المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 04 كانون الأول/2011

متى 2/01-14/مثل وليمة الملك

وعاد يسوع إلى مخاطبة الجموع بالأمثال، فقال: يشبه ملكوت السماوات ملكا أقام وليمة في عرس ابنه. فأرسل خدمه يستدعي المدعوين إلى الوليمة، فرفضوا أن يجيئوا. فأرسل خدما آخرين ليقولوا للمدعوين: أعددت وليمتي وذبحت أبقاري وعجولي المسمنة وهيأت كل شيء، فتعالوا إلى العرس! ولكنهم تهاونوا، فمنهم من خرج إلى حقله، ومنهم من ذهب إلى تجارته، والآخرون أمسكوا خدمه وشتموهم وقتلوهم.

فغضب الملك وأرسل جنوده، فأهلك هؤلاء القتلة وأحرق مدينتهم. ثم قال لخدمه: الوليمة مهيأة ولكن المدعوين غير مستحقين، فاخرجوا إلى مفارق الطرق وادعوا إلى الوليمة كل من تجدونه. فخرج الخدم إلى الشوارع وجمعوا من وجدوا من أشرار وصالحين، فامتلأت قاعة العرس بالمدعوين. فلما دخل الملك ليرى المدعوين، وجد رجلا لا يلبس ثياب العرس. فقال له: كيف دخلت إلى هنا، يا صديقي، وأنت لا تلبس ثياب العرس فسكت الرجل. فقال الملك للخدم: اربطوا يديه ورجليه واطرحوه خارجا في الظلام فهناك البكاء وصريف الأسنان. لأن المدعوين كثيرون، وأما المختارون فقليلون.

 

عناوين النشرة

*نصر الله.. اللهم لا شماتة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*غشاء البكـارة/ملحم الرياشي/الجمهورية

*النائب نهاد المشنوق: خطاب نصرالله مأزوم.. وتمويل المحكمة تم بقرار من الأسد 

*تصفيق حار لبطريرك الاستقلال الثاني

*إنهيار ضخم داخل أحد سراديب حزب الله في صريفا

*الجمهورية": فيلتمان في بيروت قريبًا جدًا ناقلاً للمسؤولين سلسلة رسائل

*المحكمة عبر "تويتر": إطلاق الضباط الأربعة حصل "لعدم وجود أدلة كافية"

*"الجمهورية" عن أوساط ميقاتي: يدرس موضوع شهود الزور بتأنٍّ والمسألة تحتاج لبحث

*في اخطر كتاب عن الربيع العربي/انطوان بصبوص: قصة البطريرك والكاسيت المتعلق بفضيحة اخلاقية مشينة/المسيحيون للدفاع عن الأسد/وسنياريو الفوضى الدموية يتضمن اقامة قاعدة للحرس الثوري في اللاذقية واللجوء الى جبال العلويين! 

*رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون/مقاومة اسرائيل كذبة وخطاب نصرالله جدّ ضعيف...عمر الحكومة من عمر النظام السوري والحلّ هو بتطبيق الطائف 

*مروان حمادة: كان من الافضل للسيد نصرالله ان يقول سأرسل الى لاهاي المتهمين الاربعة 

*نديم الجميل: موضوع شهود الزور فارغ ولا أساس له وهو ورقة بيد "حزب الله" يهدد بها 

*4 جرحى في وادي خالد برصاص مواقع الجيش السوري

*الأسد تدخل شخصياً لتمرير التمويل

*الطفيلي دعا "حزب الله" إلى تسليم المتهمين ولو كانوا أبرياء/الحريري لنصر الله: ألف خطاب من خطاباتك لن يلغي اعتراف الدولة اللبنانية بالمحكمة ومسارها

*الدكتور والباحث السياسي نسيم الضاهر حزب الله "سيذبح" ميقاتي بخيط الحرير ...: قُضي الامر ... وحجم الاهتراء الداخلي سيتكشّف على طاولة الحكومة المنفصمة ...   

*وفد "هيومان رايتس ووتش" بحث مع قرطباوي قضيتي خطف آل الجاسم والعيسمي

*بعد سقوط الأسد ووصول المعارضة إلى السلطة رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون يتعهد قطع العلاقات مع إيران ووقف الإمدادات لـ"حماس" و"حزب الله"

*روسيا تستبعد فرض أي عقوبات جديدة في الأمم المتحدة على إيران 

*واشنطن تحض تركيا على اتخاذ إجراءات ضد نظام طهران/مجلس الشيوخ الأميركي يتبنى عقوبات على "المركزي الإيراني"

*بيلاي: الجرائم ضد الإنسانية تعزز الحاجة الملحة لمحاسبة نظام دمشق/مجلس حقوق الإنسان يطالب بحماية دولية للشعب السوري

*الأربعة  مطالبات أميركية لبلمار بإصدار مذكرات جلب لنصر الله ومعاونيه/نائب في الكونغرس: سليمان وميقاتي يعرفان أين يختبئ المتهمون/حميد غريافي/السياسة

*تظاهرات ضخمة في أنحاء سورية ومقتل 8 من المخابرات في هجوم لمنشقين/13 قتيلاً وهتافات معادية لنصر الله في "جمعة المنطقة العازلة"

*النائب أحمد فتفت/هالة الزعيم الكبير والوطني سقطت  ونصرالله مهزوم ومأزوم يعجز عن مواجهة الحريري سياسياً ويخشى عودته وبيدنا الكثير من الملفات السياسية التي تسقط الحكومة  

*النائب كاظم الخير: معركة العدالة تتعدى مسألة التمويل ولن تنته بعد وحزب الله يفرض شروطاً جديدة على الرئيس نجيب ميقاتي في حكومة "مرّقلي لمرّقلك" ... 

*فتفت لـ"المستقبل": نصر الله تحوّل من مقاوم لإسرائيل الى مقاوم للمحكمة

*ترتيبات جارية لزيارة جنبلاط الى السعودية

*بيان صادر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي

*الأوروبي" يسعى إلى حل "ملائم" لمعسكر أشرف

*النظام الأسدي فوّض الى موسكو عملية إنقاذه/أسعد حيدر/المستقبل

*كنائس الشرق الأوسط انتخبت  الأب بولس روحانا أميناً عاماً: رفض هجرة المسيحيين والدعوة إلى حمايتهم

*نصرالله وخطاب الهزيمة/ أحمد الجارالله/السياسة

*لماذا لا يحرر الأميركيون دمشق كما فعلوا مع بغداد/ داود البصري/السياسة

*وليد المعلم ... معلم ٌ في الفبركة/ علي ب. اسعد /السياسة

*في ذكرى اغتصاب إيران للجزر العربية الثلاث/د. أكرم عبدالرزاق المشهداني/السياسة

*البيت الأبيض والبنتاغون مترددان في ضرب إيران  كلما أصبح صوت طبول الحرب أعلى نشطت التسريبات والدعاية الإعلامية/بقلم- توم فنتون:السياسة

*هل ستنتقم طهران بضرب مفاعل ديمونة الاسرائيلي واشعال المنطقة/خبراء يرسمون ثلاثة مشاهد للضربة العسكرية لمنشآت إيران النووية/ بقلم علاء سالم:السياسة

*انفخت الدف وتفرق العشاق .. الأسد يفاوض على المنفى و الأيتام في لبنان كل يغني على ليلاه/طوني أبو روحانا - بيروت اوبزرفر

*لأن السلاح حال دون تحقيق كل أهدافها/قوى 14 آذار قرّرت خوض معركة إسقاطه/اميل خوري/النهار

*تقارير غربية عن تحضيرات داخل سوريا تعزز القلق من تأثيراتها المباشرة على لبنان/هيام القصيفي/النهار 

*نصرالله دفع نحو ترضية كبيرة لعون ومفارقة تكرار الأخطاء بين الحكومتين/روزانا بومنصف/النهار     

 

عناوين النشرة

نصر الله.. اللهم لا شماتة

طارق الحميد/الشرق الأوسط

 السبت 3 كانون الأول 2011

تخيلوا إلى أي حال وصل الأمر بزعيم حزب الله حسن نصر الله في لبنان! فقد انتهى نصر الله إلى أن الحكومة المحسوبة عليه، أو قل حكومته، هي التي تمول المحكمة المعنية بالتحقيق مع رجاله المتهمين باغتيال الراحل رفيق الحريري، فهل هذه براغماتية سياسية، أم أن نصر الله أوتي الحكمة فجأة؟!

بالطبع فإن الأمر لا هذا ولا ذاك، بل إن نصر الله قبِل مرغما، ومهما قال، وبرر، حيث لم يعتكف وزراؤه، ولم يسقط الحكومة إلى الآن. وقد يكون قبول بن نصر الله من باب المغلوب على أمره، ليس إلا، فقبول حكومة حزب الله في لبنان دفع تكاليف محكمة الحريري المعنية بالتحقيق مع رجال نصر الله نفسه، أي رجال إيران، يعني أمرا من عدة أمور، فإما لأن النظام الأسدي قد ضغط على حزب الله لقبول ذلك، حيث إن النظام الأسدي لا يقبل بأي حال من الأحوال اليوم سقوط الحكومة الوحيدة التي تقوم بمساعدته، وسقوطها يعني أن الأسد سيكون محاصرا اقتصاديا تماما، ولن يكون بوسعه، أي الأسد، الضغط مستقبلا لتشكيل حكومة مثل الحالية في لبنان، فربما يسقط نظام الأسد قبل أن ينتهي التفاوض على تشكيل حكومة لبنانية توفر له، أي النظام الأسدي، ما يحتاج إليه الآن، وليس اليوم أو غدا.

والتفسير الآخر لقبول حزب الله بتمويل محكمة الحريري هو خشية الحزب، والذي شن هجوما عنيفا على ميقاتي من قبل، ونفس الأمر فعله حلفاء حزب الله بلبنان، أن يخلف ميقاتي في الحكومة القادمة رئيس وزراء لبناني صلب مثل فؤاد السنيورة، على خلفية ما يحدث بسوريا، وهذا يعني حشر حزب الله في «كورنر»، بل إن الأسوأ من كل ذلك بالنسبة لحزب الله، وهذا متوقع بالطبع، أن يضطر حسن نصر الله إلى طلب ودّ سعد الحريري من أجل أن يقوم بتشكيل الحكومة، ليلعب سعد دور والده بحفظ ماء وجه الحزب كما فعل الحريري الأب مرارا، قبل أن يُغدر، وهذه ستكون قاسية على بن نصر الله، فالظروف تغيرت بالمنطقة، وتحديدا بسوريا، وهنا مربط الفرس، فتخوف بن نصر الله أصبح من حيث يأمن، أي دمشق، حيث استيقظ المارد هناك.

وهنا قد يقول قائل بأن دولة الرئيس ميقاتي قد لعب لعبة حافة الهاوية مع حزب الله، وأراد أن يصطاد بحجر تمويل محكمة الحريري الدولية عدة عصافير، فإما أن تسقط الحكومة اللبنانية ويخرج ميقاتي منتصرا أمام ناخبيه، وسنة لبنان، وبالطبع العالم العربي، وإما أن يمول ميقاتي حقوق المحكمة، وتبقى الحكومة ويكون الرجل القوي، غير التابع لحزب الله، وكل المؤشرات تقول إن ما حدث، أي سداد حقوق محكمة الحريري، وخصوصا في حال استمرت الحكومة اللبنانية، لا يعني أن ميقاتي قد اصطاد عصافير بحجر المحكمة، ولسبب بسيط جدا، وهو أن السبب الرئيسي لصمت حزب الله على تمويل محكمة الحريري هو الحفاظ على أمر أكبر، وهو النظام الأسدي، والذي يمثل بقاؤه ضمانة لبقاء حزب الله.

لكن ما علينا التنبه له اليوم هو أن ألم تمويل محكمة الحريري على حزب الله اليوم، وتحديدا حسن نصر الله، يعد أقسى كثيرا من حجم الألم الذي شعر به سعد الحريري يوم ذهب إلى دمشق للقاء بشار الأسد بقصر تشرين، فيكفي نصر الله اليوم ألما وإحباطا أنه هو من بات يمول محكمة طالما وصفها بالصهيونية، وعملها محاكمة رجاله!

ولذا، فلا يملك المرء إلا أن يقول لحسن نصر الله: اللهم لا شماتة!

 

غشاء البكـارة!

ملحم الرياشي/الجمهورية

لم أفهم حتى اللحظة اين العمل البطولي الذي قامت به الحكومة وانجزه رئيسها؟ ولم أفقه لا بعين اليسر ولا بحدّ العسر، ما هو هذا الانجاز الضخم الذي تحقق عبر تهريبة بختم وطابع رسمي، واخراج بدائي، وحضور استثنائي لمائدة فريق الحكم الحالي، في بعديه المحلّي والاقليمي تحت عنوان انقاذ الحكومة والحفاظ على السلطة بأي ثمن!

نعم وبأي ثمن، وحين نقول بأي ثمن، نفهم تراجعات عون وحزب الله من قَـبله، عن الاصرار على الميقاتي ان يسدّ العجز من ماله ويموّل محكمة رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الاموات والاحياء، من جيبه او ماله الخاص ايضاً.

وحين نقول بأي ثمن، نفهم الاصرار السوري على منع اسقاط حكومة تمنع اكتمال الطوق على النظام هناك، وتفي ولو بالحد الادنى من التكاملية معه.

وحين نقول بأي ثمن، نستغرب هذه الرغبة من قوى 14 آذار لتقديم التباريك من دون الادراك بأن ما سوف يلي، هو موسم الرئيس الميقاتي للقطاف في الادارة والوزارة والعلاقات الدولية، ليربح رهانه مرتين، مرة دولياً عبر الباب الفرنسي الذي يُفتح امامه على مصراعيه مع بداية الاسبوع المقبل، ومرة اخرى داخلياً حين يُـمتّع عينه برؤوسٍ -ادارية- "أينعت وحان قطافها، وهو لصاحبها".

الرئيس ميقاتي يبدأ نثر زرعه في الادارة ودار الافتاء، بعدما حصد تمويل المحكمة من الهواء ومن معادلةٍ غريبة عن المنطق، طغى عليها طابع الرعب من الاستقالة، لاصرار الحزب وسوريا على بقائه، وتغلبت على قواعدها توازنات الرعب الداخلة على خللٍ اكيد، كلما تفاقم الوضع في سوريا، او ازداد اقتراب موعد المواجهة على لوحة الشطرنج "الفارسي- الدولي".

في المحصلة، يبدو ان أكلة جبنة الادارة، سوف يتفرغون لاقتسامها ولو بغير عدالة، وابتداءً من الاسبوع المقبل؛ وان كذبة الموقف المبدئي لدى عون وسواه قد تراجعت الى حد السقوط امام ديماغوجيا خشبية، خدشت الاذان لاكثر من اشهر عبر "أسرَلة" المحكمة وصهينتها وأبلستها امام الناس.

اي حكومة هذه، هي تلك التي تموّل من كيسها تحت عنوان الضرورة، وتُلغي وتُسقط من هم مبدئيين فيها، فتَسقط هي كذلك في لعبة التمويل بالقوة، وتحت ضغوطات القوة؟

ثلاث خسارات مؤكدة:

1 - لم تعد معادلة السلاح تجدي نفعاً امام مقاربة التوازنات الداخلية والخارجية، والدليل ان أكثر ملف شخصي ومهم وضروري ومباشر و"غير مؤقت"، لم يتمكن السلاح من الحدّ من تماديه او الدفاع عنه.

2 - لم يكن اسقاط الحريري نافعاً وفرصة اضاعة الوقت واللعب بالوقت الضائع زادت من خسائر لبنان ودمرته تدميراً قوياً.

3 - لم يعد منطق الاصلاح سائداً ولا التغيير ممكناً، لان فاقد الشيء، لا يستطيع حكماً وحتماً، أن يعطيه.

اختم بقصة العنوان: اثناء علاقة جنسية "عابرة"، فقدت احدى الفتيات عذريتها، لكنها ارادت قبل الزواج ان تجري عملية جراحية تعيد اليها غشاء البكارة، نجحت العملية، عاد الغشاء... اما البكارة والعذرية، فلا!

 

النائب نهاد المشنوق: خطاب نصرالله مأزوم.. وتمويل المحكمة تم بقرار من الأسد 

شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق على أن "تسديد لبنان لحصته من تمويل المحكمة الدولية هو حق مكتسب للّبنانيين الذين اختاروا المحكمة على اعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق العدالة ووقف الاغتيالات واستمرار الحياة السياسية بشكل طبيعي"، وأوضح أن "التمويل ليس العنوان الوحيد للمعارضة، وها قد تحقق نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية إقليميا ودولياً، وما لم يفعله الرئيس ميقاتي عند تشكيل الحكومة، فعله عند التمويل وحقّق من خلاله خطوة متقدمة".

وأشار المشنوق في حديث لإذاعة "صوت لبنان" إلى أن "مسألة التمويل هي جزء من اليوميات وخطوة محلية محدودة التأثير على عمل المحكمة"، معيداً الأمور إلى ما اعتبره "المسار الأساسي والأصلي المتعلق بأن هذه الحكومة هي حكومة مواجهة قائمة على العزل والتهميش وعدم أحقية التمثيل، وشُكِّلت بطريقة مخالفة لكل طبائع النظام اللبناني التوافقي، وهي تقوم على ثلاثة عناوين، هي الخلل في التمثيل وعزل قسم من اللبنانيين واتسامها بطبيعة المواجهة"، وقال المشنوق: "لو سقطت الحكومة غداً صباحاً فإن الرئيس سعد الحريري لن يكون في وارد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة"، لافتاً إلى أن "هذه الحكومة هي الأفضل لسياسة النظام السوري وحلفائه منذ اتفاق الطائف، إضافة الى أن لبنان هو الرئة الوحيدة راهناً لسوريا لكي تتنفس منها، لذا فإن كل الكلام عن لبنانية قرار التمويل كلام مضحك وغير مقبول والجميع يعلم ان التمويل تم بقرار من الرئيس (السوري بشار) الأسد، والأزمة الحقيقية تتعلق بالمحكمة ككل واضطرار حزب الله إلى الإعتراف العملي بها نصرةً لاستقرار السياسة السورية القائمة في لبنان".

وعن الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله، أشار إلى أنه "خطاب مأزوم"، وتابع: "السيد نصرالله بدأ كلامه عن استهجان اللغة المذهبية، إلا أنه انتقل الى الكلام المذهبي عند حديثه عن حادثة عرسال واتهامه نواب "المستقبل" برواية ليسوا هم أصحابها وإنما أهالي عرسال". وبالنسبة إلى حديث نصرالله عن الـ"سين - سين" والورقة القطرية التركية، قال المشنوق: "هذه الورقة صحيحة وموجودة، ولكن لماذا تم تجميدها ثلاثة أشهر؟ على السيد نصرالله وقيادة "حزب الله" معرفة أنهم لا يستطيعون كتابة التاريخ وفق وجهة نظرهم، وهناك أزمة لدى "حزب الله" بسبب ما يحدث في سوريا وما تتعرض له ايران من عقوبات وتهديدات بالحرب"، وسأل: "كيف باستطاعتنا الحوار مع "حزب الله" وهو يعتبر ان ما يحدث في سوريا مجرد نزهة وليس ثورة؟ كما أننا نريد دولة مقاومة وليس حزب مقاومة".

وردا على سؤال عن أهمية الحوار، لفت المشنوق الى أن "لا أهمية للحوار في ظل حكومة مواجهة ووجود السلاح، وفي ظل ثورة في سوريا يقال عنها إنها اعتداء على النظام السوري. فعلى أي قاعدة سيجرى الحوار؟"، وأكد أن "النظام السياسي السوري بكل تحالفاته الداخلية والخارجية انتهى، وما من عودة الى الوراء، وهذا ما قاله نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد".

وردا على سؤال عن مصير بروتوكول التعاون مع المحكمة الدولية، ختم المشنوق بالقةل: "التعديل او الالغاء في حاجة الى موافقة الطرفين. مسألة تعديل البرتوكول هي جزء من الأزمات المفتعلة التي ستظل مشرعة الى حين وضوح مصير الثورة السورية، والمطلوب اليوم من الحكومة ان تتصرف بجدية وتسلم المتهمين، وذلك قبل الحديث عن بروتوكول التعاون".

 

تصفيق حار لبطريرك الاستقلال الثاني

 المستقبل/[ تميز الاحتفال بالتنظيم الدقيق من شباب حركة "الاستقلال"، الذي وزعوا أعلام الحركة وثورة الأرز، وباستعمال المؤثرات الضوئية بتقنية عالية.

[ أقيم الاحتفال في قاعة تشبه المدرج حيث تسنى للجميع رؤية منصة الخطباء.

[ علا التصفيق الحار وقوفاً عند دخول البطريرك نصر الله صفير، الذي وصفته الوزيرة السابقة نايلة معوض بـ "بطريرك الاستقلال الثاني"، وعند اعتلائه المنصة، وعند انتهائه من الكلام.

[ انشدت تانيا قسيس أغنيتين الأولى بعنوان "خافوا الشمس تضوّي"، والثانية "كرمال ترابك".

[ قال جاد الأخوي في كلمته: "الرئيس الياس الهراوي رحمه الله، والرئيس اميل لحود رحمه الله أيضاً".

[ كشف تقرير عن توسيع مؤسسة "رينيه معوض" نشاطها الى مناطق جنوبية مثل رميش ومرجعيون.

 

mtv: إنهيار ضخم داخل أحد سراديب حزب الله في صريفا

بعد تفجير اسرائيل جهاز تجسس على الخط السلكي للحزب هزّ إنفجار غامض الوادي الواقع بين صريفا ودير كيفا في صور جنوبَ نهر الليطاني والخاضع للقرار 1701في ظل غياب أيِ بيان رسمي يُوضح ما حصل وفي حين اعلنت العلاقات الاعلامية في حزب الله في بيان ان "الحزب احبط عملية تجسس إسرائيلية، حيث إكتشف جهازا على الخط السلكي في الوادي، قبل أن تقوم إسرائيل بتفجيره بواسطة طائرة استطلاع من الجو، ولم يصب أي من عناصر الحزب بأذى، ولم يؤد الانفجار الذي سمع دويه في المنطقة الى وقوع اصابات، بحسب البيان. أشارت معلوماتٌ لمحطة الـmtv إلى إنهيارٍ ضخمٍ داخلَ أحدِ السراديب التي يُقال إن حزبَ الله يبنيها بواسطةِ حفّاراتٍ روسية الصنع وكانت تُستخدمُها منظمة التحرير الفلسطينية سابقاً. واوضح مسؤول في حزب الله في الجنوب لوكالة فرانس برس ان "خمسة عناصر من الحزب كانوا يجرون كشفا على المنطقة عندما عثروا على جهاز التجسس الذي فجره الاسرائيليون".

 

الجمهورية": فيلتمان في بيروت قريبًا جدًا ناقلاً للمسؤولين سلسلة رسائل

ذكرت صحيفة "الجمهورية" أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان سيزور بيروت "قريبًا جدًا"، ناقلاً إلى المسؤولين اللبنانيّين سلسلة رسائل من بلاده، وفي مقدّمها التحذير من خطر اشتعال الجبهة الجنوبية في حال حصول أي تحرّش بإسرائيل، والتشديد على ضرورة احترام لبنان العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، والتحذير من محاولات التفاف النظام السوري والمصرف المركزي السوري على هذه العقوبات في أيّ شكل من الأشكال، إلى جانب الطلب من لبنان مساعدة المحكمة الدولية عمليًا لتنفيذ مذكرات الإتهام الصادرة في حقّ المتهمين الأربعة.

 

المحكمة عبر "تويتر": إطلاق الضباط الأربعة حصل "لعدم وجود أدلة كافية"

أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في صفحتها على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي أن رئيس المحكمة القاضي ديفيد باراغوانث سيرد مباشرة على أسئلة المواطنين والصحافيين اللبنانيين عبر "تويتر" الاسبوع المقبل، وأشارت الى أنها ستوضح التفاصيل مطلع الأسبوع. وذكرت المحكمة في الموقع أنّها أطلقت الضباط اللبنانيين الأربعة بعد فترة قصيرة من قيامها "لعدم وجود أدلة كافية في حقّهم"، وأضافت: "نحن لا نملك السيطرة على ما قامت به مؤسسات أخرى قبل وجودنا"ـ وإذ أشارت الى قرار سابق لغرفة الاستئناف فيها أصدرته قبل نحو سنة، أوضحت المحكمة أن "غرفة الاستئناف قررت ان على المدعي العام (دانيال بلمار) تسليم بعض الافادات التي لها علاقة باعتقال المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد"، وتابعت: "كما ذكرنا إن لجنة التحقيق الدولية كانت موجودة قبل وجود المحكمة ولذا لم يكن لنا سيطرة على عملها. إن افادات بعض الاشخاص للجنة التحقيق الدولية حصلت قبل وجود المحكمة، ولذلك فهي ليست من اختصاصنا (قرار سابق صدر عن المحكمة). ولكن، قد يكون من الممكن للقضاء اللبناني ملاحقة من قام بذلك. أما اذا أدلى اشخاص بشهادات مضلّلة أمام المحكمة، فيجوز اتهامهم بجرم التحقير".(النهار)

 

"الجمهورية" عن أوساط ميقاتي: يدرس موضوع شهود الزور بتأنٍّ والمسألة تحتاج لبحث

نقلت صحيفة "الجمهورية" عن أوساط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قولها إنّه "استمع الى ما طرحه (الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن) نصرالله حول ملف الشهود الزور بكلّ آذان صاغية، وإنّه يدرس الموضوع بتأنٍّ وسيطرحه في الوقت المناسب"، لافتة إلى أن "ملف شهود الزور مرتبط بملف المحكمة (الدولية الخاصة بلبنان) ككلّ ويحتاج إلى البحث والنقاش بين كلّ الأفرقاء".

 

في اخطر كتاب عن الربيع العربي...انطوان بصبوص: قصة البطريرك والكاسيت...المسيحيون للدفاع عن الأسد

.وسنياريو الفوضى الدموية يتضمن اقامة قاعدة للحرس الثوري في اللاذقية واللجوء الى جبال العلويين! 

طارق نجم

وفي آخر حلقة من كتاب التسونامي العربي، يتطرق انطوان بصبوص إلى موقع المسيحيين تجاه الربيع العربي في سوريا وبالتحديد موقف البطريرك بشارة الراعي تحت عنوان "البطريرك والكاسيت". في الصفحة 279 نقرأ التالي "لجأ الأسد الى استعمال المجتمعات المسيحية في الشرق للدفاع عن نظامه في مواجهة الغرب. فمنذ لقاء الحواري الأول في دمشق بتاريخ 7 تموز 2011 في دمشق تم وضع الأب الياس زحلاوزي في الواجهة وعلى شاشات التلفزيون. ومن اجل اكمال انجازه، عيّن الأسد محامي الدفاع عنه امام الغرب رئيس الطائفة المسيحية الرئيسية في الشرق أي البطريرك بشارة الراعي" بالرغم مما عاناه المسيحيون من الاحتلال السوري للبنان. ولكن المفاجأة حدثت في 5 ايلول 2011 حين دافع عن قضية الديكتاتور السوري وحزب الله أمام ساركوزي في الأليزيه بحجة "الخوف من توسع النزاع في سوريا واحتمال تطوره الى حرب اهلية تأتي بنظام اسلامي". والغريب بالأمر ان البطريرك لا يمانع بقاء سلاح حزب الله حتى تحرير مزارع شبعا وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى بلادهم "وبحسب تعبيره "علينا أن نفهم أن الجيش لدينا ضعيف!".

وكان جواب الرئيس الفرنسي على البطريرك "نحن لن نستطيع ان نقبل ديكتاتوريات باسم الاستقرار". وعندما عاد الى بيروت استقبله حلفاؤه كأنه آية الله العظمى (ص 281) وكان من اول زواره سفير سوريا في لبنان ومفتي دمشق. كما حل البطريرك لاحقاً ضيفاً مكرماً في البقاع التابع لحزب الله وتمت تسميته في الجنوب بأمام البطاركة...وبتحالفه هذا يكون البطريرك قد أعلن الحرب على 80% من المسلمين ! (وفق الكاتب)

وظهرت علامات الاستفهام الكبيرة وراء هذا ا الموقف الذي ربط رأس الكنيسة بنظام يتهاوى. (ص 282) خصوصاً ان ذلك كان انحرافاً عن الخط التقليدي للبطاركة الموارنة "الذين منحوا مجد لبنان". وهنا يأتي التفسير وذلك من خلال العودة الى زمن اللواء غازي كنعان الحاكم الفعلي للبنان حتى العام 2002 قبل ان يستدعى الى سوريا لتعيينه وزيراً للداخلية وينتهي منتحراً في العام 2005! فقد قرر السورويون في العام 1998 الاحاطة بالبطريرك صفير الذي يعمل من اجل استقلال لبنان من خلال ايجاد اعداء له داخل الكنيسة المارونية وحاولوا في هذا الاطار استمالة 3 بطاركة هم: اميل سعادة، يوسف بشارة وبشارة الراعي.

المطرانين الأولين أخبرا البطريرك بالمحاولة وأفشلت بالتالي مهمة السوريين. أما الثالث أي الراعي فقد سار مع كنعان واستقبله في مقر المطرانية في عمشيت قرب جبيل حيث اصطحب في احدى زياراته احدى مذيعات صوت لبنان مع كاميرات وميكروفونات".

بعد أسابيع على هذه الزيارة (كما جاء في الصفحة 283) وعلى أثر تصريح قام به الراعي، طلب كنعان من المطران زيارة مقره في عنجر حيث وصلها الراعي مرفوع الرأس ليفاجأ هناك بتسجيلات سرية من داخل مقر المطرانية عرضها عليه كنعان. وبحسب تعبير الكاتب فان محتواها كان لا ريب مدمر بالنسبة للمطران المصدوم الذي شرع بالبكاء وهدد بالانتحار في حال أعلن الأمر على الملأ وظل طوال 3 ايام لا يخرج من منزله! ويبدو ان الكاسيت الذي سجله كنعان لا يزال موجوداً بالرغم من أن الأخير توفى وبقي محفوظاً لدى الارشيف السوري. وهذا ما علم به أحد الأساقفة المقربين من الراعي والذي استدعي الى باريس لابلاغه الأمر قبيل سفر البطريرك الى باريس. ويضيف الكاتب ان البطريرك أصبح رهينة قوة اجنبية مما دفع الادارة الامريكية الى الغاء موعد للبطريرك في واشنطن خلال زيارته الاخيرة في وقت رفض معظم المسيحيين الموارنة الانقلاب الذي قام به البطريرك!

ويختم بصبوص (ص 284) يورد الكاتب كيف تم استدعاء اللواء محمد ناصيف على وجه السرعة الى طهران في حزيران 2011 حيث ناقش امكانية انشاء قاعدة بحرية في اللاذقية في قلب بلاد العلويين من اجل استقبال الباسدران فيها أي الحرس الثوري. وهذا يدل على القلق الذي يعتلي الفريقين لجهة الحفاظ على خط الامدادات في حال سقوط بغداد والاضطرار الى الإنطواء الى جبال العلويين. وبعد أن ابتعد عنه الجميع وأصبح ظهره الى الحائط متروكاً معزولاً على الساحة العربية والدولية، ظلّ امام الأسد السير بسيناريو دموي فوضوي تصاحبه كارثة اقتصادية خصوصاً انه لم يتبق لديه سوى الدعم الايراني الثمين بالرغم من محدوديته في وقت لا تبخل ايران على حليفها بالمساعدة العسكرية والعملياتية الضرورية من اجل ايصال السلاح الى "حزب الله لاند" ضمن بلاد الأرز. 

* موقع 14 آذار

 

رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون

مقاومة اسرائيل كذبة وخطاب نصرالله جدّ ضعيف...عمر الحكومة من عمر النظام السوري والحلّ هو بتطبيق الطائف 

باتريسيا متّى

اعتبر رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون أن "خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرلله كان ضعيفاً جداً وهو حاول في كلامه ايجاد الأعذار لتبرير التحول الذي طرأ على موقفه من رافض للمحكمة الى موافق على تمويل محكمة لطالما اعتبرها اسرائيلية وأميريكية". شمعون رأى في تصريح خاص أدلى به لموقع" 14 آذار" الالكرتوني أن "خطاب نصرالله أوحى أن ميقاتي قد خان الأكثرية الحالية في حين أن الحقيقة هي رضوخ الحزب وحلفاؤه الى الأوامر السورية". هذا ورأى أن "قبول العماد ميشال عون تمويل المحكمة مشروط ببعض المكاسب والتعيينات الموعود بها وليس اهتماما بمصلحة البلد"، لافتاً الى "أن فريق عون خضّ البلد لأشهر وخلق جواً من الرعب بدون أن ينفذ مبتغاه مستغرباً ربطهم مصلحة البلد بمصالحهم الخاصة". أما عن تسليم المتهمين، قال شمعون: "ميقاتي لن يستطيع تسليم المتهمين لأنه غير قادر على ذلك بوجود حزب الله اضافة الى أن المتهمين لم يعودوا في لبنان بل في ايران". واذ اعتبر أن "الخلافات الناشئة بين أطراف هذه الحكومة ستقلص عمرها "، رأى شمعون أن "عمر الحكومة مرتبط بعمر الأزمة السورية فهي ستسقط مع سقوط النظام السوري ورئيسه". وأضاف: "نحن لا نهاجم الحكومة الا اذا كان أداؤها غير جيّد وقد ظهرت تداعيات ادارتهم للبنان من خلال تردي الاقتصاد والتنصل من العدالة وانطلاقاً من هنا لن نسمح باستمرار هذه الحكومة". كما أكد شمعون أن الحلّ النهائي والوحيد هو بتطبيق اتفاق الطائف لأن الدستور هو الوحيد الذي يقرّ بجيش واحد وسلاح واحد مؤكدا أن تأثير سلاح حزب الله قد قارب الى نهايته خصوصاً بعد أن أصبحت مقاومة اسرائيل كذبة". وختم شمعون تصريحه مؤكدا أن "العد العكسي لنظام الأسد قد بدأ منذ أن سقط أول نظام ديكتاتوري، ""النظام التونسي"" مع العلم أن لديه بعض المتعلقين به في لبنان ولكن نهايتهم قربت جداً".

 *موقع 14 اذار

 

مروان حمادة: كان من الافضل للسيد نصرالله ان يقول سأرسل الى لاهاي المتهمين الاربعة 

لفت النائب مروان حمادة إلى أن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالأمس يوحي وكأن "الأمور لا تزال في مهب الأخذ والرد نحو خطوةٍ قام بها (رئيس الحكومة نجيب) ميقاتي، والمال أصبح بيد المحكمة (الدولية الخاصة بلبنان)، ونتائج المال هي الأهم من الكم، وقد ظهر ذلك في استنتاجات المجتمع الدولي الذي رحب من روسيا إلى (أمين عام الأمم المتحدة) بان كي مون بهذه الخطوة".

حمادة، وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل"، ردّ على نصرالله قائلاً: "بدل أن يعيد خطوة تشرين 2010 في فتح ملف فارغ (شهود الزور) وبدل أن يتلو علينا درسًا بالمنطق كان الأفضل له أن يقول إنه سيرسل المتهمين (الأربعة باغتيال الرئيس رفيق الحريري) إلى لاهاي"، مشيرًا إلى أن نصرالله "يطلب من (رئيس الحكومة نجيب) ميقاتي عكس ما قال إنه سمح له به، أي أنه قال إنّه يطالب برأس (المدعي العام التمييزي القاضي سعيد) ميرزا و(مدير عام الأمن الداخلي اللواء أشرف) ريفي و(رئيس شعبة المعلومات العقيد وسام) الحسن الذين قال عنهم إنّهم تآمروا على الضباط الأربعة (الذين كانوا موقوفين بقضية باغتيال الرئيس رفيق الحريري)، هؤلاء الضباط الذين خرجوا من السجن لا من القضية".

 

نديم الجميل: موضوع شهود الزور فارغ ولا أساس له وهو ورقة بيد "حزب الله" يهدد بها 

اكد عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل أن "موضوع شهود الزور فارغ ولا أساس له. واضاف الجميل بعد زيارته رئيس أساقفة بيروت للموارنة سيادة المطران بولس مطر "إنها ورقة بين أيدي حزب الله يهدّد بها، سبق للحزب ان استعمل هذا التهديد مع حكومة سعد الحريري ولم يؤدِ الى نتيجة ، وتابع الجميل "سيستعملون هذا الكلام اليوم ليقولوا للناس ان لديهم ما يقولونه، وكلنا نعرف ان موضوع شهود الزور فارغ ولا أساس لهو اذا أرادوا إستعمال هذا الموضوع كـ" بالون " في الهواء فليكن ولكن بالنهاية ان هذا الموضوع فارغ من أساسه.

 

4 جرحى في وادي خالد برصاص مواقع الجيش السوري

 طرابلس (لبنان) - وكالات: تعرضت منطقة وادي خالد في شمال لبنان على الحدود مع سورية, أمس, لإطلاق رصاص عشوائي مصدره مواقع الجيش السوري من الجانب الاخر للحدود ما ادى الى اصابة اربعة أشخاص على الاقل. وافاد عدد من اهالي وادي خالد ان اصوات اشتباكات عنيفة سمعت من الجانب السوري للحدود وخصوصاً في ارجاء مدينة تلكلخ الواقعة في محافظة حمص, يتخللها دوي قذائف مدفعية. وقال رئيس بلدية المقيبلة السابق محمود خزعل ان منطقة وادي خالد "تعرضت لاطلاق رصاص عشوائي من المواقع العسكرية السورية في بلدة العريضة, اسفر عن اصابة امرأة لبنانية بجروح في بلدة البقيعة الغربية" في الجانب اللبناني من الحدود. واوضح خزعل ان "اطلاق النار في اتجاه الاراضي اللبنانية الذي استمر قرابة الساعة بدأ بعدما تجمع عدد من النازحين السوريين الموجودين في شمال لبنان على مقربة من النهر الفاصل بين الاراضي اللبنانية والاراضي السورية احتجاجا على قصف تتعرض له تلكلخ". وافاد مصدر طبي ان لبنانيين اثنين اخرين نقلا الى احد مستشفيات عكار بعد اصابتهما برصاص الجيش السوري داخل الاراضي اللبنانية, فيما ذكر شهود ان كل المنازل في المنطقة اخليت من سكانها. وتتعرض بلدة تلكلخ لهجوم متواصل منذ الاربعاء الماضي تشنه "الاليات العسكرية المدرعة ترافقها قوات عسكرية وامنية ومجموعات من الشبيحة", ما اسفر عن وقوع العشرات من الاصابات, بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ونزح خلال الاشهر الاخيرة آلاف السوريين الى شمال لبنان غالبا عبر معابر غير شرعية منتشرة في المناطق الجبلية الوعرة وتستخدم عادة في عمليات تهريب.

 

الأسد تدخل شخصياً لتمرير التمويل

بيروت - "السياسة": علمت "السياسة" من أوساط بارزة في "8 آذار" أن الرئيس السوري بشار الأسد تدخل شخصياً مع "حزب الله" لتمرير تمويل المحكمة, حرصاً على بقاء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بوصفها حاجة سورية.  والتقى لهذه الغاية حسين الخليل معاون الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله لمدة ثلاث ساعات, وسبق ذلك اتصالات رفيعة المستوى مع الجانب الإيراني.

وعلمت "السياسة" أن الخليل أمضى برفقة الوزير علي حسن خليل معاون رئيس مجلس النواب نبيه بري, يومين في العاصمة السورية, لتدارس موضوع التمويل ومواضيع أخرى تتعلق بمواقف بعض الأطراف اللبنانية من الأزمة السورية.

 

الطفيلي دعا "حزب الله" إلى تسليم المتهمين ولو كانوا أبرياء 

الحريري لنصر الله: ألف خطاب من خطاباتك لن يلغي اعتراف الدولة اللبنانية بالمحكمة ومسارها

 بيروت - "السياسة" والوكالات:  بعد تمويل المحكمة الدولية وانصراف كل طرف سياسي الى تقويم الخطوة وتوظيفها في الاتجاه المناسب لأهدافه ومشاريعه, فإن الحكومة التي كتب لها عمر جديد تبدو قبلة الانظار في ضوء مواقف رئيسها الحازمة في اتجاه تفعيل عملها وضخ روح جديدة في شرايين مكوناتها تعيد وصل ما انقطع بفعل الصراع المرير على "التمويل", وما استتبعه من موجة اعتكافات وحزم شروط ومطالب. وعلى رغم تحديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اول من امس مطالب تلامس الشروط في مقابل بقاء الحكومة ابرزها ملف شهود الزور وتلبية "المطالب المحقة" و"رغبات" وزراء تكتل "التغيير والاصلاح", الا ان اوساطا وزارية جددت التأكيد أن لا صفقات ولا شروط مقابل التمويل, مشيرة الى ان الرئيس نجيب ميقاتي اتخذ القرار بمعزل عن المطالب والتجاذبات الداخلية والتزم تنفيذ تعهدات لبنان الدولية المنصوص في مقدمة دستوره على وجوب احترامها.وشددت الاوساط على ايمانه بضرورة تفعيل العمل الحكومي بمعزل عن التمويل, مشيرة الى ان لائحة مطالب وزراء التكتل التي سلمها وزير الطاقة جبران باسيل الى الرئيس ميقاتي ستبحث لاتخاذ الاجراء المناسب وفق المقتضيات.

وفي وقت انهالت ردات الفعل على خطاب الامين العام لحزب الله, سيما من فريق المعارضة حيث رأى نوابه انه لم يحمل جديداً, مؤكدين ان الورقة التي عرضها عن المبادرة السعودية - السورية هي مجرد افكار, جاء الرد الابرز من محورين الاول من الرئيس سعد الحريري والثاني من الامين العام الاسبق ل¯"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي.

ففي بيان صادر عن مكتبه الإعلامي, أكد الحريري ان خطاب نصر الله "لم يكن سوى لائحة طويلة من الانزعاجات توجب تسجيل نقاط عدة ابرزها: ان زعمه في ما خص مذهبية التحركات الشعبية والسياسية لتيار المستقبل مردود لصاحبه وبضاعة فاسدة لن تجد من يشتريها في الربيع العربي".

وأوضح أن "مهرجان طرابلس مناطقي وليس لقوى "14 آذار" خلافا لما يريد ان يوحي به (نصر الله) وخطاباته لم تنجرف كما اراد ان يسمع ويقرأ الى اي شكل من اشكال الخطاب المذهبي".

وتوقف البيان عند ما اعتبره "انزعاج نصر الله غير المحدود من الرئيس الحريري حتى بدا من تفاصيل الخطاب ان كلمتي سعد الحريري عالقتان في حلق السيد حسن ورددهما في كل طالعة ونازلة".

وأكد ان الرئيس الحريري أراد المبادرة السعودية - السورية على قياس المصالحة الوطنية وهي انتهت قبل شهور قليلة من سقوط احد ركنيها الرئيسيين, مشيراً الى أن "الروايات التي رددت (في خطاب نصر الله) أصبحت روايات ممجوجة ومن مخلفات مرحلة ولت, والرئيس سعد الحريري لن ينحدر إلى سجال المزايدة في كشف أوراق تصونها أخلاقية رجال الدولة في سعيهم مع ملوك ورؤساء ومسؤولين كبار للوصول إلى مصالحة ومسامحة حقيقية لحماية لبنان".

وإذ أشار إلى أن نصر الله يسعى لمقايضة تمويل المحكمة بدفتر شروط سياسي وإداري له وللتيار الوطني الحر, وهو دفتر شروط يضع البلاد من جديد في مناخ الاحتقان السياسي, تساءل البيان: "أليس من المنطق ان يقال ان تمويل محكمة يرددون انها اسرائيلية هو خيانة وطنية تقتضي احالة من يغطيها الى القضاء اللبناني واتهام من يقبل بالبقاء في حكومة تمولها بأنه شاهد زور"?

وختم بيان الحريري بالتوجه إلى نصر الله: "لقد أخطأت يا سيد في إطلاق هذا التوصيف بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على صدور قرار التمويل عن حكومة أنت ترعاها, وأخطأت مرة أخرى في وضع القضية موضع مقايضة إدارية وغير إدارية, والحقيقة تبقى أن المحكمة الدولية حصلت على التمويل, وألف خطاب من مثل هذا الخطاب لن يلغي اعتراف الدولة اللبنانية بالمحكمة ومسارها".

وبالتوازي مع مواقف الحريري, برز موقف للامين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي فشكل علامة فارقة لجهة دعوته الحزب "الى تسليم المتهمين الاربعة حتى لو كانوا ابرياء ومن اعظم المجاهدين لتصبح القضية اشخاصا لا حزبا ومذهبا". وأكد "ضرورة التعاطي مع المحكمة لا على قاعدة انها اصبحت وراءنا بل من منطق ان سم المحكمة أياً كان صانعه فالسم سيقتلنا والاتهامات موجهة إلينا شئنا ام ابينا, وهناك مصير بلد ومنطقة".

 

الدكتور والباحث السياسي نسيم الضاهر حزب الله "سيذبح" ميقاتي بخيط الحرير ...: قُضي الامر ... وحجم الاهتراء الداخلي سيتكشّف على طاولة الحكومة المنفصمة ...   

سلمان العنداري

اعتبر الدكتور والباحث السياسي نسيم الضاهر ان "تمويل المحكمة الدولية بالشكل والمضمون شكّل مادة خلافية اساسية بين حلفاء الاكثرية انفسهم وليس مع قوى 14 اذار".

ضاهر وفي حديث خاص ادلى به لموقع 14 اذار الالكتروني رأى ان " تمويل المحكمة الدولية هو حدث مهم للبنان واللبنانيين، وقد اتت هذه الخطوة بعد اكثر من ستة اشهر من من العناد والكلام العالي النبرة من جانب السلطة السياسية التي هددت "بقيام الدنيا وعدم قعودها" اذا تمت الموافقة على التمويل ام لا، لنكتشف بان صيغة جديدة تم التوافق عليها، وتم تمرير التمويل، وبذلك تكون الكرة في ملعبهم اليوم لتفسير هذا الامر على وجه السرعة". وقال ضاهر انه "كان يتعين على الامانة العامة لقوى 14 اذار في بيانها الصادر يوم الاربعاء الماضي ان ترحّب بتمويل المحكمة وان تنوّه بهذه الخطوة لا ان تقول بأنها هَرّبت، لان ما حصل بغاية الايجابية بغض النظر عن الطريقة التي تم خلالها تحويل الاموال".

واضاف: " بعد التمويل لم يعد هناك من حجة للعودة الى الوراء والبحث العقيم في ملفات شهود الزور او البرتوكول او غيرها من الامور، وعلى الاكثرية ان تفهم انه قضي الامر بفعل عنادها وموقفها السيء من تحقيق العدالة والاقتصاص من المجرمين".

واشار ضاهر الى ان "ملف شهود الزور يجب ان يُدفن لانه عبارة عن مشاكسة تمارس على الرئيس نجيب ميقاتي اكثر من اي شيء اخر، ولا تعكس اي حرص على العدالة وحسن سير التحقيق، ويمكن وضعها ضمن مسلسل الكباش الحاصل بين فريق السلطة، بصورة اساسية بين وزراء ميقاتي وسليمان وكتلة جنبلاط وبين "حزب الله" والتيار ومن يدور في فلكهما على طاولة مجلس الوزراء".

ولفت ضاهر الى ان " هذه الحكومة لا يمكن ان تحكم لبنان بسوية، لانها لا تقودنا الى شاطىء الامان بل الى قعر الهاوية. هذه حكومة فاشلة وعاجزة تعمل بعكس التيار وخارج التاريخ والجغرافيا. وهي تتلبد في قضايا الماضي وتعمل بشكل غير متجانس يشبه الى حد كبير الانفصام".

واشار الى ان "الحكومة الحالية تحمل عناويناً بدون اي مضامين، والفشل الكبير يتمثل بما شهدناه في مسرحية لجنة المال الموازنة، وفي مهزلة ملف الكهرباء، اضافةً الى ملف الاتصالات، حيث لم نشهد مثل هذا السوء والتردي في الخدمة كما نشهدها اليوم". واضاف: "هذه حكومة تعمل وكأنها في صفوف المعارضة، وتلقي مسؤولية فشلها على الاخرين".

وقال: "المشلكة الاساسية تكمن داخل الحكومة وليس خارجها، فالمأزوم عادةً ما يحاول التفتيش عن مخارج وخوض حرب لا اساس لها من الصحة مع الطرف الاخر، ومن خلال القول ان قوى 14 اذار راهنت على سقوط الحكومة من بوابة عدم اتفاق مكوناتها على التمويل، وانها منيت بخسارة سياسية بعد تمرير هذا البند، الا ان الواقع لا يقول ذلك، لان قوى 14 اذار حققت مطلباً مهماً جداً بما يمكن اعتباره مكسباً للبنان وانتصاراً للعدالة".

وتابع: "قوى 14 اذار تدرك جيداً ان هذه الحكومة سائرة الى الفشل والسقوط، لان الايام والاسابيع المقبلة ستكشف حجم الاهتراء الداخلي في صفوف الفريق الذي وعد الناس بالمن والسلوى، وها هو اليوم يدخل البلاد في ازمة اقتصادية، وفي واقع اجتماعي صعب للغاية".

واضاف: "هذه الحكومة لن تستمر حتى العام 2013، لان فشلها محسوم وسقوطها مؤكد، اما موضوع التوقيت يبقى رهن الاحداث المتسارعة التي ستفرض النهاية"، داعياً الى "عدم جعل بقاء الحكومة انتصاراً كبيراً لقوى 8 اذار، لان الايام المقبلة ستكون حَبلى بالمصاعب الجمّة"، متوقعاً ان تستمر "لاسابيع قليلة قبل ان تنهار لانها ستصطدم حتماً بالملفات الشائكة".

واكد ضاهر ان "شوكة كبيرة قد كسرت بتمويل المحكمة، وهي شوكة لا لزوم لها افتعلتها قوى الثامن من اذار نتيجة عنادها وتعاطيها السلبي واصرارها بان المحكمة لن تمر. وبالتالي نطالب المعترض على المحكمة ان يستقيل من الحكومة بدل اعطائنا دروساً في السياسة".

وتعليقاً عن كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اعتبر ضاهر ان "كلامه تبريري في غير محلّه، اتى في ذكرى عاشوراء، وهي ذكرى دينية يُفضل ان لا تتطرق الى السياسة، ونصرالله توسل منبراً دينياً للبحث في شيء لا يُقدّم ولا يؤخّر".

وفي هذا السياق كان لافتاً بحسب ضاهر "استحضار نصرالله لمخاطر واحداث سابقة كان الهدف منها التهديد المبطّن، اذ اعطانا السيّد بكلامه صورة واضحة عن كيفية التموضع بعد انّ شكّ باقتراب سقوط النظام السوري، فبدا وكأنه يقول للبنانيين انه اذا سقط النظام في دمشق فلا تفكروا اننا لقمة سائغة على الاطلاق".

ولاحظ ضاهر ان "السيد نصرالله افترض النية السيئة وبنى عليها سيناريوهات وفرضيات، بدل ان يعي وفريقه انه لا مخرج للبنان الا بالديمقراطية والاعتدال والتواصل فهناك اعراف وقواعد واصول في العالم يجب احترامها والتقيد بها بدل القفز فوقها وتجاهلها".

واضاف: " دائماً ما يضع السيد نصرالله نفسه في موقع المظلومية، ومن ثم يتكلم عن ضرورة الترفّع عن الشتيمة والسباب والابتعاد عن الكلام المهبي، قي وقت لا تغيب عن اذهاننا تهديدات الاستاذ علي عمار في مجلس النواب، والتوصيفات التخوينية التي اطلقت على الشاشات".

وقال ضاهر الى ان "الشق الاساسي في كلام نصرالله يتعلق بتمويل المحكمة، فبعد الدورة العظيمة التي دارها مع المستندات غير الموقعة، والعودة الى الوراء للايحاء بان سعد الحريري مستعد للتخلي على التمويل وعن المحكمة، فأخذنا الى تفصيلات فرعيىة وثانوية، عاد وتناول المحكمة مبرراً فعلة الرئيس ميقاتي وسكوت حزبه".

واضاف ضاهر: " واذ لوحظ ان الجمهور كان فاقداً لحماسته، انتهت كلمة نصرالله بفرض شروط تعجيزية على رئيس الوزراء، وكانهم يريدون معاقبته على فعلته على طريقة الذبح بخيط الحرير".

  

وفد "هيومان رايتس ووتش" بحث مع قرطباوي قضيتي خطف آل الجاسم والعيسمي

النهار/ زار وفد من منظمة "هيومان رايتس ووتش" برئاسة المدير التنفيذي للمنظمة كينيث روث وزير العدل شكيب قرطباوي في مكتبه في الوزارة أمس. وضم الوفد رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سارة ليا ويتسن ونائبها نديم حوري والباحثة لمى فقيه. وقال قرطباوي أن "الإجتماع كان بمنتهى الصراحة وبُحث في جميع المواضيع بقدر كبير من المسؤولية وكيفية العمل على تحسين الوضع على مستوى حقوق الإنسان بواقعية ومن دون محاولة إخفاء أي حقيقة إنطلاقًا من الإصلاحات التي تمت والتي لا تزال قيد الإستكمال". ونوه حوري بالإصلاحات التي أشار وزير العدل إلى أنه يعمل عليها. وقال: "ان البحث شمل العديد من الملفات المعنية بحقوق الإنسان في لبنان، وأبرزها كيفية مكافحة التعذيب ومعالجة النسبة المرتفعة للتوقيف الإحتياطي وأهمية إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة في قضيتي اختطاف الأشقاء جاسم والسيد شبلي العيسمي". وكان وزير العدل إستقبل السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي.

 

بعد سقوط الأسد ووصول المعارضة إلى السلطة رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون يتعهد قطع العلاقات مع إيران ووقف الإمدادات لـ"حماس" و"حزب الله"

واشنطن - يو بي اي: أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أن حكومة سورية جديدة بقيادة المعارضة, ستقطع العلاقات العسكرية مع إيران وتنهي إمدادات الأسلحة إلى المجموعات المسلحة في الشرق الأوسط مثل "حزب الله" وحركة "حماس", كاشفاً أن دولا عربية وعدت بتقديم دعم مالي للمجلس. وقال غليون في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في باريس, نشرتها أمس, "لن يكون هناك علاقة مميزة مع إيران, وقطع العلاقة الاستثنائية يعني قطع التحالف الستراتيجي العسكري", مضيفاً أنه "بعد سقوط النظام السوري لن يبقى "حزب الله" كما هو الآن". ووصف العلاقات بين دمشق وطهران بأنها "غير طبيعية", مؤكداً أن حكومة سورية بقيادة "المجلس الوطني" ستنهي إمدادات الأسلحة للمجموعات المسلحة في الشرق الأوسط مثل "حزب الله" و"حماس", وأن مثل هذه التحركات ستكون جزءا من عملية أوسع لإعادة توجيه السياسة السورية تجاه تحالف مع القوى العربية الأساسية. واضاف ان حكومة سورية جديدة برئاسة المجلس, ستعمل على "تطبيع العلاقات مع لبنان بعد عقود من الهيمنة عليه عبر الجيش والقنوات الاستخباراتية", مؤكداً أن سورية ستواصل التزامها استعادة هضبة الجولان من إسرائيل, لكنه أشار إلى أنها ستركز على مصالحها عن طريق المفاوضات بدلاً من اللجوء للنزاعات المسلحة. ودعا غليون المجتمع الدولي الى اتخاذ خطوات جديدة شديدة ضد نظام الأسد بما فيها فرض منطقة حظر جوي فوق سورية, مضيفاً ان "هدفنا الأساسي إيجاد آليات لحماية المدنيين ووقف آلة القتل, ومن الواجب استخدام إجراءات قوية لإجبار النظام على احترام حقوق الإنسان". وأقر بأن المجلس الوطني المعارض واجه تحديات في ما يخص الوحدة مع فصائل المعارضة السورية الأخرى بعد أكثر من 40 سنة على حكم عائلة الأسد للبلاد, مشيراً إلى أن للأكراد وحدهم 33 حزباً, ما يصعب عليهم اختيار ممثلين لهم. واشار إلى أن المجلس تواصل مع المسيحيين, وأرسل بعثة إلى الفاتيكان, في ظل مخاوف من أن الحقوق الدينية والاقتصادية والسياسية قد تقيد في سورية بمرحلة ما بعد نظام الأسد. وأكد أن سورية التي يشكل فيها السنة 70 في المئة, لديها تاريخ من التنوع الديني والإثني لن يسمح لها أبداً بأن تهيمن عليها أحزاب إسلامية أو يحكمها قانون إسلامي. وقال "لا أظن أن هناك خطرا حقيقيا في سورية من احتكار الإسلاميين, ولو حتى 10 في المئة, إن جماعة الإخوان المسلمين منفية منذ 30 عاماً ولا وجود لأي تنسيق داخلي معها". وعن تمويل المجلس, أعلن غليون أنه يتلقى تبرعات من رجال أعمال سوريين, كما "تلقيناً وعوداً بالمساعدة من بعض الدول العربية, ومن بينهم الليبين مثلاً فهم لا يملكون سيولة حالياً لكنهم وعدوا".

 

روسيا تستبعد فرض أي عقوبات جديدة في الأمم المتحدة على إيران 

 أعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الجمعة ان روسيا تعتبر انه من غير الممكن فرض اي عقوبات دولية جديدة بحق ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، داعيا الى مواصلة المفاوضات مع طهران. وقال تشوركين "نعتقد ان طريق العقوبات في مجلس الامن استنفدت"، وذلك ردا على سؤال حول امكان فرض الامم المتحدة عقوبات جديدة على ايران. واضاف "لا نزال نعتقد بان المفاوضات مع ايران يجب ان تتواصل. واعرب السفير الروسي الذي تتولى بلاده خلال شهر كانون الاول الجاري الرئاسة الدورية لمجلس الامن، عن ادانته لما قال انها "تهديدات" وجهها الغرب لإيران وسوريا. وشددت اوروبا والولايات المتحدة عقوباتها بحق ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل بعد تبني مجلس حكام الوكالة الولية للطاقة الذرية قرارا ضد طهران المشتبه في نيتها تطوير اسلحة نووية. ووافقت روسيا حتى الآن على اربع مجموعات من عقوبات الامم المتحدة بحق ايران، الا ان موسكو، شأنها شان بكين، اعلنت معارضتها فرض اي عقوبات جديدة على ايران. وتابع تشوركين انه "يرى انه بالامكان استئناف المفاوضات"، وذلك بعد ان حاولت بلاده مرارا اعادة الاتصالات بين ايران من جهة وبريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة من جهة ثانية.

(أ.ف.ب.)

 

واشنطن تحض تركيا على اتخاذ إجراءات ضد نظام طهران 

مجلس الشيوخ الأميركي يتبنى عقوبات على "المركزي الإيراني"

 واشنطن - وكالات: تبنى مجلس الشيوخ الاميركي بإجماع اعضائه عقوبات جديدة تستهدف المصرف المركزي الايراني, بهدف تعزيز تلك التي فرضت على نظام طهران لإجباره على التخلي عن برنامجه النووي. وتبنى أعضاء المجلس المئة بالإجماع, ليل أول من أمس, هذه العقوبات الجديدة التي اتخذت شكل تعديل لمشروع قانون موازنة "البنتاغون" للعام 2012, وذلك رغم تردد الادارة الاميركية التي تخشى اضطرابات في سوق النفط. ويلحظ الاجراء الذي تقدم به السيناتور الجمهوري مارك كيرك وزميله الديمقراطي روبرت ميننديز, السماح للرئيس باراك اوباما بتجميد ارصدة اي مؤسسة مالية اجنبية تجري تبادلا تجاريا مع المصرف المركزي الايراني في قطاع النفط. ولن يكون في امكان هذه الكيانات ممارسة انشطة داخل الولايات المتحدة. ولكن تبقى للرئيس الاميركي سلطة عدم تطبيق هذه العقوبات لدواعي الأمن القومي أو لاسباب انسانية. كما ان هذه العقوبات لن تنفذ الا إذا قرر الرئيس أن هناك كميات كافية من النفط مصدرها دول اخرى غير ايران بهدف عدم احداث اضطراب في سوق النفط العالمية.

وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ, أثارت المديرة السياسية لوزارة الخارجية وندي شيرمان خطر حصول اضطراب في السوق يؤدي الى ارتفاع اسعار النفط, وذلك في مواجهة ضغوط اعضاء مجلس الشيوخ الذين طالبوا بفرض عقوبات على المصرف المركزي الايراني. واوضحت أن الحكومة الفدرالية يمكنها ان تؤيد عقوبات مماثلة "في أوقات مفيدة".

بدوره, أكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان التعديل في مجلس الشيوخ "في شكله الحالي قد يضعف" العقوبات الجديدة, التي فرضتها إدارة أوباما الأسبوع الماضي على إيران وتطال خصوصاً القطاعين المصرفي والنفطي. في سياق متصل, حض نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن تركيا على اقرار عقوبات جديدة على ايران, معززاً الضغوط على أنقرة لتنضم الى مجموعة محكمة من العقوبات بهدف إجبار طهران على وقف أنشطتها النووية. وقال بايدن في مقابلة مع صحيفة "حريت" التركية, نشرتها أمس, "مازلنا نؤيد الحل الديبلوماسي لمخاوفنا بشأن ايران, لكننا نعتقد أيضاً أن ممارسة الضغط على القيادة الإيرانية ضرورية للتوصل الى تسوية عن طريق التفاوض, لهذا نشجع شركاءنا بما فيهم تركيا على اتخاذ خطوات لفرض عقوبات جديدة على ايران وهو ما واصلنا القيام به". وكانت واشنطن حذرت البنوك التركية من التعامل مع الفروع المحلية للبنوك الايرانية المدرجة على قائمتها السوداء, لأن ذلك يعرضها لعقوبات أميركية.

ووفقاً لمحللين, فإنه نتيجة لمجموعة العقوبات الأميركية الأخيرة التي فرضت على قطاع النفط الايراني, اضطر مستوردون من دول ثالثة للسداد عن طريق بنوك تركية, وانه كلما شددت الولايات المتحدة عقوباتها كلما أصبحت تركيا أكثر ميلاً لوقف التعاون. من جهة أخرى, غادر الديبلوماسيون الايرانيون, أمس, بريطانيا بعد انتهاء مهلة طردهم على خلفية الاجراءات التي اتخذتها بريطانيا عقب اقتحام سفارتها في طهران الثلاثاء الماضي. من جهتها, أعادت النرويج فتح سفارتها في طهران التي كانت اقفلتها لاسباب امنية بعد الهجوم على السفارة البريطانية, واستدعت السفير الايراني في اوسلو لادانة هذا الهجوم.

 

بيلاي: الجرائم ضد الإنسانية تعزز الحاجة الملحة لمحاسبة نظام دمشق 

مجلس حقوق الإنسان يطالب بحماية دولية للشعب السوري

 جنيف - ا ف ب: دعت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي, أمس, المجموعة الدولية الى حماية الشعب السوري, بعد سقوط حوالي 4 آلاف قتيل بينهم حوالي 307 أطفال برصاص قوات الامن منذ اندلاع الثورة منتصف مارس الماضي. ولدى افتتاحها جلسة خاصة لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة مخصصة لوضع حقوق الانسان في سورية, تحدثت بيلاي عن التقرير الذي قدمته لجنة التحقيق الدولية المفوضة من قبل المجلس, وافاد عن جرائم ضد الانسانية ارتكبتها قوات الامن السورية, معتبرة انه "يعزز الحاجة الملحة" الى "محاسبة" نظام دمشق.

وقالت بيلاي ان "القمع الوحشي" الذي تمارسه القوات السورية "إذا لم نوقفه حاليا" يمكن ان يغرق البلاد "في حرب اهلية". واشارت الى انه منذ مارس الماضي, قتل اكثر من اربعة الاف شخص في اعمال العنف بينهم 307 أطفال, فيما اوقف عشرات الاف الاشخاص وهناك اكثر من 14 الف شخص معتقلون, فضلاً عن حوالي 12400 شخص لجأوا الى الدول المجاورة. وأضافت بيلاي "نظراً للفشل الواضح" للسلطات السورية "في حماية مواطنيها, على المجموعة الدولية ان تتخذ اجراءات ملحة وفعالة لحماية الشعب السوري".

ولفتت إلى أنه في شهر اغسطس الماضي خلص اول تقرير لبعثة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة الى ان جرائم ضد الانسانية قد تكون ارتكبت في سورية, معلنة أنها "تشجع مجلس الامن على احالة الوضع في سورية الى المحكمة الجنائية الدولية". من جهته, قال باولو بينيرو احد خبراء لجنة التحقيق الدولية بشأن سورية المفوضة من قبل الامم المتحدة ان "المعاناة الشديدة للشعب داخل وخارج سورية يجب ان تعالج على انها مسألة ملحة". وأعلن ان قوات الامن قتلت 56 طفلا في نوفمبر الماضي وهو "الشهر الاكثر دموية" منذ اطلاق الحركة الاحتجاجية في مارس الماضي.

واضاف خلال الجلسة انه "استناداً الى مصادر موثوقة, قتل 307 اطفال بايدي القوات الحكومية حتى الآن. وكان نوفمبر الشهر الاكثر دموية حتى الان اذ قتل خلاله 56 طفلا".

واعلن بينيرو انه جمع ادلة متينة تثبت أن هناك اطفالا في عداد ضحايا اعمال التعذيب والقتل التي نسبت الى القوات الامنية السورية.

وفي كلمته خلال الجلسة, أكد مندوب مصر الدائم لدى الامم المتحدة في جنيف السفير هشام بدر أن الاستجابة لطموحات وتطلعات الشعب السوري المشروعة تمثل المدخل الحقيقي والوحيد للخروج من المعضلة الحالية, معربا عن انزعاج بلاده من التدهور الخطير للأوضاع على الساحة السورية. وناشد سورية التجاوب مع المساعي العربية لحل الأزمة, مطالباً السلطات بوقف العنف واطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار وطني شامل بين كافة اطياف المجتمع السوري واجراء اصلاحات جذرية لتجنب المزيد من تدهور الاوضاع. من جهته, اعتبر السفير الروسي فاليري لوشينين خلال الجلسة الخاصة ان المجموعة الدولية قدمت تقريرا "منحازا" عن الاحداث في سورية. وفي ختام الجلسة, صوت مجلس حقوق الانسان على مشروع قرار اعده الاتحاد الاوروبي وينص خصوصا على ادانة "الانتهاكات المنهجية الخطيرة لحقوق الانسان" التي ترتكبها السلطات السورية. والدعوة الى الجلسة الخاصة التي قدمتها بولندا باسم الاتحاد الاوروبي تمت بطلب من 68 دولة من الاعضاء وغير الاعضاء في المجلس, بينها خمس دول عربية اعضاء في المجلس (ليبيا وقطر والسعودية والاردن والكويت) ودولتان غير اعضاء (المغرب والبحرين). وقال ديبلوماسي غربي "المهم هو انها فعلا مبادرة قدمتها الى حد كبير الدول العربية في المجلس". وسبق ان عقد مجلس حقوق الانسان جلستين استثنائيتين بشأن الوضع في سورية للتنديد باعمال القمع, في 29 ابريل الماضي وفي 22 و 23 أغسطس الماضي

 

الأربعة  مطالبات أميركية لبلمار بإصدار مذكرات جلب لنصر الله ومعاونيه

نائب في الكونغرس: سليمان وميقاتي يعرفان أين يختبئ المتهمون

حميد غريافي/السياسة

دعا عضو في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس النواب بالكونغرس الأميركي الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي إلى "التفاهم" مع حليفيهما, النظام السوري و"حزب الله", على تسليم المتهمين الاربعة من عناصر الحزب في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى المحكمة الدولية, بعد اعترافهم جميعاً بصدقية المحكمة من خلال إقرار تمويلها.

وقال النائب الديمقراطي في الكونغرس ل¯"السياسة", امس, ان "تستر سليمان وميقاتي على اماكن اختباء المتهمين الاربعة من قادة الصفين الثاني والثالث من ميليشيا حزب الله الارهابية, من دون ان يفعلا ما يجب فعله قانونياً وبما لديهما من صلاحيات دستورية, لحمل حسن نصرالله زعيم الحزب الارهابي على تسليم هؤلاء الى العدالة في لاهاي, سيعرضهما للمساءلة القانونية المحلية والدولية عن اسباب تقاعسهما في القيام بواجبهما, وربما امام محكمة الجنايات الدولية وحتى امام المحكمة الخاصة باغتيال الحريري والقادة اللبنانيين في المراحل اللاحقة من محاكماتها, وتطبق عليهما القوانين البديهية القائلة بأن المتستر على الجريمة هو كمرتكبها يعاقب بالحد الاقصى من الأحكام".

وحض البرلماني الاميركي مدعي عام المحكمة دانيال بلمار على أن يضمن الجزء الثاني من قراره الاتهامي, الذي قد يصدر في الشهرين الأولين من العام المقبل, اتهامات لنصرالله ونائبه نعيم قاسم والرؤوس الكبيرة المحيطة بهما في قيادة "حزب الله" بإخفاء المجرمين الأربعة, واستدعائهم بمذكرات جلب واعتقال دولية للمثول امام المحكمة, لأنهم يخبئون القتلة ويستمرون في دفع رواتبهم الشهرية واعالة عائلاتهم, ضاربين العدالة الدولية بعرض الحائط".

ونقلت احدى قيادات "المجلس العالمي لثورة الأرز" في واشنطن عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية قولهم "ان موافقة دمشق على الافراج عن تمويل المحكمة الدولية حفاظاً على حكومة ميقاتي, يؤكد اعتراف نظام الأسد بصدقية المحكمة الدولية وصوابية قراراتها الاتهامية التي ستشمل في المرحلة التالية أسماء ما بين 8 و12 سياسياً وأمنياً سورياً في هرم السلطة بينهم شقيق الاسد ماهر وصهره آصف شوكت وقائد جيشه ونائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته وليد المعلم وآخرون".

وقال مسؤولو الخارجية الاميركية انهم تلقوا طلبات من شخصيات لبنانية بوجوب تحريك الضغوط على سليمان وميقاتي للتجاوب مع قرار الاتهام الدولي بتسليم المتهمين الاربعة من "حزب الله", وتحميلهما مغبة المساهمة في اخفاء القتلة ومحاولات طمس العدالة الدولية التي يدعمها المجتمع العالمي, "رغم معرفتهما بأماكن وجودهم".

وأعرب المسؤولون الاميركيون, استنادا الى معلومات ديبلوماسية واستخبارية من لبنان, عن اعتقادهم ان يكون "حزب الله" ونظام الاسد "ادركا ان استقالة حكومة ميقاتي ستخلفها حتما حكومة معادية لهما من قوى "14 آذار" بعد عودة وليد جنبلاط ونوابه الى قواعدهم السابقة في الصفوف الاولى للقوى الديمقراطية, وكذلك حلفاء ميقاتي الطرابلسيين الذين نزحوا معه الى "8 آذار" مرغمين او على الاقل على مضض, لذلك سارعا الى تعويم تلك الحكومة".

وسخر مسؤولو الخارجية الاميركية من تصريحات السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي اول من امس التي دعا فيها اجهزة الجيش والامن اللبنانية الى ان "تكون مواجهة عمليات تهريب السلاح وتهريب المقاتلين الى سورية واحتضانهم من البعض أقوى واشد فاعلية", مذكرين بتهريب السلطات السورية الى لبنان نحو 75 ألف صاروخ الى "حزب الله" قبل حرب 2006 مع اسرائيل وبعدها, ونقل آلاف الارهابيين السلفيين من لبنان الى العراق خلال السنوات السبع الماضية لمحاربة الجيش الاميركي والقوات العراقية".

 

تظاهرات ضخمة في أنحاء سورية ومقتل 8 من المخابرات في هجوم لمنشقين  

13 قتيلاً وهتافات معادية لنصر الله في "جمعة المنطقة العازلة"

 دمشق - وكالات: واصل النظام السوري المتهم رسمياً بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" قمع المتظاهرين المصممين على إسقاطه, حيث قتل 13 شخصاً على الأقل خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد, امس, تحت شعار "المنطقة العازلة مطلبنا", في إشارة إلى المطالبة بإقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين من آلة القتل.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان سيدة ورجلاً مسنا قتلا وجرح 18 شخصا آخرين برصاص قوات الامن عند حواجز امنية في حمص التي يطوقها الجيش, موضحاً ان "سيدة استشهدت في حي بابا عمرو اثر اطلاق نار عشوائي من رشاشات متوسطة بعد انشقاق مجموعة من جنود حاجز المؤسسة الاستهلاكية في بابا عمرو".

كما استشهد رجل مسن واصيب عشرة بجراح اثر اطلاق رصاص عشوائي من حواجز امنية في بلدة الحولة.

واضاف المرصد ان مواطنا استشهد في محافظة ادلب (شمال غرب) متأثرا بجراح اصيب بها فجر امس, اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية على مدخل بلدة سراقب.

وكشفت تسجيلات فيديو وضعت على موقع "يوتيوب" ان عشرات التظاهرات جرت في جميع انحاء سورية, امس, من ريف دمشق ودرعا وحمص.

وفي حلب التي باتت أقرب إلى الثورة, صور متظاهر يرفع لافتة كتب عليها "الجيش السوري الحر يحميني والمنطقة العازلة تحميني", في اشارة الى مجموعة من المنشقين عن الجيش السوري يتمركزون في تركيا التي تفكر في امكانية فرض منطقة عازلة على الحدود لاستقبال لاجئين سوريين في حال تدفقهم.

وأكد المرصد ان عشرات الاشخاص جرحوا في بلدة تلكلخ على الحدود السورية اللبنانية في "قصف بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة", موضحا ان "عشرات الاليات العسكرية المدرعة ترافقها قوات عسكرية وامنية ومجموعات من الشبيحة تحاصر البلدة".

ووفقاً لناشطين, ردد المتظاهرون في حمص هتافات معادية ل¯"حزب الله" وأمينه العام حسن نصر الله بسبب استمراره في تأييد النظام السوري, من بينها "هيه يا الله يلعن روحك يا نصر الله".

وفي محاولة لإرهاب المتظاهرين, أفاد ناشطون أن قوات الجيش والأمن انتشرت بكثافة في درعا, كما طوقت غالبية المساجد في دير الزور, وفرضت حصاراً مطبقاً على حماة واطلقت النار بكثافة لإرهاب المصلين بعد خروجهم من المساجد. وأكد المرصد أن "قوات الأمن السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة جاسم بمحافظة درعا أسفرت عن اعتقال أكثر من 31 مواطناً معظمهم من عائلة الحاجي, وبينهم رجل مسن". وأضاف أن مدينة حماة "شهدت مظاهرات بعد صلاة الجمعة خرجت في أحياء الحميدية والمناخ والقصور والأربعين وباب قبلي والبياض والتعاونية والصابونية والعليليات وغرب المشتل وجنوب الملعب, وتم تفريق العديد منها بإطلاق القنابل المسيلة للدموع, كما خرجت مظاهرات من مساجد عدة في مدينة معرة النعمان بمحافظة ادلب طالبت بإسقاط النظام وبإقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين".

في المقابل, ذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" ان ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام أصيبوا بانفجار عبوة ناسفة بإحدى بلدات حماة, في حين فكك عناصر الهندسة عبوة ناسفة على دوار الحرش بحي الصابونية في حماة, وعبوة اخرى في بلدة النعيمة بدرعا. وفي هجوم نوعي جديد لهم, هاجم جنود منشقون أول من أمس مركزاً للمخابرات الجوية في محافظة إدلب شمال غرب سورية, ما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية من عناصر المخابرات الجوية واصابة 13 آخرين. واوضح المرصد في بيان ان "مجموعة منشقة شنت هجوماً على مركز المخابرات الجوية في ناحية بداما الواقعة على طريق جسر الشغور - اللاذقية", مضيفاً ان "اشتباكا دار بينها وبين عناصر المركز استمر لمدة ثلاث ساعات ما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية من عناصر المخابرات الجوية واصابة 13 آخرين, واصيب عنصر من المجموعة المنشقة المهاجمة".

 

النائب أحمد فتفت/هالة الزعيم الكبير والوطني سقطت  ونصرالله مهزوم ومأزوم يعجز عن مواجهة الحريري سياسياً ويخشى عودته وبيدنا الكثير من الملفات السياسية التي تسقط الحكومة  

باتريسيا متّى

بعد أن أطلّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على اللبنانيين ليؤكد ثبات موقفه المخون للمحكمة الدولية وليبررّ موقفه الموافق على تمويل المحكمة بعد أن شلّ فريقه السياسي البلاد لأشهر بسبب هذه المسألة ودقتها، علّق عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت على خطاب السيد نصرالله معتبراً أنه" كان شديد التوتر ووزع الاتهامات عل حلفائه السياسية"، لافتاً الى "أننا لا نلومه في هذا الظرف بالتحديد لأنه مجبر على الاجابة عن أسئلة جمهوره المحرجة بشأن التعاطي مع المحكمة والتمويل".

نصرالله يبررّ ليستعيد حيوية جمهوره وهالة الزعيم الكبير والوطني سقطت

كلام فتفت جاء في حديث خاص أدلى به لموقع" 14 آذار" الالكرتوني، حيث رأى أننا "استعمنا الى خطاب متردد ذو خلفية مذهبية طائفية عكس ما يدعيه نصرالله"، معتبراً أن " هالة نصرلله الزعيم الكبير والوطني سقطت ليصبح زعيم طرف طائفي في حده الأقصى".

وعن اتهام السيد حسن نصرالله لتيار المستقبل بالاعتداء في السابع من أيار، قال فتفت: "نصرالله أطلق التهديدات في هذا الموضوع لأنه يفهم الموقف السياسي على أنه اعتداء ويتجاهل الموقف العسكري ويعتبره ردة فعل طبيعية"، مؤكداً على أننا "مارسنا في 5 أيار حقنا الطبيعي الدستوري والقانوني لحماية الساحة السياسية اللبنانية من مخاطر معينة".

وأضاف: " اقالة موظف في المطار بات اعتداء على حزب الله بنظره فيما لم يعتبر اجبار الأهالي له على التراجع في ترشيش تهديداً"، مشيراً الى أن "حزب الله كان وما زال يعتدي يومياً على السيادة اللبنانية من خلال مد شبكات الهاتف والوجود المسلح والمربعات الأمنية ومنع القوى من تطويق الانفجارات"، مضيفاً "أن 7 أيار كان اعتداءاً صارخا بالمعنى الفتنوي من خلال عملية عسكرية ضدّ مدينة بيروت التي باتت اليوم برأيه تحت وصايته وهذا ما يظهر جلياً من طريقة التعاطي في بعض شوراع المدينة".

واذ اعتبر أن حزب الله "بحاجة ماسة لكل الأمور التبريرية ليتستعيد حيوية جمهوره، رأى فتفت أنه "يسعى لتشنيج الوضع قدر الامكان عله يستطيع المحافظة عليه أقله وهو الطرف المسيطر اليوم"، معتبراً أن "الظروف اليوم لا تسمح لحزب الله بارتكاب 7 أيار جديد على الرغم من وجود النية والامكانيات والدليل على ذلك أنه اضطر للقبول ولو على مضد بموضوع التمويل، وهو يدرك أنه سيدفع والمنطقة ثمناً كبيراً ان قام بأي تحرك من هذا القبيل".

حزب الله فوت على نفسه فرصتين لحفظ التواصل مع خصومه وهو اليوم مهزوم ومأزوم

هذا ورأى فتفت أن "حزب الله فوّت على نفسه فرصة ضخمة منذ يومين، فهو بمعارضته المحكمة قطع اي صلة وصل مع طرف كبير من الرأي العام اللبناني لأنه يدرك جيداً أن المحكمة مستمرة على الرغم من معارضته واليوم برفضه القبول بالتمويل هو فوّت على نفسه فرصة اعادة مد الجسور، لأن تفكيره أمني وليس سياسي، وهذا ما أكده النائب الموسوي في 2007 في "السان كلو" عندما قال أننا الناظم الأمني البديل للنظام السوري في لبنان".

ورداً على سؤال، قال فتفت: "كنت أتوقع من نصرالله أن يدرك بالحس السياسي أن التمويل سائر والمحكمة مستمرة وأن يستفيد بدل أن يتمركز اليوم بموقع المهزوم المأزوم الذي يحاول التبرير".

أما عن الورقة التي يشير السيد نصرلله الى وجودها وتوقيعها من قبل الرئيس الحريري، أكدّ فتفت أن "هذا الكلام مكررّ وفاقد لأي دليل"، لافتاً على أننا ان "أردنا تصديق السيّد فان الورقة أتت من الوسطاء وليس من الرئيس الحريري"، مشيراً الى أن "الورقة فاقدة للقيمة السياسة والقانونية متحدياً الحزب ابراز الورقة التي يعمد الى ذكرها في كلّ مرة".

أما عن تمويل المحكمة الدولية، أكدّ فتفت أن اقرار التمويل انتصار لكل قوى 14 آذار وهزيمة لكل من كان يرفض التمويل والمحكمة وعلى رأسهم عون ووحزب الله مشيراً الى أن الحزب يحاول المقايضة والضغط على ميقاتي واعطائه الأوامر وكأنه الناظم للحياة السياسية والمرشد الأعلى للدولة".

وتابع: "هو يريد العودة الى ملف شهود الزور ولكنه يدرك جيداً أنه مزور ولا يمكن التأكد من وجودهم قبل صدور حكم المحكمة اضافة الى أن احالة الملف الى المجلس العدلي لا قيمة له"، مضيفاً أن "تأييده لمطالب العماد عون هي محاولة انقاذ الجنرال من مأزقه السياسي وهزيمته في هذه المعركة والذي يحاول التعويض عنها بالتعيينات ليبرر للرأي العام أنه يحصل بمواقفه المتشنجة على بعض الحقوق وان كان على حساب آخرين".

مكاسب عون سيتكلف بها الراعي السوري كما أنقذ الحكومة وميقاتي سيبقى مطعوناً بموقعه ان استمر على هذه الحال

وعن مصير علاقة أعضاء هذه الحكومة على خلفية التعيينات، قال فتفت: "الأمور واضحة والخلافات بدأت تظهر للعلن وصدر الكثير من الكلام المتشنج من قبل النائب عون ضد رئيس الحكومة"، معتبراً أن "مصير الخلافات أيضاً سيحددها الراعي السوري لأن الحكومة اليوم متنفسه الوحيد".

فتفت الذي اعتبر أن "اقرار التمويل هزيمة لحزب الله أمام الطرح السوري ومصلحته، نصح رئيس الحكومة بالعودة الى موقعه الأساسي لأنه جاء بفعل انقلاب، فنحن لن نقبل بهذه الحكومة أيا تكن الممارسات التي قام بها لأنها انقلاب على انتخابات ال2009 والتحالفات التي قام بها ميقاتي وان بقي هو سيبقى مطعوناً بموقعه".

وعن موقف تيار المستقبل ان استقال الرئيس ميقاتي اليوم، اعتبر فتفت أن المسألة تتخطى رضا التيار على رئيس الحكومة لأن في السياسية أمور يجب أن تدرس وفق المعطيات التي اتخذ قراره ميقاتي على أساسها وما هو هدفه، ولكن في النهاية لا قطيعة دائمة ولا تحالف دائم".

نصرالله مليئ بالتناقضات وبيدنا الكثير من الملفات السياسية لخوض معركة اسقاط الحكومة

اما عن اسقاط الحكومة، أكدّ فتفت أن "رهان 14 آذار لم يكن على اسقاط الحكومة بل على الخلافات الواضحة"، مشدداً على أن "واجبنا اليوم هو العمل على اسقاطها"، موضحاً "أن خطواتنا كثيرة في المجلس النيابي وعلى الصعيد الشعبي والاعلامي والسياسي خصوصاً بعد أن ساهمنا في لجم اندافعة الحكومة حين وقفنا بالمرصاد ل8900 مليار في المجلس".

هذا ورأى أن السيد نصرالله دخل بالأمس في تناقض كبير، فهو قال أن همه أن يأتي التمويل من خارج الخزينة وليس من جيوب اللبنانيين ولكن التمويل أتى من الخزينة وباسم رئيس الحكومة والدولة حتى لو كانت هبات على اعتبار أنه سيتم الموافقة عليها في مجلس الوزراء لتصبح من الخزينة".

وأضاف: "هذا اما جهل من السيد أو قلة المام بالقواعد الدستورية أو تغاضي ومخادعة الناس وهو قد وافق على التمويل لأنه غير قادر على التصدي للموقف السوري ما يعني أنه اعترف شاء أم أبى بالمحكمة ونقض اتهاماته بعدم دستوريتها".

أما عن الملفات التي ستلجأ لها 14 آذار لمهاجمة الحكومة، شددّ فتفت على أن المحكمة ليست فقط تمويل بل تعاون معها وتسليم المتهمين اضافة الى عجز الحكومة عن معالجة كلّ النقاط الأخرى الاجتماعية والاقتصادية مشيراً الى القرار السخيف الذي اتخذ بشأن غلاء المعيشة والذي تم التراجع عنه".

وأضاف:" هناك تقصير أمني كبير لدرجة أن هناك ارتفاع ب 20 بالمئة بنسبة الجريمة وأحد الأسباب هو هجوم بعض قوى 8 آذار المتواصل على القوى الأمنية والأمن الداخلي ما تمنعها من أداء واجباتها كاملة"، لافتاً الى أن "كلّ شعارات الاصلاح التي رفعوها لا أساس لها من الصحة".

واذ أكدّ فتفت "وجود الكثير من الملفات السياسية لخوض المعركة"، شددّ على "أننا لن نلجأ الى الممارسات الأمنية وسيكون أداؤنا سياسي وشعبي وبرلماني وهذا كاف لمجابهة الحكومة".

ورداً على سؤال عن تسليم المتهمين، قال فتفت: "على الحكومة تسليم المتهين بالرغم من اصرار نصرالله على عدم التسليم"، مشيراً الى "التناقض المسيطر بين اعتراف الحكومة بالمحكمة من خلال التمويل ووجود طرف فيها يحمي المتهمين محملاً رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة معالجة هذا الموضوع مع المجتمع الدولي".

الشعب السوري بطل ووزير خارجية لبنان ليس منصور بل المعلم

أما عن الأوراق التي يملكها النظام السوري للصمودـ، أجاب فتفت: "هو يملك اليوم الأوراق الداخلية السورية والقوة الضاربة التي يستعملها حتى أنه وصل الأمر بالأسد للقول لأحد حلفائه اللبنانيين بأنه لن يمانع في الوصول الى حد تقسيم سوريا، وفي لبنان النظام يملك وزارة الخارجية اللبنانية وبعض الجهات الأمنية والغطاء السياسي التي تؤمنه الحكومة لسوريا من خلال معارضتها الجامعة العربية".

واذ أكدّ أن لا "أحد يراهن على سقوط النظام السوري بل نحن نوّصف الحالة السياسية لأن كلّ ما يحصل في سوريا هو ارادة الشعب"، اعتبر أن "ما يقوم به الشعب السوري هو بطولات لأنه يواجه بصدور عارية وبأياد فارغة ليصل الى حريته".

وردا ً على سؤال عن مواقف وزارة الخارجية، اكتفى فتفت بالقول: " لا وجود لوزير الخارجية عدنان منصور فعلياً على الصعيد الشخصي والسياسي لأن الوزير الحقيقي هو وليد المعلم الذي يعطي الأوامر التي تأتي من البوابة اللبنانية".

الحريري تخطى الزعامة الطائفية الى الوطنية... وحزب الله وسوريا عجزوا عن مواجهته سياسياً ويخشون عودته اليوم

أما كلام الرئيس الأسد بأن الرئيس الحريري لا يحبذ الحديث في السياسة، بل في شؤون متفرقة أخرى، قال

فتفت: "يبدو أن هناك تنسيق في الكلام بينه وبين السيد نصرالله فهم غير قادرين على مواجهة الرئيس الحريري سياسيا فاتجهوا الى تسخيف دوره ولكن الكل يدرك تعلق الناس السياسي برئيس الحكومة السابق"، معتبراً أن "هذه الحملة ليست الا دليل على أنهم يخشون عودة الرئيس الحريري".

وأضاف: "الحريري تخطى الزعامة الطائفية الى الوطنية بدليل أنه أول رئيس حكومة يحصل على أكثرية نيابية في تحالف هو يرأسه ليلة الانتخابات وهذه الزعامة تأكدت يوم 13 آذار مشيراً الى أن كلّ شخصيات 14 آذار تخطوا الزعامات الطائفية الى الوطنية".

وختم فتفت حديثه معتبراً أن "لا مصلحة للحزب اليوم بالانجرار الى الفنتة على الرغم من أنه انجر سابقاً لها في كثير من المواقف والتحركات ولكن هناك اليوم صراع بين مصلحة حزب الله وسوريا وعليه تالياً اتخاذ القرار المناسب بعد أن اختار المصلحة السورية في التمويل"، مشيراً الى "أن ايران ستفعل المستحيل لتحصين سوريا وأحد امكانيات التحصين أن يرضخ حزب الله بالكامل للنظام السوري".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

النائب كاظم الخير: معركة العدالة تتعدى مسألة التمويل ولن تنته بعد وحزب الله يفرض شروطاً جديدة على الرئيس نجيب ميقاتي في حكومة "مرّقلي لمرّقلك" ... 

سلمان العنداري

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب كاظم الخير ان "كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخير كان تبريرياً بالدرجة الاولى، واتى في محاولة لاقناع جمهوره اولاً والرأي العام اللبناني ثانياً بأن الحزب غير مسؤول عن تمرير تمويل المحكمة الدولية وبأن الرئيس ميقاتي وحده يتحمّل هذه المسؤولية".

الخير وفي حديث خاص ادلى به لموقع 14 اذار الالكتروني رأى ان "السيد نصرالله في كلمته السياسية المطوّلة، اراد تصعيد الموقف ضد الرئيس سعد الحريري و"تيار المستقبل" من خلال اتهامه باستخدام التحريض واللغة المذهبية"، لافتاً الى ان "في هذا الكلام تأجيج حقيقي للفتنة ولعب واضح على العصبيات".

واشار الى ان "حديث السيد نصرالله عن مقايضات واوراق للحلّ بينه وبين الرئيس سعد الحريري بوساطة قطرية تركية، لم تكن الا مراوغة اعلامية اخرى اراد السيد خوضها عبر الكشف عن ورقة مزعومة لا اساس لها من الصحة والدقة، الامر الذي يشير الى ان الحزب نفسه يسعى الى عقد صفقات او تسويات في ظلّ الوضع الدقيق الذي تمر به المنطقة باكملها".

ولاحظ الخير ان " حزب الله يفرض شروطاً جديدة على الرئيس نجيب ميقاتي بعد تمرير تمويل المحكمة، والعودة الى نغمة شهود الزور تهدف الى تعويم فريق 8 اذار بعد النكسة التي اصيب بها، وفي ظلّ الازمة التي وقعوا بها بعد تمويل المحكمة، وفي وقت تمرّ فيه المنطقة بظروف صعبة واستثنائية لا تصب في مصلحتهم على الاطلاق".

واضاف الخير: "من منا لا يعرف ان قوى الثامن من اذار عطلت البلاد لاكثر من 7 اشهر تحت شعار شهود الزور، وها هم اليوم يعيدون طرح هذا الملف الذي تحول الى شمّاعة تقيهم العواصف، ويشترون بها الوقت ليعيدون رصرصة صفوفهم ورصيدهم المتهاوي".

وفي الاطار نفسه، وصف الخير الحكومة الحالية بأنها "حكومة مرّقلي لمرّقلك"، مشيراً الى ان "كلام نصرالله هدف الى تبييض صورته امام جمهوره والرأي العام الذي فضح لعبته واستراتيجيته في التعاطي، وبالتالي فان مقولة رفضه المطلق للتمويل لم تكن دقيقة، خاصة بعد موافقته على الصيغة التي مرر فيها الرئيس ميقاتي المبلغ المطلوب الى صندوق المحكمة".

واستغرب الخير لوم "حزب الله" للرئيس ميقاتي، معتبراً ان "كل هذا اللوم لا ينفع ولا يفيد، لان الرأي العام اللبناني اصبح واعياً جداً لمنطقهم المنحرف والمتذاكي، ولسياسة ازدواج المعايير التي يتبعونها جماعة الثامن من اذار، وبالتالي فان لوم الرئيس ميقاتي محاولة لذر الرماد في العيون وللقول ان موقفهم ثابت من المحكمة لا اكثر ولا اقل".

وقال الخير: "المعارك السياسية لن تنته بعد تمرير تمويل المحكمة، فمعركتنا من اجل العدالة تتعدى مسألة التمويل، والمطلوب من هذه الحكومة التعاون الكامل مع المحكمة في كل المجالات، وبالتالي من المتوقع ان تنتظرنا مطبات سياسية وامنية جديدة في المرحلة المقبلة من قبل الفريق الرافض والمتوتر".

وتابع: "سيحاول فريق "حزب الله" عرقلة عمل المحكمة بشتى السبل والوسائل المتاحة لديه، اذ من المتوقع بالاضافة العودة الى نغمة شهود الزور، فالحزب سيعمد الى عرقلة تجديد البروتوكول الخاص، اضافةً الى اصراره على عدم تسليم اي متهم من المتهمين الاربعة بعملية الاغتيال".

واضاف: "لا شك ان البعض يحاول تأجيل الاستحقاقات المهمة في البلد، عبر القفز من مطب الى مطب ومن ازمة الى اخرى لشراء الوقت والتهرّب من المسؤوليات، الا ان الامور تتسارع وممارسة التسويف والكرّ والفرّ عادة لم تعد تنفع بأي شكل من الاشكال".

وقال: "لا شك ان كلمة السيد حسن اثبتت ان الحكومة مرتبطة بالنظام السوري، خاصة وان تمسكّ النظام في دمشق بحكومته في بيروت ناتج عن خوف من التداعيات التي تحدث في المنطقة، ومن امكانية سقوط بشار الاسد وسط الحصار العربي والدولي".

وتابع: "من الواضح ان هذه الحكومة تواجه المجتمع العربي والشرعية الدولية والعربية من خلال رفضها كل القرارات التي تدعو سوريا الى وقف حمام الدم والعنف والقتل المستمر منذ اشهر، في وقت ينبغي على هذا الفريق الوزاري ان يدعم الشعب السوري وان لا يسكت عن الانتهاكات اليومية لحقوق الانسان".

هذا وتطرق الخير الى وضع اللاجئين السوريين في الشمال واصفاً اياه "بالمأساوي"، مشيراً الى انه نقل صورة الوضع الشمالي الى رئيس الجمهورية منذ يومين، "وقد ابلغنا الى الرئيس حجم المعاناة في المنية وعكار والضنيّة، خاصة وان الهيئة العليا للاغاثة لا تقدم المساعدة المطلوبة ولا تدفع التكاليف والمستلزمات اللازمة والمطلوبة، في وقت يتواجد فيه اللاجئون في مناطق باردة ونائية وصعبة". داعياً الحكومة "الى معالجة الموضوع باسرع وقت ممكن".

*موقع 14 اذار

 

النائب كاظم الخير معركة العدالة تتعدى مسألة التمويل ولن تنته بعد: حزب الله يفرض شروطاً جديدة على الرئيس نجيب ميقاتي في حكومة "مرّقلي لمرّقلك" ... 

سلمان العنداري: اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب كاظم الخير ان "كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخير كان تبريرياً بالدرجة الاولى، واتى في محاولة لاقناع جمهوره اولاً والرأي العام اللبناني ثانياً بأن الحزب غير مسؤول عن تمرير تمويل المحكمة الدولية وبأن الرئيس ميقاتي وحده يتحمّل هذه المسؤولية".

الخير وفي حديث خاص ادلى به لموقع 14 اذار الالكتروني رأى ان "السيد نصرالله في كلمته السياسية المطوّلة، اراد تصعيد الموقف ضد الرئيس سعد الحريري و"تيار المستقبل" من خلال اتهامه باستخدام التحريض واللغة المذهبية"، لافتاً الى ان "في هذا الكلام تأجيج حقيقي للفتنة ولعب واضح على العصبيات".

واشار الى ان "حديث السيد نصرالله عن مقايضات واوراق للحلّ بينه وبين الرئيس سعد الحريري بوساطة قطرية تركية، لم تكن الا مراوغة اعلامية اخرى اراد السيد خوضها عبر الكشف عن ورقة مزعومة لا اساس لها من الصحة والدقة، الامر الذي يشير الى ان الحزب نفسه يسعى الى عقد صفقات او تسويات في ظلّ الوضع الدقيق الذي تمر به المنطقة باكملها".

ولاحظ الخير ان " حزب الله يفرض شروطاً جديدة على الرئيس نجيب ميقاتي بعد تمرير تمويل المحكمة، والعودة الى نغمة شهود الزور تهدف الى تعويم فريق 8 اذار بعد النكسة التي اصيب بها، وفي ظلّ الازمة التي وقعوا بها بعد تمويل المحكمة، وفي وقت تمرّ فيه المنطقة بظروف صعبة واستثنائية لا تصب في مصلحتهم على الاطلاق".

واضاف الخير: "من منا لا يعرف ان قوى الثامن من اذار عطلت البلاد لاكثر من 7 اشهر تحت شعار شهود الزور، وها هم اليوم يعيدون طرح هذا الملف الذي تحول الى شمّاعة تقيهم العواصف، ويشترون بها الوقت ليعيدون رصرصة صفوفهم ورصيدهم المتهاوي".

وفي الاطار نفسه، وصف الخير الحكومة الحالية بأنها "حكومة مرّقلي لمرّقلك"، مشيراً الى ان "كلام نصرالله هدف الى تبييض صورته امام جمهوره والرأي العام الذي فضح لعبته واستراتيجيته في التعاطي، وبالتالي فان مقولة رفضه المطلق للتمويل لم تكن دقيقة، خاصة بعد موافقته على الصيغة التي مرر فيها الرئيس ميقاتي المبلغ المطلوب الى صندوق المحكمة".

واستغرب الخير لوم "حزب الله" للرئيس ميقاتي، معتبراً ان "كل هذا اللوم لا ينفع ولا يفيد، لان الرأي العام اللبناني اصبح واعياً جداً لمنطقهم المنحرف والمتذاكي، ولسياسة ازدواج المعايير التي يتبعونها جماعة الثامن من اذار، وبالتالي فان لوم الرئيس ميقاتي محاولة لذر الرماد في العيون وللقول ان موقفهم ثابت من المحكمة لا اكثر ولا اقل".

وقال الخير: "المعارك السياسية لن تنته بعد تمرير تمويل المحكمة، فمعركتنا من اجل العدالة تتعدى مسألة التمويل، والمطلوب من هذه الحكومة التعاون الكامل مع المحكمة في كل المجالات، وبالتالي من المتوقع ان تنتظرنا مطبات سياسية وامنية جديدة في المرحلة المقبلة من قبل الفريق الرافض والمتوتر".

وتابع: "سيحاول فريق "حزب الله" عرقلة عمل المحكمة بشتى السبل والوسائل المتاحة لديه، اذ من المتوقع بالاضافة العودة الى نغمة شهود الزور، فالحزب سيعمد الى عرقلة تجديد البروتوكول الخاص، اضافةً الى اصراره على عدم تسليم اي متهم من المتهمين الاربعة بعملية الاغتيال".

واضاف: "لا شك ان البعض يحاول تأجيل الاستحقاقات المهمة في البلد، عبر القفز من مطب الى مطب ومن ازمة الى اخرى لشراء الوقت والتهرّب من المسؤوليات، الا ان الامور تتسارع وممارسة التسويف والكرّ والفرّ عادة لم تعد تنفع بأي شكل من الاشكال".

وقال: "لا شك ان كلمة السيد حسن اثبتت ان الحكومة مرتبطة بالنظام السوري، خاصة وان تمسكّ النظام في دمشق بحكومته في بيروت ناتج عن خوف من التداعيات التي تحدث في المنطقة، ومن امكانية سقوط بشار الاسد وسط الحصار العربي والدولي".

وتابع: "من الواضح ان هذه الحكومة تواجه المجتمع العربي والشرعية الدولية والعربية من خلال رفضها كل القرارات التي تدعو سوريا الى وقف حمام الدم والعنف والقتل المستمر منذ اشهر، في وقت ينبغي على هذا الفريق الوزاري ان يدعم الشعب السوري وان لا يسكت عن الانتهاكات اليومية لحقوق الانسان".

هذا وتطرق الخير الى وضع اللاجئين السوريين في الشمال واصفاً اياه "بالمأساوي"، مشيراً الى انه نقل صورة الوضع الشمالي الى رئيس الجمهورية منذ يومين، "وقد ابلغنا الى الرئيس حجم المعاناة في المنية وعكار والضنيّة، خاصة وان الهيئة العليا للاغاثة لا تقدم المساعدة المطلوبة ولا تدفع التكاليف والمستلزمات اللازمة والمطلوبة، في وقت يتواجد فيه اللاجئون في مناطق باردة ونائية وصعبة". داعياً الحكومة "الى معالجة الموضوع باسرع وقت ممكن".

 المصدر : خاص موقع 14 اذار

 

فتفت لـ"المستقبل": نصر الله تحوّل من مقاوم لإسرائيل الى مقاوم للمحكمة

حاورته: ريتا شرارة

قرأ النائب الشمالي احمد فتفت امارات "التوتر" على محيا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحافي الاخير غداة موافقة لبنان على تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، "تهديدا واضحا بالسلاح الذي نسي في ذاك المؤتمر انه مقاومة وموجه الى اسرائيل".

ورأى في حديث الى "المستقبل" امس، ان نصر الله "لم يتقبل الهزيمة السياسية نتيجة نجاح الجماهير التي فرضت التمويل على (رئيس الحكومة نجيب) ميقاتي في مهرجان طرابلس"، معتبراً ان نصر الله "اضطر الى ان يرضخ تحت الضغط السوري للقبول بهذا التمويل، وكان في حاجة الى ان يفسر لأنصاره السياسيين هذه الهزيمة التي أصيب بها". لذلك، اضاف فتفت، لجأ الامين العام الى الورقة العربية "محاولا ان يحط من قدر الشيخ سعد (الحريري) شخصيا". ويفسر "هذا تحديدا ما يعبّر عن خوفهم من ان سعد الحريري تحول من زعيم سني الى زعيم وطني وهو في طريقه الى استعادة مواقعه في الدولة والسلطة". واكد ان التمويل "ليس هبة"، وان ما حصل "اعتراف رسمي ونهائي بشرعية المحكمة غير الاسرائيلية والاميركية"، مشيراً الى ان نصر الله "تحوّل من مقاوم لاسرائيل الى مقاوم للمحكمة، ويحاول ان ينقذ النائب ميشال عون الساكت كليا هو ووزراؤه ونوابه، بشكل مستغرب، منذ لحظة صدور التمويل". وتوقع ان تطلب طرابلس من ميقاتي تسليم المتهمين الاربعة وتحويلها منطقة منزوعة السلاح، مشدداً على "اننا سنظل نطالب باستقالة هذه الحكومة التي جاءت بانقلاب لا نتيجة عملية ديموقراطية طبيعية".

وهنا نص الحوار:

[ هل كان المهرجان الذي نظمتموه في طرابلس الاحد الماضي مذهبيا؟

ـ كان واضحا من المشاركين في المهرجان، حضورا ومتكلمين، انه بعيد جدا عن المذهبية، وان لا طابع دينيا ومذهبيا له انما طابعه سياسي. ووصل السيد حسن، بتوتره الذي رأيناه، الى درجة بات يحكي فيها بشكل طائفي ومذهبي. وكان واضحا جدا انه لا يتقبل الهزيمة السياسية نتيجة نجاح الجماهير التي فرضت التمويل في ذاك المهرجان.

[ على خلفية هذا المهرجان، قال لكم السيد نصر الله "ان من يواجهنا يعرف النتيجة"، فماذا تفهم من هذه الجملة؟

ـ هذا تهديد واضح. نعرف ان لديه سلاحا، وانه يهدد بالسلاح عندما "يحشر" في الزاوية السياسية. ان سلاحه هو سلاح ميليشيا وموجه الى الداخل ولا دور له في الصراع مع اسرائيل بدليل انه نسي كليا، في مؤتمره الصحافي، انه مقاومة، فتحول بخطابه كله الى قوة سياسية داخلية ومسلحة. هذا ليس دليل قوة بل دليل ضعف. فعندما يلجأ الى التهديد يعني انه لم تعد لديه، من الناحية السياسية، الحجة السياسية، تماما كما هو حاصل مع نوابه الذين نرى كيف يتصرفون في المجلس.

[ لماذا أراد السيد نصر الله، في مناسبة تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، ان يذكر بالورقة العربية وأعاد اتهام الرئيس الحريري بإجهاضها؟ فما الرابط بين التمويل وتلك الورقة؟

ـ السؤال لماذا كان متوترا نتيجة الصدمة السياسية التي تلقاها بفعل التمويل؟. فهو اضطر ان يرضخ تحت الضغط السوري للقبول بهذا التمويل. انه في حاجة الى ان يفسر لأنصاره السياسيين هذه الهزيمة التي أصيب بها، فلجأ الى هذه الورقة ليحاول ان يحط من قدر الشيخ سعد شخصيا. ورأينا هذا المنحى نفسه يسلكه الرئيس بشار الاسد عندما تحدث الى بعض العلماء الاسلاميين. وهذا تحديدا ما يعبّر عن خوفهم من ان سعد الحريري تحول من زعيم سني الى زعيم وطني، تماما كما بات لزعماء 14 آذار من امثال الدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل والشيخ بطرس حرب امتداد وطني. هذا تحديدا ما جعل السيد حسن يحكي بلغة طائفية، وما يبرر هجومه الشخصي على الشيخ سعد الذي في طريقه الى استعادة مواقعه في الدولة والسلطة.

[ يعني انه استعان بالتكتيك الاستباقي في هذه الحرب؟

ـ صحيح وهي سخيفة لأن لا قيمة لها كحجة سياسية. اذا كانت هذه الورقة صحيحة، وأشك في ذلك، فإن الوسطاء هم الذين عرضوها وليس سعد الحريري.

[ هل صحيح ان تمويل المحكمة عبارة عن هبة عربية من هنا وهناك ولن يحمل تاليا الى المكلف اللبناني؟

ـ ان التمويل أقر من رئيس حكومة لبنان وتاليا من دولة لبنان، وهو ليس هبة. فاذا كنا في معرض الهبة، نسأل اين الهبة واين القبول بها؟ فإن القبول بأي هبة يحتاج الى موافقة من مجلس الوزراء عليها، والهبة غير المخصصة اساسا تحتاج الى مرسوم يخصصها، فأين هو ذاك المرسوم؟. وكيفما حاول السيد حسن ان يلف حول الموضوع، فإن ما حصل اعتراف رسمي ونهائي بشرعية المحكمة غير الاسرائيلية والاميركية في اي حال من الاحوال. وهذا تحديدا ما جعله متوترا. فجلّ ما حصل يكذّب شعاراته التي ما انفك يكررها خلال السنة ونصف السنة الاخيرة.

[ لماذا برأيك أوحى السيد نصر الله في خطابه انه لا يرعى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي؟

ـ اكثر من ذلك، هو اتهم رئيس الحكومة بأنه مذهبي، وأوحى بما أوحى به ليفسر لجمهوره سبب قبوله بهذه الخسائر السياسية. كان مربكا كثيرا، وعاد يعطي الاوامر لميقاتي، ويتصرف كأنه المرشد الاعلى للجمهورية، فيحدد لرئيسي الجمهورية والحكومة ماذا يضعان في جدول اعمال مجلس الوزراء وماذا يرفضان ويقبلان.

[هل الخلاصة التي انتهى اليها السيد نصر الله تعني ان هناك مقايضة سبقت غض نظره عن التمويل كأن يطلب الى ميقاتي الذي حموا التزاماته الدولية ان يبيض صفحة الضباط الاربعة واحالة شهود الزور على العدلية؟

ـ في هذه الخلاصة امور عدة. فيها تأكيد على تخليه عن موقعه الوطني، وتحوله من مقاوم لاسرائيل الى مقاوم للمحكمة. فبات قائدا لمقاومة في وجه المحكمة لا في وجه اسرائيل. حاول ان يثبت انه المرشد الاعلى للدولة اللبنانية، وراح يعطي الاوامر يسرة ويمنة. ومن خلال هذه الخلاصة، راح يوحي لأنصاره بأنه مستعد ان يقبل التمويل على اساس شرطَي ملف شهود الزور والضباط الاربعة ليقبلوا معه هذا التمويل. اضف الى انه راح يحاول ان ينقذ الجنرال (ميشال) عون الساكت كليا هو ووزراؤه ونوابه، بشكل مستغرب، منذ لحظة صدور التمويل الى اليوم. فالسيد حسن يحاول ان ينقذ هؤلاء كلهم من هذا المأزق السياسي.

[ ماذا تتوقع ان تقول طرابلس للرئيس ميقاتي في ملفي شهود الزور والضباط الاربعة؟

ـ ان طرابلس تقول ان تمويل المحكمة هو بند اول لأن المطلوب التعاون مع تلك المحكمة وتسليم المتهمين الاربعة. وتقول عاصمة الشمال ايضا ان ليس حسن نصر الله هو الذي يأمر رئيس حكومة لبنانيا. وفي ملف شهود الزور تعرف طرابلس انه مجرد افتراء وعبارة عن ملف مزور اخترع لمحاولة ضرب المحكمة من اطراف سياسية معينة. ان المدينة تتوقع ان يعمل ميقاتي على تحويلها الى منطقة منزوعة السلاح.

[ هل ستبقون تطالبون باستقالة هذه الحكومة، وعلى اي اساس ستكون هذه المطالبة؟

ـ اولا سنظل نطالب بهذه الاستقالة لأننا نعتبر ان هذه الحكومة جاءت بانقلاب لا نتيجة عملية ديموقراطية طبيعية، وخصوصا ان ميقاتي نكث بتعهداته الى الناخبين والتزاماته كلها. نريد من هذه الحكومة امورا كثيرة هي، اضافة الى التعاون مع المحكمة، تسليم المتهمين وليس افتعال ملفات تمييعية، فضلا عن الاهتمام بالقضايا المعيشية والامنية وانتشار السلاح في طرابلس. ان الحكومة "مقصّرة"، ونحن نرفض سياستها.

[ يعني ان لديكم، لمطالبتها بالاستقالة، عناوين اخرى غير المحكمة؟

ـ ان المحكمة مهمة، ولكن هناك عنوان اساسي هو الانقلاب. يضاف الى ذاك العنوان ايضا عدم الرضوخ الى شروط حسن نصر الله في الملفات التي رفضها سعد الحريري سابقا.

 

ترتيبات جارية لزيارة جنبلاط الى السعودية

أفادت معلومات لصحيفة "الأنباء" الكويتية" ان ترتيبات جارية لزيارة النائب وليد جنبلاط الى المملكة السعودية، وتردد أن النائب نعمة طعمة يتولى مهمة ترتيب الزيارة، وأن الوزير غازي العريضي الذي كان يتولى شؤون هذه العلاقة لم يدخل على الخط بعد

 

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي

مُدهش هذا الشعب الثائر في سوريا، يسقط منه العشرات كل يوم بين قتيل وجريح ومعتقل فلا يتراجع ولا يتعب ولا يستكين، يخرج إلى الساحات والشوارع ليلاً نهاراً متحدّياً آلة الموت بلحمه الحَيّ والرصاص بحناجره الصادحة، وقراره واحد لا يتغيّر إسقاط النظام، وخياره أبداً الموت أو الحرّية. لم يترك النظام وسيلةً لكسر هذه الثورة إلا واستخدمها ولكنها لم تنكسر ولم تخمد بل ازدادت حدّة وتوَقّداً.

العالم لم ينصف بعد هذه الثورة الشعبية المذهلة، ولم يقف إلى جانبها كما يجب وكما تستحق، بل اكتفى بمواقف كلامية لم تتجاوز حدود التنديد والإستنكار وبعض العقوبات الإقتصادية التي قد تؤذي الشعب أكثر من النظام، سيّما وان هذا الأخير قد تعوَّد التحايل عليها والإلتفاف على مفاعيلها منذ عهد الأسد الأب.

وبالمقابل، وفيما شعوب الجوار تنتفض على حكامها وتسطّر ملاحم بطولة للتخلص من ديكتاتورياتها المزمنة، نجد الشعب اللبناني ساكتاً على ضيمه قانعاً بواقعه المزري، يتفرّج على الإنتفاضات ولا ينتفض، تاركاً تجّار الهيكل يتعاطون معه كسلعةٍ تُشرى وتُباع في سوق النخاسة السياسية وكأنه مُصاب بمرض القعود والإستكانة.

وإذا كان الشعب السوري يعاني من ديكتاتور واحد تسلّط عليه منذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي، فإن شعبنا يعاني من ديكتاتوريات عديدة هي أدهى وأخطر تسلّطت عليه منذ عهود طويلة في غفلةٍ من زمنٍ قاحل، وأولها ديكتاتورية القيادات العاطلة التي ما زالت تنمو وتزدهر على حساب القيادات الصالحة، وتسوق الناس كقطعان من الغنم ولا من يحاسب ولا من يثور. وثانيها، ديكتاتورية الطائفية والمذهبية التي مزّقت شعبنا إلى قبائل متناحرة والتي راحت هي الأخرى تزدهر على حساب وحدة الشعب والدولة العلمانية المفترضة. وثالثها، ديكتاتورية الإقطاعية السياسية وتوريث الزعامة من الأجداد والآباء إلى الأبناء والأحفاد وأزواج البنات على حساب الكفاءَة والأهلية. ورابعها ديكتاتورية الفساد الأخلاقي والإجتماعي والإداري والسياسي التي طغت على مجمل مفاصل الحياة اللبنانية وزادت من قرف الناس وإحباطهم. وخامسها ديكتاتورية التبعيّة والخيانة الوطنية حتى بات ولاء القيادات اللبنانية للخارج نموذجاً وقاعدة... مع العِلم ان كل واحدة من هذه الديكتاتوريات يلزمها أكثر من إنتفاضة لقلعها من جذورها وعلى رأسها ديكتاتورية الخمول والإحباط والإستكانة التي لا بُدّ لشعبنا من الإنتفاض عليها أولاً كشرط للإنتفاض على غيرها.

وفي سياق الكلام عن التبعيّة لا بُدّ من التنديد بصغارة أولئك الذين يحاربون المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لا لشيء إلا لكسب ودّ أسيادهم على قاعدة ان العبد يزايد على سيّده لإرضائه.

ان هذه القيادات المزيّفة والمرتهنة للخارج ومثيلاتها تتحمّل المسؤولية الأولى عن وصول لبنان إلى هذا الدرك من الإسفاف السياسي والقحط الأخلاقي، ولا بُدّ من ترحيلها حالما يستفيق اللبنانيون من غيبوبتهم... فماذا ينتظرون؟؟؟ 

اتيان صقر ـ أبو أرز          

 

الأوروبي" يسعى إلى حل "ملائم" لمعسكر أشرف

بروكسل - ا ف ب: أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون عن أملها بتأمين حل "ملائم ومرض" لمعسكر اشرف الذي يؤوي نحو 3400 لاجئ ايراني معارضين لنظام طهران والذي تريد بغداد اغلاقه قبل نهاية العام الحالي. وقالت اشتون على هامش اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل, اول من امس, ان "الامر الاساسي هو توفير سلامة 3400 شخص" موجودين في معسكر اشرف. وتدور مفاوضات راهنا لايجاد بلد يستضيف اللاجئين الايرانيين, وتنوي اشتون ان تسأل الوزراء الاوروبيين ما اذا كانت دولهم مستعدة لاستقبال هؤلاء, علماً ان الولايات المتحدة وكندا واستراليا قد تقوم بخطوة مماثلة. من جهتها, اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان ان "على الحكومة العراقية ومنظمة مجاهدي خلق (التي تسيطر على المعسكر) ان تتعاونا مع الامم المتحدة".

واضافت المنظمة ان "على القوات العراقية ومنظمة مجاهدي خلق تفادي اهراق الدماء والسماح للمقيمين (في المعسكر) بمغادرته ولقاء اعضاء المفوضية العليا للاجئين من دون ان يخشوا انتقاما من جانب المسؤولين عن المعسكر او السلطات العراقية". وردا على ذلك, قال المتحدث باسم "مجاهدي خلق" افشين علوي ان "هذه الاكاذيب تهدف فقط الى تقديم اعذار للديكتاتورية الدينية في ايران وحكومتها الدمية في العراق لطرد سكان اشرف والتسبب بحمام دم جديد". وندد أكثر من مئة من النواب الاوروبيين بقرار السلطات العراقية اغلاق المعسكر, محذرين من "مجزرة" اذا اصرت بغداد على قرارها.

وشهد معسكر اشرف مواجهات دامية بين القوات العراقية واللاجئين فيه, كان اخرها في الثامن من ابريل الفائت قتل خلالها 36 من اللاجئين الايرانيين.

 

النظام الأسدي فوّض الى موسكو عملية إنقاذه

 أسعد حيدر/المستقبل

"موسكو تقود المعركة في دمشق ومنها" هذا ما يؤكده بعض العارفين بشؤون النظام الأسدي وشجونه. بعيداً عن الآراء والمواقف من هذا العنوان الكبير، الذي يحمل تحولاً روسياً على الصعيد الاستراتيجي من جهة، وتأكيداً لضعف النظام الأسدي الى درجة تسليمه لروسيا أمور إدارة أزمته من جهة أخرى، فإن كل هذا يؤشر الى عودة "الدب الروسي" مباشرة الى الضفة الساخنة من حوض البحر الأبيض المتوسط. هذه العودة، لم تكن لتحصل لو لم يثبت النظام الأسدي كما يؤكد العارفون أنفسهم "غباءه وفشله" طوال الأشهر الثمانية الماضية. كان باستطاعته إنقاذ نفسه ومعه سوريا من "حمام الدم" منذ اليوم الأول لحادثة درعا. بدلاً من إرضاء العشائر أذلهم وحمى الرئيس بشار الأسد ابن خالته المسؤول المباشر عن الكارثة. لكن يبقى السؤال الكبير: لماذا غطس "الدب الروسي" في "المغطس" السوري وهو يعلم الكلفة الباهظة لهذا التدخل، وأيضاً بضخامة الخسارة في حال سقوط النظام الأسدي رغم كل جهوده؟

العارفون العائدون من دمشق ينقلون عن مصادر روسية قولها، ان الأميركيين لم يقولوا بسقوط الأسد أمام المسؤولين الروس. بدلاً من ذلك عرضوا عليهم مشروعاً لتقسيم سوريا الى ثلاث دول: سنية وعلوية وكردية. رد موسكو فوراً وبدون تردد كان رفض هكذا مشروع، سيطال تركيا ومن ثم يصل الى موسكو والجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفياتي سابقاً.

بعد الرفض، جاء دور العمل. فشل آلة الحل الأمني الأسدية، تأكد شهراً بعد شهر نتيجة لفقر في المواجهة على جميع الأصعدة. موسكو أزاحت "ديناصورات" النظام الأسدي وضباطه عن التخطيط والمتابعة، وتسلمت عبر ضباط وخبراء روس "الأرض" بكل ما عليها. أي: المواجهات العسكرية خصوصاً ضد السلفيين والمجموعات الأخرى والمنشقين العاملين في الجيش السوري الحرّ، وأيضاً القضايا الأمنية من جهة التخطيط والرصد والتنفيذ من ضباط مخابرات روس مجربين، والحرب الالكترونية تتعلق بالاتصالات بأنواعها السلكية واللاسلكية والالكترونية، حتى الجانب الديبلوماسي وضع الدب الروسي يده عليه إذ انه خطط ويخطط كل الاتصالات والمخاطبات الالكترونية. وتستخدم موسكو كل خبراتها ووسائلها بما فيها الأقمار الصناعية في هذه الحرب الشاملة.

باختصار بعد ان تحولت سوريا الى "ملعب" أصبح الروس هم الإداريون والمدربون والموجهون والمخططون.

لم يتول الروس الإدارة، قبل فرض شروطهم على النظام الأسدي. من أبرز الشروط التي وضعت وقبل النظام تنفيذها:

* القبول بالمبادرة العربية حتى لا تعود معبراً الى التدويل. ويبدو الفشل هنا واضحاً لأن النظام الأسدي حاول أن يلعب على الوقت بمزيد من المناورة معتبراً ما قيل له علناً حول رفض هذه اللعبة عربياً مجرد كلام ليل يمحوه النهار، في حين اثبتت الأيام المتسارعة ان الدول العربية هذه المرة جدية.

* طلبت موسكو من النظام الأسدي أن يقبل "حزب الله" تمويل المحكمة، لأنَ الوضع لا يتحمل فتح معركة اضافية حتى ولو كانت في لبنان. وقد نفذ النظام بسرعة هذا الطلب، فأبلغه لـ"حزب الله" الذي قبل بالحل "الميقاتي" ضمناً وفوراً.

* تنفيذ إصلاحات سريعة، لأنّ الرئيس بشار الأسد ليس لديه ما يقدمه سوى الإصلاحات، ونجاحه في هذه المهمة سريعاً هو الذي سيفتح الباب أمامه للبقاء ولو دون "أنياب النظام ومخالبه". لذلك فإنّ الدستور الجديد لن يكون فيه المادة الثامنة بـ"البعث قائداً"، التي كان قد رفضها في السابق. أيضاً فإنّ الرئيس الأسد سيكلف رئيساً جديداً للوزراء بعد الانتخابات المحلية وقبل نهاية هذا العام. موسكو تريد رئيس الوزراء من قيادات المعارضة في الداخل. إلى جانب ذلك يتم تسمية خمسة وربما أكثر من المعارضة يتولون وزارات مهمة وليست سيادية أي الدفاع والخارجية والداخلية. وتبدو موسكو مستعجلة جداً في تنفيذ الأسد الخطوات الاصلاحية الملموسة دون تردد، حتى تنتهي الأزمة ويستتب الوضع قبل نهاية آذار المقبل.

موسكو كما يقول العارفون العائدون من دمشق، تدرك جيداً "أن هذا التصعيد يعني انخراطها ضمناً في محور مع إيران لانقاذ الرئيس الأسد ومعه النظام الذي سيتم إصلاحه، وأن هذا التحالف يعني عملياً الوقوف في وجه محور مضاد يضم واشنطن وباريس ولندن وأنقرة إلى جانب الدول العربية التي أكدت وقوفها ضد كل ما يقوم به النظام الأسدي في سوريا". المواجهة بين المحورين مصيرية، عدم الفوز فيها يعني انكفاء "الدب الروسي" عقداً وربما عقوداً أخرى إلى داخل أسوار الكرملين.

لم يقف الانخراط الروسي في الازمة السورية عند حدود تولي ضباط عسكريين وامنيين الى جانب استخدام كل الوسائل الحديثة بما فيها الأقمار الصناعية، بل تجاوزه إلى حد توجيه "رسائل ميدانية" إلى الأميركيين. موسكو وجهت "رسائل" علنية الى الغرب وتحديداً إلى واشنطن بأنها مستعدة للذهاب بعيداً وصولاً إلى ما يشبه "الحرب الباردة"، لأنه ليس لديها ما تخسره أكثر إذا خسرت هذه المعركة. في وجه الاعلان عن تقدم سفن أميركية في البحر الأبيض المتوسط حركت موسكو سفناً حربية عديدة استقرت في ميناء طرطوس حيث لها وجود منظم ومتفق عليه من فترة طويلة مع دمشق، كما اعلنت فجأة تقديمها منظومة صواريخ أرض بحر من نوع "باخوت" ولا تملكها إلا دول الاتحاد الروسي. أخيراً وهو الأخطر ان المخابرات الروسية كانت "شريكة" مباشرة في كشف مجموعات المخابرات الأميركية المركزية في كل من لبنان (27 عميلاً) ودمشق (17 عميلاً) وطهران (12 عميلاً) مما شكل "زلزالاً" في واشنطن.

رغم الاعتقاد الكامل الى درجة التأكيد من القادمين من دمشق بنجاح التدخل الروسي الذي سيفتح أمامه منطقة الشرق الاوسط من جديد بعد أن غاب عنها عقدين من الزمن، يبقى أخيراً ان وصول رياح "الربيع العربي" إلى طهران سيؤدي إلى كارثة.

 

كنائس الشرق الأوسط انتخبت  الأب بولس روحانا أميناً عاماً: رفض هجرة المسيحيين والدعوة إلى حمايتهم

النهار/أكد مجلس كنائس الشرق الأوسط أن "حضور المسيحيين متأصل في الشرق وفكرة الهجرة مرفوضة على رغم الصعوبات"، داعياً أصحاب السلطة الى "اتخاذ الاجراءات لحمايتهم في الشرق الاوسط والعالم". عقد المجلس جمعية عمومية في مدينة بافوس- قبرص، في ضيافة الكنيسة الارثوذكسية في قبرص وفي حضور رئيس أساقفتها خريزوستوموس الثاني، وأصدر بيانه الختامي الذي تضمن انتخاب أربعة رؤساء: آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا  رئيسا عن العائلة الارثوذكسية الشرقية، ثيوفيلوس الثالث، بطريرك اورشليم للروم الارثوذكس رئيساً عن العائلة الارثوذكسية، المطران منيب يونان رئيس الكنيسة الانجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة رئيسا عن العائلة الانجيلية، إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك انطاكية للسريان الكاثوليك رئيسا عن العائلة الكاثوليكية.

كذلك انتخب المطران بولس مطر رئيساً فخرياً للمجلس. وانتخب أيضاً أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة و الأمين العام الجديد لفترة أربع سنوات، وهو الأب بولس روحانا من الكنيسة المارونية خلفا لـلسيد جرجس ابرهيم صالح الذي انتخب أميناً عاماً فخرياً. وأضاف البيان أن المجتمعين أكدوا أن "الوحدة المسيحية مطلب أساسي وهدف يسعى اليه مجلس كنائس الشرق الأوسط، وإن حضور المسيحيين متأصل في هذا الشرق، ساهموا مساهمة فعالة في نهضته والدفاع عن ترابه وهم مستعدون لبناء مستقبل جديد، ويرفضون فكرة الهجرة على رغم كل الصعوبات ويدعون الى التحلي بالرجاء لمتابعة العيش المشترك، ودعم الاصلاح والتغيير والتطوير لما فيه خير الانسان. ونظراً الى ما يجري في بعض بلداننا الشرق أوسطية يذكر المجتمعون الجميع، خصوصا المجتمع الدولي، بالمبادئ الانسانية التي تنبغي مراعاتها والتي تتمثل خصوصاً بالحرية الانسانية الفكرية والدينية والسياسية، وبنبذ العنف في حل المشاكل حين تقع من أي طرف. ويجدد المجتمعون دعمهم للقضايا العادلة ولا سيما حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره حسب الشرعية الدولية". وأكد المجلس ضرورة حماية الأماكن المقدسة وبيوت العبادة، وأسف "لأعمال التفجير وقتل المسيحيين وتشريدهم"، وقال "ان الحرية الدينية وحرية العبادة شأنان مقدسان، وعلى أصحاب السلطة وصانعي القرار أن يعملوا بكل الوسائل والطرق على سنّ القوانين واتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المسيحيين في كل بلدان الشرق الاوسط والعالم".

 

نصرالله وخطاب الهزيمة

 أحمد الجارالله/السياسة

ظهر حسن نصرالله, في خطاب هزيمته بما اعتبره معركته الكبرى ليس مع فريق"14 آذار" فحسب, إنما مع المجتمع الدولي حيال المحكمة الدولية, اسود الوجه, مرتبكاً, عاجزاً, ولم يستطع عبر كل حيله الخطابية التي استخدمها ان يخفي أكاذيبه بشأن ما جرى لتسهيل دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة, لأن مفاجأة تفضيل المصلحة السورية على مصالحه اكبر من ادراك من يتخيل نفسه احد دهاة العصر العباسي, حاكما بأمره من جحره الذي يتوهمه البيت الابيض الأميركي او الكرملين الروسي, لذلك بان على حقيقته صغيرا غير شاطر في الحسابات السياسية, غير مدرك بما يهذي من كلام لاخفاء هزيمته التي افتعلها بيديه, ولا تحتاج الى تبرير من وزن"لو كنت أعلم".

لبنان دفع حصته من تمويل المحكمة, بموافقة حسن نصرالله شخصيا الذي اوفد ممثله الشخصي الى من يعنيهم الامر ليبلغهم اذعان سيده للتعليمات الصادرة اليه من وراء الحدود, ويبدو ان مسبحة الاوامر والتنازلات بدأت تكر, وبات على الامين العام لحزب السلاح الآن البحث عن حيل خطابية جديدة يخرج بها على من يُدفعون للجلوس أمامه, ويصدقون ترهاته, ليبرر اذعانه عندما تصدر إليه الاوامر, او حين يسقط بيده ويرضخ مسلِّما المتهمين الى العدالة الدولية, حسب ما تراه دمشق وطهران يخدم مصالحهما التي هي اكبر بكثير من اوهام نصرالله والمصفقين له, فمن وضع مصيره بيد نظامي دمشق وطهران, وعمل مأجورا طوال سنوات لهما يكون رأسه اول الرؤوس التي يحين قطافها سريعا عند اختلاف الدول, وهو ربما ما بدأ يدركه نصرالله, الذي لم يوفر حتى سورية حين تعرض بالنقد لكل الدول التي رعت ما سمي في السابق"تسوية السين - السين" هذه التسوية التي قرأ فيها ساكن الدهاليز بعين القرصان ما يراه لمصلحته, ولم يأت على ذكر ما كان مطلوبا منه تأديته لرفع سيف العدالة الدولية المصلت على رقبته, وكان مستعدا, وقتذاك, للتخلي عن سلاحه ومقاومته فقط لتأمين افلاته من العقاب, لكن العدالة تأبى ان تحني قامتها للصفقات والتسويات, وذهبت كل احلام نصرالله أدراج الرياح حين رفضت مطالبه.

بشر صحَّاف الضاحية الجنوبية لبيروت, ربما بغير علم منه, الشعب اللبناني ببدء خريف تحكُّمه بالقرار والاستقواء بالسلاح على بقية المكونات السياسية اللبنانية, وربما تكون هذه الحسنة الوحيدة في خطابه الاخير, إذ إن هذا الشعب سئم الاكاذيب التي يدبجها في كل إطلالة متلفزة له, أكان في حديثه عن حرصه على السلم الاهلي الذي مزقه شر تمزيق في السابع من مايو عام 2008, او تعاظم قوته العسكرية والصاروخية, بل بدأت الناس تشك في تلك الصواريخ التي يبدو انه سيطلقها من الامام لتعود إليه من الخلف.

لن يستطيع غوبلز زمانه ومن لف لفه ايقاف عقارب الساعة, وتغيير مواقيت المواسم, فالربيع العربي الذي بدأ يزهر في العديد من الدول العربية لا بد أن يلفح لبنان, وعندها لن تكون خطابات وتلفيقات وترهات نصرالله غير خفقات جناح بوم وضع رأسه تحت سكين الارتهان للخارج, وحين انتهى دوره رمي في مزبلة التاريخ.

نعم, أعلن نصرالله هزيمته في حربه على المحكمة الدولية, واعترف بشرعيتها ومنذ الآن لم يعد ينفعه اي نعت يطلقه عليها في محاولاته الفرار من عقابها, بل إنه بات يسرع الخطى إلى حتفه عبر طريق العدالة الدولية التي ترسمها المحكمة لخلاص الشعب اللبناني من براثن عصابة حزب السلاح.

نكرر هنا ما قالته العرب- وليس الفرس- قديماً:

قاتل الله الغرور بدأ بصاحبه فقتله!

 

لماذا لا يحرر الأميركيون دمشق كما فعلوا مع بغداد

 داود البصري/السياسة

في كلمته الترحيبية بنائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن في زيارته الأخيرة الى بغداد أعرب الرئيس العراقي جلال طالباني عن شكره وتقديره "لمن حررنا"! كما قال, أي أنه اعترف علنا وجهارا بالفضل الاميركي المطلق بوصوله ومجاميع الأحزاب الإيرانية المؤلفة قلوبهم لسدة الحكم في واحدة من اعجب وأغرب المتغيرات التاريخية والستراتيجية في الشرق القديم , ويبدو أن طالباني وهو يشكر بايدن ومن خلفه الجيش الاميركي الذي أطلق عليه صفة المحرر قد تناسى وابتلع تصريحاته السابقة لذلك الشكر بساعات والتي أعرب فيها عن خوفه وقلقه من سقوط نظام البعث السوري ورفض تدويل الملف السوري معتبرا إياه مسألة في غاية الخطورة كما قال, وأنا أتساءل وبجد حول الأسباب التي جعلت جلال طالباني يحلل التدويل والفعل العسكري الاميركي في العراق بينما يرفضه في بلاد الشام ? ولماذا يكون "اليانكي" و"العم سام" وجنود الأطلسي "حلوين.. وطيبين .. وبنحبهم " في أرض السواد بينما لا يكونون كذلك في جلق الشام?

 لقد أكد تاريخ الديبلوماسية والحرب في الشرق الأوسط على أن الأميركيين هم وحدهم من أسقط النسخة العراقية لحزب البعث العربي الإشتراكي عن الحكم والسلطة في العراق ولولاهم لكان البعثيون يحكمون العراق حتى اليوم براحة ستراتيجية كبرى لا مثيل لها, فلماذا لا يكررون الفعل نفسه في دمشق ليدخلوا التاريخ على كونهم القوة الدولية الوحيدة التي أزاحت نظام البعث الذي هو في البداية والنهاية صناعة إستشراقية غربية كما نعلم وتعلمون ? في مديح طالباني للأميركيين مواقف انتهازية وانتقائية واضحة , فرفضه للتغيير في دمشق تخوفا من وصول "أصولية أموية " للحكم هناك هي مجرد تخرصات لا أساس لها من الصحة وهي "هرجلة" وهرطقة فكرية وسياسية فأحرار الشام لا يعانون من مرض التاريخ السلبي كما هو الحال مع أحزاب اللطم والتطبير العراقية ذات الأصول والولاءات والمنهجية الصفوية الفارسية , فهم يعيشون الحاضر وإشكاليات الحرية والتحرر والنظر الى المستقبل ولا يعيشون أبدا في سراديب القرن السابع الميلادي ولا يفكرون بأحوال امم قد إنتهت , وبأوضاع تاريخية أضحت مجرد تاريخ بعيد لا أثر له في صناعة الحاضر أو تقرير المستقبل, فمرحلة الفتنة الكبرى قد إنتهت منذ قرون سحيقة, والعقلية العبثية والتهريجية التي تسوس قادة نظام الطوائف في العراق هي من سخريات الوقائع وغرائب الأمور ومن الملفات السخيفة التي تشوه وجه العمل السياسي في العراق , وهي بضاعة استهلاكية انتهازية فاسدة انتهت صلاحيتها تماما , من الواضح إن الأمور والتطورات في سورية باتت تتجه نحو نهايات تدويل واضحة المعالم, فالنظام المتسلط الدموي العدواني لم يرع وهو ليس على إستعداد للتراجع عن خيارات التحدي الدموية لكل الجهود العربية المخلصة الهادفة الى انقاذ ما يمكن إنقاذه وتجنب جميع الأطراف لخيارات غير مرغوبة, كما أن النظام وهو يعيش لحظات التحدي التاريخية الفاصلة يعلم تماما ان طبيعته لا تسمح أبدا بأي إصلاح أو تطوير او تراجع , وإن القبول بالخيارات العربية والدولية معناه الانتحار السياسي لذلك لا يمتلك النظام من خيار سوى تصعيد المواجهة الى اقصى نقطة ساخنة لإرهاب جميع الأطراف ولإظهار العيون الحمراء والعصا الدموية لمعارضيه, إضافة لتفعيل الخيارات البديلة ومنها جذب النظام الإيراني لساحة الصراع, وجر لبنان من خلال مغامرات حسن نصر "خدا" لمواجهة دموية مكلفة للغاية مع إسرائيل قد تعوم النظام السوري وتخلصه من مصيره الأسود المتجه إليه بكل عنفوان!.

 لا بديل بعد اليوم عن ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته الأخلاقية والقانونية وردع النظام السوري عن جرائمه ضد شعبه , وإنهاء حكم البعث ونظامه العفن بكل الوسائل الممكنة, فصراخ الطائفيين قد بات مجرد حشرجات احتضار , ومصير بعث الشام سوف لن يختلف أبدا عن المصير الذي آل إليه نظام حزب بعث العراق, ويبدو أن التاريخ يكرر نفسه فعلا ولو بشكل مأساوي وتراجيدي مفجع, نهايات الفاشية كما علمنا التاريخ لا يمكن أن نكون إلا وفق سياقات عاصفة وتدميرية, وقد باتت كل الظروف مهيئة اليوم لتكمل القوى الدولية الكبرى المهمة وتنجز المطلوب... فلا حل سوى ذلك الحل... و"على المتضرر اللجوء للقضاء".  * كاتب عراقي                                 

 

وليد المعلم ... معلم ٌ في الفبركة

 علي ب. اسعد /السياسة

فيلسوف النظام السوري وليد المعلم  معلم ٌ وأستاذ ٌ في الكذب والأضاليل الإعلامية وفبركتها, يظن أنه يستطيع تضليل الرأي العام الدولي وتحديداً العربي عندما يفبرك صوراً لمشاهد "فيديو" مركبة تعود إلى جثة عنصر أمن في منطقة "جسر الشغور" ومسلحين لبنانيين في مدينة "اللاذقية" في مؤتمر صحافي أمام إعلاميين تابعين للنظام البعثي تم  انتقاؤهم من قبل المخابرات الأمنية لمنع الحشر والإحراج.

ما هي إلا ساعات حتى تم كشف تلك الادعاءات الكاذبة والمشاهد المركبة على شاشات الفضائيات وتحديداً تلك اللبنانية, مثل مشهد جثة عنصر الأمن في منطقة "جسر الشغور", والصورة هذه تعود للمواطن المصري محمد مسلم الذي تعرض للقتل والتمثيل بجثته في بلدة كترمايا اللبنانية في منطقة إقليم الخروب في ابريل 2010 على أيدي الأهالي الغاضبين من ابناء البلدة لارتكابه جريمة قتل واغتصاب, وقد تم عرض الصورة سابقاً من قبل إعلامي النظام السوري على موقع ال¯" tube You" على أن أحداثها وقعت في مدينة حماة.

ثم كشف شباب لبنانيون كانوا مسلحين في السابق ومن أبناء مدينة طرابلس للإعلام اللبناني, كانوا قد ظهروا في الشريط المصور والمركب من قبل وزير الخارجية وليد المعلم على أنهم كانوا في اللاذقية, وهذه المشاهد تم تصويرها من قبل أحد أولئك الشباب على جهازه الخليوي محتفظاً بها كذكرى, وهي في الواقع تعود إلى اشتباكات مسلحة بتاريخ الثامن من مايو عام 2008 في منطقتي باب التبانة وجبل محسن بمدينة طرابلس اللبنانية. 

وكبرهان على كذب وليد المعلم سئل سؤالا ً من أحد الصحافيين الأجانب وباللغة الإنكليزية ترجم له إلى العربية "عن وجود دبابات في المدن السورية بين الشوارع" فرد السيد وليد المعلم نافيا ً وجود دبابات أو طائرات تقصف المدن. هذه هي مصداقية وزير خارجية سورية وليد المعلم, البروفسور في الكذب وفبركة الأضاليل الذي يتجاهل أن الشعب العربي لا يزال يشاهد على شاشات الفضائيات الدبابات وهي تقصف المدن والشوارع السورية, وكتائب النظام البعثي التي تقتل وتعتقل الشعب السوري الجبار الصامد بوجه هذا النظام الطاغي.                                 وبالصدفة وبينما كنت أشاهد شاشة التلفزيون مقلباً بين القنوات إستوقفتني النشرة الإخبارية على محطة "المنار", وهي تحاول أن تثبت صدقية المشاهد المصورة وادعاءات وليد المعلم بتفاصيل كاذبة وغير مقنعة وهي منارة ٌ في بث السموم والأضاليل بإتهامها سلفية وإرهابية الشعب السوري الثائر على نظامه المجرم.  

النظام البعثي الأسدي المخابراتي لديه سجل ٌ حافل ٌ في السيناريوهات وتركيب الأفلام وفبركتها, على سبيل المثال: تفجير كنيسة "سيدة النجاة" عام 1994 في منطقة ساحل كسروان اللبنانية وإلصاق العملية برئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع, واغتيال الشهيد رفيق الحريري وإلصاق الجريمة ب¯ "أبو عدس" بواسطة فيلم مصور عام 2005, على إنشاء تنظيم "فتح الإسلام" وإلصاق انتمائه ب¯"تيار المستقبل" فيلسوف النظام وليد المُعلم, المُعلم في فبركة الأضاليل والكذب وصاحب مقولة "سننسى أن أوروبا على الخارطة" قد كشف من حيث لا يدري كم أن النظام السوري الذي ينتمي إليه يعاني من ضغط الحراك الشعبي, ومن حجم الضغوطات السياسية والاقتصادية من المجتمع الدولي وخاصة ً العربي, ما سيؤدي إلى بداية ضعف واهتراء هيكلية النظام السوري وخسارته كلاعب إقليمي أساسي على صعيد المنطقة العربية بعد فقدانه لأوراق سياسية وأمنية للضغط بواسطتها.

كاتب لبناني*          

 

في ذكرى اغتصاب إيران للجزر العربية الثلاث

 د. أكرم عبدالرزاق المشهداني/السياسة

تمر هذه الايام الذكرى 41 لاحتلال ايران للجزر العربية الاماراتية طنب الكبرى, طنب الصغرى, وابو موسى), حيث قامت ايران بالسيطرة بالقوة المسلحة على هذه الجزر فور اعلان انسحاب بريطانيا وقيام دولة الامارات العربية ,1970 رغم وجود الادلة الثبوتية لملكية دولة الامارات لها حيث استخدمت ايران القوة الغاشمة للسيطرة على هذه الجزر بعيدا عن اي وازع من خلق ودين.

ومعلوم ان لهذه الجزر الثلاثة اهمية ستراتيجية بالغة حيث تحتل موقعا مهما في الخليج العربي, ومن يتحكم في هذه الجزر, يتحكم بحركة الملاحة في الخليج العربي كله, وبالتالي يعرض امن الخليج للخطر. ولهذه الجزر اهمية ستراتيجية تتمثل في انها كانت تستخدم  كموانئ وملاجئ للسفن في حالة العواصف الهوجاء, وانها تمتاز بموقع استراتيجي على الممر الملاحي الخليجي بين هذه الجزر وبين ايران. كما ان لها اهمية اقتصادية حيث تتوفر في هذه الجزر كميات كبيرة من اكسيد الحديد الاحمر الى جانب النفط الخام.

ايران ما فتئت تدعي ان لها حقاً ثابتاً في الجزر لكن منطق التاريخ يؤكد انها عربية اماراتية, وبالتحديد كانت ملكا للشيوخ القواسم العرب الاوائل والعشائر التي كانت تسكن البر, بالاضافة الى ان الحكومة البريطانية كانت منذ بداية وجودها في الخليج تعتبر الجزر ملكا لإمارتي الشارقة ورأس الخيمة.

ان اطماع ايران في الخليج العربي قديمة جدا منذ ايام التنافس بين الامبراطورية الفارسية و الامبراطورية الرومانية حول السيطرة على طرق التجارة البرية التي كانت تربط بين الخليج العربي واسيا الوسطى والبحر المتوسط من جهة و طرق التجارة البحرية وسواحل البحر الاحمر. كما دأبت ايران على تسمية الخليج ب¯"الخليج الفارسي", رغم انه منذ القدم كان يعرف بالخليج العربي ,احيانا كان يسمى "خليج البصرة" كما تؤكد الخرائط التاريخية.  وبظهور دولة الاسلام تقلصت الهيمنة الفارسية على المنطقة, فأصبحت بلاد فارس جزءا من الدولة الاسلامية وعندما بدأت الكشوف الجغرافية تحركت الاطماع الاوروبية للسيطرة على الخليج فكان الغزو البرتغالي الذي بدأ في عام 1497 واخيرا امتداد النفوذ البريطاني الى المنطقة, وقد تصدى عرب الخليج لكل انواع الغزو الاجنبي لبلادهم بقيادة اليعاربة حينا وبقيادة القواسم اخيرا الى ان جرى توقيع اتفاقيات السلام والحماية وكان اخرها "معاهدة السلام البحري الدائم" عام .1853

وفي عام 1921 اعترفت حكومة الهند البريطانية باستقلال امارة رأس الخيمة, فاعتبرت جزيرة طنب ضمن املاك شيخ رأس الخيمة بينما احتفظت الشارقة بجزيرة ابو موسى, وفي اوائل 1921 منحت الشارقة امتيازا للحفر لشركة بريطانية في جزيرة ابو موسى. وقد احتجت ايران على ذلك بتحريض من احد التجار الذي كان يملك امتيازا في جزيرة هرمز, وحث بدوره الحكومة الايرانية على عرض مطالبها المتعلقة بجزر البحرين وطنب وابو موسى على عصبة الامم, وفي 16 مايو 1921 رفض الوزير البريطاني المفوض بطهران هذه المطالب مذكرا الحكومة الايرانية بالاجراءات الحازمة التي اتخذتها بريطانيا عام ,1904 وقال بان حكومته لاتزال مستعدة لاتخاذ مثل هذه الاجراءات مرة اخرى.فردت الحكومة الايرانية بمذكرة تمسكت فيها بمطالبها بجزر طنب وابو موسى.

وفي 26 فبراير 1968 رحبت البلاد العربية بفكرة قيام اتحاد الامارات العربية في الخليج يضم الامارات السبع المتصالحة الى جانب قطر والبحرين. وقد اظهرت بريطانيا مباركتها وتأييدها لهذا الاتحاد, لكن ايران في موقف شاذ ومتغطرس اعلنت رفضها لهذا الاتحاد لكونه يضم البحرين واكدت مرة اخرى على حقها في البحرين. وايدت السعودية والكويت هذا الاتحاد, واعلنتا الوقوف بجانبه, ونتج عن هذا الموقف توتر العلاقات بين ايران وجيرانها العرب في الخليج, واصبح الوصول الى حل لمشكلة البحرين امرا حتميا لضمان امن الخليج. ونظرا الى تأييد بريطانيا لقيام اتحاد من تسع امارات, الى جانب تأييد العالم العربي كله لهذا الاتجاه, والى موقف السعودية والكويت من قضية البحرين, وكلنا نتذكر كيف ان مطالبات الشاه بالبحرين وصلت الى الامم المتحدة التي اجرت استفتاء بين سكان الجزيرة في تحديد مستقبلهم. وقد تأكد ممثل للسكرتير العام للامم المتحدة, بعد اجراء استطلاع للرأي في البحرين من ان رغبات اهل الجزيرة تكمن في الاستقلال الكامل, وعدم التبعية لايران. وحينها ابدى الشاه تسامحا في قضية البحرين, لكنه طالب بريطانيا والعرب في المقابل ان يتخلوا عن تشددهم و موقفهم بشأن الجزر الثلاث.

وفي فبراير عام 1971 اعلن الشاه ردا على رفض العرب اجراء مفاوضات بشأن الجزر, ان بلاده ستلجأ الى القوة للاستيلاء على الجزر. وتبع ذلك حملات صحافية ايرانية لتعبئة الرأي العام الايراني واثارة المشاعر حول هذه القضية, التى كان يجد فيها الشاه ملاذا لصرف انظار الرأي العام في بلاده عن اسلوب حكمه المستبد. وللاسف كان الموقف البريطاني محبطا لامال العرب, حيث ابدت حكومة لندن تهاونا ازاء المطالبات الايرانية. ولكن الدول العربية رأت في مسألة استقلال البحرين على انه حق تقرير مصير وليس صفة تجارية للمبادلة, وانه لا يوجد رابط بتاتا بين قضية البحرين وقضية الجزر الاماراتية في سير المباحثات مع ايران. ورأت الدول العربية والامارات ان تلجأ للتحكيم الدولي واصرت الامارات على نيل حقوقها كاملة في الجزر. واعد الشيخ خالد بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عام 1971 دراسة تاريخية قانونية مدعمة بالوثائق والاسانيد حول جزيرة ابو موسى استعدادا لتقديمها للتحكيم الدولي, وارسل نسخا منها الى المسؤولين في البلدان العربية والجامعة العربية.

أدت بريطانيا دورا مهما في عام 1971 تمثل في تمكين قوات الاحتلال الايراني من غزو الجزر العربية الثلاث, فقد كان من المقرر جلاء القوات البريطانية عن الامارات العربية المتحدة في 1 ديسمبر ,1971 لكن ايران احتلت الجزر الثلاث في 30 نوفمبر, وكان على بريطانيا ان تحول دون قيام ايران باحتلال الجزر و ذلك تنفيذا لمعاهدة الحماية الموقعة عام 1820 والتي كانت سارية المفعول قبل 2 ديسمبر 1971 وهكذا تنكرت بريطانيا لتعهداتها وغضت الطرف عن الاحتلال الايراني للجزر واكتفت بتقديم الاحتجاجات.

ان احتلال ايران للجزر الثلاث, كما قال وزير خارجية الامارات, لا يختلف بتاتاً عن احتلال اسرائيل للاراضي العربية, وان موقف ملالي طهران ينم عن انهم على الخطى نفسها لشاه ايران, وانهم لا يحترمون العهود والمواثيق. كما ان حكام طهران مستمرون بتعنتهم ورفضهم دعوات دولة الامارات ومجلس التعاون الخليجي للتحكيم الدولي بشأن تبعية الجزر الثلاث, لكن ايران ترفض بصلافة, ما يدل على نياتها السيئة واطماعها بالخليج العربي.

* أكاديمي عراقي

 

مخاوف من ارتفاع جنوني للنفط يؤدي إلى ركود جديد  

البيت الأبيض والبنتاغون مترددان في ضرب إيران   كلما أصبح صوت طبول الحرب أعلى نشطت التسريبات والدعاية الإعلامية

بقلم- توم فنتون:السياسة

ذكرت »الوكالة الدولية للطاقة الذرية« التابعة للامم المتحدة في تقريرها الاخير بكل وضوح ان لديها مخاوف جدية بان ايران تعمل سراً على تطوير سلاح نووي, ولم يشتمل التقرير دليلاً دامغاً, بل عزز على نطاق واسع ذلك الرأي الذي تتبناه حكومات الغرب بان ايران تسعى لتصنيع قنبلة نووية او على الاقل تحاول الحصول على الوسائل التي تمكنها من القيام بذلك, وبالتأكيد ليس هناك الكثير من الدلائل حول ذلك لدى الخبراء وينجم عن هذا اختلاف رجال السياسة فيما يجب فعله حيال ذلك. اولئك الذين يعارضون ضرب المنشآت النووية الايرانية واولئك الذين يؤيدونها يستخدمون جميعاً وسائل الاعلام للنهوض باجندات خاصة بهم, وكلما اصبح صوت طبول الحرب اعلى نشطت التسريبات والدعاية الاعلامية. وما يعقد المشهد حقيقة امكانية استخدام الحكومات اللغة نفسها للتعبير عن امور مختلفة.

وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اكد في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية ان اي خيار يجب ان يكون مطروحاً على الطاولة ونحن نعني ذلك كما ان الرأي العام الاسرائيلي قد يكون منقسماً حول موضوع ضرب ايران, ولكن يعتقد على نطاق واسع ان الحكومة الاسرائيلية في الواقع - لا تعني ذلك وهي تخطط لضربات جوية على المنشآت النووية الايرانية.

لكن عندما يقول الرئيس الاميركي باراك اوباما لا نستبعد اي خيار على الطاولة فان معظم المعلقين يعتقدون انه لا يعني ذلك حقاً وان البيت الابيض والبنتاغون مترددان جداً في ضرب ايران.

ما يشحذ هذا الجدل في اميركا حملة الانتخابات الرئاسية حيث يشير بعض المرشحين الجمهوريين الى انهم متوافقون على شن هجوم على ايران, المحافظون الاميركيون والدستوريون الجدد ونشطاء حزب الشاي عموماً يتخذون خطا متشدداً, مع تلميحات الى هتلر والتهدئة رغم ان هذا الجدل يتداخل مع الانتماءات الحزبية فان الديمقراطيين ميالون الى توجه اقل تزمتاً, واوباما يخشى ان يطلق عليه انه لين مع ايران. تأتي اقوى معارضة لضرب ايران من مسؤولي الجيش والمخابرات في كل من اسرائيل والولايات المتحدة ولا يتردد هؤلاء المسؤولون في ابداء تحفظاتهم على الملأ, مغرقين وسائل الاعلام بمبررات وحجج معارضتهم لتوجيه ضربات لايران.

التسريبات في وسائل الاعلام الاسرائيلية فضلاً عن اخبار يبدو انها تزرع في وسائل اعلام اجنبية توحي بان صقوراً في الجيش الاسرائيلي ودوائر المخابرات حاولوا نسف خطط الهجوم التي وضعها باراك ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. في يناير وصف مائير داغان مدير الموساد الاسرائيلي الذي تقاعد منذ مدة الهجوم على ايران بانه اغبى فكرة سمعتها.

وكان رئيس الاركان الاميركية المشتركة السابق الادميرال مايك مولن قد صرح في مكتبه قائلاً اعتقد ان ايران بسلاح نووي تزعزع الاستقرار بشكل لا يصدق, واعتقد ان ضربها ايضاً سيؤدي الى نفس النوع من النتائج. كما حاول ضابط تخطيط ستراتيجي في قيادة الاركان المشتركة في الولايات المتحدة اثبات ان غزو ايران هو الحل  الوحيد الذي يضمن القضاء على برنامجها النووي ولكن كلفة هذا الغزو قد تكون فلكية وسيكون رد الفعل القومي ضارياً. فكيف يمكن للجمهور ان يتبين الحقيقة وسط هذا الهرج والمرج? من الواضح ان الجيش الاميركي والى حد ما الجيش الاسرائيلي ليسا حريصين على نشوب حرب اخرى في الشرق الاوسط يمكن ان تنتهي نهاية سيئة.

لكن السبب الاكثر ضغطاً لعدم مهاجمة ايران هو ان النتيجة يمكن ان تكون اسوأ من الاستمرار في استخدام العقوبات ووسائل اخرى اقل ضرراً من الحرب لاقناع ايران في التراجع عن برنامجها للاسلحة المشتبه به. تمتلك ايران وسائل ردع غير نووية للرد على هجوم جوي او بري, وأن اكثرها فعالية استخدام الالغام والصواريخ المضادة للسفن على الشواطئ ومجموعات من القوارب الهجومية الصغيرة قدت حاول اغلاق مضيق هرمز علماً بأن 40 في المئة تقريباً من صادرات النفط في العالم تمر عبر هذا الممر المائي الضيق على الحدود الجنوبية لايران.

لنتصور فقط رد فعل السوق على صور احتراق ناقلات النفط في الخليج في عالم يرتجف على حافة ركود اخر او ما هو اسوأ, ان ارتفاع اسعار النفط سيطلق العنان لحالة ذعر كبرى.

وفي هذه الحالة من يريد ان يخاطر بأكبر برميل نفط? ثمة احساس بان شن هجوم على ايران امر غير محتمل الان بالتحديد في ظل الظروف الراهنة, وبالتأكيد ليس قبل الانتخابات الاميركية في العام المقبل, سيظل الخيار العسكري على الطاولة بالطبع ولكن الولايات المتحدة الان في موقف يستدعي عدم استخدام ذلك الخيار واذا كان لها اي تأثير على اسرائيل فهي لن تسمح لها باستخدامه.

* عن »غلوبال بوست«

 

هل ستنتقم طهران بضرب مفاعل ديمونة الاسرائيلي واشعال المنطقة? 

خبراء يرسمون ثلاثة مشاهد للضربة العسكرية لمنشآت إيران النووية

 بقلم علاء سالم:السياسة

شهد الشرق الأوسط حدثين غاية بالأهمية والتناقض في آن واحد, وبدا ذلك تعبيراً عن حالة اللاحسم التي تميز السياسة الاقليمية والعالمية ازاء البرنامج النووي الايراني, الذي بات محوراً للاستقطاب بشكل غير مسبوق من قبل خلال الفترة الأخيرة. الأول يوم الجمعة 18 نوفمبر 2011 حينما تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسمياً التقرير ربع السنوي هذا العام عن ايران حملها لأول مرة اتهامات ضمنية بوجود مساع لتحويل برنامجها النووي من طابعه السلمي لمثيله العسكري واجراء تطبيقات معملية على انتاج سلاح نووي, ويطالبها بضرورة الاجابة عن تساؤلات الوكالة بشأن أبعاد ومدى هذا البرنامج بما فيها من منشآت سرية وجهود بحثية. والمثير أن التقرير علق الأزمة على عاتق ايران بسبب عدم قدرتها على طمأنة وتهدئة الهواجس الدولية بشأن سلمية برامجها النووية. أما الثاني ومن نفس المكان أيضاً العاصمة النمساوية حيث عقد بالوكالة الدولية مؤتمر يوم 21 نوفمبر, شاركت فيه اسرائيل و17 دولة عربية بالاضافة للفلسطينيين استهدف تفعيل اقامة منطقة خالية من السلاح النووي داخل منطقة الشرق الأوسط, وهو المؤتمر الذي جرى الاعداد له منذ 11 عاماً, وطرحت فيها خبرات مناطق اقليمية في أميركا اللاتينية والكاريبي وافريقيا بهذا الصدد.

تكمن المفارقة, في كيفية المواءمة السياسية بين الحديث عن التصعيد الستراتيجي وتحديداً بشقيه العسكري والسياسي وامكانية حدوث انفجار اقليمي مع أول ضربة للمنشآت النووية الايرانية, والحديث عن التعاون الاقليمي لازالة الأسلحة النووية واقامة منطقة خالية من السلاح النووي. وزاد من تلك المفارقة أن ايران التي حضرت بقوة بالمشهد الأول وقادت ثورة الاعتراض عليه متهمة التقرير بالتسييس, فيما غابت عن الحدث الثاني الذي بات غير ذي معنى بعد هذا الغياب لكونها مع اسرائيل  الدولتين النوويتين بالمنطقة وهما المعنيتان بجهود اخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي.

التصعيد الذي شهده الملف النووي الايراني أخيراً لم يكن الأول ولن يكون بالطبع الأخير, لكوننا شاهدناه مع صدور جميع تقارير الوكالة منذ سنوات, من حيث التهديد والوعيد من الطرفين: اسرائيل والغرب بامكان اللجوء للخيار العسكري لوأد القدرات النووية الايرانية بعد فشل سياسة احتواء ايران واقناعها سياسياً وديبلوماسياً بالتخلي عن هذا البرنامج كلياً أو الاكتفاء بالطابع المدني مع رقابة صارمة من وكالة الطاقة الذرية من ناحية, وايران بالرد على هذا الهجوم واشعال حرب اقليمية وتدخل المنطقة بدوامة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي لمدى غير منظور يهدد الأمن العالمي ليس بمفهومه العسكري وانما الاقتصادي بلمس عصب هذا الاقتصاد ممثلاً بالنفط واغلاق مضيق هرمز من ناحية أخرى. وجديد التصعيد الأخير بدا بالجرأة الايرانية غير المعهودة من قبل ليس تجاه اسرائيل التي هددها المرشد العام بكونها ستكون الخاسر الأكبر من هذا الهجوم, وتحذيرات قادة الحرس الثوري بأن الرد الايراني سيكون بالقاء اسرائيل بمزبلة التاريخ, بالاضافة لتصريحات المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الايرانية اللواء يحيى رحيم صفوي," في حالة شن أي اعتداء عسكري أو أمني على ايران فان زمام المبادرة ستكون بعهدة بلاده ", وانما أيضاً المصالح الغربية بالمنطقة ودولها أيضاً من خلال التهديد بحرب تقليدية ونووية, تعيد ما يوصفه البعض بمشهد " يوم القيامة ".

وسط الحديث عن التصعيد السياسي ¯¯ العسكري, غاب جوهر الأزمة, والتي يتغافل عنها الجميع رغم ببساطته وقدرته على انهاء هذا الملف, اذا كانت هناك نية صادقة بالتعاطي الجاد معه وفقاً لمحددات نظرية اقتسام العوائد وليس اقصاء الآخر من معادلة الفعل الستراتيجي الاقليمي. اذ يدرك الجميع أن الخيار النووي الايراني, خيار وجود وبقاء كما هو الحال مع اسرائيل وليس خياراً للهيمنة الخارجية, لجأت اليه بهدف الحفاظ على نظامها الاسلامي ¯¯ الثوري وسط بيئة معادية تقودها الولايات المتحدة. حال الاقرار لايران بمسألة الوجود المادي من ناحية, وحقها كمشارك طبيعي في التفاعلات الاقليمية من ناحية أخرى, فان امكان التهدئة وانهاء هذا الملف تبدو غاية بالسهولة. الا أن الولايات المتحدة والغرب بدوافع خاصة بهم أو بمشاركة اسرائيلية, مازالوا يرفضوا الاقرار لايران بهذا الحق, بل سعوا لاحتواء نظامها الثوري كما كان الحال مع الاتحاد السوفيتي السابق, على أمل أن يصيب ايران في نهاية المطاف أصاب الاتحاد السوفيتي من انهيار وتفكك, أو تمكين حكومة قومية تعياد العلاقات الستراتيجية مع الولايات المتحدة لسابقها عهدها أيام الشاه.

كان من شأن هذا التعامي السياسي, أن أوجد حالة تباين حادة في ادارة الملف النووي الايراني بين طرفيها الأساسيين. فالولايات المتحدة ومعها الغرب سعوا من خلال سياسة الاحتواء لدفع ايران للتيقن الفعلي بأن حيازتها لقدرات نووية لن يقود لتحقيق المزايا والعوائد الستراتيجية التي تتوقعها, بل على العكس ستقود لمزيد من العزلة الاقليمية والدولية واضعاف مكانتها, الا أن ايران لا تنظر لتلك الحيازة من هذا المنطق الغربي, وانما من منطق الحفاظ على الوجود المادي للدولة الاسلامية أمام مخاطر التهديد الخارجية, ومصالحها تأتي في مرتبة تالية. ما يبرر الكلفة العالية التي تتحملها ايران من سبيل حيازة تلك القدرات. من دون مس جوهر المعضلة النووية الايرانية تلك, فان الجميع يدور في دائرة مفرغة تفتقد الحسم, وقادت تالياً لمعضلة فرعية مفادها عدم قدرة الغرب والمنطقة على تحمل رؤية ايران نووية, وفي نفس الوقت عدم القدرة على اللجوء للخيار العسكري لوأد برنامجها النووي بعد استعصاء ما عداه من خيارات سياسية واقتصادية بسبب قدرة ايران على التحمل الستراتيجي داخلياً وخارجياً في سبيل الحفاظ على تلك الحيازة.

فهذا التباين أوجد حالة أشبه بالمصفوفة الحسابية  التي تغافلت عن جوهر المشكلة, وبدأت تناقش تداعياتها على الرصيد الستراتيجي لكل من الطرفين وتحديداً الغربي منها. اذ يسود اعتقاد كبير داخل الولايات المتحدة واسرائيل بأن ظهور ايران النووية بعد كل هذا المجهود سوف ينظر اليه بوصفه هزيمة مباشرة لهما, بعد أن وضعتا كل ثقلهما خلف هذا المنع, مما يقود تالياً للتشكيك في قدرتهما على صياغة الأحداث داخل منطقة الشرق الأوسط, وهي وجهة نظر تشاركها الكثير من القوى الاقليمية والخليجية منها تحديداً,  في مرحلة حرجة تمر بها المنطقة بسبب ثورات الربيع العربي.

وكان لصدور التقرير بالصيغة التقنية الملحوظة, والتهديد المبطن لايران, أن أعاد لواجهة السباق افتقاد الاجماع الستراتيجي بين القوى الفاعلة في ادارة ملف ايران النووي سواء بشكل متبادل بين الدول الستة 5 +1 أو داخل كل دولة على حدا, وتحديداً الولايات المتحدة, بالاضافة لاسرائيل نفسها التي تتجه اليها الأنظار بوصفها آلية الانفجار والجدل يدور هنا بين توجهين رئيسيين يحاولا ادارة وتوجيه دفة الملف النووي الايراني درءاً لما يصف كل طرف بالمخاطر المحتملة للتوجه الآخر, الا أنهما في النهاية يعقد من تمرير الخيار العسكري, وقدرة الطرف المبادر إليه على تحمل كلفته العالية بمثل هذا التوقيت:  أولهما: يتبنى الخيار الصفري لعدم يقين أنصار هذا التوجه بجدوى الانتظار, لكون عامل الوقت لم يُعد يخدم جهود منع حيازة ايران للقدرات النووية بعدما تبين فشل سياسة الاحتواء ما تضمنتها من عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية من وأد برنامج ايران النووي أو دفعها لتقديم تنازل جوهري يلبي المطالب الغربية في تحييد الشق العسكري, واخضاعه بالكامل لاشراف الوكالة الدولية. يثير هؤلاء أن الانتظار يعقد تدريجياً من قدرة هذا الخيار العسكري على وأد هذا البرنامج على صعيد تعدد المنشآت الواجب قصفها أو التلوث الناجم عنها بسبب دخول بعضها لنطاق الخدمة الفعلية. أصحاب التوجه اليميني داخل اسرائيل والولايات المتحدة هم من يقودون هذا التوجه, الذي لقي الكثير من الزخم بعد صدور تقرير الوكالة الدولية, وتصاعد مضامين الخطاب السياسي ¯¯ الاعلامي باسرائيل عن قرب الاعتماد على الخيار العسكري, بعمل مشترك مع الولايات المتحدة لانهاء الاشكاليات التي يشكلها مخاطر البرنامج النووي الايراني.

 ثانيهما: يدعو للدمج بين سياسة الاحتواء بشقيه الديبلوماسي والاقتصادي مع التلويح بالتهديد العسكري بهدف اجبار ايران على التخلي عن الشق العسكري في برنامجها النووي, والتعايش مع شقه المدني تحت اشراف الوكالة الدولية, ما يوصف بالخيار اللاصفري. يدرك أنصار هذا التوجه ليس صعوبة الخيار العسكري فحسب بسبب الطابع السري للشق المركزي له وتحديداً مؤسسات البحوث والتطوير, وانما أيضاً مخاطره المتزايدة على الجميع بما فيهم الولايات المتحدة وحلفاؤها بالمنطقة, ولذا يربط هؤلاء بين التهديد وسياسة الحوافز بما فيها تهدئة الهواجس الايرانية على وجودها المادي وحق الطبيعي في ممارسة دور اقليمي داخل منطقتي الخليج والشرق الأوسط. بل وصل أنصار هذا التوجه لحد القول أن فشل احتواء ايران ان كان يظل هدفاً مركزياً, فان افتقاده يجب ألا يحول من تطوير نهج تال قائم على محاولة تخفيف جموح ايران النووي.

والمستفيد الأكبر من عدم الحسم السابق ايران, لكونه يعزز من قناعتها بجدوى حيازة القدرة النووية, وتزيد من قبضة نظام الملالي على السلطة بشكل يمنع المجتمع المدني من الاستفادة من ثورات الربيع العربي في تطوير خيار ديمقراطي داخلي, يحد من سلطة رجال الدين, ويقود لدولة مدنية.

اذا كان الحديث عن الضربة العسكرية للقدرات النووية الايرانية ليس بالجديد, الا أنه اكتسب قدر من الزخم بعد التقرير الأخير للوكالة الدولية, حيث رأى فيه الكثير غطاء دولي لتبرير تلك الضربة كما حدث مع العراق من قبل. وزاد من وتيرته التسخين المتعمد داخل اسرائيل عن قرب توقيت تلك الضربة المتوقعة, التي يتجاذبها ثلاثة مسارات رئيسة:

ولها: عمل منفرد من جانب اسرائيل, كما حدث من قبل في حالتي المفاعل العراقي العام 1980, ومنشأة دير الزور السورية عام 2007. ولدى اسرائيل القدرة التقنية والفعلية على توجيه ضربة من هذا القبيل, يضاعف منها كون رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو بنى شعبيته الداخلية على مواجهة التهديد الايراني الذي تعتبره اسرائيل تهديد وجود وليس منافس للزعامة والدور الاقليمي, وجعله بقمة أولويات حكومته, ضمن أطر المعضلة الأمنية التي تواجهها اسرائيل وحشد لها الدعم الشعبي بالانتخابات الماضية, من دون أن يفي ذلك أن قدرة ايران على حيازة القدرات النووية سلمياً وعسكرياً, من شأنه انهاء الاحتكار النووي الاسرائيلي بالمنطقة, وازالة سياسة الغموض المتعمد تجاه برنامجها النووي, ما يجعلها مشاركاً فاعلاً في صياغة تفاعلات المنطقة بشقيها التعاوني والصراعي, وينهي الهيمنة المطلقة الاسرائيلية عليهما.

صحيح أن اسرائيل استعددت عسكرياً لهذا الخيار بمناورات جوية وبحرية في المتوسط والمحيط الهندي طوال السنوات الماضية, وأن نتانياهو لديه من الدوافع الداخلية ما يدفعها لاستعجال هذا الخيار لمواجهة حركة شعبية خطيرة تقودها لأول مرة الطبقة الوسطى, وليس اليسار الاسرائيلي, والتي تنادي باعادة ترتيب أولويات الدولة الاسرائيلية بعيداً عن المجهود الأمني ¯¯ العسكري لصالح سد الفجوة بين الطبقات والرفاه الاجتماعية. الا أننا يجب أن نعلم هناك قيود هائلة حول هذا الخيار الاسرائيلي, يأتي في مقدمتها:

1 ¯¯ أن قراراً من هذا القبيل بسبب وضعية ايران مقارنة مع العراق وسورية من الصعب أن يكون قراراً اسرائيلياً, وانما هو قرار  أميركي بالأساس, فادارة أوباما التي بدا أنها تحاول طي ملفات الصراع الاقليمي, للتركيز على الجبهة الايرانية, باتت بسبب طبيعة الظرف الاجتماعي والسياسي أبعد عن اللجوء لدعم هذا الخيار العسكري حالياً, صحيح أنها وشأنها بذلك شأن اسرائيل غير قادرة على غض الطرف عن التطورات المتسارعة بالبرامج النووي الايراني, فانهما في نفس الوقت غير قادرتين على تحمل كلفة تلك الضربة العسكرية بسبب غموض تداعياتها بشكل كبير, وعدم القدرة على احتواء تلك التداعيات, والأهم الكلفة الحالية لمعالجة أثار حربي العراق وأفغانستان التي تكبل وزارة الدفاع سنوياً 50 مليار دولار.

2 ¯¯ عدم وجود اجماع داخلي باسرائيل على ضرب ايران, رغم الحشد الاعلامي والسياسي الأخير, فان نتانياهو ما زال يفتقد لدعم المؤسسة الأمنية التي مازالت تعارض هذا الخيار بسبب الكلفة الباهظة بشرياً وضعتها تقارير في حدود 500 ألف نسمة, بالاضافة لافتقاد الاجماع داخل مجلس الوزراء بعدما تبرأ وزير الدفاع من تأييد تلك الضربة من قبل رئيس الدولة, وتأكيد الجنرال شاؤول موفاز رئيس لجنة الأمن والدفاع بالكنيست أن عدم العدل الاجتماعي والشلل السياسي داخل اسرائيل أخطر من القدرات النووية الايرانية.

3 ¯¯ امكان استهداف المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونا من قبل القدرات الصاروخية الايرانية المتطورة, علماً أن القبضة الحديدية كما بدا أخيراً غير قادرة على التأمين الكامل للأهداف الاسرائيلية من أي هجمات صاروخية خارجية.

ثانيها: عمل مشترك تقوم به الولايات المتحدة واسرائيل بدعم اقليمي, بحيث تكون عدد ونوعية الأهداف فيه أوسع نطاقاً والحرب أطول من الضربة الخاطفة كما الحال بالمشهد الأول. الا أن القيود على هذا المشهد كثيرة تتمثل في السرية التي يكتسبها عصب المنشآت النووية الايرانية وتحديداً الخاصة بالأبحاث والتطوير بعيداً عن تتاتزا وآراك, ما يقوض غايات تلك الضربة, ويجر تلك الأطراف لحرب استنزاف طويلة, تشارك فيها ليس أطراف الضربة فحسب, وانما أيضاً وكلاء ايران الاقليميين داخل الخليج أو في لبنان والعراق. وأقرب توصيف لهذا المشهد هو توصيف " يوم القيامة " لكون جميع التقارير الموثقة بالغرب تؤكد قدرة ايران مهما كانت مسارات وحجم الضربة الجوية لها ونوعية القوى المشاركة فيها, على امتصاص الضربة الأولى وأخذ زمام المبادرة بالرد المباشر سواء تجاه الولايات المتحدة وتواجدها العسكري والاقتصادي بالخليج أو تجاه اسرائيل, مما يستتبع توسيع نطاق المواجهة لتنذر بحرب غير تقليدية داخل المنطقة لأول مرة في تاريخها.

خطورة تلك الحرب أن وقعت ليس بتأثيراتها السلبية على الأمن والاقتصاد الاقليمي والعالمي فحسب, وانما أيضاً في حجم الانتشار والتلوث النووي المصاحب لها سواء مصدره ايران أو اسرائيل, حيث سيكون مفاعلها النووي في ديمونا عرضة للضربة الايرانية المباشرة سواء شاركت في الضرب أو لا, وسيكون من الصعب على القبة الحديدية التي اقامتها اسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة درأ مخاطر هذا الاستهداف سواء الايراني أومن قبل حزب الله اللبناني, بالاضافة للمنشآت الايرانية المستهدفة التي دخل بعضها الخدمة التجريبية أو الفعلية مما يهدد منطقة الخليج بالتلوث النووي.

 ثالثها: اعادة استنساخ نموذج الضربات الجوية التي نفذها حلف شمال الأطلسي بدعم ثلاثي أميركي ¯¯ فرنسي ¯¯ بريطاني, مع استبعاد اسرائيل منعاً لتوسيع المواجهة الاقليمية, بسبب التوظيف الايراني المباشر أو عبر وكلائها الاقليميين. الا أن هذا المشهد لا يؤمن بدوره الاستقرار الاقليمي على الصعيدين التقليدي وغير التقليدي, الا أنه يمكن أن يضعها في حدها الأدنى, بشرط عدم وجود قرار ايراني بتوسيع المواجهة لتشمل تهديد الاستقرار الاقليمي لتعظيم كلفة تلك الضربة. ولذا فان مخاطرها تكاد تعادل نفس الكلفة في الخيارين السابقين.

لذا يمكن ادراج التصعيد والتسخين الحادث حالياً وفي المدى المنظور, بمعادلة ادارة بالملف النووي نحو حافة الهاوية بوصفه ليس غاية في حد ذاته, وانما وسيلة للضغط على ايران من أجل ابداء تنازلات سياسية جوهرية على مائدة التفاوض المستقبلية. الا أنه يعكس في نفس الوقت ادراك اسرائيل والغرب أن المجهود التخريبي للبرنامج النووي الايراني داخلياً الذي تقوم به تلك الأطراف مجتمعة أو منفردة بات غير قادراً على كبح تطوره, لكون هذا المجهود غير قادر على الوصول للأطراف الرئيسة بهذا البرنامج الذي تفرض ايران سرية تامة على تحركاتها بالداخل وتمنع خروجها للخارج مهما كانت الظروف منعاً للاغتيال أو الاختطاف كما حدث مع بعض العناصر غير المؤثرة في البرنامج من قبل.

 

انفخت الدف وتفرق العشاق .. الأسد يفاوض على المنفى و الأيتام في لبنان كل يغني على ليلاه

طوني أبو روحانا - بيروت اوبزرفر

يبدو أن الأيام القليلة الماضية قد رسمت في الأفق ما لم يكن في الحسبان، ويبدو أن النظام السوري المأزوم لم يعد يحتمل ثقل ارتباطاته المتوارثة والمثخنة بألف صراع وصراع، فمن ايران ومواجهاتها المتراكمة مع المجتمع الدولي والتي تكاد تتخلى عنه في مرحلة الإنهيار، الى صف الأزلام في لبنان وحليفه الرئيسي ( حزب الله ) المتهم دوليا باغتيال الرئيس رفيق الحريري، يبدو أن نظام الأسد قد اختار الجانب الأكثر أمانا، وارتأى سلوك صفقة قد لا تبعد عنه شبح السقوط إلا أن الممكن فيها منع تدحرج الرؤوس

ويبدو أن الأفق الجديد لا يعد بالكثير لأي من الأطراف المنتكسة والرازحة تحت وطأة الأزمات المتلاحقة، كما يبدو أن الجميع يبحث في مكان ما عن صفقة تنأى برأسه عن الأعظم الآتي، ليس الأسد وحده من يحاول الخروج بأقل خسارة ممكنة من الزاوية الضيقة التي حشر فيها، فالأمبراطورية الفارسية أيضا تفاوض على“ التسعيرة ” والرأس والطبق والفضة، من حزبها الآلهي المجاهد مرورا بالشام الصامدة في ماضي الممانعة وصولا الى رأس“ نجاد ” وعصبته الحاكمة .. الجميع في سلة واحدة والكل يفاوض ويبيع الكل

اما في بيروت فالسباق محموم كل الى بره الآمن، وما كان بالأمس القريب يحسب في خانة الأكثرية المهيمنة، بلغ بين ليلة وضحاها حد الخصام والعداوة وإن كانت لغته لاتزال تحاكي حرية الإختلاف في الخطب المتلفزة، سوريا المضغوطة طلبت من حكومتها“ اللبنانية ” الخروج من أزمة المحكمة الدولية، أبلغت إبنها البار رئيس الحكومة بكلمة السر وأذنت بالتمويل، ساعات قليلة كانت كافية ليفبرك السيناريو في الكواليس السوداء، اما الإستقالة واما الإلتزام بالوعد .. سبحان الله وسبحان مغير الأحوال

سقط القناع وكل طرف غرد في سربه، فمن الحكومة التي يدّعي رئيسها صدقية وعوده والتزام تنفيذها، الى حزب الله الذي يحاول سيده تبرير التنازل بالحرص على الإستقرار، مرورا بمحاضرات الجنرال السابقة عن المحكمة الدولية والظلم والعمالة والفساد في تمرير اتفاقيتها، محاضراته التي طالت السيادة المنتقصة مع محكمة قد تصيب لبنان في كرامته أكثر مما هي محكمة لإحقاق الحق وإظهار الحقيقة، ناقش الجنرال نفسه مكذبا نفسه ومنقلبا عليها .. سبحان الله وسبحان مغير الأحوال، عزيز وغال سيادة البشار على قلوب أتباعه

انفخت الدف وتفرق الأيتام

ليس غريبا ما يجتاح كافة القوى الموالية للنظام السوري، فشعور الإرتباط بنظام ساقط حتما يهدم الأحلام ولا يأتي سوى بالكوابيس، وليست غريبة حالة التخبط التي يعيشونها فما حسبوه وهم الآخرين بات أقرب الى الحقيقة منه الى الوهم والخيال، وباتت الأيام القادمة تحمل في ساعاتها القلائل ألف محطة ومحطة، ألمدهش في الصورة القاتمة ليست الحالة ولا الشعور ولا حتى محطات الخطر، ليس الإنقلاب الذي لم يكن ليفاجئ أحد ولا حتى الخطب المتواطئة والتي لا تنطلي على أحد، ألمدهش في الصورة هي الصورة نفسها، أيتام النظام البعثي وحيرتهم اليائسة .. تارة محاولة إنقاذ سيدهم وطورا محاولات الخروج من المأزق عبر ما هو متاح حتى اللحظات الحاسمة

على الرغم من الحاجة الملحة لتمرير تمويل المحكمة، وعلى الرغم من تمريره بالتواطؤ بين كافة أطراف الأكثرية وإن أصروا أن المفاجأة أذهلتهم، فحزب الله والتيار العوني قد أصيبا بنكسة لا يمكن اعتبارها بالسهلة، وما لا يمكن تمريره او تبريره بات يطفو على سطح الأزمة بين الحلفاء، بات التناقض سيد المواقف، ولم يعد النزاع على تناتش الحصص فقط ولا“ الهبش ” ضرورة الزاد ما قبل الرحيل، بقاء الحكومة الحالية هو الضرورة القصوى والحفاظ عليها شر لابد منه .. عن قناعة ام من دونها حسبها الأيتام بما هو أنسب، وارتأوا أن الشر الذي يعرفونه خير من المجهول الذي يواكب كل تغيير

لاشك أن قوى التفاهم ستستمر في قصف المحكمة، ولاشك أنها ستستمر في وصفها بالإسرائيلية واعتبارها باطلة وغير موجودة، ولا شك أيضا أنها ستستمر في السعي الى تعطيلها، الصراع داخل الصف الواحد بات صراع وجود، صراع لا يلتزم بما فرض على أطرافه ولا يتماشى مع الضرورة الملزمة بما أمر به الحليف الخارجي، لقد بات الجميع على المفترق عينه وإن اختلفت وسائل واتجاهات الهروب، لم يعد المفترق يشكل الحالة الإنقاذية الجامعة لابل بات يشكل الصراع الإنقسامي المؤكد للإنهزام .. تمويل المحكمة كان القشة التي قصمت ظهر البعير وإن جملّها الميقاتي بشهامة إبن البلد والتضحية التي تنتج الأبطال

الأيتام في لبنان كل يغني على ليلاه

بغض النظر عن محاولات تلميع ما عبث (الصدأ) بألوانه والتي يبرع بها الرئيس ميقاتي، وبغض النظر أيضا عن براعته في محاولات تدوير الزوايا وامتصاص الصدمات، ستبقى حكومته الحكومة التي تغطي إجرام النظام السوري بحق شعبه، وستبقى حكومة محكومة بوجود هذا النظام، تسقط بسقوطه وتتعثر بتعثره، استمرارها من استمراره ورحيلها يترافق مع رحيله .. فجأة تحول الإنتصار الإنقلابي الى شبه هزيمة مرتقبة، وتحول المنتصرون الى أشباه أيتام كل يغني على ليلاه قصيدة النهاية وإن اختلفت خاتمتها بين واحدهم والآخر، سبحان الله

 

لأن السلاح حال دون تحقيق كل أهدافها/قوى 14 آذار قرّرت خوض معركة إسقاطه

اميل خوري/النهار

يبدو ان قوى 14 آذار قررت تحقيق ما يبقى من اهداف ثورة الارز التي لم تستطع تحقيقها بسبب سلاح "حزب الله". هذا السلاح الذي شكل بالنسبة اليها وصاية جديدة بديلة من الوصاية السورية او وكيلا عنها. يقول ركن في قوى 14 آذار ان "ثورة الارز" التي حققت انسحاب القوات السورية من كامل الاراضي اللبنانية واستعادت استقلال لبنان وسيادته وقراره الحر، لم تتمكن من استعادة السلطة كاملة لان سلاح "حزب الله" حمى ما تبقى من الوصاية السورية ومن النظام الامني، وكان بقاء الرئيس اميل لحود في سدة الرئاسة حتى آخر يوم من ولايته اول انتكاسة لـ"ثورة الارز" وجعل هذه الثورة تحقق نصف انتصار فقط وتدخل مدى خمس سنوات في صراع على السلطة مع قوى 8 آذار وهو صراع لم تحسمه لا إنتخابات 2005 ولا إنتخابات 2009 على رغم فوز قوى 14 آذار بأكثرية المقاعد النيابية. فالخوف من سلاح "حزب الله" حال دون قيام زحف شعبي الى قصر بعبدا لاخراج الرئيس لحود منه، وهو ما جعل البطريرك الكاردينال صفير يحذر من عواقب القيام بذلك ويدعو الى استخدام الوسائل الدستورية والقانونية فقط لهذه الغاية لانه كان يدرك ان شارعا سيواجه شارعا وان عددا لا يحصى من القتلى والجرحى سوف يسقط.

واستطاع سلاح "حزب الله" بفعل الخوف منه والخوف على السلم الاهلي ان يفرض على الاكثرية النيابية التي فازت بها قوى 14 آذار تشكيل حكومة تشارك فيها قوى 8 آذار كممثلة للأقلية باسم "الوحدة الوطنية" المزيفة وللحؤول دون ان تستأثر الاكثرية باتخاذ القرارات خصوصا في المواضيع المهمة على حد قول الاقلية. فلم يتم تشكيل سوى حكومات تجمع خليطا من الاكثرية والاقلية رغم فشل تجربة تشكيل مثل هذه الحكومات. وأدى الخوف الدائم من سلاح "حزب الله" خصوصا بعد احداث 7 ايار الى فرض "اتفاق الدوحة" وعلى نحو مخالف للدستور. وكانت قوى 8 آذار اول المخالفين لهذا الاتفاق عندما استقال وزراؤها من حكومة الرئيس سعد الحريري.

وحاولت قوى 14 آذار، رغم هذا الوضع الشاذ، التوصل عبر طاولة الحوار الى ايجاد حل لمشكلة سلاح "حزب الله" من خلال الاتفاق على "استراتيجية دفاعية"، ولكن عندما وصل البحث الى بت هذا الموضوع ارتفعت اصوات في قوى 8 آذار تدعو الى اخراج موضوع السلاح من التداول وحصر البحث في "استراتيجية دفاعية" لا يكون هذا السلاح في اطارها لان وظيفة السلاح المقاوم يختلف عن وظيفة سلاح الجيش النظامي. ثم لان الخلاف على ملف شهود الزور ذريعة ليس لتعطيل جلسات مجلس الوزراء فحسب بل لتعطيل جلسات هيئة الحوار الوطني، فتوقف البحث في "الاستراتيجية الدفاعية" وفي سلاح "حزب الله" بعدما توقفت جلسات مجلس الوزراء بسبب موضوع شهود الزور.

وكان الخوف من القمصان السود ومن يوم اسود محتمل سببا لانتقال الاكثرية من قوى 14 آذار الى قوى 8 آذار وتسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة من لون سياسي واحد حيال سوريا خصوصا، وان تكن متعددة اللون في سياستها الداخلية.

وبعد جردة حساب قامت بها قوى 14 آذار تبين لها ان اصل العلة هو سلاح "حزب الله" لانه هو الذي حال دون ان تستكمل "ثورة الارز" اهدافها، وهو الذي حال دون انتخاب رئيس للجمهورية من صفوفها، وهو الذي حال دون تشكيل حكومة من الاكثرية كما يقضي به النظام الديموقراطي، وهو الذي نقل الاكثرية من 14 آذار الى 8 آذار وحال دون تحقيق شعار قوى 14 آذار "العبور الى الدولة" لتظل الدولة الفعلية لحملة هذا السلاح والغلبة لهم، الامر الذي جعل الرئيس سعد الحريري يعلن بصوت عال في لقاء واسع لقوى 14 آذار: "لا لغلبة السلاح"، ويرفع مهرجان طرابلس الاخير شعار "خريف السلاح ربيع الاستقلال".

وهكذا يمكن القول ان المعركة على سلاح "حزب الله" بدأت، حتى اذا حان موعد الانتخابات النيابية سنة 2013 لا يكون لهذا السلاح وجود والا تتكرر الغلبة به سواء فازت قوى 8 آذار بالاكثرية ام لم تفز. فاذا فازت بها فانها ستطلب تطبيق النظام الديموقراطي حتى وان لم تلغ الطائفية السياسية، واذا لم تفز بالاكثرية فانها تعود الى المطالبة بتطبيق بدعة "النظام التوافقي" ومن يعارض ذلك يرفع "حزب الله" السلاح في وجهه. والسؤال المطروح هو: هل ستربح قوى 14 آذار المعركة على سلاح "حزب الله" فلا يظل وسيلة للخوف وللتخويف فتظل تخسر بسببه المعارك السياسية، كما ربحت المعركة على الوصاية السورية فانهت وجودها عام 2005 ام ان المعركة على هذا السلاح ستطول كما طالت المعركة على الوصاية السورية فلم تحقق "ثورة الارز" سوى نصف انتصار لان سلاح "حزب الله" تولى هذه الوصاية عنهاـ، ولا احد يعرف الى متى الا اذا عرفنا ماذا سيحصل في سوريا كي نعرف ماذا سيحصل في لبنان...

 

تقارير غربية عن تحضيرات داخل سوريا تعزز القلق من تأثيراتها المباشرة على لبنان

هيام القصيفي/النهار 

لم تصرف الازمة الحكومية المفتعلة حول تمويل المحكمة الدولية بعض المراقبين اللبنانيين عن متابعة حثيثة للوضع الامني السوري بعدما اصبح مسلما به ان هذا الوضع هو السبب الوحيد وراء ابقاء "حزب الله" على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على رغم المآخذ عليه بحسب ما قال الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله. وتبعا لما تتلقاه الاوساط اللبنانية، فان التسوية التي اسفرت عن تمويل المحكمة لم تحجب خطورة التداعيات السورية التي يمكن ان تبدأ بالظهور خلال الايام المقبلة على وقع الديبلوماسية الاميركية في العراق استعدادا لترحيل قواتها.

ويتلقى هؤلاء جملة تقارير ومعلومات  ديبلوماسية من زائري سوريا عن جنوح الوضع نحو مأزق عسكري متفاقم نتيجة جملة عوامل. وفي قراءة لهذه المعطيات ان ثمة اتجاها متزايدا لحسم الامر عسكريا، بعدما استنفدت الدول العربية والاوروبية والولايات المتحدة  كل اوراقها في فرض عقوبات اقتصادية، تدرك تماما انها لم تكن يوما فاعلة في اقصاء الانظمة التي يكون صدر القرار باسقاطها، بحسب ما دلت عليه التجارب  في الدول العربية. وأقصى ما يمكن ان ينتج من هذا الحصار الاقتصادي، على أهميته المتعددة الوجوه، انهيار اجتماعي اقتصادي يساهم في تعزيز فرص الحرب الاهلية الداخلية، من دون ان يؤدي ذلك الى اسقاط النظام السوري سريعا. وهذا يعني ان الخيار الوحيد المتبقي امام الدول الرافضة لبقاء الرئيس بشار الاسد هو اللجوء الى مجلس الامن، او تحريك الوضع العسكري الداخلي في شكل اكثر حدة. واستنادا الى تقارير أمنية غربية فان بعض المناطق التي بدأت تتفلت من حكم النظام السوري المباشر، تشهد تدريجا تسللا عسكريا غربيا اليها لتعزيز حضور الوحدات العسكرية السورية المنشقة وتدريبها في مخيمات خاصة وتنظيم تدفق السلاح من الدول المجاورة ومنها لبنان، الى هذه الوحدات المنشقة. وقد سبق لبعض الوسائل الاعلامية الغربية ان تحدثت عن قاعدة تنطلق من شمال لبنان لتدريب وحدات عسكرية من الذين يشاركون على الارض في التحرك ضد النظام. مع العلم ان الفئة الكبرى من هؤلاء سبق ان نالت تدريبا عسكريا في خدمة العلم، اضافة الى ان  السلطات الامنية اللبنانية لم ترصد أيا من هذه المعسكرات التدريبية وان كانت لا تستبعد حصولها في مناطق معينة.

وتتعدد وفقا للتقارير الاحتمالات المطروحة لسوريا سواء بالنسبة الى سقوط النظام او حدوث انقلاب داخلي عليه، او حتى صموده على الاقل لفترة ستة اشهر. وثمة توقعات أن يكون الهدف من انتقال الوحدات الصغيرة، بدء الاعداد لعمليات  عسكرية أوسع نطاقا لتشمل الحدود السورية التركية، والمناطق الشمالية وصولا الى حلب ، مع ما تشكله من اهمية اقتصادية تعزل عن العقوبات المفترضة، وهي التي لا تزال مع دمشق غير منغمستين في سلسلة الاحداث الامنية، مما يؤدي الى عزل منطقة شمال سوريا الممتدة بين تركيا وشمال لبنان عن المنطقة الجنوبية التي يُحكم الرئيس بشار الاسد قبضته عليها نتيجة بقاء القوة العسكرية الضاربة للجيش فيها. ويحمل هذا الانقسام الجغرافي في طياته انقساما بين فئات اجتماعية وطائفية، تساهم على المدى البعيد في فرز المناطق السورية في اي تسوية تطيح بنظام الاسد.

وتشير التقارير الى ان تزامن التطور العسكري الداخلي مع التحرك الروسي العسكري البحري او تسليم دمشق منظومة دفاع لا يعني مطلقا ان القيادة الروسية الثنائية تتمسك بنظام الاسد، رغم انها لا تزال تفاوض الغرب على عدم تكرار التجربة الليبية في سوريا. وما قيل عن عزل المسؤول عن ملف الشرق الاوسط بعد فشل الدور الروسي في ليبيا، واعادة ملف التفاوض  الى يد الرئيس الروسي  ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي يستعد للعودة رئيسا، لا يؤكد مطلقا ان ايا منهما متمسك بالاسد من دون ثمن مقابل، او انه لا يثق باحتمالات سقوطه. بل ان الاشارات الروسية تبدو شبه اكيدة من المنحى الخطر للوضع السوري. لكنها تبني في تحركها قاعدة تحرك مستقبلي، اذا ما نجحت السيناريوات الغربية في زعزعة النظام السوري.  وتستعيد هذه التقارير التجربة السوفياتية مع الجيش السوري والصلات التي تربط الجيشين، وهو ما يعطي القيادة الروسية تأثيرا على الجيش السوري، ويعطي اطمئنانا لضباطه الكبار في حال التوصل الى  اي تسوية تطيح بنظام الاسد، والابقاء على تركيبة الجيش تذكيرا بالتجربة المصرية لا العراقية.

وقد وصلت الى بعض القيادات اللبنانية تقارير مفصلة ورسائل شفوية نقلها مطلعون سوريون تدل على ان ثمة قرارات كبرى تتخذ على مستوى القيادة السورية تتعلق بالجغرافيا السورية، ولا يمكن عزلها عن حزمة القرارات التاريخية التي تتخذها دول عربية او تركيا في شأن قطع العلاقات او التضييق على نظام الاسد، المستند الى قاعدة علوية، لا يمكن الاسد ان يقبل التفريط بها.

واذا تحققت السيناريوات حول الاحتمالات المرسومة للوضع السوري، ايا كان شكلها، فان لبنان مقبل على وضع دقيق، لا يفيد معه ان تبقى الحكومة مغمضة العينين عن مجرياته.

 

نصرالله دفع نحو ترضية كبيرة لعون ومفارقة تكرار الأخطاء بين الحكومتين

روزانا بومنصف/النهار     

لم يكن سهلا على الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تبرير الموافقة على تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كيفما كانت هذه الموافقة ضمنية او اساسية او شكلية او حتى بغض النظراو التغاضي عن قرار لرئيس حكومة سماه الحزب من اجل نقض المحكمة بالذهاب الى الضغط على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من اجل مقايضة ذلك بملف ما يسمى "الشهود الزور" او اعادة الاعتبار للتيار الوطني الحر بتحقيق مطالبه في التعيينات بعدما ادت مزايدته في موضوع المحكمة الى اصابته في الصميم. فالحزب وصلته وفق مصادر في الاكثرية اصداء فورية عن تراجعه عن موقفه فضمن السيد نصرالله خطابه كل الردود المحتملة على ما قد يثيره منتقدوه من مؤيديه او خصومه. اذ بالعودة الى المراحل الزمنية التي سلكها الحزب على طريق نقض المحكمة كان رفضه وفق ما جاء في خطاب سابق للسيد نصرالله ما اعتبره تنازلا من الرئيس سعد الحريري عن المحكمة حين لم يكن القرار الاتهامي قد صدر بعد ولم تكن وجهت اصابع الاتهام الى عناصر من الحزب. وقد اعتبر كثر يومها ان الحزب ارتكب خطأ جسيما حال دون اقفال ملف المحكمة وفق ما يتهم به الحريري في ما سمي ورقة التنازلات كما انه كان يتوقع ان ينهي هذا التنازل الحريري سياسيا ما دام تنازل عن المحكمة التي يفترض ان تأتي بالعدالة لوالده وفق ما جاء في الحملات لاحقا. ويبرز خطأ اطاحة الحكومة السابقة في هذا السياق اكثر جسامة ما دامت الحكومة برئاسة ميقاتي عادت الى تمويل المحكمة مع ما ساهمت هذه الاطاحة من اثارة المشاعر المذهبية وتعميق الازمة السياسية في البلد. ويضاف الى ذلك ان الحزب لم يعمد في اي لحظة الى ترك الابواب مفتوحة جزئيا امام احتمالات ممكنة. فحين يذهب الى اعتبار المحكمة اسرائيلية واميركية وانه لا يقبل ولا يرضى بالتعاون معها في حين تقوم رئاسة مجلس الوزراء التي للحزب اليد الطولى في تسمية رئيسها بتمويلها فان الامر يغدو صعبا ومكلفا وليس سهلا تبريره. بل انها مفارقة كبيرة لافتة ان يرفض الحزب اتفاقا "لاطاحة" المحكمة او التنازل عنها في حين تعمد حكومته الى تمويلها ورئيس الحكومة لم يأت بالأموال من جيبه او من جمعية خيرية تابعة له. ووقع التيار الوطني الحر في خطأ جسيم مماثل وقد شغل عبر القفزة في الهواء التي قام بها بالمزايدة على الحزب نفسه في الحملة على المحكمة او في المسارعة الى تطيير الحكومة صالونات قوى 8 اذار اكثر منها صالونات خصومه ثم بطريقة استيعاب ما قام به.

حلفاء التيار العوني اعتبروا خطوته ضربة في الهواء وتصب في مصلحة قوى 14 اذار باعتبارها ساعية كمعارضة الى اسقاط الحكومة واتى تهديده ليقدم لها هدية مجانية . وقد تلقى ردود فعل فورية سلبية على ما اعلنه وزراؤه من رفض النائب سليمان فرنحية التضامن معه من اجل استقالة الحكومة ولو انه يتضامن معه من اجل مطالبه وكذلك بالنسبة الى الطاشناق بحيث باتت كتلته النيابية مهددة تحت وطأة عدم تنسيق المواقف معهم. وحين كان التيار في وارد تصعيد مواقفه من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في احتفال كان مقررا في جبيل بعد ساعات على اعلان مقاطعة جلسات مجلس الوزراء ، افادت معلومات انه تم التمني على التيار عدم مفاجأة حلفائه بالمزيد من المواقف وفق ما نقل متصلون بـ"حزب الله". الامر الذي ادى الى خلو الاحتفال العوني من اي تصعيد اضافي وتم غض النظر عن مضمون كان اعلن مسبقا ما سيرد فيه والى اجتماع في اليوم التالي للكتلة تولى بعده الوزير جبران باسيل على نحو لافت الكلام على عكس ما هو معهود لدى التيار الذي يتولى الكلام باسمه العماد ميشال عون الذي وقف جانبا وراء باسيل الذي بدأ وضع الماء في نبيذ موقف التيار بعدما حمل وحده في الاشهر الاخيرة لواء الهجوم على المحكمة في حين كان "حزب الله" يكتفي بالكلام اجمالا على المحكمة بانها لا تعنيه من دون ان يعني ذلك تغيير موقفه منها.

لذلك يفهم الجميع محاولة السيد نصرالله الحصول على ترضية كبيرة للتيار الذي سبق ان مني باجوبة سلبية من رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن رئيس الحكومة ردا على تحميله وزير العدل شكيب قرطباوي مطلبا بتعيين احد القضاة رئيسا لمجلس القضاء الاعلى. اذ ان بري سرد على قرطباوي الذي يضطر الى حمل مثل هذا المطلب الى كل من رئيس المجلس والحكومة انه حين تسلم وزارة العدل تمسك باحترام التراتبية في معرض القول ان من يقترحه العماد عون لا يصب في هذا الاطار خصوصا ان رئاسة مجلس القضاء الاعلى هي تتويج لمسار مهني وليس العكس. كما سمع قرطباوي من ميقاتي ضرورة رفع ثلاثة اسماء الى مجلس الوزراء لكي يصار الى الاختيار من بينها. ومع ان مصادر وزارية عدة تقر بحصة كبيرة لا بد منها لعون في التعيينات لكن ليس كل التعيينات، فان ما تخشاه هذه المصادر ان تتزايد الضغوط على الرئيس ميقاتي  من اجل الحصول على ترضية معنوية كبيرة في حين ان الخلاصتين الاساسيتين اللتين ينبغي البناء عليهما هما ان احدا لا يمكن ان يقرر او ان يأخذ البلد حيث يريد ووجوب ان يكون التمويل بابا الى السعي الى مصالحة داخلية لا بد منها.