المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 24 آب/11

من أقوال الأباء القديسين

 ليكن كلُّ أحدٍ كبيراً في عينيك ولا تهِن الذين هم أقل منك معرفة، ولا تطلب كرامةً من أحدٍ، لكن اتضع لكلِّ الناسِ ولا تغضب من الذي يتعظَّم عليك لأنه قليل المعرفة، لأن من قلةِ المعرفةِ يتعظَّم الأخُ على أخيه

 

عناوين النشرة

*ذكرى انتخاب بشير الجميل الـ 29 والجحود/بقلم/الياس بجاني

*نديم الجميّل: حان وقت قيام دولة حقيقية تحقق الطمأنينة والأمان والحرية

*يمنى الجميّل: ليأخذ حزب الله بشير مثالاً وليسلم سلاحه للدولة

*خوفاً عليه أم بأمر من حزب الله؟؟.  فصل الملازم أول كارلوس حماتي من مهامه في لاسا وهذه هي أسماء المعتدين على الشماس 

*لوموند : الأسد لا يحمي الأقليات بل يحتمي بها

*صفقة ضخمة بين شركة إبن المفتي قباني وشركة الرئيس ميقاتي

*الراعي: لقاء مسيحي موسع في 23 ايلول في بكركي لاقرار صيغة قانون الانتخاب

*مؤتمر رعد- جريصاتي على الميزان: خاو قانونيا واستدراج لبلمار لكشف "أدلته" المخفية

*بلمار يتطلع إلى الحصول من لبنان على ملفات كل من المر وحاوي وحمادة 

*جعجع هنأ الشعب الليبي و"المجلس الإنتقالي" بنجاح الثورة: لكشف لغز إخفاء الصدر ومرافقيه

*علوش: حزب الولي الفقيه أصبح عارياً حتى من ورقة التوت التي كان يسميها "مقاومة"   

*بيضون: ثنائية "حزب الله – بري" السلطوية باعت دماء الصدر وأصبحت جزءًا من الأجهزة الأمنية لتمجيد القادة وإذلال الشعوب

*أحمد الحريري: "فجر الحرية بزغ في ليبيا وندعو للشعب السوري بها"  إما أن يقنع ميقاتي نصرالله بتسليم المتهمين أو ليرحل هو وحكومته

*وزير الدفاع الوطني فايز غصن: لعدم إقحام المؤسسة العسكرية في غايات سياسية أو فئوية 

*عبرة لمن لا يَعْتبر/ميرڤت سيوفي/الشرق

*الاخ معمر  زنقا زنقا/الفرد نوّار/الشرق

*سقوط معسكر الممانعة يبشّر بدخول عصر المواجهة الحقيقية/مصطفى علوش/المستقبل

*كلام لجنبلاط ضد القذافي يصلح لبشار الأسد كليا

*كندا تأمل في أن تكون نهاية القذافي ... اقتربت

*رئيس المجلس الإنتقالي الليبي: عبد الجليل: نأمل بالقبض على القذافي حيا ليشهد العالم محاكمة أكبر ديكتاتور

*ليبيا حرة والثوار يُطاردون القذافي زنقة زنقة

*بان: الأسد لم يلتزم تعهده وقف العنف

*سقط القذافي من التالي/علي حماده/النهار

*الضاهر تحدث عن "ممارسات ضد السنّة والمسيحيين المؤيّدين للدولة"

*ازمة بين مفتي الجمهورية وتيار المستقبل

*هجوم السيّد على جنبلاط أطلق الإشاعات في الجبل

*جنبلاط سائحا في الاسكندرية

*جنبلاط القلق :لا حراك ولا موقف سياسي

*سوء تفاهم في تومات نيحا عولج سريعاً

*14 آذار معجوقة بالقرار
*مسجد بلال بن رباح نجح في حشد السلفيين

*قريباً بيان لقوى 14 آذار ضد الرئيسين سليمان وميقاتي

*إشاعات وتسريبات تُرافق زيارتي الراعي وقباني الى الجنوب

*السلفيون في صيدا حراك نوعي في المدينة

*ولعت بين سعيد وهاشم

*صراع بين لافاجت وسوكلين حول رفع النفايات في لبنان

*الجميع اعترف بالغش

*سرقة شيكات للمضمونين في مركز الضمان الصحي - بدارو

*فضيحة التايم: عمل  مخابراتي بامتياز/جورج علم/الجمهورية

*الهدف الأساسي من مقابلة  تايم: تأخير المحاكمة الغيابية؟

*فيلتمان: حادث سيناء يجب ألا يتكرر

*الإيمان بلبنان أولاً وتحييده عن صراعات المحاور يشجعان على إلغاء طائفية الوظائف والمناصب/اميل خوري/النهار

*تطوّرات ليبيا حجبت كلام الأسد وفرضت استخلاصاتها/الغرب يُسقط وضع القذافي على النظام السوري/روزانا بومنصف/النهار

*عجباً/راشد فايد/النهار

*لا جهوزية لدى 14 آذار للتعامل مع مرحلة ما بعد النظام السوري وصدور القرار الاتهامي/أسعد بشارة/الجمهورية

*كلّ هذا التشابه بين النظامين السوري والليبي/خيرالله خيرالله /ايلاف

*سقط باب الحارة/ محمد سلام/موقع الكتائب

*نظام الشبيحة فضح نظام الممانعة/غسان الإمام//الشرق الأوسط

*هل تتدحرج كرة النار إلى إيران/شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

*نديم الجميّل إن حكى، ينتقد غياب ديمقراطية "الكتائب": سامي يصادر الحزب/ثائر غندور/جريدة "الأخبار

*سماحة المفتي  إخلع عمامتك وإرحل/الكاتب: قاسم يوسف

 

تفاصيل النشرة

ذكرى انتخاب بشير الجميل الـ 29 والجحود

بقلم/الياس بجاني

ويل لأمة لا تخاف الله فيما تقول وتعمل ولا تحترم الشهداء من بنيها وتتاجر وتساوم على تضحياتهم وكراماتهم ويمتهن قادتها ورجال دينها والمسؤولين فيها عاهات الذمية والتقية.

تعود بنا الذاكرة اليوم باعتزاز وفخر وإيمان وعرفان بالجميل مع شكر الرب على كل نعمه وعطاياه، تعود بنا إلى انتخاب قائد المقاومة اللبنانية الشيخ بشير بيار الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية في 23 آب 1982 . نتذكر ولا ننسى ولا يجب أن ننسى في المناسبة هذه أن نقارن بموضوعية وصدق وشفافية بين ممارسات وفكر وعناد وشجاعة ومواقف وتقوى بشير وبين ممارسات وأقوال ومواقف وجبن غالبية القيادات المارونية الحالية تحديداً.

ونحن نسترجع حقبة بشير المشرّفة في ذاكرتنا ووجداننا والضمائر نطلب لنفسه الطاهرة الراحة الأبدية ونلعن في نفس الوقت أيام المحل والانحطاط الأخلاقي والوطني والسياسي التي وصلنا إليها حيث بات حضور غالبية القادة الموارنة روحيين وزمنين ومسؤولين هو غياب بعد أن امتهنوا التقية والذمية والخنوع وفضلوا بوقاحة المصالح الشخصية على المصلحة العامة فانتهوا مهمشين وتابعين لا يُحسب لهم حساباً ولا يجدون من يثق بهم ويحترمهم أو يأخذهم في عين الاعتبار حتى بين أهل بيتهم وأبناء طائفتهم.

إلا أنه ورغم السواد القاتم الذي يحيط بمصداقية وإيمان وثبات غالبية القيادات المارونية الحالية لا يمكننا إلا أن نرى صورة بشير في ابنه النائب نديم الجميل هذا الشاب الواعد والنقي والتقي والوفي والمؤمن بخط أبيه والملتزم به رغم كل الصعاب والشدائد والتحديات والمكائد.

من تصفح اليوم المواقع الألكترونية وشاهد وسمع وسائل الإعلام الأخرى التابعة لكافة الأحزاب المسيحية التي تدعي التزامها نهج البشير وحرية واستقلال لبنان لا بد وأنه لاحظ بأسى وحزن عدم إعطاء مناسبة انتخاب "الحلم" ما تستحقه من تسليط للأضواء. فبعضها لم يأتِ بالمرة على ذكر المناسبة فيما البعض الآخر مر عليها مرور الكرام بأسطر قليلة وبنقل تصريحات موجزة.

بالطبع هذا النمط من النكران للجميل والجحود الوقح ليس غريباً على من أضاع البوصلة وغلّب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن وكفر بقيمة الإنسان اللبناني وبعزته وأمنه ولم تعد القضية والهوية التي استشهد من أجلهما البشير ومعه عشرات الآلاف من شبابنا تعني له أي شيء.

إن الفرق شاسع وعلى كل المستويات بين القيادات المارونية الحالية وبين البشير ومعه كوكبة القياديين التاريخيين الذين كانوا عماد الجبهة اللبنانية. الفرق ببساطة هو في أطر وأسس مفهوم القضية اللبنانية. قادة اليوم الصغار في قاماتهم الوطنية يتاجرون بالقضية ويفصلونها على ما يتناسب مع مصالحهم وأطماعهم وطموحاتهم وأحقادهم وجنونهم وأرصدتهم، في حين أن البشير وقادة الجبهة اللبنانية كانوا جنود أوفياء للقضية عن إيمان خالص ولم يكن عندهم أي زغل أو غش أو نفاق أو جبن في رفع راياتها والشهادة لها بصوت عال والاستشهاد بفرح من أجلها وعلى مذبحها.

نحزن عندما نرى القيادات المارونية الزمنية والروحية الحالية تخاف المجاهرة بمواقفها الحقة فتتجابن وتساير وتساوم وتماشي الشر والأشرار وتتخلى عن شهداء وأبطال القضية، لا بل تهجر القضية بكل مكوناتها وتخجل بها وبالشهداء.

نحزن عندما لا نسمع صوتا واحدا لا دينياً ولا زمنياً يدافع بجرأة عن حق وكرامة أهلنا الأشراف والوطنيين والضحايا الذين اجبروا على الهرب إلى إسرائيل سنة ألفين فيما الساقط في كل تجارب الأبالسة المرتد ميشال عون يقدم مشروع قرار لمجلس النواب هدفه تشريع الظلم والافتراء عليهم وتثبيت الأمر الواقع الجائر المفروض من قبل السوري والإيراني وحزب الله والسماسرة وتجار المقاومة والممانعة الذي يعتبرهم عملاء وخونة. إنه فعلا زمن المحل والجحود والأوباش، لأن هؤلاء القادة يلحسون المبرد ويتلذذون بملوحة دمائهم النجسة.

أراضي الموارنة بما فيها أملاك كنيستهم يسرقها حزب الله ويهجر أهلها بوقاحة الأبالسة فيما القادة الموارنة الجبناء إما يلتزمون الصمت المطبق أو يغطون السرقات ويباركونها.

مواقع الموارنة في الدولة تصادر أو تعطى لموارنة مرتزقة لا يعرفون المارونية فيما القادة الموارنة يلهثون وراء فتات الموائد وينصبون المكائد لبعضهم البعض.

الاغتراب اللبناني الذي يشكل الموارنة قسماً كبيراً منه يُحرم بكل وسائل البلطجة والكفر والزندقة من ممارسة حقوقه فيما القادة الموارنة يتلهون بشق الاغتراب وبنقل أحزابهم وانغلاقهم وعصبياتهم وجهلهم وتناقضاتهم إليه.

محطات تلفزيون مارونية ومسيحية تتحول إلى وسائل إبليسية تروج للفساد والفسق والرذيلة فيما قادة الموارنة يصفقون لها، وتطول قائمة الكفر والجحود والجبن والانحطاط والذمية والتقية والتخلي.

لقد تحول معظم قادة الموارنة روحيين وزمنيين ومسؤولين إلى تجار هيكل وكتبة وفريسيين وزنادقة وقحين وبالتالي قد حان الوقت لأن يحمل اللبناني الشريف والوطني عموماً والماروني تحديداً السوط ليقلب موائدهم مردداً مع السيد المسيح: بيتي بيت صلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص".

 

نديم الجميّل: حان وقت قيام دولة حقيقية تحقق الطمأنينة والأمان والحرية

لفت عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميّل إلى أن "الوقت حان لتحقيق حلم (الرئيس) بشير (الجميّل) في قيام دولة حقيقية تحضن المواطنين وتحقق لهم الطمأنينة و الأمان والحرية بعد 29 سنة من الخراب والفوضى".الجميّل، و لمناسبة الذكرى التاسعة و العشرين لانتخاب الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية في 23 آب 1982، وخلال رفع صورة ضخمة له على أحد الأبنية  في ساحة ساسين (في الأشرفية) حملت شعار "ونبقى"، قال: "سنستمر بالنضال على نفس المبادىء ونلتزم بالخطاب السياسي الذي أطلقه بشير والذي أدى إلى قيام دولة ومؤسسات

 

في ذكرى انتخاب بشير الجميّل رئيساً للجمهورية، قزي: كان انتصاراً حقيقياً للوجود المسيحي الحرّ وللبنان السيد والمستقل

يمنى الجميّل: ليأخذ حزب الله بشير مثالاً وليسلم سلاحه للدولة

أعلن نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي أن الرئيس بشير الجميل ظاهرة استثنائية مرت في تاريخ لبنان والشعب المسيحي في الشرق الأوسط بشكل خاص، وكان انتصاراً حقيقياً للوجود المسيحي الحرّ وللبنان السيد والمستقل بكل طوائفه، داعياً اليوم الى ان نكون بشيريين، بمعنى التمسك بالمبادئ الوطنية، ومبادئ حزب الكتائب، ومبادئ المقاومة اللبنانية التي قدّم الحزب في سبيلها أكثر من 10 الاف شهيد وشهيدة. قزي وفي حديث لصوت لبنان 100.5- 100.3 قال: لو لم يكن هناك 14 أيلول 1982 لما كان هناك 14 آذار 2005 لأن استشهاد بشير هو الزرع الأول لبداية تحرير لبنان.  يمنى بشير الجميل أكدت من جهتها أنه لو كان بشير لا يزال على قيد الحياة لكان شن حملة ضد السلاح غير الشرعي أكان لبنانياً او غير لبناني مشيرة الى ان  بشير كان قائداً للمقاومة اللبنانية الحقيقية ويوم الذي حقق حلمه ووصل الى الدولة مع رفاقه والقوات اللبنانية وضع كل مقدراته وسلاحه وقوة هذه المقاومة تحت سلطة الدولة والسلطة الشرعية وطالبت يمنى الجميل حزب الله الذي يعتبر نفسه مقاومة لبنانية أن يأخذ بشير الجميل مثالاً ويضع سلاحه تحت أمرة الدولة لأنه لا يمكن بناء المؤسسات والدولة السيدة والحرة والمستقلة اذا كان هناك سلاح غير شرعي على الأراضي اللبنانية.

 

 خوفاً عليه أم بأمر من حزب الله؟؟.  فصل الملازم أول كارلوس حماتي من مهامه في لاسا

وهذه هي أسماء المعتدين على الشماس 

موقع الكتائب

كشفت معلومات خاصة لـ انه وفي سياق ممارسات دويلة حزب الله تم مؤخرا فصل المسؤول عن قطاع منطقة لاسا وجوارها في قوى الأمن الداخلي الملازم أول كارلوس حماتي من مهامه ونقله الى بيروت، في خطوة ربما تكون استباقية لحمايته من غضب "الحزب الالهي"، أم انها جاءت بناء لأمر من هذا الحزب، علما أنّ عشرات العناصر من فرقة الفهود موجودة في لاسا والمحيط، ويتم الاعداد لقيام نقطة أمنية ثابتة في المنطقة.

الممارسات الميليشياوية لم تقتصر على الحزب الالهي بل تعدته الى حركة أمل، حيث علم انه وبعد مشاركة نائب رئيس بلدية لاسا يرافقه المرشح السابق عن الانتخابات النيابية طلال المقداد الملقّب بابو ربيع، ومختار آل العيتاوي ومجموعة من الأشخاص، في القداس الذي اقيم في كنيسة السيدة في لاسا عقب أحداث الأسبوع الفائت، وبعد ان استنكر المشاركون الأحداث المتلاحقة وعبّروا عن تضامنهم مع الأهل والاخوة من الطائفة المسيحية، وعملهم للعيش المشترك، جاءهم اتصال من "حركة أمل" يطلب منهم عدم التصريح من دون الرجوع الى قياداتهم.

وأفادت المعلومات موقعنا أيضا أنّ أربعة اشخاص دخلوا الى صالون الكنيسة التي يعاد ترميمها وطلبوا ايقاف العمل ريثما يبتّ الأمر قانونياً، وهي حجّة أقبح من ذنب، في وقت يتم البناء غير المرخّص على أرض الكنيسة المارونية، والترميم في كنيسة لاسا قانوني بامتياز.

وهنا نسأل: الى متى الاستمرار في خرق الاتفاقات وفي الممارسات الميليشياوية؟ لا بل ربما من الأجدى ان نسأل أين الدولة ووزارة الداخلية؟

وفي السياق عينه أكّد مصدر أمني لـKataeb.org أن الأشخاص المعتدين على شماس مطرانية جونيه في بلدة لاسا لا زالوا طليقين ولم يستطع أحد القبض عليهم وهم : محمود مالك عيتاوي – محمد علي عيتاوي وحسن المقداد.

 

لوموند : الأسد لا يحمي الأقليات بل يحتمي بها

يُقال.نت/قالت صحيفة لوموند إن النظام السوري يبدع في تنويع أدواره، وذلك بإظهار نفسه ضروريا للتوازن الداخلي والإقليمي. وترى الصحيفة أن الرئيس بشار الأسد قضى السنوات العشر الأولى من حكمه في لعب دور المقاوم للمشاريع الإسرائيلية، وبطل رفض تدخلات الإمبريالية الجديدة، والناطق باسم الكرامة العربية، وحامي الفلسطينيين الذي يطمح لإعادة حقوقهم، كما يسعى لإثبات خطأ واشنطن في قلقها على المسيحيين، وذلك بحرصه على الظهور بمظهر حامي الأقليات.

وأوضحت أن الأكاديميين والبرلمانيين الغربيين يجدون دائما طقوسا في اللقاءات التي يحضرونها، وتتمثل في شخصيات دينية مسلمة ومسيحية يتم اختيارها بعناية.

وقالت الصحيفة إن حقيقة حماية النظام السوري للأقليات لا تحتاج وقتا كبيرا حتى تنجلي لأولئك الذين يغمضون عيونهم عن مجازر الأجهزة الأمنية السورية ضد عموم أفراد الشعب يوميا، وهم يقولون إن هذا النظام هو من يضمن حقوق المسيحيين ليس في سوريا فحسب، بل في كامل الشرق الأوسط، كما أنهم ينسون أن معظم الضحايا من أغلبية السكان، وهم المسلمون السنة. وقالت الصحيفة إن المثير هو "أن مسؤولا، مثل النائب اللبناني نبيل نقولا المقرب من ميشال عون، أعلن يوم 23 مايو/أيار الماضي على قناة المنار التابعة لحزب الله أن سقوط النظام السوري يعني إبادة الأقليات في المنطقة".

لكن نقولا لم يقل ضد من يحمي النظام السوري هذه الأقليات ويضمن مستقبلها، فإذا كان هذا العدو هو الإخوان المسلمون فيجب أن نعلم أنهم ليسوا بالقوة المخيفة، فهم محكوم عليهم بالإعدام منذ عام 1980، كما أن رهان القوة الذي دخلوا فيه مع النظام انتهى بتخليهم عن العنف، ومهما يكن الأمر فإن الاحتجاجات في سوريا أثبتت أنهم ليسوا هم من أطلقها، بل أيدوها ودعموها فقط، وهم لا يتحكمون فيها ولا يوجهونها، كما أن حضورهم في الاحتجاجات ليس كبيرا.

وأوضحت الصحيفة أن ما يخيف أصدقاء النظام السوري هو سقوط الأسد، وهو من الأقلية العلوية التي أحاطت نفسها بحزام أمني لمواجهة الأغلبية المحرومة من أي حق سياسي، والقضية ليست دينية أبدا، بل كان الدين مجرد أداة فقط. وخلافا لدعاية النظام، لا يوجد أي توجه لطرد المسيحيين إلى بيروت، أو وضع العلويين في الأكفان أو إبادة الإسماعيليين أو استئصال الدروز والبهائيين واليزيديين، بل العكس هو الصحيح، ففي عموم الأقليات والأغلبية السنية المهمشة يوجد توجه للوصول إلى نظام لا يعتمد الإقصاء.

وقالت الصحيفة إن حافظ الأسد مثل بشار الأسد اعتمد منطق الأقليات لصف التأييد للنظام، واستخدما وسائل كثيرة منها الأيديولوجيا لفئة، والإغراءات المادية لفئة أخرى، وتحقيق الطموح لفئة ثالثة، إضافة إلى التشكيك بل ترهيب الأقليات من الأغلبية السنية التي تمثل نحو 80% من السكان، وجعلا منها بعبعا لتخويف باقي الأقليات، وهذا خاصة في السبعينيات وبداية الثمانينيات، واشتغلت دعاية النظام على مواجهة أي انفتاح سياسي على الإخوان المسلمين قد يوصلهم إلى السلطة، فتم تصويرهم بالمتعصبين والدمويين والرجعيين وخونة بلادهم وعملاء الغرب. وقالت الصحيفة إن النظام الذي يزعم الدفاع عن الأقليات يعمد إلى اضطهادها، فالآشوريون ومعهم السريانيون والكلدانيون، ويبلغون مليون نسمة، مضطهدون مثل الأكراد، كما أن الأرمن والشركس يتهمون بالانفصالية عندما يطالبون بحقوقهم، فلا حق لهم في التكلم بلغتهم ولا تعليمها ولا استخدامها في أي مجال، حتى في العبادة! وهكذا لا تكون ورقة حماية الأقليات سوى ذريعة لاستمرار تشديد القبضة على السلطة، وتخويف الأقليات، ثم ادعاء حمايتها.

 

صفقة ضخمة بين شركة إبن المفتي قباني وشركة الرئيس ميقاتي

يقال نت/ أفيد أن السيد راغب قباني، نجل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وقع عقدا مع شركة" إم وان هولدنغز" المملوكة من كل من طه ونجيب ميقاتي، لتنفيذ 8 مشاريع ضخمة في بيروت و الشمال بقيمة 90 مليون دولار. وقال مصدر واسع الإطلاع إنه تمّ توقيع العقود بتاريخ 4 تموز الماضي، في مكاتب" إم وان غروب"، في مبنى ستاركو، في وسط بيروت. وقد حضر السيد غالب قباني شخصياً عن شركته " انترناشونال كونتركترز كو"، وعن "إم وان" السيدة نعم قواس، وتوجه الجميع بعدها إلى غذاء عمل في  مطعم المندلون في البيال.

 

الراعي: لقاء مسيحي موسع في 23 ايلول في بكركي لاقرار صيغة قانون الانتخاب

وكالات/اعلن البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، خلال لقائه زوارا في الديمان، ان لقاء مسيحيا موسعا سيعقد في بكركي في الثالث والعشرين من الشهر المقبل لإقرار صيغة نهائية لمشروع القانون التي يتم الإتفاق عليها بين المجتمعين لتشكل مشروعا موحدا يتم التقدم به الى المراجع المعنية لمناقشته. وكان البطريرك الراعي التقى وزير الطاقة جبران باسيل الذي عرض معه للخطة الإنمائية التي تقوم بها الوزارة.

كما استقبل سفير لبنان في الباراغواي فارس عيد وعقيلته ناريمان لويس بيضون.

ومن زوار الديمان القاضي السابق رشيد مزهر، كما التقى توفيق الهندي.

من ناحية اخرى، افتتح البطريرك الراعي النشاطات السنوية السابعة لحديقة البطاركة في الديمان.

ولفت البطريرك الراعي في كلمته الى "اننا نحتفل بالسنوية السابعة لحديقة البطاركة الموارنة من باب التجذر، التجذر في عمق الوادي اربعماية سنة وأكثر والإلتزام بلبنان الهوية، ورسالتنا نعيشها انطلاقا من هنا الى كل العالم، وتجذرنا بالأرض اللبنانية وحفاظنا عليها يساعدنا على الإرتفاع الى فوق وهذه هي الوديعة التي نحملها ونحافظ عليها".

 

مؤتمر رعد- جريصاتي على الميزان: خاو قانونيا واستدراج لبلمار لكشف "أدلته" المخفية

 يقال نت/قالت أوساط قانونية على صلة بالمحكمة الخاصة بلبنان إن المرتمر الصحافي المشترك الذي عقده كل من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والمحامي سليم جريصاتي، لا قيمة قانونية له، ويجب ألا يشكل فخا يقع بع المدعي العام دانيال بلمار. وقالت هذه الأوساط الى أن ما قاله جريصاتي ، من تكرار لمواقف "حزب الله" بعد إعادة صياغتها بلغة قانوينة، لا يصلح حتى ليكون مرافعة أمام غرفة المحكمة، لأنه يسند نفسه الى نظريات خاطئة، سبق وحسمتها الإجتهادات القضائية الدولية، بخصوص قوة الأدلة ومدى ثبوتيتها.

ولفتت المصادر الى أن كل نقطة أثارها جريصاتي، سبق وأثيرت في مكتب المدعي العام لدى المحكمة كما في ديوان قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين، وجرى البت بها، بالإستناد الى أرقى المراجع القضائية في كل من لبنان والعالم. وأشارت الى أن جريصاتي، يستند الى نص نشره مكتب المدعي العام، بعد اجتزاء الكثير من المعطيات والأدلة المتوافرة،مكتفيا بعرض الأدلة التي يعتبر أن الكشف عنها، لا يضر لا بالتحقيق ولا بالمحاكمة المرتقبة. وأفادت الى أن بلمار لن يستدرج الى "فخ الدفاع المبكر" عن قراره الإتهامي، لانه إن فعل ذلك،  كشف شهوده وأدلته الأخرى، وبالتالي عرضهم وعرضها للخطر، ليقينه بأن لدى "حزب الله" القدرة على التأثير على الأشخاص وعلى الوقائع. في هذا الوقت، قالت مصادر سياسية لبنانية إن "حزب الله" في الوقت الذي يدعي أن القرار الإتهامي لا تأثير له عليه، يتصرف يوميا على أساس أن وضعيته باتت رهنا بالقرار الإتهامي.

 

بلمار يتطلع إلى الحصول من لبنان على ملفات كل من المر وحاوي وحمادة 

وكالات/على ضوء صدور قرارات قاضي الإجراءات التمهيدية الأخيرة بشأن التلازم والتنازل، أعلن المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار عن "تطلعه إلى الحصول من السلطات اللبنانية على الملفّات ذات الصلة في القضايا" التالية:

- إعتداء 1 تشرين الأول 2004 الذي إستهدف (النائب) مروان حمادة، وأدّى إلى مقتل شخص واحد وإصابة السيد حمادة وبضعة أشخاص آخرين؛

- إعتداء 21 حزيران 2005 الذي استهدف السيد جورج حاوي، وأدى إلى مقتله وإصابة شخص آخر

- اعتداء 12 تموز 2005 الذي استهدف السيد الياس المرّ، وأدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة السيد المرّ وأكثر من 20 شخصٍ آخر

وأعلنت دوائر المحكمة في بيان أن "قرارات قاضي الإجراءات التمهيدية تفتح فصلاً جديدًا من فصول عمل مكتب المدّعي العام، فهي تشكّل الاستنتاجات الأولى بشأن شمول اختصاص المحكمة للقضايا المتلازمة، وذلك وفقًا للمادة 1 من النظام الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان"، وأضافت أنّه "نتيجةً لقرارات التنازل عن الاختصاص، يصبح لمكتب المدّعي العام اختصاص حصريّ بالتحقيق في هذه القضايا وملاحقتها قضائيًا ويبقى للسلطات القضائية اللبنانية اختصاص للتحقيق والملاحقة في القضايا الأخرى التي لم يُبيَّن بعدُ تلازمها مع قضية الحريري والتي لم تتنازل تلك السلطات بعد عن اختصاصها بشأنها للمحكمة الخاصة بلبنان".

ونقل البيان عن بلمار قوله: "إنني أفكّر في كلّ متضرر من المتضرّرين وأسرهم التي تأثرت بالأعمال الإرهابية العنيفة التي ابتُلي بها لبنان"، مضيفاً "لقد أبديتم الصبر والوقار في وجه قدر كبير من الألم والمعاناة، وأنا وفريق عملي سوف نواصل العمل بلا كلل سعيًا إلى تحقيق العدالة".

 

جعجع هنأ الشعب الليبي و"المجلس الإنتقالي" بنجاح الثورة: لكشف لغز إخفاء الصدر ومرافقيه

وكالات/توجه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، باسمه وباسم الحزب، إلى الشعب الليبي وإلى "المجلس الإنتقالي" بـ"أخلص مشاعر الأخوة والمحبة، وبأحر التهاني لنجاح الثورة الشعبية والولوج إلى مستقبل زاهر وربيع ديمقراطي حر دائم". جعجع، وفي بيان صادر عن الدائرة الإعلامية في "القوات"، طالب "ليبيا، شعباً ومجلساً إنتقالياً، بضرورة إيلاء قضية إخفاء الإمام موسى الصدر ومرافقيه المتابعة والإهتمام اللازمين، نظراً للموقع الذي يحتله الإمام في قلوب اللبنانيين - كل اللبنانيين"، معتبراً أنَّ "قضية بهذه الخطورة لا يسعها إلا إحتلال الصدارة في سلم إهتماماتنا واهتمامات أحرار ليبيا"، وأضاف: "الصدر لم يكن يوماً إلا داعية سلام ومحبة وتقارب، ولم يكن يوماً إلا نصيراً للمظلومين والمعذبين، وهو قيمة إنسانية وفلسفية ودينية وسياسية حرم منها لبنان باكراً، وليبيا مطالبة اليوم من كل فئات الشعب اللبناني، وبأقصى سرعة، بكشف لغز اخفاء الصدر ومرافقيه". (الوطنية للإعلام)

 

علوش: حزب الولي الفقيه أصبح عارياً حتى من ورقة التوت التي كان يسميها "مقاومة"   

رأى عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش أنه "على من يراجع القرار الاتهامي أن يرى بصمات الشهيد وسام عيد عليه وهو الذي دفع حياته ثمناً لاظهار الحقيقة وتحقيق العدالة"، وقال: "علينا أن نلاحظ الدقة الواضحة في وصف المسار المشؤوم للمتهمين في هذه القضية، وكيف ركبوا المؤامرة وحاولوا مجدداً ، وعلى منهاج ما يسمونه معسكر الممانعة، أن يستعملوا ورقة اخترعوها لا بل ساهموا في بنائها وهي الإرهاب السنّي لتغطية جرائمهم ومحو آثارها مستغلين الخلل الذي أصاب المجتمع الدولي بعد أحداث 11 أيلول 2001 في نيويورك."

علوش، وخلال مشاركته في إفطار أقامته منسقية طرابلس في مطعم الفيصل في القلمون تكريماً لكوادر التيار، اضاف: "أصبح حزب الولي الفقيه في لبنان عارياً حتى من ورقة التوت التي كان يسميها مقاومة ويمنّن بها اللبنانيين والعرب وهو في الحقيقة لا يهدف إلا إلى مدّ سلطة الولي الفقيه على لبنان وعلى أي بقعة من أرض العرب ليحقق الحلم الصفوي القديم"، معتبرًا أن "هذا الحزب حاضنة لتفريخ القتلة والمجرمين والبيئة التي خلقها في أماكن انتشاره بيئة حاضنة لحماية الخارجين عن القانون وأصحاب السوابق والمشبوهين"، مؤكداً أن "كذبة حزب الولي الفقيه قد سقطت وهذه نهاية المجموعات التي تبني أمجادها على المؤامرات والإرهاب."

وإذ إعتبر أنه "ما زال في لبنان من أخذ على عاتقه دوراً مشؤوماً وهو تغطية الجرائم وتشريعها معتمراً ثوب التقيّة والنفاق لذر الرماد في العيون"، إعتبر أن هذا هو "الدور المشؤوم الذي أنيط بهذه الحكومة القائمة اليوم"، واصفاً إياها بأنها "حكومة الساعين إلى السلطة ولو على أشلاء الدولة"، متوجهاً إلى مكوناتها السياسية بالقول: "لكنهم يعلمون والناس تعلم أنها سلطة من دون هيبة وصدقية لأن دورها فقط هو تغطية آثار الفارين من وجه العدالة".

وتوقف علوش عند الوضع السوري فقال: "إخوتنا في سوريا يثورون لإسترجاع كرامة المواطن التي إستباحها حكم المخابرات ولإعادة سوريا إلى خط المواجهة الحقيقية مع العدو الإسرائيلي بدل مسرحية الممانعة التي مارسها النظام منذ سنة 1974 لذلك لا يجب أن يكون مفاجئاً الآن أن يستخدم هذا النظام كل أدواته وكل السلاح الذي اشتراه الشعب السوري لمواجهة العدو في سبيل إنقاذ نفسه من المصير المحتوم وهو السقوط تحت أقدام المواطنين الهاتفين في كل يوم سوريا بدا العدالة".

 

النظام السوري وضع بلاده في عزلة عربية ودولية ستعرضها للانهيار الإقتصادي وهو ثمن لن يقبل الشعب السوري بكل شرائحه أن يدفعه"

بيضون: ثنائية "حزب الله – بري" السلطوية باعت دماء الصدر وأصبحت جزءًا من الأجهزة الأمنية لتمجيد القادة وإذلال الشعوب

شدد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون على أنّ "مسلسل الثورات من تونس إلى مصر فاليمن وصولاً إلى ليبيا أتى ليعبر بكل تجلياته عن سقوط النظام الأمني العربي ونهاية حقبة الانقلابات وأنظمتها في المنطقة"، مشيرًا في هذا المجال إلى أنّ "الربيع العربي الذي يتجسد اليوم مرة إضافية في مشهد تمزيق صور معمر القذافي يضع حداً نهائياً لفكرة القادة الذين اعتبروا أنفسهم فوق القانون والمحاسبة والمساءلة وقد تصرفوا على أساس ذلك فبنوا دولاً فاشلة تضع الحاكم وبطانته وأجهزته فوق القانون وتجعل من المواطنين مجرد أدوات مُسخّرة في خدمة الحكام وعائلاتهم".

بيضون، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" لفت إلى أنّ "هذه الانظمة التي رفعت شعارات ثورية بالشكل وفارغة بالمضمون أدت إلى انهيار مفهوم الدولة واستبدلت المؤسسات فيها بأجهزة أمنية لا يحكمها أي دستور او قانون بل الولاء الشخصي والعائلي والطائفي والنفعي للحاكم"، معتبرًا في المقابل أنّ ما تشهده المنطقة اليوم هو "العولمة في العالم العربي التي تعني المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطن والحاكم بحيث لم يعد الحاكم "نصف إله" بل هو مواطن عادي يمكن محاسبته ومحاكمته مثلما حصل مع الرئيس حسني مبارك ومثلما يحصل اليوم مع القذافي المحال الى محكمة الجنايات الدولية كما هو مصير حكام عرب آخرين على ما يبدو في الأفق".

وفي هذا الإطار، لفت بيضون انتباه النظام السوري إلى أنّ "مصيره مرتبط بالمقدرة على فتح حوار حقيقي مع قوى المعارضة بما يؤمن مرحلة انتقالية سلمية نحو بناء دولة حديثة يحكمها الدستور والقانون لا أجهزة الأمن والقمع"، مشددًا على أنه "كان يفترض للوصول الى نجاح الحوار بين النظام والمعارضة في سوريا أن يحل النظام أجهزته الأمنية خصوصاً بعد إلغاء محكمة أمن الدولة مثلما حصل في مصر"، إلا أنّ بيضون أعرب عن أسفه لأنّ "شيئًا لم يحصل من هذا القبيل في سوريا"، ودعا في المقابل المعارضة السورية إلى "تنظيم وتوحيد صفوفها لإظهار برنامجها الوطني وتنوعها بشكل سيشكل ضمانة لاستمرار التظاهرات السلمية والحؤول دون أي انزلاق ناحية حرب أهلية طائفية أو مذهبية في سوريا"، مؤكدًا في هذا السياق أنّ "النظام السوري لا يستطيع أن يحول دون حصول المعارضة على الإعتراف العربي والدولي بدورها وأهميتها لمستقبل سوريا".

وأشار بيضون إلى أنّ "النظام السوري دخل في أزمة لن يستطيع بأجهزته ومؤسساته الحالية الخروج منها"، لافتًا في هذا المجال إلى أنّ "الرئيس السوري بشار الأسد خسر العلاقات مع الخليج العربي ولا سيما المملكة العربية السعودية وقطر اللتين تشكلان الدعم الحقيقي للاقتصاد والاستثمارات في سوريا، كما أنّ الأسد خسر كل الصداقات التي بناها سابقا لا سيما مع تركيا وأوروبا وكل منهما يشكل رئة للاقتصاد السوري الذي لا يستطيع ان يتنفس من دونهما".

وإذ رأى أنّ "سوريا دخلت عزلة كبيرة جداً ولا يملك النظام السوري المقومات والمقدرة على تأمين الاستمرار خصوصاً على الصعيد الإقتصادي"، أوضح بيضون أنّ "العزلة العربية والدولية التي وضع النظام السوري بلاده فيها ستعرض سوريا للانهيار الإقتصادي وهو ثمن لن يقبل الشعب السوري بكافة شرائحه أن يدفعه لأنه يوازي في تداعياته ومخاطره الحرب الأهلية"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ "المطلب الرئيسي للشعب السوري بات محاكمة مسؤولي النظام عن عمليات القتل وإطلاق النار على المتظاهرين وذلك بالتزامن مع النداءات المتنامية سوريًا وعربيًا ودوليًا والتي تدعو إلى إحالة رؤوس النظام في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية"، وذكّر بيضون في السياق عينه بـ"توقّع الرئيس الروسي نهاية حزينة للرئيس الأسد، بالإضافة إلى اعتبار الأمم المتحدة على لسان أمينها العام بأنّ الأسد فقد شرعيته وإنسانيته وهو ما يدل على سقوط كل مصداقية دولية للنظام السوري".

أما على صعيد متصل بالداخل اللبناني، فرأى بيضون في مناسبة سقوط معمر القذافي أنّ "الثنائية السلطوية التي يمثلها "حزب الله" والرئيس نبيه بري، كانت قد تخلت عن قضية الإمام موسى الصدر وهي أوقفت حتى حملاتها الإعلامية ضد القذافي في الأشهر الأخيرة، نظرًا لأنّ المحور السوري - الايراني قرر دعم القذافي بوجه الليبيين على اعتبار أن حماية النظام الليبي ستشكل خط الدفاع الأول عن المحور السوري – الايراني في المنطقة"، وكشف بيضون في هذا الإطار أنّ "بعض التنظيمات اللبنانية والفلسطينية التابعة لهذا المحور قد جند المئات بل الألوف من الشباب اللبنانيين والفلسطينيين برواتب مغرية، وبمعرفة بري وحزب الله وتحت أعينهما، للذهاب إلى ليبيا والدفاع عن القذافي، وقد جرى إرسالهم من مطار بيروت"، مشددًا على أنّ "الثنائية الشيعية السلطوية باعت دماء الإمام موسى الصدر خدمة لمصلحة المحور السوري - الإيراني بغض النظر عن أي مبادئ أو التزام".

وفي الإطار عينه، لفت بيضون إلى أن "ما يثير الاستنكار والإدانة هو أنّ كل دول العالم اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ممثلاً للشعب الليبي ولطموحاته، بينما لم تعترف الدولة اللبنانية التي تضع الثنائية الشيعية السلطوية يدها عليها بهذا المجلس، وكأن الدولة اللبنانية كانت تعتبر طوال الأشهر الماضية أنّ الشرعية هي مع القذافي وليس مع الثوار الليبيين"، مشيرًا على هذا الأساس إلى أنّ "ثنائية حزب الله - بري أصبحت مثلها مثل أي نظام عربي استبدادي وجزءًا من الأجهزة الأمنية لتمجيد القادة وإذلال الشعوب".

 

أحمد الحريري: "فجر الحرية بزغ في ليبيا وندعو للشعب السوري بها"  إما أن يقنع ميقاتي نصرالله بتسليم المتهمين أو ليرحل هو وحكومته

وكالات/وجه الامين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري رسالة إلى رئيس حكومة "حزب الله" نجيب ميقاتي يطالبه فيها بأن "يقنع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بتسليم المتهمين الأربعة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإما أن يرحل هو وحكومته". الحريري، وفي خلال حفل إفطار أقامه قطاع المغتربين في "تيار المستقبل" بالبقاع الغربي وراشيا في مجمع الكروم السياحي، قال: "في خضم الربيع العربي يريد البعض في لبنان أن يأخذنا إلى المكان الذي تخرج منه الشعوب من حولنا، يريد لنا أن نعود سنوات إلى الوراء لنرزح تحت حكم القائد الخالد والمرشد المقدس والحزب الواحد والقيادة المبجلة"، لافتاً إلى أنَّ هناك "في لبنان من يريد إلحاقنا بالأنظمة التي تطرق باب الإنهيار"، وسأل: "هل من عقل يستطيع تقبل هذا الفعل؟ وهل من منطق يجعل اللبنانيين يسيرون بهذا الإتجاه؟ وهل من عادة هذا البلد وأبنائه أن يرفضون التحرر ويحاربونه بعدما كانوا السباقين له على مر العصور؟".

وإذ أشار إلى "أنهم يمارسون علينا ألاعيبهم السخيفة ببيانات نفي وتصريحات وتجريح لا تمت إلى الحقيقة بصلة، لأنَّهم لا يريدون الحقيقة ولا يتحملونها"، أشار الحريري إلى "أساليب "حزب الله" الملتوية بالتعاطي مع قضية المتهمين الاربعة"، وقال: "30 يوماً من البحث المزعوم من دون نتيجة، ولكن ساعات من سعي مراسل صحيفة أجنبية الـ"تايم" جعلته يجلس مع أحد القديسين ليوجه الأخير رسائل الحزب إلى الجميع، إلى الدولة بعجزها، إلى أنصاره بالتأكيد أنَّه فوق الجميع وأقوى من الجميع، إلى المجتمع الدولي بأنَّه لا يعترف حتى بوجوده، مقتبساً هنا من معلمه في سوريا الذي غير خريطة العالم منذ فترة، ويبدو أنَّ "حزب الله" بدأ يعتمد خريطة وليد المعلم الجديدة"، لافتاً إلى انَّ "حزب الله أراد هذه المقابلة ليقول بعدها ما اعتاد عليه من حديث عن مؤامرة المحكمة والفبركات التي تقوم عليها واشرك سعد الحريري بهذه الفبركة متناسياً أو محاولاً التعامي عن واقع لا يمكنه تجاوزه أن آلاف الأدلة مكدسة في لاهاي، تنتظر بدء المحاكمات، ولا تعير إعتباراً إلى كل هذا الكذب والإفتراء". هذا، وتناول الحريري التطورات العربية، فاعتبر أنَّ "فجر الحرية بزغ في ليبيا، كما بزغ من قبل في تونس ومصر وكما سيبزغ غداً في كل أرض يقبض على إرادتها طاغية يرهن إرادة أبنائها ديكتاتور"، مؤكداً أنَّ "الشعب في ليبيا سيبني دولة مدنية تعمدت بدمائه وستكون نتاجاً لتجربة ثورية ديمقراطية بعيداً من ثورجية الممانعة التي لم تأت إلا بالذل والتنكيل للشعوب العربية"، وختم بالقول: "ندعو للشعب السوري بالحرية بالحرية بالحرية".

 

وزير الدفاع الوطني فايز غصن: لعدم إقحام المؤسسة العسكرية في غايات سياسية أو فئوية 

أعلن وزير الدفاع الوطني فايز غصن أنَّه "في سلوك مستهجن وغريب، عقد أحد النواب (خالد الضاهر) أمس مؤتمرًا صحافيًا، تناول فيه الجيش وقيادته بجملة من الإفتراءات والأكاذيب والشتائم وبتحريض فئوي رخيص، لا يليق بمن إئتمنه الشعب على صون مصالحه وإنجازاته والحفاظ على مؤسساته الوطنية وفي مقدمها مؤسسة الجيش، التي شكلت ولا تزال موضع إجماع اللبنانيين وعنوان وحدتهم ووفاقهم وخشية خلاصهم من نار الفتنة التي روج لها النائب المذكور".

غصن، وفي بيان صادر عنه، لفت إلى أنَّ "الإدعاء بعدم إختصاص القوى العسكرية في التدخل عند حصول حوادث أمنية وإطلاق نار يمثل دعوة صريحة إلى تخلي الجيش عن مهمته الأمنية المكلف بها من قبل مجلس الوزراء، وبالتالي هو بمثابة محاولة واضحة لتغطية مثيري الشغب والمخلين بالأمن وإعتدائهم على أمن المواطنين وكراماتهم"، مشيرًا إلى أنَّ "المرافق الشخصي للنائب المذكور قد ضبط وهو يقوم بتنظيف سلاحه الفردي بعد استخدامه في حادث إطلاق النار على الصائمين الذي حصل في بلدة عيات بتاريخ 17/8/2011 وأدى إلى مقتل أحد رجال الدين". كما إعتبر غصن أنَّ "تحريض قسم من العسكريين على قيادتهم تحت شعار فئوي أو مناطقي لن ينطلي على أبناء المؤسسة العسكرية وخصوصًا منهم أبناء منطقة الشمال، الذين طالما شكلوا قلب الجيش النابض وقدموا المثال في المناقبية والإنضباط والتفاني في أداء الواجب، والتزام قرارات قيادتهم التابعة من مصلحة وطنهم وإرادة شعبهم الجامعة وهؤلاء بغنى عن دعوات هدامة ليست من قيمهم ولا من تاريخهم الوطني المشرف".

وأكد غصن في السياق ذاته، أنَّ "وزارة الدفاع الوطني إذ تضع ما ورد في المؤتمر المذكور بتصرف رئيس المجلس النيابي (نبيه بري)، تحتفظ بحقها في إحالة ما ورد في المؤتمر إلى الجهات القضائية المختصة، خصوصًا لجهة اتهام مخابرات الجيش بالإنحياز واستغلال صور قائد الجيش كمادة للتشهير الشخصي، وتدعو سعادة النائب إلى عدم إقحام المؤسسة العسكرية في غايات سياسية أو فئوية وتطمئنه بأنَّ أسلوب التجريح والتطاول على كرامتها إنما يرتد سلبًا على صاحبه ولن يغير في شيء من قرارها الحازم في وأد نار الفتنة من أي جهة أتت، وفي التفاف المواطنين حولها وثقتهم بدورها الوطني الجامع". (الوطنية للإعلام)

 

عبرة... لمن «لا يَعْتبر»!

ميرڤت سيوفي/الشرق

في نفس الوقت الذي كانت فيه شعوب العالم العربي تتابع نهاية «معتوه» وصف الشعب الليبي بالجرذان والفئران، وهدد وتوعّد بتدمير أوروبا والانتقام من أميركا، وتحدّث مراراً عن انهيار «الناتو» والعملاء والخونة، كانت نفس الشعوب العربية تشاهد على المقلب الآخر في سوريا جنوداً يضربون بأحذيتهم وجوه الشباب السوري الذي كان الرئيس السوري قد تحدّث للصدفة عنه، فلم نعرف عن أيّ شباب يتحدّث هل الذي نراه تنتهك كرامته وإنسانيته وجسده تحت أحذية جنوده، أم الشباب الذي يعذّب ويوضع في عنقه حبل ويطالبه الجنود «الكافرين» بالقول: «لا إله إلا بشّار»!!

هل تناهى هذا الهتاف إلى مسمع الرئيس السوري أو هل شاهده على الشاشة؟ هذه المشاهد أسوأ بكثير ممّا شاهدناه في كلّ غطرسة الطغاة، من التظاهرات السيارة الحاشدة الكاذبة لزين العابدين بن علي، ومن موقعة الجمال والخيول والبغال والحمير في «ميدان التحرير» بعد خطاب الرئيس المصري الذي بتنا نشاهده قابعاً خلف القضبان، وأسوأ بكثير من حديث «التقميل» و»الجرذان» التي أفضى إلى نهاية جبانة لمعمّر القذافي تشبه «الحال الجرذيّة» التي ألقي فيها القبض على صدام حسين، كلّ هؤلاء الطغاة تعاملوا مع الشعوب على أنهم آلهة، إلا أننا لم يسبق أن شاهدنا هذه الألوهية بهذا الإجرام على شاشات العالم، فحتى أكفر الكافرين لم يجرؤ على ادّعائها إلا فرعون الغريق!!

سقط مجنون ليبيا، الطاغية الجبّار، والحبل عالجرّار، فلكلّ باطل جولة مهما تأخّرت، وفي الوقت الذي كان فيه الشعب الليبي يبتهج في شوارع طرابلس الغرب بسقوط معمر القذافي، كان الشعب السوري يتابع حديثاً للرئيس السوري غيّر فيه أسلوب إطلالته فجاءت في مقابلة تلفزيونيّة، على اعتبار أن مشهد «الزقيفة» و»الهتيفة» في برلمان بالروح بالدم لم يعد يُقنع أحداً حتى «الهتيفة» أنفسهم، وتغيير الإطلالة لم يغيّر فراغ الخطاب والتكرار الباهت للمعزوفة المعروفة، وفي نفس الوقت كان الشعب السوري يتظاهر ضدّ الكلام الأجوف عن الإصلاح فيما السوريين يموتون في الشوارع!!

وفي الوقت الذي كان فيه الرئيس السوري يتوعد تركيا، وتنشر صحفه عن مصادر نشر بطاريات صواريخ على الحدود مع تركيا، كان وزير خارجية تركيا داود أوغلو يصرّح بأنّ: «ما يحدث في ليبيا درس لزعماء المنطقة، وهو يظهر أن الزعماء الذين لا يصغون إلى شعوبهم لا يمكنهم البقاء في السلطة»، وفيما كانت صحف ووسائل إعلام النظام السوري تمارس نفس السياسة التي مارسها الإعلام المصري في زمن مبارك من افتعال وتضخيم لوقع كلامه، ولولا الحياء لقالت إن كلامه يُدرّس لمشاريع الرؤساء المستقبليين، فيما أتيح لنا مشاهدة ردّ فعل الشعب السوري على الشاشة التي كانت تنقل خطابه!!

الذين لا يعتبرون في العالم العربي كثر، وأوّلهم النظام السوري، لأنه لم يقتنع بعد أنّ سياسة المناورات وانتزاع الوقت تلو الآخر لتضييعه، وأن الحرب الباردة انتهت، وأن روسيا رفضت قصف «الناتو» لمعمر القذافي لكنها لم تمنعه، والصين أسفت له وتفرّجت عليه، وإيران استنكرته، فيما للمفارقة كان حزبها في لبنان يهنّئ الشعب الليبي بانتصار ثورته، وتركيا رفضت التدخل ثمّ أذعنت له، النظام في سوريا قرأ كلّ تغييرات المنطقة بشكل خاطئ منذ أحداث 11 أيلول، وما زال مستمراً في قراءته الخاطئة!!

وواحدة من أكثر القراءات الخاطئة اعتقاد الرئيس السوري أنّ طلب التنحي لا يُقال لرئيس لا يريد منصب، فإذا كان الأمر كذلك فلم يموت كلّ هؤلاء الأبرياء؟ الذي لا يُريد منصب لا يُريق دماء العباد، ولا يُجبر جنوده المؤمنين على الكفر بالله وتأليه «بشّار»، في اعتداء فجّ على مشاعر المسلمين في العالم الإسلامي كلّه!!

وواحدة من أسوأ القناعات الخاطئة التي استمعنا إلى الرئيس السوري يُباهي بها، أنّ شعبه اختاره ولم تعيّنه أميركا، مع أن كلّ تفاصيل تلك المرحلة تؤكّد أنّ والده الراحل أخذ مواثيق وعهود الرؤساء العرب الفاعلين بدعم انتقال السلطة لولده، ولولا أميركا والسعودية ومصر لما آل الحكم في سوريا لرئيس لم ينتخبه شعبه، بل جاء عبر أكبر خرق لدستور مواصفات الرؤساء، فتمّ تخفيض سنّ الرئيس حتى يتناسب مع مرحلته العمرية التي لم تكن لتؤهله لحكم سوريا، وبعد... ما زال عند أوغلو أمل في أن يعتبر رؤساء منطقة الشرق الأوسط من مصير القذافي وأنّه درس لزعماء المنطقة، وهو يظهر ان الزعماء الذين لا يصغون إلى شعوبهم لا يمكنهم البقاء في السلطة، فهل هناك في الشرق الأوسط شعباً يخوض ثورة غير الشعب السوري الذي يطالب بما طالب به الشعب الليبي: «إسقاط النظام»!!

 

الاخ معمر … زنقا زنقا؟!

الفرد نوّار/الشرق

عندما يتحدث التاريخ عن طريقة غياب شخصيات عالمية، لا بد وان يتناول خيارات هؤلاء في الابتعاد عن السلطة (…) كذلك بالنسبة الى تمسك البعض الاخر بموقفه حتى ولو على حساب مبادئه وشعاراته، من غير ان ننسى الدماء التي تسبب بهدرها وهو في طريقه الى الصعود (…) واكثر منها وهو في طريقه الى النزول ومن بين هؤلاء في هذا الزمان الرديء الطاغية معمر القذافي الذي انقلب عليه شعبه الى حد تحويل «الجماهيرية الليبية الشعبية العظمى» مساحات لا تحصى من السجون والمقابر الجماعية وبرك الدم؟!

ان معمر القذافي ليس اول زعيم عربي يتهاوى بطريقة ثورية مذلة ولن يكون الاخير، لاسيما ان من سبقه عانى ولا يزال الامرين جراء عدم معرفته ان نجمه الى افول او لانه لم يصدق انه بدأ رحلة الانحدار، مع الاخذ في الاعتبار اولئك الذين فروا حفاظا على حياتهم او اولئك الذين يمضون اياما حرجة جراء ملاحقتهم القضائية!

في تاريخ القادة الاجانب من سياسيين وعسكريين اكثر من قصة عن وداع مأسوي لهذا المسؤول او ذاك وابرزهم الفوهرر الالماني ادولف هتلر الذي اختار لنفسه ميتة مبتكرة حيث انتحر بوسائل غير تقليدية كي يتجنب «التفظيع» بجثته وهو الذي مارس ابشع انواع القتال والتدمير في طول العالم وعرضه! اما بالنسبة الى التاريخ الحديث لعدد من القادة العرب، فانه لم يختلف بنقطة او فاصلة عن تفضيل هؤلاء «الفرار من ارض المعركة مع ما خف وزنه وغلا ثمنه»، من ثروات شعبه ومن سرقات موصوفة وليس من الصعب الكلام على ان بعض الانظمة العربية قد ساهمت بالتخلص من زعمائها عبر تسهيل مغادرتهم مع ثرواتهم وليس من يسأل عما ارتكبه هؤلاء من فظائع ومن سرقات وانتهاكات على مدى سنوات من حكمهم!

اليوم، تحاكم مصر رئيسها السابق محمد حسني مبارك كما تقاضي عددا من افراد اسرته والمقربين منه على امل ان ينالوا جزاءهم العادل، فيما نجح الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بالفرار تحت جنح الظلام وربما في رابعة النهار «لاجئا الى دولة شقيقة لم تتعظ الى الان انها تتصرف بعكس التاريخ وبعكس الجغرافيا، حتى وان كان المقصود تجنيب «رئيس سابق حليف» مغبة مواجهة القضاء وهذا ينطبق تماما على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يعاند قدره وشعبه لتجنب السقوط المذل، مع العلم ان تاريخه في السلطة يفتقر الى اية بصمة ايجابية تكفل التشفع به (…) اما سيادة «العقيد الاخ معمر القذافي» فقد بدا واضحا انه يفضل عبارة «زنقا زنقا» الف مرة على مواجهة قدره في الشارع وتحت نعال شعبه المنتفض لحريته، من ان يتخلى لاحد عما كان يتصوره حقا الهياً ومشروعا! واذا سلمنا جدلا بان حسني مبارك فضل معايشة انهيار سلطته على ان يفر من وجه العدالة، فان القذافي لا بد سيواجه عدالة السماء وعدالة الليبيين في وقت واحد من غير ان يتذكر لحظة انه كان عليه ترك الزعامة حاملا ومحملا من ثروات ليبيا ومن سنوات حكمه القياسية. وهيهات لو فعل مثل هتلر لكان دخل تاريخ الرجولة (…) وحسن التصرف ولو من خلال تخليه عن مقعده وروحه في وقت واحد؟!

 

سقوط معسكر الممانعة يبشّر بدخول عصر المواجهة الحقيقية

مصطفى علوش/المستقبل

عندما أعلن المحافظون الجدد في إدارة الرئيس جورج بوش الابن (وجلهم كما هو معروف من اليساريين السابقين) العقيدة الجديدة للولايات المتحدة والمبنية على فرض النظام الديموقراطي بمختلف الطرق والوسائل على الدول غير الديموقراطية بالمعيار العام، كان ذلك منذ أكثر من عقد من الزمن. والجدير بالذكر هو أنه يومها انبرت مجموعة من المفكرين الصهاينة الى مساجلة هؤلاء بالقول ان خيار الديموقراطية المحيطة بإسرائيل قد يشكل خطراً على أمن إسرائيل بناء على الأرجح على أساس المعطيات التالية:

إن واقع الأنظمة الشمولية والديكتاتورية في المنطقة العربية جعلها في وضع ضعيف على مختلف المستويات لانشغال حكامها بهاجس المحافظة على النظام بدل العمل على تنمية دولها إنسانياً واجتماعياً واقتصادياً وبالتالي عسكرياً، وهذا ما أعطى تفوقاً كبيراً للدولة العبرية على سائر محيطها.

إن الواقع القائم خلق استقراراً نسبياً في المنطقة لأن ردات فعل وتصرفات الحكام أصبحت معروفة ومحسوبة ولا تحمل مفاجآت وهذا ما حفظ أمن حدود إسرائيل حتى الآن.

إن إحلال الديموقراطية قد يخلق حراكاً سياسياً إقليمياً غير محسوب الأبعاد، مما قد يؤدي الى عدم الاستقرار. إن الحكومات الديموقراطية تكون عادة مرآة لرغبات وأفكار الأكثرية من الشعب، وكما هو معروف فإن شعوب المنطقة أفكارها معادية لإسرائيل. إن إحلال الديموقراطية سيعطي الحكم في المنطقة بعداً شرعياً على المستوى المحلي والدولي ويسقط مقولة ان إسرائيل هي الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. بالمحصلة فإن النصيحة الإسرائيلية كانت واضحة وهي بترك الأنظمة القائمة كما هي حفاظاً على الاستقرار النسبي وعلى استمرار تدفق النفط الى حين يأتي فيه يوم وينضب، وعندها يخلق الله ما لا تعلمون! من الواضح اليوم أن آمال مفكري بوش الابن أحبطها واقع مرير جرت تجربته في أفغانستان والعراق، وفي التجربتين أثبت واقع الأمور هو أن فرض أنظمة معلبة على قياسات دول أخرى هو ضرب من المستحيلات، لأن الأنظمة السياسية في أي بلد من البلدان لا يمكن أن تفرض بقرار أو فرمان، ولكن من خلال حراك شعبي وثقافي وسياسي قد يطول أو يقصر، وقد يكون سلمياً أو دموياً، أو أي مزيج من كل ذلك بناء على معطيات ديموغرافية وجغرافية وتاريخية وغيرها، تتفاعل فيما بينها لتنتج في النهاية استقراراً لنظام ما (قد يطول أو يقصر).

ولكن التجربة أيضاً أثبتت أن أكثر الأنظمة ميلاً الى الاستقرار هي التي تحمل معها نوعاً من الممارسة الديموقراطية ومن ضمنها حكم المؤسسات ومبدأ تداول السلطات بشكل سلمي، وبناء على قواعد معروفة وحسب نتائج صناديق الاقتراع. لماذا كل هذا الحديث اليوم؟ في الواقع هي أن جماهير العرب، ومنذ الانقلاب الأول الذي أتى بأصحاب البدلات العسكرية الى السلطة، تعيش على وقع منطق المؤامرة الامبريالية الصهيونية، وكانت الناس تعتقد أن ذلك الضابط "ابن الشعب البار"، أتى لينقذ الناس من جور الظلم والتعسف وفقدان الحرية، وإذا به يتحول هو وأمثاله الى وحش لا تردعه لا أخلاق عامة ولا شرع إنسانية عن ارتكاب أقصى أنواع الشرور في سبيل تمسكه بالسلطة.

كل ذلك كان يتم تحت شعارات برّاقة مثل "الوحدة والحرية والكرامة"، ولم نشهد على مدى ستين سنة إلا التشرذم وقتل الحرية ودوس الكرامة للفرد وبالتالي للأمة.

تحت منطق المؤامرة فرضت حالات الطوارئ ومنع إنشاء الأحزاب وأصبح كل من يطالب بحق المعارضة خائناً وعميلاً حتى ولو رفع نفس الشعارات التي يرفعها الحاكم. وحتى يحافظ الحاكم على سلطته ترك الفساد يتراكم عن قصد في كثير من الأحيان ليضمن له ولاء الفاسدين، فأدخل الوطن الى شراكة متينة بين السلطة والفساد، وهكذا أصبح أيضاً من يطالب بمحاربة الفساد "عدواً للشعب وعميلاً للمؤامرة التي تحاك ضد أمتنا العربية". أما إذا أتى من يقول ويؤمن بمنطق المؤامرة، ويؤمن ايضاً بأن النظام القائم هو الضامن لمنع المؤامرة من تحقيق أهدافها، ولكنه يؤمن بنفس الوقت بأن التنافس الشرعي على القيادة ضمن النظام الواحد هو حق وواجب، وأن مبدأ التوريث في السلطة لا تقبل به أي من الأعراف الثورية، وهنا أيضاً سيتهم الحاكم هذا "المتفلسف، المزايد" بالوقوع تحت تأثير منطق دول الغرب في الحكم وبالتالي يصبح عدواً للأمة.

حلقة مفرغة من التخلف والفساد والظلم والتعسف خلقتها هذه الحالة، وكانت الناس قد تسامح لو أن هذا الواقع توج بإنجازات ما على أي من المستويات غير الانتصارات الوهمية التي تهدف لدعم بقاء الحاكم في السلطة الى الأبد وبعد الأبد. فإن كانت هناك مؤامرة حاكتها الأيدي المعادية، وبالأخص الإسرائيلية، فإنها بالتأكيد مؤامرة بقاء الأنظمة وحكامها كما هو منذ ستين سنة ضمنت أمن حدود العدو المؤقتة وضمنت التفوق النوعي الهائل عليها في كل المستويات. واليوم، ومع انتفاضة الشعوب العربية من محيطها الى خليجها نبحث دائماً عن أسبابها في المؤامرة، وكأن هذا الشعب ميت وهذا المواطن مجرد مسطول ولا يمكن أن تحركه مصالحه أو أفكاره أو كرامته الذاتية للثورة على الأمر الواقع. ولكن في كل مرة كانت نغمة المؤامرة تعود للتكرار على ألسنة الحكام. وهنا يحق للمواطن أن يتساءل فإن كانت كل أو بعض هذه الانتفاضات مؤامرة فكيف يعالج الحاكم المؤامرة بإلغاء قانون الطوارئ ومحاربة الفساد وإطلاق الحريات طالما أن قانون الطوارئ والتغاضي عن المفسدين وخنق الحريات كانت في الأساس من ضروريات مواجهة المؤامرة الصهيونية ـ الامبريالية؟

وإذا كان انتصار الثورة في الدول العربية الأخرى حدثاً مدوياً، فإن انتصار الثورة السورية سيكون له تداعيات مهمة على ما يسمونه معسكر الممانعة الإقليمي الذي يضم إيران وأدواتها وسوريا وأدوات نظامها.

فمنذ أكثر من ثلاثين سنة وضعت أسس هذه المنظومة والتي تعتمد على المواجهة من خلال الخطب والكلام والتهديدات في حين أن الجبهات خرساء فيما عدا جبهة لبنان حيث استعمل هذا البلد كساحة للدمار والموت بالنيابة عن إيران وسوريا، في وقت لم تتورع إيران من المشاركة في فضيحة إيران غيت ولاحقاً عوفرغيت، وفي وقت استمرت المساومات والمفاوضات بين النظام في سوريا والولايات المتحدة وإسرائيل. إن سقوط هذا المعسكر سوف يعطي الفرصة الحقيقية لمواجهة أطماع إسرائيل من خلال المشاركة الواعية لشعوب المنطقة لبناء المقاومة المجدية بعد حصولها على حقها في المشاركة في الحكم وبناء ديموقراطية قادرة على تحقيق الإنماء وعلى مواجهة الأطماع الإسرائيلية، ويعيد بالتالي لبنان كشريك في هذه المواجهة بدل أن يكون الضحية الوحيدة لمعسكر الممانعة.

 

كلام لجنبلاط ضد القذافي يصلح لبشار الأسد كليا

 يقال نت/أدلى رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ومما جاء فيه:

ها هو طاغية ثالث يسقط في سياق الثورة الشعبيّة العربيّة الأصيلة والمحقة، وها هي النظرية الخضراء تسقط معه، وهي النظريّة المشابهة لنظرية الحزب الواحد والزعيم الأوحد التي أثبتت فشلها التاريخي في مسيرات الشعوب وتوقها الطبيعي للحرية والكرامة والديمقراطيّة. فالسعي الدؤوب لأسر الشعوب فكريّاً وعقائديّاً لم يعد ممكناً لأنه ينافي قانون الطبيعة ويناقض التعدديّة التي تبقى الضامن الأساسي لكل المجتمعات بعيداً عن الانغلاق والاعتقال ومصادرة حرية الرأي والتعبير.

اضاف جنبلاط: لقد بيّنت التجارب أن كل الذين إدعوا بطولات مزيفة من صدام حسين الى زين العابدين بن علي نظّروا من أبراجهم العاجيّة لحكم شعوبهم ولاحقاً امروا بإطلاق النار على المتظاهرين وقمعهم، وحين دنت ساعة الحقيقة فروا كالجرذان ولم يجرؤ أحد منهم على القتال كالقذافي الذي إدعى بطولات وهمية، أو حتى على الانتحار. واليوم يتكرر المشهد مع النظام الليبي الذي لا بد من ملاحقة وتسليم زعيمه، كما قيل في تصريحات المعارضة الليبيّة، الى المحكمة الجنائيّة الدوليّة بالتنسيق مع القضاء الليبي، وهذا سيؤدي الى العدالة وهي مدخل لإنصاف الذين فقدوا أو خطفوا أو عذبوا أو قتلوا في المعتقلات والسجون.

وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، فأين أصبح إعتراف الحكومة اللبنانيّة بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، أم أن هناك قوى لبنانيّة داخليّة كانت تراهن على إستمرار نظام القذافي ولا تحبذ، تالياً، الاعتراف بالمعارضة الليبيّة؟

وعن مصر قال جنبلاط: لقد عدت للتو من زيارة خاصة اليها، وإنني أسجل بعض المشاهدات التي عدتُ بها من القاهرة:

أولاً: عراقة المؤسسات المصريّة، فالجيش المصري عندما لاحظ أن الرئيس السابق حسني مبارك أصبح إستمراره يُشكل خطراً على الأمن القومي المصري والاستقرار، طلب منه التنحي، والجيش تجاوب في وقت لاحق مع مطالب المتظاهرين بإحالته الى المحاكمة. وها هو القضاء المصري اليوم يقوم بواجباته في محاكمة تاريخية لرئيس وفريق عمله حكموا مصر طوال سنوات وسيطروا خلالها على كل مفاصلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وهذه المحاسبة تؤكد عراقة المؤسسات المصرية كالجيش ووزارة الخارجية وكل مرافق الدولة المصرية . فمفهوم الدولة في مصر تمتد جذوره وعراقته الى الآف السنين.

ثانياً: لا يمكن لأي زائر لمصر ألا يلحظ الشعور العالي عند المصريين بالوطنيّة والقومية، وهذه البلاد تستحق بالفعل لقب "مصر أم الدنيا". ومن الملاحظ هنا درجة التسييس العالية عند الشعب المصري الذي يميز بوضوح بين المستثمرين المنتجين الذين يخلقون فرص عمل وبين المستثمرين الذين يبنون "منتجعات رأسمالية" فاقعة كمنتجع "بيفرلي هيلز" الشهير، على سبيل المثال! وقد وصل الجشع بالبعض الى منافسة ومزاحمة شريحة من الفقراء كانت تستفيد من فرز النفايات فأنشأوا شركة إستثمارية لجمع النفايات وفرزها. 

ثالثاً: يدور النقاش السياسي الأساسي اليوم بين الذين يريدون دولة مدنيّة يستمد فيها الدستور من الشريعة الاسلامية ومن مصادر أخرى، وبين الحركات السلفية التي تريد دستوراً إسلامياً بحتاً وهو ما يتعارض مع مفهوم الدولة المدنيّة.

رابعاً: التحديات الانمائية الهائلة لا سيما مع تنامي العشوائيات أي البناء غير المنظم وغير الشرعي، وقد رأيتُ منطقة الجيزة الى جانب القاهرة وهي بمساحة تقارب مساحة بيروت تنمو على حساب الأرض والزراعة. وهذه مسألة تشكل مأزقاً كبيراً لا سيما أن الاكتظاظ السكاني يتركز على ضفاف النيل، بينما تحيط الصحراء بهذه التجمعات السكنية.

وهذه القضية لا تحل الا بالتكامل السياسي والاقتصادي والزراعي والمائي مع ليبيا والسودان، الأمر الذي لم يحدث خلال أربعين عاماً حيث حكمت ليبيا قيادة غير مسؤولة هدرت الامكانيات والأموال والخيرات، بدل أن تؤسس للتكامل مع مصر. ولقد غابت مصر عن حوض النيل في سياسات تكاملية مع السودان الذي من الممكن أن يكون الخزان الزراعي للعالم العربي ودول العالم الثالث، بدل تأجير أراضيه الشاسعة الى شركات من دول أجنبيّة ثريّة تستغله لأغراضها الاستهلاكيّة عوض أن تستفيد منه مصر والدول العربيّة.

خامساً: أهمية الحركة الصوفية وهي متجذرة في الفكر الايماني المصري حيث أن الصوفية هي بشكل عام التجلي الأكبر للايمان خارج الحواجز والقوالب التقليدية والعادات القديمة وحالات الصدأ الفكري. لذلك، تواجه هذه الحركة الصوفية ظواهر الطالبانية الفكرية التي تذكرنا بحركة الخوارج أيّام الامام علي وزعيمهم أنذاك عبدالله بن وهب.

سادساً: العروبة المتأصلة ولا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقد شهدنا المظاهرات بعد مقتل رجال الأمن في أنحاء مختلفة من مصر فضلاً عن إنزال العلم الاسرائيلي عن السفارة الاسرائيلية في القاهرة ورفع العلم المصري. وفلسطين موجودة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً في مصر التي، رغم أبعادها وعلاقاتها مع أفريقيا، ولكنها تبقى في قلب المشرق. وللتذكير، فإن تحرير فلسطين من الصليبيين بدأ أيام الحكم الايوبي في مصر.

ونلاقي الأصوات التي تدعو اليوم الى تعديل إتفاقية "كامب دايفيد" لتعزيز الوجود الأمني المصري فيها لكي لا تأتي حركات مشبوهة من هنا أو هناك في سيناء لتعرض الأمن المصري للخطر. وفيما خص "كامب دايفيد"، أيّاً كانت الملاحظات على تلك الاتفاقيّة، يبقى أنها أعادت الأرض المصرية الى أصحابها آنذاك. ولو قُدم الدعم للرئيس المصري الراحل أنور السادات مادياً ومعنوياً وسياسياً بدل أن تخلق جبهات صمود وتصدي تحت شعار "عزل مصر" لربما كنا إستفدنا من مصر وقدراتها في كل الوقت الضائع. واليوم، المصلحة الوطنية المصرية فوق كل إعتبار، وليس مصلحة حركات وتيارات قد تعرض أمنها للخطر ودائماً على حساب دولة مصر.

سابعاً: الفقر، تشمئز النفس عندما ترى مستويات الفقر المدقع في مصر، بينما نرى الموارد المالية للنفط العربي توظف في صفقات السلاح وسندات الخزينة والاسهم التي قد تتبخر أرباحها في مهب المضاربات كما حصل منذ سنوات قليلة وفي الأزمة المالية العالمية الأخيرة، وبناء ناطحات السحاب بدل تمويل مشاريع التنمية الحقيقية في مصر. لذلك، من الضروري إعادة النظر بسياسات توظيف الأموال وتقديم الدعم اللازم لمصر لكي تقوم بالدور الريادي على المستوى العربي. إنما، تبقى الاشارة الى إباء أبناء مصر ونضالهم وجهادهم في سبيل لقمة العيش بصبر وأناة رغم صعوبة الظروف المعيشية.

وختم جنبلاط: أخيراً، تحية الى شهداء الثورة الليبية، ومن خلالها الى كل شهداء الثورات العربية في نضالهم الى الحرية الديمقراطية والكرامة

 

كندا تأمل في أن تكون نهاية القذافي ... اقتربت

أوتوا - يو بي اي - أعرب رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، عن أمله في أن تكون نهاية نظام العقيد الليبي معمر القذافي قريبة مع إحكام الثوار المناهضين له سيطرتهم على معظم أجزاء العاصمة طرابلس، في وقت احتشد العشرات من الليبيين في أوتوا مساء اول من أمس للاحتفال بالتقدم الذي أحرزته القوات المناوئة للقذافي. ونقلت وسائل إعلام كندية عن هاربر ان «كندا تأمل أن تكون نهاية نظام القذافي قريبة وأن تنتقل السلطة قريباً إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الهئية الحكومية المعترف بها في ليبيا». وتشارك كندا في العمليات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي لـ«حماية المدنيين في ليبيا». إلى ذلك، احتشد عشرات الليبيين قرب مبنى البرلمان في أوتوا ليل الأحد، بعد إحكام الثوار سيطرتهم على معظم طرابلس، ورفعوا علم الثورة الليبية وصرخوا «ألف مبروك

 

رئيس المجلس الإنتقالي الليبي: عبد الجليل: نأمل بالقبض على القذافي حيا ليشهد العالم محاكمة أكبر ديكتاتور

 نهارنت/أمل رئيس المجلس الإنتقالي الليبي أي الهئية السياسية لـ"الثوار" الليبيين أن "نقبض على القذافي حيا" مشيرا إلى أن أي عمليات انتقامية وخروقات من قبل الثوار ستدفعه إلى "الإستقالة". وقال عبد الجليل في مؤتمر صحفي عقده من بنغازي المقر الرسمي للثوار:" نريد القبض على القذافي حيا لتقديمه لمحاكمة عادلة ونريد أن يشهد العالم محاكمة أكبر ديكتاتور".

وإذ أكد على ان "سيف الإسلام ومحمد القذافي هما تحت سيطرة الثوار في مكان آمن" أشار إلى ان "لحظة النصر الحقيقية هي عندما يتم القبض على معمر القذافي".

وبرز تخوف للجليل عم مرحلة ما بعد القذافي إذا قال :"أمامنا تحديات كبيرة وعلى الشعب الليبي أن يدرك أن المرحلة القادمة لن تكون سهلة" مشيرا إلى أن "ليبيا الجديدة ستسعى إلى أن تكون فاعلة في المجتمع وإعلاء مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان". وأضاف:"لا نستطيع تحديد مكان القذافي إن كان في ليبيا أو خالاجها وما زالت بعض المناطق في باب العزيزية خارج السيطرة". كما لفت إلى أن "يرفض أي عمليات انتقام واغتيال خارج القانون" مضيفا :"أتخوف من بعض التصرفات الخارجة عن أوامر قيادات الثوار وأقول أن أي خروقات ستدفعني للإستقالة". *مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

ليبيا حرة... والثوار يُطاردون القذافي «زنقة زنقة»

نيويورك - راغدة درغام؛ لندن - «الحياة»

بنغازي (ليبيا)، موسكو، القاهرة، طرابلس - أ ف ب، رويترز، أ ب - عاشت ليبيا حرة امس، رغم استمرار اشتباكات متقطعة في العاصمة طرابلس، وسط سلسلة احتفالات شعبية لليوم الثاني على التوالي. وبدا ان عميد الزعماء العرب الذي حكم بلاده على مدى 42 عاماً، التجأ الى سلسلة من الدهاليز في باب العزيزية وازقتها بعد اعتقال ثلاثة من اولاده. وتعهد الثوار بملاحقته من «بيت الى بيت ومن زنقة الى زنقة» اثر محاصرته في مجمع باب العزيزية. ومع اعلان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أمس أن حقبة القذافي انتهت، مؤكداً السعي الى بناء دولة ديموقراطية في «إطار إسلامي معتدل» ومحذراً من «أن المرحلة المقبلة لن تكون مفروشة بالورود»، اعترفت دول عدة، في طليعتها الصين وبريطانيا ومصر، بنجاح الثورة وبانتهاء حكم العقيد. ودعت فرنسا الى اجتماع لمجموعة الاتصال في باريس لمساعدة المجلس الوطني في الاعداد لمرحلة ما بعد القذافي وابنائه. وبعدما طالب عبد الجليل، وغيره من اركان الثورة، الليبيين بالوحدة، قال إن «لحظة النصر الحقيقية ستكون حين يتم القبض على معمر القذافي»، آملاً باعتقاله حياً وأن تجري محاكمته في شكل عادل. ودعا قادة الثورة المقاتلين الى «ضبط النفس وعدم التعرض لأرواح وأموال وممتلكات الليبيين وغيرهم» في طرابلس. وشددوا على أهمية «الصفح والعفو والتسامح وعلى بناء دولة القانون التي ستوفر محاكمة عادلة لكل من تضرر ولكل من اتهم في إحداث هذا الضرر».

وكان القتال تواصل امس قرب مجمع باب العزيزية وفي مناطق متفرقة من طرابلس. واستمر الثوار بدفع تعزيزات الى العاصمة، واعادوا تسمية «الساحة الخضراء» التي دخلوا اليها ليل الاحد- الاثنين بـ»ساحة الشهداء». واعتبرت المعارضة ان أمن طرابلس «أولوية كبرى» لها.

ومع ان الثوار انتشروا في كل مناطق العاصمة الا ان احد ابناء القذافي قاد كتيبة دبابات في محاولة لرد الهجمات عن مواقع يتحصن فيها العقيد واخلص مساعديه.

واكد ناطق عسكري باسم الثوار ان بقايا كتائب القذافي اخلت خط الجبهة في البريقة (شرق ليبيا) وهربت باتجاه الغرب نحو مدينة سرت معقل القذافي ومسقط رأسه.

ومع استمرار الغموض في شأن مكان القذافي، رجحت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» وجوده في ليبيا. وقال معارضون انه في باب العزيزية تحديداً، بعدما تم اعتقال 3 من أولاده. الا ان قناة «الجزيرة بثت ليلا ان محمد القذافي هرب من مكان احتجازه. كما نقلت عن مصادر لم تذكر اسماءها انه تم العثور على جثتين قد تكونان لخميس القذافي ومدير الاستخبارات عبد الله السنوسي. وتوقفت قناة «الجماهيرية» الليبية الرسمية عن البث ظهر أمس مع عودة «الانترنت» الى العاصمة.

وكانت قوات المعارضة أعلنت اعتقال أنجال القذافي الساعدي وسيف الاسلام ومحمد، فيما يُعتقد بان المعتصم، النجل الرابع، موجود في مجمع باب العزيزية وخميس، النجل الخامس، يقود قوة عسكرية خرجت من مجمع باب العزيزية واتجهت صوب وسط طرابلس.

وقال الناطق باسم الثوار في بنغازي محمد زاوية ان «البريقة باتت تحت سيطرتنا بالكامل. قوات القذافي هربت جميعها باتجاه الغرب نحو سرت». وتقع البريقة على بعد حوالى 240 كلم جنوب غربي بنغازي بمحاذاة سواحل خليج سرت، وتبدلت القوة المسيطرة عليها مرات عدة منذ بدء النزاع.

ومع تأكيد حلف شمال الاطلسي انه لم ينسق عمله في ليبيا مع الثوار. الا ان قواته لعبت دورا اساسيا في مساعدتهم للتقدم الى طرابلس وتسريع انهاء القتال.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الولايات المتحدة كثفت في الايام الاخيرة نشاطاتها الجوية حول طرابلس مستخدمة طائرات من دون طيار مزودة اسلحة ما ساهم في ترجيح الكفة لمصلحة الثوار. ومع الدعم الذي تلقاه الثوار من دول الاطلسي قالت روسيا أمس: «نأمل أن يكون ما جرى الأحد والاثنين إيذاناً بنهاية إراقة الدماء بين الليبيين والتي استمرت فترة طويلة وجلبت الكثير من الشقاء والمعاناة لسكان البلد وألحق أضراراً خطيرة بالاقتصاد». واضافت إن دولاً أخرى يجب أن تساعد في حماية المدنيين الليبيين ومساعدتهم لتأسيس حكومة مشروعة عندما ينتهي العنف لكن يجب ألا تتدخل.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن امس الى التجاوب مع الأحداث في ليبيا «ووضع خطط ما بعد النزاع».

وأجرى بان اتصالات مع رئيس المجلس والدول الخمس الدائمة العضوية بهدف دفع المجلس الى إعطاء الأمانة العامة للأمم المتحدة «ولاية» لإعداد «خطط شاملة» لمساعدة ليبيا ما بعد القذافي، بما في ذلك «تواجد مراقبي سلام» في ليبيا «بالتنسيق الوثيق مع المجلس الوطني الانتقالي».

وأعلن الأمين العام أيضاً أنه دعا رؤساء المنظمات الإقليمية الى اجتماع في نيويورك يأمل عقده الخميس أو الجمعة، للاطلاع والتنسيق. وتشمل المنظمات جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي.

وقال بان رداً على سؤال «الحياة» أثناء لقائه مع الإعلام إن مسألة إحالة كل من معمر القذافي وسيف الإسلام القذافي وعبدالله السنوسي الى المحكمة الجنائية الدولية التي وجهت إليهم تهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ومذكرات توقيف في حقهم «مسألة يجب البحث فيها» مع السلطات الوطنية الليبية المختصة.

ولمح الى أنه يحبذ أن تتخذ السلطات الوطنية قرار تسليم الثلاثة الى المحكنة الجنائية الدولية بقوله «على كامل الأسرة الدولية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة الواجب والالتزام بالامتثال الكامل لقرارات المحكمة الجنائية الدولية وهذا في رأيي هو المسار الطبيعي».

ودعا بان قوات القذافي الى «وقف العنف فوراً وإفساح المجال أمام انتقال سلس» في ليبيا. ورحب بتعهد رئيس المجلس الانتقالي «حماية الناس والمؤسسات من الأذى والحفاظ على القانون والنظام». وقالت مصادر الأمانة العامة إن مهمة المبعوث الخاص عبد الإله الخطيب ستتبدل من البحث عن حل سياسي بين القذافي والمعارضة الى «نقطة التواصل بين الأمم المتحدة والمجلس الوطني الانتقالي». وبحسب المصادر نفسها فإن «المراقبين» الذين تحدث عنهم الأمين العام ليسوا أولئك الذين تصورهم مجلس الأمن لمراقبة وقف إطلاق النار إذ أن ذلك لم يعد في المعادلة. وقالت المصادر «إن المراقبين السلميين»  في ذهن الأمانة العامة سيقومون بمهمات مختلفة تساعد في بناء المؤسسات الليبية الضروري قيامها بدءاً من صوغ الدستور والقوانين. وعن محاكمة المطلوبين من أركان الحكم، قالت المصادر إن هناك قلقاً دولياً من محاكمة وطنية تنتهي بما انتهى إليه الرئيس العراقي السابق صدام حسين بإعدامه شنقاً. وأعربت المصادر عن ثقتها في حكمة المجلس الانتقالي ووصوله الى استنتاج بأن ليبيا الجديدة ستكون أفضل إذا أحالت القذافي الأب والإبن والسنوسي على المحكمة الجنائية الدولية، وإذا وجدت أن هناك آخرين قد ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، يمكن التعاطي معهم في محاكم وطنية. يُشار الى ان القذافي اتسم بشخصية دموية وغريبة الاطوار، وقضى في الحكم 42 عاماً ارتبطت بخيامه البدوية وحرسه الشخصي المؤلف من نساء مدججات بالسلاح واستعداده لإعدام معارضيه وتحدي الغرب.

 

بان: الأسد لم يلتزم تعهده وقف العنف

دمشق، جنيف، نيويورك، لندن - «الحياة»، رويترز، ا ف ب، ا ب - أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «انزعاجه» من «عدم التزام» الرئيس السوري بشار الأسد بتعهداته وقف عمليات قواته ضد المحتجين، بعد مقتل متظاهرين في حمص التي زارتها بعثة إنسانية دولية أمس.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أمس على أن عدم وفاء الأسد بوعده وضع نهاية لعمليات الجيش والشرطة ضد المحتجين أمر «مزعج». وقال للصحافيين إن «عدم التزامه (الرئيس السوري) بكلمته أمر يثير الانزعاج. آمل صادقاً أن يستجيب لكل مناشدات المجتمع الدولي ودعواته». وكان الأسد أكد لبان الاربعاء الماضي أن عمليات قواته في المدن السورية توقفت.

وجاء موقف بان بعد بضع ساعات من مقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح آخرين اثر فتح قوات الأمن النار على متظاهرين خرجوا إلى ساحة الحرية في حمص (وسط سورية) للهتاف ضد النظام خلال زيارة بعثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة للمدينة.

وفي جنيف، ندد مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة اثناء جلسة استثنائية أمس باستمرار عمليات القمع في سورية، مشدداً الضغط على دمشق من أجل تشكيل لجنة تحقيق مستقلة. وقالت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي لدى افتتاح الجلسة إن انتهاكات حقوق الإنسان «مستمرة حتى اليوم في سورية»، مشيرة إلى سقوط 2200 قتيل منذ بدء الأزمة في آذار (مارس) الماضي، منهم 350 منذ بداية الشهر الجاري.

وأكدت بيلاي أن «قوات الأمن تواصل خصوصاً استخدام القوة المفرطة وتستخدم المدفعية الثقيلة» ضد المتظاهرين. وكررت أن «هذه الاعمال بحجمها وطبيعتها يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية». وتمت الدعوة إلى عقد هذه الجلسة الاستثنائية بطلب من 24 دولة عضو، بينها أربع دول عربية من المجلس هي السعودية والأردن وقطر والكويت.

ومن المرتقب أن يصوت المجلس اليوم على مشروع قرار يدعو السلطات السورية إلى «الوقف الفوري لجميع أعمال العنف ضد الشعب». ويطالب مشروع القرار أيضاً بـ «إرسال لجنة تحقيق مستقلة في شكل عاجل» لـ «إجراء تحقيقات في شأن انتهاكات حقوق الانسان في سورية منذ آذار، وتحديد المرتكبين للتأكد» من إمكان محاسبتهم.

وقال مندوب سورية لدى المجلس فيصل الحموي إن «اللغة المستخدمة في مشروع القرار مقيتة»، وان التصويت عليه «لن يكون من شأنه سوى إطالة أمد الأزمة في سورية»، فيما دعت مندوبة الولايات المتحدة ايلين دوناهوي إلى إجراء «تحقيق دولي شفاف ومستقل وسريع في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان من قبل السلطات السورية».

ميدانيا، بثت شبكتا «أوغاريت» و «شام» المعارضتان شرائط مصورة على الإنترنت لإطلاق قوات الأمن النار على مئات متظاهرين في ساحة الحرية في حمص لتفريقهم بعد مغادرة بعثة الأمم المتحدة. وأظهرت أربعة أشرطة إصابة اربعة أشخاص مباشرة في الرأس.

ووصلت البعثة الأممية برئاسة مدير مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة رشيد خاليكوف، إلى دمشق السبت الماضي على أن تبقى حتى الخميس المقبل، لتقويم الوضع الإنساني ورصد «كيفية تقديم دعم الأمم المتحدة للخدمات العامة وكيفية تلبية حاجات إنسانية محددة محتملة».

وقال مسؤول في الأمم المتحدة لـ «الحياة» في نيويورك إن البعثة «التقت حتى الآن ممثلين من الصليب الأحمر وشركاء آخرين ومع وزارة الخارجية السورية». وأكد أنها «زارت ضاحيتي المعضمية ودوما في ريف دمشق، ومستشفيات خاصة وعامة». وأضاف: «لم تكن هناك قيود على تحرك البعثة سوى المتعلقة بالأمن، إذ يرافق أفرادها عناصر من الأمن السوري». وقُتل أمس شخصان آخران قرب حماة برصاص ميليشيا «الشبيحة» الموالية للنظام، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي قال إن «الشبيحة كانوا يحتفلون بعد تصريحات الأسد على التلفزيون السوري، وفتحوا النار في منطقة مصياف، ما أسفر عن مقتل اثنين واصابة أربعة». وأضاف أنهم «هاجموا أيضاً المتاجر التي يملكها معارضو الاسد».

وأصدر الأسد أمس قراراً بتشكيل لجنة لشؤون الأحزاب، فيما عُلم أن عدداً من رجال الأعمال ومثقفين ونواب مستقلين بدأوا إعداد وثائق لتقديم طلبات في الأيام المقبلة لترخيص أحزاب، كما تسلم أمس «رسالة من الرئيس العراقي جلال طالباني تؤكد دعم العراق لسورية في وجه ما تتعرض له من مخططات تستهدف أمنها واستقرارها»، بحسب بيان رئاسي.

إلى ذلك، أعلن رئيس «المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي والضمير» خليل معتوق أن السلطات السورية أفرجت أمس عن رئيس «الرابطة السورية لحقوق الانسان» عبدالكريم الريحاوي الذي اعتقل في 11 آب (اغسطس) الجاري، من دون احالته الى القضاء. وشكل الريحاوي مصدراً مهماً للمعلومات للصحافة الأجنبية منذ بدء الانتفاضة الشعبية، استناداً إلى شبكة واسعة من الناشطين في المدن والبلدات. وفي القاهرة، قال الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي إنه «متشائم» حيال الوضع في سورية، داعياً دمشق إلى «الاستفادة من تجربتي مصر وتونس»، فيما جدد الأزهر مطالبته نظام الأسد بـ «وقف إراقة الدماء فوراً»، معتبراً أن «الأمر جاوز الحدَّ، ولا مفر من وضع حد لهذه المأساة العربية الإسلامية».

 

سقط القذافي … من التالي؟

علي حماده/النهار

سقط القذافي بعد شهور طويلة من المواجهات الدموية، وسقطت "امبراطورية" من كرتون انشأها على اكتاف الليبيين وبثرواتهم. انها علامة من علامات الفجر العربي الجديد تقترب فيه نهاية "جمهوريات الصمت" التي قامت على العسكريتاريا، ولم تصنع سوى المآسي لشعوبها. انها نهاية مرحلة كان يجب ان تنتهي قبل عقدين لكنها استمرت تحت شعارات واهية كالثورة او الممانعة او المقاومة. وجل ما فعلته تلك الانظمة انها حولت دولها معتقلات كبيرة وحولت معها شعوبا بأسرها افواجا من المعتقلين، او المهاجرين قسرا، او المقموعين بوحشية، او الاموات. هذه هي تركة تلك المرحلة السوداء من تاريخ العرب. هكذا كانت في كل مكان من مصر الى تونس، فالعراق وسوريا. بعض تلك "الجمهوريات" سقط كـ"جمهورية معمر القذافي"، وبعضها الآخر آيل الى السقوط مهما اهدر من دماء في سبيل اطالة عمره المستقطع بانتظار النهاية المحتومة.

إن سقوط القذافي في هذه اللحظة بالذات يشكل حافزا اضافيا للثورة السورية على الاستمرار.  ولعل ما قاله المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو بأنه يمتلك تقارير تفيد بأن النظام في سوريا ارتكب فظاعات ما يشير الى ان ساعة المحاسبة تقترب بخطى حثيثة. وما تأكيد المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي خلال الجلسة المغلقة الاخيرة للمجلس على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية في سوريا سوى انطلاقة لماكينة العدالة الدولية التي ستجعل من النظام بأركانه كافة، وعلى رأسهم بشار الاسد، في وضعية الملاحقين دوليا. ومن هنا لن يعود الخطاب الخشبي كالذي تميزت به مقابلة الاسد الابن التلفزيونية اول من امس ذات معنى حقيقي، ولن تعود للحديث عن ان سوريا تتعرض لمؤامرة بسبب مواقفها المقاومة والممانعة قيمة. فالمقاوم الحقيقي لا يقتل شعبه ويتلذذ، ولا يعمل على تأبيد حالة الظلم التي دامت لأكثر من اربعة عقود.

لقد وصف احدهم مقابلة الاسد الابن مع التلفزيون الرسمي بأنها اتت من خارج هذا العالم، وانها اكدت بما لا يقبل الشك ان النظام يستحيل اصلاحه، وان مستقبل سوريا لا يمكن ان يبنى مع هذا النظام ولا مع رئيسه الذي اختار بملء ارادته ولوج طريق القتل والاضطهاد املا في كسر ارادة الشعب في التغيير. ومع ان الثمن باهظ، فإن سقوط الفي شهيد وما يزيد ما كان كافيا لكسر ارادة الشعب في اسقاط جدران ذلك السجن الكبير الذي بناه حافظ الاسد. إن نهاية القذافي يجب ان تخيف الطغاة وقتلة شعوبهم. ويجب ان تفيدهم بأن من يسير عكس منطق التاريخ، وعكس ارادة شعب ثائر من اجل الحرية والكرامة، ينتهي به الأمر الى ان يجرفه التاريخ وتكسحه ارادة الشعب الذي خرج كي لا يعود اياً تكن الاثمان. فمن تراه التالي؟

 

الضاهر تحدث عن "ممارسات ضد السنّة والمسيحيين المؤيّدين للدولة"

طرابلس – "النهار"/دعا النائب خالد الضاهر الرئيس السوري بشار الاسد الى "الرحيل في سرعة قبل ان يلقى مصير الطاغية الليبي معمر القذافي". ورأى ان "جهات امنية  وضعت مخططاً لتصفية الحسابات في مناطق السنة والمسيحيين المؤيدين لقوى 14 آذار ومشروع الدولة". موقف الضاهر ورد خلال مؤتمر صحافي عقده في منزله في طرابلس، قال خلاله ان ما شهدته عكار من اطلاق نار على افطار في بلدة عيات "يدل على ان النظام السوري المتهالك يريد صرف الانظار عن مشكلته مع شعبه ومن خلال عملائه في لبنان بالسعي الى احداث الفتن". واتهم "جهات حزبية مخابراتية مرتبطة بالنظام السوري بالسعي الى جر كل المناطق الى الفتنة كي يرتاح النظام السوري".  

وتوجه الى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير العدل ووزير الدفاع كي "يمنعوا الشبيحة من الاساءة الى كرامات الناس". وقال: "ان ما يجري على أيدي المخابرات في الشمال من تعذيب وضرب واهانات امر مسيء الى الدولة والى البيئة الحاضنة للجيش". وتحدث عما سماه "الممارسات الكيدية الحاقدة على مناطق اهل السنة والمناطق المسيحية المؤيدة لقوى 14 آذار". وشن حملة على قائد الجيش واعتبر انه "فاشل في قيادته للجيش لانه لم يحافظ على كرامة العسكر عندما اطلقت النار على القوى الامنية والعسكرية في لاسا وعندما وقع اعتداء على رجل الدين المسيحي". واتهم مخابرات الجيش بأنها "جماعة شبيحة مرتبطين بالنظام السوري ويركّبون الملفات والافلام ويعملون بمخطط حزب الله". وتحدث عن شتم بعض عناصر الجيش والمخابرات للرئيس سعد الحريري حيث كانت صورته  مرفوعة.  وقال: "في السابق اعطينا كل الثقة للجيش والدولة ومؤسساتها لكن الآن اقولها بالفم الملان، لا ثقة بك يا قائد الجيش ولا ثقة بشبيحة المخابرات اللبنانية (...)".

 

ازمة بين مفتي الجمهورية وتيار المستقبل

الديار/تدور أزمة بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وتيار "المستقبل" لم تنجح اتصالات تجري بعيدا عن الاضواء في طيها. وأفادت مصادر دار الفتوى ان تيار "المستقبل" امتعض من استقبال قباني رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الآونة الاخيرة واشادته به، واصفا اياه بأنه "إبن دار الفتوى"، كذلك امتعض من استقبال قباني السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي الأسبوع الماضي، ومن ثم استقباله وفدا من حزب الله قبل ايام. وأكّدت هذه المصادر ان التيار "يرغب في ان يبقى المفتي مغرّدا في سربه، فيما الرجل يريد الانفتاح على الآخرين متحسّسا المخاطر المحدقة بالبلاد والتي يرى ان مواجهتها لا تتم الا بوحدة الصف بين جميع اللبنانيين

 

هجوم السيّد على جنبلاط أطلق الإشاعات في الجبل

الديار/قالت مصادر مقربة من الاشتراكيين ان كل الالتباسات التي حصلت في الجبل والاشعات التي رافقتها والمعالجات التي تمت تسويتها بسرعة، تعود الى امر واحد هو الهجوم غير المسبوق للواء جميل السيد على النائب وليد جنبلاط اثناء مقابلته التلفزيونية مع الزميل عماد مرمل حيث لم تتجرأ اي شخصية سياسية او عسكرية على الهجوم بهذه التعابير والاوصاف فاعتبر الاشتراكيون بأن هذا الهجوم هو رسالة موجهة معروفة بالزمان والمكان ومن بعدها انطلقت السيناريوات في المنطقة عن تحضيرات ودشم وخلافها.

 

جنبلاط سائحا في الاسكندرية

الديار/علم ان النائب وليد جنبلاط كان متواجدا في مدينة الاسكندرية كسائح ولتمضية اجازته بعد «التعب» من جولاته الخارجية الذي نال منه مفضلا الراحة في مصر وبالتالي معرفة اجوائها في ظل التحولات الجذرية داخلها وان لقاءا وحيدا مع وزير الخارجية المصري فقط قطع عليه الاجازة.

 

جنبلاط القلق :لا حراك ولا موقف سياسي

الديار/لوحظ في الأيام الماضية انكفاء النائب وليد جنبلاط عن اي نشاط خارجي او محلي، كذلك لم يدل بأي تصاريح سياسية كما جرت العادة. ويعود ذلك الى قلق رئيس جبهة النضال ومخاوفه على لبنان وسوريا، محذراً وطالباً مراقبة الأوضاع عن كثـب دون اي حـراك او اتخـاذ اي موقف سياسي، تاركاً لبعض الـوزراء والنـواب الهامش للإدلاء برأيهم في بعض المواضيع الداخلية.

 

سوء تفاهم في تومات نيحا عولج سريعاً

الديار/بعد البلبلة التي سادت منطقة الجبل والاشاعات التي تصاعدت في الاونة الاخيرة، قام وفد من المشايخ الدروز برفقة عدد من الشبان الى جبل تومات نيحا اثر معلومات عن تحركات في المنطقة، وان سوء تفاهم حصل في المكان عولج ميدانيا بالاتفاق بين الجميع على الا يتكرر هذا الامر مرة ثانية.

 

مقابلة «التايم» لم تنته فصولاً

الديار/استدعى المدعي العام التمييزي المراسل نيكولاس بلانفورد للمثول امام قاضي التحقيق حول المقابلة التي نشرتها «التايم» مع احد المتهمين الاربعة من «حزب الله» في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري، علما ان بلانفورد لم يوّقع المقال بل اكتفت التايم بذكر ان الحوار اجراه مندوبها في لبنان، والمراسل بلانفورد يعمل في لبنان منذ 15 عاما، له علاقات مميزة مع حزب الله، كذلك له علاقات جيدة مع تيار المستقبل، وتحديدا مع الفريق المقرب من دارة آل الحريري، وهو سبق وان اصدر كتابا بعنوان «قتل سيد لبنان».

 

14 آذار «معجوقة» بالقرار

الديار/علم ان مشاورات على قدر كبير من الاهمية جرت في الساعات الماضية بين قيادات 14 اذار للتشاور حول مضمون القرار الاتهامي وعلم ان اجتماعا موسعاً سيعقد قريبا لاصدار بيان يتناول القرار المذكور وتداعياته.

 

مسجد بلال بن رباح نجح في حشد السلفيين

الديار/نجح الشيخ احمد الاسير الذي يعتبر من صقور السلفيين في حشد جمهور كبير من المؤمنين من خلال مسجد بلال بن رباح في بلدة عبرا - شرق صيدا حيث يؤم الصلاة الشيخ الاسير يوميا خلال شهر رمضان.

 

قريباً بيان لقوى 14 آذار ضد الرئيسين سليمان وميقاتي

الديار/من المتوقع ان يصدر بيان شديد اللهجة عن الامانة العامة لقوى 14 آذار على خلفية حوار مجلة التـايم اضافة الى انتظار موقف الحكومة من مشروع عون الكهربائي وعلم ان البيان سوف يتناول التفاصيل الكامـلة حول هذين الموضوعـين وان البـيان سـوف يـشن هجومـا على الرئيس نجـيب ميـقـاتي وان الرئـيس ميـشال سليمان لن يكون بمنأى فـي هذا البـيان.

 

إشاعات وتسريبات تُرافق زيارتي الراعي وقباني الى الجنوب

اللغط الذي ساد حول زيارة المفتي محمد رشيد قباني للجنوب تشبه ما اشيع سابقا حول زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للجنوب بعد عيد الفطر وفي الحالتين سرّب البعض بان الزيارتين هما من ترتيب وتحضير حزب الله وان البطريرك كما المفتي قباني سيتفقدان خلال زيارتيهما بوابة فاطمة ومعلم مليتا السياحي، وهذا ما دفع بقوى 8 آذار الى اتهام تيار المستقبل وقوى 14 آذار ببث هذه الاشاعات المغرضة لتعطيل الزيارتين لما تحملان من رمزية رفيعة المستوى.

 

السلفيون في صيدا حراك نوعي في المدينة

الحراك السلفي في مدينة صيدا بدأ يخرج عن التفاهمات السياسية والدينية في المدينة التي نجحت في استيعاب الحركة السلفية خصوصا الجهود التي قام بها امام مسجد القدس مع بعض الامنيين الرسميين في المنطقة ادت الى اتفاق تـام مع عصبة الانصار في مخيم عين الحلوة، علما ان هذا الفصيل له امدادات الى خارج المخيم لكن احـداث سوريا دفعت بالسلفـيين الى الخروج علنا منددين بما يجري في سوريا ومتضـامنين مـع الشـعب السوري، وهذا يحصل للمرة الاولى في مدينة صيدا وبالتالي خرج السلفيون من تحت سيطرة اتفاق حمود مع عصبة الانصار بمباركة امنية لبنانية رسمية.

 

ولعت" بين سعيد وهاشم

موقع الكتائب/صدر عن النائب السابق فارس سعيد بيان رد فيه على ما قاله النائب عباس هاشم في حديثه عبر محطة الجديد : "أدعوك لان تقرأ البيان الصادر عن أبرشية جونية المارونية بتاريخ 20 آب 2011 والذي يكشف امام الرأي العام ان الشماس طوني الحكيم تم الاعتداء عليه من قبل مسلحين من لاسا". وأضاف: "أسألك هل هذه الحادثة حصلت أم لا؟ ما هي الخطوات التي إتخذتها من أجل توقيف الفاعل وأنت نائب المنطقة".؟ وكان النائب عباس هاشم قد على المؤتمر الصحافي للنائب السابق فارس سعيد والاعتداء على الشماس طوني الحكيم سائلاً: لماذا يتم تسليط الضوء على الحادث واعطاؤه طابعا مغايرا عما حدث في لاسا؟

 

صراع بين «لافاجت» و«سوكلين» حول رفع النفايات في لبنان

الديار/تحاول شركة LaveJet الحلول مكان شركة «سوكلين» المتعهدة برفع النفايات في لبنان خصوصا ان مدة العقد مع سوكلين قاربت الانتهاء وان شركة «لافاجيت» تحاول الادعاء بان نظافة مدينة ابو ظبي حصلت بعد ان فازت هي برفع النفايات فيها، علما ان بعض الاوساط المطلعة تؤكد بأن خلافات مالية مع دولة ابو ظبي هي مدار تحقيقات واسعة مع عدد من المعنيين.

 

الجميع اعترف «بالغش»

الديار/رغم اعتراف الجميع بأن «الغش» قد حصل في الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية، ورغم اقرار الحكومة بحدوثه فإن اي بيان توضيحي لم يصدر ولم تعلن اسماء الجهات التي كانت تقف وراء عملية الغش، مما طرح التساؤلات عن اسباب طمس هذا الموضوع رغم ان اسماء المرتكبين باتت معروفة.

 

سرقة شيكات للمضمونين في مركز الضمان الصحي - بدارو

الديار/زوار المركز شرحوا بالتفاصيل ماذا حصل صباح الاثنين خصوصاً ان عناصر الأدلة الجنائية وصلت الى المبنى وعمدت الى رفع البصمات وسط غموض لف الحاضرين، إلا ان «الديار» استطاعت ان تطلع على ما حدث في هذا المركز في نهاية الاسبوع، وهو ان مجهولين عمدوا خلال الليل الى خلع الابواب وخلع «الجوارير» وتبين للمسؤولين ان احدى «الخزنات» مفتوحة واستطاع السارقون الحصول على عدد من الشيكات تعود للمضمونين.

 

فضيحة التايم": عمل  مخابراتي بامتياز

جورج علم/الجمهورية

الرئيس نجيب ميقاتي محرج. "فضيحة التايم" استهداف مباشر لدوره ومكانته. نخرت "الحادثة" النخاع الشوكي للحكومة، ووجدانها الأدبي والمعنوي، ولم يعد مهمّا معرفة التفاصيل، لأنّ ما حدث عمل مخابراتي شكلا، ومضمونا، وإخراجا، سواء أكانت هناك مقابلة، أم لا.

المستهدف الأوّل هو الرئيس ميقاتي، ثم حكومته، وسياستها الخارجيّة، وحرصها على التعاون مع المجتمع الدولي. والمستهدف الثاني هو كلّ الأجهزة الاستقصائيّة والمخابراتيّة الرسميّة، هل كانت على علم بالمقابلة وخطّطت لها، وساهمت في اتّمامها؟. هل من تنسيق مهنيّ صادق وشفّاف في ما بينها تقتضيه مصالح الوطن العليا، أم تنافر وتباعد، وكلّ جهاز "فاتح عاحسابو"؟. وإذا كان من تنسيق، فلماذا لا يبلّغ الرئيس ميقاتي فورا، وقبل إجراء المقابلة؟ وإذا كان كلّ ما جرى قد تمّ من دون معرفتها، فما هو دورها؟، ولأيّ مهمّة هي، حيث هي الآن؟

وينطبق الأمر على حزب الله، ومخابراته، هل كان على عِلم، أم أنّ هناك خللا ما سمح للبعض بأن يفتح على حسابه غير آبه بالالتزام الحزبي؟. ولا يكفي أن ينفي، او أن يصدر بيانا هنا، وآخر هناك، ليؤكّد للرأي العام بأنّه " أمام فيلم بوليسي من إعداد وإخراج المحكمة الدوليّة للنيل من صدقيته؟!". هناك من يريد ان يصدّقه، ولكن لا يصحّ في نهاية المطاف سوى القول "مصيبة إذا كانت المقابلة قد تمّت، ويحاول الحزب التنصّل منها، ومصيبة أعظم إذا ما تمّت بمعزل عنه، لتعريته أمام الرأي العام، وزرع إسفين في علاقته مع رئيس الحكومة المتضرّر الأكبر من شظايا هذه " الفضيحة".

محلّيا، قد يكون ممكنا هضم ما حصل، وعلى الطريقة اللبنانية، وباللجوء دائما الى المراوغة، وسياسة "تبويس اللحى"، وتدوير الزوايا الحادّة، حتى ولو كان كلّ ذلك على حساب الحقيقة. لكن دوليّا الأمر مختلف، وما جرى هو امتحان لصدقيّة رئيس الحكومة، كيف يكون التعاون مع المجتمع الدولي؟ كيف يترجمه عمليّا؟. وهل تملك الأجهزة الرسميّة المختصّة القدرة والجرأة على ركوب هذا المركب الخشن، أم كما قال المتّهم في حديثه للمجلّة، بأنّ الأجهزة الرسميّة تعرف مكانه، ولكن لا تجرؤ على ملاحقته وتوقيفه؟!.

ثمّة كوّة أخرى تتسللّ منها نظرات دبلوماسيّة تتعلّق بحقيقة ما يجري، وبطبيعة المهمّة التي يضطلع بها القاضي سعيد ميرزا المرجعيّة القضائيّة المخوّلة التنسيق بين إجراءات المحكمة الدوليّة، والحكومة اللبنانية. وتسلّط هذه النظرة الضوء الكاشف باتّجاهات ثلاثة: دور ميرزا في الوقوف الى جانب رئيس الحكومة في التجاوب مع المحكمة، وتسهيل مهمّتها لكشف الحقيقة بعيدا عن التسييّس. ودوره في الوفاء لعائلات الشهداء، وخصوصا عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في معرفة الحقيقة وطلب العدالة. ودوره في حماية لبنان والحكومة اللبنانيّة من المجتمع الدولي، وإظهارهما بمظهر المتعاطف والمتعاون، ومن موقع الحرص والقناعة المطلقة على أنّ لبنان لا يمكنه ان يكون على جبهة المواجهة مع هذا المجتمع، ولا يستطيع ان يسبح لوحده في بحر مالح ضحل، غير البحر السلس الذي يسبح فيه المجتمع الدولي.

يبدو أنّ " فضيحة التايم" عمل مخابراتي بامتيار، ويأتي بعد شهادة حسن السلوك التي منحها القاضي كاسيزي " للجهد المقبول" الذي قامت به الحكومة لكشف المتّهمين الأربعة وإلقاء القبض عليهم، وهو في حقيقة الأمر ثناء وإطراء للمؤسّسات الأمنية والقضائيّة التي تعاونت وتضافرت ونسّقت جهودها لوضع التقرير الذي رفعه ميرزا في الوقت المحدّد الى المحكمة يخبرها بما قامت به الحكومة من جهد واستقصاء للقبض على المتّهمين من موقع الحرص على التعاون، وفق الإمكانات المتاحة.

يفهم من ذلك أنّ هناك جهة مستاءة من مسار هذا التعاون ما بين الحكومة والمحكمة، وتسعى الى تعطيله على مشارف أيلول شهر الملفّات المعقّدة، والاستحقاقات الصعبة المجمّدة، والتي ستأخذ طريقها من جديد الى مجلس الأمن، وجلساته المتتالية برئاسة لبنان ممثّل المجموعة العربيّة، أو إلى اجتماعات الجمعية العامّة للأمم المتحدة والتي ستبدأ دورتها العادية في أوّل يوم ثلثاء يلي تاريخ الثالث عشر من أيلول. كما تسعى الى تعطيل هذه العلاقة من خلال جعل الحكومة أسيرة وضع سياسي داخلي معقّد يزداد استنفارا بين معارضة تريد الردّ على الانقلاب من خلال العمل على الإطاحة بالأكثريّة التي جاءت بها، وبرئيسها، وأيضا من خلال موالاة عمياء غارقة في فنجان المصالح الفئوية، وكأنّ الانتخابات النيابيّة ستجري غداً. إنّ ما يجري على ضفاف "فضيحة التايم" يتخطّى إحراج الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي، ليصيب لبنان بهدف تعريته أمام المجتمع الدولي مع حلول شهر أيلول، خصوصا إذا ما كان طرفه مبلولا باستحقاقات كبيرة مؤثّرة على دوره، وانفتاحه، وتنوّعه الثقافي، بحيث يصبح تابعيّا لشموليّة عقائديّة، بدلا من أن يبقى منارة مشعّة، وواحة مستقرّة في شرق يضربه التوتّر، وتجتاحه غيوم داكنة سوداء.

 

الهدف الأساسي من مقابلة " تايم": تأخير المحاكمة الغيابية؟

الجمهورية/ اتخذت المقابلة الصحافية التي نشرتها مجلة "تايم الأميركية مع أحد المتهمين الأربعة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري أبعادا سياسية وقانونية جعلتها تخطف الأضواء وتتقدم كل القضايا الأخرى المطروحة. وإذا كانت "الجمهورية" تناولت أمس هذه القضية من زاوية أبعادها السياسية حيال الخلفيات الكامنة وراءها، نقلا عن أوساط 14 آذارية، فإنها تتناولها اليوم، من زاوية أبعادها القانونية، وخصوصا لجهة ما تردّد داخل أوساط قانونية واسعة الاطلاع من أن الهدف الأساس من وراء مقابلة "تايم" هو تأخير المحاكمة الغيابية، ذلك انطلاقا من أن حزب الله المتابع لأدق التفاصيل المتعلقة بالمحكمة حاول الاستناد - التذاكي إلى نص المادة 106، والذي يقول بما معناه أنه "في حال لم يتأكّد رئيس المحكمة أن كل التدابير اللازمة لضمان مثول المتهم أمام المحكمة قد اتّخذت، يتمّ تأخير المحاكمة الغيابية ولا يمكن إجراؤها ما لم يُثبت أنه تم اتّخاذ كل التدابير الضرورية لمشاركة المتّهم في الإجراء. وأي قرار مُخالف قد يخضع لاعتراض فريق الدفاع أمام المحكمة". فبالاستناد إلى هذا النص يصبح من شبه المؤكد، وفق الأوساط القانونية ذاتها، أن هدف حزب الله هو تأخير المحكمة أطول فترة ممكنة، بعدما أيقن بالملموس أن الأخيرة ماضية في إجراءاتها حتى النهاية، وخصوصا بعد صدور القرار الاتهامي.

وتقول هذه الأوساط إن الحزب أراد ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد:

أولا، إظهار أن "الدولة اللبنانية لم تقم بمحاولات منطقية لإعلام المتهمين والقبض عليهم"، وهذا ما يؤدي تلقائيا إلى تأخير المحاكمة الغيابية وفق المادة المنوّه عنها، إذ من غير المعقول أن تتمكن صحيفة من مقابلة متهم عجزت السلطات الرسمية عن توقيفه.

ثانيا، إظهار أن هدف المحكمة الأوحد منذ انطلاقتها إلى اليوم استهداف الحزب، وإدراجه المقابلة في سياق ملف الشهود الزور الذي أعلن العزم على فتحه مجددا. فالمقصود من وراء هذه النقطة هو ضرب صدقية المحكمة وتشويه سمعتها.

ثالثا، إظهار أن ثمة محاولة لخلق شرخ سياسي بين مكونات الحكومة على قاعدة أن "حزب الله" يتصرف كأنه أعلى من الدولة والحكومة ومن كل الطبقة السياسية وفوق كل مؤسساتها السياسية والقانونية والعدلية.

وتلفت الأوساط القانونية إلى أنّ الحزب يعتقد بذلك أنه نجح في تأخير المحاكمة وضرب صدقية المحكمة وتبييض صفحة الحكومة بعد النفي المتأخر الذي أصدره. ولكن فاته المعطيات الآتية:

أ- تأكيد رئيس تحرير مجلة "تايم" هوارد شوا ايون، من مكتبه في مدينة نيويورك لـ"الجمهورية"، أن المجلة متمسّكة بمصداقية المقابلة التي أجرتها مع أحد المتهمين الأربعة في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وفي محادثة منفصلة، أكّد مراسل مجلة "تايم" في بيروت نيكولاس بلانفورد أن أحد زملائه قد أجرى المقابلة، مضيفا أنه لم يتم التحضير لها مسبقا وإنما جاءت بالمصادفة.

وقال بلانفورد لـ"الجمهورية": "حدث أن وجد الصحافي الآخر في المكان عند وصول الشخص الذي تم إجراء المقابلة معه"، رافضا الإفصاح عن هوية الصحافي. وأوضح بلانفورد أنه بصفته مراسلا في بيروت "طلبت منه مجلة "تايم" توفير سياق للمقابلة فقط". ولهذا السبب ظهر اسم بلانفورد على المقابلة المنشورة بما دفع بعضهم إلى الاعتقاد أنه هو من أجرى المقابلة شخصيا، فحصل الارتباك.

وتشير الأوساط القانونية إلى أن تأكيد المجلة بشخص رئيس تحريرها "تمسكها بصدقية المقابلة التي أجرتها"، يعني أن الحزب حاول عن سابق تصور وتصميم الاستفادة من المادة 106 للالتفاف على المحكمة وتأخير المحاكمة الغيابية، كما لا يغيب عن بال المحكمة واقع الحكومة في لبنان والتي يسيطر عليها "حزب الله"، وبالتالي ستتجه حكما إلى القفز فوق هذه المحاولة واستمرار أعمالها وكأن شيئا لم يكن.

ب- تؤكد الأوسط القانونية أن المقابلة إذا كانت تصب في مصلحة الحزب لجهة إظهار أن "الدولة اللبنانية لم تقم بمحاولات منطقية"، فإن ما قاله المتهم لجهة أن "الدولة اللبنانية تعرف مكاني ولو أرادت أن تلقي القبض عليّ لفعلت ذلك منذ زمن بعيد، لكنها بكل بساطة لا تستطيع ذلك"، لا يصب في مصلحة وجهة نظر الحزب كونه يظهر الحكومة بأنها عاجزة بفعل الأمر الواقع المتأتي من وجوده وسلاحه، وبالتالي أمام هذه الوقائع لا يمكن للمحكمة إلا أن تقرر إجراء المحاكمة غيابيا.

ج- تلفت الأوساط القانونية إلى أن رئيس المحكمة الدولية أنطونيو كاسيزي سيعلن في الوقت المناسب عدم تمكن الحكومة من إتمام المهمة المطلوبة منها ويطلب من المتهمين المثول أمام المحكمة.

وفي هذا السياق أكّد الاختصاصي في القانون الدولي المحامي الدكتور أنطوان سعد لـ "الجمهورية"، أن "مقابلة مجلّة "تايم" مع أحد المتهمّين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لن يكون لها أي تأثير في مسار المحاكمة، وهي إن دلّت إلى وجود المتّهمين أو أحدهم في لبنان، فهي لن تؤدي إلى تأجيل المحاكمة في انتظار القبض عليهم".

وأوضح أن "مرحلة انتظار السلطات اللبنانية لإلقاء القبض على المتّهمين قبل المباشرة بإجراءات المحاكمة، انتهت مع انتهاء مهلة الـ 30 يوما المعطاة لها لهذه الغاية، ونحن اليوم في مرحلة التحضير للمحاكمة الغيابية، بدليل أن كاسيزي، ماضٍ في استكمال هيكلية الأجهزة الخاصة بالمحكمة، كمكتب الدفاع، ووحدة المتضرّرين".

ولفت سعد إلى أن "السلطات اللبنانية تبقى مسؤولة عن البحث عن المتّهمين وإلقاء القبض عليهم، سواء قبل بدء المحاكمة الغيابية أم في خلالها، وإن هذه المسؤولية تسير في موازاة السير بالمحاكمة". مؤكّدا أن "لا شيء يمكنه تأخير المحاكمة، أو عرقلتها".

وأضاف: "إن ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن عدم استعداده لتسليم المتهّمين، يؤكد هو في حدّ ذاته أن المتّهمين في حمايته ولا يريد تسليمهم، وهو دليل أكبر من المقابلة الصحافية التي يفترض أن "تايم" أجرتها مع أحد المتهمين على الأراضي اللبنانية".

وأشار إلى أن "عدم طلب المحكمة الدولية من دول أخرى إلقاء القبض على المتّهمين إنما يدلّ إلى أنه لم يثبت لها وجودهم خارج لبنان، وأنها لا تزال تنتظر من السلطات اللبنانية البحث عنهم وإلقاء القبض عليهم، أما إن ثبت لها وجود أحدهم أو وجودهم جميعا في دولة أو دول أخرى، فستطلب المحكمة عندئذ من هذه الدول إلقاء القبض عليهم".

وأضاف سعد "إن الحكومة اللبنانية العاجزة عن التحقيق في انفجار الرويس الأخير، وفي الاعتداء على وفد المحكمة الدولية في عيادة إحدى الطبيبات في الضاحية الجنوبية يؤكد عجزها عن دخول المربّعات الأمنية في البلاد، وبالتالي يؤشّر على عجزها عن القبض على المتّهمين الذين يفترض أنهم في حماية "حزب الله".

ووضع سعد مقابلة "التايم" في إطار محاولة "حزب الله" "هزّ كيان المحكمة للقول إن المتّهمين موجودون ولن يسلّمهم". وأشار إلى أن عجز الحكومة عن إلقاء القبض على متّهمين في جرائم بهذه الخطورة، كان يجب أن يقود إلى استقالتها، وليس إلى رمي المسؤولية على قوى الأمن مثلما تحاول أن تفعل، لأن المسؤولية هي سياسية بامتياز، ولا شأن للقوى الأمنية بها".

 

تجدّد الصواريخ على إسرائيل رغم الهدنة

فيلتمان: حادث سيناء يجب ألا يتكرر

النهار/أطلق أمس ناشطون فلسطينيون صواريخ وقذائف هاون من قطاع غزة على جنوب اسرائيل، بعدما بدا أن اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية "حماس" تسلكان طريق التهدئة، مع اعلان الفصائل الفلسطينية موافقتها على الهدنة وقرار حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم شن عملية عسكرية ضخمة في القطاع. وعلى خط التوتر بين اسرائيل ومصر على خلفية مقتل خمسة من رجال الامن المصريين الخميس برصاص اسرائيلي في سيناء، أبدى مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان في القاهرة استعداد بلاده للمساعدة في تسوية الازمة التي نشبت بين مصر واسرائيل، معتبراً أن "ما حدث الاسبوع الماضي يمثل تهديداً للاستقرار والامن في المنطقة"، ومضيفاً أن"الجميع يعملون على التأكد من وجود متابعة حقيقية، ومن أن مثل هذه الاحداث لن تتكرر".(راجع العرب والعالم)

 

ملف التعيينات [6]: محاولات لرأب الصدع في التوزيع الطائفي

أرقام ملاكات الأجهزة الأمنية قد تشكّل مبرراً للتقصير

عباس صالح /النهار/النقص في عديد الاجهزة الامنية في لبنان، لا بد الا ان ينعكس سلبا على حيوية الدولة ويترجم تباطؤا غير عادي في القيام بالمهمات الموكولة اليها، فكيف والحال مع النقص الفاضح في عديد وملاكات عدد من الاجهزة الامنية التي تضطلع بأدوار كبيرة في عملية حفظ الامن والنظام، و السهر على استقرار البلاد في محيط يعج بأزماته وفي عصر موسوم بأنه زمن التمرد والخضات والعواصف الامنية؟ وكيف اذا ما اضيفت الى ازمة النقص في عديد الاجهزة الامنية، مشكلة الشغور في مراكز القيادة على مستوى الفئة الاولى؟ لا شك ستكون القاعدة السائدة في هذه الحال هي قاعدة "سارحة والرب راعيها".

يتبدى لأي متابع ومهتم ان اطلالة سريعة على ارقام ملاكات اجهزة الدولة الامنية والمدنية معا في اطار ملف التعيينات ستقود الى استنتاجات كثيرة يمكن ان يستشف منها جوانب مخفية من اسباب العجز الامني عن خوض غمار الكثير من الملفات الصعبة محليا.

فعدد الملاك المفترض لقوى الامن الداخلي كان يجب ان يبلغ 29495 في العام 1990 موزعين بين 1718 ضابطا و27777 رتيبا وعنصرا. الموجود منهم اليوم هو 25168، موزعين بين 908 ضباط من اصل 1718 ضابطا و21445 رتيبا وعنصرا من اصل 27777 رتيبا وعنصرا.

هذا العدد لم تبلغه المؤسسة الامنية الا بشق الانفس في عهد المدير العام الحالي اللواء اشرف ريفي، الذي عمل منذ تسلمه زمام قيادتها على تنسيب مجندين مددت خدماتهم بداية، قبل ان يخوض معركة تثبيتهم في الملاك والتي استغرقت وقتا طويلا، لتنشأ منها ازمات طائفية الطابع مع الخلل الذي احدثته تلك العملية على مفهوم التوزيع المتساوي طائفيا لوظائف الدولة. ولكن هذه الازمة الجانبية لم تدم طويلا، اذ سرعان ما قرر ريفي تعيين العدد الاكبر من المسيحيين المتقدمين بطلبات الى المؤسسة بحيث يعيد الكفة الى توازنها على المستوى الطائفي في المؤسسة التي تعني جميع اللبنانيين، وتقرر اجراء دورة لقوى الامن الداخلي مفتوحة لجميع اللبنانيين تقدم اليها عدد كبير من جميع الطوائف، واجريت المباراة على جميع المتقدمين باستثناء المسيحيين، الذين اعتبروا جميعهم ناجحين بالتزكية وتم تعيينهم مباشرة وألحق منهم نحو الفي عنصر في اربعة معاهد تدريب حيث ما زالوا يخضعون للتدريبات في اربع ورش تدريب، الاولى في معهد قوى الامن في الوروار والثانية في الضبية والثالثة في معهد عرمون والرابعة عند الجيش في حمانا. اذ ان هناك قرارا من مجلس الوزراء يقضي بضرورة التوازن الاسلامي المسيحي في المؤسسة التي تشهد اليوم وللمرة الاولى منذ 50 عاما حضورا مسيحيا بين صفوفها يفوق الاربعين في المئة من عديدها.

فالاقبال المسيحي اليوم على مؤسسة قوى الامن ذكورا واناثا اصبح نوعيا من حيث البنية الجسدية المطلوبة او المستوى العلمي المتقدم.

الى ذلك، اعلنت اسماء نحو 2080 بصفة مقبولين وناجحين في المباراة من اصل 4000 عنصر. ويتوقع إلحاق الجميع ذكورا واناثا بعد نحو ثلاثة اشهر بعد تعيين مجلس قيادة قوى الامن الداخلي. بعد ذلك يصبح العدد الاجمالي لقوى الامن نحو 26 الفا. وتم رفع طلب الى مجلس الوزراء بضرورة تعيين نحو 2000 عنصر جدد غير هؤلاء، ليصبح العدد آنئذ قريبا من العدد المفترض ان يكون عليه الملاك منذ العام 1990. مع العلم ان الواقع الامني الحالي يتطلب ان يكون العدد أكثر من ذلك بكثير، ولدى المؤسسة دراسات حول الحاجة الفعلية لقوى الامن في المستقبل تتجاوز هذه الاعداد بأضعاف وأضعاف.

أمن الدولة

الخلل الطائفي الذي كان سائدا في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، لم يشكل يوما عائقا في المديرية العامة لأمن الدولة القائمة بتوازن طائفي مرض الى حد كبير، لكنها تشهد نقصا هائلا في الامكانات البشرية والمادية على السواء كما في التجهيزات والعتاد اللازم يشبه النقص الحاصل في كل ادارات الدولة وأجهزتها ومؤسساتها.

ولأن الارقام يجب ان تبقى سرية في جهاز أمن الدولة كما في مديرية المخابرات في الجيش، يعزف مصدر مسؤول في المديرية عن الخوض في لعبة الارقام، ويكتفي بالقول لـ"النهار": "لدينا شغور بنسبة 40 في المئة في عديدنا، ولدينا نقص كبير في الامكانات والتجهيزات، ويلزمنا الكثير، والمؤسسة لا يشوبها أي خلل طائفي في هيكليتها الوظيفية".

أما عديد أفراد المديرية العامة للأمن العام وفق هيكليتها الاساسية فيبلغ 5644 فردا مقسمين بين 469 ضابطا و5175 مفتشا ومأمورا. ويجري حاليا تطويع عدد محدود جدا من ضباط الاختصاص لصالح المديرية، وهم 3 أطباء صحة عامة، وطبيبا أسنان وطبيب صيدلي وطبيب مختبر.

الدفاع المدني

في المديرية العامة للدفاع المدني مهمات كثيرة وكبيرة وعديد يسير ومتواضع. فالعدد الاجمالي لموظفي الدفاع المدني على الاراضي اللبنانية يبلغ 788 موظفا موزعين بين 38 موظفا في الملاك و104 متعاقدين و640 أجيرا و6 على الفاتورة، علما بأن عدد المحالين الى التقاعد لبلوغهم السن القانونية خلال عامي 2010 و2011 بلغ 33 متقاعدا بين ملاك دائم وأجراء. والحد الادنى الذي يحتاج اليه الدفاع المدني اليوم هو في حدود 2000 موظف دائم لكي يتمكن الجهاز من القيام بمهماته المنوطة فيه والتي تراوح نسبتها في خلال أشهر الذروة بين 110 و120 عملية اطفاء ونحو 160 عملية اسعاف وانقاذ. واذا كانت الارضية الصلبة التي يتكئ عليها الدفاع المدني هي عديد المتطوعين الذين يطول الكلام عن معاناتهم، والوعود التي يتلقونها دائما من الوزراء المتعاقبين فان اطلالة على عدد مراكز الدفاع المدني التي تبلغ نحو 200 مركز في لبنان، ومقاربتها من زاوية أن كل مهمة تحتاج الى سائق شاحنة و4 مساعدين على الاقل، ليتضح كم هو العدد المطلوب لـ200 مركز، علما بأن المركز قد يطلب منه أكثر من مهمة في وقت واحد. المناكفة، وغياب التوافق السياسي، والتحاصص في معظم الاحيان هي الاسباب المباشرة وراء النقص الكبير في الاجهزة الامنية للدولة، فكيف لوطن ان يبنى في ظل عوائق من هذا الطراز، وهل المطلوب ان يبقى لبنان بالشكل الذي هو عليه اليوم؟

 

الإيمان بلبنان أولاً وتحييده عن صراعات المحاور يشجعان على إلغاء طائفية الوظائف والمناصب

اميل خوري/النهار

أذا كان الزعماء الموارنة يتوصلون في لقاءاتهم في بكركي الى اتفاق وتوافق على كثير من المواضيع التي تهم المواطن، فهل في استطاعتهم التوصل الى اتفاق وتوافق على ما يهم الوطن لضمان بقائه سيداً حراً مستقلاً مثل تحييده عن الصراعات الخارجية التي إذا ما انخرط فيها تحوّلت صراعات محليّة حادّة تهدّد الوحدة الوطنية والعيش المشترك وتجعل لبنان يدفع ثمن ذلك غالياً من سيادته واستقلاله وحرية قراره واقتصاده، أو جعل لبنان مركزاً لحوار الحضارات والثقافات والأديان كخطوة على طريق الحياد او التحييد، أو اعتماد النظام الفيديرالي إذا ما ظلّت "فيديرالية الطوائف" هي السائدة كواقع، أو أقله تطبيق اللامركزية الادارية الواسعة تسهيلاً لتأدية الخدمات للمواطنين فتصبح هذه اللامركزية مرجعيتهم في تصريف أعمالهم والاهتمام بشؤونهم الحياتية، لأن المركزية لم تعد تلائم التطورات وخصوصيات كل فئة لبنانية ولا سيما بعدما أصبح الصراع على السلطة المركزية صراعاً مذهبياً أكثر منه سياسياً وطنياً، في حين أن الصراع على السلطة اللامركزية يبقى محصوراً بمكونات البيئة فقط.

لقد أثبتت التجارب أن لبنان لن يرتاح ويستقر إلا إذا اتفق أبناؤه على صيغة عيش جديدة وعلى نظام يؤمن لهم السيادة والحرية والاستقلال والازدهار. فالمسيحيون خصوصاً، وقد باتوا أقلية، لم يعد يؤمن بقاءهم في أرضهم ووطنهم إلا إذا ضمنوا الأمن والأمان والاستقرار السياسي والاقتصادي حيث هم إذ لا شيء يدفعهم الى الهجرة سوى قلّة الأمن والأمان والاستقرار. وهذه القلّة تولّد الفقر والعوز فيضطر من يعانيهما للهجرة الى حيث الأمن والأمان والاستقرار والرخاء.

لذلك على الزعماء المسيحيين أن يعملوا من أجل لبنان السيد الحرّ المستقل، لبنان الاستقرار والازدهار الذي يشدّهم للبقاء فيه أياً كان الحاكم والى أي مذهب انتمى، فعندما يحافظ هذا الحاكم على هذا اللبنان بصدق وأمانة ووفاء واخلاص فإن لبنان يكون بالنسبة اليه أولاً وخدمة مصالحه تتقدم أي خدمة والولاء له يتقدم كل ولاء. ووقت كان الخلاف ولا يزال على هوية من يحكم لبنان وعلى انتمائه السياسي والمذهبي، فإن مردّ هذا الخلاف هو خوف المسيحيين خصوصاً من أن يذوب لبنان في كيانات أخرى فيخسر وجوده وحريته وسيادته واستقلاله. فاتفق تطميناً لهم على أن يكون رئيس الجمهورية مارونياً والمناصب المهمّة في الدولة لهم أيضاً، ولكن عندما يصبح شعار لبنان أولاً ليس شعار المسيحيين وحدهم بل شعار المسلمين أيضاً وهو ما بدأ يظهر عند فريق كبير منهم، ولا يكون ظرفياً فلا يعود عندئذ خلاف على من يحكم لبنان والى أي مذهب ينتمي، بل يصبح المستحق والصالح والكفاء والنظيف هو الذي يحكم، ولا تعود هوية لبنان العربية موضوع نقاش وجدل لأن هذا هو انتماؤه الطبيعي الذي لا يخيف، إنما الخوف من احتوائه. وعندما يتجاوز لبنان الطائفية في اختيار حكّامه الذين يرفعون شعار "لبنان أولاً"، ويقتنعون بفوائد تحييده عن صراعات المحاور، فلا يعود خلاف على انتمائهم السياسي والمذهبي بل يصبح الاختيار للكفاية والنزاهة والاستقامة، وهذا يشجع إلغاء الطائفية من الوظائف والمناصب إذ ماذا ينفع أن يكون على رأس الدولة مسيحي ولا يكون مؤمناً بلبنان هذا؟

والسؤال المطروح هو: هل يتوصل الزعماء الموارنة الى اتفاق على أي لبنان يريدون كي يعرضوا ما يتفقون عليه على شريكهم المسلم؟

يقول أصحاب الخبرة إن هؤلاء الزعماء ما اتفقوا ولن يتفقوا ما داموا موزعي الولاءات على هذا الطرف الخارجي أو ذاك، ويستقوون به بعضهم على بعض، ومن ينتصر منهم على الآخر يجعل الخارج الذي انتصر له يتدخل في شؤون لبنان الداخلية ويقبل بهذا التدخل وإن على حساب سيادة لبنان واستقلاله وحريّة قراره. وإذا كان لبنان شهد على مرّ العصور نتائج انقسام اللبنانيين بين محاور متصارعة على أرضهم، ولم يتعلموا الدروس وما زالوا ينقسمون ويتدخلون في صراعات المحاور ويراهنون على انتصار محور على آخر كي يكون لهم دور، وما دام الزعماء الموارنة ينقسمون بين مناصر لهذا المحور ومناصر لذاك، فلا أمل في جمعهم حول هدف واحد هو: لبنان أولاً، وتحييده عن كل صراعات المحاور إذا ظلّ فريق منهم يراهن على انتصار المحور الذي يناصره على محور آخر ليصبح له الدور الفاعل والمؤثر في السياسة اللبنانية.

لذلك لا بدّ من انتظار نتائج صراع المحاور في المنطقة لمعرفة الوضع الذي سيستقر عليه، كي يصير في الامكان البحث مع الزعماء اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، في تحييد لبنان لأن في ذلك ما يحقّق الأمن والأمان والاستقرار والازدهار ويؤدي تالياً الى البحث الجدّي في إلغاء الطائفية من النصوص والنفوس معاً، وإذذاك يصبح الحاكم الى أي مذهب انتمى ويكون مؤمناً بلنبان أولاً وبتحييده عن الصراعات بكل أشكالها فعلاً وممارسة، هو الحاكم الذي لا يتميز عن سواه إلا بكفايته ونزاهته.

 

تطوّرات ليبيا حجبت كلام الأسد وفرضت استخلاصاتها

الغرب يُسقط وضع القذافي على النظام السوري

روزانا بومنصف/النهار

تخشى مصادر سياسية لبنانية ان يكون الحديث الذي ادلى به الرئيس السوري بشار الاسد مساء الأحد قد ضاع مضمونه بالنسبة الى الداخل السوري كما بالنسبة الى الخارج في حمأة التطورات الليبية التي تكتسب اهمية كبيرة بالنسبة الى المجتمع الدولي كما الى الدول العربية. وهي ترى انه كان يجدر تغيير توقيته او تأجيله من اجل ان يأخذ موقعه في سياق التطورات السورية ويحظى بالقدر الكافي من الاهتمام لا ان تحجبه التطورات الليبية، اذ طغت على مواقف الدول الاقليمية والدول الاوروبية الاستخلاصات البديهية من انتصار الثوار الليبيين على النظام والمسارعة في اسقاط هذه الاستخلاصات على الوضع السوري، خصوصا في ظل اقتناع سياسي وديبلوماسي كبيرين ان ما حصل في ليبيا سيعجل في التغيير السوري. فلم يخل اي موقف دولي علق على الوضع الليبي وانتهاء حكم القذافي من ربط اقامه هؤلاء بين ما يجري في ليبيا وما يجري في سوريا، في رسائل واضحة وجهت الى النظام السوري بهذا المعنى وفي تجاهل مقصود لمضمون الحديث الاخير للرئيس السوري وما حمله من رسائل إن لجهة الاصلاحات التي يعتزم تنفيذها او التحذيرات من استهداف سوريا من الغرب. لا بل قد يكون ساهم في اذكاء الانطباع بحجب التطورات الليبية مضمون كلام الاسد حتى على المستوى السوري الداخلي ما سرى على وسائل التواصل الاجتماعي المعتمدة لتحفيز الانتفاضة في سوريا من حماسة سورية بقرب سقوط الرئيس الليبي معمر القذافي في رد الفعل على الكلام الذي ادلى به الرئيس السوري. اذ ان المعارضة السورية التي كانت خائفة من سيناريو مماثل للسيناريو الليبي على صعيد حصول حرب داخلية استنزافية لا تنتهي يمكن ان تشجعها الخلاصة الليبية، في حين تقول المصادر نفسها ان التأثير النفسي للوضع الليبي يمكن ان يكون مزدوجا بحيث يسري على نحو مواز على طرفي النزاع في سوريا من حيث انتصار المعارضة الليبية وما يعنيه ذلك للمعارضة السورية وسقوط النظام الليبي الذي كان يعتد بوقوفه في الاشهر الماضية في وجه الاجراءات والمواقف الدولية وصموده على رغم كل ما حصل ثم انهياره في نهاية الامر.

وبحسب هذه المصادر، فان المشهد الذي يمكن ان يكون شديد الوطأة ويكتسب مغزى كبيرا هو اولا ان الممانعة التي واجه بها النظام الليبي التغيير السلمي كما حصل في مصر وتونس شجع او ساهم في اعطاء الانطباع بأن وقوف الانظمة في وجه التغيير يمكن ان ينجح ويشكل سدا امام ما سمي الربيع العربي لئلا يذهب الرؤساء والحكام كما ذهب زين العابدين بن علي وحسني مبارك بثورة ايام تنهي عقودا من الحكم. وهو امر ساعد في تصليب الموقفين الرسميين السوري واليمني في الاشهر الأخيرة، في حين ان ما حصل يفترض ان يطرح اعادة النظر في الحسابات . ثانيا مسارعة السفارات الليبية في الدول العربية خصوصا الى اعلان انشقاقها عن القذافي وانضمامها الى الثوار بما في ذلك السفارة الليبية في دمشق التي لم تتأخر عن الالتحاق بهؤلاء فور اتضاح المعلومات عن سقوط طرابلس الغرب في ايدي الثوار، في خطوة من شأنها ان تظهر ان الانقلاب سهل في المؤسسات. وثالثا مسارعة دول عربية كانت تحفظت او ترددت حتى الآن عن الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي الى القيام بذلك فورا. وهي امور من شأنها ان توجه رسائل قوية، تقول المصادر المعنية، من حيث ايضاح الصورة المستقبلية للامور في حال كانت ثمة مخاوف من الغموض، علما ان هذه المخاوف مشروعة ولا يمكن احداً ان يقدم ضمانات في شأنها.

ولا تخفي المصادر نفسها ان الانتهاء من حكم القذافي سيقوي عزيمة الغرب وحججه ازاء الضغط على النظام السوري، خصوصا ان الدول التي سبق ان تحفظت على دعم ازاحة القذافي ما لبثت ان دعمت المجلس الانتقالي الليبي بما في ذلك روسيا وتركيا في مشهد تراه هذه المصادر يستعيد نفسه بالنسبة الى النظام السوري مع كل الاحتمالات المماثلة. وتدلل هذه المصادر على ذلك بأن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الذي كان تلقى رسالة من الرئيس السوري الاسبوع الماضي يعلن فيها انه اوقف العمليات العسكرية ضد المدن والبلدات السورية من دون ان ينجح او يوقف عزم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على طلب تنحي الرئيس الاسد، اعلن بعد ساعات من الاعلان عن سيطرة الثوار على طرابلس الغرب ان الرئيس السوري لم يف بتعهداته في وقف العمليات العسكرية مما يؤشر الى احتمال بدء الاعداد لمواقف اكثر تشددا ازاءه لن تلبث ان تظهر خصوصا اذا نجحت الآلية الدولية في توقيف القذافي واحالته على المحاكمة. إلا ان الاخطر في ما حملته المواقف الغربية الفورية، في رأي المصادر نفسها، هي استعدادها للانصراف او الاهتمام عن كثب بالموضوع السوري ولو ان الجميع يقر بأن الوضع في سوريا يختلف عما كان في ليبيا، وقد انتقل الصراع الاقليمي والدولي بين ايران وعدد من دول المنطقة وبينها وبين بعض الدول الكبرى المؤثرة الى سوريا على نحو سيكون اكثر وضوحا من السابق، مما يرشح الوضع الى استنزاف قد يطول على ما يخشى كثر.

 

عجباً

راشد فايد/النهار

أيام، وربما ساعات، ويصبح معمر القذافي، أو يمسي، من الماضي، لكن تجربته ستظل نموذجاً للعبرة: عسكري برتبة متواضعة قاد انقلاباً غضت عنه "الامبريالية" الأميركية النظر في حينه، واستمرت تحضنه حتى في أزمنة الخلاف معه، لضرورات استراتيجيتها في المنطقة، ولمقتضيات الثنائية القطبية مع الاتحاد السوفياتي.

أخرج القذافي، بانقلابه، ليبيا من التخلف. وكلما كانت تتقدم خطوة في العصرنة (المحدودة) كان يزيد وهم الأبوة لديه عليها وعلى ابنائها، إلى حد الألوهة: توهم انه سبب وجود بلاده وابنائها، فصارت بيته، وصاروا رعاياه. أعطى نفسه عليهم حق الحياة والموت، فاخترع لهم تاريخاً خاصاً، وفرض عليهم نظاماً سياسياً خاصاً، واستولد لهم قيماً خاصة، جعلت من مصادرته حرياتهم مسلمة وطبيعة ثانية. اتخذ من أموال النفط الليبي وسيلة لتوسيع زعامته. أخرج من "قبعته" ما سماه "الكتاب الأخضر". وريقات ونصوص مبهمة في اثنين وثلاثين صفحة وأقل من ألفي كلمة، اقتضى "شرحها" آلاف الصفحات واطناناً من الورق. تضخمت "أنا" القذافي، وتعولمت. صار يعرض "تجربته" على قادة افريقيا، بعدما يئس من أندادهم العرب، ليقتدوا به ويبايعوه. كان "ينفلش" على العالم، بينما يحفر الظلم عميقاً في نهارات شعبه ولياليه. ويوم انفجر في وجهه، ظلّ يتناسى السبب الحقيقي. رأى في ما يجري مؤامرة غربية، أوروبية أميركية، على ليبيا التي وحده يراها في القمة. لم يفهم أن "العيال كبرت" ولم تعد تنطلي عليها أبوته المريضة. لم يرغب في رؤية الحقيقة: الشعب يريد الحرية والديموقراطية والكرامة. أما المسؤولية عن تسهيل "المؤامرة" فليست على "الرعية" بل على من يرى نفسه إلهاً بيده يومها وغدها.

القذافي ثالث الأنظمة التي تهاوت، ومعها منطق الاحكام العرفية، أو الطوارىء. والعقدة نفسها: يظن رأس كل نظام أنه هو رأس الحكمة وضمان الوطن، ومن دونه تسقط البلاد في يد الأعداء. في سوريا، يتحدث النظام بالمنطق ذاته. لا ممانعة ولا مقاومة ولا سلام داخلي من دونه، والترجمة لم يقرأها السوريون منذ حرب 1973 إلا حال طوارىء، يوم رفعت حل مكانها "حال الشبيحة". في لبنان أيضا، حال طوارىء باسم مقاومة وممانعة شبيحتها القمصان السود. في البلدين الشقيقين، سؤال لا يجيب عنه النظامان، المعلن في دمشق، والمموه في بيروت: هل يعارض الشعب الممانعة والمقاومة الحقيقيتين، أم يعترض على حرمانه الديموقراطية، وحقه في القرار؟

الديكتاتورية صفة الحاكم المستبد الذي يعتقد أنه وحده يعرف مصلحة الشعب وأن غيابه سيترك فراغا لن يسده سوى أعداء الوطن. وقائع تونس ومصر وليبيا تقول العكس، والرد الأوضح جاء من سيناء.  عمر إسرائيل 63 سنة. الأنظمة المنهارة وقيد الانهيار "قاومت" و"مانعت" منذ أكثر من 40 سنة، على ما تقول، فاستمرت هي واسرائيل. عجباً!

 

لا جهوزية لدى 14 آذار للتعامل مع مرحلة ما بعد النظام السوري وصدور القرار الاتهامي

أسعد بشارة/الجمهورية

تبدو قوى 14 آذار، منذ انطلاقة الربيع العربي، وكأنها تنتظر قدرا سعيدا لم تهيئ نفسها للمشاركة في صناعته.

فبالإضافة الى ما خلّفته مواكبتها السيئة للثورتين المصرية والتونسية من نتائج لم ترقَ إلى مستوى فهم ما أطلقته هذه القوى في 14 آذار 2005، فإنّ الثورة السورية التي داهمت على عجل هذه القوى، أصابت مَكمَن العجز عن اللحاق بالقطار المتسارع في العالم العربي، وظهّرت صورة لم تكن تليق بالادعاء التاريخي لبيروت أنها أطلقت ربيع العرب.

وتبدو الصورة اليوم اقرب الى ان تكون عاجزة عن إيفاء مشهد ما يحصل في ليبيا وسوريا واليمن، وخصوصا في سوريا التي نجح النظام، حتى وهو في ذروة أزمته، من أن يرهّب قوى 14 آذار، وأن يعقدها وأن يفقدها القدرة على الحركة، وباستثناء بعض الحراك الإعلامي، والبيانات الصادرة عن الأمانة العامة، وبعض المواقف غير الكافية الصادرة عن سعد الحريري، وتلك المحصورة بالجانب الانساني الصادرة عن سمير جعجع، فإنّ الكلام عن وجود موقف واضح من قوى 14 آذار داعم للشعب السوري ومستعد لملاقاة مرحلة ما بعد سقوط النظام، هو كلام يبقى في إطار المبالغة. وربما يصلح وصف قوى 14 آذار بحالة عدم الجهوزية، ليس فقط في التعامل مع الربيع العربي والسوري تحديدا، بل يمتد الى ما هو اكثر مدعاة للجهوزية والاحتساب، أي الى ملف المحكمة الدولية بعد صدور القرار الظني.

فباستثناء البيانات الصادرة عن سعد الحريري والمؤتمر الصحفي لسمير جعجع، فإنّ هذه القوى لم تنجح الى الآن بالتوجّه الى الرأي العام اللبناني بخطاب على قياس مرحلة ما بعد القرار، هذا في حين يحاول حزب الله ان يقوم بالعمل المعاكس عبر محاولة تأمين استمرارية تتجاوز زلزال القرار، من خلال الإيحاء بأنّ ما بعد صدور هذا القرار هو كما قبله، وبأنّ القافلة تسير بهدوء وكأن لا اتهاما ولا متهمين، وكأن لا اغتيالات حصلت ولا مسؤوليات.

وإذا كانت قراءة البعض داخل 14 آذار أنّ مرحلة جديدة قد بدأت في المنطقة، وسوف تترك انعكاسات واضحة على لبنان لا يمكن استثمارها ايجابيا، إلّا اذا قطعت قوى 14 آذار إجازتها، وعادت لتؤدي الدور المنوط بها، وهذا يمكن أن يتمّ من دون ان يضطر سعد الحريري الى قطع إجازته القسرية. وإذا كانت القراءة ذاتها تقود الى استيعاب حقيقي لما يمكن ان تؤدي اليه المحكمة الدولية من نتائج على "حزب الله"، فإنّ كل ذلك لا يمكن ان يبقى متروكا للأقدار، بل هو يستلزم جهوزية تامة لم تنضج بعد، ويستلزم ايضا توحيدا لأجندة التعامل مع هذه المتغيرات، بحيث يعاد إطلاق الدينامية التي أدّت في 14 آذار 2005 الى بناء شراكة تخطّت الطوائف، واستطاعت الصمود سنوات سِت، على رغم كلّ ما تعرضت له من ضغوط أمنية وسياسية، كانت في كثير من الاحيان اكبر من القدرة على التحمّل. 14 آذار بوضعها الحالي غير جاهزة للتعامل مع مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري، و14 آذار غير جاهزة للتعامل بشكل موحّد مع مرحلة ما بعد اتهام حزب الله باغتيال الرئيس الحريري وسائر الاغتيالات، وقد تفهم بعض الأسباب التي تؤخر عقد اجتماع موسّع لهذه القوى وقد لا تفهم، لكن الأسئلة التي بدأت تحاصر هذه القوى بدأت تسمع بصوت اكثر علوّا، وأحد هذه الأسئلة يتصل باستفهام حول ما إذا كانت 14 آذار هي ايضا تحتاج الى ربيع يجدّد ربيع العام 2005.

 

كلّ هذا التشابه بين النظامين السوري والليبي...

خيرالله خيرالله /ايلاف

يصعب تصوّر ان لا علاقة للوضع الليبي بالوضع السوري. كان هناك دائما حلف سوري- ليبي غير معلن لديه امتداداته الايرانية. كلّ ما في الامر ان هذا الحلف كان يشهد مدا وجزرا احيانا بسبب مزاج العقيد القذّافي من جهة وادراكه انه يُستغل احيانا، بل يخضع لابتزاز مالي وغير مالي، من جهة اخرى.

 كان هناك دائما تشابه كبير ما بين تركيبة النظام السوري وتركيبة النظام الليبي.

كان هناك دائما تشابه في الاساليب المعتمدة في التعاطي مع المعارضة. في معظم الاحيان، كان الالغاء هو الحلّ. كان هناك باستمرار وهم الدور الاقليمي الذي اخذ معمّر القذافي الى تشاد وحتى الى لبنان وفلسطين واليمن واثيوبيا، فيما كان النظام السوري يعتقد دائما انه دخل بقواته العسكرية الى لبنان كي يضمه الى الابد ويحوله الى محافظة سورية اخرى!

 لعلّ اكثر ما يدلّ على عمق العلاقة السورية- الليبية انه لم يصدر في يوم من الايام موقف ادانة عن دمشق في شأن قضية الامام موسى الصدر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي في لبنان خلال زيارة لليبيا في العام 1978، اي قبل ثلاثة وثلاثين عاما بالتمام والكمال. امتنع النظام السوري عن اتخاذ موقف، ولو شكلي، من القضية على الرغم من ان اثر الامام الصدر ورفيقيه فقد في ليبيا مباشرة بعد لقاء مع القذافي في اواخر شهر آب- اغسطس من تلك السنة!

اختلف النظامان في العام 2003 ، ودخلت ايران على خطّ الخلاف ،عندما بدأت ليبيا تتخلص عمليا من العقوبات الدولية المفروضة عليها وتستعيد موقعها في المجتمع الدولي. توصلت، ما كان يسمّى بـ"الجماهيرية"، الى تسوية في شان كارثة لوكربي وتفجير طائرة "يو.تي اي" الفرنسية واستتبعت ذلك بالتخلص من اسلحة الدمار الشامل ابتداء من السنة 2004. اثار هذا الامر حفيظة دمشق وطهران فاثارتا للمرة الاولى عن طريق ادواتهما المشتركة في لبنان قضية الامام الصدر وقضايا اخرى مرتبطة بالدور الليبي، ودور القذّافي شخصيا، في عمليات ارهابية معينة، مثل عملية خطف وزراء "اوبيك" ( منظمة البلدان المصدرة للنفط) في فيينا في السبعينات من القرن الماضي.

 كان هناك خوف من ذهاب ليبيا بعيدا في عملية اعادة تأهيل نفسها ومن احتمال انضمامها الى العالم الحضاري الذي يتعاطى مع مشاكله الحقيقية، اي تلك التي تهمّ المواطن العادي من جهة والابتعاد عن القمع وممارسة الارهاب والابتزاز من جهة اخرى.

كان القذّافي عند حسن ظن النظامين السوري والايراني. لم تمض اشهر حتى تبيّن انه لم يستطع التخلص من عاداته القديمة. بقي وفيا لهذه العادات على الرغم من كل الجهود التي بذلت من اجل اعادة تاهيله. كان القذّافي عاجزا حتى عن فهم اهمية الاصلاحات التي كان نجله سيف الاسلام، بحسناته وسيئاته، يسعى الى تحقيقها بدءا بانشاء اعلام شبه حر وانتهاء بالاستعانة بليبيين يمتلكون مؤهلات حقيقية يقيمون في الخارج هربا من النظام.

انتهى سيف في حضن ابيه. راح ضحية معمّر وطريقته في ممارسة السلطة القائمة على افقار الليبيين والقضاء على مؤسسات الدولة. لم يكن في استطاعة القذّافي الاب القيام باصلاحات من اي نوع كان بما في ذلك الاستعانة باي ليبي قادر على التعاطي مع العالم الخارجي او ان يكون موضع احترام مواطنيه. هنا ايضا لا يمكن الاّ المقارنة بين النظامين الليبي والسوري. لم يستوعب النظام السوري يوما اهمية المواطن السوري ولم يتمكن في اي لحظة من الاستفادة من الطاقات السورية، اي من رجال الاعمال والمال والعلماء والاطباء والمهندسين الموجودين في الخارج. فوجئ هؤلاء بان كل المطلوب منهم دفع خوّات لاشخاص معينين يوفرون لهم حماية في بلدهم الاصلي.

 لا شيء يختلف بين ليبيا القذّافي وسوريا آل الاسد بالنسبة الى طريقة معاملة المواطن العادي. النظامان في واد والشعب في واد آخر. كان مطلوبا في كل لحظة ان يشعر هذا المواطن السوري والليبي بانه يعيش في جمهورية الخوف او جماهيريته لا فارق. كان البؤس ولا يزال هو الطريقة الافضل للسيطرة على المواطن.

ولكن يبقى ان اهم من ذلك كله، ان الحاكم في سوريا مثل الحاكم في ليبيا لم يفهم اهمية ما يجري على الارض. هناك ثورة حقيقية في ليبيا. وهناك ثورة اكثر من حقيقية في سوريا تغطي كل انحاء البلد. انها امّ الثورات العربية. مع ذلك، ليس لدى الرئيس السوري ما يدفعه الى التعاطي مع الواقع المتمثل في ان الشعب السوري شعب حيّ لم تعد تنطلي عليه شعارات المقاومة والممانعة وما شابه ذلك وانه ليس ساذجا الى الدرجة التي يظنها. لم تعد تنطلي عليه، مثلا، لعبة دعم حزب مذهبي في لبنان تابع لايران يستخدم سلاحه في عملية ارهاب مكشوفة للبنانيين بينما، بينما يعلن هو انه ضد الطائفية والمذهبية في سوريا!

ليس صدفة ان الثورة في ليبيا قضت على "قائد الثورة" وليس صدفة في سوريا ان الثورة ستتخلص عاجلا ام آجلا من "ثورة البعث" التي تبين انها ليست سوى وسيلة لنهب ثروة البلد وافقار مواطنيه وتيئيسهم واقامة نظام حكم عائلي، تماما كما كانت الحال في جماهيرية القذّافي.

يبدو السيناريو الليبي مرشحا لان يتكرّر في سوريا. من لديه ادنى شك في ذلك، يستطيع ان يقارن بين رد فعل القذّافي على الدعوات الى التنحي التي صدرت عن زعماء العالم وبين رد فعل الرئيس السوري على موقف الرئيس باراك اوباما الاخير منه. كان رد الفعل الليبي والسوري واحد. هناك رفض للاعتراف بانّ العالم تغيّر وبان الشعوب لا يمكن ان تصبر الى الابد. يكفي كسر حاجز الخوف مرة كي لا يعود مفرّ من التغيير الجذري حتى لو استغرق الامر اسبوعا او شهرا او سنة...

 

سقط باب الحارة

 محمد سلام/موقع الكتائب

ثوار ليبيا يدكّون باب الحارة. هو ليس المسلسل الرمضاني السوري. هو الواقع الشعبي لحاكم ليبيا الساقط معمّر القذافي، الذي أُسرَ أحد أبنائه، ويلفُّ الغموض مصير نجله الثاني، ولا يستطيع أحد أن يؤكد شيئا حيال مستقبله سوى أنه ... لن يبقى حاكما لليبيا. لم يعد السؤال هل يسقط نظام القذافي. لقد سقط وانتهينا. السؤال هو: متى، وكيف يغادر القذافي، هذا ... إذا غادر. المهم هو أن يكون عبره. المهم هو أن تشاهد الشعوب العربية هذه العبرة. الأكثر أهمية هو أنه مع مغادرة القذافي أو نهايته، لا فرق، سيحاسب الشعب الليبي شبيحة ذلك المستبد الفاسد. هؤلاء لا يستحقون رحمة، ولا يستحقون فرصة. الأكثر من الأكثر أهمية هو أن يتحوّل ما يجري، بل ما سيجري في ليبيا، إلى مثال تحتذي به الشعوب العربية الثائرة سعيا وراء الحرية، والديمقراطية، وحكم القانون عبر إسقاط تحالف الفساد والاستبداد.

مثال الرئيس المصري السابق حسني مبارك حضاري وراق جدا. الرجل يخضع للمحاكمة الآن، والمحكمة هي التي ستصدر قرارها بشأنه. لكن رُقيّهُ تجلّى في تنحّيه، فيما تَخلّفُ القذافي كما صَلفُهُ يتجليان في رفضه التنحّي... حتى الآن. سقوط القذافي لن ينهي حقبة الفساد والاستبداد في ليبيا إن لم تستأصل الثورة شبيحة النظام، شبيحة الاستبداد كما شبيحة الفساد. فالشريحتان تتشاركان مسؤولية استعباد الشعب الليبي. في مصر، ولأن التنحي كان طوعيا-سلميا، تتم المعالجة قضائيا-قانونيا.

في ليبيا يأتي السقوط مدوّياً، مُضَرّجاً بالدماء والدمار، لذلك فإن المعالجة لا يتوقع لها أن تكون قانونية-سلميّة مهما حاول المجلس الانتقالي، أو السلطة التي تخلفه، ضبط الوضع.

الشعب الليبي الجريح سيأخذ العدالة بيديه. سيسعى كل فرد إلى اجتثاث خصمه، بالقوة. الآلام تعاظمت لدى الشعب الليبي، لذلك ثار. وغباء القذافي أعمى بصيرته عن عمق الجراح، وبدلا من أن يداويها برحيل هادىء قرر أن يغذيّها بمزيد من الدماء. لذلك سيكون الفصل الأخير من الثورة الليبية دموياً ... جداً.

تهاوي القذافي يضع أمام حاكم سوريا وحاكم اليمين مشهد المصير الحتمي الذي ينتظر من لا يتعظ من آلام شعبه. من لم يأخذ بخيار مبارك ليس أمامه سوى طريق واحد ... مسار معمَّر المُدَمَّر. وإذا كان المستبد الفاسد يحلمُ دائماً "بطريق فرار" إلى ملجأ ما في مكان ما، فهذا الطريق لا يشمل شبيحته، حتماً. فذاك الذي ظهر على شاشات التلفزة يركل مواطنيا سوريا أسيرا مقيّدا على وجهه، يعرفه الشعب السوري. وكل من قام بمثل ما قام به ذلك الشبيح معروف جيدا من الشعب السوري. وما انطبق على ليبيا ينطبق على اليمن وسوريا. السؤال الآن ليس هل سيسقط نظام علي عبد الله صالح، أو هل سيسقط نظام بشار الأسد. النظامان سقطا وانتهينا.  السؤال، في ما يتعلق باليمن، هو متى يستقر صالح نهائيا خارج بلاده. والسؤال بالنسبة لسوريا هو: متى يسقط بشار، أو يغادر. سخيف كل من يعتقد بإمكانية إنجاز تسوية مع نظام قتل في خمسة أشهر ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص من شعبه. سخيف من يعتقد أن نظام البعث الأُحادي السلطة سيقود انتخابات تعددية في سوريا ... في شباط كما وعد الأسد. سخيف من يعتقد أن سوريا ستستباح إذا سقط البعث، لأن سوريا لم تستبح في تاريخها إلا عبر البعث.  سخيف من يعتقد أن شبيحة النظام الأسدي، بشقيه الاستبدادي والفسادي، سيفلتون من قبضة الشعب السوري بعد سقوط بشار ... وقد بدأت بشائر السقوط بالظهور. من شاهد الرئيس الأسد على شاشة تلفزيون نظامه مؤخرا وقع في التباس شديد. ظن أن محمد سعيد الصحّاف، وزير إعلام صدام حسين، قد ظهر مجددا وعاد إلى الحديث عن "العلوج" الذين هزمهم بعثه ... وسقط تحد أقدام شعبه. نظام بعث الأسد سقط. ولن يحييه لا شاكر العبسي ولا مثيله في غزة، ولا شبيحته ... سواء في سوريا أو في لبنان. المعركة الآتية سيخوضها الشعب اللبناني، لا الشعب السوري، وستكون في مواجهة شبيحة نظام الأسد البائد ... في لبنان، لا في سوريا، وفي مواجهة شركاء الفساد الأسدي-المخلوفي، لا في سوريا، بل في لبنان. وفي هذه الأثناء، على الرئيس نجيب ميقاتي أن يجترع حلا لمعضلته الخاصة التي تتلخص باتهامه بالشراكة مع متهمين بالقتل. فإذا استقال تبقى التهمة تلاحقه، حتى في القانون الجنائي اللبناني. وإذا بقي الميقاتي محافظا على شراكته مع الحزب المتهم، فإن التهم ستلاحقه حتى في أعماله، بعد تداول الحديث في الأوساط الغربية عن شراكة مزعومة بينه وبين الأسد ... ومن يمثل الأسد في سوريا، كما في لبنان، وربما غير لبنان. باب حارة تحالف الفساد والاستبداد فُتح على مصراعيه ... وستتساقط الفئران تباعا.

الشعوب لا ترحم ... بل يَجب أَلاّ تَرحم، لأنها، إن بقي الشبيحة، لن تُرحَم.

 

نظام الشبيحة فضح نظام الممانعة

غسان الإمام//الشرق الأوسط

كان الشاعر الفلسطيني الكبير عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) صديقا لأبي، وأستاذا لي هو وغيره من الأساتذة الفلسطينيين، في المرحلة الثانوية. وكان الدكتور موسى الخوري مدرسا لي في قسم اللغة الإنجليزية الذي أسسه في كلية الآداب بجامعة دمشق.

لجأ إلى سوريا، في أربعينات النكبة، مائة ألف فلسطيني. وهو رقم كبير، في وقت لم يتجاوز عدد السوريين ثلاثة ملايين نسمة. وقد تداخلت الحياة السياسية والاجتماعية للسوريين والفلسطينيين، حتى قبل النكبة بعشرات السنين. وفي دائرة أسرتي، كمثال، أكثر من زواج واحد.

في سوريا اليوم 600 ألف فلسطيني (وسطي معدل الولادة خمسة أطفال لكل امرأة فلسطينية). لكن ليست هناك حساسية التعايش المشترك التي تطبع حياة أكثر من مليوني فلسطيني في الأردن، حيث يتمتعون بحقوق متساوية في المواطنة مع أشقائهم الأردنيين. وهي الحقوق ذاتها التي يتمتع بها فلسطينيو سوريا، باستثناء حق الانتخاب والتجنيس، حرصا على انتمائهم للأرض السليبة.

في الجغرافيا، كنا ندرس مادة «سوريا الطبيعية» أي ولاية الشام التي كانت تضم، منذ العصر الأموي إلى العصر التركي، سوريا الحالية. لبنان. فلسطين. الأردن. من هنا، كان الاعتقاد الراسخ لدى السوريين، بأن النضال من أجل فلسطين واجب قومي ووطني.

ومن هنا أيضا، كان هناك سوريون في قيادة الثورات الفلسطينية. استشهد سعيد العاص (من حماه) وعز الدين القسام (من الساحل السوري)، وهما يقودان مع البطل الفلسطيني عبد القادر الحسيني أكبر تلك الثورات (1936)، تحت وطأة حصار ثلاثة آلاف جندي بريطاني لهما. ودفنا في أرض فلسطين.

غير أن افتراقا حدث بعد هزيمة النكسة (1967). فقد حصل ياسر عرفات على اعتراف عربي (1974) بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين. في الرؤية السورية، كانت هذه الاستقلالية الذاتية مخالفة لمنطق التاريخ. فلسطين في الحقب الصليبية وغيرها لم يحررها الفلسطينيون، إنما حررتها وحدة مصر وسوريا في عهد صلاح الدين الأيوبي وغيره.

استقلالية القضية الفلسطينية، في المنطق القومي، وفي المفهوم السوري، هي التي أغرت السادات بعقد صلح الكامب الذي فصل بين القضيتين المصرية والفلسطينية. وهي التي جعلت الأسد وصدام ينشئان تنظيمات فلسطينية محسوبة على سوريا والعراق. وكانت آخر نصيحة للسياسي السوري المعتزل أكرم الحوراني هي تلك التي أزجاها لعرفات (1968) بعدم فصل القضية الفلسطينية عن القضية السورية.

استقلالية عرفات (الممثل الشرعي) جعلته ينهج سياسة عملية. لكن عدم استشارة العرب مسبقا في خطواته، خوفا من مزايدتهم عليه، أوقعه في أخطاء استراتيجية: الاعتراف المبكر بإسرائيل في الثمانينات، من دون اعتراف إسرائيلي مقابل. الخروج على الإجماع العربي في مؤتمر مدريد التفاوضي (1991). وعقده اتفاقا منفردا مع إسرائيل في أوسلو. ثم معاهدة صلح أبقت على الاحتلال العسكري. كل ذلك أدخله في متاهة مفاوضات عقيمة، انتهت بانطفائه جسديا وسياسيا في حصار رام الله. وموته (2004).

الاتفاق تسبب في اختلاف بين الأسد رجل الدولة. وعرفات رجل الفوضى. غير أن الخلاف كان في الواقع حول أسلوب وتكتيك إدارة الصراع العربي / الإسرائيلي، ثم في العلاقة مع أميركا. وضع عرفات والسادات بيضهما في السلة الأميركية، معتبرين أن أميركا هي الخصم. وهي الحكم.

لم يكن الأسد يفترق كثيرا عن هذه الرؤية. في مفاصل السياسة الاستراتيجية، كان الأسد أميركيا. في التفاصيل، كان الأسد مناكفا لأميركا، رغبة في كسب مصداقية لنظامه لدى شارع عربي مشبع بثقافة العداء لأميركا (الإسرائيلية). ها هو الأسد يدخل لبنان (1976) بضوء أخضر أميركي، خلافا لرأي موسكو. وها هو يشارك بقوات سورية في إخراج صدام من الكويت (1990). وفي مؤتمر مدريد العربي / الإسرائيلي، تحت المظلة الأميركية.

تركز الصراع السوري - الفلسطيني في لبنان، خلال الحرب الأهلية. لإدامة الهيمنة العرفاتية على لبنان، ومواصلة الحرب بتمويل ليبي، خسر عرفات حليفه اليساري اللبناني كمال جنبلاط. وخسر الأسد حليفه الشيعي موسى الصدر المعارض للحرب.

بعد الفشل السياسي للغزو الإسرائيلي للبنان (1982)، سلمت أميركا بدور الأسد كشرطي هناك، بعد حرب استنزاف قادها مع الشيعة والدروز ضد القوات الأميركية والإسرائيلية، فرض الأسد على الرئيس أمين جميل بلع مشروع اتفاق الصلح مع إسرائيل. ونفى العماد عون إلى فرنسا.

كان الأسد في غاية الذكاء والمناورة في قبوله اتفاق الطائف، من دون أن ينفذ مضمونه بالانسحاب العسكري من لبنان.

بعد إخراج أميركا وإسرائيل لعرفات من لبنان، عاد محاولا التقرب من الأسد في دمشق. كان الرفض مطلقا. أنقذ رفعت الأسد (المختلف مع شقيقه) حياة عرفات، بإخراجه من دمشق حيا. فطارده حافظ في لبنان من مخيم إلى مخيم. اغتيل سعد صايل (أبو الوليد) أفضل ضابط فلسطيني. قادت منظمة «أمل» بقيادة نبيه بري دبابات تي 55 السورية على المخيمات الفلسطينية. فقتل 2500 فلسطيني ولبناني في الثمانينات.

لم يكن الابن على مهارة الأب في إدارة الصراعات، وعقد وفك التحالفات. تعرضت العلاقة الفلسطينية إلى خلل أكبر خصوصا، وعلاقة سوريا العربية عموما. حافظ بشار على سياسة الأب في احتضان منظمات الرفض والممانعة الفلسطينية، كورقة تفاوضية قوية في التفاوض مع أميركا وإسرائيل، لكن بتمويل وتعاون أكبر مع إيران، بحيث مكنها من اختراق المشرق العربي، وحماس في دمشق وغزة، فجعلت الحياة صعبة على العرب وعلى النظام الفلسطيني في رام الله.

وهكذا، لأول مرة يدخل النظام العلوي في مواجهة حقيقية مع أميركا وأوروبا، كان الأب يتفاداها بحنكة، حرصا على استمرار واستقرار نظامه القائم على قاعدة شعبية وطائفية ضيقة. الآن بدا واضحا أن الغرب يميل إلى ترحيل هذا النظام، بعدما فقد قدرته على إبقاء سوريا والمنطقة في حالة من الاستقرار، تمكن إسرائيل من البقاء في الجولان.

لم أعرف شعارا سياسيا أردأ من معادلة (الممانعة والاعتدال) التي نحتتها آلة الدعاية السورية / الإيرانية. كانت الانتفاضة السورية محكا. اختبارا. امتحانا لنظام الشبيحة. هجومه على مخيم الرمل في اللاذقية عرى نظام «الممانعة». وكشف بشار. ونجاد وحسن حزب الله، أمام الفلسطينيين.

الهجوم على المخيم الفلسطيني، أسقط قناع «الممانعة» الذي خدع العرب والفلسطينيين، بالتظاهر باحتضان المقاومة الفلسطينية، وكشف انحياز حزب الله وإيران ضد انتفاضة ملايين السوريين، بدعوتهم إلى الصبر على المجازر، ريثما يتفرغ نظام الشبيحة لتحقيق الإصلاح الموهوم!

ثم يأتي الهجوم الفلسطيني المنطلق من إمارة حماس في غزة على منتجع إيلات، لينقذ حكومة نتنياهو من الانتفاضة الإسرائيلية الداخلية ضدها، ولإحراج القيادة العسكرية المصرية التي تتأهب لإصدار وثيقة مدنية الدولة المصرية التي يعارضها الإخوان.

ثم أخيرا لإحراج سلطة محمود عباس الذي سوف يحمل بعد أيام طموح الفلسطينيين إلى إعلان دولتهم، عبر الأمم المتحدة. إنها الممانعة الإيرانية / السورية التي تحرص على استخدام العنف مرة أخرى، لتقدم الفلسطينيين إلى العالم، وكأنهم غير مؤهلين وغير جديرين بدولة مستقلة.

 

هل تتدحرج كرة النار إلى إيران؟

شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

عندما تسيطر البراغماتية على السياسة الخارجية لأي دولة بشكل حاد ينتج عنه تذبذب في مواقف هذه الدولة وتجاهل كل القوانين والتشريعات التي تحكمها مع الدول الأخرى وهذه الحقيقة أصبحت تنطبق تماما على إيران وأصدق دليل على ذلك أنه في الوقت الذي تشجب فيه أغلب دول العالم حرب الإبادة التي يشنها النظام السوري على شعبه تنفرد إيران بموقف مخالف والذي جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست عندما قال إن الأحداث الجارية في سوريا «شأن داخلي»، وأدان التدخل الغربي لا سيما من جانب الولايات المتحدة.

ونقول له وماذا عن تدخل إيران في البحرين في أحداث فبراير؟ ألم يكن ذلك شأنا داخليا؟ ألم تتدخل سفارة إيران في الكويت أثناء الأزمة في البحرين؟ إن آخر دولة في العالم يحق لها شجب التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى هي إيران حيث جند الحرس الثوري المئات من رجاله للتدخل في شؤون الدول الأخرى وخاصة دول الجوار.

ونقول لإيران إنها بذلك تلعب بالنار وستدفع ثمن سياستها التآمرية ومواقفها هذه التي جعلت قادتها يتركون تصريف كل شؤون بلادهم وحل كل قضاياهم ومشكلاتهم الداخلية مع شعبهم والخارجية مع دول العالم، ولم يصبح لهم إلا هم واحد فقط وهو التعاطي مع ما يجري في الشأن الداخلي للدول العربية. وأعتقد أن التمادي في ذلك جاء من منطلق أنهم أصبحوا يعتقدون أن الجو قد صفا لهم أكثر من أي وقت مضى في تنفيذ مخططاتهم التوسعية في الدول العربية، وخاصة في ظل المتغيرات السياسية التي تمر بها هذه الدول وانشغالها حكومات وشعوبا في أمورها الداخلية.

وبدأ ذلك منذ الغزو الأميركي للعراق، حيث تعزز نفوذها وأصبح لها اليد الطولى في العراق عبر حكومة المالكي، وفي لبنان عبر ما يسمى بحزب الله واليوم تحاول التدخل في الشؤون الداخلية لمصر عبر نشر المذهب الشيعي الفارسي الذي هو عندها بمثابة قميص عثمان تخفي وراءه أطماعها التوسعية في العالم العربي لتنفيذ هذا المشروع، وهذا في حد ذاته ليس بالموقف الشجاع ولكنه موقف براغماتي يأخذ به الذين يستغلون ظروف الدول لتصفية الحسابات ولتحقيق الأطماع.

ومع كل ذلك نستطيع القول إن حسابات إيران خاطئة. فالقادة الإيرانيون يبدو أنهم بحاجة إلى دروس في السياستين الداخلية والخارجية، وكان أولى بهم أن يصححوا علاقتهم مع شعبهم ومع الدول المحيطة بهم، بل مع العالم خاصة أن النار ما زالت تشتعل تحت الرماد في إيران وخاصة بعد الانتخابات المزورة التي جاءت بأحمدي نجاد ولم تذهب نتائجها أدراج الرياح. وسوف يتحرك الشعب الإيراني عاجلا أو آجلا فهو صاحب حضارة ساهمت بدور إيجابي في تطور حضارة الإنسانية قديما وعلى مر العصور.

وأما حكام إيران الجدد فما هم إلا نسخه قديمة مكرره من ملالي الثورة الإيرانية في أول عهدها والتي هجرت العقول الإيرانية الواعية إلى أنحاء العالم وجعلت الشعب الإيراني تحت ظروف معيشية صعبة. فهل تدرك إيران المتغيرات الدولية والإقليمية؟ وهل تعي أن كرة النار سوف تتدحرج إليها إذا ما واصلت تماديها في هذا الطريق؟ هذا ما سوف تجيب عنه الأيام القادمة.

* باحث أكاديمي بحريني

 

نديم الجميّل إن حكى، ينتقد غياب ديمقراطية "الكتائب": سامي يصادر الحزب

ثائر غندور/جريدة "الأخبار

بعدما انتهى مؤتمر حزب الكتائب، خرج النائب نديم الجميّل عن صمته في كل ما يخص الداخل الكتائبي، مطلقاً سهامه باتجاه رئيس الحزب أمين الجميّل (عمه) ومنسّق اللجنة المركزيّة في الحزب النائب سامي الجميّل (ابن عمه)، متهماً إياهما بضرب الحياة الديموقراطيّة في الحزب.

"ما الذي يجري في حزب الكتائب؟ ما إن ينتهي صراع حتى يبدأ آخر"، يسأل "ثائر غندور" في مقال له في جريدة "الأخبار"، ويقول:

"لا يُمكن العودة إلى الصراع الأوّل في هذا الحزب الذي يبلغ من العمر خمسة وسبعين عاماً. لكنّ السنوات الأخيرة، منذ اغتيال الوزير بيار الجميّل عام 2006، شهدت تصاعداً. أُقصي فريق الوزير الشاب الذي «أقام البنيان الحديث للحزب، بعدما انتقل النائب سامي الجميّل من كتائبنا (تشبيهاً بلبناننا) إلى حزب الكتائب، لتجعل الحزب ملكاً شخصياً لها» كما يقول أحد المعترضين على أداء النائب سامي الجميل.

إذاً، وبعدما خفتت لهجة الانتقاد تجاه قيادة الحزب، وتحديداً رئيسه أمين الجميل ونجله سامي، عادت هذه اللهجة إلى الارتفاع. ويمكن اعتبار النائب نديم الجميل رأس حربة المجموعة المعترضة، إذ إنه قادر على الحركة والانتقاد من دون الخوف من التهميش الحزبي، لكونه نجل بشير الجميّل، ووريث حالته وشعبيته في الأشرفية.

(...) يشير معارضو سامي بالإصبع إلى «التعيينات الحزبيّة الأخيرة، ومنها ما جرى على شكل انتخابات لضرب سعادة»، وأهمها تعيين ابن بلدة شكا البترونية، ميشال خوري، أميناً عاماً للحزب، وهو المعروف بعلاقته السيئة بسعادة، تماماً مثل انتخاب ابن البترون منير الديك عضواً في المكتب السياسي للكتائب. وبحسب معارضي سامي داخل الحزب، فإن نائب المتن يسعى إلى السيطرة الكاملة على البترون، بحيث يُفقد سعادة أي قدرة على الاعتراض. ويشير معارض آخر، إلى أن «هذا ما حصل مع نائب زحلة إيلي ماروني، الذي انشغل لنحو عام بمعركة داخلية مع إقليم الكتائب في زحلة». يضيف المصدر ذاته إن ماروني حاول مواجهة سامي، لكنه فشل، «وساءت حالته يوماً بعد آخر، إلى أن سلّم في النهاية بالأمر الواقع وعاد إلى حضن سامي». يضيف هؤلاء المعارضون إن وضع حزب الكتائب في زحلة يستمر بالتراجع يوماً بعد آخر لمصلحة القوات اللبنانية، التي لا «يفوّت زعيمها سمير جعجع فرصةً إلا يأتي إليها ليلتقي شبابها، في الوقت الذي تحوّل فيه الكتائب إلى حزب الختايرة» كما يقول أحد المراقبين الدقيقين لوضع مدينة زحلة وقراها.

ويقول المعارضون إن « نائب الأشرفية نديم الجميل تعرّض للتضييق في الانتخابات الحزبية الأخيرة، بحيث لم يصل من فريقه غيره إلى المكتب السياسي».

في المقابل، فإن بعض المقربين من سامي يردون على الأمر بدعوة المعترضين إلى العمل والتفاعل الحزبي والتواصل مع الناس أكثر. ويُعطي هؤلاء مثالاً، هو زيارة وفد من الأشرفيّة إلى سامي ومطالبته، لكونه منسق اللجنة المركزية في الحزب، بإيلاء منطقة الأشرفية اهتماماً أكبر. وبحسب المقربين من سامي، فإن الأخير أبلغ زائريه بأن للأشرفيّة نائباً هو من يتولى شؤونها. يضيف المقربون من سامي إن مشكلة نديم هي في فريق عمله الذي يعاني أزمة تواصل جدية مع الكتائبيين.

ويرى أحد المقربين من القيادة الحزبية أن ماروني وسعادة شاركا في الانتخابات وهما راضيان عن النتائج، ويشعران بدعم الحزب الكامل لهما. «وعندما جرى الاعتراض على ماروني في زحلة، نال نائب المدينة الدعم الكامل من الحزب».

من جهتهم، يقول المقربون من نديم الجميل إن المشكلة في حزب الكتائب هي أن «أمين وسامي الجميل حيّدا العديد من الكوادر الفاعلة لمصلحة بعض المقربين منهما، وحوّلا الحزب إلى مؤسسة وظيفية، إذ يطغى منطق الموظف على منطق المناضل داخل الحزب». وينقل هؤلاء عن نديم قوله إن رئيس الحزب وسامي هما من يُديران الحزب في سبيل تطييعه لمصلحة سامي، متجاوزين كل الأصول الحزبية والديموقراطية، وغير آبهين بابتعاد الكتائبيين عن الحزب. وفي الوقت عينه، تنقل المصادر نفسها عن نديم تأكيد بقائه داخل الكتائب «لأنها المكان الأفضل».

ويُكمل هؤلاء نقدهم لرئيس الكتائب، مشيرين إلى أن الحياة الديموقراطيّة تموت تدريجاً في الحزب، ما يدفع إلى نشوء «بنيتين متوازيتين في جميع المناطق. البنية الرسميّة وأخرى غير رسميّة». ويلفت هؤلاء إلى غياب التقرير المالي عن المؤتمر الحزبي العام، مشيرين إلى أن نديم لا يعرف أين وكيف تُصرف أموال الحزب، وهو ما يرد عليه أحد المقربين من القيادة بالقول إن التقرير المالي عُرض في المؤتمر، وإن المكتب المالي في الحزب مفتوح لأي حزبي يُريد الاطلاع على موازنة الحزب، «والجميع يعرف أن الرئيس الجميل هو المصدر الرئيسي لتمويل الحزب».

إضافة إلى المال الحزبي، يرى المقربون من نديم أن الخلل الإضافي في الكتائب، إلى جانب الخلل التنظيمي الداخلي، هو الخلل السياسي. بمعنى أن حزب الكتائب يفتقر اليوم إلى أي رؤية سياسية، «إذ يجري الاتفاق على موقف ما في المكتب السياسي، ويخرج النواب لترجمته، لكن سامي يُعلن موقفاً آخر، فيُصبح هذا الموقف هو الموقف الرسمي للحزب».

ويُكمل المقرّبون من نديم نقدهم بالقول إن سامي يستفيد على نحو شخصي وخاص من مؤسسات الحزب، «فهو ينال الاهتمام الإعلامي الأول، وهو الذي ينال فريق عملٍ على حساب الحزب». وعند الإشارة إلى أن سامي قدم مشاريع قوانين أكثر من جميع نواب الحزب، يردّ المقربون من نديم بالإشارة إلى أن منسق اللجنة البرلمانية أنطوان ريشا لا يتواصل مع نديم مطلقاً، وكأنه يعمل فقط مع سامي، «تماماً كما يتعاطى الفريق الإعلامي التابع للحزب». وهو ما ينفيه المقربون من سامي، الذين يُشيرون إلى أن ريشا لطالما دعا نديم إلى التفاعل.

وفي الموقف السياسي أيضاً، يرى المقربون من نديم أن علاقة الحزب مع حلفائه غير ثابتة، وهو ما يؤثّر سلباً على أدائه. وينقل هؤلاء عن نديم قوله إن جوهر الكتائب أن يكون حاضناً للزعامات المناطقيّة، كما كان أيّام بيار الجميّل المؤسس عندما كان يضم إدمون رزق من جزين وجورج سعادة من البترون وغيرهما. ويعتقد هؤلاء أن الحزب يتقوقع على نفسه، ويترك الساحة فارغةً لتصطاد القوات اللبنانيّة جمهور الكتائب، «لا لأنها أكثر تنظيماً، بل لأنها أكثر وضوحاً وحسماً في الموقف السياسي».

وهنا، يعترض المقرّب من القيادة، إذ يعتبر الرجل أن موقف الحزب أكثر من واضح، «ومن لا يفهم موقفنا يكون لديه مشكلة في الفهم السياسي، فنحن واضحون لجهة تبني اللامركزيّة السياسيّة والدفاع عن الأرض والعدالة وغيرها من العناوين السياسيّة»، ويؤكّد أن المشكلة هي في الفهم «أو أن هناك من لا يُريد أن يفهم الموقف السياسي لأسباب شخصيّة، تتعلّق بالفشل في الانتخابات» في إشارة إلى نديم الجميّل.

وينفي المقرب من القيادة أي تفرّد بالقرارات، بالإشارة إلى أن القرارات تتخذ بالأغلبيّة، «وقد بلغ أعضاء الهيئة الناخبة في المؤتمر العام 350 عضواً منتخباً وممثلاً للقاعدة الكتائبيّة. ثم انتخب هؤلاء المكتب السياسي عبر الانتخاب السري من وراء الستار العازل، فكيف يكون هناك ضغط على أحد، أو تكون الديموقراطيّة غائبة، إلّا إذا كان من يتحدث عن الديموقراطية لديه مفهوم مختلف عنها».

ورداً على الحديث عن تراجع شعبية الكتائب، يُشير المقرب من القيادة إلى أن مصلحة الطلاب انتشرت انتشاراً واسعاً في السنوات الأخيرة بعدما كانت غائبة عن معظم الجامعات والمدارس، «واليوم باتت عندنا خلايا في الكثير من المدارس والجامعات، وقد شارك نحو 1500 طالب في العشاء الأخير للمصلحة. وهناك 3 إلى 4 آلاف منتسب جديد للحزب سنوياً».

ويرى الرجل أن خصوم الكتائب وحلفاءه يزداد احترامهم له، ما عدا بعض القلّة الذين ينتظرون هدايا من الحزب، «والحزب ليس في وارد تقديم هدايا، بل إن كل من يُريد دوراً عليه أن يعمل له. وسامي يُقدّم كل أسبوع مشروع قانون، ويُشارك في الجلسات العامة وفي اللجان، ويزور كلّ الأقاليم ويهتم بكلّ كتائبي».

وفي السياق عينه، كتبت "جويس الحويس" في "الجمهورية" أن "خروج الجميّل من حزب الكتائب اللبنانيّة فهو أمر غير وارد إطلاقا، على رغم كلّ الصعوبات والمطبّات التي تعترضه، وعلى رغم النهج الذي لا يوافق عليه، خصوصا لجهة بعض القرارت التي تتّخذ من القيادة، فبقاؤه في الحزب هو للتصحيح وتحسين الوضع. وتعتبر أوساط كتائبية أنّ موقف الجميّل جاء على أثر الاستياء الكبير الموجود في صفوف الحزبيين إزاء بعض المواقف".

ونقلت عن مصدر مسؤول في حزب الكتائب أنّ "المشكلة الحقيقيّة هي في طريقة تفكير بعض اللبنانيين، إذ اعتدنا أن ينفصل أحد الأعضاء عن حزب، إذا اختلف مع أحد القياديّين، "لكن الوضع في حزب الكتائب مختلف كلّيا".

أمّا مبدأ الاختلاف بالرأي، فيلفت المصدر إلى أنّه لا يعني عدم الالتزام بالقرارات الصادرة عن القيادة الحزبيّة، "إذ إنّ أيّ قرار يحقّ لأيّ حزبيّ الاعتراض عليه، وكلّ شخص يعرب عن رأيه، لكن حتى اليوم لم يعمد أيّ معترض إلى مخالفة القرارات، إذ هناك فرق بين الالتزام والاحترام".

أمّا لجهة استياء نديم الجميّل من انتخابات المكتب السياسي الأخيرة، فاعتبر أنّ هذا أمر طبيعي، وهو نتيجة خسارة معيّنة، "لكن نديم ليس مستاء لأنّ الحزب لم يعيّن أحد المقرّبين منه، لأنّه مدرك تماما إلى أنّ الأشخاص الذين وصلوا، جاؤوا نتيجة انتخابات ديمقراطية"، مؤكّدا أنه "على نديم العمل أكثر على الأرض من أجل الفوز في الانتخابات المقبلة".

ولم ينكر المصدر أنّ كلّ شخص داخل الحزب يملك استراتيجيّة عمل معيّنة تختلف عن الآخر، وكلّ من يصل إلى الحكم يحاول العمل على تطبيقه استراتجيّته الخاصة، "وحصول سامي اليوم على غالبيّة المكتب السياسي لا يبرّر إشاعة أجواء عن خلاف حتمي بين سامي ونديم".

وختم المصدر مؤكّدا ضرورة وجود رأيين متنافسين لإعطاء الأفضل للحزب.

وفي ظلّ إنكار من قبل الطرفين، بشأن وجود خلاف حتميّ بين أبناء البيت الواحد، وحقيقة خروج أحدهم من الحزب، يبقى السؤال: من المستفيد من محاولة إشاعة هذه الأجواء في صفوف حزب الكتائب اللبنانيّة؟

 

سماحة المفتي ... إخلع عمامتك وإرحل!

الكاتب: قاسم يوسف

قبل ان أتخذ قراري الحاسم بكتابة هذا المقال جالت في مُخيلتي أفكارٌ متعددة ورصدت في صلبها ذكريات ذاك الشيخ "الجليل" الملتحي ذو العمامة البيضاء والشارب المحفوف ذاك الذي يعتلي منبراً في بيت من بيوت الله ليحدثنا عن زمان غابر وحضارة راسخة تمتد بأوصالها إلى التاريخ بتلك اللكنة المضرجة بالإبداع اللغوي عبر مخارج تضجّ بالبلاغة بياناً وبديعاً, هو الخطيب الماهر المفوه الذي يتقن غسل الأدمغة برقة قلبه وروعة حديثه, ففي حضرة كلامه ينتابك الشعور بالكباء, بالحسرة والذنب, وبين يديه تخالجك أفكارٌ تصبو برمزيتها إلى مصاف السعادة والأحلام تلك التي تحاكي في مضمونها منطق الفردوس والنعيم, الجنة والخلود, اللبن والعسل ... وحور العِين!

في حضرة العمائم لا بد أن تكون حذراً, وفي نقد أصحابها عليك أن تكون جازماً وحاسماً وبناءً, فلا ممنوعٌ من النقد إلا من لا يرقى إليه الشك, ولا ممنوعٌ من الحساب إلا من خلق الثواب والعقاب, ومن كان معصوماً فليرجمني بحجر!... سأبدأ من القاعدة صعوداً إلى رأس الهرم, ولأن الشيئ بالشيئ يذكر فلا بد أن أذكّــر بالسواسية التي تحدث عنها يوماً سيد الخلق.

في المرحلة الأولى وفي رحاب النقد الذاتي والجلد البناء تتفرع الأوجه وتتعدد, فعينٌ على ما ظهر منه للعامة وأخرى على أُظهر لهم بالدليل والوقائع, ومن الصنف الأول تأتي المعادلة البسيطة والواضحة, شيخٌ يأم مسجداً صغيراً في حي من الأحياء الفقيرة ضمن قرية تندرج في رأس القرى المهمشة يقطن قصراًً فخماً يجاوره حديقة برجوازية بالإضافة إلى السيارات الفارهة والخدم والحشم وقد وضع في صدر بيته (تماماً عند توقف النظر) لافتة كُتبت بأحرف مذهبة "هذا من فضل ربي", وبغض النظر عن "فضل ربه" ننتقل إلى الصنف الثاني, فهو صاحب عمامة منذ أكثر من عشر سنوات بل هو صاحب العمامة الأرفع والأكبر, العمامة التي طاولتها الشبهات وطافت حولها الإتهامات بالسرقة والفساد. والخلاصة, أن تكون سارقاً ولم تُـكشف فذاك شأن بينك وبين الله, أما أن تكون مربياً وإماماً ومرجعاً وأن تُكشف دون أن تحاسب فتلك من علامات الساعة الجسام.

في المرحلة الثانية, وهي المرحلة الأدق والأخطر, يتجلى لك الأمر تماماً كقرص الشمس في وضح النهار, فأن تكون فقيهاً مبتكراً ومجتهداً في إصول السنة والحديث والشريعة لا يعني مطلقاً أنك مدرك بكل شيئ, وأن تكون حجة في الخطابة ومرجعاً في اللغة وحبّراً في البلاغة لا يعني أيضاً أن حديثك في السياسة هو حديث الخليفة الراشد أو الولي المعصوم.

أحد العلماء الأجلاء من منّ يصنفون في خانة السماحة, ويملكون كفوفاً ناصعة لا غبار عليها, وصل به العلم إلى مرتبة متقدمة جداً حتى أضحى مرجعاً فقهياً كبيراً لامس حدود الإجتهاد والتطوير, غير أنه كلما إعتلى منبراً ليدلي بدلوه في السياسة أحدث زوبعة عارمة من الغضب والأخذ والرد نظراً لأخطاء لا تجوز ولا تغتفر, والأمثلة شاخصة أمامنا, من خطاب إستقبال الرئيس أمبن الجميّل مروراً بخطاب السفارة الإيرانية وصولاً إلى الخطاب الشهير يوم اُخرج الجيش السوري من لبنان, يومها وقبل أن تجف دماء الشهيد رفيق الحريري قال: "إن السماء تبكي على رحيل الجيش السوري"!

في المرحلة الثالثة, وهي محور مقالنا, هناك جمعٌ "رهيب" بين المرحلة الأولى والثانية أضافة إلى نكهة خاصة تتمتع بها العمامة الثالثة ما يظهره جلياً في تصرفاته ومصالحه, وهذه بعض الشواهد الحاضرة:

* عشية تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتكليفه بتشكيل الحكومة, قرر سماحة المفتي أرسال كوكبة من المفتين والعلماء لمقابلته وحثه على الإنسحاب منعاً "للفتنة بين المسلمين" وكذلك شق الصف.

* بعدها بوقت قصير وجه سماحته دعوى للنواب السنة بالإضافة إلى أعضاء المجلس الشرعي والرئيس ميقاتي لحضور مؤتمر إسلامي جامع كالذي عُقد أيام الرئيس الراحل أمين الحافظ, وخرج عن الإجتماع ما عُرف حينها بالثوابت الإسلامية, وقد علم لاحقاً أن الرئيس فؤاد السنيورة والنائب نهاد المشنوق كانا عراب الإجتماع.

* خلاف بين المفتي ووفد فلسطيني تحول إلى مشكلة كبيرة تناقلت تفاصيلها (المعيبة والمخزية) وسائل الإعلام وتدخل على إثرها الرئيس فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري لحلحة الموقف وترطيب الأجواء.

* سماحته يستقبل الرئيس نجيب ميقاتي مهنئاً بحول شهر رمضان المبارك بحضور غالبية أعضاء المجلس والمفتين, ينتهي "إجتماع التهنئة" ليخرج المفتي بكلام نوعي جديد عكس تقلباً واضحاً في مزاجه ومصالحه, وفي تبرير أحد المفتين على الإجتماع كان جوابه بأنهم لم يعرفوا من هو الضيف (فهل يصدق أحدٌ أن يُدعى مُفتي إلى لقاء دون أن يعلم من سيلتقي؟, عذر أقبح من ذنب!)

* السفير السوري حضر مهنئاً وألقى كلمة "خشبية", ولم يكن ينقص المشهد سوى صورة فاقعة للرئيس بشار الأسد وكلمة تضامنية مع النظام القاتل, وربما مظاهرة تأييد في الباحة الخارجية!.

* وفدٌ إيراني في حضرة سماحته, وكذلك وفد من حزب الله (هو الحزب عينه الذي إجتاح بيروت وروع أهلها كما جاء في كلمة المفتي عشية الأحداث السوداء, وهو الحزب عينه الذي إتهم بإغتيال رفيق الحريري) والأنكى أن يسمح المفتي بمهاجمة المحكمة الدولية من على منر هذه الدار.

الأمثلة تطول وتطول ومعها يصغر المقام بصاحبه, فهذه النقلة النوعية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ينطبق عليها, ربما, المثل الشعبي "مين ما تجوز إمي بيصير عمي".

يا سماحة المفتي, أنت ومن يسير في ركابك, إتقِوا الله, فالجرح النازف لا تضممه التسويات المذلة, بناء الأوطان يحتاج رجالاً لا يخافون في الله لومة لائم ... إياك أن تظن يوماً بأن التزلف والتملق وتقبيل اللحى يصلح لإدارة شؤون الرعية, قل كلمتك كحد السيف كصوت الرعد كقرقة الصنوج, ها هم أهلك ونحن بعضٌ من أهلك, هل هم راضون عنكم؟ هل تسمع صوت الشارع؟ هل تدرك بأن مقامك لامس القعر الأسفل من درك الوطن؟! قف يا سماحة المفتي, إخلع عمامتك وإرحل ... فنحن نريدك حسن خالد لا أحمد حسون!.