المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 16 آب/11

انجيل القدّيس لوقا 01/46-55 .55

فقالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين.

عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ، لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».

 

عناوين النشرة

*مريم واحة اللقاء المسيحي – الإسلامي/الارشمندريت د. شربل الحكيم/الجمهرية

*سلاح حزب الله بين ايدي ثوار سوريا والسبب خيانة داخلية

*المحكمة الدولية تتتبع اثاراً تقود الى علاقة لإيران باغتيال الحريري..."در شبيغل": المتهمون سافروا إلى إيران عام 2004 وأجروا تدريبات عسكرية في "معسكر الخميني للتدريب"  

*صحيفة "إل باييس" الاسبانية": مدريد اقترحت على الأسد مخرجاً من الأزمة واستقبال عائلته 

*تمديد جديد مرتقب للقوات الدولية من دون انتقال إلى وقف نار دائم

*شمعة ... وظلام/عبده وازن/الحياة

*جنبلاط في سوريا: المال عصب الرجال/فراس حاطوم/الجمهورية

*لتسترهما على عمليات "حزب الله" الإرهابية في سورية وارتكاباته في لبنان/مرجع روحي لـ "السياسة": سليمان وميقاتي معرضان للمحاسبة القانونية/حميد غريافي/السياسة

*صّة فرار عناصر "فتح الإسلام" من "رومية/الجمهورية"

*مروان حماده : عون أمعن في محاولات إلغاء الدولة ونسف القوانين في حين أنه يعتبر نفسه رب مكافحة الفساد

*مكّوكية جنبلاط مَردّها إلى الخطر الداهم... من سوريا/الحمهورية/فادي عيد

*لوّح العونيون بالاستقالة فتأبّط رئيس الحكومة شرّ تصريف الأعمال/"حزب الله" توسّط بين ميقاتي وعون لاحتواء توتر الكهرباء

*زهرا: ليرَ مَن هم وراء حادث انطلياس/علامات الأزمنة المؤكدة لمرجعية الدولة

*الرئيس العام الجديد للرهبانية المارونية المريمية الاباتي بطرس طربيه: ننتظر من نشاط الراعي ما يعيد الطمأنينة الوطنية إلى القلوب

*الراعي في زيارة لرعية بعلبك - دير الأحمر يستكملها اليوم/زياح حاشد وتركيز على التعايش والإنماء الروحي والحياتي

*أهالي شويت نفذوا اعتصاماً مطالبين بكشف قتلة المغدور رامي أبو سعيد

*لبنان شارل مالك... وداعاً/ميشال هليّل/النهار

*كلٌّ يغنّي على ليلاه/مريان قرضاب/النهار

*شهيد العذراء مريم/المحامية باتريسيا دكاش/النهار 

*عرقلة قيام دولتهم يقرّبهم من خطر التوطين/هل يربح الفلسطينيون معركتهم في أيلول/اميل خوري/النهار

*الأزمة السورية تثير رهانات متضاربة غير معلنة/الحكومة بين اختبار تماسكها والاستحقاقات/روزانا بومنصف /النهار

*رغم وتيرة الصخب والتصعيد العالية والمنطوية على تخوفات/فريق الأكثرية ماض في اطمئنانه وهذه مبرراته/ابراهيم بيرم/النهار

*الأيام المكلفة/غسان شربل/الحياة

*حازم صاغيّة/لبنان الآن/لبنان الآن

*السيد نصرالله يتناول التطورات في إفطار "الهيئة النسائية" الأربعاء ومصادر مقربة من "حزب الله" تؤكد سعيه إلى "استيعاب المتغيرات"

*الهروب إلى الأمام.. على الطريقة السورية/اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

*سوريا.. اسحبوا السفراء وجمدوا العضوية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*إيران تريد خنق انتفاضة السوريين/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الراعي واصل زيارته لمنطقة بعلبك: ملتزمون المساعدة لانماء المنطقة انسانيا واقتصاديا

*قاووق: ثبتنا معادلة جديدة هي النفط مقابل النفط

*قاسم: حكومة ميقاتي ضربة للمشروع الإسرائيلي

*علي فياض: كل نقد للمقاومة عاجز عن تقديم بديل لها هو نقد هدام

*يزبك طالب الحكومة بفتح ملف شهود الزور

*حمدان: التظاهرات المتعلقة بالشأن السوري ستؤدي الى تداعيات خطيرة جدا

*قيادتا حزب الله وحركة امل في الجنوب: الخيار الوحيد أمام اللبنانيين لحل مشاكلهم هو الحوار

*مغادرة جنبلاط وعودة وليامز والسنيورة والمشنوق وخوري

*منصور: لم نوافق على بحث التوازن المائي مع العدو

*بيضون: اقتراح عون تهريج وليس تشريعا

*البطريرك الراعي: نتضرع لكي تعضد سيدة بشوات الرئيس لقيادة سفينة الوطن في هذا البحر الهائج

*رسالة الى العونيين/ بيار عطالله

 

 

تفاصيل النشرة

مريم واحة اللقاء المسيحي – الإسلامي

الارشمندريت د. شربل الحكيم/الجمهرية

الأمومة والتبتّل والحب الإلهي الأسمى في هذا الكون على الإطلاق. إن مريم تحتضننا جميعا نحن أبناء لبنان، تحتضن كل مسلم ومسيحي في كل قرية أو مدينة. إن المسلمين يصفونها بسيّدة نساء العالمين، ويجعلها القرآن آية مصطفاة مرّتين على النساء والعالم، والكنيسة تكرّم مريم أم الكلمة المتجسّد، وقد أقرّت عقائد في المسيحية تعرف باسم العقائد المريمية تتحدث عن العذراء ودورها. ومن مكانة مريم لدى المسلمين أن الله ذكرها كثيرا في القرآن الكريم باسمها 34 مرة، من دون أن يذكر غيرها من النساء، بل سمّى القرآن الكريم سورة من سوره باسمها. وهذا أكبر دليل إلى مكانتها الخاصة في الإسلام، فهي خير نساء العالمين، وترتبط بها سورة آل عمران، وهي عائلتها وفق المعتقدات الإسلامية.الاثنين 15 آب 2011

الارشمندريت د. شربل الحكيمهي إبنة يواكيم وحنّة، وكانت حنّة أمّها عاقرا، ظهر ملاك الرب لها معلنا لها التطويب في جميع الأجيال، لأن منها يأتي مخلّص البشرية كلها...

مكثت العذراء مريم مع والديها من تاريخ مولدها حتى تم نذر حنّة لله بتقديم مولودها كخادم في هيكله المقدس، وبالفعل قدمت ابنتها مريم العذراء إلى الهيكل، حيث أقامت مريم العذراء تخدم ربّ المجد وتصلّي مدة عشر سنوات وأربعة أشهر، وكان عمرها حينذاك 13 سنة.

ثم خطبها القديس البارّ يوسف النجار الرجل التقي، حتى جاءها الملاك جبرائيل مبشرا إياها بمجيء المخلص من ثمرة بطنها المباركة من حلول الروح القدس عليها. ذلك كما ذكره القديس لوقا الإنجيلى: "وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم، فدخل إليها الملاك وقال: سلام لك أيتها المنعم عليها. الرب معك، مباركة أنت في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه، وفكّرت ما عسى أن تكون هذه التحية. فقال لها الملاك: لا تخافي، يا مريم، لأنك قد وجدت نعمة عند الله، وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمّينه يسوع، هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى". إنّ السيدة العذراء لما مرضت مرض الموت ولازمت الفراش في بيت يوحنا الحبيب، وقفت وبسطت يديها الطاهرتين وصلّت قائلة: " يا ربّي وإلهي يسوع المسيح الذي هو في السموات، أنت الآن جعلت عبدتك مستحقة أن تتجسد منها حتى ظهرت للعالم بإرادتك لتصير إنسانا حتى يستطيع البشر النظر إليك ليؤمنوا بلاهوتك الذي ظهر لهم بالجسد ليخلصوا من خطاياهم، والآن إسمع صوت أَمَتك في هذه الساعة لتدع حبيبك يوحنا يأتي إلي لكي أفرح بنظره، وكذلك بقية تلاميذك ومختاريك الأنبياء الأحياء منهم والأموات. أريد أن أتعزّى بهم قبل خروجي من هذا الجسد". ولما فرغت من صلاتها، إذا بسحابة نور قد خطفت القدّيس يوحنا الحبيب، وحضر من مدينة أفسس، ولم يكن يعلم حتى وصل إلى العذراء مريم. وحينما دخل البيت وجدها قد فرغت من صلاتها واتكأت على فراشها، فسلّم عليها وتحدث معها، وحدثته العذراء عن انتقالها وعن خوفها من أخذ اليهود لجسدها الطاهر بعد نياحتها ليحرقوه بالنار كما هدّدوا، فطمأنها يوحنا إلى أنه لن يحدث لجسدها مكروه، ذلك لأنّ الله لن يسمح بأن يقترب منه أحد، بل سيبقى في حراسة الملائكة حتى يشاء رب المجد نقله إلى الفردوس مسكن الأبرار. وفي باكر يوم السبت قالت له السيّدة العذراء أن يرفع بخورا ويصلي عنها لأنها خارجة من الجسد في مثل هذا الوقت غدا. فلما فرغ من صلاته سمع صوت من السماء يردّد آمين. وحضر جميع التلاميذ على السحب النورانية في حضرة السيدة العذراء، فيما عدا توما الذي كان يعمّد ابنة ملك الهند، فسلموا عليها جميعا وتباركوا منها، وصلّوا تبعا لرغبة السيدة العذراء مريم. وبعد بضع ثوان، إذ بصوت عظيم جاء من السماء وأحاطت بالسيدة العذراء القديسة مريم سحابة من الملائكة سبّحوا الرب واجتمعوا حولها من عشية السبت حتى باكر الأحد.

وكان الرب يسوع بنفسه حاضرا في وسطهم، إلى أن أسلمت روحها الطاهرة في حضن إبنها الحبيب.

صعود جسدها الطاهر

إلى السموات

بعد صعود السيد المسيح إلى السماء، وإذ كانت العذراء مريم ملازمة الصلاة، أعلمها الروح القدس بانتقالها سريعا من هذا العالم الزائل. ولما دنا الوقت، حضر التلاميذ، وكانت السيدة العذراء على سريرها، فإذا بالسيّد المسيح قد حضر إليها وحوله ألوف من الملائكة، فعزّاها وأعلمها بسعادتها الدائمة الذاهبة إليها، فسُرَّت بذلك ومدّت يدها وباركت التلاميذ، ثم أسلمت روحها الطاهرة بيد ابنها وإلهها، فأصعدها إلى المساكن العلوية. أما الجسد الطاهر فكفّنوه وحملوه إلى الجسمانية. وفيما هم ذاهبون به اعترضهم بعض اليهود ليمنعوا دفنه، وأمسك أحدهم بالتابوت، فانفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلّقتين حتى آمن وندم على سوء فعله. وبتوسلات التلاميذ القديسين عادت يداه إلى جسمه. وهو ما شاهده توما الرسول بعد عودته من الهند، وروى ذلك لبقية التلاميذ. وفيما هو مقبل تطلع فرأى جسدها الطاهر محمولا على مركبة نارية نورانية محاطا بالملائكة، فصرخ راجيا أن يتبارك من الجسد الكريم. وأتى بعد ذلك إلى التلاميذ الأطهار الذين كانوا واقفين يصلّون أمام القبر، فروى لهم ماشاهده، وتأكدوا عندما فتحوا القبر ووجدوه فارغا.

أول من رسمها هو القديس لوقا الإنجيلى البشير الذي كان طبيبا ورسّاما. وقد حفر صورتها على الخشب. ثم كرّس جزءا كبيرا من حياته لرسم صور لها. أما بقية الصور فمنها ما بقي حتى اليوم في دير السريان في وادي النطرون، ومنها ما فقد في عهد الأمبراطورة بولخاريا.

عظمة العذراء قررها مجمع أفسس المسكوني المقدس، الذي انعقد في العام 431م في حضور مئتين من أساقفة العالم، ووضع مقدمة قانون الإيمان التي ورد فيها: "نعظّمك يا أم النور الحقيقي، ونمجّدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله، لأنّك ولدت لنا مخلص العالم، أتى وخلّص نفوسنا".

حياة العذراء أحاطت بها المعجزات

تبدأ المعجزات في حياة العذراء قبل ولادتها، وتستمر بعد وفاتها، ومنها:

حبل بها بمعجزة، من والدين عاقرين، ببشرى من الملاك.

معجزة خطبتها، بطريقة إلهية حددت الذي يأخذها ويرعاها.

• معجزة في حبلها بالمسيح وهي عذراء مع استمرار بتوليتها بعد الولادة.

• معجزة في زيارتها إليصابات، التي لما سمعت صوت سلامها، ارتكض الجنين بابتهاج في بطنها وامتلأت بالروح القدس.

• أول معجزة أجراها الرب في قانا الجليل كانت بطلبها.

• معجزة استلام المسيح روحها، ساعة وفاتها.

معجزة صعود جسدها إلى السماء

المعجزات التي تمت على يديها في كل مكان، وضعت حولها كتب.

ظهورها في أماكن متعددة وما زالت المعجزات مستمرة في كل مكان، وستستمر شهادة لكرامة هذه القديسة.

وتؤمن الكنيسة بشفاعة السيدة العذراء، وكذلك بدوام بتوليتها، وتضع شفاعتها قبل الملائكة ورؤساء الملائكة، فهي والدة الإله، وهي الملكة القائمة عن يمين الملك.

الكتاب المقدس يلقب العذراء بأنها "الممتلئة نعمة"، ومن الألقاب التي وصفت بها العذراء، أي "والدة الله". وهذا اللقب الذي أطلقه عليها المجمع المسكوني المقدس المنعقد في أفسس في العام 431م. وهو اللقب الذي تمسك به القديس كيرلّس الكبير في كل كتاباته.

 

سلاح حزب الله بين ايدي ثوار سوريا والسبب خيانة داخلية

نجل احد المسؤولين الامنيين الحزبيين الكبار في البقاع الشمالي ويدعى (م. ي.) سرق مخزن الكلاشينكوف وقاذفات الصواريخ المضادة للمدرعات

المثل اللبناني يقول" دود الخلّ منو وفي"، الشعب اللبناني ينتقد سلاح "حزب الله" الذي بات يقاوم في ازقة بيروت وشوارعها وبات يستطلع تلال لاسا ويشق طرق في منطقة عين شخر الكسروانية الاستراتيجية، ويعترض المتنزهون في قناة باكيش وما ورائها، ويخطف الديبلوماسيين الهولنديين في منطقة بعلبك.

لكن ان تبدأ كوادر الحزب بتصفية بعضها البعض لترث موقع عماد مغنية القيادي لامر خطير بالنسبة الى الحزب ومفرح لمعارضيه لانها العلامة التي تشير الى بداية النهاية.

تداولت العديد من وسائل الاعلام المحلية مسألة انفجار قارورتي غاز في الضاحية وتساءلت هل انفجار قارورتي غاز يستدعي استنفار امن "حزب الله" ومنع الدفاع المدني اخماد الحريق ومنع القوى الامنية الشرعية من التحقيق؟ وهل انفجار قارورتي غاز يحدث هذا الصوت المدوي ويستدعي العمل ليلا لطلاء المبنى؟

وما سر هذه الاشكالات المفتعلة في الجنوب والبقاع وهل من المنطقي ان يحدث خلال شهر 11 اشكالا بين أفراد من "حزب الله" وحركة "امل" وآخرها في بلدة رب ثلاثين، اضافة الى 5 اشكالات مع الحزب الشيوعي اللبناني و6 اشكالات مع الجيش اللبناني، و3 اشكالات داخلية تخللها اطلاق نار في محافظة الجنوب، اضافة الى اشكال مع الحزب السوري القومي الاجتماعي؟ هذا اضافة الى ان جهاز الامن التابع لـ"حزب الله" اكد مقتل 3 من قيادييه الامنيين الكبار كانوا على علاقة بشبكة الموساد والـ"سي اي اي" اثر انفجار الضاحية احدهم من آل عيسى. وفي حزب "حديدي" كـ"حزب الله" لا يمكن لاخفاقة ان تمر مرور الكرام خصوصا اذا كان الامين العام السيد حسن نصرالله وراءها، فقد تباهى الامين العام وامام الملأ عندما صرح احد نواب الاكثرية "إمكان ان تكون الافراد المتهمة باغتيال الرئيس رفيق الحريري أفرادا مندسة ومخترقة استخباراتيا"، لكن الامين العام رفض هذا الامر جملة وتفصيلا وقال: "لحزب الله اهم جهاز لمكافحة التجسس في العالم وبشهادة اعدائنا". وكأن الله لا يترك من يتجبر عليه ان يبقى سالما، فقد اجبر الامين العام على الاعتراف وامام الملأ ايضا بوجود حالات اختراق وعمالة داخله ولو انه قلل من شأنها واعتبر أن نسبة اختراق العملاء محدودة ولا تشكل ضررا على أمن المقاومة.

قد تعتبر بعض الانظمة السياسية ان التكتم على بعض الامور وعدم الرد على اخرى قد يحمي الحزب ويجنبه الوقوع في المطبات، لكن هذا الامر لن يعد يجدي نفعا فالحزب واقع تحت مجهر الاستخبارات الاجنبية من جهة والمحكمة الدولية من جهة اخرى، فضلا عن الملفات الداخلية التي لا يمر اسبوع الا وتشهد الساحة اللبنانية حدثين امنيين او ثلاثة لهم علاقة بهذا الحزب وسلاحه. كوادر الحزب وحلفاؤه ومناصروه بدأ الشك يتوغل في صفوفهم وذلك بسبب امرين رئيسيين: الاول القرار الاتهامي الصادر عن دانيال بلمار وما تضمنه من اتهام صريح لأربعة اعضاء في الحزب بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والثاني تسارع التطورات السورية في ضوء حركة الاحتجاجات الشعبية الواسعة وتنامي الشعور لدى الحزب بأنها تسير في غير مصلحته، بصرف النظر عن النتائج التي ستتمخض عنها حركة الاحتجاجات هذه.

وبالعودة الى الامور والتجاوزات وتصفية الحسابات الداخلية في "حزب الله" فقد وصلت برقية سورية عاجلة الى مقر الامانة العامة للحزب في الضاحية الجنوبية تطلب من المعنيين ان يتأكدوا من شحنة اسلحة كانت السلطات السورية قد ارسلتها الى حزب الله وتضمنت البرقية ارقام قطع الاسلحة المطلوب التأكد منها.

وبعد مراجعة المعنيين، اتت الصدمة على رؤوس القياديين في الحزب "ان الاسلحة التي تسألون عنها مفقودة وغير متوفرة في مخازن الحزب" وبعد اجراء التحقيقات المطلوبة تبين ما يأتي:" سرق مخزن اسلحة تابع للحزب في مدينة بعلبك  يحتوي على اسلحة عادية من نوع (كلاشينكوف) صينية الصنع اضافة الى بعض قاذفات الصواريخ المضادة للمدرعات فضلا عن بعض القذائف وتوابعها اضافة الى كميات كبيرة من الرصاص."

وقد ذكر التحقيق ان المخزن تم افراغه بالكامل، وكالعادة احيط هذا الخبر بسرية كاملة لان المعني المباشر في الموضوع نجل احد المسؤولين الامنيين الحزبيين الكبار في البقاع الشمالي ويدعى(م. ي.)، وهو الابن الذي اشتكى منه ابناء البقاع والجوار بفضل بهوراته وعنترياته التي لا حدود لها.

وفي الخلاصة ان دلّ هذا الامر على شيء فهو يدل على طمع البعض في الكسب السريع في الحزب. واللافت في الموضوع ان اجهزة الامن السورية اكدت ان شاحنة السلاح المفقودة من المخزن جرى بيعها في سوريا وبأسعار خيالية، وقد تأكد الحزب من مصدر الاسلحة لانه يملك ارقامها التسلسلية تماما كما يفعل مع جميع الشحنات التي يرسلها الى "القطر" اللبناني.

"تيار المستقبل" من ينقل السلاح الى ثوار سوريا والنائبان جمال الجراح وخالد الضاهر يمولان نقل الاسلحة، اتهامات سورية وحزب الهية ضد المستقبل، وكأن الشعب اللبناني لا يعلم ان لا مصانع اسلحة في لبنان وجميع السلاح الموجود في لبنان مصدره سوريا. فهل سوريا من زوّد المستقبل بالسلاح؟ ام انها اتهامات مفبركة لاتهام احد ما في مكان ما بمسؤولية ما يجري في سوريا؟ ليس هذا المهم انما المهم ان مخزنا صغيرا للبنادق تم بيعه لقاء حفنة من الفضة، فما المانع من ان يبيع احدهم مخزنا لصواريخ رعد او زلزال او كاتيوشا، لمجموعة ارهابية في مكان ما، وماذا لو اطلقها هؤلاء على اللبنانيين الآمنين الا تشعل حربا اهلية؟ وماذا لو حصل تنظيم ما على هذه الاسلحة "فتح الاسلام" على سبيل المثال لا الحصر؟ الهذا الحد وصلت حالة الفلتان الامني داخل الحزب الحديدي؟

 

المحكمة الدولية تتتبع اثاراً تقود الى علاقة لإيران باغتيال الحريري..."در شبيغل": المتهمون سافروا إلى إيران عام 2004 وأجروا تدريبات عسكرية في "معسكر الخميني للتدريب"   

 نشرت مجلة "در شبيغل" الأسبوعية الألمانية في عددها الصادر اليوم الاثنين معلومات قالت انها تؤكد علاقة إيران بعملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري. وقالت المجلة من دون الإفصاح عن مصدر معلوماتها، إن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي أصدرت أخيراً أربع مذكرات توقيف ضد أربعة عناصر ينتمون إلى "حزب الله" اللبناني، "تتتبّع بصورة مكثفة آثاراً تقود إلى إيران". وقالت المجلة في خبرها الأخير إن الأربعة المتهمين سافروا إلى إيران عام 2004 وأجروا على مدى شهور عدة تدريبات عسكرية في "معسكر الخميني للتدريب" القريب من قمّ للتدرب على عملية الاغتيال. وأضافت أن المشرفين على الأمر "أقاموا ديكورات شبيهة بمسرح الجريمة، بما في ذلك تنفيذ تفجير تجريبي".

وتابعت أن "كتائب القدس" الإيرانية التي تعتبر اليد اليمنى للحرس الثوري، "هي التي أشرفت على كامل العملية"، مضيفة أن "مسؤولين في الاستخبارات السورية شاركوا أيضاً فيها".

وزادت "در شبيغل" أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "اضطر في الأخير إلى الاعتراف بأن الأربعة عناصر في حزبه، لكنه نفى وجود أية صلة لهم باغتيال الحريري".

وبعد أن لاحظت أن "الحكومة اللبنانية التي يسيطر عليها حزب الله لم تكن قادرة على بذل جهود للبحث عن الأربعة وتسليمهم إلى المحكمة الدولية رغم التزامها بذلك دولياً"، نقلت عن أجهزة استخبارات غربية أن "ثلاثة منهم على الأقل فروا من لبنان وأصبحوا الآن في إيران".

 

 صحيفة "إل باييس" الاسبانية": مدريد اقترحت على الأسد مخرجاً من الأزمة واستقبال عائلته 

أفادت صحيفة "إل باييس" الاسبانية اليوم أن رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو أرسل في تموز الماضي "سراً" مستشاره الخاص بيرناردينو ليون ليقترح على الرئيس السوري بشار الاسد خطة للخروج من الازمة، مشيرة إلى أن  تركيا "واكبت" المبادرة. واضافت الصحيفة أن ليون الذي يشغل كذلك منصب المبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي إلى المنطقة "ذهب إلى سوريا متخفياً"، واقترح مؤتمراً في مدريد بحسب مصادر قريبة من المبعوث، لوقف أعمال العنف، موضحة أن ليون سافر وحده واستخدم جواز سفر عادياً بدلاً من الدبلوماسي. لكن يبدو أن المبادرة رفضت بشدة. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي طلب عدم الكشف عم اسمه قوله أن ليون قال عند عودته "أشعر أن الاسد لن يتنازل عن اي شيء أساسي"، مضيفاً "أن الاشخاص الذين حاورتهم كانوا بعيدين جداً عن الواقع"،  ورأى الدبلوماسي أن مقترحات ليون أبطلها قرار الأسد بقمع المعارضة السورية التي تنادي بسقوط النظام.(أ.ف. ب.)

 

تمديد جديد مرتقب للقوات الدولية من دون انتقال إلى وقف نار دائم

خليل فليحان/النهار/من المتوقع أن يصدر الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون توصية بتمديد ولاية قوة "اليونيفيل" سنة جديدة ابتداء من 31 آب الجاري 2011 حتى التاريخ والشهر عينهما من السنة 2012 من دون تغيير في المهمة والعديد، وتكرار الاعلان عن الانتقال من وقف الاعمال العدائية الى وقف دائم للنار. وفي المعلومات الديبلوماسية ان بان لم يتجاوب هذه المرة أيضاً مع الجزء الثالث من المطلب اللبناني، أي الانتقال الى وقف نار دائم، لأن اسرائيل تعارضه والامم المتحدة لا تضغط لإرغامها على تنفيذ لبنان ما ورد في القرار 1701 من شرط لهذا الغرض، وهو كما ورد حرفياً في ديباجته "إذ يؤكد (أي مجلس الأمن) على ضرورة إنهاء العنف، مع التأكيد في الوقت نفسه على ضرورة العمل على وجه الاستعجال لمعالجة الأسباب التي أدت الى نشوب الأزمة الحالية، بما في ذلك إطلاق الجنديين الاسرائيليين المختطفين من دون شروط، وإدراكاً منه (أي المجلس) لحساسية مسألة السجناء وتشجيعاً منه للجهود الرامية الى تسوية مسألة السجناء اللبنانيين المحتجزين في اسرائيل على وجه الاستعجال". ومن خلال هذا النص يتبين أن مشكلة السجناء من لبنانيين واسرائيليين قد انتهت وأيضاً لم تسجل أي عملية لـ"حزب الله" في اتجاه اسرائيل منذ وقف الاعمال العدائية بعد 33 يوماً من المواجهات العنيفة، فلماذا لم يقدم الامين العام على اتخاذ إجراء يؤمن الانتقال الى مرحلة وقف دائم للنار وفقاً لما ورد في المادة 16 من القرار 1701 التي دعت الامين العام الى "إجراء المزيد من التحسينات على الولاية واتخاذ خطوات أخرى للإسهام في تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار"؟

وأشارت معلومات ديبلوماسية الى ان الدولة العبرية تصر على معارضتها الانتقال من وقف الأعمال العدائية الى وقف النار لأن القبول بالحالة الثانية يجعلها تتحمل المسؤولية الدولية من الناحية القانونية في حال أقدمت على خرق للقرار 1701 أو شن عدوان، ولأنه في الحالة الأولى يمكنها ان تتذرع بحق الدفاع عن النفس بينما لا يمكنها ذلك في الحالة الثانية.

أما جديد التطورات التي سترد في التقرير المتوقع ان يرفعه بان الى المجلس لمناقشته قبل حلول 31 الجاري فهي اتفاقان بين لبنان واسرائيل، الأول: مناقشة قضايا الأمن البحري من خلال الآلية الثلاثية مع احتمال الاستعانة بخبراء محليين، الثاني: وضع علامات على النقاط الخلافية على الخط الأزرق بعد مدة طويلة من الجمود في عملية ترسيمه.

ويذكر بان في تقريره إنهاء الاتصالات والمشاورات الكثيفة التي أجرتها الامم المتحدة بكل من لبنان واسرائيل حول اقتراحها في شأن الترتيبات الامنية لانسحاب الجيش الاسرائيلي من شمال بلدة الغجر بعد احتلاله خلال حرب تموز من العام 2006. واللافت ان تل أبيب كانت وعدت الامم المتحدة بالانسحاب منذ بضعة أشهر، وهي لا تزال تمعن في المماطلة والتسويف، مع الاشارة الى ان الوضع الذي نشأ على المساحة المحتلة فريد من نوعه: الأرض لبنانية، سكانها سوريون يحملون الجنسية الاسرائيلية ولا يريدون التخلي عنها، وهم يعملون في اسرائيل في قطاعات معينة. كما ان الانسحاب الاسرائيلي منها يعيد لمّ شمل العائلات القاطنة في المساحة المتبقية من البلدة. أما قوة "اليونيفيل" فأبلغت انها مع الجيش اللبناني مستعدة للمرابطة على حدود المساحة الخارجية وليس داخلها.

ولفتت مصادر قيادية الى ان المطلوب من الامم المتحدة تغيير سياسة مراقبة طرفي النزاع لتسجيل خروقهما أو تقاعسهما على ما ورد في القرار 1701، والانتقال الى مرحلة ممارسة النفوذ على الطرف المخالف، وإلا فستبقى القرارات المتخذة حول لبنان وصراعه مع اسرائيل على حالها، لا بل قد تسوء الأمور أكثر فأكثر.

 

شمعة ... وظلام

عبده وازن/الحياة

عشية الاعتصام الذي قام به جمع حاشد من المثقفين اللبنانيين أمام تمثال الشهداء تضامناً مع الشعب السوري، كان وزير الثقافة اللبناني يخطب في حفلة عشاء أقامها «التيار» الذي ينتمي إليه، مدافعاً عن الجيش السوري وعن العلاقة «المتينة» بين لبنان وسورية التي نص بها اتفاق الطائف. وبلغت حماسته «السورية» ذروتها عندما شبّه ما يحصل في سورية بما حصل في مخيم «نهر البارد» في لبنان جاعلاً الشعب السوري الثائر على الظلم والمنادي بالحرية والعدالة في درْك المسلحين الخارجين عن القانون الذين أرهبوا شعب المخيم.

عندما كان وزير الثقافة اللبناني الذي يدعى غابي ليون، يلقي هذا الخطاب بجرأة وبسالة في زحلة، «جارة الوادي» وبلدة الشاعر سعيد عقل، كان المثقفون اللبنانيون يتهيأون للنزول الى ساحة البرج وللاعتصام امام تمثال الشهداء وإضاءة الشموع التي وجدوا في نورها خير تحية يمكن ان توجّه الى الشعب السوري. وعشية اعتصامهم واجهوا حملات إعلامية مغرضة سعت الى «تشتيت» هذا الاعتصام وفشلت فشلاً ذريعاً، فالاعتصام نجح وحقق اهدافه النبيلة وجذب أعداداً من المثقفين والشباب وبعضهم ينتمي الى جبهة «الصمود والتصدي» التي لم يعد أحد يعرف اين تقع.

لعلها المرة الأولى يتمكن المثقفون اللبنانيون من إنجاح اعتصام دعماً للشعب السوري بعدما تعرضت مبادراتهم السابقة لـ «الاختراق» والبلبلة المقصودة. هذه المرة فشل أتباع جمعيات «الممانعة» في اجتياح هذا الاعتصام السلمي والنبيل الذي جمع أطياف «الحالة» اللبنانية على تناقضاتها. حتى بعض الذين يُحسبون على جبهة «8 آذار» لم يتوانوا عن الانضمام الى المعتصمين، ليندّدوا بما يحصل في سورية من قتل وتهجير واضطهاد.

وزير الثقافة اللبناني لم يبالِ بهذا الاعتصام ولا بالمثقفين المعتصمين. هو أولاً لا يعدّ نفسه وزيراً لهم مثلـما هم أيضاً لا يعدّونه وزيراً للثقافة اللبنانية كما يفهمونها. الوعي «الوطني» أو «اللبناني» بالأحرى انبثق هذه المرة من الساحة العامة، ساحة الشهداء وليس من قلب الدولة. هذه المرة كان وزير الثقافة على الهامش، أما المثقفون فكانوا هم في المعترك، معترك الوطنية التي تعني الحرية ومشتقاتها الكثيرة.

تذكّرت، عندما قرأت اجزاء من خطاب وزير الثقافة الراهن، سلفه، وزير الثقافة السابق ميشال إده الذي أعلن مرة انه سيرتمي (بقامته الضخمة) امام دبابات الجيش السوري إذا قرر هذا الجيش الانسحاب من لبنان. لكنه عدل عن رأيه ولم يرمِ بنفسه امام الدبابات التي انسحبت لاحقاً من لبنان، كرهاً لا طوعاً. ولا أعتقد ان حماسة وزراء الثقافة السوريين بلغت ما بلغته حماسة وزيرينا، ميشال إده أولاً وغابي ليون ثانياً. هذه الظاهرة، ظاهرة «الانبطاح» السياسي بالحقيقة أو بالرمز، ليست غريبة عن المعترك السياسي الرسمي في لبنان. وقد أصيب الكثيرون من السياسيين بالعياء من شدة ما «انبطحوا» وزحفوا... أياً كانت وجهاتهم.

بعد تسلّمه حقيبة الثقافة قبل أسابيع، لم يجاهر الوزير ليّون بخطة ثقافية أو بمبادرة يقوم بها. كل تصريحاته الصحافية كانت سياسية بل «حزبية»، مرتكزة الى شعارات «الجنرال» رئيس «التيار» الذي ينتمي الوزير إليه، وأحدث هذه الشعارات إسقاط مفهوم «حقوق الإنسان» الذي فاجأ «الجنرال» به اللبنانيين جميعاً. وقد سخر علانية من هذه «الحقوق» معتبراً إياها شعاراً فارغاً – على خلاف شعاراته – تتفوّه به جماعة وهمية، لا وجود لها. لم يُطلع الوزير ليّون أهل الثقافة على برنامج يعمل على تنفيذه ولا على أنشطة يزمع على إحيائها. كأنه يحاول التبرؤ من حقيبة الثقافة، التي أثقلت كاهله على ما يبدو، معتبراً نفسه وزيراً للثقافة بالاسم وليس بالفعل. إنه وزير حزبي. هذا ما لم يتورّع عن إعلانه، وزير حزبي في ما تعني الحزبية من انحياز وانغلاق... ولعل خطابه الأخير الذي أثار فيه قضية تهريب الأسلحة من مرفأ سوليدير الى سورية، خير شاهد على طموحاته التي تتخطى الثقافة الى السياسة في مفهومها الحزبي وليس العام. ولعله أعرب، في ما يشبه المواربة أو الالتفاف، عن انحيازه الى فئة دون أخرى، وعن تبنّيه قضية دون أخرى، وكأنه ليس وزيراً للثقافة اللبنانية، بل لأحد أزقة هذه الثقافة أو ساحاتها.

تجاهل الوزير غابي ليّون الاعتصام السلمي والجميل الذي قام به مثقفون لبنانيون ينتمون الى تيارات سياسية وفكرية شتى، وكان من المألوف ان يتجاهل هذا الاعتصام، هو الذي استبقه معلناً دفاعه عن الجيش السوري الذي «تستهدفه، كما قال، أعمال عنف». قد لا يُناقش الوزير في رأيه، وفي ما يشاهد من أعمال عنف تعمّ المدن والقرى السورية، فهو حرّ في ان يرى ما يشاء وأن يعلن ما يريد من مواقف وآراء، لكنّ المأساة انه يتكلم كوزير للثقافة، كوزير يُفترض به ان يكون ديموقراطياً ومنفتحاً على كل الجهات والتيارات والمواقف، ما دامت ذات بعد ثقافي. مرة أخرى نقول إنّ لا وزارة للثقافة في لبنان، بل وزير للثقافة. فالطابق الصغير الذي تحتله الوزارة في أحد أبنية شارع الحمراء لن يصبح وزارة مهما جاء وزراء وغادر وزراء. لكننا نتذكر دوماً ان وزيرين مرّا بهذه الوزارة وكانا حقاً وزيري ثقافة لكنهما لم يطيلا مكوثهما فيها. سنظل نتذكر دوماً المفكّرين غسان سلامة وطارق متري، اللذين لم تتسع لهما وزارة الثقافة لأنهما أكبر منها.

 

جنبلاط في سوريا: المال عصب الرجال

فراس حاطوم/الجمهورية

صارخا من قلب قلبه وكأنّه يفرغ مكنونات مكبوتة تختزنها نفسه منذ عقود، وقف وليد جنبلاط قبل أربعة أعوام خطيبا في ساحة الشهداء، فلم يترك حيوانا في البحر والبر والماء إلّا واستدعاه من كتاب "كليلة ودمنة" ليشبّه به الرئيس السوري بشّار الأسد، علما أنّ ملك الغابة قد يكون الحيوان الوحيد الذي استثناه جنبلاط من حفلة زجله الشهيرة، التي حصدت تجاوبا هستيريا من مئات الآلاف الذين احتشدوا في ساحة الشهداء لإحياء ذكرى الرابع عشر من شباط.

بالطبع لم يكن أحد من الذين صفّقوا في حينها لمصطلحات البيك الجريئة يتوقع أن يشاهده بعد عامين تقريبا يؤدّي حركة هز رجله الشهيرة على الكرسي المخصص للضيوف في قصر الشعب السوري، فيما الأسد على الكرسي المقابل له يتحدث إليه تحدّث الواعظ الناصح. لم يتوقع أحد ذلك، لكن هذا ما حدث بالفعل، مسبوقا وملحوقا بطبيعة الحال برحلة "الكعب الداير" التي فُرض على جنبلاط أداؤها لقبول توبته، والتي شملت في محاولة الإذلال السياسي كل من استعان الرجل بكتاب ابن المقفع لوصفه، بدءا بالوزير السابق وئام وهاب وليس انتهاء بالرئيس السابق للجمهورية إميل لحود. على أي حال قبلت التوبة، وصار جنبلاط، ووفقا لطريقته المعهودة في "تغدي" نفسه قبل أن يتعشاها الآخرون، ينتقد سنوات "غربته" الأربع في صفوف قوى الرابع عشر من آذار، واصفا تلك السنوات بأنها لحظة تخلٍّ مرّ بها تحت ضغط الأحداث، بينما أخذت سوريا ومعها حلفاؤها في لبنان يبحثون عن أسباب تخفيفية ويكرّرون الخطاب الممجوج عن عودة الزعيم الاشتراكي إلى موقعه "النضالي الطبيعي"، علما أنّ نسف خطاب كهذا يكفيه الاستماع إلى تصاريح سابقة لمسؤولين في "حزب الله" وغير "حزب الله" لم تكن تتذكر من نضال الإبن الضالّ سوى لقائه الشهير بشمعون بيريز في بيت الدين بعد الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982. لذلك، ولأنّ السذاجة ليست صفة من صفات جنبلاط، ولا صفة من صفات حلفائه القدماء الجدد - أغلبهم على الأقلّ- فإنّ كلاهما، وبغضّ النظر عمّا قيل في الإعلام، كان يلعب مع الآخر "عالمكشوف"، فسوريا العارفة بمشاعر إبن كمال جنبلاط تجاهها، كانت مدركة أنّ عودته إلى الحضن السوري لم تكن اشتياقا إلى ضمّة من "أبو عبدو"، بل محاولة منه للالتحاق بمحور بدا لوهلة معيّنة في طريقه إلى الانتصار، تماما كما أنّ زعيم المختارة كان يدرك أنّ قبول توبته لم يكن من باب الشفقة عليه، بل من باب الحاجة إليه لبنانيّا وسوريّا، ففي بلاد الأرز لم تثمر محاولات السنين العجاف لتحجيم زعامته الطائفية إلا مزيدا من الالتفاف الدرزي حوله، تماما كما أنّ صوره وصور والده ظلّت تنافس صور الأسد على صدارة البيوت في جبل الدروز، حتى في عز التوتر بينه وبين النظام الحاكم في دمشق.

ولأنّ سوريا بلد إقليمي نافذ يزيد تعداد سكانه عن العشرين مليونا، بينما جنبلاط، مهما بلغ نفوذه، وهو زعيم طائفة يقلّ عدد أبنائها عن المليون، فقد كان متوقّعا، وفقا للمنطق، أن تبقى اليد الطولى في العلاقة لدمشق من دون أن يجرؤ جنبلاط على رغم ذلك على أن يضلّ طريقه مجددا.

بالفعل، فإنّ هذا ما كان إلى أن هبّت رياح الثورات وأنصاف الثورات على العالم العربي، ووصلت إلى عاصمة الأمويين فهزّت أركان الحكم فيها.

حينها لم يعد جنبلاط مجرّد حاجة سوريّة، بل صار حاجة ملحّة وخصوصا أنّ بوادر البعد الطائفي لما يجري من أحداث بدأت تلوح في الأفق...

أخذت وتيرة الانتقاد الجنبلاطي ترتفع تدريجا حتى بات كثيرون يستشعرون انعطافة جديدة، ويراهنون على قرب الطلاق البعثي الاشتراكي.

ماذا حدث بين جنبلاط ومحمّد ناصيف؟

وعلى رغم أنّ هذا الأمر يبقى واردا في كل لحظة، فإن ما رشح عن أجواء الاجتماع بين جنبلاط واللواء محمد ناصيف مطلع الأسبوع الماضي، لا يوحي بقرب حدوثه.

وحسب ما نُقل من أجواء عن اجتماع دمشق، فإنّ جنبلاط أكّد لناصيف أنه لا يزال في موقف الداعم لرأس النظام، وأنه ليس في وارد تغيير هذا الموقف، وبالتالي فإنّه، وبنتيجة اتصالاته مع المشايخ وأعيان العائلات في المناطق الدرزية في سورية، يستطيع أن يؤكد أن الشارع الدرزي، وبغضّ النظر عن موقف قد يصدره مثقف من هنا أو ضابط من هناك، ليس في وارد الانضمام إلى الحركات الاحتجاجية، لكنّه في الوقت عينه لن يكون - أي جنبلاط - قادرا على منع نفسه من توجيه الانتقادات إلى الأداء السياسي والأمني لحزب البعث ما دامت مسيرة الإصلاح الفعلي لم تبدأ بعد. وحسب ما نُقل، فإنّ جنبلاط أوضح أنّه مضطرّ إلى اتخاذ مواقف كهذه لا للحفاظ على الحد الأدنى من الانسجام بينه وبين نفسه، بل أيضا لتنفيس الاحتقان لدى دروز سوريا الذين يشعرون بالغضب جرّاء ما تقوم به الأجهزة الأمنية من قمع دموي للمتظاهرين تماما، كما أنّ مواقفه قد تخفف من حدّة الضغط عليهم تحديدا من قبل الشارع السنّي الذي بات يردّد علنا أن الدروز خذلوا السنة مرتين، مرة في لبنان ومرّة في سورية... جدّد البيك المبايعة للنظام إذا لكنّه لم يجدّد من دون أن يطلب، ولائحة المطالب طويلة، حسب ما قيل، وأهم ما فيها مطلبان.الأوّل هو إسناد منصب محافظ الجنوب إلى مرشّح الحزب الاشتراكي، وإقناع النائب طلال إرسلان بسحب مرشّحه (مالك إرسلان). وقد أبلغ إلى جنبلاط أنّ هذا أمر مقدور عليه. والثاني هو تأمين مجرى مالي إلى المختارة يعوّض جفاف أنهر المال التي كانت تتدفق من الرياض والدوحة. "هذا أيضا أمر مقدور عليه"، قال السوريون، فمن أوجد النفط في الخليج أوجده في طهران، ورقبة إيران سدّادة!

 

لتسترهما على عمليات "حزب الله" الإرهابية في سورية وارتكاباته في لبنان 

مرجع روحي لـ "السياسة": سليمان وميقاتي معرضان للمحاسبة القانونية

حميد غريافي/السياسة

سَخِر مرجع روحي ماروني في باريس امس من "حراك الرئيسين اللبنانيين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي في محلهما" من دون "ان تكون لهذه الحركة بركة" حول "الفوضى الامنية العارمة التي تتصاعد يوما بعد يوم على ايدي ميليشيات وعصابات حزب الله وحركة امل الشيعية, ما يبعث على القلق المتزايد لدى الناس من "انفجار الحرب النائمة" كما وصفها الرئيس الاسبق امين الجميل "في اي لحظة وتتحول الى حرب مدمرة" بسبب ضيق الخناق شيئا فشيئا على حسن نصرالله وجماعاته".

وقال المرجع ل¯"السياسة" ان هذا "التجاهل المريب والمعيب الذي ابداه سليمان وميقاتي للانفجارين الخطيرين اللذين حدثا خلال اسبوعين في منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية من بيروت, قلب قيادة حسن نصرالله وعصاباته, ثم انفجار انطلياس الذي ادى الى مصرع اثنين من الحزب الايراني, ان هذا التجاهل داخل اجتماع المجلس الاعلى للدفاع وعدم اعطاء التفاصيل الى الشعب القلق الخائف من عودة الاغتيالات والتفجيرات, يرسم علامات استفهام تتضح اجوبتها يوما بعد يوم حول المهمتين الحقيقيتين لسليمان الذي اختاره نصرالله وبشار الاسد لرئاسة لبنان في "اجتماع الدوحة", ولنجيب ميقاتي الذي اتى به نصرالله نفسه لرئاسة الحكومة الانقلابية التي حيكت مؤامرتها في دمشق مع الرئيس السوري نفسه ايضا, وما اذا كان هذان المسؤولان الاكبر في الدولة اللبنانية يعملان للبنان واستقلاله ام انهما يقودان "الاوركسترا" المستوردة آلاتها من دمشق وطهران?".

ودعا المرجع الروحي الماروني البطريرك بشارة الراعي الى "التخلي عن حياديته الزائدة عن اللزوم" والتي "تنافس حيادية صديقه الرئيس سليمان حتى انها تبدو انحيازا واضحا وشبه علني الى اعداء الدولة والشعب اللبنانيين امثال العصابات الايرانية التي ابتلعت بعض التيارات والاحزاب المسيحية, بل المارونية تحديدا, مثل تيار ميشال عون وحزب سليمان فرنجية وبعض حلفاء سورية, بحيث بات عدد كبير من الموارنة وقادتهم في الداخل وخصوصا في عالم الاغتراب يشك في ان يكون اختيار البطريرك الراعي خلفا للبطريرك التاريخي نصرالله صفير اختيارا صائبا او مناسبا للطائفة التي تصارع منذ ثلاثين سنة واكثر للبقاء, بعد الهجمات السورية والفلسطينية والايرانية على حكم لبنان لتغيير صورته ووجهه المشرق الى وجه الشر والانعزال والقتل والاغتيالات والخروج على كل القوانين الانسانية".

وكشف المرجع الروحي النقاب ل¯"السياسة" عن ان "التفجيرات الدراماتيكية الحاصلة اليوم في الدول العربية ذات الانظمة القمعية والشمولية التي وصل كل حكامها المجرمين والقتلة بانقلابات عسكرية دموية, وخصوصا النظام البعثي في سورية, هذه التغييرات لن تتغاضى عن مواقف الرئيس اللبناني سليمان ورئيس حكومته ومجلس نوابه المتخاذلة والمعارضة لثورات الشعوب المتحررة, عندما تنتهي هذه التسونامي العارمة في الشوارع العربية, اذ قد يواجهان اسئلة شعبية وقانونية كثيرة من الممكن ان تصل الى حدود المحاسبات".

وحمل المرجع الماروني سليمان وميقاتي ومعهما البطريرك الراعي مسؤولية اي انفجار امني في لبنان يفتعله حزب الله بطلب من بشار الاسد لتحويل انظار العالم الى هذا البلد المنكوب بحكامه دائما, بعدما فشلا معا في فتح جبهة صغيرة مع اسرائيل من لبنان او الجولان للفت الانتباه الى خارج ما يجري في سورية", مطالبا اياهما بنشر نتائج التحقيقات الامنية حتى الآن في انفجاري الرويس وانطلياس وقبلهما في استهداف القوة الفرنسية في يونيفيل في صيدا, وعلى نواب "14 آذار" ان يتقدموا باستجواب لميقاتي عن هذه الاحداث الدامية واجباره على كشف الغطاء عن عناصر "حزب الله" وقيادييه الذين كانوا وراء هذه الاعمال الارهابية الاجرامية".

وكشف المرجع ان عددا من المعارضين السوريين في فرنسا والخارج ابلغوه ان "سليمان وميقاتي وقائد الجيش جان قهوجي ووزير الدفاع فايز غصن وغيرهم من المسؤولين, يعرفون جيدا ان نصرالله ارسل نحو ألفين من ميليشياته الى المدن السورية لمساندة قوات النظام في القمع, لذلك فإن المحاكمات التي ستجري بعد سقوط النظام لكبار قادته, ستطول المسؤولين اللبنانيين هؤلاء الذين ساهموا بصمتهم على ما يجري في ارتكاب المجازر.

 

قصّة فرار عناصر "فتح الإسلام" من "رومية

"خاص الجمهورية"

كيف تمكّن عناصر من فتح الإسلام من "مغادرة"وليس الفرار من سجن رومية، حيث تمّ تجاهل "إخبار" بعمليّة فرار قيد الإعداد، وسُجّل إهمال رسمي من الحكومة من خلال تَرك أبواب الغرف محطّمة منذ ثلاثة أشهر، إضافة الى تورّط محتمل من عناصر الأمن سهّل خروج أخطر الإرهابيين من السجن سيراً على الأقدام! مسؤول بارز لخّص لـ"الجمهورية" المشهد في سجن رومية بقوله: السجن هو تحت سلطة المساجين. الإرهابيون وتجّار المخدّرات يديرون عملياتهم في الخارج عبر الهواتف الخلويّة، من دون حسيب ولا رقيب، حتى أصبح السجن "غابة فلتانة" يسرح فيها المساجين ويمرحون. وفي التفاصيل، خلال آخر عمليّة شغب حصلت في سجن رومية، تمّ تحطيم أبواب الغرف في المبنى د. وعلى رغم إرسال قيادة الدرك تقارير بوجوب إصلاح الأبواب المحطّمة، من أجل إعادة نحو ثمانين سجيناً إلى غرفهم (4 مساجين داخل كلّ غرفة تقريباً)، حتى يتمكّن عناصر الدرك من الدخول الى هذا القسم من المبنى، للمعاينة والتفتيش والتأكّد من سلامة الأمور. إلّا أنّ إهمال هذه التقارير فتح هذه الغرف البالغ عددها نحو عشرين غرفة بعضها على بعض، ما جعل منها ساحة واحدة يسرح فيها جميع نزلائها بحرّية كاملة وبعيداً من الرقابة، بحيث لا يمكن لأيّ عنصر أمن أن يدخل إليهم حتى لا يقع رهينة بين أيديهم.

وقبل أربعة أيّام تمّ ضبط سكاكين و"عويسيّات" في آخر غرفة قرب شبّاك التهوئة في المبنى د. كما أنّ عاملاً للصيانة دخل لإنجاز بعض الأعمال وخرج تاركاً عدّته، وفيها منشار في إحدى الغرف. ولمّا سأله أحد الدركيين: أين أغراضك؟ أجابه من خلف الباب أحد عناصر "فتح الإسلام" مهدّداً: "سنتّهمك بأنّك تبيع حبوب الهلوسة في السجن إذا فتحت فمك".

وقبل يومين، افتُعل إشكال داخل مبنى آخر تمّ على إثره نقل سجينين من "فتح الإسلام" الى غرفة فيها 4 من "فتح الإسلام" أساساً. وبدأوا العمل على نشر حديد النافذة بعدما فتحوا بابَ آخرِ غرفة قرب شبّاك التهوئة، ما حجب الرؤية عن عنصر الأمن المراقب الذي صاح قائلا: أقفلوا الباب. لكنهم لم يمتثلوا لكلامه، بل أكملوا عملهم وتركوا الحديد المنشور معلّقا في مكانه لعدم لفت الانتباه. وعند الساعة صفر لتنفيذ عملية الهروب، أزالوا الحديد بعد فتح الباب مجدّدا لحجب الرؤية، ونزلوا إلى باحة السجن بواسطة شراشف كانوا ربطوها بعضها إلى بعض، ثمّ تسلّلوا بين زوّار السجن ووصلوا إلى أوّل باب للخروج، فلم يدقّق أحد من العناصر في هويّاتهم، فأكملوا سيرهم على الأقدام حتى الباب الثاني، وكذلك لم يسألهم أحد من عناصر الأمن عن هويّاتهم، وخرجوا مع الزوّار المدنيّين واستقلوا باصاً للركّاب حتى نهر الموت، ثم تواروا.

بهذه البساطة، فرّوا. لكن الفضيحة الأكبر هي في الإهمال الخطير الذي تجلّى في الوقائع الآتية:

1 - قبل نحو خمسة أيّام وردت معلومات تفيد أنّ عناصر من "فتح الإسلام" يحضّرون لعملية فرار من سجن رومية بمساعدة ملازم أوّل(...) في قوى الأمن الداخلي في السجن لقاء مبلغ مليون دولار. وقد تبيّن لاحقاً أنّ الضابط المذكور كان في خدمته يوم تنفيذ الفرار، وتمّ توقيفه لاحقاً للتحقيق معه.

كما تبيّن أنّ مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر كان تلقّى اتّصالا من مجهول عن عمليّة فرار محتملة، فأعطى إشارة بمراقبة خطّ هاتف المتّصل والتحقّق لافتا إدارة السجن الى الأمر لاتّخاذ الإجراءات الاحترازية، لكن شيئا لم يحصل.

2 - أنفقت هيئة الإغاثة مبلغ خمسة ملايين دولار لإجراء تصليحات وصيانة في السجن، لكن تبيّن أنّ المبلغ أنفق على "طعام" للسجناء، وليس لتصليح الأبواب المخلّعة أو تركيب كاميرات للمراقبة.

3 - أرسلت قيادة الدرك وإدارة السجن أكثر من ثلاثة تقارير لوزير الداخلية عن وضع السجن وضرورة معالجة الثغرات الأمنية فيه، لجهة تركيب كاميرات وزيادة العناصر والإسراع في الصيانة. إلّا أنّ شيئاً لم يحصل. حتى الأبواب المخلّعة لم يُرصَد لها مبلغ لتصليحها.

وبنتيجة التحقيقات تبيّن أيضاً أنّ هناك كاميرتين معطلتين كان أحد "الجيران" أهداها للسجن، ولا يوجد حرّاس على أسطح المباني ولا في باحة السجن، حيث نزلوا بواسطة الشراشف من دون أن يراهم أحد. كما تبيّن الإهمال في عدم التدقيق في هويّات وأغراض الداخلين إلى السجن والخارجين منه، وأنّ عدد العناصر يناهز 25 عسكريّا وإداريّا فقط، ما يعني أنّ السجن متروك. حتى أنّ القضاة والمحقّقين، عندما حاولوا الاقتراب من "اللولب" وهو المكان الذي من خلاله يرى عناصر الحرس كلّ الأجنحة، انهمرت عليهم زجاجات الماء والحجارة والمعادن (تنك) وبيض وبندورة من غرف الجناح المحطّمة الأبواب حيث بدا السجناء كما لو أنّهم في غابة "فلتانين على بعضن". وقال أحد عناصر الدرك للمحققين: "بَلا ما تستفزّوهم حتى لا يفتعلوا الشغب ويحرقوا السجن مُجدّدا".

 

مروان حماده : عون أمعن في محاولات إلغاء الدولة ونسف القوانين في حين أنه يعتبر نفسه رب مكافحة الفساد

صحف لبنانية/إعتبر النائب مروان حماده "ألا عجب في أن يكون رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، الذي أمعن في محاولات إلغاء الدولة ونسف القوانين، مستمر بمنطقه نفسه ووزرائه"، مشيراً في هذا السياق إلى أنَّ "وزير الإتصالات السابق (شربل نحاس) أجرى تعيينات إعتبرها مجلس الخدمة المدنيّة باطلة، لا بل خارجة عن القانون، في حين يعتبر عون نفسه رب مكافحة الفساد". حمادة، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، سأل: "هل من أحد يظن أنَّ الحكومة قامت بالبحث عن المتهمين الـ4 في قضيّة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أم أنَّها أعطت مدعي عام التمييز (القاضي سعيد ميرزا) معلومات أنها لا تستطيع القيام بذلك؟". من جهة ثانية، أكد النائب حمادة "ألا صحة للأنباء التي تحدثت عن تهريب سلاح من لبنان إلى سوريا"، لافتاً في المقابل إلى أنَّ "لبنان هو الذي أصبح مستودع سلاح بسبب السلاح الذي يدخل من سوريا إليه

 

مكّوكية جنبلاط مَردّها إلى الخطر الداهم... من سوريا

الحمهورية/فادي عيد

تُنذر المتغيّرات الحاصلة في المنطقة بخريطة سياسيّة جديدة على المستوى الإقليمي، في وقت تتخبّط فيه الساحة اللبنانية بالنزاعات الداخلية والسجالات لملء الوقت الضائع، لا سيّما وأنّ لبنان يعيش على إيقاع ما هو حاصل في سوريا بشكل مباشر. وفي خضمّ هذه الأوضاع تبرز حركة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من خلال سلسلة الزيارات واللقاءات المكّوكية التي يقوم بها في الآونة الأخيرة والتي شملت إلى العاصمة الفرنسية قطر وروسيا وتركيا فسوريا.

وفي هذا الإطار أكّدت مصادر مواكبة لحركة النائب جنبلاط أنّ الزعيم الدرزي يستشعر خطرا داهما للساحّة اللبنانية انطلاقا من بوّابة الأزمة السوريّة، ولذلك باشر حِراكا متعدّد الاتّجاهات لنقل رسائل بهذا الخصوص إلى أكثر من مرجعيّة محلّية وإقليمية، وذلك لتفادي انزلاق الوضع اللبناني الى التوتّر، لا سيّما وأنّه يمتلك معلومات موثوقة تفيد بأنّ سيناريوهات وُضعت من أجل خلق واقع أمنيّ متدهور داخليّا، وهو يسعى جاهدا لعدم الوقوع في شرك الفتنة، وعلى هذه الخَلفية أوفد الوزير غازي العريضي للقاء الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، وتمنّى عليه العمل على وقف التظاهرات الحاصلة في أكثر من منطقة تأييداً للنظام السوري كي لا تستفزّ الطرف الآخر، الأمر الذي سيؤدّي الى خلق توتّرات في الشارع اللبناني المثقَل أصلا بالاصطفافات السياسية والمذهبية، خصوصا وأنّه كان شاهدا ميدانيّا أثناء مروره في شارع الحمرا ورأى بأمّ العين عملية التعدّي التي مارستها جماعات من الحزب القومي وحزب البعث المؤيّدة للنظام السوري ضدّ المشاركين في التظاهرة المعارضة للنظام السوري.

وبموازاة لقاء نصرالله، عمدَ النائب جنبلاط الى عقد لقاءات مع قيادات درزيّة لتحصين الساحة الداخلية والحفاظ على وحدة الجبل، وذلك خوفاً من حصول أيّ انفجار أمني يؤدّي الى تكرار ما حصل في السابع من أيّار 2008. وهو لذلك مستمرّ في أداء دوره الوسطي رغم كلّ العراقيل، ويحاول مجدّدا تفعيل الدعوة إلى الحوار التي كان أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ونزع فتائل التصعيد الداخلي والتخفيف من حدّة المواجهة ما بين 8 و14 آذار، وقد تظهّر ذلك بوضوح في موقفه الأخير في رفض مشروع الوزير جبران باسيل، وذلك بالتوازي مع موقف كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

وفي إطار دوره المحوري على الصعيد الوطني، يتحرّك جنبلاط أيضا وبحسب المصادر المواكبة، إقليميّا من خلال زيارتيه الى تركيا وسوريا في الأسبوع المنصرم. وكشفت معلومات متداولة، رغم أنّ جنبلاط نفاها بالأمس، أنّه كان من المقرّر أن يلتقي الرئيس السوري بشّار الأسد لنقل رسالة أوروبّية إليه، لكنه فوجىء باستقباله من قِبل اللواء محمد ناصيف، ممّا فسّر وكأنّه بمثابة ردّ سوري سريع على ما يحمله جنبلاط من اقتراحات من قِبل المجتمع الدولي الى النظام السوري. وعلى الرغم من الموقف السوري فإنّ الحزب الاشتراكي وللمرّة الأولى أصدر بيانا تناول فيه اللقاء مع اللواء ناصيف، واصفا إياه بالودّي، وأكّد استمرار دعم النائب جنبلاط للرئيس الأسد على خلفيّة الحؤول دون حصول حروب أهلية، والسعي إلى حماية الأقلّيات في المنطقة. واستدركت المصادر عينها، أنّ النائب جنبلاط رغم مواقفه الداعمة والمؤيّدة لنظام الرئيس الأسد، فهو لا يزال يعتبر أنّ التحرّكات الشعبية يجب أن تقابل بإصلاحات وليس بالقمع، وهو كان فاتحَ بذلك الرئيس السوري في لقاءات سابقة، حيث حذّر من خطورة التداعيات المقبلة من استمرار دورة العنف في سوريا واحتمال انتقالها إلى لبنان المترابط جغرافيّا وسياسيّا بالساحة السوريّة. وخلصت المصادر الى أنّ الأيّام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى الوضع السوري، وأنّ الموقف الدولي بات واضحا لجهة حسم أيّ تدخّل عسكري في سوريا مهما تعقّدت الأزمة، ولكن الضغط السياسي ما زال في بداياته وقد يتطوّر لاحقا فيما لو استمرّ أسلوب القمع على ما هو عليه الآن.

 

لوّح العونيون بالاستقالة فتأبّط رئيس الحكومة شرّ تصريف الأعمال

"حزب الله" توسّط بين ميقاتي وعون لاحتواء توتر الكهرباء

الجمهورية/فيما تتسارع التحركات الدولية والاقليمية الهادفة الى الضغط على نظام الرئيس بشار الاسد لوقف قمع الاحتجاجات في سوريا، بقي الوضع الأمني في لبنان متصدّرا الاهتمامات السياسية نتيجة الحوادث الامنية المتنقلة، فيما ينتظر الجميع صدور رزمة جديدة من القرارات الاتهامية عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ونشر مضمون القرار الاتهامي الصادر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

سوريا وتركيا

وفيما تستمرّ الأنظار شاخصة الى الوضع السوري، حيث دخل سلاح البحرية على خط الدفاع عن النظام (صفحة 14)، توافرت معلومات لـ"الجمهورية" مفادها أنّ الجانب التركي اقترح على الأسد باسم واشنطن ودول الخليج ان يقود مرحلة انتقالية تشكل خلالها حكومة في رعايته وتكون مهمتها الاشراف على انتخابات مطلقة الحرية ويشارك فيها حزب البعث، مع اعطاء الأسد ضمانا له ولعائلته وطائفته. كذلك طلب الجانب التركي من الاسد، حسب المعلومات نفسها، أن يعلن على الملأ خلال اسبوعين قبوله هذا الاقتراح، في مقابل أن يعمل الاتراك على وقف حركة الاحتجاج بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول الخليج.

واشارت المعلومات الى ان الجواب الاولي السوري عن هذا الاقتراح التركي لم يكن واضحا، وان السوريين لم يجدوا انفسهم مضغوطين الى درجة تفرض عليهم القبول بهذا الاقتراح "المدعوم اميركيا وخليجيا" حسب ما أكد لهم وزير الخارجية التركية احمد داوود اوغلو.

بين ميقاتي وعون

في غضون ذلك بدا الوضع الحكومي مهددا بالتفسخ نتيجة الخلاف على ملف الكهرباء بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، بعدما تم تأجيل بت هذا الملف في جلسة مجلس النواب الأخيرة لكي يعاد درسه في مجلس الوزراء ووضع "ضوابط" لمّح اليها ميقاتي، ومن ثم طرحه في الجلسة النيابية المقررة الاربعاء المقبل.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" إن الرابية شهدت الأسبوع الماضي نقاشا في فكرة استقالة وزراء "تكتل التغيير والإصلاح" من الحكومة احتجاجا على تأجيل اقرار اقتراح القانون البرنامج الخاص بتمويل تنفيذ خطة وزير الطاقة جبران باسيل لإصلاح القطاع الكهربائي مدة أسبوع، إذ قرأ التكتل هذا التأجيل على أنه محاولة لنسف الخطة الكهربائية. واشارت المصادر الى ان التكتل كاد يتخذ قرارا بهذه الاستقالة لولا دخول "حزب الله" على الخط سريعا، إذ اوفد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله معاونه الحاج حسين خليل الى عون ليهدّئه، واعدا بمعالجة الأمر مع ميقاتي. وذكرت أن رئيس الحكومة عاش ساعات الاسبوع الماضي هاجس استقالة الوزراء العونيين، فتأبّط شر تصريف الاعمال لأن استقالة من هذا النوع إذا حصلت تحول حكومته حكومة تصريف اعمال.

وكشفت هذه المصادر ان باسيل ما زال مصرّا على طرح موضوع الكهرباء في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، ولكن ميقاتي لا يبدو متحمسا للفكرة، وانه يطرح تنفيذ قانون الكهرباء لجهة تشكيل الهيئة الناظمة لهذا القطاع، وقد عكس ذلك تصريحات اطلقها بعض الوزراء المحسوبين عليه، ومنهم وزير الاقتصاد نقولا نحّاس، الامر الذي يرفضه باسيل لأنه يعتبر ان هذه الهيئة تقيد صلاحيات وزير الطاقة.

حزب الله وجنبلاط

وإلى ذلك يتوقع ان تكون الاتصالات التي جرت بين "حزب الله" ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط قد عالجت فتورا اعترى العلاقة بين الجانبين الأسبوع الماضي.

وعلى خلفية الاتصالات المفتوحة بين جنبلاط ومختلف الأطراف في طرفي الصراع، توقفت الأوساط عند اللقاء الذي عقد السبت الماضي بين نصرالله والوزير غازي العريضي عقب زيارة جنبلاط دمشق واجتماعه إلى معاون نائب الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف.

وعلى رغم التكتم الذي لف اللقاء، اكتفى العريضي بالقول لـ"الجمهورية" ان لقاءه ونصر الله "تناول العلاقات الثنائية بين الطرفين، اضافة الى الوضع العام في لبنان والمنطقة".

وسئل العريضي عن الكلام الذي يقال عن "زعل" سوري من جنبلاط، فأجاب: "في الأمس كنا معا في سوريا وصدر كلام رسمي عن الحزب التقدمي الاشتراكي بعد عودتنا".

وعمّا اذا كان لقاؤه ونصر الله يمهد للقاء بين الأخير وجنبلاط، أجاب العريضي:

"ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها الطرفان، كما أنها ليست المرة الأولى التي التقي فيها السيد نصر الله، بل التقيته مرات عدة، لكنّه شاء هذه المرة ان يُعلن عن اللقاء في الإعلام".

وكانت شاعت في اليومين الماضيين معلومات مفادها أن أزمة نشأت بين "حزب الله" وجنبلاط وتجري اتصالات بين الجانبين لتطويقها.

وكان سببها أن جنبلاط قلق عندما بلغته معلومات تفيد عن "تركيز" منصات لصواريخ كاتيوشا وراجمات صاروخية في تلة الـ888، فسارع إلى ابلاغ "حزب الله" عبر احد نوابه بوجوب سحبها ملوّحا باتخاذ موقف، وقد تولى هذه المهمة النائب أكرم شهيّب الذي اتصل بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" الحاج وفيق صفا الذي استمهله بعض الوقت ليرد عليه بأن من اقدم على ذلك هم عناصر غير منضبطين ينتمون الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة وليس الى المقاومة، وتمت معالجة الأمر.

وذكرت المصادر أنّ جنبلاط فهم من الامر "رسالة ما" أُريد توجيهها اليه على خلفية مواقفه الأخيرة.

قرارات اتهامية

وفي غمرة الملفات المفتوحة، تنتظر الأوساط السياسية رزمة جديدة من القرارات الاتهامية سيصدرها المدّعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار، بعدما عزز رئيس المحكمة القاضي دانيال فرانسين صدقية التهم التي وجهها الى المتهمين بالجرائم المترابطة مع جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، ولا سيما منهما محاولتي اغتيال نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع السابق الياس المر والنائب مروان حمادة واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي.

ولفتت اوساط تتابع اعمال التحقيق الجارية الى اقتراب موعد إصدار القرارات الاتهامية الجديدة في مهلة اقصاها منتصف الأسبوع الجاري، وسط حديث عن اتهامات مباشرة ستوجه الى بعض من المطلوبين الأربعة من مسؤولي "حزب الله" الذين شملتهم الدفعة الأولى من القرار الاتهامي، اضافة الى اسماء جديدة ستشملها القرارات وستحدث ضجة إضافية، وخصوصا إذا صحت المعلومات التي تتحدث عن وجوه معروفة متورطة في هذه الجرائم لا يمكن النيابة العامة التمييزية والأجهزة الملحقة بها ان تدّعي عدم العثور عليها وتسليمها الى القضاء.

الأمن مجدّداً

الى ذلك يرث الاسبوع الطالع من الاسبوع الماضي سلة من الملفات الامنية تضاف الى هموم سياسية ودبلوماسية وقضائية أخرى، من انفجار انطلياس الى فرار 5 من سجناء "فتح الإسلام" من رومية الى حادث إهدن المتمثل بإطلاق نار على قصر الرئيس سليمان فرنجية اوقع ثلاثة جرحى، بينهم اثنان من حراسه. ودعا رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجية الى عدم إعطاء الحادث أكثر من حجمه.

وتعليقا على المشهد الأمني، قال النائب جورج عدوان لـ"الجمهورية": "إن الحكومة سقطت في فخ القبول بوجود سلاح خارج الدولة"، مشيرا إلى "أنّ المشكلة التي يعانيها لبنان تكمن في عدم فرض الدولة اللبنانية شرعيتها على كل التراب اللبناني، إذ إن الأمن لا يمكن أن يستتبّ الا عندما تفرض الدولة سلطتها على كل اراضيها، والا سيظل الأمن مهتزا، فلا أمن مُجزّأ ولا أمن بالتراضي، بل الأمن هو وحدة متكاملة".

واعتبرعدوان "اننا نعيش في زمن تتراجع فيه هيبة الدولة، وهناك مؤشرات كثيرة على هذا التراجع، عدا عن الأمن، كالبناء في الأملاك العامة وعدم خضوع الجميع للقانون كما يحصل في لاسا، وعدم تمكّن الدولة حتى اليوم من إخبارنا عمن خطف الأستونيين السبعة وكيف أُطلقوا، كذلك لم تخبرنا عن طبيعة الانفجار الذي حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت أخيرا، كلها مؤشرات تدل الى ان الدولة في تراجع، لأنه لا يوجد نصف دولة أو ربع دولة، فإما دولة كاملة وإما لا دولة".

وشدّد عدوان على ضرورة أن يدرك الجميع "ان قيام الدولة يفرض الا يكون هناك سلاح خارج سلاح الدولة، لا مع اللبنانيين ولا مع غير اللبنانيين"، مشيرا الى انه "كلما بقي سلاح خارج الدولة بقيت الحالة الأمنية على ما هي عليه اليوم"، لافتا الى وجود مشكلات لا تتطلب مسكّنات، بل حلول مثل مشكلة السجون التي لا نستطيع تركها بلا حل، وعلى الحكومة تسريع بناء سجون جديدة، لأن وضع السجون القائمة لا يطاق والتسريع في محاكمة الموقوفين الذين لم يحاكموا حتى اليوم وفي الاجراءات القضائية، ولكن نحن عندنا حكومة تقوم بردات فعل وليس بأفعال".

الحدود البحرية

وبعيدا من كل هذه التجاذبات، انشغلت الاوساط السياسية بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن حول ملف ترسيم الحدود البحرية، والذي كشف فيه وجود خطوات متقدمة لبنانيا وإسرائيليا بالنسبة إلى تحديد النقاط الخلافية على الخط الازرق، كذلك كشف عن وجود ترتيبات أمنية لانسحاب الجيش الاسرائيلي من شمال قرية الغجر.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر في قوى 8 آذار لـ"الجمهورية" انها لم تتبلغ أي جديد على خط الاتصالات المفتوحة بين السراي الحكومي الكبير والأمم المتحدة ولا على مستوى العلاقات القائمة بينها ومكتب الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز الذي تعاطى بهذا الملف قبل ان يغادر فجأة الى إسرائيل عبر الأردن لمواصلة اتصالاته غير المعلنة بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي.

واضافت: "إن الحكومة ستكون امام محطة خلافية جديدة إذا تبين ان هناك التزامات جديدة رتّبها رئيس الحكومة على لبنان من دون موافقة مجلس الوزراء".

واعترفت المصادر نفسها "ان تقرير الأمين العام احدث فجوة من الشكوك في العلاقات بين اطراف الحكومة، وخصوصا ما بين الداعية الى الحوار عبر الأمم المتحدة في شأن الحدود البحرية ومن يهدد بمعادلات عسكرية وامنية في شأن ملف الثروة البحرية اللبنانية".

 

زهرا: ليرَ مَن هم وراء حادث انطلياس/علامات الأزمنة المؤكدة لمرجعية الدولة

النهار/رأى عضو كتلة "القوّات اللبنانيّة" النائب أنطوان زهرا "أن النضال الوطني لا يبتعد كثيراً عن النضال السياسي، وفي كلّ النضال نسعى كي يكون الانسان في لبنان متمتعاً بالكرامة ولا يخضع للحاجة أو الجهل اللذين يحدّان من أحلامه وسعيه الى المستقبل الأفضل".

تحدث زهرا خلال تمثيله رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع في عشاء مصلحة النقابات والمهن الحرّة، في حضور الأمين العام الجديد للحزب عماد واكيم والمسؤول عن المصلحة ميشال نحّول وممثل منظمة "فرديريش إيبرت" وممثلين   لأحزاب 14 آذار ورؤساء اتحادات عمّالية وشخصيات من المجتمع المدني وجمع من المحازبين.

وقال زهرا: “كلّنا استعداد للتفاهم من أجل الوصول الى أفضل التشريعات الممكنة ولن نتردّد في التهنئة على مستوى الانجازات أو المواجهة لمنع المخالفات والتعدّي على القانون كما رأينا في جلسة مجلس النواب الأخيرة”. وكشف أنّه “في المرحلة الجديدة التي يخوضها حزب القوات اللبنانيّة تشكّل عندنا فريق اقتصادي متخصّص بدأ يؤمّن لنا الدّراسات اللازمة للمشاريع على الصعيد اللبناني العام”. وقال: “يتبيّن لنا يوماً بعد يوم أنّ موقفنا من الانقلاب الذي حصل ووصفنا لأصحابه كانا في محلّهما، والمسألة أبعد من تركيب أكثرية وقيام حكومة اللون الواحد”، وأشار الى أنّه قال في مجلس النواب إنّه لن يتكلّم على الحكومة “لأنّ الكلام في الميت حرام”. 

ورأى “أنّ ثمة فريقاً يرى أنّ الغالبية التي تركّبت يجب أن تؤمّن له المنافع والمكاسب وأن تؤمّن له أيضاً الطريق للنجاح في الانتخابات النيابيّة القادمة كي يستفيد، وأن تتيح لحلفائه وضع يدهم على البلاد. وقد ثبت هذا الأمر في الخطاب السياسي المتشنج على أثر فشلهم في الحصول على المنافع المرجوّة، وعندما لم يستطيعوا أن يفرضوا وجهة نظرهم على مجلس النواب فقدوا أعصابهم ورأينا ما فعلوا وقالوا بعد ذلك”. وعن المحكمة الدوليّة قال: “بعد استدعاء الشهداء الأحياء وإبلاغهم بارتباط الجرائم التي تعرضوا لها بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال أحد الضحايا (الوزير الياس المرّ) إنه سمع عن هذه الوقائع منذ سنوات وكان يتمنّى ألا يسمع ولا يعرف عنها. وأشار الى “تزامن هذا كلّه مع انفجار انطلياس وهو الأوّل في سلسلة الاغتيالات والانفجارات التي تلتقط فيها خيوط حقيقيّة وضحايا معروفون وسيارات، وسمعنا روايات حتّى الذين نقلوها لا يصدّقونها”. وأضاف: “أناشد من هم وراء ضحايا هذا الحادث، وهم يدّعون الايمان الشديد، وأنا لا أملك أن أنفي عنهم هذا الايمان، أناشدهم أن يروا علامات الأزمنة، وهي تؤكد مرجعية الدولة ووجوب إنهاء المكابرة وسقوط السلاح غير الشرعي”. وأكّد “أنّنا إذا كنّا لم نخف من الأصيل فهل نخاف من الوكيل ؟ وليس كلّما ادعى أحد أنّه نظيف نصير مبهورين بنظافته”. 

 

الرئيس العام الجديد للرهبانية المارونية المريمية الاباتي بطرس طربيه: ننتظر من نشاط الراعي ما يعيد الطمأنينة الوطنية إلى القلوب

النهار/ترأس الرئيس العام الجديد للرهبانية المارونية المريمية الاباتي بطرس طربيه، قداسه الاول في كنيسة السيدة في مسقطه تنورين، عاونه فيه كاهن الرعية الخوري بطرس بو فرنسيس، والاب المدبر جوزف زغيب، والاب جان بول باسيل. وحضر الوزير جبران باسيل، والنائب بطرس حرب، ورئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، والعديد من الشخصيات، السياسية والنقابية، والاجتماعية وابناء البلدة. وخدمت القداس جوقة جامعة سيدة اللويزة بقيادة الاب خليل رحمه، والانشاد المنفرد لرانيا يونس.  وبعد الانجيل القى الاباتي طربيه كلمة استعاد فيها محطات من طفولته، وأضاف : "هو انا بالذات، ذاك الصبي الذي ترعرع في هذه الارض، ومارس شيطناته وولدانته على هذه الطرق وفي الحقول، نعم، هو انا بالذات، اغادر ضيعتي، التحق بالرهبانية المارونية المريمية في زوق مصبح، اتابــع دراستي، اعلن نذوري، واسام كاهنا، انتقل من دير الى دير، ومن مدرسة الى جامعة، ومن لبنان الى دول الاغتراب، ولا انسى بلدتي (…)". واذ شكر لأخوته في الرهبانية، "بعناية امنا مريم"، ما حملوه اياه من مسؤولية القيادة مع رفاقه المدبرين، في المؤسسة التي امضى في ربوعها وحنايا كنائسها 53 عاماً، قال: "سأعمل ما في وسعي وما يقدرني عليه الله لأكون على قدر المسؤولية (...)،واملي كبير ان يكون هذا اللقاء تكريسا لروح المحبة بينكم جميعا، وهذا ما ارجوه في لقائكم الاحد القادم الرجل الآتي اليكم باسم الروح القدس والشركة والمحبة، غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، اخي المريمي، والاب الذي ننتظر من فاعليته ونشاطه، ما يعيد الطمأنينة الوطنية والاجتماعية، الى جميع القلوب". وكان الاباتي الجديد استقبل من ابناء بلدته، بمراسم التكريم، والتف حوله لفيف من الكهنة والرهبان مرحبين بقدومه. وازدانت شوارع تنورين بالذهور واللافتات، وتقدمتها مجموعة من الخيالة، وفرقة موسيقية. وبعد القداس تقبل التهانئ في صالون الرعية، والقى رئيس البلدية منير طربيه كلمة باسم البلدة والمحامي ايلي طربيه كلمة العائلة.

 

الراعي في زيارة لرعية بعلبك - دير الأحمر يستكملها اليوم

زياح حاشد وتركيز على التعايش والإنماء الروحي والحياتي

النهار/زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أبرشية بعلبك ودير الاحمر المارونية امس عشية عيد السيدة العذراء، فاجتمع الالوف من اهالي المنطقة وخارجها في زياح لم تشهد بلدة دير الاحمر مثيلاً له، تقدمه البطريرك وراعي الابرشية المطران سمعان عطالله ومجسم للعذراء كتب عليه "شركة ومحبة".

وشارك في الإستقبال في بلدة اليمونة أهلها من الشيعة، وهي بلدة المطران شكر الله حرب الذي رافق البطريرك الراعي، وكان أهل البلدة في ما مضى من المسيحيين ولا تزال كنيسة السيدة قائمة فيها، والمرأة المسيحية الوحيدة فيها الباقية "ام جريس". من تلك البلدة أطلق الراعي دعوة ورسالة إلى أبناء المنطقة من أجل العيش المشترك و"طي صفحة قديمة وفتح اخرى جديدة ".

في التاسعة والثلث صباحا وصل الموكب متاخرا 40 دقيقة عن موعده الى حدود الابرشية في ضهر القضيب برفقة المطران حرب ولفيف من المطارنة والكهنة، وكان في استقباله النائب اميل رحمة إلى النائبين السابقين نادر سكر وطارق حبشي، قائد منطقة البقاع الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد شارل عطا، المطران عطاالله وشخصيات. وسلمه عطالله مفتاح الابرشية، عبارة عن صليب تعلوه ارزة، لم يفارقه طوال الزيارة.

المحطة الاولى بلدة عيناتا التي كسرت التوقعات بزيارة روحية محض من خلال خلاف بين بعض الاهالي المؤيدين لحزب "القوات اللبنانية" ومؤيدين للنائب رحمة، فأزيل بعض اللافتات واقواس النصر ليل اول من امس بعدما رفع رحمه صورة كبيرة للبطريرك تحمل اسمه، واستعان بالقوى الامنية لمنع ازالتها فحصل خلاف وغاب رئيس البلدية فوزي رحمة عن الاستقبال بعذر صحي. ودخل البطريرك والحضور كنيسة رعية مار سركيس وباخوس بعد قص شريط الافتتاح وتقديم لوحة للقديسين بطرس وبولس كتب تحتها "انك اساس البيعة كبطرس وبولس" إلى لوحة فنية وتطييرالحمام الأبيض. والقى ادوار رحمة كلمة ترحيبية باسم الاهالي وتحدث المطران عطالله فقال " مهما تكن الظروف، المحبة اساس كل شيء. انتظرناك ونهلل لمجيئك بيننا وبركتكم تدخل اعماق هذه الارض".

ومما قال الراعي: "فرحتنا تكبر في عيناتا التي لها في قلبي محبة كبيرة، فأنا زرتها العام 1986 والآن رأيت فيها المحبة ذاتها والايمان ذاته، وباسم صاحب الغبطة ونيافة الكاردينال صفير وباسم كل المطارنة نعرب لكم عن خالص محبتنا واتكالنا عليكم حتى نبقى في هذه الارض ونحافظ على إيماننا حيث الصليب يعانق الارزة (...)".

ومن عيناتا الى بلدة المشيتية حيث استقبله اهالي بلدة اليمونة ورئيس بلديتها محمد علي حمد شريف عند مفترق بلدتهم بنثر الارز والورود والزغاريد ونحر الخراف وقدمت اليه باقة ورود وحيّا البطريرك الجميع وباركهم وسط اجراءات امنية اتخذتها وحدات من الجيش وقوى الامن الداخلي، والقى شريف كلمة ترحيبية ورد الراعي بالقول: "ندخل اليمونة على امل رجوع الامام المغيب موسى الصدر، ولا بد من طي صفحة قديمة وفتح اخرى جديدة. سنضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض حتى نحصل على تنمية انمائية وبناء منطقتنا الاجمل(...) الارض تتسع لكل الناس ولبنان يبقى العائلة الواحدة".

وفي بلدة المشيتية استقبل بزينة مميزة مقدمة من "مؤسسة طلال المقدسي الاجتماعية" على وقع الزغاريد والاناشيد ودق الطبول في وسط باحة كنيسة مار يوحنا المعمدان.

وفي بلدة بليقا - الزرازير كان الاستقبال ضخما ومميزا ولافتات الترحيب المطالبة بالإنماء. المحطة الاولى كانت في كنيسة مارشربل في بليقة والثانية في صرح كنيسة مار انطونيوس الكبير، وقدمت الى البطريرك لوحة تظهر اعلى مزار في الشرق الاوسط باسم "مزار البطريرك الراعي في اعلى قمم جبال الارز. وبعد كلمة ترحيبية من كاهن الرعية بيو سليمان قال البطريرك: "إنماء المجتمع هو إنماء الارض ونحن نعمل لننمي الشخص البشري. الأرض تفقد كل قيمتها اذا خسرت شعبها. ونحن معكم ومع سيادة المطران عطالله ومع كل القوى الخيرة حتى ننمي هذا المجتمع وهذه الارض بمشاريع انمائية تجعل شعبنا في الزرازير ومنطقة دير الاحمر يعيشون بكرامة وتواصل مع التاريخ المجيد الذي عاشه اجدادنا".

والقى رئيس بلدية الزرازير طعان بطرس حبشي كلمة رأى فيها إنّ "عمليّة الانقاذ تقع في الدرجة الأولى علـى عاتق البطريركيّة المارونيّة لأنها الأساس في تكوين لبنان ونشأته".

وبحفاوة بالغة استقبل اهالي دير الاحمر الراعي وانتقل الى صالون المطرانية حيث التقى النائب اميل رحمة ونواب المنطقة الموارنة السابقين نادر سكر وربيعة كيروز وطارق حبشي في حضور المطران عطاالله بعيدا من الاعلام. تلا ذلك لقاء مع الكهنة والرهبان والراهبات ثم وفود لحزب "القوات اللبنانية" برئاسة المسؤول عن المنطقة مسعود رحمة و"التيار الوطني الحر" برئاسة العميد راجي معلوف، ثم لقاء مع رؤساء بلديات منطقة دير الاحمر ومختاريها الذين عرضوا فيلما وثائقيا عن مطالبهم كما قدموا عريضة بها.

واقيمت للبطريرك مأدبة تكريمية في المطرانية تحدث خلالها المطران عطالله عارضا لرسالته ومهمته وواقع المنطقة، ومما قال: "اذكر اولا ملف الارض، ملف تداخل العقارات. انه يصلح لان يكون موضوع مؤتمر وطني او مادة اساسية من مواد "طاولة الحوار الوطني". ان اهمال هذا الملف سوف يغير الكثير من المعادلات ويشكل بالتالي خطرا خبيثا على هوية لبنان ودوره الحضاري ورسالته".

وانتقل البطريرك الراعي بعدها الى بلدة شليفا حيث التقى رعايا شليفا وبيت داغر وبيت مطر، واقيم احتفال في صالة كنيسة سيدة الزروع تحدث خلاله رئيس البلدية طوني كيروز، وزار مركز "كاريتاس" وكان في استقباله رئيس رابطة "كاريتاس لبنان" الخوري سيمون فضول. وفرشت رعيّة بيت أبو صليبي الطرق بالسجاد الاحمر واستقبلت الزائر بحفاوة بالغة. وفي كنيسة مار نهرا في بتدعي شكر رئيس البلديّة سمير الفخري البطريرك على "الإلتفاتة الكريمة".

ثم كانت العودة الى دير الاحمر وتقدم البطريرك مسيرة زياح العذراء الذي انطلق من امام كنيسة مار يوسف على وقع قرع الاجراس والترانيم، ثم عاد الى المطرانية حيث أمضى ليلته. ويكمل زيارته اليوم.

البقاع الغربي - وسام اسماعيل      

 

أهالي شويت نفذوا اعتصاماً مطالبين بكشف قتلة المغدور رامي أبو سعيد

النهار/نفذ جمع من أبناء بلدة شويت - بعبدا، اعتصاما عند مفترق بلدتهم على طريق بيروت دمشق الدولية استنكارا للجريمة التي أودت بالمغدور رامي أبو سعيد طعنا على طريق فرعية في محطة بحمدون فجر الجمعة الماضي. ورفع المعتصمون لافتات وصوراً للمغدور، وتحدث رئيس بلدية شويت وسيم أبو سعيد فأكد أن البلدة "لن تهدأ ولن تستكين قبل معرفة الحقيقة"، واشار الى أن "العائلة والبلدة تحترمان القانون" وناشد الرؤساء الثلاثة "متابعة الموضوع واحقاق الحق لأن الغضب عارم والدماء تنادي العدالة، والشباب لن يسكتوا ونحذر أنه إذا لم يكشف الجناة بسرعة فإن الأمر سيتطور الى اعتصامات أكبر وهذه بداية الطريق، ونخشى أن يصل الشباب الى مرحلة لا نستطيع بعدها التحكم في تصرفاتهم".

 وناشدت ريما أبو سعيد الاجهزة الامنية المختصة "الاقتصاص من القاتل لئلا تتطور الأمور في شكل دراماتيكي"، مشيرة إلا "أن أهل الجبل لا يمكن أن يسكتوا عن جريمة نكراء قاسية من دون الثأر من الفاعل". وقال مدير فرع الحزب التقدمي الاشتراكي في البلدة هاني أبو سعيد: "هذه الجريمة المروعة لم تحصل في القرون الوسطى لبشاعتها، لقد مثلوا في الجريمة ونحن نرفض الاعتداء على كرامة العائلة والبلدة ونعتبر ان ما حصل مع رامي هو اعتداء على كرامة كل منا".

وكان الحزب التقدمي الاشتراكي وأهالي بلدة شويت شيعوا السبت رامي أبو سعيد في مأتم مهيب تمثل فيه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بوكيل داخلية المتن في الحزب التقدمي الاشتراكي هادي أبو الحسن، ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان بالمسؤول عن الحزب في قضاء بعبدا طليع أبي فراج الى جانب النائب السابق أيمن شقير، وشارك رئيس "الحركة اليسارية اللبنانية" منير بركات، ومنسق حزب "القوات اللبنانية" في قضاء بعبدا جان أنطون، ووفد من "مؤسسة العرفان التوحيدية"، ورؤساء بلديات ومختارون، ووفد من دروز سوريا، ووفود من منطقتي عاليه وبعبدا. وألقيت خلال التشييع كلمات لكل من مدير فرع الحزب التقدمي الاشتراكي هاني ابو سعيد، تلاه خطار أبو سعيد باسم العائلة. المتن الأعلى - "النهار"      

 

لبنان شارل مالك... وداعاً

ميشال هليّل/النهار

يودّع لبنان مجدّداً شارل مالك. الوداع الأوّل كان لجسده، والوداع الثاني لروحه. الوداع الأول كان لغياب رجل بمفرده، والوداع الثاني هو لشعب بكامله. الوداع الأول كان على ألمه مخفّفاً لأنه يتعلّق بشخص، والوداع الثاني على رمزيته فظيعا، لأنه يختص بما بقي من قيَم. ويستقبل لبنان اليوم النظام العثماني، دولة وشعباً ومؤسسات، بل دولا وشعوباً من دون مؤسسات، يستقبله على الطرق حيث تسود شريعة الغاب، وفي الأحياء حيث القوي يسيطر على الضعيف، وفي الادارات حيث يعمّ النهب، وفي المجالس حيث يسود النهم، وفي المطار والمرافق والسجون والمنازل والمكاتب والمستشفيات، وفي الأمكنة الكثيرة التي يلتقي فيها الناس ليظهروا عداءهم التام للإنسانية ولسائر الناس.

وحين يودّع لبنان شارل مالك بعد سنين على رحيله، فإنما يودّع كل ما كان يمثّله. فالحضارة الآن هي شيء من الماضي، والثقافة تجوز عليها صلاة الغائب، اما المبادئ فصار لها ضريح توضع فوقه اكاليل الرحمة كضريح الجندي المجهول. وفي لبنان كل مرتكب مجهول، وهناك من يقول إنه معلوم، لكن نفوذه يجعله مجهولاً، ويقوى فيصير مرهوباً، إلى أن يتحوّل مسؤولاً ذا شأن. ومع تزايد عدد المسؤولين يتناقص عدد المواطنين، أي الناس العاديين، أي الذين تحت القانون، حتى نكاد لا نعثر عليهم، فهم إما خائفون أو ملاحقون، أو متهمون، وفي كل حين هاربون تطاردهم بلا رحمة عدالة الكبار.هذه العدالة هي التي تحكم لبنان، من اصغر قرية في ابعد محافظة الى العاصمة، وهي عدالة القوة، قوة النفوذ، القادرة على ان تجعل من تشاء متّهما بما تشاء، فتسجنه لو ارادت او ترذله او تنبذه، ولها رجالها وقانونها وسلاحها الشرعي، كما هي قادرة على ان تجعل المرتكب المعلوم مجهولا.

وهناك عدالة اخرى هي عدالة العار، وقد خرج بها لبنان اخيرا الى العالم، الى اعلى منبر في العالم، ليدفن رأسه كالنعامة وسط الرمل.

فلا غرابة ان يمتنع عن استنكار اعمال القمع، وهو الذي يعيش على القمع، ولا ان يتهرّب من التنديد بالانتهاكات، وكل لحظة تحصل فيه انتهاكات، ولا أن يتخاذل عن الدفاع عن المظلومين، لأنه لا يبالي اساسا بالمظلومين، والتي تحدثت ومن غير عيب هناك، كانت وفيّة لما يجري هنا، وكانت صادقة في كل ما قالته، وكانت على رغم ضعف تمثيلها تمثل لبنان.

وهذا هو وجه لبنان، وجهه الحقيقي من غير تجميل ومساحيق وقناع، وجه يصفعه اثنان، السلطة والمال. سلطة تأتي من التدخلات والوساطات والخدمات، ومال يُجمع نهاراً بكل الوسائل، ويُبذّر ليلا لكل الغايات. فلبنان الآن هو صحراء العرب لا جنّتهم، وهو امتداد لصحرائهم، غير انه متعدّد الفصول، وامتداد لجهالتهم، غير انه متعدد اللغات، وامتداد لتخلّفهم، غير ان فيه ملاهي وفنادق ومطاعم ودور أزياء، وكل الأزياء لن تغطي عريه أو تمسح عنه العار. وداعا شارل مالك... نكاد ننسى إنك كنت هيئة أمم ومفوضية عليا ومجلس أمن، وأهلاً جمال باشا، تنتظرك الأعناق، والأخلاق وحقوق الإنسان.

 

كلٌّ يغنّي على ليلاه

مريان قرضاب/النهار

كل يغني على ليلاه، وبلادي على ليلها تغني!

حدثني والدي أنهم كانوا في بداية الحرب الأهلية يحاربون سعي كتائب الموارنة الى الانعزال وتقسيم البلاد! قلت له: حربكم كانت اسهل من حربنا اليوم، لأننا أصبحنا نحارب كتائب الشيعة، وكتائب السنة، وكتائب الدروز والارثوذكس والارمن... الى ما هنالك من كتائب تقوقعت وانعزلت! من الواضح أن الاستقلال جاء باكراً، وكان الأجدى لنا لو تأخر جلاء الفرنسيين عن بلادنا ربع قرن من الزمن، لربما كان الشعب اللبناني العنيد (كما يقول عنه زياد الرحباني) نضج أكثر كي يقدّر معنى الحرية والاستقلال. الحرية تنتهك في بلادي باسم الحرية، وتنتهك العدالة باسم العدالة، وباسم الدين ينتهك الدين، وباسم القانون ينتهك القانون عند كل حدث واستحقاق.

وجوه جديدة في البرلمان اللبناني، ومع ذلك لم نشعر بالتغيير، السياسة ما زالت كما هي منذ أكثر من مئة عام! البرلمان ما زال يتحكم به نحو خمسة رجال، وما تبقى من المئة وثمانية وعشرين نائباً ينساقون لمشيئتهم كما ينساق المرء للقدر! إذاً مشكلة التمثيل النيابي الحقيقي لن تحلّ بوجوه جديدة، هي صور طبق الأصل عن الزعيم الذي انتدبها او ضمّها الى مدحلته الانتخابية! بل المشكلة في تسلّط فئة صغيرة من السياسيين التقليديين أو المحدثين على مقدّرات البلاد والطوائف، وتحديداً على حصصهم في المجلس النيابي...

أصل المشكلة في جانب من جوانبها في قانون الانتخاب الأكثري الذي ما زال معتمداً في لبنان، وأسوأ ما فيه أنه يعتمد في بعض المناطق القضاء دائرة انتخابية، وفي مناطق أخرى يعتمد المحافظة دائرة! مما يعني أن هناك مواطناً لبنانياً ينتخب خمسة نواب، بينما ينتخب مواطن آخر ثمانية، ومواطن آخر إثني عشر، ما يزيد التمييز بين منطقة وأخرى، وينافي مبدأ المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، عدا أنه قد يحرم مرشحاً من الوصول الى الندوة البرلمانية بفارق صوت واحد! أسوأ ما في هذا القانون أنه يسهّل شراء الذمم والأصوات! ويؤجج التطرّف الطائفي والمذهبي في الدوائر المختلطة. (لا أحد ينكر أنه في الانتخابات الماضية كانت أصوات الناخبين السنة تصب في اتجاه واحد بنسبة 98%، وكذلك أصوات الناخبين الشيعة)! بعض السياسيين الذين نكن لهم المحبة والاحترام، يريدون تطبيق قانون النسبية على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، في ظل أحزاب مذهبية صرف. وهنالك البعض الآخر يخالفونهم في الرأي معتبرين أن الدائرة الفردية هي الأصدق تمثيلاً.

نحن نميل كما معظم العلمانيين ومعظم أبناء الأقليات الى الرأي الثاني أي الى الدائرة الفردية، لأننا شاهدنا أن معظم البلدان الأوروبية العريقة في الديموقراطية تعتمد النسبية في الدائرة الفردية. في الدائرة الفردية يتحكّم الناخب بالنائب الذي يصبح مسؤولاً أمام ناخبيه مباشرة وليس أمام الزعيم الذي جاء به، ويصبح النائب أكثر تفرّغاً لعمله التشريعي وليس للدفاع عن حقوق طائفته وأبنائها. في الحقيقة كل القوانين قد تبطل مفاعيلها الحميدة، إذا لم ترافقها نهضة توعية للمواطنين لحضهم على تفضيل المصلحة العامّة على المصلحة الخاصة.

كل القوانين الانتخابية تتعطل غايتها إذا لم يرافقها وعي جماعي، وتربية وطنية حقيقية.

 

شهيد العذراء مريم

المحامية باتريسيا دكاش/النهار 

تجاه حادث الموت الشنيع الذي اودى بحياة الراهب المريمي الأب طوني الراعي، يغالب الدمع العين لينفجر بعدما جفت الدموع في المآقي، ويغالب الشعور القلب لينزف بعدما اختلج بالحزن والاسى. ويغالب القول اللسان لينضح بعدما استمال الخلق روحية هذا الكاهن وفضائله.

هو وليد بلدة حملايا وجار القديسة رفقا بالرغم من مسافة الزمن، وقريبها في القداسة من خلال التعبّد المطلق لله. ان حبه لابنة بلدته القديسة دفعه الى تأليف مسرحية تروي قصة حياتها، مفتخرا بتبوئها مصاف القديسين، حالماً باقتفاء خطاها. لك ما صبوت اليه، اذ ان الله يعرف النيات الحسنة ويجازيها.

خاله غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي كان مثالا له يحتذيه واسما يعتز به في العلن، حتى تبنى الشعار البطريركي "شركة ومحبة" اسما لجوقته داعما بذلك رسالة كنيسته. فالبشارة عنده نمط حياة يتوارثه الاحفاد عن الاجداد ايمانا راسخا. فيا غبطة البطريرك خسرتم فردا من العائلة على الارض لكنكم ربحتم نفسا مقدسة في السماء. اجركم بما تزرعونه في القلوب من تقوى وعبادة حقيقية. فقيدنا ابن الرهبانية المارونية المريمية الغنية عن التعريف بها، جذبته اليها والدة الاله مريم فودّع مغريات الدنيا وعف عنها. اسرت قلبه فانغرم بها، ملكت على حياته فتكرّس لخدمتها، ألهبت روحه فأنشد السموات. نقلته اليها في عيد انتقالها الى السماء بينما كان يضني الجسم تحضيرا لعيدها، اذ همه جعل المؤمنين سعداء بأمهم السموية. طوبى لك يا ابونا طوني لانك ما بخلت على ام الله بما افاضه الروح القدس فيك من مواهب. ارقد قريرا فمن كان للعذراء عبدا لن يدركه الهلاك ابدا.

في الدير، لمستْ قلبه القديسة سيسيليا فعشق الموسيقى. داعبت انامله البيانو واخرجت منه الحانا سموية، ثم اطلقتها حنجرته نغما ملائكيا. فكلما لاقيته كان يسره ان يسمعك ترتيلة او يسمعك ترتل. تعمّق في علم اللاهوت والفلسفة، وبعدها العلوم الادارية حيث حاز فيها شهادة الدكتوراه. كما اتقن باحتراف عدة لغات. ثم تفرّغ، الى جانب اعمال الرسالة التبشيرية، للتعليم الجامعي والتأليف. فنقول لك، يا ابانا، يحق لك لقب كنارة الروح القدس. بالعواطف القلبية الصادقة والايمان الثابت برحمة الله، نتقدم بأحر التعازي من ابينا غبطة البطريرك الذي نكنّ له خالص الاحترام والود والخضوع، والى الرهبانية المارونية المريمية امنا التي نعتز بالانتماء اليها في امومة مريم، والى اهلنا اهل الفقيد العزيز واخوتنا آل الراعي، معاهدين فقيدنا الغالي على الاتحاد الدائم به بالصلاة كي يمنحه الرب يسوع خلاص نفسه.

 

عرقلة قيام دولتهم يقرّبهم من خطر التوطين

هل يربح الفلسطينيون معركتهم في أيلول؟

اميل خوري/النهار

هل تربح السلطة الفلسطينية المعركة الديبلوماسية في الامم المتحدة في ايلول المقبل بالحصول على اعتراف اكثرية الاعضاء بدولة فلسطينية، ام انها قد تخسرها اذا استخدمت الولايات المتحدة الاميركية حق النقض "الفيتو" اضافة الى تهديد الكونغرس بقطع المساعدات الاميركية عن السلطة الفلسطينية اذا اعترفت الامم المتحدة بقيام الدولة الفلسطينية؟

ان هذه المعركة الديبلوماسية التي تخوضها السلطة الفلسطينية على نطاق واسع قد يكون لنتائجها ردود فعل سواء من اسرائيل اذا جاءت لمصلحة هذه السلطة، او من السلطة نفسها اذا لم تأت لمصلحتها. فإسرائيل تهدد من الآن برد احادي الطرف على قيام هذه الدولة وذلك إما بوقف المفاوضات نهائيا مع الجانب الفلسطيني ومواصلة بناء المستوطنات حتى اذا ما صار رد فلسطيني عليها اتخذت اسرائيل من ذلك ذريعة لاشعال حرب في الوقت المناسب، اي في الوقت الذي تعصف الثورات داخل عدد من الدول العربية، واذا خسرت السلطة الفلسطينية معركتها في الامم المتحدة، فإنها تفقد آخر امل لها في اقامة دولة لها مستقلة قابلة للحياة كما تفقد الامل في تأمين عودة فلسطينيي الشتات الى ديارهم، وتتحقق عندئذ توقعات توطينهم حيث هم من دون ان يكون في يد السلطة الفلسطينية والدول العربية التي تنشغل بمشاكلها الدخلية حيلة، بحيث ان السلطة الفلسطينية تكون غير قادرة على خوض حرب غير متكافئة مع اسرائيل، ولا ان تتحمل نتائج قيام انتفاضات جديدة على الصعيد الاقتصادي والحياتي، ولا ان تكون في موقف قوي اذا ما عادت الى المفاوضات مع اسرائيل اذ انها قد تضطر للتسليم بحلول شبيهة بالاستسلام وبعيدة كل البعد عن تحقيق السلام الشامل والعادل.

اما الولايات المتحدة، التي بدأت تنشغل بالانتخابات الرئاسية، فانها تفقد اي تأثير لها على اسرائيل بل تصبح اسرائيل هي المؤثرة من خلال اصوات اليهود في هذه الانتخابات، خصوصا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما لم يؤثر وهو في اوج قوته على اسرائيل كي توقف بناء المستوطنات من اجل العودة الى طاولة المفاوضات بين الطرفين، فهل يمكن ان يؤثر عليها وهو قد بات قريبا من نهاية ولايته ويستعد لخوض معركة التجديد وهو في حاجة الى اصوات اليهود ووسائل الاعلام؟

الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يزور لبنان غدا في اطار جولاته التي تسبق المواجهة في الامم المتحدة في ايلول المقبل، كان قد اعلن اكثر من مرة ان الذهاب الى الامم المتحدة لا يقطع الطريق على معاودة المفاوضات.

الى ذلك، فان اسئلة كثيرة تطرح قبل هذه المواجهة في ايلول المقبل منها: هل الثورات العربية تعيد رسم خارطة منطقة الشرق الاوسط بما فيها الحل للقضية الفلسطينية، وتسبق نتائجها او تظهر معالمها قبل ايلول؟ وهل السلطة الفلسطينية مستعدة لمواجهة النتائج في الامم المتحدة سلبية كانت ام ايجابية؟ وهل الموقف الاسرائيلي هو واحد حيال الخطوة الفلسطينية في ايلول المقبل؟ وهل يحاول رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الهرب من ضغط الداخل المعيشي الى الخارج بمغامرة ما مفتشا لها عن ذريعة؟

لقد اعلن صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، بعدما مثّل الرئيس محمود عباس في اجتماع لجنة المتابعة المصغرة والتي عرضت نتائج الاتصالات والمشاورات التي جرت مع مختلف الجهات المعنية بمتابعة التحرك للاعتراف بدولة فلسطين وطلب العضوية الكاملة لها في الامم المتحدة: "ان القطار الى نيويورك انطلق لاعادة فلسطين الى خريطة العالم". اما زيارة الرئيس محمود عباس غدا للبنان ولقائه كبار المسؤولين وعددا من القيادات فهي زيارة مكملة لتلك التي قام بها سابقا وتتعلق بترتيب الخطوات التي ستجد طريقها الى التنفيذ لدى تقديم الطلب المتعلق بالعضوية الفلسطينية الكاملة في الامم المتحدة، وذلك استنادا الى موقف عربي موحد يدعم قيام الدولة الفلسطينية. ولأن في لبنان عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين لهم مطالبهم وشكاواهم، فلا بد ان تكون موضوع بحث مع الرئيس الفلسطيني وكبار المسؤولين اللبنانيين ولا سيما منها تحسين اوضاع اللاجئين من طريق الاجازة لهم بممارسة مهن ومنحهم حقوقا مدنية وحق التملك وترميم المنازل في المخيمات او اعادة بنائها، وغيرها من المطالب التي هي موضوع خلاف ليس من الناحية الانسانية انما من الناحية السياسية، لان البعض يرى ان حق العودة قد يضيع بالاستجابة الى كل المطالب، وان لا شيء يؤمن هذا الحق سوى قيام الدولة الفلسطينية، في حين ان الحؤول دون قيامها قد يقضي على حلم العودة ويقرب لبنان من خطر التوطين.

 

الأزمة السورية تثير رهانات متضاربة غير معلنة

الحكومة بين اختبار تماسكها والاستحقاقات

روزانا بومنصف /النهار

تعي قيادات قوى 8 آذار حساسية الوضع في سوريا واحتمالات تطوره مقدار ما تعرفها جميع القيادات اللبنانية الاخرى ولو انها تعتمد مقاربة علنية مختلفة تقول فيها باستمرار وجود عوامل قوة لدى النظام السوري وتحاول ان تطمئن اللبنانيين من مناصريها على الاقل الى عدم حصول اي متغيرات على موقعها وقوتها هي ايضا، فيما ينكر البعض منها في تصريحات ومواقف وجود ما تتداوله وسائل الاعلام المحلية والخارجية. اذ تقول مصادر ديبلوماسية انها اطلعت وتطلع هذه القيادات على معلوماتها في شأن الوضع في سوريا وما هي التوقعات المستقبلية القريبة في ضوء خلاصة الاتصالات الدولية حتى الان في هذا الموضوع، وكذلك الامر بالنسبة الى الوساطة التركية الاخيرة مع النظام السوري من اجل ان تكون على صلة واطلاع على ما يجري وتقرر خطواتها على ضوئه، لان الرهانات المعاكسة لرهانات السقوط المحتمل للنظام لا تقل خطورة عن هذه الاخيرة وتحمل تهورا من ضفتي هذه المواقع وفق ما اظهرت التجربة الطويلة للزعماء اللبنانيين في هذا الاطار. وهذا الامر يربك هذه القيادات الى حد بعيد ولو انها لا تعلن ذلك او تجهر بخلافه.

ومع ان هذه المصادر لا ترغب في ان تهتز الحكومة اللبنانية في هذه المرحلة الحرجة لاعتبارات متعددة بعضها محلي واخر اقليمي وحتى دولي ايضا على رغم كل التحفظات، فانها تخشى ان يكون بعض ما تشهده المداولات الحكومية واداء الوزراء يعكس تصدعا تبعا لما تدركه القوى المشاركة فيها من اتجاهات محتملة للوضع اللبناني في ضوء التطورات السورية. اذ ان قوى 8 آذار وحدها دون سواها من اي من المتابعين للشأن السوري او المهتمين به تعمم مناخا مختلفا عما يقوله هؤلاء نتيجة مصلحتها المباشرة وربما اكثر من اي طرف آخر بأن يملك النظام السوري القدرة على الاستمرار من خلال اجراء التغييرات اللازمة التي تكفل له ذلك. ولذلك فان ليس من مصلحتها في اي وقت راهنا لا ان تتخلى عن ايمانها بهذه القدرة من جهة، ولا ان توحي في الداخل اللبناني حيث من المعروف تأثير النظام ومساهمته في ولادة هذه الحكومة ان هذا النظام يواجه استحقاقات مصيرية قد لا ينجو منها من جهة اخرى، بما يعنيه ذلك من استحقاقات بالنسبة اليها تحديدا على صعيد استمرار تماسك القوى المشاركة في الحكومة واحتمال سقوط الجوامع التي سمحت بائتلاف هذه القوى. ولذلك لا تبدو الحكومة موحدة تقريبا حول اي امر حتى لو كان غير سياسي، علما ان وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي لا يسلمون طوعا بما يرغب بعض الآخرين في تمريره إن في ضبط الاعلام او في موضوع الكهرباء، مما كفل لهم انتقادات على خلفية اتهامات لهم بتطلع قياداتهم الى قلب المواقع السياسية مجددا. ويذهب بعض المراقبين من قوى 8 آذار الى الاعتقاد ان دفع العماد ميشال عون الامور الى حد التهديد بتقويض الحكومة من اجل الحصول على ما يريده لوزارة الطاقة امر لم يحبذه شركاؤه كونه يوحي بانه يعتمد على حتمية الحرص السوري وحرص افرقاء الحكومة على بقائها باعتبار ان اسقاطها هو مؤشر سيئ بالنسبة الى ازمة النظام فيتم الضغط من اجل اعطائه ما يريد.

لذلك تفهم المصادر المعنية التوتر الاخير داخل الحكومة وخارجها على وقع حسابات الافرقاء المعنيين الشخصية والجماعية حيال المرحلة الراهنة والفترة القريبة في ظل المعطى الاقليمي المستجد والذي قد يقلب المعادلات في المنطقة ككل وليس في لبنان فحسب، بالاضافة الى الخشية من مترتبات ليست واضحة المعالم، مع الحسابات الابعد مدى المتعلقة بمحاولة اكتساب بعض افرقاء الحكومة منذ الان ما يكفي من الاوراق والمواقع من اجل تأمين كسب اكثرية في المجلس النيابي المقبل ايا تكن التطورات التي ستحصل من الآن والى حين موعد اجراء هذه الانتخابات. وبحسب هذه المصادر، فان اسباب التوتر متعددة الى جانب هذا المعطى الرئيسي والمهم باعتبار ان هناك استحقاقات اخرى امام الحكومة تبدو اكثر تعقيدا من محاولات تبسيطها كما في وقت سابق، ومن بينها زيادة مظاهر الدعم اليومية للشعب السوري في معارضته على نحو لم تنجح المحاولات الرسمية في وقفها او تخفيف وتيرتها، الى جانب الخشية التي تثيرها الحوادث الامنية المتفرقة والمتعددة والتي ترسم علامات استفهام ومخاوف من ان تكون مؤشرا لمرحلة مختلفة في لبنان. يضاف الى ذلك ما يتوقع صدوره من خطوات عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري والملفات المتلازمة معها، ليس في ضوء استحقاق مهلة نشر القرار الاتهامي فحسب بل في ضوء الارتباط الذي اعلن عنه لعمليات اغتيال ومحاولات اغتيال اخرى بهذه الجريمة، الامر الذي يعتقد انه سيفرض نمطا مختلفا من التعامل مع الامور سيشكل تحديا بالنسبة الى الحكومة. اذ ان نشر تفاصيل الجريمة وما رمت اليه مع الاهداف التي رمت اليها العمليات الاخرى قد يسلط الضوء على نقاط رفض الافرقاء اللبنانيون تناولها او الخوض فيها حتى الآن، لكن لا يستبعد ان تبرز بقوة في وجه الحكومة بما قد يطغى الى حد بعيد على الجدل اليومي الذي يبدو وكأنه تعبئة فراغ في الوقت الضائع.

 

رغم وتيرة الصخب والتصعيد العالية والمنطوية على تخوفات

فريق الأكثرية ماض في اطمئنانه وهذه مبرراته!

ابراهيم بيرم/النهار

السؤال الذي ينتقل من اسبوع الى اسبوع، ويظل دوما نجم المرحلة هو الى اين يؤدي التصعيد السياسي البالغ احيانا في رؤية عاجلة حد الاحتقان، واستطرادا ماذا يمكن ان ينتج الشحن المتصاعد في الشارع الذي صعد ممارسته خصوم النظام السوري في مناطق عدة؟

وبين هذا وذاك، ثمة بطبيعة الحال من يسأل عن المفاعيل المفترضة لموضوع القرار الاتهامي في نسخته الثانية، بعدما بدت لدى صدوره للمرة الاولى متواضعة جدا؟

حيال هذا المشهد المثقل بالضجيج والمملوء بالصخب، ثمة في اوساط المراقبين من يراوده استنتاج فحواه ان الامور ماضية الى ابعد من تصعيد سياسي واعلامي اعتاده الجمهور، حتى بات جزءا من خبزهم اليومي. ويزداد هذا الاقتناع ترسخا مع تفاعل الحدث السوري، ومعه ازدياد وتيرة الضغوط الخارجية على البلاد، ومعه ايضا ارتفاع منسوب موجة تعاطف قسم من اللبنانيين مع المتمردين على النظام في دمشق، لا سيما بعد صدور الموقف الاكثر جلاء من هذا الموضوع لزعيم المعارضة الرئيس سعد الحريري.

حيال هذا الموقف المترع بالتوجسات والمخاوف، ثمة في دوائر في قوى الاكثرية ومن بينها "حزب الله"، صورة اخرى تبدو الى حد ما متناقضة، وتجنح نحو رؤية اخرى، تميل الى الاستنتاج أن من يضمر دفع المتناقضات القائمة في اتجاه التفجير عاجز عن بلوغ هذا الهدف، وتحول دون ذلك ظروف ومعطيات موضوعية تفرض نفسها بعناد.

ويذهب اصحاب هذه الرؤية في تعليل رؤيتهم الى القول بأن التصعيد السياسي والاعلامي الحالي الذي يمارسه الفريق المصعد منذ مدة وهو فريق 14 آذار، انما يتوخى تلبية ثلاث حاجات لديه:

1 - ان هذا الفريق يحتاج منذ زمن الى شعارات جاذبة لاهتمام شارعه، وقادر على شد عصبه بعد الوهن الذي ناله اثر خروجه من الحكم قبل اشهر، واثر اخفاق الكثير من الشعارات التي رفعها منذ ذاك الحين ومنها نزع "الشرعية" عن سلاح المقاومة تمهيدا للمطالبة باسقاطه.

2 - ان هذا الفريق اعتاد ان يكون اولا واخيرا صدى ورد فعل لامر عمليات خارجي، وها قد صدر هذا الامر منذ البيان الشهير الذي صدر عن العاهل السعودي الملك عبدالله في شأن الموضوع السوري، فضلا عن ارتفاع وتيرة الضغوط الغربية على سوريا، وحاجة رافعيها الى مساند عربي ولا سيما بعد احداث حماة الاخيرة.

3 - المرحلة بالنسبة الى هؤلاء، تحتاج الى اعادة شد عصبية مذهبية معينة، عسى ولعل تنتج معادلة اخرى وواقعا اخر بعد اخفاقات ما مضى، وبالتحديد منذ "يوم الغضب" الشهير في 25 كانون الثاني المنصرم، والذي ادخل فيه انصار هذا الفريق الى ادائهم اساليب دأبوا على رذلها واستنكارها في السابق وعدوها عارا.

اما بالنسبة الى موضوع التداعيات التي يمكن ان تلقى بثقلها على الساحة الداخلية في مرحلة ما بعد القرار الاتهامي، وتوابعه التي برزت والتي يمكن ان تبرز تباعا، فالامر بالنسبة الى الجهة المعنية المستهدفة اي "حزب الله" صار جليا، ولم يعد بمثابة سيف مصلت منذ زمن بعيد، اي انه بات بلا مفعول، وذلك اعتمادا على الوقائع الاتية:

- لم يعد خافيا ان خطوة المحكمة التالية اي الربط بين جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وجرائم اخرى حصلت قبلها وبعدها، ترمي الى خلاصة واحدة وحيدة، هي القول لمن يعنيهم الامر أن "حزب الله" هو من يتحمل اثام و"اوزار" احداث المرحلة الماضية الجسام اي منذ عام 2005، وهو واقع لن يزيد ولن ينقص في ما رمت اليه بالاصل عملية تحميل عناصر اربعة من الحزب مسؤولية الضلوع في جريمة اغتيال الحريري. وبالتالي اذا كان المقصود على المستوى البعيد "تكبيل" الحزب وبعض قياداته بعدد من الاحكام والاتهامات العنكبوتية، فالامر بالنسبة اليه لم يعد دراماتيكيا او مبعث تخوفات.

وعليه فالامر قبل قرار الاتهام وبعده سيان، فلا يرتجى رد فعل واسع على الارض، والحزب ماض في ادائه وممارسة نشاطه كأن شيئا لم يكن.

وفي كل الاحوال، لدى الحزب قراءة معمقة وواعية لكل الاحتمالات، ولكل ما يمكن ان ينجم عنها من اخطار منذ ان رفض التجاوب مع اخر عرض قطري – تركي حمل اليه في النصف الثاني من شهر كانون الثاني الماضي.

اما على مستوى تداعيات الحدث السوري في لبنان، فلدى اصحاب هذه النظرية قراءة اخيرة فحواها الاتي: ان النظام الحليف في دمشق نجح في الايام الماضية ما بتجاوز بؤر الخطر التي احاطت اكثر به، وبات يتحرك الان في المفهوم العسكري في منطقة الامان، وما يفعله حاليا هو تنظيف الارض من "الالغام"، ومن فلول المتربصين به وخصوصا المسلحين والارهابيين.

وعلى مستوى الخطر الخارجي فإن المعلومات المتوافرة لدى هؤلاء تفيد، ان الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير الخارجية التركي داود اوغلو الى دمشق حملت في طياتها ثلاث دلالات، وكلها تصب في مصلحة نظام الرئيس بشار الاسد.

الاول: ان الاتراك اعترفوا ضمنا بخطأ نهجهم وسياستهم حيال سوريا في المرحلة الاولى التي تلت اندلاع الاحداث فيها.

الثانية: ان الاتراك رغم ما صدر عنهم بعيد الزيارة، يبحثون عن خريطة طريق للخروج من "المهمة" الثقيلة التي نأوا اليها وعجزوا عن تنفيذها لحظة قبلوا تكليف واشنطن والغرب وعرب الاعتدال لهم، بحمل ملف اسقاط النظام في سوريا، او على الاقل تطويعه بعد تطويقه ليقبل بمعادلة معينة تجعل "الاخوان المسلمين" شريك اساسي في الحكم في سوريا على ان تتولى لاحقا الحكم كله.

الثالثة: ان تركيا تعهدت ضمنا بأن تساعد دمشق في الخروج من ازمتها او على الاقل الا تكون عاملا من عوامل اطالة امد هذه الازمة.

وعليه، فإن سؤال الجانب السوري من هو ومن هي الجهة والعاصمة التي سيكون لديها الجرأة على تحمل "كرة النار" السورية، بعد ان تبادر واشنطن الى سحب ثقتها من الجانب التركي الذي تعتقد انه خذلها وتبدأ عملية البحث عن بديل منه؟

وعلى المستوى الداخلي اللبناني يعتقد اصحاب هذه الرؤية، جازمين ان الخشية من ادوار اوسع واكثر شراسة وخطورة قد يقوم بها "المفرطون" في حماستهم للتعاطف مع المتمردين على نظام الاسد في سوريا على نحو قد يورط الساحة اللبنانية اكثر فأكثر، وتجنح بها نحو خط الانفجار، لم تعد في محلها اطلاقا، فهؤلاء "المتحمسون" قاموا بأقصى ما يمكن ان يقوموا به وحشدوا في الشارع اقصى من يتبنى حماستهم، وادى من كلف منهم بمهمات اصعب واخطر ما استطاع اليه سبيلا، وبالتالي لم يعد في جعبتهم سهام ابعد مدى واكثر خطورة، خصوصا اذا ما تيقنوا ان رهاناتهم على حصول تغيير عاجل وحاسم في الداخل السوري تتقلص يوما بعد يوم.

ويؤكد هؤلاء ان لا شيء دراماتيكياً سيتغير، خصوصا ان ثمة حكومة تعبر عن مروحة واسعة من القوى وتمثل فئة عظمى من الجمهور اللبناني بدأت تقوم بدورها، وان اعترى انطلاقتها الاولى بعض الثغر، مما افقدها جزءا من حيويتها وهالتها المفترضة، ولكنها بتركيبتها مهيأة لتجاوز هذه الثغر، واستكمال تنفيذ ما تعهدت به.

فضلا عن ذلك ثمة صعوبة كبرى لدى الراغبين فعلا في دفع لبنان الى الانخراط اكثر فأكثر في الحدث السوري، ليصبح مرتبطاً به وبنتائجه، فهذه الرغبة عدا انها تخالف اصلا وفصلا الشعار الذي دأب فريق 14 آذار على التسلح به وهو ابعاد لبنان عن الصراعات الخارجية والنأي به عن محاور الصراعات، فإن جمهور هذا الفريق الذي تغذى وترعرع على شعار، لبنان اولاً لن يستطيع ان يقتنع بأن لبنان صار ثانيا، وان اسقاط نظام بشار الاسد صارت له الأولوية على ما عداه.

وعليه لا يرى اصحاب هذه الرؤية في الافق ما ينبئ بأن ثمة قدرة لدى المتحمسين على تعكير مساحة الامان الذي تنعم به الساحة اللبنانية اكثر من اي وقت مضى.

 

الأيام المكلفة

غسان شربل/الحياة

تستطيع السلطات السورية القول انها حرمت المعارضة من تأسيس بؤرة دائمة وآمنة للاحتجاجات. حرمتها من العثور على ميدان للتحرير تنظم فيه تظاهرات مليونية وتنصب فيه الخيام بانتظار انصياع النظام لمطالب شباب الثورة. حرمتها ايضا من السيطرة على مدينة واعلان مجلس انتقالي فيها. ومن السيطرة على نقطة حدودية توفر لها فرصة استقبال المعارضين العائدين من الخارج ومعهم اجهزة الاتصال المتطورة وجمعيات حقوق الانسان.

تستطيع السطات السورية القول انها خاضت على مدى خمسة شهور مواجهة صعبة ومريرة وانها احتفظت فيها بماكيناتها العسكرية والامنية والسياسية موحدة. ففي هذه الفترة وعلى رغم القسوة المفرطة للممارسات لم تسجل اي حالة انشقاق كبرى لا في المؤسسة العسكرية والامنية ولا على صعيد الدولة والحزب. ويمكن القول ان حالات الفرار التي سجلت في صفوف العسكريين كانت محدودة جدا ولم تشمل اصحاب مواقع في الماكينة التي تتولى تنفيذ عملية القمع.

تستطيع السلطات السورية القول ايضا انها اثبتت حتى الآن عجز حركة الاحتجاج عن اقتلاع النظام ومؤسساته. وان مشاركة دمشق في الاحتجاج لا تزال محدودة وخجولة وغير خطرة. يمكن قول الشيء نفسه ولو بدرجة اقل عن حلب.

تستطيع السلطات السورية القول ايضا انها بعثت برسالة قاطعة الى من يعنيهم الامر ان الوضع في سورية لا يشبه ابدا الوضع في تونس او مصر او ليبيا او اليمن. وانها ستدافع عن وجودها واستمرارها مهما كانت الاثمان في الداخل والخارج. وانها تفضل التعايش مع طوق عزلة عربي واسلامي ودولي على القبول بتقييد آلتها الامنية وتفكيك اسباب قوتها. وان على المعارضة ان تقبل بعد الحسم بالاصلاحات التي ستقدم اليها من موقع قوة.

في المقابل تستطيع المعارضة ان تقول ان الشهور الخمسة اظهرت استحالة الحل الامني. وان عمليات القتل ادت الى تأجيج الانتفاضة لا الى اخمادها. وان المدن التي تعرضت لعمليات التأديب تغتنم اي سانحة لمعاودة الاحتجاجات. وان الاستخدام المفرط للقوة رفع سقف المطالب من بضعة اصلاحات الى المطالبة باسقاط النظام باسره.

وتستطيع المعارضة ان تقول ان السلطة خسرت معركة الاعلام. وان التجربة اظهرت انها لا تملك رواية مقنعة تقدمها حتى لمن كانوا يبحثون لها عن اعذار او اسباب تخفيفية. ويمكن الحديث هنا عن تركيا وروسيا ودول اخرى. وان علاقة سورية مع ايران والتي اعتبرت من اسباب قوتها تتحول الآن سببا لعزلتها. وان الرصيد التقليدي للسلطة السورية في العالم العربي سجل تآكلا ملحوظا كشفته المناخات التي قامت بفعل الربيع العربي. وان اصدقاء سورية من سياسيين وكتاب ومحللين شعروا بحرج شديد وهم يتابعون الصور المؤلمة التي تتكرر على الشاشات ومن مدن عدة. وان التظاهرات التي تنظمها الجاليات السورية في الخارج هي مشاهد غير مسبوقة.

وتستطيع المعارضة القول ان الصدمة التي اصيبت بها السلطات بفعل اندلاع الاحتجاجات تؤكد فشل اجهزة الامن في معرفة حقيقة التحولات التي كانت تعتمل داخل قطاع واسع من الناس. وان الصدمة نفسها تكشف عزلة الحزب داخل مجتمعه وتحوله في جزء كبير منه الى ناد كبير للموظفين تتأثر قراءته للاوضاع باحتكامه الى كتب قديمة ومفردات قديمة كما تتأثر بسطوة المؤسسة الامنية على مفاصله. وان غياب الحزب وسلوك اجهزة الامن الحقا في الشهور الماضية ضررا برصيد الرئيس الذي كانت المعارضة تسلم بوجوده في بداية الاحداث.

بين قراءة السلطة لحصيلة الشهور الخمسة وقراءة المعارضة لها يستمر الحريق ويتدفق الدم. الازمة في سورية تحولت هاجسا مقلقا لدول الاقليم. الدول الكبرى نقلت الملف الى طليعة اولوياتها. الاتصالات الاخيرة لاوباما تعكس رغبة في اختصار المهلة التركية. التطورات على الارض تسهل لاردوغان غسل يديه. كل شيء يوحي ان الايام المقبلة ستكون من قماشة الايام الصعبة والمكلفة في سورية وفي علاقتها بعدد من دول الاقليم العالم.

 

 

 

لكنْ لماذا؟

 حازم صاغيّة

لبنان الآن/لبنان الآن

هل يظنّ عاقل واحد أنّ ما من لبنانيّ يكره النظام السوريّ، وأنّ ما من لبنانيّ يودّ أن يتظاهر تضامناً مع الانتفاضة السوريّة وضحاياها؟

إذا كان الأمر هكذا، وهو هكذا، فلماذا تصطفّ في مقابل كلّ تظاهرة مدنيّة تضيء الشموع تظاهرةٌ أخرى تهدّد بالويل والثبور و"تكسير الرؤوس"؟، ولماذا، يا ترى، لا يحصل العكس: كأنْ تقوم تظاهرة مؤيّدة للنظام السوريّ (ولها كلّ الحقّ في ذلك) فتتصدّى لها تظاهرة تنضح بالتهديد والوعيد؟

هذه المقارنة تختصر المشكلة في لبنان: دائماً هناك طرف لا يحترم الديموقراطيّة التي يُفترض أنّها هويّة نظامنا، كما لا يتورّع عن التهديد بالعنف أو استخدامه ضدّ طرف يطالب بمجرّد حقّه في التعبير.

وليس من دون دلالة أنّ الطرف العنفيّ الذي تتغيّر أسماؤه وأسماء قواه وتنظيماته، يبقى في النهاية هو نفسه: أي ذاك الأكثر انشداداً إلى أنظمة عسكريّة، أو أكثر تمسّكاً بإيديولوجيّات تمجّد القوّة، فضلاً عن كونه الطرف المسلّح بسلاح التخوين لمن يخالفه الرأي. أمّا الطرف الآخر فإذا ما اندفع إلى العنف اندفع دفاعيًّا ومن قبيل "آخر الدواء"، وذلك حرصاً على الاحتفاظ بحقّه، هو نفسه، في التعبير.

ما يُستحسن إدراكه اليوم والعمل بمقتضاه أنّ المعركة حول سوريّا ينبغي حصرها في نطاقها السياسيّ: فليعبّر من شاء أن يعبّر عن الموقف الذي يريد التعبير عنه. وهذا إذا ما صحّ بالمطلق فإنّ صحّته الآن تبدو أنصع من أيّ وقت سابق. ذاك أنّه ليس مفيداً لأحد أن يساهم في تهديد السلم الأهليّ وفي مضاعفة الأحقاد والكراهية بين أبناء شعب واحد من أجل وضع يعيش فصوله الأخيرة.

فالنظام يتداعى، وبعد فترة قصيرة لن يكون قادراً على مكافأة الذين يسوّدون وجوههم اليوم ويتبرّعون بتقديم أقصى الدعم له. ثمّ إنّ تعابير التضامن مع الانتفاضة تتكاثر رغم كلّ شيء: مرّة في طرابلس ومرّة في صيدا ومرّة في البقاع أو بيروت.

إنّها وجهة يستحيل منعها في النهاية، ما دام اللبنانيّون منقسمين سياسيًّا وعاطفيًّا، وهذا أمر طبيعيّ إن لم يكن صحّيًّا. فلماذا هذه الحماقة الخطيرة والجلفة والمتكرّرة التي تحاول أن تسجن نهراً في علبة كرتون؟

 

السيد نصرالله يتناول التطورات في إفطار "الهيئة النسائية" الأربعاء ومصادر مقربة من "حزب الله" تؤكد سعيه إلى "استيعاب المتغيرات"

لبنان الآن/يطل أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطاب جديد مساء بعد غد الأربعاء خلال إفطار "الهيئة النسائية لدعم المقاومة الاسلامية" في ثانوية "الكوثر" على طريق مطار رفيق الحريري الدولي. وخلال هذه الإطلالة توقعت مصادر مقربة من "حزب الله" لموقع "NOW Lebanon" أن يتطرق السيد نصر الله إلى "التطورات الداخلية ومستجدات مسار المحكمة الخاصة بلبنان، بالإضافة إلى الوضع السوري وما يتردد عن احتمالات قيام العدو الإسرائيلي بشن حرب جديدة على لبنان في شهر أيلول المقبل".

وإذ لفتت الإنتباه إلى أنّ "خطاب السيد نصرالله يأتي غداة الذكرى السنوية الخامسة لانتهاء حرب تموز (2006) والذي مرت أمس الأحد في 14 آب"، شددت المصادر المقربة من "حزب الله" على أنّ "الحزب يسعى في هذه المرحلة إلى استيعاب المتغيرات في لبنان والمنطقة، من خلال زيادة تعبئته الداخلية وإعادة تنظيم وتحصين أوضاعه في مقابل التحديات المتسارعة التي تواجهه".

 

الهروب إلى الأمام.. على الطريقة السورية!

اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

«أسوأ من الثورة.. ما يسبب الثورة»(فريدريك دوغلاس)

إذا كنا من المقتنعين بأن النظام السوري ما زال ممسكا بزمام المبادرة في تسيير سياسته الخارجية، فإن هذا الوضع يفرض عليه من حيث المبدأ أن يعي إلى أين يقود سوريا في هذه الأيام العصيبة. ولكن إذا ما كان قد غدا لاعبا ثانويا في صراع إقليمي أكبر منه، وهو ما يتبدى أكثر فأكثر للمتابع المدقق، فعليه أن يتحلى بالحد الأدنى من شجاعة مصارحة الشارع، ومحاولة احتواء ما يمكن احتواؤه من تفجر يستحيل ألا يفضي إلى التفتيت والفوضى.

هنا أتذكر مجددا سؤالا طرحه علي صديق بريطاني، إبان أسوأ مراحل العنف في الحرب اللبنانية، وهو «إذا كنتم كشعب لبناني تبغضون بعضكم بعضا إلى هذا الحد.. فكيف تمكنتم من التعايش بنفاق طيلة العقود السابقة؟ أما إذا كنتم ما زلتم تؤمنون بأنكم شعب واحد وستعودون في يوم ما للعيش معا.. فكيف ترتكبون هذه المجازر البشعة أحدكم بحق الآخر؟».

إنه تساؤل منطقي تماما يثير قضيتي النفاق من ناحية، وقطع خط الرجعة من ناحية أخرى. تساؤل يأتي من صاحب ذهن عملي يقرأ مسيرة التاريخ، ويقدر تبعات الحرب، ويفهم «الأساطير» التي تبني الهوية والذاكرة القوميتين.

لكن ما نشاهده في «سوريا البلد» ونسمعه من «سوريا النظام» يؤشر إلى أن من اعتاد الهروب إلى الأمام من العيوب البنيوية في مؤسسة حكمه يجد صعوبة في تغيير عادته. وأيضا على أن من استمرأ إيهام نفسه وشعبه بالقدرة على لعب أدوار أكبر من حجمه، وفي وجه خصوم يستطيعون التأثير على دول أكبر من سوريا، بات سجين ذهنية ترسخت وتيبست.. ما عاد معها متيسرا له الانطلاق ببداية جديدة.

وهنا نلحظ عبثية «محاولات» جهات غربية العمل على فصل دمشق عن طهران. والأهم من هذا، التنبه إلى استمرار «محور طهران - دمشق» في الطريقة التي يدير بها «ممانعته» الظاهرية لإسرائيل والنفوذ الغربي في الشرق الأوسط.. يسهل لإسرائيل، ومن هم وراء إسرائيل – من حيث يدري أو لا يدري – تنفيذ مخطط الفرز الديني والمذهبي الكبير في معظم أنحاء المنطقة.

وسائل الإعلام السورية، والتوابع الذيلية لإعلام دمشق في لبنان، ماضية قدما في التعتيم على الانتفاضة الشعبية التي تنتشر في مختلف أرجاء سوريا، على الرغم من القمع العنيف واستفراد مدن البلاد وأريافه مدينة مدينة وقرية قرية. غير أنها في تضليلها – بأسبابه المفهومة – تتجاهل الكراهية العميقة التي تولدها «القبضة الحديدية» بمرور كل يوم، كما أنها تتجاهل علامات الاستفهام التي تطرح الآن، داخل سوريا وخارجها، عن الاستراتيجية الحقيقية للنظام. ثم علينا ألا ننسى أن أشد المدافعين في لبنان عن ممارسات دمشق بحق مواطني سوريا يحملون مشروعا مذهبيا واضحا. فهل ما زال النظام يريد حقا مواصلة حكم «سوريا واحدة موحدة»؟ أم تراه أقنع نفسه بأن عليه استنهاض بدائل «جيوسياسية» سواء لابتزاز خصومه.. أو التوجه لتنفيذها على الأرض عبر اعتماد سياسة «الأرض المحروقة» والفرز السكاني؟

من اللافت تحليل الاختلاف النسبي في زخم الانتفاضة الشعبية على امتداد الأراضي السورية، وكيف حقق النظام نجاحا نسبيا في بث الخوف في بيئات طبقية وفئوية معينة – بعضها في مناطق جغرافية ذات حساسية خاصة – رابطا احترام مصالحها الوجودية والاقتصادية ببقائه حيث هو. وفي المقابل، رصد ما نشهده من ردود فعل متفاوتة القوة من قبل النظام على مناطق معينة من سوريا، مما يشي بأن ثمة جهات داخل هرم السلطة ربما كانت تتحسب لـ«السيناريوهات» الأسوأ منذ الآن.

واشنطن تدعو الآن إلى تضييق الخناق على نظام دمشق، وهي تلتزم اليوم عبارات هي الأكثر مباشرة وقطعا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية السورية.

لأول مرة سمعنا بالأمس من كبار المسؤولين الأميركيين أن نظام الرئيس «فقد شرعيته» - بصيغة الماضي - بعد خمسة أشهر تقريبا من إبقاء واشنطن باب التسامح مفتوحا أمامه. وهذا الالتزام يستحق هذه المرة أن يؤخذ على محمل الجد على الرغم من تدني صدقية المواقف الأميركية في تعاطيها مع أول انتفاضة شعبية عرفها الشرق الأوسط خلال العقدين الأخيرين، ألا وهي «انتفاضة 14 مارس (آذار)» 2005 في لبنان.

يومذاك أوحت واشنطن للبنانيين بأنها بمجرد تجاوز اللبنانيين حاجز الخوف، وكسرهم هيمنة «الجهاز الأمني السوري - اللبناني»، ستحمي إنجازهم من رد الفعل الشرس ضدهم. غير أن المعطيات اختلفت بعد «الانقلاب» الفرنسي على المنتفضين اللبنانيين بقيادة الرئيس نيكولا ساركوزي، والتراخي الذي أظهرته دبلوماسية البيت الأبيض في عهد باراك أوباما إزاء استعادة «محور طهران – دمشق» نفوذه بقوة السلاح.

أما اليوم، فالصورة ما عادت تحتاج إلى «رتوش». وما تفعله «القبضة الحديدية» مع «شبيحتها»، وما يبدو أنها تخطط له في اللاذقية وغيرها من مدن الساحل بعدما فعلته في جسر الشغور وجبل الزاوية وأرياف حماه وحمص، تطورات مقلقة جدا.

مقلقة جدا جدا على وحدة سوريا ونسيجها الاجتماعي.

 

سوريا.. اسحبوا السفراء وجمدوا العضوية

طارق الحميد/الشرق الأوسط

يجب ألا يكتفي العرب بالمواقف التي اتخذوها تجاه وحشية نظام بشار الأسد بسوريا، بل المفترض أن يكون الموقف العربي متصاعدا وفقا للتصعيد، والجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق السوريين العزل. فوحشية نظام الأسد فاقت كل معقول، أو مقبول، حيث يواصل الأسد عملياته العسكرية ضد السوريين وكل مدنهم، فيوم أمس وحده قتل النظام قرابة 30 مدنيا على الأقل، وحتى كتابة المقال، بينهم 26 بمدينة اللاذقية الساحلية التي تحولت إلى هدف لعملية عسكرية واسعة استخدم فيها النظام الزوارق الحربية التي قصفت بعض أحياء المدينة، فما الذي ينتظره العرب بعد كل هذا؟ المفروض اليوم أن يتحرك العرب، كل العرب، وتحديدا الدول القادرة، لاتخاذ عدة خطوات منها سحب السفراء العرب من دمشق، وتعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وقد يقول البعض إن العرب قد ينقسمون حول ذلك، وهذا أمر لا بأس به، فمن المهم أن تعرف الشعوب العربية اليوم من الذي يقف مع وحشية الأسد، ومن الذي يقف ضدها من العرب. المفروض اليوم أن يلتئم مجلس الجامعة العربية، المتهالكة أصلا، لتكون الحالة السورية التجربة الأخيرة قبل المطالبة بحل هذه الجامعة والبحث عن صيغة أخرى تستطيع مواكبة الواقع العربي، فيجب أن تجتمع الجامعة وتصوت على سحب السفراء العرب من دمشق، وتعليق عضوية سوريا، على أن يكون التصويت على الهواء مباشرة أمام السوريين والشعوب العربية، ليتحمل الجميع مسؤوليته، بدلا من أن يكون العمل خلف الأبواب المغلقة، ثم يحاول البعض التجمل أمام الرأي العام العربي، أو يحاول بث الإساءات عبر الإعلام. فجميعنا رأينا كيف اتخذت السعودية موقفا أخلاقيا ومسؤولا عندما وجه الملك عبد الله بن عبد العزيز خطابه التاريخي عن سوريا، والذي مثل نقطة تحول بالتعامل مع الأزمة السورية، حيث بات الغرب متحركا أكثر لمحاصرة نظام الأسد، لكن لا بد من تحرك عربي أيضا اليوم، وقد يكون من المجدي أن تتحرك السعودية نفسها لدعوة العرب إلى اتخاذ موقف مسؤول تجاه سوريا، أو تنفضح مواقفهم، أي بعض العرب، وذلك من خلال دعوة الجامعة العربية للانعقاد على مستوى وزراء الخارجية والتصويت على سحب السفراء العرب من دمشق وتجميد عضوية سوريا، خصوصا أن العرب قد جمدوا عضوية ليبيا لمعاقبة القذافي، فلماذا لا يفعلها العرب مع الأسد الذي فاق وحشية القذافي؟ بل ولماذا يستبعد الخيار العسكري لإنقاذ السوريين العزل؟ الإشكالية التي لم يتنبه لها العرب أنهم باتوا في مأزق أخلاقي، فعندما وقعت حرب لبنان صيف 2006 هب العرب لإقناع المجتمع الدولي بضرورة إيقاف العدوان الإسرائيلي، وتم إيقاف الحرب في فترة وجيزة، بينما يواصل نظام الأسد ضرب السوريين ومدنهم برا وبحرا وجوا طوال خمسة أشهر وأكثر دون أن يوقفه أحد!

وعليه، فقبل أن يطالب العرب الغرب، أو الأتراك، بالتدخل وإيقاف الحرب الأسدية على السوريين، أو مطالبة الأسد بالرحيل، فعلى العرب أنفسهم سحب سفرائهم من دمشق، وتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وذلك أضعف الإيمان.

 

إيران تريد خنق انتفاضة السوريين

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

من هو الرئيس العربي الوحيد، عدا العقيد معمر القذافي، الذي انتقد الانتفاضة السورية؟ ليس إلا نوري المالكي، رئيس وزراء العراق، الذي سماها فوضى وتخريبا!

سبب الانقلاب في الموقف يشرحه التصريح الذي أدلى به قيادي بارز في كتلة دولة القانون، التي ينتمي إليها حزب المالكي، لـ«الشرق الأوسط»، قال: «إن إيران ضغطت على حلفائها في بغداد من أجل دعم السلطات السورية بمبلغ 10 مليارات دولار»، وقال: «إن المؤكد أن المالكي رضخ للضغط الإيراني وقام بدعم الرئيس السوري بشار الأسد». أستبعد أن يكون الرقم صحيحا لأنه غير معقول، لكن الأرجح أن إنقاذ الأسد أصبح سياسة مستعجلة لإيران، ولهذا السبب قام المالكي باستقبال وفد حكومي من سوريا، وإيران تقدم الدعم النفطي والمالي والأسلحة لسوريا وتمدها بميليشيات وخبرات أمنية وعسكرية للقضاء على الانتفاضة.

وإذا كنا لا نستطيع أن نلوم إيران على دعم صديقتها سوريا، وإلا فيما قيمة الصداقة؟ إلا أن الذي نخشاه ما يتردد من إشاعات أن إيران تحاول المساومة من أجل إنقاذ النظام في دمشق. من ذلك أن إيران تهدد واشنطن بأنها ستمنع القوى الحزبية العراقية من التمديد للقوات الأميركية التي ينتهي عقدها في نهاية هذا العام. كما شهدت الساحة العراقية سلسلة أعمال تفجيرية وكل الدلائل تدل أن إيران خلفها. ولا نستبعد أن تذهب إيران، التي هي في خوف شديد مما تراه يحدث في سوريا، إلى أبعد من ذلك بتقديم عروض مغرية لإقناع الأميركيين من أجل خنق الانتفاضة السورية.

وستكون قراءة خاطئة من الحكومات الغربية إن ظنت أولا أن إيران في موقف فعلا يعطي ويمنع، فنظامها في حالة اضطراب ومهما قدمت من وعود فإن شهرة النظام الإيراني أنه أكثر أنظمة العالم تراجعا عن وعوده. والخطأ الآخر أن الغرب ليس في موقف يسمح له بالمساومة على مطلب الشعب السوري، لأنه لا يملك سلطة عليه، ولا يد له في الانتفاضة، بخلاف ما حدث في العراق. فلولا التدخل الأميركي ربما كان المالكي يقيم اليوم في نفس شقته في حي السيدة زينب منفيا في العاصمة السورية، وصدام حسين يتبختر في قصره، وأجهزته الأمنية تقمع العراقيين صباح مساء. السوريون، بأنفسهم وعبر تضحيات مروعة، يقررون اليوم مستقبلهم، ومصير علاقتهم بالنظام، إن شاءوا أصلحوه وتعايشوا معه، وإن شاءوا قاوموه وخلعوه.

 

الراعي واصل زيارته لمنطقة بعلبك: ملتزمون المساعدة لانماء المنطقة انسانيا واقتصاديا

 وطنية -بعلبك- 15/8/2011 واصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لليوم الثاني زيارته الى منطقة بعلبك، وانطلق موكبه من مطرانية دير الاحمر عند الثامنة من صباح اليوم، وكانت محطته الاولى على مدخل رعية المشيرفة حيث كرس مزارا لشفيع البلدة مار مارون برشه بالمياه المباركة بعد الصلاة على نية رعية البلدة.

وقال:" اليوم عيد انتقال العذراء بجسدها الى السماء، وهي تحيي الجميع وترافق مسيراتنا نحو الخلاص".

اضاف: "اننا سعيدون بزيارتنا الراعوية مع المطران سمعان عطاالله الى مار مارون في المشيرفة، ولقد كرسنا هذا المزار لكي ينعم بالمحبة والخير كل من يمر على هذا الطريق ويقويه بالايمان"، لافتا الى "ان عنوان الزيارة هو "تعالى وانظر" ونرى اجمل الوجوه المسيحية المؤمنة المخلصة والمحبة".

وتابع:" سمعنا احتياجات المنطقة، ونحن ملتزمون بالمساعدة حتى ننمي المنطقة انسانيا واقتصاديا وروحيا، وسنبقى معكم بالقلب والفكر والعاطفة ولو كان المرور سريعا ولكنه غني وينزل الى اعماق قلبي، اشكركم من اعماق قلبي والعذراء تبارك لكم وفيكم".

الصفرا

وكانت المحطة الثانية للبطريرك الراعي في بلدة الصفرا التي قرعت اجراسها احتفاء بقدوم الزائرالكبير الذي استقبل بأقواس النصر المزدانة بكلمات الترحيب وبالاعلام اللبنانية واعلام البطريركية وبصوره والاهازيج والورود والارز. وترجل البطريرك الراعي واجتاز البلدة نحو كنيسة مار جرجس سيرا على الاقدام برفقة الاهالي الذين عبروا عن فرحهم بقدومه، وبارك الكنيسة الجديدة التي ما زالت قيد الانجاز. وازاح الستارة عن لوحة تحمل اسمه على صالة الكنيسة.  وتحدث البطريرك الراعي فقال:" هذه كنيسة الصفرا وهذه المحبة والعاطفة الجياشة لا يمكن ان تكون الا في الصفرا، تحية لاهالي البلدة اشكركم على محبتكم الكبيرة وعاطفتكم، ولا اتعجب لان عائلاتكم مسيحية مارونية عريقة نفتخر بها، وقد اعطيتم من ابنائكم للرهبنة الكثير". ورأى "ان كل الانماء والتقدم والازدهار في الابرشية يعود للمطران سمعان عطاالله، ولولاه ولولا الاهالي لما كان عندنا الازدهار الكبير. وخلال سيرنا رأينا كروما جديدة، وكيف تنقبون السهل والجبل، هذه البلدة كانت صفراء فاصبحت خضراء بفضل جهودكم". وقال:" يدا بيد معكم لخدمة نمو البلدة الانساني الاقتصادي والبشري. وانني على ثقة بانه سيعود الجميع الى ارضهم، لان الارض اصبحت خضراء بجهودكم"، متمنيا لهم "عيدا مباركا".

 

 قاووق: ثبتنا معادلة جديدة هي النفط مقابل النفط

قوى 14 آذار تراهن على الأزمة السورية كمعبر لعودتها الى السلطة

وطنية - 15/8/2011 رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال بذكرى انتصار تموز 2006 وذكرى شهداء بلدة حاريص، "أن رهانات الذين اعتادوا على الوصاية الأجنبية وأدمنوا على استماع الإملاءات الأمريكية في قوى 14 آذار خاطئة تماما حيال الأحداث في سوريا، لأنهم تورطوا في استهدافها واستقرارها ووحدتها الوطنية، وقد تم ضبطهم متلبسين بجريمة التسليح والتمويل والتحريض ضد سوريا". واعتبر "أن هذا الفريق يريد أن يتخذ لبنان منصة لطعن سوريا بظهرها، عبر تمترسه بالخارج، وخضوعه لأمر عمليات أمريكي، ليكون له دور في إدارة المعركة ضد سوريا من الخارج سياسيا وإعلاميا، وذلك بالتزامن مع قيامهم في الداخل بعمليات تهريب سلاح وأموال وبث سموم لزرع الفتنة"، سائلا "عما إذا كان ذلك من مصلحة لبنان أو من مصلحة اتفاق الطائف الذي يزعمون الحرص على حمايته، والذي طالما نادوا بتثبيته كأنه كتاب مقدس، وكأنهم لا يدركون أن استهداف سوريا هو الذي يهدد الاتفاق". وقال قاووق "أن قوى 14 آذار بدلت إستراتيجيتها حيث باتت "سوريا أولا" عنوانا لها بدلا من "لبنان أولا"، وأنهم يراهنون على الأزمة السورية كمعبر لعودتهم الى السلطة، لأنهم أفلسوا وفشل رهانهم على حرب إسرائيلية وعلى فتنة داخلية وعلى محكمة وقرارات دولية، وانحصر أمرهم بالرهان على الأزمة السورية"، مؤكدا "أن حيادهم مع اسرائيل وعداوتهم لسوريا هو خطيئة وطنية كبرى، ولعب بمصير لبنان". وتساءل عن "بدائل هذا الفريق إذا فشلت رهاناتهم على الأزمة السورية وصمد النظام وعاد الاستقرار إليها". ورأى "أن المقاومة استطاعت مجددا وبعد خمس سنوات من حرب تموز ان تثبت معادلة جديدة هي معادلة النفط مقابل النفط، وان تردع الإسرائيليين بوهج صواريخها وتقيد أيديهم من ان تمس ثروات لبنان النفطية"، مؤكدا "ان اسرائيل لا تراهن على قوانين دولية ولا تعبأ بوساطات ومفاوضات دولية لتكف يدها عن القرصنة لثروتنا النفطية، ولكن لا يمكنها أبدا ان تستخف بمعادلة القوة "النفط مقابل النفط" التي أعلنها وثبتها وكرسها الأمين العام لحزب الله". وختم قاووق مؤكدا "ان قرارات الحكومة ومعادلات المقاومة صنعت موقفا قويا وعزيزا للبنان بوجه اسرائيل، يضمن انتزاع كامل حقنا في الثروة النفطية، واننا سنحرر كامل حقنا في الثروة النفطية بمعادلة المقاومة والتكامل مع الحكومة، شاء من شاء وأبى من أبى".

هذا وتخلل الاحتفال قصيدة من وحي المناسبة للشاعر نزيه أبو الزور. وفي الختام رفع قاووق راية الحسين في روضة الشهداء.

 

قاسم: حكومة ميقاتي ضربة للمشروع الإسرائيلي

اتهموا حزب الله بحادثة انطلياس ليقولوا انه يدخل مناطق مسيحية ليضرب الإستقرار

الفريق الأخر يختبئ تحت عنوان رفض السلاح لأنه يخجل أن يقول انه ضد المقاومة

حزب المستقبل لا يريد الإعتراف بان لبنان متعدد الطوائف والقوى وهو للجميع

وطنية -بعلبك- 15/8/2011 أكد نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، خلال افطار للتعبئة التربوية في "حزب الله" في قاعة "تموز"- بعلبك، في حضور النائب كامل الرفاعي والنائب السابق اسماعيل سكرية وجامعيين، "ان دعوة إسقاط المقاومة هي دعوة لإضعاف لبنان وجعله مكشوفا أمام العدو الإسرائيلي وبما يخدم مصالحه مجانا، عرف ذلك مطلقو شعارات سحب سلاح المقاومة أم لم يعرفوا، وإلا كيف يمكن أن يواجه لبنان المشروع الإسرائيلي؟ يقولون بالدبلوماسية، رأينا الى أين أوصلت وكادت أن تطيح بلبنان. القرار 425 كان موجودا سنة 1978، بدل أن يحرر لبنان مهد الطريق لاجتياح 1982 ووصلت إسرائيل الى قلب العاصمة بيروت، فأين الدبلوماسية؟ والحل في لبنان هو بانسجام ثلاثي القوة، الجيش والشعب والمقاومة، وكل من يدعو الى وقف المقاومة أو تجريد لبنان من قوته إنما يريد تعريته أمام اسرائيل وتقديمه خدمة مجانية، وثلاثي القوة هو الاستراتيجية الفعالة، أما استراتيجية الفريق الآخر، فهي استراتيجية إضعاف لبنان وتعطيل الدولة وهدم هذا الكيان على رؤوس أصحابه ان لم يكونوا متسلطين حاكمين يصنعون من لبنان مزرعة لهم، يخوضون فيه كما يريدون بدون حسيب أو رقيب".

وسأل قاسم فريق 14 آذار: "بماذا تتباهون؟ بإنجازاتكم في لبنان؟ كل الإنجازات هدر وفساد ومديونية عالية ومشاكل داخلية، وإثارات مذهبية وطائفية، ولا يجوز أن يستمر الأمر على هذه الشاكلة، ولم نكن نعتقد ان السلطة تعمي القلوب الى هذه الدرجة، عندما أسقط الحريري وحكومته قامت الدنيا ولم تقعد ونزل السلاح الميليشياوي لحزب المستقبل الى الشارع وبدأت التهديدات من كل حدب وصوب، ما هي القصة؟ لم يعودوا في السلطة؟ على الأقل احترموا آراء الناس الذين أتوا بكم في يوم من الأيام، هم الذين قالوا لكم لم تعودوا جديرين في يوم آخر، وبالتالي إذا كنتم تريدون خيار الناس، عليكم أن تسلموا لا ان تحدثوا الفوضى وتبدأوا بالفتن لأنكم لم تبقوا على رأس السلطة. على كل حال، المقاومة ستستمر في مشروعها ولن ترد على نقيق ضفادع الطريق، وأبشركم حتى تطمئنوا وليس للمرة الأخيرة ان مسار المقاومة في "حزب الله" مسار تصاعدي لا يتأثر بالأحداث الجارية سياسيا وإعلاميا، لأن مشروعنا مبني على قاعدة أن لا تلتفت المقاومة الى الهاءات الطريق من الأفرقاء المختلفين، ومنذ 14 آب 2006 عقد المقاومون العزم لاستعادة القوة وإعادة بناء الأفراد واستقطاب عناصر القوة، والحمد لله من 14 آب حتى اليوم أصبح لنا خمس سنوات وكل سنة 365 يوما إذا كانت السنة كبيسة، وفي كل يوم نزداد قوة عن اليوم الذي ما قبله، والمقاومة مستمرة إن شاء الله ولن يؤثر عليها هذا الضجيج الذي يأتي من هنا وهناك".

أضاف: "أما حزب المستقبل فمشكلته انه لم يراع وضع لبنان، لا يريد الإعتراف ان لبنان متعدد الطوائف والقوى وان لبنان للجميع، ويعتقد ان رئاسة الحكومة حكرا عليه وان الإدارة التنفيذية من حقه، مع العلم ان الإدارة التنفيذية في البلد عليها رئيس وزراء سني، لكن ليس بالضرورة أن يكون من حزب المستقبل، وبالتالي هم قاموا بهذه التصرفات وكادوا يحرقون البلد عندما واجهوا هذه المصيبة التي أصابتهم، وحزب المستقبل اليوم ميليشيا بكل ما للكلمة من معنى، فالميليشيا ماذا ينقصها؟ الميليشيا هي التي تحمل السلاح وتخرج الى الشوارع، وهم فعلوا ذلك في طرابلس وبيروت وطريق الجديدة وأماكن مختلفة، الميليشيا هي التي تخرب عندما لا تكون قرارات الدولة أو مساراتها على خاطرهم وهم فعلوا ذلك في مواقع مختلفة، الميليشيا هي التي تشوش فترفض الحكومة رئيسا وأعضاء قبل بيانها الوزاري ومن دون أن تعرف سياساتها لأنها لا تريد أحدا أن يحكم غيرها، وإنما تريد أن تستخدم قوتها لتفرض سيطرتها وأن تكون هي الحكومة غصبا عن الجميع ومخالفة للقوانين وهم مارسوا هذا الأمر".

وتابع: "الميليشيا هي التي تخالف القوانين وتخفي أموال الدولة، وتخفي 11 مليار دولار دون معرفة تفاصيل صرفها، وتستخدم ميناء سوليدير لأغراض التسليح ضد سوريا، هذه هي الميليشيا".

وسأل "هل تريدون الدولة أم السيطرة كيفما كان؟ ما بالهم ان حكموا سكتوا وان خرجوا فجروا، وهذا يعني انهم لا يريدون بناء لبنان ومشروع العبور الى الدولة الذي رفعوه سابقا، استطاعوا ترجمته بدقة بأنهم عبروا بالدولة، هذا هو مشروعهم وليس مشروع إقامة الدولة".

واعتبر قاسم "ان حكومة الرئيس ميقاتي هي ضربة جديدة ضد المشروع الإسرائيلي لانها استطاعت ان تنجح في تقديم بيان وزاري يحمل مضمونا سياسيا يحمي لبنان، وعلى رأس هذا المضمون السياسي ثلاثي القوة الجيش والشعب والمقاومة، وأمام هذه الحكومة استحقاقات معيشية اقتصادية وإن شاء الله تنجح في هذا كما نجحت في الموقف السياسي والأمر يحتاج الى جهد وتضحية".

وأكد "ان لبنان امام مشروعين، أحدهما يريد أن يثبت المشروع الإسرائيلي ولو ادى ذلك الى إبادة الفلسطينيين وطرد العرب من اراضيهم والسيطرة الكاملة على المنطقة، برعاية اميركية أوروبية ومجلس الأمن وبعض المتزلفين والمستسلمين، وجعل لبنان الضعيف محمية اسرائيلية يوطن فيه الفلسطينيون. أما مشروعنا، فإننا نريد لبنان القوي المدافع عن نفسه ويرفض مشاريع الآخرين على ارضه ويرفض الوصاية والتبعية، ومن الطبيعي أن يكون تضارب بين المشروعين، وعندما لم يحصلوا على شيء لجأوا الى الأضاليل والإشاعات، وعند كل حادثة يتهمون "حزب الله" وباسم الله يعرفون الحادثة قبل حصولها وتبدأ التحليلات والأدلة الجنائية والمواقف القضائية والأبعاد السياسية، وباسم الله نقول عندنا دكاترة بالتحليل السياسي والجنائي، حصلت حادثة انطلياس وهي حادثة جزئية عادية شخصية لا علاقة ل"حزب الله" بها، أقاموا الدنيا وأقعدوها ليقولوا ان "حزب الله" يدخل الى المناطق المسيحية ليضرب الإستقرار، في الوقت الذي اكدت فيه كل الدلائل انها حادثة فردية".

أضاف: "الفريق الأخر يختبئ تحت عنوان رفض السلاح، لأنه يخجل أن يقول انه ضد المقاومة. ليكونوا جريئين ويفصحوا عن موقعهم الحقيقي، فهم لا يريدون اسقاط السلاح بل مواجهة المقاومة لإضعاف لبنان وجعله مكشوفا أمام العدو الإسرائيلي".

وتطرق الى الشأن السوري فقال: "كلما ارتفع الصراخ في العالم ضد النظام السوري كلما عبر الأمر عن انهم لم يتمكنوا من الاضرار، كما يتمنون، أو ان مشروعهم الخارجي يعيش عقبات وصعوبات وتعقيدات. نحن نتمنى لسوريا أن تعود كما كانت وأن يتفاهم الشعب والنظام بكل مكوناته على قاعدة ان الحوار هو الحل، وان سوريا يجب أن تبقى قوية ومرفوعة الرأس والحمد لله اليوم على مستوى العالم اطمئنوا، ما يحصل عندنا ليس بعيدا عما يحصل عندهم، وتجربة بريطانيا خمسة أيام فقط خسائرهم 1,6 مليار دولار وعدد المتاجر التي أحرقت ونهبت ستة آلاف متجر، عدد القتلى خمسة والمعتقلين 1500 والله اعلم الى اين تصل الأمور، وفي اميركا الوضع المالي في حالة سيئة وتجاوز عدد البنوك التي انهارت 230 مؤسسة بنكية ومصرفية، ونحن أمام وضع مالي سيء، فرنسا فيها اضطرابات وإسرائيل اليوم تعاني أزمة حقيقية على المستوى المالي والمعيشي والسياسي، والعالم حولنا ليس هادئا ويعاني، وخير لنا أن نلتفت الى بلدنا ونعمره في ظل التداعيات التي تحصل بدل أن نخربه بأدينا، علما ان بإمكاننا أن نحفظه بوحدتنا وتماسكنا".

 

علي فياض: كل نقد للمقاومة عاجز عن تقديم بديل لها هو نقد هدام

الاعتداءات على الحقوق والحدود تؤكد أن حاجة المقاومة تتعاظم

 وطنية - 15/8/2011 اقام "حزب الله" حفلا تكريميا إحياء للذكرى السنوية للاستشهاديين المجاهدين الشيخ اسعد برو وهيثم دبوق في مكان العمليتين في برج الملوك وطريق عام الخردلي دير ميماس، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض وفعاليات اجتماعية وثقافية وعلماء دين وعوائل الشهداء، تقدمهم ثلة من المجاهدين حيث قاموا بوضع اكليل من الزهر على نصب الاستشهاديَّين. والقى فياض كلمة بالمناسبة قال فيها:" إننا في ذكرى انتصار تموز - آب 2006 وأمام نصب الاستشهاديين ننحني إجلالا وإكبارا لهؤلاء الشهداء الذين تراكمت دماؤهم وولدت سيلا في التحرير والانتصار". ورأى "أن أولئك الذين لا يزالون يتهجمون على المقاومة لا يقدمون بديلا لها"، معتبرا "ان كل تهجم أو نقد عاجز عن تقديم بديل إنما هو نقد هدام غير منتج وغير بناء ". واشار الى "أن الاعتداءات الإسرائيلية على الحقوق والحدود اللبنانية في البحر والخروق المتتالية في البر تؤكد أن الحاجة للمقاومة تتعاظم ولا تتراجع ". وأكد "ان الموقف اللبناني يستند الى دور هذه المقاومة، وأي موقف لبناني تفاوضي أو دبلوماسي مستقبلي فيما يتعلق بحقول النفط والغاز لا قيمة له إذا لم يستند الى التوازنات التي تنتجها المقاومة ". واعتبر فياض "اننا أمام حكومة جديدة واعدة تدرك جيدا حاجات المناطق وتتعاطى على أساس جدي في معالجة الملفات الحياتية للناس لانها المعيار في نجاح أو فشل هذه الحكومة ". مؤكدا أن لهذه الحكومة "فرصة حقيقية في أن يكون هناك اهتمام خاص للمنطقة الحدودية بعدما عانت من تقصير الحكومات المتعاقبة بحقها ".

وجدد "الوفاء والمضي بعزم وثبات وإيمان على درب هذه المقاومة التي لا تزال تقوم بدورها في الدفاع عن هذا الوطن والعمل على تحرير ما تبقى من ارض محتلة ".

اشارة الى ان الاستشهادي الشيخ اسعد برو من مواليد الحدث - بعلبك 1965 متأهل وله ولدان، نفذ عمليته الاستشهادية يوم الثلاثاء بتاريخ 9-8-1989 في برج الملوك ضد قافلة إسرائيلية كبيرة كانت تتقدم داخل منطقة مرجعيون حيث اقتحمها بشاحنة بيك أب مليئة بالمتفجرات، مما أدى الى سقوط أفرادها بين قتيل وجريح، ولم يبق للقافلة أثر.

أما الاستشهادي هيثم دبوق وهو من مواليد صور 1968، فقد نفذ عمليته الاستشهادية يوم الجمعة بتاريخ 19/8/1988 على طريق عام الخردلي دير ميماس، حيث فجر نفسه بسيارته المفخخة، ضد قافلة عسكرية صهيونية أثناء عبورها على طريق تلَّ النحاس باتجاه فلسطين المحتلة، وعلى متنها ما لا يقل عن 50 عسكريا صهيونيا، فحول القافلة إلى هياكل متناثرة، مما أدى الى سقوط عدد كبير من الإصابات في هذا الهجوم الذي هزّ كيان العدو الصهيوني الغاصب.

 

يزبك طالب الحكومة بفتح ملف شهود الزور

وطنية- 15/8/2011 وصف رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بالبدعة الأميركية - الصهيونية التي تهدف لتشويه سمعة المقاومة.

وقال الشيخ يزبك خلال أربعين الفقيد المجاهد ديب مدلج في مدينة بعلبك:" نريد ان نعرف الحقيقة، إلا أن طريق الحقيقة واضح وذلك من خلال شهود الزور الذين فبركوا وتآمروا على الحقيقة ليضيعوها، ولهذا نطالب الحكومة ان يكون ملف شهود الزور من أولوياتها، وأن يفتح هذا الملف على مصراعيه". وشدد على "أن الإدارة الأميركية تتآمر على الشعوب بالفتنة التي تسعى لتعميمها"، مطالبا المسلمين "بأن يعوا هذه المؤامرة وخلفياتها في لبنان وسوريا، والعالمين العربي والإسلامي، لأن هدفها القضاء على الإسلام".

 

حمدان: التظاهرات المتعلقة بالشأن السوري ستؤدي الى تداعيات خطيرة جدا

 وطنية- 15/8/2011 أكد امين الهيئة القيادية في "المرابطون" العميد مصطفى حمدان ان تمادي البعض في الدعوة الى التظاهرات التي تدخل في دائرة التدخل بالشأن السوري، سيؤدي إلى تداعيات خطيرة جداً. وقال حمدان في تصريح اليوم: من يظن ان هذه الديمغاجية والمزايدات والتنافس على حشد وإزكاء التعصب المذهبي هو الوسيلة الوحيدة للوصول الى صناديق إقتراع إنتخابات 2013 فهو على خطأ كبير. فهذا الأسلوب تافه وسخيف للتعاطي مع قضية مفصلية وتاريخية على صعيد أمتنا العربية وعالمنا الإسلامي. واضاف: ليعلم الجميع ان هكذا تظاهرات لا بدَ ان تواجه بتظاهرات مضادة، وبالتالي إحداث إرباكات على الساحة الأمنية اللبنانية، وإرباك الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية في كيفية التعاطي معها.

 

قيادتا حزب الله وحركة امل في الجنوب: الخيار الوحيد أمام اللبنانيين لحل مشاكلهم هو الحوار

وطنية-النبطية- 15/8/2011 اقيم، بدعوة من حزب الله في منطقة الجنوب الثانية، حفل إفطار في مدينة النبطية ضم قيادتي حزب الله وحركة أمل في المنطقة.

وإثر ذلك عقد إجتماع بين القيادتين صدر عنه بيان هنأت من خلاله القيادتان المسلمين عامة واللبنانيين خاصة بحلول شهر الرحمة والبركة والمغفرة والخير شهر رمضان المبارك، متمنية أن يكون هذا الشهر الكريم شهر تلاق بين أطياف الوطن لما يحمل من معاني ومفاهيم وقيم إلهية عظيمة. وتوقفتا عند الإنتصار الإلهي الذي تحقق في العام 2006 على أيدي المجاهدين الشرفاء في شهر آب شهر الإمام السيد موسى الصدر، وأكدتا في هذه المناسبة على ضرورة التمسك بثالوث منعة لبنان الشعب والجيش والمقاومة في وجه العدو الصهيوني وأطماعه في أرضنا ومياهنا، وشددتا على أن معادلة الردع مع العدو والنفط مقابل النفط هي الركيزة التي من خلالها يمكن الحفاظ على حقوق اللبنانيين في مياههم ونفطهم.ودعت القيادتان الحكومة اللبنانية إلى ضرروة الإسراع في التصدي لمعالجة الملفات الحياتية التي تضغط على المواطنين وفي طليعتها ملفا الكهرباء والماء. واشارتا إلى أن الخيار الوحيد أمام اللبنانيين لحل مشاكلهم هو الحوار، وان الذين يراهنون على تغييرات إقليمية أو غيرها ويبنون إستراتيجيتهم على رفض الحوار والتعطيل والتأزيم هم الذين يهددون إستقرار لبنان ويمنعون تقدمه وازدهاره. وأخيراً أكدت القيادتان على الوقوف إلى جانب سوريا قيادةً وشعباً بتصديها للمؤامرة التي تنفذ ضدها تحت شعارات التغيير والإصلاح والتي تخفي حقيقة ما يخطط له لإخراج سوريا من جبهة الممانعة وعزلها عن قوى المقاومة في المنطقة.

 

مغادرة جنبلاط وعودة وليامز والسنيورة والمشنوق وخوري

 وطنية- 15/8/2011 غادر رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط بيروت اليوم متوجها الى القاهرة. الى ذلك عاد الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة مايكل وليامز الى بيروت من عمان. كما عاد الى بيروت فجرا على متن طائرة خاصة الرئيس فؤاد السنيورة والنائب نهاد المشنوق والنائب السابق غطاس خوري آتين من جدة.

 

منصور: لم نوافق على بحث التوازن المائي مع العدو

 وطنية - 15/8/2011 - نفى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور في حديث إلى إذاعة "النور" اليوم أن "يكون لبنان وافق على بحث التوازن المائي مع العدو الإسرائيلي بواسطة هيئة ثلاثية كما نقلت صحيفة هآرتس عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون"، مشيرا إلى أن "هذا الموضوع ليس دقيقا وأن العملية لا تزال في بداية الطريق"، مؤكدا أنه "لم تتحدد بعد الإجراءات التي سيتبعها لبنان". وعن الإجراءات التي يتوجب على لبنان اتخاذها في سبيل وضع الإحداثيات التي تحدد المنطقة البحرية للبنان بشكل نهائي، لفت إلى "تشكيل لجان فنية وتقنية بالتنسيق مع الوزارات المعنية المختصة ومع خبراء في القانون الدولي العام وفي قانون البحار من أجل وضع الإحداثيات للمنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة للبنان".

وأوضح أنه "سيتم إصدار مراسيم عن مجلس الوزراء في ما بعد تتناول هذه الإحداثيات وأمورا أخرى تتعلق بالوزارات المعنية"، مشيرا إلى أنه "سيكون هناك عمل مشترك من أجل تحديد الإحداثيات ولاحقا الأمور التي تتناول عمليات التنقيب وغير ذلك في المنطقة العائدة للبنان". وأعلن أنه "خلال ترؤس لبنان مجلس الأمن الدولي في أيلول المقبل، ستكون أولى أولوياته التصويت لصالح الدولة الفلسطينية مع الدول العربية والدول الأخرى في العالم، وذلك بعد أن يتوجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى نيويورك لطرح الموضوع".

 

بيضون: اقتراح عون تهريج وليس تشريعا

وصف الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون إقتراح النائب ميشال عون بشأن الكهرباء بأنه تهريج وليس تشريعاً، لافتاً إلى أنَّ المشاريع الكبيرة تتقدّم بها الحكومات وليس مجلس النواب.  وسأل في حديث عبر أخبار المستقبل: لماذا لم يوافق التيار العوني لمدة سنة كاملة على موازنة 2010؟ ولماذا استغرقت لجنة المال والموازنة التي يترأسها عوني سنة كاملة لدراسة مشروع الموازنة؟.وقال: "العماد عون منذ 10 سنوات يتحدث ضد الديون، بينما يأتي الآن ليرتب ديونا على الدولة من دون أي مبرّر، في الوقت الذي يوجد فيه صناديق جاهزة للتمويل مضيفا:"لماذا تريد يا عماد عون أن تجعل الدولة تدفع من جيبها؟ ففي النهار تقف ضد الديون وفي الليل تقف وصهرك وتسعيان للإستدانة".

 

البطريرك الراعي: نتضرع لكي تعضد سيدة بشوات الرئيس لقيادة سفينة الوطن في هذا البحر الهائج

تضرع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى  سيدة بشوات لكي تعضد رئيس الجمهورية ميشال سليمان لقيادة سفينة الوطن الذي يسير عبر بحر هائج، مشدداً على ان يد عنايتها ستقود السفينة معه الى بر الأمان. البطريرك الراعي وفي العظة التي القاها في خلال القداس الالهي الذي ترأسه في سيدة بشوات في دير الأحمر لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء قال: ما فتئنا نسمع خلال زيارتنا الى هذه المنطقة ما يخذي ان الدولة غائبة عن المنطقة، داعياً الدولة الى النظر الى هذه المنطقة لكي تعيش بكرامة ويبقى أولادها فيها.

واشار البطريرك الراعي الى ان لنا في لبنان شعبا طيبا ومحبا ومخلصا، وهذا الشعب هو الذي يعطي دفعاً للمسؤولين ليعملوا جاهدين في سبيل ان يعيش هذا الشعب بكرامة وعزة ويستمر محافظاً على كرامته واخلاقيته، داعياً الى مزيد من الخدمة ليبقى شعبنا هنا في هذه الأرض

 

رسالة الى العونيين

 بيار عطالله

جف الحبر في اقلامنا ونحن نكتب عن اهمية المسيحيين اللبنانيين في تقديم نموذج الحرية والديموقراطية واحترام التعددية الفكرية والسياسية والاجتماعية في لبنان، الذي لطالما فاخروا به نموذجاً متقدماً على العالم  العربي الاسلامي، الذي وكما هو معروف لا يحترم التعددية ولا الديموقراطية ولا يقيم لها وزناً الا في الشكليات من الامور.

نقول هذا الكلام ونردده، بعد المواقف الاخيرة التي نسمعها من مناصري  "التيار العوني" الذين لم يكتفوا بالسير على "العمياني" وراء النائب ميشال عون في التخلي عن مبادئ الحرية والسيادة والاستقلال واحترام التنوع والتعدد اللبناني، والالتحاق تماماً بمعسكر التوتاليتارية وحزب "البعث" الفاشي وافكاره البائدة، حتى اخذوا يرددون العبارات التي تمجد النظام السوري وتدافع عنه في ما يقوم به من عمليات قتل وقمع وسحل مبررين ذلك بالتصدي للاسلام والسلفيين و "الاخوان المسلمين" وما الى ذلك من شعارات، لا تنم سوى عن قصور فكري وتخلف سياسي ولا رؤية مستقبلية،  وجملة احقاد موروثة لا تبني وطناً بل تبني قبائل مشاريع حروب لا تنتهي الا بالقضاء على كل نسمة حرية في هذا الشرق.

السؤال الذي يوجه الى العونيين من ادعياء الدفاع عن المسيحيين:

هل الحضور المسيحي في سوريا يقتصر فقط على المرحلة التي تولى فيها حزب البعث السلطة في سوريا ؟

اين كان المسيحيون قبل وصول البعث الى السلطة، وهل كانوا يعيشون تحت الارض ويمارسون طقوسهم في الخفية ؟هل سمعتم ايها العونيون عن فارس الخوري رئيس وزراء سوريا وهو مسيحي سوري ارثوذكسي اصله من بلدة الكفير في جنوب لبنان ؟

هل سمعتم بوزير مسيحي سوري فاعل خلال كل حكم البعث السوري ؟

هل اخبركم النائب ميشال عون عن تجربته المرة والقاسية مع الجيش السوري في لبنان، وهل اخبركم من قوض مؤسسات الدولة اللبنانية وهرب السلاح الى التنظيمات الفلسطينية منذ العام 1969 ومارس سياسة اشعال الحرائق في لبنان واطفائها (كما كان يحلو للنائب عون ان يردد)، ومن اقفل الحدود السورية – اللبنانية مراراً وتكراراً وقصف المناطق اللبنانية بالراجمات والمدفعية الثقيلة ؟

هل تعرفون ان ما فعله النظام السوري بالمسيحيين في لبنان منذ العام 1990، يفوق بأضعاف كثيرة ما فعلته اي قوة اخرى وليس بالالة العسكرية فحسب، بل باستئصال الوجود المسيحي من ادارات الدولة ومؤسساتها كافة في تدمير منهجي منظم منذ العام 1990 وحتى العام 2005 ؟

هل تعرفون من المسؤول الرئيسي عن تغيير وجه لبنان الديموغرافي وتجنيس عشرات الالاف من السوريين دون ان يرف له جفن؟

عشرات الاسئلة التي تحتاج منكم الى اجابات واضحة، لان من المعيب في حق التيار العوني ان يردد مثل الببغاء، خطابات البعث السوري وايديولوجيته البائدة والغبية والمسؤولة عن تدمير لبنان اولاً، ثم سورياً لاحقاً لا لشيء الا لرفض منطق الاصلاح والتغيير والتطور والاصرار على سياسة الاستئثار والهيمنة.

نقول ونردد، ان الخطر الوحيد على المسيحيين في سوريا وفي لبنان، هو في سياسة الانعزال والتقوقع ورفض الاخر وعدم مد اليد الى الاخرين...

اعتبروا ايها العونيون من سياسة الامين العام ل حزب الله حسن نصرالله، الذي يرفض الانجرار الى مزالق طائفية ومذهبية سنية – شيعية، فما بالكم تسيرون مثل الغنم وراء شعارات البعث ؟

صحيح ان ما جرى في العراق امر معبر ومؤلم، لكن ذلك لا يبرر ابداً الاندفاع نحو الهاوية في سوريا، فالمسيحيون فيها اصيلون وهم ابناء البلد، وكذلك الدروز والعلويون والسنة والشيعة، ولا اعتقد ان احداً سيجروء على التطاول على اي من مكونات التنوع السوري ما لم غبياً ويسعى الى حفر قبره بيده.

ان مصلحة المسيحيين هي في الترويج لسياسة الديموقراطية وثقافة حقوق الانسان والاصلاح والتغيير الحقيقية وليس بالانعزال والتقوقع ولنا من التاريخ عبرة.