المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 17 آب/11

البشارة كما دوّنها متى الفصل 24/03-13/الاضطراب والاضطهاد

وبينما يسوع جالس في جبل الزيتون، سأله تلاميذه على انفراد: أخبرنا متى يحدث هذا الخراب، وما هـي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟ فأجابهم يسوع: انتبهوا لـئلا يضللكم أحد.

سيجيء كثير من الناس منتحلين اسمي، فيقولون: أنا هو المسيح! .ويخدعون كثيرا من الناس. وستسمعون بالحروب وبأخبار الحروب، فإياكم أن تفزعوا. فهذا لا بد منه، ولكنها لا تكون هي الآخرة. ستقوم أمة على أمة، ومملكة على مملكة، وتحدث مجاعات وزلازل في أماكن كثيرة. وهذا كله بدء الأوجاع. وفي ذلك الوقت يسلمونكم إلى العذاب ويقتلونكم. وتبغضكم جميع الأمم من أجل اسمي. ويرتد عن الإيمان كثير من الناس، ويخون بعضهم بعضا ويبغض واحدهم الآخر. ويظهر أنبـياء كذابون كثيرون ويضللون كثيرا من الناس. ويعم الفساد، فتبرد المحبة في أكثر القلوب. ومن يثبت إلى النهاية يخلص. وتجيء النهاية بعدما تعلن بشارة ملكوت الله هذه في العالم كله، شهادة لي عند الأمم كلها.

 

عناوين النشرة

*حمادة للـmtv: حساب الحكومة النهائي سيكون مع القضاء الدولي والامم المتحدة

*"الراي": هكذا لاقى لبنان القرار الاتهامي  

*لا انتشار امني في الجبل لـ"حزب الله"

*انفجار في الشياح تطوقه تنظيمات المنطقة

*خلاف على "مقعد" في بلدة بيوت السياد أسقط 7 جرحى 

*مخيمات الشمال "تحترز" من الفارين

*الكردينال صفير كرس كنيسة سيدة المعونات في كفور العربي- البترون بعد ترميمها في الذكرى المئوية لبنائها والتي قام بترميمها ابن البلدة يوسف العنداري

*الراعي اختتم زيارته لأبرشية بعلبك - دير الأحمر

*نتانياهو: ايران تسعى الى كبت الديموقراطية في الشرق الاوسط

*مبعوث حمل إليه سراً خطة للخروج من الأزمة 

*مدريد اقترحت استقبال الأسد مع عائلته

*محادثات بين خادم الحرمين والرئيس التركي

*البيت الابيض: لا شك لدى أوباما أن سوريا ستكون "افضل حالا" من دون الاسد

*منظمة التحرير الفلسطينية تدين بشدة اقتحام مخيم الرمل باللاذقية و"تهجير" سكانه

*71 معتقلاً قضوا تحت التعذيب

*دعاة سعوديون يطالبون بقطع العلاقات مع النظام السوري

*در شبيغل" تثبت ضلوع ايران باغتيال الحريري

*عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعادة: الدولة مغلوب على أمرها..وهناك منطقة تركب فيها المتفجرات

*جنبلاط يطلق "رصاصة الرحمة" على قانون النسبية

*قاسم يتهم المستقبل بـ"الميليشيا": لن نرد على نقيق ضفادع الطريق

*عضو كتلة "المستقبل النائب عمار حوري: ردّا على قاسم: كل الصفات التي قالها عن "المستقبل" متصلة بحزب السلاح

*عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني: التهم المساقة إلى "المستقبل" مردودة إلى قائليها

*عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي: هل تحركات "حزب الله" العسكرية في عكار والضنية هي لمقاتلة إسرائيل من الشمال؟

*فتفت: ربما يكون اتهام "حزب الله" لـ"المستقبل" بـ"الميليشياويّة" تحضير لعمل أمني ما 

*علوش: "حزب الله" أحد أدوات النظام السوري لقتل المتظاهرين

*النائب محمد كبارة : الشعب يذبح وحكومة الاسد في لبنان تحمي القاتل/اناشد اردوغان والملك السعودي والمجتمع الدولي التحرك الفوري للإطاحة بسفاح دمشق

*حمادة: لا نخاف من الديكتاتوريات ولا نخشى من الاغتيالات 

*الأحدب: ميقاتي رئيس حكومة "حزب الله".. وتوضيح انفجار أنطلياس "غير مقبول" 

*جورج حاوي قد يظلم بعد استشهاده مرتين: اعلان المحكمة عن تورط رئيس حزب في اغتيال بيار الجميل سيحرج حكومة ميقاتي...وقد تطلب المعارضة رفع الحصانة

*لقاء "سلبي جدا" يجمع ميقاتي وباسيل والحكومة تدخل في اسبوع مواجهة

*عام التمييز القاضي سعيد ميرزا: لا يوجد شىء اسمه ملف تهريب السلاح من مرفأ بيروت

*إرهاب... وذباب/محمد سلام/لبنان الآن

*من موقع 14 آذار مقابلة أجراها غسان عبد القادر في باريس مع السيادي بامتياز الإعلامي والصحافي فارس خشان

*جيش القتلة في الشام يحرر تل أبيب/ داود البصري/السياسة

*المسألة الأخلاقيّة/حازم صاغيّة/الحياة

*محاكمة مبارك بين العدالة والانتقام/الياس حرفوش/الحياة

*الراعي التقى جمعيات وحركات رسولية: الحياة البشرية مقدسة واي اعتداء عليها هو اعتداء على الله

*قداس على نية رئيس الجمهورية في بشوات/الراعي: نؤمن ان أمنا مريم بصفائها ستقود السفينة معه الى بر الامان

*قداس على نية فرنسا في مطرانية بيروت/مطر: نجدد التزامنا بالقيم التي آمنا بها عبر تاريخنا

*الأسد أخطر من إسرائيل/حسين شبكشي//الشرق الأوسط

*أحلام الأسد وكوابيسه/مشاري الذايدي//الشرق الأوسط

*هل يثق المصريون بالإخوان/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*ذكريات وأحزان من مفكرة سوريا الشهيدة/غسان الإمام/الشرق الأوسط

*مصادر قضائية لـ"الراي": الدوسري ضالع حتى العظم في عملية الهروب من رومية  

*إصلاحات "ديموقراطية" لكن بالدبابات/ بهاء أبو كروم /الحياة

 

تفاصيل النشرة

 

حمادة للـmtv: حساب الحكومة النهائي سيكون مع القضاء الدولي والامم المتحدة

توقع النائب مروان حمادة ان تلجأ المحكمة الدولية الى المحاكمة الغيابية للمتهمين بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه لكنه اشار الى ان الحساب النهائي سيكون حساب الحكومة اللبنانية مع القضاء الدولي والأمم المتحدة واضفاء صفة اللا تعاون على تعاطي الحكومة مع المحكمة. واشار حماده في حديث الى محطة mtv الى ان اي اسماء لمتهمين جدد قد يعلن عنها لاحقاً رافضاً التعليق على المعلومات الواردة في مجلة دير شبيغل حول تورط ايراني، إلا انه اكد ان الجو العام المحيط بالاغتيالات كافٍ ليدل على الاتجاه المسؤول مجدداً ثقته بالمحكمة، وسأل: هل ان الاغتيالات السياسية المبرمجة والمتتابعة هي جزء من منحى وضع اليد على السلطة الذي له اوجه اخرى شهدناها باستعمال السلاح في غير محله الصحيح؟ معتبراً ان تعاطي الحكومة والمتهمين وبعض المرجعيات التي لها علاقة بهم مع المحكمة الدولية ستثبت او تنفي ذلك. وعن الحوادث الأمنية الاخيرة واحتمال حصول اغتيالات جديدة دعا حماده من يقومون بهذه الاعمال الى الاتعاط مما يجري في المنطقة من انتفاضة الشعوب على الديكتاتورية وعلى الانظمة الامنية القمعية التي استخدمت الاغتيال الجماعي بحق شعوبها مبدياً اسفه ان يتحول سلاح البحرية الذي يفترض ان يحمي سواحل سوريا وان يكون جزءاً من الممانعة في وجه اسرائيل الى سلاح لقتل الشعب في اللاذقية مشدداً على اننا لا نخاف من الديكتاتوريات او من الذين يريد تحويل لبنان الى ديكتاتورية. واعتبر حماده ان هناك تخبطاً غير مسبوق وغير مسؤول في طريقة تعاطي الحكومة مع الحوادث الامنية كما في تصريحات وزير الداخلية مروان شربل مضيفاً: آمل واشعر ان هذه الحكومة لا عمر لها.

 

أحدث الأخبار

 

"الراي": هكذا لاقى لبنان القرار الاتهامي  

 الراي الكويتية

حفريات «أمنية» في تلة الـ 888 الشهيرة في سوق الغرب، سكاكين «صديقة» في برج ابي حيدر، روايات «ملغومة» عن انفجار انطلياس الغامض، إطلاق نار «موضعي» في إهدن، فرار خمسة خطيرين من السجن الذي «يحبس الدولة»، احتكاكات «تسورن» الشارع والدولة، توترات مكتومة في غير مكان واجواء «مكهربة» على اكثر من مستوى.

بهذا المشهد الذي يوحي وكأن بيروت امام لوحة متحركة من «الحروب الصغيرة» يلاقي لبنان وبـ «عراء سياسي» قل نظيره الدفعة الجديدة المرتقبة من القرارات الاتهامية في جرائم على ارتباط باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والشظايا السياسية والامنية المتطايرة من دمشق و«أخواتها» كاللاذقية وحمص ودير الزور والبوكمال والشريط السوري المتاخم لشمال لبنان. فلبنان، الذي غالباً ما كان «يدار» من سورية، يستجر اليوم الهزات الارتدادية لـ «البركان» المتفجر في الشقيقة التي دخلت نفق من الشقاء الذي يصعب التكهن في شأن مصيره، وسط تعاظم الضغوط الاقليمية والدولية على نظام الرئيس بشار الاسد وتحوّل الاحتجاجات الداخلية «بقعة دم» آخذة بالانفلاش، الامر الذي يفاقم التحديات في وجه لبنان ويجعله فوق «فوهة» من الاحتمالات المأسوية. هذا الواقع يعكسه حرص مرجعيات لبنانية على «تعقب» تطور المواقف العربية والاقليمية والدولية من الملف السوري، لا سيما غداة خروج المملكة العربية عن صمتها وما اشيع عن «إنذار تركي» اخير للأسد مقروناً بـ «فترة سماح» الاسبوعين، ورمي ايران بثقلها للحؤول دون تحول اهتزاز النظام في سورية سقوطاً لـ «دفرسوارها» الاقليمي الاهم، وتلويح الولايات المتحدة بموقف اكثر صرامة حيال الاسد والقول له «باي باي».

وقال قريبون من شخصيات لبنانية زارت المتراس الاقليمي ـ الدولي المتقدم على تخوم الازمة السورية، اي تركيا، ان الصورة في انقرة كانت حتى الامس القريب ضبابية نتيجة ما يشبه «التكافؤ» بين عوامل القوة والضعف في مكان نظام الاسد الذي يتكئ على دعم ايراني مطلق ويفيد من تهديدات طهران ويلاعب الغرب في ضوء «التريث» الناجم عن التجربتين الليبية واليمنية. غير ان هؤلاء الذين يعتقدون ان حركة الشعب السوري تحولت رقماً صعباً، ينظرون الى «كسر الصمت» العربي حيال ما يجري في سورية، انطلاقاً من موقف الرياض والكويت والبحرين ومجلس التعاون والجامعة العربية، على انه اندفاعة في ملاقاة الموقف الدولي واحتمال بلوغه مجلس الامن في مسار تصاعدي من شأنه تعرية الاسد من بعض عوامل القوة التي كان يتسلح بها.

وكشفت اوساط واسعة الاطلاع في بيروت، تسنى لها لقاء القيادة التركية ان انقرة عازمة على التدرج في موقفها المتشدد من دمشق، وقالت لـ «الراي» ان هذا التدرج سيلحظ سحب السفير ومن ثم قطع العلاقات فالدفع في اتجاه تشكيل قوة ضغط اقليمية ـ دولية ايذاناً بالذهاب الى مجلس الامن.

غير ان الاكثر قلقاً في بيروت هو ان لبنان يلاقي هذه الاحتمالات في ظل «اهتزاز امني» عبّرت عنه اخيراً مجموعة من الوقائع المثيرة، ابرزها:

ما اشيع عن حفريات «امنية» نفذها «حزب الله» في تلة الـ 888 في سوق الغرب، في اطار «رسالة سياسية» للزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وهي التلة الشهيرة المشرفة على منطقة عاليه. اذ ذكرت صحيفة «الجمهورية» نقلاً عن مصادر واسعة الاطلاع ان «الاتصالات بين جنبلاط من جهة وبين (حزب الله) من جهة أخرى شملت تطويق تحرك ميداني حصل في تلة 888». وجاء ان: «الاتصالات كان سببها أن جنبلاط قلق عندما بلغته معلومات تفيد عن «تركيز» منصات لصواريخ كاتيوشا وراجمات صاروخية في تلة الـ888، فسارع إلى إبلاغ «حزب الله» عبر احد نوابه بوجوب سحبها ملوّحا باتخاذ موقف، وقد تولى هذه المهمة النائب أكرم شهيّب الذي اتصل بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا الذي استمهله بعض الوقت ليرد عليه بأن من أقدم على ذلك هم عناصر غير منضبطين ينتمون إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة وليس الى المقاومة، وتمت معالجة الأمر (...) غير ان جنبلاط فهم من الأمر «رسالة ما» أُريد توجيهها اليه على خلفية مواقفه الأخيرة».

ولم ينف الوزير «الجنبلاطي» غازي العريضي الذي كان التقى الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله اخيراً ما تردد في هذا الشأن، لكنه تحدث عن «إشاعات وروايات اثر عمليات حفر شوهدت قبل ان يتبين انها جرت من بلديات في المنطقة».

استمرار «شظايا» انفجار انطلياس الغامض بـ «التطاير» على المستويين السياسي والاعلامي نتيجة الروايات اليومية «المتناقضة» عن طبيعة الانفجار وملابساته، وسط اهتزاز صدقية الحكومة التي لم تخرج بـ «خلاصة واحدة» ومقنعة بعدما قال وزير الداخلية ان الانفجار «فردي» وذهب قاضي التحقيق العسكري الى وصفه بـ «الارهابي».

* حصول توترات ذات دلالات رغم طابعها «الموضعي» كضرب السكاكين بين عناصر من حركة «امل» وأخرى من جماعة «الاحباش» في برج ابي حيدر وسقوط اربعة جرحى، في الوقت الذي كانت إهدن في الشمال «تلملم» زيول عملية اطلاق نار اسفرت عن سقوط خمسة جرحى، وسط دعوات لـ «ضبط النفس» والاحتكام الى الدولة وأجهزتها.

* تداعيات عملية فرار خمسة سجناء من سجن رومية المركزي، وهي العملية التي جعلت هيبة الدولة واجراءاتها خلف «القضبان» بعد تكرار مثل هذه العملية وبـ«سيناريوات» شبيهة.

على وقع هذا الاهتزاز الامني ومعه صورة الحكومة تنتظر بيروت رزمة جديدة من القرارات الاتهامية سيصدرها المدّعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار، بعدما عزز رئيس المحكمة القاضي دانيال فرانسين صدقية التهم التي وجهها الى المتهمين بالجرائم المترابطة مع جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، ولا سيما منهما محاولتي اغتيال نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع السابق الياس المر والنائب مروان حمادة واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي.

ولفتت تقارير اعلامية في بيروت نقلاً عن اوساط تتابع اعمال التحقيق الجارية الى اقتراب موعد إصدار القرارات الاتهامية الجديدة في مهلة اقصاها منتصف الأسبوع الجاري، وسط حديث عن اتهامات مباشرة ستوجه الى بعض من المطلوبين الأربعة من مسؤولي «حزب الله» الذين شملتهم الدفعة الأولى من القرار الاتهامي، اضافة الى اسماء جديدة ستشملها القرارات وستحدث ضجة إضافية، خصوصا إذا صحت المعلومات التي تتحدث عن وجوه معروفة متورطة في هذه الجرائم لا يمكن النيابة العامة التمييزية والأجهزة الملحقة بها ان تدّعي عدم العثور عليها وتسليمها الى القضاء.

وفي سياق متصل، نشرت مجلة «در شبيغل» الأسبوعية الألمانية في عددها الصادر امس الاثنين معلومات قالت انها تؤكد علاقة إيران بعملية اغتيال الحريري. وقالت المجلة من دون الإفصاح عن مصدر معلوماتها، إن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي أصدرت أخيراً أربع مذكرات توقيف ضد أربعة عناصر ينتمون إلى «حزب الله» اللبناني، «تتتبّع بصورة مكثفة آثاراً تقود إلى إيران».

وقالت المجلة في خبرها الأخير إن الأربعة المتهمين سافروا إلى إيران عام 2004 وأجروا على مدى أشهر عدة تدريبات عسكرية في «معسكر الخميني للتدريب» القريب من قمّ للتدرب على عملية الاغتيال. وأضافت أن المشرفين على الأمر «أقاموا ديكورات شبيهة بمسرح الجريمة، بما في ذلك تنفيذ تفجير تجريبي».

وتابعت أن «كتائب القدس» الإيرانية التي تعتبر اليد اليمنى للحرس الثوري، «هي التي أشرفت على كامل العملية»، مضيفة أن «مسؤولين في الاستخبارات السورية شاركوا أيضاً فيها».  وزادت «در شبيغل» أن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله «اضطر في الأخير إلى الاعتراف بأن الأربعة عناصر في حزبه، لكنه نفى وجود أي صلة لهم باغتيال الحريري». وبعد أن لاحظت أن «الحكومة اللبنانية التي يسيطر عليها حزب الله لم تكن قادرة على بذل جهود للبحث عن الأربعة وتسليمهم إلى المحكمة الدولية رغم التزامها بذلك دولياً»، نقلت عن أجهزة استخبارات غربية أن «ثلاثة منهم على الأقل فروا من لبنان وأصبحوا الآن في إيران».

 

لا انتشار امني في الجبل لـ"حزب الله"

نهارنت/نفى "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاستراكي" في بيان ما "دأبت بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية على نشره وبثه من معلومات وتحليلات عن انتشار أمني أو عسكري لحزب الله في بعض مناطق الجبل، بهدف إحداث اهتزاز في العلاقة بينه وبين الحزب التقدمي الاشتراكي". واكدت قيادتا الحزبين "عدم وجود أي حركة من هذا النوع"، مشيدين بـ"العلاقة الطبيعية والجيدة بينهما، وسعيهما المشترك إلى تعزيزها وتطويرها من خلال التشاور والتنسيق الدائمين ميدانياً على الأرض". وكذلك شددت القيادتان على "مقاربة كل القضايا السياسية بروح المسؤولية المشتركة والحرص على الاستقرار واستكمال ما بدأه منذ العام 2008 وظهرت نتائجه الإيجابية في أكثر من مجال". وكانت مصادر اعلنت لصحيفة "الأنباء الكويتية" عن إشكالات بين "الاشتراكي" و"حزب الله" ناجمة عن ممارسات اعتبرت استفزازية من جانب عناصر تنتمي الى الحزب، في مناطق الشويفات ودير قوبل وعرمون، وهي البلدات الدرزية الواقعة على تخوم الضاحية الجنوبية. وأشارت المصادر الى نصب قواعد لإطلاق الصواريخ في تلة "الثلاث ثمانيات" فوق عالية، وقد تبين انها لجهات فلسطينية تابعة لسورية، ولا علاقة للحزب بها. هذه الأمور وسواها كانت محور محادثات وزير الأشغال غازي العريضي مع الأمين العام لحزب الله منذ يومين، وبتكليف من النائب وليد جنبلاط.

 

انفجار في الشياح تطوقه تنظيمات المنطقة

نهارنت/افاد المندوب الامني ل"الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين، انه عند الثانية والثلث من فجر اليوم، دوى انفجار في شارع معوض في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت عند الثانية والثلث من فجرالثلاثاء. واعقب ذلك طوق امني من قبل تنظيمات في المنطقة، وبعدها تبين ان الانفجار ناجم عن عطل طارىء في محرك سيارة مرسيدس 230 تحمل اللوحة رقم /283655/و- صنع 2003، وقد اتت النيران عليها بالكامل. وتبين انها تعود للمواطن محمد جميل جواد. ولم تتحدث المعلومات عن وقوع اصابات. وذكر ان صاحب السيارة هو صاحب محل لبيع قطع السيارات.

 

خلاف على "مقعد" في بلدة بيوت السياد أسقط 7 جرحى 

نهارنت/أصيب 7 أشخاص من بلدة بيوت السياد، بجروح مختلفة، على أيدي شبان محسوبين على رجل الأعمال ع. ز. وفي التفاصيل، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للاعلام عن أكثر من شخص من أبناء البلدة، أن ع. ز كان عصر أمس الاثنين في النادي الحسيني لبيوت السياد للمشاركة في مجلس فاتحة عن روح أحد أبناء البلدة، عندما أتى شخص وجلس أمامه في الصف الأمامي، ما اعتبره تحديا له ويقلل من موقعه الإجتماعي. وبينما كان يقام مجلس فاتحة اليوم، دخل الشبان المحسوبون عليه إلى النادي الحسيني، وأطلقوا عيارات نارية وتعرضوا لعدد من الموجودين بالسكاكين والعصي، ما أدى إلى إصابة 7 أشخاص بكدمات وطعنات وأحدهم بشظية رصاصة مرتدة من السقف

 

مخيمات الشمال "تحترز" من الفارين

نهارنت/أعلنت الفصائل الفلسطينية في الشمال انها اتخذت، بعد فرار عدد من موقوفي "فتح الإسلام" من سجن رومية، سلسلة من الإجراءات والتدابير الاحترازية الهادفة الى إحباط أي محاولات تسلل الى المخيمات. وأشارت في بيان أمس الاثنين، الى ان "القوة الامنية المشتركة سيرت الدوريات في مخيم البداوي، وأغلقت المداخل الفرعية وعززت الرقابة على المداخل الرئيسية ورفعت من مستوى اليقظة للحفاظ على أمن المخيم واستقراره تكريساً لأمن الجوار اللبناني وعموم لبنان". وأكدت قيادة الفصائل واللجان الشعبية في الشمال "حرصها الدائم على أحسن العلاقات مع لبنان الرسمي والحزبي والشعبي لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، بما في ذلك التنسيق مع الجهات الأمنية المختصة للقبض على الفارين وإبقاء المخيمات خارج الإستهداف والتهديد وبعيداً من التجاذبات المحلية والخارجية التي دفعنا ثمناً غالياً بسببها في مخيم نهر البارد". وكان قد تمكن خمسة عناصر من تنظيم فتح الاسلام السبت من الفرار من سجن رومية الا انه تم القبض على واحد منهم في وقت لاحق. وشهد سجن رومية عمليات فرار عدة خلال السنوات الماضية، كما حصلت فيه اعمال شغب لان السجناء كانوا يطالبون بتحسين ظروف اقامتهم. وكان تنظيم فتح الاسلام دخل في مواجهة واسعة مع الجيش اللبناني في صيف 2007 في مخيم نهر البارد في شمال لبنان ما ادى الى مقتل اكثر من 400 شخص بينهم 222 من عناصر التنظيم و168 جنديا.ويتهم تنظيم فتح الاسلام بالوقوف وراء تفجير باصين عام 2007 في شمال شرق بيروت ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 20 اخرين بجروح.

 

صفير كرس كنيسة سيدة المعونات في كفور العربي بعد ترميمها

وطنية - البترون - 15/8/2011 رعى الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ولمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء احتفال تكريس أعمال ترميم وتأهيل كنيسة سيدة المعونات في كفور العربي- البترون في الذكرى المئوية لبنائها والتي قام بترميمها ابن البلدة يوسف العنداري، حيث ترأس فيها قداسا احتفاليا عاونه فيه راعي أبرشية البترون المارونية المطران بولس اميل سعاده، أمين سر اللجنة الليتورجية البطريركية الأب هاني مطر، رئيس أنطش مار يوحنا مرقص في جبيل الأب الياس العنداري (شقيق يوسف العنداري)، والأب حنا العنداري بمشاركة النائب العام في الرهبانية اللبنانية المارونية الأب اميل عقيقي ممثلا الرئيس العام للرهبانية الأباتي طنوس نعمه ولفيف من الكهنة.

وحضر الاحتفال حشد كبير من أبناء البلدة والجوار تقدمهم المتبرع يوسف العنداري، رئيس بلدية كفور العربي نصر فرح، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عيد الشدراوي، رؤساء بلديات ومخاتير، مأمور نفوس دوما شليطا خوري بالاضافة الى أفراد عائلة العنداري. وخدمت القداس جوقة جامعة سيدة اللويزة بقيادة الاب خليل رحمه.

الاب العنداري

في بداية القداس ألقى الاب العنداري كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم في حمى أم الفادي سيدة المعونات وبرعاية صاحب النيافة والغبطة مار نصرالله صفير لتكريس هذه الكنيسة بعد ترميمها وتجهيزها، هذه المناسبة تحمل معاني التعبد للعذراء مريم على امتداد الجغرافيا اللبنانية والتمسك بالقيم والرموز المسيحية المعنوية والمادية ولا سيما الكنائس التاريخية بالاضافة الى التجذر المسيحي في الأرض عبر الكنيسة اذ تحول لبنان الارض الى رمز مسيحي بامتياز. ولقاؤنا اليوم يحمل التأكيد على الروحية التي أطلقها غبطة البطريرك صفير فعمرت قلوب وضمائر وعقول اللبنانيين والمسيحيين أي روحية الاخلاص للكنيسة وللوطن، وهي الروحية المستمرة مع خلفه غبطة ابينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي".

وتناول معنى "وجود اشخاص خيرين مثل أخينا يوسف العنداري الذي أخذ على عاتقه كافة أعمال الترميم والتجهيز في الكنيسة".

وشكر الاب العنداري للكاردينال صفير لفتته بالحضور الى كفور العربي، آملا "تجاوز المعنى المباشر للترميم والتجهيز الى معنى ترميم وتجهيز النفوس كي تحيا الايمان المسيحي الحق على خطى آبائنا وأجدادنا في هذه الأرض المعلقة وانما الثابتة في ضمائر المسيحيين ووجدانهم".

كما شكر للمطران سعاده جهوده لانجاح الاحتفال وكل الذين ساهموا في أعمال ترميم الكنيسة.

صفير

وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى الكاردينال صفير عظة قال فيها: "نحتفل اليوم بعيد انتقال سيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها الى السماء، وذلك بعد أن تحول جسدها من جسد ترابي الى جسد روحاني. وهذا العيد هو عيد كبير في الكنيسة المارونية وسائر الكنائس التي تكرم العذراء وتحتفل بأعيادها. وقد بنى آباؤكم واجدادكم هذه الكنيسة على اسم العذراء التي اتخذتموها كما اتخذوها هو شفيعة لهم. والآن تحتفلون بمرور مائة سنة على بنائها وتشتركون موارنة وروم كاثوليك في متابعة الصلوات والاحتفالات الدينية في هذه الكنيسة. وأنا، اذ نهنئكم بهذا اليوبيل المئوي لكنيستكم، نسأل الله أن يبقيكم على ايمان آبائكم وأجدادكم متوافقين ومتعاونين على ما فيه خيركم وخير أبنائكم وأحفادكم".

واضاف: "ان عيد انتقال العذراء بالنفس والجسد الى السماء هو من أعيادنا الكبرى، فهي خلافا لكل البشر حظيت بنعمة خاصة، وهي أن تنتقل بنفسها وجسدها الى السماء، فيما سائر البشر مكتوب عليهم أن تعرف أجسادهم الفساد والانحلال، فيما نفسهم تطير الى خالقها، اذا كانوا ممن عاشوا في دنياهم في مخافة الله، وكفروا عن خطاياهم في المطهر. وللعذراء تكريم خاص في كنيستنا المارونية والكنيسة الكاثوليكية على وجه الأجمال والكنيسة الاورثوذكسية، فهي أم الله، وهي شفيعتنا لدى ابنها، وشفاعة الأم لا ترد عادة، فكيف بها اذا كانت شفاعة العذراء مريم. وآل العنداري خصوا هذه الأم القديسة بتكريم فريد ومن بينهم ما يقارب الثلاثين اكليريكيا ومن بينهم أربعة وعشرون كاهنا، وعدة أخوة في الرهبانية اللبنانية والحلبية وجمعية الآباء المرسلين اللبنانيين".

وتابع صفير: "وتكريم العذراء يتخذ في كنيستنا المارونية وجها خاصا، فكان الموارنة القدماء يحملون صورها أينما ذهبوا وأقاموا. ويستشفعونها في شدائدهم ومصائبهم، ويلجأون اليها لدى معاناتهم وأمراضهم، ويشركونها في كل ما يحدث لهم في حياتهم. وينذرون لها أولادهم عندما تلم بهم مصيبة، وغالبا ما كانت تستجيبهم الى مطالبهم، وتحقق رغباتهم".

وقال: "وقد شيد آل العنداري هذه الكنيسة على اسم سيدة المعونات، بعد أن توطنوا هذه البلدة في مطلع القرن السابع عشر. وهاجر بعض منهم الى سوريا، وعرفوا هناك بآل المسابكي، وعائلة عنداري أعطت الكنيسة ثلاثين اكليريكيا وعشرين كاهنا، وقد توزعوا على الرهبانيات المارونية. وبذلوا ما بوسعهم لبناء هذه الكنيسة، وكان مهاجروهم، عندما يعودون من سفرتهم، يخصون كنيستهم في هذه البلدة بتقادم كنسية جميلة وهي التي تم تدشينها عشر سنوات بعد مطلع القرن الماضي، ولشدة محبتهم لها، قام من بينهم من شيد مثلها في مهجره، وبخاصة في فنزويللا، في وسط العاصمة كاراكاس، وبنوا الى جانبها مدرسة تعلم اللغة العربية، وكان المهاجرون من بينهم يمدونها بما يجدون لدى سواهم من أوان كنسية مشابهة".

وختم صفير: "لنتوجه اليها في يوم عيدها، ولنكرس لها نفوسنا وعيالنا، ولنتل كل يوم سبحتها، في العائلة، على غرار ما كان يفعل آباؤنا وأجدادنا، ولنكل اليها حراستنا، وهي كفيلة بحمايتنا، على ما يقول أحد القديسين: "من كان للعذراء عبدا فلن يدركه الهلاك أبدا".

ثم أقيمت رتبة التكريس وتبريك المذبح الذي مسحه الكاردينال صفير بالزيت المقدس.

سعاده

وفي نهاية القداس ألقى المطران سعاده كلمة شكر قال فيها: "باسمنا واسم رعية كفور العربي وفي مقدمهم آل العنداري نشكر لكم زيارتكم الكريمة لهذه الرعية. تباركون الكنيسة بعد ترميمها وتكرسون المذبح. ان زيارتكم الى رعية كفور العربي في يوم عيد انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد الى السماء. والعذراء شفيعة الرعية وعلى اسمها بنيت الكنيسة منذ أكثر من قرن من الزمن على ما تخبر اللوحة الرخامية التي تعلو المدخل الشمالي للكنيسة على أنه سنة 1909 أنجز العمل على يد الوكيل الياس البدوي وآل العنداري".

واضاف: "لقد شاء السيد جوزيف العنداري واشقاؤه الا يتركوا كنيسة آبائهم وأجدادهم الميامين تتهزر بفعل الزمن ويتآكلها الخراب، فآلوا على أنفسهم أن يرمموا الكنيسة ويلبسوها حلة جديدة تليق بالعزة الالهية وبوالدة الله مريم العذراء وقد كلف شقيقه موريس القيام بالعمل والاشراف على الترميم والى جانبه شقيقه الأب الياس ومكتب المهندس شربل الحداد. وها هي الكنيسة كما ترونها جميلة خاشعة شامخة كشموخ أرز في هذه الجبال العصية المنيعة".

وتوجه المطران سعاده الى الكاردينال صفير بالقول: "لقد سطرتم أثناء توليكم سدة البطريركية أجمل بصمات الجهاد والكفاح في سبيل الايمان والكنيسة والوطن، لكي تبقى الكنيسة وهاجة قوية ثابتة ولها كلمتها في لبنان والعالم، وليبقى لبنان الوطن الذي تجلت فيه المارونية، وطن الانسان، وطن سلام ومحبة وأخاء، وطن العيش الواحد، بين جميع مكوناته، وطن الرسالة كما وصفه الطوباوي قداسة البابا يوحنا بولس الثاني "أنه اكثر من وطن، أنه رسالة حضارة ومحبة وأخاء وسلام الى الشرق كما الى الغرب".

وشكر المطران سعاده "غبطتكم على الزيارة لرعية كفور العربي احدى بلدات أبرشية البترون التي لغبطتكم الفضل الكبير باعلانها أبرشية قائمة بذاتها. شكرا لكم لتحملكم مشقات الانتقال الى هنا، حفظكم الله وأطال عمركم لتبقوا السند والعضد للكنيسة وللبنان".

بعد ذلك أزاح الكاردينال صفير الستار عن لوحة تذكارية عند مدخل الكنيسة كتب عليها: "بمناسبة مئوية هذا المعبد تكرم بترميمه يوسف بن جبرائيل العنداري برعاية شقيقه المحترم الأب الياس وعناية اشقائه كما قام بتكريسه الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير يعاونه سيادة مطران الابرشية بولس اميل سعاده 15 آب 2011".

ثم انتقل الكاردينال صفير والمطران سعاده مع الحضور الى صالة الرعية حيث التقى أبناء الرعية وصافحهم فردا فردا واستمع الى شجونهم وشؤونهم، قبل أن يلبي دعوة آل العنداري الى مأدبة غداء على شرفه.

الاستقبال

وكان أقيم عند مدخل البلدة استقبال للكاردينال صفير عند وصوله حيث رفعت اللافتات المرحبة والتي ثمنت مواقفه ودوره الوطني. وعلى وقع موسيقى التعظيم والاستقلال التي عزفتها نوبة حدث الجبة بقيادة دانيال الشعار وصل الكاردينال صفير وكان في استقباله المطران سعاده ورئيس البلدية نصر فرح وآل العنداري والاهالي الذين قدموا له باقات من الزهر والورود.

فرح

ثم ألقى فرح كلمة ترحيب بصفير وقال: "لقد حملتم لبنان في قلبكم وعقلكم ودافعتم عن مصالح أبنائه ومستقبلهم بجميع طوائفهم منذ أن حملتم صليب الايمان والتضحية، ونتذكر بيانات المطارنة خصوصا البيان الشهير في العام 2000 ، هذا البيان الحدث الجريء الذي كان اساسا لحركة أبناء لبنان الأحرار نحو الاستقلال والحرية والسيادة".

وتوجه الى الكاردينال صفير قائلا: "أنكم أمل لاح في فجر لبنان وأنتم الركن القوي في بناء الوطن أيها الجريء الذي لم ولن يهادن، لم ولن يلين، لم ولن يسكت عن قول الحق... أيها الشامخ الثابت والشجاع، بكم تقوى عزيمتنا وتتعزز مسيرتنا نحو الوطن ـ الدولة، ان لبنان اليوم بحاجة لأمثالكم".

واضاف: "هذه قريتنا يا صاحب الغبطة، مثال للوحدة، وحدة العائلات، وحدة الايمان، وحدة الكنيسة لا تمييز فيها بين مذهب وآخر... قضيتنا واحدة، وهدفنا واحد، وانتماؤنا الى هذا الوطن، الى لبنان الحرية والديموقراطية والسيادة واحد، والكنيسة التي تبارك اليوم هي كنيستنا جميعا... بقدومكم البهي وهبتم قريتنا محبتكم وجذرتم ايماننا بلبنان، بقدومكم تقوى وحدتنا الوطنية وتثبتنا في أرضنا وتشتد عزيمتنا للحفاظ على مبادئنا وقيمنا الوطنية ويتعزز تماسكنا في العمل الصالح لخير لبنان".

ورد الكاردينال صفير بكلمة شكر فيها "استقبالكم ايانا ونشكر لرئيس البلدية كلمته التي جاد بها علينا، لقد أعارنا من الفضائل ربما لا نستحقها ولكننا نشكره على ذلك ونسأل الله ان يبارككم ويبارك بلدتكم ويكون دائما وابدا معكم شرط أذا كنتم انتم معه".

ثم قدم فرح درعا تذكارية من خشب الزيتون للكاردينال صفير عربون وفاء ومحبة وتقدير لتاريخه الطويل في خدمة الكنيسة ولبنان.

ثم انتقل صفير وموكب المستقبلين الى كنيسة سيدة المعونات على وقع موسيقى نوبة حدث الجبه ووسط التصفيق ونثر الارز والورود.

 

الراعي اختتم زيارته لأبرشية بعلبك - دير الأحمر

وطنية - بعلبك - 15/8/2011 اختتم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، زيارته الرعوية لأبرشية بعلبك - دير الأحمر المارونية، مساء اليوم بعد يومين حافلين باللقاءات والزيارات الميدانية للبلدات والرعايا. وقبيل مغادرته المنطقة، زار عند السادسة مساء مستشفى المحبة "مركز دير الأحمر الصحي" برفقة راعي الأبرشية المطران سمعان عطاالله والأب حنا رحمة، واطلع على أقسامه وتجهيزاته، وشاهد فيلما وثائقيا عن المراحل التي مر بها البناء والتجهيز. وقال لطاقم المستشفى والقيمين عليه: "أهنئكم على الإنجاز، وأهنئ كل من ساهم راهبات وأطباء ومحسنين، إن هذا المشروع يعتبر مفخرة للأبرشية". ووعد بالسعي لإنجاز ترتيبات الحصول على ترخيص للمستشفى ليتحول من مركز صحي إلى مستشفى يقدم الخدمات الاستشفائية للمرضى، والاستفادة من التجهيزات والامكانيات المتوفرة فيه. وفي ختام الزيارة تلقى الراعي درعا باسم المركز تعبيرا عن المحبة والولاء له.

دير سيدة الوردية

وحوالى الساعة السابعة إلا ربعا إنتقل الراعي إلى دير سيدة الوردية الواقع بين بلدتي دير الأحمر وشليفا، مؤكدا على الدور الرسالي والريادي للدير في نشر الإيمان والقيم.

المغادرة

بعد ذلك انطلق البطريرك الماروني والوفد المرافق إلى عيون أرغش، مرورا بكنيسة مار شربل ربيعة - المأسم، حيث ترأس مساء زياح العذراء في كنيسة السيدة وتناول العشاء مع الأهالي، على أن يعود بعدها إلى مقره الصيفي في الديمان.

 

نتانياهو: ايران تسعى الى كبت الديموقراطية في الشرق الاوسط

نهارنت/أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لوفد رفيع من النواب الجمهوريين الاميركيين الاثنين أن ايران تسعى الى نسف الجهود المبذولة لاحلال الديموقراطية في الشرق الاوسط، كما أفاد مكتبه. وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان أن "نتانياهو أخبر ضيوفه السبعة والعشرين الذين يترأسهم كيفن مكارثي" الرجل الثالث في الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الاميركي أن "ايران هي أكبر خطر نواجهه اليوم". وأشار نتانياهو أن "ايران تدعم المتطرفين وتقود المنطقة الى عدم الاستقرار"، مشيرا الى أن "هدفها هو هدم أي فرصة للحكم الديموقراطي والسلام والحرية في الشرق الاوسط". وتقول اسرائيل والولايات المتحدة وحكومات أخرى، ان ايران تسعى الى تطوير أسلحة نووية الامر الذي تنفيه طهران.

وتتهم اسرائيل ايران أيضا بدعم خصميها اللدودين حزب الله الشيعي اللبناني، وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

ويلتقي النواب الجمهوريون في زيارتهم التي تمتد أسبوعا القادة الفلسطينيين والاسرائيليين، وهي واحدة من زيارتين من المفترض أن يقوم بهما وفدان من الحزب الجمهوري حيث سياتي الوفد الاخر في الفترة ما بين 21 و28 آب. وسيلتقي الوفدان بالاضافة الى نتانياهو كلا من الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. وكان وفد من النواب الديموقراطيين أنهى الاحد زيارة مماثلة استمرت لاسبوع. والزيارات ممولة من صندوق التعليم الاميركي-الاسرائيلي، وهو فرع من اللوبي الاميركي المؤيد لاسرائيل "ايباك". *مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

مبعوث حمل إليه سراً خطة للخروج من الأزمة 

مدريد اقترحت استقبال الأسد مع عائلته

مدريد - ا ف ب: كشفت صحيفة "ال باييس", أمس, أن رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو أرسل في يوليو الماضي "سراً" مستشاره الخاص بيرناردينو ليون ليقترح على الرئيس السوري بشار الأسد خطة للخروج من الازمة, كما أن الحكومة أبدت "استعدادها لتقديم ملجأ للأسد وعائلته في اسبانيا". وأوضحت الصحيفة أن ثاباتيرو أرسل ليون, الذي كان أحد مساعديه في ذلك الوقت, إلى دمشق في يوليو الماضي "ليقترح خطة انتقالية لحل سلمي للثورة". ونقلت عن مصادر مقربة من ليون قولها ان المهمة كانت سرية للغاية, لدرجة ان ليون سافر وحده واستخدم جواز سفر عادياً بدلا من الديبلوماسي, ولم يدخل أياً من المباني الحكومية في دمشق بل اجتمع مع المسؤولين السوريين في منازلهم. وأشارت الصحيفة إلى ان "الحكومات الاسبانية المتعاقبة حافظت على علاقات خاصة مع سورية كانت تعود بالفائدة على البلدين", مؤكدة أن "ثاباتيرو لم يكن استثناء" وحافظ على اتصالات هاتفية متواصلة مع الأسد منذ بدء الاضطرابات في سورية منتصف مارس الماضي. واشتمل اقتراح ليون على ثلاث نقاط هي الوقف الفوري لعمليات القمع, وعقد مؤتمر وطني في مدريد تحضره جميع أطراف النزاع السورية, وتحديد جدول زمني للانتقال وتشكيل حكومة جديدة تضم اعضاء من المعارضة, إلا أن الاقتراح قوبل برفض سوري شديد, بحسب الصحيفة. وقال ليون عند عودته "أشعر أن الأسد لن يتنازل عن أي شيء أساسي", مضيفاً "ان الأشخاص الذين حاورتهم كانوا بعيدين جداً عن الواقع", على ما نقلت الصحيفة عن ديبلوماسي رفض الكشف عن اسمه. وذكر مساعدون لليون أنه لم يلتق الأسد, إلا أن مصادر أخرى أكدت للصحيفة أنه التقاه. وكانت هذه آخر مهمة يقوم بها ليون باسم الحكومة الاسبانية قبل توليه منصبه الحالي مبعوثاً خاصاً للاتحاد الاوروبي في منطقة جنوب حوض المتوسط. ومن المرتقب ان يعقد مجلس الامن الدولي الخميس المقبل اجتماعا خاصا لبحث حقوق الانسان والحالة الانسانية الطارئة في سورية.

 

محادثات بين خادم الحرمين والرئيس التركي

السياسة/ا ف ب: استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز, مساء اول من امس في جدة, الرئيس التركي عبدالله غول وبحث معه الاوضاع في المنطقة, في وقت يسعى كلا الزعيمين لوقف أعمال القمع ضد المتظاهرين المناهضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.وذكرت وكالة الانباء السعودية أن الملك عبدالله بحث مع غول في "مجمل المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منها" اضافة الى "آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين". وجرى اللقاء في وقت يواصل نظام الرئيس السوري بشار الاسد قمع المتظاهرين في سورية.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما والملك عبدالله اتفقا خلال مكالمة هاتفية السبت الماضي على ان "حملة العنف الوحشية التي يشنها النظام السوري ضد شعبه يجب ان تتوقف فوراً", وفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض. وكان خادم الحرمين أعلن في بيانه التاريخي إلى الشعب السوري في 8 الجاري, استدعاء السفير السعودي في دمشق "للتشاور", وطالب المسؤولين السوريين "بإيقاف آلة القتل واراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الاوان", محذرا من ان ما يحدث في هذا البلد "لا تقبل به السعودية" و"اكبر من ان تبرره الاسباب".

من جهته, دعا غول نظيره السوري إلى عدم التأخر في الاصلاحات الديمقراطية حتى فوات الأوان, وذلك في رسالة نقلها الثلاثاء الماضي وزير الخارجية احمد داود اوغلو إلى دمشق.

 

البيت الابيض: لا شك لدى أوباما أن سوريا ستكون "افضل حالا" من دون الاسد

نهارنت/قالت الولايات المتحدة الاثنين انها تعمل مع مجموعة كبيرة من الدول للضغط على الرئيس السوري بشار الاسد من اجل التوقف عن "قتل شعبه"، وكررت القول ان سوريا من دون الاسد ستكون "افضل حالا". وقال جاي كارني المتحدث بلسان البيت الابيض للصحافيين انه لا بد "من ان يكف الاسد عن العنف المنهجي والاعتقالات الجماعية والقتل المباشر لشعبه"، وجاء ذلك اثناء جولة اشبه بجولات الحملات الانتخابية اطلقها الرئيس باراك اوباما في حافلة لمدة ثلاثة ايام في ولاية مينيسوتا. وقال كارني "اظهر بافعاله انه فقد شرعية القيادة ولا يشك الرئيس في ان سوريا ستكون افضل حالا بدونه". وتابع المتحدث الاميركي قائلا "يستحق الشعب السوري انتقالا سلميا نحو الديموقراطية، ويستحق حكومة لا تعذبه ولا تعتقله ولا تقتله، ونحن ننظر سويا مع طيف واسع من الشركاء الدوليين في كيفية زيادة الضغوط على الرئيس الاسد". وجاءت تصريحات المتحدث الاميركي بينما قتلت القوات السورية ثلاثة اشخاص الاثنين بعد يوم من دك زوارق حربية مدينة اللاذقية الساحلية، ما اجبر الاف اللاجئين الفلسطينيين على الفرار من مخيمهم بها، بحسب نشطاء ووكالة تابعة للامم المتحدة.

 

منظمة التحرير الفلسطينية تدين بشدة اقتحام مخيم الرمل باللاذقية و"تهجير" سكانه

نهارنت/أعربت منظمة التحرير الفلسطينية الاثنين عن "ادانتها الشديدة" لاقتحام القوات السورية مخيم الرمل الفلسطيني في مدينة اللاذقية الساحلية السورية (غرب) وقصفه و"تهجير سكانه"، واصفة ما يجري ب"الجريمة ضد الانسانية". وقال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه لوكالة فرانس برس "اننا ندين بشدة عمليات القوات السورية في اقتحام وقصف مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية وتهجير سكانه". واضاف "نحن نعتبر ان هذا العمل يشكل جريمة ضد الانسانية تجاه ابناء الشعب الفلسطيني واشقائهم السوريين الذين يتعرضون لهذه الحملة الدموية المستمرة". ودعا عبد ربه "كافة الهيئات الدولية المعنية الى التدخل الفوري لوقف هذه المجزرة التي ادت الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى".

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"اعلنت في وقت سابق الاثنين ان اكثر من خمسة الاف لاجىء فلسطيني فروا من مخيم الرمل في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) بسبب القصف السوري للمدينة، مطالبة دمشق بالسماح لها بدخوله. وقال الناطق باسم الاونروا كريس غونيس لوكالة فرانس برس ان "الاف اللاجئين فروا من المخيم، هناك عشرة الاف لاجىء هناك وهرب اكثر من نصفهم (...) ما بين خمسة الاف وعشرة الاف شخص فروا، يجب ان ندخل الى هناك ونعرف ما الذي يحصل". واشار غونيس الى ان التقارير الواردة من مخيم الرمل تتحدث عن "نيران مدفعية حاصرت المنطقة بالاضافة الى نيران قطع بحرية". ونفت وكالة الانباء الرسمية "سانا" حصول قصف بحري على اللاذقية، مشيرة الى ان القوات المسلحة خاضت معركة برية مع مسلحين في المدينة الساحلية مما ادى الى مقتل اثنين واصابة اربعين اخرين في صفوفهم.

 

71 معتقلاً قضوا تحت التعذيب

نيقوسيا - أ ف ب: أكدت منظمة حقوقية, أمس, أن 71 معتقلاً قضوا تحت التعذيب في سورية منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس الماضي, معربة عن مخاوفها على حياة باقي المعتقلين, سيما النشطاء من بينهم. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان, في بيان, ان "عدد المواطنين الذين قضوا تحت التعذيب منذ منتصف مارس الماضي بلغ 71 شهيدا", مشيراً الى أنه "يملك لائحة موثقة بأسمائهم". وأضاف ان "النشطاء عاصم حمشو ورودي عثمان وهنادي زحلوط ويارا نصير وعمار صائب والصحافي عمر الأسعد وعبد قباني المعتقلين منذ بداية اغسطس الماضي يتعرضون للتعذيب الشديد", معرباً عن "مخاوف على حياتهم". وأكد المرصد ان "الأجهزة الأمنية اعتقلت عشرات آلاف السوريين في إطار حملتها لإنهاء التظاهرات", لافتاً الى انه "لا يزال آلاف منهم قيد الاعتقال", ومحملاً السلطات السورية "مسؤولية اية مخاطر تهدد حياة النشطاء المعتقلين". واعرب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له عن "ادانته الشديدة لاستمرار السلطات الامنية السورية في ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الانسان والمتظاهرين السلميين على الرغم من رفع حالة الطوارئ". كما كرر "مطالبته للسلطات السورية بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والضمير.

 

دعاة سعوديون يطالبون بقطع العلاقات مع النظام السوري

الرياض - يو بي اي: طالب 50 داعية سعودي بتأييد مطالب الشعب السوري الساعية لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد, ودعوا الحكومات العربية والإسلامية إلى قطع علاقاتها الديبلوماسية معه والعمل على محاصرته وعزله سياسياً واقتصادياً. وأصدر نحو 50 داعية سعودي بياناً هو الثالث من نوعه, نشرته مواقع الإنترنت امس, قالوا فيه إن "الواجب الشرعي يحتم على أهل العلم والإيمان وأهل الرجولة والمروءة والنخوة من العلماء والدعاة والخطباء وأعضاء هيئات الفتوى والمجامع الفقهية والروابط والاتحادات الإسلامية, أن يجهروا بالحق ونصرة هؤلاء المظلومين (الشعب السوري), وأن يبينوا الحكم الشرعي, بوضوح وبلا مواربة, لهذه الممارسات الوحشية والإجرامية". وناشد البيان "جميع أصحاب الضمائر الحية في سائر بلدان العالم أن يقوموا بدورهم في نصرة هذا الشعب المنكوب, وأن يتداعوا لممارسة كافة الإجراءات والتدابير لكف هذه العصابة الحاكمة في سورية عن هذه الممارسات الوحشية- التي تذكرنا بجرائم التتار والنازيين والفاشيين- التي يتعرض لها هذا الشعب الأعزل إلا من إيمانه". ودعا الحكومات العربية والإسلامية, وفي مقدمها دول مجلس التعاون الخليجي, إلى "قطع علاقاتها الديبلوماسية, وإيقاف كافة أنواع الدعم الاقتصادي عن نظام الحكم المجرم في سورية, والعمل على محاصرته وعزله سياسياً واقتصادياً, حتى يكف عن هذه الممارسات الوحشية". وطالب الناشطين في مجال حقوق الإنسان بأن "يتخذوا كافة الإجراءات الكفيلة بملاحقة هذا النظام المجرم بكافة الوسائل القانونية المتاحة, ولدى كافة الهيئات الدولية المهتمة بهذا الشأن". ووجه البيان نداء إلى أفراد القوات المسلحة السورية, وأجهزة الأمن في سورية ل¯"الانحياز إلى شعبهم وممارسة واجبهم في حماية إخوانهم ومواطنيهم, وعدم الانصياع الى أوامر السلطة الحاكمة مهما كلف الأمر".

 

در شبيغل" تثبت ضلوع ايران باغتيال الحريري

نهارنت/نشرت مجلة "در شبيغل" الألمانية في عددها الصادر اليوم الاثنين معلومات اكدت علاقة إيران بعملية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

وقالت المجلة من دون الإفصاح عن مصدر معلوماتها، إن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي أصدرت أخيراً أربع مذكرات توقيف ضد أربعة عناصر ينتمون إلى "حزب الله"، "تتتبّع بصورة مكثفة آثاراً تقود إلى إيران". وقالت في خبرها الأخير إن الأربعة المتهمين سافروا إلى إيران عام 2004 وأجروا على مدى شهور عدة تدريبات عسكرية في "معسكر الخميني للتدريب" القريب من قمّ للتدرب على عملية الاغتيال. وأضافت أن المشرفين على الأمر "أقاموا ديكورات شبيهة بمسرح الجريمة، بما في ذلك تنفيذ تفجير تجريبي"، متابعة أن "كتائب القدس" الإيرانية التي تعتبر اليد اليمنى للحرس الثوري، "هي التي أشرفت على كامل العملية". واضافت المجلة أن "مسؤولين في الاستخبارات السورية شاركوا أيضاً فيها"، واشارت "در شبيغل" أن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله "اضطر في الأخير إلى الاعتراف بأن الأربعة عناصر في حزبه، لكنه نفى وجود أية صلة لهم باغتيال الحريري". ولفتت المجلة انه بعد أن لاحظت أن «الحكومة اللبنانية التي يسيطر عليها "حزب الله" لم تكن قادرة على بذل جهود للبحث عن الأربعة وتسليمهم إلى المحكمة الدولية رغم التزامها بذلك دولياً"، نقلت عن أجهزة استخبارات غربية أن "ثلاثة منهم على الأقل فروا من لبنان وأصبحوا الآن في إيران".

 

عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعادة: الدولة مغلوب على أمرها..وهناك منطقة تركب فيها المتفجرات

لبنان الآن/رأى عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعادة أن "الفضيحة في تفجير أنطلياس هي أن أحدًا لم ينتظر التحقيق"، لافتًا إلى أنه لا يعتقد أن "الخلاف شخصي"، وسائلًا: "من صنع هذه القنبلة ومن هو خبير المتفجرات الذي نفذ ومن أين حصل عليها؟". وقال: " طالما البلد فيه مربعات أمنية طالما ستتكرر مثل هذه الأمور والتفجيرات"، معتبرًا أنه "ليس من واجبات وزير الداخلية مروان شربل أن يستنتج الأمور بل أن ينتظر التحقيق وعليه أن يعلن الوقائع". واضاف: "لا يستطيع نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن ينكر أن القتيلين ينتميان إلى "حزب الله"، سائلًا: "من أكد له أن التفجير شخصي؟".

سعادة، وفي حديث إلى قناة "lbc" اعتبر أن "المشكلة في البلد تكمن في أن هناك منطقة أو مناطق خارجة عن سيطرة الدولة تُتركب فيها المتفجرات"، مشيرًا إلى ان "الدولة مغلوب على أمرها"، ومؤكدًا أن "هناك دويلة لها مصالحها في لبنان وهي التي تقرر". ولفت إلى أنه "في الدولة اللبنانية هناك شريعة غاب وهي أن القوي يحكم الضعيف، والقوي في الدولة هو "حزب الله""، مضيفًا: "هناك شبه دولة في البلد وهي "تتمرجل" على مناطق معينة فيه".

ومن جهة أخرى رأى سعادة أنه "إنسانيًا لا يجب أن يبقى السجناء دون محاكمة"، معتبرًا أن "عدم محاكمتهم هي فضيحة في حد ذاتها"، ولافتًا إلى أن "هناك تواطؤاً داخل السجون".

وحول ملف الكهرباء الذي طرحه وزير الطاقة والمياه جبران باسيل (بإعطاء الوزارة مليار و200 مليون دولار أميركي) قال سعادة: "لا أستطيع كنائب أن أصوت على أمور أجهلها، ومن واجباتي أن أطلع عليه"، مؤكداً أن "القصة ليست كيدية"، وأردف: "لو احترموا مجلس النواب لكانوا قدموا القانون بطريقة اخرى وليس عبر ورقة A4"، مضيفًا: "لو قدم تيار "المستقبل" هذا المشروع لكان عون تصرف كما تصرفت المعارضة الآن".

سعادة، الذي اعتبر أن "أداء المعارضة جيد في المجلس النيابي"، اشار إلى أنه "كمعارضة لست راضٍياً عنها لأنها ليس لديها خطة لإسقاط الحكومة"، وتابع: "يجب أن نجلس مع بعضنا لوضع خطة شاملة". وعن عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان أردف: "لا أعرف ما هي الظروف التي تمنع الحريري من العودة إلى البلد ومن الطبيعي أن لوجوده داخل البلد وقعاً أقوى". وعن المحكمة الدولية قال سعادة: "كنا متوقعين أن كل الجرائم متصلة باغتيال الرئيس رفيق الحريري ونترك الأمور للتحقيق"، معتبرًا أن "تسليم المتهمين الأربعة يؤكد مدى التزام الحكومة بقرارات المحكمة"، وأضاف: "في حال لم يسلَم المتهمون والمعارضة لم تفعل شيئًا، فيجب أن تذهب إلى بيتها". وختم بالقول: "يجب أن نجلس إلى طاولة الحوار مع طرح كل المواضيع، وإذا كانت هناك أمور مقدسة فلا جدوى من هذا الحوار". (رصد NOW Lebanon)

 

جنبلاط يطلق "رصاصة الرحمة" على قانون النسبية

نهارنت/اكد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، على انه يفضل "الف مرة في السياسة وغير السياسة ان اسقط او انجح بين اهلي في الاقليم والشوف الاعلى على ان اذوب في المساحات الكبرى". ورفض في كلمة القاها خلال افطار اقامته "مؤسسة العرفان التوحيدية" في السمقانية بحث القانون النسبي للانتخابات، قائلا انه "يستحسن تأجيل البحث في النسبية والبقاء على الوضع الحالي من اجل الحفاظ على التنوع والتعدد والتمايز". ولفت جنبلاط إلى انه يفضل البقاء في شتى الصعد البلدية والنيابية والاختيارية ضمن المنافسة الأهلية، خصوصاً واننا ادخلنا عليها مفهوماً جديداً في الديمقراطية هي الديمقراطية التوافقية، وهي مظهر من مظاهر الشورى أو الحوار، ملاحظاً ان الربيع العربي رفض الحزب الواحد والقائد الواحد ودعا إلى التعددية الحزبية بدل النظرية التي ادخلت إلى مفهومنا بعد نهاية الحرب الأهلية المشؤومة، وهي نظرية الانصهار الوطني، اي صهر الفرد أو المجتمع في قالب واحد، والتي رفضناها•

 

قاسم يتهم المستقبل بـ"الميليشيا": لن نرد على نقيق ضفادع الطريق

نهارنت/إتهم نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ما سماه "حزب المستقبل" بـ"الميليشيا" مطالبا القيمين عليه باحترام "آراء الناس الذين أتوا بكم في يوم من الأيام هم الذين قالوا لكم لم تعودوا جديرين في يوم آخر". وجزم قاسم أن "مسار المقاومة في "حزب الله" مسار تصاعدي لا يتأثر بالأحداث الجارية سياسيا وإعلاميا" مشددا على أنها "ستستمر في مشروعها ولن ترد على نقيق ضفادع الطريق". ولاحظ قاسم خلال افطار للتعبئة التربوية في "حزب الله" في قاعة "تموز"- بعلبك أن "حزب المستقبل اليوم ميليشيا بكل ما للكلمة من معنى، فالميليشيا ماذا ينقصها؟ الميليشيا هي التي تحمل السلاح وتخرج الى الشوارع، وهم فعلوا ذلك في طرابلس وبيروت وطريق الجديدة وأماكن مختلفة".

وسأل "هل تريدون الدولة أم السيطرة كيفما كان؟ ما بالهم ان حكموا سكتوا وان خرجوا فجروا" مستنتجا أنهم "لا يريدون بناء لبنان ومشروع العبور الى الدولة الذي رفعوه سابقا".

وتطرق إلى حادثة انطلياس فقال :" باسم الله نقول عندنا دكاترة بالتحليل السياسي والجنائي حصلت حادثة انطلياس وهي حادثة جزئية عادية شخصية لا علاقة ل"حزب الله" بها أقاموا الدنيا وأقعدوها ليقولوا ان "حزب الله" يدخل الى المناطق المسيحية ليضرب الإستقرار، في الوقت الذي اكدت فيه كل الدلائل انها حادثة فردية".

وكان قد حصل انفجار في مدينة انطلياس الخميس الماضي أدى إلى مقتل شخصين وتم توقيف آخرين اثنين كانا يحضران معهما إلى عبوة وتحدثت تقارير إعلامية حينها أن القتيلين هما من الضاحية الجنوبية وأحدهما ملتزم بحزب الله.  وتطرق قاسم الى الشأن السوري فقال: "كلما ارتفع الصراخ في العالم ضد النظام السوري كلما عبر الأمر عن انهم لم يتمكنوا من الاضرار، كما يتمنون، أو ان مشروعهم الخارجي يعيش عقبات وصعوبات وتعقيدات".

وفي حديث آخر إلى صحيفة "السفير" صباح الإثنين أكد قاسم عدم قدرة اسرائيل على "شن أي حرب جديدة على لبنان نتيجة التخبط والازمات داخل كيان العدو وفي الدول الغربية الحليفة له". ورأى انه "مع فشل اسرائيل من خلال الانتصار الكبير بتلاحم الشعب والجيش والمقاومة انتقل لبنان من موقع المستجدي الى موقع العزيز الصامد الذي يحافظ على ومطالبه والذي يستطيع فيه ان يقول نعم او لا بما ينسجم مع متطلباته او خصوصياته"، مشددا على ان "على هذا الاساس، فإن لبنان ما بعد الانتصار يختلف عما قبله".

واذ اعتبر قاسم ان "السبيل لتصحيح البوصلة هو ان تخرج بعض الجماعات اللبنانية من الحرتقات الداخلية ومن التكالب على السلطة"، لفت الى انه "قد أصبح واضحا ان إمكانية الفصل بين المقاومة ولبنان بشعبه وجيشه إمكانية غير متاحة". وجدد نائب الأمين العام لـ"حزب الله القول أنه "ليست لدينا مشكلة اسمها السلاح، لدينا مشكلة في بعض الرؤى التي لا تريد ان يكون لبنان قويا ولا تريد ان تكون له مقاومة وهم يقبلون بإسرائيل المتغطرسة التي تدخل وتخرج الى لبنان ساعة تريد".

 

عضو كتلة "المستقبل النائب عمار حوري: ردّا على قاسم: كل الصفات التي قالها عن "المستقبل" متصلة بحزب السلاح

رد عضو كتلة "المستقبل النائب عمار حوري على كلام نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن تيار "المستقبل" هو ميليشيا بالقول: "إن خطأ ارتكبه (قاسم) بهذا القول.فكل هذه الصفات متصلة بحزب السلاح الذي اعتدى على الجيش وارتكب 7 أيار واعتدى على الناس والبيوت، ويعتدي يوميًا على القوى الأمنية في الضاحية، ويغطي انقلابًا دستوريًا بالقمصان السود"، وأضاف: "هذا الحزب الذي يشارك في قتل المواطنين السوريين بالتعاون مع "الشبيحة"، هو حزب السلاح".حوري، وفي اتصال مع قناة "lbc"، أكد أن "لا فتنة سنية شيعية"، لافتًا إلى أن "المشكلة أن "حزب الله" "محشور" من ناحية المحكمة ومن ناحية التغييرات في المنطقة وهو يقوم بهجوم وقائي". (رصد NOW Lebanon)

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني: التهم المساقة إلى "المستقبل" مردودة إلى قائليها

رفض عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني التهم  المساقة إلى "تيار المستقبل"، واكد أنها "مردودة إلى قائليها". وقال، في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 93,3" اليوم (الثلاثاء)، إن "الميليشيا التي ذكرها مسؤول "حزب الله" هي تماماً ما يمارسه حزب السلاح وبعض ممن حوله"، مضيفاً: "تيار المستقبل لم يتحدث يوماً عن السلاح ، بل كانت مواقفه كلها ديموقراطية وانفتاحاً على الجميع في كل المناطق والمذاهب". واوضح  أن "تيار المستقبل تجمع سياسي يقف في المجلس النيابي،  المؤسسة الأم للنظام الديموقراطي، ويعلن رأيه بكل وضوح وصراحة ويدافع عنه، ويقف ضد الشواذ، ويتصدى الآن لمحاولة سرقة موصوفة يريد "حزب الله" وبعض ممن حوله تمريرها بقانون، وبالتالي يريدون قوننة السرقة والهدر والتشبيح". مجدلاني تخوف من الوضع الأمني "في ظل الشحن الطائفي الحاصل والانقسام الحاد بشأن الأزمة في سوريا، خصوصاً بعد التصريحات التي نسمعها والحديث عن تهريب أسلحة ونفي النيابة العامة للموضوع ، وما حصل في الأمس القريب في انطلياس".ورأى ان" الشائعات  من جهة، وزرع القلق والخوف عند الناس من جهة اخرى، يحتم علينا أن نكون يقظين وحذرين من حصول أمر أمني ما يتم تحضيره للبنان ويكون من تداعيات الوضع في سوريا".أضاف: "لطالما وجدت حرية التعبير عن الرأي في لبنان، وبالتالي فإن أي تظاهرة سلمية هي من ضمن القوانين وتحت سقف الدستور"، مبدياً خشيته من "اي احتكاك في الشارع الأمر الذي يؤدي إلى انزلاق الوضع الامني الى حيث لا يريده اللبنانيون، وهنا تكمن مهمة القوى الامنية والحكومة في  المحافظة على أمن المواطنين".وتابع: "من الواضح أن "حزب الله" وسوريا هما وراء الحكومة الحالية، وهما وراء أعمال الشغب التي حصلت أمام السفارة السورية، والتي تحصل في بعض المناطق".مجدلاني اعتبر "نقل ملف السجون من وزارة الداخلية الى زارة العدل جزءاً من الحل"، واصفاً وضع السجون بـ "الـمزري، الذي لا يليق بأي انسان" ، مشدداً على "ضرورة بناء سجون وفق المواصفات العالمية ، والاهتمام بحقوق الانسان السجين اجتماعياً وثقافياً".(إعلام المستقبل)

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي: هل تحركات "حزب الله" العسكرية في عكار والضنية هي لمقاتلة إسرائيل من الشمال؟

أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي أن "الجميع يتباهي بانجازات الرئيس رفيق الحريري في لبنان ولاسيما في الجنوب الذي دمرته إسرائيل بقرار منها أو بقرار من "حزب الله"، الذي قال على لسان امينه العام (السيد حسن نصرالله) "لو كنت أدري" التي كلفتنا 20 مليار دولار". المرعبي وفي مداخلة عبر محطة "اخبار المستقبل" قال: "عندما يتهمنا (نائب الامين العام لـ"حزب الله") الشيخ نعيم قاسم بأننا ميليشيا مسلحة، فمن الذي ذهب إلى انطلياس، هل هما عنصران من "حزب الله" أم من تيار "المستقبل"، وما هو مصير متفجرة الرويس التي قيل انها قاروة غاز"، معتبراً أن "مسألة هذه الاتهامات إنما هي لحرف الأنظار عن الاتهامات الموجهة اليه". وإذ رفض "الاتهامات الاستباقية"، سأل المرعبي "لماذا تحركات "حزب الله" العسكرية في شمال لبنان في عكار والضنية، بين الهرمل وعكار والهرمل والضنية؟، ولماذا نصب مدافع 130 ملم؟، هل هي لمقاتلة إسرائيل من الشمال؟".  

من جهة أخرى، ورداً سؤال لفت المرعبي إلى أن "فساد "حزب الله" يتمثل في تغطية عميلهم (رئيس تكتل التغيير والاصلاح" النائب) ميشال عون الذي أعطى أعلى ثمن لميغاو واط كهرباء، وهذا فقط تحت إسم السمسرات". (رصد NOW Lebanon)

 

فتفت: ربما يكون اتهام "حزب الله" لـ"المستقبل" بـ"الميليشياويّة" تحضير لعمل أمني ما 

موقع 14 آذار/حذّر عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت من أن يكون اتهام "حزب الله" لـ"تيار المستقبل" بأنه "ميليشيا" خصوصاً كما جاء على لسان نائب الأمين لعام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في "إطار تحضير الحزب لعمل أمني ما". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، أضاف فتفت: "كلام قاسم عار من الصحة، ولا أستغربه فسبق أن قال الحزب أمراً مشابهاً، إلا أنَّ الميليشيا الوحيدة الفعلية في لبنان هي ميليشيا "حزب الله" وبعض حلفائه الذي يسلحهم، فربما لأنَّ الحزب "مزنوق" يقول ذلك، كون الناس تعرف أنَّه ميليشيا وتعرف موقفه الحقيقي من الثورات العربية وأنَّه يوجّه سلاحه الى الداخل، فأصبح هذا السلاح منبوذاً من كل اللبنانيين، بالإضافة إلى رفضه الكلام عن السلاح عندما ندعوه إلى طاولة الحوار وفقط يتحدث عن الاستراتيجية الدفاعية". وإذ شدّد على أنَّ "الإشكال الوحيد في البلد هو السلاح"، قال فتفت: "نحن مع نزع حتى السلاح الفردي، فلا سلاح عندنا كتنظيم، وليس عندنا أي مسؤول عسكري، وليتفضل وليسمي (قاسم) لنا مسؤولاً عسكرياً واحداً"، وأضاف: "عندما لم تُعجِب "حزب الله" قررات الحكومة إقتحم بيروت في 7 أيار عام 2007، وعندما حصل اشكال فردي في مثل هذا الوقت أيضًا اقتحم بيروت واستخدم سلاحه، بينما نحن نعارض ومن حقنا أن نعارض"، مضيفًا: "مع أنه كان هناك نواب ينتمون للأكثرية لهم الموقف نفسه من موضوع اقتراح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في مجلس النواب، إلا أنَّه للأسف لا يستيطعون رؤية إلا "المستقبل" لأنه يشكل البديل الوحيد للممارسة الميليشياوية، التي لا يمكن أن يتقبلها أصحاب العقل الميليشياوي".

 

علوش: "حزب الله" أحد أدوات النظام السوري لقتل المتظاهرين

رد عضو المكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش على  اتهامات "حزب الله" لتيار "المستقبل" بأنّه "مليشيا مسلّحة يُهرّب السلاح إلى سوريا لزعزعة النظام"، فأكد أنّ ""حزب الله" أحد أدوات القمع التي يستخدمها النظام السوري لقمع المتظاهرين وقتلهم، لذلك فإن محاولاته هي لذر الرماد في العيون".

علوش، وفي حديث إلى إذاعة "الشرق" اعتبر أنّ "هذا الخطاب السياسي ينحدر بشكل مستمر عند "حزب الله"، خصوصًا بعد الحشرة الأمنية والسياسية التي يعيشها، وفقدان المنطق بالنسبة إلى الموقف المتعلق بسوريا". وبالنسبة إلى تزامن زيارة الرئيس الفلسطيني إلى لبنان واقتحام القوات السورية لحيّ الرمل الفلسطيني في اللاذقية، أكد علوش أنّ "الشعب الفلسطيني كان على مدى الـ41 سنة الماضية من ضحايا النظام السوري"، مذكراً بأنّه "في عام 82 أكمل مهمة العدو الإسرائيلي في لبنان عندما قامت القوات السورية بالإجهاز على "منظمة التحرير الفلسطينية" والشعب الفلسطيني، كما قامت حركة "أمل" التابعة للنظام السوري سنة 1986 بمحاصرة المخيمات الفلسطينية"، معتبرًا أن "العداء بين الشعب الفلسطيني والنظام السوري كان بالأساس على القرار الوطني المستقل، والرئيس الفلسطيني محمود عباس هو أحد الرموز للقرار الوطني الحر". وعن النزوح الفلسطيني- السوري إلى لبنان بعد استهداف حيّ الرمل  أوضج علوش: "ليست لدينا معلومات كافية عن هذا الموضوع، خصوصاً  أنّ المخيم المستهدف بعيد نسبياً عن الحدود اللبنانية"، مشيرًا إلى أن "النزوح السوري، هو بالتأكيد واضح ومهم، ومعظم النازحين تستقبلهم العائلات من أصدقاء وأقرباء"، وأضاف: "لكن لا يجب أن تستمر الأمور على هذا المنوال، بل يجب أن تُستنفر الهيئات الدولية لتوعية المجتمع الدولي على خطورة الوضع القائم على الحدود  بين لبنان وسوريا". وإذ أشار إلى أن "مفارقة أنّ الترسانة السورية يدفع ثمنها الشعب السوري من عرقه ودمه، ذكر علوش أنه "لم تستخدم هذه الترسانة في مواجهة العدوّ الإسرائيلي منذ العام 1974". علوش، الذي اعتبر أنّ "مسألة التوتير الأمني في لبنان من الأوراق الواردة  التي يمكن استخدامها وربما نتمكن من مواجهة هذا الوضع"، رأى أن "التفجيرات الأمنية  تزيد حشرة النظام السوري". وعن موقف الحكومة اللبنانية في مجلس الأمن الدولي ، خصوصاً أنه سيرأس الشهر المقبل المجلس الأمن الدولي، قال: "إن هذه الحكومة أتت بملف واحد وبسبب واحد هو أن تكون تابعة للنظام السوري". وختم  علوش حديثه بتناول  موضوع الكهرباء، فأشار إلى "وجود حلول كان يجب أن تبدأ قبل عشر سنوات، منها اشراك القطاع الخاص وبدء العمل بالإنتاج"،  لافتاً إلى "وجود قطبة مخفية في الموضوع تتعلق بالسمسرات ومحاولة الربح على حساب لبنان والشعب". (إعلام المستقبل)

 

النائب محمد كبارة : الشعب يذبح وحكومة الاسد في لبنان تحمي القاتل/ اناشد اردوغان والملك السعودي والمجتمع الدولي التحرك الفوري للإطاحة بسفاح دمشق

موقع القوات/ناشد النائب محمد كبارة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والمجتمع الدولي بالتحرك الجدّي والفعّال والفوري لإنهاء المجازر التي يرتكبها سفاح دمشق بحق شعبه الأعزل في شهر الرحمة، الذي يريد أن يحوله إلى شهر النقمة.

وناشد كبارة في مؤتمر صحافي الملك السعودي بالتحرك الفوري باسم العرب للإطاحة بسفاح سوريا انطلاقا من قول جلالته إن الحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، مضيفا "كانت تلك العبارة الحكيمة قبل أن يمنح أردوغان الأسد مهلة اسبوعين لوقف المجازر والبدء بالإصلاح. فماذا حصل؟ طبّق الأسد شعار إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا".

وذكر كبارة "قصفت مدافعه المساجد ويدمر وبحرّية سفاح دمشق تدك اللاذقية، مستفيدا من مهلة أردوغان التي أُريدَ منها الإصلاح، أردوغان يُعطي الأسد مُهلَةَ أسبوعين للإصلاح، وشبّيحَتُهُ تُمعنُ في قتل النساء والأطفال، جزّار سوريا يقتل شعبه بسلاح روسيا، وروسيا تدللـه في مجلس الأمن الدولي الشعب السوري يُذبح وحكومة الأسد في لبنان تحمي القاتل في مجلس الأمن الدولي". واردف "لا يمكن أن نصدق أن خادم الحرمين الشريفين لن يسعى لإنقاذ الشعب السوري من جلاّده، لا يمكن أن نصدق أن رئيس وزراء تركيا أعطى الأسد فسحة زمنية إضافية للإمعان في قتل شعبه، لا نريد أن نصدق أن المجتمع الدولي فقد الحد الأدنى من إنسانيته، لا نريد أن نصدق أن العرش الذي بني على الجماجم سيستمر في حكم سوريا، لا نريد أن نصدق أن هناك حاكماً مؤمناً خلوقاً سيصفّقُ للأسد على مدى أسبوعين فيما قوافلُ الشهداء تسقي أرض سوريا بدمائها الطاهرة".

واضاف "لا نريد أن نصدّق. بل لن نصدّق بأن أنين الأمهات والبنات والأبناء والآباء في سوريا لا يصل إلى مسامع الشرفاء في الرياض، والقاهرة، واسطنبول، وأوروبا، ومجلس الأمن الدولي، لا نريد أن نُصدّق أن دماء الشعب السوري ليست غالية على قلوب الشرفاء كما دماء الشعب الليبي، ودماء الشعب اليمني، لا نُريد أن نُصَدّق. بل لن نُصَدّق أن صرخة الألم على الشعب السوري التي نطلقها اليوم باسم شرفاء لبنان لن تَصلَ إلى مَسامع أهل الحل والربط".

وتوجه "للشعب السوري النبيل والمجاهد والذي يكتب بدمه مستقبل سوريا الحرة" قائلا "لكم في القلوب حصونٌ تنحني أمام تضحياتكم، وسيسجل التاريخ أنكم أسقطتم أعتى نظام استبداد في المشرق العربي".

 

الأحدب: ميقاتي رئيس حكومة "حزب الله".. وتوضيح انفجار أنطلياس "غير مقبول" 

أكد نائب رئيس حركة "التجدد الديمقراطي" النائب السابق مصباح الأحدب أنّ "لا نية أو مقدرة لمساعدة مسلّحة في سوريا إنّما هناك دعمُ إنساني فقط"، لافتًا إلى أنه "من المفروض أن يكون هناك موقف موحد من قبل كل اللبنانيين لدعم الشعب السوري". الأحدب، وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل"، لفت إلى أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معروف بعدم صدقه للوعود، فهو وعد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بتمرير ملف الكهرباء ولكنه لم ينفّذ"، مشدّدًا على أن "ميقاتي هو رئيس حكومة "حزب الله".

وإذ اعتبر أنّ "الكلام عن أنّ حادثة تفجير أنطلياس شخصيّة أمرٌ غير مقبول"، سأل الأحدب: "مع من يحققون في هذه الحالة ومن اوقفوا للتحقيق وكيف تكون قنبلة فيها مسامير هدفها شخصي؟".

 

جورج حاوي قد يظلم بعد استشهاده مرتين: اعلان المحكمة عن تورط رئيس حزب في اغتيال بيار الجميل سيحرج حكومة ميقاتي...وقد تطلب المعارضة رفع الحصانة!  

موقع 14 آذار /ريتا فاضل

ايام وقد تكون ساعات تفصل اللبنانيين عن نشر المحكمة الخاصة بلبنان التفاصيل المتعلقة باغتيال الرئيس رفيق الحريري. ويبدو ان الرأي العام سيطلع اكثر على التفاصيل المتعلقة باغتيال جورج حاوي ومحاولتي اغتيال الوزيرين السابقين مروان حماده والياس المر. وقد يكون السيد حسن نصرالله قرر الاطلالة مجدداً مساء غد الاربعاء لانه بات يدرك انه سيكشف النقاب عن الكثير من التفاصيل في هذا الاطار وانه يرجح حصول ذلك قبل هذا الموعد. واذا صح هذا التوقع فسيقف اللبنانيون امام مسلسل جديد من التعاطي الالهي مع المحكمة والحقائق والتاريخ والقضايا الوطنية العليا بما اعتادوا عليه من قبل سيد المقاومة. والاهم في هذا الاطار ان مسار العدالة قد انطلق وان لا مجال للعودة الى الوراء خصوصاً وان حلقات الترابط تظهر بين عدد من الجرائم المحالة على لجنة التحقيق الدولية المستقلة وهي تتكشف يوما بعد آخر. وفي هذا السياق يشير قيادي قريب من خط الممانعة الى انه لم يستحل على الدولة اللبنانية ان تعلم المحكمة الخاصة بلبنان انها لم تعثر على اي من المتهمين الاربعة على الاراضي اللبنانية. ويقول القيادي المذكور في مجالسه الخاصة ان المحكمة ستشكف النقاب عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بجريمة الحريري وسواه وهو ما سيؤدي حكماً الى توجيه الاتهام الى مسؤولين امنيين سوريين وايرانيين عاجلاً او آجلاً. ويرى القيادي ان اتهامات مماثلة قد لا تحرج الدولة اللبنانية اكثر مما هي محرجة.

الا ان الاحراج الكبير الذي يجده القيادي المذكور سيتجلى في اللحظة التي تكشف فيها المحكمة النقاب عن هوية مسؤولين لبنانيين اشتركوا في اغتيال الوزير بيار الجميل. جدير ذكره في هذا الاطار ان الترابط قد ظهر بشكل او بآخر بين اغتيال الجميل واغتيال الحريري وقد اشار الرئيس امين الجميل الى هذا الموضوع في احدى اطلالاته الاعلامية اخيراً. وحسب القيادي المذكور فان الدولة اللبنانية ستكون محرجة الى ابعد الحدود فكيف ستبرر للمحكمة قانوناً وللرأي العام منطقياً انها لم تستطع ان تبلغ رئيس احد الاحزاب الموالية لسوريا بالاتهام الذي قد يوجه اليه في قضية اغتيال الوزير الجميل؟

ويلفت القيادي المذكور الى ان هذا المسؤول معروف عنوانه وهو نائب وله ممثله في حكومة نجيب ميقاتي. ويتساءل القيادي عما سيكون عليه تعاطي الدولة اللبنانية اذا ما تضمنت التفاصيل التي سيكشف النقاب عنها ما يؤكد الشك بان مجموعة تنتمي الى هذا الحزب قد شاركت في اغتيال الجميل باي شكل من الاشكال. ويذهب القيادي المذكور الى توقع مشكلة كبرى ستنشب بين الموالاة والمعارضة عموما وسائر الاطراف اللبنانية خصوصاً اذا ما طالبت قوى 14آذار برفع الحصانة النيابية الامر الذي سيجابهه حزب الله وحلفاؤه برفضه رفضاً تاماً كيف اذا كان المسؤول الحزبي المعني من الصق المقربين من الرئيس بشار الاسد وابرز الاركان الامنيين في النظام السوري؟ في المقابل يظهر ان الظلم سيلحق بالشهيد جورج حاوي مرتين. فقد ظلم حاوي بعد اغتياله حيث شرد بعض من اهله في التراجع عن النظر بصوابية الى احقية شهادته فصوبت مواقفهم في غير اتجاهها السليم ثم اتت المحكمة لتعيد الامور الى نصابها من حيث ارتباط هذه الجريمة بسلسلة الجرائم التي انطلق مسارها الاجرامي منذ التمديد للرئيس اميل لحود. اشارة الى ان قيادة الحزب الشيوعي اللبناني لم تحسن التعاطي مع ملف شهادة جورج حاوي والى ان ذويه المقربين منه وسائر اليسار قد اضاعوا البوصلة في الكثير من الاحيان ان بفعل تضعضع صفوفهم وان بسبب خلافات ضيقة وان بسبب زوال زمن الشيوعية وذوبان شعارات اليسار وان بفعل الحسابات الضيقة.

في المحصلة خشي الكثيرون من ضياع شهادة حاوي في كل هذه الزواريب وصولا الى ان لا مرجعية واحدة ترفع لواء هذا الشهيد خلافاً لما هي عليه حال سائر شهداء ثورة الارز.

من هنا يخشى الكثيرون من ان يظلم حاوي مرة ثانية فكيف اذا كان من خلفه في سدة المسؤولية على رأس الحزب الذي كبر به حاوي وكبر بحاوي يدرك تمام الادراك ان هذا الشهيد ما سقط الا لانه رفع لواء الحرية والسيادة والاستقلال والتغيير والتطوير وتعزيز الوحدة الوطنية. عملياً تعصف الخلافات بكل من قد يكون معنياً بقضية حاوي وان كان مسؤولون في الحزب الشيوعي يقرون بان الغاية من اغتيال حاوي معروفة وان هوية الذين قاموا بهذه الجريمة محددة بكل وضوح.

ويرفض الكثيرون من رفاق حاوي الا تكون له مرجعيته التي ترفع لواء قضيته ولا سيما بعدما اعلنت المحكمة عن ارتباط اغتياله بثلاثة من الجرائم وهي الحريري وحماده والمر.

ويشدد هؤلاء الحريصون على الحقيقة والعدالة على حتمية ابعاد الخلافات والتعالي على الصغائر والحسابات الضيقة والزامية التوقف عن مسار التنازلات فاذا كان حزب الله قد تنازل عن المقاومة في القرار 1701 فانه ليس مقبولاً الذهاب عكس السير ان في موضوع الزج بالمقاومة داخلياً وان في اضاعة البوصلة التي ستدل على الحقيقة وتحقق العدالة.

 

لقاء "سلبي جدا" يجمع ميقاتي وباسيل والحكومة تدخل في اسبوع مواجهة

نهارنت/تدخل الحكومة في اسبوع مواجهة اختبار بالغ الحساسية على صعيد اعادة لملمة التماسك بين اطرافها وقواها في ضوء الذيول التي ارختها على صورة هذا التماسك، الحملة الحادة التي شنها رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في شأن اقتراح القانون الذي سقط في مجلس النواب والرامي الى تخصيص مبلغ مليار و200 مليون دولار لوزارة الطاقة في ملف الكهرباء، بحسب ما ذكرت مصادر وزاري بارزة.  ولفتت المصادر الى صحيفة "النهار" ان "الموقف الذي أعلنه امس الاحد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط مناقضاً عبره موقف الحكومة ورئيس الجمهورية ميشال سليمان من اعتماد النسبية في قانون الانتخاب، زاد صورة الاهتزاز الحكومي". واضافت ان الاسبوع الطالع سيشهد فتح قنوات الحوار داخل الحكومة لمعالجة ملف الكهرباء اولا خصوصاً ان الحكومة التزمت مهلة اسبوعين لتحيل على مجلس النواب مشروع قانون يستند الى اقتراح عون، على ان تدخل عليه تعديلات يفترض ان تحظى بتوافق بين اطراف الحكومة". إلى ذلك، كشفت معلومات وزارية أن اجتماعاً عقد في اليومين الماضيين بين رئيس الحكومة نجيبر ميقاتي ووزير الطاقة جبران باسيل، انتهى إلى نتيجة وصفت "بالسلبية جدا". وذكرت المصادر لصحيفة "اللواء"، ان الخلاف على خلفية طلب باسيل بالحصول على مليار و200 مليون دولار من اجل الكهرباء "لا يمكن ان يمر بالشكل المقدم منه، أولاً بسبب عدم وضوحه، وانه يجب ان يكون من داخل الموازنة، وثانياً لأنه قد يكون هناك تمويل بديل وهو القروض الميسّرة، بدل الاستدانة من الخزينة بفوائد مرتفعة

 

عام التمييز القاضي سعيد ميرزا: لا يوجد شىء اسمه ملف تهريب السلاح من مرفأ بيروت

تهارنت/افرج قاضي التحقيق العسكري عن الموقوفين الإثنين المتهمين بمحاولة تهريب السلاح إلى سوريا عبر مرفأ "مارينا بيروت" المحاذي لـ"السان جورج". وأكد مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، على ان "التحقيق معهما من قبل مخابرات الجيش والمدعي العام العسكري لم يثبت صحة ما أشيع عن محاولتهما تهريب السلاح الى سوريا". وأشار ميرزا في حديثه لاى صحيفة "السفير" الى انه "لا يوجد شيء إسمه ملف تهريب السلاح من مرفأ "مارينا بيروت"، وحتى مخابرات الجيش ليس لديها شيء من هذا القبيل".

 

إرهاب... وذباب

محمد سلام/لبنان الآن

لبنان يعيش حقبة انفلات الإرهاب وتحوّل ما يجب أن يكون عقلا إلى مادة يحوم حولها الذباب.  يتداخل الإرهاب السياسي بالإرهاب الفسادي، ما يؤشر إلى إدراك الإرهابيين بأن سوط الاستبداد الذي يديرهم جميعا ويضبطهم قد اهتز عرشه، وبدأت مؤشرات انهياره، لذلك سارعوا إلى التقاتل على "نهش" الحصص ... تمهيدا للفرار.

 المؤشر الأبرز إلى حالة الانفلات البالغة الخطورة كان دعوة رئيس الجمهورية المجلس الأعلى للدفاع – بصيغته الفضفاضة - إلى الاجتماع لتدارس الوضع ... وإبقاء قراراته سرية.

 وفي موازاة الانفلات الإرهابي، تعاني دولة لبنان اللقيط من تناقض جذري، بل عامودي، بل من انفصام في عقلها انعكس تضارباً في رسم دورها على الصعيدين العربي والدولي، فلا تستطيع أن تقرر هل هي مع مبادرة السلام العربية التي تدعم في مجلس الأمن الدولي قيام دولة فلسطينية على أراضي العام 1967، أم هي مع ما يسمى ممانعة لا تعترف بوجود إسرائيل، وتؤيدها دولة لبنان اللقيط ... في ذبح شعوبها.  لبنان الحالي، اللقيط وغير الملقوط، ينطبق عليه المثل الشعبي القائل: "كبر البخش على الرتّى" أو بالعربية الفصحى هو المثال الحي لما ما ورد في كتاب "البخلاء" للجاحظ عن تلك المرأة التي بقيت ترقّع ثوبها حتى اختفت قماشته الأصلية، وصارت الرُقًع تُرقّع على الرقَع.

 الفارق الوحيد بين لبنان اللقيط وثوب تلك المرأة هو أن الرقع عندنا سببها الفساد ... لا البخل.   في الإرهاب الفسادي:

 ثلاث محطات رئيسية تؤشر إلى اشتعال حرب مافيات الفساد: مُتفجّرة انطلياس، القتيل ذبحاً في بحمدون، هروب عناصر "فتح الإسلام" من سجن رومية.

 - متفجرة أنطلياس: على الرغم من انتساب قتيليها إلى "حزب السلاح"، لا علاقة لحزب السيد حسن بها، بمعنى أنه، أي الحزب، لم يخطط لها، ولم يقرر تنفيذها، سواء كما كان معداً لها أن تُنفذ، أو كما إنتهت.  متفجرة إنطلياس تعكس صراعا بين "جِراء" الفساد، بين عملاء مافيات تبييض الأموال، التي يتجلّى بعضها في بعض (وليس كل) ما يعرف بتجارة السيارات المستعملة. هؤلاء أحسّوا بأن سوط الاستبداد الذي يديرهم ويضبطهم قد اهتز. لذلك سارعوا إلى "هبج" ما يعتقدون أنه حصصهم من الطبقة الدنيا للتبييض قبل أن يسقط الهرم على رؤوسهم جميعاً. هؤلاء لا تهمهم قضية أو عقيدة أو دين أو مذهب. هؤلاء يعنيهم، وهم يستشعرون الخطر على بقائهم، أن يهربوا بما جمعوا كي ... يتمتعوا بما أتاحت لهم حقبة الاستبداد المتهاوي أن يجنوه فساداً. متفجرة إنطلياس هي رأس جبل القذارة عندما يتصاعد الصراع من مستوى "الجِراء" إلى من هم أكبر، سنشهد ما هو أشد فظاعة.

 - قتيل بحمدون ذبحاً: لم يسقط ضحية خلاف سياسي أو عقائدي أو مذهبي، أو أمني. التوقيفات التي تمت في إطار القضية، حتى الآن، تؤشر بوضوح إلى أن مساحة النزاع الذي أدى إلى مقتله لا تتجاوز صراعاً مافيوياً يقع بين حدّي الأخلاق و/أو المخدرات. مبدئياً، على القانون (أي قانون؟) أن يأخذ مجراه، لذلك لا داع لتصعيد التوتر على خلفيات مناطقية أو عائلية أو سياسية أو طائفية، فالفساد علماني الطبع يضم أكثر الشرائح تعددية في العالم. جميع الفاسدين "أخوة سلاح" حتى يسقط الاستبداد. عندها "ينفخت الدف".

 - هروب عناصر فتح الإسلام: صحيح أن سجن رومية "جسمه لّبيس"، على ما يقال شعبياً. والهروب، أو محاولة الهروب، منه ليست سابقة. لكن السابقة هي في الهاربين، وفي تعدد جنسياتهم، ووحدة انتمائهم إلى عصابة ما عرف بفتح الإسلام، ما يطرح العديد، العديد من التساؤلات ... والفرضيات.

 عصابة فتح الإسلام أساساً تابعة للمخابرات الأسدية. وكانت تضم عناصر من جنيسات عربية وغير عربية تعتنق فكر "القاعدة" ولا تنتسب إلى تنظيمها. كانت هذه العناصر تقصد سوريا للقتال ضد الأميركيين في العراق. وقد سهّل لبنان، رسمياً، وصول بعضهم إلى سوريا في حقبة الإحتلال الأسدي والتبعية الإستخبارية.

 زعيمهم الروحي المكلف بالمهمة من قبل المخابرات الأسدية، محمود غول أغاسي المعروف باسم "أبو القعقاع"، كان يستقبلهم ويشرف على تلقينهم عقائدياً. وقد أرسلهم إلى لبنان بدلاً من العراق لأن أسياده في المخابرات الأسدية كانوا قد أنجزوا تفاهماً مع أميركا "لحماية" جنودها في العراق.

 أبو القعقاع قُتل أمام "مسجد الإيمان" الذي وضعته المخابرات الأسدية بتصرّفه في مدينة حلب بعدما فشل شاكره العبسي في مهمته اللبنانية.

 هروب الخمسة من سجن رومية يطرح الفرضيات التالية:

-1- هل قررت المخابرات الأسدية إستعادتهم لتكليفهم بمهام لحسابها بعدما تبين أن "القاعدة" لم تنفذ أي عملية ضد نظام الأسد منذ إنطلاقة الثورة السورية في 15 آذار/ مارس الماضي، على الرغم من أن النظام يقول إنّه يقاتل عصابة إرهابية تكفيرية؟ ألم يكن مفترضاً بـ"القاعدة" أن تستغل الفرصة لتضرب النظام الذي يقول إنه يقاتل من يعتنق فكرها؟ أم ترى أن غالبية ما كان ينسب إلى "القاعدة" من عمليات إرهابية هو من إنتاج المخابرات الأسدية؟

 -2- هل قررت "القاعدة" إستردادهم من خاطفهم الأسدي ووكيله اللبناني، فاشترت هروبهم مستفيدة من حالة التسيّب التي يعيشها لبنان اللقيط وحاجة "جِراء" الفساد إلى "هبج" الأموال قبل سقوط عرش الإستبداد الذي كان يديرهم ويضبطهم؟؟

 -3- أم هل قررت جهة ما تسهيل تهريبهم كي تستخدمهم "طعماً" لمداهمة مساحة لبنانية محددة بحجة "إيوائهم والتعاطف مع العصابة الإرهابية التي تضرب استقرار الأسد الشقيق"؟ علماً أن هذه المساحة تؤيد الشعب السوري في مواجهة نظام الأسد.

 الآتي من التطورات سيثبت أي الفرضيات هي الصحيحة، علماً أن كل الفرضيات تقع تحت سقف الانفلات الإرهابي بين حدي الإرهاب السياسي والإرهاب الفسادي.

 تحت سقف الانفلات المذكور بين حدّي السياسة والفساد نقرأ أيضا "تعفّف" لبنان اللقيط عن معرفة من خطف الأستونيين السبعة، ومن أطلق سراحهم، ومن "قبض" الثمن.

 أيضاً تحت سقف الانفلات الإرهابي المذكور نقرأ الهجوم التفجيري "السلكي" على قافلة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفل) عند المدخل الجنوبي لمدينة صيدا، طبعاً من دون التطرق إلى من عرف بمهمة القافلة أساساً، أو ربما مبدئياً!!!

 بل على خلفية هذا التسيّب الإرهابي بين حدي السياسة والفساد نقرأ تموضع راجمات صواريخ في مجمّع الفيلات قرب تلة الـ888 في منطقة عالية مؤخراً، وسحبها بعدما هدد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بموقف حاسم، فسّحبت بعدما قيل له إن "حزب السلاح" لا علاقة له بهذه القوة الصاروخية العائدة لـ"عناصر غير منضبطة" من تنظيم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة" بزعامة رجل الأسد الفلسطيني أحمد جبريل.

 لا يوجد شيء اسمه عناصر غير منضبطة في تنظيم أحمد جبريل. كلهم منضبطون جداً لأنهم عناصر مخابراتية بامتياز، وقد طردهم الشعب الفلسطيني من مخيم اليرموك قرب دمشق بعدما غرروا بأهله وأرسلوهم إلى حتفهم في الجولان.

 العناصر المنضبطة جداً، سواء أكانت من تنظيم جبريل أم السيد حسن نصر الله، أرادت تهديد أمن الجبل عبر ضرب مبدأ "الحياد الميداني" الذي إعتنقه جنبلاط بحيث لا يسمح لأي طرف كان في لبنان بالقتال من أرضه وتهديد استقرار الجبل وسكّانه.

 وتحت سقف الانفلات بين حدي الإرهاب السياسي والإرهاب الفسادي نقرأ وجود بطارية مدافع هاون من عيار 120 ملم في بلدة القماطيّة جنوب غرب مدينة عالية في موقع يشرف مباشرة على قصر الجمهورية في بعبدا ... ربما بقصد حمايته إذا تعرض لإنزال جوي من قبل العدو الإسرائيلي!!!!!

 لا نعلم إذا كانت "الإدارات الأمنية" المعنية في دولة لبنان اللقيط قد أبلغت فخامة الرئيس أيضاً بوجود "الهواوين" التي تحمي قصره من القماطية، كما من حي السلّم أو الجديّدة ... أقله كي يقدم الشكر باسم الشعب اللبناني ... لحماة الديار.

 ولا نعلم أيضا ماذا ستقول دولة لبنان اللقيط المصابة بانفصام الهوية للرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما يزورها طالباً تأييد لبنان في الأمم المتحدة لإعلان قيام دولة فلسطين في أراضي العام 1967.

 هل ستقول له: نعم نؤيد الحل القائم على نظرية الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية، ضمن حدود ما قبل حرب العام 1967؟

أم ستقول له: عفوا. نحن ضد دولة إسرائيل. نحن مع الممانعة، نؤيد نظام الأسد في حماية استقرار إسرائيل وذبح شعبه، ونريد ... إلقاء كل ممانعي استبداد وفساد الممانعة في البحر!!!!!!!!!

 وماذا ستقول دولة لبنان اللقيط للرئيس عباس عن سلاح "الجباريل" و "فتح الانتفاضة" الذي لا تجرؤ حتى على المطالبة بسحبه، وخصوصاً أن الرئيس عباس قال إن أي سلاح فلسطيني في لبنان هو لتوريط الشعب الفلسطيني والمتاجرة بدماء أبنائه.

 روائح نتنة تفوح من لبنان بين إنفلات الإرهاب ... وتحكيم ما يحوم حوله الذباب.

 

من موقع 14 آذار مقابلة أجراها غسان عبد القادر في باريس مع السيادي بامتياز الإعلامي والصحافي فارس خشان

غسان عبدالقادر/موقع 14 آذار

16 آب/2011

عناوين المقابلة

*أطالب بمحاكمة حسن نصرالله

*حسن نصرالله ارتكب جرماً عندما حقّر المحكمة الدولية

*تمويل المحكمة ممكن توفيره  من دون الحاجة الى لبنان

*اسقطت حكومة الحريري بعد فشل اتفاق ايقاف مسار المحكمة لبنانيا

*حكومة الميقاتي لن تجدد التفاهم مع المحكمة الدولية الذي سينتهي قريباً

*الحكومة الميقاتية، أنشئت  أساساً، بهدف ضرب المحكمة الخاصة بلبنان

*حكومة ميقاتي تتذاكى لضرب المحكمة

*وزير العدل قرطباوي يشارك ميقاتي في مجلس إدارة بنك عودة وهو تقاطع بين عون وميقاتي

*حزب الله*" هو من يختار للقضاء المتهمين بالتعامل مع إسرائيل على الرغم من براءة غالبيتهم

*لدى حزب الله قضاءه الخاص، هو يخطف ويحقق وأحياناً يعدم

*يستحيل على حزب الله أن ينكر مصطفى بدر الدين ورفاقه، إن لم يتخذ قرارا بالتنكر للعمليات الإجرامية المطلوبة منهم

*لن ننسى كيف عاملتنا قناة "المنار" وأخواتها، حين صدرت في حقنا مذكرات التوقيف الغيابية، عن سلطات قضائية سورية، مشبوهة بنزاهتها واستقلاليتها

*تصورنا عن ميشال عون كان أرقى من حقيقته الفعلية 

*وقع العماد ميشال عون في التجربة الممنوعة. هو يريد السلطة والمال والأمان، بأي ثمن

*عون من الأشخاص الذين ارتكبوا الخطيئة العظمى

*ميشال عون يقول للحريري: منعتني من الوصول الى رئاسة الجمهورية، سوف أثبت لك، أن لا مكان لك في السلطة، وحتى في لبنان، من دوني

*النظام السوري وحزب الله أدركا، في اللحظة الحرجة، نقاط ضعف العماد ميشال عون، فدخلا عليها

*نجح عون في اقتياد ناسه الى حيث يريد

*لم أكن أتصور أن شخصا مثل أدونيس عكرا، يقبل أن يحوّل مناسبة 7 آب  الى مناسبة لتشويه الحقائق

*تحولت الحالة العونية الى وضعية تثير الإشمئزاز مصالحهم فوق أي اعتبار ونقدهم الذاتي انحدر الى مستوى الإنعدام. والله حرام!

*انتهت مهلة التسامح المعطاة للرئيس بشار الأسد وأصبح هو من يطلب المهل

*الثورة السورية هي ثورة المليون شهيد لأنهم يواجهون نظاما يملك آليات مرنة للتغيير ومجموعة أفراد يدافعون عن مصالح هائلة بكل ما أوتوا من قدرة إرهابية.

*مبدأ لبنان اولاً لا يتناقض ابداً مع الموقف الداعم للشعب السوري في ثورته على بشار الأسد لأنّ في ذلك مصلحة للبنان ولسيادته ولاستقلاله

*ميقاتي لا ينأى بنفسه عن شيء بل يفعل مصلحة بشار الأسد وينفذ اوامره المباشرة التي تأتي اليه من خلال شقيقه طه ميقاتي.

مع فارس خشان، المحكمة هي محور الحديث أما الجوهر فهو حرية لبنان واللب هو استقلال القرار الوطني والغاية هي تحقيق سيادة طال انتظارها. فارس خشان يبدو أصلب عوداً وأكثر اصراراً فتسمية المتهمين بالنسبة له كما بالنسبة لغالبية اللبنانيين تعني أصابع تشير الى بيت الداء وكذلك الى الطريق الصحيح لإحقاق الحق.

الحوار مع فارس خشان كان أقل ما يقال عنه شيقاً أضاء من خلاله على جوانب بعضها كان ملتبساً لدى كثر، واختلطت به السياسة المحلية بالتوازنات الأقليمية والقوانين الدولية...فلديه لكل سؤال أجوبة مقنعة وغير متوقعة.

يتساءل الكثيرون حول قدرة الحكومة الميقاتية على رفض تمويل المحكمة الدولية في العام القادم من خلال عدة اساليب. ما تعليقكم؟

إن الحكومة الميقاتية، أنشئت ، أساساً، بهدف ضرب المحكمة الخاصة بلبنان. فسبب إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، مرتبط حصريا بعدم توصل المفاوضات التي جرت بواسطة السعودية بداية وبواسطة قطر وتركيا لاحقا، إلى اتفاق يوقف مسار المحكمة لبنانيا. لذا فإنني أؤكد على أنّ هذه الخلفية التي جرت تسمية ميقاتي على اساسها ومن أجلها. وفي ظل هكذا خلفية واضحة وضوح الشمس، فإنّ كل تصور للحكومة الميقاتية بأنها ستلتزم بواجباتها تجاه المحكمة، هو تصور قاصر وغير دقيق. وتحاول حكومة ميقاتي التذاكي على قسم كبير من اللبنانيين، عندما تتجاهل وضع الموازنة العامة للدولة، لأنه حينها، تتحجج بعدم وجود موازنة لعدم دفع حصة لبنان، في تمويل المحكمة. وهذا التذاكي، شاهدناه بوقاحة لا تعلوها وقاحة، في مسألة تبليغ مذكرات التوقيف الى المتهمين الأربعة بإغتيال الرئيس رفيق الحريري. ثم رأينا كيف أن حكومة ميقاتي لم تقل إنها لن تبلغ بل نأت بنفسها عن الموضوع، وتركته بيد النيابة العامة التمييزية، العاجزة عن القيام بخطوة مماثلة، إن لم تحظ بغطاء سياسي كبير. اما الذي حصل فهو أن التبليغات بقيت في الأدراج، ونفذ كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. والجميع يدرك هذه التمثيلية. لقد اختيرت فرقة أمنية، سمح لها بالذهاب حصراً إلى مختارين تابعين لحزب الله، وهؤلاء قالوا لهم: لم نشاهدهم منذ سنوات!

باختصار، أنا احذرهم من أنّ هذا التذاكي كله لن يوصل الى أي نتيجة، فالتمويل يمكن توفيره ، من دون الحاجة الى لبنان، وذلك عملاً بما كان أساسا قرار إنشاء المحكمة قد لحظه، أي توفير تمويل من دول أخرى، عن طريق الأمين العام للأمم المتحدة.

إذاً ميقاتي وجكومته سائرون باتجاه اسقاط المحكمة. وكيف سيتّم ذلك؟

في هذا السياق، أريد ان أشير الى دور وزير العدل شكيب قرطباوي الذي أراقب أداءه عن كثب. هذا الرجل أعرفه ، منذ سنوات طويلة، وبالتالي أفهم سلوكياته، فهو، كلما سئل عن المحكمة، يحاول أن "يُسخّف" الموضوع، من خلال القول أن المحكمة موضوع مهم ولكنه ليس الأهم، فحاجات اللبنانيين اليومية تتقدم عليه. هذا يعني أنه يريد أن يحيّد نفسه عن اتخاذ أي موقف أخلاقي من المحكمة، فيهرب الى حيث كان يرفض أن يهرب، حين كان نقيبا للمحامين. يومها كان يحسب أن المواضيع اليومية مهمة، ولكنها ليست بأهمية السيادة والإستقلال والقرار الحر والعدالة السليمة والقادرة. وثمة من ينسب قرطباوي كلياً الى العماد ميشال عون. من جهتي، أعتقد بأنه يشكل نقطة تقاطع بين عون وميقاتي، فهو بالإضافة الى أنه مال الى "التيار الوطني الحر" ، بعد انتهاء "لقاء قرنة شهوان"، فإنه يشارك الرئيس نجيب ميقاتي في مجلس إدارة بنك عودة.

ما هي الرهانات المتبقية لدى حزب الله وحكومته لاسقاط المحكمة الدولية الخاصة بلبنان؟

الجميع مدرك ان هناك استحقاق استمرار المحكمة الذي يدق في العام 2012. ففي هذه السنة تنتهي مدة الثلاث سنوات، وبالتالي يجب أن يكون هناك تفاهم بين لبنان والأمم المتحدة على تمديد عمل المحكمة ثلاث سنوات أخرى. مع انتهاء الثلاث سنوات الأولى، لن تقبل الحكومة بتمديد عمل المحكمة، وبالتالي يكون "حزب الله" قد حقق هدفه وألغى المحكمة، ويظن الرئيس نجيب ميقاتي أنه أدى المهمة المنوطة به، من دون أن يشتبك مع شارعه.

ولكن في هذا النوع من التفكير الكثير من الخفة، فمحكمة سمّت متهمين يستحيل أن تذهب مع الريح، لأن الوقت انقضى ولأن الجهة التي تأوي المتهمين بالقيام بأعمال إرهابية تعمل لتقويض وجود المحكمة. ولهذا السبب ، فإن هذا الرهان يكشف "حزب الله" وميقاتي ، ولكنه لا ينهي المحكمة. مجلس الأمن أنشأ المحكمة تحت الفصل السابع، ولحظ تمديد ولايتها، ولذلك ، فهو قادر على تعديل بند في الإتفاقية لإعطاء المحكمة قدرة على الإستمرار . وربما لدى "حزب الله" رهانات على مواقف دولية في مجلس الأمن، من شأنها تعطيل قرار يبقي المحكمة على قيد الحياة، كالرهان على موقف روسيا أو الصين أو الهند. ولكنه لن يكسب هذا الرهان، لأنّ سلوكية الحكومة اللبنانية التي يضع "حزب الله" مدوّناتها، يستحيل أن تقنع أي دولة بوجوب وضع حد لصلاحية المحكمة.

هل كان لدى الحزب وسائل اخرى في مواجهة المحكمة التي يعتبرها معادية؟

في الحقيقة، ما لم يدركه حزب الله أنه كان يمكن الرهان على موقف من هنا وهناك لاستبدال المحكمة الخاصة بلبنان بالمحاكم اللبنانية، ولكن أداء الحزب اسقط كل صدقية عن كل مؤسسات الدولة. وهنا اريد ان انبه الى أنه لم يتح المجال أمام القضاء اللبناني بعد ليستعيد عافيته، بل على العكس جرى إغراقه بمزيد من الفساد ومن الشلل ومن التبعية السياسية ومن التهويل الإعلامي. واريد ان اطرح جملة تساؤلات: لماذا لم يصدر قرار اتهامي في موضوع فتح الإسلام على الرغم من أن التحقيق قد أنجز، منذ سنة كاملة، ولماذا جرى ما جرى في ملف مقتل الرائد سامر حنا؟ ولماذا يبقى جوزف صادر من المواضيع الممنوع التعامل معها؟ ولماذا "البهورة" في ملف الأستونيين السبعة الذي لم يتوج بقرارات قضائية؟ ولماذا خطف شبلي العيسمي وغيره من القضايا غير القابلة للتداول؟ ولماذا "حزب الله" هو من يختار للقضاء المتهمين بالتعامل مع إسرائيل على الرغم من براءة غالبيتهم؟ ولماذا يقيم حزب الله قضاءه الخاص، فيخطف ويحقق وأحياناً يعدم؟ حزب الله لن ينجح في مسعاه لاسقاط المحكمة ولن ينتصر في معركته ضدها حتى لو عمل من أجل ذلك 300 عام، لأن المجتمع الدولي لن يقبل ان يضعف أمام مجموعة كهذه كما أن شريحة كبيرة من اللبنانيين لن ترضى بذلك.

لماذا برأيك اتخذ السيد حسن نصرالله موقف المتبني للمتهمين الأربعة ودافع عنهم؟

لأن "حزب الله لم يقرر، بعد التخلي عن خدماتهم! وبالعودة الى القرار الإتهامي، فإنه كان مباشراً وواضحاً حين سمى المتهمين. بالمقابل رأينا، أنّ حزب الله دافع عن هؤلاء المتهمين وتبناهم كما رفعهم الى مستوى القداسة! وهذه السلوكية تعني، أن هؤلاء، معنيين بإنهاء وجود المحكمة، وسوف يحكمون لبنان ، ولن يحاكموا في لبنان. وعليه، يستحيل أن تقبل بذلك أي هيئة في العالم.

كيف يمكن ان يكون لهم مهام أخرى؟

دعني أشرح: عندما كان "حزب الله" ينكر أي صلة له بعماد مغنية، كان هناك قرار كبير في "حزب الله" وإيران وسوريا بالتخلي عن النهج الذي كان ملتصقا باسم عماد مغنية، أي نهج السيارات المفخخة وخطف الأجانب والمقايضة بالرهائن. والتخلي عن النهج، جعل "حزب الله" يتخلى عن إسم عماد مغنية. صحيح أن عماد مغنية بقي في "حزب الله" ولكن إسمه تغير وحتى شكله. "حزب الله" صفى الشخصية التي كان يتمتع بها عماد مغنية الأول، واستبدله بالحاج رضوان. إن "حزب الله" ، يستحيل أن ينكر مصطفى بدر الدين ورفاقه، إن لم يتخذ قرارا بالتنكر للعمليات الإجرامية المطلوبة منهم. هذا يعني ، أن تبني "حزب الله" لهم، يأتي في سياق استمرار القرار المركزي في "حزب الله" بإتباع سلوكيات الإغتيال والعنف، لتحقيق أهداف سياسية، في الداخل اللبناني. إن إنكاره لهؤلاء، لن يسمح لـ"حزب الله" لاحقا، بإيجاد من ينفذ له العمليات القذرة.

وهل تعتقد أن لذلك علاقة بمبدأ مسؤولية الرئيس عن مرؤوسيه؟

لا! أريد أن اشير، هنا، الى نقطتين. أولاً، هناك استحالة في معرفة من هو القائد الفعلي لهكذا جماعات. ففي الفكر الجنائي لا يمكن لك ان تتبع الاستنتاجات. إستنتاجاً، يمكن القول أن السيد حسن نصرالله هو رئيس مصطفى بدر الدين. في الواقع، قد يكون العكس هو الصحيح، وفي الإستنتاجات أيضاً قد يصح القول ان بدر الدين كان يتلقى اوامره من عماد مغنية الذي قتل في العام 2008 والذي بدوره كان يتلقى اوامره من ايران أو سوريا، أو من الإثنين معاً، وبالتالي فهو يعمل بمعزل عن الأمين العام.

ثانياً، إنّ القرار الأخير الصادر عن غرفة الإستئناف في المحكمة الخاصة بلبنان انتهى الى نتائج اسقطت الآلية التلقائية التي تربط الرئيس بما يرتكبه مرؤوسه، على اساس ان ذلك يصح في قضايا الجرائم ضد الانسانية، حيث يعتبر الرئيس مسؤولا عن أعمال مرؤوسيه إن ثبت أنه علم بجريمته قبل ارتكابها هذا يصح في الجرائم ضد الإنسانية، ولكن في حالة الجرائم الارهابية فإن الحاجة ملحة الى وجود أدلة ثابتة تؤكد هذا الترابط بين الرئيس والمرؤوس.

ولكن هنا أريد أن الفت نظر الجميع إلى أن حسن نصرالله ارتكب جرماً عندما حقّر المحكمة الدولية. هذا لم يحصل عندما قال نصرالله ما قاله عن رئيس المحكمة والمدعي العام وقضاتها ومحققيها، إنما عندما بنى على هذا القول قرار منع العدالة من تحقيق أهدافها، ونجح في تنفيذ قراره. بهذا الترابط بين القول والفعل، يكون حسن نصرالله، قد أكمل كل عناصر ارتكابه جرم تحقير المحكمة، المعاقب عليه، في قواعد الأدلة والإجراءات.

أزاء التصور العام لدى عدد من اللبنانيين أن المحكمة الدولية لن تأتي بنتيجة في ظل محاكمة غيابية، ماذا يمكن ان نقول؟

يجب ان نوضح مسألة أنه مجرد نشر اسماء المتهمين او المطلوبين يحولهم الى سجناء. اسماؤهم أصبحت متشحة بالسواد ومطلوبة في دول العالم. إنهم كذلك، حتى ولو منحوا لقب "قديسين". اريد ان اذكر ان ميلوسوفيتش كان في وقت من الأوقات يعدّ، في بيئته من مطوّبي "القديسين". وكان يحظى بغطاء روسي كبير في ظل تواطؤ أوروبي كشفته كارلا دل بونتي، مراراً وتكراراً. ولكن الأمور تغيّرت، مع تغير الظروف والزمن، والقي القبض عليه وسجن وانتحر. وما لا يدركه الكثيرون، هو أن يد العدالة قد تكون قصيرة، ولكن مفعولها كبير، لأنها تُنهي المطلوبين إليها.

وفي اعتقادي فإن تسليم المتهم لنفسه، في حالات مماثلة، هو أفضل من تواريه عن الأنظار، لأنه يمثل فعلا، أمام عدالة تتمتع بالمواصفات المطلوبة، وأهمها علنية المحاكمة وشفافيتها والحقوق واسعة للدفاع.

فلو سلّم المتهمون بإغتيال الرئيس الحريري أنفسهم، فيمكن أن اتخيّل السيناريو الآتي: يطلبون محاكمتهم، وفق نظام التواصل بالفيديو، ليتجنبوا التوقيف الإحتياطي، ويرسلون محامين أشداء, يترافعون بالبراءة، ولكنهم في الوقت نفسه يقولون لماذا كانوا يعيشون إشكالية في النظرة الى الرئيس رفيق الحريري وغيره من المستهدفين. ويقدمون مبرراتهم السياسية بدءاً بدور الحريري في القرار 1559 والتناغم مع ما يسمونه الإمبريالية العالمية والضرر الذي ألحقه بدول الممانعة وقواها. بناء عليه، ثمة من سيجعل من هذا القاتل بطلاً قومياَ، بدل أن يكون شخصاً، هارباً، يخجل بإسمه وبشكله وبكل ما يمكن أن يشير اليه.

حالياً هذه الأسماء أصبحت في وضع يرثى لها، وكذلك وضعيتهم الشخصية. سيضطر هؤلاء الى الإقامة الجبرية، وسعيشون في هواجس الخيانة والتصفية، إما من خلال اختراق كبير أو من خلال جماعتهم بالذات. وهم سبق لهم ونفذوا تصفيات. كما سبق لهم وعرفوا كيف جرت تصفية عماد مغنية ومحمد سليمان وآخرين.

ولكن قد يقول قائل أنه من غير العدل محاكمة المتهمين غيابياً وعدم منحهم فرصة الدفاع عن انفسهم. فهل هذا عدل وانصاف؟

وهنا لا بد من التنويه إلى أن المحاكمات الغيابية، تقع في صلب القانون اللبناني، وقد توسلها "حزب الله" وحلفاؤه، لتشويه سمعة خصومهم السياسيين، على الرغم من عدم استقلالية القضاء اللبناني، ومن عدم قدرته على توفير الحماية للمطلوبين أمامه. أضف الى ذلك، أن المحاكمات الغيابية ستجري، على الملأ. والكل سوف يرى الأدلة ويعرف كيف تحركوا. التاريخ سيكتب في قاعة المحكمة وليس بمؤتمرات حسن نصر الله الصحافية. وليعذرنا "حزب الله"، إن تكلمنا عنه علنا، وبلا قفازات، فنحن، في هذا الموضوع، نتعلم منه الأصول واللياقات، إذ لن ننسى كيف عاملتنا قناة "المنار" وأخواتها، حين صدرت في حقنا مذكرات التوقيف الغيابية، عن سلطات قضائية سورية، مشبوهة بنزاهتها واستقلاليتها، لا بل من تمتعها بحد أدنى من مكونات تسمية القضاء. إننا، وأمام هذه المجموعات التي لا ترحم الأبرياء لا يمكن نحن ان نتهاون امام المجرمين المنتسبين إليها.

ماذا يريد ميشال عون؟ الى ماذا يطمح؟ وهل رئاسة الجمهورية لا تزال حلمه الاوحد؟

لقد وقع العماد ميشال عون في التجربة الممنوعة. هو يريد السلطة والمال والأمان، بأي ثمن. هو من الأشخاص الذين ارتكبوا الخطيئة العظمى: يحسب أنه الله! ويظن أن لديه جنة وجهنما! فقبل سنوات، إجتمعت بواحد ممن كانوا أقرب المقربين، عائلياً وسياسياً، إلى العماد ميشال عون، وتذكرت معه، ما كان يقوله لنا. أنا عندما كنت أزوره في منفاه الباريسي، وذاك، عندما كان يعيش معه يومياته. معاً، إتفقنا أن العماد ميشال عون لم يغشّنا، ولا مرة، بل كان أمامنا شفافاً جداً، ولكن نحن كنا مصرين على أن نفهمه بطريقة خاطئة. كان تصورنا عنه أرقى من حقيقته هو. في هذه اللقاءات، لم يكن العماد عون يتحدث معنا، لا عن مصلحة لبنان ولا عن مصلحة المسيحيين، بل عن مصلحة من يفترض أنهم كانوا خصومه. كان يقول: "سأجعل السوريين يأكلون أصابيعهم ندامة. لقد راهنوا على مجموعة مسيحية فاشلة. سوف يكتشفون أنهم خاصموا الرجل القوي واعتمدوا "الضعفاء.

وفي انتخابات النيابية الفرعية في بعبدا، على إثر موت النائب بيار الحلو قال لنا: "إن الرئيس أميل لحود، أمام خيارين، إما أن يقف مع أجهزته الى جانب مرشحي ( أي حكمت ديب) أو الى جانب مرشح الرئيس أمين الجميل( أي هنري حلو). ثم يغرق في الضحك. والآ، يفعل العماد ميشال عون الشيء نفسه، مع الرئيس سعد الحريري.

ما الغاية وراء العداء المفرط لسعد الحريري؟

بكل بساطة، ميشال عون يقول للحريري: منعتني من الوصول الى رئاسة الجمهورية، سوف أثبت لك، أن لا مكان لك في السلطة، وحتى في لبنان، من دوني. سبق له وعرض على الرئيس الحريري التحالف، على أساس أنه المسيحي القوي الوحيد، ولكن الحريري رفض. بعث برسائل الى الحريري ومفادها أنه إن لم يتواطأ معه ضد الجميع ، فهو ذاهب الى تحالف مع "حزب الله". يوم أرسل هذه الرسالة، جعل من حمّله إياها، وأنا أعرفه معرفة يقينية، يرى وفد "حزب الله" يدخل الى مكتب جانبي في منزله في الرابيه. النظام السوري و"حزب الله" أدركا، في اللحظة الحرجة، نقاط ضعف العماد ميشال عون، فدخلا عليها؛ الأول عقد صفقة مكتملة معه قبل وصوله الى لبنان، والثاني أكملها، بعد عودة عون. لقد أرسل النظام السوري و"حزب الله" كل من كانوا يشتمون عون إليه واحدا واحدا، حيث استغفروه وتلوا فعل الندامة أمامه، وكان هو، بكل الفخر "الكهنوتي"، يمنحهم الغفران.

ونجح عون في اقتياد ناسه الى حيث يريد، على أساسين. الأساس الاول ، إستهدف المقربين منه بحيث أقنعهم بأن السياسة مجموعة مصالح، والمصالح فيها تتقدم على المبادئ. الأساس الثاني، إستهدف جمهوره العريض، بحيث أعادهم الى حقبة الكراهية، فأيقظ غرائز حرب الإلغاء وغيرها. لذلك نرى نسبة الثراء السريع لدى المحيطين بعون، ومنسوب الكراهية ضد سمير جعجع وغيره من المسيحيين لدى الجمهور العوني العريض. وهنا، دعني أنوه بمشهد خطر للغاية. مشهد يجسد حالة لا بد من دراستها لاحقا في علم السياسة. إسمها حالة أدونيس عكرا. لم أكن أتصور أن شخصا مثله، يقبل أن يحوّل مناسبة 7 آب ، الى مناسبة لتشويه الحقائق. قرأت كتابه، يوم أصدره. فيه يتحدث عن الثمن الذي دفعه كل من الرئيس رفيق الحريري والنائب وليد جنبلاط، بسبب وقوفهما ضد عمليات القمع والإعتقال التي شهدها المعارضون المسيحيون، في 7 و 9 آب. وتحدث عن الأدوار القذرة للرئيس السابق أميل لحود والمخابرات والأمن العام والأوصياء السوريين.في الإحتفال هذه السنة الذي شهد توقيع كتابه، قبل أدونيس عكره، وبابتسامة عجز عن إخفائها، كل الحقائق رأسا على عقب، بحيث تحول الى أكبر شاهد زور على وقائع سياسية ثابتة، بقلمه.

التيار العوني بدل مواقفه مراراً وتكراراً حتى من الشهيد رفيق الحريري. كيف نفسر ذلك؟

نعم، جميعنا نذكر يوم اغتيل رفيق الحريري، كيف تعاطى العونيون بهستيرية مع الحدث. بالنسبة إليهم، كأن السماء "طربقت " على الأرض. زحفوا الى الضريح. وأشعلوا ساحة الحرية بشعارات لا تقبل أي نوع من أنواع التسوية. ولكن، مع تغير المصالح السياسية، انقلبوا على ذكرى رفيق الحريري، وهم يتولون شتمه، ليلاً نهاراً. ونتساءل هنا: هل تغير رفيق الحريري، بعد موته؟ هل استدان بعد موته؟ طبعا، لا. هم تغيرت مصالحهم فغيروا نظرتهم الى رفيق الحريري. للأسف، لقد تحولت الحالة العونية الى وضعية تثير الإشمئزاز. مصالحهم فوق أي اعتبار ونقدهم الذاتي، انحدر الى مستوى الإنعدام. والله حرام!

كما اريد هنا ان اقارن بين جمهور تيار المستقبل وجمهور ميشال عون. إن جمهور المستقبل كان من ابرز المنتقدين لسعد الحريري في مرحلة السين سين. وأنا من الأشخاص الذين ، على الرغم من أنني أعمل في مؤسسة من مؤسسات الحريري، كان لهم موقف سلبي من سعد الحريري على خلفية السين سين. والآن، نحن نرى، برغم الضائقة المالية التي يمر بها تيار المستقبل، أن هذا الجمهور لا يزال متمسكاً بمبادئه وهذا ما لا يمكن ان نراه في قوى 8 آذار التي اصبحت تسعى بجميع شرائحها وراء المال بالدرجة الأولى وجمع الثروات. الحالة الانتفاعية في 8 آذار وصلت مرحلة الفجور حيث نرى على سبيل المثال لا الحصر كيف أنّ شخصاً معيناً يترك تلفزيون لكي يفتتح فضائية خاصة به، ومحررا آخر في جريدة يصبح بامكانه ان يتحول الى صاحب صحيفة بين ليلة وضحاها. وهذا يؤكد ان بيئة 14 آذار ليست بيئة انتفاعية مادية قائمة على المصالح كما يحاولون تصويرها. وأنا اعتقد بأن الأزمة المادية في تيار المستقبل هي أزمة صحية، لأنّ من يعمل من دون بدائل مادية هو مناضل حقيقي ومبدئي يؤمن بقضيته، لذا انا فخور بهذا الجمهور. ولو حصل الأمر نفسه، مع 8 آذار لكفروا بكل القضايا والمقاومات والممانعات.

في سوريا منح النظام مهلة اسبوعين يبدو انها قابلة للتجديد بحسب الحاجة. فهل تبقى حالة اللاغالب او المغلوب الى الأبد؟

انا برأيي انتهت مهلة التسامح المعطاة للرئيس بشار الأسد و أصبح الأسد هو من يطلب المهل ويقنع تركيا واسرائيل بأنه قادر على منحهم كل ما يطلبون وتوفير مصالحهم. ولكن ما سيكتشفه العالم ان بشار الأسد الجديد هو ليس ما كان قبله، بمعنى أنه لن يستطيع ان يؤمن مصالحهم كما من قبل. قبل 15 آذار كان بشار الأسد يوحي بأنه حافظ الأسد وخليفته في كل النواحي. حافظ الأسد لم يمت إلا على يد هذه الثورة السورية. بشار لم يدفن سلوكية عصر بائد، بل توسلها ليحكم. الشعب السوري بثورته هو من دفن هذه الممارسات. الآن بدأ عصر إنهاء بشار الأسد، بعد إنهاء كامل لحافظ الأسد، ولذلك، فأنا أتخوف من أن تكون الثورة السورية، هي ثورة المليون شهيد، لأنهم لا يواجهون نظاما يملك آليات مرنة للتغيير، بل مجموعة أفراد يدافعون عن مصالح هائلة بكل ما أوتوا من قدرة إرهابية.

ولكن ألا يتناقض موقف 14 آذار بالشأن السوري مع مقولة "لبنان أولا"، ومع مصلحة لبنان؟ وأليس من الأفضل النأي بالنفس عن ذلك على طريقة الرئيس ميقاتي؟

أجزم بأن مبدأ "لبنان اولاً" لا يتناقض ابداً مع الموقف الداعم للشعب السوري في ثورته على بشار الأسد لأنّ في ذلك مصلحة للبنان ولسيادته ولاستقلاله. إن ذلك لا يتحقق إلا إذا كان الشعب السوري راضيا ومرتاحا وحرّا. لن تزهر في بيروت ان لم تشرق في دمشق نتيجة التداخلات الاجتماعية والاقتصادية والحياتية والثقافية المختلفة. لذا فإنني انبّه إن كل موقف لمصلحة الشعب السوري يعيد لبنان الى حياديته. بسبب سلوكيات 8 آذار السياسية والإعلامية والأمنية والسلطوية، ظن الشعب السوري أننا كلنا منحازون الى نظام الأسد. المواقف التي تصب في مصلحة الشعب السوري، أعادت لبنان الى "حياديته". هناك مؤيدون للنظام وهناك مؤيدون للشعب. ومؤيدو الشعب لا يتحملون مسؤولية ما يتخذه مؤيدو النظام من قرارات، بل هم ضحايا مثلهم مثل الشعب السوري.

واريد أن أعلق على موقف الرئيس ميقاتي بأنه ينأى بلبنان عن التدخل بالشأن السوري. ميقاتي لا ينأى بنفسه عن شيء بل يفعل مصلحة بشار الأسد وينفذ اوامر الأسد المباشرة التي تأتي اليه من خلال شقيقه طه ميقاتي.

 

جيش القتلة في الشام يحرر تل أبيب..!

 داود البصري/السياسة

يا شام يا لمح الكواكب في دجى    ياموكب الأعراس في صحراء   

يا أم أقيال ومدرج أمة    وعرين أشبال وكهف رجاء

يا أخت غسان ينادم رهطه    يوما بجلق سيد الشعراء 

يا بنت مروان يركز راية    حمراء فوق رمالك السمراء

  مع تصاعد نيران الغضب الشعبي والإصرار الجماهيري السوري على حسم الموقف وإنهاء النظام وإرساله لمصيره المعلوم, يزداد حقد آلة الموت الفاشية, ويتعاظم دجل الحلفاء والدجالين المدافعين عن النظام الآيل للسقوط والمتميز تاريخيا في المجال الإرهابي وصاحب السجل الأسود في المجازر البشرية على المستوى الدولي, لقد تهاوت, للأسف, جميع المناشدات الدولية وذهبت كل وعود الإصلاح والتغيير الكاذبة أصلا أدراج الرياح, وتبخرت كل الوعود الرئاسية الكاذبة أمام حقيقة المشهد الدموي المروع الذي بات يطرز خارطة الوطن السوري وهو مشهد سيشهد لا محالة حسما تاريخيا صارما, فسورية لم تعد تحتمل إعادة عقارب الساعة للوراء, والثورة السورية الكبرى لم تنطلق وتشتعل لكي تخبو, وحقائق المرحلة ووقائع التاريخ وحتمياته المؤمدة لا تترك أي مجال لأي مشكك في حتمية انتصار الثورة وتكوين القيامة السورية الجديدة المؤسسة لوضع جديد ومختلف بالمرة, النظام السياسي المتخشب والمتجمد والعائلي والبائع لعروبة ووطنية الشام ولكرامتها في أسواق نخاسة الولي الصفوي الفقيه الذي يبدوأنه قرر دخول الحرب الشاملة ضد الشعب السوري الحر, وهي حرب سيخسرها وهومجلل بالعار والشنار وستكون نهاية أطماع ملالي طهران تحت أحذية ثوار الشام وهم يدشنون عصرا جديدا في الشرق القديم, النظام المجرم برقاب قادته الطويلة لا يمتلكون أي مساحات للمناورة والهروب من المصير المحتوم سوى عبر أسلوبهم المعروف والموثق تاريخيا وهو تشديد القمع والإفراط في الجريمة ومحاولة التلاعب بالوحدة الوطنية وتفجير الحرب الطائفية الأهلية وهو أمر لن يحدث بالمطلق, فالشعب السوري أنقى حالا وأعظم موردا من الانحدار نحو تلك الهاوية السحيقة التي يخطط لها النظام المهزوم, الإفراط في القتل والتدمير واستباحة المدن وسلخ الأبرياء سيعجل من مصير النظام ولن يطيل في عمره مطلقا بل سيضيف ملفات سوداء لمحاكمات العصر التاريخية القادمة في دمشق لأركان نظام الجريمة الاستخباري, والهجوم العسكري الأخير على المدن السورية الثائرة وخصوصا ما حصل في مدينة اللاذقية من قصف وتدمير ولستباحة ولستعمال الجيش السوري للسفن البحرية في دك الأحياء السكنية هو تعبير عن حالة إفلاس مطلق, فتلك القطع البحرية المهانة كنا نعتقد واهمين بأنها ستتوجه لتحرير تل أبيب ويافا ودك اشدود ورفع حصار غزة بحريا ولكنها وكما هو متوقع حددت أهدافها بالشعب السوري المحروم وبالفقراء من أبنائه وبالأحرار من شبابه وحرائره, ليس ثمة أمل في هذا النظام المجرم المتفرعن الذي تجاوز كل الحدود وأضحى وهو النظام البعثي القومي العلماني افتراضيا تدافع عنه وعن وجوده القاتل الفتاوي الصفوية الإيرانية بعد أن أصدر الملا أبو المكارم الشيرازي الصفوي فتواه بضرورة الوقوف مع النظام السوري ? عجبا .. لقد تحول حزب البعث العربي الاشتراكي السوري لملحق تابع للولي الصفوي الشعوبي الفقيه ليشترك الطرفان الصفويون الجدد والبعثيون اليساريون في مذبحة الشعب السوري, لقد استعمل النظام الدبابات والفرقاطات والقطع البحرية وسيستعمل أيضا طائراته الحربية المهانة التي لم تدافع عن قصر زعيم النظام المنهار والطائرات الإسرائيلية تحوم حوله وتمرغ كرامته المفقودة أصلا في الوحل بينما يتشطر ويستأسد على أحرار سوري العظيمة, اللعبة الإرهابية قد انتهت, وأوهام تحرير فلسطين من خلال أنظمة فاشية تلاشت وبانت فضيحتها وخيبة النظام السوري الفضائحية تتمثل في نسيان الأرض المحتلة في الجولان وفي التفرغ لتحرير سورية من أهلها الأحرار, كل فتاوي الدجل والتضامن لن تنفع القتلة والدجالين, لقد قال الشعب السوري الحر كلمته ومرغ في الوحل والعار كل جبهات الغدر والخديعة والدجل, ولا نامت أعين الجبناء وفتاويهم الخبيثة, وسيدفع الفاشيون الثمن لا محالة.. ذلك حكم الله والتاريخ وسنة الأحرار والعدل ولن تجدوا لسنته تبديلا.

كاتب عراقي*                            

 

المسألة الأخلاقيّة

حازم صاغيّة/الحياة

حين تقول الانتفاضة السوريّة إنّها تمتلك المنصّة الأخلاقيّة في صراعها مع النظام، فإنّها تذهب أبعد من تعيين الفارق بين القتيل والقاتل، أو الضحيّة والجلاّد.

ذاك أنّ بُعداً آخر أخلاقيّاً جدّاً يقيم في هذه المساجلة هو رفض الكذب.

والحال أنّ النظام السوريّ بزّ في الكذب سواه من الأنظمة، حتّى عُدّ صاحب طريقة في هذا الباب. والسبب وراء التفوّق هذا سبب مزدوج: فهو، كنظام يُنيب العناصر الخارجيّة والإقليميّة عن الداخل وسياساته، كان مضطرّاً لأن يكذب مخترعاً «إنجازات» داخليّة لم يتحقّق شيء منها. وهو، للسبب نفسه، كان مُضطرّاً لأن يكذب مخترعاً «انتصارات» في المدى الخارجيّ والإقليميّ لم يتحقّق، هنا أيضاً، شيء منها.

لقد كان نظام صدّام حسين في العراق باهراً في أكاذيبه. هكذا جعل من هزائمه المذلّة «قادسيّات» و «أمّهات معارك» أثارت سخرية العالم. بيد أنّ الثروة النفطيّة التي وضع يده عليها أتاحت له قدراً من الإنجازيّة الداخليّة لم يتسنّ مثلها لشقيقه البعث السوريّ. أمّا التوتاليتاريّات الأوروبيّة، وأهمّها النازيّة الألمانيّة والستالينيّة السوفياتيّة، فهي أيضاً أوغلت في الكذب حتّى غدا الكذب جزءاً تكوينيّاً منها. بيد أنّ النظامين المذكورين كان في وسعهما الاعتداد بانتصارات جدّيّة في الخارج والداخل: فالستالينيّة انتصرت في الحرب العالميّة الثانية، والنازيّة أخضعت معظم أوروبا، بما فيها فرنسا، في خلال عامين. والاثنتان، وبطريقتيهما، ساهمتا في تصنيع البلدين اللذين استولتا عليهما.

في سوريّة كانت الحاجة إلى الكذب أكبر تبعاً للافتقار إلى كلّ شيء آخر. هكذا بات إدخال عشرة أجهزة كومبيوتريّة إلى البلد دخولاً في العولمة من بابها العريض، تماماً كما غدا «تجميع الأوراق» في الخارج، بما فيه من معس لهذه «الأوراق»، انتصاراً غير مسبوق لـ «القضيّة القوميّة».

وربّما أمكن ردّ اللحظة التأسيسيّة في هذه النزعة إلى 1963، حين اضطرّ البعث، الحاكم للتوّ، إلى الدخول في مفاوضات وحدويّة مع مصر الناصريّة تبيّن أنّه كان يكذب فيها على عبد الناصر وعلى مؤيّديه السوريّين. بعد ذاك كانت هزيمة 1967 التي قُلبت نصراً لأنّ «الأنظمة التقدّميّة لم تسقط»، وتلى ذلك تضخيم هائل لـ «نصر تشرين» 1973 تبيّن أنّ الغرض منه تمتين عبادة الشخصيّة التي تمتّع بها الرئيس الراحل حافظ الأسد. فعندما دخلت القوّات السوريّة لبنان في 1976 صُوّر دخولها دعماً للمقاومة الفلسطينيّة وللديموقراطيّة اللبنانيّة. بيد أنّ المقاومة والديموقراطيّة ذُبحتا على نحو لم تتعرّضا لمثله من قبل. وفي هذا السياق، ظلّ النهج المتّبع في لبنان دليلاً على الأخوّة التي لا تشوبها شائبة، تماماً كما ظلّ التواري أمام الغزوات والاجتياحات الإسرائيليّة تعبيراً عن الرغبة في اختيار «مكان المعركة وزمانها».

وكان ما يفاقم هذا الميل الراسخ أنّ سوريّة الرسميّة كانت تهرب من الداخل إلى مواجهة لا تستطيعها في الخارج، ثمّ تهرب من المواجهة تلك إلى الكذب. هكذا راحت تصوّر خروج مصر من الصراع العربيّ – الإسرائيليّ كأنّه تفصيل لا يؤثّر في المواجهة، مثله في ذلك مثل انهيار الاتّحاد السوفياتيّ الذي عُوّل عليه تأمين «التوازن الاستراتيجيّ» مع إسرائيل. وقد غدا النهج المذكور مدرسة رأينا آخر تطبيقاتها الكاريكاتوريّة في إعلان رامي مخلوف انتقاله إلى البرّ والإحسان، كما رأينا عدواها على الحلفاء اللبنانيّين الذين أعلنوا عن إحراز «نصر إلهيّ» فوق أنقاض بلدهم واقتصاده.

والحقّ أنّ اعتماد الكذب إلى هذا الحدّ لا يسوّغه إلاّ افتراض غياب الشعب، لا غياب رقابته فحسب. فحين يصرّ الشعب على أنّه موجود وحاضر تكون المنصّة الأخلاقيّة قد انعقدت له حكماً.

 

محاكمة مبارك بين العدالة والانتقام

الياس حرفوش/الحياة

حسناً فعل القاضي أحمد رفعت عندما قرر أمس وقف المسلسل التلفزيوني لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك. ليس فقط «حفاظاً على الصالح العام»، بل فوق ذلك حفاظاً على صدقية عمل محكمة جنايات القاهرة، بعد أن بات مشهد مبارك محمولاً إلى المحكمة في سيارة إسعاف وهو ممدد على سرير المرض مشهداً مثيراً للشفقة على الرئيس المتهم، بدل أن يكون مثيراً للتعاطف مع الضحايا الذين سقطوا في الاشتباكات بين قوات الأمن والثوار المتظاهرين.

هناك فارق بين تطبيق العدالة وممارسة الانتقام، وبين الحكم الذي يصدره القضاء لتحقيق العدل و»الأحكام» التي يصدرها العوام بغرض التشفي. والطريقة التي تتم بها محاكمة مبارك تفتح الباب لمناقشة المسافة التي أخذت تضيق أمام محكمة جنايات القاهرة بين تطبيق العدالة وممارسة الانتقام. ذلك أن تطبيق العدالة لا يحتاج إلى جلب مريض إلى المحكمة، ولو كان «مريضاً بالوهم»، كما كان مريض موليير في مسرحيته الشهيرة، بل يمكن محاكمته غيابياً، كما يحصل في الكثير من محاكم العالم في حالات مماثلة.

منذ سقوط مبارك والبدء في ترتيب إجراءات محاكمته قيل إن المجلس العسكري الحاكم يتعرض لضغوط من الثورة من اجل جلب مبارك وراء قضبان المحكمة مقيّداً أمام الكاميرات، لأن «دم الثوار» الذين سقطوا في ميدان التحرير يطالب بذلك. قيل أيضاً إن الحديث عن تدهور صحة مبارك هو مجرد مزاعم، الهدف منها إنقاذه من قفص المحكمة وبالتالي من الإدانة. ولا شك في أن القضاء المصري اثبت جديته واستقلاليته عندما سار في إجراءات محاكمة الرئيس المخلوع. وبات مطلوباً منه اليوم أن يثبت مهنيته وحياده، بعيداً عن أهواء المجلس العسكري الحاكم، وكذلك عن مطالبات الشارع الغاضب.

ذلك أن المجلس العسكري ليس منزّهاً عن الأهواء. وقد تردد في الصحف المصرية المحسوبة على الثورة، منذ بداية التحقيقات مع الرئيس السابق، أن «صفقة» كانت تقوم بينه وبين المشير حسين طنطاوي، وزير دفاعه لعشرين عاماً، تقضي بتخلي الرئيس عن السلطة مقابل تجنيبه المحاكمة. ثم ظهر أن هذه «الصفقة»، إذا صحّ وجودها، سوف تقضي على كل الآمال السياسية التي يمكن أن تراود أعضاء المجلس العسكري، وهم من صنف البشر في آخر الأمر، وليسوا من الملائكة، ما يعني أن الطموحات السياسية ليست غريبة عنهم، في بلد جاء رؤساؤه الأربعة منذ ثورة يوليو 1952 من المؤسسة العسكرية.

لم يعد سراً أن المجلس العسكري في مصر لا يتصرف كسلطة انتقالية بقدر ما يؤسس لمرحلة يكون فيها هو الحاكم الفعلي، ولو من خلف ستار الوجه المدني الذي ستحمله الانتخابات الرئاسية إلى قصر عابدين، هذا إذا جرت. وقد أثارت إحالة الناشطة أسماء محفوظ إلى القضاء العسكري بتهمة «إهانة» المجلس العسكري ردود فعل غاضبة من المحتجين على محاكمة مدنيين أمام المحاكم العسكرية، في الوقت الذي يحاكَم المتهمون بإعطاء الأوامر بإطلاق النار على الثوار، أمام محكمة مدنية، كما هي الحال مع الرئيس مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي.

ذكّرني مشهد حسني مبارك ممدداً على سريره في محكمة القاهرة بذلك المشهد الذي تابعنا فيه جون ديميانيوك ابن الواحدة والتسعين وهو محمول على كرسيه النقال بين محاكم إسرائيل والولايات المتحدة وألمانيا بتهمة قتل 28 ألف يهودي في المعتقلات النازية في الحرب العالمية الثانية، إلى أن أصدرت محكمة في ميونيخ في أيار (مايو) الماضي حكماً بإدانته، ثم قررت الإفراج عنه بسبب سنّه. أمام تلك المحاكمة كنا نتساءل: ألا يوجد مكان للرحمة في قلوب هؤلاء الذين يدعون إلى الانتقام لجرائم النازية؟

لا ندعو إلى ثقافة غاندي أو نلسون مانديلا في ربوعنا، لأننا نعلم أنها غريبة عن ثقافتنا. لكننا نأمل بأن لا نتذكر مشهد ديميانيوك مرة أخرى ونحن نتابع محاكمة حسني مبارك.

 

الراعي التقى جمعيات وحركات رسولية: الحياة البشرية مقدسة واي اعتداء عليها هو اعتداء على الله

 وطنية - بعلبك - 15/8/2011 التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في دار مطرانية دير الاحمر، الجمعيات المسيحية والحركات الرسولية التالية: جمعية مسبحة الحماية والخلاص، فرق السيدة، رابطة سيدات دير الاحمر، سيدات رعية مار مخايل - البصيلة، جمعية كشافة الاغاثة، جمعية مار منصور، اقليم رابطة كاريتاس للبقاع الشمالي، جمعية الاقتداء بالمسيح، جمعية تعاونية الاخوة، فرق موسيقى دير الاحمر، وعيناتا، جمعية طليتا قوم، بيت الشبيبة، الجمعة الرسولية، مجلس الانجلة الجديدة، جماعة يسوع المتروك، الاخويات وفرسان العذراء وطلائعها، جمعيات الشبيبة: شبيبة مار شربل، شبيبة سيدة البرج، شبيبة مار جرجس، شبيبة مار نهرا - بتدعي، شبيبة المشيرفة، مديرة ومعلمي التعليم المسيحي في الابرشية ولجان الاوقاف. وشدد الراعي أمام المشاركين في اللقاء، على "التنشئة المسيحية والرحمة في معاملة الاخرين انطلاقا من روح التوبة، التي تخلقها فينا الشراكة مع الله".

وتوقف عند مناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، مركزا على "التجليات الالهية التي تمت من خلالها، الحبل بلا دنس، حتى انتقالها بالنفس والجسد الى السماء، مرورا بالحبل بابن الاله يسوع المسيح وامومتها الالهية". وقال الراعي: "لكل انسان بحكم فرادته في التاريخ رسالته الفريدة ودعوته ليكون شريكا في مخطط الله الخلاصي منذ اللحظة الاولى لحياته"، مؤكدا على "حقيقة تعلنها الكنيسة بأن الحياة البشرية مقدسة واي اعتداء عليها هو اعتداء على الله".

 

قداس على نية رئيس الجمهورية في بشوات

الراعي: نؤمن ان أمنا مريم بصفائها ستقود السفينة معه الى بر الامان

لا اسمي هذه المنطقة اطرافا بل الدرع الواقي وسياج العيش المشترك في لبنان

 وطنية - 15/8/2011 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداسا الهيا على نية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في مزار سيدة بشوات، ضمن سياق زيارته الراعوية لابرشية بعلبك دير الاحمر المارونية. وشاركه فيه المطارنة سمعان عطاالله، شكر الله حرب وطانيوس خوري ولفيف من الكهنة.

مثل رئيس الجمهورية النائب اميل رحمة، وحضر العميد شارل عطا ممثلا وزير الداخلية مروان شربل، العميد خليل مسلم ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العقيد عبد الله ابو زيدان ممثلا المديرالعام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي.

وتحدث خلال القداس المطران عطا الله، متوجها الى الراعي بالقول: "حضوركم بيننا ثمين وهو من نعم السماء، ومجيئكم الى مزار سيدة بشوات هو اعتراف بقداسته وبمعجزاته التي تشفي المرضى". ودعا الى المحافظة على الايمان والصلاة.

الراعي

وألقى الراعي عظة جاء فيها: "ننضم اليوم الى المئات والالوف من الذين ترددوا طيلة هذا الاسبوع الى سيدة بشوات، ننضم اليهم من ابرشية بعلبك - دير الاحمر ومن المناطق اللبنانية لكي نغبط أمنا العذراء سيدة بشوات وسيدة الانتقال، نرفع اليها الطوبى كما تنبأت لان الرب رفعها بنفسها وجسدها الى السماء وجعلها مفخرة الجنس البشري برمته".

تابع: "منذ اللحظة الاولى من تكوينها في حشى امها عصمها الله من خطيئة آدم وجعلها اما لابنه فادي الجنس البشري يسوع المسيح، وهي بتول أم، وبهذا سطعت من خلالها جمالات الكنيسة، وأشركها الرب في عمليات الفداء والخلاص وجعلها ام الكنيسة، أتينا لنحقق نبوءتها في نشيد التعظيم لله".

أضاف: "يسعدنا ان نحتفل معا بعيد انتقال أمنا السماوية مريم في سيدة بشوات الى جانب راعي الابرشية سيادة المطران سمعان عطاالله وشعبه واكليروسه، كهنة ورهبانا وان يكون بنوع خاص على مقدمة المصلين فخامة رئيس الجمهورية ممثلا بسعادة النائب اميل رحمة، فنحن من هنا يا سعادة النائب نصلي الى سيدة بشوات لكي تعضد فخامة الرئيس لكي يواصل مسيرته في قيادة مسيرة الوطن، نصلي من اجل فخامة الرئيس الذي يقود السفينة عبر بحر هائج، اننا نحن نؤمن ان أمنا مريم بصفائها ستقود السفينة معه الى بر الامان، نرجوك ان تحمل شكرنا وشكر الرعية الى فخامته وأحمل معاناة هذه المنطقة التي ما فتئنا منذ زيارتها بالامس نسمع ما يخزي بان الدولة غائبة عن ارضنا ويعنون بالدولة انها غائبة بكل ما يختص بحقوق هذه المنطقة لكي تعيش بكرامة ولكي يستمر اهلها في ارضها".

وقال: "موجودة الدولة بأجهزتها الادارية والامنية والعسكرية، ومن خلال نوابها، ومن خلال كل المسؤولين فيها ولكنها غير موجودة على مستوى الانماء، نحن نصلي مع سيدة بشوات ونرجو. ونضع بين يديك سعادة النائب لتضع في قلب فخامةالرئيس معاناة هذه المنطقة، ونحن سعداء ان نكون معا، مع ابناء هذه الابرشية، في زيارة بدأناها بالامس وتنتهي مساء اليوم ونعتذر منكم على التأخير لان محبة الناس وما أعدوه لنا من برامج أخرنا. نسأل أمنا مريم ان تكافأ الجميع".

وشكر المطران عطاالله "على إتاحة هذه الزيارة الراعوية لانه أتاح لي معرفة شعبنا هنا معرفة أعمق. نحن امام شعب مؤمن محب للعذراء، أشكر هذا الشعب على كل ما أبدى من تكريم وحفاوة وأشكرهم على بسمتهم وعلى جمال وجوههم وعلى تطلعاتهم الواعدة، وعلى اللافتات والكلمات والصور والزغاريد ونثر الارز والورود، اهنئكم ايها المسسؤولين على هذا الشعب، لنا في لبنان شعب طيب، شعب محب ومخلص، وهذا الشعب المحب هو الذي يعطي دفعا للمسؤولين عندنا وللمسؤولين في لبنان. يجب ان نساعد ليعيش هذا الشعب بعزة وليحافظ على قيمه وعلى أخلاقيته".

أضاف الراعي: "أحيي كل المسؤولين السياسيين والعسكريين والاداريين الذين يعملون ما بوسعهم في سبيل بقاء شعبنا على ارضه، ولكن أدعوهم الى المزيد من الخدمة لتعزيز الوجود الوطني، الوجود المسيحي والاسلامي، وأحيي كل الذين أتوا من الخارج حيث هم منتشرون، الذين اضطروا الى الهجرة، أشكرهم على عضضهم لاهلهم وعلى كل ما يقام في منطقتنا للمساهمة في إنمائها".

ولفت الى ان "ما يفرح القلب هو ما رأينا، كيف يعمل شعبنا على استصلاح الارض وحراثتها، وقد رأينا العديد من البساتين الجديدة ورأينا كيف يعملون ليبقوا هنا، وأشكر كل الذين يدعمونهم ماديا ويساعدونهم ليستصلحوا ارضهم واماكن تواجدهم. نسأل سيدة بشوات ان تكافىء الجميع".

وأردف: "منذ 25 سنة زرت هذه المنطقة كنائب بطريركي جديد وكانت الارض قاحلة، فاصبحت خضراء بفضل محبة المطران عطاالله وجهوده، نأمل ان تعيش المنطقة انماءها الانساني بكل ابعاده الروحي والاقتصادي والزراعي والاجتماعي". وحيا كل المعاونين في الخدمة الراعوية وكل المؤسسات التي تحيي هذه المنطقة وكل ابناء الابرشية.

وقال: "انا سعيد انه أتى من يمثل غبطة نيافة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير والمطارنة شكر الله حرب وطانيوس خوري والمطران عطاالله، نقول لكم اننا نحبكم، الكنيسة تحبكم وتقدركم وماالزيارة الراعوية للبطريرك الا ليؤكد هذه المحبة، ولو كانت هذه الزيارة سريعة ولكنها لنقول اننا معكم ونمد يد المشاركة والمحبة معكم، ولكي أشكركم جميعا انتم الذين توافدتم الى بكركي في أكثر من مناسبة وصليتم يوم انتخاب البطريرك، جئت لاقول لكم شكرا على حضوركم، وشكرا على محبتكم ولكني أردت ان تكون هذه الزيارة مترافقة مع عيد انتقال السيدة العذراء لاقوم بزيارة سيدة البرج في دير الاحمر وسيدة بشوات لكي ألتمس من أمنا العذراء ان تبارك هذه المنطقة، انني لا اسمي هذه المنطقة أطرافا انا أسميها الدرع الواقي، السياج، جئت لاصلي لامنا العذراء بان تحفظ هذا الدرع السياج، العيش المشترك المثالي في لبنان".

اضاف: "ولكي ألتمس من سيدة بشوات، التي نحج اليها، نورا وهداية في خدمة البطريركية، مريم ام يسوع ابن الله المتجسد يوم البشارة عندما قالت نعم بتدبير الله واصبحت ام الفادي، حملت به هي البتول، الام، وعند أقدام الصليب بغمرة الالم قالت نعم ايضا لارادة الله، فقرأ ابنها المعلق كلمة نعم التي قالتها امه مثل يوم البشارة، وكان حاضر يوحنا قال المسيح: "يا امرأة، يا ام الحياة، هذا ابنك ويا يوحنا هذه امك". اصبحت ام المسيح الكلي، ام الجنس البشري المفتدي المتمثل بالكنيسة. وعلمتنا مريم ان نقول نعم في كل اوقات الفرح والالم، انها مثال للبشرية جمعاء بالايمان والرجاء والحب والطاعة لله، هذه هي مريم، انها ثمرة حب واتحاد عصمها الله من خطيئة آدم الاصلية، التي يولد فيها كل انسان مما يعني ان كل كائن يتكون في حشا امه معروف ومراد من الله، ومريم هي النموذج عن كيف يتعاطى الله مع كل كائن بشري".

تابع: "نصلي لكي يحمي كل جنين في بطن امه لانه مراد من الله ومعروف من الله، فلا يجوز لطبيب ولا يجوز لممرضة ولا لام ولا لاب ولا لاي كائن بشري ان يقتل جنينا في بطن امه لانها جريمة ضد الله، لان الله أوجده ونفخ فيه روحا من روحه واعطاه صورته واعده وريثا للملكوت، هذه هي مريم التي نطوبها والتي اصبحت نموذجا".

وقال: "نحترم كل انسان في حياته وفي صيته وكرامته وفي دوره، هذه الثقافة كم نحن بحاجة اليها في زمن الناس يعتدون على بعضهم البعض فيما هم اخوة لاب واحد هو الله وام سماوية واحدة هي مريم هذه البتول الام، هي فخر البشرية".

 

ورأى ان الحب "روحاني ومقدس ومسكوب من الله في قلب الانسان"، داعيا المتزوجين الى "المحافظة على طهارة أجسادهم وعلى تربية اولادهم على الحب الحقيقي، الذي تعلمناه من امهاتنا وآبائنا"، وقال: "واصلوا تربيتكم لاطفالكم وشبابكم وشاباتكم المهددين في طهارتهم ونقاوتهم، صونوا طهارتهم لكي يعرفوا كيف يقدموها في الزواج او في الحياة الكهنوتية".

تابع: "نحن مدعوون ايضا لكي نشارك ما نعاني من ألم وحزن وفقر وجوع وحرمان واضطهاد، وفي كل ما يؤلمنا بالنفس والجسد والروح، تعالوا نضمه الى ألم الفادي ولا نضيع الفرص ولكل منا الفرصة بالخلاص من الانجيل، ومريم مثال لنا في المشاركة بآلام الفادي، الالم مفروض علينا والمرض والحزن والموت، واحيانا القتل والفقر والازمات الوطنية السياسية والاقتصادية وما شئتم، ولكن ينبغي ان نقرأها في مشاركة مريم لآلام الفادي، فقد أضحت آلام المخاض كما يذكر الانجيل، فلا يضيعن الفرص اكتبوا على صفحات مريم: "مريم هي البحر الذي أجرى فيها الرب العظائم لكي تكون النموذج للبشر".

وختم: "يا مريم اليك ننظر، يا نجمة الصبح، يا مثال البشرية جمعاء، كوني خطواتنا في عالمنا لكي نعكس قيم السماء، ارفعينا في قيم الروح، نرفع بالباري المجد والشكر، انه هو الذي اختارك".

غداء

وبعد انتهاء مراسم القداس، لبى الراعي دعوة رئيس بلدية بشوات حميد كيروز الى غداء تكريم له.

وألقى كيروز كلمة بالمناسبة قال فيها: "ان تشريفكم يا صاحب الغبطة لهذه البلدة التي اختارتها والدة الاله ارضا مقدسة، يشكل قيمة مضافة من القداسة. فغبطتكم اينما حللتم وحيثما وطأتم تنشرون القداسة والمحبة والتسامح والاخوة، بالشراكة بشخصكم، جمعتم المعرفة والمحبة والتواضع والعنفوان لتكونوا ضمانة وطنية لكل ابناء الوطن بكل طوائفه".

أضاف: "نحن يا صاحب الغبطة نقف وراءكم في كل ما تطرحون وما تصبون اليه: ايمان عميق بالمحبة، ثبات راسخ بالشراكة، عمل دؤوب لتحقيق الاهداف الكبرى والسامية التي نطمح اليها جميعا برعايتكم".

وختم: "اذ نطلب من شفيعة هذه البلدة سيدة بشوات ان تمدكم بالقوة وبالصبر وبالحكمة، نطلب منها ان ترعى صاحب الفخامة رئيس الجمهورية وتحميه، وتنيره لما هو لمصلحة هذا الوطن، فتبحر السفينة به وبكم الى بر الامان وشاطىء السلام".

 

قداس على نية فرنسا في مطرانية بيروت/مطر: نجدد التزامنا بالقيم التي آمنا بها عبر تاريخنا

لبنان حجر الزاوية في مسيرة تاريخ منطقتنا الجديد لأنه يؤمن بالتعددية الثقافية

وهو يشكل دفعة أمل للشعوب المجاورة إذا ما نظروا لإنجازاته الحضارية واعتبروا

شابير: نتمنى للحكومة النجاح ومستعدون للتعاون معها وتقديم كل المساعدة

ندعم مبادرات تعزيز الجيش اللبناني وهو مدعو لأن يتمتع وحده بالقوة المسلحة

وطنية - 15/8/2011 صلت أبرشية بيروت المارونية على نية فرنسا، في قداس إحتفل به رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ظهر اليوم، لمناسبة عيد إنتقال السيدة العذراء، في الكنيسة التي تحمل إسمها في المقر الصيفي لمطرانية بيروت في عين سعادة، عاونه فيه المونسنيور منصور لبكي، المونسنيور ميشال عون والأبوان جورج عقيقي وجو دكاش، وشارك فيه، إلى القائم بأعمال السفارة الفرنسية ديدييه شابير وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي السيناتور كريستيان كامرمن، النواب: فؤاد السعد، إبراهيم كنعان، غسان مخيبر، نديم الجميل، إيلي عون، ناجي غاريوس وآلان عون، رئيس مؤسسة الإنتشار الماروني الوزير السابق ميشال إده، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، ميشال الخوري، الممثل الدائم لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في المنظمة العالمية للفرانكوفونية الدكتور خليل كرم، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه، النقيب الأسبق للمحامين عصام كرم، الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى انطوان خير، رئيس لجنة الحوار المسيحي الإسلامي حارث شهاب، الرئيس السابق للرابطة المارونية إرنست كرم ومؤمنون.

بعد الإنجيل ألقى مطر عظة تحدث فيها عن العذراء مريم وعلاقة المؤمنين في العالم بأسره بها.

مأدبة تكريم

ثم أولم مطر تكريما للقائم بأعمال السفارة الفرنسية وأركان السفارة، والقى كلمة جاء فيها: "شرف لنا أن نستقبلكم يا حضرة القائم بالأعمال مع جميع معاونيكم في السفارة الفرنسية في لبنان، يوم عيد إنتقال السيدة العذراء. وما هذا إلا انسجاما مع تقليد نتبعه منذ قرن ونصف من الزمن، حيث كان قناصلة فرنسا قبل استقلال بلادنا، وسفراؤها بعد الاستقلال، يأتون إلى دار المطرانية في عين سعاده لسماع القداس الذي يحتفل به رئيس أساقفة بيروت على نية فرنسا، وبعده يتقاسمون معا لقمة المحبة والصداقة مع المؤمنين والأصدقاء من أبرشيتنا.

وفي هذه المناسبة العابقة بالذكريات، أود أولا أن أنضم إلى اخواني أساقفة الكنيسة المارونية الذين شجبوا واستنكروا خلال اجتماعهم الشهري في الديمان، الاعتداء الآثم على الفرقة الفرنسية التابعة لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، وقد كنت يومها في مهمة كنسية خارج لبنان مما جعلني أتغيب عن الإجتماع. وهكذا ولمرة جديدة، يسيل الدم الفرنسي على أرضنا، ونحن نرفع آيات التقدير والمحبة لهؤلاء الجنود، عرفانا منا بالجميل، على كل ما يبذلونه من أجل السلام وعلى الرضى الذي يعبرون عنه في قبولهم هذه الخدمة بعيدا عن وطنهم وعن عائلاتهم. وهم حين يستمرون بالتضحية، يعيدون إلى ذاكرتنا جميع التضحيات التي قدمتها فرنسا للبنان وللبنانيين طوال الأحداث المؤلمة التي هزت لبنان منذ سنة 1975، وهي ما زالت تعرب لنا أنها إلى جانبنا، تساندنا في جميع قضايانا. وهذا الدعم الفرنسي ليس آنيا ولا موسميا، إنما هو دعم نابع من قناعة راسخة أن قيم الحضارة التي تجمعنا على ضفتي المتوسط يجب أن تبقى. أفلا يحق لنا أن نتأمل في سر هذه الصداقة التي بدأت منذ عشرة قرون مع الملك القديس لويس والموارنة، ثم نمت وتطورت لكي تصبح صداقة فرنسية لبنانية. وأنا على ثقة أن هذه الصداقة سوف تبدو واضحة خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى فرنسا بعد ثلاثة أسابيع، حيث سيستقبله سيادة الرئيس نيقولا ساركوزي يوم الاثنين في الخامس من أيلول المقبل.

مما لا يشك فيه أن صاحب الغبطة سيأتي على ذكر زيارة سلفه الأسبق البطريرك الياس الحويك إلى فرنسا سنة 1920. يوم ذهب على رأس وفد رسمي مفوضا من اللبنانيين كلهم إلى مؤتمر السلام في فرساي، ليطالب باستقلال لبنان وترسيم حدوده التاريخية، كما طلب مساندة فرنسا ودعمها لهذه الدولة الناشئة، بكل ما هو ضروري وحديث لنجاح مهمتها. وما كانت فرنسا أيام كليمنصو إلا كعادتها في نبلها بالتعاطي، فنال البطريرك منها ما يرضي جميع اللبنانيين. وما جاءت سنة 1926 حتى كان للبنان دستور هو من أول الدساتير في الشرق الأوسط وكان مشابها لدستور الجمهورية الثالثة.

وإن شئت أن أدخل إلى عمق الصداقة الفرنسية اللبنانية، أقول: إن اللبنانيين، وفي قمة أحلامهم، قد بنوا صورة للبنان، تماما كما بنى الجنرال ديغول، على حد قوله بالذات، صورة فرنسا التي يحلم بها. أما صورة لبنان المثلى فهي تجعل منه بلد التعايش والحرية والكرامة لكل أبنائه، بلد الحوار والديمقراطية والمشاركة، وقد شاطرتنا فرنسا هذه القيم وساندتنا لنثبت عليها، وما كان ذلك على المستوى السياسي وتبادل المصالح المشروع بالأولوية، بل انطلاقا من الفكر الحضاري والمفهوم القيمي للعالم. هذا ولا بد من الإقرار بأن مسافة تفصل لبنان المثال عن لبنان الواقع، دون أن نصل بالمقارنة إلى ما يباعد بين المثل الأفلاطونية وانعكاسها على أرض الواقع. لقد شكك البعض في إمكانية عيش المشروع اللبناني. ووصل بعضهم إلى القول إن لبنان خطأ تاريخي. غير أن الواقع اليوم يظهر أكثر من أي يوم، أن هذا اللبنان، ما زال عكس توقعاتهم، حجر الزاوية في مسيرة تاريخ منطقتنا الجديد، وما ذاك إلا لأنه يؤمن بالتعددية الثقافية، في إطار وحدة المجتمع والدولة. هذا وتصل بي الرؤيا إلى تسع سنوات إلى الأمام، حين سنحتفل بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير على لسان الجنرال غورو من باحة قصر الصنوبر في بيروت. يومها سيقيم الكثيرون حصيلة هذا القرن في تاريخ لبنان، ويستحضرون حماسة الذين أسسوا له، ويسقطون كل الانتقادات التي أصابت حلما، كان، لشدة جماله، يظن أنه بعيد المنال.

وها هو لبنان اللابس الضعف، الذي يبني مصيره رغم المحن والآلام، يبدو اليوم أكثر ثباتا وأشد تمسكا بخياراته الحضارية والإنسانية، مسقطا كل الشكوك في إمكانية بقائه مثالا في محيطه، لا بل نراه يفرض ذاته قدوة ورسالة للشرق والغرب جاعلا كل تشكيك في إمكانية عيشه، يذوب في بحر النسيان. لبنان المثال الذي يثبت أقدامه في التاريخ، بات ضرورة لأبناء منطقتنا وصورة حية عن مستقبل يتوقون إليه. إنه يشكل دفعة من الأمل للشعوب المجاورة إذا ما نظروا إلى إنجازاته الحضارية واعتبروا.

حين انعقد مجمع لمسيحيي الشرق في روما في تشرين الأول من العام الماضي، عبر هؤلاء عن شوقهم إلى عالم تسوده حرية المعتقد والعبادة والضمير، كما يسوده الاحترام المتبادل بين شرائح مجتمعه المختلفة الثقافات والديانات، وينعم بجو من الحوار المثمر يهدف إلى قيام أوطان يعمها السلام وتسود فيها المصالحة. حينها سمعنا نحن اللبنانيين هذه التمنيات بحب كبير لا يخلو من الاعتزاز، لأننا ناضلنا منذ عصور لكي تتحقق هذه كلها في وطننا، وقد تحققت إلى حد بعيد. وما أن عدنا من روما إلى الوطن، دهشنا حين سمعنا التمنيات نفسها تصدر من جميع المجتمعات العربية شرقا وغربا، بمسيحييها ومسلميها. ونزل آلاف الشباب العرب إلى الشوارع يطالبون بأن يكونوا شركاء في تقرير مصيرهم وبناء مستقبلهم بحرية ومسؤولية. لقد دقت الديموقراطية جميع الأبواب وبات الناس ينشدون الإصلاح. هذا الربيع العربي، قد يهدي العالم أزهارا طيبة الأريج مع الأمل أن تكون الثمار أغنى من وعود الزهور. ولا شك أن الطريق طويل بين الربيع الزاهر وقطاف الثمار اليانعة، وأن المصاعب والعثرات سوف تعترض المسيرة، غير أن أحدا لا ينكر أن فجرا جديدا ينبلج، ولن يكون لبنان بعيدا عما يجري في محيطه، ورسالته أن يكون عامل تقدم وديمقراطية في تفاعله مع جيرانه، شرط أن يعي شعبه ومسؤولوه قدسية هذه الرسالة.

نحن نتمنى لجيراننا وإخواننا كل النجاح في سعيهم لتطوير بلدانهم. وإذا كان لنا في لبنان من نصيحة نسديها لهم، فننصحهم بالحوار الصادق واختيار السبل الأسلم التي تصل بهم إلى ما يصبون إليه من الحريات والحقوق، والاستغناء عن هدر الدماء، وخاصة أن الأزمة التي يمرون بها هي أزمة اجتماعية أكثر مما هي سياسية.

وختاما نجدد التزامنا نحن في لبنان بالقيم التي آمنا بها عبر تاريخنا وبرسالتنا المميزة في هذه المنطقة والعالم. ونشكر فرنسا التي ذكرتنا حين سكب أبناؤها دماءهم على أرضنا، كم أن هذا الوطن مهم لأبنائه أولا، ولجيرانه والعالم لما فيه من غلبة العقل وعمق الثقافة والسعي إلى خير الجميع عبر حوار الثقافات، وتقديس الحرية وحقوق الإنسان.

أقول هذا وأدعو قلبا ولسانا، أن تكون الصداقة اللبنانية الفرنسية حافزا لنا كي نثبت على ما ناضلنا من أجله لتبقى رسالتنا تحمل بعدا إنسانيا شاملا. أرفع الكأس لنحيي هذه الصداقة يا حضرة القائم بالأعمال، مقدرين لفرنسا كل ما تقوم به من أجل بلادنا. وكلنا أمل أن تنقلوا أمنياتنا الطيبة إلى بلادكم النبيلة وشعبها الكبير، ولتعش فرنسا وليعش لبنان.

شابير

ورد شابير بكلمة قال فيها: "نحتفل اليوم بعيد انتقال السيدة العذراء، وككل سنة يشكل القداس المقام بهذه المناسبة على نية فرنسا إطارا للقاء دافئ وعميق ولتبادل روحاني بين الطائفة المارونية وفرنسا. اسمحوا لي، يا صاحب السيادة، أن أقول لكم كم يسعدني ويشرفني أن أحافظ على هذا التقليد، فألتقي بكم مجددا على رأس الوفد الفرنسي. إن استقبالكم وعاطفتكم تجاهنا والصلوات التي رفعتموها للتو على نية فرنسا تؤثر بنا أشد تأثير، وأنا أشكركم عليها من صميم قلبي".

أضاف: "من خلال هذه المناسبة الرمزية، نحافظ بقوة على المحبة المتجذرة بين شعبي فرنسا ولبنان. ونحافظ بشكل خاص على علاقات الثقة والاحترام المتبادل بين بلدنا والطائفة المارونية الكريمة. هذه العلاقات الضاربة في القدم لم تضعف على مر العصور. بل على العكس، فمنذ معاهدة الامتياز الموقعة بين فرنسوا الأول وسليمان القانوني من أجل حماية مسيحيي الشرق، تطورت هذه الصداقة فاكتسبت غنى وتنوعا كبيرين، حتى بات الجميع اليوم، في فرنسا ولبنان، يقدر دور الطائفة المارونية في الحفاظ على هذه الروابط الوثيقة. إن كنيستكم وطائفتكم وأنتم شخصيا يا صاحب السيادة تدافعون بشغف عن الفرنكوفونية وقيمها في مدارسكم وجامعاتكم. كما أننا نستقبل بانتظام بعض رجال الإكليروس لديكم الراغبين في متابعة أعمالهم في الجامعات الباريسية. أنتم تعملون على تنشيط تعليم الفرنسية والتعليم بالفرنسية على المستويين المدرسي والجامعي وتساهمون في المحافظة على هذه اللغة التي تحمل قيما أساسية، كصلة وصل بين شعبينا وثقافتينا. وطائفتكم بفضل جهودها للمحافظة على التقليد الفرنكوفوني في لبنان، تمثل إحدى أفضل ركائز الدعم التي نستند إليها في لبنان والمنطقة. في لبنان، تنبض الفرنكوفونية بالحياة. يشكل هذا التقليد الفرنكوفوني فرصة بالنسبة إلى بلدينا. فإضافة لكونه يمد جسورا بين ضفتي المتوسط، إنه يضخ اللغة الفرنسية بالحياة فتتجدد وتغتني عند اتصالها بثقافة ترقى إلى آلاف السنين. يساهم غنى الأدب اللبناني الفرنكوفوني في إذكاء تراثنا الثقافي المشترك. وهل من علامة أجمل على هذا الحوار بين بلدينا من انتخاب الكاتب الفرنسي اللبناني أمين معلوف عضوا في الأكاديمية الفرنسية قبل شهرين"؟

وتابع: "صاحب السيادة، إن نشاطكم الروحاني والتزامكم إزاء التعليم الحديث المرتكز على حس مشترك بالعالمية يعطي للشباب اللبناني ولجميع القوى الحية في بلادكم الطاقة والكفاءة والإيمان الذي يسمح لهم في المستقبل بمواجهة التحديات الكثيرة التي تعترض طريقهم، بما فيه خير هذا البلد الجميل وازدهاره. إن هذه التحديات ضخمة، ولا بد اليوم أكثر من أي يوم مضى من مواجهتها بعزم وتصميم. اسمحوا لي أولا أن أنتهز هذه الفرصة لأذكر بدعم فرنسا لجميع المؤسسات اللبنانية العاملة على ترسيخ دور الدولة. أستغل الفرصة أيضا لأحيي العمل الذي أنجزته الحكومة السابقة بقيادة الرئيس سعد الحريري، التي أطلقت ورشة هامة لتحديث البنى التحتية في الدولة. كما نحيي حكومة دولة الرئيس نجيب ميقاتي ونتمنى لها النجاح في المهمة الصعبة الملقاة على عاتقها، ونعبر لها عن استعدادنا للتعاون معها وتقديم كل المساعدة لها. ستدعم فرنسا، بلا هوادة، كما فعلت في السابق، جميع المبادرات الهادفة إلى تعزيز بنى الدولة والجيش اللبناني. هذا الجيش مدعو، كما هي الحال في أي دولة ديمقراطية، لأن يتمتع وحده بالقوة المسلحة وبالحق الحصري لاستخدامها للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها. إن الزيارة الرسمية التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي لفرنسا من 19 إلى 22 تموز، تلبية لدعوة رئيس هيئة الأركان في الجيش الفرنسي، شكلت إشارة قوية على دعم فرنسا للجيش اللبناني. ويتجلى هذا الدعم حسيا في التعاون الوثيق بين الطرفين، بما في ذلك التدريب والمد بالعتاد.

لذلك نكرر التشديد على ضرورة أن يتوصل اللبنانيون إلى حل لنقل جميع الأسلحة الموجودة على الأراضي اللبنانية إلى المؤسسات الشرعية حين يحين الوقت لذلك. إن الحوار الوطني بقيادة رئيس الجمهورية ميشال سليمان يمثل فرصة مميزة لبلوغ هذا الهدف".

وقال: "إني أعرف ما الدور الذي تؤديه الكنيسة المارونية للمضي قدما في هذا الإتجاه ولإعادة التأكيد، بكل اقتناع وفي كل مناسبة كما لدى صدور أي من بيانات أساقفة هذه الكنيسة، على ضرورة بناء دولة قوية، حيادية وعادلة، دولة لا تشكل ساحة للنزاعات الإقليمية، بل على العكس، تستطيع أن تكون مثالا للتسامح، إذ تجعل من فرادة لبنان، الغني بمختلف مكوناته وطوائفه، رمزا للتعايش السلمي والغنى الثقافي. بطبيعة الحال، إن أمنية كهذه تتماشى مع إقامة ذهنية حقيقية قائمة على الحوار والفهم المتبادل ما بين جميع القوى السياسية والدينية في البلاد. ولطالما شجعت كنيستكم كافة اللاعبين في الحياة المدنية والسياسية اللبنانية، أيا كانوا، على أن يضعوا مصلحة لبنان العليا فوق أي اعتبار. أود هنا أن أحيي وأشجع هذا الإلتزام القوي والصلب تجاه لبنان بتنوعه وتعدديته. فمن الأهمية بمكان الإبقاء على التبادل والتواصل ما بين الطوائف من أجل إحياء ديمقراطية لبنانية تبقى مثالا يحتذى بالنسبة إلى المنطقة، على الرغم من أنها غالبا ما تتعرض للتزعزع والإضعاف. غير أن حوارا كهذا لا يمكن أن يؤتي ثماره ما لم يتم استئصال جو الإفلات من العقاب استئصالا نهائيا. وهو للأسف جو ساد في لبنان لفترة طويلة وغذى دوامة عنف ما من أحد يتقبلها. إن هذا النضال ضد الإفلات من العقاب مهمة طويلة المدى انخرطت فيها العدالة اللبنانية بكل عزم وشجاعة. كما أنها المهمة التي كلف بها المجتمع الدولي المحكمة الخاصة بلبنان، التي أصدرت منذ فترة وجيزة أولى قراراتها الإتهامية في قضية الإغتيال الجبان لرفيق الحريري. إن فرنسا تدعم هذه الجهود كافة لكي يتمكن جلاء الحقيقة من تحقيق العدالة لجميع الضحايا، بغض النظر عن أصلهم أو مستواهم الإجتماعي أو إنتمائهم الديني".

أضاف: "من جهة أخرى، من الأرجح أن تكون الإستحقاقات المقبلة حاسمة لتعزيز السلام والمؤسسات والديمقراطية في لبنان، ونحن سنواكبها بكل انتباه. يجب أن يلبي الاصلاح الإنتخابي، الذي يشكل إحدى أولويات الحكومة الجديدة، شرطا مزدوجا يتعلق بالديمقراطية والشفافية. ونحن نأمل بحق أن تصبح الحياة السياسية اللبنانية، بفضل هذا الإصلاح، أكثر قدرة على التعبير بوفاء عن التطلعات العميقة للشعب اللبناني بأسره. ونأمل كذلك أن تأخذ الحكومة بالإعتبار الأفكار السابقة المطروحة بشأن هذه المسألة لكي يتم اقتراح إصلاح عادل بمنأى عن النزاعات الحزبية، اصلاح قادر على تعزيز التوازن المؤسساتي بطريقة مستديمة. وفي هذا الصدد، نحن ندعم مجلس النواب ورئيسه، دولة الرئيس نبيه بري، الذي سيضطلع بدور حاسم في التوصل إلى إجماع وتبني الإصلاحات".

وتابع: "إن فرنسا قلقة كذلك بشأن الأزمة في سوريا والقمع والقتل اللذين يتعرض لهما الشعب السوري. وتدعو الحكومة الفرنسية والمجتمع الدولي، من خلال بيان الأمم المتحدة الصادر مؤخرا، السلطات السورية إلى وضع حد لأعمال العنف التي تمارس ضد الشعب. كما أن فرنسا قلقة من الإنعكاسات الإقليمية لهذه الأزمة التي قد تؤثر على أمن الدول المجاورة لسوريا، وأمن لبنان بشكل خاص. في هذه المرحلة المضطربة في الشرق الأوسط، أجد أنه من الضروري أخيرا إعادة التأكيد على التزام فرنسا إزاء استقرار لبنان، ولا سيما الجنوب اللبناني. نحن ما زلنا متمسكين أشد التمسك بالتطبيق التام والكامل للقرار 1701. إن الأحداث التي حصلت في الأول من شهر آب والمخاطر المترتبة من جرائها على السلام تشهد، إن كان ما زال من ضرورة لذلك، على صوابية الإبقاء على قوات اليونيفيل، وبلدنا أحد أهم المساهمين فيها. وأنا أعيد التأكيد هنا على أننا ندين بحزم وشدة كافة الخروقات للقرار 1701. أود كذلك أن أعيد التذكير بالإعتداء الجبان وغير المقبول الذي تعرضت له الكتيبة الفرنسية في اليونيفيل في نهاية شهر تموز. وأغتنم هذه المناسبة لأشكر جميع الذين دانوا بأشد العبارات مرتكبي هذا الإعتداء وأعربوا لنا عن تعاطفهم وتضامنهم. إننا ندعم بالكامل العدالة اللبنانية ونأمل أن تتمكن من الكشف بأقصى سرعة ممكنة عن ملابسات هذا الهجوم. نحن نذكر لبنان كذلك بالتزاماته الدولية ولا سيما بأن مبدأ حرية الحركة بالنسبة إلى اليونيفيل ضروري ولا مجال للنقاش فيه وهو شرط أساسي لتحقيق سلام دائم. إن هذه التحديات لا تستحيل مواجهتها وفرنسا ستقف على الدوام إلى جانب الشعب اللبناني وممثليه لكي تساعد لبنان على تنفيذ الإصلاحات الضرورية لتعزيز دولة القانون وتقوية قدراته الإدارية. كونوا أيضا واثقين من دعم المجتمع الدولي والإتحاد الأوروبي اللذين يشجعان، قدر المستطاع، كافة المبادرات التي يتخذها اللبنانيون وتلك التي تتخذ من أجلهم".

وختم شابير: "ما نتمناه بالنسبة إلى لبنان هو جملة أمور: نهاية العنف والإفلات من العقاب، سير العمل الطبيعي في المؤسسات، إحترام الإلتزامات الدولية وإقامة حوار ما بين اللبنانيين. ولا شك في أن إحراز تقدم كهذا سيشكل أخيرا فرصة ملائمة لكي تطوى صفحة داكنة من تاريخ لبنان الحديث، ولكي يستعيد شعبه السلام والإزدهار والأمن والإستقرار لأنه يستحق ذلك كله. وإسمحوا لي مجددا بإسم فرنسا أن أتوجه من سيادتكم بالشكر الجزيل لإستقبالكم لنا وأن أحيي الشخصيات المرموقة كافة التي يشرفنا وجودها اليوم معنا".

 

الأسد أخطر من إسرائيل!

حسين شبكشي//الشرق الأوسط

من الأشياء التي سجلها التاريخ للجيش السوري أن أحد عناصره، حسني الزعيم، كان صاحب أول انقلاب عسكري في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في عام 1949، وفتح بابا شيطانيا في المنطقة عموما وسوريا تحديدا لتفرز لنا وجوها مستبدة حاقدة فاسدة لا تعرف إلا لغة القهر والاستبداد والظلم حتى تملكها جنون العظمة والغطرسة المهولة؛ مثل عبد الناصر، وصدام حسين، وعبد الكريم قاسم، والقذافي، وعلي عبد الله صالح، والنميري، وطبعا حافظ الأسد، وتفنن كل واحد منهم في أساليب تعذيب وإهانة شعبه، ولكن يبقى نظام الأسد هو المثال الأكثر وحشية ودموية وهمجية، خصوصا في استخدام جيشه لتحقيق هدفه.

الجيش السوري تحول في عهدي حافظ الأسد وابنه بشار إلى أداة قمعية بامتياز لتحقيق أهداف «نوعية» لصالح النظام، فدخل في حروب ضد الأردن والعراق ولبنان لأسباب مختلفة، وإن كانت كلها غير سوية وغير منطقية. وها هو الآن نفس النظام المستبد يطلق قواته بدباباته ومدرعاته برا وصواريخه وطياراته الطوافة جوا وسفنه وفرقاطاته بحرا يدك مدنه بلا رحمة ولا هوادة، ويحصد العشرات من القتلى في مشهد لا يمكن إلا ربطه بالموقف «المريب» من حافظ الأسد وابنه تجاه الجولان والمقاومة المزعومة التي تبناها النظام، سياسيا فقط، وليس عمليا، لأن الجولان تحولت فعليا إلى أكثر المناطق أمانا بالنسبة لإسرائيل، لأنه خلال فترة طويلة جدا تزيد على ثلاثة عقود لم يحصل فيها أي شكل من أشكال المقاومة باسم الجيش السوري، الذي تصرف عليه أرتال من الأموال والعتاد، وتعداده البشري المهول موجه كله بشعارات تحرير الجولان ومواجهة إسرائيل، إلا أن كل ذلك تحول إلى وهم وسراب، ولم تكن هناك معركة حقيقية لنظام الأسد إلا مع شعبه فقط.

واليوم بعد أن أقنع بشار الأسد الحكومة التركية بإمهاله فترة أسبوعين حتى «يقضي» على الثورة، وطبعا الأيام تمضي مسرعة، ومعدلات جنون القمع الأمني من قبل النظام بحق الشعب ومع تلك المظاهرات الشعبية المعارضة لم تتوقف في كل المدن وبأعداد متزايدة لتفند أكاذيب الإعلام السوري بأن الأمور مستتبة، والانشقاقات داخل الجيش في ازدياد، والمواجهات بين الأفراد المنشقين عن الجيش تتزايد ضد رجال الأمن المحسوبين على دائرة الرئيس وطائفته مباشرة. النظام اليوم يواجه نهايته، والتدخل العسكري قادم لإيقاف جرائم النظام السوري بحق شعبه لا محالة، الرئيس الأميركي وكذلك رئيس الوزراء التركي سيعلنان، كل على حدة، في الأيام القليلة المقبلة، ضرورة تنحي بشار الأسد ونهاية شرعيته، وستوجه تركيا بمهام «محددة» داخل سوريا لوقف هجوم جيش النظام ضد المدن، وذلك بعد صدور قرار الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيه يوم الخميس على الأرجح، وستلحقه مجموعة قرارات اقتصادية مهمة تخص قطاع النفط والمصارف لخنق تمويل النظام «المنتهي».

إيران حاولت أن تهدد تركيا بأنها ستطلق الأكراد عليها، ولكنها أدركت أن نظام الأسد منته، وكذلك أدرك العراق وحزب الله أنهما يدعمان مركبا ملأته الثقوب وغمرته المياه وفي طريقه للغرق وإلى قاع المحيط وبسرعة مهولة. تزداد قناعة المجتمع الدولي بأهمية رحيل نظام الأسد المجرم، ويتفاعل الناس بأشكال مختلفة مع جرائم الأسد بحق شعبه، فمن المظاهرات التي تتزايد في العواصم العربية مطالبة برحيله إلى المقالات واللقاءات الإعلامية التي تناشد نفس الغرض إلى مقاطعة مطعم سوري في العاصمة السعودية لأنه يضع صورة بشار الأسد إلى تمزيق صور بشار الأسد في مكاتب «الخطوط السورية» بالقاهرة وغير ذلك.

ولكن العالم يطلب حراكا أكبر، يطلب سحب كافة السفراء المسلمين والعرب من سوريا، وطرد سفراء هذا النظام المجرم من الدول، وتجميد عضوية هذا النظام في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية وكل المنظمات العربية والإسلامية بلا استثناء. نظام لم يحترم نفسه ولا شعبه ولم يراع حرمة شهر القرآن ويستمر في مسلسل الإبادة. على الجميع العمل على إخراجه ورحيله فورا. والجيش السوري بموقفه «العجيب» لن يتذكره التاريخ بالانقلاب العسكري ولكن بالانقلاب الأخلاقي، فعلى الأحرار فيه التنصل من النظام، وهذا أعظم جهاد سيقبلون عليه. نظام الأسد يثبت أنه للحظة الأخيرة وبكل الفكر التآمري بحق شعبه والعرب الذين حاربهم والفلسطينيين الذين يبادون الآن في مخيماتهم داخل سوريا أيضا، لا يقل خطورة عن إسرائيل على المنطقة.

 

أحلام الأسد وكوابيسه

مشاري الذايدي//الشرق الأوسط

حسب ما نشرته صحيفة «البايس» الإسبانية الرئيسية فإن رئيس الوزراء الإسباني «لويس ثاباتيرو» أرسل في يوليو (تموز) «سرا» مستشاره الخاص «بيرناردينو ليون» ليقترح على الرئيس السوري بشار الأسد خطة للخروج من الأزمة. وقالت إن ليون «ذهب إلى سوريا متخفيا» لعرض المقترح الإسباني لحل المشكلة في سوريا، عطفا على التاريخ الودي بين سوريا وإسبانيا. اقترح ليون 3 نقاط؛ وهي الوقف الفوري لعمليات القمع، وعقد مؤتمر وطني في مدريد تحضره أطراف النزاع السورية، وتحديد جدول زمني للانتقال وتشكيل حكومة جديدة تضم أعضاء من المعارضة. إلا أن الاقتراح قوبل برفض سوري شديد، وقال ليون عند عودته «أشعر أن الأسد لن يتنازل عن أي شيء أساسي»، مضيفا «إن الأشخاص الذين حاورتهم كانوا بعيدين جدا عن الواقع»، حسب ما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه.

هنا مربط الفرس، فرغم أن الإسبان كانوا حريصين جدا على سرية زيارة مبعوثهم من أجل عدم إحراج «كبرياء» السلطة في سوريا، وعدم حملها على المكابرة، من أجل حماية «البرستيج» وهيبة السلطة، ورغم سعيهم لتوفير «ممر آمن» للخروج، كما كان البعض يطالب بذلك لمبارك في مصر، فإن الكلمات الموحية والمعبرة التي نقلتها الصحيفة عن المبعوث الإسباني توقفنا فعلا على جوهر المشكلة وهو: المكابرة وإنكار الواقع، فالأسد «بعيد جدا عن الواقع» ولن يتنازل عن أي شيء.

نفس ردة الفعل هذه كانت لدى صدام حسين حينما عرض عليه الشيخ زايد بن سلطان، رئيس دولة الإمارات، أن يخرج من السلطة بعد حملة أميركا عليه إثر تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول)، إلا أنه سخر وكابر، وساعده على ذلك سوء الأداء السياسي للجامعة العربية وأمينها العام، وانتهى المطاف بصدام حسين إلى الفرار بعد الهزيمة ثم القبض عليه بشكل مهين ثم إعدامه من قبل الأحزاب التابعة لإيران بشكل طقسي غرائزي، فكانت كل خطوة يفعلها ليست إلا حرفا في أبجدية العنجهية وإنكار الواقع.

ومثل صدام حسين كان القذافي في ليبيا الذي لا يرى في كل ما يجري حوله في ليبيا إلا غزوة صليبية يساندها بضعة كلاب ضالة وجرذان. وهو ليس رئيسا للدولة الليبية، عفوا الجماهيرية، فعن ماذا يرحل؟ وماذا يترك؟!

بدرجة أقل أيضا كان مبارك منفصلا عن طبيعة الأزمة التي عصفت به في الشارع المصري، لم يدرك بالضبط ماذا يجري حوله، وقرر أن يضع الأزمة بدرجة مقبولة لديه من الخطورة، في حين أن الأزمة كانت أخطر وأعمق بكثير مما يتخيل.

لكن الأبرز في مسلسل الإنكار والمخادعة هو نظام بشار الأسد، فقد رأى العالم كله - بما فيه الأنظمة التي بذلت المساعدة لهذا الديكتاتور الشاب لتجنيبه المصير الصعب - أن الأسد هو الوحيد الذي قرر أن يخاطب نفسه ويلقي المحاضرات عليها، وينسج الرواية التي يريد ثم يعتقد أن العالم كله مقتنع بروايته هو!

الكذب على الذات والاستمرار في هذا الكذب، سلوك نفسي دفاعي معتاد للإنسان عند حصول أمور لا يرغب فيها أو تخيفه، ولكنه إجراء مؤقت سرعان ما يذوب تحت شمس الواقع، وقد لخص شاعر العربية الأعمق، أبو الطيب المتنبي هذا المعنى حينما أراد إنكار خبر وفاة عزيز عليه، فقال: طوى الجزيرة حتى جاءني خبر

فزعت فيه بآمالي إلى الكذب

فلما لم يدع لي صدقه أملا

شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

إنكار المتنبي للحقيقة باللجوء إلى الكذب على الذات، في حالته هو، ليس ضارا، أولا: لأنه يخص صاحبه فقط، فهو ضرر فردي لا يتعلق بمصائر غيره من جموع الناس، هو حرية فردية للإنسان بهذا المعنى، رغم أنه لا يفيد صاحبه، إلا أن ما يشفع له أنه محصور به كما قلنا، وثانيا: لأنه كذب سريع التبخر والانكشاف ومقيد بحرارة الألم وصدمة الخبر، وفي اللحظة التي تبرد فيها جمرة الخبر تذهب الكذبة في رياح النسيان، وهو قد قال:

فلما لم يدع لي صدقه أملا

شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

أما في حالة إنكار الزعماء والرؤساء للواقع الذي يحيط بحكمهم فإن النتيجة تكون كارثية ومأساة عامة وليست مجرد إجراء نفسي فردي، وهذا بالضبط ما يفعله الآن بشار الأسد ونظامه في سوريا، عبر تجهيل العالم كله واستغفاله، والإصرار على تحويل الغضب الشعبي كله إلى مجرد عصابات واستبعاد الدوافع السياسية ومطلب الحرية.

يراهن أمثال هؤلاء الحكام على صحة رهاناتهم وأن يقتنع العالم في النهاية بصحة رواياتهم، وأن تتحقق أحلامهم التي يرسمونها، وأن يكون مجرد ما يرونه أمامهم أضغاث أحلام تذهب بعد قليل من فتح العينين وإشراق النهار.

وحتى نتخيل مصيبة هذا السيناريو، تخيلوا معي لو أن النظام السوري حصل له ما يشتهي كما يريد، وعاد الشعب السوري إلى بيت الطاعة خانعا يتقبل كل ما يفعله به النظام الأمني السوري وزعران الشبيحة، وهو ما كان يفعله أصلا، وعاد السفراء الخليجيون المبعدون، وألان له الأميركيون الكلام ومثلهم الأوروبيون، والعالم كله، المهم أن يغمض النظام عينه ويفتحها، وكأن شيئا لم يحدث، تخيلوا هذا السيناريو فقط - وهو طبعا في نظري سيناريو من شبه المستحيلات - فسيعود شر هذا النظام مضاعفا، وستحركه غريزة الانتقام، وسيقرر أنه لا تسامح بعد اليوم، سيكون شيئا يشبه سيناريو: أمير الانتقام، وسيكون في حل من الانخراط السافر والفخور والنشط في التحالف العضوي مع المخطط الإيراني الخميني في المنطقة، والهدف طبعا، بالدرجة الأولى سيكون تجمع دول الخليج التي يرى نظام الأسد ومعه إيران طبعا، أنه العدو الأول لهذا المحور الغريب.

باختصار، إن سقط النظام بثورة شعبية فهذا يعني أزمة فوضى، ربما، ولكنها أزمة أهون بكثير من تحول الطوق الحربي الطائفي السياسي الإيراني إلى طوق محكم على الجزيرة العربية ودول الخليج؛ من الشمال بعراق نوري المالكي ومقتدى الصدر وبنظام بشار الأسد وشبيحة ماهر ورفاقه من ضباط الحرس الثوري وقاسم سليماني وحزب الله الإيراني في لبنان، ومن الجنوب ربما تتحرك الورقة الحوثية وتنشط على الجبال اليمنية المطلة على الحد الجنوبي السعودي، ومن الشرق هناك جمرة البحرين، فأي صورة أسوأ من هذه الصورة، وأي كابوس مزعج أقبح من هذا الكابوس؟! بين أحلام الأسد بالنجاة، وأوهامه بالكذب على الناس والعالم، وبين كابوس «الأنشوطة» التي ستلف على عنق الدول الخليجية في حالة اكتمال الطوق الإيراني السياسي الطائفي على دول المنطقة، نحن نعيش بين الحلم والكابوس والواقع. لكن نحن ما زلنا في عالم الواقع، وبيدنا عناصر قوة كثيرة، فلنرسم نحن واقعنا قبل أن يرسمنا الآخرون، أما التردد والانتظار، فضريبته أفدح من ضريبة الإقدام والمبادرة، يجب أن نرسم نحن مصيرنا ولا ونكتفي بأن نكون ملعبا للآخرين ولسنا لاعبين!

 

هل يثق المصريون بالإخوان؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

ما يحدث في مصر اليوم من تجاذبات، ليس شرا كله، بل إن في بعضه خيرا، وتنبيها، للمصريين عامة، وللجماعات السياسية، خصوصا الداعية منها لمدنية الدولة، أو قل دولة القانون، بعد الثورة المصرية.

أبسط مثال على ذلك الجدال الدائر حول الإعلان عن المبادئ الدستورية الذي يعترض عليه «الإخوان المسلمون»، والجماعات الإسلامية، في الوقت الذي يجد فيه قبولا من قبل القوى السياسية المدنية. إعلان المبادئ لا يعني حرمان «الإخوان»، أو الإسلاميين عموما، من الوصول للحكم، بل يعني ضمان مستقبل مصر، وديمقراطيتها، كما يعني أن أرض الكنانة تسير في الطريق الصحيح لتكون دولة قانون، سواء حكمها «الإخوان» أو أي قوة سياسية أخرى. وهذا أمر يستحق القبول من جميع المصريين، كما يستحق جهدا سياسيا وإعلاميا جبارا من قبل القوى المدنية لشرح الفكرة لعموم المصريين، من أجل توعية الرأي العام المصري بأهمية الإعلان عن مبادئ الدستور الآن، وقبل إتمام العملية السياسية كلها.

وبالطبع، فإن رفض «الإخوان» للمبادئ الدستورية يعني أنهم وقعوا في الفخ الذي نصبوه للشباب والقوى السياسية المدنية الأخرى التي أشغلها «الإخوان» مطولا بعد تنحي مبارك بقضايا ثانوية مقابل قضية ضمان مستقبل مصر، وهو الأهم. فمجرد رفض «الإخوان» لإعلان المبادئ من شأنه أن يجعل المصريين في موقع المتشككين في صدق نوايا «الإخوان». فهل الجماعة، مثلا، صادقة بحديثها عن الديمقراطية، وتداول السلطة، أم أن «الإخوان» ينوون الظفر بالحكم، ثم يغيرون قواعد اللعبة؟ فإعلان المبادئ الآن مثل قانون كرة القدم، حيث تنزل جميع القوى السياسية المصرية، بمختلف أنواعها، لأرض الملعب السياسي، عند الانتخابات وغيرها، وفق قوانين لعبة معلومة مسبقا، ومتفق عليها، لا أن توضع قواعد اللعبة داخل الملعب السياسي.

فالخوف كل الخوف اليوم وغدا - في حال لم تعلن المبادئ الدستورية - أن يلعب «الإخوان المسلمين» لعبة «هدف المغرب» بعد الانتخابات في مصر، وهي لمن لا يعرفها، طريقة في كرة القدم كانت تتبع في الأحياء أو الحواري السعودية، فعادة ما يلعب الصغار مباريات كرة القدم عصرا، وعادة قبل حلول صلاة المغرب يضغط الفريق المهزوم من أجل إلغاء النتيجة من أجل أن يلعب الفريقان على «هدف المغرب»، أي أن من يسجل هدفا مع حلول الأذان هو الفائز، حتى لو كان الفريق الآخر فائزا بنتيجة قياسية. وكثيرا ما يضغط الفريق المهزوم في حال كان أعضاؤه أكثر قوة بدنية، أو سنا، فيهابهم الفريق الآخر، وأحيانا تتم بخدعة، فيها كثير من الـ«تقيّة».

لذا، فإن رفض «الإخوان» لإعلان المبادئ الدستورية في مصر اليوم يعد مثل «هدف المغرب» سياسيا. فبعد إسقاط مبارك يريد «الإخوان» الاستئثار بحكم مصر وحدهم، وهذا خطر، على مصر كلها. وعليه، فإن عدم قبول «الإخوان» بإعلان مبادئ الدستور يعد فرصة لجميع القوى السياسية المدنية المصرية لتشرح للمصريين خطورة أن يكون بلدهم دولة متطرفة على غرار إيران. فعلى من يريد حكم مصر أن يقدم مشروعا سياسيا لخدمة الشعب، وليس شعارات ووعودا إسلامية، وإلا باتت مرحلة ما بعد مبارك أخطر من مرحلة مبارك نفسها.

 

ذكريات وأحزان من مفكرة سوريا الشهيدة

غسان الإمام/الشرق الأوسط

وفاء لذكراه وتقديرا له، دفنت سوريا طبيبها وقائد ثورتها الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، في جوار ضريح البطل صلاح الدين الأيوبي. عَزّ على الرئيس حافظ الأسد أن يكون لسوريا زعيم كبير حتى في الممات، فأمر بنقل رفات الشهيد الشهبندر بعيدا عن ضريح صلاح الدين.

كنت في الخمسينات أذهب إلى من بقي حيا من رجال ثورة الشهبندر. أسمع كيف دَوّخَ بضع مئات من الثوار أكبر جيش أوروبي آنذاك، في ثورة الغوطة (غابة الأشجار المثمرة الكثيفة التي كانت تتحلق دمشق في دائرة من الخضرة قطرها 12 كيلومترا).

كما هي سُنَّة العمر والحياة، راح هؤلاء الثوار الطيبون. المجهولون يغيبون الواحد تلو الآخر، من دون أن يطلبوا أجرا أو تكريما. على بساطتهم، وبعضهم لا يقرأ ولا يكتب، كانوا يقولون لي يكفينا أن يعيش أبناؤنا وأحفادنا أحرارا.

ما معنى أن ينزل إنسان مدني إلى الشارع، وهو يعرف أنه قد لا يعود حيا؟ ها هم الأبناء والأحفاد يواجهون، بلا خوف، بصدورهم العارية رصاص «ابن أبيه»، وقذائف جيشه ونظامه، لأنهم لم يعرفوا طعم الحرية. الكرامة. العدالة، على مدى خمسين سنة من حكم الطائفة والعائلة.

بعد متاهة عسكرية استغرقت عامين في غابة الغوطة، تمكنت دولة الانتداب من تقويض ثورة الشهبندر (1925 - 1927). حكمت عليه بالإعدام، فلجأ إلى مصر. في عام 1983، كنت في لارناكا القبرصية، أحضر ندوة فكرية لمثقفي العرب عن الديمقراطية (رفضت العواصم العربية استضافتها). التقيت هناك فتحي رضوان الذي كان أول وزير للإرشاد (الإعلام) في الدولة الناصرية.

في شباب شيخوخته، حدثني «الفتوّة» فتحي رضوان عن ذلك المثقف السوري الذي استقطب وبهر الشباب والمثقفين المصريين، في أندية الثلاثينات الثقافية، وهو يحدثهم بالتفصيل عن المذاهب الفكرية والسياسية في القرن العشرين.

لم يكن فتحي رضوان قوميا عربيا. كان مناضلا وطنيا. ومثقفا مصريا صميما. كان يعزّ عليه أن يبشر سوري بالعروبة في مصر «الفرعونية». أحرجته شيخوخته. فنسي اسمه. سألني. قلت: الدكتور عبد الرحمن الشهبندر. نفض فتحي رضوان الكرسي من تحته. هب واقفا. صائحا بصوته الفرعوني العريض: «آه. أيوه. الطبيب ده كان أخطب من سعد زغلول. كان يتميز عن خطيبنا، بأن لديه فكرا يقوله».

لو عاش الدكتور الشهبندر لما شهدت سوريا الانقلابات العسكرية التي عصفت بديمقراطيتها الوليدة، في الأربعينات والخمسينات. كان قادرا بجاذبيته السياسية والشعبية، على استقطاب الشباب والناس العاديين. بعد العفو عنه، عاد الشهبندر إلى سوريا الثلاثينات. بدأ النضال السلمي فورا ضد معاهدة الاستقلال المنقوص التي عقدها زعماء الكتلة الوطنية (هاشم الأتاسي. جميل مردم. سعد الله الجابري. شكري القوتلي) مع دولة الانتداب (1936).

التف السوريون حول الشهبندر. حلموا معه بالوحدة العربية، قبل أن يحلم بها عفلق والبيطار. رفضوا المعاهدة. ضاقت حكومة فيشي الفرنسية الفاشية بالرجل. فدفعت المتزمتين في المؤسسة الدينية إلى تكفيره. وتصفيته. اغتيل الشهبندر في عيادته الطبية. لطخ دمه الأحمر القاني ثوبه الأبيض، على مشهد من الفقراء الذين كان يعالجهم مجانا.

كان الشهبندر وفارس الخوري المثقفين الوحيدين بين قادة النضال الوطني. قرن الشهبندر العروبة بالديمقراطية. فكان أول ضحية للاغتيال الديني السياسي (1940). ذلك قبل أن يغتال الإخوان المسلمون أحمد ماهر رئيس وزراء مصر (1945). ثم رئيس الوزراء الآخر محمود فهمي النقراشي (1948). وقبل أن يحاولوا اغتيال (الكافر) عبد الناصر في الخمسينات.

لم تَقْوَ أسرة الشهبندر على تحمل عداء «الكتلة الوطنية»، وتجاهل نظام شكري القوتلي لذكراه. جمعت الأرملة الأم أطفالها. وقفلت بهم راجعة إلى مصر. فالقاهرة يتسع قلبها لكل العرب. وإذا لم تخنّي الذاكرة، فقد لقيت خلال إحدى زياراتي للقاهرة نجلا للشهبندر كان طبيبا مثله. وتطالعني في الصحف المصرية، بين الحين والآخر، أسماء صحافيات. ومحاميات (شهبندريات)، أعتقد أنهن من سلالة الأسرة المتمصِّرة.

زرت، كصحافي في الخمسينات، روابي الجولان البركانية مرارا. رأيت حصونا محفورة في الصخر، فوق الأرض وباطنها. أطللت منها على سهل الجليل منبسطا كالكف تحتها. لم يملك جيش في العالم ميزة جغرافية على عدوه، كما امتلكها الجيش السوري. إلى الآن، ما زلت مذهولا. كيف سقطت تلك المرتفعات. والجبال. والحصون، كأوراق الشجر، عندما كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع؟!

في حرب النكسة (1967)، رأيت شبيحة نظام صلاح جديد ينقلون ليلا صناديق من المصرف المركزي بدمشق. راودني الشك. سألت صديقا مديرا في المصرف. قال لي بحزن ساخر: «إنهم ينقلون رصيد المصرف الذهبي شمالا، يخشون أن يتقدم الجيش الإسرائيلي نحو دمشق. ثورة البعث بحاجة إلى تمويل. هي عندهم أغلى من الوطن».

نتحدث عن الأب والابن. ننسى صلاح جديد. هذا الضابط الغامض المغامر كانت له مآثر. كان اللواء جديد أول من أرسى هذا النظام الطائفي (1966)، بعدما غدر بشركائه المستقلين والقوميين في انقلاب (1963). سرح هو وحافظ الضباط العسكريين المحترفين. ملأ هو ودكاترة البعث الثلاثة (نور الدين الأتاسي. يوسف زُعَيِّنْ. إبراهيم ماخوس) الحزب بشباب وطلبة مهووسين بالتروتسكية والماركسية. الأحياء من هؤلاء هم اليوم من المروِّجين للانتفاضة الديمقراطية!

استدار جديد نحو العرب، ليزايد على أنظمتهم وتنظيماتهم بشعار «التقدمية» الزائفة. اضطهدت أجهزته الفلسطينيين. اعتقل جورج حبش. قاطع لبنان. أرسل بمكر الخديعة الأديب القومي سامي الدروبي سفيرا لدى عبد الناصر. نجحت الخديعة. حالف عبد الناصر (عدوه القديم) صلاح جديد ضد السعودية، في ذروة الأزمة اليمنية.

ثم... ثم ورط جديد الزعيم المصري في حرب غير متكافئة، بينما جيشه يقاتل في اليمن، على بعد ثلاثة آلاف كيلومتر. كانت هزيمة النكسة مدوية. إلى اليوم، لم يقدم نظام الشبيحة مراجعة تاريخية، ونقدا ذاتيا، لحرب مضت عليها 44 سنة.

لم تكن هزيمة النكسة درسا رادعا. دفع جديد وزيره الأسد إلى شن حرب حقيقية على الأردن! كانت الذريعة أن الأردن يضطهد الفلسطينيين! وصلت القوات السورية إلى إربد، متكبدة خسائر فادحة، بينما كان الإسرائيليون يتفرجون من مرتفعات الجولان المحتلة على حروب الأشقاء.

للمفارقة، اعتذر ديفيد كاميرون للبريطانيين والعالم، عن تهديده برش الانتفاضة الإنجليزية بالمياه. ليته يرى جيش (حماة الديار) وهو يرش مواطنيه الذين يمولونه بعرق جباههم، بالرصاص. ويهدم في رمضان مساجد دير الزور وحماه، بقذائف الدبابات.

لم تهنأ دولة الانتداب يوما واحدا في سوريا، على مدى 25 سنة. كانت حماه ودير الزور (عاصمة العشائر السورية) أول من يثور على الاستعمار. وآخر من يهدأ. هذه العشائر التي عرّبت سوريا منذ ألوف السنين. لكن إهمال الأب والابن، دفع شبابها إلى الهجرة، فاحتضنهم أهل لهم في السعودية. والكويت. والإمارات.

لذلك، لم يكن غريبا أبدا أن يسحب الخليجيون سفراءهم من دمشق. هؤلاء الخليجيون هم عرب أيضا. يتذكرون القُربى. فتسيل دموعهم. وتهب نفوسهم ثأرا للحَمِيَّة القومية.

 

مصادر قضائية لـ"الراي": الدوسري ضالع حتى العظم في عملية الهروب من رومية  

اكدت مصادر قضائية رفيعة لصحيفة "الراي" الكويتية ان التحقيقات في ملف الفرار من رومية تتواصل "وهناك متابعة دقيقة لكل الخيوط، ولا نهمل اي تفصيل او فرضية بشأن ملابسات العملية". واعلنت هذه المصادر ان التحقيق مع مدحت حسن خليل أحمد الذي تم استرداده ليل السبت "أظهرت انه ليس من الفريق ذاته للسجناء الآخرين، بل انه استفاد من (النافذة) التي فُتحت له للفرار واستغلّ العملية للهرب"، كاشفة انه "في كل الاحوال، التحقيقات مع احمد مستمرة وقد تم نقله الى وزارة الدفاع للتوسع في التحقيق معه".

واذ اوضحت المصادر القضائية نفسها ان السجناء الاربعة لم يخرجوا معاً من السجن،"بل الواحد تلو الآخر"، لم تجزم اذا كان الاربعة بقوا معاً بعد الفرار "وإن كانت الحكمة تفترض انهم لم يبقوا سوية". وفي حين اشارت الى ان الموقوفين في هذه القضية لا يزالون ضابطين و9 عسكريين (في رومية) في ملف الاهمال، الى جانب السجين الذي تمت استعادته وآخر فشل في الهروب، رفضت الافصاح عن طبيعة الدور الذي لعبه الكويتي محمد عبدالله ناصر الدوسري الملقب بـ "ابو طلحة" في عملية الهروب مكتفية بالقول "انه ضالع حتى العظم في العملية، سواء كان الرأس المدبّر ام لا".

  

إصلاحات "ديموقراطية" لكن بالدبابات...! 

 بهاء أبو كروم /الحياة

يقدم النظام في سورية مشهداً سوريالياً لجرعات الإصلاح السياسي، فالخطوات الإصلاحية والقرارات كالعفو العام وقوانين الأحزاب والانتخابات لا تصدر إلا على وقع اجتياحات المدن والقرى وسقوط شهداء من المدنيين. والتزامن بين الإعلان عن الإصلاح والقمع الدموي للمواطنين ينطلق من قناعة مُمنهجة تقضي بفرض هيبة للنظام اعتمدها منذ البداية ولا تسمح بتقديمه للتنازلات تحت الضغط، أضف إلى أنها تعبير عن عملية نفسية معقدة تظهر حجم الجهد المعنوي الذي يُبذل لمجرد الإعلان عن إصلاح ما.

فبعد إلغاء قانون الطوارئ دخلت دبابات الجيش مدينة درعا وتبعتها المدن الأخرى وعند الإعلان عن الحوارالوطني كانت جسر الشغور ضحية لهذا الإعلان ومؤخراً «أهدي» الشعب السوري قانوني الانتخابات والأحزاب في مقابل اجتياح مدينة حماة. ومهما تضمنت هذه القرارات الإصلاحية من وعود فالواضح أن الإصلاح في سورية هو عملية تخضع لكل ما هو غريب ومتناقض ولا شعوري وتهدف إلى إطلاق فقاقيع دخانية تعمي بصيرة المبهورين بإمكانات بشار الأسد الإصلاحية لكنها لا تلج إلى جوهر المسألة.

والحال فالفصام الذي يطبع انزلاقات النظام وتصرفاته يؤشر إلى انعدام القدرة على الإصلاح الحقيقي الذي يُرضي الشعب. لقد نجح النظام في وضع الشعب كله في مواجهته جراء قصوره عن مواكبة الحركة المطلبية أو استيعابها على الأقل، وتفشل عملياته الأمنية في جني أي مردود أمني أو سياسي أو حتى نفسي يتعلق بإخافة المواطنين. فحيث لم يُحاسَب أي مسؤول لحد الآن عن عملية قتل واحدة حصلت فإن صدقية النظام تبقى معدومة.

منذ عام تقريباً كانت السلطات السورية تتحدث عن عملية تحوّل استراتيجي تقوم بها سورية وتهدف إلى ربط البحار الخمسة في شبكة من المصالح وإنشاء شبكات لنقل الغاز والكهرباء وتطوير المواصلات ولعب دور اقتصادي كبير يضم إليها كلاً من تركيا، الأردن، لبنان، إيران، والعراق وبعض الخليج وصولاً إلى الدول المحيطة ببحري قزوين والأسود، وشكلت هذه الرؤيا مضموناً لخطابات وزيارات ورؤى ودراسات واستطلاعات أظهرت سورية بأنها تدخل إلى العصر الحديث من زاوية القادر على ترجمة ميزاته الجيوسياسية إلى وقائع وامتيازات عصرية.

والإصلاح الإقتصادي في سورية اقترب من اقتصاد السوق لكنه لم يتزامن مع تعديلات هيكلية تواكبه وتطاول النظام في شكل عام، حيث كان لا بد لذلك أن يترافق تلقائياً مع إصلاحات سياسية تخدم الرؤى الإقتصادية بالدرجة الأولى ومن دون أن تكون موضع مطالبة شعبية. فربيع سورية كان حاجة للنظام قبل أن يكون حاجة لغيره ولو حصل الإصلاح في حينه لكان بشار الأسد نصّب نفسه أتاتورك سورية الحديثة، إنما كغيره من النماذج البوليسية التي سبقته، بقي النظام أسير خوفه من الناس وفوّت على نفسه فرصة قيادة الإصلاح.

فالتناقض بين الوجهتين الاقتصادية والسياسية للنظام شكلت الأساس الذي فجر الأحداث حيث لم يكن النموذج الصيني، فيما إذا جازت المقارنة، لينجح في سورية.

فسورية التي انساق نظامها وراء المصلحة الإيرانية أخفت سياقاً من الاعتراض الداخلي كان يمكن تحاشيه لو وقفت المصلحة الوطنية والقومية وراء سياساته، وعمى الألوان الذي أصيب به النظام أودى إلى سياسات خارجية ضيقة الأفق طبّقها في لبنان والعراق بطريقة أضرّت بمصالحه على المدى البعيد، حيث انزوت خياراته في مساحات تشغلها عادةً الأحزاب والفئات العصبوية وهي لا تميّز سلوكيات الدول، فللدولة بشكل عام قواعد عمل وحدود لا تتوقف على التعاطي مع الأطراف الخارجية بعقلية البلطجة والإخضاع أو الإلغاء الذي يبيّت وراؤه تراكمات شخصية.

لقد تسنى للسوريين أن يكتشفوا كلفة «الممانعة» عليهم، وهي كلفة تُحدّدها منظومة لا تبدأ في بلادهم ولا تنتهي عندها، والواقع أن المكتسبات التي تحققت في سياق الثورة التي تأخذ مكانها منذ أشهر أدت إلى زعزعة ركائز المنظومة كلها. لذلك استدعى الأمر أن يلتحق لبنان بمصلحة النظام السوري مُساقاً بالتطبيع ذات التوجه الأمني وهو المصاب بـ «انفلونزا الممانعة» منذ نشأتها. وحيث أن النظام في سورية لم يوفّر أتباعه اللبنانيين من إعلاميين وسياسيين وفنانين إلاّ وألحقهم بـ «نهضته» الإعلامية، أضف إلى تكبير حجم تمثيل لبنان في مجلس الأمن ليصل إلى حد امتلاكه «فيتو» عربياً مُستحدثاً من خلال شذوذه عن الاجماع الدولي، فإن المهمة الملقاة على عاتق السوريين تتضاعف لأنهم يقفون في مواجهة منظومة تتخطى حدود دولتهم ونظامها أضف إلى ذلك تباطؤ الحركة الدولية في مواكبتهم في شكل عام.

ثمة تناقض يشوب المشهد العام في سورية فالحل الأمني الذي يتبعه النظام لم يترك أمامه خيارات أخرى لأنه متى توقف تضاعفت أعداد المتظاهرين، وفيما إذا استمر تصاعد الموقف الدولي وتنامت المعارضة وضَعُف النظام. والغريب هو أن الرئيس الذي حوَت معظم خطاباته مطولات وشروحات في علم الاجتماع تلا بعضها أمام القمم العربية وبعضها الآخر أمام مؤتمرات البعث ومجلس الشعب السوري يعجز اليوم عن تقديم خطاب مقنع يشرح فيه لأهالي الضحايا أسباب قتل أولادهم!

فالمسار الذي تذهب إليه الأزمة في سورية يمنع من أن يشكل الإصلاح فقط حلاً يمكن اعتماده، ولا الحوار أيضاً، لأن الوجهة التي يتحرك وفقها النظام لا تقبل بوجود طرفان متوازنان لإدارة الحوار، فالدبابات التي تدخل المدن لا توازنها حناجر المتظاهرين لكي تتنازل لها عن امتيازات ورثها بشار الأسد عن أبيه.

ربما تخطت الأحداث فكرة الإصلاح ذاتها رغم محاولات إنعاشها إقليمياً ودولياً، فما يحتاجه السوريون اليوم هو أن يتحوّل نظامهم السياسي إلى المشروعية الداخلية بحيث لا يعود يشكل خطراً على الناس ويدفّعهم أكلاف سياسات تتجاهل توجهاتهم، ما سيكون أفضل لهم ولمحيطهم الإقليمي، فسورية ستخرج من هذه الأزمة أقوى فيما لو دخلت الحريات إلى المدن بدل الدبابات.