المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 28 آب/11

انجيل القديس متى 06/19-21/الغنى

لا تجمعوا لكم كنوزا على الأرض، حيث يفسد السوس والصدأ كل شيء، وينقب اللصوص ويسرقون. بل اجمعوا لكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسد السوس والصدأ أي شيء، ولا ينقب اللصوص ولا يسرقون. فحيث يكون كنزك يكون قلبك.

 

عناوين النشرة

*14 آذار "البطيئة"/نصير الأسعد/لبنان الآن

*الوزير الأردني السابق والكاتب السياسي صالح القلاب: لولا النظام السوري لما وُجدت "دويلة حزب الله" داخل لبنان 

*الراعي بدأ زيارته لمنطقة كسروان: لتجاوز الصعوبات في الحياة الوطنية من خلال الغفران والتسامح

*سليمان التقى جنبلاط في بيت الدين

*مصادر فرنسية وبريطانية: الأسد وحاشيته قد يلجأون إلى لبنان/حميد غريافي/السياسة

*مصادر فرنسية وبريطانية: الأسد وحاشيته قد يلجأون إلى لبنان/حميد غريافي/السياسة

*ترجيحات بأنهم مازالوا في أحد المربعات الأمنية في لبنان بحماية قيادة نصر الله/أوسع مطاردة استخباراتية في تاريخ "الانتربول" للمتهمين من "حزب الله"/حميد غريافي/السياسة

*غبطة البطريرك صفير تسلّم المجموعة الثالثة لأعماله الكتابية: موقفنا ثابت ولم نُحرَج من نشر الوقائع

*شمعون :تهديدات عون بالانسحاب من الحكومة قد تكون مشهدا من مسرحية يُشرف حزب الله على إخراجها للإطاحة بالحكومة

*ضاهر: لا يحق للمعتدين على الجيش ان يتحدثوا عنه/ندعو حزب الله الى التعامل مع المحكمة وفق القانون والعدالة

*سامي الجميل :حزب الله يمارس سياسة الاستيطان بطريقة تشبه عمل اليهود في اسرائيل

*كتلة المستقبل طلبت موعدا من قهوجي للاعتذار منه

*قائد الجيش كان على علم مسبق بتحركات القمصان السود

*سماحة: مسلحون من فريق "المستقبل" دخلوا الى سوريا و تم ايقافهم هناك

*خطتنا افضت لشبه الغيبوبة الحكومية... جعجع لنصرالله: اكثر من مليون لبناني يديرون ثورة الارز لا فيلتمان وبييتون

*رئيس كتلة "نواب زحلة" النائب انطوان ابو خاطر ردا على نصرالله: تخوين شريحة كبيرة من اللبنانيين هو اكبر خدمة لاسرائيل

*3 موقوفين بالاعتداء على الشماس الحكيم في لاسا 

*السنيورة: حزب الله يساهم في عملية حماية واخفاء المتهمين الاربعة

*القوى الامنية تحقق في اختطاف سوريَين بعد دقائق من دخولهما البقاع

*14 آذار: الخلاصة أن نصرالله يهدد مرة أخرى الرأي العام اللبناني

*وزير الخارجية الايراني: على سوريا الاستجابة للمطالب المشروعة لشعبها

*خطف رجل أعمال سوري ومحاسبه في البقاع بعد دخولهما مباشرة إلى لبنان من المصنع

*المشنوق: الحكومة تضم وزراء من حزب متهم/ندعم الثورة السورية والمسيحيون قلب لبنان

*لجان التنسيق المحلية": نصرالله طائفي.. وكلامه جزءٌ من حملة النظام السوري

رحال يدعو ميقاتي إلى التحرّرمن "مطرقة الضاحية وسندان الرابية"

*هل يحتجب "نداء ايلول" لمجلس المطارنة/هيام القصيفي/النهار

*أمير قطر: الحل الأمني فشل في سورية

*مبادرة روسية في مجلس الأمن للالتفاف على مشروع القرار الغربي

*سوريا: إلى مزيد من العزلة العربية/علي حماده/النهار

*تسخين النزاع العربي ـ الإسرائيلي لإنقاذ النظام السوري/باسم الجسر/الشرق الأوسط

*نظام دمشق: من اللوزي إلى فرزات/عبد الرحمن الراشد

*الأسد يقول إنها أزمة أخلاقية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*العالم يحاصر النظام السوري/منذر خدام/الشرق الأوسط

*فنانون ومفكرون سوريون: ضرب علي فرزات رسالة همجية لبث الخوف في أوساط المثقفين/استنكروا خطفه وتعرضه للضرب على أيدي مسلحين مؤيدين لنظام الأسد

*المجموعة الدولية لا تستجعل بت إجراءات عقابية/اجتماع الجامعة فرصة جديدة للنظام السوري/روزانا بومنصف/النهار

*هل يذهب ملفّ الكهرباء بحكومة ميقاتي كما ذهب شهود الزور بحكومة الحريري/اميل خوري/النهار

*أيلول شهر الامتحانات الصعبة والحاسمة لحكومة ميقاتي/هل من قرار اتهامي ثانٍ بعد عيد الفطر يقلب الأوضاع/ابراهيم بيرم/النهار

*الحكومة أمام تحدّي تسوية ازمتها وإعداد قانون جديد للكهرباء/والمعارضة تشترط درس المشروع قبل إقراره في المجلس/سابين عويس/النهار

*القذافي من باب العزيزية إلى أين؟/بقلم سليم نصار – لندن /النهار

*السيد نصر الله: لبنان اصبح مأزقا لاسرائيل.. وسيأتي يوم نصلي فيه في الأقصى

*الشعب السوري الشقيق يستحق وقفة وفاء.. حوري: عون اعتاد أن يعلن ما يُبلّغ به لا أكثر ولا أقلّ 

*من أين لكما هذا يا عون وباسيل؟.. حبيب لموقعنا: عيب يا بشار.. اترك السلطة وارحل.. وعلى "حزب الله" الذهاب للمحكمة 

*توقعت استشهاد علي فرزات...ممثل لجان التنسيق السورية : الشعب السوري مقاوم واتهامات نصرالله هي إهانة لنا......النظام وشبيحته لا طائفة لهم  

*موسكو مع تدويل الملف السوري... بشرط: "حصّة" مقنعة في "كعكة" المصالح/جورج علم/الجمهورية

*عون قاسم مشترك في كلّ أزمات حكومة حزب الله/أسعد بشارة/الجمهورية

 

تفاصيل النشرة

الياس بجاني/الأستاذ نصير الأسعد يضع اصبعه على جروح 14 آذار النازفة تردد ومساومات وضعف في اتخاذ المواقف الوطنية الناجعة. مقالة للأستاذ الأسعد فيها الكثير من النقد الذاتي لتجمع 14 آذار نشرها اليوم موقع لبنان الآن تحت عنوان "14 آذار البطيئة". في اسفل المقالة

 

14 آذار "البطيئة"

نصير الأسعد/لبنان الآن

عندما نفّذ محور النظام السوريّ – إيران – "حزب الله" الإنقلاب في كانون الثاني الماضي، أعلنت 14 آذار الإنتقال إلى المعارضة، ثمّ منذ تشكيل حكومة الإنقلاب في أيّار الفائت بدأت 14 آذار بممارسة المعارضة السياسيّة والبرلمانيّة.

طبعاً ثمّة إشكاليّة أحاطت بـ 14 آذار منذ مطلع العام الجاري،هي إشكاليّة التحوّل إلى معارضة – مجرّد معارضة – في مواجهة إنقلاب موصوف بقوّة السلاح، إنقلاب عسكريّ – أمنيّ نفّذ بسلاح غير شرعيّ على الشرعيّة الدستوريّة. إشكاليّة كانَ الرّد المفترض عليها أن تعلن 14 آذار نفسَها ثورةً ديموقراطيّة سياسيّة شعبيّة سلميّة "بكل معنى الكلمة" من أجل إستعادة البلاد إلى سياق ديموقراطي – دستوريّ طبيعيّ. والحق يقال إنّ إحياء الذكرى السنوية لإنتفاضة الإستقلال في الثالث عشر من آذار الماضي، حيثُ تجدّد الحشد المليونيّ، كانَ يؤمل أن يشكّل إنطلاقةً لهذه "الثورة". لكن الذي حصل بعدَ ذلك هو أنّ 14 آذار إكتفت بأن تكون "معارضة".

غير أنّ ما زاد في فداحة الإشكاليّة السالفة، أي إشكاليّة أن تلتزم 14 آذار حدود المعارضة في وقت كان يقتضي تحوّلاً نحو الثورة، هو ما شهدته المنطقة العربيّة خلال الشهور الثمانية الماضية وما زالت تشهده حتّى اليوم من ثورات شعبيّة لـ"التحرّر الديموقراطي".. وصولاً إلى سوريّا. ففي حين يبدو واضحاً أنّ الثورات الديموقراطيّة العربيّة تنقل بإنجازاتها وإنتصاراتها المنطقة إلى مرحلة جديدة، إلى مستقبل مختلف، كانت 14 آذار تبدو بـ"معارضتها" مقيمةً في الماضي، في مرحلة ماضية، وكانَ لبنان يبدو هو نفسه مستمراً في أسر المرحلة الماضية، على الرغم من حقيقة أنّ التحوّلات العربيّة الجارية وهي من طبيعة تاريخيّة وإستراتيجيّة، تفيد لبنان أوّل ما تفيد. وبقاء 14 آذار على وضعيّة المعارضة اليوميّة أي بجدول أعمال يوميّ، كانَ علامة فارقة سلبيّة.

ما الذي يجعلُ 14 آذار كحركة إستقلال وديموقراطيّة ودولة تراوح حتّى الآن في موقع "المعارضة" ولا تنتقل إلى موقع "الثورة"؟

إن العوامل في هذا المجال متعدّدة.

بالتأكيد لا يمكنُ في معرض تعداد العوامل، الحديث عن "جدار خوف" تقف 14 آذار حيالَه ممتلئة خشية. فقوى 14 آذار كانت مجتمعةً أوّل حركة سياسيّة – شعبيّة عربيّة تكسر جدار الخوف وتحطمه، وقد حطّمت جدران الخوف المفتعلة أكثر من مرّة منذ العام 2005.

المسألة إذاً ليست مسألة شجاعة معنوية وسياسيّة ووطنيّة. وتبدو المسألة في "أماكن" أخرى.

لا مبالغة في القول إنّ واحداً أساسياً من العوامل، هو أنّه عند كلّ إنعطافة إستراتيجيّة في البلد – والمنطقة – يعود المشهد إلى مكوّناته الأولى، أي تعود القوى السياسيّة إلى مربعاتها الطائفيّة الأولى. أي إنّ كلّ فريق في طائفة يبحث منفرداً بينه وبين نفسه شؤون طائفته وشجونها وهواجسها و"مصالحها" وآثار المنعطف الإستراتيجيّ عليه بمفرده. وهكذا في مقابل الحديث السياسيّ – الإعلاميّ "العلنيّ" عن أنّ 14 آذار قائمة على الشراكة الإسلاميّة – المسيحيّة وتجسّد هذه الشراكة "المستمرّة"، تغدو 14 آذار في واقع الأمر جزراً سياسيّة – طائفيّة يجري "تجميعها" في مناسبات "عامّة".

وإلى ذلك، لا مبالغة في القول أيضاً إنّ 14 آذار تبدو في الغالب موزّعة بين "جناحين" إذا جاز التعبير. جناحٌ "محافظ" هو الجناح "البعض حزبي" الذي يتعاطى بتقليديّة وببطء مع تطوّرات غير تقليديّة. وجناحٌ "تغييري" أو "ثوريّ" بمعنى أنّه لا يرى نفسه إلاّ في 14 آذار مجتمعة، بل ويفترضها موحّدة، ويريد لها أن تكون مبادرة إلى إلتقاط الإشارات والمتغيرات، ويطرح عليها مهمّات "تحويليّة" للبلد. وواقع الأمر إنّ الحال اللبنانيّة هنا ليست مختلفةً عن الحال العربيّة العامّة التي ظهرت في الشهور الماضية، حيثُ ينبغي ملاحظة أنّ في الإحتجاجات العربيّة أجنحة تقليدية محافظة أحزاباً وشخصيات أقرب إلى مفهوم "المعارضة" وأجنحة "ثورية" لا تؤمن بالتقليد ولا تتعاطى مع "خصائص" متفرّقة بل تتعاطى مع مسائل عامّة. ويمكن القول إنّ الجناح "التغييري" أو "الثوري" في 14 آذار هو بالضبط الرأي العام الـ14 آذاري وفعاليات المجتمع المدنيّ الـ14 آذاري أيضاً.

ينتج عن هذا الواقع البنيويّ لـ14 آذار، أنّ ثمّة بطءاً واضحاً وفادحاً لدى 14 آذار مجتمعة بما هي حركةٌ ديموقراطيّة – شعبيّة في مقاربة المحطّات الإستراتيجيّة وتقديم المبادرات. وعلى أيّ حال، فإنّ هذه الملاحظة الأخيرة لا تتّصل بأمر طارئ أو حالة طارئة، بل هي ملاحظةٌ تصّح إلى حدّ كبير منذ 2005 لجهة الإنتقال المدهش أحياناً من الإستراتيجيّ إلى التكتيكيّ.. من الإنتصار إلى نصف الإنتصار ألخ..

لماذا هذه المقدّمات جميعاً الآن؟.

ثمّة حدثان تاريخيّان إستراتيجيّان الآن يجعلان لبنان مقيماً بينهما. الحدث الأوّل هو السقوط المحتّم لنظام الأسد في سوريّا مهما حاول هذا النظام إطالة عمره، ويمكن القول إنّ هذا النظام "ساقطٌ بالقوّة" الأن في إنتصار "سقوطه بالفعل". والحدثُ الثاني هو مضيّ المحكمة الدوليّة في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري في عملها بعدَ نشر القرار الإتهامي وعلى أبواب المزيد من التطوّرات على طريق بدء المحاكمات.

حيالَ هذين الحدثين يحاول "فريق حزب الله" الإيحاء بأنّ ما بعدَهما مثل ما قبلهما، مع العلم أنّ الأمر في داخل هذا الفريق ليس كذلك أبداً، لأنّ أزمته عميقة على إيقاع الحدثين ولانّ هذا الفريق يناقش خياراته من ضمن أزمته الثابتة.

في المقابل ينبغي على 14 آذار أن تنتقل في سياستها إلى مرحلة ما بعد نظام الأسد، وما بعد القرار الإتهامي والمحكمة. ينبغي ان تُعلن أنّ لبنان صار واقعياً في مرحلة جديدة. وينبغي أن تُعلن أنّ ما هو قائم حالياً في لبنان أصبح من الماضي وأنّ "فريق حزب الله" يلعبُ لعبةً منتهية الصلاحيّة. والأهم أن تُعلن إفتتاح معركة الإنتقال إلى لبنان "الجديد" لتخاطب بذلك مصالح اللبنانيين من جهة ولتتموضعَ في داخل الربيع العربيّ من جهة ثانية.

إنّ هذا الإعلان السياسي التاريخيّ المطلوب من 14 آذار، إعلانُ معركة الإنتقال إلى المرحلة الجديدة، وكي تسقط في سياق هذه المعركة "مقوّمات الماضي"، لا بدّ أن تتزامن معه رؤية مستقبليّة إلى لبنان الجديد. ووحدها تلك الرؤية اللبنانيّة "العامّة" هي التي تقدّم المعالجة للإشكاليّات الطائفيّة التي يكثر الحديث عنها، ومنها الإشكاليّة الشيعيّة ما بعد التطوّرات، والإشكاليّة المسيحيّة في الإطارين اللبناني والعربي، إذا وجدتا، لأن لا علاج شيعياً خاصاً لإشكاليّة شيعيّة ولا علاج مسيحياً لإشكاليّة مسيحيّة، فالمعالجة لبنانيّة عامّة بالتأكيد.

أمّا الرؤية التي لا مفرّ من صوغها سريعاً، فهيَ الحلّ اللبنانيّ لـ"القضيّة اللبنانيّة". حلّ يكرّس الشراكة الوطنيّة ويعزّزها، ويؤسس الدولة، ويضع لبنان في العصر العربي الجديد محدّداً موقعه ودوره. بكلّ تأكيد، إنّ المقدّمات الآنفة تشكل نقداً لـ14 آذار، والهدف منه أن تعبرَ 14 آذار موحّدة إلى المرحلة الجديدة. نقدٌ لا يخفى على من يتقدّم به أنّ في 14 آذار، في العديد من مستوياتها، أصواتاً "ثوريّة" تعكس هذا الوعي للجديد وللمطلوب بإزائه، لكنّه نقدٌ لا بدّ أن يدفع بإتجاه تسريع إيقاع المبادرة.

 

الوزير الأردني السابق والكاتب السياسي صالح القلاب: لولا النظام السوري لما وُجدت "دويلة حزب الله" داخل لبنان 

 حكم الأسد وصل إلى حافة الهاوية

قال الوزير الأردني السابق والكاتب السياسي صالح القلاب لقناة "العربية" إنه لولا النظام السوري لما كانت هناك دويلة في لبنان تدعى حزب الله، وجاء كلامه هذا تعقيباً على خطاب الأمين لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي اعترف من خلاله بأن الدعم الإيراني لم يكن ليصل الى حزبه لولا سوريا.

وقال أن السفير الإيراني السابق في سوريا محد حسن أختري هو الذي أشرف على تأسيس حزب الله ليكون أداة طائفية في لبنان، حيث إن جميع قادة هذا الحزب ومقاتليه هم من الطائفية الشيعية. وأوضح القلاب أن تهديد حسن نصر الله بأن سقوط النظام السوري سيكون له تأثيرات كارثية على المنطقة ودول الجوار يتطابق مع تصريحات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي التي حملت نفس النغمة في دعم نظام الأسد في مواجهة الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالحرية والكرامة.

وأردف: "يبدو أن الطائفية الشيعية في لبنان بدأت تفلت من أيدي حسن نصر الله بعد أن حاول أن يجعلها رهينة عند النظام الصفوي الإيراني، مشدداً على أن ما يحدث في سوريا يشير إلى بدء تفكك الهلال الإيراني وليس (الشيعي) الذي كان يراد لسوريا العروبة أن تكون جزءاً منه".

وحول ما ذكره الناشط السوري فهد المصري لـ"العربية" من معلومات وردت إليه عن فرار شقيق الرئيس السوري العميد ماهر الأسد من دمشق على إثر اشتباكات وقعت في محيط القصر الجمهوري، قال القلاب: "على المدى البعيد هذا سيحصل، ولكن لا أعرف إن كان هذا حدث اليوم".

وتابع: "هناك مؤشرات كثيرة تدل على أن مثل الأمور التي ستؤدي إلى انهيار نظام الأسد ستحدث في القريب العاجل، ومن تلك المؤشرات الاعتداء الهجمي على رسام الكاريكاتير العالمي علي فرزات بعد أن تم اختطافه وتعذبيه بطريقة وحشية قبل أن يرمى على قارعة الطريق، والمفارقة أن الأسد كان مجتمعاً قبل ذلك الحادث الاعتدائي مع مجموعة من رجال الدين على مائدة إفطار ليقول لهم إن ما يحدث في سوريا هو أزمة أخلاق".

وشدد القلاب على أن ما ذكره الناشط فهد المصري عن فرار ماهر الأسد هو أمر متوقع حدوثه في أي لحظة، فالاعتداء على المصلين في المساجد وضرب الأئمة يدل على أن النظام السوري وصل إلى حافة الهاوية بعد ما بلغ من انحدار أخلاقي.

 

الراعي بدأ زيارته لمنطقة كسروان: لتجاوز الصعوبات في الحياة الوطنية من خلال الغفران والتسامح

 وطنية - كسروان - 27/8/2011 - بدأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، زيارته لمنطقة كسروان اليوم، وذلك في اطار جولته الرعوية على القرى والبلدات اللبنانية. وكانت المحطة الاولى في بلدة بقعاتة كنعان، حيث عرج على كنيسة مار انطونيوس التي امتلأت ساحتها بالكبار والصغار الى جانب الوزير السابق فريد الخازن وحشد من المؤمنين لاستقباله. بعد صلاة البركة، انتقل الراعي يرافقه النائب البطريركي العام المطران غي بولس نجيم والوفد المرافق الى كنيسة مار عبدا، حيث استقبل بالورود والارز ودخل الكنيسة على وقع موسيقى "الاحرار" - كفر ذبيان.

وألقى الراعي كلمة تحدث فيها عن الحضارة المسيحية، مؤكدا على شعار "الشركة والمحبة في ظل الخلافات القائمة والتي تقوم على أدنى الامور"، وقال: "نحن بأمس الحاجة اليوم الى مجمع بشري قبل المجمع الحجري"، لافتا الى ضرورة "تثقيف المواطن في ظل تفكك مجتمعنا اللبناني".

تلاه نجيم الذي توجه الى البطريرك الماروني بالقول: "احترامنا لشخصكم العميق لانكم المسؤول الاول عن مصيرنا الروحي وعن ايماننا وصفائه امامه تعالى، انتم ضمانة أمانتنا للمسيح وتعاليمه، لذا نصلي بتواتر وصدق واخلاص من اجلكم، كي يطيل الله بعمركم ويزودكم بحكمته الالهية والقداسة لخير نفوسنا".

بعدها انتقل الجميع الى موقع المجمع الرعوي المنوي انشائه لمباركته، حيث وضع حجر الاساس وبعدها سلم البطريرك مفتاح البلدة.

وكانت بلدة بقعتوتة المحطة الثانية للراعي، التي استهلها بزيارة كنيسة مار جرجس الاثرية، حيث تلا الصلاة وبارك على وقع الاجراس. ثم توجه الجميع الى ساحة البلدة حيث كان في استقباله رئيس البلدية ريمون الحاج، المختاران شربل الحاج والبير عقيقي وجمع من المؤمنين.

بعد كلمة ترجيبية لرئيس البلدية ولشوقي الحاج وسط كثافة ملحوظة للاسهم النارية، مشى البطريرك الماروني على السجاد الأحمر من الساحة التي حملت اسمه، إلى كنيسة السيدة، حيث وزع دروعا تكريمية لعدد من الأزواج الذين يحتفلون باليوبيل الذهبي.

بعد الصلاة والبركة، تحدث الراعي فأكد على أهمية دور العائلة لبناء مجتمع سليم "لأنها تعلمنا القيم والتعاطي مع بعضنا البعض بمحبة وسلام، كما انها خلاص للبنان والعالم بأكمله"، لافتا الى وجود "صعوبات في الحياة الوطنية، لكن يجب تجاوزها من خلال الغفران والتسامح".

ثم ألقى كاهن الرعية الخوري عبدو الشدياق كلمة شدد خلالها على أهمية "زيارة البطريرك التاريخية الى بعقتوتة"، وقال له: "كساعي بريد يا سيدنا البطريرك حملتم الرسالة التي لفت اليها الطوباوي البابا مار يوحنا بولس الثاني، لتؤكدوا على ثقافة العيش المتميزة في هذا الوطن المحترم للديانات كافة".

وعلى وقع التراتيل الدينية، تسلم الراعي صورة كبيرة للعذراء مريم، ثم توجه الى بلدة كفر ذبيان.

يشار الى ان اقواس النصر رفعت في البلدات الثلاث، الى جانب الاعلام اللبنانية والبابوية وصور للبطريرك ولافتات مرحبة كتب عليها: لمن اعطي له مجد لبنان، مسيرتكم صعبة ولكن بقوة ايمانكم وحكمة اسلافكم ستذلل كل الصعاب، لا خوف على الحرية ما دام سقف البطريرك عاليا، اجراسنا سكرى بخمر قدومكم السعيد، رجاؤنا لن يتزعزع لثقتنا بصلابة بكركي وايماننا بحكمة بطريركنا.

 

سليمان التقى جنبلاط في بيت الدين

وطنية - 27/8/2011 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين اليوم، رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وعرض معه للتطورات السياسية الراهنة وامكانات اعادة اطلاق الحوار الوطني بين الأفرقاء اللبنانيين إضافة الى بعض المواضيع المطروحة على بساط النقاش والبحث في المرحلة الراهنة.

وكان الرئيس سليمان قد التقى وفودا وزوارا من المنطقة وسياحا يزورون قصر بيت الدين للاطلاع على معالمه التاريخية.

 

مصادر فرنسية وبريطانية: الأسد وحاشيته قد يلجأون إلى لبنان

حميد غريافي: السياسة

توقع ديبلوماسيان بريطاني وفرنسي في لندن وباريس, أمس, أن يكون مصير قادة نظام البعث في سورية "تماماً كمصير معمر القذافي وأبنائه في قيادات قطاعات عسكرية دموية ومدير استخباراته محمد السنوسي وكبار اعضاء حاشيته الحميمة, هرباً من الثوار واختباء في الأنفاق تحت الأرض, لكن يد العدالة ستطوق اعناقهم جميعاً, كما علمنا التاريخ من النازية الهتلرية والشيوعية السوفياتية والانقلابات العسكرية في مختلف انحاء العالم". وأكد الديبلوماسي الفرنسي ل¯"السياسة" أن ما يفعله الأسد في سورية هو "أخطر وأشد فظاعة ودموية" مما أقدم عليه القذافي طوال الأشهر الخمسة الماضية, مشيراً إلى أن القذافي إذا استحق بسبب ارتكاباته أن توضع على رأسه مكافأة 1.7 مليون دولار, فإن الأسد يستحق أن توضع على رأسه جائزة أكبر تتناسب مع أعماله الاجرامية في قتل المواطنين ودك المدن والقرى بالمدافع والدبابات".

من جهته, كشف الديبلوماسي البريطاني ل¯"السياسة" النقاب عن ان معلومات أمنية موثوقة وردت من دمشق إلى العاصمة البريطانية الثلاثاء الماضي "تحدثت عن إمكانية كبيرة بأن يلجأ الأسد وأفراد عائلته وأقاربه وبعض المحيطين به إلى لبنان كلما تأكد له اقتراب نهاية نظامه, وهو أمر أكدته أيضاً أوساط قيادية في قوى "8 آذار" الحاكمة اليوم بزعامة "حزب الله" في بيروت حين ذكرت أن اسقاط حكومة سعد الحريري بطريقة التوائية غادرة, وتشكيل الحكومة الراهنة الملتزمة مع نظام الأسد مئة بالمئة, كان أمراً مطلوباً بإلحاح من هذا النظام لضمان اختباء الأسد وبطانته في لبنان في ظل حكومة مؤيدة له لا تخضع لمطالب المجتمع الدولي في تسليمه, تماماً كما لا يخضع حسن نصرالله لأي مطالب دولية لتسليم مجرميه الأربعة الذين صدر بحقهم القرار الاتهامي باغتيال رفيق الحريري وعدد آخر من الشخصيات". وفي بيروت, أكدت أوساط قريبة من رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط أمس انه" من المستحيل تحت أي ظرف من الظروف ان يستقبل الزعيم الدرزي اياً من القادة السوريين في منزله أو مناطقه الدرزية" وذلك رداً على شائعة انتشرت في دبي اول من امس تقول ان جنبلاط عرض على الأسد الانتقال إلى قصر المختارة ساعة يشاء هو ومن يدعوهم معه للفرار. وكشفت مصادر استخبارية لبنانية ل¯"السياسة" عن أن مدير الأمن العام السابق الضابط جميل السيد المتهم باغتيال رفيق الحريري والذي أمضى لذلك اربع سنوات في معتقل انفرادي في سجن رومية شمال بيروت, "عرض على الأسد وشقيقه ومدير استخباراتهما علي مملوك استضافتهما في "قصره" بمنطقة النبي أيلا في البقاع الأوسط غرب بلدة رياق التي تضم أضخم مطار عسكري في الأراضي اللبنانية وثكنتين ضخمتين إحداهما فيها والأخرى على بعد 4 كيلومترات منها في بلدة أبلح, إلا انه لم يعرف جواب الرئيس السوري على هذه الدعوة".

 

ترجيحات بأنهم مازالوا في أحد المربعات الأمنية في لبنان بحماية قيادة نصر الله 

أوسع مطاردة استخباراتية في تاريخ "الانتربول" للمتهمين من "حزب الله"

حميد غريافي/السياسة

كشفت جهات أمنية بريطانية في لندن, أمس, عن أن جهاز "الانتربول" (الشرطة الدولية) يقوم بأوسع مطاردة في تاريخه في منطقة الشرق الأوسط للمطلوبين الأربعة من "حزب الله" المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد رفض زعيم الحزب حسن نصر الله تسليمهم للعدالة الدولية.

وقالت موظفة في دائرة مكافحة الإرهاب ل¯"السياسة" ان "مئات رجال الأمن والاستخبارات في عواصم مرشحة لاستقبال هؤلاء المتهمين الأربعة مثل سورية وإيران والعراق, ويمكن أن يتسللوا إليها لوجود من يحميهم فيها من الجاليات الشيعية مثل بعض الدول الخليجية من دون معرفة سلطاتها بالطبع, يقيمون (رجال الأمن) تنسيقاً لم يسبق له مثيل في ما بينهم في محاولات حثيثة للوصول إلى هؤلاء الأربعة الذين اتهمهم القرار الاتهامي الدولي في جريمة اغتيال رفيق الحريري العام 2005 في بيروت بالمشاركة فيها مباشرة بعدما بلغت قيادة الانتربول في أوروبا طلبات ملحة من فرنسا وبريطانيا وايطاليا ودول اخرى في الاتحاد الأوروبي بوجوب السعي الدائم لاعتقال هؤلاء وسوقهم إلى القضاء الدولي كي يدرك حزب الله وإيران وسورية اللتان هما وراءه ان يد العدالة أطول من أيدي اجرامها, وانهما لا تختلفان في شيء عن المنظمات الاجرامية والارهابية العادية خصوصا وان الجانب المتهم, حزب الله, هو حزب ارهابي, في عنقه مئات القتلى والمختطفين منذ تفجير قاعدتي المارينز الأميركية والفرنسية قرب مطار بيروت العام 1983 ومن ثم عمليات اختطاف الرهائن الأجانب بعد ذلك طوال سنوات عدة". وأضافت الموظفة, التي طلبت عدم ذكر اسمها, ان "لبنان يبقى المكان الأكثر تفضيلاً للانتربول لاختباء المتهمين الأربعة تحت حماية قيادة حسن نصرالله وجماعاته في الضاحية الجنوبية من بيروت او في مربعاتهم الأمنية والعسكرية في جنوب لبنان حيث لا تصل يد الدولة والسلطات الأمنية اللبنانية, او قرب الحدود السورية في البقاع, لذلك فإن التعاون بين الشرطة القضائية الدولية "الانتربول" والأجهزة الامنية الداخلية اللبنانية الحيادية التي لا تتلقى اوامرها من "حزب الله" وحلفائه في 8 آذار يبلغ حالياً ذروته فيما تشارك استخبارات الوحدات الفرنسية والايطالية والاسبانية والألمانية في قوات يونيفيل في لبنان حملة البحث غير الاعتيادية عن المطلوبين".

وأكدت الموظفة ان الاستخبارات الاسرائيلية والاردنية والمصرية العاملة في لبنان تعتقد كلها أن المطلوبين الأربعة يختبئون في بيروت وفي مناطق اخرى تحت هيمنة "حزب الله" او على الاقل اثنان منهم مازالا يشغلان منصبيهما الامنيين السياسيين في الحزب وهما مصطفى بدر الدين وسليم عياش, ولا يمكن الاستغناء عنهما راهناً, فيما اجهزة الانتربول في هذه الدول تنسق تنسيقا حميماً مع استخباراتها وخصوصاً في الأراضي اللبنانية والسورية".

 

غبطة البطريرك صفير تسلّم المجموعة الثالثة لأعماله الكتابية: موقفنا ثابت ولم نُحرَج من نشر الوقائع

الجمهورية/عشيّة سفر البطريرك الكردينال مار نصر الله بطرس صفير إلى أفريقيا، أقيمت في الكرسي البطريركي في الديمان المحطة الثقافية الثانية من نشاطات السنوية السابعة لحديقة البطاركة التي تنظمها رابطة قنوبين للرسالة والتراث. وقدّم الأب أنطوان ضو والزميل جورج عرب المجموعة الثالثة من سلسلة الأعمال الكتابية الكاملة للبطريرك صفير، في حضور البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وعدد من المطارنة والفاعليات السياسية والحزبية والاجتماعية.

وأوضح عرب، في كلمة، أن "المجموعة الثالثة تتألف من ثلاثة كتب هي الدفعة الأولى من زيارات ورحلات البطريرك صفير الرسمية والرعوية إلى مختلف بلدان الانتشار، طوال ولايته البطريركية الممتدة بين العامين 1986 و2011، وأبرزها إلى فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية ومصر والأردن والكويت، حيث التقى رؤساء تلك الدول ومسؤوليها الرسميين، حاملا إليهم صورة واقعية عن أوضاع لبنان المأساوية في تلك الحقبة، ومطالب جميع اللبنانيين في إحلال السلام في ربوع وطنهم الصغير. ولكم وَصفَ البطريرك صفير بمرارة الخيبة التي كانت تصيبه، في كل مرة يجد فيها مصالح الوطن الصغير ضائعة على مسرح مصالح الكبار ومطامعهم. وتكشف الوثائق الكثير من أسرار سياسات الدول ومواقفها المخفية غير المعلنة، والمتعارضة في غالب الأحيان مع تلك التي تعلنها. أضاف: "دوّن غبطته يوميات وساعات متابعته وقائع مؤتمر الطائف حين كان يومذاك في روما، والاتصالات التي أجراها معه المسؤولون الأجانب ونوّاب لبنان، وسواهم (...)".

من جهته، أوضح صفير أن المجموعة الثالثة "تتناول ما دَونّاه من وقائع الزيارات والرحلات التي قمنا بها منذ عام توَلّينا السدة البطريركية عام 1986 حتى عام 1997، وهي زيارات توزّعت بين رعوية ورسمية والى روما عاصمة الكثلكة، وفيها التقينا مسؤولين روحيين وزمنيين، عرضنا معهم لما اعتقدناه خيرا لكنيستنا وللبنان بجميع أبنائه، بعيدا من كل فئوية ضيقة. كما التقينا أبناءنا الموارنة وسائر اللبنانيين المنتشرين، مشددين لديهم العزم على تعميق روابطهم مع كنيستهم ومع وطنهم الأم. وقد عمّقت تلك الزيارات مشاعر الانتماء لدى المنتشرين، وحرّكت اهتمامهم بشؤون وطنهم الأول، كما أسهمت في تعزيز الاهتمام الدولي بلبنان وبقضية حقّه في السلام والاطمئنان والسيادة والاستقلال. ولم نجد حرجا في نشر مضامين لقاءاتنا ومحادثاتنا مع من التقيناهم من الروحيين والزمنيين، لأنّ الله أنعم علينا بصدق القول والموقف والثبات عليهما، من دون تغيير أو تحريف في سرّنا وعَلننا على السواء".

بدوره، تحدث الراعي عن "الإرث الثقافي والروحي والوطني الذي أكسبه البطريرك صفير للكنيسة المارونية وللبنان خلال ولايته البطريركية"، مؤكدا أن "هذا الإرث هو طريق العودة إلى الجذور الروحية والقيَم الإنجيلية، ووضعها في صميم حياتنا العصرية، وتجسيدها عيشا يوميّا عمليا".

على صعيد آخر، وبعد عودته إلى الديمان، استكمل الراعي جولته الرعوية على القرى والبلدات، حيث أعدّ له استقبال حاشد في بلدة كفرصغاب، وعلى وقع قرع الأجراس ونثر الورود زار كنيستي البلدة "سيدة الانتقال ومار أوتل"، وعقد لقاء تنشئة مع أبناء الرعية، وأقيم له عشاء تكريمي.

 

شمعون :تهديدات عون بالانسحاب من الحكومة قد تكون مشهدا من مسرحية يُشرف حزب الله على إخراجها للإطاحة بالحكومة

رأى النائب دوري شمعون أن ما تشهده حكومة نجيب ميقاتي من انقسامات بين أعضائها حول مجمل العناوين والملفات المطروحة على طاولة مجلس الوزراء، يؤكد أنها ولدت بالأساس معدومة الرؤية سواء في التوجهات السياسية أو في كيفية مقاربتها للعناوين الوطنية الكبيرة، معتبرا من جهة ثانية ان مواقف رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من مشروع القانون العوني حيال الكهرباء تؤكد أن الأكثرية اصبحت "أكثريات" وأن الحكومة باتت قاب قوسين من انفراط عقدها، لافتا من جهة أخرى الى ان تهديدات العماد ميشال عون بانسحاب وزرائه من الحكومة قد تكون مشهدا من مشاهد مسرحية جديدة يُشرف "حزب الله" على إخراجها وتوزيع الأدوار فيها للإطاحة بالحكومة وجعلها في إطار حكومة تصريف الاعمال بهدف اعفائها من التزاماتها تجاه المحكمة الدولية ومجلس الأمن. ولفت النائب شمعون في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية الى أن العماد عون لا يملك أساسا قرار انسحابه أو بقائه في الحكومة، وذلك لاعتباره أن أي قرار على مستوى احداث تغييرات جذرية فيها محصور بحارة حريك وما على العماد عون سوى التنفيذ والسير بخياراتها، مشيرا الى ان تهديداته بالانسحاب من الحكومة قد تكون احد أهم المخارج التي تسمح بإعطاء "حزب الله" مساحة جديدة من التحرك بحيث يستطيع من خلالها التصدي للمحكمة الدولية عبر تلطيه وراء حكومة تصريف أعمال غير قادرة بموجب الدستور على اتخاذ القرارات وتنفيذها.

وعن خلفيات الموقف الأخير للنائب جنبلاط الذي أعلن فيه أنه لن يخضع لسياسة التهديد والابتزاز وأنه غير مهتم لزعزعة التحالف السياسي القائم بين قوى الأكثرية، رد النائب شمعون أسباب التصادم بين جنبلاط والعماد عون إلى سببين رئيسيين وهما:

 1 ـ عدم إمكانية تواجد رأسين (ديكين على حد تعبيره) على طاولة مجلس الوزراء أي جنبلاط من جهة وحزب الله وعون من جهة ثانية، خصوصا أن جنبلاط لم يستسغ محاولات العماد عون الاستبداد بمقررات الحكومة وتسييرها وفقا لما تقتضيه مصلحته الخاصة والشخصية، ما أدى إلى فرملة جنبلاط لمشروع العماد عون حيال الطاقة.

2 ـ استشراف الزعيم الاشتراكي دنو ساعة النظام السوري ما حمله على تلطيف مواقفه مع الأكثرية وتحديدا مع العماد عون والى تمريره من وقت إلى آخر بعض مواقف الغزل الى قوى المعارضة.

 وفي رأي النائب شمعون أن الخاسر الأكبر اليوم في التركيبة الحكومية هو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خصوصا بعد أن تباطأ حليفه الأكبر النظام السوري بتقديم الدعم له جراء انهماكه بمحاولة وقف الانتفاضة الشعبية لديه، لاسيما أن النظام السوري كان الوحيد بعد "حزب الله" القادر على ضبط ايقاع العماد عون وكبح جماحه، معتبرا بالتالي ان دور ميقاتي داخل مجلس الوزراء بات يقتصر على محاولات اخراج الحكومة من قمقم الصراعات بين أعضائها وعلى تخفيف وطأة مشاكسات العماد عون ومحاولات استبداده بمسارها، وذلك لإظهار الحكومة موحدة أمام منتقديها وهو ما ثبت من خلال تأكيده الدائم والمستمر على التضامن الحكومي.

 على صعيد آخر، وعلى مستوى رد "حزب الله" على ما جاء في القرار الاتهامي من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده النائب محمد رعد بمشاركة القاضي المتقاعد سليم جريصاتي، إضافة إلى نفي "حزب الله" للمقابلة الصحافية التي أجرتها مجلة الـ"تايم" مع أحد المتهمين الأربعة، لفت النائب شمعون إلى أن الانتفاضة الشعبية في سوريا بالتزامن مع صدور القرار الاتهامي أفقدا "حزب الله" توازنه بعد أن استشرف حتمية سقوط النظام السوري، بحيث بدا كالغريق يتمسك بحبال الهواء من خلال محاولاته دحض الادلة الثابتة بأدلة واهنة وقراءات قضائية لا تنطبق على حيثيات القرار الاتهامي، مؤكدا في المقابل ان "حزب الله" سقط في محاولة إنكاره للمقابلة الصحافية وذلك لاعتباره أن الحزب ما كان لينكرها لولا حصوله على تأكيد من المتهمين الأربعة بعدم حصول المقابلة مع أي منهم، ما يعني أن "حزب الله" يدرك مكان تواجدهم ويؤمن لهم الغطاء والحماية

 

ضاهر: لا يحق للمعتدين على الجيش ان يتحدثوا عنه

ندعو حزب الله الى التعامل مع المحكمة وفق القانون والعدالة

وطنية - 27/8/2011 شدد عضو كتلة المستقبل النائب خالد ضاهر على "ان الذين قتلوا الضابط الطيار سامر حنا ومنعوا الجيش من تأدية مهامه بدءا من مار مخايل وصولا الى متفجرة الرويس، وأطلقوا النار على الجيش في أثناء قمع مخالفات البناء لا يحق لهم الحديث عن الجيش لأنهم يمنعونه من القيام بواجباته". ورأى في حديث لاخبار المستقبل "أن خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يات بجديد، إذ أكد انه مع النظامين الايراني والسوري اللذين يقمعان شعبيهما، وتبين انه لا يؤمن بحرية الشعوب وكرامتهم"، مشيرا الى "أن "حزب الله" يحالف النظام السوري الذي يؤمن لهم الدعم اللوجستي للقيام بانقلاب في لبنان". وقال: "إن من يقول بان التطورات في سوريا سوف تؤثر سلبا على لبنان هو تهديد للبنانيين، لأن من يقوم بالتظاهرات في سوريا هو الشعب السوري الرافض للحكم القمعي، وبالتالي فان مطالبة بعض الصحافيين اللبنانيين للنظام السوري بضرورة الاسراع بالأصلاحات يعبر عن الحالة التي وصلت اليها الامور في سوريا". ولفت الى "ان الحكومة اللبنانية الحالية هي حكومة النفاق والتكاذب السياسي"، متسائلا في ما خص موضوع المحكمة الدولية من نصدق نجيب ميقاتي الرئيس السوري لهذه الحكومة ام نصرالله رئيسها الفعلي؟". وأشار الى "ان صراخ "حزب الله" بالنسبة للمحكمة الدولية هو صراخ في واد لن يصل الى نتيجة"، داعيا الحزب الى "التعامل مع المحكمة وفق القانون والعدالة وليس وفق منطق القوة والغرور". وختم ضاهر: "ان الذين قتلوا الضابط الطيار في الجيش اللبناني وسام حنا والذين منعوا الجيش من تأدية مهامه بدءا من مار مخايل وصولا الى متفجرة الرويس، والذين أطلقوا النار على الجيش في أثناء قمع مخالفات البناء هم من يعرقلون عمل هذا الجيش ويمنعونه من القيام بواجبه".

 

سامي الجميل: حزب الله يمارس سياسة الاستيطان

قوى 14 آذار تفصل بين حزب الله والمتهمين ونستغرب تغطيته لهم

نطالب بقراءة خطة الكهرباء للموافقة عليها في حال الاقتناع بها

 وطنية - 27/8/2011 اعتبر النائب سامي جميل، في حديث ل"إذاعة الشرق"، "أن حزب الله يمارس سياسة فريدة من نوعها هي سياسة الاستيطان، وتشبه السياسة المتبعة من قبل اليهود في إسرائيل". وقال "إن حزب الله ارتكز على تكوين قوة عسكرية لوضع اليد على منطقة معينة أو وطن معين، واليهود ارتكزوا على إنشاء قوة عسكرية لوضع اليد على فلسطين، وان اليهود استعملوا المال لسيطرتهم على مناطق نفوذهم وشراء الأراضي وكذلك حزب الله الذي يقوم بهذا الأسلوب للامتداد داخل الوطن اللبناني والسيطرة على بقية اللبنانيين".

أضاف: "ان سياسة القضم التي تعتمدها إسرائيل في فلسطين اليوم يستعملها حزب الله في لبنان على الصعيدين السياسي والميداني. إن حزب الله في العام 1990 لم يكن لديه نواب أو وزراء، فيما اليوم بالعكس، وبدأ بوضع يده على الإدارات ويمارس السياسة التوسعية".

ورأى "أن حزب الله وضع يده على الدولة اللبنانية ككل نتيجة الانقلاب الدستوري الذي قام به، وهو لا يتصرف كطرف لبناني أو شريك في الوطن"، وقال: "أنا لا أتصرف مع شريك في الوطن بسياسة قضم وإلغاء أو فرض، بالعكس في حال كنت اعترف بالآخر علي أن أحترم وجوده واحترم شهداءه وتضحياته، هكذا أتصرف مع الشريك في الوطن بعكس حزب الله الذي يعتمد أسلوب أن من يعارضه هو عدوه، فنواف الموسوي خون المسيحيين بأكملهم".

كما اعتبر "أن حزب الله لا يفسح المجال لأي احد ليكون لديه رأي مخالف له، وان الشعب اللبناني هو الذي يقرر اذا كان يريد ان يلغي اسرائيل او ان يواجه، وليس حزب الله". وقال: "مصر والأردن لديهما اتفاقيات سلام مع إسرائيل بينما في سوريا لم تحصل ضربة كف عند حدودها مع إسرائيل، وجميع الدول العربية في حالة سلام مع إسرائيل بشكل رسمي أو غير رسمي، أما الشعب اللبناني فهو الوحيد الذي يدفع مصالح وحسابات إقليمية ليست له علاقة بها".

وعن علاقة حزب الله مع سوريا، رأى الجميل "ان التغيير في سوريا سيكون له تأثير على الوضع الداخلي اللبناني ولكن ليس بالحجم الذي يحكى به، وخطأ أم نربط ما يحصل في سوريا بتغيير موازين القوى في لبنان"، مؤكدا "ان هذه الموازين ستتأثر ولكن لن تتغير. ان حزب الله يملك قوة ذاتية ولديه القدرة العسكرية والمادية حتى لو سقط النظام السوري، كما لديه الدعم الإقليمي والمالي من إيران، مخطئ من يراهن على سقوط حزب الله في حال سقط النظام السوري".

أضاف: "حزب الله يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين وعلينا ان نجد طريقة للخروج من المشكلة معه، هذا لا يمنع أن أقول إن هذا الحزب الذي يمثل شريحة كبيرة من الطائفة الشيعية يرتكب مجموعة كبيرة من الأخطاء".

ورأى "أن الرأي العام تعرض إلى الغش في انتخابات 2005 و2009 النيابية"، داعيا إلى "تغيير الرأي العام للوصول إلى تصويت في انتخابات 2013 بطريقة منطقية". وقال: "يجب الوصول إلى وقت يستوعب فيه حزب الله أنه أصبح وحيدا ولم يعد لديه حليف".

وإذ اعتبر "أن حزب الله يقنع ذاته بأن لديه حليفا درزيا"، سأل "ألا يستحي حزب الله بالقول أن لديه حليفا درزيا؟ فحزب الله قام بقتل الدروز وتهديدهم وإخضاعهم لإرادته في الترغيب والتخويف".

وفي موضوع المحكمة الدولية سأل الجميل حزب الله "في حال لم تأخذ قرارا رسميا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فلماذا تغطي تركيبة أمنية لديك؟ ولماذا تضع نفسك في حالة مواجهة مع كل اللبنانيين لوجود خلية في داخلك قامت بالجريمة"؟

ورأى "أن حزب الله مرتبك في موضوع اغتيال الحريري، خصوصا أن الحقيقة تتضح اكثر فأكثر، بات المتهمون مرتكبين للجريمة"، مستغربا "تغطية الحزب للمتهمين الأربعة"، ومضيفا: "عندما يغطي حزب الله المتهمين يعني أن الحزب اتخذ قرار اغتيال على الصعيد السياسي".

وتابع: "قوى 14 آذار تفصل بين حزب الله وبين المتهمين الذين يمكن أن يكونوا تصرفوا من دون علم قيادتهم، لكن في حال استكمل حزب الله التغطية على المتهمين ففي هذه الحالة الحزب ينقل الاتهام من أشخاص إلى مجموعة".

وعن معادلة س-س رأى "ان قوى 14 آذار ارتكبت خطأ كبيرا في الفترة الماضية اسمها س-س"، ناقلا "ندم هذه القوى لدخولها في نقاش هذه المعادلة". وإذ استغرب "طرح معالجة القضايا اللبنانية باتفاق سعودي سوري"، دعا اللبنانيين إلى "تقرير مصيرهم بيدهم"، وقال: "اللبنانيون اليوم بعيدون عن حل قضاياهم نتيجة التشنج وهناك طرف في لبنان ويرفض الحديث مع الآخر ويحاول إلغاءه ولا يلتزم بالدولة والقانون".

أضاف "أن قوى 14 آذار تخوض معركة لإعادة حزب الله إلى الحوار والمنطق"، مذكرا ب"نهاية القوى التي كانت تعتبر ذاتها هي الأقوى".

وتطرق إلى موضوع خطة الكهرباء قائلا: "كيف تطلبون منا أن نصوت على قانون ضمن خطة لم نقرأها"، وطالب ب"قراءة الخطة للموافقة عليها في حال الاقتناع بها"، متمنيا "أن تكون جيدة لكي نعطي الوزير جبران باسيل القدرة لتحقيقها".

 

كتلة المستقبل طلبت موعدا من قهوجي للاعتذار منه

كشف مصدر متابع لـ"السفير" أن كتلة المستقبل طلبت موعداً قريباً من قائد الجيش لشرح ملابسات ما حصل والاعتذار عن الاتهامات الشخصية التي طاولته من جراء المؤتمر الصحافي الذي اقامه النائب خالد الضاهر. وفي تفسير لهجوم ضاهر، يعتبر نواب المستقبل أن توقيف أحد مرافقي الضاهر من قبل مخابرات الجيش أظهر في الإعلام كأن الأخير هو الـذي أطلق النار على الصائمين وقتل أحد المشايخ العكاريين، علماً بأن وزير الدفاع فايز غــصن أكّد في بيان الرد على ضاهر أن مرافقه ألقي القبض عليه وهو ينظف سلاحه الشخصي بعــد حادث عيات

 

قائد الجيش كان على علم مسبق بتحركات القمصان السود

اشار مصدر مسؤول في المعارضة الى ان "ان مواقف الرئيس ميشال سليمان بدأت تظهر انحيازا واضحا لقوى "8 آذار" منذ موضوع تأجيل موعد الاستشارات النيابية الملزمة".

ولفت المصدر الى انه " اكتشف لاحقا ان قائد الجيش العماد جان قهوجي كان على علم مسبق بتحركات "القمصان السود" واكتفى بالاشتراط عدم نزولهم بأسلحتهم. وعلى الارجح فهو وضع رئيس الجمهورية بصورة هذا التحرك مسبقا". وسأل: "كيف يمكننا بعد ذلك أن نثق بنوايا العهد وحياديته؟، مضيفا: "لقد كرر سليمان اكثر من مرة انه لا يوقع على مراسيم تشكيل حكومة من لون واحد، وهو ما عاد وتنكر له داعما هذه الحكومة ومدافعا عنها وساعيا الى رأب الصدع فيها، وقد سمح بذلك أن تعود حكومة لبنان لتكون تحت رعاية إقليمية سورية وايرانية". صحيفة السفير

 

سماحة: مسلحون من فريق "المستقبل" دخلوا الى سوريا و تم ايقافهم هناك

كشف الوزير السابق ميشال سماحة ان مسلحين من فريق "المستقبل" دخلوا الى سوريا واوقفتهم السلطات هناك، مشيرا الى ان هناك نوابا متورطون بتهريب سلاح الى سوريا.

سماحة، وفي حديث لـ"أو.تي.في"، رأى ان توقُع ضربة من قوات "الناتو" لسوريا هي احلام البعض في لبنان والعالم العربي، معتبرا انه لا يمكن تحرير الارض والارادة والتفريط بقرار السيادة والاستقلال في الداخل عبر قضاة فاسدين وبعض الامنيين لتصنيع عملية تقويض الداخل وضرب القوي في المنطقة والتعدي على شعبه.

واعتبر سماحة ان رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري اغتيل لانه كان يستوعب اي خطة لتفجير الوضع في لبنان وبالتالي تم اغتياله لتفجير الوضع، مشرا الى ان رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة تآمر على لبنان وسيادته واستقلاله ويجب ان يُحاكم. من ناحية اخرى، رأى سماحة ان ليبيا ستكون القاعدة العسكرية الافريقية للاميركيين

 

خطتنا افضت لشبه الغيبوبة الحكومية... جعجع لنصرالله: اكثر من مليون لبناني يديرون ثورة الارز لا فيلتمان وبييتون

موقع القوات/أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع انه لا يمكن لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله فرض رأيه السياسي وأيديولوجيته في ما يتصل بالوضع السوري على الدولة اللبنانية واللبنانيين، متسائلاً عن الاستنسابية في تأييد الثورات الشعبية في مصر وليبيا وعدم تأييدها في سوريا لدرجة رفض حق الشعب السوري في التعبير عن رأيه وتقرير مصيره بذريعة الدولة الممانعة. واذ حذر من أي تدخل لبناني في الشأن السوري سينعكس سلباً على مستوى الدولة اللبنانية ومصالح الشعب، أكد أن الوضع الحكومي المهترئ يعكس نتائج خطة المعارضة بدءا من المجلس النيابي مروراً بالمواقف اليومية التي تسدد ضربات شبه قاضية للحكومة. وراهن جعجع على عدم سماح الفريق المهيمن داخل مجلس الوزراء ببت ملف السلاح الفلسطيني ليقينه بأن السبحة ستكرّ ليصل الدور الى سلاحه. وأعلن أن التواصل مع النائب وليد جنبلاط لم ينقطع الا انه أكد ان أي تحالف مع الفريق الآخر لن يكتب له النجاح لان مشروعه الخاص خارج عن الدولة ومصالح لبنان. وقد ادلى جعجع بحديث لـ"المركزية" ردّ فيه على كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن أن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان والسفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون يديران ثورة الأرز فأعلن ان مشاهدات نصرالله غير دقيقة لا بل مجافية للواقع، ذلك أن المليون لبناني ومن خلفهم ربما مليون آخر الذين نزلوا الى ساحة الشهداء في 14 آذار عام 2005 للتعبير عن حلمهم للبنان الذي حاولت قيادات 14 آذار اللحاق به لتطبيقه ومحاولة ترجمته، هم الذين يديرون ثورة الأرز وقد اثبتوا ذلك في انتخابات عام 2009 حين أعلنت 8 آذار بوضوح ان الانتخابات هي استفتاء حول من مع المقاومة ومَنْ ضدها".

أما في ما يتصل بالوضع السوري، فاستغرب جعجع كيف أن السيد حسن يؤيد الثورات الشعبية في مصر وليبيا ويتخذ موقفاً معاكساً في سوريا، الا ان موقفه أياً كان لا يمكن أن يغطي ما يحصل في سوريا، فلو سلمنا جدلاً بذريعته ان سوريا دولة ممانعة فهل هذه الممانعة تبرر استمرار نظامها غير الديموقراطي ولا الحر وهل تبرّر عدم تمتع الشعب السوري بحريته وقراره وكرامته الفكرية وتشكيل الأحزاب والتعبير عن الرأي، وهل تبرر أيضاً قتل 2500 سوري في الشوارع والمدن؟ وتبعاً لذلك أعلن رفضي المطلق لمقاربة السيد نصرالله ولنترك للشعب السوري تقرير مصيره.

أضاف: "يمكن للأمين العام التعبير عن رأيه السياسي والأيديولوجي والفكري في كل ما يتصل بسوريا الا انه لا يمكن أن يفرض تبنيه على الدولة اللبنانية أو أي فريق في الداخل. رأينا مخالف تماماً لهذه الجهة، ونتمنى عدم إقحام أي طرف لبناني نفسه في الوضع السوري واحترام قرار الشعب السوري في تقرير مصيره".

أما بالنسبة الى ما تثيره وسائل اعلام المعارضة السورية عن مشاركة عناصر من حزب الله مع النظام في سوريا فلا معطيات لدينا حول دقة هذه المعلومات، وفي استثناء ذلك فلا اعتقد أن الحزب قادر على الذهاب أبعد من ذلك، فهل يشنّ حرباً من لبنان على الشعب السوري؟ فالأمر يبدو غير منطقي في ظل وجود حدّ أدنى من الدولة اللبنانية على رغم الثغرات الأمنية غير المبرّرة ولا المفهومة من حوادث الخطف في طرابلس وبرّ الياس وغيرها. وأكد أن أي تدخل لبناني في الشأن السوري سينعكس سلباً على مستوى الدولة اللبنانية ومصالح الشعب.

الى ذلك، أوضح جعجع أن الوضع الحكومي راهناً يعكس حقيقة ما آلت اليه معارضة فريق 14 آذار، فوسائل الاعلام اذا ما استعرضت مواقف السياسيين فيها يومياً يمكن معاينة هذا الكمّ من الصوت المعارض الفائض.

وقال "لا ينتظرن أحد من معارضتنا نصب الخيم أو تعطيل الحياة الاقتصادية لتحقيق غاياتنا لان معارضتنا قائمة على ملاحقة الحكومة خطوة بخطوة "زنقه - زنقه" عند كل مفترق وحدث، ولا سيما في المجلس النيابي حيث مسرح المواجهة السلمية الفعلية". واعتبر ان خطة المعارضة ناجحة جداً بدليل أن جلسة نيابية واحدة كادت تسدي ضربة شبه قاضية للحكومة التي باتت في حال غيبوبة، فلولا مواجهة 14 آذار في المجلس النيابي لما وصلت الحكومة الى ما وصلت اليه راهناً. واعتبر ان المتابعة الحثيثة للمعارضة في نزاع لاسا اضطرت الدولة الى توقيف المعتدي على الشماس انطوان الحكيم، لافتا الى خطوات اخرى ستقدم عليها الدولة انطلاقا من حملة 14 آذار حول لاسا تحت عنوان "نريد الدولة فعليا في لاسا كما في سائر القرى المجاورة".

واذ اكد ان المعارضة السياسية لا تقوم على مبدأ الضربة القاضية وتستوجب الصبر وصولا الى تحقيق الاهداف، اعلن جعجع ان طريقة تصرف الفريق الآخر لا تترك مجالا لأي تحالف معه، فهو ليس فريق بناء دولة بل يحلم بالمشروع الآخر البعيد عن مصالح لبنان وشعبه واستقراره، معتبراً ان الفريق المهيمن داخل مجلس الوزراء لن يسمح بتطبيق مبدأ سحب السلاح الفلسطيني بعد مواقف الرئيس محمود عباس لأنه على يقين بأن بعد السلاح الفلسطيني فإن السبحة ستكر في اتجاه سلاحه وهو ما لا يناسبه ولن يقبل به. من هنا فإن كل تحالف معهم لن يكتب له النجاح. وعما اذا كان من خيوط اتصال مع رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط قال جعجع: التواصل لم ينقطع ولم نصل الى حد القطيعة، طبعا لا اجتماعات تنسيقية يومية، لكن للصدف دورها في التواصل مع النائب جنبلاط. واوضح جعجع ان قيادات 14 آذار هي في حال تنسيق دائم وتعقد لقاءات دورية باستمرار لتنسيق المواقف واتخاذ الاجراءات المناسبة عند كل محطة سياسية، وهو ما تعكسه حركة نواب 14 آذار في المجلس النيابي. اما الاجتماع الاخير فضم اكثر من 20 قيادياً من المعارضة ويشكل محطة في سياق الاجتماعات التنسيقية. واشار الى التواصل المستمر مع الرئيس سعد الحريري مؤكدا اهمية قراءة الابعاد السياسية لاستقباله من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وفي الشق المتصل بقانون الانتخاب اعلن جعجع تأييد القوات اللبنانية للنسبية، مشيرا الى ان الاجتماعات المسيحية التي تعقد في هذا المجال تؤتي ثمارا جد ايجابية وهي مستمرة وصولا في فترة قريبة الى الاتفاق على مشروع قانون واحد للانتخابات النيابية. وعن امكان اجتماع القيادات المارونية الاربع قريبا استبعد جعجع الامر، معتبرا ان الاولوية الآن هي الاجتماع المسيحي الموسع في 23 ايلول

 

رئيس كتلة "نواب زحلة" النائب انطوان ابو خاطر ردا على نصرالله: تخوين شريحة كبيرة من اللبنانيين هو اكبر خدمة لاسرائيل

موقع القوات/اكد رئيس كتلة "نواب زحلة" النائب انطوان ابو خاطر وجود بؤر امنية خارجة عن سلطة الدولة في البقاع ولا تستطيع الدخول اليها، تاركا للقوى الامنية والقضائية القيام بواجبها في التحقيق في حادثة خطف السوريين الاثنين مساء الجمعة في بر الياس. ورأى ان المطلوب جدية أكثر في عمل القوى الأمنية عبر تكثيف نشاطها في البقاع. وشدد ابو خاطر في حديث للـ"lbc" على ان "الدويلات" اثبتت عدم جدواها، مشدداً على أهمية بناء دولة المؤسسات القضائية والامنية. وحمّل ابو خاطر السلطة التي وعدت بأمور كثيرة تفوق طاقتها في البيان الوزاري مسؤولية الامور الامنية السائبة، لافتا الى ان الحكومة موضوع شك بفاعليتها. ودعا ابو خاطر "حزب الله" الى محاربة الجو الطائفي والتشرذم الداخلي الذي يخدم اسرائيل، مشيرا الى ان تخوين شريحة كبيرة من اللبنانيين فقط بسبب الاختلاف بالرأي معهم هو اكبر خدمة لاسرائيل.

 

3 موقوفين بالاعتداء على الشماس الحكيم في لاسا 

نهارنت/تسلمت فصيلة قرطبا في الشرطة العسكرية بالجيش اللبناني رواد المقداد (مواليد1981) وفارس المقداد (مواليد 1983) اللذين اقرا بالمشاركة في الاعتداء على الشماس طوني فارس الحكيم وانيس غازي ضو في بلدة لاسا في جرود بلدة جبيل في العشرين من الشهر الحالي. وكانت قوى الامن تمكنت قبل يومين من توقيف محمد عيتاوي الذي اعترف بمشاركته عمليا في الاعتداء على الشماس الحكيم، وبذلك يرتفع بذلك عدد الموقوفين في احداث لاسا الى ثلاثة اشخاص، وتتابع السلطات المعنية التحقيقات لتوقيف المشاركين والمحرضين بحسب الاستنابة التي سطرتها النيابة العامة لكشف الملابسات كافة.

 

السنيورة: حزب الله يساهم في عملية حماية واخفاء المتهمين الاربعة

 نهارنت/وصف رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة موقف "حزب الله" الرافض للتعاون مع المحكمة بأنه "امر غريب (…) وهو مخالف للقانون". وقال في ندوة صحافية عقدها امس في مكتبه بالهلالية – صيدا: "الآن اصبح حزب الله في موقع يمتنع فيه عن تنفيذ القانون وفي موقع حماية المتهمين". ولفت الى أن تأكيد الحزب عدم حصول مقابلة أحد المتهمين مع مجلة "تايم" يعني "أنه على صلة ومعرفة بهؤلاء المتهمين (...) وهو اثبات اضافي انهم لا يريدون التعاون وأنهم أيضاً يساهمون في عملية حماية واخفاء هؤلاء المتهمين". وأكد أن المحكمة "علنية سيشاهدها الجميع في العالم وبالتالي لا تعتمد على قول أشخاص من هنا وهناك لا يتمتعون بالمعرفة القانونية الكفية ولا التقنية. حتى في موضوع الاتصالات ليس لديهم المعرفة التقنية (...) ولكن اذا كان لديهم ما يقولونه فمكانه في المحكمة حيث يستطيعون ابداء كل الاعتراضات وابراز البراهين ".

 

القوى الامنية تحقق في اختطاف سوريَين بعد دقائق من دخولهما البقاع

نهارنت/بدأت القوى الامنية التحقيق في حادث اختطاف سوريين في البقاع على يد ثلاثة مسلحين مجهولي الهوية. اختطف السوريان محمد أيمن بشير عمار مواليد 1962 ونور جميل الحاج قدورة مواليد 1980 في منطقة بر الياس في البقاع الأوسط بينما كانا آتيين من سورية إلى لبنان على متن سيارة "جاغوار" رقمها 321639 يقودها اللبناني خليل صالح الآغا (من بلدة الطفيل) وهي تعود لشركة "إيلا" لبيع مواد لمنع النش التي يملك عمار أسهماً فيها. وفي التفاصيل، أن ثلاثة مسلحين مجهولي الهوية اعترضوا بسيارتهم من نوع "جيب هيونداي" سوداء اللون، سيارة "جاغوار" التي يقودها الآغا وفي داخلها المواطنان السوريان اللذان كانا آتيين من الداخل السوري عبر منطقة المصنع الحدودية إلى لبنان. واقتاد المسلحون السوريين إلى جهة مجهولة، من دون أن يتعرضوا للسائق ولا للسيارة على رغم أن فيها حقيبة تحوي مبلغ خمسة آلاف دولار أميركي تركوها أيضاً. وفي التحقيقات تبين أن المواطنين السوريين يدخلان لبنان في شكل شبه يومي إذ يملك قدورة شركة مفروشات في لبنان بينما يعمل عمار في قسم المحاسبة في الشركة. وعلى الفور، حضرت دورية لقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية واحتجزت السيارة في مخفر شتورا، وبدأت التحقيق مع السائق الذي أوقفته رهن التحقيق كما استمعت إلى أقارب المخطوفين الذين أتوا من دمشق. وأفادت مصادر أمنية صحيفة "الحياةَ" بأن "عملية الخطف تمت من دون أية مقاومة وعلى طريق دولية يعج فيها السير وحركة العبور كما أن التحقيقات دلت على أن نور ترجل من سيارة جاغوار وبيده حذاؤه".

 

14 آذار: الخلاصة أن نصرالله يهدد مرة أخرى الرأي العام اللبناني

نهارنت/رأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد في خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "محاولة لقطع الطريق على كل مبادرة ترمي الى حركة انقاذية عربية في ربع الساعة الأخير قبل سقوط النظام السوري". وقال سعيد لصحيفة "النهار" إن "نصرالله هدد أيضاً بإشعال المنطقة إذا دُبّر للنظام السوري أي سيناريو عسكري"، كما وجه رسالة مكررة فحواها "إننا غير معنيين بالمحكمة الدولية". والخلاصة أن نصرالله يهدد مرة أخرى الرأي العام اللبناني.

وكان نصر الله قد أطل عبر شاشة في بلدة مارون الراس الجنوبية الحدودية حيث اقام الحزب احتفالاً حاشداً، وتطرق الى موضوع التطورات في سوريا، فدعا "كل من يدعي الصداقة" معها "ان تتضافر الجهود لتهدئة الاوضاع" هناك. وحذّر اللبنانيين الذين "يساعدون على توتير الاوضاع في سوريا ويرسلون السلاح ويحرّضون، هؤلاء لن يبقوا، لبنان ليس بمنأى، التطورات في سوريا ستطال المنطقة كلها ". واتهم نصر الله اطرافاً في لبنان تعمل لصالح الخارج وتساعد في آلية تديرها اميركا واسرائيل لضرب معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وتفكيكها، وتدبير فتنة بين المقاومة وشعبها، وفتنة بين الجيش والمقاومة، قائلاً "ان كل من يحرض على المقاومة والجيش يخدم اسرائيل من حيث يعلم او لا يعلم".

وفي تقدير مصادر سياسية ان دفاع نصر الله القوي عن النظام السوري، واتهام قوى 14 آذار بالعمل لخدمة اسرائيل، وإن لم يتهمها صراحة بالعمالة، من شأنه ان يزيد من حدة التجاذب السياسي الحاصل بين الحزب وهذه القوى، والذي اشتدت وتيرته بعد نشر القرار الاتهامي، وتوقعت هذه المصادر ان يكون لكلام نصر الله مزيد من ردود الفعل.

 

وزير الخارجية الايراني: على سوريا الاستجابة للمطالب المشروعة لشعبها

نهارنت/قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي السبت ان على الحكومة السورية ان تلبي "المطالب المشروعة لشعبها"، محذرا في الوقت نفسه من ان سقوط الرئيس بشار الاسد سيولد فراغا سياسيا. وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد دعا الاربعاء سوريا، حليفة ايران، الى التوصل الى "حل بعيد عن العنف" مع المعارضين، معتبرا ان العنف "يخدم مصالح الصهاينة". وقال صالحي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الطلابية (ايسنا) "على الحكومات ان تستجيب للمطالب المشروعة لشعبها، سواء في سوريا او اليمن وغيرها. في هذه البلدان، تعبر الشعوب عن مطالب مشروعة وعلى حكوماتها ان تستجيب لها بسرعة. واضاف "اتخذنا موقفا واحدا من التحركات الشعبية في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا ونرى ان هذه الحركات ناجمة عن عدم رضا شعوب هذه الدول". وايدت ايران الحركات الاحتجاجية في كل الدول العربية ما عدا سوريا. وهي تعلن تاييدها للاسد مع دعوته الى تطبيق اصلاحات.

وحذر صالحي من "الفراغ السياسي" في حال سقوط الرئيس الاسد. وقال ان "فراغ السلطة في سوريا ستكون له عواقب غير متوقعة على الدول المجاورة وعلى المنطقة (..) ويمكن ان تسبب كارثة في المنطقة وابعد منها". واضاف ان "سوريا حلقة مهمة من حلقات المقاومة في الشرق الاوسط والبعض يريد التخلص من هذه الحلقة"، في اشارة الى الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا التي طالبت الاسد بالتنحي. وقال ان "على حكومات المنطقة ان تكون يقظة بشأن التدخل الاجنبي في شؤونها. هذا التدخل واضح في بعض الدول وخصوصا سوريا".

وتتهم ايران الدول الغربية وبعض الدول العربية بتاجيج واستغلال الاضطرابات في سوريا حيث قتل اكثر من 2200 شخص منذ بداية الاحتجاجات في اذار حسب الامم المتحدة.

مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

خطف رجل أعمال سوري ومحاسبه في البقاع بعد دخولهما مباشرة إلى لبنان من المصنع

زحلة – "النهار"/في حادث هو الثاني من نوعه من حيث الشكل يشهده امتداد خط نقطة المصنع الحدودية مع سوريا، خطف رجل الاعمال السوري المهندس محمد ايمن بشير عمّار (مواليد 1960)، ومحاسبه السوري نور جميل الحاج قدورة (مواليد 1980)، الساعة التاسعة والنصف صباح امس، من على الطريق الدولية في بلدة بر الياس – قضاء زحلة، بينما كانا قادمين الى لبنان مباشرة من سوريا عبر جديدة يابوس - المصنع، في سيارة "جاغوار" رقم لوحتها 321639 /ب مسجلة باسم "شركة ايلا لمواد النش والبناء" ومقرها الصيفي في الاشرفية، ويقودها سائق عمّار اللبناني خليل صالح آغا من بلدة الطفيل. وبوصول السيارة الى بر الياس صدمتها سيارة "جيب" سوداء يرجح ان تكون من نوع "هيونداي" او "مورانو"، واعترضت طريقها، واقتاد 3 مسلحين كانوا في الجيب عمّار وقدورة الى جهة مجهولة، وتركوا خلفهم "الجاغوار" وسائقها، وداخلها 5 آلاف دولار كانت في علبة القفازات. ونقلت السيارة الى فصيلة درك شتورة حيث يخضع سائقها للتحقيق. وبحسب مصادر التحقيق ان عمّار هو رجل اعمال له استثماراته في سوريا وكذلك في لبنان، وهو شريك في شركة "ايلا لمواد النش والبناء" في الاشرفية، ويملك شركة اقمشة وصالة عرض في بئر حسن قرب الـBHV، ويتردد في شكل دائم الى لبنان لادارة اعماله.

 

المشنوق: الحكومة تضم وزراء من حزب متهم

ندعم الثورة السورية والمسيحيون قلب لبنان

النهار/أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق ان "تيار المستقبل بريء من اي حركة او تنظيم مسلح"، لكنه ليس على الحياد بالمعنى الانساني والاخلاقي ويتمسك بعنوان الحرية والعدالة، وقال: "ندعم الثورة السورية بكل عناوينها السياسية، وحق الشعب السوري العيش بكرامة"، رافضا الحديث عن "اضطرابات، بل عن ثورة وطنية لشعب في سبيل حريته".

كلام المشنوق ورد خلال افطار اقامته منسقية بيروت في "المستقبل" كرر خلاله عدم الاعتراف بالحكومة الحالية "لا بالمعنى السياسي ولا الاخلاقي ولا الوطني"، واصفا اياها "بحكومة الاكثرية المسروقة". وقال: "ان جمهور رفيق الحريري لم يواجه ويتحمل ويتعب ليصل الى نتيجة سياسية تعبر عنها حكومة متهمين باغتيال الرئيس الشهيد". واشار الى "ان قرارا اتهاميا صدر عن المحكمة الدولية التي سلمنا امرنا اليها بملف الاغتيالات من 14 شباط 2005 حتى اليوم. والقرار يشير الى اربعة متهمين ينتمون الى حزب سياسي عسكري في لبنان اسمه حزب الله"، وسال "كيف لنا ان نتعامل مع حكومة تضم في صفوفها وزراء ينتمون الى حزب متهم؟". لافتا الى ان "حزب الله لم ينف وجود المتهمين لديه، بل اعتبرهم اولياء من عند الله وقديسين وايقونات".ورأى ان "الاعتراف بهذه الحكومة هو اعتراف بقبول التعامل مع المتهمين سواء اكانوا ضائعين ام موجودين"، لافتا الى ان "تمثيلهم السياسي موجود وهو المقرر في الحكومة". واعتبر "ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة لا يمكنها الا ان تؤدي الى الاحداث التي رأيناها في هذه المرحلة"، ملاحظاً "انها شرعت التفرد في حمل السلاح والاستقواء به والاعتداء على الآخرين وحل المشاكل على المستويين الشخصي والعام". وقال: "اننا كمجموعة سياسية منفتحون على المناقشة على كل العناوين، منفتحون على النسبية وعلى الاكثرية على كل العناوين التي تطمئن المسيحي الى تمثيله السياسي وتحقق الشركة بين كل اللبنانيين (...). وفي حوار مع الحضور وصف المشنوق الرئيس نجيب ميقاتي بأنه "متخصص في الالتباس".

 

لجان التنسيق المحلية": نصرالله طائفي.. وكلامه جزءٌ من حملة النظام السوري

أكد الناطق بإسم لجان التنسيق المحلية في سوريا محمد عبدالله في حديث لقناة "العربية" أن أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله هو "الطائفي" لأنه "يدعم الثورة في البحرين، فيما لا يدعم ثورة سوريا بل يدعم نظامها"، وأضاف عبدالله: "إن كلام نصرالله اليوم ليس إلا جزءاً من الحملة الإعلامية للنظام السوري، ورسالته تابعة لرسالة (الرئيس السوري) بشار الأسد، فهو يهدد المجتمع الدولي في إطار ما يجري على الحدود مع العراق وتحريك المتمردين الأكراد، وما جرى في غزة وتبرّأت منه حركة "حماس"، فأتى نصرالله ليقول إنه بعد سقوط (العقيد الليبي معمر) القذافي إذا زادت الضغوط على الأسد للرحيل فإننا سنفجر المنطقة". وختم عبدالله: "نحن وإن كنّا نقلق لهذا الكلام، إلا أننا في الوقت عينه لم نعد نأخذ حديث "حزب الله" عن القضايا العربية على محمل الجد، خصوصاً بعد وقوفه إلى جانب من قتل أكثر من ثلاثة آلاف من شعبه"، في إشارة منه إلى الرئيس السوري.(رصد NOW Lebanon)

 

رحال يدعو ميقاتي إلى التحرّرمن "مطرقة الضاحية وسندان الرابية"

النهار/طالب عضو كتلة "المستقبل" النائب رياض رحال رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "بموقف صريح في وجه من يحمي المتهمين بجريمة الرئيس رفيق الحريري وسائر الشهداء وكل الجرائم وتطبيق القانون".  ووصف في افطار اقامته منسقية "تيار المستقبل" في منطقة الجومة والشفت والدريب في عكار في مطعم جنة عرقا – الحاكور، الحكومة بأن "ثلاثة أرباعها تماثيل متحركة"، داعياً ميقاتي الى "التحرّر من مطرقة سيد الضاحية وسندان سيد الرابية وتحمّل المسؤولية الكاملة". وطلب من الحكومة "دعوة وزيري حزب الله الى الاستقالة أو إقالتهم أو استقالة الرئيس ميقاتي. أما نحن فنقول للجميع إن العدالة آتية لمحاكمة المجرمين من محرضين وآمرين ومخططين ومنفذين مهما علا شأنهم وتكابروا ومهما بلغ تهديدهم للسلم الأهلي".

وتمنى على قيادة "حزب الله" ان "تفك الارتباط بينها وبين المتّهمين وتسلّمهم الى العدالة الدولية ليبقى لبنان مستقراً آمناً".

 

هل يحتجب "نداء ايلول" لمجلس المطارنة؟

هيام القصيفي/النهار

قد تكون المرة الاولى منذ عام 2000 لا يترقب فيها المسيحيون وبعض اللبنانيين نداء مجلس المطارنة الموارنة في ايلول من السنة الجارية. اذ ثمة متغيرات طبعت الصرح البطريركي منذ نحو ستة اشهر على انتخاب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي ما ان ينتهي من جولاته المحلية حتى يبدأ جولاته الخارجية من باريس الى واشنطن. ولعل احد اهم هذه المتغيرات، التي توحي بأن لا نداء يشبه ما تعودناه في الاعوام الفائتة، هو السقف الوطني الذي كانت بكركي تظلل به المواقف مما يجري على الساحة اللبنانية. لا شك في ان الاجتماع الاول للجنة قانون الانتخاب كان اللبنة الاولى المحلية، اذ عقد بدم بارد وخارج اطار الانفعالات وبعيدا من اللغط والترويج الاعلامي. الا ان هذه الخطوة اليتيمة لا يمكن عزلها عن مسار عام يطبع بكركي منذ ستة اشهر. ولا شك ايضا في ان مسار الانتقادات لا ينحصر في دائرة قوى 14 آذار على رغم ما تتلقاه هذه من اتهامات بانها تشن حملة مبيتة على البطريرك الراعي. ولا تخفي دوائر قوى 8 آذار المسيحية بالطبع غبطتها مما يجري حاليا على خط بكركي وتحركها السياسي وابوابها المفتوحة للسفيرين الايراني والسوري. الا ان ثمة مجالا واسعا لمجموعة من العلمانيين والاكليروس من الفريقين تتحفظ عن جملة محطات لا تزال حتى الان موضع مراقبة ومعاينة. وعلى رغم انه من الظلم ان تقارن محطات الراعي المبكرة بمسار الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير طوال فترة حبريته، الا ان الاحداث الاخيرة التي حصلت فرضت متابعة من باب الحرص على دور بكركي وموقعها.

وفي حال تخطت القراءة ما قاله الراعي عن سوريا يوم انتخابه وتأكيده زيارته لها، عشية اندلاع الاحداث فيها، فان الاستحقاق الاهم تمثل في اغفال مقاربة الاحداث العربية المتسارعة من زاوية الصرح البطريركي الذي يمثل الرأي العام المسيحي المشرقي امام العالم الاسلامي الغارق في متغيرات كبرى.

وليس سرا ان النداءات البطريركية مدى احد عشر عاما شكلت في مقاربتها لهذه الملفات متابعة حثيثة لاوضاع الشرق الاوسط. فعلى سبيل المثال لا يمكن تجاهل ما كان يصدر من مواقف بطريركية في شأن الحرب على العراق، او في ما يتعلق باللقاءات الشرق الاوسطية لانجاز عملية السلام. في حين ان بكركي اليوم تعيش في غربة شبه تامة عن الاوضاع العربية وتطوراتها التي تشبه الزلزال الذي يحدث انقلابات تاريخية في منطقتي الشرق الاوسط والادنى. اضف ان الراعي يقوم بزيارتين مهمتين لباريس وواشنطن، اللتين اعتادتا سماع مواقف بكركي الحاسمة حيال استقلال لبنان ووحدته ودعم المحكمة الدولية، وهي التي كانت تتحدث باسم مسيحيي الشرق. فاي خطاب يحمله اليوم سيد بكركي الى العاصمتين اللتين تقاربان التحولات العربية والدولية من غير المنظار الذي يتحدث به الصرح اليوم، خلال حديثه المتكرر عن تظاهرات سورية والاصوات المسيحية التي ترتفع بين حين وآخر مدافعة عن الرئيس السوري بشار الاسد.

اما في الشأن المحلي الداخلي، فقد كان الراعي اول من دافع ودفع في اتجاه تشكيل الحكومة، على رغم انه كان معروفا انها ستكون حكومة من لون واحد. وهو في هذا المنحى سلك سلوكا مغايرا عما اعتادته بكركي في مقاربة الاحداث المحلية، وفي سعيها الدائم الى تحقيق توازن مطلوب وضروري في مرحلة مصيرية.

ثم ان بكركي غابت في شكل مطلق عن محطة جوهرية في مسار لبنان هي صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في حين انها كانت منذ اللحظة الاولى للجريمة وما تلاها من اغتيالات طاولت من بين من طاولتهم ثلاثة اعضاء في "لقاء قرنة شهوان" الذي كانت ترعاه بكركي، تدعم بشدة قيام المحكمة الدولية وتحقيق العدالة وفقا للمعايير الدولية.

ومن العناوين العريضة الى اليوميات التي يسجل فيها لبكركي انسحاب من مقارعة حقيقية لملفات تمس الوجود المسيحي. فبين مشكلة لاسا والتعديات على رجال الدين فيها والاوقاف المسيحية والمشكلة التي وصفها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بأنها مشكلة تاريخية وخلاف على اراض، ثمة بون شاسع لا تزال بكركي عاجزة عن تخطيه، مقارنة بين ما حدث في عيون ارغش ولاسا. فحين وقع حادث اطلاق النار في عيون ارغش في نيسان 2010 كان للبطريرك صفير تعليق اثار وقتذاك ضجة لافتة حين قال لوفد من المنطقة: "نعرف انكم دافعتم في الماضي وتدافعون عن حقكم وعن اراضيكم وهذا شيء مشروع لكم(...) علينا جميعا ان يدافع كل منا عن حقه وهذا شيء مشروع". حينها قامت القيامة على صفير وتعرض لحملة مضادة استهدفته كما في كل مرة يتخذ فيها موقفا مناوئا للسلاح الداخلي. لكنه استمر في موقفه الى ان توصل الى وضع خاتمة للحادثة تصب في مصلحة ابناء المنطقة. اما اليوم فثمة انكفاء ومحاولات تسويات على طريقة تبويس اللحى. واذا كان مسموحا لنواب "تكتل التغيير والاصلاح" الحديث في ملف لاسا سياسيا، كما يفعل نواب "القوات اللبنانية"، وكل طرف من زاويته، فان موقف بكركي بات على المحك، بعدما اصبح حديث لاسا محور الصالونات الشعبية في كسروان وجبيل والمتن وبعبدا، ولكل منها مشكلة مع الامتداد الشيعي في مناطقها، ولا سيما بعدما صارت لاسا اكبر من خلاف فردي او تاريخي، فيما بكركي تتعامل معها حتى الساعة، كما تعاملت مع "تظاهرات سورية".

 

أمير قطر: الحل الأمني فشل في سورية

الدوحة - أ ف ب/الحياة

رأى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس أن الحل الأمني في سورية «فشل»، داعياً القيادة السورية إلى «استنتاج ضرورة التغيير» بما يتلاءم مع «تطلعات الشعب السوري».

وقال أمير قطر في تصريح أدلى به بعد لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وبثته وكالة الأنباء القطرية، إن «الجميع يعرف أن الحل الأمني أثبت فشله ولا يبدو أن الشعب السوري سيتراجع عن مطالبه بعد ما دفعه من ثمن».

وأضاف أن «الشعب السوري خرج في انتفاضة شعبية مدنية حقيقية مطالباً بالتغيير والعدالة والحرية... وحاولنا جميعاً نحن الذين وقفنا مع سورية في ظروفها الصعبة أن نشجع الأخوة في سورية على اتخاذ خطوات إصلاحية حقيقية... نأمل أن يستنتج صناع القرار في سورية ضرورة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري وعلينا أن نساعدهم على اتخاذ مثل هذا القرار». وجاءت تصريحات أمير قطر بعد لقاء استغرق ساعتين مساء أول من أمس مع الرئيس الإيراني الذي دعا دول منطقة الشرق الأوسط إلى «تسوية مشاكلهم من دون تدخل الغربيين». ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن نجاد قوله: «بإمكان دول المنطقة تسوية مشاكلها عبر حلول إسلامية وإنسانية ومن دون تدخل الغربيين»، معتبراً أن «تدخل الأجانب والقوى المهيمنة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يعقد الوضع». وقال موقع الرئاسة الإيرانية إن اللقاء تركز على «مشاكل المنطقة»، كما نقلت وكالة الأنباء القطرية عن أمير قطر قوله إن زيارته إلى طهران ومحادثاته مع أحمدي نجاد تندرج «في إطار العلاقات الودية التي تجمعنا بإيران». وأضاف: «بحثنا بطبيعة الحال في العلاقات الثنائية والقضايا المتعلقة بالتعاون في ما بيننا وأمور أخرى ذات اهتمام مشترك». وتشهد سورية منذ منتصف آذار (مارس) الماضي حركة احتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد لا سابق لها تقمعها السلطات في شدة، مما أسفر عن سقوط أكثر من 2200 قتيل، بحسب الأمم المتحدة. وتدعم إيران نظام الأسد حليفها الأساسي في المنطقة، بينما دانت غالبية دول الخليج العربية قمع السلطات السورية واستدعت سفراءها في دمشق. في المقابل، تدعم إيران الحركة الاحتجاجية في البحرين التي يشكل الشيعة غالبية سكانها وتحكمها عائلة خليفة السنية، بينما تساند دول الخليج النظام القائم فيها. وتقيم قطر علاقات جيدة مع إيران وقامت مراراً بدور الوسيط بين إيران والسعودية.

وكان رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني صرح الثلثاء الماضي عقب اجتماع للجنة المبادرة العربية في الدوحة بأن اجتماعاً عربياً سيعقد اليوم السبت في القاهرة للبحث في ملفي ليبيا وسورية. ودعا القيادة السورية إلى «اتخاذ إجراءات البدء بإجراء إصلاحات سريعة»  لاحتواء الموقف.

وتوترت العلاقات بين الدوحة ودمشق منذ بدء الاحتجاجات في سورية بسبب تغطية قناة «الجزيرة» للأحداث هناك التي أثارت غضب المسؤولين السوريين بينما جرت محاولة الاعتداء على السفارة القطرية في دمشق. وقررت قطر تعليق عمل بعثتها الديبلوماسية في العاصمة السورية منذ ذلك الوقت. ولم يعد السفير القطري إلى دمشق على رغم إعلان قطر أنها تسلمت رسالة اعتذار عما حدث لسفارتها هناك. وشهدت العاصمة القطرية قبل أيام تظاهرة شارك فيها حوالى ألفي شخص من الجالية السورية طالبوا بطرد السفير السوري من الدوحة. وتملك قطر في سورية مشاريع استثمارية عدة تقدر أوساط مالية حجمها بخمسة بلايين دولار. وكانت القيادتان القطرية والسورية تنسقان عن قرب مواقفهما السياسية، إضافة إلى إيران، قبل خلافات عميقة بينهما اثر اندلاع الحركة الاحتجاجية في سورية.

 

مبادرة روسية في مجلس الأمن للالتفاف على مشروع القرار الغربي

نيويورك - راغدة درغام؛ دمشق، لندن - «الحياة»، «رويترز»، أ ف ب

طرحت روسيا أمس في مجلس الأمن مشروع قرار جديد حول سورية، بهدف الالتفاف على مشروع القرار الأوروبي الذي يتضمن عقوبات على نظام دمشق، واستندت في نصها المقترح الى البيان الرئاسي الذي صدر عن المجلس في الثالث من آب (اغسطس) ودان «ممارسة السلطات السورية العنف ضد المدنيين». في غضون ذلك، تظاهر عشرات الآلاف من السوريين في مدن عدة في إطار «جمعة النصر والثبات»، وقتلت قوات الأمن ثلاثة أشخاص على الأقل وجرحت آخرين، كما فرقت بالقوة تظاهرات في عدد من أحياء دمشق. وحدث تطور لافت باعلان «لواء الضباط الأحرار» غير المعروف حتى الآن تبنيه استهداف ضابطين.

ودعت روسيا الى جلسة طارئة للمجلس حول سورية امس واستدعت اليها بشكل عاجل الدول الأعضاء. ووصف مصدر غربي التحرك الروسي بأنه «غامض»، لكنه رأى فيه ايضاً «انخراطا» في مداولات مجلس الأمن في الشأن السوري.

وكانت روسيا والصين تهربتا من اجتماع غير رسمي دعت إليه بريطانيا أول أمس للتفاوض على مشروع قرار سابقة يفرض عقوبات على رموز الحكم في دمشق بمن فيهم الرئيس بشار الأسد. وميزت المصادر بين ما دعت إليه بريطانيا من اجتماع جانبي غير رسمي لأعضاء المجلس وبين مبادرة روسيا الى طلب انعقاد جلسة مشاورات رسمية طارئة حول سورية.

وفوجئت وفود الدول الغربية بالدعوة الروسية، وبدت موسكو كأنها تحاول سحب البساط من تحت أقدام الدول الغربية في المجلس (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال).

وكانت مصادر غربية وصفت تغيب روسيا والصين عن اجتماع غير رسمي للبحث في مشروع قرار العقوبات بأنه «تهرب من المسؤولية» وقالت ان هذا «تصرف غير مقبول لدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية حفظ السلم والأمن الدوليين».

وأوضحت موسكو وبكين معارضتهما لمبدأ فرض عقوبات على سورية وقالتا أنهما تؤمنان بالجهود الديبلوماسية حصراً، لا سيما وأن روسيا تقوم باتصالات ثنائية مع القيادة السورية.

وقالت المصادر الغربية «إننا نرحب بالمبادرة الروسية للتحدث مباشرة مع النظام السوري لكن الأوضاع الطارئة على الأرض تتطلب إجراءاً عاجلاً من مجلس الأمن». وأضافت المصادر أنه «حان الوقت لتعزيز الضغوط الدولية، فالعنف يجب أن يتوقف حالاً».

في هذا الوقت، احيا عشرات آلاف السوريين «جمعة الصبر والثبات» في مختلف المدن والقرى، وردت قوى الأمن والجيش بقتل ثلاثة متظاهرين على الأقل وجرح عديدين آخرين.

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن «شخصين قتلا وجرح خمسة آخرون عندما اطلقت عناصر موالية للنظام النار على متظاهرين خرجوا من جامع علي بن ابي طالب في دير الزور». وأشار إلى أن «شاباً أصيب بجروح خطرة في قرية القورية في محافظة دير الزور اثر اطلاق قوات الامن الرصاص الحي على متظاهرين».

لكن وكالة الأنباء الرسمية «سانا» قالت ان «مسلحين ملثمين أطلقوا النار على حاجز لقوات حفظ النظام في دير الزور ما أدى إلى جرح ثلاثة عناصر ومقتل اثنين من المسلحين».

وفي ريف درعا، أكد المرصد أن «شخصاً قُتل واصيب ثلاثة اخرون عندما أطلق عناصر الامن النار على متظاهرين خرجوا من جامع المحمدي في نوى»، كما «جرح مواطن في حمص اثر اطلاق قوات الامن الرصاص لتفريق متظاهرين في حي باب السباع، خرجوا في تشييع شهيد قتل برصاص قناصة مساء» الخميس، بحسب المرصد الذي تحدث عن «إصابة رجل وابنته ذات الأربعة أعوام بجروح عندما أطلق عناصر من الأمن النار عشوائياً في حي باب الدريب في حمص».

وأشار «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى «جرح ستة متظاهرين في إطلاق نار من مدرعات في مدينة القصير الواقعة في ريف حمص»، كما «أصيب شاب في مدينة داريا في ريف دمشق بجروح خطرة إثر مطاردته من قبل دورية أمنية أطلقت الرصاص على سيارته». وأصيب 5 متظاهرين، أحدهم بحال خطرة، عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق تظاهرة قرب مقر الأمن المركزي في دوما.

وخرجت تظاهرات حاشدة أمس في مدن عدة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ففي حمص التي تشهد غلياناً أمنياً وعسكرياً منذ أيام خرج نحو 15 ألف متظاهر في حي الخالدية، إضافة إلى آلاف في أحياء أخرى كبابا عمرو وباب السباع والقصور. كما خرج عشرات الآلاف في تظاهرات حاشدة مطالبة بإسقاط النظام في مدن تدمر والرستن وتلبيسة والقصير في ريف حمص. كذلك، فرق رجال الأمن بالقوة تظاهرتين في دمشق خرجتا من جامعي الدقاق والحسن في حي الميدان إضافة الى تظاهرات جرت في حي برزة والقدم والقابون رغم الحصار والتواجد الامني الكثيف الذي يشهده هذا الحي.

وفي منطقة الجبيلة في دير الزور، خرجت تظاهرة ضمت الآلاف وقام رجال الأمن بتفريقها بقوة، إضافة الى تظاهرة في البوكمال (شرق). وتظاهر نحو خمسة آلاف شخص في القامشلي (شمال شرق). وتظاهر أكثر من سبعة آلاف شخص في دوما في ريف دمشق مطالبين بإسقاط النظام، كما خرجت تظاهرة في الزبداني رغم الانتشار الامني الكثيف وتظاهرة في كناكر خرج فيها نحو ثلاثة آلاف شخص. وخرجت تظاهرات في داريا وحرستا وقارة كما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق نحو 2500 متظاهر في عربين. وخرج الآلاف للتظاهر في حي الصاخور في حلب (شمال) كما خرجت تظاهرات حاشدة في مناطق عدة في ريف ادلب وريف درعا. ودعا ناشطون إلى مواصلة التظاهر، مؤكدين أن «الحق سينتصر».

وفي تطور لافت، نقلت شبكة «أوغاريت» الإخبارية المعارضة أمس عن «لواء الضباط الأحرار» الذي يضم ضباطاً منشقين عن الجيش السوري، تبنيه في بيان استهداف ضابطين في حمص. وقال البيان: «نظراً إلى المذابح والمجازر التي ارتكبها الفوج 41 في كل من تلكلخ والرستن وتلبيسة وبابا عمرو وباب السباع وكرم الزيتون والقصير، فقد قام بعض العناصر الأبطال المنشقين عن الجيش والتابعين للواء الضباط بعملية نوعية جداً».

وأضاف أنه «تم استهداف كل من العميد الركن المظلي عدنان زيدان ديب قائد الفوج 41 برصاصة في رأسه وهو في حالة موت سريري وقد بلغنا أنه توفي (أمس)، كما تم استهداف ضابط الأمن للفوج نفسه العقيد بسام، وهو المنسق الأساسي للعمليات، وأصيب بثلاث رصاصات، واحدة بالكتف وأخرى برجله والثالثة استقرت بالنخاع الشوكي».

إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية السورية انها فتحت تحقيقاً لمعرفة ملابسات الاعتداء الذي تعرض له رسام الكاريكاتور علي فرزات من قبل مجهولين اعترضوا سيارته فجر الخميس في دمشق، والكشف عن منفذيه. واتهم فرزات قوات الأمن بخطفه والاعتداء عليه. من جهة أخرى، اعتبر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس أن الحل الأمني في سورية «فشل»، داعياً القيادة السورية إلى «استنتاج ضرورة التغيير» بما يتلاءم مع «تطلعات الشعب السوري». وقال أمير قطر في تصريح أدلى به بعد لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وبثته وكالة الانباء القطرية، إن «الجميع يعرف أن الحل الأمني أثبت فشله ولا يبدو أن الشعب السوري سيتراجع عن مطالبه بعد ما دفعه من ثمن». وأشار إلى أن «الشعب السوري خرج في انتفاضة شعبية مدنية حقيقية مطالباً بالتغيير والعدالة والحرية... وحاولنا جميعاً نحن الذين وقفنا مع سورية في ظروفها الصعبة أن نشجع الاخوة في سورية على اتخاذ خطوات اصلاحية حقيقية... نأمل أن يستنتج صناع القرار في سورية ضرورة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري وعلينا أن نساعدهم على اتخاذ مثل هذا القرار».

 

سوريا: إلى مزيد من العزلة العربية

علي حماده/النهار

الموقف العربي من سوريا الذي لاحت ملامحه بداية عبر منسوب التغطية الاعلامية التي حصلت عليها الثورة، تطور في شكل كبير مع توجيه الملك عبد الله بن عبد العزيز خطابا تاريخيا الى الشعب السوري متجاوزا فيه النظام ومعتبرا ان ما يحصل من قتل ترفضه المملكة ومخيرا النظام بين الحكمة والفوضى، ثم كان استدعاء السفيرين السعودي والبحريني بعدما سبقهم السفير القطري اثر تعرض سفارة قطر لمضايقات جماعات النظام في دمشق. وكان موقف للاردن، ومصر (بدرجة اقل)، ثم عدل الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي من "تفاؤله" بإصلاحات بشار الاسد.

اما الموقف الاكثر وضوحا منذ خطاب العاهل السعودي فصدر عن امير قطر حمد بن خليفة في ختام زيارته لطهران حيث قال ان الحل الامني اثبت فشله في سوريا، موضحا انحيازه الى مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة. وبدا واضحا ان المحادثات القطرية – الايرانية تركزت على سوريا، وكان خلاف واضح بالاشارات الديبلوماسية المعروفة، حيث اصدر امير قطر بيانا ضمنه مواقفه، بينما اصدر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بيانا آخر ضمنه موقف بلاده الرافض لتدخل الغرب في شؤون المنطقة ولم يشر الى سوريا اطلاقا، في اشارة الى تباين النظرة بين الطرفين. واهمية موقف امير قطر نابعة من كون زيارته سبقتها تسريبات عن صفقة يسوق لها الشيخ حمد لدى الايرانيين تقوم بمقايضة سوريا بتعزيز النفوذ الايراني في العراق! والحال ان هذه التسريبات ظلت مجرد تسريبات.

في هذا الاطار من المتوقع ان ترتفع وتيرة تغطية قناة "الجزيرة" للثورة السورية بالتوازي مع قناة "العربية" للتعويض بقوة عن عاملي التعتيم والتضليل اللذين يمارسهما النظام في الداخل. اما على الصعيد الديبلوماسي، ورغم استمرار روسيا والصين في الدفاع عن النظام في المحافل الدولية، فإنهما في لحظة معينة ستضطران الى تعديل موقفهما ولا سيما موسكو التي سينتهي بها الامر الى خسارة موقعها في سوريا بفعل عجزها المتجدد عن تلقف لحظة تاريخية تمثلها الثورات العربية.

في مطلق الاحوال، إن تصاعد الموقف العربي السلبي ازاء النظام في سوريا سيشكل عاملا ضاغطا على روسيا والصين، فضلا عن انه سيحكم الحصار الاقتصادي الذي بدأ المسؤولون الماليون في سوريا يشكون من آثاره. فبعد وقف دمشق التعاملات بالدولار استباقا لاعلان اميركي، سيأتي دور التعاملات بالاورو، وحزمة عقوبات مشددة ليس على اركان النظام بل على اكثر من مئة رجل اعمال سوري وعربي بينهم لبنانيون كبار معروفون بتورطهم المالي لحساب النظام. ومن خلال التصعيد في الموقف العربي ستتلاشى بالمعنى الديبلوماسي شرعية بشار الاسد التي اسقطها الشارع السوري. ولسوف يأتي يوم ليس ببعيد يصبح فيه النظام في سوريا طريدا تماما كنظام معمر القذافي: هذا هو الثمن الذي يدفعه من يقتلون شعبهم...

 

تسخين النزاع العربي ـ الإسرائيلي لإنقاذ النظام السوري؟

باسم الجسر/الشرق الأوسط

سقوط طرابلس بأيدي الثوار وسقوط معمر القذافي معه، صادف اليوم الذي أعلن فيه الرئيس السوري، عبر شاشة التلفزيون، أنه «لا يكترث لموقف الدول الكبرى ومجلس الأمن من نظامه، ولا لنصائح تركيا، وأن موجة المظاهرات الشعبية تتراجع، وأنه ماض في تحقيق الإصلاح..؟!».

الخناق يضيق على النظام السوري من كل الجهات: دوليا وعربيا وداخليا. ولسنا نرى كيف سيتمكن هذا النظام من التغلب على كل الأطراف التي تطالبه بالاستجابة إلى مطالب الشعب أو بالرحيل؟ انتفاضة الشعب السوري حلقة أخرى من سلسلة «الربيع العربي». صحيح أن لموقع سوريا وأوضاعها السياسية، قوميا واستراتيجيا، أهمية خاصة، لا سيما في هذه الحقبة من تاريخ المنطقة. وأن أنظار العالم مركزة على ما يجري فيها ربما أكثر منه على انتفاضات عربية أخرى. وأن تعاطي المجتمع الدولي والدول العربية مع ما يجري في سوريا، ارتدى أكثر من طابع ونوع ودرجة، إدانة أو تحفظا. ولكن كل ذلك لا ينفي حقيقة ساطعة كالشمس وهي: أنه من الصعب على النظام السوري الحاكم أن يتغلب على شعب لم يكف عن التظاهر وعن المطالبة بتغييره، ومنذ أشهر، ولا يسأل عن إغلاق معظم الدول الكبرى الأبواب في وجهه. حتى ولو كان يملك القوة العسكرية والأمنية القادرة على ضرب المتظاهرين أو قمعهم أو تشتيتهم. وأما الإصلاح الموعود، أي إلغاء حالة الطوارئ وإطلاق المساجين والحريات الإعلامية وتعديل الدستور وإجراء انتخابات حرة، فقد تأخر كثيرا. وحتى لو تحقق إجراؤه فإن النتيجة الحتمية هي طي صفحة النظام البعثي - العائلي - الفئوي، دستوريا وسلميا، وقيام نظام ديمقراطي جديد مكانه. والشعب، في الحالين، هو الرابح الأخير.

وبديهي أن يسعى حلفاء النظام الحاكم في سوريا منذ أربعين عاما، إلى مساعدته على الصمود بوجه الانتفاضة الشعبية التي تهدده، والضغط الدولي الذي يتعرض له. وعلى الأخص إيران وروسيا، وإن اختلفت أسبابهما. فالحلف بين طهران ودمشق، منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، يشكل قاعدة رئيسية في المشروع الإيراني المذهبي للهيمنة على الشرق الأوسط، الذي نجحت في إنشاء قاعدتين أخريين له في كل من العراق ولبنان. أما روسيا فإن ما يهمها من الدفاع عن النظام ليس طبيعة النظام بحد ذاته بل لأن لها مصالح استراتيجية ومالية في سوريا، منذ نصف قرن وأكثر، تجعل من سوريا ورقة تغيظ بها الولايات المتحدة أو تساومها عليها.

لكن النظام السوري ليس بحاجة إلى مساعدة هؤلاء، لضرب الانتفاضة الشعبية، فالقوات العسكرية والأمنية السورية، وقياداتها الحزبية والمذهبية قادرة على ذلك، لوحدها. والأمل ضعيف في أن تتخذ هذه القيادات الموقف الحيادي أو المتجاوب مع الشعب، الذي اتخذته القيادات العسكرية التونسية والمصرية. ولكن إلى متى وإلى أي حد يستطيع النظام والقوات العسكرية والأمنية أن يستمر في استخدام القوة والعنف ضد الشعب؟ وإلى أي حد سيصل الضغط الدولي والعربي على النظام السوري، إذا استمر القمع وهدر الدماء؟!

من هنا، يعتقد المراقبون بأن المخرج الوحيد أمام النظام السوري وإيران هو نقل المعركة - وبالتالي الأنظار والاهتمام الدولي والعربي - إلى فلسطين، بتسخين المواجهة العربية - الإسرائيلية وخلق بؤر للتوتر في أماكن أخرى من المنطقة. ولقد تجلت هذه المحاولة في الجولان، منذ شهرين، ثم في بعض العمليات في جنوب لبنان، لتصل اليوم إلى ما حدث في سيناء وغزة وما يحدث، ربما، على الحدود التركية - العراقية.

لا ندري ما إذا كانت إسرائيل راغبة أو مضطرة إلى فتح جبهة قتال في الجولان أو جنوبي لبنان أو سيناء. ولا ما إذا كانت مصر «ستقع في الفخ الإيراني» وتعود إلى نزاعها المفتوح مع إسرائيل، وهي، بعد، تبحث عن نظامها الجديد وهويته العربية وموقعه الدولي. ولكن الأكيد هو أن النظام السوري سوف يرتاح كثيرا من الضغط الشعبي والعربي والخارجي إذا تجدد توتر النزاع العربي - الإسرائيلي، واندلعت في المنطقة معارك أو حروب أخرى. وأن إيران مستعدة لأي مغامرة لإنقاذ حليفها السوري، ذراعها الأولى والطولى في تنفيذ مشروعها الإقليمي. وهنا تبرز أهمية دور حزب الله وحماس الرديفين للدور السوري في لبنان وفلسطين، في إشعال النيران.

إن مصر، على الأرجح، لن تنجر إلى مغامرة عسكرية ضد إسرائيل ولن تلغي اتفاقية السلام معها. ولكن النظام المؤقت الذي يحكمها لا يستطيع تجاهل رد الفعل الشعبي العفوي المعادي لإسرائيل. لا سيما أن التحريض السياسي والشعبي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قائم ومتصاعد في مصر - وفي الأردن. وتعلق إيران وحلفاؤها في المنطقة، أي سوريا وحزب الله وحماس، آمالا كبيرة على ارتفاع درجة هذا التحريض والوصول إلى أبعد من ذلك، أي انضمام مصر والأردن ولبنان إلى جبهة الممانعة والمقاومة. وما تعيشه المنطقة اليوم ليس صراعا بين بعض الأنظمة السلطوية والشعب المطالب بالحرية والعدالة والديمقراطية، فحسب، بل هو أيضا صراع بين الجبهة التي تقودها أو تحرك خيوطها إيران، والمصير القومي العربي لشعوب المنطقة. إسرائيل تلوح بالخطر النووي الإيراني عليها، ولكنها في الواقع مرتاحة إلى هذا التنازع العربي - الإيراني، والسني - الشيعي، في المنطقة، وعاملة على النفخ فيه. وصحيح أن الولايات المتحدة والدول الغربية باتت مقتنعة بعدم التدخل السياسي أو العسكري المباشر في الدول العربية والإسلامية، بعد تجربتي العراق وأفغانستان، ولكنه صحيح أيضا أنها ما زالت تقدم مصلحة إسرائيل على مبادئ العدالة والديمقراطية وحقوق الشعب الفلسطيني. أما تركيا، وأيا كانت تطلعاتها إلى دورها في الشرق الأوسط وعلاقاتها بالعالم العربي، فإنها ستجد نفسها، غدا أو بعد غد، منافسة لإيران، إن لم نقل في مجابهة معها، وقد يكون ميدان المجابهة سوريا.

 

نظام دمشق: من اللوزي إلى فرزات

عبد الرحمن الراشد

«لماذا يكذب النظام؟» المقصود بالسؤال الاستنكاري هنا نظام دمشق. كان هذا عنوان مقال كتبه سليم اللوزي، صاحب مجلة «الحوادث»، قبل واحد وثلاثين عاما. وعندما عاد إلى لبنان ليدفن والدته اختطف وعذب وقتل، وقبل اغتياله كانوا قد خطفوا شقيقه مصطفى وقتلوه عقابا وتخويفا. استعار العنوان رئيس تحرير «النهار» جبران تويني، وكتب مقالا بنفس الروح والمعنى يتحدى به النظام السوري، في عام 2005، ليقتل هو الآخر بعبوة وضعت تحت مقعد سيارته. وقبل ثمانية أسابيع وجدت في ريف حماه السورية جثة المطرب إبراهيم قاشوش مشوهة وحنجرته مقطوعة عقابا له لأنه غنى للانتفاضة، ولأن أغنيته انتشرت على موقع «يوتيوب» ورددها ملايين السوريين. ويوم الخميس الماضي أعلنت الحكومة السورية أنها شكلت لجنة للتحقيق في الاعتداء على الرسام المعروف علي فرزات الذي خطف وعذب ورمي جثة حية مشوهة وطعنت يداه. وإمعانا في الكذب قال النظام لاحقا إنه كلف أجهزته الأمنية نفسها بالتحقيق في الجريمة!

لماذا يكذب النظام السوري حيال أفعاله التي يعرف الجميع، دون الحاجة إلى محققين ومحكمة دولية، أنه ارتكبها عامدا متعمدا؟ يكذب فقط لإيهام العالم الخارجي ببراءته، ويتعمد في الداخل التأكيد على أنه من ارتكب الجريمة كسياسة الرعب التي يبثها. حربه على المثقفين هدفها إسكات خصومه، يتعمد تشويه منتقديه أحياء أو أمواتا وتذكير الجميع بأنه قادر على الوصول إليهم، وقادر على ارتكاب الجرائم والعالم يتفرج يرفض أن يفعل شيئا. أربعة عقود قتل فيها النظام السوري العديد من الصحافيين والكتاب والفنانين. عرف أنه المتهم الوحيد في سلسلة جرائم الدم. افتتح عهده بقتل اللوزي، واغتال نقيب الصحافيين رياض طه، وفي عهد الابن بشار اغتال سمير قصير، واغتيل جبران تويتي، وجرت محاولة لقتل مي شدياق التي تسير اليوم على قدم واحدة. قافلة المثقفين الذين قتلهم النظام وهم، مثل الفنان فرزات، لم ينخرطوا في ميليشيات أو يحملوا السلاح، تمت تصفيتهم فقط لأنهم كانوا يعبرون عن ضمير قطاع كبير من الناس الذين اختلفوا مع نظام دمشق.

 

الأسد يقول إنها أزمة أخلاقية!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

نقلت وكالة الأنباء السورية عن الرئيس بشار الأسد قوله إن الأزمة في سوريا سببها أخلاقي، وجاءت تصريحاته تلك بحفل إفطار أقامه في القاعة الدمشقية تكريما لرجال الدين السوريين الذين لم تنقل عنهم وكالة الأنباء رأيا حول الجرائم التي تقع بسوريا، سواء ضد المواطنين أو الدين!

فالأزمة في سوريا أخلاقية بالفعل، فكيف يمكن القول بعكس ذلك ونحن نرى نظاما بعثيا لا يتوانى عن قتل قرابة 2200 مواطن سوري، ويعتقل آلافا آخرين، مثل ما يقوم بتهجير الآلاف.. نظام يجز حنجرة من غنى، ويكسر أطراف من يرسم.. كيف لا تكون أزمة أخلاقية ونحن نرى بشهر رمضان الفضيل المآذن وهي تقصف بسوريا من قبل أمن النظام الأسدي، ووسط صمت مخزٍ من قبل دول عربية كثيرة؟ وهذا ليس كل شيء بالطبع، فعدا عن قتل البشر، وتدمير سوريا، فإن رجال النظام الأسدي يقومون بترديد عبارات على مسامع السوريين مثل إن «ربهم بشار»، كما يقومون بكل منطقة تتعرض لاجتياح الشبيحة والأمن بالكتابة على الجدران «ربكم بشار» أو «رب العرب بشار»، حتى أنه بات مألوفا رؤية أشرطة الفيديو المسربة من داخل سوريا وتظهر رجال النظام الأسدي وهم يجبرون السوريين، بالضرب والإهانة، على ترديد «لا إله إلا بشار» أو «لا إله إلا ماهر»، عدا عن عبارات أخرى لا يجرؤ المرء على ترديدها!

وعندما نقول إنها أزمة أخلاقية فلسبب بسيط جدا، فكيف يمكن الرد على من يصفون العرب والمسلمين بالنفاق والازدواجية حين يمارس العرب والمسلمون الصمت تجاه هذا الكفر البواح من قبل رجال نظام الأسد مقابل كل الصخب الذي أحدثه العرب والمسلمون تجاه الرسوم الكرتونية الخاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام بأوروبا، مثلا، أو تجاه القس الذي أحرق القرآن الكريم بأميركا، أو تكفير سلمان رشدي على روايته الرديئة أصلا؟ فهل يعقل أن يقبل علماء سوريا بحدوث هذا دون إنكاره، وقول كلمة حق عند سلطان جائر، خصوصا أن بعض علماء سوريا كانوا من ضمن الحضور في حفل الإفطار الذي أقامه الأسد بدمشق، وتحديدا وزير الأوقاف محمد عبد الستار، والمفتي العام أحمد بدر الدين حسون، والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، ومفتي حمص، وغيرهم؟

والأمر لا يتعلق بسوريا وحدها، بل بمن يدعمون النظام الأسدي أيضا، فأين السيد السيستاني وفتاواه مما يحدث بسوريا، وأين المرشد الأعلى الإيراني الذي يصف نفسه بـ«ولي أمر المسلمين»، وأين أئمة المساجد بطهران، خصوصا من يحرمون ويحللون، ويتحدثون من على المنابر حول حماية الدين الإسلامي، ويهاجمون أعداء الدين، فأين هم اليوم من حماية الدين؟ أين هم من الاعتداء على المساجد، والتطاول على رب العزة والجلال بعبارات موغلة بالزندقة والإلحاد؟ وإمعانا بالسخرية، والتذاكي بالطبع، فها هو حسن نصر الله، رأس الفتنة بمنطقتنا، يحذر من الفتنة الطائفية بسوريا نصرة للأسد، ودون أن يكترث بالاعتداء على بيوت الله، أو إهدار دماء الأبرياء، ناهيك عن التطاول على الذات الإلهية! ولذا فهي أزمة أخلاقية بالفعل، ومن صنع النظام الأسدي وأعوانه!

 

العالم يحاصر النظام السوري

منذر خدام/الشرق الأوسط

لقد وضع النظام السوري نفسه، وكذلك سوريا، في وضعية لا يحسد عليها، من جراء سياساته الرعناء تجاه شعبه، الأمر الذي حذرنا منه مرارا وتكرارا، كما حذرت منه قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية، وممثلو الحراك الشعبي في الشارع، لكنه بدلا من أن ينصت لصوت العقل، ركب رأسه الأمني.

في حقيقة الأمر لم يكن نهجه هذا غير متوقع، بل كان المسار المفضي إلى هذه الوضعية واضح المعالم منذ الرصاصة الأولى التي أطلقها على شعبه، بل قبل ذلك، لأن الطغمة الأمنية المالية التي تتحكم بسوريا لم تتعامل يوما مع الشعب السوري، ولا مع سوريا الكيان السياسي إلا من منطلق الملكية الخاصة والحصرية. وللأسف الشديد كان الوضع العربي والدولي بصورة عامة يجاري قادة النظام في سياساته هذه التي هي أقرب إلى سياسات المزرعة، حرصا على جملة من المصالح التي يرعاها لهم، بصورة مباشرة، أو بصورة موضوعية، أو خوفا من الفوضى التي كان يلوح بها دائما في حال تعرض لضغوط دولية جدية، خصوصا من قبل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.

ولم يكن يضير هذه الدول، وهي العارفة ببواطن الأمور، أن يمارس النظام نهجه هذا تحت غطاء من الممانعة والمقاومة الزائف. هل ثمة دليل أبلغ من أن تكون إسرائيل من أكثر الدول حرصا على بقاء النظام، الذي يحمي حدودها الشمالية الشرقية، بحسب تصريحات العديد من قادتها، وأن يربط رامي مخلوف أمن إسرائيل بأمن النظام السوري في تصريح شهير له لصحيفة أميركية شهيرة، كاشفا بذلك عن موقعه في النظام السوري، وعن دوره في إنتاج السياسات السورية، كما فعل ذلك قبله اللواء في الأمن في حينه بهجت سليمان في عام 2002؟!

يعرف السوريون جيدا أنه لم تطلق رصاصة واحدة من الجبهة السورية على إسرائيل التي تحتل الجولان السوري، بل لم يرد النظام السوري، بما يعيد الاعتبار للكرامة السورية، على كل التعديات الإسرائيلية على الأراضي السورية، التي أفقدها النظام حرمتها، من جراء سياسات الفساد والنهب والرشوة، والتي شملت تحليق طيرانه فوق أحد قصور الرئاسة، بالإضافة إلى اغتيال اللبناني عماد مغنية في عقر دار أجهزته الأمنية. غير أن انتفاضة الشعب السوري الباسلة في سبيل كرامته وحريته، وإصراره على المضي بها بكل عزيمة وتصميم، محافظا على سلميتها في الغالب الأعم، جعلت أغلبية دول العالم تخرج عن صمتها، وترفع الصوت عاليا في وجه النظام وقادته، مطالبة إياه بالتنحي عن السلطة كي يستطيع الشعب السوري أن ينجز ثورته ويحقق مطالبه العادلة والمتمثلة في نيله حريته وبناء نظامه السياسي المدني الديمقراطي.

لقد أمهل العالم النظام مدة تقارب خمسة أشهر، وهي مدة أكثر من كافية، بل لم تمنح لغيره من الأنظمة الاستبدادية في المنطقة التي ثارت شعوبها ضدها، وبدلا من أن يستفيد منها في إجراء إصلاحات حقيقية وجدية تؤدي إلى تفكيك النظام الأمني وتؤسس لبناء نظام ديمقراطي، فقد حرك قواته الأمنية، مدعومة بشبيحته، وبعض وحدات الجيش لتقمع المحتجين الذين غصت بهم شوارع المدن السورية، مما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين والعسكريين، وإلى اعتقال عشرات الآلاف وزجهم في السجون التي ضاقت بهم، فاستخدم الملاعب والصالات الرياضية لهذا الغرض.

تصور النظام أنه باستقدام مزيد من قوات الجيش والأمن والشبيحة يمكنه أن يجعل الشعب السوري يتوقف عن المطالبة بالتغيير الجذري والحقيقي ويمتنع عن الخروج إلى الشوارع. لكنه خاب أمله، فالسوريون لم يتركوا ساحاتهم وشوارعهم ولن يتركوها حتى تتحقق مطالبهم. أمام هذا الوضع لجأ النظام إلى مناورة مكشوفة، بأن أخبر رئيسه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه قد أوقف قمع المتظاهرين وهو بصدد سحب الجيش وقواته الأمنية من المدن والبلدات السورية. غير أن حقيقة الوضع كانت غير ذلك واستمر سقوط الضحايا في الشوارع السورية، وفي جمعة «بشائر النصر» وحدها سقط أكثر من أربعين شهيدا.

أمام هذا الوضع المعقد الذي أوصل النظام سوريا إليه، لا يزال السؤال حول الوجهة التي يقود البلد والمنطقة برمتها إليها له ما يبرره. وفي ذات السياق هل يستطيع الوضع الدولي، الذي يضيق أكثر فأكثر حول النظام، أن يلجمه عن مساره الجهنمي هذا؟ وما هو موقف المعارضة الوطنية الديمقراطية والحراك الشعبي عموما من التدخل الخارجي في شؤون سوريا؟

جوابا عن السؤال الأول، كنا في مؤتمر «سميراميس» للمعارضين المستقلين وغير الحزبيين، قد أكدنا على أنه لا مسار ثالث أمام سوريا للخروج من الأزمة التي تسبب فيها النظام.. فإما مسار آمن سلمي يفضي إلى انتقال سوريا من وضعية الاستبداد إلى وضعية الديمقراطية، وفي هذا المسار إنقاذ لسوريا، ووضعها على طريق التطور الحضاري، وقد أعلنا مع شعبنا انحيازنا لهذا المسار. وإما مسار يفضي إلى الدمار والخراب. وقد صار واضحا للجميع، بعد شهرين من انعقاد مؤتمر «سميراميس»، أن النظام يسير بعناد وإصرار نحو المسار الثاني. وبناء عليه فقد صار من العبث البحث عن إصلاحيين جديين في داخل النظام. مع ذلك من موقع السياسة لا يجوز أن نفقد الأمل، فمصير سوريا وشعبها على المحك، بأن تنعش الضغوط الدولية السياسية والدبلوماسية المتصاعدة ضد النظام بقايا من الإحساس بالمسؤولية، إذا كان لا يزال يوجد شيء منها، فيبادر إلى إيقاف حمام الدم تجاه شعبه ويطلق سراح جميع الموقوفين السياسيين، ويسمح للشعب بالتظاهر السلمي لكي يفرز من داخله قياداته التي تعبر عن مطالبه، ليمكن التداول عندئذ بأفضل الحلول للوضع القائم في سوريا، والمخارج من الأزمة التي تسبب فيها النظام.

أما بالنسبة إلى موقف المعارضة الوطنية الديمقراطية التي رفضت في السابق - وهي على حق - جميع أشكال التدخل الخارجي في الشأن السوري، مراعاة لحساسية شعبنا السوري وطبيعته، ولقناعتها بأن التدخل الخارجي لن يكون في مصلحة سوريا الكيان السياسي، ولا في مصلحة الشعب السوري وخياراته السياسية، فهي (أي المعارضة) لا تزال تؤكد على مواقفها السابقة، رغم أن بعض أوساطها بدأت تبدي ليونة تجاه كل ما يمكن أن يوقف حمام الدم في سوريا، حتى ولو جاء من الخارج على ألا يرقى إلى مستوى التدخل العسكري، أو الحصار الاقتصادي الذي يمكن أن ينعكس سلبا على الشعب السوري وعلى معيشته. وهذا هو، في الغالب الأعم، موقف الحراك الشعبي، الذي عبرت عنه تنسيقيات الثورة السورية.

وعموما الذي يستدعي التدخل الخارجي الذي حذرنا منه مرارا هو النظام السوري، ولذلك فهو يتحمل كامل المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في سوريا، ليس بسبب كونه سبب الأزمة الراهنة، بل لأنه المتحكم في مقدرات البلد، ولديه مفتاح المبادرة بالحل سواء بتقديم إصلاحات حقيقية وجدية صارت معروفة، أو بالرحيل، وقد يكون الخيار الأخير هو المتبقي له.

 

فنانون ومفكرون سوريون: ضرب علي فرزات رسالة همجية لبث الخوف في أوساط المثقفين

استنكروا خطفه وتعرضه للضرب على أيدي مسلحين مؤيدين لنظام الأسد

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط»

أصدرت مجموعة من الفنانين والمفكرين السوريين بيانا استنكروا فيه التعرض للرسام علي فرزات، أول من أمس، الذي خطف وتعرض للضرب على أيدي مسلحين مؤيدين للنظام السوري. وجاء في البيان: «بعد أن تعرض عشرات من الفنانين السوريين لصنوف التضييق والمحاصرة والإهانة والمحاربة بلقمة العيش، بغية سل أي تصريح أو موقف مؤيد، ها هي السلطات الحاكمة تنتقل إلى خانة العنف الجسدي في تعاطيها مع المثقفين السوريين».

وأضاف البيان أن فرزات تعرض «لاعتداء وحشي من قبل عدد من شبيحة النظام، فخطفوه من وسط دمشق وقيدوه وكمموه، ثم انهالوا عليه ضربا وركلا، ملحقين أذى كبيرا بصدره وأصابعه وعينه اليسرى، ثم رموه على طريق المطار والدماء تنزف منه». وتابع البيان: «إن المثقفين السوريين يستنكرون هذه الجريمة بحق أحد رموز الثقافة السورية المعاصرة وأحد أكثر فنانين الكاريكاتير موهبة ونقدا، ويدينون مرتكبيها، ويحملون مسؤوليتها كاملة لأجهزة الأمن السورية، ويعتبرونها رسالة بربرية لبث الخوف في أوساط المثقفين في محاولة للجم تضامنهم مع حركة الحرية التي تعم المدن السورية وقراها منذ ستة أشهر. وأخيرا يناشدون كل المثقفين والفنانين في البلاد العربية والعالم إدانة هذه الجريمة النكراء والتضامن مع أبناء شعبنا ومثقفيه وفنانيه».

ووقع على البيان صادق جلال العظم (مفكر)، رياض سيف (نائب سابق)، برهان غليون (مفكر)، يوسف عبدلكي (رسام)، ميشيل كيلو (كاتب)، فارس الحلو (ممثل)، حيدر حيدر (روائي)، د. طيب تيزيني (مفكر)، عبد العزيز الخير (طبيب)، أسامة غنم (مسرحي)، منير الشعراني (خطاط)، ناصر حسين (فنان تشكيلي)، غزوان زركلي (موسيقي)، منذر المصري (شاعر)، بسمة قضماني (باحثة)، سلام كواكبي (باحث)، عائشة أرناؤوط (شاعرة)، سمر يزبك (روائية)، بيليكان رياض (ناشطة سياسية)، أسامة محمد (سينمائي)، مرام المصري (شاعرة)، دارينا الجندي (مسرحية)، حسان عباس (باحث)، علي اتاسي (صحافي)، فؤاد كحل (شاعر)، بيان صفدي (كاتب)، صبحي حديدي (ناقد)، محمد عمران (فنان تشكيلي)، عبد القادر عزوز (فنان تشكيلي)، ناهد بدوية (مهندسة)، زهير دباغ (فنان تشكيلي)، جاد الكريم جباعي (كاتب)، إدوار شهدا (فنان تشكيلي)، ياسر صافي (فنان تشكيلي)، هالة العبد الله (سينمائية)، إبراهيم صموئيل (كاتب)، محمد رضوان (كاتب)، رشا عمران (شاعرة)، عادل محمود (شاعر)، ريم جحا (ناشطة)، نبيل سليمان (روائي)، ثائر ديب (مترجم)، رباب هلال (كاتبة)، منذر حلوم (روائي)، منذر خدام (باحث)، دريد جبور (طبيب)، علي رحمون (رجل أعمال)، مازن شمسين (مهندس)، جمال صالح (مهندس)، هنادي درقة (شاعرة)، رولا ركبي (رجل أعمال)، شادي أبو كرم (شاعر)، جود كوراني (سينمائية)، إياد العبد الله (كاتب)، عامر مطر (صحافي)، إياد الإبراهيم (فنان تشكيلي)، فادي يازجي (فنان تشكيلي)، علي الكردي (كاتب قصة)، ريم خوري (صحافية)، حسام الشاه (ممثل)، نوار بلبل (ممثل)، عبد القادر حصني (كاتب قصة)، خطيب بدلة (كاتب قصة)، نذير جعفر (روائي)، تاج الدين موسى (كاتب)، عبد العزيز الموسى (روائي)، خير الدين عبيد (كاتب)، ماهر شرف الدين (كاتب)، سليمان عوكان، عساف العساف (طبيب)، فياض الشعار (فنان تشكيلي)، مأمون الشرع (باحث مسرحي)، عبد القادر عبد اللي (مترجم)، غسان نعنع (فنان تشكيلي)، ضياء الحموي (فنان تشكيلي)، نجاح بقاعي (فنان تشكيلي)، عبد الرزق شبلوط (فنان تشكيلي)، محمد مسعود (ناشط حقوقي)، الحارث النبهان (مترجم)، منير شحود (كاتب)، جمال سعيد (مترجم).

 

المجموعة الدولية لا تستجعل بت إجراءات عقابية

اجتماع الجامعة فرصة جديدة للنظام السوري؟

روزانا بومنصف/النهار

هل يمكن اجتماع الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي يعقد اليوم حول ليبيا وسوريا ان يمنح النظام السوري فرصة جديدة بحيث ينزع من امام مجلس الامن ذريعة اصدار قرار بعقوبات جديدة او يؤجله؟ تقول مصادر ديبلوماسية ان موافقة القيادة السورية على ان تكون التطورات في سوريا موضوعة على طاولة البحث العربية وربما تم الامر بطلبها ايضا تحت عنوان صدور موقف عربي من شأنه الحؤول دون التدخلات الاجنبية بما فيها التدخلات الاقليمية، قد يترجم ضرورة لدى هذه القيادة لوقف العد التنازلي الذي بدأه الغرب ضدها او ابطاء وتيرته على الاقل. واي موقف عربي في هذا الاطار لن يكون مفصليا باي معنى من المعاني بل قد يكون حاجة ماسة لكسب المزيد من الوقت الذي بات يضغط في ظل انسداد افق الصراع القائم بين نظام يتمسك بمكتسباته ونظرته الى الاصلاحات من دون قدرة على احداث التغيير المطلوب، في ظل ابتعاد المزيد من اصدقائه العرب واخرهم تركيا، وبين معارضة تواصل احتجاجاتها من دون تراجع. ويسود اعتقاد ان البيان الذي سيصدر عن اجتماع الجامعة سيكون ضعيفا نتيجة وجود رمزي وشكلي للجامعة ساهمت في تفاقمه الثورات العربية وتعززه المواقف المتناقضة لاعضائها من التطورات في الدول العربية، بما يخشى معه الا يشكل اي عائق امام الضغط الدولي على سوريا.

ويبدو بالنسبة الى بعض المتابعين ان ثمة حاجة لنافذة عربية ما بعد توتر العلاقات السورية - التركية في ضوء الملاحظات القاسية التي ادلى بها الرئيس السوري بشار الاسد في حديثه الصحافي الاخير الذي اتى عقب الوساطة او المبادرة التركية التي قام بها وزير الخارجية احمد داود اوغلو لدمشق. اذ ان، الى جانب هذه الملاحظات تركيا لم تكن راضية من جانبها على ما تفيد المعلومات عن الحديث الذي ادلى به الاسد لا من حيث توقيته الذي اتى بعد مجموعة عمليات عسكرية استأنفها ضد المدن والبلدات والقرى السورية في حين كان وعد بوقفها وسحب الجيش، ولا من حيث مضمونه الذي لم يلب بحسب ما رأى المسؤولون الاتراك الحد المطلوب لناحية التزامه مهلا زمنية محددة وانجاز خطوات محددة مكررا ما كان قاله في السابق من دون اي اضافات نوعية تذكر. علما ان اوغلو كان نقل للاسد اقتراحات تتضمن 14 بندا تتناول مجموعة الخطوات التي تعتقد بلاده انها تساعد على انهاء الوضع الراهن في سوريا من بينها القيام باجراءات سريعة ومقنعة وجدية لعملية انتقال النظام تستند الى احداث تغييرات جوهرية ودستورية في نظام حزب البعث الحاكم وتحويله الى نظام برلماني على اساس انتخابات رئاسية وتشريعية تجرى في مواعيد محددة الى جانب سحب الجيش وجميع القوات المسلحة واطلاق المعتقلين السياسيين ووقف عمليات الدهم وسواها، مما دفع اوغلو الى الاعلان ان الايام القليلة المقبلة في سوريا اي بعد زيارته اليها ستكون حرجة جدا.

 لكن الدول العربية المؤثرة موقفها معروف وواضح لا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي وآخرها ما اعلنه امير قطر حمد بن خليفة آل ثاني في اثناء زيارته لايران التي تظهر ان اي تغيير علني لم يطرأ على موقف بلاده وسائر الدول الخليجية على رغم سريان كلام على تحرك قطري من اجل المساعدة على اقناع القيادة السورية بوجوب اتخاذ الخطوات اللازمة للاصلاح من ضمن مهلة زمنية محددة. اذ اكد امير قطر "ان الحل الامني في سوريا سيفشل وان الشعب لن يتراجع". لذلك لا يعتقد ان اي بيان للجامعة العربية سيؤثر على الضغط الدولي او يعرقل اي قرار في مجلس الامن لم يبت امره بعد في اي حال في ظل معارضة قوية له من روسيا والصين، وهو لا يزال في طور المشاورات، علما ان اي موقف عربي يمكن ان يساعد لبنان على الاقل في موقفه خلال رئاسته المقبلة للمجلس في شهر ايلول المقبل ويتيح له ان يحتمي به من اجل عدم اتخاذ موقف او ان "ينأى بنفسه"، على رغم ان مهمة البعثة اللبنانية في نيويورك لن تكون سهلة على هذا الصعيد على رغم التفهم الدولي لحساسية الموقف اللبناني ودقته.

 لكن واقع الامور ان المجموعة الدولية وفي مقدمها الولايات المتحدة ليست مستعجلة شأنها شأن سائر الدول الاخرى على تسريع الامور والمواقف ازاء النظام السوري على رغم حسمها موقفها من النظام ودعوته الى التنحي ومواصلتها اتخاذ اجراءات وعقوبات تزيد الضغط على النظام معنويا ورمزيا اكثر مما يحصل ذلك على الصعيد العملي. اذ ان هناك تناقضا فعليا حول جدوى العقوبات ومدى تأثيرها وهناك وجهات نظر متعددة ومختلفة في هذا الاطار. لكن ثمة حاجة لدى الدول المؤثرة بحسب هذه المصادر الى اعطاء وقت اضافي لكي تتبلور الامور في سوريا وتنضج المخارج المحتملة لها وهي ليست كذلك حتى الان ان على صعيد تجميع المعارضة لنفسها وبلورة خطتها المستقبلية او على صعيد فكفكة الهيكلية التي لا يزال يعتمد عليها الرئيس السوري في الحكم، فيما سقطت كل الرهانات على تغيير نوعي يمكن ان تحدثه اصلاحات عميقة وجذرية يدخلها النظام نفسه وفق المحاولة الاخيرة التي قامت بها تركيا في هذا الاطار.

 

هل يذهب ملفّ الكهرباء بحكومة ميقاتي كما ذهب شهود الزور بحكومة الحريري؟

اميل خوري/النهار

هل يكون ملف الكهرباء مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي شبيهاً بملف شهود الزور مع حكومة الرئيس سعد الحريري، وهل يكون للخلاف حولهما نتائج واحدة أم مختلفة؟

الواقع أن الأزمات في لبنان بدأت مع المحكمة الدولية وقد تنتهي معها. فعندما قرّرت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة درس مشروع النظام الأساسي للمحكمة وإقراره في مجلس الوزراء، انسحب الوزراء الشيعة منها بحجّة أن لهم ملاحظات عليه وطلبوا تأجيل إقراره، فاعتُبرت الحكومة بعد انسحابهم غير ميثاقية وغير شرعية وأقفلت أبواب مجلس النواب في وجهها وفي وجه المراسيم التي تصدر عنها، ولا يزال عدد كبير منها موضوع خلاف حول طريقة اعتبارها شرعية تمهيداً لطرحها على مجلس النواب للمصادقة عليها. وعندما أحرزت المحكمة الدولية في تحقيقاتها حول جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه تقدماً ملموساً، وأخذت التسريبات عن هذا التحقيق تُنشر في صحف لبنانية وأجنبية متهمة عناصر في "حزب الله" بتنفيذ هذه الجريمة، فتح وزراء المعارضة وكانوا يمثلون قوى 8 آذار في تلك الحكومة ملف شهود الزور وأصرّوا على البحث فيه قبل أي موضوع آخر، فأدى هذا الموقف المتصلب إلى تعطيل جلسات مجلس الوزراء، وكانت له خلفية سياسية تتعارض والناحية القانونية بحيث جعلتهم يرفضون الدراسة التي وضعها وزير العدل في تلك الحكومة الدكتور ابرهيم نجّار والتي لم توافق على إحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي بل على القضاء العادي. وعندما انتهت معادلة "السين – سين" بالفشل وتعذّر التوصّل إلى تسوية مع رئيس الوزراء سعد الحريري حول المحكمة المطلوب منها النظر في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، أتت إشارة من سوريا إلى وزراء المعارضة العشرة في تلك الحكومة بالاستقالة في توقيت له معناه ومغزاه أي في الوقت الذي كان الرئيس الحريري على موعد للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن بحيث يدخل الى هذا اللقاء وهو رئيس حكومة مستقيلة... وكانت المفاجأة انضمام "الوزير الملك" أو "الوزير الوديعة" المحسوب على الرئيس ميشال سليمان وهو وزير الدولة عدنان السيد حسين إلى المستقيلين ليصبح عددهم 11 وهو العدد الذي يكفي لجعل الحكومة مستقيلة حكماً.

وعوض أن تعلن الاستقالة في مجلس الوزراء أو تقدم إلى رئيس الحكومة، فقد أعدّ لها مسرح في منزل النائب العماد ميشال عون في الرابية بغية إعطاء الاستقالة أهميتها السياسية وأبعادها. وتولّى الوزير جبران باسيل تلاوة البيان (12 كانون الثاني 2011) بشكر الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد "على الجهود التي بذلاها لمساعدة لبنان على تخطي الأزمة الناتجة من عمل المحكمة الدولية وإبداء الأسف لتفويت الفرص التي أتيحت لانجاح هذه الجهود". وأضاف: "في ظلّ النتائج التي وصلت إليها الأمور من تعطيل وتوقف الجهود المبذولة لمعالجة هذه الأزمة الوطنية بسبب رضوخ الفريق الآخر للضغوط الخارجية ولا سيما منها الأميركية، وعلى رغم التعاون الذي أبديناه طوال أشهر والذي ووجه بامتناع الفريق المعطّل للحكومة على اتخاذ القرارات المتصلة بقضايا المواطنين والوطن وصون المال العام ومنع الحكومة من ممارسة دورها الفعلي(...)".

وهكذا استقالت حكومة الرئيس الحريري لسبب ظاهره ملف شهود الزور الذي عطّل جلسات مجلس الوزراء ولم يبت بالتصويت كما طلب وزراء المعارضة، فيما السبب المضمر هو المحكمة الدولية التي لم تتوصل المساعي السعودية – السورية إلى تسوية لها. فهل يكون ملف الكهرباء هو السبب الظاهر لتعريض حكومة ميقاتي لخطر الاستقالة أو الشلل، فيما السبب الحقيقي هو المحكمة الدولية التي تسير سيراً حثيثاً نحو كشف الحقيقة وإحقاق العدالة؟ وهل يكون انسحاب أو اعتكاف وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" لتعطيل جلسات مجلس الوزراء وللحؤول دون اتخاذ القرارات التي يتطلبها التعاون مع المحكمة عن تمويل وتحديد لعملها أو أن سوريا إذا كانت تريد الذهاب أبعد ووضعها الداخلي يسمح لها بذلك، فإن وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" قد لا يكتفون بالانسحاب والاعتكاف بل ينضم اليهم "وزير ملك" غير معروف حتى الآن لتصبح استقالة الحكومة حتمية فيغرق لبنان عندئذ في أزمة وزارية قد يستعصي حلّها فتتحول أزمة حكم، كما تغرق سوريا بالدم ولا يعود في الإمكان الاستجابة لطلبات المحكمة الدولية، ويكون النظام في لبنان أثبت عجزه عن حلّ الأزمات التي يواجهها لا بحكومة "وحدة وطنية" ولا بحكومة اللون الواحد. فلو لم يكن ملف شهود الزور مجرّد ذريعة لتطيير حكومة الحريري لكان وزراء المعارضة وافقوا على الدراسة القانونية للوزير نجّار وانتهى الأمر، ولو لم يكن وراء ملف الكهرباء ما وراءه، لكان الوزير باسيل اكتفى بطرح مشروعه على مجلس الوزراء وترك للأكثرية الوزارية تقرير ما تشاء وما كان ليعلن بلغة الآمر الناهي: "إما أن توافقوا على مشروعي كما هو وإلاّ فلا كهرباء".

  

أيلول شهر الامتحانات الصعبة والحاسمة لحكومة ميقاتي

هل من قرار اتهامي ثانٍ بعد عيد الفطر يقلب الأوضاع؟

ابراهيم بيرم/النهار

ايلول المقبل هو شهر الاستحقاقات الصعبة امام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، واستطرادا شهر الاختبارات القصوى امام تطورات اقليمية ومحلية يرتفع موجها ويعلو منسوب تداعياتها حينا بعد حين. لذا فالسؤال العريض المطروح بإلحاح، هل يتجاوز ميقاتي العقبات بالبراعة عينها التي تجاوز بها العقد الكبرى التي واجهته منذ ما قبل التصدي لهذه المهمة الشاقة والشائكة في ان يخلف الرئيس سعد الحريري في حالة تحد وصراع وليس في لحظة انتقال سلس للسلطة؟

لا ريب ان هذه التساؤلات كامنة لدى دوائر عليا في قوى الاكثرية الجديدة، وليست فقط رهانا تتكئ عليه القوى المعادية لهذه الحكومة والتي روجت باكرا لفكرة تعثر الحكومة وانقسامها مما يوحي بقرب انفراط عقدها. اذ ان ثمة اكثر من داع يجعل ايلول الوشيك شهرا لاختبارات صعبة لحكومة ميقاتي، ولتماسك مكوناتها الاربعة.

فعلى المستوى الاقليمي بدا جليا ان الحدث السوري انتقل الى مرحلة جديدة، مع القرار الغربي (الاميركي – الاوروبي) لمحاصرة سوريا، انفاذا لهدف اساسي، وهو جعلها معزولة على غرار وضع كوريا الشمالية وذلك بعدما نجح النظام السوري في تجاوز كل المكامن التي نصبت له وابرزها في جسر الشغور ومن ثم حماة بغية اسقاطه، وبالتالي "امسك" الارض التي جهد خصومه لكي تميد تحته. ونظرا الى الترابط العضوي العميق المعلوم بين الوضعين السوري واللبناني، وقياسا بحجم التداعيات التي عكستها حوادث الساحة السورية على ساحة لبنان بدت الاخيرة اسيرة الحدث السوري، لا سيما بعدما قرر فريق تيار "المستقبل" على وجه الخصوص ان يغادر "خفره" السابق وينخرط بشكل واع في مواجهة مع النظام السوري بألوان واشكال متنوعة خصوصا بعد موقف العاهل السعودي وبيان الرئيس الحريري الذي اعقبه مباشرة.

وعليه، فإذا كانت حكومة ميقاتي نجحت في الاسابيع التي أعقبت نيلها الثقة وانطلاق رحلتها في ان تبقي الى حد ما الوضع اللبناني بمنأى عن تفاعلات الحدث المجاور، فإن السؤال المطروح كيف سيكون تعامل الحكومة اياها مع ما هو مرتقب ومتوقع من تطورات محتملة في الساحة السورية والتي لن تخلو بطبيعة الحال من صعوبة، خصوصا اذا حول الغرب دعواته الى حصار جدي لسوريا؟

وعلى المستوى الاقليمي اياه ثمة تطورات اخرى تلقي بظلالها الثقيلة على المنطقة، خصوصا بعد التطورات الميدانية في منطقة ايلات وانفتاح باب جديد للمواجهات على مستوى الصراع العربي - الاسرائيلي، وصولا الى موضوع السعي الفلسطيني لكسب تأييد اممي للدولة الفلسطينية مما يعني بشكل او بآخر ان المنطقة تختزن في طياتها احتمالات صعبة.

اما على المستوى الداخلي، فقد اختبرت حكومة ميقاتي، منذ انطلاق قطارها 3 اختبارات لمدى تماسك مكوناتها مع امتحانات لقدرة رئيسها على تدوير الزوايا، ومواجهة المواقف الصعبة.

الاول اختبار القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الدولية بصيغته الشفوية المكتومة ثم بصيغته الثانية المعلنة.

واذا كان "حزب الله" يتولى منذ زمن "امتصاص" مفاعيل القرار الذي صدر اصلا ليطاله وليحاصره وفق ما يجزم به دوما، فإن مفاعيل القرار وتردداته بدأت تلتف في الاونة الاخيرة حول حكومة ميقاتي نفسها بغية احراجها امام الرأي العام الدولي.

الواضح وفق انصار الحكومة، ان خصومها والعاملين بشراسة معلنة لمحاصرتها توطئة لاسقاطها على حسب ما جاهروا به دوما، لم يعجبهم قول المحكمة الدولية نفسها انها "راضية" عن التعامل الايجابي للحكومة اللبنانية مع الجهود الرامية الى التعاون مع مفاعيل القرار الاتهامي لا سيما لجهة قضية المطلوبين الاربعة فكانت قضية مقابلة مجلة "التايم" الملتبسة، وهي برأي هؤلاء مرحلة اولى لمحاصرة الحكومة الميقاتية واظهار انحيازها توطئة لمعاقبتها.

اما المرحلة الثانية المماثلة التي ستكون حكما بعد عيد الفطر، فهي ما تجلى في ما يحكى من احتمال صدور القرار الثاني الاتهامي والذي تردد اوساط في الاكثرية انه موجود "غب الطلب" في سياق نهج اسقاطات مفاعيل القرار الاتهامي على مسار الواقع السياسي اللبناني منذ ان سلم المدعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار نص القرار الاتهامي الى قاضي الاجراءات التمهيدية لحظة بلغت "تسوية الـ"سين – سين" لحظتها الحاسمة للولادة بعد التكامل.

وفي سياق متصل مع قضية المحكمة الدولية وتفاعلاتها داخل الحكومة، فلا ريب ان ثمة من ينتظر بشغف استحقاقين اساسيين يتصلان بالمحكمة اياها: الاول في 13 ايلول المقبل، اذ ستطرح على بساط البحث في الحكومة مسألة تجديد تمويل هذه المحكمة، والثاني في آذار اذ ستثار بإلحاح مسألة تجديد تفويض المحكمة.

وعليه، ستكون المحطتان استكشافا قويا لمدى تماسك قوى الاكثرية من جهة، وكيف سيتخطى ميقاتي هذين الاستحقاقين وهو يعلم تمام العلم ان خصومه حاولوا منذ البداية محاصرته بتهمة انه اتى ليقطع دابر العلاقة مع المحكمة الدولية.

اما الاختبار الثاني فهو اختبار ملف الكهرباء الذي اعطى السجال والتباين حول مشروع الوزير جبران باسيل داخل الحكومة انطباعا فحواه ان تماسك الاكثرية هش لدرجة انه اوشك على الانفراط امام اول امتحان خصوصا ان النائب العماد ميشال عون صعد اكثر من اللازم.

واذا كانت المعلومات المتداولة في اوساط الاكثرية ترجح حصول "تسوية" على نحو يفضي الى موافقة ميقاتي على المشروع المطروح، بعد "اثقاله" بمجموعة شروط "تسحب" جوهر المشروع على نحو يمنعه من ان يكون اولا واخيرا اداة لمصلحة الوزير باسيل وانتصارا مدويا لفريقه السياسي، فإن السؤال المطروح هل ستنجح "براغماتية" ميقاتي في تجاوز الاختبارات الاخرى التي تترصد حكومته، وهل ستنفع معه هذه الطريقة التي اتبعها!

ويندرج الاختبار الثالث في ما يمكن تسميته بـ"الهواجس" و"المخاوف الجنبلاطية" من استحقاقات قابل الايام. فلم يعد خافيا ان النائب وليد جنبلاط عبر خلال الاسابيع القليلة الماضية بصراحة عن جملة هواجس اعترته بفعل تسارع التطورات في الساحة السورية، وبفعل تباين مصادره الخارجية حول مآل هذه التطورات.

والواضح ان هذه الهواجس شقت طريقها مع زيارة جنبلاط والوزير غازي العريضي الى دمشق ولقائهما آخر شخصية سورية عريقة يتعامل معها، والثاني زيارة العريضي منفردا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وثمة مناخات توحي ان "القلق" الجنبلاطي لم ينته كليا فما زال حاضرا يعبر عن نفسه بـ"فلتات" من هنا او من هناك.

هو اذن شهر الامتحانات الحاسمة فهل تنجح رهانات ميقاتي والاكثرية بأن تصمد الحكومة حتى موعد الانتخابات المقبلة بعد نحو سنتين ام تجد حسابات الاقلية مصداقها، وبالتالي تتهاوى هذه الحكومة امام رياح التطورات الداخلية والاقليمية التي تبدو أنها هوجاء؟

 

الحكومة أمام تحدّي تسوية ازمتها وإعداد قانون جديد للكهرباء

والمعارضة تشترط درس المشروع قبل إقراره في المجلس

سابين عويس/النهار

عندما طرح النائب العماد ميشال عون اقتراح قانون معجل يرمي الى الاجازة لوزارة الطاقة تمويل انتاج 700 ميغاواط بقيمة مليار و200 مليون دولار، كان يبدي ثقة كبيرة بأن الاقتراح لن يلقى أي معارضة، أولا لأنه مقدم باسمه شخصيا مما يكسبه قيمة معنوية توازي قيمة مقدمه، وثانيا لأنه يأتي تحت شعار اصلاح قطاع فاسد وخاسر لا يمكن احدا أن يعارض اصلاحه، وثالثا والاهم لأنه يأتي ترجمة لخطة قطاعية أقرتها حكومة الرئيس سعد الحريري وأوردت الاجراء التنفيذي المتعلق بحصة الدولة من التمويل في مشروع موازنة 2010.

لكن ما حصل ان الاقتراح المقدم منذ نيسان الماضي لم يحظ نتيجة طلب مقدمه بصفة معجل مكرر، بفرصة طرحه للنقاش والبحث، كما لم يعرض ضمن سلة محاصصة تضمن موافقة الاكثرية المشرعة اليوم على مضمونه، خصوصا ان هذا المضمون يعادل انفاقا مجازا لوزير الطاقة بمقدار مليار و200 مليون دولار بين 2011 و2014.

ولأن الخلفية السياسية طغت على اي بعد آخر ، غاب النقاش التقني الذي يعيد تصويب الملف ويضعه في اطاره المهني الصحيح.

وعليه، لا تستبعد مصادر وزارية مطلعة ان تكون المهلة الفاصلة عن موعد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء في 7 ايلول كافية لتحقيق امرين: اولهما اتاحة المجال امام الاتصالات السياسية لاحتواء الازمة الناشئة عن تهديد عون باسقاط الحكومة وتهديد وزير الطاقة بـ"كسرها" اذا لم تقر خطة الكهرباء، وهي اتصالات تشارك فيها كل القوى السياسية المنضوية في فريق 8 آذار، على قاعدة ان لا قرار باطاحة الحكومة او حتى بهز كيانها من الداخل بما يوفر هدية مجانية للخصوم الذين لا يوفرون تفصيلا يصب في هذا الاطار. اما الامر الثاني فيتعلق بالجانب التقني الرامي الى اعداد مشروع قانون جديد تحيله الحكومة على المجلس.

والمفارقة ان كل الضجة التي اثيرت حول اقتراح قانون عون نظرا الى ارتباطه الوثيق بالخلفية السياسية التي تحكمت فيه منذ طرحه غفلت الجوانب التقنية للملف والاسئلة الكثيرة المثارة في شأنه ان على طاولة مجلس الوزراء او في الاوساط الاقتصادية والشعبية التي لم تفهم بعد لماذا يطرح رئيس تكتل نيابي واكبر كتلة وزارية اجراء واحدا من اصل 42 اجراء تلحظها الخطة، واين مصلحته في تحقيق جزء منها في حين تتاح امام تياره فرصة اقرار كل الخطة؟

لا شك ان معالجة الملف في الوقت الفاصل عن 7 ايلول المقبل سيكون على خطين: سياسي لمنع فرط الحكومة امام أول تحد يواجهها وهذا يتطلب اعادة رأب الصدع بين مكوناتها من خلال اعادة رسم المسافات والسقوف للكلام السياسي لبعض مكوناتها بحيث لا يتجاوز القرار السياسي الذي يحكم التركيبة الحكومية وظروفها وبيضة القبان فيها مهما علا هذا الكلام. وعلى رغم احتفاظ الوزير باسيل بالسقف العالي لكلامه فان مصادر وزارية تضعه ضمن الايقاع المضبوط الذي يهدف الى استعادة ماء الوجه أكثر من أن يكون تهديدا فعليا للحكومة. ذلك ان التهديد بالتعطيل وشل الحكومة غير كاف اذا لم يقترن لدى مطلقه بالقدرة التعطيلية، و"التيار الوطني الحر" لا يملك في هذا المجال عدد الاصوات الكافية للتعطيل او حتى الغطاء السياسي المطلوب توافره من حليفه الاساسي "حزب الله".

اما على الخط الثاني، فينتظر ان تثمر الاتصالات توافقا على آلية التحضير لمشروع قانون جديد للكهرباء، وهل يكون عبر تكليف الوزير المعني اعداد ذلك او عبر تشكيل لجنة من وزراء وخبراء تعيد درس الخطة المقرة سابقا ليصار الى تعديلها، خصوصا ان لدى فريق رئيس الحكومة الكثير من الملاحظات التقنية والقانونية والفنية عليها وعلى الخيارات التي تطرحها. علما ان اي اقرار لأي خطة مقترحة سيكون ضمن سلة من القرارات التي تلحظ تعديل القانون 462 ولا سيما لتحديد آليات تطبيقه فضلا عن اقتراح مشروع قانون جديد للشراكة بين القطاعين العام والخاص بعدما بات متعذرا اقرار المشروع المحال سابقا الى مجلس النواب لكونه محالا من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ضمن رزمة المشاريع الـ69 "الهجينة".

وتتوقع المصادر الوزارية ان يتيح المشروع الجديد للكهرباء الاجابة الواضحة عن الاسئلة الفنية والقانونية والتقنية المطروحة من اجل:

- تحديد واضح وثابت للخيارات المطلوب اعتمادها لانتاج الكهرباء، وتحديد الاخطار المترتبة عن كل منها او عن عدم اعتمادها.

- تحديد واضح لمصادر التمويل التي سترتكز في الدرجة الاولى على اشتراك القطاع الخاص نظرا الى فائض السيولة لدى المصارف التجارية وكذلك على مساهمة الصناديق العربية التي سبق ان تقدمت بعروض لقروض ميسرة وطويلة الامد لهذه الغاية.

- تحديد التعديلات المقترحة على القانون 462 بحيث لا تتطرق الى أي سبب من الاسباب لبند تشكيل الهيئة الناظمة.

- تحديد الخيارات الممكنة للانتاج برا قبل الخيارات البحرية المكلفة ( استئجار البواخر كما ورد سابقا في الخطة).

- تحديد مصادر المحروقات الاقل كلفة انطلاقا من جدول مقارنات واضح وشفاف.

- التزام الضوابط القانونية ومعايير الرقابة على الانفاق.

وتشدد المصادر الوزارية على ان الخطوات المطلوب تحقيقها قبل 7 ايلول كثيرة، لكنها ضرورية وملحة لعدم فرط عقد الحكومة التي باتت اسيرة التشكيك وتبادل الاتهامات بين مكوناتها. وترى ان المشكلة ستكون على خطين:

- الاول على طاولة مجلس الوزراء في ظل تمسك فريق رئيس الحكومة والنائب وليد جنبلاط بأن لا قبول الا بمشروع واضح يعتمد المواصفات والمعايير المشار اليها سابقا أيا تكن تهديدات العماد عون وتهويل فريقه، مشيرة الى ان عدم رد رئيس الحكومة في هذا المجال يعود الى حرصه على عدم الانجرار الى السجال والوقوف طرفا في وجه اعضاء في حكومته، لأن الجميع متوافق ومجمع على اهمية الملف المطروح، والاهم مقاربته في الشكل الصحيح بها يؤدي النتائج المرجوة منه.

اما الثاني فسيكون على خط مجلس النواب، وتؤكد مصادر نيابية في 14 آذار انه لن يكون هناك تصويت على مشروع يمر بصفة معجل مكرر من دون الاطلاع عليه ودرسه كما حصل بالنسبة الى اقتراح عون، خصوصا ان فريق المعارضة ليس مستعدا لتكرار خطأ تقديم كل التسهيلات لباسيل كما حصل في حكومة الحريري في حين لم يتح للنواب مناقشة الخطة لأنها لم تحل على المجلس ولم يتمكن النواب من الاطلاع عليها الا عبر الاعلام!

 

القذافي من باب العزيزية إلى أين؟

بقلم سليم نصار – لندن /النهار

جاء الى الحكم بقرار اميركي. واستمر في الحكم بقرار سوفياتي. وطرد من الحكم بقرار ليبي – أوروبي – أميركي!  بهذه العبارات يمكن اختصار الحياة السياسية التي عاشها العقيد الليبي معمر القذافي، بدءاً من انقلابه ضد الملك ادريس السنوسي... وانتهاء بهربه من قصر باب العزيزية في طرابلس.

وصف المؤرخون وضع ليبيا الداخلي عقب هزيمة 1967، بالوضع المضطرب المفتوح على كل الاحتمالات بسبب ملك مسن ضعيف يقضي معظم اوقاته في مصر... وتزاحم الدول الكبرى على الفوز بصفقات النفط. وبسبب تأثر الضباط الليبيين بثورة جمال عبد الناصر التي الغت الملكية في مصر، وكذلك نشطت في السر مجموعة ضباط ليبيين اطلقت على نفسها لقب "الضباط الوحدويين الاحرار".

وفي الاول من ايلول عام 1969، اطاحت هذه المجموعة الملك ادريس السنوسي واعلنت قيام النظام الجمهوري.

وبما ان اميركا وبريطانيا كانتا داعمتين لاسرائيل في حرب 1967،  استهل القذافي عهده بطلب ازالة كل القواعد الاجنبية، وخصوصا القواعد العسكرية الاميركية والبريطانية. ولسبب مجهول سارعت واشنطن الى تفكيك قاعدة "هويلس"، اكبر قواعدها خارج البلاد. وقيل في حينه ان الادارة الاميركية كانت متواطئة مع الانقلابيين بهدف ابعاد نفوذ بريطانيا التي احتضنت انصار الملكية وسعت الى انجاح تيارهم السياسي. وكان من الطبيعي ان يوظف معمر القذافي الانسحاب العسكري الاميركي لكسب المزيد من التأييد الشعبي. وكان عبد الناصر اول المعجبين بأدائه، الأمر الذي دفعه الى الترحيب به في القاهرة وتشجيعه بالقول: يا معمر... اني أرى فيك شبابي!

ومثل هذا الإطراء الآتي على لسان مثله الاعلى عبد الناصر، أشعر القذافي بغرور التفوق وانانية التسلط. وقد مارس عنجهيته خلال المرحلة الاولى من الحكم، باقصاء كل الرفاق الذين يعرفون خلفيته الاجتماعية الوضيعة. أي خلفية التلميذ الفقير القادم من منطقة سرت والمدرج على قائمة طلاب مدرسة سبهاـ اكثر بلدات جنوب ليبيا فقراً وتخلفاً. وفي تلك المدرسة سمع التلميذ الخجول الكثير من الحكايات عن البطل الاسطوري عمر المختار، الذي اعدمه الطليان بسبب صلابة مواقفه الوطنية ودعوته الى طردهم. وقد حرص القذافي على تجسيد هذه الاسطورة في الفيلم الذي أخرجه المرحوم مصطفى العقاد. وفي آخر زياراته الرسمية لروما، اصطحب معه حفيد عمر المختار كشهادة على تبرئة ايطاليا من مرحلة الاستعمار.

بعد تثبيت دعائم حكمه الداخلي، زار معمر القذافي باريس بصفة خاصة تلبية لدعوة وجهها اليه بعض الكتاب والسياسيين المتقاعدين من امثال منديس فرانس. واختار الرئيس الليبي في حينه، كاتبا في صحيفة "الموند" يتقن اللغة العربية بسبب نشأته في مصر، وعهد اليه بمهمة علاقاته العامة. وكانت تجربة موفقة بكل المقاييس، لأن الصحافي لقن القذافي كل الاجوبة المحتملة. وهكذا خرج الحضور من قاعة المحاضرات بانطباع مدهش خلاصته ان الزائر القادم من الصحراء سيكون نجم الدول العربية بعد افول نجم عبد الناصر. وهكذا كانت اطلالته على اوروبا بمثابة فتح اعلامي ناجح زادته آبار النفط بريقاً ولمعاناً.

بسبب شغفه بالتغيير المتواصل، حرص القذافي على تحقيق دعوته لإنشاء ما سماه "الولايات العربية المتحدة". وباءت كل محاولاته بالفشل الذريع لأن وحدته الشكلية مع مصر وسوريا وتونس، لم تشرق عليها الشمس. لهذا تحول بعد مدة طويلة الى الاتحاد الافريقي بهدف اقامة "ولايات متحدة افريقية" تكون ليبيا محورها الاساسي.

كان القذافي يدفع ثلث ميزانية الاتحاد الافريقي. وقد اعانه هذا السخاء على تأسيس الاتحاد الافريقي رسمياً، عام 1999 بموجب "اعلان سرت". أي بموجب الاعلان الذي صدر عن قمة جمعت رؤساء دول افريقية في المدينة التي ولد فيها. وجاء في الاعلان ان فكرة الاتحاد مستوحاة من رؤية القذافي لبناء افريقيا موحدة وقوية. وعلى الرغم من اعتراض رفاقه في الحكم، فان الحكومة الليبية استثمرت مليارات الدولارات في اقتصادات الصحراء. وهي تدير عبر شركات قابضة مصالح مالية في 12 دولة افريقية. ومنذ ذلك الحين، اغتبط القذافي بحمل لقب "ملك ملوك افريقيا".

اعترف القذافي امام احد الصحافيين اللبنانيين بأنه صرف ما لا يقل عن مليار دولار ذهبت لجيوب زعماء الاحزاب المتقاتلة من دون ان يستفيد منها بشيء. وكان في حسابه انه سيعزز حضوره السياسي الدائم مثلما فعلت سوريا. ولكن عملية اختفاء الامام موسى الصدر وما رافقها من اشكالات فرضت عليه تناسي البلد الذي وقع في حبه قبل زيارته الرسمية في عهد شارل حلو.

والمؤسف ان ايطاليا دفعت للقذافي ثمن المشاريع والمساعدات التي قدمها لها، من سمعة القضاء المسيّس. وقد تبلغت بيروت معلومات صادرة عن القضاء الايطالي تفيد ان الامام موسى الصدر – الذي زار ليبيا في منتصف 1978 – اختفى مع رفيقيه في روما وليس في ليبيا. واشارت التحقيقات الايطالية أيضاً الى ان الامام والشيخ يعقوب وصلا باكرا الى روما، واستأجرا غرفتين في فندق "هوليداي ان" ودفعا مقدماً الاجرة. لكنهما لم يبقيا سوى عشر دقائق وغادرا على الفور.

واللافت ان ادارة الفندق لم تذكر شيئاً عن الصحافي عباس بدر الدين. ومن المفيد التذكير بأن القذافي ظل مهووساً باحتمال الانتقام لعملية تغيب الامام موسى الصدر، الامر الذي دفعه الى الاحتماء بحارسات مدربات على القتال. لهذا السبب كان اللبناني المسافر الى ليبيا يتعرض لاستجوابات وتحقيقات، حتى لو كان مضيفه سيف الاسلام شخصياً. علماً بأن صاحب النظرية العالمثالثية التي اطلقها لتجاوز الماركسية والرأسمالية، كان يعتمد في غالبية مصادره على لبنانيين. والثابت ان "الكتاب الاخضر" ساهم في تدبيجه اكاديمي لبناني (س. و) كان يعيش في قرية هادئة تقع على الحدود السويسرية. وقد اكتشف الرئيس اللبناني امين الجميل عجز القذافي عن صوغ جملة عربية مفيدة اثناء مؤتمرات القمة التي تجمعهما تحت الترقيم الابجدي لحرف اللام.

بعد اكتشاف الاستخبارات الاميركية ان نصف اموال نفط ليبيا تهدر على 42 منظمة ارهابية في العالم، قررت ادارة الرئيس رونالد ريغان تأديب القذافي. وقد شجعته على اتخاذ هذا الموقف كل من بريطانيا وفرنسا بسبب تعرض امنهما لنزوات الرئيس الليبي. ذلك انه امر بتفجير طائرة "يو – تي – إيه" الفرنسية فوق صحراء النيجر، كما امر بتفجير مرقص "لا بيل" في المانيا. واكتشفت اجهزة الامن في بريطانيا ان تسليح فصائل الجيش الجمهوري الايرلندي كان يتم من طريق ليبيا.

فجر يوم الثلثاء الموافق 15 نيسان 1986، قامت الطائرات الحربية الاميركية بضرب اهداف مدنية وعسكرية في مدينتي طرابلس وبنغازي. ولكن هذه الغارات لم تؤثر على نهج القذافي وحماسته قدر التاثير الذي تركته في نفسه عملية غزو العراق واعدام صدام حسين. ويتذكر معاونوه انه اصيب برعب حقيقي، الامر الذي دفعه الى التنازل عن ترسانته النووية وعن مواقفه المتصلبة، وعن كل ما يعرّضه للانتقاد. وظهر هذا التحول جلياً عندما وصف صدام بـ"الشهيد القديس"، وكان ذلك في ندوة احياء الذكرى الثلاثين لاعلان "سلطة الشعب" التي عقدت في مدينة سبها.

بعد مرور 42 سنة على حكم متقلب، متهور، ساهمت الولايات المتحدة ودول تابعة للاتحاد الاوروبي، في فرض حظر جوي على ليبيا. وصدر قرار مجلس الامن رقم 1973 من اجل منع قوات القذافي من اجتياح بنغازي وقتل المتمردين. ثم اتسعت رقعة الحرب طوال الاشهر الستة الماضية لتنتهي بانتصار الثوار الذين اقتحموا حصن باب العزيزية المنيع. وكان من المتوقع ان يعلن القذافي واولاده الاستسلام الكامل عقب سقوط الحصن الذي يحتمون في داخله. وبدلاً من ان يلجأ الى هذا الخيار ويقبل بالتنحي، امر فلول جيشه المشرذم بمواصلة القتال عبر جيوب متفرقة داخل العاصمة وخارجها.

والسبب، كما حدده نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السابق عبد السلام جلود، يكمن في احراج المجلس الوطني الانتقالي. فالمبادرات التي قدمتها جنوب افريقيا والبرازيل، والتي قبل بها القذافي وانما بشروط تعجيزية. وكذلك مبادرة الاتحاد الافريقي التي نقلتها دولة جنوب افريقيا، تعطي حصصاً متساوية تقريباً في حكومة الوحدة الوطنية للطرفين. وكذلك تميزت مبادرة البرازيل بضرورة السماح للقذافي وزوجته واولاده، بالبقاء في طرابلس مع ضمانات امنية ومدنية تمنع عنهم المحاكمات التي تعرّض لها الرئيسان زين العابدين بن علي وحسني مبارك.

ولكن قيادة المجلس الوطني الانتقالي التي تستعد لنقل ثقلها المركزي الى طرابلس، والى قصر باب العزيزية بالذات، رفضت اعادة عقارب الساعة الى الوراء لأن المقاتلين يرفضون الاذعان لأي مطلب يدعو الى اعفاء القذافي من المحاكمة والمحاسبة.

حيال هذا المأزق، تتذكر الدول الغربية ان معمر القذافي استطاع ان يسيطر على مجتمع قبلي ممزق طوال 42 سنة... وان يبعد نفوذ "القاعدة" عن بلاده. ولكنه حالياً مضطر للتقرب من حكيم الحسيدي، زعيم "المجاهدين الليبيين" الذين حاربوا في العراق وافغانستان تحت مظلة "مجموعة القتال الليبي – الاسلامي" (آي. اف. جي). ولهذه المجموعة تاريخ طويل في النشاط المضاد للقذافي ونظامه. وهي بالتأكيد الافضل تنظيماً والأقوى تسلحاً من سائر الفرق المقاتلة. هل تكون هزيمة القذافي سبباً لانضمامها الى صفوف الرئيس السابق... وهل تسقط المحظورات التي اقامها نظام "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى" امام اغراءات السلامة مع التهديد بالانفصال.

يؤكد موسى كوسا، الذي عمل رئيساً لجهاز الاستخبارات في عهد القذافي، ان تمنيات الحسيدي والقذافي، لن تتحقق لأن وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل هو اليوم رئيس المجلس الوطني الانتقالي.

*(كاتب وصحافي لبناني)      

 

 السيد نصر الله: لبنان اصبح مأزقا لاسرائيل.. وسيأتي يوم نصلي فيه في الأقصى

 محرر الموقع/المنار/26 آب/2011

أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه يوما بعد يوم يؤكد الشعب الفلسطيني أن خياره لتحرير أرضه هو المقاومة. ولفت الى ان  "العملية النوعية التي حصلت قبل أيام في إيلات والتي هزت الكيان الغاصب وقيادته ما هي إلا دليل على خيار الشعب الفلسطيني بالمقاومة وهو الخيار الذي اختاره هذا الشعب بإراته من دون أن يدفعه أحد إليه"، ودعا "العرب والمسلمين الى دعم خيار الشعب الفلسطيني في المقاومة لتحرير أرضه"، مؤكدا ان "كل التحولات التي تجري في المنطقة الآن هامة جدا وتصب لمصلحة القضية الفلسطينية".

ونبه السيد نصر الله "لما تتعرض له القدس المحتلة من عمليات تهويد ولما تتعرض له من خطر التهديم والسعي الاسرائيلي لتهجير أهلها وبناء مستوطنات ومعابد يهودية هناك"، وأشار الى ان "هناك مسؤوليات يجب أن تتحملها دول وشعوب عالمنا العربي والاسلامي وجامعة الدول الاسلامي ومنظمة المؤتمر الاسلامي لحماية القدس وأهلها من المخاطر الاسرائيلية التي تتعرض لها المدينة المقدسة"، وشدد على انه "لا يجب التنازل عن اية حبة تراب ولا نقطة ماء في فلسطين ولا حتى التنازل عن أي حق من حقوق فلسطين النفطية وغيرها كما لا يجوز لاحد التنازل عنها أو حتى تفويض أحد للتنازل عنها".

وقال السيد نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله الجمعة في بلدة مارون الرأس الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة بمناسبة "يوم القدس العالمي" إن "إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 هو شأن داخلي يقرره الشعب الفلسطيني لكن بما لا يؤدي الى التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني"، وأكد على "إقامة دولة فلسطين في يوم من الايام على كل أرض فلسطين من البحر الى النهر"، واضاف انه "في هذا اليوم يجب استذكار شهداء فلسطين والاسرى الفلسطنيين وكذلك اللاجئين الفلسطينيين والحفاظ على حق العودة الى ديارهم"، ولفت الى ان "كل هذه المشكلات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني سببها الاحتلال وبدل معالجة المشكلات الطارئة يجب معالجة المشكلة الاساسية المتمثلة بالاحتلال الاسرائيلي"، وتابع انه "لو عالجنا السبب الحقيقي وهو الاحتلال لاستطعنا معالجة المشكلات الناتجة عنه من اسرى وإقامة دولة ونهب خيرات وغيرها"، مشددا على أن "الاحتلال هو سبب مآسي المنطقة كلها وليس فقط مآساة فلسطين".

وشدد السيد نصر الله على انه "سوف يأتي الزمان الذي لن تقفوا فيه فقط عند مارون الرأس لتنشق رائحة فلسطين بل سوف تتنشقون رائحتها من فلسطين وسيأتي اليوم لنصلي في المسجد الاقصى وكنيسة المهد ولبنان يكون حاضرا عندها بحماية المقاومة"، وأكد مخاطبا "أهل الصمود والمقاومة باسمكم جميعا وباسم كل المقاومين وشرفاء هذه الامة اقول لكم وللجنود الصهاينة المستنفرين مقابلتكم أن هذه الارض الطيبة ستعود لارضها"، وختم "هذه مشيئة الله والمقاومين فهؤلاء المؤمنون اليوم داخل فلسطين ومصر والاردن ولبنان وكل عالمنا العربي والاسلامي يتهيأون لليوم الذي يستعيدون فيه الارض والقدس والمقدسات".

وذكر السيد نصر الله الى انه "تم إختيار مارون الراس لاحياء يوم القدس العالنمي هو لما لهذا المكان من دلالة في المواجهة مع العدو وفي التضحيات التي قدمها الشعب اللبناني والبطولات التي قدمها المجاهدون خصوصا في حرب تموز 2006 بالاضافة الى تضحيات الجيش اللبناني"، وأضاف أن "هذه التضحيات جعلت من بعض الأماكن رموزا ومنها مارون الراس لموقعها ولما قدمته بالاضافة الى ما شهدته خلال يوم النكبة من تظاهرة شبابية حاشدة أكدت أنه لا يمكن أن تصبح فلسطين قضية منسية كما قدم العديد من الشهداء في ذلك اليوم على طريق تحرير فلسطين".

ولفت السيد نصر الله الى "ما تشهده مصر في هذه الايام من وقفة رسمية وشعبية أيا يكن حجمها وحجم التوقعات منها هي مؤشر على مرحلة جديدة في مصر"، واضاف انه "لو كانت قيادة مبارك هي القائمة لكان رد الفعل مختلفا والغضب المصري الرسمي سيحل على الفلسطينيين ويحملهم تبعات عملية إيلات"، وأشار الى انه "هناك فرق بين تحذير مصر لاسرائيل من ضرب غزة او ان تغطي عدوان غزة هناك فرق ان يتظاهر المصريون وينزعون العلم الاسرائيلي او ان يوجه الرصاض الى صدورهم"، وأوضخ انه "عندما تتحرك مصر يعني هناك تحول استراتيجي في المنطقة"، واضاف "تحركت مصر قليلا فاهتزّت اسرائيل ونتانياهو قال لا نستطيع ان نذهب الى عملية برية واسعة ضد غزة لان هذا سيؤثر على علاقتنا مع مصر"، وتابع "نراهن ان يتبدل الموقف المصري نتيجة اصالة الشعب المصري".

وفي الشأن الليبي، قال السيد نصر الله إنه "لا شك ان نظام القذافي ارتكب الكثير من الجرائم والأخطاء بحق شعبه والقضية الفلسطينية ومن جملة جرائمه إحتجاز الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه"، وأكد أن "هذه الجريمة ارتُكبت خدمة للمشروع الاسرائيلي لان كلنا يعرف ماذا يعني موسى الصدر للمقاومة وللقضية الفلسطينية وبعد إختطافه حصل كل ما جرى بعد إحتجازه وهذه من النتائج التي كانت تستهدف المقاومة"، واشار الى ان "هذه اكبر جريمة ارتكبت ضد المقاومة وفلسطين فلو قدر للامام الصدر ان يبقى لكانت هناك تحولات كبرى للمقاومة والقضية الفلسطينية"، ودعا "الثوار في ليبيا ان يضعوا حدا نهائيا لهذه القضية الانسانية"، وأمل ان "يعود الامام ورفيقاه الى لبنان احياء".

ولفت السيد نصر الله الى ان "من جرائم نظام القذافي انه اخذ ليبيا بعيدا عن فلسطين وتنكر لقضيتها"، وتابع ان "المرجو اليوم ان يعيدوا ليبيا الى فلسطين والعالم العربي"، وشدد على انه "لا يمكن لشعب قاوم الاحتلال وقدم مئات آلاف الشهداء الا ان يعود الى فلسطين لتكون حاضرة قوية في سياسته وخطته"، ونبه على "ضرورة ان يحافظ الشعب الليبي على سيادة بلده وإستقلاقله أمام الهجمة الاميركية المتوقعة عليه".

وحول الوضع السوري، لفت السيد نصر الله الى "حقيقة موقع سورية والقيادة السورية في الصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية"، وأشار الى "تمسك القيادة والشعب والجيش في سورية بالحقوق السورية وتمسك هذه القيادة بالحقوق العربية مقابل كل الضغوط الدولية والغربية خلال العقود الماضية"، واضاف انه "لو ضعفت القيادة السورية في يوم من الايام أمام الضغوط الغربية لكانت التسوية في المنطقة سارت وضاعت قضية فلسطين"، وأكد أن "القيادة السورية لها فضل في صيانة القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها وبقاء هذا الموقف السوري شرط اساسي لبقاء القضية الفلسطينية"، وشدد على انه "لولا وقوف سورية الى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين ودعمها لها لما كانت الارض اللبنانية المحتلة لتتحرر فالمقاومة ما كانت لتنتصر لولا الدعم السوري".

وأكد السيد نصر الله ان "قيادات حركات المقاومة الفلسطينية في غزة يعرفون فضل القيادة السورية لتصمد غزة رغم ان هذا الاداء للقيادة السورية كان دائما يستجلب المزيد من الضغوط عليها"، واضاف  "كلنا يؤيد الحاجة الى اصلاحات كبيرة وهامة في سورية لتتطور وتصبح افضل نتيجة موقعها الهام في المنطقة"، ورأى انه "يجب أن يعمل كل من يدعي الصداقة والحرص على سورية ووحدتها أن تتضافر الجهود لتهدئة الأوضاع في سورية ولدفع الامور إلى الحوار والمعالجة السلمية"، ولفت إلى أن "من يطالبون بتدخل الناتو في سورية يريدون جرها إلى الحرب فقوتها أنها كانت محكومة بالشعور القومي ويريدونها ان تصبح كلبنان طائفية متناحرة"، محذرا ان "هناك من يحيي النعرات ويحرض طائفيا في سورية لانه يريد تدميرها واساقط موقعها كما يريد ان يدفعها الى التقسيم خدمة لمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي مزقناه في لبنان وغزة".

وقال السيد نصر الله إن "اميركا والغرب يريدون من القيادة السورية تنازلات لا اصلاحات"، وتابع "هناك دولا اخرى بالعالم محكومة بديكتاتوريات قاسية ولا مساحة فيها للديمقراطية ولكنها تحظى بدعم وتأييد اميركا وفرنسا والغرب"، مشيرا الى ان "المسألة ليست مسألة اصلاحات ويجب ان نقف مع سورية كي لا تتنازل وكي تتمكن من تحقيق الاصلاحات براحة وطمأنينة وثقة".

وفي الشأن اللبناني، أكد السيد نصر الله أن "موقع لبنان اليوم أصبح مختلفا عما كان في الماضي"، ولفت الى انه "كان هناك خشية لدى اللبنانيين أن اي حل في المنطقة يكون على حساب لبنان لانه الحلقة الاضعف"، وشدد على ان "لبنان لم يعد الحلقة الأضعف في هذه المنطقة ولن يأتي يوم يعود كذلك فلبنان القوي يحمي سيادته وإستقلاله"، وأضاف أنه "عندما يتحدث البعض عن مخاوف التوطين فلو كان لبنان ضعيفا لحصل التوطين"، وتابع "اما لو جاء العالم كله ولبنان القوي رفض التوطين ومعه الفلسطينيين فلا أحد يستطيع فرضه على اللبنانيين والفلسطينيين"، موضحا ان "دماء الفلسطينين في مارون الرأس يؤكد انهم يرفضون التوطين واللبنانيون لو كانوا ملتفين حول معادلة الشعب والمقاومة والجيش لن يحصل توطين"، مؤكدا "لن نسمح بحصول التوطين ولو تآمر البعض لحصوله فلن يكون هناك حل على حساب لبنان".

ولفت السيد نصر الله الى انه "دائما كان يخشى من تنفيس الاحتقان الاقليمي في لبنان ولكن هذا الامر انتهى اليوم"، وأكد ان "لبنان اصبح مأزقا لاسرائيل تهرب منه وفخا لها تقع فيه لا تنصبه لاحد"، وأشار الى ان  "معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي من فرضت هذا الواقع وفي يوم القدس مسؤولية اللبنانيين المحافظة على هذه المعادلة من اجل لبنان وفلسطين والقدس"، منبها ان "هناك من يعمل في الخارج ومن يساعده في الداخل كجزء من مكينة يديرها الخارج الاميركي والاسرائيلي لضرب هذه المعادلة وتفكيكها واستهداف كل منها واذا امكن ضربها ببعض من خلال بث الفن فيما بينهم".

واشار السيد نصر الله الى انه "بعد الفشل في الاستهدافات العسكرية والامنية للمقاومة كان هناك سيل من الاتهامات والاستهداف وصل الى المحكمة الدولية"، وأضاف "كنت قد علقت على القرار الاتهامي الذي صدر عن المحكمة ثم عُقد مؤتمر قانوني سياسي وآخر فني عن الاتصالات ناقشا قيمة ما ورد في هذا القرار ويوما بعد يوم يتكشف كم المحكمة مسيسة ولماذا انشئت وكيف شُكلت وكيف وضع قانونها وكيف يتم العمل فيها وكيف ترفض اي قرينة او شاهد على اتهام اسرائيل"، وأوضح أنه "عندما اخرج انا واخواني لنشرح ونوضح حقيقة هذه المحكمة لا نهدف لاقناع الادارة الاميركية ولا بلمار ولا كاسيزي ولا بعض الشخصيات في لبنان بذلك فهؤلاء ركبوا المشروع ويسيرون فيه انما نحاكي الرأي العام الذي نراهن على مساندته المقاومة وادراكه لهذه المؤامرة"، وشدد على ان "المقاومة ستتجاوز هذه المؤامرة الجديدة وما صدر عن المحكمة لا قيمة له والمتهمين من المقاومة هم مظلومون ويتحملون تبعات انتصار المقاومة".

وانتقد السيد نصر الله "وجود قوى داخلية تعمل على محاصرة الحكومة والدولة والجيش اللبناني واستهدافه"، وسأل "هؤلاء مع من يتلاقون عندما يقومون بذلك وعندما يحرضون على الجيش ويدعون ضباطه الى التمرد لمصلحة من ذلك؟ هل لمصلحة لبنان؟ أم لمصلحة فلسطين؟ أم لمصلحة المقاومة؟"، واضاف اليس ضرب هذا النسيج الوطني من خلال التحريض الطائفي والمذهبي يؤدي الى ضرب وحدة الشعب لمصلحة من ذلك"، ورفض "الطعن بالجيش الذي هو المؤسسة الوطنية الضامنة للسلم الاهلي والعيش المشترك"، وتابع "انا لا اتهم أحدا بالعمالة لكن من مسؤولية الشعب اللبناني الحفاظ على الجيش والمقاومة وكل من يحرض على الجيش ويتحدث بلغة طائفية يخدم إسرائيل من حيث يعلم أم لا يعلم".

وشدد السيد نصر الله على انه "سوف يأتي الزمان الذي لن تقفوا فيه فقط عند مارون الرأس لتنشق رائحة فلسطين بل سوف تتنشقون رائحتها من فلسطين وسيأتي اليوم لنصلي في المسجد الاقصى وكنيسة المهد ولبنان يكون حاضرا عندها بحماية المقاومة"، وأكد مخاطبا "أهل الصمود والمقاومة باسمكم جميعا وباسم كل المقاومين وشرفاء هذه الامة اقول لكم وللجنود الصهاينة المستنفرين مقابلتكم أن هذه الارض الطيبة ستعود لارضها"، وختم "هذه مشيئة الله والمقاومين فهؤلاء المؤمنين اليوم داخل فلسطين ومصر والاردن ولبنان وكل عالمنا العربي والاسلامي يتهيأون لليوم الذي يستعيدون فيه الارض والقدس والمقدسات".

 

لجان التنسيق المحلية": نصرالله طائفي.. وكلامه جزءٌ من حملة النظام السوري

أكد الناطق بإسم لجان التنسيق المحلية في سوريا محمد عبدالله في حديث لقناة "العربية" أن أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله هو "الطائفي" لأنه "يدعم الثورة في البحرين، فيما لا يدعم ثورة سوريا بل يدعم نظامها"، وأضاف عبدالله: "إن كلام نصرالله اليوم ليس إلا جزءاً من الحملة الإعلامية للنظام السوري، ورسالته تابعة لرسالة (الرئيس السوري) بشار الأسد، فهو يهدد المجتمع الدولي في إطار ما يجري على الحدود مع العراق وتحريك المتمردين الأكراد، وما جرى في غزة وتبرّأت منه حركة "حماس"، فأتى نصرالله ليقول إنه بعد سقوط (العقيد الليبي معمر) القذافي إذا زادت الضغوط على الأسد للرحيل فإننا سنفجر المنطقة". وختم عبدالله: "نحن وإن كنّا نقلق لهذا الكلام، إلا أننا في الوقت عينه لم نعد نأخذ حديث "حزب الله" عن القضايا العربية على محمل الجد، خصوصاً بعد وقوفه إلى جانب من قتل أكثر من ثلاثة آلاف من شعبه"، في إشارة منه إلى الرئيس السوري. (رصد NOW Lebanon)

 

الشعب السوري الشقيق يستحق وقفة وفاء.. حوري: عون اعتاد أن يعلن ما يُبلّغ به لا أكثر ولا أقلّ 

 الفريق الحاكم اليوم ينتمي الى مدرسة تعطيلية.. و"حزب الله" وحده يملك حق القرار والحسم في الحكومة وليس عون او ميقاتي على الاطلاق

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن "انفجار الحكومة مناط بمواقف "حزب الله" على اعتباره المقرر الاول والاخير في الحكومة وضابط الايقاع فيها، فاذا كان هناك من قرار بإستقالة الحكومة، فإن الحزب سيدفع وزراء العماد ميشال عون الى الإستقالة فوراً، واذا كان غير ذلك، فإنه سيمنع وزراء عون من الاستقالة بكل بساطة، خاصة وان عون اعتاد ان يعلن ما يُبلغ به لا اكثر ولا اقل".

حوري وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني، علق على تهديد الوزير جبران باسيل وقوله "اننا امام واقع شلل حكومي ونيابي في انتظار حل مشكلة الكهرباء"، فقال: "ان الفريق الحاكم اليوم ينتمي الى مدرسة تعطيلية، فهو الذي احتل وسط بيروت، وحاصر السرايا الحكومي ابان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وهو الذي استخدم ادبيات تعتمد على العنف والتهويل والتهديد، ولذلك فإن هذا الاسلوب ليس بجديد، الا انه يتعين على باسيل وغيره ان يعي ان "حزب الله" وحده يملك حق القرار والحسم في الحكومة وليس عون او ميقاتي على الاطلاق". ولفت الى "ان ملف الكهرباء الذي يقترحه العماد عون يخفي الكثير من الصفقات والمحسوبيات لصالح عون الشخصي. فالغريب في الامر ان الاتهامات الباطلة التي توجه الينا من قبل فريق عون نجده يمارسها بكل حدية بعيداً عن الاصلاح والتغيير والشفافية ومحاربة الفساد، فيصر على اقرار مشروع الكهرباء من دون ان يطلع عليه المجلس النيابي، في ظل رفضه ان يناقشه احد في المشروع".

واضاف: "ان ادعاء العفة لدى العماد ميشال عون امر لم يعد ينطلي على احد، فهذا المبلغ الضخم من المال الذي يتجاوز مليار و200 مليون دولار، والذي يمكن ان يصل الى 5 مليارات دولار يطرح علامات استفهام كثيرة عن سبب اصرار هذا الفريق حصر قرار صرف هذه الاموال بالوزير".

واشار الى ان "الوزير باسيل وعبر مسيرته الوزارية السابقة لم يقم الا بإتفاقات بالتراضي بعيدة عن اية مناقصات، وهذا لا يشجع كثيراً على الموافقة على الاقتراح الكهربائي المدعم بمبالغ طائلة". وتعليقاً على اوساط الرئيس ميقاتي المنزعجة من طريقة اداء العماد ميشال عون، قال حوري: "ربما الرئيس نجيب ميقاتي طفح به الكيل، وربما هو في لحظات تأمل على ما حل في فريقه خلال هكذا حكومة ومن خلال هكذا حلفاء، الا ان المهم ان يستخلص العبر من كل هذا ".

وعن رد "حزب الله" على القرار الاتهامي وعلى المحكمة الخاصة بلبنان من خلال المؤتمرات الصحافية قال الحوري: "مؤتمراتهم الصحافية قنابل دخانية يائسة، لان المكان الطبيعي لمناقشة الحجة بالحجة مع تقديم الدلائل والقرائن هو المحكمة الدولية، فيما عدا ذلك فإن "حزب الله" يضيع وقته ووقت اللبنانيين بهذه القنابل التي لا تنطلي على احد".

واضاف: "ان "حزب الله" من حيث الشكل انتهج اسلوباً جديدا في اطلالاته من خلال الاعتماد على موظفين في الادارة اللبنانية يتم استصراحهم بأمور خلافية سياسية، اضافة الى مناقشته لتفاصيل معينة ليست في مكانها الطبيعي". واضاف: "باختصار مهما عقدت المؤتمرات واللقاءات فان هذا لن يقدم ولن يؤخر مهما حاولوا اخذ الامور الى غير مكانها".

وعن الاحداث الدائرة في سوريا قال الحوري متوجهاً الى "حزب الله": "ان الشعب السوري الشقيق يستحق وقفة وفاء معه، وهو الشعب الذي وقف بجانب الشعب اللبناني خلال حرب عام 2006 من خلال الاستضافة الكريمة للمهجرين اللبنانيين، وبالتالي فلا يستحق الشعب السوري نكران الجميل، ولا يستحق ان يؤيد السيد حسن نصرالله من يقوم بقمعه وضربه وقتله".

 

من أين لكما هذا يا عون وباسيل؟.. حبيب لموقعنا: عيب يا بشار.. اترك السلطة وارحل.. وعلى "حزب الله" الذهاب للمحكمة 

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

اعتبر عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب ان "ما يطرحه العماد ميشال عون ووزيره جبران باسيل على طاولة مجلس الوزراء في ما يختص بملف الكهرباء خطير للغاية لانه يتجاوز كل الاصول وكل تدابير الرقابة التي تفرضها القوانين والاعراف، مما يطرح تساؤلات عديدة حول اهداف عون المالية والمصلحية، اضافةً الى شهوة باسيل لكسب "الصفقة" والمضي بها بصلاحيات واسعة".

حبيب وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني اعتبر ان عون يعتمد سياسة الهروب الى الامام في كل الاستحقاقات، وها هو اليوم يعطينا الدروس في الاصلاح في وقت يصر فيه على "قنص" مشروع الكهرباء بمبالغه الضخمة من دون الخضوع لاي رقابة، وكأن مال الدولة "سائب" لا اكثر ولا اقل، اذ يريد ان يقول لنا باننا في دولة يحكمها وصهره، ويفترض على المعارضة والموالاة تلبية اوامره ومطالبه من دون اي اعتراضات".

ووصف اقتراح العماد عون الكهربائي "بالمفلس" والمكشوف، "وانه مخصص للافادة الشخصية والمصلحية على حساب مصالح الناس وحاجاتها الاجتماعية والاقتصادية"، متهماً عون بأنه "يريد اغراق لبنان بالديون من خلال مشاريعه التي تسعى الى ابرام الصفقات والحصول على عمولات طائلة من ملايين الدولارات، وهو لامر خطير للغاية".

ورأى ان "التيار الوطني الحر يمعن في سياسة الصفقات والمساومات والاتفاقات الغامضة، وما يقوم به جبران باسيل خير دليل على ذلك". وسأل: "هل يعقل ان تضع الحكومة مبلغ مليار و200 مليون دولار بين يدي جبران باسيل من دون اي حسيب او رقيب؟، وهل يعقل ان تهدر اموال الشعب على مشاريع مبهمة وفوضوية وغير دقيقة؟".

وتابع: "اذا كان التيار الوطني الحر بشخص رئيسه العماد ميشال عون يرفع شعار الاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد، فنحن ندعو الجنرال وصهره الى الاجابة على سؤال واحد: من اين لكما هذا؟، وكيف تضاعفت ثرواتكما خلال السنوات الماضية؟، ولماذا هذا الاصرار على اقتراحكم الكهربائي؟، وما حقيقة الصفقات والمحسوبيات والعمولات التي ستحصلان عليها في حال نجحتم في تمرير الاقتراح؟"...

واعتبر ان "منطق اما انا وصهري او التعطيل سيبقى قائماً في عقلية "الوطني الحرّ"، كما توقع "انهيار الحكومة في حال استمر الوضع على ما هو عليه، وفي حال استمرت الخلافات والتباينات بين النائب وليد جنبلاط والعماد ميشال عون", مشيراً إلى أن "الرئيس ميقاتي منزعج جداً من تصرفات العماد عون وطريقة تعاطيه البلطجية مع الملفات الحكومية، ومن خلال منطق فرض الامور والقبض على الاموال من دون رقابة ومن دون احترام لدور الرئيس ميقاتي وموقعه، وكأن العماد عون يريد ان يعطي شكاً من دون رصيد من دون محاسبة قانونية".

وعن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وطريقة تعاطي حزب الله مع القرار الاتهامي الذي صدر قبل ايام، انتقد حبيب سياسة "الحزب" مع المحكمة، معتبراً ان "المؤتمرات الصحافية التي خرج بها كل من النائب محمد رعد والنائب حسن فضل الله لم تكن موفقة على الاطلاق".

واضاف: "حزب الله وصف المتهمين الاربعة بإغتيال الرئيس الحريري بالقديسين والمقاومين، في وقت يحاولون فيه تسييس المحكمة الدولية وتشويه سمعتها، الا ان مسار الحقيقة لن يوقفه احد، ولن يتمكن لا الحزب او غيره من الغاء مفاعيل القرار الاتهامي. وتجدر الاشارة الى ان المحاكمة باتت قريبة وستكشف الكثير من الاوراق والحقائق المفاجأآت للمرة الاولى".

ودعا حبيب "حزب الله" الى "الذهاب الى المحكمة الدولية وتقديم كل الاعتراضات على قوس العدالة وامام القضاة المختصن، لان الكلام الاعلامي لن يجدي نفعاً على الاطلاق".

وعن الاوضاع في سوريا قال: "ان ما يحصل في سوريا مؤسف جداً، فان مشاهد قمع النظام لشعبه تكاد تكون مقرفة ولا انسانية، فلم يعد مقبولاً ان نشاهد مثل هذه الاحداث في القرن الواحد والعشرين، وان يبقى النظام السوري شمولي استبدادي لا يأبه بالحريات والديمقراطية والرأي الآخر، ولهذا فلا بد من وضع حد لهذه الكارثة".

واضاف متوجهاً الى الرئيس السوري بشار الاسد: "عيب يا بشار، اترك السلطة وارحل، لان الدماء التي تسفك باتت كثيرة وثقيلة العبء، ارحل لانك فقدت شرعيتك الى الأبد".

وختم: "نريد الخير لسوريا واهل سوريا، ونريد الحرية لكل الشعوب العربية، وندعو الشعب الشقيق الى درء الفتنة وعدم الاستسلام للقمع، لان الحرية آتية عاجلاً ام اجلاً ومهما اشتدت العواصف".

 

توقعت استشهاد علي فرزات...ممثل لجان التنسيق السورية : الشعب السوري مقاوم واتهامات نصرالله هي إهانة لنا......النظام وشبيحته لا طائفة لهم  

طارق السيّد /موقع 14 آذار

في مقابلة مع موقع 14 آذار الألكتروني، قال السيد عمر ادلبي، ممثل لجان التنسيق المحلية السورية في بيروت، أنّ الثورة السورية مستمرة سلمياً وتتبع تكتيكات مختلفة بحسب انواع القمع التي يتعرض لها الشعب السوري. وعن كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي اتهم الثورة أنها مؤامرة لخدمة اسرائيل، رفض ادلبي مثل هذه الأتهامات معتبراً إياها مهينة للشعب السوري العريق بمقاومته للصهاينة. كما دعا في الوقت عينه المجتمع الدولي الى ممارسة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية وحتى العسكرية، بمعني منع الامدادات وشحنات الأسلحة من الوصول الى نظام بشار الأسد.

كيف تلقيتم خبر اختطاف الفنان علي فرزات يوم أمس؟

في ساعات الفجر الأولى، وفي حوالي الساعة الخامسة والنصف بتوقيت دمشق تلقيت اتصال من نجل الفنان العالمي علي فرزات وهو ينقل لي خبر اختطاف والده بحالة من الانهيار والهلع خشية أن يكون والده قد قتل لا سمح الله. لم أستوعب الموقف في بادىء الأمر ولكني لم أستغرب أن تقوم عصابات النظام بما فعلته لأنها تخطت ما تبقى من خطوط حمراء. وكدت ان اصل في حينه الى درجة اليقين ان علي فرزات سيصبح شهيداً ولم اكن اتوقع ان يعود حياً أو قادراً على ممارسة ابداعه من جديد. نحمد الله على سلامته وعلى أنّ يد الغدر لم تنل من هذا الحرّ ولم تنل من ابداعه.

ماذا يريد النظام أن يقول من خلال هذه الرسالة؟

أولاً، لا يمكن وصف هؤلاء بالنظام، بل هي مجرد حالة من فوضى العصابات المسلحة التي تتخذ هيئة مؤسسات رسمية للأسف ابتداء بأصغر رجل أمن يمارس القمع انتهاءً برأس الهرم أي بشار الأسد. أنهم عصابات جريمة منظمة ومن اقدم على هذا الفعل يظن أنه سيوجه رسائل للناشطين والفنانين من المثقفين على أن انحيازهم للثورة سيترت عليه حرمانهم من ممارسة ابداعاتهم. كل رسائل النظام التي بدأ بارسالها منذ 15 آذار ارتدت عليه على شكل حراك شعبي رافض لهذه الممارسات لا يمكن ان تكون هذه الرسالة سوى محفز للشعب السوري على ممارسة ومتابعة مسيرته وللسوط الثقافي الذين استنكروا بشدة واصروا على رفع الصوت. وجاء هذالاعتداء الآثم على فرزات ليؤكد لهؤلاء المترددين أن النظام لا يميز على الاطلاق بين متظاهر في الشارع وبين فنان يمارس فنه وحريته بريشته وقلمه.

هل نشهد حالياً تراجع في زخم الثورة السورية على أثر القمع؟

لا تراجع للثورة السورية ولا انكفاء ولا تعب بل هو تكيف مع الواقع الأمني والعسكري الذي فرضه النظام على عموم الشعب السوري. وكان على منظمي التظاهرات أن يتكيفوا مع استراتيجية الأمن المتبعة في سوريا عموماً. هناك عدد اكبر من التظاهرات بكثافة أقل من السابق خصوصاً انه في العديد من المحافظات اصبح التظاهر مكلفاً جداً. وهذا تكتيك من قبل الثورة يمكن تبديله بعد قليل بحسب الظروف.

ولكن هل ستتمكنوا من الحفاظ على سلمية الثورة؟ وإلى متى؟

في الواقع أنه سؤال في غاية الصعوبة. نحن نعمل جاهدين للحفاظ على استمرارية الثورة من دون الإنجرار الى العنف وهذا الخيار كان خيار النظام من البداية كي يحوّل هذا التحرك الى تظاهرات عنفية ومن ثم مسلحة. تمكنا حتى هذا الوقت من ضبط جميع الممارسات العنفية. ونأمل أن ننجح في عملية الضبط حتى تحقيق اهدافنا في اسقاط هذا النظام وتحويل سوريا الى دولة تعددية سياسية. من الضروري الإعتراف وجود حالات من الغضب والاحتقان في الأوساط الشعبية ويمكن هذا ان يؤدي الى عدم السيطرة على الناس المثكلون في احبتهم واقربائهم. نتمنى أن نستطيع التعامل مع الوضع سلمياً.

ماذا اذاً عن لواء الضباط الأحرار الذي بات ينفذ عمليات عسكرية وإن محدودة؟

بالنسبة للضباط الأحرار، ما تقوم به وحدات صغيرة من الضباط والجنود المنشقين المنضوين تحت تنظيمات عسكرية، تأتي ضمن الحق المشروع بالدفاع عن النفس وعن المدنيين. قوات الجيش والأمن لم تعد مهتمة بأمن المواطن بقدر ما هي مهتمة بأمن النظام الاستبدادي. ونحن نقول أن كل شخص خرج عن هذا النظام هو جزء من الثورة وأحد ثوارها ونأمل ان تنصب ممارسته تنصب في صالح الثورة. كما نأمل من هذه التنظيمات ان تدرس جيداً استراتيجياتها لكي لا تكون عبء على هذا الحراك السلمي. ولم تثبت الى الآن أي حادثة باشر فيها هؤلاء المنشقون بالهجوم بل كانت تقوم بعمليات دفاعية عن المناطق والمدنيين.

هل تراهنون على ضغوط دولية او اقتصادية او تدخل عسكري؟

نحن كثورة سورية بكل تشكيلاتها وتنوعاتها نرفض اي تدخل أجنبي خارجي لإسقاط هذا النظام. هذا النظام ستسقطه السواعد السورية وحدها من خلال حراكها الشعبي الوطني. نحن نعوّل على عاملين اثنين لا ثالث لهما: الأول اصرار الشباب على عدم العودة الى مرحلة ما قبل 15 آذار والثاني هي الضغوط الدولية التي ستنتج مفاعيل داخلية وخارجية، وترفد الثورة بدعم معيّن. هذه الضغوط قد تأخذ أشكال اقتصادية كالعقوبات ودبلوماسية وحتى عسكرية: العسكرية نعني بها منع وصول شحنات الأسلحة والإمدادات العسكرية للنظام السوري والتي يستعملها لقتل شعبه. أما على الصعيد الدبلوماسي نأمل أن يكون هناك حصار على التمثيل الخارجي للنظام بحيث أن تقطع العلاقات الدبلوماسية معه ويوضع في عزلة على المستوى الدولي وفي الهيئات العالمية. العقوبات الاقتصادية ممكن لها ان تخلق تصدع في البنية الأساسية للنظام وتحرمه من الموارد ورجال الأعمال اللذين يموّلون آلة القمع التي يديرها، كما أن هذا الوضع من شأنه أن يدفع فئات إجتماعية لها مصلحة مع النظام الى التخلي عنه والالتحاق بالثورة علناً. ما نطمح له هو مواقف واضحة من قبل الدول وليس تلك المواقف الملتبسة التي شاهدناها من قبل أطراف اقليمية وعربية ودولية بل أن تكون مواقف جادة تجاه القمع وإلا تكون هذه الأطراف تقدم الخدمات للنظام وفرص اضافية لإرتكاب المجازر.

السيد حسن نصرالله وصف ثوار في سوريا بأنهم جزء من مؤامرة صهيونية ضد المقاومة. ما تعليقكم؟

الردّ الأفضل على هذا الكلام هو التالي: أنا أعرف جيداً عشرات الشباب السوري الذين نزلوا للاحتجاج يوم 15 آذار بأنهم هم أنفسهم فتحوا بيوتهم في تموز 2006 لأخوتنا اللبنانيين الهاربين من العدوان الإسرائيلي. وهؤلاء لا يمكن، أن يكونوا جزأً من المؤامرة على المقاومة لا قبل ولا بعد ولا في أي وقت من الأوقات.

وبالتالي يسقط هذه الاتهامات التي تساق لشباب الثورة بأنهم يتآمرون على المقاومة اقل ما يقال فيها أنها مهينة للشعب السوري وهو الشعب العريق في مقاومته للكيان الصهيوني منذ نشأته على ارض فلسطين المحتلة والعريق في دعمه لحركات المقاومة والتحرر العربية. هذا اتهام مرفوض جملة وتفصيلاً، الشعب السوري مقاوم منذ عقود وعقود. نحن نقول لكل الفئات التي تربطها علاقات مع النظام أن مصلحتهم هي مع الشعب السوري وحده الذي سيستلم مقاليد الحكم في سوريا وليس هذا النظام البائد. وبالتالي عليكم أن تعيدوا النظر في استراتيجية دعم النظام وتلبية مطامح الشعب السوري الذي سيختار بارادته الحرة دعم خط المقاومة.

هل من تخوّف من نغمة الطائفية التي يحاول النظام أن يلعب على أوتارها؟

لعبت ورقة الطائفية منذ الأيام الخمسة الأولى، ومن خلال أقرب المقربين لبشار الأسد أي مستشارته بثينة شعبان وكذلك من قبل الإعلام الرسمي الذي يدور في فلك النظام. من اللاذقية الى حمص، استوعب الشعب السوري هذه الألاعيب المفضوحة من اجل محاولة حرف هذا المسار الى مستويات منحدرة من القتال الطائفي. لقد استطاعت الثورة الشعبية أن تعي مبكراً خطر هذه المحاولات العقيمة ولا نعتقد بل نجزم ان الشعب السوري واضح في خياره في عدم الثأر والانتقام من فئات معينة بل هو ميال الى بناء مستقبل قائم على فكرة محاسبة المخطىء وليس الثأر. هذا النظام وشبيحته لا دين لهم ولا طائفة لهم وعلى سبيل المثال شبيحة مدينة حلب ليسوا من الطائفة العلوية ومدينة دير الزور كذلك والسويداء كذلك الأمر.

 

موسكو مع تدويل الملف السوري... بشرط: "حصّة" مقنعة في "كعكة" المصالح
جورج علم/الجمهورية
تقف روسيّا، وحتى إشعار آخر، ضد "تدويل" الوضع الداخلي في سوريا، وتعارض المحاولات الحثيثة لاستصدار قرار عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع يتيح للتحالف الدولي القيام بعمل عسكري دعما للانتفاضة، على رغم أنّ موسكو تدين القمع الذي يمارسه النظام ضد شعبه، وسبق لها أن غضّت الطرف عن صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن بهذا المعنى، وتلتقي اليوم مع كلّ من إيران وتركيا وعدد من الدول المطالبة بضرورة البدء بحوار جدّي مع المعارضة، والمباشرة الفوريّة بتطبيق الإصلاحات... فأين تقف اليوم من الملف السوري؟
تتحكّم في الموقف الروسي عوامل عدّة يصعب معها الوصول إلى استنتاجات واضحة، وخيارات نهائيّة، وإن كان العامل الاستراتيجي هو الأكثر تأثيرا وحضورا عند مراكز الدراسات، ومواقع القرار في موسكو.
تنظر روسيا إلى ما يجري في الشرق الأوسط، وتحديدا في العالم العربي، من زوايا عدّة:
أولا: التغيير الذي طرأ على النظرة الأميركيّة من الإسلام بعد خطاب الرئيس باراك أوباما الشهير من على مدرج جامعة القاهرة، والقبول بأن يكون إسلام حزب العدالة والتنميّة في تركيا هو النموذج المقبول في العالمين العربي والإسلامي، وهذا يرتّب على موسكو اعتماد استراتيجيّة مرنة مع الدول الإسلاميّة المحيطة بها إحاطة السوار بالمعصم.
إنّ هذه "النقلة النوعيّة" التي حققتها الإدارة الأميركيّة تستحق الدرس لسبر أغوارها، وكشف أهدافها، فما بين أحداث 11 أيلول 2001 في نيويورك، و4 حزيران 2009 تاريخ خطاب اوباما في القاهرة، ألصقت واشنطن تهمة الإرهاب بالمسلمين والعرب، وشنّت حروبا شعواء ضدّ الأصوليات، سواء أكانت أنظمة، أم منظمات، أم أفرادا. لكن، بعد الخطاب، نسجت الولايات المتحدة شبكات واسعة من الحوار مع هذه الأنظمة والمنظمات، بدأت تظهر نتائجها على أرض الواقع في الشرق الأوسط، وخصوصا في الدول التي شهدت وتشهد انتفاضات.
ثانيا: ترى موسكو أنّ الغزو الأميركي للعراق قد كرّس سابقة في التعاطي الدولي، إذ للمرّة الأولى تقوم واشنطن، ومن دون أي تكليف دولي، باجتياح دولة مستقلّة بهدف إسقاط النظام، من دون أن يحرّك أي طرف ساكنا. وترى أنّ النموذج العراقي ينبعث حيّا اليوم في ليبيا، ولو كان هذه المرّة بتفويض عربي ـ أممي، كما أنّ هناك محاولات لتصدير هذا النموذج إلى سوريا واليمن والسودان... ودول أخرى.
إنّ روسيا لا يمكن "أن تقبل بهذه الفوضى الدوليّة الخلّاقة التي تديرها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط العمق الاستراتيجي لموسكو، والتي تنتشر كالفطر من دون أيّ رادع أو مانع، نظرا إلى ما تضمره من خطورة جديّة على موارد الاقتصاد والأمن في هذا الجوار العائم على صفيح ساخن".
ثالثا: تنظر روسيا بقلق بالغ إلى "الدور البوليسي ـ التسلّطي" الذي يجيده حلف "الناتو" على المستوى الإقليمي، وهذا ما يثير الشكوك لدى موسكو حيال الأبعاد والأهداف والمآرب، وخصوصا أنّ التجربة في ليبيا خرجت عن الأصول، وحوّلت المشهد الليبي إلى عراق ثان في العالم العربي.
رابعا: ترى موسكو أنّ القضيّة الفلسطينيّة بدأت بالاضمحلال في الوجدان العربي، ولم تعد قضية العرب الأولى، ولا العصبيّة التي تشدّ أزرهم وتوحّد صفوفهم، وأنّ البديل كان الاختراق الكبير الذي حققته إسرائيل في معظم الدول العربيّة بفضل الأنظمة القائمة، وأيضا دخول لعبة المحاور، حيث العرب ضد العرب وفق اصطفافاتهم على خطّ هذا المحور أو ذاك.
خامسا: إنّ العصبيّة القوميّة التي كانت توحّد العالم العربي قد اضمحلّت، أو هي في طريق الاضمحلال، لتحلّ مكانها العصبيات المذهبيّة والطائفيّة والفئويّة، "وإلاّ ماذا يجمع بين المملكة العربية السعوديّة وتركيا من تحالف على تجنيب الانتفاضة السوريّة العنف، غير الاعتبار المذهبي ـ الطائفي؟"
إنّ طغيان هذا الشعور في العالمين العربي والإسلامي قد أفسد الانتفاضات، في رأي موسكو، بمعنى أنّها بدأت تحيد عن خطّها وشعاراتها الباهرة نحو انحراف خطير، وفي اتجاهين: الأول، أنّ الولايات المتحدة ومن معها من التحالف الدولي بدأت تتصرّف وكأنّها الوارث الشرعي ـ الطبيعي لهذه الانتفاضات، وهي التي تتحكم فيها وفي مفاصلها، وتقبض على زمام الأمور في شأن حاضر هذه الدول ومستقبلها. والثاني، أنّ الأحزاب الإسلاميّة هي الأكثر بروزا على مسرح الانتفاضات، هكذا هو الحال في تونس، وأيضا في مصر، والآن في ليبيا... وبناء عليه، فإنّ موسكو ترى نفسها أمام التزامين: إلتزام استراتيجي بتحصين موقعها حيال ما يجري في جوارها الإقليمي من متغيّرات يديرها الغرب وفق مقتضيات مصالحه. وأيضا التزام معنوي إزاء الأقليات التي ستدفع الثمن غاليا في حال استمر هذا المسلسل الذي انطلق من العراق بعد الغزو الأميركي، والذي لا يعرف حدودا بعد.
ولهذه الأسباب وغيرها، تمارس موسكو الممانعة في حدّها الأدنى لتجنيب الداخل السوري خيار"العرقنة"، لكن الى متى؟ وماذا لو دخلت الولايات المتحدة معها في صفقة مقنعة؟ الجواب: إنّ الروسي تاجر كبير يبيع ويشتري في اللحظة المناسبة، ووفق لعبة مصالحه أيضا؟

 

عون قاسم مشترك في كلّ أزمات حكومة حزب الله

أسعد بشارة/الجمهورية

تتكشّف يوما بعد يوم فصول جديدة من الخبث والتقيّة التي تحكم علاقة مكوّنات الأكثريّة الجديدة ببعضها البعض. فالاتّفاق على إسقاط حكومة الحريري كان مجرّد التقاء ظرفي لم يلبث ان أزاح الستار عن أجندات متناقضة تكاد تفجّر هذه الحكومة قبل ان تنطلق او تحقّق ايّ إنجاز. ويخطئ مَن يظنّ انّ النائب وليد جنبلاط هو الذي "فركش" مشروع الكهرباء العونيّ، فالأصحّ انّ جنبلاط قاد سيارة التعطيل في وقت كان يجلس الى جانبه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فيما تربّع كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس على المقاعد الخلفيّة خشية ان يقعا في خانة التلبّس امام حزب الله الذي وجد انّه غير قادر على ممارسة الضغوط في ظلّ واقع هشّ فرضه الاتّهام الدولي باغتيال الحريري.

وأمام هذا الواقع قرأ جنبلاط بحكم استطلاع ميزان القوى إمكانية لعرقلة مشروع عون، ونفّذ بثقة بالنفس وصلت الى حدّ الإعلان عن عدم الاكتراث اذا ما ادّى ذلك الى استقالة الحكومة، ربّما لعلمه انّ حزب الله يتجنّب الوصول الى استعمال خيارات تلّة الـ888 قدر الإمكان، وبذلك بدا جنبلاط وكأنّه يقول لحلفائه الظرفيّين: "ندرك انّ عمر هذه الحكومة قصير، ونرفض في هذه العجالة ان نمرّر لحليفكم عون ما سيمكّنه من ان يتحوّل الى مارد انتخابيّ في العام 2013".

وإذا كانت أزمة مشروع الكهرباء هي الأزمة الاولى التي واجهت عمل الحكومة بفعل تناقض أجندات مكوّناتها، فإنّ الكثير من الأزمات تنتظر هذه الحكومة في الوقت المتبقّي لها والمرتبط بمصير النظام السوري. ولعلّها ليست مفارقة كبيرة ان يكون العماد ميشال عون القاسم المشترك الوحيد في ازمة الحكومة الحاليّة وأزماتها الآتية على الطريق السريع.

فعون يريد من هذه الحكومة ان تكون مَنفَذَهُ الى الإدارة والحصص والمشاريع، يريد ان ينال الحصة المسيحيّة في كلّ التعيينات الامنية والإدارية، وهو لهذه الغاية أعدّ دراسة شاملة عن المواقع الشاغرة في الإدارة، وخطّته تقتضي المطالبة بكلّ هذه المواقع، تحت طائلة تبدأ من تعطيل التعيينات وتنتهي بالتهديد بالاستقالة إذا سمح له حزب الله، أو إذا اقتضت مصلحة حزب الله تحويل هذه الحكومة الى حكومة تصريف أعمال.

ويخطئ ايضا مَن يظنّ انّ عون لن يصطدم فقط بجنبلاط وميقاتي وسليمان في الصراع على الحصص والتعيينات، فحزب الله اضطرّ في الايّام الماضية الى لجم طموح عون لنيل موقع مديريّة جهاز امن المطار. فقد أشارت مصادر مطّلعة، الى انّ الحزب أخلّ بوعده للعماد عون بإسناد موقع مديرية جهاز أمن المطار الى احدّ المقرّبين منه.

وكشفت المصادر انّ وزير الداخلية مروان شربل سبق له ان وقّع مرسوما بتعيين العميد في الجيش اللبناني غسّان سالم (ارثوذكسي) رئيسا لجهاز امن المطار، ولم يبقَ إلّا توقيع وزير الدفاع فايز غصن كون سالم ضابطا في الجيش اللبناني.

وفور اطّلاع حزب الله على هذا الموضوع طلب من النائب سليمان فرنجيّة عدم تمريره وتمسّك بموقع مديرية جهاز امن المطار للطائفة الشيعيّة، فما كان من فرنجيّة إلّا ان طلب من غصن عدم توقيع المرسوم ووضعه في الأدراج. وتساءلت المصادر حول ردّة فعل العماد عون على هذه القضيّة، لا سيّما بعد ان منيت خطته لتطوير مشروع الكهرباء بنكسة واضحة، وأشارت الى انّ عون يتمسّك بإسناد موقع مديرية جهاز أمن المطار الى مسيحيّ، ولكنه لم يثِر الموضوع لأنّه لا يريد فتح جبهتين في آن واحد.

وفي مسلسل الصراع على التعيينات ايضا عطّل العماد عون مرسوما أعدّه وزير الداخلية مروان شربل بتثبيت الضبّاط المكلّفين شغل منصب أعضاء مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي بالوكالة، وذلك لأنه يريد ان يسمّي الأعضاء المسيحيّين في المجلس، وأدّى رفض عون الى طيّ المرسوم وسيؤدّي الى بقاء القديم على قدمه حتى إشعار آخر.