المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 01 كانون الأول/2011

تكوين 11/01-09/برج بابل

وكان لأهل الأرض كلها لغة واحدة وكلام واحد. فلما رحلوا من المشرق وجدوا بقعة في سهل شنعار، فأقاموا هناك. وقال بعضهم لبعض: تعالوا نصنع لبنا ونشويه شيا، فكان لهم اللبن بدل الحجارة والتراب الأحمر بدل الطين. وقالوا: تعالوا نبن لنا مدينة وبرجا رأسه في السماء. ونقم لنا اسما فلا نتشتت على وجه الأرض كلها. ونزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما،

فقال الرب: هاهم شعب واحد، ولهم جميعا لغة واحدة! ما هذا الذي عملوه إلا بداية، ولن يصعب عليهم شيء مما ينوون أن يعملوه! فلننزل ونبلبل هناك لغتهم، حتى لا يفهم بعضهم لغة بعض. فشتتهم الرب من هناك على وجه الأرض كلها، فكفوا عن بناء المدينة. ولهذا سميت بابل، لأن الرب هناك بلبل لغة الناس جميعا، ومن هناك شتتهم الرب على وجه الأرض كلها.

 

عناوين النشرة

*ميقاتي أعلن أنه حوّل حصة لبنان من التمويل الى المحكمة: هذا القرار ليس انتقاسا ولا انتصارا

*ميقاتي نال "قبّة باط" من حزب الله لـ"ضرورات الخاصرة السورية": حوّلتُ مبلغ تمويل المحكمة

*المحكمة الدولية الخاصة بلبنان: اعلان ميقاتي التمويل "مشجع للغاية"

*14 آذار تعتبر قرار التمويل "انتصارا" لها لكنها ترفض صيغة "التهريب" 

*كونيللي تلتقي ميقاتي: إلتزامات لبنان تجاه المحكمة تتجاوز مسألة التمويل وحده

*بريطانيا والإتحاد الأوروبي يرحبان بالتزام لبنان وتمويله للمحكمة الدولية

*طورسركيسيان ورحّال شكرا بري على إخراج "التمويل": دليل على غياب رئيس الحكومة

*سعيد: المطلوب بعد التمويل متابعة التعاون مع المحكمة لجهة تسليم المتهمين  

*جعجع: العودة إلى الحوار غير مجدية طالما أنَّ المعني به يرفض التحاور بما نشتكي منه

*مسيرات سيّارة في طرابلس تأييدًا لميقاتي تخلّلها إطلاق نار ابتهاجًا 

*قباني يهنأ ميقاتي بتمويل المحكمة: أنقذ لبنان واللبنانيين من الخلافات الحادة

*الزغبي: صفقة التمويل تُسقط ما تبقّى من صدقيّة "حزب الله " وعون

*فتفت: تمويل المحكمة الدولية هزيمة لـ"حزب الله" و"التيار الوطني" وإثبات على دستوريتها وعلى رضوخ حلفاء النظام السوري لمشيئته

*حرب: نرفض أن يكون التمويل من خارج الخزانة والدولة اللبنانيّة

*لندن تقرر إغلاق سفارتها بطهران وسفارة طهران لديها وطرد جميع العاملين

*مسؤول أميركي: التهديدات الإيرانية باستهداف درع الناتو في تركيا لا تخدم أحدا

*مستشار بايدن: أنقرة تشاركنا في أهدافنا

*تسجيل لكاميرات مراقبة لمكان اطلاق الصاروخين على اسرائيل باتت في عهدة الاجهزة المعنية

*وليد أبو كلبشة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*نديم الجميّل يروي لـ"المستقبل"تفاصيل الإشكال مع "غريبين" في الأشرفية

*أ.ف.ب." عن مصدر أمني: تبادل لإطلاق النار ليل أمس عند معبر غير شرعي بوادي خالد

*السيّد يهاجم ميقاتي: بدأت ثروته بسبب علاقته مع سوريا فاذا خسر ٣ مليارات وحافظ على ملياري دولار فهل يصبح فقيرا

*حلم رينه معوّض يتحرّر بسقوط الأنظمة الفاشية"/ميشال معوض: يجب ألا ننسى ما فعلوه ببلادنا/بيار عطاالله/النهار

*نقيب المحامين الجديد نهاد جبر لـ" النهار": أزمة تمويل المحكمة ظاهرية والتزام لبنان التسديد واجب ولا مأزق حكوميا

*إطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل لا يمكن قراءته إلا إقليمياً"/نواب "المستقبل": الشعب السوري أسقط النظام ولم يعد هناك سوى دفنه

*بييتون زار صيدا وسعد رفض استقباله: نأمل أن يبقى حادث اطلاق الصواريخ محدودا

*شمعون في مجلس عزاء أحمد الأسعد:تفكير الأسد يجب ألاّ يستمر في القرن الـ 21

*النائب غازي يوسف دعا الى أن يسأل عون كيف هرّب الأموال الى باريس؟ ويرى نه لا يحق لكنعان تلفيق أكاذيب بلا اعتذار

*"حزب الله": لا يظنن أحد أن بإمكانه إدارة لبنان مجدّداً

*أسلحة وليد المعلم "الفاسدة" تفرقع من داخلها/ وسام سعادة/المستقبل

*ميقاتي "المنقذ" ذهاباً وإياباً/عبد الوهاب بدرخان /النهار

*طريق النبعة - ساحل علما/سمير عطاالله/النهار

*هل أصبح ذهاب ميقاتي ضرورة للنظام السوري/مصطفى علوش /المستقبل

*وداع بعثي للعروبة!/ميشيل كيلو/الشرق الأوسط

*إيران ما بين الجهاد الاقتصادي والانتحار/عادل الطريفي/الشرق الأوسط

*كلام كبير لجنبلاط في ذكرى ميلاد والده/ فادي عيد /الجمهورية

*التعاون الإسلامي" ترفض "بالإجماع" تدويل أزمة سوريا وتدعوها للإستجابة لقرارات الجامعة العربية 

*بيان "التعاون الإسلامي" الختامي: دعوة سوريا إلى التوقيع على مذكرة إرسال المراقبين إليها

*قهوة ما دخلني/محمد سلام/لبنان الآن

*توقعات مانجيان/عـمـاد مـوسـى/لبنان الآن

 

تفاصيل النشرة

 

ميقاتي أعلن أنه حوّل حصة لبنان من التمويل الى المحكمة: هذا القرار ليس انتقاسا ولا انتصارا

كشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه "حوّل حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الى المحكمة"، مسوّغا ذلك بأن "القرار يحمي لبنان ويجنبه استحقاقات صعبة ويبعده عن تداعيات احداث المنطقة ويعكس التزام لبنان بالقرارات الدولية ويعزز الثقة بلبنان". ولفت ميقاتي في مؤتمر صحفي الى أن "القرار ليس انتقاسا من دور اي مؤسسة دستورية وليس انتصارا لفريق على اخر بل مكسبا للدولة ولجميع اللبنانين من دون استثناء". كما شدّد على أهمية "أن تكون المحكمة حيادية وعادلة في مقاربة هذا الملف عسى ان يكون التمويل حافزا لكل اللبنانين كي يتخطوا خلافاتهم وانقساتهم".

وأوضح أن "إصراري على تمويل حصة لبنان من المحكمة الدولية ينبع أولا من حرصي على حماية لبنان دولة الحق بشعبه وجيشه ومقاومته وثانيا من إيماني الراسخ بمبدأ إحقاق الحق والعدالة وثالثا من التزامي أن لا أكون رئيس مجلس وزراء يخل بالتعهدات الدولية أو يساهم في تدهور اوضاع البلد الداخلية على الصعد والمستويات كافة". وإذ أطلق دعوة للعودة فورا الى طاولة الحوار الوطني الجامع برعاية الرئيس ميشال سليمان، طالب ميقاتي "جميع الوزراء باعتبار هذا اليوم بمثابة انطلاقة جديدة للعمل الحكومي والسعي الى معالجة مشاكل وزارتهم وحل الخلافات الشائكة والمزمنة خدمة للوطن وللبنانيين".

وشدد على أن "الأخطار التي تواجه وطننا تتطلب موقفا واضحا وقرارا جريئا على قدر المسؤولية التي حملني إياها اللبنانيون". وعليه، تمنى رئيس الحكومة على الأخوة العرب والمجتمع الدولي أن يتفهموا حساسية الوضع اللبناني عبر دعمه في المجالات كافة ليبقى لبنان منارة في هذا الشرق ضامنا للتعددية والرقي والإزدهار، متعهدا بتقديم مصلحة لبنان واستقراره وسلامة أرضه وشعبه على أي مصلحة أخرى.

 المصدر: وكالات | التاريخ: 11/30/2011

 

ميقاتي نال "قبّة باط" من حزب الله لـ"ضرورات الخاصرة السورية": حوّلتُ مبلغ تمويل المحكمة

بما يتماهى مع ظنّ مصادر قوى المعارضة لـ"NOW Lebanon" غداة تلويحه بالإستقالة الخميس الفائت من أنّه "إخراج مبرمج مع حزب الله" لإظهاره بمظهر "رئيس الحكومة القوي الذي قدر على انتزاع تمويل المحكمة الدولية رغم معارضة الحزب لهذا التمويل، في محاولة لرفع أسهمه المتهاوية شعبيًا، على مستوى الشارع السني العام والشارع الطرابلسي على وجه التحديد" (...) وبنتيجة متقاطعة مع ما كان قد أكده مرجع سياسي على اتصال وثيق بالقيادة السورية لـ"NOW Lebanon" في الثالث من تشرين الأول الفائت من أنّ "تمويل المحكمة الدولية سيمر" على قاعدة ما وصفها "محظورات حزب الله تبيحها ضرورات الخاصرة السورية" ... نال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مبتغاه في "قبّة باط" من "حزب الله"، فأطل من السراي الحكومي ليعلن "تحويل حصة لبنان من تمويل المحكمة الخاصة بلنبان"، صباح الأربعاء. وبعيدًا عن الأسئلة التي ستضجّ بها أذهان اللبنانيين من قبيل كيف وافق "حزب الله" على أن يموّل رئيس حكومته محكمةً "أميركية – إسرائيلية"، بالإضافة إلى الإنتقادات التي ستوَجّه للطريقة التي اعتُمدت في تمويل المحكمة من جانب رئيس الحكومة والتي بدت وكأنها "تهريبة" من خارج المؤسسات الدستورية.. بدا الرئيس ميقاتي مزهوًّا بسماح قوى 8 آذار له بتمويل المحكمة الخاصة بلبنان حين قال: "إن اصراري على تمويل حصة لبنان في المحكمة الدولية ينبع أولاً من حرصي على حماية لبنان دولة الحق بـ"شعبه وجيشه ومقاومته"، وأنه لا يجوز التغاضي عن موضوع اغتيال رئيس حكومة سابق (الرئيس الشهيد رفيق الحريري)، وانطلاقًا من إيماني الراسخ بمبدأ الحق والعدالة، والتزامي ألا أكون رئيساً لمجلس الوزراء يخل بالالتزامات والتعهدات الدولية أو يساهم بتدهور أوضاع البلد على كافة الصعد والمستويات". وإذ رأى أنّ تمويل المحكمة "ليس انتصاراً لفريق على فريق آخر، وليس انتقاصاً من أي مؤسسة لبنانية على الإطلاق بل هو مكسب للدولة اللبنانية ولجميع اللبنانيين"، دعا ميقاتي المحكمة الخاصة بلبنان إلى "أن تكون حيادية وعادلة"، وطالب وزراء حكومته من جهة ثانية إلى "اعتبار هذا اليوم بمثابة انطلاقة جديدة للعمل الحكومي" وذلك في إشارة إلى اتجاه ميقاتي إلى تيسير مطالب وزراء قوى 8 آذار الحكومية. كما دعا ميقاتي الأفرقاء السياسيين، موالاةً ومعارضة، إلى استئناف جلسات طاولة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

 

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان: اعلان ميقاتي التمويل "مشجع للغاية"

صرحت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأنه قام بتحويل حصة لبنان لسنة 2011 لحساب المحكمة مشجع للغاية".

وأضافت أن "المحكمة تتطلع إلى تسلم حصة لبنان وسنقوم بتأكيد وصولها في حينه". وأشارت الـ"MTV" الى أن "المبلغ الذي حول الى المحكمة الدولية بلغت حوالي الـ33 مليون دولار". ويساهم لبنان بحسب النظام الأساسي للمحكمة التي أنشئت العام 2007 بقرار من مجلس الأمن وبناء على طلب لبنان، بنسبة 49% من تمويل المحكمة المكلفة محاكمة المتهمين بقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عملية تفجير في بيروت في 14 شباط 2005 أودت بحياة 22 شخصاً آخرين. ولم يدفع لبنان حصته بعد للعام 2011. أما سنة 2010، فقد تولت وزارة المال في الحكومة التي كان يترأسها سعد الحريري، الدفع عبر سلفة خزينة من دون المرور بمجلس الوزراء. ويرفض حزب الله، الذي يملك مع حلفائه غالبية الوزراء في الحكومة، دفع لبنان حصته من التمويل متهماً المحكمة بأنها "مسيسة" و"تخدم أهدافاً اسرائيلية". وأصدرت المحكمة مذكرات توقيف دولية في حق أربعة عناصر من حزب الله بعد أن اتهمتهم بالمشاركة في اغتيال الحريري. الا ان السلطات اللبنانية أبلغت المحكمة أنها لم تتمكن من توقيف المتهمين أو من العثور عليهم.

 

14 آذار تعتبر قرار التمويل "انتصارا" لها لكنها ترفض صيغة "التهريب" 

نهارنت/رأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد أن قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بدفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية "يشكل انتصارا لها واعترافا ضمنيا من حزب الله بشرعية المحكمة الدولية" في وقت استنكرت الأمانة العامة في وقت سابق الصيغة التي تم فيها "تهريب" تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وقال سعيد في حديث لوكالة "فرانس برس": قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بدفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية "يشكل انتصارا لها واعترافا ضمنيا من حزب الله بشرعية المحكمة الدولية"، معتبرا أن "قرار التمويل "يشكل انتصارا واضحا وقاطعا لتيار الاستقلال الذي لم يكف عن دعم انشاء المحكمة في مقابل تيار آخر اتهمها بانها محكمة اميركية اسرائيلية"، في اشارة الى حزب الله. وأكد سعيد أن قرار التمويل يشكل اعترافا واضحا من الحكومة بوجود المحكمة الدولية وبأهميتها وبتعاون لبنان مع قرارات الامم المتحدة". وأضاف: "الحكومة التي شكلها حزب الله وسوريا تعود الى نقطة البداية وتعترف بالمحكمة"، معتبرا أنه "بالنظر الى ان الحكومة التي تضم حزب الله اعترفت بالمحكمة الخاصة بلبنان، فالمطلوب الآن متابعة التعاون لجهة تسليم المتهمين الاربعة في جريمة اغتيال الحريري الى المحكمة". وكانت الأمانة العامة لقوى 14 آذار قد استنكرت في بيان صادر لها ظهر الأربعاء الصيغة التي تم فيها "تهريب" تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ورفضت الأمان"الشكل الذي جعل من قضيّة وطنية بحجم العدالة للبنان وشهدائه، موازية لحادث من فعل الطبيعة يُعالج من خارج مجلس الوزراء". وكان ميقاتي قد أعلن في مؤتمر صحافي ظهر اليوم، تحويل حصة لبنان من تمويل المحكمة دون الاعلان عن الآلية، وتبلغ الحصة 49 % أي حوالي 33 مليون دولار.

يشار الى أن لقد تم التمويل من موازنة رئاسة مجلس الوزراء. وفي سياق آخر، توقفت الأمانة العامة عند حادثة "إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان بإتجاه إسرائيل، معتبرة أنها "تشكّل خرقا فاضحا للقرار 1701، ويضع لبنان مجددا أمام إحتمالات الحرب مع العدو الإسرائيلي".وطالبت "بكشف ملابسات هذا الخرق الخطير واتخاذ التدابير اللازمة لمنع التمادي في الخروق"، مؤكدة أن "استمرار وجود سلاح وبؤر أمنية خارج سيطرة الدولة يفسح في المجال لتكرار تلك الحوادث".

 

كونيللي تلتقي ميقاتي: إلتزامات لبنان تجاه المحكمة تتجاوز مسألة التمويل وحده

نهارنت/رحبت السفيرة الأميركية لدى لبنان مورا كونيلي بقيام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتمويل حصة لبنان في المحكمة الدولية الخاصة به لكنها اعتبرت أن "التزامات لبنان تجاه المحكمة تتجاوز مسألة التمويل وحده" في إشارة إلى تسليم المتهمين. وقال كونيللي خلال زيارتها ميقاتي وبحسب بيان صادر عن السفارة في بيروت أن "التزامات لبنان تجاه المحكمة تتجاوز مسألة التمويل وحده، وأن الوفاء بهذه الالتزامات هي مؤشرات هامة على التزام الحكومة بمصالح لبنان وبالتزاماته الدولية على حد سواء". وأعلن ميقاتي ظهر الأربعاء تمويل المحكمة دون اجتماع لمجلس الوزراء ليتبين في ما بعد أنها مولت من موازنة رئاسة الحكومة بحسب ما أفاد وزير الإعلام وليد الداعوق وعدة مصادر وزارية. كما أدانت كونيللي إطلاق صواريخ من جنوب لبنان إلى إسرائيل "ما شكّل خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم " وشددت أنّ "على لبنان اتخاذ كل التدابير اللازمة لمساندة تحقيق قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان". ودعت كل الأطراف إلى احترام الخط الأزرق وإلى ضبط النفس، مكررةً "دعوة الولايات المتحدة لبنان إلى ضمان أن تكون قواته المسلحة القوة الدفاعية الوحيدة القادرة على تأمين حدوده والدفاع عن سيادة واستقلال الدولة." وأعربت كونيللي أيضا عن قلق الولايات المتحدة على أوضاع اللاجئين والمهجرين السوريين في لبنان وحثّت الحكومة على العمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي لتلبية احتياجاتهم الانسانية وضمان سلامتهم، دائما بحسب البيان. ويقدر عدد اللاجئين السوريين في لبنان نحو خمسة آلاف شخص

 

بريطانيا والإتحاد الأوروبي يرحبان بالتزام لبنان وتمويله للمحكمة الدولية

نهارنت/رحبت وزارة الخارجية البريطانية اليوم بإعلان لبنان تحويل حصته من تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

ورحب متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان مقتضب باعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان حكومته ستفي بالتزاماتها الدولية لدفع مستحقاتها الى محكمة مؤكدا أن بريطانيا "لا تزال تؤيد بقوة المحكمة الخاصة ولبنان مستقر ومستقل وسالم". كذلك رحبت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بإعلام ميقاتي ووصفته بـ"الإيجابية التي تتلاءم مع الالتزامات السابقة للسلطات اللبنانية والتي تقضي بأن يستمر لبنان في احترام التزاماته الدولية". وشجعت أشتون "السلطات اللبنانية على متابعة تعاونها مع المحكمة" مضيفة "يجب أن يسمح قرار رئيس الحكومة للبنان بالمحافظة على استقرار حكومته والسير قدما في تنفيذ برنامج الإصلاح المهم". كمت ذكرت أن "الاتحاد الأوروبي ملتزم متابعة العمل بصورة وثيقة مع لبنان في إطار السياسة الأوروبية للجوار المتجددة".

وكان قد أعلن ميقاتي صباح الأربعاء أنه حول حصة لبنان من التمويل إلى المحكمة في لاهاي.  وأصدرت المحكمة الخاصة بلبنان مذكرات توقيف دولية في حق اربعة عناصر من حزب الله بعدما اتهمتهم بالمشاركة في اغتيال الحريري. وابلغت السلطات اللبنانية المحكمة انها لم تتمكن من توقيف المتهمين او العثور عليهم.

 

طورسركيسيان ورحّال شكرا بري على إخراج "التمويل": دليل على غياب رئيس الحكومة

شكر عضوا تكتّل "لبنان أوّلاً" النائبان سيرج طور سركيسيان ورياض رحّال "رئيس المجلس النيابي نبيه بري على الإخراج الذي قام به بشأن تمويل المحكمة الدولية" الخاصة بلبنان، واعتبرا، في تصريحٍ مشترك من المجلس النيابي، أنّ "هذا الأمر يدلّ مرة خرى على غياب رئيس الحكومة عن اتخاذ القرارات المصيريّة المتعلّقة بالبلد". وأشارا إلى "حلول هيئة الإغاثة مكان الحكومة مجتمعة في إدارة شؤون البلاد، وفي تمويل كافة المشاريع".(الوطنية للإعلام)

 

سعيد: المطلوب بعد التمويل متابعة التعاون مع المحكمة لجهة تسليم المتهمين  

أعلن المنسق العام للأمانة العامة لقوى "14 آذار" الدكتور فارس سعيد ان قرار التمويل "يشكل انتصاراً واضحاً وقاطعاً لتيار الاستقلال الذي لم يكف عن دعم انشاء المحكمة في مقابل تيار آخر اتهمها بأنها محكمة اميركية اسرائيلية". وقال سعيد في حديث لوكالة "فرانس برس": "إنه اعتراف واضح من الحكومة بوجود المحكمة الدولية وبأهميتها وبتعاون لبنان مع قرارات الأمم المتحدة"، مضيفاً أن "الحكومة التي شكلها حزب الله وسوريا تعود الى نقطة البداية وتعترف بالمحكمة". وأضاف: "بالنظر الى أن الحكومة التي تضم حزب الله اعترفت بالمحكمة الخاصة بلبنان، فالمطلوب الآن متابعة التعاون لجهة تسليم المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الحريري الى المحكمة".

 

مشدداً على أنَّ "حزب الله وحلفاءه لا يمكنهم بعد اليوم الادعاء بأنَّ المحكمة أميركية – إسرائيلية"

جعجع: العودة إلى الحوار غير مجدية طالما أنَّ المعني به يرفض التحاور بما نشتكي منه

رحّب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بقرار تمويل المحكمة الدولية (الخاصة بلبنان) بعيداً عن كلّ الآليات والصيغ. وعلّق على ما أدلى به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيال تحويل حصة لبنان من التمويل، مؤكداً أنَّ "موقف ميقاتي جاء بصفته الرسمية كرئيس للحكومة اللبنانية لذا شئنا أم أبينا فإنَّ "حزب الله" وحلفاءه إعترفوا بالمحكمة الدولية باعتبار أنهم الأكثرية داخل هذه الحكومة".

جعجع، وفي حديث مع الاعلاميين في معراب، أضاف: "من هنا لا يجب بعد اليوم لـ"حزب الله" وحلفائه الادعاء بأنَّ هذه المحكمة أميركية – إسرائيلية أو قول (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) العماد ميشال عون بأنها هُرّبت ولا تلتزم بأي بروتوكول وأنها تمسّ السيادة اللبنانية". وتمنّى من كلّ الأفرقاء "عدم تغطية "السماوات بالأبوات" وألا يتلطّوا وراء أي تقنية أو آلية لعدم أهميتها، ولاسيما أنَّ موقف الرئيس ميقاتي لم يأتِ بصفته الشخصيّة بل كرئيس للحكومة اللبنانية".

وإذ اعتبر أنه "إذا كان "حزب الله" يتمتع بالحدّ الأدنى من المصداقية والالتزام بمواقفه فعليه الاعتراف بالمحكمة الدولية، ومن هنا الخطوة الثانية المطلوبة ألا وهي تسليم المتهمين إلى المحكمة"، لفت جعجع إلى أنّ "الخطوة الثالثة تكمن في متابعة إجراءات المحكمة وفقاً للمنطق القانوني".

جعجع الذي انتقد "من يُخفّف من وطأة اطلاق صواريخ الكاتيوشا من جنوب لبنان"، عزا هذا الحادث إلى "تواجد البؤر الأمنية خارج نطاق الدولة بدءاً من المخيمات الفلسطينية وصولاً إلى سلاح "حزب الله"، سائلاً: "ألا يوجد دولة فعلية في لبنان؟".

وفي الاطار عينه، استغرب جعجع وقوع هذا الحادث في منطقة عمليات القوات الدولية والقرار 1701، محملاً المسؤولية للدولة اللبنانية والجيش اللبناني والقوات الدولية، مشدداً على أنَّ "المطلوب اليوم هو سحب كلّ السلاح غير الشرعي خارج الدولة اللبنانية سواء من الأصوليين أو سواهم بدءاً من "حلوى وقوسايا والسلطان يعقوب" مروراً بكلّ المخيمات الفلسطينية والناعمة – ما دامت السلطة الفلسطينية هي من تطالب بذلك – وصولاً إلى سلاح "حزب الله" وإلّا لن يشهد لبنان إستقراراً وأمناً".

ورداً على سؤال، أشار جعجع إلى أنَّ "العودة إلى الحوار غير مجدية حالياً طالما أنَّ الفريق المعني بالأمر يرفض الحوار بما نشتكي منه"، واضعاً الدعوة إلى الحوار في إطار الأدبيات.

وعمّا إذا كان قرار التمويل قد تمّ تحت ضغط سوري، لم يستبعد جعجع هذا الأمر "وفي كلّ الأحوال المهم أنها قد مُولت"، مذكراً "بمواقف الفريق الآخر التي كان يتنطح بها من عدم شرعية المحكمة، إلى تمريرها بطريقة التهريب، إلى عدم التزامها بالبروتوكول".

وعمّا إذا ما زال يدعو الحكومة اللبنانية إلى الاستقالة بعد تمويل المحكمة، قال: "في كل لحظة ندعو هذه الحكومة إلى الاستقالة باعتبار أنَّها لم تموّلها من نفسها بل إنطلاقاً من قرار سياسي سوري لأنَّ هذه الحكومة هي المتنفّس الوحيد المتبقي حالياً للنظام السوري، من هنا يجب أن تستقيل هذه الحكومة اليوم قبل الغد". (المكتب الإعلامي)

 

مسيرات سيّارة في طرابلس تأييدًا لميقاتي تخلّلها إطلاق نار ابتهاجًا 

ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أنّ "مسيرات سيّارة جابت شوارع طرابلس مساء اليوم، تأييدًا لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بعد إعلانه عن تحويل حصّة لبنان من تمويل المحكمة الدولية، وتخلل هذه المسيرات إطلاق نار ابتهاجًا".(الوطنية للإعلام)

 

قباني يهنأ ميقاتي بتمويل المحكمة: أنقذ لبنان واللبنانيين من الخلافات الحادة

 نهارنت/هنأ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على إعلانه بتحويل حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية، مؤكدا أن قراره أتقذ لبنان واللبنانيين من الخلافات الحادة الدائرة حوله. وقال قباني: "قرار الرئيس نجيب ميقاتي بتمويل المحكمة الدولية أنقذ لبنان واللبنانيين من الخلافات الحادة الدائرة حوله تحقيقا للعدالة والاقتصاص من قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وصونا للحق وضمان الاستقرار الوطني". بدوره، أكد ميقاتي خلال تلقيه اتصالا من مفتي الجمهورية التزامه بـ"الثوابت الإسلامية والوطنية التي صدرت عن الاجتماع الذي عقد في دار الفتوى".

وأعلن ميقاتي ظهر اليوم الأربعاء تحويل حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية، دون الاعلان عن الآلية. وتمويل المحكمة تم من موازنة رئاسة مجلس الوزراء، على ما أوضح وزير الإعلام وليد الداعوق في حديث الى قناة الـ"MTV" وتبلغ الحصة 49 % أي حوالي 33 مليون دولار. كما أعلن مكتب ميقاتي في وقت سابق إرجاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت ستعقد بعد ظهر اليوم لبت ملف تمويل المحكمة الدولية.

 

الزغبي: صفقة التمويل تُسقط ما تبقّى من صدقيّة "حزب الله " وعون

وكالات/تساءل عضو قوى "14 آذار" الياس الزغبي عن "مدى جدّية المخرج الذي يتمّ الترويج له من أجل معالجة مأزق الحكومة والمحكمة"، وقال في تصريح: " اذا صحّ الحديث عن صفقة مقايضة بين تمويل المحكمة وتقديم سلّة مكتسبات ومصالح لبعض أطراف الحكومة ، يكون " حزب الله " يجازف بصورته أمام محازبيه ومؤيّديه ، بعدما خسرها سابقا أمام شرائح لبنانيّة واسعة . ولا يغطّي غياب وزيريه عن جلسة التمويل انتكاسته الخطيرة على مستوى الصدقيّة والالتزام " . وأضاف الزغبي: " أمّا الانتكاسة التي ستُصيب العماد ميشال عون فهي أشدّ أذى لأنّه يشتري مكتسبات وتعيينات ومكاسب شخصيّة لقاء رضوخه لتمويل المحكمة، بعدما جعل منه قضيّة كبرى، وذهب الى أبعد من " حزب الله" نفسه في الرفض " . وأشار الزغبي الى أنّ "عذر عون في خضوعه للتمويل كفدية للاستقرار الداخلي، أو خوّة، أقبح من ذنبه في الانقلاب على نفسه ومسح مواقفه ، ما يجعل اللبنانيّين يترحّمون على زمن المبادىء وكلام الرجال

 

الانتصار قبل كل شيء للجماهير التي تظاهرت الأحد للمطالبة بالتمويل"

فتفت: تمويل المحكمة الدولية هزيمة لـ"حزب الله" و"التيار الوطني" وإثبات على دستوريتها وعلى رضوخ حلفاء النظام السوري لمشيئته

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أنّ "تمويل المحكمة الخاصة بلبنان يشكل انتصارًا لقوى "14 آذار" ولـ"تيار المستقبل"، مشددًا على أنّ "هذا الانتصار هو وقبل كل شيء لجماهير الشمال وطرابلس التي تظاهرت يوم الاحد الماضي مطالبة بالتمويل".  فتفت، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon"، رأى أنّ "التمويل يشكّل هزيمة كبرى لكل القوى السياسية التي كانت ترفضه تحت ذرائع واهية وفي طليعتها "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" اللذين كانا يدّعيان إما أنّ المحكمة غير دستوريّة وإما أنّها إسرائيليّة".  وإذ أشار إلى أنّه "تبيّن الآن أنّ هذه المحكمة دستوريّة وأنّها تسعى إلى الحقيقة والعدالة وأنّها ليست إسرائيليّة وإلا لما كان بإمكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يموّلها"، أكّد فتفت أنّ "التمويل لم يأت صدفة لأنّه كان هناك إصرار من قبل النظام السوري على بقاء هذه الحكومة، وبالتالي مارس السوريون الضغوط على حلفائهم وعلى رأسهم (رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح") العماد ميشال عون لتمرير التمويل".  فتفت الذي أوضح أنّ "هذه الضغوط السوريّة أفضت الى تمرير التمويل وبقاء الحكومة وهو ما يشكل ضرورة أساسيّة للنظام السوري بعدما أصبح يفتقد إلى أيّ علاقة مع العالم الخارجي"، لفت إلى أنّ "التجربة أثبتت مجدّدًا أنّ هذه الضغوط أدّت أيضًا إلى رضوخ حلفاء النظام السوري لمشيئته".

 

مواقف عون بشأن تمويل المحكمة تحفّظات سرعان ما تبدّدت بعد أن أتت كلمة الإيعاز المطلوبة"

حرب: نرفض أن يكون التمويل من خارج الخزانة والدولة اللبنانيّة

لفت النائب بطرس حرب إلى أنَّ "الآلية التقنية لتمويل المحكمة (الدولية الخاصة بلبنان) لا تهمنا بل المهم هو إيفاء لبنان بالتزاماته تجاه الشرعية الدولية"، معتبراً أنَّ "ما قام به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بغض النظر عن الآليّة المعتمدة ما هي إلَّا تكريس لبنان عدم خروجه من الشرعية الدولية واعتراف بالمحكمة وبدورها والقبول بالسير بها"، لافتاً إلى أنَّ "العدالة هي مطلبنا والمحكمة الدولية هي الوسيلة لتأمينها". حرب، وعقب زيارته رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أضاف: "إنَّ الخطوة الثانية المرتقبة من الحكومة هي رفع الغطاء عن المتّهمين وتسليمهم كخطوة طبيعية لعمليّة التمويل لكي يُصار في ما بعد إلى التحقيق معهم فإما تثبُت إدانتهم أم براءتهم لكي تبرهن الحكومة بأنها جادة ولا تسعى لكسب الوقت". ورأى حرب أنَّ "قرار التمويل جاء كخيار بين إستمرار الحكومة خدمة للبنان في ظل الظروف الراهنة في المنطقة أو بين إستقالتها، فتبيّن أنَّ بقاء هذه الحكومة يخدم مصلحة سوريا أكثر من استقالتها بحيث تكون لديها دولة مساندة لها تُعبّر عن مواقفها". واعتبر أنَّ "مواقف (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) العماد ميشال عون بشأن تمويل المحكمة ما هي سوى تحفظات سرعان ما تبددت بعد أن أتت كلمة الإيعاز المطلوبة وبالتالي وافق الجنرال على هذا الايعاز وسكت عن تمويل المحكمة". وأشار حرب  إلى أنَّ "موقف الرئيس ميقاتي هو تعبير عن رأينا وتنفيذ لمطلبنا وهذا أمر إيجابي ولكن في حال كانت العملية شكلية ولا تعبّر عن حقيقة تمويل المحكمة وموقف التزام الحكومة بسيرها آنذاك تكون عملية تهريب وكسباً للوقت". وعمّا إذا كان تمويل المحكمة يتطلّب تمريره في مجلس الوزراء، قال حرب: "إنَّ هذا الأمر يستدعي مبدئياً قراراً من مجلس الوزراء لتأمين وتوفير الاعتماد لدفعه إلى المحكمة الدولية ولكنني إلى الآن أجهل المخرج الذي اعتُمد للتمويل"، مشيراً إلى أنَّ "هناك أصولاً لمثل هذه القرارات تتعلق بوزارة العدل التي يجب أن تنطلق مبادرة التمويل منها إلى جانب وزارة الخارجية". وشدد على أنَّ "عملية التمويل هي واجب أخلاقي على الدولة اللبنانية ونحن نرفض أن يقوم أي شخص مقام الدولة بتمويل المحكمة لأنَّها مطلب إنساني وقانوني، وبالتالي لم ولن نطلب صدقة من أحد، ونرفض أن يكون التمويل من خارج الخزانة والدولة اللبنانية".  (المكتب الإعلامي لرئيس حزب "القوات اللبنانية")

 

لندن تقرر إغلاق سفارتها بطهران وسفارة طهران لديها وطرد جميع العاملين

نهارنت/أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء اغلاق السفارة البريطانية في طهران التي تعرضت الثلاثاء لهجوم متظاهرين وكذلك اغلاق السفارة الايرانية في لندن "في غضون 48 ساعة".

وقال هيغ امام النواب "اغلقنا الان سفارتنا في طهران" معتبرا ان الهجوم عليها ما كان ليقع "لولا موافقة ما" من النظام الايراني. كذلك هدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء ايران ب "تدابير قاسية جدا" على اثر الهجوم "المشين" الثلاثاء على السفارة البريطانية في طهران، موضحا ان سلامة الطاقم الدبلوماسي تتصدر اهتماماته. واوضح ديفيد كاميرون امام النواب انه ترأس اجتماعا لخلية وزارية الثلاثاء وصباح الاربعاء، وانه تحدث مع السفير حول سلامة عناصر السفارة. وقال ان "سلامتهم يجب ان تكون هاجسنا الاول". واضاف "بعد ذلك، سنبحث في امكانية اتخاذ تدابير قاسية جدا ردا على هذا التصرف المشين والمعيب للايرانيين". وقد بدأت بريطانيا الاربعاء باجلاء افراد طاقمها الدبلوماسي من ايران غداة اقتحام سفارتها في طهران من جانب متظاهرين مقربين من النظام.

مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

مسؤول أميركي: التهديدات الإيرانية باستهداف درع الناتو في تركيا لا تخدم أحدا

مستشار بايدن: أنقرة تشاركنا في أهدافنا

أنقرة - لندن: «الشرق الأوسط» /رفض مسؤول أميركي بارز التهديدات الإيرانية باستهداف الدرع المضادة للصواريخ التابعة للحلف الأطلسي في تركيا، ردا على أي تدخل عسكري أجنبي ضدها.

وقال أنتوني بلينكن، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء أول من أمس، إن «إطلاق التهديدات لا يخدم أي أحد، فما بالك بالإيرانيين». وبينما يتوجه بايدن لزيارة تركيا، قال بلينكن إن تركيا «تشاركنا في أهدافنا بمنع إيران نووية». ويتهم الغرب الجمهورية الإسلامية بالسعي للحصول على أسلحة نووية، كما كشف تقرير أخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن دلائل تشير إلى سعي طهران إلى إنتاج رؤوس نووية تحملها صواريخ عابرة للقارات. ووافقت تركيا العام الفائت على إقامة نظام اعتراض مبكر للصواريخ داخل أراضيها يتبع للدرع المضادة للصواريخ للحلف الأطلسي والتي تهدف بحسب الولايات المتحدة إلى مواجهة تهديدات صواريخ مصدرها الشرق الأوسط، وخصوصا إيران. وكان الجنرال عامر علي حاجي زادة قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني قد حذر مطلع الأسبوع الحالي من أن بلاده ستستهدف الدرع المضادة للصواريخ في تركيا ردا على أي تدخل عسكري أجنبي ضدها. وقال حاجي زادة كما نقلت عنه وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء «إذا تعرضنا لتهديد، ننوي أولا استهداف درع الحلف الأطلسي المضادة للصواريخ في تركيا. ثم سنهاجم أهدافا أخرى». وحتى الآن، كرر مسؤولون إيرانيون أنه في حال تعرضت إيران لهجمات فإن قواتها المسلحة سترد عبر إطلاق صواريخ على إسرائيل. وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها قيادة الحرس الثوري الإيراني عن إمكان استهداف تركيا. ومنذ أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها الأخير عن البرنامج النووي الإيراني وأبدت فيه «قلقا كبيرا» حيال البعد العسكري لهذا البرنامج، تحدث مسؤولون إسرائيليون عن إمكان توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف حاجي زادة مخاطبا وحدات في ميليشيا الباسيج في مدينة خرم آباد (غرب) أن موقف إيران من الآن وصاعدا سيكون «الرد على التهديدات بتهديد»، وذلك تنفيذا لتعليمات صدرت هذا الشهر عن المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي. والقوات التي يقودها حاجي زادة تتولى أنظمة الصواريخ التابعة للحرس الثوري. كما كان حاجي قد صرح في وقت سابق أن «الأمنية الكبرى» للحرس الثوري هي أن تهاجم إسرائيل إيران، بحيث تتمكن طهران من الرد لرمي الدولة العبرية «في مزبلة التاريخ».

 

تسجيل لكاميرات مراقبة لمكان اطلاق الصاروخين على اسرائيل باتت في عهدة الاجهزة المعنية

 علمت "النهار" من مصدر أمني ان احدى كاميرات المراقبة مع جهاز تسجيل عبور السيارات المثبتة على مدخل أحد المنازل المجاورة لمكان اطلاق الصاروخين باتت في عهدة الاجهزة المعنية لمراجعتها سعيا الى كشف الفاعلين.

 

وليد «أبو كلبشة»!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

محزن ما يفعله النظام الأسدي، أسبوعا بعد آخر، برجل مثل وزير خارجية النظام وليد المعلم، الذي عُرف عربيا بدماثة الخلق، وخفة الظل، كما أنه اشتهر بأنه رجل «ناعم كالحرير» حسب ما قال لي ذات مرة مسؤول عربي مخضرم عرفه عن قرب، ومنذ كان المعلم سفيرا للنظام الأسدي في واشنطن. فإخفاقات المعلم المحزنة توالت منذ خروجه مهددا بمحو أوروبا من الخارطة، ثم شتيمة العرب وجامعتهم، وبلغة لم تكن معروفة عن أبي طارق، وهذا ما يشهد به أصدقاؤه، وحتى أعداؤه. لكن المعلم تحول فجأة، بفعل النظام الأسدي، إلى وليد «أبو كلبشة»، المحقق الشهير بمسلسل «صح النوم» الكوميدي السوري المعروف، الذي كان ضحية «غوار الطوشي»، دريد لحام، بمقالبه المستمرة في ذلك المسلسل بحق «حسني البرزان». وتميز «أبو كلبشة» في المسلسل بأن الـ«دي إن إيه» الذي كان يعتمده هو أنفه، لكن وليد «أبو كلبشة» - مرغما أو عن عمد - خانه أنفه السياسي، في توقع المقالب التي قد يوقعه فيها النظام الأسدي، أو ربما يكون يجبن عن رفضها وإن علم بها. وآخر تلك المقالب التي وقع فيها وليد «أبو كلبشة» المؤتمر الصحافي الذي عقده الاثنين الماضي عارضا أشرطة فيديو عمَّن سماهم الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا! فالفضيحة المدوية كانت أن ما عُرض من لقطات في مؤتمر المعلم لم يكن إلا مشاهد قديمة تم تصويرها لأحداث متفرقة في لبنان قبل عامين تقريبا، وليس لها علاقة بجسر الشغور، أو خلافه، بل إنها مفبركة. فضيحة مدوية بالطبع، أثبتت أن النظام الأسدي كذاب، وأن وزير خارجيته وليد «أبو كلبشة» قد وقع في «حيص بيص» النظام، الذي بات يجسد فعلا مسمى الحارة التي كان «أبو كلبشة» مسؤولا عنها أمنيا، وهي «حارة كل مين إيدو إلو»، بحسب المسلسل الشهير! فضيحة أشرطة وليد «أبو كلبشة» تثبت مرة أخرى أنه لا مصداقية للنظام الأسدي، أو جدية، في التجاوب مع الثورة السورية، كما يأمل البعض، خصوصا الروس. فالأشرطة المزيفة التي قدمها وليد «أبو كلبشة» نسفت مصداقية النظام الأسدي، وما يقوله شبيحته الإعلاميون، سواء في وسائل الإعلام الموالية للنظام، أو بعض وسائل الإعلام العربية التي تفسح لهم مجالا، كما أن أشرطة وليد «أبو كلبشة» تدل على أن النظام الأسدي أبعد ما يكون عن المصداقية بوعوده التي أطلقها داخليا، أو تجاه المبادرات العربية، وهو ما يعني أن على كل من يريد الاستمرار في تصديق النظام الأسدي، أو التعامل معه من العرب الراغبين في تقديم مبادرة بعد مبادرة للنظام، أن يعوا حقيقة واحدة هي أنهم سيكونون طرفا في مسلسل «صح النوم»، الذي إن أضحكنا بالأمس، فإنه اليوم يعد كوميديا سوداء، ضحكها ضحك كالبكاء!

 

نديم الجميّل يروي لـ"المستقبل"تفاصيل الإشكال مع "غريبين" في الأشرفية

كشف عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم بشير الجميّل لـ"المستقبل" أمس، عن تفاصيل الإشكال الذي حصل بين مرافقيه وشخصين غريبين أمام كنيسة مار متر في الأشرفية. وقال: "عند خروجي من الكنيسة، حيث كنت أقدّم واجب العزاء، فوجئنا بشخصين غريبين يقفان بطريقة مشبوهة ويقومان بتصرفات غريبة مقابل الكنيسة، فتقدم منهما المرافقون الذين يتولون حمايتي وسألوهما عن سبب وجودهما في المكان، وطلبوا منهما التعريف عن نفسيهما، فرفضا، وردّ أحدهما بالقول (لا دخل لكم بنا، أنا من الضاحية)، فحصل تلاسن بينهم سرعان ما تطور الى عراك بالأيدي، الى أن وصل عناصر قوى الأمن الداخلي وتدخلوا وأوقفوا الشخصين واقتادوهما الى مخفر الأشرفية، حيث يجري التحقيق معهما". وتابع: "أنا أنتظر نتائج التحقيق لمعرفة ما كانت نواياهما

 

أ.ف.ب." عن مصدر أمني: تبادل لإطلاق النار ليل أمس عند معبر غير شرعي بوادي خالد

نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني قوله إن "تبادلاً لإطلاق النار استخدمت فيه الرشاشات والقذائف الصاروخية حصل قبيل منتصف ليل أمس على معبر الريداني غير الشرعي في منطقة وادي خالد"، والذي يؤدي الى بلدة المشيرفة السورية. وفي هذا السياق نقلت الوكالة عن شاهد عيان يقطن قرب المعبر قوله إن "إطلاق رصاص كثيفًا وانفجارات سمعت ليلا عند المعبر، واعقب ذلك اطلاق نار من موقع سوري قريب في اتجاه معبر الريداني". وأضاف إنه "شاهد على الإثر ست دراجات نارية تجتاز المعبر في اتجاه الاراضي اللبنانية يستقلها أشخاص بعضهم مسلحون"، ولم يُعرف ما إذا كان هؤلاء قادمين من الأراضي السورية أم أنهم كانوا يحاولون دخولها. يشار إلى أن الجيش اللبناني عثر مساء اليوم على قنبلة يدوية وخمس حشوات قذائف "آر بي جي" في المنطقة المحيطة بالمعبر.

 

السيّد يهاجم ميقاتي: بدأت ثروته بسبب علاقته مع سوريا فاذا خسر ٣ مليارات وحافظ على ملياري دولار فهل يصبح فقيرا

شن اللواء جميل السيد المدير العام السابق للامن العام حملة عنيفة على الرئىس نجيب ميقاتي، وقال ان رئيس الحكومة يتمسك بتمويل المحكمة الدولية لأن لديه مصالح خارجية، وهو يترك مصالحه الوطنية واللبنانية ويهتم بمصالحه الشخصية

وفي حديث الى قناة أو تي في قال السيد: الرئيس ميقاتي جاء من قبل فريق ٨ اذار وعلى انقاض حكومة الرئيس سعد الحريري بعد فشل اتفاق بين الرئيس الحريري وبين الاخرين عرض فيه الحريري التراجع عن المحكمة مقابل البقاء في السلطة وبقاء الرموز. نجيب ميقاتي يطلب التمويل اليوم، وابقى ما يريده سعد الحريري. بمعنى اخر الحريري اعطى ٨ اذار في الاتفاق المحكمة، من قطع التمويل وسحب القضاة، فيما ابقى ميرزا والحسن واشرف ريفي والسلطة في يده. وعندما اتى ميقاتي ابقى هؤلاء وطالب بالتمويل يعني سعد الحريري كان ارحم بصفقته من نجيب ميقاتي الذي شلّح ٨ اذار ما اعطاهم اياه سعد الحريري، ويعطي الحريري ما لا تريد قوى ٨ اذار اعطاءه للحريري

وردا على سؤال عما اذا كان طرح الموضوع مع الرئيس ميقاتي الذي التقاه في السراي في ٢٠ الشهر الماضي، اجاب السيد: كنت اعرف جوه انه مصر على التمويل لأن لديه التزامات في الخارج. ابلغت ميقاتي صيغة معينة تنطلق بالتمويل من حيث انتهى سعد الحريري، اذ لا تستطيع اخذ التمويل بدون اعادة الثقة بالمحكمة للفريق الذي اتى بك. ولاعادة الثقة هناك سلسلة امور عليك القيام بها:

١- فتح ملف الشهود الزور

٢- وضع المتورطين في قضية الشهود الزور بتصرف التحقيق على ان يعادوا الى وظائفهم في حال ثبتت براءتهم

٣- ارسل كتابا الى مجلس الامن الدولي تشرح فيه المخالفات المرتكبة من قبل لجنة التحقيق الدولية ولماذا انقسم لبنان قسمين حول المحكمة، وتطلب تصحيح البروتوكول ومذكرات التفاهم مع الدولة اللبنانية. وعندما تحصل هذه الامور يا دولة الرئيس، انا اقاتل بيدي ورجلي كي تحصلوا على التمويل للمحكمة. وذلك الكلام جاء بحضور اخيه طه ومصطفى الحسيني.

وكان جواب ميقاتي: لا استطيع ان احمل الموضوع تجاه السنّة. لا استطيع تحمل اقالة ريفي، الحسن وميرزا تجاه السنّة. فأجبته: تستطيع تحمل الجلوس مكان سعد الحريري في الكرسي، وهذا الامر ليس استفزازا للسنّة انما اقالة ازلامه الذين ارتكبوا هذا ليس استفزازا للسنّة!

واشار السيد الى ان رد ميقاتي على طرحه كان طلب ايجاد مخرج اخر فابلغته ان لا مخرج اخر لدي. واكد السيد انه لم ينسق هذا الطرح مع احد لكنني تعهدت امام ميقاتي انه في حال صوّب المحكمة في مجلس الامن، اقوم بمعركة من اجل التمويل لأن رفض التمويل هو نتيجة وليس المشكلة. المشكلة هي المحكمة، الشهود الزور، ولجنة التحقيق الدولية طوال ٤ سنوات

وقال السيد: مع محبتي الشخصية للرئيس ميقاتي عتبي الوطني اللبناني، الرسمي الحكومي انه قيد نفسه بالتزامات من جهة واحدة، ولا يريد ان يسدد في المقابل الحاجات الوطنية الكبرى. انا اجزم ان الرئيس ميقاتي كان على اطلاع بما هو مطلوب منه، وعلى معرفة، وكان على تبليغ رسمي لأنه شاور كل الفرقاء قبل التكليف

وردا على كلام ميقاتي في مقابلته الاخيرة اني جئت كسنّي علق السيد بالقول: صحيح انك جئت كسنّي لكن عليك الممارسة كلبناني فرئيس الجمهورية بالتوزيع في لبنان ماروني، ويجب ان يكون لكل لبنان ويأتي رئيس الحكومة كسنّي ليكون للبنان. نجيب ميقاتي منذ البداية متردد من الاساس واتت التطورات السورية لتؤثر

وتابع السيد: من المؤكد انه لم يكن لميقاتي وجود سياسي ونيابي او حكومة لولا علاقته مع سوريا منذ سنوات. الموضوع يشبه علاقة الحريري بالسعودية لكن السؤال لو حصل في السعودية اليوم ما يحصل في سوريا، هل ينأى بنفسه سعد الحريري. اقول ان سعد الحريري لا ينأى بنفسه لكن نجيب ميقاتي ينأى بنفسه.

وسئل: هل هناك ضغط اميركي على ميقاتي لأنه تحدث عن حماية عائلته في مقابلته المتلفزة؟

فأجاب اللواء السيد: لا املك ٥ مليارات دولار. من خلال بداية علاقتي مع سوريا، ولم اكن رئيسا للحكومة ولا نائبا، كنت ضابطا في الجيش قبل دخول الجيش السوري على لبنان وجاء غيرهارد ليمان الى منزلي وعرض علي صفقة مقابل تقديم ضحية او اصبح ضحية، فرفضت وسجنت ٤ سنوات نتيجة موقفي. لا املك حصانة الميقاتي ولا امواله ولا موقعه، لكن المسؤولية تفرض احيانا على الشخص كلمة كي تظهر شخصيتك تجاه نفسك اولا وتجاه الناس والرأي العام لتقييمك اي وزن من الناس انت. بدأت ثروة نجيب ميقاتي بسبب علاقته مع سوريا، واذا خسر ٣ مليارات وحافظ على ملياري دولار، فهل يصبح فقيرا

 

حلم رينه معوّض يتحرّر بسقوط الأنظمة الفاشية"

ميشال معوض: يجب ألا ننسى ما فعلوه ببلادنا

بيار عطاالله/النهار

تحت شعار "ربيعنا زهّر حلمك عم يتحرر"، تحيي "حركة الاستقلال" وعائلة معوض الذكرى الثانية والعشرين لاستشهاد الرئيس رينه معوض ورفاقه، بعد غد الجمعة في قصر المؤتمرات في ضبية، ويتخلل الاحتفال شهادات مصورة في معوض ومشروعه بعد عقدين على غيابه، اضافة الى كلمة للكاردينال مار نصر الله بطرس صفير هي بمثابة شهادة عن علاقته مع الرئيس الشهيد واتفاق الطائف، وصولاً الى انتخاب الرئيس معوض واغتياله وما سبق هذه المرحلة وما تلاها من تطورات شكلت مرحلة حاسمة في تاريخ لبنان.

هذا في التفاصيل التقنية التي تحمل هذا العام لمسة سينمائية ابداعية، في حين تبقى الاشارة على لسان نجل الرئيس ميشال معوض، الى تفسير معنى شعار الذكرى "ان ربيع بيروت ازهر ربيعاً عربياً، اما لماذا تحرر حلم رينه معوض فلأن الانظمة العربية قمعت الاحلام وقتلتها، وها هو الربيع العربي يسقط هذا القمع". ويشرح معوض ان "لبنان الديموقراطي دفع ثمن ممارسات انظمة العسكريتاريا العربية، والتي ارادت الغاء هذ النموذج اللبناني لانه اصبح يشكل خطراً وتهديداً على وجودها. وان اجهاض ثورة الارز بالاغتيالات وقوة السلاح كان آخر ممارسات الانظمة العربية".

نسأل ميشال معوض هل سيكون "ربيع العرب" ربيع الحركات الاسلامية والقضاء على التعدد، فيرد بأن مقاربة الربيع العربي تكون من باب شعار "لبنان اولاً"، ويرى أن "نتائج ما يجري في العالم العربي ستتيح الفرصة للبنان لاستعادة هويته ونظامه وحريته التي عبثت بها الانظمة السابقة". ويشدد على ان "الدعوة الى التفاعل مع الربيع العربي هي لكي يتمكن لبنان من اداء دور فاعل فيها في اتجاه الحفاظ على الدولة المدنية التعددية". وعن المحاذير التي يتحدث عنها البعض يعتبر ان "لا تغيير من دون تحديات ومخاوف وارتدادات سياسية، لكن ذلك يدعونا الى مزيد من التفاعل مع محيطنا والخروج من عقدة الخوف لكي نكون رأس حربة الحرية والتعددية، مع الحرص على ألا ننسى ما فعلته الانظمة العربية بوجودنا وبلادنا".

والخوف لدى معوض ليس من التغيير بل من المعادلة القاتلة التي وضعت العالم العربي امام خيارين، اما استمرار الانظمة العربية الفاشية وممارساتها القمعية وإما تنظيم القاعدة وبن لادن. وفي رأيه ان "الانظمة لم تستطع الصمود، وثبت ان البديل ليس بن لادن وحركته، بل تيارات اسلامية معتدلة على غرار النموذج التركي، ولا داعي للتعامل مع هذا الامر بسلبية وحذر ما دامت احترمت التعددية والتنوع وارادة الشعوب".  ويؤكد ان "لذكرى الرئيس الشهيد رينه معوض هذه السنة بعدا آخر، فالنظام الذي أدى دوراً رئيسياً في تعطيل العدالة في ملف اغتيال الرئيس الاول المنتخب بعد اتفاق الطائف، ربما كان يتهاوى، وان سقوط النظام قد يفتح ملفات الاغتيال جميعاً وخصوصاً ملف والدي. لم يعد هناك من ادلة بسبب عامل الوقت والزمن واخفاء كل معالم الجريمة بهدف اعادة تشكيل الحقيقة لذلك ايدنا المحكمة الدولية، واعتبرنا ان الوصول الى الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه سيؤدي تلقائياً الى انصاف الشهداء كمال جنبلاط وبشير الجميل ورينه معوض، واحقاق الحق في المحكمة الدولية سيؤدي الى انصاف كل الشهداء وخصوصاً شهداء الاستقلال الثاني". لكن الاهم بالنسبة الى معوض ان سقوط النظام السوري "قد يؤدي الى رفع السرية عن شهادات كثير من المسؤولين السوريين والمرتدين عن النظام، وعندها ستتضح تفاصيل ما جرى قبل 22 عاماً عند جادة الصنائع قرب ثانوية رمل الظريف".

 

نقيب المحامين الجديد نهاد جبر لـ" النهار": أزمة تمويل المحكمة ظاهرية والتزام لبنان التسديد واجب ولا مأزق حكوميا

النهار/انطلق نقيب المحامين في بيروت نهاد جبر في ولايته لسنتين، وأول قرار اتخذه السماح للمحامين بابداء الرأي في وسائل الاعلام تحت سقف التمسك بالقانون النقابي الذي يحظر تناول ملفات عالقة امام القضاء في وسائل الاعلام يتوكل عنها المحامي.ويأتي هذا القرار بعد اعوام على تعميم نقابي حظر على المحامين التعاطي الاعلامي الا بعد اذن من النقابة وفي حالات ضيقة.أما ما يترتب على المحامي من خلال كلامه الاعلامي فيتحمل المحامي التبعة في حالات القدح والذم وما شابه حيث يتوقف مفعول الحصانة.

عرف جبر، الوالد لثلاثة شبان، العمل النقابي منذ عام 1994 عبر توليه ثلاث مرات العضوية في مجلس النقابة وتواصله المباشر مع قاعدة المحامين.قد يصح فيه القول انه البحر الهادىء الممتنع. أما هوايته المحببة فصيد الطيور في مواسمها، حتى أنه قصد بلدانا أوروبية لممارستها. وهنا استرعى انتباهه الصيد المنظم والمحدد في أماكن خاصة يرشد اليها دليل متخصص. ويرى في رده على اسئلة "النهار" ان اصابة الهدف في رحلة الصيد كان أسهل بكثير من الانتخابات الاخيرة ولاسيما قبل فتح صناديق الاقتراع حيث انهمك في تكثيف التحضير للمعركة ودحض شائعات عن سحب ترشحه لمركز النقيب، وأمكن معالجتها بواسطة وسائل الاعلام والرسائل النصية.

أما كيف يصف فوزه في وقت تبنت أكثرية الاحزاب فوزه، فيشير الى ان بداية ترشحه كانت نقابية وخاض حملة اتصالات بالمحامين ولقاءات بهم. ثم "كان الاتصال بالتيار الوطني الحر ورفضت خوض الانتخابات بلائحة تضم مرشحين اثنين لمركز النقيب. وتلقيت تأييدا علنيا كاملا من اول الطريق من حركة أمل والرئيس نبيه بري، وكذلك من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي اعتبرني خارج قوى 8 و 14 آذار، مؤثرا عدم الدخول في تجاذباتهما. وتوافق رأيهما وعدد من النقباء السابقين للمحامين، والاكثرية في الهيئة العامة للمحامين وجدتني مرشحا مستقلا عن السياسة وليس في الرأي النقابي. وعام 2000 قدمت استقالتي من العضوية بسبب اعتراضي على عقد التأمين الاستشفائي النقابي بالصيغة التي كان معروضا بها، مما أدى الى تعديل العقد وتوفير 700 الف دولار على صندوق النقابة. أما سائر الاصوات فنلتها من المحامين المستقلين وقسم من المحامين العونيين الذين وقفوا الى جانبي، واستطيع ان أسمي هنا النائبين في"التيار الوطني الحر" ابرهيم كنعان وزياد أسود وادغار معلوف ونصري سلهب".

¶ رأينا في عملية الفرز اصواتا من لائحة 14 آذار؟

- كان المقعد الرابع في لائحة 14 آذار خاليا وتربطني صداقات جعلت البعض منهم يضيفني على قرار لائحته. وهذا ناتج عن علاقة شخصية وكذلك من ان للمحامي رأيه الذي توجه نحو الخبرة". ورفضي مرشحا لمركز النقيب على لائحة ترك ردة فعل عند المحامين المستقلين لمصلحتي".

¶ ومن هم المستقلون؟

- "نقباء سابقون للمحامين ومحامون غير حزبيين ومحامون لا يحبون ان تدخل النقابة في السياسة وخصوصا" بالنسبة الى مركز نقيب المحامين. وكانت الانتخابات الاخيرة للمرة الاولى الاكثر حزبية علما ان نقابة المحامين هي للجميع، ولا أحد يمكن أن يأخذها الى مكان لا الى 8 ولا الى 14.

¶ هل ان مواقف النقابة كانت كافية في الاعوام الاخيرة على الصعيد الوطني؟

- ربما ابتعدت قليلا بسبب تركيبة المجلس إلا انها لم تغب يوما عن المواقف الوطنية ولاسيما الضرورية منها. وسيكون لها موقفها الوطني كلما يقتضي اتخاذه. وباكورة بياناتها في ولايتي انتقدت الفلتان الامني، والاعتداء على محامين. وطالبنا بتعيين رئيس لمجلس القضاء الاعلى لاكتمال عقده وملء الشغور واجراء التشكيلات القضائية. ونحن كمحامين نعاني من هذا الموضوع منذ نحو عام بإحالة رئيسه على التقاعد. وتمنينا على رئيس الجمهورية في زيارة مجلس النقابة له قبل ثلاثة ايام ووعدنا بإيلاء هذا الموضوع كل اهتمام.وشرح لنا ان الحكومة السابقة وضعت معايير للتعيينات وهي ستطبق. وتتلخص باختيار الأقدمية والأكفأ والأنسب".

ويصف جبر علاقة النقابة بالقضاء بأنها "ستكون على أتم تعاون.واتفقنا ومجلس القضاء وهيئة التفتيش القضائي خلال زيارتهم للتهنئة على لقاءات عمل وخصوصا ان وزير العدل كان نقيبا سابقا للمحامين ويلم بشؤون النقابة وعلاقتي به جيدة .وستصب كل هذه الامور في مصلحة القضاء والمحامين والنقابة". ووعد بتعزيز الاهتمام بمكاتب المحامين في البقاع والجنوب "حيث عقدنا اشتراكا عبر ممثل النقابة في مرجعيون لتزويد مركزها بالخطوط الهاتفية والتقنية .والامر نفسه بالنسبة الى مركز زحله لتعزيز التواصل بين النقابة وبينها".

وعلى الصعيد الوطني، يتمنى نقيب المحامين أن تمر هذه المرحلة بسلام على لبنان. ويعتبر ان الوضع فيه يرتبط بالوضع الاقليمي الذي يعيش غليانا. آملا في ان يعي اللبنانيون والمسؤولون تماما للحفاظ على لبنان وابعاده عما يدور حوله. ويعرب عن اعتقاده بأن "الأمور العالقة داخليا ستسلك طريقها الى الحل". مؤكدا ان قضية تمويل المحكمة الخاصة بلبنان ستحل من طريق الحوار والروية. وأستبعد ان تؤدي الى مشكلة أو الى أزمة حكومية انما ثمة خشية من الوضع الاقليمي ان يؤثر على الوضع الداخلي".

ورغم ان الازمة الناشئة عن تمويل المحكمة في أوجها، يوضح جبر "ان قضية التمويل ناشئة من مستحقات سابقة لأعمال قامت بها المحكمة خلال الحكومتين السابقة والحالية. وفي آذار المقبل ينتهي مفعول المعاهدة الموقعة بين الامم المتحدة ولبنان في شأن المحكمة. وحتى يحين ذلك الموعد في مطلع آذار فإما تجدد المعاهدة او يجري تعديلها او تلغى، عندها يمكن القول ان لبنان سيسدد هذه المستحقات او لن يسددها. وهي يقتضي تسديدها، وما يثار سياسيا في موضوع التمويل ليس سوى سبب ظاهري لأسباب أخرى.ولا يمكن ان يتحمل أي من السياسيين استقالة حكومة في هذا الظرف".

وعن التباين في وجهات النظر بين عقوبات يمكن ان تفرض على لبنان أو ايجاد الامم المتحدة مصادر تمويل من دول أخرى، يؤكد "ان الامم المتحدة قادرة على تمويل المحكمة، انما هذا التمويل هو واجب على لبنان. فالمبلغ المستحق يناهز الـ 25 او 26 مليون دولار ليس حجر عثرة أمام الأمم المتحدة، والبرهان على ذلك ان المستحقات متوجبة على لبنان منذ 11 شهرا" ولا تزال المحكمة مستمرة،انما هناك التزام لبنان تجاه الامم المتحدة الذي هو الاساس.فالمسألة ليست مادية".

وهل يخشى على مستقبل الديموقراطية والحرية في لبنان؟ يقول: "شهد لبنان أزمات أعصى من التي يمر بها اليوم. وحافظ الشعب على وحدته رغم كل الانقسامات والحروب واستمر محافظا عليها وعلى علاقاته بين كل المناطق. وهو سيبقى كذلك والا لن يكون لبنان. وكل ما يحصل اليوم على الساحة لن يؤثر على وحدة شعبه الذي لا يزال متكاتفا. فالمسؤولون وإن اختلفوا وحشدوا تظاهرات من هنا وهناك، الا ان تكاتف الشعب يعود عند انتهائها. وهذا ما حافظ على لبنان طوال الازمات لان اللبناني متعلق ببلده كما بديموقراطيته وحريته ولا يمكن لأحد ان يسلبهما منه. الربيع العربي في دول عربية حصل لغياب الحرية والديموقراطية اللتين نتنفسهما". ويلاحظ ان ثمة سقفا للمسؤولين في لبنان لا يتجاوزوه لخشيتهم على ذلك". ويعطي مثلا "عندما بلغ الانقسام بين الرئيسين كميل شمعون ورشيد كرامي هذا الحد عادا الى الاتفاق". كلوديت سركيس     

 

إطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل لا يمكن قراءته إلا إقليمياً"/نواب "المستقبل": الشعب السوري أسقط النظام ولم يعد هناك سوى دفنه

 المستقبل/اكد نواب "المستقبل" أمس، أن اطلاق الصواريخ من لبنان بإتجاه إسرائيل "لا يمكن قراءته الا قراءة اقليمية"، محذرين من ان "الجميع سيدفعون ثمن استعمال لبنان مجدداً كساحة لهكذا رسائل". ووصفوا ما عرضه وزير خارجية سوريا وليد المعلم من صور لأحداث جريمة حصلت سابقا في بلدة كترمايا ولأحداث في مدينة طرابلس بأنه "دليل على افلاس النظام السوري"، معتبرين ان "الشعب السوري أسقط النظام ولم يعد هناك من شيء سوى دفنه".

حوري

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، انه "بغض النظر عن عدد الصواريخ التي أطلقت فجر اليوم (امس) من لبنان بإتجاه إسرائيل، فلا يمكن قراءتها الا قراءة اقليمية"، قائلاًً: "لفتني الردّ الاسرائيلي الذي قال ان ليس هناك علاقة لـ"حزب الله" بهذا الأمر، ولا أعرف الى أي مدى يخدم هذا الأمر النظام السوري اذا كان وراء هذه العملية؟".

واعتبر ان "هناك مسؤولية تتحملها الحكومة اللبنانية"، منبهاً على ان "استعمال لبنان مجدداً كساحة لهكذا رسائل، سندفع جميعنا ثمنه". وأسف لأن "هناك عدداً من التنظيمات المسلحة على اراضينا تتصرف على هواها".

وأشار الى ان "حزب الله" عندما "يرى ان هناك نظاماً ينتحر في المنطقة فليس مجبراً ان ينتحر معه"، لافتاً الى ان "الحزب يتمنى بقاء النظام السوري ولكن اذا رحل النظام فليست له مصلحة بعرقلة الامور في الداخل". وجدد التأكيد ان "هذه الحكومة شكلت بقرار سوري ونفذت على ايدي "حزب الله"، وان السوريين يفضلون ان تبقى الحكومة ولكن (الرئيس نجيب) ميقاتي في مكان ما لا يمكن ان يتحمل عدم تمويل المحكمة".

وإذ أكد ان "الحكومة في حال موت سريري، ولكن ينتظر إعلان موتها"، أشار الى ان "موضوع تمويل المحكمة بالنسبة الى "حزب الله" من الكبائر لذلك سيقوم بالمستحيل لعدم تمويلها"، مشددا على انه "ليس هناك منة من احد اذا مولت المحكمة بل هذا واجب الحكومة".

وعن مهرجان طرابلس، قال: "في الشكل، سمعنا ان الحضور كان هزيلاً ولكن من شاهد موقع المهرجان لم يكن هناك موطئ قدم. أما في المضمون، نعم وجهنا رسائل سياسية، عندما قلنا خريف السلاح وربيع الاستقلال، اي ان السلاح غير شرعي والاستقلال لا يمكن ان يتم الا من خلال الدولة القادرة".

وتوقع ان يتقدم المعلم بإستقالته "بعد فضيحة ما عرضه من أفلام في مؤتمره الصحافي وظهرت أنها مركبة".

ضاهر

اشار عضو الكتلة النائب خالد ضاهر في حديث الى إذاعة "الشرق"، الى "اننا منذ تشكيل حكومة بشار الأسد في لبنان ندرك أنها جاءت لخدمة النظام السوري الذي يقع في مأزق أمام الإنتفاضة الشعبية في سوريا، وقد أظهرت الوقائع أن هذه الحكومة لا هم لها إلا خدمة النظام السوري، ولا زالوا متوهمين أن هذا النظام لم يسقط"، لافتا الى أن "الشعب السوري أسقط النظام ولم يعد هناك من شيء سوى دفنه".

أضاف: "العالم يدرك أن لبنان رهينة بيد النظام السوري وأن هذه الحكومة أنشئت وتشكلت بقوة السلاح غير الشرعي وتخضع لأوامر الأسد والمعلم، الذي كشف كذبه أمام الناس". واكد أن "هذه الحكومة لن تستطيع أن تواجه العالم برفض الإلتزام بالقرارات الدولية"، مشيرا الى "أن هذا الفريق لن يفرط بالحكومة العصب الأساسي في دعم النظام السوري". ورأى ان "النظام السوري تهمه هذه الحكومة وهو يضغط من أجل بقائها وتهمه أكثر من المحكمة، ولكن "حزب الله" محرج لأن المتهمين هم من الحزب"، معتبرا أن "الرئيس ميقاتي ليس أمامه إلا الإستقالة ومن واجبه الوطني والديني والعالمي والإنساني ألا يقف مع حكومة حماية القتلة والدفاع عنهم".

وشدد على أن "مهرجان طرابلس لم يكن موجها الى رئيس الحكومة إنما الى من هم خلف الحكومة، الى من أخذوا لبنان بعيدا عن وضعه الطبيعي وأساؤوا الى لبنان، وهذا الشعب لن يقبل في زمن الربيع العربي أن يوضع داخل السجن، وكان أعلن موقفه صراحة برفض هذا المنطق وهذه الممارسة".

أوغاسابيان

وصف عضو الكتلة النائب جان اوغاسبيان في حديث الى وكالة "الأنباء المركزية"، حادثة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل بأنها "رسالة خطيرة جداً الى المجتمع الدولي، خصوصاً الى جامعة الدول العربية التي فرضت مؤخراً عقوبات اقتصادية على سوريا"، مستبعداً "ضلوع اي طرف لبناني في الحادثة".

ورأى أن الوزير المعلم "كان واضحاً في كلامه أمس (الاول)"، نافياً ارتباط هذه الحادثة بطرح ملف تمويل المحكمة الدولية على طاولة مجلس الوزراء غداً (اليوم)". وأعرب عن تخوفه من "تطور هذه الحوادث الأمنية كي تستهدف قوات "اليونيفيل" مجدداً".

وتوقّع تأجيل جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم، "لأنهم ما زالوا يبحثون عن مخارج لتمويل المحكمة الدولية"، مؤكداً أنهم "محرجون لأكثر من سبب، والتأجيل بالنسبة اليهم هروب الى الامام". واعتبر أن "من المستحيل حصول تفاهم على ملف التمويل، خصوصاً في غياب الراعي السوري لانشغاله بأوضاعه الداخلية، واستقالة ميقاتي يقررها فقط الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله".

طعمة

شدد عضو الكتلة النائب نضال طعمة في تصريح، على ان "احتفال طرابلس، جاء ليذكر بالإرادة الشعبية الجامحة التي تؤيد تمويل المحكمة، عسى من هم في سدة الحكم يعون خطورة معاندتهم لإرادة الناس، وليؤكد الهوية الاستقلالية لطرابلس، التي تتشارك مع كل مدن هذا البلد في رفض التبعية والشمولية والشهادة للحق والحقيقة". ولفت الى ان "ما يجري الحديث عنه عن مخرج لتمويل المحكمة، بالحقيقة هو مخرج لأزمتهم لضمان استمرارهم في الحكم"، قائلا: "هم يعلمون أن ما بنوه على الباطل عندما صادروا التمثيل الحقيقي للناس لا يمكن أن يكون إلا باطلا، وليكفوا عن الهروب إلى الأمام، ففي النهاية سيصطدمون بإرادة الحياة عند الناس. فليختصروا المسافات وليرحلوا الآن من دون أن يجعلوا البلد أسير رهانات خاسرة في وجه أغلبية تعلن ربيعها في خريف هذا الشرق المتجدد".

حبيب

أوضح عضو الكتلة النائب خضر حبيب في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، انه "منذ بدء الأزمة السورية في آذار الماضي والإتهامات تتكرّر بحق نواب "المستقبل" حول التدخّل بالشؤون السورية"، لافتاً الى أنه "تم تزوير موقع إلكتروني باسمه يبث تأييد الإنتفاضة السورية، وكان الهدف منه استعماله كمصيدة للمعارضين السوريين في لبنان وفي دول اخرى". واكد ان "هناك انتفاضة شعبية، والشعب السوري أدرى بمصالحه"، طارحاً علامات استفهام حول "كلام المعلّم عن الأسلوب المختلف، وبعد ساعات معدودة أطلقت صواريخ من جنوب لبنان

 

بييتون زار صيدا وسعد رفض استقباله: نأمل أن يبقى حادث اطلاق الصواريخ محدودا

صيدا – النهار/ زار سفير فرنسا دوني بييتون امس صيدا للمرة الاولى على رأس وفد من السفارة، والتقى النائبة بهية الحريري ومحافظ الجنوب بالانابة نقولا بو ضاهر ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي، فيما رفض رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد استقباله "احتجاجا على سياسة فرنسا المنحازة في المنطقة". واثر لقائه الحريري أوضح بييتون ان البحث تناول "بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك وما يتعلق بالبرامج والمشاريع الموجودة في صيدا ذات الصلة بأفق التعاون والتفاعل والانفتاح بين لبنان والعالم". وعن اطلاق الصواريخ عبر الحدود الجنوبية قال: "ليس لدي معلومات، لكن نأمل ان يبقى هذا الحادث المكرر محدودا". وفي سرايا صيدا، لم يشأ بييتون الرد على سؤال عن الوضع الامني، وقال: "سعادة المحافظ أعلمني بما جرى، والقوات الفرنسية تشارك ضمن القوة الدولية، وهو حضور فاعل منذ 1972 ولا يتعلق بأي حادث أمني، بل هو دائم". ورفض الاجابة عن سؤال عن الوضع في سوريا. وعن زيارته صيدا، قال: "هذه المرة الاولى أزور المدينة. فبيروت ليست لبنان كله وفرنسا يجب ان تكون في كل المناطق، في الجنوب والشمال، ونحن الفرنسيين، موجودون من خلال المراكز الثقافية. والهدف الثاني من زيارتي هو الاطلاع من المسؤولين في المدينة على أوضاع المنطقة وامكان تطوير العلاقة بين فرنسا ولبنان على كل الصعد، وأهمها المجالات الثقافية والاقتصادية". ثم قدم هدية تذكارية للسفير الفرنسي عبارة عن أرزة لبنان.

وتعليقا على زيارته لصيدا وتمنعه عن استقباله قال سعد: "السفير الفرنسي غير مرحب به في مدينة صيدا في هذه المرحلة نظرا الى سياسة فرنسا المنحازة الى اسرائيل على حساب لبنان والقضية الفلسطينية، وبسبب مواقف الرئيس الفرنسي ومساعيه المحمومة لاستعادة دور فرنسا الاستعماري في البلاد العربية. وصيدا مدينة المقاومة والعروبة ترفض استقبال السفير الفرنسي لأنه يعبر عن السياسة الخارجية الفرنسية التي تعادي المقاومة، وتشكل رأس حربة في دعم الثورة المضادة في الوطن العربي بالتعاون مع الولايات المتحدة والحلف الاطلسي والرجعية العربية".

 

شمعون في مجلس عزاء أحمد الأسعد:تفكير الأسد يجب ألاّ يستمر في القرن الـ 21

النهار/أقام المستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد مجلس عزاء لمناسبة عاشوراء في دارته في الحازمية ، حضره رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، وعدد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والدينية وحشد من المواطنين. والقى شمعون كلمة جاء فيها: "تعودنا في لبنان على التعايش المشترك، والبعض الآخر استغل وجود طوائف عديدة لاثارة المشاكل وإدخالنا في الحروب، ولكن نحن في وعي كامل لهذه المشاكل ولن نسمح لهذه التجمعات والدول بأن تقف بيننا أو بين أولادنا وبين الأجيال الحاضرة والمقبلة". واضاف: "بعض الأحزاب والفئات تفسر الأمور لمصلحتها ولا تفكر في البلد، ومثال صغير على ذلك حزب البعث السوري الذي وضع كل أفكاره جانبا وما زال يريد ان يحكم البلاد والشعب بالقوة، بعدما استطاع الربيع العربي أن يثبت إنزال بعض الديكتاتوريات". واكد ان "أول دولة علمت العالم كله على الحريات كانت لبنان، ومهما كانت المشاكل كبيرة بيننا وبين سوريا فنحن نتعاطف مع الشعب السوري. ولكن ما احزنني كثيراً هو عندما دعا الرئيس بشار الأسد مجلس الشعب وقام بعرض تمثيلية صغيرة عن المخربين وكأن شيئاً لم يكن. كنت أظن أن الرئيس سيقف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء ولكنه استهزأ بالشعب وكأن شيئاً لم يكن. هذا النوع من التفكير غير إنساني ولا يجوز أن يستمر في القرن الـ 21 في الدول العربية وهو مرفوض تماماً.

 

النائب غازي يوسف دعا الى أن يسأل عون كيف هرّب الأموال الى باريس؟ ويرى نه لا يحق لكنعان تلفيق أكاذيب بلا اعتذار

أكد عضو كتلة "المستقبل" وعضو لجنة المال والموازنة النائب غازي يوسف، ان "نواب 14 آذار في اللجنة لا يزالون عند موقفهم المقاطع لترؤس الزميل ابراهيم كنعان للجنة، لأنه يستعمل ترؤسه هذا كمنبر إعلامي للهجوم على رموز 14 آذار وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة". وذكر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أمس، بأن "كنعان اتهم السنيورة "بالسرقة" ونحن ردّينا موضحين ان هذا الإتهام "غير دقيق" كي لا اقول سوى ذلك. وبناء على ذلك طلبنا من كنعان الإعتذار، فأصر على عدم الإعتذار. كما أصرّ على ان يقول لنا ان هناك عملاً بالسياسة وعملاً بالتشريع". وقال: "قبل ان يقرر كنعان اي "قبعة" سيرتدي (السياسة او التشريع)، لا يحق له استعمال منبر المال والموازنة للهجوم وتلفيق الأكاذيب من دون الإعتذار". وتعليقاً على اجتماع لجنة المال والموازنة الذي عقد أمس، قال: "لا مشكلة لدينا، وإذا اعتبر كنعان ان نصاب 6 أعضاء من أصل 18 هو نصاب لإتمام التشريع فهو حر، ولكن نحن في المقابل نذكّره بأن لجنة المال والموازنة ليست هي من تقرّ القوانين بل الهيئة العامة لمجلس النواب. ونحن بالتالي سنعود الى الهيئة العامة". وأوضح أن النائب جمال الجراح ناشد رئيس مجلس النواب نبيه بري "التدخّل لحل هذه المشكلة القائمة بيننا وبين النائب ابراهيم كنعان، ولكن لغاية اليوم لم يحصل اي شيء"، مؤكداً "نحن سنعبّر عن آرائنا في الهيئة العامة". وفي حديث الى قناة "أخبار المستقبل"، أوضح يوسف أن "تصفير حسابات الخزينة العامة للدولة يعني الإبتداء بصفحة صفر" والإنطلاق منها نحو إضافة الإيرادات المالية للدولة"، لافتًا إلى أنّ "هذا لا يعني أن "الصفحة صفر" لا يكون قبلها شيء، بل توجد هناك قيود قبلها"، وأكد أنّ "كل ما ورثه الرئيس (فؤاد) السنيورة حين كان وزيراً للمالية من الحروب الأهلية والحروب العونيّة العبثية، إنما أراد التحقق منه وأن يدقّق بالحسابات العامة لكي يتسنى له معرفة ماذا على الدولة وماذا لها"، مشدداً على أن "لا شيء ذهب هدرًا والدولة اللبنانية تستطيع أن تطالب بالحسابات".

وأشار الى أن "الرئيس السنيورة قام بجردة حساب فوجد أن هناك نواقص في ثلاث وحدات، وفي مقدمتها البنك المركزي في بيروت وجبل لبنان وخلُص آنذاك إلى أنّ الحسابات المالية العامة غير مكتملة"، وذكّر يوسف في هذا الإطار بأنّ "البلد كان في العام 1989 "خرباناً" وكانت قد خيضت حرب "السنتين" (حرب الإلغاء وحرب التحرير) وكلنا يعرف أن الجنرال (ميشال) عون كان يحوّل الأموال مباشرة الى قصر بعبدا بطريقة نقديّة وبعدها يحولها الى الخارج". وطلب يوسف من النائب كنعان "أن يسأل عون كيف حوّل الأموال من دون المرور بالخزينة وكيف هرّبها الى باريس" ؟.

 

"حزب الله": لا يظنن أحد أن بإمكانه إدارة لبنان مجدّداً

النهار/انتقد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم العقوبات العربية على سوريا. وقال في احتفال عاشورائي: "كنا نتمنى أن تعمل الجامعة العربية بوظيفتها الأساسية، وأهم وظيفة لها ان تحمي أرض فلسطين وأن تستعيد فلسطين وأن تناصر الفلسطينيين. من لا يعمل لتحرير فلسطين ونصرة فلسطين ليس عربياً وليس منصفاً ولا يستحق أن يكون بهذا العنوان الذي يجب أن يمتد لتحرير المقدسات، وإلا لا قيمة لهذا العنوان. أين الجامعة العربية من وظيفتها الأساس لتحرير فلسطين والقدس، ولوقف العدوان السافر على فلسطين ولبنان والمتكرر دائماً في كل آن؟". وأضاف: "لبنان القوي يختلف عن لبنان الضعيف، نحن في زمن لبنان القوي، وفيه لا قدرة لاحد على أن يعيد لبنان للوصاية الاجنبية اميركية كانت أم غير ذلك، وبالتالي لبنان الذي كان ضعيفاً، ولبنان المعبر الرخو للإضرار بسوريا لم يعد موجوداً ولو سمعنا أصواتاً، ولو حاول البعض أن يجر لبنان الى ملعب الوصاية الاجنبية خدمة لمشاريع اميركا واسرائيل، فهذا الأمر لم يعد ممكناً، لدينا لبنان القوي بإرادة أبنائه وكل خصوصياته". من جهة أخرى، اثنى النائب حسن فضل الله على الموقف الأخير لوزارة الخارجية اللبنانية الذي رفضت فيه العقوبات على سوريا، لافتاً الى "أن لبنان غير معني بهذه العقوبات، وهو لن يكون محطة لاسهداف سوريا ولا لحصارها ولا لفرض العقوبات عليها ولا لتهريب السلاح والتحريض على القتال فيها لأن استقرارها وأمنها ومنعتها من أمن واستقرار لبنان". وقال: "نريد للبنان ان يبقى هادئاً ومستقراً، ولا يظنن احد ان بإمكانه ادارة لبنان من جديد والعودة للتسلط على قرار الدولة من خلال الصراخ بين الفترة والأخرى والرهان على حصول تغييرات على مستوى الدولة والنظام في سوريا".

 

أسلحة وليد المعلم "الفاسدة" تفرقع من داخلها

 وسام سعادة/المستقبل

قيل الكثير عن أسباب الهزيمة العربية في حرب فلسطين، وانتشر بعدها الحديث عن صفقة "الأسلحة الفاسدة" التي يروى أنّها كانت تنفجر عند استخدامها، ثم تبيّن أنّها كانت دعاية شعبويّة للتحريض على النظام الملكيّ والحياة البرلمانيّة في مصر بما يؤدي لاحقاً إلى تمكين العسكر، كما تبيّن أنّه في الأساس ليس هناك شيء يدعى "أسلحة فاسدة"، بل أسلحة متقادمة أو غير متكافئة، وفي ما بعد سوف يفضّل جمال عبد الناصر الحديث عن "أسلحة قديمة" ابتلي بها الجيش المصري في أيّام النكبة.

لكنّ وليد المعلّم ليس سلاحاً متقادماً أو غير متكافئ أو معطوباً. إنّه دبّابة تُفرقع من داخلها ما أن يُعطى الأمر باستخدامها. تختلف حال الدبابة الديبلوماسيّة البعثيّة إذاً عن الدبابات الحربية، فخر الصناعة السوفياتية، التي يُقاتَل بها الشعب السوريّ الأعزل بشكل عام. الأسلحة الحربية التي يستخدمها الجيش البعثيّ، وفي مقدمّها أرتال الدبابات، تبيّن أنّ ثمّة مصلحة أكيدة للشعوب العربية، حتى بعد إنجاز ربيعها الديموقراطيّ الكبير، للإستمرار في عقد صفقات لشراء السلاح الروسيّ، وبالدرجة الأولى الدبابات. أمّا الأسلحة السياسية والديبلوماسية لهذا النظام، فمن المؤكد أنّها باتت الآن "أسلحة فاسدة".

في المؤتمر الأخير للمعلّم فرقعت دبّابته كذا مرة من داخلها من دون أن تتمكّن من إطلاق قذيفة واحدة. فناهيك عن الفضيحة الإعلاميّة المدويّة المتمثّلة بـ"الأشرطة الفاسدة" التي بثّها، فقد تطوّع المعلم في ثلاث مسائل اساسية للطعن في أهلية نظامه على الإستمرار لأشهر إضافية.

المسألة الأولى هي الدستور.

تكلّم المعلّم عن دستور قيد الإعداد. قال حيناً أنّه سينافس أهم دساتير العالم، وقال حيناً آخر أنّه سيضاهي - كلّ ذلك والمعلّم يتلقى قصاصة ورق من مساعدين له يا للإخراج البعثيّ الفطن، ليطالع بها العالم أجمع أنّه أُعمِمَ بأنّ اللجنة المكلّفة توصّلت إلى مسودة دستوريّة عصرية تلغي المادة الثامنة من الدستور. فهكذا، ومن دون مؤتمر قطريّ، ولا جمعية تأسيسيّة، وعلى حين غفلة، يبطل البعث عن كونه "الحزب القائد في المجتمع والدولة"، بقصاصة ورق "يتفاجأ" بها المعلّم أثناء مؤتمره الصحافيّ، ويحرص على أن يطلع البشرية جمعاء عليها، علّ الأمم الديموقراطية تتحضّر إلى السباق المحموم، مع نزول الدستور السوريّ العصريّ المزعوم إلى ساحة المنافسة.. قريباً جدّاً!

لكنّ هل يعلم المعلّم ونظامه ما الذي تكلّفهم إيّاه هذه الورقة ؟ إنّه إعتراف صارخ من جانب هذا النظام بأنّه في كامل هيئاته وتفريعاته نظام كرتونيّ. حتى الجمهور البعثيّ الذي لا شكّ في وجوده في سوريا، مثلما كان هناك جمهور نازيّ في ألمانيا لسنوات بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، هو جمهور يستحق أفضل من هذا!

أمّا المسألة الثانية التي طعن بها المعلّم في أهلية نظامه على الإستمرار أشهراً إضافيّة فهي الإقتصاد. قال ما معناه أن سوريا بلد مكتفي بذاته انتاجياً، وأن التضحية ستقتصر على الكماليات. هذه أيضاً خطيئة قاتلة. المجتمعات العربية جميعها من أغناها إلى أفقرها هي مجتمعات نامية، وتركيا وحدها من بين دول الجوار تقوم بخطوات جبارة منذ عشرين عاماً لمغادرة هذا التصنيف، ولم تفرغ من ذلك تماماً. ما حدث إذاً أن المعلّم يكابر على المظالم الإجتماعية في المجتمع السوريّ من ناحية، ويبشّر البرجوازية المدينية المستكينة إلى الآن بأنّها أوّل من سيدفع ثمن العقوبات العربية. فإذا أضفنا إلى ذلك أنّ هذا النوع من الأنظمة طرح نفسه في الأساس لقيادة حركة التنمية، وأنّ التصحيح الأسديّ زاد على ذلك مزاعم حول المواءمة بين التنمية الموجّهة وبين اقتصاد السوق، فإنّنا نخلص بأنّ النظام يفكّك نفسه على هذا الصعيد.

نصل إلى المسألة الثالثة: العروبة. وصف المعلّم اللحظة العربية الحالية ببالغة الرداءة. لكن لم يسبق يوم في تاريخ العرب الحديث أن انتشرت عدوى جماهيريّة ثوريّة بهذا الشكل من بلد إلى آخر، الأمر الذي يسلب من التصوّر البعثيّ والقوميّ العربيّ عموماً يومه الموعود، أي اليوم الذي تنزل فيه الجماهير العربية إلى الشارع في كل بلد عربيّ. طبعاً، الجماهير العربية نزلت في بلدان عدة هذه المرة، وبشكل متسلسل أو متزامن، إنّما ليسَ فقط ضدّ التصوّر البعثيّ، بل أيضاً ضدّ التصوّر القوميّ العربيّ، وباتجاه أولوية الأوطان من ناحية، وتعدّدية أبعاد الشخصية الوطنية لكل بلد من ناحية ثانية، وعلى أمل التمكّن من وعي التعدّدية الإثنية واللغوية والدينية أيضاً وأيضاً.

بالمختصر، عندما وصف المعلّم اللحظة الراهنة ببالغة السوء عربيّاً، وعندما شنّع على الثورة الليبية بالتحديد، كانت دبّابته الفاسدة تفرقع بشكل تكاد فيه ان تنفجر، وهي بين لحظة والتالية ستنفجر، ولنا أن نردّد مع حازم صاغية ما انتهت اليه خاتمة كتابه الشيّق الصادر الآن بعنوان "البعث السوري تاريخ موجز" أنّ هذا النظام و"لأنّه زرع الكثير من الريح يُقدّر أن تأتي العاصفة قويّة جدّاً، معها يتعلّم السوريّون السياسة بشروط قاسية جداً، وفي طريقها تجرف، في ما تجرف، تلك اللعنة التي شكّلت عنواناً لكوارث وطنية متتالية وستاراً لكذب كثير: حزب البعث العربيّ الإشتراكيّ".

 

ميقاتي "المنقذ" ذهاباً وإياباً

عبد الوهاب بدرخان /النهار

قبل أن يقول "نعم" عن استرئاسه للحكومة الانقلابية، بناء على طلبه ونزولاً عند رغبته ورغبة اخيه، كان نجيب ميقاتي يعرف جيداً ان الخلاف على المحكمة الدولية وراء القرار السوري – الايراني بإسقاط حكومة سعد الحريري، وانه اذ يؤتى به فللإنخراط في الحرب على هذه المحكمة، بل لقيادتها، باعتباره ممثلاً متماهياً مع وجهة النظر السورية، المطابقة لموقف "حزب الله" وحملته الشعواء على المحكمة.

لكن، في تلك اللحظة، كان الأهم عند ميقاتي ان يتبوأ المنصب، وأن يثأر – على ما يُقال – من حرمانه اياه بعدما ترأس حكومة الاشراف على انتخابات 2005 وكان وُعد قبلها بابقائه فيه. لم يكن واقعياً ان يعطى هذا الوعد، على افتراض انه صحيح، ولم يكن واقعياً ان يطلب ميقاتي وعداً كهذا ويتمسّك به وقد رأى بأم عينيه ان البلد دخل بعد الانسحاب السوري في معترك سياسي بالغ التعقيد والصعوبة ويتطلب حكومة برئاسة شخص معني جداً باستحقاقات المرحلة، واهمها متابعة قضية الاغتيالات السياسية التي توالت، والاشراف على العملية القانونية لبناء المحكمة الدولية.

لا يُظلم ميقاتي اذا قيل انه لم يكن معنياً بهذا المعترك. لا شك في انه عاش الازمة التي بدأت أواخر 2006 ولم تنته الا باستباحة بيروت في 7 أيار 2008، ولا تزال تداعياتها قائمة. لعله أدرك انها كانت من ارتدادات حرب تموز 2006، لكنها بدأت عملياً باستقالة وزراء "حزب الله" وحركة "امل" محاولين منع الحكومة من اقرار الاتفاق مع الامم المتحدة بشأن المحكمة الدولية. معلوم انه في تلك الفترة كان الاشتباه موجهاً على سوريا ودورها المفترض في الاغتيالات. لذلك فإن المرحلة لم تكن تناسب وجود ميقاتي في رئاسة الحكومة، اذ تنقصه دوافع فؤاد السنيورة للإصرار على اتفاق محكم مع الامم المتحدة، كما تنقصه القدرة على مواجهة "حزب الله" أو على قبول ما لا تقبله سوريا. ويفترض انه عرف قبل ذلك ان رفيق الحريري دفع حياته ثمناً لموقف، واذا لم يعرف ما هو هذا الموقف فقد كان عليه ان يسأل مئات ألوف اللبنانيين الذين خرجوا للمشاركة في "ثورة الارز"، اذ خرجوا لأنهم عرفوا. أجواء الترهيب والتهويل وعرّاضات القمصان السود التي استبقت الحكومة الحالية ورافقت ولادتها، اتاحت لميقاتي القول انه جاء "منقذاً" للبنان وللاستقرار وما الى ذلك. امضى الشهور الماضية وهو يطلق تصريحات مبهمة عن المحكمة وتمويلها، واذ بدأ رئاسته محبطاً من الداخل فقد حاول تلميع وضعه في الخارج، لكنه في كل محطة جبه بالمحكمة وقدّم وعوداً وعهوداً، الى ان حانت لحظة الحقيقة فأخرج ورقة الاستقالة لكنه لم يعد منقذاً بل "حامياً" للبنان واستقراره وما الى ذلك. أي إنه مفضل على اللبنانيين في الذهاب والاياب. لا داعي لمناورة كهذه، الا اذا كان من استرأسه استنفد اغراضه ويريد الآن ان يستقيله تحديداً لتمييع تمويل المحكمة وتضييعه، وبالتالي ادخال البلد في أزمة تراوح بين حكومة معطلة و7 أيار آخر، لعله بذلك يستدرج الاطراف المعنية لمراجعة دمشق.     

 

طريق النبعة - ساحل علما

سمير عطاالله/النهار

"علّمني أبي – بالتبنّي – أن احترم مشاعر الآخرين وألغي أيَّ أثر للفجاجة في كلامي وأن أقابل العالم أجمع بوجه باش جداً".ماركوس اوريليوس في "تأمّلات"

بعضنا يرفض أن يقبل، وبعضنا يرفض أن يصدّق، وبعضنا لا يقدر أن يستوعب ما يراه كل يوم: ثمة مرحلة انطوت. المألوف لم يعد مألوفاً، والرمال التي لم تكن تحرّكها الريح، صارت تحرّكها الأنفاس. المستحيلات السابقة صارت ألاعيب في الشوارع والساحات.

معمّر القذافي أغتُصب، في انتقام متوحّش، وتهاوت جماهيريته كالحصى. سيف الإسلام القذافي قطعت أصابع يده التي طالما هدّد بها المعارضين، ولن يلقى محاكمة مقبولة كما قالت الحكومة الجديدة. لأن العالم العربي والقانون لا يجتمعان، لأن الجروح التي تركها النظام العربي طوال نصف قرن حولتنا مجموعات متجلدة، انتقامية، او متربصة. لأن لا صفح في العالم العربي، الانتقام سوف يكون بربريا.

معمر القذافي كان نموذجا. ابناه كانا نموذجا آخر. المرحلة الماضية تُقتلع بالأظافر والقضبان الحديد، الضحية تقتدي بالجزار، وتذهب أبعد منه في فرض قانونها. الوحش لا يخرج من الناس بالتعاويذ والاستعانة بالجن شمشريش. الوحش لا يضبطه سوى القانون ولا تروضه سوى العدالة.

آسفنا أن يقول البطرك الراعي في رثاء ميريام اشقر، إنه لا يجوز ان يكون حراس الاديرة والكنائس من غير المسيحيين. قتلة النبعة، الذين اختُصوا بذبح الفقراء، كانوا من المسيحيين! الجريمة لا دين لها. وفي الحالتين، في النبعة وفي ساحل علما، القاتل الحقيقي هو الغائب. أي القانون. لن ينفع عائلة ميريام أشقر شيء بعد صباها، ولن يخفف من مأساتها الأبدية أن القاتل من دين آخر. لقد وقعت جرائم قتلة النبعة وساحل علما بهذه الوحشية وهذه السهولة وهذا الاستهتار، لأن القانون في لبنان هو التهمة، ومطبّقيه هم المعيَّرون المبهدَلون المؤنَّبون المعنَّفون، المطارَدون. ألم يكن قتلة النبعة يشعرون بالاحتقار للقانون وهم يخرجون كل يوم الى فرائسهم وكأنهم يخرجون الى وظيفة بلدية رتيبة؟

ليس من بلد خال من الجريمة، أو غابة خالية من الوحوش، لكن نوعيات الجرائم التي كشفت في الأيام الاخيرة، تبرز فيها وحشية الاستهتار. فنحن البلد الوحيد الذي يقرَّع فيه كل يوم القضاء، ويُطالِب سياسيوه بإلغاء الجهاز الأمني الأكثر فاعلية، وتُهاجَم فيه المحكمة العسكرية لأنها قاضت أو قضت خلافا لعاداتها.

في مثل هذا المناخ اليومي القائم منذ سنوات، يخيَّل إلى سفاكي النبعة انه لا ضرورة للذهاب الى العمل. كل ليلة سائق تاكسي وغلّته، وفي النهار يطلبون من الجيران التزام عدم الازعاج: رجاء بلا زعيق وقلّة أدب، دعونا ننام. رجاء.

حلّ بميريام الأشقر ما حلّ بها وهي عائدة من الصلاة. تخيّل نوعية المجرم. ولا ضرورة طبعاً لأن تتخيّل نوعية الضحية. الصبية التي لا تزال تطلب الخلوة إلى الله، في طمأنينة الكنيسة وسكينة الدير. والاصرار على الحضور. لم ينتق القاتل ضحيته من نهايات السهر بل من نهاية الصلاة والركوع.

في الجرائم المماثلة يترتب على الضحية جزء من مسؤولية: ثوب ما، او إثارة ما، او وقت ما. هنا، الوقت هو وقت الصلاة والثوب ثوب الصلاة وفي قلب ميريام انها كانت عند مريم الأم، تردِّد امامها التساعية مكرِّرة: تضرّعي لأجلنا.

كل يوم يسمع الوحش، ان هذه بلد سائب. كل يوم يسمع ان المتهم الوحيد هو القانون. كلما فقدت أُمٌّ ولدها وقف من يهدد: لا تسيّسوا الموضوع. يا عمي الموضوع مقتل شاب عائد الى منزله. ومثل ميريام اشقر سوف يتزوج بعد قليل. خذوا كل سياسات الارض واتركوا لتلك الأم ابنها. سياسة ماذا وتسييس مَن شاب يسقط على باب منزله؟ اسمحوا للأم على الأقل بالبكاء. امنحوها حق الحزن والهلع.

لا يدل ذلك على نفسية رافضي التسييس بل على حال الاغماءة الانسانية التي بلغتها البلاد. ولا يدل على انهم يرحبون بالجريمة، ولكن على ان المهم عندهم هو استنكار التهمة والدفاع عن المتهم. وعندما يصبح البلد مفتوحا امام جرائم لا متهم فيها، تنمو تلقائيا طحالب القتل السهل. او القتل المتسلسل. ويصير المطلوب هو القتيل والمارة حوله.

لا يجوز تجاهل انجاز الداخلية بالقبض على القتلة. وليست هي من يتحمل مسؤولية مناخ احتقار القانون في البلد، من الاشارات الضوئية الى الطريقة التي تقود بها النساء سياراتهن ويزعقن من الشبابيك، وغالبا اطفالهن على المقعد المجاور يتعلمون السلوك والادب والرقي.

ارتضى اللبنانيون، تحت باب لا حول ولا قوة، ان تمزِّق وحدتهم وهدوءهم الجريمة السياسية. لكن جرائم قتلة النبعة وساحل علما تستدعي الدراسة، لا التحقيق. ليس مهماً هنا العثور على القاتل فقط بل معرفة الدوافع التي تحمل قتلة النبعة على اعتبار القتل مجرد عمل يومي. ما الذي يجعل الاشقاء القتلة يعتقدون انه سوف يكون في امكانهم ذبح ضحية كل يوم، ثم شرب كأس عرق بالغلة التي كان يحملها الى اطفاله؟ ما هو السبب الذي يجعل شابا – أو أكثر – بدل ان يعمل سائق تاكسي ليعيش، يختار ان ينام ثم يفيق لقتل السائق العامل؟

كيف سينظر الانسان الى نفسه والى كرامته، عندما يعامل رئيس وزرائه بالطريقة التي يعامله بها حلفاؤه وشركاؤه؟ أو على الأقل الملقبون هكذا. وكيف يمكن ان ينظر الى مصيره، إذا كان رئيس الحكومة يقول إن وزير خارجيته لم يطلعه على الموقف الذي اتخذه لبنان في أهم قضية عربية مطروحة الآن؟ وما دامت قضيةَ سورية، فهي ليست عربية فقط بل لبنانية أيضا. وكيف يمكن ان يفكر المواطن العادي اذا اكتشف ان دولته غير قادرة على اتخاذ موقف واضح (دعك من الشجاعة) من مسألة وجودية مثل هذه المسألة، فيتغيّب الوزير المعني تاركا الحضور للسفير؟ الا يمثل السفير الدولة ويلزمها مثل الوزير او الرئيس او الحكومة مجتمعة؟ أليس من نهاية لهذا التشاطر البليد والمسطح؟

الذي تقوم به الجامعة العربية لا سابقة له في تاريخها، فهي تقرر فرض حصار اقتصادي حول دولة عربية رئيسية. وفي الماضي لم تكن تتفق على قرار إلا حيال الدول الهزيلة كلبنان. وفي كل القضايا التي طرحت عليها، كان لبنان هو الخروف الاسود في القطيع. وكان محمود رياض باشا يعطينا دروسا في المحافظة على ثلج صنين، بلهجته العسكرية الآمرة.

هذه المرة تلعب الجامعة ادواراً لم تحدث منذ غزو العراق للكويت. ففي الحالة الليبية هي التي مهدت لعملية التغيير التي قادها حلف شمال الاطلسي، وفي المسألة السورية تتصرف للمرة الاولى كهيئة تنفيذية لا كمجلس جمعي يكتفي بالخطابيات وتبرير البقاء. تقع كل هذه المتغيرات، وتحدث كل هذه الظواهر وسط هزات عربية تتغير معها ملامح المنطقة. فالمشروع القومي العربي الذي بدأ مع جمال عبد الناصر يأفل لحساب ظاهرة "اخوانية" تقدم نفسها بشيء من "الحداثة".

لكن جوهر الامور واحد وهو ان المشروع القومي المدني قد اخفق. لقد اعطي فرصة نصف قرن على الاقل لم يحقق خلالها النصر العسكري ولا الدولة المدنية. غرق في الفساد، وتمادى في التخلف، وحجب الحريات، ولم يؤمّن الرغيف. من اقصى المغرب الى ادنى المشرق، سلسلة من الاخفاقات والفشل، والشيء الوحيد الذي تضاعف هو عدد المواليد الذين بلا اي مستقبل. وفيما يعلن انه في الطريق الى فلسطين، دمر صدام حسين ثروات العراق في حروبه مع العرب وايران. وذهل معمر القذافي عندما طولب بعد 42 عاما بالذهاب: جراذين وزنقات. ورفع سيف الاسلام القذافي سبابته في وجه 5 ملايين ليبي، يحقّرهم ويوبخهم ويمننهم بأن والده علة الوجود.

لو عاش عبد الناصر لكان ضبط سلوك ذلك الارعن الشقي الذي سماه "أمين القومية العربية". كان ذلك كمن يصر على ان للشعر إمارة بعد احمد شوقي. لكن هذه، بلاد العرب اوطاني من بغداد الى تطوان. الالقاب أهم شيء. وليس مهماً ابدا ماذا تعني. الحقيقة هي الشعار وليس الحقيقة.

عندما اراد الحسن الثاني اشراك الناس في الحكم، نادى على الدكتور عبد الرحمن اليوسفي، آخر الوجوه القومية بعد علال الفاسي والمهدي بن بركة. الآن ينادي محمد السادس على زعيم حزب "العدالة والتنمية"، اللقب الجديد لـ"الاخوان". ثمة مرحلة آلت إلى نهاية محزنة. جاءت العروبة ولم تعرف كيف تبقى. جاءت الاشتراكية وأعطيت للباشاوات الافظاظ. جاء الضباط ولم يعرفوا كيف يخرجون من الثكن الى الوطن، ومن التحية الى الحرية. وكنت اتمنى لو كانت هناك كلمة مشجعة وسط هذا العتم المضرَّج. لا شيء. سوى تعزية الى والدة ميريام الاشقر، التي كانت تصلي طلبا لغد فيه ظلم أقل، ولأبناء سائقي التاكسي الذين ناموا بلا عشاء.

 

هل أصبح ذهاب ميقاتي ضرورة للنظام السوري؟

مصطفى علوش /المستقبل

"إن لم تنل عزّ الحياة بصارم  ولا قلم فالموت أبقى وأستر"(الكاظمي)

قد يكون عنوان المقالة خارج السياق المتداول في السياسة اليوم، خصوصاً لاعتبار أنّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي أتت في بدايات الثورة في سوريا بتسهيل من النظام السوري، وتأييد من "حزب الله"، إنّما أتت لتكون جزءاً من منظومة سياسية وديبلوماسية دفاعية واستباقية لمعسكر الممانعة. فقد كان النظام السوري يومها في وضع يريد أن يؤكد فيه سعة باعه الاقليمية وقدرته على لعب أوراق خارج حدوده، كما أنّه كان بحاجة إلى دولة إضافية تدعم موقفه في مختلف المحافل، وهذا ما أكّدته هذه الحكومة ديبلوماسياً من خلال المواقف في الأمم المتحدة وفي مجلس الجامعة العربية، وأكدته أيضاً أمنياً من خلال التغاضي حيناً وبالترهيب أحياناً. قد يكون النظام السوري بحاجة أيضاً إلى نافذة اقتصادية إضافية في حال اشتدت الضغوط الدولية عليه.

كل هذا يعني أيضاً أنّ الرئيس نجيب ميقاتي، بالرغم من كل الحيثيات الشخصية التي يحاول أن يوحي بها، ما هو إلا خيط من خيوط الشبكة العنكبوتية التي نصبها النظام السوري في لبنان، ووضعها كصمّام أمان للطوارئ، خلال فترة الوصاية وبعدها، وتشمل هذه الشبكة الآلاف من العملاء الظاهرين والنائمين والسياسيين والصحافيين والأمنيين المرتبطين بطريقة أو بأخرى بالمخابرات السورية.

وهذا يعني أيضاً أنّ هامش المناورة للرئيس ميقاتي قد يكون أوسع بعض الشيء ممّا كان متاحاً للرئيس عمر كرامي بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري لناحية اتخاذ مواقف عزّ حاسمة، ولكن هذا الهامش أصبح ضيّقاً بالتأكيد بعد وصول الثورة السورية وتداعياتها على النظام هناك. على هذا الأساس فإنّ احتمال أن يكون الرئيس نجيب ميقاتي يتصرّف من دون تنسيق دقيق مع "صديقه" بشار الأسد هو احتمال بعيد بالمعطيات المنطقية إلا إذا قرّر دولته المغامرة "بالقفز من السفينة قبل ارتطامها بالصخور"، مما يؤشر إلى أنّه أصبح مقتنعاً بقرب سقوط النظام في سوريا وحاجته بالتالي إلى الحدّ من خسائره السياسية والشعبية والنأي بنفسه عن شبكة العنكبوت المنصوبة. وهنا لا أحد منّا قد يعلم بماهية الأوراق التي يحتفظ بها هذا النظام بحق دولته لمنعه من الجموح إلى مواقف ثورية.

أما الآن وقد وصلت الأمور إلى مرحلة المأزق، فما هي الحلول أو الاحتمالات الممكنة على صعيد الوضع الحكومي؟ فإنْ كانت رغبة النظام السوري استمرار الحكومة الحالية كحاجة ضرورية، وتعويم الرئيس ميقاتي شعبياً، فقد تدفع حلفاءها إلى إعطائه فرصة الانتصار في ملف تمويل المحكمة إما مباشرة بالتصويت داخل الحكومة، وإما مواربة من خلال المراسيم أو من خلال مجلس النواب، وقد طُرحت في الإعلام سيناريوهات متعدّدة لهذا الاحتمال.

هناك احتمال آخر وهو أن تكون هذه الحكومة "الصديقة" لمعسكر الممانعة قد قلّلت من هامش العبث في مسألة الأمن، لأنّ لبنان في وجود حكومة متعاونة أصبح أرضاً صديقة، وأي عبث أمني سيرتد حتماً على صنّاعه. أما في حال ترك رئيس الحكومة ليقدم استقالته فقد يؤشّر ذلك إلى انطلاقة مرحلة جديدة عنوانها الملف الأمني، وقد يكون ما حدث في الجنوب من إطلاق صواريخ مقدّمة لهذا التوجّه الذي فيه ذهاب حكومة الرئيس ميقاتي من ضرورات المرحلة.

إنّ هذه المعطيات تؤكد أنّ لبنان اليوم وغداً سيمر في مرحلة دقيقة على مختلف المستويات، وقد لا يكون من مصلحة أي من القوى السياسية أن تكون فيها في سدّة الحكم خوفاً من أن تقع تبعات المرحلة عليها وعلى مستقبلها السياسي. حتى ولو سقط النظام السوري في وقت قريب، فإنّ الرؤيا لا تزال غامضة بالنسبة إلى كيفية التعامل مع المعطيات الداخلية وأهمها موقف "حزب الله" وردود فعله على المتغيّرات الاقليمية.

() عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل

 

وداع بعثي للعروبة!

ميشيل كيلو/الشرق الأوسط

لفترة غير قصيرة، اعتبر العقل البعثي العروبة مفهوما يحمل معنى وحيدا هو بالتحديد والحصر ذاك الذي أعطاه لها ميشيل عفلق، مؤسس حزب البعث، الذي عمل خمسين عاما في السياسة لم يكتب خلالها أكثر من ألف صفحة ليس بينها أي بحث نظري أو عملي عن مرتكز رؤيته الرئيسي: العروبة والأمة.

بعد انقلاب الثامن من مارس (آذار) عام 1963 بقليل، حكم قادة الحزب بالإعدام على مؤسسه، وربطت السلطة الجديدة العروبة بسياساتها السلطوية غير الحزبية، خصوصا بعد عام 1970، وتخلق نظام استبدادي من طراز شمولي تبنى تعريفا واحدا لها يقتصر على خدمته وتعزيز طابعه الشمولي/ القمعي. لا عجب أن ترتبت على ذلك نتائج وضعت العروبة والفكرة الوحدوية النابعة منها في مواجهة الديمقراطية وما ارتكزت عليه في تاريخ العالم الحديث من مواطنة وحرية ومدنية وحقوق إنسان، الأمر الذي سلب العروبة قدراتها التغييرية والإنسانية، وحولها عن وظيفتها الموعودة، وحال بينها وبين تحقيق قيم الحرية والعدالة في سوريا، ووضع السلطة في مواجهة حثيثة وشرسة مع حملتها، الذين فقدوا أهليتهم كمواطنين وانقلبوا إلى خونة وأعداء للأمة، بينما قوضت السلطة ما ترتب على وجود الجماعة السورية من تكوينات وتشكيلات مجتمعية، وطنية كانت أم أموية (نسبة إلى أمة)، وأحلت محلها تشكيلات ما قبل مجتمعية/ ما قبل وطنية، كانت العروبة آيديولوجيتها الوظيفية، لذلك حملت دوما طابعا فئويا مجافيا لما كان يفترض أنه طابعها الحقيقي: المفتوح، الذي كان يعد بتجاوز هذه التشكيلات، التي عبرت عن نفسها من خلال النظام الأمني وأجهزته السرية، بعد أن سادت ومادت ونجحت في قلب العروبة سلاحا آيديولوجيا، نفر أغلبية الشعب من الفكرة العربية وما فيها من نزوع وحدوي، وقد كان إلى الأمس القريب يحظى بتأييد واسع، لكن عروبة البعث نجحت في نزع وتقليص تأييد قطاعات واسعة من المواطنين له خلال السنوات الخمسين الماضية من حكمه.

وككل آيديولوجيا فاشلة، غدت العروبة وظيفية، إن خدمت النظام وساعدته على قمع الشعب معنويا وروحيا، كانت خيرا وبركة، وإلا أنزل «شعبه» إلى الشارع لإدانتها وصب اللعنات عليها وعلى العرب، أفرادا وشعوبا وأمة، فالعروبة السلطوية المعادية لمواطني سوريا، لم تكن تستطيع أن تحب إخوتهم من المواطنين العرب، ولعله لا داعي للتذكير بما ألصقته بهؤلاء من عيوب خلال سنوات كثيرة ماضية، وما ألحقته بهم من أضرار فادحة في لبنان وفلسطين والعراق والأردن وليبيا والخليج، وقبل هذا وذاك في سوريا ذاتها، حيث نشأ وترسخ، رغم النظام، الوعي بدور البعث المعادي للعروبة، وكرهه المواطن العادي بسبب ما حمله من عداء لهوية الحركة القومية كحركة أسست ودعمت في أوروبا الحديثة الحرية وحقوق الإنسان والوحدة الأموية.

كشف النظام خلال الأيام الأخيرة عن حقيقة فهمه للعروبة وموقفه من العرب، حين أنزل آلاف الأتباع إلى الشوارع كي يشتموا أمتهم وينزعوا عنها أي ملمح حديث أو إنساني، ويرددوا ما يقوله أعداؤها الصهاينة عنها، وينسبوا جميع المنتمين إليها من حضريين وريفيين إلى البداوة والتخلف والصحراء والرمل، ويعلنوا خروج النظام السوري من العروبة - كأنه كان فيها سابقا - وتبنيه أفكارا واتجاهات كان يشتمها البارحة وينظر بغضب إلى حملتها باعتبارها قطرية ذميمة واستشراقية ساقطة. واليوم، يرد النظام الاعتبار لفكرة سخيفة كثيرا ما لاحق واضطهد أتباعها، تقول بتفرد السوريين الحضاري وتفوقهم على العرب، الذين تحولوا من أمة كان البعث يفاخر بأهليتها التاريخية والحضارية إلى بدو يعيشون على الغدر واللؤم والخيانة، يريدون الانتقام من سوريا - وليس من النظام! – وردها إلى حيث يوجدون هم: في عالم التخلف والعداء للحضارة والتقدم، والكذب والفساد!

أنتج النظام السوري انطلاقا من آيديولوجية سماها في ما بعد قومية/ اشتراكية، كانت خليطا من رؤية ما قبل أموية للعرب واشتراكية ما قبل مدنية فرضتها على واقع كانت قد زعمت خلال وقت طويل أنها لا تناسبه. بعد انهيار السوفيات واشتراكيتهم، وقف النظام على ساق آيديولوجية واحدة هي قوميته المعادية للحرية والإنسان، وها هو يفصح اليوم عن حقيقتها كعروبة ضد قومية، يوجهها ضد العرب لأنهم لم يؤيدوا قيامه بسحق جزء رئيسي منهم هو شعب سوريا، بعد أن أجبرتهم وحشية القمع على الامتناع عن تأييده وبعثت الخوف في نفوسهم، فطالبوه بوقف حربه ضد شعبه، كي لا يجدوا أنفسهم مجبرين على معاقبته.

وكان غياب مؤسس النظام، الرئيس الراحل حافظ الأسد، قد آذن بغروب شمس آيديولوجية البعث، وتلاشي قدراتها التعبوية والتضليلية بانقلاب «الوحدة والحرية والاشتراكية» إلى نقيضها، وتحقيقها عكس ما كانت قد تعهدت بتحقيقه طوال قرابة ثلث قرن، مما حول وعد الوحدة إلى سلطوية عمياء تعيش على العنف، والحرية إلى قمع مطلق لا يوفر بشرا أو حجرا، والاشتراكية إلى نهب مفتوح جرد قطاعات شعبية واسعة من ملكيتها وسلب الإنسان حقه في أن يعيش من قوة عمله.

بدل أن يسعى نظام بشار الأسد إلى إجراء إصلاح شامل ينتج من خلاله بعض الشرعية لنظامه ويتخطى حقبة التحول التي أعقبت وفاة والده، لجأ إلى وسائل زادت من إفلاس النظام الآيديولوجي وانكشاف عجزه، هي: استخدام الكذب على أوسع نطاق من أجل الالتفاف على مطلب الإصلاح، الذي كان قد غدا شعبيا وملحا، ووضع مصير البلد بين أيدي أجهزة الأمن، التي انفردت تماما بحكم سوريا بعد المؤتمر القطري الخامس عام 2005، وانتهاج سياسة إفقار استهدفت إرهاق المجتمع وتفتيته. يفسر هذا حجم غضب الشعب السوري على رئيس نظامه وإصراره على المطالبة برحيله، وانغماس المواطن البسيط في أنشطة يومية توجهها معادلة بسيطة: التحرر من النظام القائم أو الموت. والغريب أن النظام كان قد خطط منذ وقت طويل لضمان وجوده من خلال جعل هلاك الشعب مسألة وقت، بعد أن فقد قدرته على الفعل المفيد وانقلب إلى نظام يرسي شرعيته على قدراته الردعية، التي لا بد أن تتمكن من كبت الشعب ومنعه حتى من مجرد التفكير بنفض نيره عن كاهله، وإرغامه على الركون إلى سلبية فيها موته السياسي والفيزيائي: هدف كل ما فعله النظام قبل الانتفاضة الشعبية بوسائل السياسة، وبعدها بأدوات الحرب.

تخلى النظام عن العروبة كي يتبنى مفهوما لا يرقى إلى أي صعيد مفاهيمي. لذلك، كانت مظاهرات أتباعه تعبيرا عن الانحطاط الذي بلغه، ونجح في نقله إليهم، وتجسد في خطاب لم يتضمن أي شيء آخر غير المفاخرة بشتائم كتلك التي يتقنها المنتمون إلى العالم السفلي، الذين ينخرط قسم كبير منهم في منظمات شبيحة تدافع عن النظام بعنف قاتل لا يحتاج إلى أي غطاء آيديولوجي أو تجميلي: وبالمنطق الأخير الذي انتهى إليه: بقاؤه في السلطة أو إبادة الشعب!

ليست هذه النتيجة مباغتة، ألم يبدأ النظام عروبته بإقصاء الأكراد عن الحياة العامة، ثم بإخراج قطاعات متزايدة من السوريين منها، وصولا إلى إرسائها على قاعدة ما قبل مجتمعية/ ما قبل وطنية، تمييزية وجزئية، لم تبق فيه مكانا لغير مزق سلطوية استأثرت بكل شيء، ووضعت يدها على المعرفة ووسائل الاتصال والإعلام والخدمات العامة، بعد أن حشرت الشعب في منظمات فئوية تجعل مراقبته لحظية والتحكم فيه آنيا، وتصيبه بشلل دائم يمنعه من المطالبة بأي تغيير؟

أليس وضع سوريا الراهن نتاج هذه السيرورة، التي جعلت حياة النظام من موت الشعب، وحياة الشعب رهنا بالخلاص من النظام؟!

 

إيران ما بين الجهاد الاقتصادي والانتحار

عادل الطريفي/الشرق الأوسط

حين تعقّد المشهد السياسي في إيران عشية الثورة 1978، حاول الشاه المريض آنذاك، استرضاء الشارع الإيراني الغاضب بتسمية شريف إمامي لرئاسة الوزراء، نظرا لتحدره من عائلة دينية، وللعلاقات التي تربطه ببعض رجال الدين الإيرانيين. بادر إمامي إلى نقض قرارات الشاه السابقة التي أثارت ضده شيوخ الحوزة الدينية وتلامذتها، فأقفل دُور القمار، وألغى التقويم الإمبراطوري، وحل حزب النهضة الحاكم، وفتح الأبواب أمام مزاولة النشاط السياسي وتأسيس الأحزاب، ولكن تلك المحاولات فشلت، لأن حالة العصيان المدني، واستمرار الإضرابات، والصدام المسلح مع المتظاهرين، دفعت بالأغلبية الصامتة إلى الوقوف مع الثوار الشباب بعد أن تعطلت الحياة الاقتصادية والمعيشية. حينها قال إمامي عبارته الشهيرة: «لقد بلغت حدة انعدام ثقة الشعب بنا، إلى درجة أننا لو قلنا لهم بأن الوقت نهار.. فلن يصدقونا». يوم الأحد الماضي (27 نوفمبر/ تشرين الثاني)، أقر البرلمان الإيراني مشروعا يستهدف خفض العلاقات مع بريطانيا، بغرض تبرير طرد السفير البريطاني ردا على مشروع العقوبات المالية الجديدة، التي أقرتها المملكة المتحدة، وقد ردد أعضاء البرلمان بحماس «الموت لإنجلترا»، في الوقت الذي حظرت فيه بريطانيا التعاملات البنكية مع إيران، بما في ذلك البنك المركزي الإيراني. يتوقع الخبراء أن يصاب الاقتصاد الإيراني بنكسة شديدة في حال أقر الاتحاد الأوروبي غدا، مشروعا يقضي بحظر استيراد النفط الإيراني. وإذا ما أضيفت هذه العقوبات إلى سلسلة العقوبات التي أصدرتها الولايات المتحدة، مع تلك المتوقع صدورها من مجلس الأمن، فإن البنك المركزي الإيراني الذي تصب فيه عائدات 2.2 مليون برميل يوميا، قد يجد نفسه أمام معضلة كبيرة تذكر بالأزمة الاقتصادية التي واجهتها إيران في صيف 1988، وكانت سببا غير مباشر في قبول وقف إطلاق النار مع العراق. إعلان الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي عن مشروع قرار إضافي يستهدف البنك المركزي الإيراني قد يدفع بالبنوك والشركات الدولية إلى وقف تعاملاتها مع إيران، مما سيعرض أرباب التجارة، وحتى المواطنين الإيرانيين العاديين بصفة مباشرة، إلى وقف الحوالات الخارجية، وتعطيل عمليات الاستيراد والتصدير اليومية. يقول روبرت ماكنلي من مجموعة «رابديان» للطاقة: «سوف يرغم المشروع المقترح سائر الدول على الاختيار ما بين التجارة مع الولايات المتحدة أو إيران». يجادل البعض بأن العقوبات على إيران ليست جديدة، وأن بوسع النظام الإيراني الالتفاف عليها، كما كان يصنع في السابق، وهم يشيرون إلى أن هناك دولا اعتادت على ظروف العقوبات الاقتصادية لسببين: أولهما، أن اقتصاد هذه الدول في جزء كبير منه تقليدي، ويركز على السوق المحلية والإنتاج الداخلي، ولهذا فإن فرص تضرره بقطع معاملاته مع بعض الدول الغربية، لا تؤثر كثيرا. فهناك أسواق أخرى قادرة على تعويض النقص في المعدات وقطع الغيار. ثانيا: أن هذه الدول قد طورت مع الوقت آليات وطرقا تستطيع من خلالها الالتفاف على تلك العقوبات، بحيث إن أقصى ضرر ممكن أن يطالها هو التأخير والتعثر في بعض القطاعات، حتى تتمكن من تجاوز الأزمة. هناك أمثلة كثيرة في هذا الشأن، فعندما حظرت بريطانيا على طائرات الخطوط الإيرانية التزود بالوقود من مطار هيثرو، لجأت الخطوط الجوية الإيرانية إلى حيلة، بأن عقدت صفقة مع شركة «انفراتيل» النيوزيلندية المالكة لمطار مانستون في مقاطعة كينت الإنجليزية، حيث تضطر الطائرة إلى التوقف للتزود بالوقود من مانستون قبل العودة إلى طهران. كما تواصل إيران إنشاء شركات اسمية في دول آسيوية وعربية وأوروبية، وتجد المئات من الشركات الغربية المستعدة للعب دور المحلل لصادراتها ووارداتها من الغرب. وعلى الرغم من ذلك كله، فإن الأزمة الراهنة تبدو أكثر خطورة من سابقاتها، فالمصرف الإيراني المركزي كان على الدوام بعيدا عن التجاذبات السياسية للنظام الإيراني، وكانت طهران تحرص دائما على عدم توريط شركة النفط الإيرانية أو البنك المركزي الإيراني في أي من نشاطاتها الخارجية، بوصفهما شرياني التغذية الرئيسيين للاقتصاد الإيراني، ولهذا فإن استهدافهما بالعقوبات قد تعتبره إيران اعتداء مباشرا على سيادتها كدولة، ورغبة في تعطيل الاقتصاد الإيراني حتى تتقبل الضغوط الغربية عليها. أيضا، تأتي هذه العقوبات كأخبار سيئة مقارنة بما حققته الحكومة الإيرانية من سلسلة إصلاحات بنيوية في المؤسسات الاقتصادية، التي حظيت بتقريظ حتى من صندوق النقد الدولي. لقد نادى المرشد الأعلى السيد علي خامنئي في (مارس/ آذار) الماضي خلال عيد النيروز، بأن تكون بداية العام الفارسي «عام الجهاد الاقتصادي»، ولأجل ذلك تمكنت حكومة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد خلال العامين الماضيين من خفض النفقات الحكومية، عبر إعادة هيكلة بعض برامج الدعم للسلع الغذائية ووقود الديزل، وتحويل تلك الأموال مباشرة بشكل إعانات اجتماعية للفقراء، ولكن على الرغم من ذلك تبقى طهران بلدا غير قادر على النمو الاقتصادي بسبب نظامها الداخلي والعقوبات الدولية، وحيث تكلفة برامج الدعم الحكومي تساوي أو تفوق حجم العائدات من البترول («الإيكونومست» 23 يونيو/ حزيران). أضف إلى ذلك نسبة بطالة تتجاوز 16 في المائة، وعجزا كليا عن زيادة الإنتاج على الرغم من كل الدعايات الحكومية المروجة للاكتفاء الذاتي والتصنيع المحلي. لقد انخفض دخل الفرد الإيراني بمقدار 30 في المائة عما كان عليه زمن الشاه، والاقتصاد الصناعي - بما في ذلك التصنيع الحربي - الذي تدعيه إيران لا يتجاوز إعادة التجميع، أو عرض تعديلات صناعية على تكنولوجيا مضى عليها قرابة الثلاثة عقود. حتى الصواريخ التي تعلن إيران عن تطوير مداها تنتمي إلى حقبة الحرب الباردة، وتفتقر إلى الدقة والتوجيه بالأقمار الصناعية، وإلى توافر نظام استطلاع متقدم وأجهزة اعتراض صاروخي دفاعية. هل يعني هذا التقليل من التهديدات الإيرانية؟ لا، فتقرير الوكالة الدولية للطاقة الأخير يثبت نية النظام الإيراني تطوير - أو حتى شراء - أسلحة نووية. أما محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن فتعزز فكرة أن النظام الإيراني لن يتورع عن القيام بأي أعمال من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة، ولهذا فإن التركيز على المفاصل الاقتصادية للنظام الإيراني، من شأنها أن تجبر إيران على التراجع عن مسارها التخريبي، والقبول بالإشراف الدولي على مشروعها النووي. لا بد أن نتذكر أن إيران بعد حرب العراق واجهت أزمات اقتصادية حادة، وكان النظام يختار في كل مرة أن ينحني للعاصفة، ويتقبل التغيير بدل الانتحار. لقد قام بذلك، كما أشرنا آنفا في 1988، فقبل شروط وقف إطلاق النار التي كان يرفضها منذ 1984، وسعى بشكل محموم إبان عهد الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني إلى انفتاح اقتصادي على أوروبا والخليج أنقذ إيران من العجز الاقتصادي بعد الحرب، ثم في 1996 حينما أثر الانخفاض الحاد في أسعار النفط على معدلات البطالة بين الشباب، حتى بلغت 28 في المائة، لجأ النظام بعد انتفاضة الطلبة الجامعيين إلى قبول نتائج الانتخابات التي جاءت بتيار محمد خاتمي والإصلاحيين من داخل النظام إلى الحكم. في «السيرة الذاتية لجعفر شريف إمامي»، يروي حبيب لاجوردي (1999) عن إمامي، أن قراره بقبول تشكيل الحكومة في 1978 كان صعبا، لأن الإصلاحات الاقتصادية التي قام بها سلفه جمشيد آموزكار (1977 - 1988)، قد أصابت الاقتصاد الإيراني بالركود. يرى إمامي أن أسباب الثورة كانت متعددة، ولكن العامل الحاسم في سقوط نظام الشاه بتلك الوتيرة المتسارعة، كان في الانهيار المالي والشلل الاقتصادي اللذين ضربا البلد جراء إضراب عمال النفط، وتوقف كبرى المؤسسات الخدمية عن العمل، حتى الجيش وجد نفسه منهكا وغير قادر على ضبط الأوضاع الاقتصادية مع تراجع معنوياته، وتوقف المبادلات الاقتصادية في سائر البلاد. النظام الإيراني الحالي يعتقد أن قدرته على التحمل تفوق قدرة الشاه، ولكن تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران قد يدفع إلى ثورة جديدة قد تفوق ما شهده بعد انتخابات 2009، وحينها قد لا ينفع النظام اللجوء إلى الحرب أو إغلاق المضايق، فذلك انتحار اقتصادي. يقول كريم ساجدبور من مؤسسة «كارنيغي»: «هناك فرق بين نوازع القتل والانتحار (homicide v.s. suicide)، وقد تعودنا أن النظام الإيراني قد يقبل على القتل، ولكنه ليس انتحاريا، بل يحرص على البقاء».

 

كلام كبير لجنبلاط في ذكرى ميلاد والده

 فادي عيد /الجمهورية

يحاذر رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الدخول في مواقف سياسية حادة، ولا سيما تجاه النظام السوري، وذلك لجملة اعتبارات تدفعه إلى التريّث، خصوصاً بعد المواقف التي كان أطلقها من على شاشة تلفزيون "المنار". فقد عُلم أن بعض الأصدقاء تمنّى عليه التخفيف من مهاجمته للنظام السوري، وثمّة معلومات تتحدّث عن أن القيادة الروسية فاتحت "أبو تيمور" في هذا الشأن عبر اتصالات مباشرة معه من خلال العلاقة التاريخية التي تربط المختارة بموسكو التي سبق لها أن تدخّلت لحماية جنبلاط شخصياً وسياسياً في محطات مفصلية وحسّاسة من خلال العلاقات المميّزة التي تربطها ببعض القوى الإقليمية. ومن هذا المنطلق لا يزال خط دمشق مفتوحاً للوزير غازي العريضي، الذي بدوره، ومن على إحدى الإذاعات المحلية لم يهاجم وينتقد بعبارة واحدة النظام السوري، وكان محور إجاباته ضمن العموميات، ما يعني أنّ تواصله مع القيادة السورية قائم، أو أنّ نافذة دمشق عبر اللواء محمد ناصيف لا تزال مفتوحة أمامه. هذا إضافة إلى أنّ جنبلاط لا يريد أن يغضب "حزب الله" في هذه المرحلة الدقيقة باعتبار أنّ الأخير، أي الحزب، يقوم بالدفاع المستميت عن النظام السوري، الأمر الذي يدركه تمام الإدراك رئيس الاشتراكي، الذي يشدّد في كلّ مناسبة،على ضرورة التواصل والتنسيق مع "حزب الله" على خلفية الإبقاء على الاستقرار والهدوء في الجبل. ومن هنا لوحظ أنّه وفي موقفه الأخير والأسبوعي لجريدة "الأنباء" تمنّى على البعض اعتماد لغة هادئة وعدم التبارز إعلامياً، غامزاً من قناة بعض الخطباء الذين تكلموا في مهرجان طرابلس، الذي أقامه تيّار "المستقبل"، حيث شنّت حملات عنيفة على "حزب الله"، وخصوصا سلاح المقاومة، الأمر الذي أزعج جنبلاط، الذي يعتبر أنّ الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى تفاهمات وقواسم مشتركة حول هذا السلاح. وهنا فإنّ تيّار "المستقبل" وبمن فيهم الرئيس سعد الحريري وكلّ مكوّنات الرابع عشر من آذار لا يجارون جنبلاط في هذا الموضوع، على أساس أنّ الحزب أعلن، كما الرئيس نبيه بري، بما معناه أنّ السلاح خط أحمر و"نقطة على السطر".

وانطلاقاً من هذا الواقع، ترى الأوساط المحيطة بحركة الزعيم الجنبلاطي أنّه يوَقّت حراكه السياسي ومواقفه على ما ستفضي إليه الأوضاع في سوريا، إذ ثمّة من يعتقد أنّ جنبلاط حتى الآن غير مقتنع بالسقوط الحتمي للنظام السوري، وإن تمنّى ذلك لألف سبب وسبب، خصوصاً أنّ لديه اتصالاته الدولية ومع بعض القوى الإقليمية من العارفين بهذا النظام ولا سيما منهم روسيا، إذ غالباً ما يتلقى زعيم المختارة إشارات روسية حول الشأنين الإقليمي والدولي. لذا يكمن السؤال ماذا ستكون عليه السياسة الجنبلاطية في المرحلة المقبلة، وماذا سيقول جنبلاط في ذكرى ميلاد والده أوائل الشهر المقبل، حيث تشير المعلومات إلى حشد سياسي وشعبي وكلام لجنبلاط قد يقوله في هذه المناسبة، في حال لم تتوافر له المعلومات المؤكدة عن سقوط النظام وكلّ ما يتعلّق بما يجري في سوريا ليبني على هذا الشيء في موقفه الذي سيصدر من المختارة، لأنّ هذه المناسبة تعني له الكثير ويسعى ليضمّنها كلاما كبيرا!

 

التعاون الإسلامي" ترفض "بالإجماع" تدويل أزمة سوريا وتدعوها للإستجابة لقرارات الجامعة العربية 

نهارنت/دعت منظمة التعاون الاسلامي سوريا الى "الاستجابة" لقرارات جامعة الدول العربية رافضة تدويل الأزمة في قرار اتخذته "بالإجماع". ودعا بيان للمنظمة دمشق الى "الاستجابة لقرارات جامعة الدول العربية" كما طالبها ب"التوقف فورا عن استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين (...) من اجل تجنيب البلاد خطر تدويل الازمة". وجدد البيان "الالتزام بسيادة ووحدة سوريا ورفضها التدخل الاجنبي". وقررت الجامعة العربية قبل ثلاثة ايام فرض مجموعة من العقوبات الاقتصادية على سوريا، وهي المرة الاولى التي يتخذ فيها مثل هذا الاجراء ضد احدى الدول الاعضاء. والاجتماع طارىء ومخصص للجنة التنفيذية في المنظمة لكنه مفتوح العضوية على المستوى الوزاري لبحث الاوضاع في سوريا. وقال الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلي للصحافيين "تم تبني البيان بالاجماع كما انه يعكس التوازن داخل المنظمة، كونه يؤكد الحرص على سوريا صونا من التدخل الاجنبي كما يؤكد حرص الامة الاسلامية على ارواح السوريين". واضاف ان المنظمة "تدعو سوريا الى التجاوب ايجابيا وتوقيع بروتوكول (بعثة المراقبين) حقنا للدماء، وطلبنا تحرير السجناء السياسيين والاسراع في الحوار مع المعارضة والقوى السياسية والسماح للمنظمات الانسانية بالدخول" الى هذا البلد. وتشن السلطات السورية منذ منتصف اذار الماضي حملة لقمع تظاهرات تطالب بتنحي الرئيس بشار الاسد اوقعت اكثر من 3500 قتيل بحسب الامم المتحدة.مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

بيان "التعاون الإسلامي" الختامي: دعوة سوريا إلى التوقيع على مذكرة إرسال المراقبين إليها

أعلن الأمين العام لـ"منظّمة التعاون الإسلامي" أكمل الدين إحسان أوغلو أنّ "البيان الختامي للمنظّمة بشأن سوريا تمّ تبينه بالإجماع"، مشدّدًا على حرص المنظّمة الإسلاميّة على "أرواح الشعب السوري"، ومشيرًا إلى أنّها وجّهت، في هذا الاطار، "نداء قويًا بوقف سفك الدماء والاخلال بحقوق الانسان وقتل المدنيين".

إحسان أوغلو، وفي مؤتمر صحافي تلا خلاله البيان الختامي للمنظّمة عقب انتهاء اجتماعها المخصّص لبحث الوضع في سوريا، ذكر أنّ البيان دعا إلى "الإسراع في الحوار" في سوريا"، مشيرًا إلى أنّ "هناك تكاملاً وتوازنًا بين القرارات التي صدرت"، ولافتًا، في هذا الاطار، إلى أنّ "البيان يدعو إلى وقف إراقة الدماء وحماية حقوق الانسان وبالوقت عينه يقف ضدّ التدخّل الأجنبي".

وإذ أكّد أنّ الدول الإسلاميّة في المنظّمة دعت في بيانها الختامي "سوريا إلى الاستجابة لقرارات جامعة الدول العربيّة وإلى توقيع البروتوكول الذي تمّ اقتراحه حقنًا للدماء"، أضاف إحسان أوغلو أنّ الدول في بيانها دعت أيضًا "سوريا إلى تحرير السجناء السياسيين لديها". وتابع إحسان أوغلو بالقول إنّ المنظّمة "دانت الاعتداءات التي تقع على السفارات الأجنبيّة والهيئات الديبلوماسيّة في سوريا". كما شدّد على أنَّ المنظّمة دعت سوريا إلى "التوقيع على مذكرة إرسال مراقبين إليها". ورداً على أسئلة الصحافيين، كرر أوغلو أنَّ تدويل الأزمة السورية غير مرحّب به.  ولجهة ما إذا كانت الدول الإسلاميّة ستوافق على العقوبات المفروضة على سوريا، أجاب: "لا توجد إشارة واضحة في هذا الأمر في وثيقتنا"، وتمنى على "الحكومة السورية بأن تتعاون لحل الأزمة".(رصد NOW Lebanon)

 

قهوة ما دخلني

محمد سلام/لبنان الآن

ثلاثةُ مشاهدَ تَختزلُ المواقفَ العربيةَ الرسميةَ من الثورة السّورية:

 -قهوة ما دخلني: يتربّعُ على كراسيها لبنان ويُعَبّر عنها بموقف سياسي خسيس هو "النأي بالنفس" عن اتخاذ موقف ضد نظام الأسد أو تطبيق مقررات تعاقب نظام الأسد.

-نادي ألعاب التسلية: تقبع فيه منظومة العمل العربي المشترك، يلعب بعضها "الدَومينو" وبعضها يتلهَى بالدَاما والبعض "يبارز" على طاولة البلياردو.

-المسلخ: مخصَص لمحور ما يسمى ممانعة. بعضه يسوَق القطيع، البعض يذبح، والبعض يسلخ، والبعض يقطّع ويوزّع اللَحم على المفترسين باعتباره أضاحي.

 في التفاصيل:

 - قهوة ما دخلني ليست مقهى ناصية Café Trottoire حيث يتحلّق خليط من المثقَفين والمتقاعدين وأدعياء الثقافة والعاطلين عن العمل حول فناجين القهوة صباحاً وعصراً. يدخلون في نقاش يتناول ما تتداوله الصحف، أو ما يخطّه بعض الكتبة في زوايا الفكر الذي ... لا يفكّر.

قهوة ما دخلني ليست pub يتجمع فيه من لا تضمّهم قاعات نقاش أو صالونات سياسيَة، يتبارون في "تحليل" مجرى أحداث اليوم على وقع قرع الكؤوس وقضم الجزر المُقَطّع مخلوطا بالملح وإفراغ المطافي من أعقاب سجائر تفوح منها روائح زكيَة لا تساعد على الذَكاء.

قهوة ما دخلني أشبه بكهوف الأزقَة في الأحياء الشعبيَة التي تدفنها المدن خلف عماراتها الشاهقة وشوارعها الفارهة.

هذا يمتصُّ من كوب، شايُهُ أسودُ اللون، ذاك يمّز قهوة من تفل استنقع في أسفل فنجان، جاره يوزَع مهام راحتيه بين مداعبة حُبَيْبات سُبّحته أو المسح على لحيته. إلى طاولة قُريبة يجلس من "يطالع" صحيفة سباق الخيل وآخر أخبار فتح النفس، وفي الزاوية شخص "متطوَر تقنيا" يلاعب مفاتيح جهازه الخلوي. الصمت يغلّف المكان لا يخترقه سوى صوت نادل رث الزي تستلقي على راحة يده صينيَة حُمّلت أكواباً متعددة الأشكال تحتوي السائل نفسه الذي يُقَدّم لكل طالب، بغض النظر عمَا طلب.

الصمت سيَد المقهى، التخاطب يقتصُر على لغة الإشارة. وإذا سأل أحدٌ الروَاد عن الوقت بأن أشار بسبابته اليُمنى إلى معصمه الأيسر، يخرقُ النَادلُ القاعدة فيصيح "ما دخلني" وللتأكيد على انزعاجه يلّوح بمعصمه الأيسر الذي لا تحيطُه ساعة.

نادل الحكومة اللبنانية اختصر مشهد "قهوة ما دخلني" وأطلق عبارة "النأي بالنفس" بمعنى: ما دخلني إذا ذُبح الشعب السوري. ما دخلني إذا قرّر العرب معاقبة نظام الأسد. بل ما دخلي كي أكون موجوداً؟ بل ما دخلني، أنا لست موجوداَ إلا للدَفاع عن الأسد ونظامه. أما ما يناقضُ ذلك من مهام فأنا "قهوة ما دخلني".

بل "دخلني" أن أكونَ نادلاَ واستعطي من عاهل السَعودية إنقاذا للأسد، لعلّي أنقذ موقعي –أي موقع ما دخلني- أيضا بعد سقوط الأسد. أنا لي دخل في شأن واحد فقط هو أن يكون "ما دخلني".

لبنانُ الرسميُّ ليس "زبونا" في قهوة ما دخلني. لبنانُ الرسميُّ هو قهوة ما دخلني، ويمارسُ علَة وجوده حتى بالامتناع عن الدخول إلى نادي ألعاب التسلية فيما العربُ يتسامرون ... بالوضع السَوري.

 - نادي ألعاب التسلية: بين الدومينو والداما وطاولة البلياردو اختار العرب مؤخرا لعبتهم المفضَّلة: فرض عقوبات اقتصادية ومالية على نظام الأسد.

قبل عدة سنوات كان المجتمعُ الدوليُ، ومعه كل العرب، قد فرض عقوبات مماثلة على الشقيق الصدَامي للبعث الأسدي. فماذا كانت النتيجة؟

جاعَ الشعبُ العراقيُ، وما جاع صدَام بالعقوبات.

قُتلَ الشعبُ العراقيُ، وما سقط صدَام بالعقوبات.

وكان المشهدُ اليومي في عراق صدَام البائس يُختَصر بصناديق خشبيَة فارغة تُحمَلُ على الأكُف على أنها نعوش لأطفال، يسيرُ في "جنازاتهم" الافتراضية شبَيحة النظام البعثي الاستبدادي.

الضحايا الحقيقيون في عراق صدَام دفنوا في قبور جماعيَة من دون جنازات. ولم يتم اكتشاف قبورهم إلاَ بعد سقوط توأم البعث.

الشهداء عُثر على قُبورهم فقط بعدما أسقط الغزو الأميركي نظام صدَام.

فهل يُنقذ العرب الشعب السوري من مهزلة العقوبات التي أبقت صدَام متخماً لمدة 12 عاما؟

وهل يُنقذ العرب الشَعب السوري من مهزلة العقوبات التي لن تجيع نظام الأسد، خصوصاً وأن جنازات شهداء سوريا تسيرُ وراء جثث مكشوفة لا وراء صناديق خشبية فارغة؟

خصوصاً وأن الذين يسيرون في جنازات شهداء الشعب السوري هم ... الشعبُ السوري الذي يسقطُ منه أيضاً شهداء أثناء جنازات الشهداء.

خصوصاً وأن الجنازات التي نشاهدُها في سوريا تقتصر فقط على جثامين الشهداء التي لم يسرقها شبيحةُ الأسد لإلقائها في ... المسلخ.

 - المسلخ: مشهدُهُ ضاجٌ بامتياز. صراخٌ ينبعثُ من كل القطاعات. "الذبيحةُ" يتذمرون من كثرة النعاج، فتطلبُ إدارة المسلخ أخصائيين في الذبح من مسلخ حزب السلاح اللبناني وشقيُقه الصدري العراقي.

دائرة السلخ أيضا تتذمر من الضغط. تطلب الإدارة مساعدين من الحزب الحرداني للمساهمة في السلخ والتنظيف والتقطيع.

توزيع الأضاحي على ... المدافن أيضا يعاني إغراقاً. قتقرَر الإدارة مصادرة المدارس والمعاهد والمؤسَسات المدنية لتحويلها، تدريجاً، قبوراً جماعية.

إدارةُ المسلخ حريصةٌ على ألا تترك أحياء في المعتقلات لأنها تخشى دروس سجن الباستيل الفرنسي وسجون صدام التي، عندما فُتحت أبوابها عنوةً، خرج "النزلاءُ" أحياءَ فالتهموا الأخضرَ واليابس.

إدارةُ المسلخ حريصةٌ جداً على ألا تترك أحياءَ، وأيضا على ألا تتركَ أخضرا يقتاتُ به ... الأموات.

إدارةُ المسلخ تريد يباساً تاماً حولها قبل أن يقذفُها الشعب إلى يباسها، فيما نادي ألعاب التسلية العربي يتلهى بعقوبات ... ولكن بذكاء هذه المرة.

 ذكيٌ نادي ألعاب التسلية العربي، يَفرض عقوبات على نظام الأسد لا ليُبقيه حياً 12 عاماً كما حصلَ مع صدام، بل كي يتمكنَ النادي العربي من إقفال فروع تَسليته في سوريا ... قبل اليَباس الكامل للمسلَخ. (تابعوا عدد المصارف العربية التي ستخرج من فروعها السورية في أسبوع)

 السؤال، لبنانياً: ما هو مصيرُ "قهوة ما دخلني" بعد اليباس الأسدي في سوريا؟

الإجابةُ غير متوافرة حالياً. ولكن يبدو في حكم المُؤكد أن أحداً لن يتمكنَ من المحافظة على روّاد القهوة تحت عنوان "ما دخلهُن".

 

توقعات مانجيان

عـمـاد مـوسـى/لبنان الآن

فيما يلاحظ المراقبون أن حكومة النشيد الوطني في نزاعها الأخير، وإن محاولات إنعاشها لن تفيد ولو عادت إلى الحياة فستكون كمن ضربه فالج ولم يقضِ عليه تماماً.

وفيما تنتظر القوى السياسية إعلان الوفاة بين يوم ويوم، أو على الأقل في أسابيع وتتهيّأ لمرحلة تصريف الأعمال، توقّع وزير الدولة بانوس مانجيان "بقاء الحكومة حتى العام 2013 رغم التحديات التي تواجهها محلياً وخارجياً".

علامَ بنى بانوس توقعاته؟

على علم الفلك والأبراج أو علم الفراسة؟

الوزير مانجيان كما الرئيس ميقاتي من برج القوس (السبت آنيفرسير العميد التاسع والخمسين) ومما ينصح به برجهما قبل أن ينصحا أحد "إحذر يا قوس فأنت تائه اليوم من كثرة الاحداث التي تواجهك. خفف مزاجيتك وحاول ان تركز على ما تفعله ولا تكن مهملاً وعجولاً في كل عمل تفعله".

وأميل إلى الإعتقاد أن مواليد القوس في الحكومة اللبنانية فعلاً تائهون  بعكس مواليد برج البراجنة المدركين ما يفعلونه.

أما إذا كانت توقعات سيادة العميد مبنية على علم الفراسة. فليحدّق جيداً في وجه الحبيب نجيب الذي يعلو قرابة المترين عن سطح الأرض فسيرى أملاً مفقوداً وحزناً وخيبة.

أو ليتفرّس في جبهة نابوليون الأمة العربية الخالية من تجاعيد العمر والتعب، وفي عينيه الناريتين ولينر دروبنا ويطمئن القلوب الخائفة من سقوط  الحكومة قبل العيد.

على أي معطيات إتكل معاليه؟

على محبة مستجدة بين أحمد كرامي وجبران باسيل؟

على "سمباتي" متمادية  بين شربل نحاس ومحمد الصفدي؟

على رؤية أممية واحدة بين سمير مقبل وشربل نحاس؟

على وحدة مسار ومصير بين وائل أبو فاعور ومحمد فنيش؟

على تناغم فكري بين نيكولا الثاني صحناوي وغازي العريضي؟

على اتفاق جنتلمن بين الثلاثي علي قانصو ووليد داعوق وعدنان منصور بأن ينسحبوا معاً إيد بإيد والساعد يشبك ساعد إن لم يقر بند تمويل المحكمة؟

كيف ستبقى الحكومة إلى الـ2013؟

بعجيبة من القديسين الكاثوليكوس كريكور لوسافوريتش "المنور" الكبير وديمتريوس ونيكولاووس مجتمعين؟

أو بصلوات على روح الميت ـ الحي؟

أو بدعاء  يومي، فجر كل يوم؟

أو بتقديم الذبائح والأضاحي؟

وهل يتوقع فريج ما يتوقعه بانوس؟ أو لكل منهما مصادر وحي واستشراف وطريقة في ضرب المندل وقراءة الغيب؟

قبل التوقع الأخير أمل مانجيان أن تُقر الموازنة قبل رأس السنة، وجزم بأن "تحوّل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال تبقى أمنيات وآمال عند بعض الافرقاء، لكنها لن تتحقق".

عدا إقرار الموازنة الوشيك، وصمود الحكومة الأكيد. إليكم ما يتوقعه مانوجيان أيضاً:

سعر الذهب يضرب بالألفين.

الرئيس بشار الأسد يحبط المؤامرات الخارجية.

"حزب الله" يعدّ لفيلم بوليسي جديد.

وليد المعلم يتابع دورة إخراج ومونتاج في طهران.

غسان مخيبر يتزوّج.

سعد الحريري يعتزل السياسة.

غيمة سوداء فوق عنجر. شبح رستم يحوم مع سنونوات الربيع.

نجمة كبيرة يضربها حبيبها ويورّم جسمها.

ابراهيم كنعان يفوز بمسابقة الخزنة الضائعة والكنز المفقود.