفو, في تصريح لراديو "سوا" الاميركي, "إن المجلس لم يتلق أي دعوة رسمية حتى الان من الحكومة العراقية, وعندما تصله الدعوة سيعمل على دراستها والرد عليها في أسرع وقت".

وأشار إلى أن المهل الزمنية الممنوحة لنظام الرئيس بشار الاسد ستؤدي إلى سقوط المزيد من الشهداء.

 

العراقية": إيران حرضت الحكومة على إخلاء المعسكر 

مطالبات دولية لأوباما بالضغط على المالكي لعدم إغلاق أشرف

 عواصم - وكالات: طالبت شخصيات أميركية وأوروبية وعربية, الرئيس الأميركي باراك أوباما بالضغط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يزور واشنطن حاليا, حتى لا يغلق معسكر أشرف الذي يضم 3400 من عناصر منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة بمحافظة ديالى شمال شرق العراق, محذرين من مذبحة جماعية وكارثة إنسانية وشيكة في المخيم.

وذكرت منظمة "مجاهدي خلق" في بيان تلقت "السياسة" نسخة منه, أن الشخصيات السياسية والقانونية وكبار القادة العسكريين السابقين في الولايات المتحدة وأوروبا, دعت خلال مؤتمر دولي بباريس أول من أمس, الرئيس الأميركي إلى أن يطلب من المالكي خلال لقائهما غداً إلغاء المهلة القمعية لإخلاء المعسكر في 31 ديسمبر الجاري وأن يتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين حول العملية الهادفة إلى إمكانية إعادة توطين سكان أشرف في بلدان ثالثة. وأكد المشاركون في المؤتمر, الذي دعت إليه "اللجنة الفرنسية لإيران ديمقراطية لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان, أن أي ترحيل سكان "أشرف" داخل العراق هو مخطط مشترك للنظام الإيراني والعراق للإعداد لمذبحة جماعية.  بدورها, قالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي, خلال كلمتها في المؤتمر, إن سكان أشرف أعلنوا مرات عدة أنهم مستعدون لأي حل باستثناء الحل الذي ينطوي على إبادتهم واستسلامهم, ومثلما فعلوا في الشهور الأخيرة فإنهم جاهزون للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة", مضيفة أنهم "سيتحملون نفقات قوات حمايتهم".

وأكدت أن اي حل لأشرف يجب يأخذ في الاعتبار المبدأ الأساسي الذي يتمثل في حماية ارواح وأمن سكانه, لافتة إلى أنهم لن يقبلوا أي قوات عراقية مسلحة داخل المعسكر, موضحة أن أي حل للمخيم يجب أن يتم بالاتفاق مع السكان.

وفي بغداد, أكد حيدر الملا المتحدث باسم القائمة "العراقية" بزعامة إياد علاوي, أن "هناك أجندة سياسية تحركها بعض الأطراف لإعطاء انطباع بأن هناك رغبة عراقية لخروج سكان أشرف, إن هذه الأجندة السياسية معروفة تحركها إطلاعات النظام الإيراني (المخابرات), ولا تعكس الرغبة الحقيقية لإرادة أبناء الشعب العراقي".

وأضاف في بيان أن "موقف القائمة العراقية السابق مبدئي وثابت في أن قضية سكان اشرف تحكمها الاتفاقيات الدولية ومعاهدة جنيف, وأن ما صرح به أخيرا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق حول التوصيف القائم لسكان المعسكر, وضرورة مراعاة المعايير الدولية والتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين, والتعامل مع هذا الملف هي خارطة الطريق الوحيدة للتعامل مع ملف سكان أشرف".

واعتبر أن "الحديث عن نقل سكان أشرف من ديالى إلى محافظة أخرى داخل العراق تنفيذ لأجندة إيرانية يراد منها تصفية عناصر مجاهدي خلق أكثر من كونها تمثل أجندة لإيجاد حل للأزمة".

على صعيد آخر, تسلمت الحكومة العراقية من القوات الاميركية, قاعدة عسكرية جنوب بغداد, فيما تبقى قاعدتان وموقع في البصرة لاستكمال الانسحاب الاميركي من البلاد.

وجرت مراسم تسليم قاعدة كالسو في منطقة تابعة لناحية الاسكندرية في محافظة بابل بحضور ممثل رئيس الوزراء العراقي لتسلم القواعد من القوات الاميركية حسين الاسدي, وعدد من ضباط الجيشين العراقي والأميركي. ميدانيا, تعرضت قاعدة مطار كركوك ي منطقة الكورنيش جنوب المدينة إلى هجوم ب¯ 3 صواريخ كاتيوشا.

 

روسيا أعلَمُ من الجميع بانهيار معنويات النظام السوري

 وسام سعادة/المستقبل

ما تريده السياسة الروسية في الأزمة السوريّة هو أن تكون موسكو شريكة أساسيّة في إنتاج الحل، وأن يكون هذا الحل نموذجاً بديلاً من النموذجين العراقي والليبيّ، خصوصاً في البلدان التي كانت تدور في الفلك السوفياتيّ في يوم من الأيّام، أو كانت على علاقة وثيقة بهذا الفلك. معنى ذلك أنّه ليسَ للسياسة الروسيّة أدنى شكّ لجهة استفحال أزمة النظام السوريّ واحتضاره، بل أنّ موسكو اليوم هي الأعلم بأزمة "الجهاز العصبيّ" لهذا النظام، وإقترابه من لحظة إنهيار المعنويّات. وفي الأساس، ليسَ عند السياسة الروسيّة أدنى شكّ من أنّ "الدور الإقليميّ الحيويّ" الذي كانت تؤدّيه دمشق في العقود الأربعة الماضية هو الآن في خبر كان، وسيترتّب على سوريا قضاء سنوات عدة قبل أن تعيد صياغة دورها الإقليميّ الجديد، أيّاً كان نوع الحل الذي سيخرجها من الأزمة. ومعنى هذا أنّه لا مصلحة لروسيا في "سوريا ضعيفة جدّاً" وتنزف بهذا الشكل، حتى لو دارت في فلكها أكثر من ذي قبل. وتعلم روسيا جيّداً كما يعلم القاصي والداني أن سوريا بشّار الأسد كان اختل فيها التوازن بشكل سريع في العلاقات السوريّة - الإيرانيّة لمصلحة نوع من هيمنة إيرانيّة بالشكل الذي لا يعبّر عن أقصى ما تتطلّع إليه السياسة الروسيّة في المنطقة.

ثم أنّ روسيا، مثلها في هذا مثل تركيا، تحاول وراثة النفوذ الإيرانيّ في لحظة انحساره. تركيا قامت بذلك حيال حركة "حماس"، ونجحت إلى حدّ كبير، ولا نقول إلى حدّ كامل. وروسيا تحاول ذلك في سوريا، إنّما تقوم بذلك في وضع أكثر تعقيداً بكثير، وحتى الآن لا تبدو أنّها قادرة على النجاح، طالما هي لم تستطع، على الأقل، انتقاء الحدّ الأدنى من الكلمات المناسبة، واقعياً وسياسيّاً، لتسمية الأمور بأسمائها في سوريا، وعدم الإصطدام رأساً بالقضية الوطنيّة للشعب السوريّ في ثورته على النظام البعثيّ. لكن المشكلة الأساسية مع روسيا ليست هنا، بل كما هي الحال دائماً مع الروس، في حسن تقدير الزمن، وليس في حسن تقدير الإستراتيجيا، فهذه بالشكل الذي أوجزناه تبقى أكثر من مبرّرة إن استطاعت التماشي مع تطوّر اللحظة السياسية السوريّة، داخليّاً وإقليميّاً ودوليّاً.

قصارى القول إذاً أنّ روسيا تناوئ أي حلّ للثورة السوريّة لا يتّسع، وبشكل أساسي لرؤيتها للحل، نظراً قناعتها بأنّها الطرف الدوليّ الذي يمتلك رؤية للحلّ، وقدرة على تنفيذه، ومصلحة فيه، كما أنّه الطرف الدوليّ الذي يتطلّع إلى هذا الحلّ كنموذج يؤسّس عليه إذا ما حدثت حالات مناسبة في المستقبل في أحد البلدان التي "تعني" موسكو. وروسيا في هذا الإطار تنطلق من رؤيتين. واحدة أكثر من مرتابة من تعاقب وقوع أحجار الدومينو، كما حدث في ربيع الشعوب الأوروبية أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وكما كاد يحدث في ربيع الشعوب السوفياتية السابقة في بداية هذه الألفية، بل يتعاطى "الجهاز" الروسيّ مع هذه الثورات كتطبيقات أو مجالات لـ"الحروب الإستخبارية". أمّا الرؤية الثانية، فهي تتكامل بشكل عكسيّ مع الأولى، لكنها تأتي بنتيجة مخالفة: أنّ كل مجتمع يصيبه "ربيع" يصير فيه بحكم الأمر المقضيّ أن يتبدّل فيه الطاقم الذي عمّر في السلطة طويلاً. فإذا كان النظام السوريّ "يعوّل" على روسيا كما يتباهى، فإن روسيا لا تعوّل عليه، بل تعوّل على دورها في إنتاج بديل من هذا النظام، تكون هي شريكة في صياغته من بين شركاء آخرين على الصعيد الدوليّ، ويؤمّن على الصعيد الداخليّ تسوية يكون حدّها الأدنى انتهاء حكم آل الأسد، و"حزب البعث"، وانقضاء عهد الهيمنة الفئوية المذهبية، و"فك الإرتباط" عن إيران، لكنها تسوية تجمع بين تعريف الأزمة بشكل مزدوج، كأزمة نظام ينهار أمام ثورة شعبية عاتية، وأزمة كيان عمرها من عمر الكيان السوريّ نفسه. وإذا كانت روسيا، مثلها في ذلك مثل تركيا وسائر الدول المعنية بالملف السوريّ، تتخوّف بشكل قويّ من إمتداد التوتّرات المذهبية والإثنية إلى مناطق أخرى من الشرق الأوسط، لكن أحداً لا يعر إهتماماً لـ"الدسائس" البعثية في هذا الموضوع، التي تنسب إلى آل الأسد قدرة سحرية على تحريك "علويي تركيا" مثلاً، وقد فاتهم أن هؤلاء هم في الحد الأدنى من طائفة أخرى مختلفة كثيراً عن الطائفة العلويّة النصيريّة في سوريا، وإذا كان "الأليفي" و"البكتاشية" و"المولوية الشمسية" في تركيا، - إما ترك أو كرد أو تركمان - يمثّلون نحو ربع سكّان البلاد، فإنّ وجود النصيريّة في تركيا يقتصر على المناطق المتاخمة لسوريا فقط، علماً أنّه وبمجرد تتبّع منطق الحركة التجاريّة والإقتصاديّة يظهر أنّ هنا أيضاً لتركيا تأثيراً حيويّاً ضمن النسيج الإجتماعيّ السوريّ، ليس فقط من جهة الأكثريّة المذهبية، بل أيضاً من جهة الأقليّة.

 

المستقبل/الجامعة اللبنانية /من فؤاد أفرام البستاني إلى عدنان السيد حسين!

استرجعوا صفحات مشرقة من تاريخ النضال والكبار

"الجامعيون القدامى" يترحّمون على صرح تغيّر وجهه

ويحدثونك عن الجامعة اللبنانية فيكاد الكلام يعلق في حناجر "أهل البيت"، الذين هالهم ما آلت اليه أوضاع جامعتهم التي كانت تشكّل صرحاً وطنياً بامتياز.

صولات وجولات، لن تمحى من ذاكرتهم، لأيام خلت، حيث كانت الجامعة موئل الشعراء والكتّاب والمفكّرين، ومصنع رجالات الوطن والدولة، الذين ارتضوا الجامعة اسماً على مسمّى، تجمعهم ولا تفرّقهم.

يقلبون صفحات الماضي ليسترجعوا ذكريات جامعية ذهبية بدأت مع تعيين الكبار من رؤسائها وعمدائها وأساتذتها، خارج الوصاية والمحسوبيات، والمكافآت السياسية، الى مجلس مستقل متحرر.

"الجامعيون القدامى" أطلقوا العنان لذاكرتهم، أيام تهديد الجامعة، رئيساً وطلاباً، باحتلال مجلس الجامعة إذا لم يتراجع عن قراره بعدم إدخال الشاعر أدونيس الى الملاك، والاضراب الشامل لإقرار التفرّغ والاستقلالية، وغيرها وغيرها..

غيض من فيض، يترحّم على أيام جامعة تغيّر وجهها الساطع وهواها الثقافي، وأضاعت بوصلتها الوطنية.

جوزيف الهاشم

[العويط: هدّدني رئيس الجامعة بالدرك

لعل أجمل ما يُروى في هذا المجال، ما ساقه الشاعر عقل العويط في متن حديثه، مشبّهاً انتسابه الى الجامعة اللبنانية بـ "ولادته الثانية"، وكيف هبّ الطلاب لـ "نصرة" الشاعر أدونيس عندما رفض مجلس الجامعة تعيينه أستاذاً: "كان ذلك شيئاً يشبه الثورة التي تطيح كل الموروثات. كأن شخصاً آخر كان يولد فيَّ آنذاك. حتى لأقول الآن إن ولادتي الثانية الحقيقية كانت في كلية التربية، التي إذ أنظر اليها اليوم، والى الجامعة ككل، أدرك كم أن الجريمة كبيرة ولا تُغتفر. جريمة تحويل الكلية، بل الجامعة الوطنية كلها، من مشروع تغييري ثقافي، ومجتمعي، وسياسي، الى بؤرة فساد ونتانة وتخلّف وانحطاط وانهيار وموت.

كيف كانت الجامعة وكيف صارت؟

الجامعة التي صنعت شعراء وكتّاباً وأدباء ومفكرين ومثقفين وعلماء، ورجال نضال وكفاح وسياسة، كيف هي تصنع منذ أن صادرها قطّاع الطرق في الحرب والسلاح والسياسة والدين، مشاريع للموت والتعفن واليأس؟

الجامعة التي كانت مختبراً للأمل، كيف صارت على أيدي سارقيها مختبراً للنهايات؟".

ويتابع: "الجامعة التي كان يعيَّن رئيسُها بناء على اقتراح من مجلس جامعتها المستقل والمتحرر من كل وصاية سياسية أو حزبية أو دينية، أصبحت جامعة يعيِّن رئيسَها وعمداءها وأساتذتها وأكاد أقول طلاّبها المتنفذُ السياسي والحزبي والديني الذي يصادر الدولة بكل معانيها، ويخنق كل احتمال بأن تكون هذه الجامعة ربيعاً لوطن يتطلع الى حداثته الإنسانية الكاملة".

موضحاً "على سبيل التذكر والمقارنة ليس إلاّ، كان رئيس الجامعة آنذاك العلاّمة القانوني الكبير الراحل الدكتور إدمون نعيم، قد اتصل بي هاتفياً، ولكن الى أين؟ الى الكافيتيريا، عند "المعلم أسعد"، حيث كنت أتابع تلقّي العلم الحقيقي والجوهري، فسألني أن ألتقيه، وكان صديقي رغم أنه كان رئيساً وكنتُ طالباً، فذهبتُ اليه في رئاسة الجامعة. كان ثمة مشكلة آنذاك بسبب أدونيس، الذي رفض مجلس الجامعة تثبيته أستاذاً في الملاك بسبب مواقفه النقدية من الدين. كنتُ مندوباً للطلاب عن كلية التربية في مجلس الجامعة، فقلت للرئيس إننا "سنحتل" مجلس الجامعة إذا لم يتراجع المجلس عن قراره عدم تثبيت أدونيس، فـ"هدّدني" الرئيس بالدرك، عارفاً أنه لن يفعل ذلك، وقد طلبتُ منه أن يعيد جمع مجلس الجامعة للتصويت مجدداً على المسألة المذكورة. وكان المجلس منقسماً مناصفةً، وقد جرت العادة أن لا يصوّت الرئيس، تاركاً للأعضاء أن يقرروا بأنفسهم. ولما جاءت نتيجة التصويت بالتساوي، قرّر الرئيس بتأثير من الموقف الطالبي الضاغط آنذاك، وغير المهادن، أن يرجّح التصويت بإعلان وقوفه الى جانب إدخال أدونيس الى الملاك. وهكذا صار. وقد ثُبِّت أدونيس يومذاك بإرادة الطلاب لا بإرادة رجال السياسة والدين".

عقل العويط يشعر بحزن عميق كلما تذكر الماضي فلا يجد في الجامعة اليوم "إلاّ مكبّاً لنفايات ثقافية وسياسية وطائفية. بل أرى فيها مقبرةً لهذا البلد الذي كان يستحق مكافأة غير هذه المكافأة الجامعية".

[بزيع: تحولت الجامعة الى مجلس ملّة

أما الشاعر شوقي بزيع الذي يرى أن الجامعة في عزّها كانت تمثّل "عصر الأندلس في الحياة التربوية في لبنان"، فيلخّص وضعها اليوم بأنها "وقعت في فلك الطوائف وأصبحت كعكة منافع يتقاسمها زعماء الطوائف الذين وضعوا يدهم على معظم مقدرات البلد، بعد ان كانت النواة الحاضنة لوحدة اللبنانيين، ففرّعوها على أسس مذهبية. لقد شكلت في الستينيات ومنتصف السبعينيات، الى كونها مركزاً تنويرياً وتعليمياً، النواة الحاضنة لوحدة اللبنانيين إذ لم تكن قد تفرّعت بعد حيث كان الطلاب يأتون اليها من المناطق اللبنانية كافة، ويشعرون أنهم ينتمون الى وطن واحد وثقافة واحدة وأحلام مشتركة. كانت الجامعة مركزاً لكل التيارات السياسية المعترضة على اهتراء النظام اللبناني والداعية الى التغيير، كما كانت تستجيب لكافة الأحداث على الساحة العالمية. كنا نشعر ان الجامعة هي نواة الوطن المقبل، فكان المستوى التعليمي متميزاً بالقياس الى الجامعات الأخرى، فكلية التربية كانت منارة معرفية حقيقية، والمطالعة والتثقيف يتمّان جنباً الى جنب مع البرنامج الأكاديمي".

ويتذكر بزيع: "كنا نستضيف كبار شعراء وكتّاب العرب. في احدى المرات استضفنا الشاعر محمود درويش الذي قدم أمسية شعرية، وقال لنا: انها المرة الأولى التي أشعر فيها بهذا الخوف والتهيّب أمام جمهور معظمه من الشعراء وكله من المثقفين، وقد كانت بيروت بالنسبة إليه مركز الحداثة الأساسي في العالم العربي".

ويتابع "اليوم لا يمكن أن يعيّن رئيس للجامعة أو أي استاذ من دون رعاية وبركة رئيس الطائفة، فأصبحت الجامعة بمثابة مجلس ملّة للطوائف والمذاهب. وتفريع الجامعة لم يتم على اسس الحاجة الجغرافية والتربوية بل على اسس مذهبية. كما ان الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة لم يعد له وجود، ما أضعف من وتيرة وفعالية أي تحرك طلابي اضافة الى المحسوبيات حيث يتناقل الكثيرون عن طريقة الترفيع التي تتم في صفوف الطلاب الحزبيين من دون ان ننسى مسألة الرشوة. صحيح ان الطلاب هم جزء من نسيج المجتمع اللبناني، لكن الهواء كان معافى والهامش كان أوسع والأحلام كانت كبيرة، إذ يبدو ذلك العصر أندلس الحياة التربوية في لبنان. اليوم أفرغت كلية التربية من كل مضمون، فكانت النشاطات عبارة عن ندوات ثقافية ومحاضرات وأمسيات شعرية، وكبار الشعراء والكتاب ينتمون الى الجامعة اللبنانية".

[صالح: آخر "إنجازاتهم"

تعيين رئيس كمكافأة سياسية

عرف حنا صالح الجامعة اللبنانية في فترة مشرقة من تاريخها بدأت العام 1968، عندما نفّذ الأساتذة أول إضراب شامل تحت عنوان إقرار التفرغ والملاك والاستقلالية. كان حينها طالباً في الجامعة "الوطنية" ومشاركاً في العمل النقابي فيها لسنوات عدة. اليوم يقرأ المشهد كالآتي: "ها نحن في أواخر شهر تشرين الأول ولا تزال أبواب الجامعة مقفلة نتيجة الإضراب المفتوح الذي بدأه الأساتذة رداً على الغبن المزمن اللاحق بأهل الجامعة. الدورة الثانية على "كفّ عفريت". أكثر من 70 ألف طالب جامعي يشكلون نحو 40-45% من إجمالي طلاب التعليم العالي، خارج قاعات المحاضرات. نحو 4000 أستاذ جامعي يخوضون مواجهة مفتوحة في معركة يريدون منها استعادة حرية الجامعة واستقلالها حتى تلعب دورها الوطني في النمو، لكونها عماد التطور. إنها مواجهة مع نهج تفقير كل من يعمل فيها من أساتذة وإداريين وموظفين. لكننا في بلد يشهد دوماً "الصعود إلى تحت" في كل مرافقه، فكان لا بد من أن يتأثر مسار الجامعة فتنعكس عليها كل موبقات الحرب الأهلية. فالجامعة التي استقطبت يوماً أبرز الكفاءات وعلى سبيل المثال لا الحصر: من إدمون نعيم ومحمد المجذوب إلى حسن مشرفية وجيلبير عاقل ونزار الزين وقيصر نصر وابراهيم الحاج وابراهيم بيضون وحسن حمدان المعروف باسم مهدي عامل ومعن زيادة وغيرهم.. هذه الجامعة التي قبضت القوى الطائفية على خناقها تغيرت كثيراً، ما زال فيها الكثير من الكفاءات لكنها هزلت على مستوى إدارتها العامة، على مستوى الرأس ومجلس الجامعة، وهذا الأمر ما كان ممكناً أبداً لولا التشرذم والتطييف والتمذهب الذي يضرب الحركة الطالبية فيها".

ويؤكد أن " في قيادة حركة الأساتذة وفي صفوف الأساتذة عموماً اليوم، نخب من خريجي هذه الجامعة، من طلابها، ومن أوائل قادة الاتحاد الوطني لطلابها. أما تاريخهم، وبمعزل عن الانتماءات السياسية لكل منهم، فهو مثال للطلاب الحاليين وأهل الجامعة، ومصلحتهم من مصلحة الأساتذة.. لذا من المفترض التمثل بهذا التاريخ ليعود الاتحاد الوطني للطلاب إلى الحياة الفعلية كأداة مستقلة تدافع عن الجامعة: الجامعة المستقلة في برامجها ومناهجها التي يجب أن تتطور ضمن معيار الكفاءة وبعيداً عن كل أشكال المحاصصة الطائفية".

وينتقد صالح "المحاصصة القائمة في الجامعة اليوم. الإضراب الوطني يشترك فيه نحو 100 ألف أسرة لبنانية من أسر الطلاب، أسر الإداريين والموظفين وأسر الأساتذة، أي نحو 500 ألف لبناني. والمؤسف أن أهل السياسة الذين تحاصصوا الجامعة لجهة التوظيف، كان آخر "إنجازاتهم" تعيين الرئيس الجديد لها كمكافأة سياسية للموقف المعروف الذي اتخذه حين كان وزيرا، وقد لفت الانتباه غداة هذا التعيين ما ذكره أحد الوزراء من أن السيرة الذاتية الخاصة به تؤكد أنه يتقن اللغة العربية". وختم: هذا "الإنجاز" ليس الوحيد، لقد جاء ليتوّج سبع سنوات من عمل هذه المؤسسة الوطنية من دون عمداء أصيلين، ووسط غياب مجلس حقيقي لها، وتعطيل متعمّد لعمل مجالس الفروع والوحدات".

[خليفة: اجتاحتها الميليشيات وطبقت عليها "قانونها"

يرى الرئيس السابق لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عصام خليفة أن "الجامعة كانت في عزّها أيام تولي ادمون نعيم رئاستها منذ أوائل سنة 1970 ولغاية بدء الحرب سنة 1975- 1976، حيث حرص نعيم على ترسيخ سلطة القانون ومنع أي تدخل في شؤونها، انما حصرها برئيس الجامعة ومجلسها، وشكّل لجنة قانونية تولت الاشراف على كل معاملة ادارية من تعيين الأساتذة الى المناقصات وغيرها، ما أدّى الى تقدمها. كان الأساتذة والعمداء يعتبرون الجامعة قضية، وكانوا يخططون للمستقبل ويهتمون بالمنح ويطبقون قانون التفرغ ويعزّزونه. أما اليوم فوضع الجامعة غير طبيعي، إذ نجد حماية لتزوير بعض الشهادات، كما أن الأساتذة لا يقومون بواجباتهم". ويأسف "لما شهدته الجامعة أيام الحرب، حيث اجتاحتها الميليشيات واحتلتها ووضعتها تحت قانونها وتدخلت في شؤونها"، لافتا الى أن "مرحلتي الحرب وولاية زهير شكر حفلتا بالخروج عن القانون وعن النظام المالي وتجاوز الأنظمة والتسلّط الفردي على كل شؤون الجامعة. ولقد كان هذا الخروج منظماً، الى جانب عدم احترام القانون، بحيث أراد شكر أن يبقي الجامعة رهنا للأهواء السياسية والتدخل الخارجي والمصالح الفئوية، ولم يشأ اقامة المجالس الأكاديمية. وغاب عنها في الفترة الأخيرة مجلس الجامعة وتعطّل دور الحركة الطلابية ما أدّى الى زيادة تدخّل السياسيين في الجامعة".

ويلفت خليفة الى انها "كانت تضمّ 50 ألف طالب سنة 1990، في حين أن الجامعات الخاصة كانت تضمّ 40 ألفاً، وفي الوقت الذي ارتفع فيه العدد الى 120 ألفاً في "الخاصة" استقر العدد على 72 ألفاً في "اللبنانية" منذ السنوات الخمس الأخيرة"، ويؤكد في الوقت عينه أنه "وعلى الرغم من الثغرات ما زالت الجامعة اللبنانية من أفضل الجامعات في لبنان عبر طاقات الأساتذة الأكفّاء ونوعية طلابها وتفوّقهم العلمي ومستوى الامتحانات الرسمية. لكن تواطؤ بعض القوى داخل الجامعة وفي السلطة السياسية حكم بشلل عمل هذه المؤسسة الوطنية الكبرى. ولقد أدّت الخلافات الضيقة ما بين السياسيين خصوصا على التوظيف وتوزيع الحصص الى تفاقم ذلك. فالجامعة تعمل منذ سبع سنوات من دون عمداء أصيلين ومن دون سلطة قرار فعّالة في ظل غياب مجلس الجامعة وتعطيل عمل المجالس الأكاديمية عبر الامتناع عن تطبيق القانون 66، في حين يستفيد من خدمات الجامعة نحو 100000 أسرة لبنانية بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وتخرّج نحو 17000 طالب بينما تقدّر موازنتها بنحو 280 مليار ليرة سنويا".

[الدويهي: "الاتحاد" طار

والحركة الطلابية ضاعت

وفي شهادة انطوان الدويهي يختصر المشهد الستيني للجامعة اللبنانية بصور عن تظاهرات سلمية ضاغطة كبرى، ومواقف بطولية، ووجوه مشرقة، وجهود وتضحيات لا تُحصى، وثقة عميقة بلبنان ودوره ومستقبله، وأحلام لا حدود لها:

"لم تكن الجامعة اللبنانية صورة عن المجتمع اللبناني قبل الحرب الأهلية التي اندلعت في العام 1975. كانت القوى الأقل تمثيلا في المجتمع هي الأكثر تمثيلا ونفوذا في الجامعة التي كانت تتصدّر حركة الحداثة العالمية والعربية". ويضيف "عاشت الجامعة اللبنانية مرحلة نهوض كبير بين العامين 1969 و1975، وكان دور الحركة الطالبية هو المحور وهو الأساس في كل الانجازات التي تحقّقت، أما البرامج المطلبية فكانت جد واسعة وطموحة. كان الحيّز الأكبر من الحركة الطلابية مستقلاً لا يقارن قياساً لما هي عليه الحال اليوم. وتربعت الجامعة اللبنانية على عرش المستويات الفكرية والسياسية والنقابية واحتلت طليعة المجتمع اللبناني وقاطرته الى الأمام، ولم تكن قطّ صورة عنه. وشكل الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية أهم الأهداف التي طُرِحت وتحقّقت، وهو الأداة النقابية الموحّدة والبالغة الفعالية التي بنت استقلالية الجامعة اللبنانية وحققت المشاركة الطالبية في المجالس التمثيلية. بعدها أطلقت الكليات التطبيقية (هندسة، طب، صيدلة وغيرها) التي فتحت باب الاختصاصات العلمية واسعاً امام ابناء الشعب، بعد ان كانت لعقود طويلة حكراً على الأثرياء ممن بمقدورهم ارسال اولادهم الى الجامعتين اليسوعية والأميركية. هذه الكليات العلمية التطبيقية هي اليوم مفخرة لبنانية ومشهود لها في المنطقة والعالم، وآمل ألا يطالها التسييس والفساد فتخرب. أما الاتحاد فلم يعد موجوداً وضاعت معه الحركة الطلابية".

ويربط الدويهي الجامعة اللبنانية بحركة الحداثة العالمية والعربية "حيث كانت الجامعة، كما بيروت، في قلب تلك الحركة. كانت الجامعة واحة الحرية الكبرى في العالم العربي، تجمع فيها كل الاتجاهات والقوى الفاعلة من المحيط الى الخليج. كانت تشكل أيضاً منبت الابداع، فيها نخبة من كبار الأساتذة.. وليس من باب المصادفة ان نجد اليوم هذا القدر الكبير من المفكّرين والأدباء والمؤرّخين والفنانين وقادة الرأي والقادة النقابيين من خرّيجي الجامعة اللبنانية في تلك المرحلة. لكن ما يدعو الى الاسف ذلك الوضع المزري الذي يطبع استقلالية الجامعة اليوم في البرامج والمناهج والقرارات وامتحانات الدخول، بينما كانت مختلفة تماماً في مرحلة ما قبل الحرب. والواقع نفسه ينطبق على الانتخابات التي كانت تتمتع بالاستقلالية النقابية والحرية ضمن صناديق الاقتراع، وهذا ما يصعب تصوّره اليوم، لأن الأمور تتراجع الى الوراء على نحوٍ مأسوي".

[بشور: صارت ساحة لصراع العصبيات

"حققت الحركة الطلابية في الجامعة اللبنانية مدعومة من رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة إنجازات عدّة أبرزها المبنى الخاص للجامعة، وقيام كليات تطبيقية، وتفرغ الأساتذة الجامعيين، وتوسع فروع الجامعة لتشمل كل المحافظات اللبنانية"، يقول المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية في لبنان معن بشور، لكنه يستدرك "ان الحرب اللبنانية كان لها أثر سلبي بالغ على مسيرة الجامعة، ولا تزال تداعياتها قائمة، لا سيّما على صعيد نفوذ قوى الأمر الواقع على إداراتها وفروعها، وما أدى إليه ذلك من تسيّب خطير من جهة، ومن تفشّي النزاعات والعصبيات الطائفية والمذهبية بين طلابها، وبدلاً من أن تشكل الجامعة قاعدة لتحرر المجتمع اللبناني من هذه العصبيات البالية باتت إلى حدّ كبير ساحة لصراع هذه العصبيات، في الوقت الذي كان الصراع الطلابي قبل الحرب يأخذ مضامين فكرية وسياسية بعيدة عن الاصطفاف الطائفي والمذهبي.

ويشير بشور الى أن الحركة الطلابية في الجامعة اللبنانية "لم تشهد في السنوات الأخيرة أي أثر ملحوظ للعلاقة بالحداثة المتفجرة بالثقافة العربية والعالمية، ولم تشهد ربوع الجامعة ومنابرها ما يعبّر عن هذا التفاعل بقدر ما نلاحظ تصاعداً في الخطاب الطائفي والمذهبي والحزبي الحاد، لا سيّما مع تقسيم الجامعة إلى فروع تعيش في معظمها حالات فئوية صارخة. لقد كانت استقلالية الجامعة بكل مستوياتها احد أبرز عناوين حركة الطلاب والأساتذة معاً، لكن هذا العنوان بدأ يتراجع مع تراجع الحالة الوطنية في البلاد لمصلحة المشاريع الفئوية الضيقة، فانعكس التوزيع الطائفي على رئاستها وعمدائها ومديريها بشكل لم يعتمد دائماً معيار الكفاءة والجدارة المطلوبة في صرح علمي مميّز كصرح الجامعة".

 

مقابلة رجل الدين الشيعي اللبناني السيد هاني فحص

رأى أن عقل «حزب الله» يؤهله لفتح ثغرة في الجدار... رغم كل التوتر

رجل الدين الشيعي اللبناني السيد هاني فحص لـ«الراي»: المعارضات السورية غير جاهزة لكنها مصدر طمأنينة

 | بيروت - من ريتا فرج/الراي

رغم أن رجل الدين الشيعي اللبناني السيد هاني فحص يتفادى منذ فترة الحوار السياسي، لكنه في مقالاته التي ينشرها يبدو أشد ألمعية من غيره في القراءة بين سطور الحراك الاحتجاجي الجاري في أكثر من بلد عربي.

الجواب الذي يقدمه السيد عن كل سؤال يحمل مضامين متعددة وقلقة لكنه يبشر بأمل وافد رغم معاناة الانتظار، لذا تجده أقل صخباً من غيره في معاينة ما هو ات من المحيط الى الخليج، مفضلاً التروي قبل اطلاق الأحكام المسبقة على قاعدة أن المجتمعات العربية التي أنهكها الاستبداد تحتاح الى فترة زمنية أطول كي تشفى من مرضها.

ليس السيد بعيداً من «معجزة العرب» في مطالع القرن الحادي والعشرين، فهو يراقب بعين الرائي ويحاول جمع الخيوط لفهم ما يجري. لا تعرف حين تحدثه إذا كان سعيداً أو متوجساً مما يجري في الساحات العربية، لكنه لا يُخفي فرحه الحذر. الجواب عنده يبدأ بالتساؤل ما يجعله مفتوحاً على الاحتمالات والنتائج، وهذه الخاصية تضفي عليه خصوصاً لمن اعتاد الحوار معه رونقاً من النادر أن تجده عند رجال الدين على ضفتي الإسلام السني والشيعي.

يرفض فحص تسمية الحركات الاحتجاجية الجارية بالثورات، لأن الثورة في رأيه تقطع مع الارث الثقافي والسياسي والديني، لذا يحبذ استعمال مصطلح «الحركات الاصلاحية» بديلاً من الانتفاضات أو الفورات التي وضعت تحت مسمى «الربيع العربي». الاصلاح بالنسبة اليه يتأسس على إيقاع تطور الوعي، أي وعي الأفراد والجماعات لمفاهيم الدولة والقانون والشراكة مع التعدد، ولعل هذه الثلاثية الذهبية تمثل صلب اقتناعاته حيال الآخر، الديني والسياسي.

الأسئلة المطروحة على فحص قد لا تنتهي بحكم صولاته وجولاته على العالم العربي والإسلامي، وهو من أكثر المعممين انفتاحاً ومعرفة بمجريات الأمور وخصوصا حول «التعملق الشيعي» الذي يشغل كثيرين في ذروة الانتفاضات العربية التي بدأت من تونس ووصلت الى مصر وليبيا واليمن وسورية وربما تكمل دورتها في إتجاه دول أخرى.

«الراي» التقت فحص وأجرت معه حواراً حول قضايا متعددة من بينها: فوز الاسلاميين في الانتخابات التونسية والمصرية والأزمة السورية وتداعياتها ودور الأكثريات في المنطقة وملف البحرين. وفي ما يأتي وقائع الحوار:

• منذ بداية الحركة الاحتجاجية في العالم العربي تداخلت التسميات حول طبيعة الحراك الشعبي. كيف تصنف ما يجري؟ هل هو ثورة أم فورة؟

- في تقديري وبحسب التعبير العلمي في الحوزة لا مشاحة في الاصلاح، ولا أجد مبرراً للجدال حول تسمية ما يحصل، ولكني أقول إنه ينبغي عدم التسرع في استعمال مفهوم الثورة، لأن الثورة أطروحة إلغائية، تلغي ما قبلها ثقافياً وإيديولوجياً وسياسياً. نستطيع القول إن الثورة الروسية أو الثورة الفرنسية أو الثورة الايرانية، هي بمثابة حركات إصلاحية، وقد يكون قسم منها أقل عمقاً. الحركات الإصلاحية تتعرض الى انتكاسات، فالثورة الفرنسية على سبيل المثال مرت بمخاض طويل استمر نحو مئتي عام قبل أن تصل الى بناء الجمهورية. وفي رأيي أن ما يحدث في العالم العربي عبارة عن حركات اصلاحية فيها إيقاع ثوري- تغييري وكان لا بد لها من أن تحصل على الأقل قبل مئة عام او أكثر وتحديداً منذ الاحتلال الانكليزي لمصر العام 1882. ما جرى منذ مرحلة الاستقلالات أن المجتمعات والدول والشعوب لم تتكون في الشكل المطلوب ما جعل نتائجها على مستوى الاجتماعي والسياسي غير ناجزة وأنتج كيانات سياسية لا ترقى الى مفهوم الدولة الحديثة، وهذا الأمر يتطلب تطور الوعي، ورغم تقدم نسبة التعليم لم تتقدم نسبة الانتاج والنضج والموقف من المرأة، وكانت الأجيال السابقة منهكة تفتقد الحريات والخبز ولا أمل لها بالمستقبل، وكل هذا رافقه ردة مرضية نحو الماضي وحتى الفئة المثقفة بإستثناء عدد ضئيل منها سيطر عليها اليأس.

• مع نشوء الدولة الوطنية توارث الحكم في العالم العربي ثلاثة نماذج، العسكر والأنظمة الملكية والجمهوريات المأزومة. لماذا لم ينجح العرب طوال الفترة الماضية في بناء الدولة الحديثة القائمة على تداول السلطة والتي تمثل أحد مطالب الحركات الإحتجاجية الجارية؟

- أحد أبرز الأسباب التي منعت نشوء الدولة الحديثة أن الأطروحات التي حكمت سعينا الى بناء الدولة أطروحات غير مكتملة. اطروحات الإسلاميين تولاها عقل ما قبل الإسلام إذ تصادم مع الحداثة في شكل فاجر، وفي الوقت نفسه البديل المدني لم ينجح في أن يكون علمانياً بإستثناء ما حصل نسبياً في تونس مع الرئيس بو رقيبة. المشكلة الثانية أن وعينا للدولة الحديثة أو الدولة المدنية لم يكن ناضجاً، لأنه لم يحمل في مكوِّناته ثقافة مدنية حقيقية، ما أدى الى تغليب العصبية والعودة الى الماضي والى الإسلام والعروبة بمعناها العنصري وليس الفعلي. وهنا أريد أن أقول أننا لم نملك ثقافة الدولة وثقافة القانون فتحولنا من سلطة القانون الى سلطة التكليف السلطوي، ورغم البعد الاستعماري للغرب ومؤثراته علينا، لا بد من شكر الغرب لأنه أسس لشكل من أشكال الدولة، وأحمّل المسؤولية للغرب لأنه كان في إمكانه أن يعقد معنا عقد مصالح متبادلة يصب في مصلحته ومصلحتنا، وفي تقديري أن الغرب سيخسر كثيراً إذا لم يكفّ عن وضع العراقيل أمام جهودنا في سبيل بناء الدولة الحديثة، علماً بأننا نستطيع إتهام الحركات الاصلاحية السابقة بما قاله علي صالحي السعدي: «إننا دخلنا الى الحكم بقطار أميركي ونخرج بقطار أميركي». لا أريد القول هنا إن الثورات في العالم العربي حصلت بدفع أميركي ولكن واشنطن ركبت فيه حين تحرك قطارنا، ومن المهم إعادة تشكيل وعينا من جديد للخصومة والصداقة والغرب. هذه الحركات الجارية في العالم العربي تدعو الى الطمأنينة لأنها تتحرك من دون زعامات وللمرة الأولى يكون الحضور الشعبي هو الأساس، وأجمل ما فيها أن الشباب المتعلم الباحث عن الحرية والعدالة والخبز هو مصدر حيويتها، والأهم أن أفكاره تفرض نفسها على الجميع الى درجة أن الأحزاب العقائدية والشمولية مضطرة الى التكلم مع الليبرالية، ما يعني أنها تراعي أفكار الشباب الذين يقبلون بها كثمرة ديموقراطية وإن اختلفوا معها. المهم ألا تتحول هذه الزهور الديموقراطية والمدنية أشواكا وأن تستمر مسيرة التمدن والتمدين، وهذه أفضل طريقة لحفظ حضور الدين في حياتنا، لأن محاصرة الدولة بالدين يؤدي الى إلغاء الدين والدولة تماماً كما فعلت الشيوعية مع الماركسية.

• تتحدث أدبيات الإسلام السياسي دائماً عن الأمة والجماعة ما أدى الى إلغاء الفرد وتكريس الأنظمة الشمولية تحت مظلة الدين. هل تعتقد أن الحركات الإسلامية التي وصلت الى الحكم في مصر وتونس قادرة على تجاوز هذا المفهوم؟

- الدين فردي، وهذا الكلام ليس ضد الجماعة، والخلاص فردي والقرآن يؤكد هذا المعنى، وبالتالي فان الاعتقاد بأن الخلاص في الجماعة ضد العدل، وليس هناك 73 فرقة وليس هناك فرقة ناجية. الجماعة لا تخلص لأن الدنيا والآخرة والجماعة لا تتأسس إلاّ على الأسطورة، والأسطورة إلغائية وضيقة وتنمي إرادة العزل والاقصاء والعنف والتطرف والتكفير وتلغي التواصل داخل الوطن الواحد. أما مفهوم الأمة أي الأمة العربية - الإسلامية فلم يتبلور حتى الآن بمعنى الوطن، بل هناك مجموعة من الكيانات الوطنية الناجزة كفكرة وإن كان وعينا لها يقل في مكان ويعلو في مكان لأسباب تاريخية. ولعل مصر هي المثال الساطع على عمق الوعي الكياني أي الوطني الذي بلغ ذروته ولم يقطع مع العرب، إذ ليس هناك في العالم العربي وعيٌ وطني يعمق الوعي العربي. إن العمل على مفهوم الأمة أدى الى تدمير الكيانات وقسمها طبقياً وقسمها بين حاكم ومحكوم وقسمها إثنياً وطائفياً. وقد قامت دولنا ذات الطرح القومي على تحريك عوامل الفتنة في مكونات الاجتماع وعطلت الحوار بيننا وبين المجتمع. أنا مع الأمة بمعنى الوطن، والمطلوب هو التضامن العربي، وبذلك يستقر الإسلام، والشيء المهم أن المجتمعات العربية لديها شعور عميق بالتضامن والتكافل غير المشروط أبداً بالدولة - الأمة أي الوحدة السياسية، ومن الأفضل للحكومات العربية مراعاة مشاعر اجتماعها الثقافي، ومفهوم الأمة في الاسلام ليس مفهوما محسوسا بل هو مفهوم عقائدي وليس بالضرورة أن يتحول مشروعا سياسيا، علماً بأنه لا يمكن التأسيس لهذا الهدف لأن مجتمعاتنا الوطنية تمت في شكل غير متكامل. أكثر من ذلك، لاحظت في الحركات الشعبية الجارية في العالم العربي حجم حضور الكلام على فلسطين في شكل تخطى الانقلابات العربية السابقة، فلسطين في الحراك الشعبي حاضرة بعمق وهدوء وهذا شيء مطمئن وخصوصاً إذا كان قائما على فكرة بناء الدولة في مصر وتونس وبالتالي فإن الحرية والعدالة أهم ضمان لمستقبل فلسطين.

الحركات الإسلامية في العالم العربي بقي جزء كبير منها خارج الحكم في السابق، لكن اليوم بعد الانتخابات التي جرت في تونس ومصر والمغرب احتلت موقع الصدارة. كيف تفسر ذلك؟

- من الناحية الديموقراطية لا بد من أن نرحب بهم شرط أن لا تكون الديموقراطية عندهم مقدمة لإلغاء الديموقراطية. اما لماذا؟ لأن الأحزاب المدنية العربية فشلت وانكشفت، والسلطات استغلت هذه المسألة واعاقت نشوء أحزاب مدنية غير عقائدية، ما أدى الى إنتاج فراغ سدته الاحزاب الإسلامية التي تتمتع بدرجة عالية من التنظيم وتتغذى على الماضوية وكل ذلك ساعدها في التصدي لطروحات الحداثة السياسية، وقد ينطبق ذلك على «الاخوان المسلمين» في مصر وخصوصا أنهم وظفوا مظلوميتهم. يبقى أن التيار السلفي غير منظم بالمعنى الحزبي لكنه منظم بالمعنى العقائدي والثقافي، فهو كان محل رعاية من قبل النظام السابق في مصر وفي بعض الدول العربية. الى ذلك فإن تيار الحداثة الليبرالي سعى الى إلزام الآخرين أفكاره وشعاراته ولم ينفصل عن المسجد ولا قاطع الشعارات الإسلامية التي رفعت في التظاهرات لأن هذه الشعارات مكون في ثقافتنا، وليس المطلوب محاربتها بل تجديد وعينا لها وهذا لا يحتاج الى دولة دينية.

• ما الذي تحتاج اليه الحركات الإسلامية التي حققت نسبة تمثيل مرتفعة في صناديق الاقتراع كي تتصالح مع مفاهيم الحداثة السياسية؟

- في إختصار شديد تحتاج الى أن تكون لغتها المدنية لغة حقيقية لا ذريعة للوصول الى السلطة وأن تكون اقتناعاتها عميقة وهذا من ضرورات الإسلام، وعليها أن لا تميل نحو الاستئثار لأن قيم الاسلام في العدالة النهوض لا يمكن حفظها إلاّ بالشراكة.

• ماذا عن دور الأكثريات الدينية أي الأكثرية السُنية تحديداً. ألا تعتقد بأن المطلوب منها اليوم فتح قنوات الشراكة مع التعدد بوجهيه الديني والسياسي؟

- إذا سلمنا بصدقية مفهوم الأكثرية وأنا أسلم لأن الأكثرية سُنيّة على مستوى السلطة والثروة، وهذا ما يلزمها المسؤولية وأن لا تبحث عن حصصها، وإذا أرادت أن تحكم بإسم الأكثرية عليها ان تكون حاضنة للأقليات لأنها إذا لم تفعل ذلك تصبح أقلية. وفي رأيي أن الدولة الصحيحة هي دولة الأفراد وليس دولة الجماعة، علماً بأني ضد مفهوم الأقليات، ليس كوجود بل وفقاً لطريقة التعامل. ليس كل شيء العدد، المهم هو المعنى والدور وإلاّ لا وجود لأكثرية ما إلاّ في مقابل أقلية ما. ليس المطلوب أن تحمي الأكثريات الأقليات إنما المطلوب تعزيز وجود التعدد وضرورته. والدولة المدنية الديموقراطية دولة الأفراد وهي أهم ضمان لحفظ هذا التعدد، وقد نسمح لأنفسنا أحياناً بموافقة المسيحيين على خوفهم من الآتي باعتبار أن الاستبداد العلماني أو شبه العلماني أخف وطأة عليهم مادياً من الاستبداد الأكثري- الديني، لأنه قد يلغيهم مادياً ومعنوياً. نريد للغة الناعمة لدى «الاخوان المسلمين» أن تكون لغة مقصدية وليست لغة براغماتية تحديداً في التعامل مع الأقليات، علماً بأن الاقلية في العالم العربي هي الأكثر أصالة والأكثر عراقة في تاريخ البلاد.

• كيف تقارب الأزمة السورية؟ وكيف تقوم أداء المعارضة والنظام؟

- الباطل في كل البلاد العربية واضح ولا يختلف عليه إلاّ الأعمى. الحق معقد يحتاج الى زمن والى أطروحة، وهذه المعارضات السورية التي قامت وراء الشعب متعددة ولا تملك أطروحة مشتركة. يضاف الى ذلك أن زمن المرض كان طويلاً وزمن الشفاء سيكون أقصر من زمن المرض. إذاً هذه المعارضات غير جاهزة ولكنها مصدر طمأنينة.

في حال سقط النظام السوري ماذا تتوقع أن تفعل إيران و«حزب الله»؟

- في رأيي أن إيران و«حزب الله» لا خوف عليهما، وخصوصاً إيران كمصدر قرار لأنها دولة تؤمن بقيم السوق السياسية والاقتصادية، وسوف تتعامل مع الموجود. وأحب أن أقول أن عقل «حزب الله» يؤهله رغم كل التوترات لفتح ثغرة في الجدار، وأتمنى ألا تكون الأبواب قد أوصدت تماماً بين السيد حسن نصر الله وسعد الحريري، واعتقد ان اتفاقهما على مشروع تسوية يشكل جاذباً لكل الحلفاء. هذا يجب ان يتم بصرف النظر عن نهايات الوضع في سورية لأننا في حاجة اليه.

• من المسؤول عن التأجيج المذهبي في لبنان؟

- التأجيج المذهبي لا ينحصر في لبنان، بل موجود في كل البلدان العربية والكل يتحمل المسؤولية، وحتى لو اجبرت القوى الشعبية المتحركة اليوم في التظاهرات على ممارسة اللعبة الطائفية فهي ستعود الى الاندماج، وكلما تقدمت جميع الفئات نحو طريق بناء الدولة تراجع الانقسام السياسي والمذهبي.

ثمة وجهة نظر تقول أن الأنظمة الملكية تريد الالتفاف على الملامح الأولية للديموقراطيات الناشئة في العالم العربي عبر الترويج للحركات الإسلامية المعتدلة والسلفية. ما رأيك في ذلك؟

- تتعامل بعض الأنظمة العربية التقليدية مع الحركات الشعبية الجارية في الوطن العربي من موقع التغطية على أزمتها، ونحن لا ننصحها باللعب على حركات الشعب بل اللعب معها.

• ماذا عن ملف المعارضة في البحرين وخصوصاً أنك على معرفة بهذا الموضوع؟

- الشعب البحريني شعب مظلوم وانا أقول الكلام عن خبرة بعدما قمت بدور متواضع ولكنه صادق من أجل تقريب المسافات وقبل الشيعة بذلك. الدولة هي التي تتحمل مسؤولية التهميش وهناك من يستفيد من هذا الوضع بسبب الفراغ، هذا لا يعني أن بعض الشيعة ليس لديه طموحات غير منطقية ولكن على السلطة ألا تعطيهم مبرراً، وعليها تقبل التعدد والرأي الآخر وأن تلغي المسافات بين أوساط المعارضة الشيعية - السنية. في دولة مثل الكويت رغم كل القلق الحاصل ثمة ميل متنامٍ نحو الديموقراطية والتعددية وتعالج المسألة المذهبية بأقل اضرار، ونأمل في أن تترقى هذه المعالجة بحيث تكون نتائجها الايجابية عميقة وبنيوية وخصوصا بعدما مرت الكويت بتجربة الاحتلال واكتشفت وحدتها. على الجميع أن يأخذوا في الاعتبار أن أي تأثير خارجي على جماعة ما لا يتم إلاّ عبر القوانين والسلوكيات التي تحكم الداخل، وكل ثغرة تحدث في جسم المجتمع الكويتي أو غيره سوف تُملأ بشيء ما. 

 

 كلام صحّي لبرهان غليون

خيرالله خيرالله /المستقبل

يفترض بسوريا ان تعود يوما دولة طبيعية، دولة قادرة على الاعتراف بمشاكلها الحقيقية وتعمل على حلّها بدل الهرب المستمرّ منها. لذلك، يمكن القول ان الكلام الصادرعن الدكتور برهان غليون، الذي يمكن اعتباره حاليا الوجه الابرز في المعارضة السورية، عن مستقبل علاقة بلده بايران كلاما صحّيا. هناك للمرّة الاولى سياسي سوري يتحدّث عن الواقع ويرى ان ما يسميه بعض الجهلة "اوراقا" في يد سوريا ليست في طبيعة الحال سوى اثقال يتحمّلها البلد وينوء تحت عبئها كل مواطن سوري...

بكلام اوضح، تشكّل طبيعة العلاقة مع إيران، بشكلها الحالي، تعبيرا صارخا عن عمق الازمة التي يمرّ بها الكيان السوري منذ الاستقلال. بل ان هذه العلاقة غير الطبيعية تعطي فكرة عن المرحلة الخطيرة التي بلغتها الازمة السورية التي تحوّلت في السنوات الثماني والاربعين الاخيرة، اي منذ تولّي البعث السلطة، الى ازمة كيان وازمة نظام في الوقت ذاته.

من يتابع تطور سوريا منذ الاستقلال يكتشف ان ازمة الكيان السوري اختلطت في مرحلة معيّنة بأزمة النظام لتنتهي بتحويل سوريا كلها مجرّد تابع لإيران. صار على النظام في سوريا الاستعانة بميليشيا ايرانية موجودة في لبنان، بفضله اوّلا، لسدّ الفراغ الامني الذي خلّفه الانسحاب العسكري من البلد الجار في نيسان- ابريل 2005 نتيجة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وفي السنة 2011، لم يعد امام النظام السوري من خيار غير الاستعانة بسلاح "حزب الله" الإيراني كي يسقط حكومة الرئيس سعد الحريري ويفرض حكومة بديلة من صنع "حزب الله" ولا احد آخر غير الحزب...

هناك الآن في سوريا من يفكّر بطريقة مختلفة. يفكّر في كيفية استعادة السوريين خصوصا والعرب عموما لسوريا وتخليصها من عقدة الدور الاقليمي. هذا الدور ليس في واقع الحال اكثر من وهم جلب على السوريين الويلات وجعلهم يضيعون بلدهم الذي يمتلك ما يكفي من الثروات الكفيلة بتحويله الى دولة متقدمة على كل صعيد. تكفي ثروة اسمها ثروة الانسان السوري الذي استطاع ان يبني في لبنان ويساهم في ازدهار الوطن الصغير على الرغم من كل ما تعرّض له لبنان في السنوات الاربعين الماضية من ظلم ذوي القربى اوّلا.

كلام برهان غليون عن مستقبل العلاقة بإيران و"حزب الله" و"حماس" اكثر من صحّي. انه كلام سليم يصب في مصلحة الشعب السوري اوّلا وفي العودة الى الاهتمام بالشأن السوري من زاوية اخرى تختلف كليا عن نظرة النظام الى سوريا والسوريين.

لا يستطيع اي عربي عاقل تجاهل ان إيران دولة كبيرة في المنطقة. ولكن ليس في استطاعة اي عاقل اكان عربيا او غير عربي الا التساؤل ما الذي لدى النظام الايراني يقدّمه لدول المنطقة غير تصدير الغرائز المذهبية والعمل على اثارتها. ولا يستطيع اي عاقل تجاهل ان عناصر "حزب الله" لبنانية ولكن لا يستطيع اي عاقل ايضا تجاهل ان كلّ ما فعله "حزب الله" حتى الآن هو تعميق الشرخ بين الطوائف والمذاهب في لبنان بغية تمكين المحور الايراني- السوري من استخدام الوطن الصغير "ساحة" لا اكثر!

كلّ ما هو مطلوب ان تكون هناك علاقة طبيعية بين اي دولة من دول المنطقة من جهة وايران من جهة اخرى. ايران موجودة في المنطقة شئنا ام ابينا وهي تمثل حضارة كبيرة ذات جذور راسخة. هذا واقع. لكن الواقع شيء وتحول هذه الدولة او تلك تابعة لإيران شيء آخر.

مرّت سوريا منذ الاستقلال بمراحل كثيرة. شهدت في العام 1949 اول انقلاب عسكري في المنطقة بعد حصول دولها على الاستقلال. وشهدت اوّل وحدة بين دولتين عربيتين في العام 1958. كانت الوحدة المصرية - السورية تجربة فاشلة نظرا الى انها لم تقم على اسس علمية بمقدار ما انها كانت تعبيرا عن هرب سوري من ازمة داخلية راحت تتفاقم بسبب العجز عن اقامة مؤسسات ديموقراطية قابلة للحياة.

حصل الانفصال في العام 1961، لكن عملية الهروب الى امام استمرّت. جاء البعث في العام 1963 . كان مدنيا في البداية وما لبث ان تحوّل عسكريا. كان مجيء البعث تغطية لانقلاب عسكري قادته مجموعة من الضباط اشتهروا بالمزايدة على بعضهم بعضا، فكان التوريط السوري لجمال عبدالناصر في حرب العام 1967.

لا حاجة الى ذكر ان النظام العسكري تحول تدريجا الى نظام طائفي ثم الى نظام طائفي تتحكّم به عائلة واحدة ابتداء من العام 1970 وصولا الى نظام لا مكان فيه سوى للعائلة ابتداء من العام 2000. كلّ ما في الامر ان افضل ما فعلته المعارضة السورية يتمثّل في الاهتمام بسوريا كسوريا وفي اعادتها الى كنف العروبة الحضارية بعيدا من الارتباط بإيران وغير إيران.

ما تبدو سوريا في حاجة اليه مستقبلا هو فترة نقاهة تفسح في المجال امام التفكير في كيفية اخراج البلد من الوصاية الايرانية. هذه الوصاية منعت عمليا النظام من التفكير باكرا في كيفية الخروج من ازمته عن طريق اصلاحات جذرية كان مفترضا ان يباشر بها الرئيس بشّار الاسد في السنة 2000 وليس في السنة 2011، اي عندما كان لا يزال قادرا على اخذ مبادرات بدل القراءة من كتاب قديم عفى عنه الزمن. كتاب يقول ان الغاء الآخر هو الحل وان في الامكان استعباد الشعب السوري الى ما لا نهاية ما دامت إيران تقف مع النظام في دمشق. لم يستفد هذا النظام حتى من خروجه العسكري من لبنان. بقي اسير وهم الدور الاقليمي الذي لم يفارق الكيان السوري منذ الاستقلال!

 

حركات التغيير العربية: لماذا؟ وإلى أين؟

محمد السمّاك/المستقبل

أصيب الرأي العام في العالم العربي بسلسلة من خيبات الأمل ربما كانت السبب غير المباشر وراء انفجار حركات التغيير التي تعرف اليوم بـ"الربيع العربي".

كانت هناك أولاً خيبة أمل من الأنظمة السياسية العربية. فلا هي أنجزت الهدف القومي بتحرير فلسطين والمقدسات الاسلامية والمسيحية من الاحتلال الاسرائيلي، ولا هي حققت الحد الأدنى من التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي. كل ما حققته هذه الأنظمة هو الاستمرار، أي استمرار الأنظمة. فالهدف القومي تراجع في سلم أولوياتها الى درجة مكنت اسرائيل من التوسع الاحتلالي والاستيطاني وحتى من التأثير على عملية اتخاذ القرار العربي. أما الهدف الاقتصادي الاجتماعي فتراجع أمام الفساد المستشري.

وكانت هناك خيبة أمل من التسويات السياسية مع اسرائيل. فاتفاق كمب دافيد 1979 ومن بعده معاهدة السلام، عزلت مصر عن الصراع العربي الاسرائيلي وأطلقت يد اسرائيل العدوانية في لبنان (حرب 2006) وغزة (حرب 2008). كما أطلقت يدها في القدس تهويداً واستيطاناً. ولم يغير من هذا الواقع لا معاهدة السلام الأردنية مع اسرائيل (وادي عربة) ولا اتفاق السلطة الفلسطينية معها (أوسلو).

وبذلك تراكمت خيبات الأمل من سياسة المقاومة ومن سياسة المهادنة على السواء. وأصبح الرأي العام العربي يدرك الحقيقة المؤلمة وهي أن التنازل أمام اسرائيل لم يؤدِ إلا الى مزيد التنازل. وأن من مظاهر ذلك استمرار الأنظمة السياسية التي تقدم هذه التنازلات بحماية خارجية.

ومما زاد الطين بلة، أن هذه الأنظمة السياسية لم تتمكن من تغطية عجزها أو فشلها أو تواطئها، في تنفيذ مشاريع للتنمية الاجتماعية. فتراجعت مستويات المعيشة والدخل الوطني، وتراجع مستوى التعليم وازدادت معدلات الهجرة الى دول العالم.. ومعها ازدادت الاسلاموفوبيا حدة، الأمر الذي كان بمثابة صب الزيت على نار خيبات الأمل.

لعبت الوعود الدولية وتحديداً الأميركية في تحقيق تسوية عادلة ومشرفة للقضية الفلسطينية دوراً أساسياً في مضاعفة الشعور بخيبة الأمل. ولعل من ابرز هذه الوعود ما أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام جامعة القاهرة قبل عامين، ثم تصرفه بعكس تلك الوعود تحت ضغط اللوبي الصهيوني الأميركي. فقد زرع آمالاً كبيرة، وكان نكث هذه الوعود قد ادى الى خيبات أمل كبيرة أيضاً.

ومن هذه الوعود كذلك مبادرة اللجنة الدولية الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) وهي مبادرة عكست آمالاً بإمكانية قيام تفاهم دولي شامل على قاعدة قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338، ولكن فشل اللجنة الرباعية كان فشلاً مدوياً. وما كان للجنة أن تنجح بعد أن استجابت لطلب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بتعيين حليفه في الحرب على العراق رئيس الحكومة البريطانية الاسبق توني بلير أميناً عاماً لها. فقد كان تعيينه سبباً اضافياً للفشل، وتاليا لانفجار خيبات الأمل!

فقد تلاقت خيبات الأمل من الأنظمة العربية، مع خيبات الأمل من النكث بالوعود الأميركية ومن العجز الأوروبي، ومن شل ّيد الأمم المتحدة، لتضخ في مجموعها كمّاً هائلاً من الغضب الذي فجر الأوضاع في المجتمعات العربية.

ثم جاء الاحتلال الأميركي للعراق وما أسفر عنه من تمزيق لوحدته الوطنية، ومن تعريض نسيج التنوع الديني والمذهبي والعنصري في العالم العربي الى التمزق أيضاً. وتزامن ذلك مع اتساع رقعة النفوذ الإيراني من جهة، والنفوذ التركي من جهة ثانية، كما تزامن مع اتساع رقعة الترهل العربي وفشل الأنظمة السياسية في التعامل مع كل هذه التطورات بما يحفظ الكرامة العربية بعد أن عجزت عن حفظ حقوقها المغتصَبة والمصادَرة.

لقد كان طبيعياً أن تفجر هذه السلسلة من خيبات الأمل رد الفعل الذي يتمثل الآن في "الربيع العربي". وما كانت عربة خُضَر البوعزيزي في تونس، سوى عود الثقاب الذي أشعل حقلاً شديد اليباس.

غير أن حركة رد الفعل لا تقدم عادة ما هو مطلوب، أو ما هو متوقع من حركة الفعل. وهو ما يفسر، ربما، ما يواجهه الربيع العربي من تعثر في مصر، ومن نزف في سوريا، ومن صراع في اليمن. وهو ما يفسر أيضاً ما واجهته ليبيا من تدخل عسكري أطلسي. بل انه ربما يفسر كذلك المبادرات "الذكية" التي قامت بها على عجل الممالك الثلاث في المغرب والأردن وعمان، لتحقيق اصلاحات دستورية امتصت قدراً كبيراً من خيبات الأمل المحلية.

لقد كشف تقرير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية في العالم العربي وقائع مخجلة عن مدى التردي في مستوى المعيشة والتعليم والتنمية. ولو أن هناك تقريراً عن الحقوق السياسية لكشف عن وقائع أشد إيلاماً عن مدى انتهاك الكرامة الانسانية في الداخل، وعن مدى انتهاك الحقوق الوطنية في الخارج.

ولكن عدم وجود تقارير تبين هذه الوقائع المؤلمة لا يعني انها غير موجودة. وهو ما يفسر ردود الفعل التي أشعلت حركات التغيير.

لا شك في أن هذه الحركات تحتاج الى قليل من الوقت والى كثير من الحكمة لتنتقل من حالة رد الفعل الى حالة الفعل. وخلال عملية الانتقال هذه، لا بد من أن تمر في فترات صعبة ومعقدة على النحو الذي تمرّ به الأوضاع الحالية في مصر مثلاً. كذلك لا بد من أن تتعرض الى محاولات للالتفاف عليها من قبل قوى محلية طامحة، ومن محاولات لاستغلالها ولإخراجها عن مسارها الإصلاحي الوطني النظيف من قبل قوى خارجية جامحة.

وفي كل الحالات فان المهم أن لا تتحول هي ذاتها، الى خيبة أمل جديدة، وإذا حدث ذلك لا سمح الله، فانها تؤسس لانطلاق حركات تغيير جديدة تقوم على أنقاضها.

 

هل يعيد عون تموضعه السياسيّ؟

شارل جبّور/الجمهورية

لعلّ ما استدعى طرح هذا السؤال ليس الأزمة الباردة التي نشأت بين «التيّار الوطني الحر» و«حزب الله» على خلفيّة تنصُّل الأخير من التزاماته التي كان كرّرها أمينه العام تحت عنوان الاستجابة لـ«مطالب عون المحقّة»، وخروج التباين للمرّة الأولى إلى العلن عبر مواقف عونيّة تستغرب، بالحدّ الأدنى، سلوك الحزب.الاثنين 12 كانون أول 2011

شارل جبّورفما استدعى طرح السؤال هو أنّ العماد ميشال عون عوّد اللبنانيّين على اتّخاذ خيارات جذريّة في المحطّات المفصليّة من اتّفاق الطائف إلى انتفاضة الاستقلال، والبلاد اليوم هي على مشارف الدخول في محطّة مفصليّة تفوق أهمّيتها كلّ ما سبقها، لأنّ النظام السوريّ الذي كان السبب في تعطيل محطّتي الطائف والاستقلال الثاني يعيش آخر أيّامه، مع كلّ ما يترتّب على ذلك من انقلاب في المشهد السياسيّ ليس في لبنان فحسب، إنّما على مستوى المنطقة برمّتها. وقد أكّد مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة جيفري فيلتمان في زيارته إلى لبنان أنّ أيّام الأسد معدودة، داعيا قوى 14 آذار إلى تركيز جهودها على البعد السياديّ لا السلطويّ تحت مسمّى رئاسة الحكومة أو الانتخابات النيابيّة، محمّلاً إيّاها مسؤوليّة إدارة المرحلة الانتقاليّة.

وإذا كانت الإدارة الأميركيّة قد رأت بتمويل المحكمة خطوة ضد "حزب الله" تسجّل في خانة رئيس الحكومة الذي حظي بالتنويه اللازم، غير أنّه لم يفُت هذه الإدارة حرصها على إعطاء إشارة دعم للمعارضة ومن منزل الرئيس سعد الحريري بالذات، كي لا يفسّر دعمها لميقاتي تخلّيا عن الحريري الذي قاد وشركاءَه في الحركة الاستقلاليّة معركة تثبيت السيادة في لبنان.

وعليه، لا يمكن أن يكون العماد عون غافلا عن كلّ هذه الصورة وعن ما يجري من مداولات في الكواليس الديبلوماسيّة. ومواقفه حول قرب انتهاء الأزمة السوريّة ما هي سوى إشارات شكليّة وتطمينيّة لحلفائه، تخفي في طيّاتها بداية تفكير جادّ بإعادة تموضعه السياسي ليس باتّجاه 14 آذار، إنّما في العودة إلى المربّع المسيحيّ الذي راكم على أساسه شعبيته عشيّة الانتخابات النيابيّة في العام 2005 وما بعدها، تحت عنوان التحالف الرباعيّ، أو ما حرص على تسميته تحالف المسلمين من أجل احتفاظهم بالمكاسب التي حقّقوها إبّان الوصاية السوريّة على لبنان.

فالمأزق الذي وصل إليه عون مثلّث الأضلاع: فشل خياراته الإقليميّة بالرهان على محور يسير باتّجاه التفكّك وصولا إلى الزوال بعد انهيار النظام السوري والحصار المفروض على النظام الإيراني، ومن ثمّ العزلة العربيّة والدولية التي يعيشها نتيجة خياراته، فضلا عن عجز "حزب الله" على الوفاء بالتزاماته حياله لناحية التعويض له حكوميّا وإداريّا وخدماتيّا مقابل الغطاء السياسيّ المسيحي-الوطني الذي يوفّره عون للحزب، وذلك نتيجة الظروف الموضوعيّة التي جعلت الحزب بحاجة لإرضاء ميقاتي من أجل استمراره في الحكومة التي تشكّل حاجة سوريّة في اللحظة السياسيّة الراهنة، كما استفادة رئيس الحكومة من هذا العامل-الحاجة لتوسيع هامش دوره الحكوميّ.

فالأزمة المستجدّة بين التيّار والحزب ليست من الطبيعة ذاتها التي شهدتها العلاقة في مراحل سابقة من "اتّفاق الدوحة" الذي توّج قائد الجيش حينذاك ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، بينما كان يعتبر العماد عون أنّ أحداث 7 أيّار هي جسر عبوره إلى الرئاسة الأولى، إلى المديرية العامّة للأمن العام وما بينهما وما بعدهما، وحيث كانت الأمور تسوّى باستمرار نظراً لحاجة الطرفين لبعضهما بعضا. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين مصلحة عون في البقاء في تحالف يكشفه استراتيجيّا، أي عربيّا ودوليّا، وغير قادر على توفير مصالحه الآنيّة خدماتيّا؟

لا شكّ أنّ ثمّة وجهة نظر راجحة تقول باستحالة خروج عون من تحالفه مع الحزب لأسباب عدّة ليس المجال متاحا لذكرها، إلّا أنّ بإمكانه، في أسوأ الأحوال، التواطؤ مع الحزب الذي لا يناسبه أن يفقد غطاء مسيحيّا، أو أن يتحوّل هذا الغطاء إلى مظلّة للاقتصاص منه بتقاطعه مع القوى والأطراف المعادية له.

ولكن من يعرف عون جيّدا يدرك تماما أنّ هذا الرجل لا يحبّذ اللون الرماديّ، والشعبيّة التي راكمها كانت نتيجة مواقفه على قاعدة "يا أبيض يا أسود" على رغم نتائجها الكارثيّة، خصوصا أنّ أولويته، وقد أثبتتها الوقائع التاريخيّة في أبرز مفاصل حياته، هي أولويّة شخصيّة، إذ يستحيل أن يتحوّل إنسان من مدافع عن الدولة إلى حليف لحزب يشكّل وجوده حائلا دون قيام هذه الدولة.

ولعلّ افتراق عون عن الحزب يشكّل مصلحة سياسيّة كبرى كونه يجعل الأخير في حال عزلة داخليّة تترافق مع عزلته الخارجيّة، ما قد يدفعه إلى التسليم بالتحوّلات البنيويّة الناتجة عن حتميّة سقوط النظام السوريّ وعودته إلى المربّع الشيعي، وبالتالي الانخراط في المشروع اللبناني، ولكن على صوابيّة وموضوعيّة هذه المقاربة التي يصعب أيضا توقّع مؤدّياتها، إلّا أنّ السؤال الذي بدأت تتردّد أصداؤه: هل ستؤدّي عودة عون إلى المربّع المسيحيّ إلى تعطيل الفرصة التي سيتيحها انهيار النظام السوريّ على غرار تعطيله فرصتي اتّفاق الطائف والاستقلال الثاني؟ وبشكل أوضح، هل ستفرز هذه العودة مناخا مسيحيّا يستعيد المطالبة بامتيازات الطوائف في ظلّ "ربيع إسلاميّ" و"طائف لم يحقّق الشراكة"، وبالتالي العودة من التحالفات الوطنيّة العابرة للطوائف إلى الترسيمات الطائفيّة؟

 

الصواريخ اليتيمة... كذبة معروفة النسب

مصطفى جحا /موقع الكتائب

جنوب لبنان، هناك حيث الأرض مسلوبة وأهلها قد خُطفوا وأُلحقوا بمشاريع ومخططات لا تقيم وزناً لمصالح ورغبات وطموح أبناء هذه الأرض إنما الهدف منها إبقاء بقعة من الأرض اللبنانية بما فيها ومن فيها كورقة ضغط أو تنفيس عن احتقان قد يصيب النظام البعثي في سوريا أو نظام الملالي في إيران.

لطالما دفع أبناء الجنوب اللبناني ضرائب باهظة معنوياً ومادياً، ولطالما شُرّدوا وهُجّروا تاركين وراءهم تراباً عزيزاً على قلوبهم وذكريات وجدران منازل استمعت إلى ما عانوه عبر السنين وعرفت كيف سيطر الرعب والترهيب على الناس وأُسكتت الأصوات المعارضة وتم زرع الخوف داخل من كان يفكّر بالاعتراض يوماً ما أو إبداء رأي مغاير  عن السائد.

إنّ متابعة بسيطة لمجريات الأمور على أرض الجنوب في السنوات الأخيرة وطريقة عمل أجهزة حزب الله على هذه البقعة الجغرافية تجعلك تدرك مدى إمساكه بالجانب الأمني بمختلف جوانبه ومفاصله حتى بات قسم من الناس يقول مقتنعاً إن حزب الله في الجنوب يعلم بدبيب كل نملة أو رفة جانح بعوضة هناك. حتى إن تصريحات قادة حزب الله وبياناته تتغنى دائماً بمدى قوة ودقة العمل الأمني الذي يقوم به الحزب ومراقبته للأرض والسماء والماء والهواء. وبالتأكيد لأنفاس الناس.

وفي توقيت يُتوقّع فيه وقوع العديد من الأحداث الأمنية والسياسية والعسكرية على الأراضي اللبنانية نتيجة تأزم وضع الحكم البعثي في سوريا، انطلقت صواريخ من الجنوب باتجاه إسرائيل، صواريخ وصفت بأنها يتيمة دون أن تشعر أي جهة بالنخوة وتقرر أن تتبناها!!!

هذا وقد حدثت في الآونة الأخيرة عدة انفجارات ضمن المناطق التي يسيطر عليها حزب الله، إن في الضاحية الجنوبية (قصة قارورة الغاز) أو انفجار منطقة صديقين في الجنوب واللافت في هذه الأحداث وشبيهاتها أن الأجهزة الأمنية لحزب الله تقوم بسرعة البرق كعادتها  بتطويق هذه الأمكنة فتكاد لا تعرف ماذا حدث  ولا تعرف ضحايا الانفجار، وهنا نطرح سؤالنا: كيف يمكن لمجموعة ما أن تقوم بإطلاق صواريخ من المنطقة الحدودية الجنوبية والتي يمسك بها حزب الله دون أن يشعر بتحركهم ونصبهم لمنصات الصواريخ وقيامهم بإطلاقها؟؟؟!!! أو فلنقل: كيف لم يتمكن الحزب بأجهزته أن يضرب طوقاً على هذه المنطقة ويلقي القبض على الفاعلين؟؟!!

رسالة واضحة كان قد وجهها وزير الخارجية في نظام الأسد وليد المعلم حين صرح بأن الدبلوماسية الهادئة لسوريا قد انتهت، وضوء أخضر قد أعطاه لأصابع نظامه في لبنان والمنطقة لتتحرك وترسل عدداً من الرسائل مفادها أن نظام الأسد قادر على إشعال جبهات عدة والقيام بعمليات أمنية وعسكرية إن هو أراد وإن تزايدت عليه الضغوطات.

وجد حلفاء نظام الأسد وتحديداً حزب الله الشماعة التي يعلقون عليها تهمة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان.

نعم، ليس أمامهم إلا اتهام  فصائل تابعة لجهات أصولية سنية في محاولة لإرسال رسائل ذات معانٍ متعددة، رسالة لإسرائيل بأن سقوط الأسد في سوريا سيزيد من نفوذ الجهات المسلّحة الأصولية أو التابعة لتنظيم القاعدة مما سينعكس إطلاق صواريخ وعمليات عسكرية أو أمنية في المنطقة. ورسالة للشارع الشيعي المخطوف من قبلهم، تقول بضرورة شدّ العصب داخل الطائفة وبالتأكيد إعادة تجييش هذا الشارع لخدمة مشروع حزب الله - سوريا - إيران بعد أن بدأت تظهر في الأفق حالة تململ لدى اللبنانيين الشيعة من ارتكابات حزب السلاح بحق لبنان عامةً واللبنانيين الشيعة خاصة.

هنا لا بدّ من التطرق لموضوع استهداف قوات اليونيفل العاملة في لبنان أيضاً، وتحديداً في مناطق نفوذ حزب الله، استهداف يحمل ما يحمله من رسائل واضحة مذيلة بتوقيع من يحاولون إنقاذ الأسد ونظامه الغارق في الدم السوري.

وفيما تغص مخازن حزب الله بالعتاد العسكري والصواريخ، أتحفونا برؤية جزء بسيط منها في غزوة 7 أيار المشؤومة حين أحرقوا بيروت والجبل فاحترقت قلوب اللبنانيين حين شاهدوا جحافل «أشرف الناس» تجتاح المناطق الآمنة تخريباً وترويعاً ودماراً.

وفيما تغص أجهزة حزب الله بخبراء أمنيين وعسكريين، كذلك أتحفونا بانتشاراتهم الأمنية في المناطق الآهلة بالسكان المدنيين الآمنين، فغطى سواد لباسهم الشوارع والأزقة ومفارق الطرق مما انعكس ذعراً لدى المواطنين المتجهين صباحاً لكسب لقمة عيشهم أو لإيصال أبنائهم إلى مدارسهم طلباً للعلم ولمستقبل أفضل. أما النتيجة فهي أن ليس هناك من عيش ولا علم إلا بإرادة حزب السلاح، حزب الأمن الخاص الذي ما افك يغتال الدولة يوماً تلو الآخر.

واليوم أتحفونا كذلك بصاروخ أُطلق من جنوب لبنان فسقط في جنوب لبنان!! لتصاب امرأة لبنانية جنوبية، إصابةٌ سيسجلونها فداءً للأسد ونظامه. فيما الأمل كل الأمل أن لا يحرقو لبنان كله ويجعلوا منّا جميعاً حطباً يعيد شيئاً من الحرارة لنظام البعث المتهاوي وقد لفّه الصقيع فحوّله صنماً جليدياً تفتته طَرَقات وقبضات الشعب السوري الثائر طلباً للحرية.

الصواريخ اليتيمة... كذبة معروفة النسب!! لا بل إن الصواريخ نفسها معروف نسبها وأصلها وفصلها...

 

الحل العربي».. أكذوبة بائسة

اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

«حياة لا نفع منها.. موت مبكر» (غوته)

ما هو القاسم المشترك هذه الأيام بين جامعة الدول العربية ونظام بشار الأسد والمرشح الرئاسي الجمهوري اليميني المتطرف نيوت غينغريتش؟

بلا لف أو دوران أو مراوغة - كما حذر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء القطري، حكام سوريا قبل أسابيع - القاسم المشترك هو.. العروبة!

نعم العروبة.

فجامعة الدول العربية، التي أظهرت سخاء غير مسبوق في إعطاء المهلة تلو المهلة لحكم بشار الأسد لكي يحصد ما أتيح له حصده من أرواح بريئة، في أي مكان تطاله «شبيحته» وآلته القمعية.. على امتداد سوريا، تذرعت وما زالت تتذرع، بأن «سياسة المهل» تنبع من حرصها على.. «الحل العربي».

ووزير الخارجية السوري، وليد المعلم، برر امتناع دمشق عن رفض ما يوصف بـ«المبادرة العربية» صراحة، وتفضيلها المراوغة عبر رسائل الـ«نعم ولكن»،.. أيضا بالحرص على الحل العربي!.. مع أن ثمة مَن قد يقول إن تحالفات دمشق الإقليمية تنم عن أي شيء إلا نقاء عروبتها.

أما «ثالثة الأثافي».. فجاءت هذه المرة من منابر مزايدات الجمهوريين المتطرفين المتسابقين على الصوت الصهيوني في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. وكان النجم الأول بلا منازع «دكتور» التاريخ – وهو كذلك فعلا - نيوت غينغريتش، الرئيس السابق لمجلس النواب، وصديق كل أنواع الأصوليات والرجعيات في أميركا. فقد قرر غينغريتش من منطلق «عروبي» يحسده عليه حتى كبار منظري الجيل الرابع ممن تبقى من حزب البعث، أن «الشعب الفلسطيني وهم اخترع اختراعا.. وهو جزء من الشعب العربي الذي حكمه العثمانيون حتى بواكير القرن العشرين».

مع رياح «عروبة» من هذا النوع، لا يعود صعبا فهم طبيعة الواقع الذي تعيشه المنطقة حاليا. بل يصبح بديهيا أن إطالة الكلام تميع الحقائق وتموهها.

جامعة «الدول» العربية تحمل تسمية دقيقة لأنها مؤسسة تمثل «الدول»، بمعنى الأنظمة والحكومات العربية لا شعوبها. وبالتالي، فعجز الجامعة عن التحرك والحسم يعكس تماما عجز الأنظمة والحكومات التي تمثلها. وبعد تسعة أشهر من اعتماد حكم بشار الأسد ذراع البطش والقمع ومحاولة ترويض الناس بالمجازر.. ينكشف بوضوح ليس فقط تواطؤ بعض الأنظمة «العربية» مع زحف مشروع الهيمنة الإيراني، بل يكشف أيضا هلع عدد آخر من الأنظمة من هذا الزحف، وفقدانها الثقة بجدية مَن يهدد ويتوعد بـ«وقفه عند حده» بكرة وأصيلا.

اليوم كل ما تفعله الجامعة، بحجة إنجاح «الحل العربي» وقطع الطريق على «التدويل»، هو التخلي عن الشعب السوري وخذلان ثورته، وتوجيه مزيد من رسائل «الطمأنة» لحكم سوري آخر همومه «العروبة»، وأقل من يقيم لهم وزنا «العرب»... أو «الأعراب» حسب «شبيحته الإعلاميين».

الجامعة، حماها الله من نفسها، تؤكد اليوم للحكم في دمشق تكرارا كم كان مصيبا عند استخفافه بها، ولا سيما أنه راهن بنجاح حتى الآن على تمتعه بدعم القوتين الإقليميتين، إسرائيل وإيران، اللتين طالما راهن عليهما، بل شكّل دائما نقطة التلاقي الضمني بينهما.

أما عن الحكم السوري، فإنه حقا، بعد تسعة أشهر من القمع المتصاعد ما عاد مضطرا لشرح شيء. إنه، كما أظهرت الأحداث الجسام التي مرت على المنطقة العربية، سنة بعد سنة.. منذ عام 1970، «قطاع هدنة» إيراني – إسرائيلي. إنه «بانمونجوم» عربية منزوعة سلاح – إلا للقمع طبعا - مع اختلاف واحد هو أنه يفصل بين شعوب ودول، بينما «خط الفصل» عند بانمونجوم يفصل شعبا واحدا يعيش في شطري كوريا.

طيلة الأشهر التسعة الأخيرة كان الحكم السوري يراهن على كسب الوقت، واستغلال قطف قوى الإسلام السياسي «ثمار» ثورة «الربيع العربي» لكي يضع «الخطر الأصولي الإسلامي» أمام أعين المجتمع الدولي. وهذا أمر أعتقد أنه كان في بال بعض من تبقى من أذكياء في حاشية الرئيس، وهم حتما أذكى من مخططي مبادرات جامعة الدول العربية.

ولكن، في المقابل، يبقى ذكاء المرتبطين بالحكم السوري نسبيا. وحسنا فعل الرئيس بشار الأسد في قول ما قاله في مقابلته مع الإعلامية باربرا والترز؛ لأن ما سمعناه وسمعه العالم هو حقا خلاصة أفكاره ومفاهيمه وتصوراته السياسية ونظرته إلى المجتمع الدولي ومؤسساته. وكان مضحكا مبكيا اضطرار الناطق باسم الخارجية السورية - الذي يعرف الغرب وعاش في الغرب - للاعتراض على ما وصفه بـ«الاجتزاء المتعمد» لكلام الرئيس من قبل محطة «إيه بي سي» الأميركية. والواضح أن الغاية من الاعتراض، بجانب السعي لاحتواء فشل رهان تجربة «العلاقات العامة» البائسة، إيهام مصدقيه من السوريين بأن الـ«إيه بي سي».. «بوق» سياسي تضليلي آخر، على شاكلة وسائل الإعلام السورية الحكومية والوسائل اللبنانية الخاصة «الإلهية».

ونصل إلى «الدكتور» غينغريتش.

المشكلة مع هذا الرجل ثلاثية الأبعاد:

بُعدها الأول، هو التضليل الفاقع المناقض للمنهجية العلمية. فهو يتجاهل أنه من الناحية العلمية البحتة كل الهويات القومية «مخترعة» بطريقة أو بأخرى، وحبذا لو يعطينا غينغريتش تعريفا علميا للشعب «الأميركي»، أو للهويات القومية في أوروبا التي تخصص بتاريخها. كيف تبلورت الهوية (أو الهويات) الإيطالية والهوية (أو الهويات) الألمانية؟ وماذا كان شأن الإيطاليين قبل ماتزيني وكافور وغاريبالدي؟ وكيف سيكون عليه بعد سنوات في ظل «رابطة الشمال» وشعار بادانيا؟ ألا يشرح لمستمعيه الأميركيين شيئا عما تعنيه كلمات من نوع «بروسيا» و«فرانكونيا» و«سوابيا» و«أليمانيا»؟

البُعد الثاني، هو نظرة غينغريتش لمفهومَي الحق والعدل، مع أن تاريخه السياسي لا يشجع على الخروج بنتيجة يعتد بها في هذا المجال. إن «عروبة» الشعب الفلسطيني مسألة لا جدال فيها، والشيء نفسه ينطبق على الشعب التونسي والشعب اليمني وسائر الشعوب العربية.. لكن هذا الكلام لا يبرر اقتلاع الناس بقوة السلاح وتحت التهديد بالمجازر من بيوتهم وقراهم، وقتلهم، وتجريف أرضهم، وتهجيرهم وتحويل أرضهم وأرض جدودهم، إلى كيانات دينية وطائفية يرسم حدودها المصطنعة «الفاشيون» القدامى والجدد.

أما البُعد الثالث والأهم، فهو أن الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي يتعمد نسف مسار سياسي تعاملت معه المنظمات الدولية منذ ما قبل 1948، وتصر دولته على احتكار رعايته – ولو بأسوأ صورة ممكنة – عبر عملية تفاوضية علنية. وهكذا فإن غينغريتش يسعى لنسف صدقية أي دور تفاوضي لواشنطن في أي من نزاعات الشرق الأوسط. أما أخطر ما في كلام غينغريتش، الموجه أولا وأخيرا إلى صقور «اللوبي» الصهيوني الليكودي في أميركا، وعمقه المسيحي الأصولي الأميركي المبشر بالتعجيل بـ«يوم القيامة»، أنه يزكي في منطقة الشرق خيار التطرف الديني، ويهدي كل قوى التطرف الديني – بلا استثناء – سلاحا فعالا, وهذا هو اليوم الخيار المدمر الذي تتوسله توسلا إسرائيل تحت قيادتها الحالية للهروب من أي استحقاق للسلام. سلام مع مَن؟ «شعب مخترع»؟.. أم مع أصوليين إسلاميين؟

 

إيران وراء تفجيرات سفارتي أميركا عام 1998

مارك ثيسين/الشرق الأوسط

رغم أن الخبر مر مرور الكرام، تبين لمحكمة فيدرالية الأسبوع الماضي أن إيران مسؤولة عن تفجيرات السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998. انتظر قليلا؛ هل تقول إن تنظيم القاعدة لم يكن هو من يقف وراء تفجيرات السفارة؟ لا، فقد نفذ تنظيم القاعدة الهجوم، لكن وجدت محكمة واشنطن العاصمة في الولايات المتحدة أنه كان من المستحيل تنفيذ هذه التفجيرات دون «مساعدة مباشرة» من طهران وكذلك السودان. ومن حيثيات الحكم الذي أصدره القاضي جون بيتس في 45 صفحة أن «الحكومة الإيرانية ساعدت وحرضت وتآمرت مع حزب الله وأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة لشنّ هجوم تفجيري واسع النطاق على الولايات المتحدة من خلال استخدام أحدث تقنيات التفجير الانتحاري بالسيارات».

لم تكن المساعدة التي قدمتها إيران ثانوية، فقد أوضح بيتس في حكمه أن «تنظيم القاعدة كان يرغب في تنفيذ هجوم انتحاري مثل الذي شنّه حزب الله ضد ثكنات القوات البحرية الأميركية في بيروت عام 1983 وسعى بن لادن للحصول على الخبرة الإيرانية من أجل تدريب عناصر القاعدة على كيفية نسف المباني». لم يكن بن لادن وتنظيم القاعدة يمتلكان الخبرة الفنية التي يتطلبها تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام قبيل اجتماعهما مع مسؤولين وعملاء إيرانيين. وقام المتهمون الإيرانيون بتدريب بن لادن وعناصر «القاعدة» على استخدام المتفجرات عبر حزب الله وقدمت مساعدة مباشرة لعناصر «القاعدة». وفي وقت قصير أصبح تنظيم القاعدة قادرا على تنفيذ الهجوم على السفارتين الأميركيتين عام 1998 والذي أودى بحياة المئات وأسفر عن إصابة الآلاف باستخدام متفجرات متقدمة ذات قدرة تفجيرية عالية.

تحتاج هذه المعلومات إلى بعض التأمل في ضوء التقرير الذي صدر الأسبوع الحالي عن توم دونلي ودانييل بليتكا وماسي ظريف، زملائي في معهد «أميركان إنتربرايز». ويتناول التقرير الصعوبات الكبيرة التي تواجه عملية احتواء وإيقاف برنامج إيران النووي. ويحذر التقرير من احتمال امتلاك إيران للقدرة على تصنيع أسلحة نووية بتولي الرئيس القادم للبلاد منصبه في يناير (كانون الثاني) عام 2013. تخيل ما يعنيه ذلك. إذا كانت إيران قد ساعدت تنظيم القاعدة في الهجوم على الولايات المتحدة دون امتلاكها القدرة النووية التي تحميها من رد الولايات المتحدة على الهجوم، ما الذي يمكن أن يقوم به النظام بمجرد امتلاكه لأسلحة نووية؟ ومن الصعب ردع إيران حتى وهي لا تمتلك أسلحة نووية، فمن شبه المؤكد وقوفها وراء الهجوم على أبراج الخُبر في المملكة العربية السعودية عام 1996 والذي أسفر عن مقتل 19 طيارا أميركيا. والجدير بالذكر أن إيران قدمت التدريب لمقاتلين في العراق وزودتهم بمعدات صناعة القنابل ومنها المتفجرات التي تتمكن من اختراق مركبات الجيش الأميركي الأكثر سماكة. ولا تزال إيران تتعاون حتى اليوم مباشرة مع قيادات تنظيم القاعدة. منذ خمسة أشهر، حددت وزارة المالية الأميركية أسماء ستة ميسرين تابعين لتنظيم القاعدة يعملون في إيران في إطار «صفقة سرية» بين «القاعدة» والنظام الإيراني. وصرحت وزارة المالية الأميركية: «تعمل هذه الشبكة كقناة أساسية ينقل من خلالها تنظيم القاعدة الأموال والميسرين والعناصر التابعة له من الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا». ويعد عطية عبد الرحمن من العناصر الأساسية في الشبكة التي تربط إيران بـ«القاعدة»، حيث كان يقوم بدور قائد العمليات في التنظيم وهو المنصب الذي كان يتولاه قبله خالد شيخ محمد عندما خطط لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، وأصبح بعد مقتل أسامة بن لادن الرجل الثاني في التنظيم قبل أن يُقتل في أغسطس (آب). وكما أشار ديفيد إغناتيوس العام الحالي، أكثر الوثائق، التي عُثر عليها في المجمع السكني لأسامة بن لادن، كانت مراسلات بين بن لادن وعبد الرحمن، الذي كان بمثابة همزة الوصل بين بن لادن والعالم الخارجي، بما في ذلك التخطيط لهجوم ضد الولايات المتحدة لا يقل عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر إن لم يكن يفوقها.

وكانت إيران تعمل مباشرة مع قائد العمليات في تنظيم العمليات حتى وقت مقتله منذ عدة أشهر. ومن البديهي أن تكون طريقة تنفيذ هجوم يفوق حجم هجمات الحادي عشر من سبتمبر هي استخدام السلاح النووي. هل إيران ستتقاسم السلاح النووي مع تنظيم القاعدة؟ لقد كانت إيران عازمة على مساعدة تنظيم القاعدة في تفجير السفارتين الأميركيتين باستخدام متفجرات تقليدية. ما الذي يمكن أن يمنع إيران، حال امتلاكها ترسانة نووية، تحول دون انتقام الولايات المتحدة بهجوم مضاد، من مساعدة «القاعدة» في تنفيذ مخطط إرهابي أكثر فظاعة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر باستخدام سلاح من أسلحة الدمار الشامل؟ كذلك يشير تقرير معهد «أميركان إنتربرايز»: «من المرجح أن الإيرانيين يقدرون قيمة الأسلحة النووية ليس فقط لأغراض تتعلق بالردع، لكن أيضا بغرض تنفيذ وعد مثير بالقيام بهجوم مدمر إذا ما تم تنفيذه من قبل عنصر انتحاري ونفي التورط في هذا الأمر فيما بعد». وحتى إن كانت إيران غير راغبة في المخاطرة بمساعدة تنظيم القاعدة في تنفيذ مثل هذا الهجوم، يمكن أن يشجع امتلاك القدرة النووية النظام على تنفيذ ما وصفه مارتن ديمبسي، رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية، بـ«اللحظة المشابهة للحظة تفجيرات بيروت» في محاولة لإنهاء النفوذ الأميركي في المنطقة. انظر إلى وقاحة وجرأة التورط الإيراني في تفجيرات السفارتين الأميركيتين عام 1998، وتخيل كم سيكون منع النظام من تنفيذ هجمات مماثلة بمجرد امتلاكه للقنبلة النووية أمرا عسيرا.

* خدمة «واشنطن بوست»

 

مأساويّة..

حازم صاغيّة/لبنان الآن

هناك شيء ما مأساويّ في أمر "تكتّل التغيير والإصلاح" وقائده ميشال عون. ذاك أنّ وضعه الراهن يشبه سكب الماء في غربال، فيما كلّ ما يحظى به تقريباً جوائز ترضية كلاميّة على شكل ثناء من الأمين العامّ لحزب الله: "برافو" سريعة وتربيت، بين وقت وآخر، على الكتف، قبل أن ينصرف السيّد نصر الله إلى أموره الأهمّ.

فمعضلة "التكتّل" وزعيمه المولّدة للمعضلات الأخرى أنّ منطقتنا تغيّرت وتتغيّر لتغدو جدّيّة أكثر بكثير، فيما هما لا يزالان يخوضان معارك صغيرة، ضيعجيّة الطابع.

وقد جعل التغيّر الذي نجم عن الانتفاضات العربيّة عامّة، والانتفاضة السوريّة خصوصاً، الهمومَ العونيّة مضجرة وخارج كلّ سياق. وهذا إذا ما اعتمدنا لها أحسن الأوصاف.

فكيف وأنّ "حزب الله"، الشقيق الأكبر، هو من يتولّى خوض المعركة الجدّيّة في لبنان ضدّ الانتفاضات، من ضمن منظور إقليميّ عريض، تاركاً للشقيق الأصغر مهمّات تقلّ عن مهمّات رموز الدرجة الخامسة من الممانعين!

وفي مرّاتٍ، حين يلحّ الشقيق الأصغر على همومه المحلّيّة ويبالغ فيها، يتصرّف الشقيق الأكبر تصرّف من يريد وقف صراخه بإعطائه قطعة حلوى، من أجل أن يركّز أبصاره على الحدود أو خارجها.

ووراء ذلك أنّ عون وتكتّله لم يمتلكا من قبل، ولو مرّة واحدة، استراتيجيّة حيال سوريّا، وحيال المنطقة تالياً. لقد مرّا في طورين إطلاقيّين متتاليين: طور من العداء الشامل لنظامها وصولاً إلى إعلان الحرب السيّئة الحظّ ثمّ التعامل مع "الشياطين" ضدّ دمشق، وطور من التماهي والالتحاق الكاملين بذاك النظام، وذلك على نحو لا يشوبه أدنى تحفّظ أو استدراك.

والإطلاقيّة، ذات الطبيعة الضيعجيّة في حالتيها، لا تترك مكاناً لالتقاط التعقيد في المواقف وسيولتها. هكذا يذهب صاحبها إلى الحرب والناس عائدون، أو يعود منها فيما الناس ذاهبون. وعلى هذا النحو، يبدي الإطلاقيّ، الذي لم يعتد على تفكير المنطقة، عجزاً كاملاً عن تمييز الأساسيّ من الثانويّ، أو عن إدراك تحوّل ما في متن الحياة السياسيّة.

ولا يبقى، في غمرة هذه القابليّة للتهميش الذاتيّ، إلاّ نقص الحساسيّة حيال الألم الانسانيّ الذي يُسمع صراخه في سوريّا...

 

حزب الله والتيار الوطني الحر: أولويات مختلفة لا تفسد في الوّد قضية

ريما زهار من بيروت /ايلاف

لا يمكن اليوم لاي فريق في لبنان ان ينكر التباعد في وجهات النظر بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ورغم انهما لا يُقرًّان بوجود ازمة بينهما بل مجرد تباين في التفاصيل الا ان الكثيرين من الفريق الآخر يراهنون على ربيع برتقالي لوثيقة التفاهم بين الفريقين.

بيروت: يؤكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في حديثه لإيلاف ان لا ازمة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وهذا ما اعلنه قادة الفريقين على كل المستويات، سواء عبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله او الجنرال ميشال عون والمندوبين، ولكن طبعًا التباين بوجهات النظر يمكن ان يكون ازاء اي قضية تُطرح وهو امر طبيعي حتى داخل الفريق والحزب الواحد حول بعض القضايا، وامر طبيعي امام الازمات الحالية وهي كثيرة على المستوى الوطني وعلى مستوى ما يحيط بلبنان، قد يكون هناك تباينًا في القراءات، وفي كيفية معالجة بعض القضايا.

ولدى سؤاله بان البعض اليوم بدأ يطلب في التيار الوطني الحر اعادة اجراء قراءة لتجربة وثيقة التفاهم، الا ترى بذلك بداية ازمة بين الفريقين؟ يجيب هاشم:" لا ابدًا، ومن قال ان كل التيار الوطني الحر بكل مستوياته، قد يكون مقتنعًا بالوثيقة او بالعلاقة بشكلها الكامل، وهذا امر طبيعي وهذا ما تبين خلال الفترة الاخيرة، خلال بعض التباينات في المواقف ازاء طرح بعض الامور، وطبيعي ان يكون هناك نقاشًا فهذه مسألة النقد الذاتي ازاء اي علاقة بين الفرقاء السياسيين او داخل الحزب الواحد، فدائمًا يكون هناك تناقضًا في الكثير من القضايا والمواضيع، فهذا امر غير مستغرب ابدًا ولكن في الاطار العام لا تزال العلاقة عادية طبيعية، بين الفرقاء وامر غير مستغرب ان يكون هناك بعض التباينات وهذا قابل للنقاش وللحوار بين الحلفاء واي مكونات سياسية اي يكن موقعها ولاي جهة انتمت.

وردًا على سؤال يعتبر البعض ان التيار الوطني الحر ورئيسه تحملا الكثير من هذا التحالف، بمعنى ان الشعبية المسيحية تراجعت وبالمقابل لم يقم حزب الله بالاصلاحات التي وعد بها التيار الوطني الحر؟ يجيب هاشم:" هناك الكثير من التحليلات والمراهنات حول هذه العلاقة، وهذا امر من طبيعة العمل السياسي، والتركيبة السياسية، خصوصًا واننا في لبنان، البلد الذي يتنوع بتركيبته ويصح القول انه بلد العجائب السياسية في كيفية صناعة التحالفات والتركيبات السياسية والعلاقات بين الفرقاء فطبيعي ان يشعر البعض ان علاقة بين هذا الفريق او ذاك تعود عليه بالفائدة او بالربح او الخسارة، من هذا المنطلق يبني على هذه العلاقات احلامه واوهامه ومحاولاته للاستفادة وللاستثمار على اي علاقة ايًا تكن طبيعتها.

حزب الله والتيار

من جهة حزب الله يعتبر البعض ان معارك الجنرال ميشال عون لا تنتهي ولا يمكن ان يجاريه حزب الله بها؟ يجيب هاشم:" تدرج الكثير من القضايا في مستويات معينة قد تظهر نوعًا من التباين في اسلوب طرحها، ولكل اسلوبه في التعاطي ومقاربة الامور، ومن الطبيعي جدًا ان من له رؤية ومنهجية معينة في العمل السياسي ومقاربة الامور الا يكون هناك تماهيًا كاملاً وتطابقًا في المقاربات وفي قراءة المواقف ومنهجية العمل، هل يكون ذلك مستغربًا؟ ابدًا، وهذا ليس حزبًا واحدًا ولا ينتمي الى عقيدة واحدة هناك نوع من التحالف قد تكون فرضته الظروف العامة، وفي لحظة معينة قد لا تستمر، فنحن نعرف تمامًا ان اي علاقة سياسية تقوم على المصالح وتقاطعها، فليس غريبًا ان يكون هناك علاقة بين اي قوة سياسية الا تكون ابدية ومتماهية الى ابعد الحدود وفي كل التفاصيل الدقيقة، لانه عندما نصل الى التفاصيل لا شك سيكون هناك تباينًا واختلافًا في الكثير من المقاربات.

يرفض النائب هاشم اعتبار ان هناك تحركات جارية اليوم بين حزب الله والتيار الوطني الحر لاعادة الامور الى نصابها، وكأن هناك خلافًا بين الطرفين، ويؤكد ان الامور لم تنقطع ابدًا والتواصل دائم بين الفريقين، وهذا لا يلغي طبيعة العلاقة، هناك تواصل دائم واتصالات مستمرة وشبه يومية، وساعة بساعة لمناقشة كل القضايا وكل الامور على كل المستويات.

ما هي اولويات التيار الوطني الحر اليوم وبماذا تختلف عن اولويات حزب الله؟ يجيب هاشم:" يكون الموضوع الداخلي لدى التيار الوطني الحر هو الغالب، استراتيجية حزب الله طبعًا اضافة الى الاهتمامات والاولويات الوطنية، الا ان لعلاقاتها بتيار المقاومة تتعدى المساحة الى ما هو دائر اليوم على مستوى المنطقة بشكل عام، والاهتمامات هناك تكون اوسع واشمل واعمق، من هذا المنطلق تكون هذه الاهتمامات تلاقي بعض التباعد او قراءة ابعد استراتيجيًا.

اين يتفق الفريقان وعلى اي امور اساسية؟ يجيب:" يتفقان على امور تمس القضايا الداخلية الوطنية، ومتفقان على مسألة المقاومة وهو امر اصبح واضحًا، ومقاربة ما تتعرض له المنطقة من استهداف، وبقراءة اولية لمقاربة هذه القضايا، الا انه قد يكون هنالك تباينًا في تفاصيل هذه الامور.

 

"حزب الله" تحت المساءلة

عبد الوهاب بدرخان/النهار

بعدما قيل كل شيء تقريباً في مسألة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وبالأخص في "المخرج" الذي ابتدع لها انقاذاً للحكومة، لا بأس ببعض وقفات تتعلق بما قبل وما بعد. فما حصل بالنسبة الى التمويل جاء ضمن سياق يستحق التوضيح.

وأولى الوقفات، بلا شك، ان الأزمة التي افتعلت منذ اواخر 2006 ما عاد يجوز النفخ في نارها لمزيد من التأجيج. كان في خلفية تلك الازمة سبب رئيسي مكتوم هو هذه المحكمة. لكن حججا وذرائع شتى استخدمت فيها لتغيير صيغة الحكم، وصولا الى "الحكومات التوافقية" التي تبين بالممارسة انها ابتدعت للتعطيل اكثر مما اختيرت لضمان جودة العمل الحكومي وسلاسته وفاعليته.

ثانيا، ان ازمة 2006 التي حسمت عسكريا في 7 ايار 2008 لم تتمكن من النيل من المحكمة الدولية، ولا من الآمال التي وضعت فيها او الاهداف المتوخاة منها. اذ ظلت عنوانا لتحقيق العدالة، بمعزل عن ضحايا الاغتيالات، وحتى بمعزل عن المحاولات المحمومة لتحطيمها.

ثالثا، ان الازمة التالية التي بدأت مع اعلان الامين العام لـ"حزب الله" وجود اتهامات مزعومة لعناصر من حزبه، وما انطوت عليه من تشنج وتوتير وترهيب، واستطرادا من انقلاب سياسي وحكومة يسيطر عليها هذا الحزب، انتهت عمليا الى اعتراف بأن "التمويل" بات امرا واقعا. اذاً، لا بد للسيد حسن نصرالله ان يجيب عن السؤال: لماذا كان هذا التأزيم، ومن يعوض الخسائر الجسيمة التي أحدثها، وكيف؟

رابعا، ان تأرجح الاتهام بين سوريا و"حزب الله"، وما ينطوي عليه من اشتباه بإيران، يشير في نهاية المطاف الى ان المسؤولية عن الاغتيالات كانت دائما في هذه "البيئة"، وقد ترك "الحزب" وحده ليتحملها رغم ادراك الدولتين الراعيتين له انه محكوم، كسواه من مكونات المجتمع اللبناني، باحترام شروط التعايش بين الطوائف.

خامسا، ان استياء نصرالله من الشحن المذهبي شكوى مشروعة، وما كان للاغتيالات او لما رافق "حرب تموز" ان يبرر هذا الشحن الذي بدأ بخطابات الصراخ والتخوين قبل ان يجتاح وسائل الاعلام، ثم ترسخ بعد غزو بيروت ليبلغ ذروته مع الحملة على المحكمة الدولية.

سادسا، لعل الأسوأ من عزو الرضوخ لتمويل المحكمة الى قرار سوري، او الى ان الظروف تحتم تقديم "فدية" خدمة لسوريا، ان يتجاهل "حزب الله" حقيقة ان المشكلة الناجمة عن الاغتيالات (والمحكمة) باقية مشكلة داخلية كيفما تقلبت الاوضاع الاقليمية. اي انها ستواصل مساءلته (حتى بمعزل عن المحكمة) ولن يزيده الاستقواء بسلاحه الا غرقا فيها.

سابعا، فوّت "حزب الله" فرصتين لمواجهة هذه المشكلة وقلب الطاولة على مستهدفي السلم الاهلي: حين فوتح نصرالله للمرة الاولى بشأن الاتهامات وحين وضعت الورقة التركية – القطرية بين يديه. وثمة فرصة ثالثة لا تزال متاحة من خلال تسليم المتهمين الاربعة، واذ يرجح ان يفوّتها ايضا فإنه لا يترك خط رجعة لنفسه ولا للآخرين ولا لـ"مسامحة تاريخية" كانت متاحة ولم تعد.

 

أربعة أسباب وراء توقيت "حزب الله" رفع وتيرة حربه "الأمنية"

 الصراع المفتوح مع المخابرات الأميركية إلى أين؟

ابرهيم بيرم/النهار

امر "المواجهة" المكشوفة او الخفية بين "حزب الله" وجهاز المخابرات الاميركية ليس جديدا على الاطلاق، فهو قائم منذ فترة ظهور الحزب الى النور في مطلع الثمانينات، واتخذ الوانا عدة، ولكن السؤال الذي فرض نفسه في الايام الاخيرة هو: لماذا اختار الحزب من جهته هذا التوقيت ليعلن رفع وتيرة المواجهة بينه وبين هذه الاجهزة على هذا النحو، لا سيما بعدما بادر الى اماطة اللثام في الساعات الاخيرة عن كثير من الخفايا مع الاسماء المتصلة بما يسمى "محطة" هذا الجهاز في بيروت، وبالتالي يبني على هذا الشيء مقتضاه ويشرع في فتح ابواب المواجهة العالية النبرة مع هذا الجهاز، مما يوحي بأنها باتت عبارة عن معركة متعاقبة الفصول في المستقبل؟

حزمة من المعطيات والوقائع دفعت الحزب، الذي كان يحيط امر مواجهته وتعاطيه مع اي طرف يدرجه في خانة الاعداء والخصوم بستار من الكتمان ويختار ان يكون بعيدا من الانظار واجهزة الاعلام، الى رفع منسوب المواجهة الى هذا المستوى المكشوف والصدامي، وفق ما يقوله مقربون من دوائر القرار في الحزب، واولها ان الحزب يعتقد جازما ان الجانب الاميركي هو الذي اختار ان يبدأ بتصعيد أشكال المواجهة والتصادم مع الحزب وذلك عندما بدأ ينظم عملية "خرق" متعمدة ومدروسة لجسد الحزب "الجهادي"، اي الجسم المقاتل في الحزب. وقد وقف الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله قبل اشهر قليلة ليعلن ان اجهزة مكافحة التجسس في الحزب كشفت عملية خرق مخابراتية اميركية للجسم المقاوم في الحزب عبر ثلاثة كوادر هم من قيادات الصف الثاني في هذا الجسم العزيز على عقل قيادة الحزب وموضع فخر واعتزاز بالنسبة اليه، وكونه عصيا على اي اختراق، لا سيما وان انتقاء عناصر هذا الجسم وقياداته تتم بعناية دقيقة جدا ووفق معايير ومقاييس عالية المستوى وبالغة التعقيد.

في ذلك الحين، انقسمت الآراء والتفسيرات، فالبعض اعتبر الكشف عن الخرق انجازا مشهوداً لجهاز المخابرات الاميركية ولقدرتها على اختراق "الحصن الحصين" لدى الحزب، ولا سيما ان الخرق كان على مستوى كوادر عليا متمرسة، امضى بعضها في مسالك القتال مع الجسم المقاوم للحزب اكثر من ثلاثة عقود.

في حين ان البعض الآخر وضع الامر في خانة تسجيل الانتصار للحزب، كونه ملك الجرأة للكشف عن الموضوع، فضلا عن ان الخرق كان يعد في بداياته الاولى، اضافة الى ان الحزب لم يخش فتح باب المواجهة المكشوفة والمعلنة مع اقوى جهاز استخباراتي في العالم.

وبين هذا وذاك، اخذ الحزب قرارا فحواه أنه اذا ما اراد الاميركيون معركة على المكشوف وليست معركة "ظلال" فلتكن.

وأمر آخر اخذه الحزب في الحسبان، وهو ان امر الدخول الاميركي المباشر على المواجهة الامنية والاستخباراتية مع الحزب، لم يأت على هذا النحو الا بعدما نجح الحزب بالتعاون مع اجهزة امنية رسمية لبنانية خلال عامي 2008 و2009 في الكشف عن الغالبية العظمى من خلايا التجسس والتي نظمها الاسرائيليون في لبنان في مرحلة ما بعد حرب عام 2006 وقبلها، مما جعل الخبراء العسكريين الاسرائيليين يتحدثون صراحة عن مرحلة من العي الاستخباراتي مني به جهاز "الموساد" فاضطرت تل ابيب الى الاستنجاد بالحليف الاميركي الذي سار لملء الفراغ.

ورغم ان الاميركيين حاولوا آنذاك التقليل من اهمية ما كشف عنه السيد نصرالله من معلومات عن تورطهم المباشر في المواجهة مع الحزب في ساحته، على رغم ان السفيرة الاميركية مورا كونيللي سارعت في اليوم التالي الى زيارة زعيم "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون، طالبة منه نقل رسالة الى قيادة حليفه "حزب الله"، فإن ما شجع الحزب لاحقا على الاقدام على ما فعله أخيراً من تصعيد المواجهة مع الاميركيين على خلفية الموضوع اياه، هو ان الصحافة الاميركية نفسها بادرت من تلقائها قبل ايام قليلة الى الحديث عن "الضربة الامنية" الكبرى التي وجهها "حزب الله" الى مخابرات الدولة الاعظم في العالم، مما اعطى الحزب دافعا اقوى لاعادة الحديث عن الموضوع، ولرفع وتيرة المواجهة مع الجهاز الاقوى لدى الاميركيين من خلال توجيه ضربة اخرى الى "محطة" بيروت، بالكشف عن اسماء العاملين فيه كخطوة، علما ان ثمة في محيط الحزب من يقول بأن الحزب، وسيرا على المنوال نفسه، يحضّر لتوجيه ضربة اخرى الى الجهاز نفسه من خلال الكشف عن اسماء بعض "المجندين" اللبنانيين.

وبمعنى اخر، شكّل الكشف الاعلامي الاميركي عنصر ثقة بالنفس وتحفيزاً للحزب لكي يواصل فصول "حربه" المفتوحة مع الجهاز الامني الاميركي، ويمضي بها قدما الى مراتب تصعيدية غير مسبوقة.

الثاني: الواضح ان "حزب الله" عندما اختار طريق المواجهة مع المخابرات الاميركية على هذا النحو المكشوف انما كسر عن عمد قواعد اللعبة. ولا ريب في ان نظرة الى مشهد الصراع في الاقليم بعد اندلاع الاحداث في سوريا والعناصر الداخلية من الساحة اللبنانية على أفق هذه الاحداث، توحي بأمر واحد وهو ان هذا الفعل الهجومي من جانب حزب اتبع دوما نهج التكتم والروية في مواجهاته، انما جاء رد فعل على الاخرين الذين اختاروا ايضا عن عمد ومنذ نحو ثمانية اشهر، ان يكسروا قواعد اللعبة وهم يخوضون غمار معركتهم الشرسة ضد النظام السوري حليف الحزب، لا سيما انهم جندوا في هذه المعركة جزءا من الساحة اللبنانية. وعليه، لم يعد بمقدور الحزب ان يفرح بسره ويكشف الامر، عندما حقق ضربة استخباراتية ضد جهاز اختار ان يكون العين الرديفة للاستخبارات الاسرائيلية، فالمعركة باتت واحدة وممتدة الى اكثر من ساحة، وبالتالي كسرت فيها كل المحرمات وتم تجاوز كل الخطوط الحمر.

الثالث: ان الحزب يعتبر انه حقق "نصره" على جهاز استخباراتي عريق معاد له، ليس عبر الطرق الكلاسيكية في مواجهات من هذا النوع، اي التصفيات والتفجيرات واعمال الخطف وسواها من اعمال الاستفزاز، من خلال وسائل علمية تعتمد خرق حصون الخصم وكشف اسراره واماطة اللثام عن طرق عمله وتتبعها ورصدها، وهي في علم المواجهات الاستخبارية، اي مواجهات الظلال، تعتبر معادلة لعمليات التصفيات والتفجيرات وسواها.

الرابع: ان "حزب الله" وبعد ما حققه في حرب تموز 2006 وبعد تعاظم قوته اخيرا بات يدرك انه صار موضع ملاحقة وترصد من جانب دوائر استخبارية عدة، وبالتالي لم يعد بامكانه تجاهل هذا الترصد والتتبع، وخصوصا انه يعتبر انه بعد عام 2005 تعاظم تدخل خصومه وانتشارهم على الساحة اللبنانية، لذا كان الحزب مضطرا بعد احداث عام 2008 ان يبدأ مرحلة جديدة من المواجهة الامنية مع منظومات خصومه الاسرائيليين والغربيين عموما، لا سيما بعد اغتيال ابرز قيادييه الحاج عماد مغنية (رضوان). لذا عزز جهاز مكافحة التجسس لديه، وزوده معدات متطورة، ومن ثم زود السلطات الامنية الكثير من المعلومات ادت لاحقا الى "ضرب" ما يعتقد انه اكثر من 80 بالمئة من العين التجسسية الاسرائيلية، واخيرا فتح ابواب عملية المواجهة على مصراعيها مع جهاز المخابرات الاميركية.

ماذا بعد؟بالنسبة الى الحزب، الامر يعتمد عل اقتناع خصمه الجديد بعدم العودة الى مرحلة عقد الثمانينات وضرورة الكف عن لعب دور "مخلب القط"، واذا لم يتحقق ذلك فالحزب، كما يقول صراحة، لديه من الجرأة للكشف عن مزيد من الاوراق المستورة التي هي بمثابة ضربات جديدة للفعل الامني للعدو، وهذا يعني استعدادا تاما لدفع المواجهة الى مداها الاقصى.

 

مجموعة سانكور الكندية النفطية تعلق انشطتها في سوريا 

وكالات/اعلنت مجموعة سانكور الكندية النفطية في بيان انها علقت انشطتها في سوريا وستقوم بسحب موظفيها الاجانب من هذا البلد الذي يشهد انتفاضة شعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد منذ اذار. وجاء هذا القرار اثر العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على سوريا في الثاني من كانون الاول. واوقفت سانكور تعاونها مع الشركة العامة للنفط السورية الرسمية وستضع خطة لاجلاء موظفيها الاجانب مع الاحتفاظ بالموظفين السوريين. واوضح البيان ان "سانكور ستحاول ايجاد حل لمواكبة هؤلاء الموظفين السوريين في افضل صورة ممكنة خلال هذه الفترة البالغة الصعوبة بالنسبة الى بلادهم".

ويتصل قرار المجموعة الكندية باستثمار حقل ايبلا الغازي بالشراكة مع الشركة العامة للنفط في وسط البلاد وذلك بقيمة تناهز 1,2 مليار دولار. فيما قال ريك جورج رئيس مجلس ادارة المجموعة الكندية: "منذ اشهر عدة نتابع من كثب الوضع في المنطقة وكنا دائما واضحين لجهة اننا سنلتزم كل العقوبات المفروضة على البلد". واكدت سانكور ان توقعاتها العامة للانتاج للعام 2012 لن تتاثر بوقف انشطتها في سوريا، مضيفة ان انتاجها في ليبيا الى ازدياد.