المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 32 آب/11

اشعيا 33/01-13/من يحفر حفرة لأخيه يقع فيها

 ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك يارب، تراءف علينا . إياك انتظرنا. كن عضدهم في الغدوات. خلاصنا أيضا في وقت الشدة من صوت الضجيج هربت الشعوب. من ارتفاعك تبددت الأمم ويجنى سلبكم جنى الجراد. كتراكض الجندب يتراكض عليه تعالى الرب لأنه ساكن في العلاء. ملأ صهيون حقا وعدلا فيكون أمان أوقاتك وفرة خلاص وحكمة ومعرفة. مخافة الرب هي كنزه هوذا أبطالهم قد صرخوا خارجا. رسل السلام يبكون بمرارة خلت السكك. باد عابر السبيل. نكث العهد. رذل المدن. لم يعتد بإنسان ناحت، ذبلت الأرض. خجل لبنان وتلف. صار شارون كالبادية. نثر باشان وكرمل الآن أقوم، يقول الرب. الآن أصعد. الآن أرتفع

تحبلون بحشيش، تلدون قشيشا. نفسكم نار تأكلكم وتصير الشعوب وقود كلس، أشواكا مقطوعة تحرق بالنار اسمعوا أيها البعيدون ما صنعت، واعرفوا أيها القريبون بطشي

 

عناوين النشرة

*مافيا التيار العوني: شقيق كنعان يطلق النار على رئيس بلدية.. وباسيل يفاوض لشراء طائرة بـ21 مليون

*"الكتائب": عناصر "حزب الله" تستكمل مشروع ضم أراض في جبيل إلى مربعاتها الأمنيّة

*بيضون: ثنائية "حزب الله – بري" جزء من أجهزة تمجيد القادة وإذلال الشعوب

*الكتلة الوطنيّة": واجب الدول إحضار المتّهمين إلى العدالة وتنفيذ القانون على من يأويهم

*اوغلو: نهاية القذافي درس لزعماء المنطقة

*طرابلس في يد الثوار... اختفاء القذافي واعتقال نجليه محمد وسيف الاسلام  

*الاتحاد الأوروبي: القذافي يجب أن يغادر السلطة فوراً ويتجنب مزيداً من سفك الدماء 

*القذافي ثالث زعيم عربي تطيحه ثورة شعبية مصيره مجهول بعد سقوط طرابلس واعتقال سيف الاسلام

*المراجعة/حازم صاغيّة/لبنان الآن

*واقعون في فخ العدالة لا محالة

*شمعون: عمر الحكومة قصير نتيجة التطورات.. و"حزب الله" سيفعل أي شيء لنفي التهم عنه  

*الذكرى الـ 24 لرحيل الرئيس كميل شمعون في غياب نجله النائب دوري

*فتفت: قرار انسحاب عون من الحكومة ملك الأسد ونصرالله ومقابلة "التايم" أثبتت إيواء "حزب الله" للمتهمين 

*المشنوق: الحكومة هي للمتّهمين بالاغتيال

*الأمانة العامة للخارجية إلى شغور  وحبيب يتجه إلى السياسة

الراعي دعا الموارنة إلى الرحمة بدل التخوين واستقبالات حاشدة طبعت الجولة في جرد تنورين

*ملف التعيينات الصالح والطالح في سلة واحدة والكلفة مالية وأخلاقية/ بيار عطاالله /النهار

*يا حيف/علي حماده/النهار

*لأن اعتماد النسبية لا يلائم بعض زعماء اللوائح هل يؤدّي الخلاف إلى إبقاء القديم على قِدَمه؟/اميل خوري/النهار

*حلفاء دمشق يميّزون بين النظامين السوري والليبي/انهيار القذافي يوسّع الدعم الدولي للمعارضات/روزانا بومنصف/النهار

*أيلول شهر الامتحانات الصعبة والحاسمة لحكومة ميقاتي/هل من قرار اتهامي ثانٍ بعد عيد الفطر يقلب الأوضاع؟/ابراهيم بيرم/النهار

*حزب الله" يريد استخدام الشيعة درعاً لحماية بعض المجرمين... قيادي سابق في الحزب/موقع 14 آذار/طارق السيد

*مذكرأً أن السيد نصرالله عمّمه في قمّ... شقيق السيد محمد الحسيني/المنار شهرت بنا ولم تحترم نسبنا لآل البيت... وعِمَّتنا ليست أقلَّ سوادًا من عمائمِ الغير

*بين حزب الله والتايم/النهار/سمير منصور

*لا تأخذوا مصر إلى هزيمة 67 / أحمد الجارالله/السياسة

*النظام السوري في سباق ٍ مع الزمن/علي ب. اسعد/السياسة

*في غياهب الانتظار/عبده وازن/الحياة

*لبنان... لا يمثلنا/جميل الذيابي/الحياة

*سوريا: خطوة ثالثة في مجلس الأمن/نايف بن بندر السديري/الشرق الأوسط

*أردوغان بين الحقيقة والدعاية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*العالم بعد القذافي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*انتصارات ثوار ليبيا ترعب نظام الأسد/حمد الماجد/الشرق الأوسط

*أولويات مصرية.. في ظل التداعيات الإقليمية/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

مافيا التيار العوني: شقيق كنعان يطلق النار على رئيس بلدية.. وباسيل يفاوض لشراء طائرة بـ21 مليون دولار 

موقع 14 آذار/طارق نجم

هل هي الغيرة أم العدوى أم حالة توّحد بات يعيشها التيار العوني مع حزب الله والمليشيات الملحقة به منذ توقيع ورقة التفاهم في شباط من العام 2006؟ أم لعلها نزعة متأصلة في نفس ميشال عون لم يكشف عنها سوى بعد أن أتاحت له فرصة ذلك وبات له 10 وزراء في الحكومة؟

واذا كان الوزير جبران باسيل على وشك ان يخرق قانون المحاسبة العمومية الذي لايسمح له بإنفاق 4 مليارات و 500 مليون ليرة من خارج الموازنة ومن دون رقابة للحصول على مبالغ هو بحاجة اليها في حملته الانتخابية القادمة، فإن باسيل بدأ أيضاً يفاوض على ما سيشتريه بهذه الأموال التي ستأتيه من الصفقات الوهمية ومنذ الآن و على رأس هذه المشتريات.. طائرة خاصة!

وبالنسبة لأمين سر تكتل الإصلاح والتغيير، أي ابراهيم كنعان، فإنه ينتدب أخاه بول للقيام بممارسات أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها مافيوية من خلال اطلاقه النار على رئيس بلدية هو محام في الوقت عينه بالإضافة الى سلوك لا يمكن أن يكون لمن يعمل بالشأن العام! فماذا يحصل لأركان تيار "الإصلاح والتغيير"؟

باسيل يفاوض لشراء طائرة خاصة من عدنان القصار بـ21 مليون دولار...وتبقى الغايات مبهمة!

فقد نقلت مصادر مطلعة أنّ صهر الجنرال ميشال عون، زوج ابنته الوزير جبران باسيل يفاوض من اجل شراء طائرة خاصة بقيمة 21 مليون دولار. وقد جاء في التفاصيل أنّ باسيل علم بنية الوزير السابق ورئيس غرفة التجارة العربية عدنان القصار بيع طائرته الخاصة بعد أن قرر هذا الأخير شراء طائرة أحدث. وتدور المفاوضات حالياً بين الطرفين للتوصل الى اتفاق لبيع الطائرة لصالح باسيل مقابل مبلغ وقدره 21 مليون دولار أميركي مع الإشارة إلى أنّ كلفة ركن وصيانة الطائرة في مطار بيروت تقدر بـ2500 دولار اميركي لليوم الواحد. ولم تجزم المصادر المطلعة على مجريات المفاوضات أن الطائرة ستكون من نصيب باسيل نفسه أو من نصيب الجنرال عون أم أنها ملك العائلة رغم عدم وضوح الحاجة الى طائرة للتنقل خاصة بجبران باسيل أو العائلة الكريمة.

وإذ يمكن ان تقدر مصادر تلك الأموال, فإنه لا تعرف بشكل واضح الغايات الأبعد لشراء هذه الطائرة وفي هذا الإطار نذكّر بما اوردته صحف قطرية بتاريخ 13 تموز 2007 وهو خبر مفاده أن الهيئة العامة للطيران المدني في قطر، وخلال رحلة من بيروت الى العاصمة القطرية، ضبطت شخصاً لبنانياً يدعى جبران جورجي باسيل عى متن الخطوط القطرية وهو يحمل مسدسا محشواً من نوع «وولتر» إضافة إلى 50 طلقة في حقيبة أمتعته التي اصطحبها معه إلى مقصورة الركاب. وعندما تم توقيفه من جانب مسؤولي مطار الدوحة الدولي، قال جبران جورجي باسيل انه كان مسافرا مع الجنرال ميشال عون وانه «يحمل المسدس معه دائماً على متن الطائرة عندما يسافر، وأنه مسؤول العلاقات العامة في التيار الوطني الحر. وقد أبلغت الخطوط الجوية القطرية الى مدير أمن المطار آنذاك العميد وفيق شقير رسالة خطية تبلغ فيها بالحادثة وتطلب منه اتخاذ إجرءآت قانونية بحق كل من الراكبين ميشال عون وجبران باسيل. ولكن بالطبع لم يحرك شقير ساكناً!

بول،شقيق ابراهيم كنعان، مطلق النار على رئيس بلدية... وصاحب صيت سيء وسمعة غير نظيفة

أما اليوم صباحاً فقد أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام أن المحامي ب. ك. قام باطلاق النار على رئيس بلدية الغابة المحامي أمين ابو جودة . وفي ظلّ محاولات تكتم إعلامي حول هوية المحامي مطلق النار، كشفت مصادر قانونية أنّ من أطلق النار ما هو إلا المحامي بول كنعان، شقيق النائب ابراهيم كنعان امين سر تكتل التغيير والإصلاح ورئيس لجنة المال والموازنة في مجلس النواب. وقد اصيب المحامي ابو جودة اصابة متوسطة في كتفه ونقل إلى احدى مستشفيات المنطقة على وجه السرعة. وتشهد منطقة الغابة الملاصقة لبرمانا توتراً شديداً واحتقاناً شعبياً في وقت لم يُلق القبض بعد على بول كنعان خصوصاً أن الإشكال يعود الى خلافات قديمة رجحت المصادر أنها عقارية وفي وقت تعتبر عائلة ابو جودة من أكثر العائلات المتنفذة في المنطقة حيث فازت اللائحة التي ترأسها أمين ابو جودة في الانتخابات البلدية بالتزكية.

ويعتبر بول كنعان اليد اليمنى لأخيه ابراهيم خصوصاً في فترات الانتخابات حيث نال بول شهرته من خلال شراء أصوات المجنسين في منطقة المتن. فخلال الانتخابات النيابية أعتاد النائب كنعان أن يرسل

شقيقه بول كنعان إلى أمكنة تواجد المقترعين الذين نالوا الجنسية على يد ميشال المر خصوصاً في البقاع على الرغم من أن نفوسهم في المتن الشمالي. وكان بول يصل مع حقائب المال التي يوزعها على هؤلاء الناخبين وفق تسعيرة 100 دولار للصوت الواحد على أن يصوتوا له وحده مارونياً كي ينال وحده أعلى نسبة من الأصوات.

بول كنعان الذي يفضل أن يلعب الأدوار من وراء الستار ظهر اسمه في الإعلام عقب الانتخابات النيابية للعام 2009 عندمنا استضافت الزميلة غادة عيد في برنامج "الفساد" مواطنين يدعيان نبيل الفلا وجندارك سعد في حلقة عنوانها "المال الانتخابي والرشي في الانتخابات النيابية". وقد برز اسم بول كنعان على اعتباره تلقى خدمات انتخابية لصالح شقيقه ابراهيم عبر هذين الشخصين مثل دفع الرشاوي وشراء الأصوات وغيرها. وكذلك كشف البرنامج الأسلوب الذي يتعامل به بول مع من يطالبونه بحقهم حيث تعرض أحد هؤلاء للضرب حين طالب بأمواله. وشكلت هذه الحلقة فضيحة للنائب كنعان الذي اتصل مباشرة على الهواء مهدداً ومتوعداً وهو يكيل الشتائم والاتهامات لغادة عيد.

هذا السلوك أكد عليه مصادر مقرب من التيار الوطني الحرّ الذي ذكر تجربة له مع بول كنعان الذي كان يدن له بالمال. وقد دأب كنعان على التهرب من هذا الدائن وغيره مراراً وتكراراً. ويعرف عن بول أنه صاحب صيت سيئ وسمعة غير نظيفة ويستعمله اخوه ابراهيم كنعان للتعامل مع كل القضايا القذرة التي لا يريد أن يظهر فيها علناً. ويلجأ بول كنعان عادة الى للتحرك على الساحة المتنية من منطلق أنه محام وممثل رسمي للنائب كنعان وكذلك كونه نائب للرئيس وتارة رئيساً لنادي الانوار الرياضي الذي يعتبر مؤسسة تابعة لشقيقه يديرها ويجيّر افرادها وأعضاءها لصالح شقيقه بعيداً عن التيار الوطني الحرّ.

كما يسجل لإبراهيم كنعان شخصياً تلفيقات كثيرة أعترف بها لاحقاً منها صورة المقاتل الذي قال أنه للقوات اللبنانية ليتبين لاحقاً أنه من حزب الله وليعود فيقر كنعان بذنبه. وكذلك نسجل لكنعان الحادثة التي جرت معه في المنصورية حيث أدعى على شبان بأنهم حاولوا اغتياله ليعود فيسحب دعواه بعد ان اظهرت كاميرات الفيديو أن مرافقيه هم من اطلقوا النار.

 "الكتائب": عناصر "حزب الله" تستكمل مشروع ضم أراض في جبيل إلى مربعاتها الأمنيّة

توقف المكتب السياسي لـ"حزب الكتائب اللبنانيّة" أمام "الفلتان الأمني السائد في البلاد على أكثر من صعيد وتردد السلطة القضائية بالتحرك على الرغم من الجرائم الموصوفة، ما يؤكد تغييب الدولة عن شؤون المواطنين من جهة، وعن مواجهة التحديات المصيرية من جهة أخرى"، لافتًا إلى أن "آخر مظاهر تحدي الدولة هو استمرار الاعتداءات في منطقة لاسا حيث تستكمل العناصر التابعة لـ"حزب الله"، والمناصرة إياه، مشروع ضم أراضٍ في جرود جبيل الى مربعاتها الأمنيّة الممتدة من الجنوب والبقاع حتى الجبل مروراً بالضاحية، وهي مناطق خارجة كلياً عن سيادة الدولة وسلطة مؤسساتها".

المكتب السياسي الكتائبي، وبعد اجتماعه الدوري الاسبوعي برئاسة رئيس الحزب الرئيس امين الجميّل، أضاف، في هذا الاطار: "بلغت وقاحة التحدي حدَّ الاعتداء السافر على رجل دين، ويحدث كل ذلك فيما الدولة تتخذ موقف المتفرج رافضة أو عاجزة عن التدخل وإعادة إلى كل ذي حق حقه، مما يدفع المواطنين إلى التساؤل عن السبل المناسبة لحماية حرياتهم وأملاكهم ووجودهم".

وتوقّف المكتب السياسي الكتائبي عند المقابلة التي وردت في صحيفة الـ"تايم" الأميركية المعروفة بمصداقيتها وجديتها في نقل الأخبار، معتبراً أنّ "هذه المقابلة بغض النظر عن كل ملابساتها لا تؤثر مطلقاً على سير عمل المحكمة الدولية، لكن إن دلت على شيء فإنّها تدل على إمعان الجهات الحامية للمتهمين بتحدي العدالة والدولة وضرب ما بقي من هيبة وصدقية لدى الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة اللبنانية، لا سيما وأنّ المتّهم ينتمي إلى "حزب الله"، الذي هو القوّة المهيمنة على الحكومة الحاليّة، وبالتالي لا بد للمعنيين أن يستخلصوا العبر والمواقف الحافظة لكرامة الشخصيّة والوطنيّة".

كما ذكر البيان أنّ المكتب السياسي اطلع على أجواء الاجتماع الذي انعقد في الديمان (المقر الصيفي للبطريركية المارونية) بدعوة من البطريرك مار بشاره بطرس الراعي لبحث الاقتراحات المطروحة لقانون انتخابات جديد في البلاد، وتوقف عند كل الطروحات التي عرضت.

وأكد المكتب السياسي أنّ "الكتائب"، لا تزال تدرس أي قانون هو الأفضل بعد المتغيّرات المختلفة، كما يهمها أن يضمن القانون الجديد الحفاظ على مبدأ المناصفة الفعلية والسياسية، لا النظرية فقط، بين المسيحيين والمسلمين في مجلس النواب، بحيث يتمكن الناخب المسيحي، كما كل ناخب من أي طائفة أخرى، من اختيار ممثليه الحقيقيين"،  مشيرًا إلى أن "هذا الأمر لم يكن متوفراً منذ اتفاق الطائف إلى اليوم، حيث إنّ نسبة النواب المسيحيين الذين انتخبتهم أكثرية مسيحية وهم  يمثلون بالكامل مشاعر واهتمامات وطموحات طوائفهم ضئيلة مقارنة بالنواب من الطوائف الأخرى". وأعلن المكتب السياسي، في هذا الاطار، أنه "شكل فريقاً للعمل مع خبراء في علم الدستور وصولاً إلى القانون المناسب".

(المكتب الاعلامي)

 

بيضون: ثنائية "حزب الله – بري" جزء من أجهزة تمجيد القادة وإذلال الشعوب

شدد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون على أنّ "مسلسل الثورات من تونس إلى مصر فاليمن وصولاً إلى ليبيا أتى ليعبر بكل تجلياته عن سقوط النظام الأمني العربي ونهاية حقبة الانقلابات وأنظمتها في المنطقة"، مشيرًا في هذا المجال إلى أنّ "الربيع العربي الذي يتجسد اليوم مرة إضافية في مشهد تمزيق صور معمر القذافي يضع حداً نهائياً لفكرة القادة الذين اعتبروا أنفسهم فوق القانون والمحاسبة والمساءلة وقد تصرفوا على أساس ذلك فبنوا دولاً فاشلة تضع الحاكم وبطانته وأجهزته فوق القانون وتجعل من المواطنين مجرد أدوات مُسخّرة في خدمة الحكام وعائلاتهم".

بيضون، وفي حديث لموقع "NOW Lebanon" لفت إلى أنّ "هذه الانظمة التي رفعت شعارات ثورية بالشكل وفارغة بالمضمون أدت إلى انهيار مفهوم الدولة واستبدلت المؤسسات فيها بأجهزة أمنية لا يحكمها أي دستور او قانون بل الولاء الشخصي والعائلي والطائفي والنفعي للحاكم"، معتبرًا في المقابل أنّ ما تشهده المنطقة اليوم هو "العولمة في العالم العربي التي تعني المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطن والحاكم بحيث لم يعد الحاكم "نصف إله" بل هو مواطن عادي يمكن محاسبته ومحاكمته مثلما حصل مع الرئيس حسني مبارك ومثلما يحصل اليوم مع القذافي المحال الى محكمة الجنايات الدولية كما هو مصير حكام عرب آخرين على ما يبدو في الأفق".

وفي هذا الإطار، لفت بيضون انتباه النظام السوري إلى أنّ "مصيره مرتبط بالمقدرة على فتح حوار حقيقي مع قوى المعارضة بما يؤمن مرحلة انتقالية سلمية نحو بناء دولة حديثة يحكمها الدستور والقانون لا أجهزة الأمن والقمع"، مشددًا على أنه "كان يفترض للوصول الى نجاح الحوار بين النظام والمعارضة في سوريا أن يحل النظام أجهزته الأمنية خصوصاً بعد إلغاء محكمة أمن الدولة مثلما حصل في مصر"، إلا أنّ بيضون أعرب عن أسفه لأنّ "شيئًا لم يحصل من هذا القبيل في سوريا"، ودعا في المقابل المعارضة السورية إلى "تنظيم وتوحيد صفوفها لإظهار برنامجها الوطني وتنوعها بشكل سيشكل ضمانة لاستمرار التظاهرات السلمية والحؤول دون أي انزلاق ناحية حرب أهلية طائفية أو مذهبية في سوريا"، مؤكدًا في هذا السياق أنّ "النظام السوري لا يستطيع أن يحول دون حصول المعارضة على الإعتراف العربي والدولي بدورها وأهميتها لمستقبل سوريا".

وأشار بيضون إلى أنّ "النظام السوري دخل في أزمة لن يستطيع بأجهزته ومؤسساته الحالية الخروج منها"، لافتًا في هذا المجال إلى أنّ "الرئيس السوري بشار الأسد خسر العلاقات مع الخليج العربي ولا سيما المملكة العربية السعودية وقطر اللتين تشكلان الدعم الحقيقي للاقتصاد والاستثمارات في سوريا، كما أنّ الأسد خسر كل الصداقات التي بناها سابقا لا سيما مع تركيا وأوروبا وكل منهما يشكل رئة للاقتصاد السوري الذي لا يستطيع ان يتنفس من دونهما".

وإذ رأى أنّ "سوريا دخلت عزلة كبيرة جداً ولا يملك النظام السوري المقومات والمقدرة على تأمين الاستمرار خصوصاً على الصعيد الإقتصادي"، أوضح بيضون أنّ "العزلة العربية والدولية التي وضع النظام السوري بلاده فيها ستعرض سوريا للانهيار الإقتصادي وهو ثمن لن يقبل الشعب السوري بكافة شرائحه أن يدفعه لأنه يوازي في تداعياته ومخاطره الحرب الأهلية"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ "المطلب الرئيسي للشعب السوري بات محاكمة مسؤولي النظام عن عمليات القتل وإطلاق النار على المتظاهرين وذلك بالتزامن مع النداءات المتنامية سوريًا وعربيًا ودوليًا والتي تدعو إلى إحالة رؤوس النظام في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية"، وذكّر بيضون في السياق عينه بـ"توقّع الرئيس الروسي نهاية حزينة للرئيس الأسد، بالإضافة إلى اعتبار الأمم المتحدة على لسان أمينها العام بأنّ الأسد فقد شرعيته وإنسانيته وهو ما يدل على سقوط كل مصداقية دولية للنظام السوري".

أما على صعيد متصل بالداخل اللبناني، فرأى بيضون في مناسبة سقوط معمر القذافي أنّ "الثنائية السلطوية التي يمثلها "حزب الله" والرئيس نبيه بري، كانت قد تخلت عن قضية الإمام موسى الصدر وهي أوقفت حتى حملاتها الإعلامية ضد القذافي في الأشهر الأخيرة، نظرًا لأنّ المحور السوري - الايراني قرر دعم القذافي بوجه الليبيين على اعتبار أن حماية النظام الليبي ستشكل خط الدفاع الأول عن المحور السوري – الايراني في المنطقة"، وكشف بيضون في هذا الإطار أنّ "بعض التنظيمات اللبنانية والفلسطينية التابعة لهذا المحور قد جند المئات بل الألوف من الشباب اللبنانيين والفلسطينيين برواتب مغرية، وبمعرفة بري وحزب الله وتحت أعينهما، للذهاب إلى ليبيا والدفاع عن القذافي، وقد جرى إرسالهم من مطار بيروت"، مشددًا على أنّ "الثنائية الشيعية السلطوية باعت دماء الإمام موسى الصدر خدمة لمصلحة المحور السوري - الإيراني بغض النظر عن أي مبادئ أو التزام".

وفي الإطار عينه، لفت بيضون إلى أن "ما يثير الاستنكار والإدانة هو أنّ كل دول العالم اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ممثلاً للشعب الليبي ولطموحاته، بينما لم تعترف الدولة اللبنانية التي تضع الثنائية الشيعية السلطوية يدها عليها بهذا المجلس، وكأن الدولة اللبنانية كانت تعتبر طوال الأشهر الماضية أنّ الشرعية هي مع القذافي وليس مع الثوار الليبيين"، مشيرًا على هذا الأساس إلى أنّ "ثنائية حزب الله - بري أصبحت مثلها مثل أي نظام عربي استبدادي وجزءًا من الأجهزة الأمنية لتمجيد القادة وإذلال الشعوب".

 

الكتلة الوطنيّة": واجب الدول إحضار المتّهمين إلى العدالة وتنفيذ القانون على من يأويهم

رأى حزب "الكتلة الوطنيّة اللبنانية"، بعد نشر مضمون القرار الإتهامي، أنّ "لا عذر للدولة اللبنانيّة في التلكؤ من تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بينها وبين المحكمة الخاصة بلبنان"، معتبرًا أنّ "اعتقال المتهمين الأفراد واجب وطني، أما التشكيك ونقض القرائن والدفاع عن المتهمين الذي يتولاه "حزب الله" فيجب أن يكون أمام هيئة المحكمة وليس أمام شاشات التلفزة".

"الكتلة الوطنيّة"، وفي بيان عقب اجتماعه الدوري، أشار إلى أنّ "التلطي وراء طائفة فهو أمر مخزٍ لمن كان يدعي في يوم من الأيام الدفاع عن العرب أجمعين"، مشيرًا إلى أنه "على الدول التمسّك بالقوانين وتطبيقها وواجبها جلب المتهمين وإحضارهم الى العدالة وتنفيذ القانون على كل من يعترض سبيلها أو يحميهم أو يأويهم".

وتوقّف حزب "الكتلة الوطنيّة" عند ما يطرح وما يشار حول مشاريع الكهرباء، وعن أنّ "ضخ مبلغ قيل إنّه سيصل إلى حدود أربعة مليار دولار في إنتاج وتوزيع الكهرباء قادر عند إنجازه على تأمين الكهرباء 24 ساعة في لبنان"، لافتًا، في هذا السياق، إلى أنّ "صرف مبلغ مماثل من خزينة الدولة يعني استدانة إضافية وبالتالي مزيد من القيود للأجيال القادمة".

وأضاف البيان: "لقد تعب اللبنانيون واختبروا كيف تمّ تمويل الأحزاب بعد اتفاق "الطائف" عبر الصناديق والوزارات ويُخشى اليوم، بعد زوال الوصاية السورية، أن تعود الطبقة السياسية القابضة على الحكم اليوم إلى تقاسم جديد لهذه الجبنة بحيث يضاف الى المستفيدين تيار سياسي جديد هو "التيار الوطني الحر".

وإذ اعتبر أنّ "أي مشروع بهذا الحجم وفي عصرنا هذا لا يمكن أن يهرب تهريباً"، رأى حزب "الكتلة الوطنيّة" أنّه "يجب أن يخضع لنقاش وحوار مفتوح ومقوّماته الأساسيّة ترتكز على الشفافيّة وكيفيّة التمويل وكيفيّة استرداده كما ترتكز على التأثير البيئي والتنمية المستدامة". ومن جهة أخرى، لفت الحزب إلى أنّ "تلاحق فصول مسلسل لاسا أمر يهز مصداقية الدولة ويظهرها بمظهر العاجز، ويشير إلى الخطأ الذي تم في مقاربة الأمور بـ"تبويس اللحى" بدل حلها بالطرق القانونية"، موضحًا أنّ "التعديات زادت لا بل توسعت لتشمل الإعتداء على رجال دين ومواطنين وامنيين".  واعتبر الحزب أنّ "كلام (الأمين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصرالله عن أنّ هذه القصة قديمة أمر لا لبس فيه، وكانت الأمور في مسارها القانوني ولا تشنج فيه ولا مذهبيّة". وتابع: "إلا أن الجديد هو تدخل "حزب الله" في هذه المسألة، وقد استكمل هذا التدخل بالإستقواء بالسلاح الذي أدخله "حزب الله" إلى المنطقة لخلق واقع ميداني متمدد ومبرمج". وختم بالقول: "هذه القصة القديمة كانت لتبقى مثل جميع المشاكل العقارية في القرى أمر يحله القانون بمعزل عن هذه الإثارات والنعرات والتحديات فتاريخ العيش الأخوي الذي أرساه الإداء السياسي السابق في بلاد جبيل لا يمكن السماح بتعكيره من خلال هذا التدخل السياسي والعسكري في شؤون المنطقة".

(المكتب الاعلامي)

 

اوغلو: نهاية القذافي درس لزعماء المنطقة

أعلن وزير خارجيّة تركيا أحمد داود أوغلو أنّ "النهاية المرجّحة لحكم العقيد معمر القذافي في ليبيا هي درس لزعماء الشرق الاوسط الذين يتجاهلون مطالب التغيير التي ترفعها شعوبهم".

ونقل التلفزيون التركي الرسمي، "تي.ار.تي"، عن أوغلو قوله: "ما يحدث في ليبيا يظهر أن الزعماء الذين لا يصغون الى شعوبهم لا يمكنهم البقاء في السلطة". 7

(الموقع الالكتروني لرويترز)

 

طرابلس في يد الثوار... اختفاء القذافي واعتقال نجليه محمد وسيف الاسلام  

وكالات/بعد 42 عاما من حكم ليبيا المطلق هي اطول سنوات حكم لحاكم غير ملكي في التاريخ اثر انقلاب عسكري على الملكية الدستورية سمي بثورة الفاتح في 1 ايلول 1969، يبدو حكم العقيد القذافي على شفير الانهيار الكامل ليصبح ثالث زعيم عربي يطيح به "الربيع العربي". فاثر تطورات متسارعة في الساعات الاخيرة وصل الثوار الليبيون ليل الاحد الاثنين الى قلب طرابلس حيث جرت معارك عنيفة بينما اعلن حلف شمال الاطلسي ان نهاية نظام العقيد معمر القذافي وشيكة. ووصل المتمردون الذين بدأوا هجوما مساء السبت، الى الساحة الخضراء التي تشكل رمزا كبيرا لانصار النظام الذين اعتادوا على التجمع فيها منذ بداية الحركة الاحتجاجية منتصف شباط للتعبير غن ولائهم للنظام.

وبثت المحطات التلفزيونية الفضائية لقطات لحشود من الرجال يعبرون عن فرحهم، ملوحين بعلم الثورة وهم يهتفون "الله اكبر" ويطلقون النار في الهواء.

وقبل ساعات من ذلك، دعا معمر القذافي انصاره الى "تطهير" العاصمة من الثوار. وقال في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي ان على سكان طرابلس "الخروج الان لتطهير العاصمة" مؤكدا ان لا مكان "لعملاء الاستعمار" في طرابلس وفي ليبيا. واضاف متوجها للثوار "عودوا من حيث اتيتم". من جهته، طلب رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي من المتمردين الامتناع عن اي اعمال انتقامية في طرابلس وحذرهم من وجود جيوب للمقاومة موالية للقذافي في العاصمة. وفي بنغازي عاصمة الثورة في شرق ليبيا، نزل عشرات الالاف من السكان الى الشوارع للاحتفال بقرب نهاية نظام العقيد معمر القذافي. وترافق اعلان قنوات التلفزيون عن وصول الثوار الى وسط العاصمة طرابلس مع مظاهر احتفالية تمثلت باطلاق النار في الهواء من اسلحة رشاشة وهتافات النصر في كل انحاء المدينة واطلاق ابواق السيارات.

كما اطلقت الحشود التي تجمعت عند الواجهة البحرية للمدينة وازدادت اعدادها تدريجيا، صيحات التكبير احتفالا بقرب سقوط القذافي.

وبدأت العملية التي اطلثق عليها اسم "فجر عروس البحر" مساء السبت. وهي تتم بالتنسيق بين المجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار) والمقاتلين داخل طرابلس وحولها، على حد قول احمد جبريل المتحدث باسم المجلس، مشيرا الى ان الحلف الاطلسي يشارك ايضا في العملية.

فقد تسلل ثوار الى العاصمة من البحر من جيب صراتة الساحلي على بعد حوالى مئتي كيلومتر شرق، كما قال المتمردون.

وتمكن ثوار آخرون قدموا من الغرب من دخول طرابلس بعد الظهر على اثر اشتباكات عنيفة مع قوات موالية للقذافي.

وقال مراسل لوكالة فرانس برس ان السكان استقبلوهم بفرح وجروا بمواكبة آلياتهم.

ومساء، تمكن الثوار من السيطرة على حي تاجوراء في الضاحية الشرقية لطرابلس وحي سوق الجمعة، وفق شهود. وذكر شهود عيان ان الثوار الذين لم يواجهوا مقاومة كبيرة، وصلوا الى قلب العاصمة بعدما سيطروا على عدد كبير من احيائها. واكد احد سكان الحميدة (شرق) لوكالة فرانس برس ان القوات الموالية للقذافي كانت تقصف ليل الاحد الاثنين هذا الحي.

من جهة اخرى، افاد سكان العاصمة الليبية ليل الاحد الاثنين ان شبكة الانترنت تعمل مجددا بشكل طبيعي للعموم في المدينة للمرة الاولى منذ انطلاق الانتفاضة في ليبيا منتصف شباط.

وقال احد سكان حي تاجوراء شرق طرابلس لفرانس برس ان خدمة الانترنت السريع تعمل مجددا في كل الحي. واكد شخصان اخران يسكنان حيين مختلفين قرب وسط العاصمة ان خدمة الانترنت عادت للعمل في العاصمة. وتعذر تحديد الطريقة التي تمت اعادة الانترنت من خلالها، في وقت بات الثوار يسيطرون على احياء عدة من العاصمة.

وتم قطع خدمات الانترنت والرسائل النصية القصيرة منذ بدء الازمة الليبية. من جهته، اعلن الحلف الاطلسي ليل الاحد الاثنين ان نهاية نظام معمر القذافي وشيكة داعيا الثوار الى حماية وحدة البلاد والعمل من اجل مصالحة وطنية. وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في بيان "من الواضح ان نظام القذافي ينهار"، مؤكدا انه "بقدر ما يسرع القذافي في ادراك استحالة تغلبه على شعبه، يكون ذلك افضل، كي لا تسفك المزيد من دماء الشعب الليبي".

ووعد بتقديم مساعدة للثوار على اعادة اعمار ليبيا ديموقراطية بعد اربعة عقود من الديكتاتورية في عهد معمر القذافي.

وفي لاهاي، اعلن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو-اوكامبو الاثنين اعتقال سيف الاسلام القذافي. وسيف الاسلام احد ابناء الزعيم الليبي، ملاحق موجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في ليبيا. وقال مورينو-اوكامبو لوكالة فرانس برس "وردتني معلومات سرية تفيد انه معتقل". واضاف "نامل ان يصبح قريبا جدا في لاهاي" لمحاكمته، مشيرا الى انه "كان ينوي الاتصال بالحكومة الانتقالية" الليبية في وقت لاحق لمناقشة الوسائل العملية لنقله الى هولندا.

وسيف الاسلام قام في السنوات الاخيرة بدور مبعوث للنظام او ناطق باسمه وقدم باستمرار على انه الخليفة المرجح لوالده.

وخلال تقدمهم، سيطر الثوار الذين قدموا من جبل نفوسة في الغرب على ثكنة تقع عند الكيلومتر 27 وساتولوا على اسلحة وذخائر، حسب احد مراسلي فرانس برس.

كما حرروا عشرات المعتقلين في سجن ماية القريب من الثكنة. لكن على الرغم من الانتصارات الواضحة للمتمردين، اكد المتحدث باسم النظم الليبي موسى ابراهيم ليل الاحد الاثنين ان نظام معمر القذافي "لا يزال قويا والاف المتطوعين والجنود مستعدون للقتال". وقال ان 1300 شخص قتلوا في الساعات ال24 الماضية في طرابلس، في المعارك التي وصفها بانها "مأساة حقيقية". قد تعذر التحقق من حصيلة الضحايا هذه. الى ذلك، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد ان نظام الزعيم الليبي معمر القذافي "وصل الى نقطة اللاعودة"، مؤكدا ان "الطاغية" يجب ان يرحل. ودعا اوباما في بيان المتمردين الليبيين الذين دخلوا طرابلس الاحد الى احترام حقوق الانسان وحماية مؤسسات الدولة والسير قدما باتجاه الديموقراطية.

واكد اوباما الذي يمضي اجازة في منتجع مارثاز فينيارد شمال شرق الولايات المتحدة ان "الحركة ضد نظام القذافي بلغت هذه الليلة نقطة اللاعودة. طرابلس تتحرر من قبضة الطاغية".

واضاف ان "نظام القذافي يظهر مؤشرات الانهيار وشعب ليبيا يظهر ان التوق العالمي للكرامة والحرية اقوى بكثير من القبضة الحديدية لديكتاتور".

واشار اوباما الى ان افضل طريقة لانهاء اراقة الدماء في ليبيا واضحة، مؤكدا انه "على معمر القذافي ونظامه ان يعترفوا بان حكمهم انتهى". وقال "على القذافي ان يدرك حقيقة انه لم يعد يسيطر على ليبيا. عليه ان يتخلى عن السلطة لمرة واحدة واخيرة".

 

الاتحاد الأوروبي: القذافي يجب أن يغادر السلطة فوراً ويتجنب مزيداً من سفك الدماء 

نقلت وكالة "فرانس برس" عن الناطق باسم منسقة السياسات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، مايكل مان قوله "يبدو إننا نشهد نهاية نظام (العقيد معمر) القذافي". وأضاف أن "القذافي يجب أن يغادر السلطة فوراً ويتجنب مزيدا من سفك الدماء". وحث الثوار الليبيين على ضبط النفس، وقال: "من المهم أن تحترم قوات المعارضة بشكل كامل القانون الانساني وحقوق الانسان وأن تحمي المواطنين". وأضاف: "من الضروري أن تعمل السلطات من أجل احترام التطلعات التي تم التعبير عنها عبر الثورة (الليبية) بهدف اقامة ليبيا ديموقراطية وعادلة ومزدهرة"، مؤكداً أن "ليبيا في بداية عملية انتقالية"، وواعداً بمساعدة "ملموسة وعملية" من اوروبا "في الاسابيع والاشهر والسنوات المقبلة". (أ.ف. ب.)

 

القذافي ثالث زعيم عربي تطيحه ثورة شعبية
مصيره مجهول بعد سقوط طرابلس واعتقال سيف الاسلام

الحكومة الليبية تتحدّث عن سقوط 1300 قتيل وثلاث رسائل صوتية للقذافي في 24 ساعة

معركة طرابلس حُسمت في ساعات والأطلسي سيواصل مراقبة الوحدات العسكرية والمنشآت الرئيسية

في 17 شباط، ولدت الثورة الليبية بعد نجاح تجربتي تونس ومصر وسقوط الرئيسين السابقين زين العابدين بن علي وحسني مبارك. وفي 21 آب، بدا أنها بلغت ذروتها واقتربت من تحقيق هدفها بإسقاط نظام أحكم قبضته على البلاد أكثر من أربعة عقود. وبين التاريخين مرت أشهر طويلة من الجمود والكر والفر، غير أن ساعات قليلة كانت كافية ليحرز الثوار تقدماً كبيراً مفاجئاً حتى لهم، إذ عبروا أكثر من 30 كيلومتراً من خارج العاصمة الليبية إلى أبوابها، ثم إلى قلبها، إلى الساحة الخضراء، على مشارف باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي أوقف نجله سيف الإسلام كما أكد رئيس "المجلس الوطني الانتقالي" مصطفى عبدالجليل، وسلم نجله الآخر محمد نفسه، بينما يكتنف الغموض مصيره هو.

قبل ذلك، على وقع الموسيقى والزغاريد والتلويح بالعلم الملكي، دخل مئات المقاتلين المبتهجين طرابلس من جنزور، بوابتها الغربية دونما مقاومة، بعد قتال ضار بين فلول كتائب القذافي وخلايا ثوار الداخل الذين أطلقوا مساء السبت عملية "فجر عروس البحر".

وتحدثت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية عن وصول الثوار إلى الساحة الخضراء، وبثت مشاهد لاحتفال ثوار ومواطنين ودوس صورة كبيرة للقذافي في مزران على مقربة من الساحة.

وحسم عبدالجليل تقارير تداولتها الفضائيات عن توقيف القذافي ونجليه سيف الإسلام والساعدي، مؤكداً فقط اعتقال سيف الإسلام ونقله إلى "مكان آمن تحت حراسة مشددة لحمايته تمهيداً لمحاكمة عادلة". وقال: "مستعدون لوقف النار في مقابل إعلان القذافي وأبنائه الرحيل، وسنوفر له ممرا آمنا لكي يرحل". وفي وقت لاحق، أكد أنباء استسلام محمد، النجل الأكبر للقذافي، وكذلك وحدات مكلفة الدفاع عن الزعيم الليبي.

ونفت وزارة الخارجية الجزائرية أنباء عن فرار الزعيم الليبي إلى الجزائر. وجاء في تقارير أن طائرتين من جنوب افريقيا حطتا في مطار طرابلس.

وكان "المجلس الوطني الانتقالي" عقد في بنغازي اجتماعات مستمرة لمواكبة التطورات المتسارعة في العاصمة ومحيطها، وقال العضو فيه عن طرابلس الصديق الكبير إن "معركة طرابلس حُسمت ولم يبق إلا القليل".

ونهاراً روى شهود أن الثوار داخل طرابلس الذي يشنون عمليتهم بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي، قطعوا الكثير من الطرق الرئيسية في المدينة، بعدما سيطروا على أحياء عدة بينها تاجوراء وسوق الجمعة، وكذلك على قاعدة معيتيقة الجوية في المدينة، وهي مركز أساسي لكتائب القذافي. 

وفي المقابل، أفاد مصدر في الحكومة الليبية أن لدى النظام  65 ألف جندي "محترف". وقبيل منتصف الليل، تحدث الناطق الحكومي موسى ابرهيم عن مقتل 1300 شخص وإصابة خمسة آلاف في أقل من 12 ساعة في غارات لحلف شمال الأطلسي. واسترعى الانتباه أنه لم ينف الأنباء عن توقيف سيف الإسلام، داعياً إلى وقف فوري للنار وأن "يقودنا القذافي لتحقيق السلام"، مشيراً إلى استعداد القذافي لمفاوضات مباشرة مع عبدالجليل. أما التلفزيون الليبي الذي تقطع بثه، فعرض برامج مسجلة ولم ينقل صوراً مباشرة من الساحة الخضراء كما جرت العادة. وفي رسالة هي الثانية في ساعات، الثالثة في أقل من 24 ساعة، دعا القذافي إلى الزحف على طرابلس "لحمايتها وتطهيرها من عملاء الاستعمار المندسين". وكان قال في رسالته الثانية: "سننتصر بإذن الله... أنا معكم في هذه المعركة". وقالت الناطقة باسم حلف شمال الأطلسي اونا لونغيسكو إن "ما نراه الليلة هو نظام ينهار. وكلما اسرع القذافي بإدراك ان لا سبيل امامه للانتصار، كان ذلك أفضل للجميع. انتقال السلطة في ليبيا لابد وان يكون سلمياً وفورياً". وأضافت أن الحلف مستعد للعمل مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وليبيا لا بد أن تبقى موحدة"، والحلف سيواصل مراقبة الوحدات العسكرية والمنشآت الرئيسية في ليبيا. في واشنطن، كرر الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن أيام القذافي صارت معدودة، وأن الشعب الليبي يستحق مستقبلاً عادلاً وديموقراطياً وسلمياً. في لندن، جاء في بيان لرئاسة الوزراء البريطانية انه "من الواضح بعد المشاهد التي نتابعها في طرابلس ان النهاية قريبة بالنسبة إلى القذافي". (و ص ف، أ ب، رويترز، أ ش أ)

 

المراجعة

حازم صاغيّة/لبنان الآن

صدقاً، وبعيداً من السجال السياسيّ، بات على "حزب الله" أن يحسب الأمور على نحو آخر كي لا يحترق البلد كلّه على نحو أو آخر. فكلّ صاحب مشروع يقدم على وضع حساب بالأرباح والخسائر، وبنقاط القوّة ونقاط الضعف، قبل الإقدام على مشروعه، أو الاستمرار فيه.  هذا السلوك هو الذي يقي صاحبه الانتحار، ويقي بلده الانتحار كذلك. وفي هذا المعنى، فإنّ "حزب الله" اليوم في صراع مع "المجتمع الدوليّ" بسبب القرار الظنّيّ وموضوع تسليم المتّهمين، وهو ماضٍ في صراعه الدائم مع إسرائيل والقوى التي تدعم إسرائيل، وفي صراع غير مسبوق من حيث الحدّة مع طائفة لبنانيّة كبرى ومع شرائح كبرى في طوائف أخرى، فيما علاقاته سيّئة مع العالم العربيّ السنّيّ، ومع بلدان في أفريقيا وفي أميركا اللاتينيّة. في المقابل، فإنّ داعمه الأساسيّ والمباشر، أي النظام السوريّ، بات مشغولاً بهمّه، غير قادر على دعمه، فيما حليفه الكبير الثاني، أي النظام الإيرانيّ، لا يستطيع الوصول إلى لبنان من دون الجسر السوريّ، وهذا فضلاً عن متاعب سياسيّة واقتصاديّة تحدّ أصلاً من قدرة هذا النظام على الدعم. فوق هذا، فإنّ إمارة قطر التي تولّت جزءاً أساسيًّا من الرعاية ومن تمويل ما هدّمته الحرب في تمّوز 2006 باتت في وارد آخر. وهذا ما حرم "حزب الله" وحلفاءه الصوت الإعلاميّ الضخم والمؤثّر الذي كانت توفّره "قناة الجزيرة" القطريّة. يضاف إلى هذا أنّ من المستبعد أن يكون سكّان الجنوب اللبنانيّ، الذين عانوا ما عانوه حتّى الآن، مستعدّين لتكبّد الآثار التي قد تترتّب على خيارات راديكاليّة أو نضاليّة كبرى.

إنّها ليست على الإطلاق أوضاعاً ملائمة لصاحبها، وأيّ طرف سياسيّ لا يجري مثل هذه الحسابات، ولا يراجع، يكون يرتكب حماقة بحقّ نفسه وبحقّ سواه. لهذا يُستحسن بالأصوات الأهدأ في الطائفة الشيعيّة أن تعلو مُحاورةً "حزب الله"، ليس من باب المناكدة ولا للمنافسة، بل للتوكيد على ضرورة المراجعة التي لا يستطيع الاستثمار في الاستقطاب الطائفيّ الالتفاف عليها. والمطالبة نفسها تصحّ في القوى السياسيّة غير الشيعيّة، بما فيها المواقع الرئاسيّة والقوى التي تربطها بالحزب خصومة معروفة. فهذه فرصة للقوى المذكورة كي تعلو على صغائر السياسات وترتفع إلى سويّة إعادة هندسة السلام الأهليّ. هذه أدوار أساسيّة ومطلوبة كلّها، وبإلحاح. إلاّ أنّها كلّها تبقى بلا نفع إن كان الحزب لا يزال على مزاجه الذي عبّرت عنه الخطبة الأخيرة لأمينه العامّ!

 

واقعون في فخ العدالة لا محالة

يعتقد رجال قانون بأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قد تلجأ الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة عندما تصدر مذكرات توقيف بحق متورطين كبار في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه ويتعذر تنفيذ هذه المذكرات.

 

شمعون: عمر الحكومة قصير نتيجة التطورات.. و"حزب الله" سيفعل أي شيء لنفي التهم عنه  

إعتبر رئيس حزب "الوطنيون الأحرار" النائب دوري شمعون أنَّه "كان يمكن لرئيس الجمهورية ميشال سليمان أن يتخذ موقفاً أشد تجاه كل ما يحصل على الساحة الداخلية"، معتبراً أنَّ "وضع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تعيس، لكنه هو من وضع نفسه في هذا المأزق حين قبل بتسلم رئاسة الحكومة، والحكومة بات عمرها قصيراً نتيجة التطورات الحاصلة حالياً"، وأشار إلى أنَّه "عند سقوط الحكم في سوريا، كل حلفاء سوريا سيجدون أنفسهم في مأزق، ولن يجدوا من يساعدهم".

شمعون، وفي حديث لصحيفة "المستقبل"، أعرب عن اعتقاده بأنَّ "ما ورد في مجلة الـ"تايم" حقيقي، ولكن من الأفضل التأكد من أنَّ ما ورد صحيح من خلال التحقيقات التي يجب أن يجريها مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا"، موضحاً رداً على سؤال عن مواقف الرئيس سعد الحريري الأخيرة من "حزب الله" وطريقة تعاطي الحزب مع موضوع المحكمة الدولية والمتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أنَّ "حزب الله لا يريد الإعتراف بأي شيء يخص الدولة اللبنانية، بغضّ النظر عن المواقف التي يطلقها الرئيس الحريري، إنهم "فاتحين على حسابهم"، ولا يحترمون الدولة ولا القانون اللبناني ويحاولون إستخدام كل الوسائل لنفي التهم عنهم ".

وعمَّا إذا كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان أصبح طرفاً في الصراع الداخلي، أجاب شمعون: "لا أريد الوصول إلى هذا الإحتمال، لكن من دون شك أنَّ رئيس الجمهورية كان يمكن أن يتخذ موقفاً أشد تجاه كل ما يحصل على الساحة الداخلية، لكن لنأخذ الأمور بروية"، وأضاف: "على الصعيد الشخصي لا أمل لي في أن "حزب الله" يريد مساعدة الدولة اللبنانية، بل لديه مشروعه الخاص الذي نراه يوماً بعد يوم وكلما خفّ عزم الدولة اللبنانية اشتد عزمه وقوّته، وبالتالي لا داعي للإستغراب من التصرفات التي يقوم بها الحزب لتحقيق أهدافه الخاصة".

أمَّا عن وضع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فقال شمعون: "لست ممن يقلق على حال الرئيس ميقاتي، فهو تسلم رئاسة الحكومة في وقت أنَّ أصدقاءه في سوريا، لسوء حظه، لا يستطيعون مساعدته كما كانوا يساعدونه في الماضي، ولا شك في أنَّ وضعه تعيس، لكنه هو من وضع نفسه في هذا المأزق حين قبل بتسلم رئاسة الحكومة"، معرباً عن اعتقاده بأنَّ "الحكومة بات عمرها قصيراً نتيجة التطورات الحاصلة حالياً"، ورأى أنَّ "الحكومة محرجة قبل التصريح الذي ورد في مجلة الـ"تايم"، أي منذ أن قال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله إنه غير معترف بالمحكمة الدولية وإنه لن يسلم أياً من المتهمين، هذا أمر يدل على أنهم لا يريدون قيام الدولة اللبنانية".

من جهة ثانية، تطرق شمعون إلى الوضع في سوريا وتأثيره على الوضع اللبناني، فنفى أن "يكون هناك أي تأثير على الوضع الداخلي اللبناني في الوقت الحاضر"، مؤكداً أنَّ "ما يحصل كان متوقعاً سواء في ليبيا أو سوريا، فهو نتيجة شرارة التغيير التي اندلعت سواء في تونس أو مصر، ولاحقاً حصل ذلك في ليبيا وسوريا، إنها انتفاضة الشعوب على حكام من درجة ثالثة"، واستبعد أن "يقوم حزب الله بأي خطوة عسكرية على الحدود لتخفيف الضغط عليه نتيجة الوضع الحالي"، معتبراً "أنهم يطلقون التهديدات و"الهوبرة" فقط، فالحرب المفتوحة ضد إسرائيل أمر مكلف على الساحة اللبنانية".

وحول إمكانية عودة الإغتيالات لقيادات في "14 آذار"، قال شمعون: "يمكنهم اغتيال عدد منّا، لكن لا يمكنهم اغتيالنا كلنا، كما أنَّ الأضواء مسلّطة على "حزب الله" وهذا ما يمنعه من القيام بأي خطوة سلبية"، مضيفاً: "صحيح أن هناك بعض التحركات التي تصب في خانة الضغط النفسي على الرأي العام اللبناني، لكن الهدف هو التأثير على القيادات لإخضاعها لما يريده "حزب الله" وهم "شاطرون بهذه القصص"، لكن لن تتعدى الأمور أكثر من ذلك".

وختم شمعون بالقول: "الأداء الحكومي لن يكون جيداً في يوم من الأيام، لأن "من جرّب مجرّب كان عقله مخرّب"، فقد جرّبنا (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح") النائب ميشال عون في الماضي وكذلك الأمر بالنسبة إلى "حزب الله" وجميعهم سقطوا في الإمتحان بحسب رأيي ولا يزالون يرسبون، حين يقومون بتوتير الوضع الداخلي في البلاد فلا شك أنه سيؤثر على الشؤون الحياتية للناس ناهيك عن التأثيرات الناتجة عما يحصل في المنطقة ككل".

 

الذكرى الـ 24 لرحيل الرئيس كميل شمعون في غياب نجله النائب دوري

لمناسبة مرور اربعة وعشرين عاما لوفاة الرئيس كميل شمعون، احتفلت عائلته وحزب الوطنيين الاحرار بذكرى رحيله وزوجته السيدة زلفا، واقامت جرياً على عادتها السنوية قداساً لراحة نفسيهما في كنيسة سيدة التلة في دير القمر ترأسه الاباتي مارسيل ابي خليل، في حضور العائلة باستثناء رئيس الحزب النائب دوري شمعون لوجوده في الخارج، وشارك نجلاه كميل وغبريال، والوزير السابق ادمون رزق، والامين العام لحزب الوطنيين الاحرار الياس ابو عاصي، ومفوض الحزب في الشوف زياد يعقوب، ورئيس بلدية دير القمر انطوان شكري البستاني، وشخصيات وجمع من الأهالي. واستذكر ابي خليل في عظته الرئيس الراحل وزوجته، متناولاً مسيرة حياتهما، وقال: "اربعة وعشرون سنة مرت على رحيله وذكراه ومآثره لا تزال حية في قلوب اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، لانه جسّد بالنسبة اليهم الرئيس الذي عمل من اجل استقلال وطنه وحريته في ظروف صعبة، وكان عهده عهد ازدهار وبحبوحة وحقق خلال رئاسته انجازات مشهودة في حقول العمران، فعمت في كل ربوع لبنان الطمأنينة والبركة والخير والسلام". وشدد على "اهمية الاستمرار على النهج الذي خطّه الرئيس الراحل في الوطنية، كي تتواصل الرسالة لخير لبنان واللبنانيين". بعد القداس تقبلت العائلة وابي خليل التعازي. دير القمر - "النهار"  

 

فتفت: قرار انسحاب عون من الحكومة ملك الأسد ونصرالله ومقابلة "التايم" أثبتت إيواء "حزب الله" للمتهمين 

رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب د.احمد فتفت ان ظهور احد المتهمين الاربعة باغتيال الرئيس رفيق الحريري في مقابلة صحافية مع مجلة "تايم" الاميركية، شكل ضربة قاصمة لهيبة الدولة وأكد عدم مصداقية الحكومة وعدم جديتها في التعاطي مع مقررات المحكمة الدولية اضافة الى انه اثبت حماية "حزب الله" للمتهمين وايواءهم بعيدا عن انظار الضابطة العدلية، معتبرا ان الطريقة التي تم بها اللقاء بين المتهم و"التايم" تؤكد انه تم التحضير مسبقا له من قبل "حزب الله" ليكون رسالة تحد موجهة الى كل من المحكمة الدولية والفريق اللبناني المؤمن بعدالتها. ولفت النائب فتفت في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية الى ان هذه الفضيحة تستوجب صدور توضيح عاجل عن وزيري العدل والداخلية لجلاء ملابساتها، خصوصا ان فريقا اساسيا في الحكومة يحمي المتهمين ويعلن جهارا عدم استعداده لتسليمهم الى القضاء الدولي، بمعنى آخر يعتبر فتفت انه على الحكومة الميقاتية ان توضح موقفها من المقابلة موضوع الفضيحة وما اذا كانت في الوقت عينه متضامنة مع "حزب الله" في حمايته للمتهمين وفي تمرده ليس فقط عليها انما ايضا على مقررات المجتمع الدولي ككل، معربا في المقابل عن خشيته من ان تأتي غدا توضيحات الوزير شربل بهذا الشأن متسرعة على غرار توضيحاته لخلفية متفجرة انطلياس ومقاربته لموضوع السجون امام المجلس النيابي.

على صعيد آخر وعن السجال الدائر حول ثبوتية الادلة الواردة في البيان الاتهامي للمحكمة الدولية، لفت النائب فتفت الى انه وبالرغم من قطعيتها وسياقها المنطقي، فإن البند 34 من القرار الاتهامي يؤكد ان هناك المزيد من الادلة والشهادات ستصدر لاحقا، معربا في المقابل عن استغرابه لمحاولات امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله التشكيك بقوة الادلة الظرفية من خلال طعنه بصدقية المعلومات المستخرجة من الداتا لتحديد هوية المتهمين وحركة تنقلهم على الاراضي اللبنانية، في وقت اثنى فيه سابقا على استعمال الداتا للكشف عن 28 شبكة تجسس اسرائيلية في لبنان و18 في سورية وهنأ القيمين على تحليل الداتا لهذا الغرض، معتبرا بالتالي ان مقاربة السيد نصرالله لموضوع الداتا استنسابية ويتعاطى معها وفقا لموقعه وموقع حزبه من المعلومات الواردة فيها، متسائلا في المقابل عن عدم قدرة الموساد على حماية عملائه في لبنان مادام يستطيع ومن وجهة نظر السيد نصر الله خرق شبكات الاتصالات في لبنان والتلاعب بالداتا ارقاما وزمانا ومكانا، مؤكدا انه مهما صال «حزب الله» وجال مع حلفائه الخارجيين والمحليين، فلن يستطيعوا وقف مسار الكشف عمن خطط وسهل وحرض ونفذ الاعدامات السياسية بحق الزعامات اللبنانية ورجالات ثورة الارز.

ميقاتي وفاتورة الكرسي

وردا على سؤال ايد النائب فتفت اقتراح النائب بطرس حرب الموجه الى الحكومة الميقاتية والقاضي، اما بتضامن الحكومة صراحة مع "حزب الله" وهو ما تفعله حاليا عندما تلتزم الصمت حيال تجاوزاته، واما ان تنأى بنفسها عن سياسته وتسلم المطلوبين الى العدالة، واما ان تقيل وزراءه وتعفيهم من مهامهم، مستدركا بالقول انه وبالرغم من ان هذا الاقتراح قد حدد ما يتوجب على الحكومة اعتماده لتحديد موقفها علنية امام الرأي العام اللبناني والعالمي، الا ان الحكومة لن تستطيع الاستمرار دون وجود "حزب الله" في صفوفها لكونها حكومته بامتياز وخاضعة لامرته ولهواه السياسي والامني والاداري، مشيرا الى ان الرئيس ميقاتي لم يكن يدرك لحظة قبول ترشيحه من قبل الحزب حجم ما يتوجب عليه تقديمه لتسديد فاتورة جلوسه على كرسي رئاسة الحكومة.

هذا واضاف النائب فتفت انه وفقا لما تقدم اعلاه، فإن ما تشهده الحكومة الميقاتية من تضارب في المواقف بين اعضائها ليس سوى مسرحية يشرف "حزب الله" على عملية توزيع الادوار فيها، مؤكدا بالتالي ان الحديث عن سقوط قريب للحكومة مجرد وهم الا اذا تعمد "حزب الله" اسقاطها لجعلها في موضع حكومة تصريف الاعمال بهدف اعفائها من التزاماتها تجاه اللبنانيين والمجتمع الدولي، علما ان حكومة تصريف الاعمال لا تستطيع بموجب احكام الدستور التفلت من التزامات الدولة اللبنانية مع المجتمع الدولي وتنفيذها لمقررات مجلس الأمن والأمم المتحدة. وفي السياق نفسه يعتبر النائب فتفت ان تهديدات العماد عون بالانسحاب من الحكومة على خلفية مشروع الوزير باسيل لانتاج الطاقة تندرج في اطار المناورات السياسية، وذلك لاعتباره ان العماد عون لا يملك قرار انسحابه من الحكومة كون المالكين الوحيدين لهذا القرار هما الرئيس السوري بشار الاسد والسيد حسن نصرالله، مشيرا الى ان جل ما تهدف اليه مناورة العماد عون هو ممارسة الضغط على رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لحمله على تبديل موقفه، كونه الجهة الوحيدة ضمن فريق الاكثرية الرافضة تمرير مشروع الوزير باسيل لانتاج الطاقة بالشكل الذي تقدم به، هذا من جهة مؤكدا من جهة ثانية ان كل اللبنانيين دون استثناء موافقون على تحسين انتاج الطاقة الكهربائية شرط ان يأتي مشروع القانون بغاية الشفافية سواء لجهة الاقتراض او لجهة كيفية الانفاق المالي، ووفقا لقانون المراقبة المسبقة واللاحقة وليس على اساس صرف مبلغ مليار ومائتي مليون دولار من خارج الموازنة في اوسع عملية من قبل فريق سياسي للاستيلاء على المال العام.

 

المشنوق: الحكومة هي للمتّهمين بالاغتيال

قال عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق ان "الحكومة الحالية موجودة لتشرّع القتل، ولكي تقول ان المحكمة الدولية مشكوك في قدرتها وصدقيتها"، لافتا الى انها "تعمل لتثبيت مبدأ الاكثرية المسروقة ولتعطيل المحكمة". وقال في "لقاء الحوار البيروتي" الذي نظمته منسقية بيروت في "تيار المستقبل"، في فندق "لامب هاوس" ان "الكلام الذي صدر في مجلة "تايم" لاحد المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يبين ان كل ما صدر عن الحكومة حول البحث عن المتهمين هو كلام كاذب، وان المتهمين الاربعة ملتزمون سياسيا وعقيديا ودينيا حزب الله، وهو حزب ملتزم المرجعية الايرانية، واي قرار صدر بالاغتيال لا يمكن الا ان يكون قد بدأ بطهران ومرّ بدمشق ونفذّ في بيروت".

واوضح ان "هذه الحكومة هي حكومة متهمين بقتل الرئيس الحريري واي تعامل معها ما دون هذا السقف هو قبول بالاغتيال، علما ان اسماء كثيرة ستظهر لان هناك عمليات اغتيال عدة".   

وتابع: "التزم رئيس الحكومة الحالية (نجيب ميقاتي) بيانا وزاريا يقول فيه ان الحكومة تحترم القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن، ثم قال ان القرار الاتهامي قد يختلف بعضهم في تقويم مضمونه، ما يعني عدم وجود التزام القرارات الدولية لان هذا القرار الاتهامي هو جزء منها". واشار الى ان "كل القرارات المقترحة من حزب الله والعونيين في مجلس الوزراء هي التي ستأخذ طريقها للتنفيذ، لان السيناريو يقتضي رفض رئيسا الجمهورية والحكومة الاقتراح، وبالتالي يسقط رأيهما بالتصويت". وتناول المشنوق التصورات التي عرضها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله عن الخرائط التصويرية التي سبقت اغتيال الرئيس الحريري، فسأل: "لماذا لم ينسحب هذا السيناريو على محاولتي اغتيال الوزيرين مروان حماده والياس المر، واغتيال المناضل جورج حاوي؟".

 

الأمانة العامة للخارجية إلى شغور  وحبيب يتجه إلى السياسة

النهار/تخلو الأمانة العامة لوزارة الخارجية والمغتربين التي يشغلها مدير الشؤون السياسية السفير وليم حبيب بالوكالة منذ نحو ثلاث سنوات، نظراً الى إحالته على التقاعد لبلوغه السن القانونية، غداً في 23/ 8/ 2011 بعدما أمضى 39 عاماً في السلك الديبلوماسي. ونتيجة لهذا الشغور، بالاضافة الى فراغ مديرية الشؤون الادارية والمالية من السفير الأصيل، باتت اللجنة الادارية بتركيبتها القانونية (التي تتألف من الأمانة العامة وهاتين المديريتين) غير موجودة، علماً أن بين مهماتها وضع لائحة بالأسماء المرشحة للتصنيفات والتشكيلات الديبلوماسية لترفعها الى وزير الخارجية والمغتربين، والى "تأشير" من رئيسها أي من الأمين العام، لإحالة المشروع المعدّ على مجلس الخدمة المدنية لبته. واللافت ان الأمانة العامة شغرت منذ عام 2007 من أمين عام أصيل بعد تقاعد السفير هشام دمشقية الذي شغلها ستة أشهر.

وكان حبيب تسلّم الأمانة العامة بالوكالة من السفير بسام نعماني الذي كان يديرها أيضاً بالوكالة، وهو اختلف مع أحد الرؤساء الثلاثة عندما كان سفيراً للبنان لدى الأردن في بداية التسعينات، على موظف محلي في السفارة كان يرتشي قبل تسلمه زمام السفارة واستمر ووضع حداً له، إذ نقله الى وظيفة أخرى في السفارة لم ترض المرجع نفسه فبقي غضبه على حبيب ممتداً الى أن عاد الى الادارة من أثينا، وبقي الخلاف مع الرئيس ينمو مما انعك مماحكات وتعاطياً سلبياً مع وزيري الخارجية والمغتربين الأخيرين فوزي صلوخ وعلي الشامي اللذين سعيا الى تجاوز صلاحيات الأمانة العامة وحصرا الممارسة بفريق مصغر، ناسفين العمل المؤسساتي عبر إبعادهما إياه عن اللقاءات التي كانا يعقدانها مع السفراء المعتمدين لدى لبنان، أو مع الزائرين الاجانب إلا في ما ندر، ومع ذلك لم يبدل موقفه.

تنقل حبيب في البعثات الديبلوماسية في الخارج في معظم القارات تقريباً، من أ ميركا اللاتينية الى اوروبا الى افريقيا الى آسيا (الاردن)، الى وظائف في الادارة المركزية التي انهى خدماته فيها.

أبرز الادوار التي اضطلع بها في الخارج عندما كان عميداً للسلك الديبلوماسي في اليونان 2000 – 2006 عندما طلبت منه السلطات اليونانية مساعدتها من أجل عقد الألعاب الأولمبية عام 2004 في أثينا، بعد أن كانت متخوفة من عملية ارهابية تأتي من الشرق الأوسط. وترجمت هذه المساعدة باجتماع عقده حبيب ووفد من السفراء مع وزير "الانتظام العام" أي الملكلف الشؤون الأمنية، اطلعوا خلاله على الإجراءات المتخذة. وفي ختامه، أدلى بتصريح باسم الوفد أكد فيه "أن اليونان تهمنا كعرب لأن مواقفها قريبة من الدول العربية وأنها آخر دولة أوروبية اعترفت باسرائيل".

كذلك أدى دوراً آخر عندما كان سفيراً في الأردن، إذ كلفه الوزير السابق فارس بويز مهمة سرية لدى العراق أثناء اغلاق سفارتي البلدين.

وشيّد حبيب مبنى نموذجياً لمقر السفارة في عمان، بتبرع من لبنانيين يعملون في المملكة أو لهم مصالح فيها ومن اردنيين متزوجين من لبنانيات.

وعندما كان سفيراً لدى سييراليون، اتهم رجل الأعمال اللبناني جميل سعيد بتنظيم انقلاب ضد الحكم هناك، فلجأ عدد من القريبين منه الى منزل السفير تجنباً لاعتقالهم، وتدخل حبيب فحافظ على حياتهم وممتلكاتهم.

وعندما كان مساعد القنصل العام في مرسيليا، اسس "النادي اللبناني" برئاسة الانتندان لي هدفها جمع اللبنانيين الفارين من الحرب الأهلية.

وفي عام 1973 جاب نصف البرازيل قنصلاً في سان باولو ملتقياً المغتربين سعياً الى جمع شملهم.

حبيب تقاعد من السلك الديبلوماسي لكنه قرّر الانتقال الى خوض غمار السياسة.

خليل فليحان     

 

الراعي دعا الموارنة إلى الرحمة بدل التخوين واستقبالات حاشدة طبعت الجولة في جرد تنورين

النهار/أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "أن الاستقرار يجب ان ينطلق من الداخل اولا من خلال نبذ الخلافات والتوقف عن الاتهامات والتخوينات، وتوطيد العلاقة بعضنا مع بعض وفق ما تقول ثقافة المسيح". تابع الراعي جولاته على الابرشيات والرعايا المارونية فجال امس في منطقة جرد البترون: تنورين، دوما، بشعلة، آصيا، مراح الحاج، العلالي، ومحمرش، وراشا، ليترأس مساء في حدتون الاحتفالات بيوم البطريرك التيان.

وصل موكب الراعي الى تنورين من طريق الديمان- حدث الجبة ارز تنورين – تنورين يرافقه المطرانان شكرالله حرب ومطانيوس الخوري. وكان في استقباله عند مدخل محمية ارز تنورين حيث اقيم قوس نصر رفعت عليه الاعلام البابوية واللبنانية ولافتات الترحيب، راعي ابرشية البترون المارونية المطران بولس اميل سعادة ورئيس المجلس البلدي منير طربيه واعضاء المجلس والمختارون ورئيس لجنة محمية ارز تنورين نعمة حرب واعضاء اللجنة. وبعدما استمع الى شرح من رئيس لجنة المحمية ورئيس البلدية عن مخطط سياحي لانماء المنطقة، تابع موكب الراعي سيره في اتجاه تنورين حيث توقف عند مدرسة راهبات القلبين الاقدسين في تنورين حيث تجمع حشود لاستقباله تقدمه النائب بطرس حرب وزوجته السيدة مارلين، والنائب السابق غسان مطر، والدكتور نزار يونس وممثلون  للقوى والاحزاب والتيارات السياسية ورئيس البلدية الاسبق اللواء جورج قمير والمدير العام للاستثمار فادي قمير.

وعلى وقع الاجراس ونثر الورود وحرق البخور شق الراعي طريقه الى كنيسة سيدة الانتقال وسط تنورين، تتقدمه فرقة خيالة تابعة لقوى الامن الداخلي والاخويات والكشافة والطلائع والفرسان. وادت فرقة فولكلورية رقصات السيف والترس، وعزفت موسيقى قوى الامن الداخلي في باحة الكنيسة الترانيم الدينية بالمناسبة. وبعدما حيا المستقبلين وباركهم توقف على درج الكنيسة حيث ادت الخيالة عرضا مميزا، ثم دخل الكنيسة وترأس القداس الذي عاونه فيه سعادة والاباتي طنوس نعمة والاباتي بطرس طربيه والاب هاني مطر. والقى سعادة كلمة اشاد فيها بزيارات الراعي "في سبيل جمع الشمل وتوحيد الكلمة".

ودعا الراعي في عظته "المسيحيين والموارنة خصوصا الى عيش الرحمة والمغفرة خصوصا في هذه الايام حيث تطغى الخلافات والاتهامات والتخوينات واللااخلاقيات على كل صعيد". وقال "لبنان يمتاز بنظام سياسي مغاير عن كل انظمة العالم فهو ارض التلاقي. لهذا علينا الانفتاح على الشرق والغرب خصوصا في هذا الوقت الذي تتخبط فيه منطقتنا بالآلام والحروب، وعلينا استعادة دورنا كعنصر استقرار في هذا العالم العربي، ولكن علينا ان نستقر اولا في ما بيننا وفي وطننا ولهذا ندعو الى هدم جدران التباعد ووقف الخلافات والانقسامات لان لبنان ملتقى لجميع الناس".

وانتقل الجميع الى القاعة حيث القى رئيس بلدية تنورين كلمة رحب فيها بالراعي وسلمه مفتاح البلدة المصنوع من خشب الارز. ثم توجه البطريرك الى دير حوب حيث اقيم غداء على شرفه في حضور مستقبليه، والقى الاباتي نعمة ورئيس الدير الاب نبيه خوري كلمتين.

واستكمل الراعي جولته بعد الظهر فانتقل الى دوما حيث استقبل في ساحة البلدة والقى رئيس البلدية جوزف خيرالله المعلوف كلمة ترحيب ورد البطريرك بكلمة شكر. ومن دوما الى بشعلة وسط لافتات الترحيب وقرع الاجراس، وفي آصيا اقيم له استقبال حاشد شارك فيه رئيس البلدية السفير اميل بدران ومنها الى مراح الحاج والعلالي ومحمرش وراشا وصولا الى حدتون حيث تكررت مشاهد الترحيب والاحتفالات.

تنورين – طوني فرنجيه     

 

ملف التعيينات [5]: عن المديرين العامين الموضوعين في التصرف

الصالح والطالح في سلة واحدة والكلفة مالية وأخلاقية

 بيار عطاالله /النهار

ثمة ملف في الادارة لا تتدنى اهميته عن ملف التعيينات الادارية وتوزيع المواقع الادارية الرئيسية في بنية المؤسسات العامة اللبنانية بين قوى 8 اذار المهيمنة على الحكومة الحالية. عنوان هذا الملف هو "المديرون العامون الموضوعون في التصرف"، قضية بلغ عمرها 18 عاماً وكلفت الدولة اللبنانية المليارات من الليرات المهدورة ولم تجد لها حلاً، لا عبر الهيئات القضائية المعنية ولا عبر التسويات السياسية المعروفة في الشؤون اللبنانية رغم مناشدات الكثير من الهيئات والمرجعيات والقوى.

في تعريف هذا الملف استناداً الى الوثائق الصادرة عن الادارة اللبنانية، وتحديداً مشروع القانون الصادر بالمرسوم رقم 3169 تاريخ 29/4/1972، وابرز ما فيه انه "يمكن اعفاء الموظف في الفئة الاولى من مهماته ويوضع في تصرف الوزير التابع له او رئيس الحكومة او اي من سائر الوزراء بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء، وتعتبر وظيفته في هذه الحال شاغرة". ونص المرسوم الرقم 4517 تاريخ 13/12/1972 في المادة 45 على انه يمكن بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء اعفاء المدير العام او مدير مؤسسة عامة من مهمات وظيفته ليقوم بإحدى المهمات المحددة في رئاسة او عضوية مجلس ادارة مؤسسة عامة، او يوضع في تصرف وزير الوصاية او رئيس الحكومة لمدة سنتين. لكن هذه المراسيم وما تضمنته من مواد والتي اريد من ورائها تحسين العمل في مؤسسات القطاع العام سرعان ما تحولت اداة في يد الوزراء واستناداً الى الخلفية القانونية التي وفرتها لهم المراسيم، ما ادى الى نشوء قضية المديرين العامين الموضوعين في التصرف.

ادارة غير كفية

يرى وزير المال الاسبق جهاد ازعور ان اسباب احالة هؤلاء الى التصرف تراوح بين الطائفي، الكيدي والمسلكي. ويشرح ازعور: "ان السبب الرئيسي لعدم القدرة على اتخاذ قرار بالمديرين الموضوعين في التصرف هو ان البنية الادارية للقدرات البشرية في الدولة اللبنانية لا تتلاءم مع مبادئ الادارة العامة الحديثة، ما يتمثل في عدم قدرة الادارة اللبنانية على وضع نظام تقويم وتحضير ومساءلة للتعامل مع موضوع احالة اي موظف على الاجهزة الرقابية، ما يؤدي الى انزال الظلم ببعض الموضوعين في التصرف من المديرين والمسؤولين الكفيين(...)". يضيف ازعور: "ان وضع الجميع في سلة واحدة يؤدي الى ظلم فادح لانه وإن كان بعض المصروفين من الفاسدين الذين لا يتمتعون بالكفاءة والمستوى اللازم إلا ان عددا منهم تعرض للانتقام انطلاقا من خلافات تقنية او سياسية مع الوزراء الذين وضعوا في تصرفهم".

ويتفق وزير الدولة السابق لشؤون التنمية الادارية ابرهيم شمس الدين مع ازعور في مقاربة هذا الملف بأنه "قضية لها بعد انساني، اخلاقي محرج بحق الاشخاص الموضوعين في التصرف". ويحمل المسؤولية لمجلس الوزراء "المؤسسة صاحبة السلطة التنفيذية العليا دستورياً، ويورث شكاً في صوابية قراراته او خياراته"، على ما ورد في تقرير رفعه الى مجلس الوزراء بهذا المعنى عندما كان وزيراً في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

فئات ومتقاعدون

بلغ عدد المديرين الموضوعين في التصرف 24، ثم تراجع العدد تدريجاً مع حصول كل من عبد المنعم يوسف وعمر حلبلب على قرار اعادتهما الى مركزيهما اللذين استمرا فيهما. في حين بلغ كل من مدعي عام التمييز السابق عدنان عضوم والمدير العام لوزارة النفط نقولا نصر السن القانونية للتقاعد. واستقر عدد الموضوعين بالتصرف على 17 يتوزعون على فئتين:

الفئة الاولى: المديرون العامون الموضوعون في التصرف الذين استحصلوا على احكام قضائية من مجلس شورى الدولة باعادتهم الى مراكزهم، لكن هذه القرارات لم تنفذ، ومنهم نقولا نصر الذي بلغ سن التقاعد، ليبقى كل من:

1 - لويس لحود لحود (المدير العام للزراعة سابقاً) هذا المركز مشغول حالياً بالانابة لكنه شاغر وهو لطائفة الروم الكاثوليك.

2 - سعد خالد (المدير العام للتنظيم المدني) هذا المركز مشغول بالوكالة حالياً من الاقليات بعد تبديله بمديرية الطيران المدني للطائفة السنية.

3 - الياس شويري (المدير العام للنقل المشترك) هذا المركز مشغول حالياً وهو لطائفة الروم الكاثوليك.

4 - محمد عبيد (المدير العام للاعلام) هذا المركز مشغول بالاصالة حالياً وهو للطائفة الشيعية.

5 - جمال المنجد (المدير العام للمعهد الوطني للادارة) هذا المركز شاغر حالياً وهو للطائفة السنية.

ولا بد من الاشارة الى قضية المدير العام لوزارة الاقتصاد فادي مكي الذي وضع في التصرف رغم كفاءته، فما كان منه الا ان رفع دعوى امام مجلس شورى الدولة وربحها، لكنه اختار تقديم استقالته وغادر الى الخليج حيث يتولى منصباً مهماً في القطاع الخاص.

الفئة الثانية: المديرون العامون والمديرون الموضوعون في التصرف من المؤسسات العامة والذين لم يستحصلوا على حكم قضائي، وهم:

1 - انطوان سمعان (المدير العام لمؤسسة المواصفات والمقاييس اللبنانية سابقاً).

2 - جبران مالك (مدير مصلحة مياه زحلة سابقاً).

3 - سمعان كرم (عضو مجلس ادارة معرض رشيد كرامي الدولي سابقاً).

4 - شوكت خوري (المدير العام لمستشفى بيروت الحكومي سابقاً).

5 - الشيخ محمد كنعان (رئيس المحكمة الشرعية السنية) يبلغ سن التقاعد خلال سنة.

6 - الشيخ حسن عبد الساتر (رئيس المحكمة الشرعية الجعفرية) يبلغ سن التقاعد خلال سنة ونيف.

7 - علي زراقط (المدير العام للتعليم المهني والتقني).

8 - جورج ابو زيد (مفتش عام سابق)

9 - عبد السلام زيادة (المدير العام للاحوال الشخصية)

10 - خليل شتوي (المدير العام لشؤون اللاجئين الفلسطينيين).

11 - جمال مولوي (المدير العام للبريد).

12 - احمد بسام عويدات (المدير العام للاستثمارات في وزارة الاتصالات).

الى هذه اللائحة، هناك اسماء اخرى لمديرين عامين موضوعين في التصرف بلغوا السن القانونية واحيلوا على التقاعد، ومنهم: جان الياس خوري، جورج معوض، جميل نعمة، عدنان دمياطي، حسن فواز.

يقول احد الموضوعين في التصرف من الفئة التي ربحت احكاماً ضد الدولة إن المادة 93 من نظام مجلس شورى الدولة، تنص صراحة على ان الاحكام الصادرة عنه هي ملزمة للدولة.

كذلك أورد الوزير ابرهيم شمس الدين في تقريره الخاص عن الموضوع: "إن الاحكام يجب ان تطبق وان يعاد هؤلاء الى مراكزهم اذا كانت شاغرة او الى مراكز اخرى تعادل مراكزهم". وكان يفترض ان تناقش الهيئة العامة في مجلس النواب مشروع اقتراح مقدم من لجنة الادارة والعدل عن احترام احكام القرارات الصادرة عن مجلس شورى الدولة، اي المادة 93، على ان يتم التعامل مع كل من يرفض التعامل مع القرارات الصادرة عن المجلس بقرارات قضائية جزائية، وذلك بعد الحصول على رأي ديوان المحاسبة وهيئة الاستشارات ووزير العدل السابق البروفسور ابرهيم نجار، علماً ان هذا المشروع مستمد من القانون الفرنسي.

لا رقم محددا للكلفة المالية التي تترتب على وضعية المديرين العامين الموضوعين في التصرف، اذ لكل منهم راتبه ومترتبات سنوات الخدمة الخاصة به، لكن الكلفة التقريبية تشير الى نحو مليار ليرة سنوياً تذهب اهدارا لانها تدفع من دون اي عمل يعتد به، وفي ذلك ادانة لاداء الادارة اللبنانية وافتقارها الى ابسط معايير العمل الحديث ومواصفاته.

 

يا حيف

علي حماده/النهار

جاء اعلان احد المتهمين بإغتيال الرئيس رفيق الحريري للصحافي نيكولاس بلاندفورد في الـ"تايم" الاميركية ان السلطات اللبنانية تعرف مكانه وانه يتحداها ان تقبض عليه، ليزيد تورط الحكومة اللبنانية وعلى رأسها نجيب ميقاتي في مخطط من وجهين: الاول تسليم القرار الفعلي في البلاد الى "حزب الله" والنظام السوري لقاء فتات المائدة، والآخر ضرب المحكمة الدولية وطمس قضية شهداء الاستقلال وفي مقدمهم رفيق الحريري. وبصرف النظر عن نفي "حزب الله" المفتقد ادنى صدقية ادبية او معنوية او سياسية، نقول اننا نثق بنيكولاس بلانفورد وبصحة ما نقله، وما دام لم يتراجع عما نشره تبقى المقابلة الفضيحة نقطة سوداء جديدة تضاف الى سجل "حزب الله"، وخصوصا الى سجل الحكومة وفي مقدمها نجيب ميقاتي الذي يظن انه في إستطاعة المرء تحويل الرياء نمطاً وفضيلة في الحكم، او يتوهم ان في لبنان من لم يكتشف بعد منسوب الصدق في الكلام والتعامل والالتزام الذي يتمتع به رئيس حكومة  وصفناها منذ اليوم الاول بأنها "حكومة المطلوبين للعدالة"، باعتبار انها حكومة تحالف قتلة الاستقلاليين في لبنان وقتلة الاطفال في سوريا ويرئسها نجيب ميقاتي.

نقول هذا الكلام بكل صراحة وبعيدا من الصيغ التلطيفية لأن ما دمر لبنان كان التكاذب الذي شكل سمة مراحل كثيرة في تاريخ البلاد السياسي. لذلك تبين المقابلة الفضيحة في المجلة الاميركية  تبين فداحة الوضع في لبنان، وانعدام صدقية الحكومة في ما يتعلق بالمحكمة، وبالموقف من قتلة الاستقلاليين، لكأن التحالف مع القتلة، والزحف على اعتابهم صار شرفا ودرء الفتنة مزعومة. ولكأن الاستسلام المشين صار فضيلة وطنية  يتمتع بها رجالات الدولة في هذا الزمن الرديء.

نقول كلامنا الصريح لئلا يكون ثمة لبس في الموقف من "حكومة القتلة"، ولئلا نرفع الصوت في وجه ديكتاتورية الداخل والخارج معا. ونزيد ان من تواطأوا في مرحلة ما مع قتلة الداخل والخارج لن يخرجوا رابحين، بل انهم سوف يخسرون معنا جميعا الوطن الذي لطالما حلمنا بأن نستظله وطناً تسوده العدالة والمساواة والقانون، وطناً يكون حرا من كل تبعية، ومستقلا يكون قبلة احرار عالمنا العربي. ان الخوف والهلع لا يحميان وحدة البلاد، والتواطؤ المخزي لا يبني اوطانا ولا يشتري مستقبلا آمنا للأجيال القادمة. وبالتأكيد لا يصنع الكذب والرياء رجالات دولة يدخلون التاريخ من بابه العريض! لكم هو كبير مشهد ثوار سوريا وهم يواجهون بصدورهم العارية آلة الموت، ويستقبلون الموت بفرح عظيم لأنهم يصنعون مستقبلا جديدا لوطنهم تتحرر فيه سوريا من سجنها المظلم الذي زجت فيه اربعين عاما. وكم هو محزن مشهد بعض اللبنانيين يناصرون قتلة الاطفال والنساء لأنهم نسوا عبيرالحرية كيف يكون، فإذا بهم يساهمون في ادخال بلادهم في سجن قتلة الداخل والخارج معا! هنا تحضرنا اغنية سميح شقير لأطفال درعا الذين اقتعلت اظفارهم، وننشد معه: يا حيف...!

 

لأن اعتماد النسبية لا يلائم بعض زعماء اللوائح هل يؤدّي الخلاف إلى إبقاء القديم على قِدَمه؟

اميل خوري/النهار

معارضة النائب وليد جنبلاط المفاجئة لنظام النسبية في الانتخابات خوفا منه على الأقليات هل تعيد فتح باب الجدل حول اي قانون جديد سيعتمد في انتخابات 2013 ويكون عادلا ومتوازنا ويؤمن صحة التمثيل لشتى فئات الشعب، ام ان هذا الموقف لن يغير الاتجاه الغالب نحو اعتماد النسبية خصوصا مع توافق الزعماء المسيحيين عليها؟

لقد جرب لبنان قوانين كثيرة للانتخابات، لكن النظام الحزبي في الانتخابات النيابية انتهى وحل محله بعد حروب الـ75 نظام التكتلات المذهبية والطائفية التي تفرض قيام حكومات مختلطة ولكن سياستها واحدة وتمثيل سياسي ومذهبي متفاوت الحجم وكانت محكومة من الوصاية السورية...

وبعد انتهاء الوصاية لم يتم التوصل الى اتفاق على قانون انتخابي جديد، فظل العمل بقوانين سابقة تكفل لستة او سبعة زعماء المجيء بالاكثرية النيابية والتحكم بانتخابات رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة وتسمية الوزراء، واذا ادى موقف بعضهم السلبي الى احداث ازمة وزارية استعصى حلها تتحول الى ازمة حكم. وقد اضيف الى حصرية الزعماة السياسية والمذهبية حصرية الزعامة السلاح، التي باتت لها وحدها الكلمة الفصل في المواضيع الاساسية والقضايا المصيرية في البلاد، وهي الاقوى والافعل. فأي قانون للانتخابات يستطيع أن ينهي دور هذه الزعامات ويجعل من الناخب الزعيم الاوحد؟

لقد صار شبه اجماع على اعتماد نظام النسبية في الانتخابات النيابية المقبلة لانها تجعل من الناخب زعيما، ولا زعامة لاحد عليه الا اذا لم يكن صاحب ارادة حرة. لكن الزعامات التقليدية قد لا تلائمها النسبية لانها تحد من دورها وفي احتكارها لتأليف اللوائح التي تبعد عنها من تشاء وتقرب من تشاء وفقا لمصالحها الذاتية والاغراءات المادية.

الواقع ان قانون الانتخاب يشكل محورا رئيسيا من محاور الاصلاح، اذ عليه يتوقف الكثير مما يدخل في اطار الاصلاحات المطلوبة. فالنظام لا يكون ديموقراطيا الا اذا كان قانون الانتخاب كذلك وهو ما جاء في بيان لـ"منبر الوحدة الوطنية" برئاسة الرئيس سليم الحص. ذلك "ان الديموقراطية تكاد تكون متلازمة وظاهرة الانتخابات النيابية، الا ان اجراء الانتخابات النيابية في النظام السياسي ليس كفيلا بوجود الديموقراطية. فالانتخابات تكون ممارسة ديموقراطية اذا ما كانت حرة ونزيهة بحيث يتولد عنها تمثيل صادق للشعب وارادته الحرة. ففي لبنان انتخابات تجرى بانتظام ومع ذلك لا يصح الحديث عن ديموقراطية سليمة لانها لا تعبر عن ارادة الشعب الصحيحة لما يعتور العمليات الانتخابية من شوائب، وكثيرا ما تكون النيابة تعبيرا عن ارادة مصطنعة او حتى مزورة في الحالات التي تتدخل فيها السلطة لفرض نتائج معينة للانتخابات، وكثيرا ما يكون قانون الانتخاب مركبا على نحو يجعل منه اداة لهيمنة فئة او فريق من الناس. واللبنانيون يعتبرون تطوير ممارستهم للديموقراطية هدفا يسعون الى تحقيقه في اسرع ما يمكن وعلى اكمل وجه، وان اسلم صيغ الممارسة الديموقراطية هي التي تبنى على قاعدة النسبية"، ويضيف اليها البعض "الصوت التفضيلي" وعندها لا يعود يهم حجم الدائرة ولا يبقى هو الاساس.

والسؤال المطروح هو: هل تتوصل حكومة 8 آذار الى اتفاق على قانون للانتخابات النيابية يكون عادلا ومتوازنا ويحقق التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب، وتحقيق هذا التمثيل يتطلب خفض سن الاقتراع وتمكين اللبنانيين الموجودين في الخارج من الاقتراع حيث هم كي يتحقق التمثيل السياسي الصحيح لشتى فئات الشعب وفعالية اجياله، فهذه الحكومة التي هي من لون سياسي واحد ليست موحدة الرأي والموقف من مواضيع كثيرة، وهو ما ظهر حتى الآن في السياسة الخارجية وفي السياسة الامنية والسياسة الاقتصادية والمالية، فلكل فريق فيها رأي وموقف، وما ظهر للعيان حتى الآن الخلاف في الرأي، حتى على مشروع الكهرباء والذي كاد يتحول اختلافا يهدد الوضع الحكومي، وقد تأتي التعيينات لتكشف خلافات اكبر واشد، لان حكومة 8 آذار متفقة على الوصول الى الحكم لكنها مختلفة على الطريقة والاسلوب وعلى المنافع والمكاسب، ومتفقة على مخاصمة 14 آذار في السراء والضراء...

واذا كانت حكومة 8 آذار مختلفة على اعتماد النسبية في قانون الانتخابات الجديد لأن لكل فريق منها حساباته ومصالحه وليس مصلحة الوطن والمواطن، فإنها مختلفة ايضا على موضوع السلاح خارج الدولة. فالفريق في الحكومة الذي يملك السلاح يرفض التخلي عنه مع انه موجود في الحكم ويشكل جزءا منه، والفريق الذي لا يملك سلاحا يطالب بأن يوضع السلاح خارج الدولة في كنفها تحقيقا للعدالة والمساواة بين المواطنين وتطبيقا لاحكام الدستور. إن الانتخابات النيابية في العام 2013 تواجهها عقدة الاتفاق على قانون عادل ومتوازن يؤمن التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب اللبناني وعقدة وجود السلاح خارج الدولة، اذ لا انتخابات ديموقراطية حرة ونزيهة مع قانون غير عادل وغير متوازن ومع وجود سلاح في يد فئة لبنانية من دون اخرى. فما العمل؟

 

حلفاء دمشق يميّزون بين النظامين السوري والليبي

انهيار القذافي يوسّع الدعم الدولي للمعارضات

روزانا بومنصف/النهار

يحبس سياسيون في لبنان انفاسهم ازاء تطورات الايام الاخيرة في ليبيا من حيث امكان تأثيرها في حال نجاح الانتهاء من النظام الليبي على التطورات في المنطقة على صعد عدة ومن بينها تطورات الانتفاضة السورية ايضا. اذ دأب بعض السياسيين والمراقبين الديبلوماسيين في بيروت في الاشهر الاخيرة على ربط تصاعد الموقف الدولي من الاوضاع في سوريا بما يجري في ليبيا باعتبار ان هناك احراجا في خوض الغرب معركة مع الثوار في ليبيا، من اجل اطاحة الرئيس معمر القذافي فيما يفتح جبهة اخرى في الطلب الى الرئيس السوري بالتنحي. وقد تزايدت المعلومات في الاسبوع الماضي التي تشير الى تقدم الثوار الليبيين في مناطق سيطرة القذافي لكن من دون ان تذهب اي من الدول الغربية المعنية الى المجاهرة صراحة بذلك علما ان المسؤولين الاميركيين كما الاوروبيين دأبوا على تكرار مقولة ان ايام القذافي باتت معدودة لكن من دون ان تنتهي فعلا. وهذه العبارة تكررت في الايام القليلة الماضية بالتزامن مع المعلومات عن التضييق على قوات القذافي وخسارتها امام الثوار بما سمح على الارجح وفق معطيات لدى المراقبين الديبلوماسيين للدول الغربية ان تخطو الى الامام في توجيه الرسالة الاساسية المتعلقة بضرورة تنحي الرئيس السوري.

وبحسب هؤلاء المراقبين فان حسم الوضع في ليبيا على النحو المتوقع وازاحة القذافي نهائيا سيعطي الدول الغربية زخما اكبر على صعد عدة بينها ما يمكن ان تستفيد منه لجهة انها ساعدت بقوة في حسم الموقف وقد تكللت هذه المساعدة بالنجاح بعد استنزاف بات يهدد الدول المتورطة فيه في الدخول في ازمات سياسية داخلية تنعكس على شعبية الحكام فيها لا سيما في الولايات المتحدة وفرنسا كما يهدد صدقيتها وقدرتها امام الخارج. لذلك فان الانتهاء من هذا الموضوع سيشكل تطورا مفصليا ستحاول هذه الدول استثماره سياسيا على اكثر من مستوى من بينها ان الاجماع الدولي مهم في توجيه رسالة قاسية وداعمة للانتهاء من استنزاف قاتل عاناه الشعب الليبي وكان يمكن تجنبه لو لم تقم دول اخرى حسابات اطاحت هذا الاجماع. وهي الرسالة التي سيسعى الغرب الى استخدامها في وجه روسيا ودول اخرى لا تزال تمانع مطالبة الرئيس السوري بالتنحي الامر الذي قد يسبب وقوع المزيد من المآسي على ما يقول المراقبون الذين شكلت الايام القليلة الماضية ذريعة في ايديهم لجهة الضحايا الذين سقطوا في سوريا على اثر دفاع روسيا عن النظام وعدم مطالبته بالتنحي.

 كما يمكن ان تستفيد من هذا التطور شعوب اخرى في المنطقة من حيث الرسالة التي يمكن ان تتلقفها وهي ان عليها المثابرة من اجل النجاح على رغم التضحية التي يمكن ان تقدمها ولمدة طويلة تماما وفق ما فعل الشعب الليبي. ومفاد ذلك في اطار الازمة السورية الراهنة التي شهدت ولا تزال فصولا يشبهها مراقبون كثر بما يحدث في ليبيا لجهة قمع النظام لمعارضيه الذين باتوا مطالبين برحيله، ما يصيبها لجهة الامرين معا اي ان الدول الغربية التي طالبت الاسد الاسبوع الماضي بعد فترة سماح طويلة لم يحظ بها القذافي بالتنحي ستلقى في انتصار ثوار ليبيا زخما يسمح لها بالتشدد في صوابية رأيها وفي تطلع شعوب المنطقة اليها من اجل مساعدتها ان لم يكن عسكريا فمعنويا او لوجستيا او سوى ذلك. ويمكن الدول الغربية في ضوء انتهائها من معمعة ليبيا العسكرية ان تسمح لنفسها بامكان التهديد بمساعدة المعارضة في اماكن اخرى ولو لم تكن هذه المساعدة عسكرية. كما ان نجاح الثوار الليبيين في الانتهاء من القذافي ودفعه الى الرحيل مع عائلته او ايا يكن المخرج الذي سيتم تأمينه له او في حال التخلص من القذافي بأساليب اخرى سيعطي المعارضين السوريين زخما ودفعا قويين من المنطلق نفسه الذي انطلقت فيه الانتفاضة في سوريا اي بناء على النجاح الذي حققته الانتفاضتان المصرية والتونسية وسمحتا باعطاء الضوء الاخضر للشعوب العربية الاخرى بوجود امكانات مماثلة لديها للثورة على الانظمة السياسية التي تحكمها ايضا. على ان بعض حلفاء دمشق في لبنان ممن يرحبون بزوال النظام الليبي يتحفظون عن اقامة اي صلة بين النظامين لجهة احتمال ان يسري على النظام السوري ما سرى على النظام الليبي في ظل اقتناع بان سوريا غير ليبيا على عكس المقارنة التي يجريها الغرب بين البلدين لجهة التماثل بين النظام السياسي في كليهما وان الرئيس السوري هو على طريق معالجة التحديات التي يواجهها بجدية واستدراك ما جرى امنيا وعسكريا بشق اصلاحي سيأخذ مداه سريعا بحيث ينزع من ايدي الدول الغربية الداعمة لرحيله اي ورقة تعزز هذا المطلب في حين يتخذ هؤلاء ما حصل في البحرين نموذجا اقرب يرونه قيد التطبيق في سوريا منه الى النموذج الليبي.

الا ان مصادر ديبلوماسية وسياسية عدة لا ترى تمييزا حقيقيا بين النموذجين الليبي والسوري وان كانت تأمل ان يشكل مآل الازمة الليبية دافعا الى مسارعة النظام السوري الى معالجة جذرية حقيقية وفعلية تنأى بسوريا عن المآل نفسه الذي تواجهه ليبيا.

 

أيلول شهر الامتحانات الصعبة والحاسمة لحكومة ميقاتي

هل من قرار اتهامي ثانٍ بعد عيد الفطر يقلب الأوضاع؟

ابراهيم بيرم/النهار

ايلول المقبل هو شهر الاستحقاقات الصعبة امام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، واستطرادا شهر الاختبارات القصوى امام تطورات اقليمية ومحلية يرتفع موجها ويعلو منسوب تداعياتها حينا بعد حين.

لذا فالسؤال العريض المطروح بإلحاح، هل يتجاوز ميقاتي العقبات بالبراعة عينها التي تجاوز بها العقد الكبرى التي واجهته منذ ما قبل التصدي لهذه المهمة الشاقة والشائكة في ان يخلف الرئيس سعد الحريري في حالة تحد وصراع وليس في لحظة انتقال سلس للسلطة؟

لا ريب ان هذه التساؤلات كامنة لدى دوائر عليا في قوى الاكثرية الجديدة، وليست فقط رهانا تتكئ عليه القوى المعادية لهذه الحكومة والتي روجت باكرا لفكرة تعثر الحكومة وانقسامها مما يوحي بقرب انفراط عقدها.

اذ ان ثمة اكثر من داع يجعل ايلول الوشيك شهرا لاختبارات صعبة لحكومة ميقاتي، ولتماسك مكوناتها الاربعة.

فعلى المستوى الاقليمي بدا جليا ان الحدث السوري انتقل الى مرحلة جديدة، مع القرار الغربي (الاميركي – الاوروبي) لمحاصرة سوريا، انفاذا لهدف اساسي، وهو جعلها معزولة على غرار وضع كوريا الشمالية وذلك بعدما نجح النظام السوري في تجاوز كل المكامن التي نصبت له وابرزها في جسر الشغور ومن ثم حماة بغية اسقاطه، وبالتالي "امسك" الارض التي جهد خصومه لكي تميد تحته.

ونظرا الى الترابط العضوي العميق المعلوم بين الوضعين السوري واللبناني، وقياسا بحجم التداعيات التي عكستها حوادث الساحة السورية على ساحة لبنان بدت الاخيرة اسيرة الحدث السوري، لا سيما بعدما قرر فريق تيار "المستقبل" على وجه الخصوص ان يغادر "خفره" السابق وينخرط بشكل واع في مواجهة مع النظام السوري بألوان واشكال متنوعة خصوصا بعد موقف العاهل السعودي وبيان الرئيس الحريري الذي اعقبه مباشرة.

وعليه، فإذا كانت حكومة ميقاتي نجحت في الاسابيع التي أعقبت نيلها الثقة وانطلاق رحلتها في ان تبقي الى حد ما الوضع اللبناني بمنأى عن تفاعلات الحدث المجاور، فإن السؤال المطروح كيف سيكون تعامل الحكومة اياها مع ما هو مرتقب ومتوقع من تطورات محتملة في الساحة السورية والتي لن تخلو بطبيعة الحال من صعوبة، خصوصا اذا حول الغرب دعواته الى حصار جدي لسوريا؟

وعلى المستوى الاقليمي اياه ثمة تطورات اخرى تلقي بظلالها الثقيلة على المنطقة، خصوصا بعد التطورات الميدانية في منطقة ايلات وانفتاح باب جديد للمواجهات على مستوى الصراع العربي - الاسرائيلي، وصولا الى موضوع السعي الفلسطيني لكسب تأييد اممي للدولة الفلسطينية مما يعني بشكل او بآخر ان المنطقة تختزن في طياتها احتمالات صعبة.

اما على المستوى الداخلي، فقد اختبرت حكومة ميقاتي، منذ انطلاق قطارها 3 اختبارات لمدى تماسك مكوناتها مع امتحانات لقدرة رئيسها على تدوير الزوايا، ومواجهة المواقف الصعبة.

الاول اختبار القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الدولية بصيغته الشفوية المكتومة ثم بصيغته الثانية المعلنة.

واذا كان "حزب الله" يتولى منذ زمن "امتصاص" مفاعيل القرار الذي صدر اصلا ليطاله وليحاصره وفق ما يجزم به دوما، فإن مفاعيل القرار وتردداته بدأت تلتف في الاونة الاخيرة حول حكومة ميقاتي نفسها بغية احراجها امام الرأي العام الدولي.

الواضح وفق انصار الحكومة، ان خصومها والعاملين بشراسة معلنة لمحاصرتها توطئة لاسقاطها على حسب ما جاهروا به دوما، لم يعجبهم قول المحكمة الدولية نفسها انها "راضية" عن التعامل الايجابي للحكومة اللبنانية مع الجهود الرامية الى التعاون مع مفاعيل القرار الاتهامي لا سيما لجهة قضية المطلوبين الاربعة فكانت قضية مقابلة مجلة "التايم" الملتبسة، وهي برأي هؤلاء مرحلة اولى لمحاصرة الحكومة الميقاتية واظهار انحيازها توطئة لمعاقبتها.

اما المرحلة الثانية المماثلة التي ستكون حكما بعد عيد الفطر، فهي ما تجلى في ما يحكى من احتمال صدور القرار الثاني الاتهامي والذي تردد اوساط في الاكثرية انه موجود "غب الطلب" في سياق نهج اسقاطات مفاعيل القرار الاتهامي على مسار الواقع السياسي اللبناني منذ ان سلم المدعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار نص القرار الاتهامي الى قاضي الاجراءات التمهيدية لحظة بلغت "تسوية الـ"سين – سين" لحظتها الحاسمة للولادة بعد التكامل.

وفي سياق متصل مع قضية المحكمة الدولية وتفاعلاتها داخل الحكومة، فلا ريب ان ثمة من ينتظر بشغف استحقاقين اساسيين يتصلان بالمحكمة اياها: الاول في 13 ايلول المقبل، اذ ستطرح على بساط البحث في الحكومة مسألة تجديد تمويل هذه المحكمة، والثاني في آذار اذ ستثار بإلحاح مسألة تجديد تفويض المحكمة.

وعليه، ستكون المحطتان استكشافا قويا لمدى تماسك قوى الاكثرية من جهة، وكيف سيتخطى ميقاتي هذين الاستحقاقين وهو يعلم تمام العلم ان خصومه حاولوا منذ البداية محاصرته بتهمة انه اتى ليقطع دابر العلاقة مع المحكمة الدولية.

اما الاختبار الثاني فهو اختبار ملف الكهرباء الذي اعطى السجال والتباين حول مشروع الوزير جبران باسيل داخل الحكومة انطباعا فحواه ان تماسك الاكثرية هش لدرجة انه اوشك على الانفراط امام اول امتحان خصوصا ان النائب العماد ميشال عون صعد اكثر من اللازم.

واذا كانت المعلومات المتداولة في اوساط الاكثرية ترجح حصول "تسوية" على نحو يفضي الى موافقة ميقاتي على المشروع المطروح، بعد "اثقاله" بمجموعة شروط "تسحب" جوهر المشروع على نحو يمنعه من ان يكون اولا واخيرا اداة لمصلحة الوزير باسيل وانتصارا مدويا لفريقه السياسي، فإن السؤال المطروح هل ستنجح "براغماتية" ميقاتي في تجاوز الاختبارات الاخرى التي تترصد حكومته، وهل ستنفع معه هذه الطريقة التي اتبعها!

ويندرج الاختبار الثالث في ما يمكن تسميته بـ"الهواجس" و"المخاوف الجنبلاطية" من استحقاقات قابل الايام. فلم يعد خافيا ان النائب وليد جنبلاط عبر خلال الاسابيع القليلة الماضية بصراحة عن جملة هواجس اعترته بفعل تسارع التطورات في الساحة السورية، وبفعل تباين مصادره الخارجية حول مآل هذه التطورات.

والواضح ان هذه الهواجس شقت طريقها مع زيارة جنبلاط والوزير غازي العريضي الى دمشق ولقائهما آخر شخصية سورية عريقة يتعامل معها، والثاني زيارة العريضي منفردا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وثمة مناخات توحي ان "القلق" الجنبلاطي لم ينته كليا فما زال حاضرا يعبر عن نفسه بـ"فلتات" من هنا او من هناك.

هو اذن شهر الامتحانات الحاسمة فهل تنجح رهانات ميقاتي والاكثرية بأن تصمد الحكومة حتى موعد الانتخابات المقبلة بعد نحو سنتين ام تجد حسابات الاقلية مصداقها، وبالتالي تتهاوى هذه الحكومة امام رياح التطورات الداخلية والاقليمية التي تبدو أنها هوجاء؟

 

حزب الله" يريد استخدام الشيعة درعاً لحماية بعض المجرمين... قيادي سابق في الحزب لموقعنا

استغرب كلام نصرالله عن الديموقراطيات وهو على رأس الحزب منذ العام 1992!  

موقع 14 آذار/طارق السيد

بعد محاولات عدة وبين أخذ ورد لأكثر من ثلاثة أشهر وافق قيادي سابق في "حزب الله" على تحديد موعد بهدف اجراء حديث مطول معه يخص به موقع "14 أ1ار" الالكتروني، لكن وقبل البدء باالحوار كان للقيادي شرط وحيد وهو عدم الاعلان عن اسمه حيث اكتفى بـ" ثائر" وهو بحسب القيادي الكنية الاولى التي حملها يوم بدأ عمله في الحزب.

في البداية يعود القيادي بالذاكرة الى الزمن المقاوم الفعلي كما يسميه، يوم كان العمل المقاوم يتسم بالسرية الكاملة حيث لم يكن يوجد في صفوف الحزب هذا القدر من العملاء على غرار ما نراه اليوم من تغلغل لهؤلاء داخل الجسم الامني والعسكري للحزب".

ويضيف القيادي، "في تلك السنوات كان همنا العمل المقاوم فقط وإلغاء اسرائيل من الوجود، بينما نجد اليوم أن قيادة الحزب أغرقت نفسها وجمهورها العريض والواسع في المستنقع الداخلي، وأصبحت الوزارات والمقاعد النيابية الهم الاساسي لهذه القيادة ".

وإذ رأى القيادي أنه "لو كان يوجد اليوم مقاومة ليست على شاكلة هذه المقاومة الموجودة حالياً لما كانت توقفت عن العمل المقاوم ضد اسرائيل"، أشار الى أنه ومنذ تولي نصرالله للأمانة العامة فأن قيادة الحزب تعمل لحساب الاجندة الايرانية- السورية، متسائلاً هل خرجت اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا لكي تتوقف الحرب معها".

وأسف لكون "حزب الله" وبعد سيرة مشهودة له بالنضالات والإنتصارات على اسرائيل أصبح اليوم حارساً لحدودها ويعمل ضمن اجندة خارجية"، معتبراً أن حرب تموز2006 بين الحزب واسرائيل كانت غير مشّرفة بالنسبة لنا كمقاومين سابقين"، موجهاً سؤاله لمن أخذ القرار بالحرب، هل حررنا القدس في تلك الحرب التي خاضتها قيادة الحزب الحالية من أجل أسير واحد؟ ويعود القيادي بالذاكرة الى العام 1979 وبالتحديد ثورة الجياع التي قادها الامين العام السابق لـ "حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي في العام 1997 ، كيف أخذت قيادة نصرالله موقفاً مغايراً لطلبات الناس تحت ذريعة ان دعم المقاومة لا يجعلهم قادرين على الخوض في المواضيع الاقتصادية والحياتية"، مذكراً أن الايراني ومن خوفه أن تحدث إنشقاقات داخل الحزب سارع يومها الى إطلاق الوعود التنموية عبر إنشاء مشاريع عديدة في منطقة البقاع لكن أياً من هذه الوعود لم ولن تتحقق".

يسرح القيادي قليلاً بفكره ليعود بعدها بمعلومة أراد اعطاءها لنا على طريقة سؤال، هل تعلمون أن هذا المنزل شهد أهم اللقاءات التي كانت تحصل بين قيادتي "حزب الله" والجيش السوري في زمن اللواء غازي كنعان؟، لافتاً الى انه في بدايات تأسيس الحزب كنا نعتقد ان القرار الحزبي سوف يكون لنا وحدنا، لكن تبين ان هذا الحزب ليس سوى دمية بيد الايراني يجيرها للسوري ساعة يشاء".

وحمل القيادي مسؤولية الوضع الصعب الذي وصل اليه "حزب الله" اليوم للقيادة الحالية المنقسمة على نفسها بين جناحين سوري وايراني"، مؤكداً أن لكل جناح أمن خاص يعمل على هواه ويرسل التقارير الى الجهة الداعمة له دون العودة الى القيادة الرئيسية".

ويكشف القيادي عن أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد سلّم أمنه الشخصي الى نجله جواد وصهره زوج كريمته المعروف بـ"أبو علي"، لافتاً الى أن هذا التبديل الذي فاجئ معظم أفراد الجهاز الامني الخاص بنصرالله جاء بطلب ايراني بعدما تم كشف العديد من العملاء لأسرائيل داخل بنية الحزب الأمنية والعسكرية".

وأسف القيادي لكون حزب الله أصبح نسخة طبق الاصل عن النظام البعثي في سوريا، وأن هذه النسخة قد تم تصديقها من قبل الكاتب العدل الايراني"، مستغرباً كلام نصرالله عن الديموقراطيات في العالم بينما هو يجلس في موقعه كأمين عام للحزب منذ العام 1992".

أما لناحية تعاطي حزب الله مع مجمل الامور التي تخص الوضع الداخلي وعلى رأسها موضوع المحكمة الدولية وما صدر عنها منذ أيام قليلة، قال القيادي: " قد يكون هناك فعلاً أشخاص داخل الحزب تم تجنيدهم من قبل جهة ما بهدف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، داعياً للعودة الى ما قاله نصرالله يوم اعترف ان هناك عدد من عناصر الحزب بينهم كادر من الصف الثاني قد تم تجنيدهم لصالح المخابرات الاميركي"، وبالتالي فأن هذا اعتراف واضح وصريح من رأس الهرم في الحزب على أن هناك حالات خرق داخل "حزب الله".

وعلق القيادي على الخطاب الاخير لنصرالله، حيث استغرب كيف أنه يريد استخدام شيعة لبنان درعاً في وجه بقية الطوائف اللبنانية من أجل أشخاص قد يكون لهم يد في أعمال قتل وأغتيالات"، محذراً من أخذ طائفة بأكملها نحو حرب أهلية من أجل اراحة النظامين الايراني والسوري".

وأوضح القيادي الى أنه "لا ينتقد شباب "حزب الله" المؤمن بقضية عادلة ومحقة والذين تربطني بمعظمهم علاقة ود واخوة"، شارحاً أن النظامين الايراني والسوري لا يريدون دولة قوية في لبنان، لأن ما يهمهم فعلاً هو الحفاظ على السلاح الذي بيد الحزب لكي يفاوضوا من خلاله من أجل مصالحهم الخاصة لا من اجل مصلحة شيعة لبنان أو المقاومة كما يدّعون".

وجواباً على سؤالنا الاخير للقيادي عن سبب تركه وبعض المقاومين لحزب الله، فأجاب: " نحن كنا من المؤسسين الاوائل للحزب وخصوصاً العمل المقاوم ضد العدو الاسرائيلي، لكن بعدما اصبح هذا العمل يخضع لمصلحة كل من ايران وسوريا قررنا الإنسحاب و التفرغ لهموم الناس التي لا زالت تؤمن بخطنا الجهادي الذي يصب في مصلحة بلدنا فقط".

 

مذكرأً أن السيد نصرالله عمّمه في قمّ... شقيق السيد محمد الحسيني

المنار شهرت بنا ولم تحترم نسبنا لآل البيت... وعِمَّتنا ليست أقلَّ سوادًا من عمائمِ الغير

موقع 14 آذار/:طارق نجم

انشغل الرأي العام اللبناني منذ أشهر بقضية السيد محمد علي الحسيني، رئيس المجلس العربي الإسلامي، والذي أوقفته مديرية المخابرات في الجيش اللبناني للإشتباه بتعامله مع العدو الإسرائيلي منذ 24 ايار 2011.

وتجدر الإشارة هنا أنه بعد أشهر من التحقيقات التي اجراها قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابوغيدا والتي اتسمت بدرجة عالية من التهذيب واللياقة، وإثر احالة السيد محمد علي الحسيني اليه من قبل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر، قرر ابو غيدا منع المحاكمة عن الحسيني لعدم وجود ادلة ضده وملفه "فارغ" وقد استأنفت النيابة العامة قرار قاضي التحقيق أمام محكمة التمييز. وقد واكب توقيفه حملة منسقة قامت بها وسائل إعلام مقربة ومحسوبة على حزب الله في ضوء مواقف السيد الحسيني الرافضة للولي للفقيه والتي اعتبرتها اوساط حزب الله معادية لها.

موقع 14 آذار أجرى مقابلة مع الدكتور السيد حسين الحسيني، شقيق السيد محمد وهو مدرّس في الحوزة العلمية. وقد حمل الحسيني في حديثه على كل من استغل القضية للتشهير بشقيقه لدوافع سياسية وغايات لا تمت للدين بصلة. كما انتقد حزب الله الذي تنكر للتاريخ الجهادي للسيد محمد ناهيك عن عمامته السوداء وقرابته لآل بيت الرسول (ص). كما ذكر الحسيني حزب الله أن "أمينهم العام لم يعمِّم أحدا سوى السيد محمد علي الحسيني" في مدينة قمّ (أنظر الصورة).

أولاً، كيف تعلقون على الإتهامات التي سيقت ضد السيد محمد بجرم العمالة للعدو الإسرائيلي؟

 صحيح أن العِصمةَ لأهلها، وأن لكلِّ جوادٍ كبوةٌ، وأن فَرْضَ المحالِ ليس بمحال، ولكن الاعتقادَ بأنَ صاحبَ عمّةٍ سوداء، حسينيَّ النسبِ والهوى، تربى في كنف والدٍ جنديٍّ في الجيش اللبناني، أمضى حياتَه في الدفاعِ عن لبنان، معلِّمًا أولادَه كيف يذبُّونَ عن وطنهم، ووالدةٍ علّمته شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتب. وهذا الذي يقضي شبابَه كلَّه في الدفاعِ عن حدود وثغورِ لبنانَ الحبيب، ليمضي فيما بعد لطلبِ العلومِ الدينيةِ وتبليغها، حتى ألّف ما ينيف عن سبعين مؤلفا.

أقول، إن مثلَه يتخطى حدودَ المحالِ أن يُتَّهمَ بتهمةٍ خبيثةٍ لا يرتكبُها إلا من خَبُثَتْ سيرتُه وسريرتُه. فالحمدُ للهِ الذي أظهرَ الحقَّ على الباطلِ كلِّه، ولو كرهَ الملفِّقون الذين رأيناهم بعد صدور قرار قاضي التحقيق بمنع المحاكمة لعدم توفر الأدلة، يعضون على أناملهم تغيُّظًا وحسرة، حتى حق عليهم قوله تعالى: (قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور)، ليتحرك على إثر عض الأنامل خفافيش الليل فينقل الملف إلى الغرفة السادسة في محكمة التمييز، ولكن الحمد لله الذي أرانا السم لنعرف أن وراء الفحيح أفعى.

ماذا تقولون لوسائل الإعلام التي حاولت استغلال قضية السيد الحسيني؟

إلى وسائل الإعلام التي سارعت إلى نقل خبر الاتهام، بالاسم الثنائي تارة، والثلاثي والرباعي مرات أخرى، مع الصورة والصوت، متكلمةً عن كمياتٍ من الأسلحة والأجهزة الألكترونية، لتُقِرَّ مؤخَّرًا، بأنه جهازُ كمبيوتر وسلاحٌ فردي. وزاعمةً أن "السيد يلزم الصمت في التحقيق معه، وأنه يأبى أن يعطي مديرية المخابرات كلمة المرور لحاسوبه الخاص"، إلى غير ذلك من التخيلات الكرتونية التي تعطي الخبر لمعاناً صحفياً، وتسلبه النزاهةَ كلَّها، متجاوزة البديهيات الأمنية، لماذا لم يتم توقيف السيد الحسيني من قبل الحزب رغم قطونه في منطقة بئر العبد؛ أي في (المربع الأمني)؟! والحال أن الكل يدرك أن الحزب وحده من يتولى هذا الأمر بداية، ليُسلَّم فيما بعد لمخابرات الجيش، خصوصا إذا كان المشتبه يقطن في مربعاتهم!

ونقول لهؤلاء: إن رغبتَكم في السبقِ الصحفي، لا يبررُ لكمْ التسرعَ في إهانة الناس، ولو عن غير قصد، فإن شرفَ مهنتِكم يتنافى مع ذلك. ومهما يكن من شيء فإن أقلَّ تعويضٍ تقومون به، هو نشرُ الحقيقة الآن، فلا أظنَّنَّكم تسارعون لما يُشين وهو مظنون، وتتباطؤون فيما يَزينُ وهو مُتَيَقَّن. وهنا لا يمكنني أن أعدو عن قناة المنار التي لم تحترم نسبًا نَنْتَسِبُه، وتاريخًا جهاديًّا لا تجهلُه، وعِمَّةً ليست أقلَّ سوادًا من عمائمِ الغير. رغم كل ذلك لم تتورع عن ذكر اسمنا الكامل مع مشاهدَ مصورة.

وإنما خصصتُ هذه القناةَ بالذكر، لما سمعناه من تَضَجُرٍ للأمين العام للحزب من وسائل الإعلام التي بثت أسماء من اعترف بالتجسس على المقاومة، ولم نره متضجراً من ذلك حينما أُهِنَّا، فإن لم يكن لنا كرامةٌ لأن أحدنا ناقدٌ لكم، فعلى الأقل كونوا أحرارا في دنياكم إن كنتم أشرافاً كما تزعمون! ولكننا نتفهم حقدكم، وانعدام صبركم على من يظهر عيوبكم، خصوصاً وأن المظهِر لها رجلٌ مثلي لا يمكنكم التنكر لتاريخه الجهادي، ولا يمكنكم نفي أن أمينكم العام لم يعمِّم أحدا سوى السيد محمد علي الحسيني!

فأين الإنصاف؟! أين حق قرابتنا من الحسين الذي تبكونه كل عام؟ أعرف أنكم لن تحروا جوابًا على سؤالنا اليوم، وأنكم لن تُضْطَروا للجوابِ عنه، إلا أنكم ملزمون بالإجابة يوم الطامة الكبرى، فالحمد لله الذي فضحكم وأظهر أكذوبتكم.

هل من كلمة أخيرة أو رسائل تريد توجيهها؟

وبالنسبة لنا، لن ننسى ظلمكم هذا، وليعرف اللبنانيون، أن "أشرف الناس" الذين يقصدونهم، ليسوا الشيعة، ولا أهل البقاع والجنوب والضاحية الذين قدموا كل شيء لهذه القضية المحقة، وهي الدفاع عن لبنان، حتى تضعوا أنفسكم في قبال كل هؤلاء، بل إن المقصود خصوص من يتربع تحت ذاك المنبر، ليلبي، ولا يتأفف، ولا يتضجر، ولا ينتقد، هي الجماعة المطيعة والمتعبدة والمهلِّلة لكل ما يصدر عن هذا الحزب. أما ما عدا هؤلاء فلا كرامة لهم، إلا إن اتفق أن جمعتهم بهم مصلحة سياسية أو انتخابية...

إلى الأخوان في المقاومة، أقول: من هوانِ الدنيا على اللهِ أن يحتاجَ مَنْ حَمَلَ في دمِهِ جِينَاتِ أهلِ البقاع، وتَعَفَّرَ بترابِ عامِلَة، وجُرِح على صعيدها، أن يؤكدَ لكم أنه ليس من يُدِيرُ ظهرَه لكم، ويطعنُكم في خاصرتكم. ولكنَّ الموقفَ استدعى تأكيدَ صلةِ الدمِّ بالشريان، والملائكةِ بالرحمن.

إلى الأخوان المجاهدين: خسئ عدوُّكم، وطاش سهمُه، وخاب ظنُّه، معكم معكم، لا مع عدوكم. وإلى عائلتي ووالداي وإخواني، وكلِّ من كذّبَ هذه الافتراءات، وساندنا، ووقف إلى جانبنا في أصعبِ مرحلة قد يمر بها الإنسان، أقول: لا خُيِّبت آمالُكم، ولا سُوِّدَت وجوهُكم، نحن معا دائما وأبدا، في مسيرة وطنية تفتخرون بها، وتُبْقُونَ فيها رؤوسَكم مرفوعةً، وجباهَكم مسفرةً، ضاحكةً مستبشرةً، كما كانت وستبقى، وكما شاء اللهُ لها أن تكون.

وأخيرا نَحْمَدُ اللهَ على أنه ما زال في هذا الوطنِ محامونَ شرفاءُ، وقضاةٌ عدول، وإعلاميون منصفون، وجيشٌ وطنيٌ نزيه لم تنطلِ عليه أيةُّ تلفيقاتٍ وتلبيسات، فباتَ في ديجورِ الوسوساتِ والافتراءاتِ مستنيرًا بالحق، ومستضيئًا بالإنصاف، حتى وصلنا على يده ويدِ القضاءِ إلى ساحلِ العدالةِ، التي هي هي لا غيرُها كسرت مِن علينا الأصفاد، وشقَّت من أمامنا جدرانَ السجنِ الذي كانت مرابَطَتُنا فيه كلَّ يومٍ بمثابةِ وسامٍ نتوَسَّمُه، وسلاحٍ نمتشِقُه، في وجه كلِّ خائنٍ وغادِرٍ يتربَّصُ بنا الدوائر، حتى دارت عليه فأركسته ونكَّسته، وبقينا بحمد الله بنيانًا صلبًا لا يهزُّنا شيء. بسم الله الرحمن الرحيم ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).                    

  

بين حزب الله والتايم! 

النهار/سمير منصور

لم يكن مستغرباً ان يسارع "حزب الله" الى إصدار نفي قاطع للحديث الذي نشرته مجلة "تايم" الاميركية، لـ"احد المتهمين الاربعة في قضية اغتيال الحريري" كما قال مراسلها نيكولاس بلانفورد موضحاً انه وجد نفسه امامه "وجهاً لوجه" خلال اجتماعه بـ"مصدر مسؤول في حزب الله". وقد فوجىء كثيرون بالحديث الذي سربت مقتطفات منه عشية نشره كاملاً في وسائل الإعلام المحلية نقلاً عن المجلة الاميركية، وتوقعوا ان يصدر نفي عن الحزب لأسباب كثيرة ليس اقلها بعض العبارات الملتبسة والمشبوهة التي وردت فيه وأبرزها قول المتهم الذي نسب اليه الحديث: "ان السلطات اللبنانية تعرف اين اعيش ولو ارادوا ان يوقفوني لكانوا فعلوا ذلك منذ زمن بعيد. ببساطة، إنهم لا يستطيعون"!

وهذه الاجابة وحدها كانت كافية لإثارة علامات استفهام كثيرة حول مدى صحة الحديث، ولا سيما انها تصيب "حزب الله" في مكان ما، قبل ان تصيب مباشرة الحكومة اللبنانية، إذ انها تعزز موقف القائلين بسيطرة هذا الحزب على الحكومة وبتقصيرها في السعي الى البحث الجدي عن المتهمين الاربعة واستجوابهم امام المحكمة الدولية. وكان من شأن تأخر "حزب الله" في اصدار توضيح او نفي او تعليق على الحديث ان عزز الشكوك في كل الاتجاهات.

وقد تتبعت الاوساط الحكومية ردود الفعل وتداعيات الحديث وكانت مهتمة جداً بمعرفة خلفياته والتأكد من صحته، وقبل صدور النفي كانت الجهات القضائية والامنية في وزارتي العدل والداخلية بدأت تحركاً بناء على تعليمات رئيس الحكومة الى الوزارتين، للتقصي عن مراسل المجلة المذكورة ومعرفة مدى جديته وصدقيته و"المصدر المسؤول في حزب الله" الذي قال انه اجتمع به، وفي الوقت نفسه كانت الاوساط الحكومية تتوقع صدور موقف عن الحزب المعني مباشرة بالحديث، انطلاقاً من شعور لديها ان ثمة ما هو "غير طبيعي" في سياقه...

وقد اصابت الشكوك "حزب الله" ايضاً، اذ ذهب بعضهم الى التساؤل عما اذا كان فعلاً وراء الحديث بهدف بعث تلك "الرسالة" وتركها تنطبع في الاذهان قبل نفي الحديث، مع العلم ان "مزحة" كهذه غير مضمونة النتائج مع مجلة بحجم الـ"تايم". كما اصابت الشكوك قوى 14 آذار اذ رأت مصادر وزارية ان من المحتمل ان تكون جهات تابعة لهذه القوى وراء "فبركة" الحديث بهدف إحراج الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي خصوصاً.

واذا كان النفي الذي اصدره "حزب الله" قد وضع حداً للشكوك والتداعيات، فإن المجلة الاميركية باتت معنية بدورها بإصدار توضيح لحقيقة الامر وبفتح تحقيق يبدأ باستيضاح مراسلها خلفيات الحديث واسم "المصدر المسؤول في "حزب الله" الذي كان مجتمعاً به قبل ان يجد نفسه وجهاً لوجه مع أحد المتهمين الاربعة!

 

لا تأخذوا مصر إلى هزيمة 67

 أحمد الجارالله/السياسة

لا أغالي اذا قلت ان الوضع في مصر اشبه بما كان عليه قبل هزيمة العام 1967. ضجيج التظاهرات والهتافات يصم الآذان, ومئات الحناجر تستعيد صوت احمد سعيد, واكثر من جمال عبدالناصر, وشعارات حماسية, تبدأ ولا تنتهي في مشهد لا يبشر بخير ابدا, لان ما انتهت اليه احداث عام 1967 هزيمة نكراء تجرعت مصر والعالم العربي معها مرارتها طويلا حتى جاءت حرب العبور لتزيل بعض اثارها وتعيد للعرب ماء وجههم.

قبل ذلك العام اعتمد عبدالناصر على الشارع واثارة حماسته وغطى بضجيج المتظاهرين قراراته التي استندت الى معطيات زائفة وقدرات وهمية وخاض مغامرته بعد ان هدد برمي اسرائيل في البحر, وطلب مغادرة قوات مراقبة الهدنة, الا انه اكتشف بعد ذلك مدى خواء ما اعتمد عليه, فدمرت اسرائيل السلاح والجيش المصريين واحتلت سيناء, فيما الحليف السوفياتي ومعه الدول العربية التي اعتمدت مصر على مساندتهم وقفوا متفرجين وكان العالم كله الى جانب تل ابيب حتى في اخطائها, فرغم اتهام الامين العام للامم المتحدة- وقتذاك- يو ثانت تل ابيب بخرق الهدنة وشن الحرب الا ان ذلك لم يبدل من واقع الامر شيئا, ولم يزعزع قوة الدعم العالمي للجيش الاسرائيلي.

ما انتهت اليه ثورة 25 يناير هو المشهد الذي تلفه قتامة اجواء العام 1967, فهؤلاء الذين ثاروا على الفساد, وصرخوا مطالبين بمحاسبة الفاسدين ووجدوا من يؤيدهم من هنا وهناك... هؤلاء رغم ان ما فعلوه حق وامر جيد, الا انهم اوصلوا مصر الى الفوضى لان معالجة الفساد لا تكون في انفلات زمام الامن وتقويض مؤسسات الدولة, فالفساد موجود في كل دول العالم لكن لم يعالج في اي من الدول المتقدمة بالشكل الذي انتهت اليه الاحداث المؤسفة في مصر.

لا نريد ان يغلط المصريون مرة اخرى ويصلوا الى ما وصلت اليه الامور العام 1967, اذ ليس بالهتافات واحراق اعلام الدول والضرب بالعصي ورشق الحجارة تعالج القضايا, وخصوصا اذا تعلق الامر بعدو يقف العالم الى جانبه في الصواب والخطأ, وهو ما يجب ان يدركه الجميع, ويتذكروا جيدا ما قاله الرئيس المصري السابق حسني مبارك لرئيس الحكومة اللبنانية, السابق, سعد الحريري في آخر لقاء بينهما اثناء استعراضهما الوضع في لبنان, :" اذا كنت ستعتمد على الغطاء الاميركي فستنام عريانا", ونحن الآن لا ندري باي غطاء تتغطى الثورة المصرية? بل اي لحاف سيغطي مصر فيما الفوضى تضرب اطنابها, وقد وصل الامر الى المس علنا بالاتفاقيات الموقعة مع بعض الدول التي مع الاسف, وكما قلنا سابقا, العالم كله لحاف لها, فهل تريد مصر- الثورة ان يقف العالم ضدها وتنام في العراء?

ما يجب اخذه بعين الاعتبار نظرة بعض الدول الكبرى الينا كعرب, وكيف تتعامل مع قضايانا, واولوياتها في هذا الشأن, ربما يمكننا الاستفادة مما جرى في المملكة المتحدة قبل ايام, ففي الوقت الذي ثارت موجة غضب شعبية في عدد من المدن البريطانية نهبت خلالها المتاجر وقطعت الطرق وذهب ضحيتها عدد من القتلى كما ألقي القبض على اكثر من ثلاثة الاف مواطن, لم نر مسؤولا اميركيا يخرج مطالبا رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بالاستقالة, كما فعل الرئيس الاميركي باراك اوباما مع الرئيس حسني مبارك, بل كل الدول اعتبرت ما جرى في بريطانيا شأنا داخليا وما مارسته اجهزة الامن ضرورة لحفظ الاستقرار, فيما الثورات التي شهدتها بعض الدول العربية, والحرب الاهلية التي تلوح في افق بلدان اخرى سارعت الدول الكبرى الى تأييدها, لعلها شئنا ام ابينا, تصب في صالح اسرائيل التي تريد مجتمعات عربية منشغلة بنفسها وغارقة بالفوضى لا تشكل خطرا عليها.

لم يفت الوقت بعد حتى تتجنب مصر الوقوع في خطأ 1967, وذلك لا يكون الا من خلال تيقن المجلس العسكري الاعلى ان البلاد امانة بيده, والمطلوب منه ان يهتم بها وبمستقبلها ولا تشغله عن ذلك شهوة الانشغال بكراسي السلطة.

 

النظام السوري في سباق ٍ مع الزمن

علي ب. اسعد/السياسة

بدأ النظام السوري يستدرك الأزمة التي يعيشها فاقدا ً أعصابه بعد أن تخلى عنه ودعم الأخير للشعب السوري الذي أسقط حاجز الرعب والقتل مستدركا هشاشة قوته أمام إسرائيل واستفحاله بفرط القوة عليه. اللاذقية, هذه المدينة المعروفة بتنوعها ومزيجها الطائفي تشهد اليوم احتجاجات شعبية ضخمة مع عدد كبير من الطائفة العلوية وذلك بسبب ما يرتكبه النظام السوري المحسوب على تلك الطائفة, من قتل لإخوانهم, فبدأ يشكل إنذارا للطائفة العلوية في اتخاذ موقف حازم كالذي صدر منذ أسبوعين وبشكل بيانات صادرة عن عائلات كبرى في الطائفة العلوية مستنكرة عمليات القتل ضد الشعب.

لماذا يشدد النظام في قوته المفرطة اليوم على اللاذقية وخصوصا ً من البحر, وبواسطة سلاح البوارج والزوارق التابعين له? لأن مدينة اللاذقية, هي رأس وموطن أركان الدولة السورية, والقصر الرئاسي الصيفي يقع في المدينة, ومعظم سكانها هم من الطائفة العلوية, أما وسبب استعمال السلاح البحري ضد المدينة فيعود إلى انشقاقات حصلت في الجيش السوري داخل المدينة, ومن بعض العلويين تحديدا, في تمنعهم بإطلاق النار على شعبهم الأعزل الذي يمتاز بالعيش المشترك, علما أن سبعين في المئة من الجيش السوري من الطائفة العلوية, وليس من المستغرب أن يشنَّ هجوما  عنيفا على سكان مدينة اللاذقية وبالطريقة التي اتبعها لقمع مدينة حماة. ليس هذا فقط, فقد أنذر اللاجئين الفلسطينيين الذين يسكنون مخيم الرمل في اللاذقية بإخلاء المخيم فورا  بالتزامن مع قصفه بالدبابات والصواريخ ما أدى إلى نزوح أكثر من خمسة آلاف نسمة, وهذا القصف أتى قبل زيارة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن إلى لبنان, وبتصريح ٍ له أن المخيمات الفلسطينية ستسلم سلاحها إلى الدولة اللبنانية حينما تطلب هي ذلك, فهل اعتبرها النظام ضربة ً له خصوصا أنه يعول على السلاح الفلسطيني داخل المخيمات في لبنان?

مسكين الشعب الفلسطيني في سورية ألا تكفيه معاناته حتى يأتيه القتل والتهجير ومِنْ مَنْ,? من الذي يدعي الممانعة وحامي القضية الفلسطينية والذي أصبح مقامه من مقام الجيش الإسرائيلي في الإجرام وبوحشية القتل وتهجير الشعوب.

ومن مدينة قم الإيرانية أصدر المرجع الديني التابع للنظام الإيراني ناصر مكارم شيرازي فتوى بضرورة الدفاع ومساندة النظام السوري على أنه واجب ديني كما ادعى, يا للعجب من رجل دين يدعي بأنه مرجع ديني يفتي في قتل الشعوب. كيف سمحت له الجمهورية الإيرانية التي تدعي الاسلام وبمناصرة حقوق المظلومين في ذلك?

 النظامان الإيراني والسوري كاذبان, الأول يدعي الإسلامية والثاني يدعي العلمانية وهما ليسا إلا من الأنظمة الشمولية والقمعية وجهين لعملة واحدة.

 إن النظام في سورية في سباق ٍ مع الزمن, لذا هو يضغط بقوة لقمع واسكات الانتفاضة الثورية بوجهه ولإخمادها على عجل حتى يبقى موجوداً ليتحدى ويفرض نفسه على العالم وخصوصا على العالم العربي وليس من المستبعد أن يستعمل سلاح الطيران لتسريع اخماد الثورة السورية التي اتسعت وتيرتها وبقوة في جميع أنحاء البلاد.

* كاتب لبناني

 

في غياهب الانتظار»

عبده وازن/الحياة

الخيمة الكبيرة التي نصبها أهالي «المخطوفين» اللبنانيين في قلب بيروت وبالقرب من حديقة «جبران خليل جبران» لا تزال على حالها منذ أعوام. معظم الأهالي هؤلاء غادروها، لكنّ أسرّتهم وسائر لوازمهم لا تزال فيها، منتظرة عوداتهم المتقطّعة ، مرة تلو مرة. أمضى أهالي «المخطوفين» ليالي ونهارات، معتصمين داخل الخيمة، منتظرين طوال سنوات عودة هؤلاء « المخطوفين» أو المفقودين أو المأسورين الذين طال غيابهم وكبروا وربما شاخوا في السجون السورية. صورهم لا تزال مرفوعة على واجهات الخيمة وفي داخلها، بالقرب من الآيات القرآنية وصور يسوع والقديسين...

لم يُغلق ملف «المخطوفين» الذين يقول أهلهم انهم ما زالوا أحياء في السجون السورية، مرتكزين الى حدسهم وإلى بضعة أخبار كانت تأتيهم حيناً تلو حين، من هناك. هذا الملف الشائك والمأسوي الذي كان يُفترض به أن يُغلق مع إعلان نهاية آخر «الحروب» اللبنانية، عاد إلى الواجهة أخيراً غداة اندلاع الثورة الشعبية في سورية. وقد انتهزت قناة «العربية» الفضائية هذه الفرصة لتعرض فيلماً عن «المخطوفين» المأسورين في السجون السورية، كان مُنع من العرض في لبنان حفاظاً على «الود» الذي ما زال يجمع بين النظام السوري والدولة اللبنانية، مع انّ هذه الدولة، كما يعلم الجميع، تحررت من «الوصاية» المشهورة.

كان حرياً باللبنانيين جميعاً ان يشاهدوا هذا الفيلم الوثائقي الجميل والمؤثر الذي أنجزه الكاتب والمخرج اللبناني جوني كارليتش قبل ثلاثة أعوام، على شاشاتهم السينمائية أو التلفزيونية، لكن الرقابة اللبنانية منعته خوفاً من «الفضيحة» التي يثيرها، بجرأة وعمق وبموضوعية تامة. وهي «فضيحة» لا تتعدى هنا كونها بحثاً عن ضوء ضئيل في «غياهب الانتظار»، كما يفيد عنوان الفيلم، أو إحياء أملٍ ولو واهٍ في وجدان هؤلاء الأهالي الذين ينتظرون عودة مخطوفيهم منذ ثلاثين أو عشرين عاماً... تخاف الدولة اللبنانية من مشاهدة أفلام كهذه، تصيبها بالإرباك وتجعلها تواجه عقدة الذنب التي لم تتخلص منها على رغم تناسيها أو تجاهلها إياها.

في الفيلم الوثائقي المشغول بدقة ورهافة، تطلّ أمهات وأخوات وإخوة وسواهم من ابناء العائلات، يتكلمون بأصوات مجروحة، يبكون أو يدمعون، مصرّين على عودة مخطوفيهم، أحياء أو أمواتاً. يريدونهم كيفما كانوا وأياً تكن أحوالهم. هم لا يقدرون أن يصدقوا ان هؤلاء لم يرجعوا. إحدى الأمهات قالت: «أنا أمّ» وصمتت. لم تكن تحتاج ان تقول أكثر. أمّ أخرى فتحت أمام الكاميرا خزانة ابنتها التي تركتها على حالها منذ اختطافها مع أخيها، وفي ظنها انها ستعود وترتدي ملابسها المعلّقة في مكانها. أمّ أخرى ايضاً خاطبت أحد رؤساء الأحزاب سائلة إياه: لماذا أعادت إسرائيل العدوّة الكثير من أسرانا، أحياء أو أمواتاً، والدولة الشقيقة لا تعيد إلينا أبناءنا؟

جميعهم يحلمون بمخطوفيهم، يرونهم كما كانوا قبل ان يُخطفوا ويساقوا الى السجون او يُقتلوا. وجميعهم يصدّقون أحلامهم وإن بدت غريبة، شديدة الغرابة في أحيان. بعضهم تلقى رسائل من مخطوفيهم ثم انقطعت الرسائل، بعضهم يسمع أصواتهم في الليل، يضحكون أو يبكون. هذا ما تكلم عنه الأهالي امام الكاميرا التي دخلت حياتهم داخل الخيمة، عندما قرروا ان يقيموا هناك ويعيشوا حياة مشتركة، يجمعهم هاجس الانتظار وحلم العودة ورغيف «الوحدة» الوطنية. كانوا معاً، مسيحيين ومسلمين، لبنانيين وفلسطينيين، لم تفصل بينهم «جدران» الطائفية أو المذهبية. وبدت مأساتهم خير دليل على أن اللبنانيين يستطيعون ان يكونوا قلباً واحداً ويداً واحدة. المأساة نفسها التي طالما فرّقت بين اللبنانيين جمعتهم هنا، تحت الخيمة، فعاشوا معاً وأكلوا وشربوا معاً... وحلموا.

قرب حديقة جبران خليل جبران في قلب بيروت، أقام الأهالي خيمتهم الكبيرة. جبران، الذي حمل اسم لبنان في العالم، ينظر إليهم من دون ان يعرف ما الذي يحصل. وهو اصلاً لن يتهيأ له أن سجون بلاد الشام ستضيق يوما بالمخطوفين اللبنانيين.

تقول المرأة امام الكاميرا: «نحن بشر ونريد أبناءنا». إنها الجملة نفسها يرددها أهالي المخطوفين دوماً. لكنّ الأنظمة العربية التي تحصد مواطنيها بالمئات والألوف لا تبالي إن كان هؤلاء بشراً أم لا، فهي أشبه بالآلة الجهنمية التي تفتك بلا رحمة.

 

لبنان... لا يمثلنا

جميل الذيابي/الحياة

تتهكم الكويتية سميرة عبدالله في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» على ما قاله مندوب سورية لدى الأمم المتحدة عندما شبه ما يجري في بلاده بما جرى في بريطانيا، بقولها: «من شان الله خليني أكمل صيامي». فيما يكتب أسامة نقلي في «تويتر» في تعبير ساخر: «الذي يسمي عضوية دولة عربية في مجلس الأمن بـ «التمثيل العربي» عليه أن ينظر إلى موقف لبنان في المجلس من أحداث سورية المناهض للمواقف العربية والجامعة العربية. ثم يتساءل «مُتوتر» آخر اسمه محمد: «هل اللبنانيون اتفقوا في ما بينهم حتى يتفقوا مع العرب؟». فيما يدعو عبدالله العلمي: «إلى عدم انتظار موقف من لبنان، فقد أصبح دولة حزب، لا دولة شعب».

في 20 حزيران (يونيو) الماضي، كتبت مقالة بعنوان «مجلس الأمن... ونحن»، تطرقت فيها بإيجاز إلى تاريخ أعضاء مجلس الأمن الـ15 الدائمين والموقتين ومواقفهم، وذكرت فيها أن عضوية لبنان بوصفه دولة عربية «غير مفيدة» للعرب، فهو جمهورية صغيرة «هشّة» المؤسسات، وتطغى عليه الطائفية في التعاملات، وعانى حرباً أهلية دموية، ويقوم على ديموقراطية مذهبية لا تساعد على بناء الدولة بقدر ما تعطل مؤسسات البلاد. وأوضحت في المقالة أن موقف الممثل اللبناني في المجلس يعكس صورة واضحة لبلده، فقد «تنمّر» إزاء الوضع الليبي، و»تخاذل» مع الوضع السوري، على رغم أن مطالب المتظاهرين شبه واحدة، والحالة الإنسانية تحتاج إلى وصفة علاجية واحدة.

قبل أسبوعين، وتحديداً في 3 آب (أغسطس)، دان مجلس الأمن الدولي ما اعتبره «حملة قمع دامية» تشنها الحكومة السورية ضد المتظاهرين، داعياً إلى «محاسبة» المسؤولين عنها. وجاء في بيان لرئاسة المجلس أنه تم الاتفاق على نص الإدانة بعد أسابيع من المفاوضات الصعبة، وأن المجلس «يدين الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية»، إلا أن لبنان تنصَّل من البيان، وأعلنت كارولين زيادة نائبة ممثل لبنان في المجلس، أثناء الجلسة، أن بلادها تعتبر البيان الصادر عن المجلس حول سورية «لا يساعد على معالجة الوضع الحالي في سورية، لذلك فإنه ينأى بنفسه». لا يستغرب المراقب من الموقف اللبناني عند النأي بنفسه، والتنصل من المسؤولية، كون هذا هو الموقف المنتظر من دولة تابعة لسورية في سياساتها وتصرفاتها، ومنزوعة القرار، وتخشى سلاح «حزب الله» وأبواق سورية. على الجانب الآخر لا يزال مجلس الأمن يتباطأ في إصدار قرار ملزم يكبح شهوة النظام السوري في القتل، ويمنعه من استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين ومحاصرة المدن بالدبابات والمروحيات. وعلى رغم مرور خمسة أشهر من الدموية، وتزايد أعداد الضحايا يومياً، حتى أن حماة شهدت مجزرة ثانية تشيب منها الولدان، فلا تزال حركة مجلس الأمن مملة وغير قادرة على لجم ممارسات الأسد و «شبيحة» نظامه.

كان يجب على لبنان الانحياز إلى الإنسان السوري، ليسجل موقفاً شجاعاً في سجله الأممي، لكن الحقيقة أن تهرُّب لبنان من مسؤوليته لا يمثل العرب، والعرب لا يحتاجون إلى دولة مصبوغة بالمواقف المخيبة للآمال، وصامتة على الممارسات الوحشية، ومتنكرة للإنسانية. عندما تم انتخاب لبنان للعضوية الموقتة في مجلس الأمن مطلع 2010 لمدة سنتين، بارك العرب لأنفسهم فوزه، ليكون عوناً لأشقائه وجيرانه، لكن مع إسقاط «حزب الله» لحكومة الحريري، وتولي حكومة ميقاتي، اضطلع بحقيبة الخارجية عدنان منصور (حركة «أمل»)، لتصبح السياسة اللبنانية تدور في محيط الثالوث الإيراني (إيران و»حزب الله» وسورية)، ومن الواضح أن تمثيل لبنان في مجلس الأمن هو تمثيل لإيران وحلفائها، لا لرغبات الشعوب العربية ومصالحها ومطالبها.

لماذا تهرَّب ممثل لبنان في المجلس نواف سلام، وأوكل مهمة رفض الإدانة إلى نائبته كارولين زيادة؟! هل يقصد سلام بذلك التنصل بحسب الأوامر، أم أنه مجبر ويعمل تحت الضغوط المعتادة في المناصب التوافقية؟ موقف لبنان «المتخاذل» قبل أربعة أشهر من انتهاء عضويته الموقتة في مجلس الأمن يعني - كما يقول البعض - أن النظام السوري وحلفاءه في لبنان يحاولون تأجيل ما هو حتمي بطريقة رديئة، وأن المتحكمين بالسياسة الخارجية اللبنانية لا يهمهم كيف تكون نهاية عضوية بلادهم، حتى وإن كانت في صورة غير مشرفة. لذلك أقول لكل مَن يتساءل عن التمثيل اللبناني، وهل يعني العرب أو يمثلهم: ببساطة هو لا يمثل كل اللبنانيين ولا كل العرب بل يمثل الفريق الإيراني فقط. وما ذكرته صحيفة «السياسة» الكويتية الأسبوع الماضي خير دليل على ذلك، فقد أبلغ معظم الدول العربية الأمانة العامة للأمم المتحدة وممثلي الدول المشاركة في مجلس الأمن بأنَّ لبنان الذي «نأى بنفسه» عن البيان الذي أصدره المجلس بإدانة ممارسات النظام السوري ضد شعبه، لا يمثل الدول العربية، وأنَّ مواقفه لا تلزم أحداً من المجموعة العربية.

 

سوريا: خطوة ثالثة في مجلس الأمن

نايف بن بندر السديري/الشرق الأوسط

جاءت الخطوة الأولى عشية تصويت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إحالة الملف النووي السوري إلى مجلس الأمن، إثر مماطلتها وعدم تعاونها مع مفتشي الوكالة أثناء زيارتهم المفاعل النووي السوري في مجمع دير الزور الذي قصفته طائرات إسرائيلية عام 2007. وتزعم بعض الدول أن برنامجا نوويا سريا أقيم في الموقع المذكور؛ وهو ما يعد انتهاكا صارخا لاتفاق الضمانات المعقود بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسوريا في إطار اتفاقية حظر الانتشار النووي NPT.

الخطوة الثانية التي خطتها سوريا في مجلس الأمن كانت في أعقاب الاستخدام المفرط للقوة ضد المناهضين لنظام الحكم خلال الأشهر الماضية، فأصدر مجلس الأمن بيانه الرئاسي.

تمادي السلطات السورية في بطشها ضد المحتجين المدنيين، أصبح حدثا دوليا فريدا، لا يمكن السكوت عنه. القائد الفذ الملك عبد الله بن عبد العزيز كسر حاجز الصمت العربي والإسلامي المخيف، ووجه نداءه الحاسم والصادق للقيادة في دمشق يطالبها بوقف العنف والجنوح للسلم. توالت الإدانات وتراكم الزخم وأفضى إلى دعوة بعض الدول الكبرى إلى تنحي الرئيس بشار الأسد. أوشكت سوريا على وضع قدمها كخطوة ثالثة في مجلس الأمن، هذه الخطوة ستكون حارقة للقدم السورية. فربما أصدر مجلس الأمن قرارا خلال الأيام القادمة تعده بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا والبرتغال بتأييد أميركي؛ يحاكي الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ويتضمن عقوبات اقتصادية صارمة والمطالبة بمحاكمة رموز سياسية في المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية. وفي هذا الإطار، ستصبح دمشق في مأزق سياسي يشل حركتها في الداخل والخارج، يتبع ذلك تبلور لمواقف المحتجين ونضوج أفكارهم، مما يضفي شرعية على مطالبهم. انقسام مجلس الأمن احتمال وارد قد يؤجل صدوره، لا سيما أن روسيا تربطها علاقات متينة مع سوريا نسجتها النخب السياسية والاقتصادية في البلدين على مدى سنوات طويلة. بكين تبدو قلقة كلما لاح في الأفق موضوع التدخل، فهي مسكونة بقضايا الانفصال التي تعانيها. العضو العربي في مجلس الأمن، لبنان، سيبقى موقفه مرهونا بما يستجد في بيروت، وهو في الغالب سيصوت ضد أو يمتنع عن التصويت على أي قرار يدين دمشق المثقلة بضغوط قاربت على إنهاكها.

 

أردوغان بين الحقيقة والدعاية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

قبل عامين سطع في سماء العرب نجم هذا الإسطنبولي رجب طيب أردوغان، في منتدى دافوس، عندما أخذ الميكروفون من الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس وكال له أقسى الكلام ردا على الجرائم الإسرائيلية في غزة، ثم ترك المنصة وأعلن أنه لن يعود إلى دافوس بعد اليوم.

طبعا، احتفل العرب المحبطون، وهم الأغلبية، الذين يتمسكون بأي قشة إن وجدوا فيها أملا للخلاص من الوضع السياسي المزري الذي يعيشونه. يبحثون دائما عن الأبطال لكن غالبا ما يكتشفون أنهم أبطال من ورق، مجرد دعاية إعلامية؛ عبد الناصر، الأسد، صدام، نصر الله، وغيرهم من النجوم الذين انتهوا أخيرا إلى مزبلة التاريخ.

هنا، على أردوغان الذي ركب الموجة الشعبية العربية منذ دافوس وحتى اليوم أن يفكر مليا قبل أن يستمتع طويلا بصورة البطل المنقذ، وآخرها عندما طار وعائلته إلى الصومال داعيا لإنقاذ الجياع.

ما حقيقة هذا الدعائي الكبير؟

أعتقد أن أردوغان يملك الكثير ليقدمه للمنطقة؛ أوله أنه قادر على تقديم نموذج الإسلامي المعتدل في زمن غلب فيه الإسلاميون المتطرفون. ودولته تركيا، الدولة الإسلامية الكبيرة، قادرة على أن تقدم نفسها نموذجا أيضا للدولة الإسلامية الحديثة. هناك الكثير يستطيع أردوغان وتركيا فعله، لكن هل توجد النية والعزيمة أم لا؟ دافوس كان مسرحا فقط. والشجار مع إسرائيل حول «قافلة الحرية» التي هاجمها الإسرائيليون وقتلوا فيها نحو تسعة أتراك انتهى مثل غيره، مجرد وعيد كلامي، كما كان يفعل النظام السوري ببيانه المكرر؛ «يحتفظ بحق الرد في المكان والوقت المناسبين».

إخفاقات تركيا أردوغان في الذاكرة كثيرة، في معالجة الأزمة الإيرانية حيث ساند موقف طهران نوويا. في ليبيا ساند نظام العقيد في البداية ثم قال إنه فهم خطأ. ساند الحركة البحرينية وسمى قمعها بكربلاء ثانية، ثم أعلن لاحقا أنه أسيء فهمه. ثم أخذ موقفا حماسيا ضد النظام السوري بلغ مرحلة التهديد، رفع شعبيته إلى أقصاها، ورُفعت صوره في معظم المظاهرات السورية، وبكل أسف كان كل ذلك الضجيج قبيل الانتخابات البرلمانية التركية. وبعدها تبدلت لغة تركيا، حتى المواقف الكلامية الإنشائية. ووصلت حكومة أردوغان لمشاركة الروس موقفهم المعادي للشعب السوري، والإعلان صراحة أنهم ضد التدخل الدولي، وأنهم ضد حتى بيان دعوة الرئيس بشار الأسد للتنحي. كان الأولى بتركيا الصمت على الأقل، بعد أن هيجت تصريحات أردوغان الانتخابية الشارع السوري.

لا أريد أن أرسم أردوغان كزعيم إسلامي خائب آخر، لأنني أعتقد أن أمامه الكثير من الوقت لتوضيح حقيقة مشروعه. لا أحد يريد من تركيا أن تفعل ما لا تستطيع أو لا تريد فعله، لكن أيضا عليها ألا تبيع الناس أحلاما لأغراض دعائية. لقد مر من هنا كثيرون من باعة الأحلام، كما عددتهم في بداية المقال.

في خضم المواقف الدعائية لا ننسى أن لأردوغان تجارب حقيقية رائعة، منها تصالحه مع الأكراد في تركيا، ودعمه حقوقهم. نعرف أنه حقق سلاما سياسيا تاريخيا مع عدوة تركيا الأولى، اليونان. نعرف أنه رعى نهضة اقتصادية كبيرة في بلاده أعفتها من التسول على باب الأوروبيين طلبا لعضوية الاتحاد الأوروبي. حقق الكثير وهناك الكثير مما يستطيع أردوغان أن يفعله، لكن ننصحه ألا يقول ما لا يعنيه في منطقة شعوبها عاطفية سريعة الحب، سريعة الكراهية، تملك ذاكرة قوية.

 

العالم بعد القذافي

طارق الحميد/الشرق الأوسط

من الخطأ اختزال ما يحدث بمنطقتنا من زلزال سياسي فقط في أحداث عام 2011، أو ما يوصف بالربيع العربي، فالأحداث أكبر، وأقدم، لكل من ينظر للصورة الكبرى في منطقتنا ومنذ سنوات، وأحداث، عدة.

فمنطقتنا شهدت أحداثا عديدة في السنوات الأخيرة تدل على أن كثيرا من الأنظمة العربية قد شارفت مدتها على الانتهاء، ولم يعد باستطاعتها البقاء، فتلك الأنظمة لم تحافظ على الحد الأدنى من مفهوم الدولة، أو البناء والتنمية، بل هي أنظمة استمرأت العيش خارج القانون، ودون احترام لمواطنيها، أنظمة عاشت على الشعارات الزائفة، والمكايد الصبيانية داخليا وخارجيا، ولذا فعندما نقول إن من يمعن في الصورة الأكبر فلن يتفاجأ مما يدور حوله اليوم، أو مما هو قادم بالطبع.

فهذه المنطقة من العالم شهدت، وفي ظرف أقل من عشر سنوات، انفجار الإرهاب بدولنا، وسقوط نظام عربي بالعراق على يد محتل أجنبي، وانقسام السودان، ناهيك عن صراعاته، كما شهدت انقساما فلسطينيا - فلسطينيا، وحربين مع إسرائيل في ظرف عامين أو ثلاثة في لبنان وغزة، ناهيك عن الاغتيالات، واحتلال حزب الله لبيروت، وتدخلا إيرانيا سافرا في جل دولنا العربية، كل تلك الأحداث لم تشهد تصحيحا سياسيا داخليا، في جل دولنا، ولم تشهد كذلك إعادة النظر في النظام العربي ككل. وعليه، وبعيدا عن التفاصيل، وصلنا إلى عام 2011 حيث كرت السبحة، كما يقال.

في هذا العام سقط زين العابدين بن علي، وبعده مبارك، واليوم حانت ساعة القذافي، الذي سيعتبر الزعيم الثالث الذي سيسقط هذا العام، والرابع إذا أضفنا صدام حسين في السنوات الأخيرة، وبالطبع يتبقى صالح باليمن، والأسد بسوريا، وكلاهما مرشح للسقوط، ولعدة أسباب، أهمها أن قلة بمنطقتنا الذين يتعلمون الدرس، كما أن سقوط القذافي سيحرر المجتمع الدولي من التزامات كثيرة، أو قل صداع كبير، وخصوصا أن هناك إجحافا في تحليل الأوضاع بليبيا، فمثلا دائما ما يقال بأن عملية تحرير ليبيا تطول، وأن العمل العسكري غير مجد، والدليل أن عملية ليبيا طالت لمدة ستة أشهر، وما يتجاهله الجميع أن القذافي يحكم ليبيا لمدة 42 عاما، فكيف يسقط في أيام؟ والأمر نفسه ينطبق على سوريا، حيث حكم الطائفة والعائلة، وهناك اليمن الذي يحكم من فرد وأبنائه، ناهيك عن عمر النظامين اليمني، والسوري.

ولذا فمع سقوط القذافي، في أي لحظة (بعد توقيت هذا المقال) ، فذلك يعني أن العالم سيكون أفضل بكثير بدون العقيد ونظامه وأبنائه، كما يعني أن منطقتنا باتت تتخلص من زعماء وأنظمة لم يجلبوا على المنطقة إلا الخراب والدمار، وتعطيل التنمية، كما أنه يعني أيضا أن المجتمع الدولي سيكون في وضع أفضل للتعامل مع كل من اليمن وسوريا، وإن كان الحال في صنعاء لا يزال أفضل من الحال في دمشق طالما أن صالح لا يزال في السعودية، مما يشير إلى أن اتفاقا ما من الممكن الوصول إليه في أي وقت.

المهم أن تتعلم منطقتنا مما حدث ويحدث، ويكون للمؤثرين دور حيوي وقيادي، وخصوصا أن هناك من سيأتي عليهم الدور في منطقتنا حال سقوط القذافي

 

انتصارات ثوار ليبيا ترعب نظام الأسد

حمد الماجد/الشرق الأوسط

تبدو الانتصارات الساحقة الأخيرة للثورة الشعبية الليبية مثل حبات المسبحة التي انفرطت فجأة، أو هي في معسكر القذافي مجموعة من الانهيارات: انهيار لقوات الكتائب التي غزاها الثوار في عقر دارهم طرابلس، وانهيار للمعنويات وصل إلى الحلقة الضيقة اللصيقة بمعمر القذافي، وحتى لو لم تسقط طرابلس خلال الأيام المقبلة تظل الانتصارات الميدانية التي حققها الثوار في المدن النفطية الاستراتيجية، مثل البريقة والزاوية، ووصولهم إلى مشارف طرابلس وسيطرتهم على بعض أحيائها غاية في الأهمية على الأقل لنسف نظرية أن الصراع بين الثورة الشعبية الليبية والقذافي قد وصل إلى طريق مسدود، التي تبناها عدد من المحللين.

الجانب الأكثر أهمية لانتصارات الثورة الليبية الأخيرة هو تأثيرها الإيجابي على «إنضاج» الثورة الشعبية السورية؛ فقد ألهمت هزائم الثوار الليبيين السابقة في عدد من المعارك أمام كتائب القذافي وقدرة الكتائب على استعادة بعض البلدات التي كان الثوار قد سيطروا عليها نظام سوريا.. أسهم هذا الوضع المحبط في بعث الأمل في حكومة بشار الأسد، فراهنت على اليأس الذي سيتسرب للتحالف الغربي في مناصرة الثورة الشعبية السورية.. إذن فالتغير الدراماتيكي لصالح كفة الثورة الشعبية الليبية سيحدث بالتأكيد تغييرا إيجابيا على الساحة السورية، بالمختصر المفيد الرعب الذي اختلج القذافي مع تسارع انتصارات الثوار الليبيين شاركه فيه رموز النظام السوري، والثوار الليبيون حين طرقوا أبواب طرابلس سمع بشار صداها جيدا.

اللافت أن مسبحة انتصارات الثورة الشعبية الليبية كرت معها أيضا عددا من القيادات التي كانت الساعد الأيمن للقذافي، وآخرهم عبد السلام جلود، الذي ألقى كلمة ثورية باهتة في محتواها وبليدة في توقيتها، حتى صورها البعض بأنها مثل الهدف الذي يسجله اللاعب بعد صافرة نهاية المباراة؛ إذ لا نتصور أن الثوار الليبيين سيقبلون هذه التوبة الفرعونية «حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت»، وحتى لو قبلها البعض كما قبل الرسول صلى الله عليه وسلم مسلمة الفتح أو أخذا بقاعدة «هل فتشتم عن قلبه؟»، فالمفترض أن يتنحى «مسلمة الفاتح» للصفوف الخلفية في المرحلة الانتقالية التي تعقب سقوط القذافي ونظامه، فسقوط 20 ألف ليبي ما بين شهيد وجريح، وولوغ عدد من رموز القذافي السابقين في الجرائم التي ارتكبها ضد شعبه، يجعلان من إشراكهم في القرارات المصيرية المقبلة إهانة للشعب الذي عانى حقبتهم وفسادهم.

بل إن تنحية رموز القذافي التائبة للصفوف الخلفية مهمة أيضا، لوحدة مكونات الثورة الليبية، ولليبيين في مقتل اللواء عبد الفتاح يونس عبرة، فإن صدقت الرواية التي تقول إن مجموعة مسلحة من الثوار قررت تصفيته بسبب مسؤولياته السابقة عن قتل وتعذيب معارضين ليبيين عندما كان وزيرا لداخلية القذافي، فإن هذا من شأنه أن يفت في عضد الثورة الشعبية. فلو تكرر «تنصيب» رموز القذافي المنشقين عنه فاحتمالية تكرار سيناريو اغتيال يونس واردة، عندها سيبدو للعالم وكأن الثورة الليبية بدأت تأكل أبناءها. نحن لا ندعو إلى تخوينهم ولا إقصائهم، لكننا نحذر فقط من تنصيبهم وتقديمهم للصفوف الأمامية. وباب التوبة مفتوح، المهم أن يقبل الثوار توبة رموز النظام السابق ما لم يغرغر القذافي.

 

أولويات مصرية.. في ظل التداعيات الإقليمية

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«السلطة الحكيمة تعرف كيف تفرض موقفها ولكن برفق.. وتصالح ولكن بكرامة».

(جورج غرينفيل)

مع العد التنازلي لـ«اللانظام» القذافي في ليبيا، يستمر نضال الشعبين اليمني والسوري ضد القهر «العائلي» الممارَس عبر عقود باسم العروبة والسيادة الوطنية ومكافحة الإمبريالية، بينما يتجه لبنان، وحده دون سائر كيانات العالم العربي، بالاتجاه المعاكس.. أي من وضعية الدولة شبه الديمقراطية إلى أرض تحتلها «قوى أمر واقع» مسلحة. غير أن ما حدث في شمال شرقي سيناء وقرب إيلات (بجنوب إسرائيل) خلال الأسبوع الفائت، وما خلفه من تداعيات، يطلق إشارة تنبيه للجميع ولمن يقفون وراءهم.

ما حدث في سيناء وقرب إيلات (أيلة في التاريخ الإسلامي) تطور كان متوقعا.. بل كان متوقعا جدا. فهل يمكن فصل ظاهرة «الربيع العربي» عما كان يعتمل على امتداد العالم العربي، من المحيط إلى الخليج، من مشاعر الغضب والإحباط من العجز وقلة الحيلة.. بينما يشتد الصلف الإسرائيلي، ويتسارع إيقاع الاختراق الإيراني، وتستعيد تركيا اكتشاف ذاتها.. وتتصرف على هذا الأساس؟

ألم يكن طبيعيا أن يتململ المواطنون فيتساوى عندهم في حالات كثيرة الموت والحياة - كما يحصل اليوم في سوريا، وما حصل مع محمد البوعزيزي في تونس - لفرط البؤس الذي فاقمته الأزمة الاقتصادية العالمية، بعدما طحنهم طحنا «غولا» التسلط والفساد؟

كثرة من المحللين اعتبروا أن المجتمعين المصري والتونسي كانا، على الرغم من التسلط والفساد المستمرين في مصر منذ 1981 وفي تونس منذ 1987، في وضع أفضل نسبيا من غيرهما من المجتمعات المنتفضة الأخرى؛ ذلك أن نسيجي المجتمعين المصري والتونسي أمتن، ومؤسساتهما المدنية والعسكرية أكثر صلابة.. ففي حالة ليبيا نرى الآن كيف تحولت شعارات «العروبة» و«الثورة الأممية الدائمة» إلى نداءات استنهاض للولاء القبلي. وفي حالة اليمن حصل تلازم أكثر تعقيدا بين ثلاثة عناصر تقسيمية، هي: القبيلة والمذهب والجغرافيا الإقليمية. أما في حالة سوريا فقد أضيف إلى العنصر القومي والعنصر الديني – الطائفي، اللذين حاول النظام استغلالهما لتسهيل ضرب الانتفاضة الشعبية، واقع الحسابات «التصادمية – التعايشية» بين إسرائيل وإيران. ولئن كانت إيران قد غدت، منذ فترة، العمق الاستراتيجي لنظام دمشق، فإن استمرار هذا النظام ما كان متيسرا لولا الارتياح الإسرائيلي لبقائه، بل والإصرار الإسرائيلي على حمايته.

إسرائيل، تحت حكم اليمين والعسكر، تتابع باهتمام اليوم، بلا شك، ما يحصل حولها. وهي تدرك جيدا امتدادات خيوط التحالفات الإقليمية، ومفاتيح اللعبة، ومطامح اللاعبين الإقليميين والدوليين.. وهي منهم. وإذا كان ضمن تفكير مخططي السياسة الإسرائيلية راهنا تحديث «مقاربة» تل أبيب لملف إيران – سوريا – حزب الله (في لبنان) في ظل المتغيرات السورية واللبنانية الأخيرة، يستحق التحليل حقا نهج تعامل تل أبيب منذ بداية «الربيع العربي» في مطلع عام 2011 مع وضع مصر. وبالتالي، فإن خطوة مثل استدعاء القاهرة السفير المصري من تل أبيب تشكل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية غير المرتاحة بين القاهرة وتل أبيب، وبالذات، منذ جاء بنيامين نتنياهو إلى السلطة.

السؤال البديهي الذي يطرح نفسه هنا هو: ما الخطوة المصرية التالية لقرار استدعاء السفير؟ هل ستذهب قيادة المجلس العسكري الحاكم أبعد في رسم حدود معينة للتعامل مع إسرائيل، أم أن ما حصل كان إجراء عابرا حتمته ظروف معينة، سواء أكانت مفتعلة أم غير مفتعلة؟

ثم إذا كان ما حدث في شمال سيناء وإيلات حوادث مفتعلة، وهي على الأرجح كذلك، فمن الجهة التي افتعلتها؟ وماذا تستفيد منها؟

ثمة مراقبون يرون أن المجلس العسكري، الذي يمثل المؤسسة العسكرية، يعتبر انطلاقا من هذه الصفة «حزب السلطة» الحقيقي والفعلي منذ عام 1952. وهذه الحقيقة الراسخة، نسيها أنور السادات فكان لا بد من إزاحة «السادات الشخص» للإبقاء على نظامه، ثم نسيها مجددا حسني مبارك - بل حاول لاحقا تجاوزها - فكان لها موقفها الحاسم منه، وهو الموقف الذي أنهى حكمه بسرعة من دون أن ينهي النظام.

ومن ثم، فإن في صميم مصلحة «حزب السلطة» هذا المحافظة على النظام الذي يعمل ضمن إطاره. وفي زمن استعادة الشعب صوته يصبح لزاما على هذا «الحزب» الإصغاء، وأخذ العلم بالهواجس والطموحات وصراعات الأفكار ومواجهات المواقف. وعليه، لا بد لهذا «الحزب» أن تكون له مواقف ترضي الشارع عندما يسقط عسكريون قتلى في منطقة حدودية حساسة، وأمام من يعتبره قطاع واسع من الشعب قوة «عدوة».. على الرغم من معاهدات السلام التي تربط مصر معها. ومن نافل القول هنا أن تل أبيب استخفت طويلا بدور مصر العربي وتآمرت عمدا عليه.. فترك «الغياب» المصري عن الساحة العربية فراغا سرعان ما بدأ يملأه غيرها.

في المقابل، ثمة من يشير إلى مصلحة خارجية - وإقليمية تحديدا - لزج مصر البلد ومصر «السلطة»، بوجهها العسكري الحالي، في استحقاقات صراع المواقع المحتدم على مستوى منطقة الشرق الأوسط. واستطرادا، يذكر بالجهة التي بات لها دور كبير في آلية اتخاذ القرار في قطاع غزة، والتي ترى نفسها القوة الوحيدة الموازية لإسرائيل والمتكافئة معها على مستوى المنطقة، والساعية - من ثم - إلى توجيه «رسائل» بضرورة احترام مصالحها الإقليمية.

في مطلق الأحوال، على المجلس العسكري إدراك الواقع الحالي بعمق ورسم خطواته بعقلانية. فلا أحد في العالم العربي، إطلاقا، يغضب من موقف مصري حازم من استمرار العربدة الإسرائيلية، لكن لا أحد أيضا يسعده أن يرى مصر وقد تعثرت خطى مسيرتها نحو حكم ديمقراطي عاقل ومسؤول.

أصلا، العلاقات مع إسرائيل كان من الواجب مراجعتها منذ زمن طويل، كما أن على القيادة المصرية الحالية، أو أي قيادة مدنية أو حزبية تأتي بعدها، التوصل إلى تصور مختلف يكون أكثر توازنا لعلاقة مجحفة استفاد منها حتى الآن شريك متعنت دون شريكه. لكن في المقابل، في صميم المصلحة العربية ألا يرتبك «الربيع المصري»، لا سيما بعد بروز خطر الفتنة الداخلية على أيدي قوى التطرف والإلغاء.