المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 06 كانون الأول/2011

متى 22/22-33/قيامة الأموات

وفي ذلك اليوم جاء إلى يسوع بعض الصدوقيين، وهم الذين ينكرون القيامة، وسألوه يا معلم، قال موسى: إن مات رجل لا ولد له، فليتزوج أخوه امرأته ليقيم نسلا لأخيه وكان عندنا سبعة إخوة، فتزوج الأول ومات من غير نسل، فترك امرأته لأخيه ومثله الثاني والثالث حتى السابع ثم ماتت المرأة من بعدهم جميعا فلأي واحد منهم تكون زوجة في القيامة؟ لأنها كانت لهم جميعا فأجابهم يسوع: أنتم في ضلال، لأنكم تجهلون الكتب المقدسة وقدرة الله القيامة لا يتزاوجون، بل يكونون مثل ملائكة في السماء وأما قيامة الأموات، أفما قرأتم ما قال الله لكم أنا إله إبراهيم، وإله إسحق، وإله يعقوب؟ وما كان الله إله أموات، بل إله أحياء وسمع الجموع هذا الكلام، فتعجبوا من تعليمه.

 

عناوين النشرة

*باراك: إسرائيل ترفض إخطار أميركا قبل هجوم محتمل على إيران

*فيلتمان في بيروت مساء الثلثاء/أوساط بري لا تستبعد لقاءه اذا سمحت أجندته
*إغتصاب/حازم صاغيّة/لبنان الآن

*الراعي عرض والموفد الحكومي الفرنـسي للوضع المسـيحي

*نديم الجميّل الى مرسيليا

*جعجع: السلطة في لبنان خارج الدولة ويجب إسقاطها... وما حصل في الزهراني جزء من أحداث متنقلة 

*كتائب "عبد الله عزام": صواريخ الجنوب لصالح "طاغوت الشام" وحليفه في لبنان

*الرئيس الجميل دعا لمنع تحويل لبنان ساحة وضحية.. وزاسبيكن أكّد أن قرار التمويل "مكسب للجميع" 

*هل انسحب منطق المربعات الامنية على "الكهرباء"؟

*فرنسا تدعو ميقاتي رسميـاً وسليمان يستعد لزيارة ارمينيا

*ماروني: مشروع "حزب الله" الأمني وتهديداته واردة في أي لحظة..والحكومة مستسلمة له 

*المستقبل اليوم/إنّه زمن الإقطاع الكهربائيّ المسلّح، أو بالأحرى "الإقطاعات الكهربائيّة" بين أركان 8 آذار.

*عبد اللطيف الزين يحمّل وزير الطاقة المسؤولية/"مربّع الزهراني": أيُّ لغز.. أيُّ صفقة؟

*النائب غازي يوسف: بعض القوى ينشئ مربعات "كهربائية"

*صفير مكرّماً: نسأل الله أن ينهض الوطن ليكون في مقدمة الأوطان/ المشنوق: لو عاد به الزمن لكتب "الشعب يريد" عنواناً لوثيقة الاستقلال الثاني

*تكتّم على برنامج جيفري  فيلتمان/هل يلتقيه رئيس المجلس النيابي؟

*بان كي مون في لبنان الشهر المقبل/المحادثات تتناول المحكمة والجنوب والحوار

*تل أبيب تفضل أن يقود الأميركيون العملية العسكرية وواشنطن غاضبة لرفض إسرائيل إبلاغها قبل ضرب إيران

*لبنان متنفّس لسوريا في ظلّ العقوبات/الخشية من الضغوط تبقي الإفادة محدودة

*أكدت تصميم دول "الخليجي" على حماية أمن شعوبها ومكتسباتها في وجه التهديدات/السعودية: تدخلات إيران وبرنامجها النووي يهددان الاستقرار

*لأنها تسمح بتدخل عسكري سوري لتجريد "حزب الله" والميليشيات من أسلحتها/دعوة "14 آذار" للتمسك بالمعاهدة الدفاعية بعد سقوط الأسد/حميد غريافي/السياسة

*إيقاف صحيفة إيرانية بسبب ماكياج العاملات فيها

*جنبلاط يدعو دروز سورية إلى عدم المشاركة في أعمال القتل والقمع/الشخصيات السورية الممنوعة من السفر إلى الدول العربية

*الروائي حسن نصرالله/عبدالله ناصر العتيبي/الحياة

*14 آذار ومشروع «الخلاص الوطني/نصير الأسعد/الجمهورية

*عناوين عون «الفضفاضة»... تتهاوى!

*ميقاتي فاجأ حلفاءه بإعداد استقالته فاضطروا لمراعاته منعاً لخلط الأوراق

*كنعان: الإصلاح خط أحمر والطائف أعطى الشرعية للمقاومة

*لا استقرار ثابتاً مع خلاف على المحكمة والسلاح/نصرالله لم يشقّ الطريق إلى الحوار/اميل خوري/النهار

*وماذا عن فتنة العتمة/نبيل بومنصف/النهار

*إرباكات رافقت حساباتها الأخيرة أسوة بقوى 8 آذار/14 آذار تكسب نقاطاً لا تُحسن توظيفها/روزانا بومنصف/النهار

*مرحلة ما بعد التمويل وخطاب نصر الله:تصعيد أو انضباط تحت السقف المعروف/ابراهيم بيرم/النهار

*إن لم يكن خطاب نصر الله الأخير "فتنة" فما تكون الفتنة؟/ وسام سعادة/المستقبل

*برهان غليون لـ"المستقبل": عمر نظام الأسد أشهر معدودة/حزب الله كشف عن وجهه/روسيا قد تمتنع عن التصويت في مجلس الأمن لكنها لن تستخدم "الفيتو"

*صّة الاختراق الكبير لـ «حزب الـله»...شخصيّة متمالكة... متماسكة.

*وليد معلوف : أي ضربة لإيران هي مُساعدة للأسد.. والحرب بين "حزب الله" وإسرائيل ستلحق الضرر بالطائفة الشيعية 

*هل الإسلاميون ديمقراطيون/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*سوريا والمهل العربية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

باراك: إسرائيل ترفض إخطار أميركا قبل هجوم محتمل على إيران

المركزية- ذكر تقرير إسرائيلي ان اسرائيل ترفض إخطار الولايات المتحدة في حال قررت شن هجوم عسكري ضد إيران، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن إسرائيل مصرة على منع حصول إيران على سلاح نووي، ملوحا بأن جميع الخيارات موضوعة على الطاولة. وقال باراك للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إن "لا خلاف في العالم على أنه ينبغي استنفاد الطرق الدبلوماسية والعقوبات، ونحن مصرون على منع إيران من الحصول على سلاح نووي وجميع الخيارات موضوعة على الطاولة" في إشارة إلى الخيار العسكري. ولفت الى ان "إسرائيل مسؤولة عن أمنها ومستقبلها ووجودها ولا يمكنها تحرير نفسها من اتخاذ القرارات كدولة سيادية"، مشيرا "الى ان موقف الحكومة لم يتغير، وهو أن إيران نووية غيـر مقبولة وهذا موقف أميركي أيضا". وأفادت "يديعوت أحرونوت" أن غضبا شديدا يسود الإدارة الأميركية بعد أن أبلغتها إسرائيل بأنها ترفض التعهد بإخطار الولايات المتحدة في حال قررت شن هجوم عسكري ضد إيران.  وأضافت أن إسرائيل تبرر ذلك بأنه لا جدوى من إبلاغ الأميركيين مسبقا في شأن هجوم كهذا "إذ ان معلومات مسبقة ستجعلهم شركاء في الهجوم ومن شأن ذلك أن يضع الأميركيين بحالة حرج لا حاجة له أمام العالم".

 

فيلتمان في بيروت مساء الثلثاء/أوساط بري لا تستبعد لقاءه اذا سمحت أجندته

المركزية-أكدت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان سيصل الى بيروت مساء غد الثلثاء في إطار زيارة تستمر يومين يجتمع خلالها مع كبار المسؤولين الرسميين ويعقد اجتماعات مع بعض القيادات والشخصيات السياسية.

وأوضحت الأوساط ان برنامج لقاءات فيلتمان لم يحسم نهائياً في انتظار ورود أجوبة من عدد من المسؤولين ولا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أشارت أوساط قريبة منه الى ان لا مانع يحول دون استقبال فيلتمان إذا طلب اللقاء رسمياً ولم يكن الرئيس بري منهمكاً في مجالس عاشوراء، فزيارته في إطار رسمي بتكليف من الادارة الأميركية وليست شخصية، إضافة الى انه شغل منصب سفير لبلاده في بيروت لفترة طويلة.

وأكدت الأوساط المعلومات التي أشارت الى ان المسؤول الأميركي يحمل في جعبته تهنئة أميركية للبنان على التزامه تمويل المحكمة الدولية الخاصة به وأهمية المضي قدما في كل ما يتصل بعمل المحكمة اضافة الى استشراف الموقف اللبناني من التطورات الإقليمية وكيفية مقاربة العلاقات مع سوريا في ضوء العقوبات المفروضة عليها ومدى ذهاب السلطات الرسمية في قرار الممانعة او النأي في ما خص القرارات العربية إزاءها.

 

إغتصاب...

حازم صاغيّة/لبنان الآن

فلنسلّم بكلّ حجج النظام السوريّ من أنّه عرضة لمؤامرة عربيّة وتركيّة وغربيّة، ومن أنّ بعض القتلة والمندسّين والعملاء هم الذين يؤجّجون الفتنة، ومن أنّ ممانعة سوريّا ودعمها المقاومة هما المقصودان.

مع هذا، يبقى شيء واحد يصعب المرور عليه مرّ الكرام: لماذا اغتصاب الرجال والنساء والفتيان في السجون السوريّة، بحسب التقرير الرسميّ للجنة الحقوق الدوليّة حول سوريّا؟

فلنقرأ، فقط، هذه الفقرة من التقرير، ولنحتفظ لأنفسنا بما نملك، وما لا نملك، من غضب واشمئزاز وقرف:"وأفاد العديد من المعتقلين السابقين عن حالات ضرب على الأعضاء التناسليّة، وممارسة الجنس قسراً عن طريق الفم، والصعق بالكهرباء، والحرق بالسجائر في فتحة الشرج في مرافق الاحتجاز، بما في ذلك مرافق الاحتجاز التابعة للمخابرات الجويّة في دمشق، والاستخبارات العسكريّة في جسر الشغور، والاستخبارات العسكريّة والأمن السياسيّ في إدلب واللاذقيّة، ومرافق الاحتجاز التابعة للاستخبارات في طرطوس".ألا يكفي هذا بذاته كي يشكّل سبباً لإسقاط النظام؟

"سياسة الاغتصاب" تلك تقوم، في ما تقوم، على زرع العدوان والغلبة في داخل المغتَصب/المغتصَبة، وعلى كسر الضحيّة الآن وفي المستقبل. فحين يصدر هذا العمل عن "نظام"، يوفّر الاغتصاب تمايزاً جسمانيًّا وبيولوجيًّا لذاك النظام عن محكومه، فضلاً عمّا يُنزله من تصديع نفسيّ بالمحكوم. فهو لا يمارس فقط تملّكاً يتيح له التصرّف بمحكومه إلى الحدّ الأقصى، وابتذاله وتدميره إلى الحدّ الأقصى، بل يتيح له أيضاً استعراض أوسخ رغباته ونزواته الساديّة على نحو انتصاريّ.لقد كُتب الكثير عن الاغتصاب ودلالاته. لكنْ تكفي الاشارة، هنا، إلى بُعد واحد هو انعدام قابليّة الحياة المشتركة بين طرف "هُزم" إلى هذا الحدّ وطرف "انتصر" عليه إلى هذا الحدّ، ولو بتلك الأدوات والوسائل.بهذا تكون الرسالة التي يرسلها النظام للشعب: لا أريد العيش معكم إلاّ بوصفكم مغتصَبين يأتي انتهاككم الجسمانيّ تتويجاً لانتهاكات لا حصر لها تطاول حرّيّتكم وعملكم وتعليمكم وسوى ذلك. تزكّي تلك الرسالة حصول الاغتصاب في السجون، حيث القوّة والبأس في جانب والضعف الكامل في الجانب الآخر. لكنْ بهذا أيضاً تأتي الانتفاضة رسالةً مضادّة من الشعب للنظام، تقول له: لا يمكننا العيش معك لأنّك لا تستطيع العيش إلاّ كمغتصِب. ملحوظة: طبعاً سنسمع من قناة "الدنيا" وربّما من قنوات لبنانيّة مساندة تشكيكاً بهذا التقرير "الاستعماريّ". ومن يدري، فقد تظهر فتاوى تحمّل المسؤوليّة لمن تعرّضوا للاغتصاب!

 

قباني: سوء الإدارة والفساد في قطاع الكهرباء حالة دائمة

 وطنية - 5/12/2011 - علق النائب محمد قباني في تصريح اليوم، على موضوع الكهرباء فقال:"نرفض التصرف الذي اقدم عليه عمال معمل الزهراني، وبالتالي نرفض تسجيل سابقة عنوانها اللامركزية الكهربائية والتحكم الجغرافي بتوليد أو توزيع الكهرباء. فهذا يمكن أن يتكرر مع أية منطقة وأي معمل لتوليد الكهرباء".

تابع:"إننا نشعر بمعاناة المواطنين في كل المناطق اللبنانية ونتضامن معهم في رفض العتمة من أية جهة أتت، وبالتالي نرفض الظلمة والظلم، إن الحجة المعلنة لما جرى كانت المحولات الكهربائية وإن سوء الإدارة والفساد في قطاع الكهرباء حالة دائمة".

اضاف:"أهم سبب لتكرر انقطاع التيار هو عدم قدرة المحولات في معظم المناطق على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، وإن عملية تأمين المحولات التي تحول دون ذلك تكلف نحو عشرين مليون دولار. وهناك مناقصة اطلقت في شباط الماضي ولم تنجز لشراء محولات".

وتابع:"يبدو أن مبلغ 20 مليون دولار "ما بيعبوا العين ولا غير العين" بينما 1,200 مليون دولار + 780 مليون دولار أي ألفي مليون "بيعبوا العين وبيعبوا غير العين".(دون البواخر).

وقال:"هنا سأركز على ال 780 مليون دولار. هذا مشروع مقدمي الخدمات الذي تكلمنا عنه وقدمنا أسئلة للحكومة حوله لأنه مخالفة للدستور وللقوانين"، مضيفا:"رفضت وزيرة المالية الموافقة على التلزيم في دراسة - محكمة بتاريخ 27/4/2011، فأعاد وزير الطاقة الطلب من وزير المال محمد الصفدي الذي رفض بدوره الموافقة للأسباب نفسها وبمطالعة مدروسة".

واعلن:"فوجئنا قبل 5 أيام أن وزير المال استدار 180 درجة فوافق بتاريخ 29/11/2011 باحالة بخط اليد من 6 أسطر وعلى عجل لم يسمح له بطباعة الموافقة وأخذ توقيع المدير العام مسبقا على تصديق الالتزامات. 780 مليون دولار بالإضافة للمخالفات الدستورية والقانونية تأتي في توقيت مثير للريبة. هل هذه بداية مقايضة مع تمويل المحكمة الدولية؟"

وقال:"لقد قمت صباح اليوم بزيارة ديوان المحاسبة حيث قدمت إخبارا إلى المدعي العام (النائب العام) لدى الديوان وشرحت المعطيات المتوفرة طالبا "بإجراء التحقيق بالموضوع وفق الدستور والقوانين وإفادتنا عن النتائج، وإتخاذ كافة الإجراءات القانونية وإيقاف إجراءات التلزيم بسرعة."

وختم:"هذا الإخبار سيرافقه استجواب للحكومة وكتاب إلى التفتيش المركزي لملاحقة الموظفين المتورطين بأمر من وزير الطاقة بمخالفة الدستور والقوانين. وبوضوح إنني أتهم، وسأتابع الحملة على الفساد والفاسدين".

سئل:هل نستطيع القول ان ما حصل بمثابة فضيحة؟

اجاب :"استنتجوا كما تريدون لماذا الان لماذا بهذا التاريخ اما مقايضة مع التمويل او استعمال قبل ان تسقط بالحكومة، لان هناك توقعا ان تسقط في 5,3 بكلا الحالتين هذه استدارة تدعو الى الريبة وبالتالي هذا امر مرفوض".

وابرز قباني ورقة احالة وزير المالية من دون توقيع المدير العام وبعدها يحولها المدير العام عطفا على احالة الوزير.

وعن الوقت قال:"هذه محاولة جديدة يقال انها من شهرين لكن هذه اول مرة كما اعتقد وكما قال لي المدعي العام انه يرى لاول مرة مثل هكذا اخبار، بالتالي تمنيت عليه وقدمت له الشكوى والاخبار وتركت نسخة عند رئيس الديوان لم يكن موجودا، وبالتالي اتوقع عملا ما من ديوان المحاسبة".

وعقب النائب انطوان زهرا بالقول:هذا امتياز لا يطعن الا بقانون.فرد قباني قائلا:"هذا صحيح وهو نخالف للدستور".

 

المكتب السياسي الكتائبي عرض المستجدات لبنانيا وعربيا

 وطنية - 5/12/2011 عقد المكتب السياسي والمجلس المركزي الكتائبيان، اجتماعهما الدوري برئاسة رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل، وجرى في خلال الاجتماع "التداول في آخر المستجدات على الساحتين اللبنانية والعربية"، بحسب بيان مقتضب للكتائب.

 

قهوجي استقبل سفيرة كندا وهيئات

وطنية - 5/12/2011 استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي قبل ظهر اليوم في مكتبه في اليرزة، السفيرة الكندية هيلاري تشايلدز آدمز يرافقها الملحق العسكري العقيد لورانس زابورزان، وتناول البحث الوضع العام والتعاون العسكري بين جيشي البلدين.

كما استقبل قهوجي المحلل السياسي دافيد عيسى، وسامي ومنذر العجمي.

 

 سليمان ترأس اجتماعا تحضيريا لزيارة ارمينيا وعرض مع زواره التطورات الراهنة محليا واقليميا

 وطنية - 5/12/2011 - ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم اجتماعا للوفد الوزاري والنيابي والرسمي المرافق في الزيارة الى أرمينيا من 8 الى 10 الحالي لوضع التحضيرات النهائية لبرنامج الزيارة والاتفاقات التي سيوقعها الجانبان اللبناني والارميني إضافة الى المحطات الاساسية واللقاءات التي سيجريها رئيس الجمهورية مع نظيره الارميني وعدد من المسؤولين الارمينيي.

وزير الصناعة

وفي نشاطه، اطلع رئيس الجمهورية من وزير الصناعة وريج صابونجيان على عمل وزارته في هذه الفترة.

نواب

وعرض الرئيس سليمان مع كل من النائبين ايلي ماروني وعبد اللطيف الزين للأوضاع السياسية السائدة راهنا على الساحة الداخلية.

الوزير السابق بارود

وتناول رئيس الجمهورية مع الوزير السابق زياد بارود الاوضاع العامة.

 

قباني دان تعرض منزل الشيخ البابا لاطلاق النار : يد الغدر والإجرام لن تنجح في زعزعة استقرار لبنان

 وطنية - 5/11/2011 افاد بيان صدر عن دار الفتوى عن "تعرض عضو المجلس الإداري لأوقاف بيروت الشيخ احمد البابا لإطلاق نار من حديقة منزله في منطقة بشامون بطلقات كاتمة للصوت.

وقد تقدم الشيخ البابا بإخبار إلى الجهات الأمنية المختصة لإجراء التحقيقات وكشف ملابسات الحادث.

ودان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ما تعرض له الشيخ احمد البابا، داعيا إلى "ضبط الأمن والمحافظة عليه بحزم وقوة لوقف هذه الأعمال الإجرامية، والمسارعة إلى اتخاذ خطوات عملية وإجراءات جذرية لعدم تكرار الفلتان الأمني".

ورأى "أن يد الغدر والإجرام لن تنجح في زعزعة استقرار لبنان ودفعه نحو الفوضى من جديد، وأي عمل إجرامي سوف يعود على أصحابه بالوبال والخسران".

 

الراعي عرض والموفد الحكومي الفرنـسي للوضع المسـيحي

غوتيريون: تصريحات البطريرك في فرنسا أثرت في الرأي العام

المركزية- عرض البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في بكركي، مع رئيس اللجنة الفرنسية - اللبنانية - الأرز وعضو الشرف في مجلس النواب الفرنسي ادريان غوتيريون موفدا من الحكومة الفرنسية لاستطلاع أوضاع المسيحيين في الشرق وطريقة تحسينها وتطويرها في هذه الدول.

وأشار غوتيريون الى ان "زيارة البطريرك لفرنسا كانت حدثا مهما بالنسبة الى الحكومة الفرنسية، وقد تم استقباله على غرار رؤساء الدول. لقد كانت زيارة رسمية جدا وأصداء تصريحاته مهمة جدا. لقد كان هذا الحدث فرصة لنا أن نكتشف حواره وطريقة تفكيره ومقاربته للأمور، وأعتقد ان خطابه وتصريحاته قوية، لقد أثرت في الرأي العام لأنه لفت الرأي العام الفرنسي الى وضع المسيحيين في الشرق الأوسط والصعوبات التي يمرون بها".

وردا على سؤال عن سوء فهم تصريحات غبطته خلال زيارته لفرنسا، أكد "ان الصفحة قد طويت وان الموضوع قد انتهى ولا تجب العودة اليه. سأفيد من المناسبة لأتحدث عن مهمتي اليوم، ما يفسر سبب وجودي هنا هو، من دون شك، لقاء غبطته، ولكن أيضا لكي أقود المهمة التي أوكلتني بها الحكومة الفرنسية ورئيس مجلس الوزراء الفرنسي والقاضية باطلاع البطريرك على أوضاع المسحيين في بعض دول الشرق الأوسط وتقديم بعض الإقتراحات حول الطريقة التي تحسن العلاقة بين بلدنا فرنسا وبين هؤلاء المسيحيين الذين يعانون أحيانا الصعوبات وهم غالبا ما يهاجرون ويلجأون الى بلدان الغرب. وفي هذا السياق، كان اللقاء مع غبطته مهما جدا بحيث وضع بين يدي كتيبا عن الخطاب الذي ألقاه حديثا وسأتابعه بدقة وأعد الإقتراحات التي يجب أن أقدمها الى حكومة بلادي".

مخيبر وشخصيات: ثم استقبل النائب غسان مخيبر وعرض معه للأوضاع العامة.

وزاره الأخ اميل من جماعة تايزيه الفرنسية المسكونية يرافقه الأب فادي ضو والدكتور زياد فهد.

وأشار الأخ اميل الى ان "الزيارة للتعبير عن التضامن مع مسيحيي الشرق في هذه الظروف وللصلاة من أجل السلام والوحدة".

والتقى البطريرك على التوالي: الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، الوزير السابق خليل الهراوي، القاضي رشيد مزهر، المدير العام للتجهيز المائي والكهربائي فادي قمير، راعي ابرشية بعلبك - دير الأحمر المارونية المطران سمعان عطاالله، وفدا من مؤسسة البطريرك الدويهي برئاسة المطران سمير مظلوم ونائب رئيس نقيب الطباعة جوزف رعيدي.

 

"الوطنية للإعلام": هزة أرضية في صريفا ومحيطها 

ذكرت الوكالة "الوطنية للاعلام" أنَّ أهالي منطقة صريفا (قضاء صور) ومحيطها، شعروا مساء اليوم بهزة أرضية. وقد أكَّد مركز بحنس لرصد الهزات والزلازل، حصول الهزة، معلناً أنَّه سيذيع التفاصيل عن مركزها وقوتها بعد إستكمال المعلومات. (الوطنية للإعلام)

 

نديم الجميّل الى مرسيليا

المركزية - غادر النائب نديم الجميّل بيروت متوجّهاً الى مدينة مرسيليا في فرنسا تلبية لدعوة من "حزب الشعب الاوروبي" للمشاركة في مؤتمر الحزب، الذي يضم 75 حزباً في 39 دولة ومن بين أعضائه، عدد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء و نواب. كما يشارك الجميّل على هامش المؤتمر، في أعمال "مؤتمر شباب و نشطاء الربيع العربي" الذي أعدّه المركز الاوروبي للدراسات ويستمر أياما عدة.

 

جعجع: السلطة في لبنان خارج الدولة ويجب إسقاطها... وما حصل في الزهراني جزء من أحداث متنقلة 

اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حديث لـصحيفة "الجمهورية" تعليقاً على إقفال معمل الزهراني الكهربائي، "أن ما حصل جاء ليثبت مجدّداً أن السلطة في لبنان هي خارج الدولة، وأنّ تداعيات هذه المسألة لم تعد تتعلق حصراً بمصادرة القرار اللبناني على المستوى الاستراتيجي وما قد تخلفه هذه المصادرة من أخطار على لبنان، إنما وجود سلطة خارج الدولة بات يعطل حياة المواطنين وينعكس سلباً على معيشتهم واقتصادهم واستقرارهم ويهدد نمط عيشهم، وذلك لسبب بسيط لأن سلطة الأمر الواقع تتصرف تبعاً لمصالحها وأهدافها وأولوياتها ومآربها وليس تبعاً للدستور والقوانين المرعية الإجراء". ولاحظ جعجع "أنّ ما حصل في الزهراني يشكل جزءاً لا يتجزأ من أحداث متنقلة من لاسا وترشيش إلى العمليات الحربية التي طالت وادي خالد والاختراقات المتكررة للحدود، وصولاً إلى إلغاء الحكومة اللبنانية وجود لبنان على الساحتين العربية والدولية، إذ لا تعير أيّ اهتمام لحدود لبنان الجغرافية السيادية، كما لموقف لبنان السياسي السيادي تبعاً لدوره التاريخي ومصالحه، فضلاً عن تحول وزير خارجيتها وزير خارجية سوريا". وأضاف: "أن كل هذه الأحداث تعطي صورة دقيقة جدّا عما آل إليه الواقع اللبناني في ظل هذه الحكومة"، مبدياً استنكاره وأسفه الشديدين "للتسوية التي حصلت في معمل الزهراني والتي تمثل خضوعاً لشروط أولياء الأمر، أي "حزب الله"، كذلك أسف لـ" تعريض مصالح اللبنانيين لأكثر من 48 ساعة من دون فتح تحقيق أو توقيف أي شخص، بينما إقدام طلاب جامعيين على إطلاق المفرقعات تعبيراً عن فرحتهم بفوزهم في الانتخابات الطالبية وصل إلى حد توقيف اثنين منهم".

ودعا جعجع إلى "إسقاط الحكومة كونها لا تعطي أي اهمية لسيادة لبنان واستقلاله وحرية شعبه، كما لا تعطي أهمية للقمة عيش المواطنين ولا لمستقبلهم الاقتصادي والمعيشي، ومجرد أن تربط مصيرها بمصير "حزب الله" والنظام السوري تكون عنوانا لعدم الاستقرار والثقة، ولذلك دعوت منذ البداية إلى استقالتها، خصوصا أن استمرارها كل لحظة إضافية يشكل خسارة كبرى للبنان وللمواطن اللبناني، وقد أثبتت الأشهر المنصرمة عجزها عن القيام بأيّ عمل على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا بل إن أعمالها تضر بلبنان ومصالح اللبنانيين".

وسئل جعجع هل بات إسقاط الحكومة أولوية بعد تحولها "حكومة سوريا ولبنان"؟ فأجاب: "إنّها حكومة سوريا في الأصل والأساس، وحكومة لبنان هامشيّاً وثانويّاً، لأنّ مصالح لبنان لا تؤخذ في الاعتبار". وتساءل: "أين مصلحة لبنان في مواجهة 19 دولة عربية؟ وأين مصلحة لبنان في أن يتعطل معمل الزهراني وأن يفرض أولياء الأمر خطة على قياس مصالحهم؟". ولفت إلى "أن الشيء الوحيد الذي يعتبر في الاتجاه الصحيح هو تمويل المحكمة الدولية، ولكن بالطريقة التي حصل فيها تمّ إفراغه من مضمونه ومحتواه، لأنه تم تصوير الموافقة على التمويل بأنها نتيجة "العصا التي على رأسهم"، لا قناعة ولا إيماناً بالمحكمة وما تمثله، أي على قاعدة "مكره أخاك لا بطل"، كما يحاولون مقايضة التمويل بمواضيع جانبية لتفريغ هذا التمويل من أي مضمون". ووصف واقع الأكثرية بأنها "في حال انفصام في الشخصية، أي في حال اعتبارهم التمويل مخالفة كما جاء على لسان أكثر من وزير ومسؤول في هذا الفريق، فلماذا لا يقرنون القول بالفعل ويستقيلون من الحكومة؟".

وتمنى جعجع على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي "ان لا يرضخا للمقايضة التي وضعها السيد نصرالله وتحديداً في مسألة التعيينات إرضاء لبعض الأطراف، أو في محاولة لإسكاتهم عن "صفقة التمويل"، لأن بذلك تُرتكَب أشنع الجرائم بحق اللبنانيين عبر إجراء تعيينات مخالفة للقوانين وخارج المواصفات والمعايير المطلوبة".

 

دعت للحذر من "ألاعيب المخابرات السورية وحزب الله" مذكرةً بعملية اختطاف الإستونيين

كتائب "عبد الله عزام": صواريخ الجنوب لصالح "طاغوت الشام" وحليفه في لبنان

نفت كتائب عبد الله عزام، في بيان، أي علاقة لها بإطلاق صواريخ ليل الثلاثاء – الأربعاء من الجنوب اللبناني على الجليل في شمال إسرائيل، مؤكدة في المقابل أنها "تسعى وتعمل لضرب اليهود في فلسطين المحتلة وخارجها وتحض شباب الأمة الإسلامية على السعي لضربهم وتؤيد أي عمل من هذا النوع ما دام صاحبه يهدف الى اعلاء كلمة الله والدفاع عن المسلمين وأراضيهم وتحرير فلسطين من حكم اليهود وكل حكم طاغوتي غاشم". وأكدت أن "هذه العملية نفذت لصالح نظام طاغوت الشام بشار وحليفه في لبنان "حزب الله" بأيدي عناصر منتسبة الى فصيل معروف لدينا له علاقات بالحزب". وتوجهت هذه "الكتائب" إلى هذا الفصيل قائلة: "إننا نربأ بكم أن تزجوا بعناصركم للعمل لصالح عدو الله (الرئيس السوري) بشار (الأسد) سفاك دماء المسلمين في سوريا أو حامي حدود اليهود وذراع دجاجلة الصفويين في لبنان". وتابعت كتائب عبدالله عزام في بيانها قائلة: "إننا نصف العملية بكونها بهذا التوقيت وحصولها بأيد حركها الحزب وبغير مباشرة منه على انها رسالة من بشار وأزلامه إلى الغرب واليهود ومضمونها أنهم إذا تركوا النظام البعثي المجرم في سوريا يسقط فإن المجال سيفتح لشباب أهل السنة لمهاجمة دولة اليهود، وأن نظام البعثيين في سوريا و"حزب الله" في لبنان هما الضامن الوحيد لأمان حدود اليهود من الجولان وجنوب لبنان وهو ما يمثل تعرية جديدة من رداء الممانعة لجسد العمالة وخيانة الأمة التي ينتسبون اليها". وأضاف البيان: "إننا ننصح إخواننا من شباب أهل السنة في لبنان بالحذر من الاعيب المخابرات السورية وأجهزة الحزب الامنية واختراقها لبعض المجموعات والفصائل التي لها علاقة مع الحزب او ارسالها لعناصر مشبوهة تدعي أن لها علاقة بالمجاهدين وأن لهم مشاريع عمل في سوريا أو لبنان". وتابعت كتائب عبد الله عزام قائلة: "من الامثلة على ما حذرنا منه من مكر مخابرات نظام بشار ما حصل في عملية اختطاف الاستونيين السبعة، فإن الرجل الذي أدار العملية عميل للمخابرات السورية وهو دائم الوجود في سوريا ويدّعي أنه منتسب إلى إحدى الجماعات الاسلامية وأنه مكلف منها بأعمال في سوريا ولبنان".

وختم البيان بالقول: "إننا لو كنا وراء هذا العمل أو أي عمل قتالي يوجه الى اليهود لسارعنا الى نشر بيان نعلن فيه مسؤوليتنا عن هذا العمل وما يمكن إذاعته من تفاصيله كما فعلنا مرارا وذلك عبر مصدرنا الرسمي والحصري أي مركز "الفجر" للإعلام".(بيان إعلامي)

 

الرئيس الجميل دعا لمنع تحويل لبنان ساحة وضحية.. وزاسبيكن أكّد أن قرار التمويل "مكسب للجميع" 

رأى رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل أن "المطلوب هو وعي القيادات والكف عن التلهي بمجموعة من الأمور بسبب إختراع كل يوم مسألة، كتمويل المحكمة الدولية الذي يجب أن يكون امراً طبيعياً، إلى مولدات الزهراني وصيدا، إلى نبش ملف شهود الزور من الإدراج وهو من المواضيع الخلافية التي يتم التسلي بها، الى مقاطعة اجتماعات مجلس الوزراء". وسأل في هذا المجال: ""أين هي القيادات اللبنانية وما هي خطتها لتحصين الساحة في وجه العواصف، جراء الوضع العربي وتداعياته على لبنان".

الجميل، وفي حديث للصحافيين اثر إستقباله السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين في الصيفي، رأى أن "المطلوب من كل القيادات التركيز على الداخل وعلى تحصين الساحة اللبنانية والمؤسسات الدستورية وعلى ايجاد خطة لمصالحة المواطن مع دولته ومؤسسات"، لافتاً إلى أن "المواطن بحاجة لمجموعة من الخطوات والمبادرات الخدمات الملحة الصحية والإجتماعية، وينطبق علينا في هذه الحالة المقولة الآتية: "مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد" أي تحصين مؤسساتنا والإهتمام بشؤون المواطن".

وعن الخلاف بين تكتل "التغيير والإصلاح" ورئيس الجمهورية ميشال سليمان على عدة تعيينات منها رئاسة مجلس القضاء الأعلى، أجاب الجميل: "لا نعرف أين سيصل التيار "الوطني الحر" بالبلد، وأين ستؤدي نغمة المقاطعة والسلبية". مضيفاً "لقد استلموا الحكم لديهم الأكثرية، ولديهم عشر وزراء، فماذا يريدون؟ عليهم معالجة الأمر مع رئيس الجمهورية والحكومة بهدوء وبشكل بناء وليس وفقاً لمنطق التعطيل والمقاطعة الذي سيؤدي بهم وبالشعب اللبناني الى الكوارث،  اما المطالب التعجيزية التي يتقدم بها التيار فلا تخدمه ولا تخدم البلد، ومفروض أن تعالج الأمور بحكمة وجدية".

وعن نفي كتائب عبد الله عزام اطلاق الصواريخ على اسرائيل،  وتأكيدها أن هذه العملية لصالح النظام السوري ورسالة من الرئيس السوري بشار الأسد الى الغرب واليهود، قال الجميل: "لا حل للرسائل التي تنطلق من لبنان، لقد حولوه الى ساحة رسائل، وما من حل لهذه المسألة الا بالتضامن بين كل القيادات اللبنانية، فعندما تتضامن القيادات وتعزز عمل وفعالية المؤسسات الوطنية من جيش واجهزة فهي افضل وافعل جواب للرسائل التي تنطلق من لبنان وعلى حسابه"، مشدداً على "الحاجة الى وقفة وطنية بمعزل عن الإصطفافات السياسية المعروفة في هذا الظرف حيث البلد في خطر". وقال في هذا الخصوص: "نحن في حاجة لترك خلافاتنا السياسية لوقت آخر، وهناك خطر بأن تمتد الأمور السلبية الى لبنان، فالمطلوب وقفة وطنية من قبل القيادات للتصدي لكل المساعي لجعل لبنان ساحة وجعله ضحية للحراك الذي يحدث حولنا".

من جهته، أوضح زاسبيكين أنه " تبادل الآراء مع الجميّل حول الأوضاع في المنطقة وفي لبنان وسوريا"، ورأى أن "لبنان أكّد من خلال إتخاذه قرار تمويل المحكمة الدولية، تمسكه بالتزاماته الدولية"، متمنياً "مواصلة هذا النهج لأنه اصبح مكسباً لجميع اللبنانيين". وقال :"نريد الإستقرار في لبنان وتحقيق العدالة، متمنياً استئناف الحوار الوطني لفتح الطريق الأوسع امام تطور لبنان الديموقراطي كدولة ذات سيادة"".

وبالنسبة إلى سوريا، قال زاسبيكين: "نحن نسعى في روسيا الى اتمام الإتفاق في اقرب وقت حول خطة جامعة الدول العربية، وتطبيقها بما ذلك ايفاد المراقبين، ومن الأهداف في الدرجة الأولى ازالة كل ظواهر العنف في سوريا من جميع الأطراف، بما ذلك من السلطات ومن المعارضة المسلحة. ويجب أن تكون مواقف الأطراف الخارجية موضوعية وحيادية لا تحريضية"، معتبراً أن "العقوبات والقرارات الأحادية الجانب لا تنفع ولهذا من الضروري تقديم الحوار الشامل الوطني وبدون شروط مسبقة". ودعا في هذا الصدد "جميع (الأطراف) لإتخاذ المواقف المتوازنة والمسؤولة خصوصاً أنّه من البداية كانت مطروحة قضايا الحرية والديموقراطية في سوريا ولا يجوز أن يحل محلها الصدام الطائفي".

وعما يحكى عن وساطة لحل الوضع في سوريا على غرار الوساطة التي تمت في اليمن، قال زاسبيكن: "نحن نطرح الموضوع، في اليمن منذ البداية طرحت المبادرة الخليجية لتصويب الوضع وهي مبادرة ايجابية، ومساهمة دولية ايجابية في الموضوع اليمني، لأنها كانت متوازنة ومبنية على التعامل مع جميع الأطراف، أما في ما يخص الحالة في سوريا، فأننا نلاحظ أن الضغوطات تتم على جانب واحد، وعندما طرحت المبادرة العربية كنا ولا نزال نتمنى أن تكون المواقف متوازنة للجميع كما هو الحال في اليمن".

وحيال إعلان جامعة الدول العربية عن أنها المهلة الأخيرة لسوريا قبل أن تفلت الأمور من الأيدي العربية دعا زاسبيكن إلى "الإتفاق حول كل بنود المبادرة العربية، بما في ذلك حل كل المشاكل الشائكة بما فيها ايفاد المراقبين"، مضيفا: "هذا الأمر متعلق بجامعة الدول العربية وبسوريا، عادة ندعو ألا يكون هناك استعجال، الموعد يمكن تأجيله، المهم أن يكون هناك إتفاق ونرجو أن يتم قريباً". وتابع :"لم يلاحظوا في إجتماع مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يبدو الإجراءات المتخذة من قبل النظام السوري في الآونة الأخيرة، ويوجد في القرار تلميحات لإمكانية إستخدام القوة، فلذلك نعتبر أن هذا القرار مسيّس وأحادي الجانب"، مشدداً على "الإعتماد حتى الآن على المبادرة العربية".(الوطنية للاعلام)

 

هل انسحب منطق المربعات الامنية على "الكهرباء"؟

فرنسا تدعو ميقاتي رسميـاً وسليمان يستعد لزيارة ارمينيا

"التكتل" لم يتلق ردا على مطالبه وباسيل يصف حادث الزهراني بالفاجعة

المركزية – دمشق وافقت على توقيع بروتوكول المراقبين وردت ايجابا على طلب الجامعة العربية في آخر دقائق المهلة، في رسالة وجهها وزير خارجيتها وليد المعلم الى الامين العام نبيل العربي، وروسيا قلصت مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر على خلفية معاملة سيئة في حق سفيرها في مطار الدوحة، فيما لبنان الواقع تحت ضغط التحولات الاقليمية، على عتبة مبارزة سياسية جديدة حلبتها قاعة مجلس الوزراء الذي يمهد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاجواء بحركة اتصالات مع القوى السياسية لتمرير الجلسة بعد غد الاربعاء بأقل ضرر ممكن واكثر نسبة من الفاعلية لتغطية الازمات التي تضرب مؤسسات الدولة ومرافقها المنتجة بعصا السياسة وصراعاتها المريرة.

مشاركة التكتل: وقبل ساعات على تحديد موقف وزراء تكتل التغيير والإصلاح من المشاركة في الجلسة أكدت أوساط وزارية لـ"المركزية" ان التكتل لم يتبلغ حتى الساعة اي رد على بنوده المطلبية الخمسة على رغم إدراج مشاريع لوزارته في جدول الأعمال. وأشار وزير العمل شربل نحاس لـ"المركزية" الى ان المشاركة تبقى رهن المشاورات الداخلية آملاً في درس مطالب التكتل جيداً، فيما تحدث الوزيران الارمنيان بانوس مانجيان وفريج صابونجيان عن أجواء ايجابية مؤكدين ضرورة المشاركة لتفعيل العمل الحكومي.

وأعلن مانجيان لـ"المركزية" ان لا قرار بعدم المشاركة.

الى ارمينيا: في غضون ذلك يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى ارمينيا الخميس المقبل في اطار زيارة رسمية وهو للغاية رأس اليوم اجتماعا للوفد الوزاري والنيابي الرسمي المرافق وضع التحضيرات النهائية لبرنامج الزيارة والاتفاقات التي سيوقعها الجانبان اضافة الى المحطات الاساسية واللقاءات التي سيجريها سليمان مع نظيره والمسؤولين الارمن.

دعوة فرنسية: وعشية الزيارة الرئاسية الى ارمينيا، اكدت مصادر مطلعة لـ "المركزية" ان فرنسا ستوجه في الساعات القليلة المقبلة عبر سفيرها في لبنان دوني بييتون دعوة رسمية من رئيس الوزراء فرنسوا فيون الى الرئيس نجيب ميقاتي، في خطوة تعكس الانفتاح الغربي على حكومته في اعقاب تنفيذ التزامه تمويل المحكمة الدولية، على ان يلي الدعوة الفرنسية سلسلة دعوات اوروبية مماثلة تصل تباعا.

باسيل يكسر الصمت: ميدانيا وفيما سلكت ازمة اضراب طياري شركة طيران الشرق الاوسط طريق الحل بوساطة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي اجرى اتصالات مع قوى سياسية معنية وفاعلة بعد فشل وساطة وزير العمل شربل نحاس، خرج وزير الطاقة والمياه جبران باسيل اليوم عن صمت التزمه طوال ايام في ما يتصل بملف معمل الزهراني الذي تحول "مربعا كهربائيا" عصيا على الدولة لأيام وتمكنت السياسة من فك اسر مولداته التي عادت الى الدوران ومعها الكهرباء المقننة الى اللبنانيين، فوصف ما جرى بالفاجعة الوطنية وهدم الدولة وتخريب منشآتها، وطالب مؤسسة كهرباء لبنان بمتابعة الاجراءات التي بدأتها مع الموظفين والشركة الماليزية لتحمل مسؤولياتها ودعا القوى الامنية لتلبية مناشدات المؤسسة سائلا: هل ينقصنا لكلام عن مربعات امنية حتى لا نلبي طلب الحماية؟

 

ماروني: مشروع "حزب الله" الأمني وتهديداته واردة في أي لحظة..والحكومة مستسلمة له 

رأى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب ايلي ماروني في تحركات "حزب الله" الامنية والتي كان آخرها في منطقة الجديدة (منع عناصر من انضباط "حزب الله" الناس من توقيف سياراتهم على جانب الطريق قرب مدرسة الحكمة في منطقة الجديدة على خلفية احياء عاشوراء)، أنه "ليس جديداً ان نرى تحركات امنية لـ"حزب الله" فمشروعه وارد في اي لحظة وتهديداته واردة في اي لحظة".

وأكد في حديث إلى إذاعة "لبنان الحرّ" أن "الحكومة مستسلمة بل هي حكومة "حزب الله" فهناك سرقات وخروقات امنية تحصل ونخشى أن نناشد الحكومة والحكومة غائبة او جزء منها مشارك في هذا الموضوع، فلا يبقى الا الاجهزة الامنية لمناشدتها". وأضاف رداً على سؤال عن الوضع السوري وتداعياته على لبنان "نخشى ان يكون هناك من يحاول نقل الفتنة من سوريا الى لبنان".

أما في ما يحصل في معمل الزهراني للكهرباء فاعتبر ماروني أنه " عندما تتم هذه الامور في أي بلد في العالم ،على الأقل، يستقيل الوزير المعني (وزير الطاقة والمياه) اذا كان يحترم نفسه، ولكن الوزير الحالي (جبران باسيل) يتصرف كأنه سلطان على وزارته".(رصد NOW Lebanon)

 

المستقبل اليوم/إنّه زمن الإقطاع الكهربائيّ المسلّح، أو بالأحرى "الإقطاعات الكهربائيّة" بين أركان 8 آذار.

ما الذي حدث في "مربّع الزهراني"؟ أدفعةٌ تغريمية أولى تلي الكلام الأخير لشمس الظلام؟ أم تناهشٌ على الصفقات بين أركان الفريق الإنقلابيّ الواحد؟ في الحالتين- ولا ريب أن الموضوع متّصل بالحالتين في وقت واحد- فإنّنا أمام حالة "إقطاعات ميليشيوية كهربائيّة" تعتدي على السواد الأعظم من اللبنانيين، وتحرمهم الطاقة والنور ثلاثة أيّام متتالية.

كلّ هذا وليسَ من يسأل عن الطرف الذي يتحمّل مسؤولية التعويض عن خسائر ملايين الناس، وعن الخسائر المادية والمعنوية التي تلحق بأموال الدولة ومؤسساتها، جرّاء تقاذف أركان الفريق الإنقلابيّ الشرر الكهربائيّ في ما بينهم في لعبة تبدو في ظاهرها لعبة بلياردو عشوائية، لكنها في حقيقتها لعبة قمار بين ثلاثة أو أربعة من كبار المقامرين بالمصالح العامة وبأرزاق الناس.

فإذا عاد المعمل، من بعد استباحته الميليشيوية، إلى التشغيل بشكل كامل، بدءاً من اليوم، فإنّ ليالي الظلام الثلاث ينبغي ألا تُستتبع بالتعتيم على اللغز، بل الصفقة، بل الفضيحة التي ظهرت فيها حقيقة الأطراف الإنقلابية على حقيقتها.. الخفافيشيّة!

 

عبد اللطيف الزين يحمّل وزير الطاقة المسؤولية/"مربّع الزهراني": أيُّ لغز.. أيُّ صفقة؟

المستقبل/مع انقضاء اليوم الثالث على التوالي من دون كهرباء في معظم مناطق لبنان، حيث يواجه اللبنانيون معاناة غير مسبوقة منذ عدوان 2006، تراكمت الأسئلة وعلامات الاستفهام وصولاً الى شكوك كبيرة حول أسباب ما جرى ويجري في "مربّع الزهراني"، المحرّم على الفرق الفنية التابعة لمؤسسة "كهرباء لبنان"، وسط غياب فاضح ومشبوه لأي موقف أو إجراء من وزير الوصاية جبران باسيل.

وفي غياب أي شرح رسمي لما حصل، باستثناء الحديث عن حلول "سياسية" تردّد أنها أُنجزت، أو هي قيد الإنجاز، من خلال اتصالات بين رئيسي مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أطلق العنان لتساؤلات أبرزها: هل هناك "ترشيش ثانية" عزّزتها معلومات عن تمديدات حصلت في جنح الظلام، في محيط المعمل، كانت ربّما السبب في منع الفرق الفنية من الدخول إلى المكان؟ أو أن اللبنانيين يدفعون ثمن خلاف صامت على تلزيمات "كهربائية" بعشرات ملايين الدولارات، أطرافها أركان كبار في الحكم؟ أو أن القصد من إغراق البلاد والعباد في الظلام هو التعجيل في إمرار مشروع المليار ومئتي مليون دولار (للكهرباء) من خارج الأطر الرقابية التي اتفق عليها في مجلس الوزراء؟

هذا ومن المأمول فيه أن تتمكّن مؤسّسة كهرباء لبنان صباح اليوم من إعادة تشغيل معمل الزهراني بالكامل، بعد أن أعادت تشغيله تدريجياً أمس، هذا في حال عدم حصول اي مشاكل تقنية، جراء التوقيف القسريّ والمفاجئ لمجموعات الإنتاج لنحو 48 ساعة متواصلة، بعدما فصلت الميليشيا الحزبية "النقابية" 450 ميغاوات عن الشبكة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ بيان مؤسسة الكهرباء، الذي توعد بملاحقة القضية قضائياً وأمنياً، لم يأت على ذكر الخسائر المادية التي تكبدتها الدولة والمواطن على حد سواء، وهي بحسب مصدر معني بالكهرباء بملايين الدولارات، ذلك أن جميع المؤسسات أعادت تشغيل مولدات الكهرباء الخاصة (تكلفتها تساوي 3 أضعاف الكهرباء المستجرّة من الكهرباء الرسمية) فضلاً عن الخسائر المادية التي تكبدها الاقتصاد الوطني برمّته.

وليس بعيداً عن الرئيس برّي، حمّل عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب عبد اللطيف الزين مؤسسة "كهرباء لبنان" وباسيل، المسؤولية عن "المعاناة التي تصيب أهل الجنوب من جراء انقطاع الكهرباء" واصفاً ما يحصل في هذه الأيّام بـ"الرعونة" التي لا تُقبل أبداً.

اما وزير الطاقة السابق محمد عبد الحميد بيضون فرأى ان ما يحصل في معمل الزهراني "تصرّف ميليشيوي"، وقال "مثلما وضعوا اليد على أملاك الدولة وبنوا عليها، الآن وضعوا يدهم على معمل الزهراني وفصلوه عن الشبكة". واعتبر ان "هناك قرارا سياسيا واضحاً، والدليل الواضح ان وزير الطاقة لم يتفوّه بعد مرور 48 ساعة بكلمة واحدة". وخلص الى ان "موضوع الزهراني مرتبط بالمصيلح"، يقصد دارة الرئيس برّي، ولو كان برّي لا يريد ذلك لما حصل، واعتبر انه من المفروض ان تتحرّك لجنة الطاقة النيابية وان تطالب بلجنة تحقيق برلمانية في الموضوع.

إلى ذلك، وبالعودة إلى قرار تمويل المحكمة الدولية، فقد اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري انه "صدر من دمشق لحماية الحكومة الحالية من السقوط لأنها حكومة دمشق في لبنان". وقال "نقدّر خطوة رئيس الحكومة بالتمويل مع العلم بأنها خطوة واجبة، لكن لبنان اليوم يمثل وزارة خارجية للحكومة السورية، وهو البوابة الوحيدة للعالم الخارجي، وهذا ما ظهر من خلال موقف لبنان في اجتماعات جامعة الدول العربية ومجلس الأمن، وبالتالي كان خيار دمشق الحاسم ببقاء الحكومة رغم كل تحفظات حزب الله على المحكمة وما كان يقول عنها".

وعن موضوع ما يسمّى بـ"شهود الزور"، قال "ليفعلوا ما يريحوهم بهذه المسألة، وإذا أرادوا تحويل الملف على مجلس الوزراء أو القضاء، فليفعلوا ويتصرفوا بالموضوع كما يريدون، لكن لا يوجد ملف اسمه ملف شهود الزور". وسأل لماذا لم يطرح هذا الملف المزعوم منذ ان قام انقلابهم، ومنذ شكّلوا حكومتهم في حزيران الفائت، مؤكداً ان "هذه الحكومة ساقطة وهي من أسوأ الحكومات، واصفاً ما حصل في معمل الزهراني من إضراب العمّال ووقف الإنتاج بشكل قسريّ فضيحة رهيبة".

ومن جهته، أبدى رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، خلال إحياء ذكرى مولد المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، ارتياحه لتمويل المحكمة، ودعا لأن "تأخذ المحكمة الدولية أبعادها وان نتفهّم في الوقت نفسه تحفّظات حزب الله حول مسارها والإتهام المسيّس الذي صدر، ومسار المحاكم الدولية طويل وقد تأخذ سنوات ان لم نقل عشرات السنوات". وذهب الى ان "ما يجري في لبنان وما يجري حولنا وبالتحديد في سوريا قد يجعل من المحكمة واعذروني اذا استخدمت هذا الكلام امراً تفصيلياً اذا ما دبّت الفتنة في لبنان"، واستدرك "انها لن تدبّ، لكن علينا تحمّل مسؤولية كل كلمة نقولها". واستبعد ان "يتورط حزب الله في نزاعات داخلية" وأضاف و"لا يجوز ان يتورط بأي نزاعات داخلية، فسلاح الحزب للدفاع عن لبنان لا اكثر ولا أقل".

وشدّد جنبلاط على ان "المبادرة العربية هي الخلاص لسوريا، وقد سبق للحكم السوري ان قبل بها ثم تردد ثم عاد عنها، ولست ادري اليوم ماذا يكون الجواب"، وتابع "ليس من حل سحري بأن يسقط النظام كما يقولون وتتسلّم المعارضة مقاليد الحكم، هناك حوار للوصول الى الفترة الانتقالية الواضحة والى سوريا متعددة الأحزاب كما ورد في المبادرة العربية".

ويأتي ذلك، في وقت شدّد فيه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على "اننا لا نتلوّن بلون أحد على مستوى الخيارات السياسية لأننا ملتزمون ببناء الوحدة في التنوع على أساس الحقيقة والعدالة".

 

النائب غازي يوسف: بعض القوى ينشئ مربعات "كهربائية"

حذّر عضو كتلة "المستقبل" النائب غازي يوسف من "إقامة مربعات كهربائية بعد إقامة مربعات أمنية"، مشيراً الى أن منطقة الزهراني "خاضعة لقوى على الأرض مسلحة وحزبية، وهذه القوى قررت انها لا تأخذ حقها من الكهرباء فقطعتها عن باقي لبنان". وقال في حديث الى محطة "mtv" امس: "هذا الحل الذي توصل إليه الحزبيون في الزهراني ما كان ليحصل لو وُجدت مؤسسات لدولة تراعي أمور المواطن".

أضاف: "في الوقت الحالي السلاح موجود وكذلك القوى على الأرض التي تنشئ مربعات امنية واقتصادية وكهربائية، وقد تقرر في الغد ان تنقل مخططاتها من قطاع الكهرباء إلى قطاع المياه".

 

المشنوق: لو عاد به الزمن لكتب "الشعب يريد" عنواناً لوثيقة الاستقلال الثاني

صفير مكرّماً: نسأل الله أن ينهض الوطن ليكون في مقدمة الأوطان

كرّم رئيس "المركز اللبناني للابحاث والانماء" انطوان سعد، الكاردينال نصر الله بطرس صفير، في حفل غداء أقيم في مطعم "فخر الدين" في برمانا امس، في حضور ممثل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي المطران سمير مظلوم، نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري، النواب: جورج عدوان، نهاد المشنوق، محمد الحجار، مصطفى علوش وعمار حوري، رئيس مجلس الخدمة المدنية القاضي خالد قباني، النواب السابقين: نقولا غصن، فارس سعيد، محمود طبو وجواد بولس، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي العقيد فؤاد الخوري، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض، ادي ابي اللمع، انطوان صفير، الاعلامية مي شدياق، وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية وقضائية واعلامية ونقابية.

بعد النشيد الوطني، وتقديم من الزميل جو الخولي، ثم لمحة مصورة عن الكاردينال صفير وترتيلة خاصة بعنوان "من اجلك يا لبنان"، ألقى صاحب الدعوة كلمة توجه فيها الى صفير بالقول: "في تأملك نقرأ مسيرة ربع قرن على سدة بكركي، بين صلاة وشهادة، مرشداً وهادياً، فقد كنت الصوت الصارخ حتى استعاد الوطن عافيته، حرا، سيداً، مستقلاًُ. لأجل كل صرخة أطلقتها وكل نصيحة أسديتها، او موقف اتخذته، ندعو لك بالعمر المديد الى ان يعود لبنان الى ذاته، متحررا من دوامة الصراعات الاقليمية والدولية، خارج خضم العداوات، والاحقاد، والاطماع، والانانيات".

عبود

ثم ألقى الزميل وليد عبود كلمة الاعلاميين فقال: "لم يولد الكاردينال صفير فقط لنزور الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية بل ايضا لنزور لبنان الواحد العربي السيد المستقل. هو الرجل الذي لا يعطي سره لأحد وعرف كيف يكون مخزن الاسرار وصانع القرارات الصعبة وصاحب المهمات المستحيلة، وكان الصوت الصارخ تحقيقا للاصلاح والتغيير الحقيقيين البعيدين من الشعارات البراقة الفارغة".

أضاف: "هذا العام استقال من مهماته كأنه بعدما دخل التاريخ وصار في وجدان المستقبل قرر ان يرتاح من تفاصيل الحاضر ومن اليوميات المملة المستعادة، فما أكبر الكبار حين يرتاحون وما اعظم العظماء حين ينكفئون".

وختم: "أعدت شعبك ورعيتك بعد اعوام طويلة من الظلمة والظلم الى النور والضوء فطوبت بطريرك الاستقلال والحرية والعروبة الحضارية".

المشنوق

بعد ذلك، ألقى النائب المشنوق كلمة كتلة "المستقبل" وخاطب فيها صفير بالقول: "بنيت على الكلمة الصادقة الواثقة الامينة القلعة التي شهد لها مجد لبنان، فاذا بكل كلمة تمسك بالاخرى لترفع بناء وطنيا ثابتا في مواجهة الهزات، وما أكثرها. دافعت عن اللبنانية الصعبة والعروبة الاصعب في زمن التسويات التاريخية التي احتاجها اللبنانيون لوقف حروبهم فما عدنا نفرق بين بطريرك الطائف او طائف البطريرك. فكل شجرة تعرف من ثمرها كما يقول ايضا الكتاب المقدس، فأي شجرة مباركة يكون ثمرها دستور الطائف بما هو استقلال ومصالحة ما لم تكن انت راعيها يا صاحب الغبطة؟ أليست التسوية قدر الشجعان؟".

أضاف: "لم تغير ثوابتك ولم تعترف ولو للحظة واحد بالترجمة الامنية السورية المشوهة للاستقرار الدستوري اللبناني ولا قبلت بالتخلي عن مبدأ تداول السلطة في موعدها، فاذا بك الحارس الوحيد لهيكل الاستقرار. معك ارتفع الالتزام السياسي والاخلاقي الى مرتبة الصلاة، فجعلت من القضية اللبنانية رسالة الى العالم فكان الارشاد الرسولي الذي سيبقى ولزمن طويل الوثيقة الاشجع للعيش اللبناني الواحد بين المسلمين والمسيحيين. لم تأت الوثيقة ترجمة لخوف او ذعر بل جاءت لتضع امام المسلمين والمسيحيين على السواء تحديا مشرقيا من اجل إيجاد الاطر المناسبة لابتكار تفاعل خلاق عنوانه خدمة المواطن وحريته وكرامته".

وتابع: "لو عاد الزمن الى الوراء لكتب غبطته "الشعب يريد" عنواناً لوثيقة الاستقلال الثاني التي كتبها في العام 2000 مطالبا بخروج الجيش السوري من لبنان، مطلقا الربيع اللبناني بالكثير من الايمان والاكثر من الصبر فكان للشعب اللبناني ما أراد من استقلال وحرية وكرامة. ذهب الى الجبل على درب المصالحة والمسامحة مؤمنا، صادقا بأنه يستطيع ـ وقد استطاع ـ تأسيس صفحة بيضاء في تاريخ جبل لبنان. وهناك الكثير الكثير من المواقف التأسيسية، لكننا هنا لا نكتب التاريخ بل نتحدث عن المستقبل، فالاستقلال والسيادة والحرية والكرامة التي أعلنها غبطته حقا للبنانيين ليست من الماضي بل هي حاضر ومستقبل. لذلك كنت وستبقى يا صاحب الغبطة اسما مرادفا لكل المعاني النبيلة اللبنانية الصعبة الصادقة المخلصة، والعروبة الاصعب المنفتحة الديموقراطية، وتجربتك ستبقى كما هي دائما بوصلة لا تخطىء الاتجاه، شاهدة على الحق والحقيقة".

وختم: "تكريم لنا اليوم ان نكون في حضرتك في لحظة مشرقية نحتاج فيها اكثر ما نحتاج الى اتزان العقل، وانت في ايمانك بما فعلته أعقل الرجال في انطاكيا وسائر المشرق".

عدوان

وتلاه النائب عدوان الذي ألقى كلمة "القوات اللبنانية" فقال: "اننا نكرّم غبطة البطريرك مع كل شروق شمس، لأن كل ما يجري في لبنان على كل الاصعدة السياسية والروحية يذكرنا بمواقف غبطة البطريرك، وبالطريق الصحيح والسليم الذي رسمه. نحن نكرّمه كل يوم عندما ندرك ان صيانة لبنان لا تكون بالتسكع نحو الوصاية، وان السيادة لا تكون بالتسكع على ابواب الآخرين. نتذكره كل يوم عندما ندرك ان لبنان لا يمكن ان يقوم الا بالمسلمين والمسيحيين ويجمعنا "لبنان اولا" وقيام دولة لبنان ومحبة لبنان وتضافر جهودنا لنحافظ على استقلاله وعلى عروبته. نتذكره عندما ندرك ان وحدة الجبل ومصالحته كنز ثمين علينا المحافظة عليه لأن وحدة الجبل تترجم وحدة في كل لبنان. نتذكر سيدنا عندما ندرك ان السياسة هي موقف وشهادة الحق وهي قول الحقيقة وليست الثقافات وتدوير زوايا واخراجات، وما يجري اليوم في السياسة لا يلتقي اطلاقا مع ما علمنا اياه سيدنا".

ورأى أن "خير ما فعله لبنان انه التزم بتمويل المحكمة وأكمل المسار الصحيح لدولة متمسكة باتفاقاتها وعلاقاتها الدولية الصحيحة،ولكن ما هو ليس سليماً انه بعدما أيد رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) التمويل والتزم به رئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) ووجد له الاخراج رئيس مجلس النواب (نبيه بري) قال بعضهم ان هذه المحكمة اسرائيلية وأميركية"، سائلاً "هل يمكن ان يتهم رئيس الجمهورية ورئيس وزراء لبنان انهما يموّلان محكمة اسرائيلية واميركية؟ وهل يمكن ان نقول ان رئيس الحكومة موّل المحكمة ونكون ضد التمويل ونبقى في الحكومة؟".

أضاف: "اذا كنتم لا تريدون تمويل المحكمة فاستقيلوا من الحكومة، وهكذا تكون الممارسة الصحيحة، ولا يمكن ايضا ان تنادوا بالدولة ويحصل ما يحصل اليوم في الزهراني حيث مجموعة من الناس لأول مرة تحتل مرفقا عاما وتبقى الدولة كلها بكل اجهزتها عاجزة عن التدخل في هذا الموضوع".

وشدد على أن "لبنان لا يقوم الا بدولته، ودولته لا تقوم وفيها سلاحين وقرارين ودولتين، لذلك لكي نكون أمينين لغبطة البطريرك ولمساره ولكل شهدائنا مطلوب منا ان نكمل المسيرة لنحقق قيام دولة تملك حصرية السلاح وحصرية القرار والموقف".

بعد ذلك، سلم سعد درع "المركز اللبناني للابحاث والانماء"، لكل من صفير والرئيس الاسبق للمركز نبيل شاهين.

صفير

وفي الختام، ألقى الكاردينال صفير كلمة شكر قال فيها: "الشاعر الجاهلي قال ماذا يبقى للشعراء مني وقد جاوزت حد الاربعين،؟ اما انا فقد جاوزت حد الثمانين، ولكنني اشكر جميع الذين تقدموني في الكلام، واشكر لهم عاطفتهم الطيبة، وأشكر جميع الذين هم معنا اليوم في هذه القاعة، وأسال الله ان يباركهم جميعا وان ينهض الوطن ليكون في مقدمة الاوطان. وانني أشكر لكم جميعا تهانيكم وهديتكم لي وأسأل الله ان يبقيكم على خير وعافية".

 

تكتّم على برنامج جيفري  فيلتمان/هل يلتقيه رئيس المجلس النيابي؟

النهار/لم تفصح الدوائر المعنية الرسمية عن برنامج اللقاءات التي سيعقدها مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان خلال زيارته المرتقبة لبيروت يومي الاربعاء والخميس المقبلين. ولكن بعض الاوساط المطلعة لفتت الى ترقب ما اذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيلتقي فيلتمان في ضوء موقف سابق له رفض معه أي لقاء به عقب ما أوردته وثائق "ويكيليكس" ورد بري عليها. وأشارت الاوساط الى أنه في حكم المؤكد ان يلتقي فيلتمان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور، ولم تستبعد ايضا أن يعقد اجتماعا مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في حين ان هناك لقاءات محتملة أخرى مع بعض السياسيين. وأكدت أن محور محادثاته في بيروت سيتركز على الآفاق الخطيرة التي يواجهها لبنان في مسألة التزام العقوبات على سوريا والحفاظ على الوضع في الجنوب هادئا ناهيك عن تهنئة لبنان بالتزامه تمويل المحكمة الخاصة بلبنان وضرورة الايفاء بالالتزامات الاخرى التي تتطلب تعاونا مع المحكمة لانجاح عملها. واعتبرت أن زيارة فيلتمان تكتسب أهمية من حيث توقيتها ومضمون المواقف التي سينقلها.

 

بان كي مون في لبنان الشهر المقبل/المحادثات تتناول المحكمة والجنوب والحوار

خليل فليحان/النهار

يزور الأمين العام للامم المتحدة بان كي – مون لبنان في النصف الاول من كانون الثاني المقبل في اطار جولة على عدد من دول المنطقة على ما افاد "النهار" ديبلوماسي اممي يشارك في تحضير الزيارة، مشيرا الى ان الاتصالات جارية بين بيروت ونيويورك لتثبيت الموعد في الاسبوع الاول او الثاني من الشهر المقبل وتركيز جدول اعمال المحادثات.

زيارة بان المتوقعة لبيروت ستكون الثالثة. الاولى كانت في آذار 2007 والثانية في كانون الثاني 2009. وهو يعرف عددا من كبار المسؤولين في مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يلتقيه في ايلول كل عام على هامش اجتماعات الدورة العادية للامم المتحدة السنوية، وكذلك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي التقاه في مكتبه في نيويورك قبل نحو ثلاثة اشهر ووعده آنذاك بأن تسدد الحكومة المبلغ المطلوب من موازنة "المحكمة الدولية الخاصة" بلبنان لموازنة العام 2011 في 30 تشرين الثاني الماضي وفقا لما جرى. وذكر ان زيارة بان ستتضمن زيارته الجنوب للمرة الاولى حيث يتفقد قوة "اليونيفيل" قيادة وكتائب ويحلق بالطائرة فوق الخط الازرق. ولفت الى ان القضايا المطروحة في جدول المحادثات من قسمين، الاول يتعلق بالمحكمة وسيكرر بان ارتياحه الى سداد المبلغ المطلوب تنفيذا للقرار 1757 مما يدل على التزام لبنان القرارات الدولية، وكذلك الى تجديد البروتوكول في آذار المقبل. وهنا يؤكد المصدر ان اي عرقلة يمكن ان تنشأ بسبب الخلافات بين قوى سياسية مؤيدة لابقاء البروتوكول بالنص نفسه او معارضة له تطالب بادخال تعديلات عليه، لن تعوق اعمال المحكمة. وقال ان القسم الثاني من المحادثات سيتمحور على القرار 1701 الذي يتناول الوضع الهادىء عموما على الحدود الشمالية مع اسرائيل ولكن "الهش" وفقا لتعبير بان في التقارير التي يناقشها مجلس الامن. وتكمن الهشاشة في اطلاق صواريخ من الاراضي اللبنانية في اتجاه الاراضي الاسرائيلية. كما ان بان سيركز على عامل استراتيجي مطروح منذ مدة مع قيادة الجيش من اجل تسليمه المزيد من المسؤوليات في منطقة عمليات القوة الدولية. وسيثير ايضا مسألة تقييد حرية تنقل بعض الدوريات الدولية في مناطق معينة بسبب انتمائها الى دولة ما. والاخطر بالنسبة اليه تعرض دوريات لاعمال اغتيال جنودها خارج تلك المنطقة واثناء عودتها اليها كما حصل للفرنسيين والايطاليين وبقاء المنفذين احراراً. اضافة الى ما يتهدد أمن جنود "اليونيفيل" من اخطار نتيجة لسياسات دول مرتبطة بأحداث وتطورات دولية.

وفي مفكرة بان ملف السلاح الفلسطيني في لبنان وسلاح المنظمات اللبنانية الاخرى باستثناء سلاح "حزب الله"، اذ يأخذ الامين العام في الاعتبار بحسب المصدر ان هذا السلاح يحظى بتأييد الحكومة لكونه سلاحا لمقاومة الاحتلال. اما الجانب اللبناني فسيثير قضية الخروق الاسرائيلية اليومية للاجواء اللبنانية والبرية ومن حين لآخر بالقصف المدفعي الثقيل على الاراضي اللبنانية كما حصل الاسبوع الماضي، وتعترف مندوبية اسرائيل لدى الامم المتحدة بهذا القصف وتصنفه بأنه "دفاعا عن النفس" وفي مفكرة الجانب اللبنباني الخرق الاسرائيلي البحري الذي تمثل اخيرا بقضم 870 كيلومتراً من مساحة لبنان في "المنطقة الاقتصادية الخالصة" التي تحوي مرابض من النفط والغاز. علما ان الرسائل اللبنانية الى بان لتحرير تلك النطقة لم تؤدي الى نتيجة.

وستكون المحادثات فرصة لبان كي – مون ليكرر تشجيعه زعماء البلاد المختلفين بحدة في السياسة المحلية والعربية والاقليمية على العودة الى طاولة الحوار الوطني ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية تفاديا لأي تطور سلبي يمكن ان ينشأ نتيجة للتطورات في سوريا.

 

تل أبيب تفضل أن يقود الأميركيون العملية العسكرية 

واشنطن غاضبة لرفض إسرائيل إبلاغها قبل ضرب إيران

تل أبيب, طهران - يو بي اي, ا ف ب: كشفت مصادر اسرائيلية, أمس, أن غضباً شديدا يسود الإدارة الأميركية بعد أن أبلغتها تل أبيب رفضها التعهد بإخطارها في حال قررت شن هجوم عسكري ضد المنشآت النووية الايرانية. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تبرر ذلك بأنه لا جدوى من إبلاغ الأميركيين مسبقاً بشأن هجوم كهذا, "إذ أن معلومات مسبقة ستجعلهم شركاء بالهجوم ومن شأن ذلك أن يضع الأميركيين بحالة حرج أمام العالم". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى بالحكومة الإسرائيلية قولهم إنه "إذا وصلنا إلى الخيار العسكري ضد إيران فإنه من الأفضل أن ينفذه الأميركيون", مؤكدين أن الدولة العبرية لا تملك قدرة لشن هجوم على إيران على غرار الهجوم الأميركي ضد العراق الذي دام 40 يوماً متواصلا من الجو وتم خلاله تدمير البنى التحتية العراقية.

في سياق متصل, أكد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن تل أبيب مصرة على منع حصول إيران على سلاح نووي, مجدداً التشديد على أن جميع الخيارات موضوعة على الطاولة.

وقال باراك للقناة الثانية في التلفزيون العبري, ليل أول من أمس, إنه "لا خلاف في العالم على أنه ينبغي استنفاذ الطرق الديبلوماسية والعقوبات, ونحن مصرون على منع إيران من الحصول على سلاح نووي وجميع الخيارات موضوعة على الطاولة" في إشارة إلى الخيار العسكري.

وأكد أن "إسرائيل مسؤولة عن أمنها ومستقبلها ووجودها ولا يمكنها تحرير نفسها من اتخاذ القرارات كدولة سيادية", مشيراً إلى أن "موقف الحكومة لم يتغير وهو أن إيران نووية غير مقبولة وهذا موقف أميركي أيضا". في المقابل, توقع رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان الايراني ارسلان فاتح بور ان سعر برميل النفط سيقفز الى 250 دولاراً إذا قررت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي فرض عقوبات على شراء النفط الايراني. وقال فاتح بور, في تصريحات نقلتها صحيفة "كيهان" الصادرة أمس, "إذا فرضت الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية عقوبات على النفط والغاز الايرانيين, فإن سعر برميل النفط سيقفز الى 250 دولارا". وكان الاتحاد الاوروبي وسع الخميس الماضي لائحة الشركات والشخصيات الايرانية المشولين بالعقوبات, وقرر دراسة اجراءات جديدة ضد قطاعي النفط والغاز في ايران.

وتشكل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا ابرز الدول التي تشتري النفط الايراني, لكن طهران تبيع مع ذلك حوالي 450 الف برميل في اليوم (قرابة 18 في المئة من صادراتها) لدول الاتحاد الاوروبي وخصوصا ايطاليا واسبانيا وفرنسا, بحسب ارقام وزارة الطاقة الاميركية.

 

لبنان متنفّس لسوريا في ظلّ العقوبات

الخشية من الضغوط تبقي الإفادة محدودة

النهار/يرى خبراء ان لبنان قد يتحول الى ممر اقتصادي اجباري لسوريا يخفف وطأة العقوبات العربية والدولية المفروضة عليها بسبب قمعها للحركة الاحتجاجية القائمة على ارضها.

ويقول الباحث في مركز "الدولية للمعلومات" للدراسات محمد شمس الدين لوكالة الصحافة الفرنسية ان "لبنان قد يصبح ساحة خلفية لسوريا تمر عبرها السلع التجارية ومنها يتم الالتفاف على العقوبات المتعلقة بالمصارف وحركة الطيران". ويوضح ان "الاقتصاد السوري يعمل بنسبة ثلاثين او اربعين في المئة كحد اقصى من طاقته، وهذا يترجم بالبطالة واقفال معامل وتراجع القطاع السياحي كليا، بالاضافة الى تدهور سعر الليرة السورية بنسبة 24 في المئة". وبالتالي، فان "هذا الاقتصاد اصلا في ازمة قبل فرض العقوبات التي ستضيف عبئا بسيطاً". ويرى ان "عدم التزام لبنان والاردن والعراق المجاورة لسوريا العقوبات سيخفف وطأتها". ويورد شمس الدين امثلة على كيفية الالتفاف على العقوبات، وقال ان "كل السلع التي لن تتمكن من دخول سوريا ستأتي الى لبنان ومنه تذهب الى سوريا. كما ان التاجر السوري يمكنه ان يودع المال نقداً في المصارف اما مباشرة واما عبر لبنانيين". ويتوقع ان تكون "حركة التعامل النقدية اكبر من الشيكات او التحويلات"، مشيرا الى "وجود طرق عدة للالتفاف". وفي حال وضع قرار الرحلات الجوية بين سوريا والدول العربية موضع التنفيذ، فان سوريين كثيرين قد ينتقلون براً الى العراق او لبنان ليسافروا انطلاقاً من هذين البلدين.

ويقول الخبير الاقتصادي في مركز كارنيغي للشرق الاوسط للدراسات حسن العاشي ان "لبنان والعراق قد يشكلان الرئة التي ستتنفس منها سوريا في ظل العقوبات"، مشيرا الى احتمال تكثيف عمليات تهريب السلع المختلفة عبر الحدود التي "قد تستفيد منها بعض الجماعات والافراد، لكن ليس لبنان كدولة". غير ان الخبراء يرون ان افادة لبنان من عزل سوريا ستظل محدودة لاسباب عدة اهمها رغبته في تجنب اي ضغوط دولية عليه، وخصوصيته السياسية، بالاضافة الى تراجع الامكانات الاقتصادية السورية الى حد بعيد. ويقول العاشي ان "الاقتصاد السوري اصبح مرهقاً بالعقوبات بشكل عام وامكاناته بدأت تتقلص (...) ان حظر بيع النفط السوري خصوصا من جانب الاتحاد الاوروبي حرمه من السيولة بالعملات الاجنبية وسيعاني من نقص في امكانات اقتناء سلع او خدمات من الخارج".

على الصعيد اللبناني "قد يتسبب اي خرق فاضح للعقوبات بضغوط ومتاعب". وبدا المسؤولون اللبنانيون مدركين تماما لهذه التداعيات المحتملة، اذ اكد وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس لوكالة الصحافة الفرنسية ان لبنان "ملتزم تنفيذ العقوبات العربية" على سوريا، رغم عدم تصويته عليها. كما أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عدم وجود ودائع للحكومة السورية ولا للمصرف المركزي السوري في البنك المركزي اللبناني. وقال مسؤول مالي رسمي رافضا الكشف عن هويته "لا يمكننا ان نخالف اي قرار دولي. لذلك المصارف ملتزمة قرارات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بعدم تحريك ارصدة مسؤولين معينين تطالهم العقوبات". وكان مسؤولون مصرفيون أكدوا ان المصارف اللبنانية تتعامل بحذر كبير مع السوريين الراغبين بفتح حسابات مصرفية جديدة وترفض العديد من الطلبات، بالاضافة الى انها شددت رقابتها على كل المعاملات المالية التي يقوم بها زبائن سوريون.

 

أكدت تصميم دول "الخليجي" على حماية أمن شعوبها ومكتسباتها في وجه التهديدات  

السعودية: تدخلات إيران وبرنامجها النووي يهددان الاستقرار

 الرياض - يو بي اي, كونا: دعت السعودية إيران إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي, مؤكدة أن برنامجها النووي المثير للجدل يمثل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وجاء الموقف السعودي خلال كلمة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل والتي ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير, في افتتاح مؤتمر "الخليج والعالم" الذي بدأ اعماله في الرياض أمس ويستمر يومين, وتشارك فيه نخبة من المتخصصين في الشأن الخليجي من المملكة ودول مجلس التعاون ومن مختلف دول العالم وكبار المسؤولين في المنظمات الإقليمية والدولية لمناقشة عدد من الموضوعات في مقدمها ما يسمى "الربيع العربي".

وقال الأمير تركي في كلمته: إن "إيران تتصرف على نحو يشير إلى عدم اهتمامها بمبادئ الاحترام المتبادل مع دول مجلس التعاون الخليجي", وان التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول الخليجية مازالت مستمرة. وأشار إلى أن طهران ماضية, في الوقت نفسه, في برنامجها النووي و"تجاهل مطالبات العالم ومخاوفه المشروعة من سعيها لتطوير هذا السلاح الفتاك", مؤكداً أن "ذلك يخلق تهديداً جدياً للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي". واضاف الأمير تركي ان "من حق إيران وبقية دول المنطقة الاستعمال السلمي للطاقة النووية", مؤكداً "أن ذلك يجب أن يكون تحت إشراف ومراقبة وكالة الطاقة الذرية". وإذ أكد أن دول مجلس التعاون ليست لها مصالح توسعية أو توجهات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى, شدد الأمير تركي على أن دول المجلس مصممة على حماية أمن شعوبها واستقرارها ومكتسباتها في وجه المخاطر والتهديدات", متوقعاً أن تحقق الدول الست معدلات نمو قد تصل إلى 8 في المئة, وهو قريب من معدلات النمو التي كانت قبل الأزمة المالية العالمية.

ورأى أن المنطقة العربية تشهد تحولات عميقة لم تشهد مثلها من قبل ما اصبح يعرف بال¯"الربيع العربي", مشدداً "على ضرورة الوقوف وقفة مسؤولة للحفاظ على دول المنطقة ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية". ودعا إلى عدم إغفال المطالب المشروعة للشعوب, مشيراً إلى أن الأزمة المالية العالمية ما زالت تلقي بظلالها على الدول والشعوب. واضاف ان "التحديات التي تواجهها دول الخليج تمثل تهديدا للأمن القومي والاستقرار العالميين لما تملكه هذه الدول من احتياطيات ضخمة من النفط و الغاز".

ولفت إلى أن الأزمات برهنت للجميع صعوبة السيطرة عليها بشكل انفرادي من قبل الدول, مشيرا إلى "أن التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لمواجهتها بصورة فعالة ومؤثرة".

وبشأن عملية السلام, دعا الأمير تركي "المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل بحزم للتخلي عن منطقة القوة وتبني خيار السلام والاعتراف للشعب الفلسطيني بحقه في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". من جهته, أكد الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني, في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في الأمانة العامة للمجلس سعد بن عبدالرحمن العمار, أن "ضخامة التحديات وتعدد الأزمات أثبتا أن مجلس التعاون يزداد صلابة ومناعة ووحدة وقدرة, ما حتم عليه أن يأخذ زمام المبادرة في تفعيل وتطوير العمل العربي المشترك ليأخذ دوره كاملا في معالجة الأزمات التي تعصف ببعض الدول العربية وفي مواكبة التطلعات المشروعة للشعوب العربية في العدالة والكرامة الانسانية". بدوره, ثمن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في كلمته التي ألقاها نيابة عن وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الأدوار التي قام بها مجلس التعاون في التعامل مع كافة القضايا الاقليمية والدولية. ومن المقرر أن يناقش المؤتمر, الذي تغيب عنه إيران, في 7 جلسات, حالة ما يسمى ب¯"الربيع العربي", ومجموعة من المواضيع المهمة المتعلقة بمنطقة الخليج.

 

لأنها تسمح بتدخل عسكري سوري لتجريد "حزب الله" والميليشيات من أسلحتها  

دعوة "14 آذار" للتمسك بالمعاهدة الدفاعية بعد سقوط الأسد

حميد غريافي/السياسة

حذرت أوساط ديبلوماسية خليجية في جامعة الدول العربية قيادات المعارضة اللبنانية في قوى "14 آذار" من أن "يقدم حزب الله المسيطر على حكومة نجيب ميقاتي ورئاسة ميشال سليمان وقيادة الجيش على إلغاء المعاهدة الدفاعية اللبنانية مع سورية في حال أدرك حسن نصرالله وايران ان نظام بشار الأسد آيل إلى السقوط الحتمي خلال الشهرين المقبلين, في محاولة استباقية لتغير الاوضاع السياسية في لبنان وتشكل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري تدعو النظام السوري الجديد إلى تطبيق بنود المعاهدة الدفاعية بين البلدين والتي تسمح للجيش السوري بدخول الاراضي اللبنانية للمشاركة في تجريد ميليشيا "حزب الله" من اسلحتها وصواريخها البالغ تعدادها حسب اسرائيل واستخبارات الغرب نحو 35 ألفاً, وإعادتها الى مخازنها في سورية التي خرجت منها الى لبنان على مدى السنوات العشر الأخيرة".

وقال ديبلوماسي خليجي في الجامعة العربية ل¯"السياسة", أمس, "قد يكون من بين الشروط العربية, وخصوصا الخليجية والدولية على قادة النظام السوري الجديد الذي سيخلف نظام الأسد, شرط جوهري هو مساعدة الجيش اللبناني للقوات الدولية "اليونيفيل" المنتشرة في جنوب لبنان, إذا اقتضى الامر, على تجريد "حزب الله" و"حركة أمل" والميليشيات الاخرى العميلة لدمشق وطهران من كامل اسلحتها, وسوق قياداتها الى المحاكم اللبنانية وربما السورية أيضاً بتهم ارتكاب جرائم واغتيالات ونهب وسرقات وسطو على املاك الدولة والمواطنين بقوة السلاح".

وأكد الديبلوماسي ان اتهامات قادة "المجلس الوطني" السوري المعارض و "الجيش السوري الحر" "حزب الله" و"الحرس الثوري" الايراني بمشاركة قوات النظام السوري في قمع المدنيين, "تعطي الدولة والحكم المقبل في لبنان شيكاً على بياض لتطبيق معاهدة الدفاع مع الحكم السوري الجديد.

وفي اتصال آخر أجرته "السياسة" مع احد قيادات "الاخوان المسلمين" السورية في بروكسل, أمس, تأكد لها ان الجماعة تؤيد تصريحات رئيس المجلس الوطني برهان غليون, لجهة قطع العلاقات مع إيران ووقف الإمدادات العسكرية لحزب الله وحركة حماس, "من دون تردد" خصوصاً "ان قتلة حزب الله والحرس الثوري يشاركون الآلة العسكرية السورية القمعية في قتل مواطنينا المسلمين في حماة مرة اخرى", في اشارة الى مجازر حماة التي ارتكبها رفعت الاسد في مطلع الثمانينات.

واضاف القيادي "الاخواني" ان "حزب الجرائم اللبناني (حزب الله) اضطلع بمهمة الاعدامات الميدانية لعدد كبير من مقاتلينا في شمال البلاد, واعدام ما لا يقل عن 250 ضابطا وجندياً من "الجيش الحر" في جسر الشغور وحمص وحماة واللاذقية ودير الزور وريف دمشق, كما قام أيضاً باعتقال العشرات من اللاجئين السوريين المدنيين الى لبنان واعادتهم الى سورية لتتم تصفيتهم بعد التحقيق معهم".

وأشار قيادي "الاخوان المسلمين" إلى ان نصرالله في خطابه الاخير الجمعة الماضي "حاول إضفاء جو من الرعب على اعدائه الداخليين وربما الخارجيين أيضاً, عندما زعم ان اي معركة عسكرية مع القوى المناوئة له محسومة سلفاً, الا أن واقع الحال حسبما نعرفه وحسبما ستستقر عليه الأوضاع في سورية قريباً, هو ان المعركة المقبلة مع حزب الله لتجريده من سلاحه واعتقال قادته ومحاكمتهم بتهم القتل والاغتيال واقامة دويلة داخل الدولة اللبنانية, هي المحسومة منذ الآن بالفعل, والغد لناظره قريب".

وكشف الديبلوماسي الخليجي ل¯"السياسة" أيضاً النقاب عن ان جهات روسية تمثل الجناح الوسطي في موسكو "أبلغت مسؤولين أميركيين وأوروبيين انها تؤيد تنحي الاسد وجميع اعضاء قياداته العسكرية والسياسية والأمنية وتسليم الرئاسة موقتا الى شخص توافق عليه المعارضة وجامعة الدول العربية لفترة انتقالية تجري بعدها انتخابات نيابية وتشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس اصيل للبلاد على غرار الحل اليمني الذي اجترحه مجلس التعاون الخليجي", مؤكداً صحة ما نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" الجمعة الفائت حيال عرض موسكو على واشنطن استقبال الأسد بعد تنحيه.

وأكد الديبلوماسي, نقلاً عن أوساط "المجلس الوطني" السوري, ان "مراكز سرية يغض عنها طرف بعض الحكومات العربية والخليجية, للتطوع للذهاب الى الانضمام في سورية للمقاتلين من "الجيش الحر" ومئات المدنيين الذين خضعوا لتدريبات عسكرية اجبارية في الاحتياط, بدأت ترسل عبر الحدود التركية واللبنانية والاردنية والعراقية عشرات العناصر الذين يتجمعون في المناطق التي تسيطر عليها وحدات "الجيش الحر" ثم يجري توزيعهم مع أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية المضادة للآليات وطائرات الهليكوبتر على كافة المناطق الساخنة التي تشهد معارك طاحنة مع الجيش السوري وقواه الامنية القمعية والتي بلغت ذروتها خلال الأيام الخمسة عشر الماضية". واضاف الديبلوماسي "ان ضباطاً متقاعدين في الجيش والاستخبارات اللبنانية الملتحقين منذ سنوات بالاحزاب الديمقراطية في قوى "14 آذار" انضموا الى القوات السورية المنشقة لإقامة معسكرات تدريب للثوار المدنيين, بمحاذاة الحدود التركية ولقيادة بعض الوحدات الخاصة في "الجيش الحر" للقيام بعمليات كوماندوس كان اخطرها خلال الاسبوعين الماضيين حيث لاقى اكثر من 250 ضابطا وجنديا في جيش الاسد واجهزته الأمنية حتفهم في هجمات منظمة".

 

إيقاف صحيفة إيرانية بسبب ماكياج العاملات فيها

السياسة/أعلنت إدارة العلاقات العامة في وزارة الإرشاد والثقافة الإسلامية في محافظة كرمان شرق إيران عن اتخاذ إجراءات لإيقاف صحيفة "سوخن تازه" الأسبوعية التي تُنشر في مدينة سيرجان التابعة للمحافظة. وقال رئيس دائرة العلاقات العامة في الوزارة أحمد سعيدي: "إن صحيفة سوخن تازه وهي صحيفة ثقافية فنية واجتماعية أسبوعية أوقفت لأنها نشرت موضوعات تتعارض مع الأخلاق الصحافية".

وذكر موقع "العربية" الالكتروني, أمس, ان سعيدي تحدث عن إغلاق الصحيفة خلال مؤتمر صحافي بحضور إمام جمعة مدينة كرمان وهو ممثل المرشد علي خامنئي في كرمان مايشير إلى موافقة المرشد.

وأضاف المسؤول الحكومي: "قمنا بتقييم ما نشرته الصحيفة خلال السنوات الماضية ولاحظنا أن هذه الصحيفة تنشر موضوعات استفزازية, وتم تحذير الصحيفة سابقاً من الاستمرار على هذا النهج, كما أن الصحيفة تتطرق لموضوعات لا تتفق مع ما هو مدرج في أوراقها الرسمية, بالإضافة إلى أن العاملات فيها لايراعين الحجاب الشرعي والحد المسموح به لاستخدام المكياج".

وأشار إلى أن الصحيفة الأسبوعية تلقت إنذاراً فيي وقت سابق, إلا أنها "استمرت في تحدي سياسات الحكومة, ولهذا فإن إصرارها على الاستمرار في نهجها السابق دفع محقق الشعبة السابعة لمحكمة الثورة والمحكمة العامة إلى طلب إصدار حكم بإيقافها إلى إشعار آخر".

 

جنبلاط يدعو دروز سورية إلى عدم المشاركة في أعمال القتل والقمع

 بيروت - وكالات: أكد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أن "المحكمة الدولية (الخاصة بلبنان) مستمرة في عملها بغض النظر عن أي شيء", مشيرًا إلى أن "السجال حول المحكمة وشهود الزور كلامٌ في غير محله, فشهود الزور لا يقدمون أو يؤخرون في المحكمة و(هذا) موضوعٌ من الماضي". وخلال مؤتمر صحافي في المختارة في ذكرى ميلاد والده كمال جنبلاط, اعتبر الزعيم الدرزي أن "كلام (الأمين العام ل¯"حزب الله") السيد حسن نصرالله عن شهود الزور غير مفيد وكذلك رد الرئيس سعد الحريري عليه", مشيراً إلى أن "ما يجري في لبنان وفي سورية قد يجعل من المحكمة أمرًا تفصيليًا إذا ما دبت الفتنة في لبنان". وبعد أن شدد على ضرورة الحفاظ على سلمية الثورة السورية, قال جنبلاط: "بلغتني أخبار إنه في حمص وغيرها تحصل عمليات خطف وقتل وتشنيع طائفي ومذهبي وهذا قد يخرب كل الثورة في سورية نظرًا لاستمرار النظام بأعمال القمع".وتوجه إلى الدروز في سورية قائلاً:"لأهل جبل العرب أقول لا تنخرطوا في أعمال قمع وقتل بحق إخوانكم في حمص ودرعا وغيرهما", مؤكدًا أن "السلطة في سورية تستفيد من المجندين وترسلهم إلى مناطق درعا وغيرها ليُقتلوا, ويجب ألا يتورط الأهل في جبل العرب بهذه العمليات". وشدد على أن "المبادرة العربية هي مدخل الخلاص لسورية", مشيراً إلى أن "أحدًا لا يتصور أن هناك حلاً سحريًا يجعل النظام السوري يتخلى عن الحكم".ورأى أن "الأمور تكون بحوار بين السلطة والمعارضة للوصول إلى فترة انتقالية تتيح التعددية الحزبية في الحكم بسورية وفق المبادرة العربية". وشدد جنبلاط على أن "حزب الله" هو رأس الحربة في الدفاع عن لبنان", مستبعداً ان "يتورط في أي نزاعات داخلية (مرتبطة بالأوضاع السورية) لأن سلاحه يجب أن يكون فقط للدفاع عن لبنان".

 

الشخصيات السورية الممنوعة من السفر إلى الدول العربية

الدوحة - ا ف ب: في ما يلي قائمة بأسماء الشخصيات السورية ال¯19 التي قررت الجامعة العربية منعها من دخول الدول العربية وتجميد أرصدتها:

- اللواء ماهر الأسد قائد الفرقة العسكرية الرابعة (شقيق الرئيس)

- رامي مخلوف رجل اعمال (ابن خال الرئيس)

- اللواء اصف شوكت نائب رئيس هيئة الأركان للشؤون الامنية (صهر الرئيس)

- العماد داود راجحة وزير الدفاع

- اللواء محمد ابراهيم الشعار وزير الداخلية

- اللواء عبد الفتاح قدسية مدير المخابرات العسكرية

- اللواء رستم غزالة رئيس جهاز المخابرات العسكرية

- ايمن جابر عضو اللجنة المركزية لحزب البعث الحاكم

- محمد جابر مسؤول امني

- اللواء جميل الحسن مدير ادارة المخابرات الجوية

- اللواء جامع جامع رئيس قسم المخابرات العسكرية في دير الزور

- العقيد حافظ مخلوف رئيس وحدة المخابرات العامة (ابن خال الرئيس)

- عاطف نجيب المدير السابق للامن السياسي في درعا

- فيصل كلثوم محافظ درعا السابق

- منذر جميل الأسد رجل اعمال (ابن عم الرئيس الاسد)

- فواز جميل الأسد مسؤول امني (ابن عم الرئيس الاسد)

- علي مملوك رئيس الاستخبارات العامة

- ذو الهمة شاليش رئيس الأمن الرئاسي

- محمد ديب زيتون رئيس الامن السياسي

 

الروائي حسن نصرالله

عبدالله ناصر العتيبي/الحياة

هل يمكن تجزئة الديموقراطية؟! هل يجوز أن نختار منها ما يتفق مع «غالبيتنا»، ونترك ما نظن أنه يتعارض مع «توافقيتنا»؟ هل يمكن أن نجني ثمارها من دون أن نؤدي استحقاقاتها والتزاماتها؟!

الديموقراطيتان العربيتان الوحيدتان الفاعلتان والمفعول بهما خلال العقود الماضية، الكويتية واللبنانية، واللتان قاوم بناؤهما ضغوط الواقع السياسي العربي لسنوات طويلة، تمثلان نقطة ارتكاز قوية وعميقة الجذور للأسئلة الثلاثة التي افتتحت بها هذه المقالة. في الكويت وبحكم الدستور، ليس بمقدور البرلمانيين (المستقلين بحكم الدستور أيضاً) تشكيل حكومة قائمة على حق الغالبية البرلمانية كما هي الحال في الأنظمة الشبيهة بنظام الكويت السياسي. لكن هل يوجد في الكويت غالبية برلمانية؟ أو لأُعد كتابة السؤال بصيغة أخرى: هل ثمة آلية ديموقراطية كويتية تضمن وصول غالبية (ما) إلى قاعة عبدالله السالم؟! السؤال بصيغة أكثر تبسيطاً: هل تستقيم الديموقراطية من غير وجود أحزاب تسمي، أو تأتلف لتسمي رئيس الحكومة في الأنظمة البرلمانية والملكية الدستورية؟!

وفي لبنان المناصب مفصلة على التقسيمة الطائفية، وعليك إذا أردت أن تكون ديموقراطياً لبنانياً أن تنحني لعاصفة واقع الحال، وتفتش عن رئيس سني (متغير على الدوام) لمجلس الوزراء، يكون مرة سنياً 100 في المئة ليمثل الأكثرية التي يتزعمها سني، ويكون مرة سنياً 50 في المئة (٥٠ للمرجعية المذهبية و٥٠ للولاء السياسي) ليمثل الأكثرية التي لا يتزعمها سني. كل هذا في ظل وجود رئيس شيعي (عصي على التغيير) لمجلس النواب سواء كانت الغالبية تحت زعامة السنّة أو تحت زعامة الشيعة أو تحت زعامة «السنشيعة»!

الديموقراطية المجزأة هي مشوهة بواقع الحال، والديموقراطية المشوهة أخطر بكثير من الديكتاتورية المكتملة، في حال لم تكن هذه التجزئة نتاجاً لنقص قابل للاكتمال في سياق زمني معلوم.

هل هذا ما أود الحديث عنه؟! لا.. ولكن عودة إلى كلمة «الوصي» على الحكومة اللبنانية السيد حسن نصرالله الأسبوع الماضي تعليقاً على تحويل لبنان حصته من تمويل المحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق رفيق الحريري، فإننا نلحظ أن عتابه الناعم لرئيس مجلس الوزراء السني (٥٠ في المئة) نجيب ميقاتي إنما يأتي تحت تصنيف أهون الضررين مع الاحتفاظ بحق النقض والخروج من الضرر الأهون عندما يتلاشى الضرر الأكبر. السيد حسن نصرالله يعرف أن رفض عملية التمويل في هذا الوقت سيحد من حركة الحكومة اللبنانية، التي تعد أحد أهم الشبابيك القليلة التي يتنفس من خلالها النظام الأسدي في دمشق، لذلك أعطى الضوء الأخضر لهذه العملية، لكنه ربط ذلك بمشيئة ميقاتي، وتعمد أن يظهر رفضه المتجدد لشرعية المحكمة لتفعيل ذلك عملياً عندما تهدأ الأمور على الساحة السورية.

هل هذا ما أود الحديث عنه؟!

لا... ففي إحدى الفقرات الكثيرة لكلمة السيد نصرالله، أشار إلى أن الإعلام الذي يقف موقف الضد من نظام بشار يصور ما يحدث في سورية على أنه صراع مذهبي وهو ليس كذلك. هكذا فقط. ونقطة على آخر السطر. كل ما قاله السيد نصرالله عما يحدث في سورية إن الصراع فيها ليس مذهبياً وكفى. لم يتحدث عن آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المعتقلين، ولم يعزِّ السوريين في قتلاهم الذين تمت تصفيتهم على أيدي المسلحين الإرهابيين كما تقول الماكينة الإعلامية السورية!

ما يجري في سورية لا علاقة له بالفرز الطائفي بحسب السيد نصرالله، لكن لبنان، بحسبه أيضاً، تحت التحريض الطائفي والفرز على الهوية من تيار «المستقبل» وإعلامه «ولا حدا يجربنا»!

هل هذا ما أود الحديث عنه؟! لا... أود الحديث فقط عن القدرة العظيمة التي يمتلكها السيد نصرالله في سرد التفاصيل، التي صنعت له جمهوراً كبيراً معجباً بقدرته الروائية بغض النظر عن صدقيتها من عدمها. هذه القدرة التي تجعل محبيه وخصومه ينبرون للتعليق على خطبه بالعشرات، جاعلين منه شخصية استثنائية في قلب الجدل.

* كاتب وصحافي سعودي

 

14 آذار ومشروع «الخلاص الوطني

نصير الأسعد/الجمهورية

يعرف "حزب الله" جيّداً أنّ المعادلات التي بموجبها حسم الصراع على السلطة مطلع العام الجاري بواسطة الانقلاب، قد تغيّرت منذ فترة في ضوء التحوّلات الجارية في المنطقة، لا سيّما دخول نظام الأسد الحليف في مرحلة السقوط ودخول "الجمهوريّة الإسلاميّة" في دائرة الأزمة البنيويّة الوجوديّة. أي إنّ "حزب الله" يعرف أنّه يخسر. ويردّ الحزب - ومن معه - بالتمسّك بالسلطة. وفي خطبته مساء الخميس الماضي، أخبر الأمين العام للحزب اللبنانيّين أنّه رفض في كانون الثاني الماضي عرضاً سمّاه "صفقة" على المحكمة الدولية زاعماً أنّ الأولويّة عنده لمصلحة البلد على مصلحة الحزب... هذا مع العلم أنّ العرض الفعلي لا المزوّر كان يقضي بمؤتمر مصالحة ومسامحة. كذلك فإنّ السيّد نصر الله لم يخفِ أنّه على الرغم من "الضرب" الذي أكله بتمويل المحكمة الدوليّة فإنّه لا يزال يتمسّك بالسلطة، من أجل التسلّط وكرمى للأسد الذي أمرَه ببقاء حكومة ميقاتي!. في المقابل، من المُفترض بالرابع عشر من آذار أن تعرف ما يعرفه "حزب الله". أن تعرف أنّ "حزب الله" يخسر ومن معه، وأنّها تربح بتحوّلات الربيع العربيّ عموماً والربيع السوريّ خصوصاً. وأن تعرف أنّ تلك التحوّلات هي "رافعة" تقدّمها.

بيدَ أنّ الملاحظة العامّة التي لا مفرّ من توجيهها إلى 14 آذار بشكل عام... وإن كانت ملاحظة لا تتعلّق بفريق سياسيّ بذاته ضمنها بل بـ"مناخ" يسود الصفوف، هي الملاحظة الجوهريّة الآتية: إنّ 14 آذار تخوض معاركها السياسيّة على الأرضيّة نفسها التي ينطلق منها "حزب الله". هكذا تبدو. تبدو هي أيضاً في مجرّد صراع على السلطة. خسرت الصراع على السلطة بـ"القوّة" ضمن معادلات محدّدة وتخوض معركة العودة إلى السلطة بالمتغيّرات العربيّة وبالتناقضات التي تعتمل في صفوف "الخصم" في هذه المرحلة.

طبعاً ليس الصراع للعودة إلى السلطة عيباً سياسياً أو وطنياً... أو أخلاقياً.

غير أنّ المتغيّرات الحاصلة حتىّ الآن والتي يُتوقّع لها أن تكبر، خصوصاً بعد سقوط النظام السوريّ، تفترض من 14 آذار أن تعي أنّ السلطة هي البند الذي يلي أولويّة أخرى.

وتلك الأولويّة التي تعلو على مسألة السلطة، هي بالضبط أن تمتلك 14 آذار مشروعاً إنقاذياً للبنان أي مشروعاً لـ"الخلاص الوطني" اللبناني، وأن تتقدّم بهذا المشروع إلى كلّ اللبنانيّين، ثمّ أن تخوض على أساسه معاركها السياسيّة الديموقراطيّة. ذلك أنّ التطوّرات الحاصلة وتلك المتوقّعة تفتح أوّل ما تفتح فرصة تاريخيّة لمستقبل لبنان على كلّ الصعد. والأهمّ مِن أن يُقال إنّ ما بعدَ اكتمال التطوّرات هو عودة لـ 14 آذار إلى السلطة أن يُقال إنّ ما بعد هو إنقاذ للبنان. وأن تبادر 14 آذار إلى مخاطبة اللبنانيّين كلّ اللبنانيّين منذ الآن، أي في المرحلة الانتقاليّة الموضوعيّة القائمة حالياً، يعني أن تقول لكلّ اللبنانيّين إنّ ما بعد لن يكون فتنة من أيّ نوع كان ولن يكون احتراباً من أيّ نوع كان... من وجهة نظرها.

إنّ صياغة 14 آذار لمشروعها للإنقاذ أو للخلاص الوطني مطلوبة. والمرجعيّة المحسومة للمشروع الإنقاذي هي اتفاق الطائف. لكن تأسيساً على تلك المرجعيّة، فإنّ المشروع لا بدّ أن يتضمّن بنوداً وطنيّة شاملة، إذ ما معنى أن يُقال إنّ ما بعد يمثّل فرصة تاريخيّة ما لم تكن الفرصة عناوين محدّدة بشأن الدولة وسيادة الدولة والشراكة وعلاقات الشراكة وبرنامج استعادة الدولة وحقوق الإنسان والسلاح وغير ذلك؟. ما معنى أن يُقال إنّ ما بعد يمثّل فرصة تاريخيّة ما لم تُعلن 14 آذار أنّها ستفعل كذا وكذا؟.

إن التقدّم بمشروع للإنقاذ لا يعيد فقط الاعتبار لـ 14 آذار بصفتها صاحبة مشروع، بل يحسُر الفريق الآخر الذي ينسب إلى 14 آذار مشروعاً غير صحيح ويكذب بشأنِها ويهدّد. و"المؤسف" على سبيل المثال أنّ السيّد نصر الله الذي لا يفعل سوى أن يمارس التجييش المذهبيّ منذ سنوات وحتىّ خطبته الأخيرة، و يتّخذ مواقف تستثير المذهبيّة و يلصق بالثورة السوريّة سياسة مذهبيّة فيما القاصي والداني يعلمان أنّ الأسد هو من يخوض مذهبياً صراعه من أجل البقاء. ولذلك فإنّ مبادرةً 14 آذاريّة من هذا القبيل تطيح بـ"سلاح التجييش المذهبي".

و"يجب" أن يكون واضحاً سلفاً أنّ ما تقترحه السطور السابقة على 14 آذار ليس له علاقة بما قامت 14 آذار به أو ما اضطرّت إلى القيام به في 2005. لا تحالفَ رباعياً ولا لما يشبهه أو يوازيه. لا لـ "حكومات وحدة وطنيّة". لا لأثلاث معطّلة. فالمطروح مشروع إنقاذيّ من أجل إطلاق عمليّة تشكّل السلطة بعدَ ذلك في مناخ آمن ومن ضمن ضوابط الدولة والقانون. وما يحسم مصير السلطة انتحابات ديموقراطيّة يتمّ تحديد معاييرها وظروفها ولوجستيّاتها في فترة لاحقة.

يجب الاعتراف بأنّ الحركة الاستقلاليّة كانت تريد في 2005 تأمين انتقال هادئ من مرحلة الوصاية السوريّة ونظامها الأمنيّ إلى مرحلة الاستقلال ودولته، لكنّ محاولة التفاهم على الانتقال تحوّلت تحالفاً انتخابياً - سياسياً - في وقتها. ويجب الاعتراف بأنّ ما طغى على الصراع السياسيّ منذ 2006 أنّه، على رغم المضامين الـ 14 آذاريّة، ما تحقّق منها وما لم يتحقّق، كان صراعاً على السلطة حتىّ لو كان "حزب الله" وفريقه هما من دفع إليه. أمّا الآن، وفي ضوء كلّ ما يجري حول لبنان، وفي سوريا بالتحديد، فإنّ المدخل الـ 14 آذاريّ هو مشروع الخلاص الوطنيّ للبنان.

وأمّا اليوم... فإنّه "يجب" مغادرة المقاربة "التقليديّة" للأحداث والتطوّرات و"المحطّات الفاصلة". فلا يجوز أن يتغيّر العالم العربيّ وأن تبقى مقارباتنا تقليديّة. مشروع الإنقاذ... ثمّ السلطة بانتخابات ديموقراطيّة، أي بتفويض شعبي... على أساس مشروع الإنقاذ

 

عناوين عون «الفضفاضة»... تتهاوى!

كشفت مصادر محيطة برئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أنّ هذا الأخير لم يُبعد عن كاهله هاجس سقوط النظام السوري، بعدما تبيّن عقم المقاربات التي سبق وأدلى بها مراراً، إلى حدّ ضربَ فيها آجالاً لإنتهاء العمليات العسكرية في سوريا، في حين بقيَ شبح القتل والترويع مخيّماً في كلّ المحافظات السورية.الاثنين 05 كانون أول 2011

فادي عيد/الجمهورية

تنقل المصادر عن عون ربط رهانه الحاضر بتخطّي حقبة ما بعد حيل القوّات الأميركية وانسحابها كلياً من العراق بعد تبلّغه من الرئيس السوري، ودائماً بحسب المصادر عينها، أنّ انسحاب الجيش الأميركي من العراق سيعطي دفعاً معنوياً ولوجستياً قوياً، إذ إنّ الأول يُعطي للرئة السورية وحلفائها في لبنان متنفّساً معنوياً وانتصاراً يسجّلونه ويستهلكونه في "البازارات" الإعلامية والخطابية، في حين أنّ الثاني يمكّن النظام السوري من استئناف الدعم اللوجستي للعناصر المقاتلة الداعمة له في العراق والساعية إلى قلب الموازين على مستوى النظام العراقي الذي أرساه الأميركيون.

وتضيف المصادر، أنّ عون يردّد على مسامع القرّيبين منه، أنّ المدّة الفاصلة بين اليوم والانسحاب الأميركي باتت قصيرة، وهي تتطلّب مزيداً من المناورة والالتفاف التكتيكي لدى الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ما زال يُماطل ويُهادن دول الغرب والدول العربية في خطة تقضي بكسب الوقت في مقابل مُهل قصيرة يعطيها له معارضوه الداعين إلى إسقاطه.

هذه الأجواء الملبّدة في الرابية، تلازمت مع صدمات تلقاها عون أخيراً، سواء لدى مضيّ ثلثائه "الموعود"، والذي حسم في خلاله نجاح الأسد في تقويض الثورة السورية، وإذ بأعداد القتلى هناك في اطراد مستمرّ والعمليات تتوسّع والانشقاقات تعمّ المناطق المختلفة، في حين أنّ الصدمة الكبرى التي تلقاها تجلّت بتبرير مفاجئ لانكساره أمام أزمة التمويل، فبعدما أقام الدنيا وأقعدها هو وحلفاؤه رافضاً تمويل المحكمة على خلفية عدم الاعتراف بها واعتبارها إسرائيلية ومنحازة وغير عادلة، ها هو يفاجئ الجميع بإعطاء ذريعة لرضوخه لـ"مسرحية التمويل" و"البصم"، على رغم أنّ من نفّذ التمويل هو رئيس الحكومة وبقرار آحادي من دون الرجوع إلى مجلس الوزراء، فكانت النتيجة سكوت عون وسقوط عناوينه "الفضفاضة" التي بنى معاركه على أساسها.

المراقبون وجدوا في سلوك عون السياسي قاسماً مشتركاً بين الموقف والآخر، فيما اعتبر أحدهم أنّ "الجنرال" هو هو، لا يتغيّر، يصعّد إلى أبعد الحدود في مواقفه ومطالبه لكسب أكبر مقدار ممكن منها على قاعدة "شو ما تحصّل خير وبركة"، لكن لا تلبث معركته أن تصل إلى أمرين، إمّا يكسب جزءاً من مطالبه مع التعديلات التي يُحرج بها ويقبلها على مضض، وإمّا تُرفض كلياً ويقع في الخسارة، ولكم من هزيمة سياسية وغير سياسية مُنيَ بها، ومنها معركة 13 تشرين عام 1990، وأحداث 27 كانون الثاني التي زجّ عناصره بها، ومعركة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وأخيراً معركة تمويل المحكمة.

من هنا، اعتبرت مصادر ديبلوماسية مواكبة، أنّ أكبر خطأ ارتكبه عون منذ العام 2005 هو التصاقه بقوى 8 آذار وتبنّيه سائر طروحاتها، وهي بدورها كانت ولا تزال تعتبر النظام السوري راعياً لها، إضافة إلى إيران، علماً أنّ سقوط النظام السوري سيشكّل "ضربة قاسية" لهذه القوى و"هزيمة كبرى" للقوة الأساسية فيها، أي "حزب الله" الذي آل على نفسه تولّي الدفاع عن الطائفة الشيعية في لبنان، خصوصاً وأنّ الواقع السياسي الذي قد يطرأ في سوريا سينسحب حكماً على مجمل الواقع السياسي اللبناني.

وعلى صعيد آخر فإنّ المصادر نفسها تحدّثت عن "هاجس سياسي وأمني" يعيشه أنصار عون الذين ربطوا سياستهم بشخصه لرفضه تنظيم حزبه وإرساء الديموقراطية فيه، وربط سياسته بروابط أضفى عليها صفة العائلية مع عائلة الأسد، وأدّت إلى دفاعه المستميت عن نظامه، وها هو اليوم يتابع لحظة بلحظة تطوّرات الوضع السوري ويخشى سقوطه بعدما بات من المستحيل عليه الاستدارة في السياسة كسواه، وبعدما لعب كلّ أوراقه في اتجاه واحد والتحق بالمحور السوري - الإيراني. وأضافت المصادر أنّ أحد الرفاق القرّيبين السابقين من عون ذكَر في مجلس خاص أنّ الجنرال كان في وسعه البقاء على مسافة واحدة من الجميع منذ عودته إلى لبنان، لكنّ حجمه لم يكن ليصل إلى هذا الحدّ كما هو عليه اليوم بعدما تسلّط على حصص حلفائه إلى حدّ "انتزاع ثيابهم وكمّ أفواههم" على حدّ تعبيره، لكن هذه السياسة لا تدوم طويلاً، وهي بسقوط نظام الأسد ستؤدّي إلى تفلّت بعض "أسود لبنان" من التزاماتهم تجاه عون، وسيكون ربيع لبنان ربيعا آخر!

 

ميقاتي فاجأ حلفاءه بإعداد استقالته فاضطروا لمراعاته منعاً لخلط الأوراق

بيروت - محمد شقير/الحياة

أكدت مصادر وزارية لبنانية واكبت الاتصالات التي أدت إلى «الإفراج» عن تسديد حصة لبنان في المحكمة الدولية أن التمويل لم يقترن بمقايضته بملف شهود الزور ولا بالموافقة على إصرار «التيار الوطني الحر» على تعيين القاضي طنوس مشلب رئيساً لمجلس القضاء الأعلى بناء لاقتراح رفعه وزير العدل شكيب قرطباوي إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لإدراجه على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء.

وقالت المصادر نفسها لـ «الحياة» إن ضيق الوقت لم يكن ليسمح بربط موافقة محور في الأكثرية في الحكومة على التمويل بإدراج ملف شهود الزور على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، وعزت السبب إلى أن هذا المحور فوجئ بإصرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على حسم مسألة تمويل المحكمة وتهديده بالاستقالة في حال لم يتم تسديد حصة لبنان على وجه السرعة.

وكشفت أن ميقاتي لم يهدد بالاستقالة فحسب، وإنما سارع إلى إعداد بيان في هذا الشأن، لكنه عدل عنه بمداخلة مباشرة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري أثمرت توافقاً على تمويل المحكمة من دون أي تردد.

ولفتت إلى أن بري لعب دوراً في إيجاد المخرج لتمويل المحكمة وأنه تواصل من أجل إنجازه مع رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط وقيادتي «حزب الله» و «التيار الوطني الحر». وقالت إن المشاورات لم تتطرق إلى تقديم أثمان سياسية في مكان آخر في مقابل التمويل بمقدار ما أنها بقيت محصورة في كيفية تأمين المبلغ للبقاء على الحكومة حفاظاً على الاستقرار العام.

وأوضحت المصادر عينها أن قيادتي «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» كانتا جزءاً من هذه المشاورات وأن ميقاتي تريث في السير في مخرج التمويل ولم يحسم أمره إلا بعد استقباله ليل الثلثاء الماضي المعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» حسين خليل الذي أبلغه موافقته على مبدأ التمويل شرط أن يصار إلى التريث في تحويل المبلغ إلى حين وصول مساعدات وتبرعات للهيئة العليا للإغاثة تكون كافية لتسديد هذا المبلغ.

لكن ميقاتي، كما تقول المصادر الوزارية، أصر على أن يتم تحويل المبلغ فوراً على أن يبحث لاحقاً في توفير الغطاء الدستوري للتمويل، مشيرة إلى أن ميقاتي لم يتصرف بتفرد وإنما أصر على أن تأتيه الموافقة من الأطراف الرئيسة في مجلس الوزراء.

وفي هذا السياق قالت المصادر إن ميقاتي وضع حلفاءه في الحكومة أمام الأمر الواقع وإن القيادة السورية نصحت بالعودة إلى رئيس المجلس لاستنباط المخرج المؤدي إلى التمويل باعتبار أن بقاء الحكومة حاجة سورية وأن دمشق ليست مع إحلال الفوضى في لبنان وفرض عقوبات دولية عليه من شأنها أن تقطع الهواء عنها.

كما أن ميقاتي، على ذمة هذه المصادر، بات في حاجة إلى تمويل المحكمة لسببين: الأول يتعلق بالتزامه الوعود التي قطعها على نفسه أمام المجتمع الدولي والثاني يختص باستيعاب الارتدادات السياسية المترتبة على ازدواجية الموقف اللبناني من العقوبات التي أقرها مجلس وزراء جامعة الدول العربية ضد سورية والذي برز من خلال رفض وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور لها والنأي بلبنان عنها، إنما على قاعدة الالتزام بتطبيقها على حد قول وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس المقرب جداً من رئيس الحكومة.

واعتبرت المصادر الوزارية أن ميقاتي نجح في إقناع الأكثرية في الحكومة بضرورة تمويل المحكمة خلافاً لموقفها الرافض وهي بالتالي اختارت أن تغض النظر عن التمويل على رغم أنه يتعارض مع قناعاتها السياسية.

ورأت أن ميقاتي نجح في تمديد فترة السماح الدولية لحكومته وهذا ما عكسته مواقف الدول بترحيبها بخطوة التمويل التي ستفتح الباب أمامه للتواصل مع المجموعة الأوروبية.

ورداً على سؤال أكدت المصادر أن المعارضين للتمويل في الحكومة فوجئوا بموقف ميقاتي المتشدد لجهة حسمه بسرعة وبالتالي لم يكن لديهم متسع من الوقت للتفاوض معه على مرحلة ما بعد التمويل التي يفترض أن تمهد الطريق أمام البدء بتنفيذ ما أوردته الحكومة في بيانها الوزاري.

وتابعت إن ضيق الوقت حال دون الدخول مع ميقاتي في صفقة تتعلق بالخطوات المطلوبة لما بعد التمويل أو التفات قوى المعارضة له إلى ترتيب أوضاعها في حال أحجمت عن التمويل وأصر ميقاتي على الاستقالة.

وأضافت المصادر أن جنبلاط الذي شارك في المشاورات التي قادت إلى تمويل المحكمة لم يسمع من هذا الفريق أو ذاك ما يؤشر إلى وجود صفقة تقضي بإتمام مقايضة بين التمويل ومواضيع أخرى.

وأكدت أن المعارضة في الحكومة لمبدأ التمويل أحست بأنها لا تملك خطة متكاملة لتدبير أمرها في حال قررت الاعتراض عليه، إضافة إلى أن استقالة ميقاتي ستعيد خلط الأوراق السياسية في اتجاه إيصال البلد إلى أزمة سياسية مفتوحة. لا سيما أنها ليست ضامنة للموقف الذي سيتخذه جنبلاط الحليف لرئيس الحكومة، ناهيك بأن استقالة ميقاتي - بحسب المصادر نفسها - قد لا تعني بالضرورة عودته إلى رئاسة الحكومة وهذا من شأنه أن يفقد المعارضة ورقة سياسية رابحة كانت وراء تعديل ميزان القوى الذي منع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من تكليفه تشكيل الحكومة، الذي ما زالت موانع عودته قائمة لدى الفريق الذي أبعده. إلا أن إعادة خلط الأوراق قد لا تعني بالضرورة قيام تناغم بين جنبلاط وبين قوى 14 آذار، لكنها ستضغط، حتماً، من أجل إعادة خلط الأوراق وصولاً إلى إحداث فراغ في السلطة يجر البلد إلى أزمة حكم لا تخفف من وطأتها دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى إجراء استشارات نيابية ملزمة لتسمية الرئيس الجديد لتأليف الحكومة.

لذلك فإن المعارضة للتمويل قررت في ضوء المشاورات بين أركانها التسليم بالخسارة بالنقاط نتيجة موافقتها باعتبار أن هذه الخسارة تبقى أفضل من إقحام البلد في مغامرة سياسية غير محسوبة النتائج يعرف الجميع من أين تبدأ لكنهم لا يدركون إلى أين ستنتهي.

وعليه فإن ملف شهود الزور لن يدرج حتى إشعار آخر على جدول أعمال مجلس الوزراء وذلك لسببين: الأول أن ليس في عهدة القضاء اللبناني أي ملف يتعلق بما يسمى بشهود الزور وأن كل ما يقال في هذا الخصوص يبقى محصوراً بتبادل الحملات الاتهامية بين مؤيدي المحكمة الدولية ومعارضيها طالما أن المحكمة لم تأخذ بأقوالهم في القرار الاتهامي الذي صدر في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه. أما السبب الثاني الذي يؤخر البت في ملف شهود الزور فيتعلق بعدم تعيين الرئيس الجديد لمجلس القضاء الأعلى الذي لن يدرج على مجلس الوزراء في جلسته بعد غد الأربعاء.

واعتبرت المصادر الوزارية أن هناك مشكلة تواجه تأييد اقتراح الوزير قرطباوي تعيين القاضي مشلب، وقالت إنها لا تكمن في الاعتراض على شخصه ولا كفاءته المشهود بها، إنما في مبادرة الوزير إلى حصر اقتراح التعيين به بدلاً من أن يتقدم من مجلس الوزراء بلائحة تضم ثلاثة مرشحين لهذا المنصب على الأقل ويترك له اختيار من يسميه. وأكدت أن الأجواء السياسية الراهنة في داخل مجلس الوزراء لا تشجع على المجيء برئيس لمجلس القضاء يصر فريق في الحكومة على تسميته على رغم أنه يتمتع بالكفاءة المطلوبة وقالت إن تعيينه سيلقى معارضة تفوق أكثرية الثلث في المجلس وهذا ما يفتح الباب أمام البحث عن مرشح آخر.

ولفتت إلى أن مجلس الوزراء يقترب الآن من الدخول في مرحلة جديدة من الاشتباك السياسي الذي يمكن أن يتفاقم ما لم يتقرر إيجاد المناخ المناسب لتسويق التسويات التي لن ترى النور إلا بالتوافق وتحديداً في شأن ملف شهود الزور الذي يستهدف من وجهة فريق في المعارضة مجموعة من كبار الموظفين المطلوب إبعادهم عن مراكزهم أو إقالتهم وهذا ما لا يوافق عليه رئيس الحكومة الذي تجاوز اختبار تمويل المحكمة ونجح في تقديم نفسه على أنه قادر على الوفاء بالتزاماته أمام المجتمع الدولي وبالتالي لن يقدم على تغطية خسارة تطيح ما حققه جراء كسبه لمعركة التمويل.

 

كنعان: الإصلاح خط أحمر والطائف أعطى الشرعية للمقاومة

النهار/قال امين سر "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان ان اعتكاف وزراء التكتل "رسالة اولى نتمنى ان تكون وصلت".  كنعان مثل رئيس التكتل  النائب ميشال عون في عشاء سنوي لهيئة الجديدة - البوشرية السد في "التيار الوطني الحر"، في حضور رؤساء بلديات وجمع من المؤيدين ورأى في كلمته، ان "لا تعارض بين المحكمة والعدالة واولويات الناس. سائلا في  السياق" لماذا يطرح كل مرة السؤال متى الموازنة والحسابات واموال البلديات وتسليح الجيش والكهرباء والمياه؟ لماذا  يتكرر هذا السؤال منذ اول وعينا، لماذا لا يكون واجباً آنياً، مثل الأكل والشرب وكل شيء نحتاج اليه يومياً(...)؟". اضاف: "فليكن واضحاً للجميع، انه كما كانت السيادة والاستقلال ولا تزالان خطاً احمر لا مساومة او مفاوضة او كلام مع اي كان، في ما يتعلّق بالإصلاح الذي على اساسه خضنا اشرس المعارك ". وتناول اتفاق الطائف قائلاً: "كلما تحدثنا عن الصلاحيات او جدول الأعمال أو الأوليات او حتى التمثيل المسيحي في السلطة الذي نفخر به، يأتي الجواب ان الطائف ليس هكذا واننا نعتدي على الطائف. اسأل اليوم، ما هو الطائف؟ هل هو العنوان والغطاء لكل ما حدث منذ عشرين عاماً حتى اليوم؟ هل الطائف، هو الذي سمح  باهدار المال العام واستباحة اموال اللبنانيين والحسابات المالية حتى هذه الساعة؟ هل الطائف هو الذي اعطى السوري الغطاء، حتى حدث ما حدث، وضربت الديموقراطية والعدالة في لبنان؟ أليس الطائف هو الذي اعطى الشرعية لسلاح المقاومة وحزب الله، الاشخاص انفسهم الذين شاركوا وصفقوا  تحت العنوان نفسه الذي هو الطائف ينزعون اليوم هذه الشرعية(...)".

 

لا استقرار ثابتاً مع خلاف على المحكمة والسلاح/نصرالله لم يشقّ الطريق إلى الحوار

اميل خوري/النهار

اذا كانت قوى 8 آذار وافقت على تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حرصاً منها على الاستقرار الداخلي لان رفض هذا التمويل قد يكون ذا عواقب وخيمة على الاوضاع الاقتصادية والمالية والمصرفية في البلاد، فلماذا لا تعترف بهذه المحكمة وتتعاون معها فلا يبقى عندئذ موضوع خلاف مع قوى 14 آذار، اذا كانت حريصة فعلا على الاستقرار الداخلي؟ ولماذا لا تتفق مع هذه القوى على سبل تجنيب لبنان تداعيات ما يجري في سوريا حرصاً على هذا الاستقرار ايضا وتجنب اخطار هذه التداعيات التي قد تكون اشد من تداعيات رفض التمويل؟

لقد حال الخلاف على المحكمة الدولية وعلى سلاح "حزب الله" دون تشكيل حكومة وحدة وطنية تتخذ القرارات المهمة بتوافق القوى السياسية الاساسية في البلاد المشاركة في هذه الحكومة، وكي لا يستأثر في اتخاذها طرف واحد. فلو ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اعلن في كلمته في مجلس عاشوراء ان قبوله تمويل المحكمة الدولية هو اعتراف بها وهو مستعد للتعاون معها لمعرفة الحقيقة والوصول الى العدالة، وذلك بالدفاع عن المتهمين الاربعة من عناصر الحزب امام هذه المحكمة بالرد على القرائن بقرائن، لكان شق الطريق الى طاولة الحوار انطلاقاً من هذا الموقف، هذا الحوار الذي عاد الرئيس ميشال سليمان ودعا اليه، كما اكد الرئيس بري "ان الحرص على لبنان يكون بالتفاهم بين اللبنانيين وفي استمرار البحث عن الحل وفي الحوار الوطني، معتبرا ان الحل ليس باستقالة الحكومة وان الاستقرار هو مسؤولية الجميع. كما قال الرئيس ميقاتي "ان خطوة تمويل المحكمة ليست انتصاراً لفريق او انهزاماً لآخر ولا هي تسليم باتهام اشخاص او جهة بالضلوع في جريمة الاغتيال، انه قرار وطني يحفظ لبنان ولا يعرضه لاختبارات قاسية بدأت تلوح طلائعها في اكثر من مجال".

غير ان موقف السيد نصرالله الذي اكد فيه انه لا يعترف بالمحكمة، اعاد غلق ابواب الحوار كما اغلقها من قبل بإصراره على بت ملف شهود الزور. والموضوع الآخر الذي كان يمكن الاتفاق عليه ليكون مطروحاً للحوار، هو موضوع سلاح "حزب الله" ليس من اجل تخلي الحزب عنه، بل من اجل وضعه في تصرف الجيش ما دام الحزب يؤمن فعلاً بمثلث: "الجيش والشعب والمقاومة" وكان هذا المثلث واحداً موحداً ولا فصل بينهم، فالتوترات الاقليمية ولا سيما ما يجري في سوريا يفرض الاتفاق على ضبط كل سلاح خارج الدولة كي لا يتكرر ما حصل عام 2006 عندما ردت اسرائيل بقساوة على خطف جنديين اسرائيليين وكما حصل في 7 ايار وما قد يحصل عند الحدود اللبنانية – السورية في منطقة الشمال نتيجة نزوح سوريين اليها وملاحقة الجيش السوري لهم حتى داخل الاراضي اللبنانية احياناً، او عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية.

واذا كان "حزب الله" مستعداً لان يضبط سلاحه وان يلتزم بذلك حرصاً منه على الاستقرار الداخلي الذي جعل تمويل المحكمة يمر، فمن يضبط السلاح في ايدي غير اللبنانيين، مثل المنظمات الفلسطينية التي لا تخضع لا للسلطة اللبنانية ولا حتى للسلطة الفلسطينية وهي تطلق الصواريخ على اسرائيل ويبقى مطلقوها مجهولين ويبقى التحقيق سريا اذا جرى.

لذلك فالاستقرار الداخلي يبقى معرضاً للخطر جراء سلاح غير منضبط سواء كان في يد مجموعات لبنانية او مجموعات غير لبنانية، ولا بد لحماية هذا الاستقرار من العودة الى طاولة الحوار شرط ان توافق قوى 8 آذار وتحديداً "حزب الله" على ان تكون المحكمة والسلاح موضوعين مطروحين للبحث فالمحكمة تواجه بعد حل عقدة التمويل عقدة التمديد لها في آذار واشتداد الحوادث في سوريا مع بقاء السلاح خارج الدولة من دون ضابط قد يتسبب في نقل هذه الحوادث الى لبنان، وهذا ليس سراً بعد تصريحات مسؤولين في حزب الله وحلفاء آخرين لسوريا في لبنان.

والغريب ان الجميع يدعون الى معالجة موضوع المحكمة والسلاح بالحوار، لانه من غير الطبيعي ألا يوجد تواصل بين اللبنانيين واذا لم يكن الحوار اليوم فمتى يكون؟ فالانقسام كبير والاخطار كبيرة في لبنان والمنطقة والمناخ الاقليمي يتجه الى تصعيد والضرورة تقضي بتحصين لبنان ازاء ازمة سوريا كي لا يظل اللبناني في خطر ويكتفي بالاعتماد على القول ان لا مصلحة لحزب الله في حرب داخلية ولا في تحرش على الحدود مع اسرائيل حماية للبنان من تداعيات المنطقة او بالاعتماد على قول العماد ميشال عون في تصريح له "لو احترق الشرق الاوسط كله فلبنان ثابت وقوته بتنوعه"... وقوله لمناسبة عيد مار يوسف في حارة حريك: "علينا حل خلافاتنا بالحوار وليس بالدم" وقد اختار اخيرا الاستقرار الداخلي على رفض تمويل المحكمة.

الواقع ان لبنان في منطقة مشتعلة فينبغي إبعاد نارها عنه، ولا بد من حوار لوضع استراتيجية تحميه، وإلا واجه مزيدا من الانقسام، فالاوطان كالافراد والجماعات تحتاج كما قال البطريرك الكاردينال صفير "الى التعاون المتبادل لخيرها وسلامها، فبالوحدة نحمي الحاضر ونهيئ للمستقبل".

 

وماذا عن فتنة العتمة ؟

نبيل بومنصف/النهار

قبل ان يضرب الهجوم الارهابي نيويورك في 11 ايلول 2001، رزحت هذه المدينة الساحرة رمز العملقة الرأسمالية والعمرانية سنوات طويلة تحت وطأة ليلة "سيئة السمعة" انقطعت فيها الكهرباء عنها واستبيحت بكاملها للرعاع وفوضى تاريخية لا تزال ذكراها حتى الان تنافس ذكرى نحو ثلاثة آلاف ضحية أودى بهم 11 ايلول المشؤوم. يقال ان الظلمة امارة باشعال الغرائز وإلهاب الشياطين وايقاظ الفتن . ثمة فتن اجتماعية و"بسيكولوجية" اشد خطرا من كل تحريض وتعبئة. ولعل المبتلين منا بمجايلة "الحرب الاهلية" اياها التي لا يزال كبار القوم السياسيين عندنا يحاضرون في عفة الترفع عن غرائزها يذكرون ان الجولات الدامية سحابة 15 عاما لم تترك في الذاكرة الجماعية اهوال الحرب وحدها وانما ايضا صورة بيروت ومدن لبنان وبلداته وقراه غارقة في عتمة البؤس ونيران الغضب المعتمل في كل الانحاء المدمرة. منذ عام 1993، استحالت معضلة الكهرباء ازمة سياسية وانمائية وايضا ازمة سوء ادارة وفساد بكل المعايير. كانت شرارتها الاولى في ازدحام الشهيات المفتوحة على هذا القطاع الحيوي الخطير و"اطاحة " الوزير الراحل جورج افرام وخطته الاصلاحية الحقيقية وراحت تموجات المعارك السافرة والضمنية تعلو وتهبط مع كل عهد وكل حكومة وشعارات " 24 على 24 " الى ايامنا الحاضرة هذه. استهلكت هذه الازمة اجيالا من الرئاسات والوزارات والرجال تماما كما ابتلعت في حفرتها السرية المليارات المتراكمة. باتت "الازمة العملاقة "من دون منافس، فهذه الازمة الازمة بلا منازع ما دامت تستأثر بأكثر من ثلث وربما نصف الدين العام العملاق وخدمة دينه . لو قيض للبنان في يوم، وهو لن يأتي حتما في ايامنا وايام ابنائنا واحفادنا، ان يشهد مساءلة بمعايير متجردة حقيقية، لرفعت فوقه لافتة واحدة هي اختصار لعقود من استباحة حقوق الناس في الكهرباء، وعقود مثلها لقصور دولة وفسادها. ولو قيض للبناني أن يصف ازمة الكهرباء لاختصرها بعبارة واحدة: "بروح العاشق ويأتي المشتاق". خلص الامر الى تراصف خطط موضوعة على الورق وعتمة زاحفة على كل لبنان. خطط خيضت على اسمها في الحكومة الحالية معارك وعنتريات ولا تزال. ثم ابتدعت الازمة ظاهرة انفصالية طارئة وجديدة لم تعرفها سنوات الحرب نفسها ، فجرى "احتلال" موصوف لمعمل الزهراني وفصل عن الشبكة ولا يملك اللبنانيون تفسيرا ولا تفصيلا وسط ابتلاع الألسن وكمّ الشفاه والافواه عن النطق ومن اقصى الشمال الى اقصى الجنوب وما بينهما بقاعا وجبلا وعاصمة، عتمة ترخي بفتنتها على عموم المتظلمين. فكيف لا نخشى فتنة مع كل هذا العتم وكل هذا الصمت المعمم المشبوه؟

 

إرباكات رافقت حساباتها الأخيرة أسوة بقوى 8 آذار/14 آذار تكسب نقاطاً لا تُحسن توظيفها

روزانا بومنصف/النهار

تحتاج قوى 14 اذار الى عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت بصرف النظر عن الظروف التي تملي على الرئيس السابق للحكومة البقاء مرحليا خارج لبنان ومدة هذه الاقامة، فمع ان هذه القوى لا تنتمي الى حزب واحد وتشكل ائتلافا من القوى والتحالفات تبرز في تعدد الآراء من جملة التطورات الحاصلة، الا ان دور الحريري وكتلته محوري في تماسك هذه القوى وفي تحديد مسارها. وقد ظهرت هذه الحاجة القوية لوجوده في التطورات الاخيرة وما آلت اليه الامور على صعيد تمويل الدولة اللبنانية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، اذ ان كل المعطيات تحدثت عن ثقة لدى الحريري وفق ما نقل متصلون به بأن الرئيس نجيب ميقاتي سيذهب الى تمويل المحكمة على عكس آراء شخصيات متعددة في قوى المعارضة اعتقدت غداة تلويح رئيس الحكومة بالاستقالة على وقع المواقف المعلنة والرهانات القوية لقوى 8 اذار على رفض المحكمة ان الامور ترجح استقالة الحكومة على تمويل المحكمة. ولم يخف كثر ان التوقعات كان يجب ان تكون مختلفة نتيجة المؤشرات حول تمسك النظام السوري بهذه الحكومة بأي ثمن كان لانها بمثابة حبل النجاة الذي يبقيه طافيا في المياه بدلا من الغرق.

ينتقد بعض من قوى 14 اذار أداء هذا الفريق ويوافق غالبيتها على الانتقادات التي توجه اليها في معرض التقصير عن مواكبة المرحلة لاداء مختلف او عن احباط اصاب جمهورها نتيجة اعتبارات من بينها ان غياب الحريري يترك فراغا كبيرا على رغم التنسيق والاتصالات المستمرة. فما حصل مثلا في موضوع تمويل المحكمة كان مكسبا مهما لقوى 14 اذار باعتبار ان قوى الاكثرية التي تضم من قوى 8 اذار مررت التمويل من دون اي مشاركة لقوى المعارضة في الحكومة. وقد حقق ذلك مطلبا مهما لهذه القوى ظهر لمراقبين كثر انها لم تحسن تلقفه. اذ غلب على مواقف قيادات معارضة ارتباك ضيع المكسب وساهم في تهميشه وكاد هذا التضييع يكون كاملا لولا مسارعة رئيس كتلة المستقبل الى تلقف الخطوة على انها خطوة جيدة ولو انها حصلت باسلوب ملتو ويسجل في خانة الخرق الدستوري علما انها سحبت بسرعة توقفها عند هذه النقطة على اساس العمل على اكل العنب لا قتل الناطور، فحين تحقق المعارضة، اي معارضة، في اي دولة مطلبها الذي يكون مغايرا كليا لافرقاء الحكومة، فان هذا الامر يعد انتصارا كبيرا لها في السياسة بغض النظر عن ماهية او طبيعة المطلب الذي تحقق. لكن بعض قوى المعارضة ارتبك على غرار ارتباك سابق احدثه تلويح الرئيس ميقاتي بالاستقالة من الحكومة. اذ ان هذا الامر كان سيؤدي الى احتمالات فتحت على الغارب وهي في الواقع فاجأت الجميع في المعارضة كما في الموالاة. وقد ظهر ارتباك قوى 8 اذار واضحا في الخطوة التي اقدم عليها وزراء "التيار الوطني الحر" واخرين بحيث طغى على ارتباك خصومها من دون ان يلغيه. فتفاوتت مواقف قوى 14 اذار بين من تخوف من فراغ حكومي نتيجة استقالة محتملة لميقاتي متلاقيا مع بعض قوى او غالبية قوى 8 اذار ومن ارتبك في مواجهة هذا الاحتمال واي اتجاه يمكن ان تسلكه الامور. لكن في المحصلة لم تظهر قوى 14 اذار في موقع من كسب معركة او جولة سياسية مهمة وهو امر ظهر في عشوائية الردود وتعداد الخسائر والارباح على رغم ان التقويم الموضوعي والدروس يسمح بتسجيل نقاط كثيرة في مرمى قوى 8 اذار. اذ ان تمويل المحكمة على اهميته ليس الهدية الوحيدة التي قدمت حتى الان الى هذه القوى بل ان التعثر الحكومي في سائر الملفات يقدم مضمونا مهما للمعارضة على كل الصعد تقريبا خصوصا في ضوء مزاعم لقوى 8 اذار عن دحض مرحلة سابقة مليئة بالاخطاء والثغر وتنصلها منها على نحو كلي. فقوى 14 اذار تمارس المعارضة الانفعالية شأنها شأن قوى المعارضة السابقة خصوصا منها تلك التي يعتمدها التيار العوني، في حين انها تمتلك القدرة على ان تتناول كل ملف بدوره وتظهر عدم قدرة الحكومة على السير بما تريده من دون رأي المعارضة كما حصل بالنسبة الى موضوع تمويل المحكمة ولو ان هذا الاخير حكمته اعتبارات خارجية وسورية.

ثمة ضرورة ماسة لدى قوى 14 اذار من اجل اعادة تقويم ادائها وسياستها في ضوء التطورات السورية وتداعياتها شأنها في ذلك شأن قوى 8 آذار التي تحتاج بدورها الى اعادة النظر في كل السياسة التي تعتمدها مع انهيار ركن اساسي من اعمدة معركتها الداخلية خصوصا بالنسبة الى "حزب الله" ومع انعكاسات اساسية مرتقبة وحتمية لما يجري في سوريا. وعلى رغم الاقرار موضوعيا بأن احدا لا يمكنه التنبوء بطبيعة المتغيرات التي تنتج من الوضع السوري، الا ان هناك عناوين متوقعة في اي حال ولا يفترض ترك الامور الى حين حصولها بل الإعداد لمواكبتها. 

 

مرحلة ما بعد التمويل وخطاب نصر الله:تصعيد أو انضباط تحت السقف المعروف؟

ابراهيم بيرم/النهار

لا ريب ان لبنان صار منذ منتصف الاسبوع الماضي تحت عنوان مرحلة ما بعد دفع لبنان لحصته من رصيد تمويل المحكمة الدولية، وما بعد مندرجات خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المبني عمليا على انطواء البند الذي انصرف اليه لبنان على مدى اشهر طوال، وهو الذي بات يعرف في القاموس السياسي اللبناني ببند تمويل المحكمة. ولأن كل الفئات السياسية في لبنان باتت تدرك ان الواقع السياسي في المرحلة الجديدة  سيدور حتما في فلك هذين المستجدين، او بمعنى اخر سيكون اسير هذين المعلمين، فإن السؤال المطروح: اي معالم وسمات ستحملها المرحلة، واي ظلال ستلقيها على الساحة حاضرا  ومستقبلا؟ هل هي مرحلة تصعيد تحمل في طياتها وثناياها احتمالات السوء، وخصوصا ان علامات التوتير اطلت برأسها في اعقاب هذين الحدثين معا، ام انها قد تعيد نظم الامور وترتيب الاوراق وتبريد الساحة الساخنة على نحو يمكن معه امرار الامور كما مرت منذ ان أُخرج تيار "المستقبل" وزعيمه سعد الحريري من سدة الحكم، وصار للواقع السياسي عنوان اخر، واكثرية اخرى تمسك بزمام الامور، بصرف النظر عما يقوله فريق المعارضة والاعتراض على هذه الواقعة الفارضة نفسها؟ ثمة في الاوساط التي هي على تماس يومي مع دوائر القرار في "حزب الله" من يتحدث عن ثلاثة معالم اساسية لا يمكن ولوج طريق سبر اغوار المرحلة التي شرع قطارها في الانطلاق منذ ايام، وبالتالي تستشرف آفاقها ولو على قاعدة التحليل والاستقراء وربط الوقائع بعضها ببعض.

المعلم الاول: ان هذه المرحلة صارت مقرونة  بمضامين من خطاب السيد نصرالله، بحيث لن تستقيم اية قراءة استشرافية من دون أخذ في الحسبان لما ورد في الخطاب من وقائع وعناوين ومطالب جديدة او قديمة مستجدة. المعلم الثاني: ان عملية تمويل المحكمة و"محاكمة" رأس "حزب الله" لهذه العملية، وقبوله بها، وإن على غير رضا وضمن سقف شروط، فرضت نوعا من الانطفاء على فريق 14 آذار الذي عاش طوال الاشهر العشرة الماضية على وقع مسألة التمويل، باعتبارها أداة الحشد والتحريض والتهويل الاساسية الموجودة في حوزته، وبالتالي ستبقى الحيوية السياسية من الآن فصاعدا محصورة في حدود الاكثرية ذاتها. المعلم الثالث: وبناء عليه، سيكون موضوع شهود الزور "نجم" المرحلة، خصوصا ان الرئيس نجيب ميقاتي يعرف قبل سواه بأنه صار مطالبا بأن يرد عل "تحية" الحزب له بإمراره الصعب لمسألة تمويل المحكمة، بتحية مثلها او احسن منها، اي برفع قضية شهود الزور الى المجلس العدلي "بمفعول رجعي" كي تأخذ اللعبة مداها، ويكون ذلك اساسا لا غنى عنه لاستقامة العمل في داخل الحكومة الحالية، وكي تمضي قدما الى الامام بدل حال المراوحة الذي عاشته في المرحلة الاخيرة، اذا ما اعتبرنا ان موضوع مطالب العماد ميشال عون وتياره امر شبه محسوم، وفق ما اوحت  اجواء الرئيس ميقاتي.

وبناء على التفاعل مع كل ذلك، ثمة من يرى ان الحكومة باتت امام أمرين، فإما انها "ستجيد" عملية تقطيع الوقت في انتظار جلاء المشهد الاكبر في المنطقة بدءا من سوريا وخصوصا خلال الشهرين المقبلين، وإما ان تكون هذه الحكومة امام المرحلة الاصعب، وهي مرحلة بروتوكول المحكمة الدولية بين لبنان والامم المتحدة، وانطلاقا من الرغبة العارمة لدى فريق 8 اذار في ان تكون اللحظة الموعودة لالحاق ضربة كبرى بهذه المحكمة.

وبالطبع، ثمة من يرى ان هذه المسألة ستفرز في شكل حاسم الوقائع التي لم تستطع مسألة تمويل المحكمة ان تفرزها.

وفي صفوف قوى الاكثرية من يرى أن الواقع الانتظاري لشهر آذار المقبل، وهو موعد الفصل والحسم على اساس البروتوكول، سيجعل قوى الاكثرية امام امتحان اخر، واستطرادا ستكون امام سباق سياق متصل وليس سياقا معزولا، لا سيما بعدما باتت بعض مكونات هذا الفريق تقيم على اعتقاد فحواه ان ميقاتي صار مديونا لها، بعدما سلفته ورقة كبيرة ستتيح له استخدامها وتوظيفها لتعزيز رصيده في داخل "شارعه" وهاجسه الاول تجاهه هو دوما الشعور بالضعف والرغبة في تعزيز حضوره في مواجهة خصومه الاكثر تجذرا وامتدادا، فضلا عن انها ستفتح له ابواب عواصم ودول كانت حتى الامس القريب موصدة في وجهه، او ان فتح مصاريعها مرهون بنجاحه في امتحان امرار تمويل المحكمة، وهذا ما تحقق وانجز قبل وقت قصير ولم يكن ذلك بفضل الصرخة الاعلامية الكبرى لميقاتي بقدر ما كان بجملة ضغوط عالية الوتيرة على المعترض الاول وهو "حزب الله" الذي لا ينكر القريبون منه ان في الامر قطبة ليست مخفية عنوانها رغبة دمشق في ألا تقضي حكومة ميقاتي نحبها، وان لبنان والعراق والاردن هي الساحات التي تعول عليها القيادة السورية كمرتكزات اساسية لكسر حلقات الحصار التي ترتفع قضبانها حول سوريا. 

 ولا شك ان في اوساط قوى الاكثرية من يتحدث وإن بصوت خفيض نسبيا عن ان معركة التمويل وما رافقها واعقبها مباشرة، قد خلق محاور ثلاثة في داخل الاكثرية ستكون لها طريقة تعاطيها مع احداث المرحلة الجديدة، سواء الموروثة أو تلك التي يتوقع ان تستجد.

فالمحور الاول يضم الى الرئيس ميقاتي، رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط، الذي استبق التطورات بالامس ورسم رؤى معينة "سلبية" حيال مسألة ملف شهود الزور، بينما يشكل الرئيس نببيه بري والنائب سليمان فرنجية وحزب "الطاشناق" محورا وسطيا له هواجسه وحساباته الخاصة المتمايزة والتي افصح عنها بخفر خلال مرحلة التمويل.

وبالطبع يشكل "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" المحور الثالث المتمايز برفعه سيف العداء ضد المحكمة الدولية ورفضه التعاطي ولو بدبلوماسية في معركة مواجهتها، ولا يخفي رغبته في وضع حد لمفاعيلها مهما بلغت حدودها نهائيا. والسؤال المطروح: على اي مناخات فتح الخطاب القاسي في لهجته للسيد نصرالله المبني على مسألة التمويل؟ أعلى آفاق "حوار" ام تصعيد، وخصوصا أنه استخدم مفردات ومصطلحات ذكرت باحداث ايار عام 2008؟ الذين هم على صلة بأجواء "حزب الله" مسموح لهم ان يؤكدوا ان كلام السيد رغم لهجته القاسية كان تحذيرا للآخر اكثر مما كان دعوة للنزال والمقارعة، لان الرجل، وقد بلغه تراكم "الاحتقان" في داخل جمهور الحزب وشارعه من جراء التصعيد الاعلامي والسياسي والتحريض الذي مارسه الفريق الآخر في المدة الاخيرة، أراد ان يبلغ الاخرين انه يتعين عليهم ألاّ يمضوا قدما في خطاب التصعيد ولا يعيدوا تكرار الحقبة التي سبقت مباشرة مرحلة ما قبل احداث 7 ايار عام 2008، والتي كانت سببا من اسباب تلك المرحلة.

انها اذاً في تفسير هؤلاء اشارة من السيد الى الرغبة في مد يد الحوار لهذا الفريق في هذه المرحلة، بقدر ما هي تنبيه لمن يعنيهم الامر، لئلا يعودوا الى الاساليب الموصلة الى خطأ وخسارة، "فلا تجربوها ولا تجربونا". وبمعنى آخر، بدأت معالم مرحلة ما بعد التمويل تفرض نفسها، خصوصا من فريق 8 آذار، وبالتالي لا حوار مرتقبا وموعودا لايجاد تسوية بين طرفي الصراع، بل دعوة الى الانضباط تحت سقف شروط اللعبة كما بدأت منذ كانون الثاني الماضي.

 

إن لم يكن خطاب نصر الله الأخير "فتنة" فما تكون الفتنة؟

 وسام سعادة/المستقبل

إنْ لم تَجد الفتنة المذهبية أفضلّ نصّ يمثّلها ويبرّرها ويعمّمها من خلال الكلام الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله، فماذا تكون الفتنة؟

هوَ يحسب أنّه، بإبتعاده عن الشكل الغرائزيّ المباشر للتحريض المذهبيّ، يكون بمنأى عن الإنزلاق إلى مواقع خطاب الفتنة. ويكون مسلّحاً، كذلك الأمر، بالقدرة على إتهام الآخرين بالتهافت الى خطاب الفتنة. وهكذا، ينتهي بنصر الله المقام إلى النتيجة التالية: الخطاب الذي يسوّغ لإستمرار معادلات الغلبة الفئوية القهريّة والتعسّفية، سواء في سوريا أو في لبنان، هو عنده خطاب وطنيّ وممانع ومقاوم، في حين أنّ أي خطاب يحتجّ على هذه المعادلات أو يدعو للإطاحة بها، فهو حتماً خطاب مُفتِن وخائن، ليسَ فقط إن تقصّد ابتذال المشاعر الغريزية، بل بمجرّد أن يُشار إلى الطابع الفئويّ، القهريّ والدمويّ للغلبة الفئوية، المذهبية، التي نرزح تحتها، في البلدين. فتأمّل!

وهو يحسب أنّه بمنأى عن الوقوع بالفتنة، لأنّه يقاتل أهل المذهب الآخر ليس من حيث هم أهل مذهب آخر، وإنّما من حيث الخيارات الإستراتيجية التي يوالونها، أي لخلاف في السياسة لا في العقيدة. فهل أنّ صاحبنا قادر أصلاً على الفصل بين سياسة وعقيدة؟ أم أنّ المرجعية الغيبية المطلقة هي منظاره ودليله إلى العقيدة كما السياسة؟ هل يتبع مذهباً وضعيّاً أو علمانياً في السياسة كي يجوز له ما يجيزه لنفسه هنا؟ لنتفّق على أمر واحد على الأقل: إمّا هو أمين عام "حزب الله"، وإمّا هو على صورة "الحزب الإشتراكيّ الديموقراطيّ" الألمانيّ أو "الحزب الديموقراطيّ الليبراليّ" اليابانيّ. فالرجاء، الرجاء، إيضاح الهوية!

وهو يحسب أنّ الفتنة المذهبية غير قادرة على إختراق حقيقته النقيّة مطلقاً، والباقية أبداً، والمتفانية دوماً. لماذا؟ لأنّه مضاد للرصاص؟ بل لأنّ الآخرين لا يملكون رصاصاً، وهو يملك.. ثلاثين أو أربعين أو خمسين ألف صاروخ.. وما دام على أهبّة الإستعداد لمعاودة "الحسم" الدمويّ مجدّداً، أنى دعت الحاجة، فهو يعتبر الإرهاب الكلاميّ في هذا الإطار حسماً إستباقياً للفتنة، بل وقاية منها، فهل نأمل بأن يأتي يوماً من يخبره عن كمّ الأحقاد الدفينة والمستجمعة والمبتدعة التي يحييها عند كل جولة؟

وهو يحسب أنّ تراث المظلومية يجعله معصوماً من ظلم أناس آخرين، وأنّه بذلك يبعد عنّه وعن البلاد شبح الفتنة، إلا إذا صمّم الآخرون على "تجريب حظّهم" مرة أخرى. فهل من كشف قلبيّ يلهمه بأنّ المظلوميّة تولّد نقيضها حين تجتمع مع خطاب الإستقواء والصلف والإنتصاريّة، هذا الخطاب الأقرب إلى فكرة "الحتميّة التاريخيّة" الإلحاديّة منه إلى تراث التشيّع كما عرّفه هنري كوربان كـ"تشاؤم غير يائس"؟

ما يقوله السيّد يختصر في النهاية بالعبثية المنطقية التالية. ينطلق من مقدّمة صائبة وعامة: "لا أحد يلغي أحد" في لبنان، حتى لو سقط النظام البعثيّ في سوريا. لكن بعد ذلك يبدأ الإنزلاق: "لا أحد يستطيع أن يلغينا"، حتى لو سقط النظام البعثيّ، وحتى لو استمتنا في الدفاع عنه قدر المستطاع في الفترة الباقية له على قيد الحياة. ثم يصير الإنزلاق إنحرافاً عن المقدّمة الأولى: كي لا يفكّر أحد في الغائنا، ينبغي أن نلوّح موسميّاً، بقدرتنا على الغاء الآخرين، بل ينبغي أن نذكرهم أنّه سبق لنا وأن الغيناهم، كذا مرة من قبل، بل أنّهم الآن بحكم اللاغين، أو الملغيين.

هذا القدر من تهافت المنطق يمكنه أن يفسّر بأشكال شتّى، لكنّ من المؤكّد أنّه لا يشي بحيويّة فكريّة أو سياسيّة أو كفاحيّة من النوع الذي ما زال يراهن عليها السيّد نصر الله في صفوف حزبه ومقاومته. فالمسألة التي لم يعالجها بعد هي أنّه، وبصرف النظر عمّا إذا سقط النظام البعثيّ أو لم يسقط، وهو كان السبّاق إلى نعيه في هذا المجال، بل بصرف النظر عن الثورة السوريّة، وحتى لو افترضنا أنّها لم تقع من الأساس، فإنّ مشكلة "حزب الله" في شيخوخته المبكرة والمتزايدة في الفترة الأخيرة، لا يمكن مداواتها بهذا النوع من الخطاب. "حزب الله" بصيغته الحالية صار من الماضي. ليسَ بسبب الثورة السوريّة وحدها، بل لأنّ عالماً جديداً هو في طريقه إلى الولادة في كلّ مكان من العالم تقريباً، وفي هذا العالم الجديد لا مكان مضموناً فيه لزعيم حزب محليّ مسلّح يتصوّر أنّ العالم يمشي كما يريده هو.

 

رأى أن روسيا قد تمتنع عن التصويت في مجلس الأمن لكنها لن تستخدم "الفيتو"

برهان غليون لـ"المستقبل": عمر نظام الأسد أشهر معدودة

باريس ـ مراد مراد/المستقبل

مع كل يوم يمر حاصدا عشرات الشهداء، تنتفي بشكل اكبر موانع التدخل العسكري الخارجي لحل الأزمة السورية، ومع كل انقضاء مهلة عربية يقترب النظام من نهايته المحتومة. الإتصالات تجري بشكل مكثف بين القاهرة وانقرة وبروكسل وواشنطن وموسكو من اجل ازاحة النظام السوري عن السلطة بأقل اضرار ممكنة للداخل السوري والمنطقة.

ممرات أمنة، منطقة عازلة، فرض حظر جوي. تختلف التسميات ويبقى الواقع الملح واحدا وتبقى الاولوية لحماية المدنيين السوريين من آلة قمع لا تعرف الرحمة. المتظاهرون سلميا بشكل يومي يطالبون بتدخل خارجي ينهي معاناتهم، الجيش الحر ينادي به، ومنظمات حقوق الانسان الأممية شددت على ضرورة الاسراع به.

هذه الحقائق تعيها تماما الدول العربية وتركيا ودول الاتحاد الاوروبي، وهذا ما بدا واضحا في قرارات الجامعة العربية غير المسبوقة وهجاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للرئيس السوري بشار الأسد بشكل لاذع والسباق الذي يدور بين عواصم اوروبا الكبرى كباريس ولندن وبرلين على من منها سيعترف اولا بالمجلس الوطني السوري بعدما ربحت فرنسا الرهان في ليبيا. واصبح من الواضح انه بغض النظر عن نوعية هذا التدخل او شكله فإن مشاركة الولايات المتحدة الاميركية فيه ميدانيا او عدمه لا يهم. فالسيناريوات كثيرة والخطط بدأت تدرس جديا لوجستيا وتقنيا وقانونيا وعسكريا بين عواصم مختلفة في حين ابدت بعض الدول استعدادها للخوض في اي اجراء من شأنه انهاء مأساة الشعب السوري ونذكر منها على سبيل المثال كندا التي هي زميلة تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

في خضم التطورات الميدانية والمفاوضات الديبلوماسية، بدأت ملامح مستقبل الشرق الأوسط الجديد ترسم. وللوقوف على اجواء التحركات بين العواصم ووضع المعارضة السورية في بيتها الداخلي كان لا بد من لقاء مطول وشامل مع رئيس اكبر تكتل سياسي سوري معارض (المجلس الوطني) الدكتور برهان غليون، الذي رأى ان عمر نظام بشار الأسد أشهرا معدودة، لافتا إلى أن المعارضة السورية اتفقت على ورقة عمل مشتركة. وهنا نص الحوار:

الممرات الانسانية او المنطقة العازلة هما

اليوم موضوع النقاش الرئيسي عربياً ودولياً

الموقف التركي كان ولا يزال جادا وصادقا في الوقوف

الى جانب الشعب السوري والانحياز لثورته

ليس من عاقل في العالم يمكن أن يستمع

الى وليد المعلم أو يأخذ أقواله على محمل الجد

[ ما حال المعارضة السورية اليوم وما آخر الاتفاقات مع هيئة التنسيق الوطني؟ هل ستتحدون جميعا في مجلس معارض واحد ام سيستمر المجلس الوطني محاورا رسميا بإسم جميع المعارضين؟

ـ المعارضة السورية اليوم متفقة على رؤيا واحدة وهذا هو الاهم. اجمالا القوى المعارضة في أي بلد في العالم لا تكون بالضرورة متحدة في كيان سياسي واحد. لذا فالإتحاد في مجلس واحد او هيئة ساسية واحدة ليس هدفا نسعى اليه وخاصة اننا عرضنا على قيادات هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي الإنضمام الى المجلس الوطني السوري كسائر الأطياف المعارضة الاخرى لكنهم اكدوا انهم لا يريدون ذلك. فإتفقنا وإياهم على صياغة ورقة عمل مشتركة وبرنامج مشترك للمرحلة الانتقالية واسلوب عمل متناسق للمرحلة الآنية اي العمل على اسقاط النظام. هذه الورقة المشتركة تصبح وثيقة من اجل عقد مؤتمر وطني تطالب به الجامعة العربية من اجل تعزيز ودعم الدور العربي للإعتراف الرسمي بالمجلس الوطني والتأسيس لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا.

ولعله من الضروري التذكير بأن المجلس الوطني يضم معظم التنسيقيات على الأرض، إن لم يكن جميعها، وهو يمثل الثورة سياسيا وهو الطرف السوري الذي يحاور جميع الأطراف الدولية فيما يخص الموضوع السوري وهذا كان واضحاً خلال الأسابيع الماضية وسيتعزز خلال الأسابيع القادمة.

[ هل توصلتم الى اتفاق نهائي حول هذه الورقة؟ وما مضمونها؟

ـ لقد حصلت نقاشات طبعا بشأن ورقة العمل المشتركة، واظن ان وفد المجلس الوطني توصل مع هيئة التنسيق الى اتفاق سيتم عرضه على المعارضة. يرتكز الاتفاق بشكل رئيسي على اربعة نقاط هي:

اولا: الهدف من اي محادثات تجري بخصوص الأزمة السورية يجب ان يكون حول نقل السلطة الى حكومة ديموقراطية تمثل الشعب، اي انه لم يعد هناك اي مجال للحوار مع النظام الذي رفض تماما تطبيق المبادرة العربية. ولا حوار مع النظام لا حول اصلاحات ولا حول تسوية ولا حول اي موضوع آخر. هناك فقط قبول بالتفاوض حول نقل السلطة الى الشعب.

ثانيا: الإجراءات التي ستتبع ذلك هي تنحي بشار الأسد. ولا اقول هنا كلمة "رئيس" لأنه لم يعد رئيسا بنظر الشعب السوري. وهذا التنحي هو اشعار ببدء المرحلة الانتقالية وسيكون الخط الفاصل بين المرحلة الراهنة ومرحلة الانتقال الى الديموقراطية التي ستبدأ ايضا بتطبيق قرار المجلس الوزاري العربي عبر سحب قوى الامن من الاحياء والشوارع واطلاق سراح المعتقلين جميعا من دون استثناء.

ثالثا: بعد تنحي الأسد يتم التباحث مع رجال الدولة السورية غير المتورطين في اعمال القمع والعنف، التي يرتكبها النظام ضد المدنيين، من اجل اشراك هؤلاء في رسم معالم المرحلة الانتقالية في سوريا.

رابعا: اعداد اجندة واضحة للمداولات وتحديد سقف زمني لإنهائها.

هذه هي النقاط الرئيسة التي تتفق عليها جميع اطياف المعارضة السورية دون استثناء. هذه الورقة سوف تنجز في القريب العاجل ان شاء الله بإنتظار الموعد الذي تحدده الجامعة العربية لعقد المؤتمر الوطني.

[ العديد من السوريين يطالبون بضم المعارض هيثم المالح الى المجلس الوطني السوري. ما موقفكم من هذا المطلب؟

ـ هيثم المالح اسم كبير في سوريا وهو في اساس الحركة الاحتجاجية الشعبية والثورة السورية. ومكانه محفوظ في المجلس الوطني وفي المكتب التنفيذي متى أحب الإنضمام.

[ لقد كان مُجدْوَلاً ان تعقد الهيئة العامة للمجلس الوطني اجتماعها الاول في تونس مطلع الشهر الجاري. لكن الاجتماع لم يُعقد. لماذا؟

ـ اضطررنا الى تأجيل الاجتماع في تونس الى منتصف الشهر الجاري لأسباب لوجستية بحتة. تم تأجيله اسبوعين لإستكمال الإستعدادات اللوجستية والأمنية والفنية.

[ بما ان الحلول مع المعارضين الآخرين قد اجترحت ولم يعد هناك خلاف بين الاطياف. ماذا تنتظر الدول العربية والغربية للإعتراف بكم ممثلا شرعياً للجمهورية السورية؟

ـ طبعا نحن نسعى لهذا الاعتراف، وقد يكون هناك لدى الجامعة العربية موعدا زمنيا تحدده لهذه الخطوة. لكننا حتما سنطلب هذا الاعتراف من الجامعة العربية كما نطلبه من الدول الأخرى.

[ لقد تضمن البيان الختامي لمجلس خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل تنويها بالمعارضة السورية التي تنبذ العنف وتلتزم بالحريات والديموقراطية واكدوا ثقتهم بإلتزام المجلس الوطني بهذه النقاط. كيف تقيمون علاقة الاتحاد الاوروبي بكم؟

ـ اعتقد ان الاتحاد الاوروبي يخطو خطوات حثيثة نحو الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا للدولة السورية. فالطريقة التي تتعامل معنا بها الدول الاوروبية تدل على الاعتراف السياسي البحت فنحن لا نلتقي الا وزراء الخارجية ووفقا لبروتوكولات الزيارات الرسمية. وعندما نلتقيهم يؤكدون ان المجلس الوطني هو الممثل الرئيسي والشرعي للمعارضة وللثورة وقريبا لسوريا. انما ليس هناك الآن قرار دولي للإعتراف بالمجلس رغم اننا نسعى الى ذلك ونؤكد لدى الجميع مدى اهمية خطوة الاعتراف بالمجلس كإشارة تؤكد القطيعة النهائية مع النظام.

[ هل برأيك ستشكل الإدانة الواضحة الصادرة عن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة مظلة للممرات الانسانية التي طلبتم من وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه العمل عليها مع الفرقاء الدوليين؟

ـ الممرات الانسانية او المنطقة العازلة هما اليوم موضوع النقاش الرئيسي على طاولات الاجتماعات العربية والدولية. الجميع الآن يعد الخطط والتصورات الكفيلة بتحقيق هذه المناطق الآمنة لمساعدة الناس.. بالطبع ان ادانة النظام بجرائم ضد الانسانية من شأنه ان يزيد من حدة الضغوط على النظام ويحمل كافة الدول الى الاقتناع اكثر بجدوى الإسراع في انشاء هذه الممرات الانسانية او اي اجراء آخر يضمن حماية المدنيين السوريين ويجبر النظام على وقف آلة القتل.

[ اغلب الظن انه لن يوافق طوعا على مثل هذه المناطق. ماذا سيحصل في حال أصر على رفضه؟ كيف يمكن فرض آلية الممرات الانسانية هذه؟

ـ لا يزال هناك وقت للبحث في آليات تطبيق الممرات الأمنة. وبالطبع الجميع ينظر في هذه المسألة الآن ونحن نسعى في كل اتصالاتنا لتنفيذ هذه الخطة في اسرع وقت ممكن لأن كل ساعة تمر يدفع فيها اهلنا في سوريا ضريبة دم ثمنا غاليا لها.

[ لقد قصدت ان اسأل كيف سيتم فرض هذه الممرات؟ بالقوة العسكرية مثلا في حال اصر النظام على اغلاق ابواب سوريا امام المراقبين والمنظمات الانسانية ووسائل الاعلام الدولية؟ واي نوع من القوة العسكرية سيتم استخدامها ومن سيقوم بها؟

ـ لن نشرح الآن تفاصيل التدخل. نكتفي بالقول انها مسؤولية المجتمع الدولي وعليه ان يلتزم ويتعهد بها. الآلية المحتملة كما يفترض ان تكون بعد قرار الجامعة العربية والبيان الأخير لمجلس خارجية الاتحاد الاوروبي وادانة مجلس حقوق الانسان للنظام السوري بجرائم ضد الانسانية، في حال اصرار النظام على عدم وقف القتل والسماح بالمناطق الآمنة ورفض التوقيع على المبادرة العربية، هو ان ترفع القضية برمتها الى مجلس الأمن الدولي الذي يفترض فيه تحمل المسؤولية واصدار قرار يدين النظام. والتحدي يمكن هنا في مدى سرعتنا في انجاح الضغط على كل من روسيا والصين من اجل استصدار قرار يؤكد على الضرورة الملحة لحماية المدنيين.

[ ثمة من يرى ان مفتاح الضغط على بكين وموسكو هو اليوم بيد الدول العربية. خلال اتصالاتكم الاخيرة ولا سيما مع الحكومات العربية، هل لمستم لديهم اي امل في تغيير موقفي روسيا والصين؟

ـ نعم يوجد تغييرات في الموقفين الروسي والصيني. وانا اعتقد ان هناك امل كبير في تمرير قرار دولي في حال نجحت المفاوضات غير المعلنة التي تجري لا سيما مع الجانب الروسي. في مثل هذه الاوضاع هناك دائما مفاوضات معلنة واخرى غير معلنة تتم على مدار الساعة وخاصة بين الدول الغربية وروسيا. وانا اعتقد ان روسيا قد تمتنع عن التصويت لصالح القرار ولكنها على الأقل لن تستخدم حق النقض الفيتو. ونحن بصراحة خلال اجتماعنا بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو خرجنا بعناصر ايجابية جيدة واعتقد انه منذ ذلك الحين بدأ الروس جديا بالتفكير بتغيير موقفهم حيال الوضع في سوريا. اليوم الموقف الروسي أقل حدة مع المعارضة السورية من الفترة السابقة وهم اكثر انفتاحا على التعاون من اجل وقف آلة القتل والقمع وحماية المدنيين.

[ لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم اوضح في مؤتمره الصحافي ان النظام لا يخاف من تدخل عسكري عربي اذا حصل لأن العرب ليس لديهم قدرة كافية وبدا مطمئنا الى ان لا تدخل دولي طالما الفيتو الروسي موجود. ما تعليقك؟

ـ يعني هو حقيقة يتحدث دائما بأمور تفقده ما بقي لديه من مصداقية، مثلما حصل من خلال فيلم الفيديو الذي عرضه ليبرهن عن المآسي التي تحصل في سوريا على أيدي الارهابيين والعصابات المسلحة والجميع يعلم المصدر الحقيقي لهذه الصور. لهذا لا اظن ان هناك احدا عاقلا في العالم يمكن ان يستمع الى وليد المعلم او يأخذ اقواله على محمل الجد.

[ لقد استقبلتم في معظم العواصم العربية والاوروبية. حتى موسكو استقبلتكم ولكن اللافت ان واشنطن لم تقم بعد بهذه الخطوة حتى الآن. ما هو السبب برأيكم؟

ـ سؤال ممتاز يدل على ان ما يتشدق به كوادر النظام السوري وحلفاءه الايرانيين واتباعه في لبنان عن مؤامرة اميركية غربية لضرب النظام الممانع ماهو الا هراء وافتراءات على الشعب السوري العظيم الذي طالما احتضن كل عمل مقاوم لإسرائيل الى ان سقط القناع عن أوجه الذين يدعون المقاومة والممانعة سواء ايران او صنيعتها حزب الله. فبمجرد ان خرج السوريون المقهورون ليطالبوا بأبسط حقوقهم انكرهم الذين يطلقون على انفسهم إسم المقاومين واتهموهم بالعمالة تارة لأميركا وتارة لإسرائيل. نحن لم نتلق حتى الآن اي دعوة رسمية الى واشنطن على غرار الدعوات التي تلقيناها من دون ان نطلبها من كل من موسكو وبرلين وباريس ولندن وانقرة وغيرها من العواضم العالمية.

نحن انطلقنا من قناعة بقضية الشعب السوري وبدأ تحركنا على الصعيد العربي وحققنا نتائج مهمة وانتقلنا الى الجانب الاوروبي حيث حققنا ايضا نتائج ايجابية ومرضية. هذا لا يعني ان الاميركيين لا يجرون اتصالات معنا وربما يحصل لقاء رسمي قريبا، ولكن هذا ان دلّ على شيء فإنه يدل على ان الثورة السورية هي ثورة حقيقية لشعب يطالب بحقوق يمنحها الخالق للإنسان بمجرد وفوده الى هذا العالم، وليس كما يدعي حزب الله والنظامين الايراني والسوري بانها مؤامرة خارجية مبرمجة من الخارج. واود هنا ان اؤكد ان جميع الدعوات التي تلقاها المجلس الوطني السوري من العواصم الغربية جاءت بمبادرات من وزراء خارجية تلك الدول وليس بطلب منا.

[ اذا نفهم ان الاتصالات مع الدول الغربية تتركز بشكل رئيسي مع الاوروبيين وتحديدا مع وزير خارجية فرنسا الان جوبيه؟

ـ للصراحة جميع وزراء الخارجية الاوروبيين يقومون بمبادرات قوية لمساعدتنا. لا شك ان مواقف وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه عظيمة وداعمة جدا لنا وللشعب السوري ونشكره عليها، انما الوزراء الآخرون ايضا يقومون بمبادرات قوية جدا. واوضح هنا انه يوجد اتصالات ايضا مع الجانب الاميركي ولكنها لم تصل بعد الى المستوى نفسه من التواصل مع الجانب الاوروبي لكن الاميركيين يؤكدون لنا في اتصالاتهم دعمهم لجهودنا ونضال الشعب السوري. وبالطبع أهم اتصالاتنا هي التي نجريها مع جامعة الدول العربية التي هي اليوم صاحبة اقوى مبادرة لحضّ دول العالم ومجلس الامن الدولي على تقديم آليات تضمن حماية المدنيين السوريين.

[ التقيتم بقيادة الجيش السوري الحر أخيرا في اسطنبول. كيف كانت اجواء اللقاء وما مستوى التنسيق مع هذا الجيش؟

ـ طلبنا من الجيش الحر ان يضبط اعماله في اطار استراتيجية الثورة السلمية التي لا يزال المجلس الوطني يدافع عنها ويشدد على الحفاظ عليها. بمعنى ان عملياته يجب ان تقتصر على الدفاع عن الشعب وان لا يبادر بهجمات على القوى المسلحة الأخرى لأننا نعتبر افراد القوى المسلحة هم ايضا ابناء سوريا وهؤلاء سيلتحقون يوما ما بالثورة وربما يكون هذا اليوم أقرب مما نتصور. لذا نحن لا نريد ان ندخل في اطار حرب أهلية. نحن ايضا نريد من خلال التنسيق مع الجيش الحر، والتنسيق هنا لا يعني اننا نتبنى كل ما يقوم به هذا الجيش لكن التنسيق هنا يعني التشاور والحوار معه وطلبنا اليه تنظيم صفوفه جيدا اي ان يتمكن من الاتصال بجميع الجنود المنشقين الموجودين على مساحة الوطن كي تأتي عملياتهم جميعا منسقة ومسؤولة، وان يخضعوا لقيادة واحدة يأتمروا بها كي لا نقع مع الوقت في محظور نشوء ميليشيات تتصرف كل على هواها او ان تخرج مثل هذه الميليشيات عن نطاق السيطرة بعد سقوط النظام.

[ لقد تأسس المجلس الوطني في اسطنبول والجيش الحر يصدر اوامره من تلك المدينة التركية. كيف تقوم الموقف التركي الرسمي من الثورة السورية وخاصة بعدما ابدى اليوم رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ان صبر بلديهما تجاه الأسد بدأ ينفد؟ هل هذا يعني ان خطة المنطقة العزلة التي تتداولها تركيا اصبحت قريبة؟

ـ الموقف التركي كان ولا يزال جادا وصادقا في الوقوف الى جانب الشعب السوري والإنحياز لثورته. وهذا ما نتوقعه بطبيعة الحال من دولة ديموقراطية جارة كتركيا. الأتراك باتوا ينسقون بشكل حثيث مع الجانب الأميركي بشأن الملف السوري. أما في ما يتعلق بالمنطقة العازلة فالموضوع يبحث هذه الأيام بكل تفاصيله.

[ اعود هنا الى الخطوات التي يمكن اتخاذها من اجل تسهيل استصدار قرار في مجلس الامن. المراقبون يعتقدون ان اعترافا رسميا بكم عربيا ودوليا على غرار المجلس الانتقالي الليبي من شأنه ان يسهل هذه المهمة لأنه يرفع الغطاء بشكل حاسم عن النظام البعثي. لكنكم تتحدثون عن عقبات دولية قانونية تعرقل هكذا اعتراف، هل هذا له علاقة بعدم وجودكم على اراض سورية اي ان الانتقالي الليبي كان له منطقته الخاصة في ليبيا الامر الذي سهل قانونيا الاعتراف به دوليا؟

ـ الجميع يدرك ان ليبيا كان لها وضعا استثنائيا خاصا بها. لأنه في الظروف الطبيعية لا يتم الاعتراف بحركة سياسية على انها تمثل سلطة شرعية لبلد ما، ولا يوجد تقاليد تنص على الاعتراف بحركات سياسية معارضة على انها تمثل الشرعية في البلدان. انما الوضع الليبي كان استثنائيا فهم كانوا يسيطرون على ارض ليبية ولديهم جيش وحكومة اي انهم كانوا يملكون مقومات دولة حقيقية. والصراع هناك كان من اجل وضع بديل مباشر مكان نظام معمر القذافي. الوضع في سوريا ليس مشابها فنحن تآلف سياسي قوي لكننا لسنا حكومة. المجلس الانتقالي الليبي كان يشكل حكومة بديلة، نحن لم نشكل بعد حكومة وربما في حال قمنا بذلك سيتم الاعتراف بحكومتنا كسلطة شرعية تمثل الدولة السورية.

[ هل المناطق او الممرات الآمنة من شأنها السماح للمجلس الوطني السوري السيطرة على منطقة سورية ما تؤدي الى اعتراف فوري به ممثلا شرعيا للجمهورية السورية؟ قد تكون هذه المنطقة حمص مثلا نظرا لكونها المدينة الاكثر تعرضا لأعمال القتل والقمع؟

ـ لا يزال موضوع المنطقة التي سيقام فيها ممرات آمنة قيد الدرس. ومسالة تحديد اي مدينة او منطقة في سوريا هي مسالة تقنية ولوجستية ايضا. فمدينة حمص على الرغم من استهدافها بشكل كبير الا ان هناك مشكلة في موقعها الجغرافي لوجودها في وسط سوريا ولقربها من الحدود مع لبنان والوضع في لبنان ليس سهلا كما تعلمون فالسلطة اللبنانية بأيدي النظام السوري وحلفائه لذا لا يمكن المخاطرة بتوجيه الممرات الآمنة الى حمص لأنها قد تستوجب حماية عسكرية لتأمينها ليس فقط داخل الاراضي السورية بل ايضا داخل الاراضي اللبنانية. هذا تحدٍ رئيسي في بلورة هذه الموضوع ونحن ندرس هذا الموضوع بدقة وحذر من كافة الجوانب اللوجستية والعسكرية والأمنية والسياسية والمالية والقانونية.

[ يشكك البعض في جدوى العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة عربيا وعالميا على النظام. خاصة مع وجود حكومتين في لبنان والعراق قريبتين منه ومن حليفه الايراني. ما رأيك حول هذه المخاوف؟

ـ اعتقد ان هذه العقوبات ستكون فعالة فهي ستعوق جميع العمليات المالية والتحويلات وستوقف كل الاستثمارات والمهم انها ستدفع بطبقة رجال الاعمال والمستثمرين في سوريا الى النأي بنفسها عن النظام والابتعاد عنه. لأن هؤلاء سيرون فيها مؤشرا واضحا على ان النظام انتهى دوليا ومحليا وفقد سيطرته على الوضع المالي بشكل كبير وانه لن يتمكن من العودة الى ما كان عليه سابقا في اي حال من الاحوال.

[ تصريحات النظام تشير الى مراهنته على الوقت خاصة وان العام المقبل يشهد انتخابات رئاسية في فرنسا واميركا. وهو ينتظر ربما معجزة قد تنقذه في حال تغيرت الوجوه السياسية التي تضيق الخناق عليه اليوم. الى اي مدى انت تعتقد ان بإمكانه الرهان على هذا الموضوع؟

ـ النظام يعيش في الوهم واحلامه بعيدة جدا عن الواقع. هو يوهم نفسه بانه قادر على البقاء وقادر على الاستمرار في القتل وقادر على خداع المجتمع الدولي واستعادة علاقته السابقة مع الاسرة الدولية وهذا كله من المستحيلات. هذا ما تؤكده جميع الاجراءات التي تتخذها جميع البلدان بإستثناء روسيا والصين وايران ولبنان. وحتى روسيا والصين بدأتا من حين لآخر تؤكدان ان الوضع في سوريا لا يمكن ان يستمر على هذا المنوال فهما لا تستطيعان الى ما لا نهاية تغطية جرائم القتل اليومية التي ينفذها النظام السوري بحق شعبه. انه نظام واهم وليس لديه اي شعور موضوعي بالواقع.

[ هل لديكم ضمانات من الدول العربية انها ستواصل وضع ثقلها في الميزان لصالح تغيير النظام في سوريا وانها لن تتراجع اطلاقا ولن تخشى التحركات التي تثيرها ايران داخل الخليج العربي من حين لآخر لتوتير الأجواء الداخلية في البلدان العربية ؟

ـ اعتقد ان قرار الدول العربية بالقطيعة النهائية مع النظام السوري وازالته هو قرار نهائي ولا رجوع عنه.

[ لماذا اذا لم يطرد سفراء النظام السوري من العواصم العربية؟

ـ هذه اجراءات تتعلق بالسيادة والتفاصيل القانونية الخاصة بكل حكومة عربية. لكن المسؤولين العرب يؤكدون انها قطيعة نهائية مع النظام واجراءاتهم تدل على ذلك. والقرارات التي اتخذتها الجامعة العربية ضد النظام السوري هي قرارات غير مسبوقة. لأول مرة تأخذ الجامعة العربية قرارات بعزل نظام عربي ما واتهامه بقتل شعبه وتضغط عليه لإجباره على القيام بخطوات يرفض القيام بها مثل وقف القتل وسحب القوى الامنية والسماح بادخل مراقبين دوليين واطلاق سراح المعتقلين الخ. هذه الخطوات مهمة للدلالة على الارادة الصلبة للجامعة العربية لحل الأزمة السورية.

[ لنفترض ان المسألة رفعت مجددا الى مجلس الأمن الدولي واعادت روسيا الكرة واستخدمت حق النقض الفيتو؟ ما هي الحلول المتاحة عندها؟ هل يمكن حصول تدخل عسكري من دون غطاء من الامم المتحدة؟

ـ كل شيء يأتي في اوانه. طريقة التعامل مع النظام ستتغير تدريجيا بحسب التطورات الميدانية. الآن يتم تشديد الضغوط على النظام سياسيا واقتصاديا وماليا ومعنويا مع وضع خطة تهدف الى حماية المدنيين بطريقة دفاعية لا هجومية ونراهن على ان هذه الضغوط ستؤدي الى تفكيك النظام وتصدعه وستسمح للشعب السوري ان يكون اكثر فاعلية على الارض وان يكون اكثر قدرة على التحرك ميدانيا دون التعرض للقتل والقمع وهنا ستتسع رقعة التظاهرات حتما وستصبح قدرة السعب الثائر على حسم الامور اسرع واكبر. نحن متأكدون من قدرة شعبنا على الاطاحة بالنظام بمجرد توقف آلة القتل عن الفتك به. هذه هي المساعدة التي نطلبها دوليا فقط وقف آلة القتل ومن ثم شعبنا قادر على قلب النظام والاتيان بنظام جديد يستجيب لآماله وتطلعاته.

[ روسيا وايران تحذران دائما من التدخل الخارجي في الشؤون السورية، وفي الوقت نفسه تمد الاولى النظام بالسلاح في حين تساعده الثانية، بحسب تقارير بريطانية واوروبية، على الصمود والمزيد من القتل والقمع. على الرغم من هذا خلال لقائي ببعض المعارضين السوريين تحاشى هؤلاء التطرق الى الدور الايراني في ما يحصل داخل سوريا. لماذا تخشى المعارضة السورية انتقاد طهران؟

ـ اذا اردنا الحديث عن التدخل العسكري في سوريا. فالتدخل العسكري الوحيد الحاصل هو الذي يطلبه النظام فهو يعتمد على التدخل والدعم العسكري الخارجي وهو يراهن على حماية عسكرية ما عبر استمراره يإستيراد السلاح من روسيا وايران. لا احد يخشى انتقاد ايران لأن لا احد قادر على انكار دعمها المالي والاقتصادي واللوجستي والسياسي للنظام وتزويدها له بادوات عسكرية يستخدمها للمزيد من القمع. وفوق كل هذا هم يتبنون اطروحة النظام ويدافعون عنها ويعتقدون ان ما يحصل في سوريا هو مؤامرة خارجية ضد النظام لذلك هم لا يتورعون عن الاعلان عن مساعدتهم النظام على ضرب ما يسمونه بالمؤامرة. من الصعب جدا ان يقدر احدا ان ينفي الدور الايراني في ما يجري في سوريا اليوم وخاصة فيما يتعلق بتعزيز قدرة النظام على الاستمرار والقمع.

[ اتهم امين عام "حزب الله" حسن نصر الله في خطابه الأخير المعارضة اللبنانية عموما وتيار "المستقبل" خصوصا بالتحريض المذهبي والطائفي وتصوير المشهد الداخلي في سوريا على انه حرب يقودها الشيعة المدعومين من ايران ضد السنة. هذا اضافة الى اتهامات سابقة وجهها أتباع النظام في لبنان للرئيس سعد الحريري بالتآمر ضد النظام ودعم الثوار بالسلاح والمال. كيف ترى اتهامات نصر الله وحلفائه؟

ـ من الواضح أن حسن نصر الله في حالة ارتباك وضغط كبيرين جراء تهاوي حكم حليفه النظام السوري. نتمنى أن يتعقل "حزب الله" قبل التمادي في إطلاق أي تصريحات أو ممارسات فكفة الميزان لن تكون في صالحه قريباً. لن تتدخل الحكومة المقبلة لسوريا في الشأن الداخلي اللبناني، لذا فإننا نرسل برسالة واضحة لجميع حلفاء وعملاء وأزلام النظام السوري في لبنان أن يفكروا بمستقبلهم في بلدهم بين أبناء وطنهم بعد انهيار هذا النظام المجرم البائد في دمشق.

[ الحكومة اللبنانية صوتت ضد قرار العقوبات العربية مرتين لتعود وتلتزم بتنفيذ هذه العقوبات على مضض. كما انتقدت السلطات اللبنانية مرارا لجوء اطياف المعارضة اللبنانية المتمثلة بشكل كبير بتحالف قوى الرابع عشر من آذار الى مساعدة اللاجئين السوريين الذين يتوافدون الى الاراضي اللبنانية. وحصلت عمليات اختطاف لمعارضين سوريين داخل الاراضي اللبنانية من دون ان تحرك هذه الحكومة ساكنا. كرئيس اكبر تكتل سوري معارض يعمل من اجل حماية المدنيين السوريين، ماذا تقول للحكومة اللبنانية ولرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان؟

ـ أتمنى على الرئيس سليمان أن يكون قراره مستقلاً وذو سيادة وألا يكون خاضعاً لإملاءات النظام في دمشق. كنا نتمنى أن يحتضن اللبنانيون جميعهم، وليس فقط طرف منهم، العائلات السورية اللاجئة في لبنان تماما مثلما فعل السوريون مع إخوتهم من جنوب لبنان في حرب عام 2006. لقد كانت بيوت السوريين جميعهم مفتوحة لأشقائهم، وتقاسموا معهم أقواتهم، أفهكذا يكافئ الجار جاره؟

[ لنتحدث الآن في سوريا المستقبل، سوريا بعد الأسد. كيف سيكون الوضعين السياسي والامني للدولة السورية محليا ومع دول الجوار وبالأخص مع لبنان وحركتي "حزب الله" و"حماس"؟ وكيف ستصبح العلاقة مع ايران؟

ـ ستحترم سوريا المستقبل القوانين والمعاهدات والاتفاقات والأعراف الدولية، ليس فقط بما يخص دول الجوار، بل كل دول العالم. لن تكون لنا علاقة مع "حزب الله" الذي سيتغير حجمه بالطبع، وعلاقتنا مع "حماس" ستكون عبر منظمة التحرير الفلسطينية التي تتفاوض معها حماس الآن. "حماس" اليوم ليست "حماس" الأمس التي كانت مدعومة مصلحياً من النظام السوري. أما العلاقة مع إيران فسيعاد تقويمها بكل تفاصيلها، سيتوقف التعاون الأمني والعسكري بالطبع وستقام العلاقات الاقتصادية معها حسب الضرورة وضمن مبدأ "سوريا أولاً".

[ يعمل النظام واتباعه في لبنان على تخويف الرأي العام ولا سيما الشارعين المسيحي والشيعي من البعبع الراديكالي السني في حال سقوط الأسد. ماذا تقول للمسيحيين والشيعة في لبنان وسوريا؟

ـ نقول لهم ان ما يحمي المسيحيين والشيعة في لبنان هو تاريخ هذا الشعب العظيم. اول رئيس وزراء لسوريا بعد الاستقلال كان مسيحيا (فارس الخوري) ورموز الثورة السورية الكبرى، ثورة الاستقلال هم صالح العلي (العلوي) وسلطان باشا الأطرش (الدرزي) وحسن الخراط (السني) وابراهيم هنانو (الكردي). ان من المؤسف ان تنطلي حيل النظام والاعيبه وسياسة التخويف التي يتبعها على البعض من اهلنا في سوريا او في لبنان. وبسبب ادراكنا لأسباب التخوف لدى ابناء الطوائف المتنوعة قررنا في المجلس الوطني تجريم التمييز في سوريا المستقبل على اي اساس كان، ونفكر في وضع آليات وتطبيق خطط تريح الشارعين المسيحي والشيعي.

[ سؤال اخير نختم به ويطرحه السوريون الثائرون يوميا. اين اصبحت الثورة السورية اليوم؟ ما هي المسافة التي اجتازتها نحو النصر؟ وبتقديرك كم بقي من عمر النظام؟

ـ لقد اجتازت الثورة السورية النصف الاهم والاصعب من معركتها ضد النظام. نحن الأن في مكان ما بين نصف الطريق وآخره. واتوقع ان سقوط النظام بات مسألة اشهر معدودة بإذن الله.

 

قصّة الاختراق الكبير لـ «حزب الـله»...شخصيّة متمالكة... متماسكة.

حضور مثير ومفاجئ، ذاكرة متّقدة تحفظ التواريخ والأرقام بشكل دقيق ومتقن وتسلسليّ... لعلّ هذه الصفات من أهم ما ميّز شخصيّة وحضور «رجل الصفّ الأوّل» أو «الرجل الخطير» الذي أربك صفوف «حزب الله» وأثار المقاومة بعد خرقها نظراً لوضعه وموقعه السياسيّ والدينيّ المتقدّم، وخصوصاً في صفوف الحزب.الاثنين 05 كانون أول 2011

مرلين وهبة/الجمهورية

حارَ الإعلام العربيّ لكشف هويّته الفعليّة والغوص فيها، ولرصد مهمّته بعدما كثرت الأحاديث في الآونة الأخيرة، وحتى على لسان الأمين العام للحزب "السيّد حسن نصرالله" شخصيّا عن الاختراقات المهمّة التي حصلت في صفوف "حزب الله".

لعلّ "سماحة السيّد محمد علي حسيني" هو من قلائل المتّهمين المتعاملين مع إسرائيل إنْ لم نقل "الوحيد" الذي لم يتعرّض لأيّ "إكراه" أو تعنيف أثناء التحقيق معه، ليس لمكانته الدينيّة فحسب بل لسرّ يكمن في شخصيته ولِحدّة ذكائه وحنكته التي تبهر محاوره كائنَ من كان... من هو هذا الإنسان الذي أربك المحكمة خلال استجوابه على حدّ قول محاميه الأستاذ "إيلي محفوظ" فجعلت رئيس المحكمة يسأله مراراً عدّة: " لِمَ أنت مرتاح لهذه الدرجة؟ فحتّى ارتياحه النفسيّ جعل المحكمة مرتبكة لتسأله مرّات عدة: "هل أنت فعلاً على عِلم ودراية بأهمّية التهمة الموجّهة إليك؟ فكان يجيب مبتسما واثقا.

"أنا عالم بالطريق التي سأصل اليها، لذلك أنا مرتاح وواثق من براءتي" وفوجئوا لمّا وقف السيّد الحسيني أمام هيئة المحكمة وشكر ضبّاط وزارة الدفاع الوطني على تصرّفهم "اللائق والمهني" تجاهه، بعد أن تمّ استدعاؤه الى وزارة الدفاع في اليرزة والتحقيق معه لمدّة 33 يوما، فأسندت اليه نصّ المادة 272 من قانون العقوبات اللبناني.

من هو السيّد "محمد علي الحسيني؟

• هو مؤسّس مركز بني هاشم العربي في الشرق الأوسط.

• هو مشرف دينيّ لكلّ مواقع المقاومة ومواقع الشيعة في الشرق الأوسط، وأستاذ في العلوم الدينيّة.

• مُحاضر في البحرين والسعودية وإفريقيا، وتحديدا في "التبليغ الديني".

• هو ممثّل المجلس العربي الإسلامي وأمينه العام الذي أسّس في العام 2006 على فكرة توحيد خطّ العروبة ووأد الفتنة بين السُنّة والشيعة".

• تلقّى علومه الدينية في إيران في مدينة "قم" من العام 1987 حتى العام 2003 "وبالتالي اصبح المرشد الروحيّ لمقاتلي "حزب الله".

• يتكلّم الفرنسية والانكليزية والفارسية واليوغوسلافية بطلاقة، بالاضافة الى العربيّة!

• متخصّص في تقييم الأوضاع الامنيّة، ووضع الدراسات الاستراتيجيّة في الحماية والأمن.

• خضع لتدريبات عسكريّة من قبل جهاز المخابرات الإيرانيّة والحرس الثوريّ الإيراني تحديداً في المتفجّرات وتصنيعها.

• كان على علاقة قويّة مع ضبّاط الارتباط في المخابرات الإيرانيّة وكوادر الحرس الثوري.

• إدّعى أنّه كُلّف بمهام مع الحرس الثوري الإيراني في إيران.

• قريب جدّاً من "السيّد حسن نصرالله".

• تمّ خرقه من قِبل الموساد الإسرائيلي من العام 2003 وحتّى العام 2011.

يقطن في الضاحية الجنوبيّة قرب مجمّع سيّد الشهداء في مبنى يشغله "حزب الله" وأجهزة المراقبة التابعة له، وهو على تواصل يوميّ مع العناصر الأمنيّة لحزب الله، وبالتالي فإنّ تعامل هذا السيّد يشكّل خرقاً إسرائيليّا كبيراً للحزب!

كيف تمّ القبض عليه؟

تمّ القبض على السيّد محمد علي الحسيني بفعل رصد الاتّصالات الخلويّة من أرقام بريطانيّة تبيّن أنّها أرقام مشبوهة، إذ إنّ نفس هذه الأرقام اتّصلت بعدد كبير من العملاء الذين سبق وألقي القبض عليهم، ومنها تحت أسماء جمعيّات إنسانية موجودة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وفي إطار أسفاره واتّصالاته لإلقاء المحاضرات في إيطاليا وإيران رصدته مخابرات الجيش وأوقفته.

نصرالله ألبسه العمامة

يُعتبر السيّد محمد علي الحسيني اليوم من أخصام حزب الله في السياسة. مواقفه منذ 2005 بدأت تتضارب مع مفهوم الحزب وغايته ويجاهر بها علنيّة، ويعلن أنّه ضد ولاية الفقيه! فما هي الظروف التي جعلته يغيّر مواقفه السياسيّة، عِلماً أنّ السيّد حسن نصرالله شخصيّا قد "عمّمه"؟

يقول المحامي محفوظ إنّ الحسيني أجاب بنفسه عن هذا الموضوع أثناء استجوابه فقال: "إنّه معارض لسياسة حزب الله، وهو يعارض ولاية الفقيه، وليس خجولا بإعلان ذلك"، بالإشارة الى أنّ لديه كتابات تفوق الـ 40 كتابا وأكثر من الـ 300 محاضرة حول العالم، يحمل فيها "راية تثبيت وتأكيد عروبة الشيعة في لبنان." وهذا الخلاف العقائديّ ربّما أهمّ وأبرز ما أزّم الأمور بينه وبين حزب الله.

القرار الظنّي بحقّ علي الحسيني اتّهمه بالمادة 272 عقوبات (تعامل) و72 من قانون الأسلحة.

وتبيّن أنّ الإسناد القانونيّ بحقّ السيّد الحسيني قائم على ركيزتين:

الاولى: إعطاء معلومات عن حزب الله لدولة عدوّة.

الثانية: إعطاء معلومات لجمعيّة أجنبيّة عن عناصر مخابرات أجنبيّة تعمل على الأراضي اللبنانيّة...

لكنّ الحسيني أبدى مفاجأته بهذه الاتّهامات خلال استجوابه، وكان الملفت حين سألته المحكمة إذا تقاضى أموالاً من الخارج، فجاء جوابه صاعقاً حين قال: "أكيد أنا أخذت أموالا من السعودية والبحرين، ولكن أجيبوني أنتم: هل هذا الأمر محظور في القانون؟ كما أكّد علاقاته واتّصالاته مع الخارج وتحديدا مع بريطانيا وفرنسا. وكشف الحسيني أنّه اجتمع بأشخاص من السفارة الأميركيّة في لبنان، مُشيراً إلى أنّه "لم يقم بها خِفية" موجّهاً مجدّداً السؤال الى المحكمة: "أنتم أجيبوني: هل هذا الامر محظور ايضا في القانون اللبناني؟

كما كشف في الجلسة العلنيّة للمحكمة أنّه "تناول الغداء مع المستشار الأوّل في السفارة الأميركيّة في اوتيل الـ"موفنبيك" على مرأى من الجميع، وقال: "هل في الأمر عيب أو خرق للقانون؟" وأعلن الحسيني أمام المحكمة انتماءه وتأييده "لمجاهدي خلق" الإيرانيّة المناوئة للنظام، مكرّراً سؤاله لأفراد هيئة المحكمة إذا كان هناك موانع قانونيّة تحظر انتماءه أو تأييده لمجاهدي خلق. هذا الذي أعلنه في الاستجواب العلنيّ.

لكنّ الزبدة تكمن في الجلسة السرّية التي طالب بها الحسيني، وكان له ما أراد، فاستمرّت هذه الجلسة لمدّة ساعتين ونصف الساعة في غرفة مجاورة لقاعة المحكمة، حضر فيها الحسيني ووكيله ورئيس المحكمة والمستشارون حصريّا. كشف خلالها الحسينيّ بمعلومات خطيرة وخاصة وسرّية جدّاً تمنّع أحد محاميه الأستاذ محفوظ عن البوح بها التزاما بالحفاظ على سرّيتها، لكنّه بالمقابل كشف أنّ المفاجآت ستتوالى في جلسة المحاكمة المقبلة أمام المحكمة العسكريّة الدائمة التي، وفي رأي محفوظ، سوف تعلن براءة موكّله.

ماذا كشف الحسيني في الجلسة السرّية؟

معلومات الى "الجمهورية" كشفت أنّ سبب طلب الحسيني استجوابه بالطريقة السرّية أمام هيئة المحكمة فقط، يعود إلى حجّة الحرص على أمنه الشخصيّ وسلامته! بالتالي، فإنّ مجرّد الطلب لهكذا جلسة يكون كلّ ما أدلى به الحسيني في جلسة علنية ليس المطلوب ولا يشكّل الدليل الذي سيبنى عليه حكم المحكمة! ويكون بذلك قد أكّد على الخرق الإسرائيلي لحزب الله. وإلّا فما هو الداعي لإجراء جلسة سرّية لاستكمال استجوابه؟ ما يعني أنّ المعلومات التي أدلى بها هذا "السيّد" أمام هيئة المحكمة على قدر من الخطورة والاهمّية التي ستعرّض حياته للخطر فيما لو ظهرت اعترافاته للعلن.

• كشف الحسيني أنّه تعامل مع الموساد لاختراق "حزب الله" في لبنان، ولكن على خلفية اختراق الموساد وليس العكس.

• تعامل مع المجلس الإيراني المعارض لخرق الحرس الثوري الإيراني.

• تعامل مع "الجبهة الديموقراطية لتحرير الأهواز" المعارضة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

• أنشأ ثلاثة مراكز تجسُّس له: الأوّل قرب مجمّع "سيّد الشهداء" في الضاحية الجنوبيّة، الثاني في حارة حريك، والثالث في صور تحت عنوان "الإرشاد والتبليغ".

• رفع تقارير دوريّة سياسيّة حول الوضع في لبنان للمنظّمات الأجنبية التي يديرها الموساد وتقارير سياسيّة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن النظام في إيران، وهو في الوقت ذاته واحد من أبرز المرشدين الروحيّين في حزب الله.

مَن بدّل موقف الحسيني؟ متى وكيف ولماذا بدّل الحسيني موقعه وقرّر خرق "حزب الله"؟

في الجلسة السرّية، علمت الجمهورية أنّ الحسيني كشف أنّه في إطار أسفاره لإلقاء المحاضرات في إيطاليا وإيران وفرنسا والعراق وبريطانيا وإفريقيا وألمانيا تمّ الاتّصال به من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كما من جمعيّة "مجاهدي خلق" وجمعيّة اسمها "ولد للحرّية"، كما تواصل مع الشيرازيّين أيضاً، وبدأ العمل معه من قِبل تلك الجمعيّات والمجالس على فكرة "لقاء الأديان"، إنّما فعليّا فقد كان السيّد علي الحسيني على اتّصال بالمقاومة المناوئة للنظام الايراني، والمخابرات الاسرائيليّة.

• بدأ العمل معهم منذ العام 1991 حتى تاريخ توقيفه، فأصبح على تواصل مع "اغازاد محمد علي" وهو المسؤول السياسيّ لجمعيّة مجاهدي خلق.

• تواصلت معه المخابرات الإسرائيلية عبر جمعيّات موجودة في بريطانيا وألمانيا وفرنسا.

• نقل الحسيني معلومات قيّمة الى المخابرات الاسرائيلية و"المقاومة الوطنية" في إيران، تتعلّق بكوادر حزب الله وعملهم السياسيّ وأمنهم الشخصيّ، كونه يسكن في عمق الضاحية، وهو على تواصل يوميّ مع العناصر الامنية لحزب الله.

في التفصيل القانونيّ

النيابة العامّة العسكرية ادَّعت بتاريخ 14/1/2011 على السيّد محمد علي الحسيني بالتعامل مع العدوّ واحالته أمام قاضي التحقيق العسكري الأوّل رياض ابو غيدا، إلّا أنّ التحقيقات انتهت الى قرار بمنع المحاكمة عنه بجرم التعامل، وكفّ التعقّبات.

• إستأنفت النيابة العسكرية القرار أمام محكمة التمييز برئاسة جوزيف سماحة، فأصدرت قرارا بتاريخ 6/9/2011 فسخت فيه قرار قاضي التحقيق العسكري واتّهمت الحسيني بجرم التعامل مع إسرائيل واحالته الى المحكمة العسكرية الدائمة التي عيّنت جلسة بتاريخ 20/1/2012 للمحاكمة.

المحامي محفوظ قال لـ"لجمهورية" إنّه متأكّد من براءة موكّله، موضحاً بأنّه يشكّل "ضحيّة" نظراً لوضعه وموقعه السياسيّ والديني المتقدّم في صفوف حزب الله، نافيا مقولة إنّ حزب الله قد فبرك هذه التهمة لموكّله لأسباب سياسيّة، لكنّه أكّد من موقع المدافع عن موكّله بأنّه مَعنيّ بإثبات براءته التي تأكّد منها بعد الاطّلاع على الملفّ، لكنّ فرضيّة "الفبركة" لا يمكنه إثباتها أو نفيها، مُشيرا في الوقت نفسه الى أنّ جميع الاحتمالات تبقى واردة، موضحا أنّ الأمور الشخصيّة والمنهجية والسياسية لموكّله لا علاقة له ولا للآخرين فيها، فهو حرّ في انتماءاته الفكريّة. كما أكّد محفوظ أنّ مهمّته كمحامٍ محصورة في الشقّ الذي يثبت عدم تعامل موكّله مع إسرائيل.

وفي السياق عينه، كشف محفوظ أنّ موكّله لم يخجل ولم يُخفِ قبل توقيفه أنّه ذهب الى السعودية والتقى بالملك فهد عبدالله، كما ذهب الى البحرين، والتقى الملوك والأمراء والرؤساء، وذهب الى بريطانيا وألقى محاضرات وتكلّم فيها عن ضرورة الانفتاح على الطائفة الشيعيّة في لبنان. وأضاف أنّ السيّد الحسيني لا يخجل بعلاقته مع "مجاهدي خلق"، وحزب الله يعلم بكلّ هذه الامور، وبالتالي، إنّ سياسة الحسيني لم تكن مخفيّة وجاهرَ بها علَنا، وهذا الامر بالطبع لا يناسب حزب الله الذي في الاصل يضع كلّ شخص في شبهة إذا خالف نظريّاته العقائديّة، ولكنّه في المقابل لا يجزم بأنّ قضيّة الحسيني "مركّبة"، إذ يكشف أنّ الجيش هو الذي استدعى الحسيني وأوقفه وحقّق معه وليس الحزب.

والمُلفت أنّ محفوظ كشف أنّ لدى وكيله كُتباً ينبّه فيها الى كيفية دخول الاسرائيلي الى مجتمعاتنا الشرقية، وكيف يخرقها بواسطة عملاء له في الداخل!

وتوقّع أن تشكّل جلسة المحاكمة في 20/1/2012 "مفاجأة نوعيّة مع ما يمكن أن تتضمّنها من معلومات جديدة حتى على المحكمة". كاشفا أنّه، وفي مرافعته لم ولن يستند الى عملية ربط سياسيّة، فالذي يعنيه في موضوع الحسيني هو الشقّ القانونيّ البَحت لإثبات براءته. وأنّ "المعطيات الجديدة والمعلومات الخفيّة ستساعد الحسيني على تثبيت براءته".

واعتبر محفوظ "أنّ الأمر الوحيد الذي سيساعد الحسيني على إثبات براءته هو "نفسه"، لأنّه وبرأي محفوظ "مختلف – حادّ الذكاء – متّقد الذهن – صلب – جاهز – وحاضر – أبهرَ المحكمة حين لم يُخطئ في الإجابة على أيّ من الأسئلة التي وُجّهت إليه. وبالتالي، فهو سيساعد نفسه في إثبات براءته في أقواله النهائيّة التي ... لا أحد يدري إذا كان سيُدلي بها علنيّة أو... في جلسة سرّيّة أخرى.

 

وليد معلوف لموقعنا: أي ضربة لإيران هي مُساعدة للأسد.. والحرب بين "حزب الله" وإسرائيل ستلحق الضرر بالطائفة الشيعية 

إسرائيل لا تريد ديمقراطيات في العالم العربي.. والمتهمون الأربعة سيسلّموا كما موّلت المحكمة

غسان عبدالقادر

وليد معلوف، القادم من قرية كفر قطرة الشوفية، هو من اللبنانيين الأمريكيين اللذين أمضوا عقوداً في الولايات المتحدة الأمريكية, يعمل في مجالات شتى منها الثقافي ومنها التعليمي ومنها السياسي. وإذ قضى 14 عاماً في مجال الأعمال المصرفية، لكنه عُرف في الإعلام على أنه المندوب الأميركي لدى منظمة الأمم المتحدة عام 2003 حيث شارك في استصدار القرار 1559 الخاص بلبنان, وكان اول مندوب للولايات المتحدة الأمريكية يقدم خطابه باللغة العربية. كما شغل منصب مدير الدبلوماسية العامة في الشرق الأوسط لدى وكالة التنمية الأمريكية منذ 2004 وحتى 2009.

وليد معلوف خصّ موقع 14 آذار الإلكتروني بحديث خاص من الولايات المتحدة تناول فيه الشؤون الدولية والإقليمية المحيطة بلبنان في الوقت الراهن.

اللوبي اللبناني في اميركا قد عمل بجدّ لإستصدار القرار 1559 الراعي لسيادة لبنان واستقلاله. ما السبل لتنفيذ هذا القرار بعد استنفاذ جميع الطرق الدبلوماسية؟

في الحقيقة، العمل الذي قمنا به في الخارج لدعم السيادة اللبنانية هو مسؤولية عدة مؤسسات ومنظمات لبنانية لأن أي قرار في الكونغرس الأميركي بخصوص لبنان يتأثر بالعدد الإنتخابي الكبير للمجتمع اللبناني خصوصاً وأنّ الهجرة اللبنانية بدأت منذ ما يزيد عن قرن من الزمن. اشير حالياً إلى أنّ هناك 4 ملايين أميركي من أصول لبنانية بحيث أن هناك 4 أجيال من اللبنانيين قد اندمجوا في المجتمع الاميركي وأثبتوا وجودهم ومنهم: وزراء في الادارة الاميركية، ونواب في الكونغرس، وقضاة، ومسؤولين رسميين وغيرهم.

أما بخصوص التنفيذ، فأذكر أنه وفي أيلول من العام 2003 عندما بدأنا العمل مع عدد من المسؤولين لإستصدار القرار 1559، كان هناك شخص من الموجودين معنا يقول أنّ هذا القرار لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع ولا يمكن للسوري ان يخرج من لبنان. غير ان الواقع قد أثبت أنّ هذا القرار قد تحقق جزئياً بعد أشهر ليخرج الجيش السوري في نيسان من العام 2005. ومن هنا أظنّ ان أي عمل سياسي نقوم به قد نضطر لأن ينتظر الوقت المناسب لقطف ثماره وكي تكون الظروف مؤاتية لتنفيذه على أرض الواقع.

هل تعتبرون أنّ القرار 1559 قد نفذ تماماً كما أردتم له؟ وما هو دور قوى 14 آذار وسائر القوى السياسية اللبنانية في هذا السياق؟

إن تنفيذ الـ1559 كاملاً سيتطلب بعض الوقت لأنه متعلق بالأجواء الإقليمية حول لبنان, فبرأيي ان القرار 1559 بالإضافة الى القرارين 1680 و1701 هي صكوك ملكية في يد الشعب اللبناني. وعلينا أن نعلم أنه بالمجمل، القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة في العالم أجمع تتطلب بعض الوقت ولكن تنفذ جميعها في النهاية بعد حصول مفاوضات ومساومات بين الدول. وبالتالي فلا مناص من تنفيذ هذه القرارات عاجلاً ام آجلاً.

لكن اريد أن أقول أنّ هذا القرار لا يمكن أن ينفذ إلا إذا ما بدأ اللبنانيون خصوصاً في 14 آذار بطرحه بشكل قوي وجدي. وخلال زياراتي للبنان، طلبت من جميع السياسيين أن يطرحوا على الدوام القرار 1559 لأنه برأيي مرسوم تأسيس الجمهورية اللبنانية الجديدة. وهذا ما قلته عندما قابلت البطريرك بشارة الراعي خلال تهنئته بالمنصب البطريركي. أما الشخص الوحيد الذي يطرح هذه القرارات مع بعضها هو فقط الدكتور سمير جعجع. ولذا ادعو التجمع الكبير المسمى 14 آذار أن يضعه على أجندة اولوياته وكلي ثقة في أن 14 آذار هي خشبة الخلاص للبنان والإستقرار والأمن والسلام في المنطقة. وما أطرحه دائماً من أجل بناء وطن لبناني متكامل هو 3 أفكار رئيسية: أولاً الدعم الكامل للـ1559 والعمل على تنفيذه، ثانياً كيفية خروج الفلسطينيين من لبنان بشكل قانوني وانساني، وثالثاً العمل على تحييد أراضي لبنان.

أثيرت في لبنان مؤخراً قضية تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. فما هي رؤيتكم لمستقبل المحكمة الدولية مع اقتراب موعد تجديد البروتوكول الخاص بها وتسليم المتهمين الأربعة؟

التناقض واضح لدى من اتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان انها مسيسة واميركية وإسرائيلية؛ فنحن رأينا كيف أُجبر هؤلاء الرافضون للمحكمة على تمويلها لأنّ هناك قانون دولي ومجموعة دولية تتابع ذلك بعد وضع المحكمة الدولية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وبالتالي فإنّ أية عقوبات ستنزل بحق لبنان كانت ستلحق ضرراً بالغاً بالشعب كله. وأنا أعتقد ان هؤلاء الفرقاء الرافضين رأووا النتائج الوخيمة لرفضهم تمويل المحكمة فوافقوا صاغرين. وهنا أريد أن أضيف أنهم كما عادوا وموّلوا المحكمة بعد رفضهم لذلك فسنراهم يقومون يبتسليم المتهمين الأربعة بإغتيال الرئيس رفيق الحريري عاجلاً أم آجلاً وهم المتهمون الذين يرفض حزب الله تسليمهم. وكذلك سنراهم يجددون توقيع بروتوكول الإتفاق بين الدولة اللبنانية والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وسننتظر الوقت المناسب وكما عهدوا بعدم تمويل المحكمة رأيناهم مرغمين يسدّدون حصّة لبنان من تمويل المحكمة, وأنا أرى أن السيد نصرالله سيكون مجبراً على تسليمهم.

لذا فإننا نطلب منهم عدم التذاكي على المجتمع الدولي خصوصاً في ظل اجتياح الربيع العربي للشرق الأوسط بشكل كاسح وهم على وعي أنهم لن يستطيعوا أن يواجهوا الجميع لوحدهم مع سقوط حلفائهم الإقليميين.

للشهر التاسع على التوالي، ما زالت فاتورة الدماء السورية ترتفع من دون حساب. فهل ترون تدخلاً أجنبياً قريباً لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد؟

فيما خص الوضع القائم في سوريا منذ آذار الماضي، فإنّ المجتمع الدولي ما زال يضع جميع الإحتمالات على الطاولة. أي أن التدخل العسكري وارد في أي لحظة بالرغم من أنهم قد يصرحوا عكس ذلك في وسائل الإعلام. ومهما يكن، فإنه لا يمكن للنظام السوري أن يعود الى ما كان عليه قبل آذار 2011 سواء بقي بشار الأسد في الحكم أو ذهب.

وأظنّ أنه كلما تصاعدت وتيرة الإحتجاجات لدى الشعب السوري المطالب بحقوقه كلما يتداعى النظام السوري الحاكم. أما اليوم فتأتي المهلة الأخيرة للقبول بالمراقبين العرب الذين طرحتهم جامعة الدول العربية كي يدخلوا الى سوريا وينقلوا مجريات ما يحدث هناك. ومن جهتي، فإنني لا أظنّ أن يقبل النظام السوري بالمراقبين نظراً لسلوكه التصعيدي حتى الآن. وأرى أنّ الرئيس بشار الأسد بات يقيّم الأمور من وجهة نظر شخصية للغاية معتبراً أنه مستهدف بشخصه بالدرجة الأولى. لذا فهو سيقاتل من دون ان نعرف الى أين سيصل ومن دون أفق واضح.

وما على بشار الأسد التنبه إليه, هو النماذج العربية الأربعة للديكتاتوريات التي سقطت في الأشهر القليلة الماضية في كل من تونس وليبيا ومصر واليمن، لأنها كفيلة بتقديم النتيجة الحتمية التي تنتظر رأس النظام الحاكم في دمشق.

ولكن الرئيس بشار الأسد هدد بزلزال اقليمي متعدد الأوجه في حال حصول أي تدخل أجنبي. فما هو تعليقكم على هذا الكلام؟

كل هذا الكلام اكبر من الحقيقة حيث ان الواقع لا يشير الى التفجير العظيم الذي يهّول به الأسد في خطاباته ومقابلاته الصحافية. وأنبّه هنا إلى أنه وبالرغم من وجود بعض الأطراف في القيادة الإسرائيلية التي ما زالت تدافع عن نظام الأسد، فإن التوجه الأكبر لدى الجميع في المنطقة قد توصلوا الى خلاصة مفادها أنّ الأسد غير قابل للضبط بعد الآن. وطبعاً اسرائيل لا تريد ديمقراطيات في العالم العربي (وهو كلام خطير) لأنهم يفضلوا التعامل مع الشخص الفرد الديكتاتوري وليس مع الرأي العام وهم مجبرون على التعامل مع الوقت الحاضر. كما أتمنى أن لا تسمح الولايات المتحدة لإسرائيل بضرب ايران في الوقت الراهن لأنّ ذلك سيأتي بمثابة مساعدة لنظام الأسد المتهاوي. وأتوجه إلى حزب الله في لبنان متمنياً عليهم أن يفكروا ملياً قبل الإقدام على أي خطوة لإشعال حرب مع اسرائيل خدمة لبشار الأسد. إن أي عمل كهذا لن يؤذي الحزب فقط بل سيلحق الضرر بالطائفة الشيعية الكريمة أيضاً. ونذكرهم أن اللبنانيين يعانون الأمرين في مطارات العالم لأن حزب الله يملك صيت سيء في العالم أجمع.

* موقع 14 آذار

 

هل الإسلاميون ديمقراطيون؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

فجأة تطوع الكثير من الكتاب العرب والغربيين للشهادة بأن حركات الإسلام السياسي ديمقراطية وتستحق أن تعطى فرصة الحكم. والمعني بهذه الشهادات أحزاب معروفة مثل إخوان مصر، وحركة النهضة في تونس، والإخوان في سوريا، وكذلك حزب العدالة في المغرب.

وارتكز معظمهم على مقولة إن الجماعات الإسلامية حرمت من فرصة العمل السياسي وإن الربيع العربي هو فرصة لامتحان شعبيتها والتزامها بالنهج الديمقراطي. طبعا الحديث عن منحهم حق المشاركة أمر مقبول، حق يمنح للجميع لا الإسلاميين فقط. لكن الادعاء بأنهم ديمقراطيون، وفوق هذا الزعم أنهم لم يحصلوا على فرصتهم، أكذوبتان. مثلا في السودان خاضت الجبهة الإسلامية، بقيادة الترابي، الانتخابات عام 1986؛ ففاز الإسلاميون بـ51 مقعدا في البرلمان، أي في المركز الثالث، بعد حزبي الأمة والاتحادي. وعلى الرغم من أنهم لم يشككوا في الانتخابات التي كانت نزيهة فإنهم تآمروا ودبروا انقلابا بعد عامين واستولوا على الحكم بالتعاون مع العميد عمر البشير الذي لا يزال يحكم البلاد بعد أن دمر مقدراتها وأشعلها حروبا.

الجزائر مرت بتجربة مختلفة؛ حيث اضطر النظام العسكري، الذي يحكم من خلف الستار، إقرار انتخابات بعد سبع سنوات من الاضطرابات والاحتجاجات التي نشط فيها الإسلاميون وغيرهم. وقد أجهض العسكر انتخابات عام 1991 التي لاح فيها احتمال فوز الإسلاميين، لكن أيضا يجب أن نذكر أن القيادة المعتدلة لحزب جبهة الإنقاذ، مثل عباسي مدني، كانت تعاني من القيادات الشابة المتطرفة، مثل علي بلحاج، الذي كانت له الغلبة الشعبية في صفوف الحركة، وكان يتحدى، علانية في الميدان أمام أتباعه، معلنا رفضه الديمقراطية: «لا ديمقراطية ولا دستور.. بل قال الله وقال الرسول». وهاجم المتطرفون السينما والأسواق فاستغل العسكر الفرصة وأعلنوا الأحكام العرفية.

التجربة الثالثة كانت في فلسطين؛ حيث وافقت السلطة على إدخال حماس في الانتخابات مقابل التزامها بالديمقراطية واحترام الاتفاق الموقع مع إسرائيل. ففازت في عام 2006 بواقع 76 مقعدا من أصل 132 مقعدا، وأعطيت رئاسة الحكومة، لكن حماس استولت على كل الأجهزة وطردت السلطة الفلسطينية من غزة في معركة دامية.

ولا ننسى ممارسات حزب الله، الذي من جانب ينخرط في العمل الديمقراطي انتخابيا، ومن جانب آخر يقوم بفرض مطالبه بقوة السلاح. وهناك تجارب أظهر فيها الإسلاميون استغلالهم للديمقراطية لفرض أجنداتهم، كما حدث في الكويت، إخوان وسلف وشيعة. قاموا بمنع كتب وحفلات ونشاطات فكرية ضمن تخويف فكري.

أنا لست ضد إشراك الأحزاب الإسلامية في العمل السياسي ما داموا مستعدين لاحترام قواعد العمل الديمقراطي، وهو ما لم يحدث ولا مرة واحدة كما أوضحت. علينا أن ندرك أن طبيعة الأحزاب المؤدلجة وجماعات الإسلام السياسي تكتيكيا وفكريا تعتبر الأحزاب الأخرى مرفوضة، مهما تحدثت عن تسامحها واستيعابها للفكر الديمقراطي. أعتقد أن التجربة التركية أفضل نموذج يمكن تقديمه للدول العربية التي تريد صادقة منح الفرصة لكل القوى الشعبية، وعلى رأسها الإسلامية. بإمكان الجيش أن يكون الضامن، مع ضرورة حماية الحريات والحقوق التي هي دائما محل النزاع؛ فالإسلاميون لا يختلفون عن الوطنيين والقوميين والبعثيين في القضايا السياسية الخارجية، لكن لديهم نظرة إقصائية ضد المرأة، وأتباع الأديان والطوائف الأخرى، وضد حق التعبير والحريات الشخصية التي لا تتفق معهم.

وللحديث بقية.

 

سوريا والمهل العربية!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لم يأت اجتماع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بمناقشة الملف السوري في الدوحة بجديد سوى إعطاء مهلة عربية جديدة لنظام بشار الأسد، على أن يوقع على البروتوكول العربي الخاص بإرسال مراقبين إلى سوريا.. مهلة جديدة رغم أن آلة القتل لم تتوقف يوما، منذ التحرك العربي! ورغم كل القرارات التاريخية التي اتخذها العرب بحق النظام الأسدي، والتي لا يمكن التقليل منها، فإن الإشكالية تكمن في أن آلة القتل لم تتوقف، وترويع السوريين مستمر، مما يحتم طرح السؤال التالي: هل لا يزال العرب يتوقعون أن يوفي النظام الأسدي بأي من تعهداته، أو حتى يحترم المبادرة العربية، وإن وقع على بروتوكول المراقبين؟ العرب ليسوا بحاجة لإرسال مراقبين إلى سوريا من أجل أن يتأكدوا من أن آلة القتل والمظاهر المسلحة للنظام الأسدي لم تتوقف عن قمع السوريين، فبإمكان العرب مشاهدة الفضائيات وما تبثه من سوريا، أو مشاهدة ما يبث من أشرطة على موقع «يوتيوب» من داخل سوريا، كما أن العرب ليسوا بحاجة للتأكد من حجم جرائم النظام الأسدي طالما أن الأمم المتحدة تقول إن ما يفعله النظام الأسدي بحق السوريين يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية. واللافت أن عربنا كانوا من ضمن من صوت بالإيجاب مع القرار الأممي الخاص بحقوق الإنسان، فما الذي يمنع العرب إذن من نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن، ويخوضون المعركة المستحقة مع روسيا وغيرها، بدلا من تضييع الوقت باجتماعات لا طائل منها؟ خصوصا أن العرب يعون أنه حتى لو وقع النظام الأسدي على البروتوكول العربي الخاص بإرسال مراقبين، فإنه لن يلتزم، وسيماطل، وهذا أمر ثابت.

الإشكالية التي يبدو أن العرب لم يولوها عناية أن آلة القتل لم تتوقف، فيوميا يقع قتلى من الأبرياء السوريين، بينما العرب مشغولون بالمذكرات التفسيرية التي يقدمها النظام الأسدي، وهذا أمر محزن ومحبط. صحيح أن هناك من يردد أن السياسة ليست لغة عواطف، لكن الأصح أيضا أن حقن الدماء واجب ديني وأخلاقي وحتى سياسي، وإلا ارتضينا شريعة الغاب فيما بيننا. فالواقع في سوريا يقول إن النظام لم يعد يجيد إلا لغة القتل والتنكيل، وحجم المظاهرات ضد بشار الأسد وصل إلى مرحلة تؤكد أنه لا يوجد خط رجعة، فيوم الجمعة الماضي وحده سجل قرابة 240 نقطة تظاهر ضد الأسد، ومنها إحراق صور حسن نصر الله في قلب العاصمة دمشق، هذا عدا عن حجم الانقسامات المتزايدة في صفوف الجيش السوري، بل إن المتظاهرين السوريين تجاوزوا سقف الجامعة العربية بشكل كبير وخرجوا يوم الجمعة الماضي بمظاهرات تطالب بفرض المنطقة العازلة. كل ذلك يعد بمثابة رسالة واضحة للعرب مفادها أن انتظارهم غير مبرر، والمهل التي تعطى للنظام الأسدي ليست مبررة، وعلى العرب أن ينقلوا المعركة إلى مجلس الأمن، حفاظا على الدماء السورية من آلة القتل التي لم تتوقف لحظة، منذ قرابة ثمانية أشهر من عمر الثورة السورية.