المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 15 آب/11

متى الفصل 12/12-22/يسوع وبعلزبول

وجاء بعض الناس إلى يسوع برجل أعمى أخرس، فيه شيطان. فشفى يسوع الرجل حتى تكلم وأبصر. فتعجب الجموع كلهم وتساءلوا: أما هذا ابن داود؟ وسمع الفريسيون كلامهم، فقالوا: هو يطرد الشياطين ببعلزبول رئيس الشياطين. وعرف يسوع أفكارهم، فقال لهم: كل مملكة تنقسم تخرب، وكل مدينة أو عائلة تنقسم لا تثبت. وإن كان الشيطان يطرد الشيطان، فيكون انقسم. فكيف تثبت مملكته؟ وإن كنت ببعلزبول أطرد الشياطين، فبمن يطرده أتباعكم؟ لذلك هم يحكمون عليكم. وأما إذا كنت بروح الله أطرد الشياطين، فملكوت الله حل بينكم.

كيف يقدر أحد أن يدخل بيت رجل قوي ويسرق أمتعته، إلا إذا قيد هذا الرجل القوي أولا، ثم أخذ ينهب بيته؟ من لا يكون معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو يبدد. لذلك أقول لكم: كل خطيئة وتجديف يغفر .للناس، وأما التجديف على الروح القدس فلن يغفر لهم. ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، وأما من قال على الروح القدس، فلن يغفر له، لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة.

 

عناوين النشرة

*فتوى إيرانية: دعم إستقرار سوريا "واجب ديني" 

*حمادة: عون أمعن بمحاولات إلغاء الدولة.. وسوريا جعلت لبنان مستودع أسلحة 

*القوات اللبنانية": السلطات اللبنانية وحدها المخولة بت النزاعات وإعطاء الحق لأصحابه

*21 قتيلا في قصف من زوارق حربية على حي الرملة الجنوبي في اللاذقية

*صادر قضائية لبنانية: بلمار سيفاجئ الرأي العام بأدلته الدامغة 

*إطلاق نار في محيط قصر الرئيس فرنجيّة في إهدن 

*ال الدويهي: عناصر مليشياوية مسلحة أطلقت النار ولم يكن المقصود التعرض لأحد السياسيين   

*رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض: علينا رفض الاحتكام إلى السلاح وإعادة زغرتا الى لعبة العنف والتشنج 

*الوطنية للاعلام": صقر طلب توقيف ضابطين و9 حراس في حادثة فرار سجناء 

*جنبلاط: حركة بلا بركة

*النائب غازي يوسف: كفانا تسلّط وجنون بعض الوزراء في هذه الدولة

*زجّ وتشويه/الياس الزغبي

*ميقاتي اتصل بفرنجية: السلطات الأمنية المختصة تواصل تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث

*الأنباء": عون يُبالغ مع صهره.. ومقدّمة للخروج من الموالاة 

*هل اقتنعت إيران بنهاية الأسد/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*مسؤول تركي: لا نستبعد تدخلا دوليا ضد سوريا.. وأردوغان وأوباما ناقشا المسألة في مكالمتهما

*بعد القرار الاتهامي لا شرعية لحكومة متهمين/احمد عياش/النهار

*كندا عزّزت عقوباتها على سوريا 

*الكاردينال  صفير الذي لايشيخ

*الراعي رأس في سيدة اللويزة الصلاة لراحة نفس إبن شقيقته

*قليلاً من التواضع/سمير منصور/النهار

*ناشط كندي من أصل سوري يتهم كندا بـ«تمويل» نظام دمشق

*اتجاهات الأزمة في سوريا تبرز في لبنان بين تقويمين متناقضين/روزانا بومنصف /النهار

*كانت مأساة الآشوريين ولا تزال/آشور كيواركيس – بيروت/النهار

*عدوس الأثري في بعلبك مدمّر ولا أحد يتذمّر! والأهالي يطالبون بمعاقبة السارقين

*عزلة النظام السوري واعتماده على إيران ولبنان وحدهما

*التجديد لـ"اليونيفيل" دون عراقيل .. وترقّب للهجة مشروع القرار الفرنسي/ثريا شاهين (المستقبل)

*خطاب الملك عبدالله ومأزق سورية/خالد الدخيل (الحياة)

*مجلس الخدمة يبطل 4 تكليفات لنحاس في الاتصالات.. وصحناوي يمنع مديرياته من مناقشة موازنة 2012 

*من أين «تتسرب» الثورة إلى المدن السورية/حازم الأمين/الحياة

*المسيحيون والرهان على رفيق الحريري/نصير الأسعد/المستقبل

*يا حماة الديار ـ يا أبناء وأحفاد رجال الاستقلال والجلاء من الطائفة العلوية

 

تفاصيل النشرة

 

فتوى إيرانية: دعم إستقرار سوريا "واجب ديني" 

أكد المرجع الإيراني ناصر مكارم شيرازي ضرورة مساعدة سوريا لدعم الاستقرار في البلاد من أجل إفشال ما أسماه "المخططات الإجرامية التي تقوم بها أميركا والكيان الصهيوني في المنطقة". وأشار في بيان له إلى دور سوريا وكونها من دول المواجهة مع "الكيان الصهيوني الغاصب والمانعة للنفوذ الأميركي والبريطاني والفرنسي في منطقة الشرق الاوسط".

ولفت إلى أن "أميركا والكيان الصهيوني يتعاونان علناً مع عدد من العصابات المسلحة من أجل زعزعة الإستقرار في سوريا ويحاولان إيجاد موطئ قدم لهما في هذا البلد بعد أن فقدا نفوذيهما في مصر وتونس واليمن". وكانت إيران نفت في وقت سابق الاتهامات الغربية التي عززتها تقارير واردة من تركيا حول قيامها بدعم النظام السوري بالسلاح في الحملة العسكرية التي يشنها في مختلف أنحاء البلاد لمواجهة موجة الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، في حين قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إن دمشق تعتزم إجراء انتخابات نيابية خلال أشهر. وجاء النفي الإيراني للاتهامات الموجهة إلى طهران على لسان وزير الخارجية، علي أكبر صالحي الذي قال إن "مثل هذه الأنباء تهدف إلى تسميم الأجواء وإثارة الشكوك." وأضاف صالحي أن من وصفه بـ"الإعلام المغرض" أثار قبل هذا فرضية وجود قوات من إيران وحزب الله اللبناني في سوريا، وأضاف: "الأنباء التي يروج لها الغربيون هي بعيدة عن الواقع ومجانبة للحقيقة وتفتقد إلى الموضوعية والمهنية."

وأضاف الوزير الإيراني: "إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يثبت الغربيون ذلك بالأدلة والوثائق؟ إنهم يثيرون مثل هذه الشائعات ضد إيران للتغطية على فشلهم وتبرير مواقفهم المتناقضة من الثورات الجارية في دول المنطقة." ورأى صالحي أن بلاده "تدعم المطالب المشروعة للشعوب سواء كانت في سوريا أو في مصر أو في تونس أو في أي مكان آخر، لكنها ترفض في الوقت نفسه التدخل الأجنبي الذي يريد ركوب موجة المطالب الشعبية لإثارة الفتن وحرف ثورات الشعوب بالاتجاه الذي يخدم المصالح الغربية والصهيونية" على حد تعبيره.

وكانت إيران قد أيّدت بحماس منقطع النظير الثورات العربية في بدايتها، عندما طالت دولاً كانت تعتبرها ضمن "محور الاعتدال" المناهض لدورها، واعتبرت أن ما يجري في الدول العربية "يستلهم" تجربتها الإسلامية. ولكن هذه الحماسة خبتت بسرعة مع وصول الثورات إلى حليفتها الأساسية بالمنطقة، وهي سوريا، التي اعتبرت طهران أن الحراك الشعبي فيها "مؤامرة أميركية وإسرائيلية." المصدر : إيلاف

 

حمادة: عون أمعن بمحاولات إلغاء الدولة.. وسوريا جعلت لبنان مستودع أسلحة 

إعتبر النائب مروان حماده "ألا عجب في أن يكون رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، الذي أمعن في محاولات إلغاء الدولة ونسف القوانين، مستمر بمنطقه نفسه ووزرائه"، مشيراً في هذا السياق إلى أنَّ "وزير الإتصالات السابق (شربل نحاس) أجرى تعيينات إعتبرها مجلس الخدمة المدنيّة باطلة، لا بل خارجة عن القانون، في حين يعتبر عون نفسه رب مكافحة الفساد". حمادة، وفي حديث  لقناة "أخبار المستقبل"، سأل: "هل من أحد يظن أنَّ الحكومة قامت بالبحث عن المتهمين الـ4 في قضيّة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أم أنَّها أعطت مدعي عام التمييز (القاضي سعيد ميرزا) معلومات أنها لا تستطيع القيام بذلك؟". من جهة ثانية، أكد النائب حمادة "ألا صحة للأنباء التي تحدثت عن تهريب سلاح من لبنان إلى سوريا"، لافتاً في المقابل إلى أنَّ "لبنان هو الذي أصبح مستودع سلاح بسبب السلاح الذي يدخل من سوريا إليه". (رصد NOW Lebanon)

 

القوات اللبنانية": السلطات اللبنانية وحدها المخولة بت النزاعات وإعطاء الحق لأصحابه

شدد حزب "القوات اللبنانية" على "نبذ العنف ورفض الإحتكام إلى السلاح في أي نزاع أو إشكال يقع"، معتبراً أنَّ "السلطات الأمنية والقضائية اللبنانية هي وحدها المخولة بت النزاعات وإعطاء الحق لأصحابه". وفي بيان إثر حادثة إهدن، دعا "جميع أبناء إهدن وزغرتا الزاوية إلى ضرورة الحفاظ على الهدوء والإمتناع عن كل ما من شأنه تعكير صفو المنطقة، والإحتكام إلى المراجع الأمنية والقضائية، وترك التحقيقات تأخذ مجراها"، كما دعا إلى "الحفاظ على الهدوء والإستقرار في كل المناطق اللبنانية"، مؤكداً أنَّ "السلم الأهلي خط أحمر".

(الوطنية للإعلام)

 

21 قتيلا في قصف من زوارق حربية على حي الرملة الجنوبي في اللاذقية

نهارنت/أكد ناشط حقوقي أن 21 شخصا على الاقل قتلوا الاحد إثر عملية عسكرية قامت بها قوات من الجيش في حي الرمل، شاركت فيها زوارق حربية سورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس"، أن "21 شخصا على الاقل قتلوا الاحد وجرح آخرون في عملية عسكرية على حي الرمل الجنوبي في اللاذقية (غرب) جرت من عدة محاور، وشملت قصفا من زوارق حربية سورية". وكانت حصيلة سابقة للمرصد أشارت الى مقتل 10 أشخاص في هذه العملية.

وأشار مدير المرصد الى "اصابة العشرات جراح الكثير منهم خطرة في حي الرمل الجنوبي ومخيم الرمل". وذكر المرصد أنه "يتم قصف حي الرمل من زوارق حربية واقتحام الحي يتم من عدة محاور"، موضحا أنه "يصعب التحقق من عدد الشهداء والجرحى بسبب استمرار اطلاق النار الكثيف".  وأضاف: "يتم اطلاق نار كثيف جدا من مختلف أنواع الاسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة في الحي، مشيرا الى "وجود للقناصة على الابنية المحيطة". كما أشار الى دوي "انفجارات قوية في حيي مسبح الشعب والرمل المتجاورين".

وأوضح المرصد ان "اطلاق نار كثيفا سمع في حي سكنتوري"، فضلا عن "اطلاق قذائف ار بي جي". وفي الوقت نفسه، تحدث المرصد عن "اطلاق نار كثيف عند مداخل الاحياء المحاصرة والمتاخمة للرمل، مثل عين التمرة وبستان السمكة وبستان الحميمي". وأفاد أن "حي بستان الصيداوي الذي يقع بين سكنتوري والاشرفية يشهد اطلاق نار كثيفا جدا، وسمعت انفجارات شديدة، وتحدثت أنباء عن اصابة طفل حتى الآن"، بحسب المرصد. من جهته، أشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية الى "اطلاق نار في حي القلعة وكذلك اطلاق نار متقطع في الصليبة" مضيفا ان "الاحرار يتجمعون في الاشرفية ويسدون احد المنافذ بحاويات القمامة لمنع الامن من الوصول الى الصليبة". كما أعلن الاتحاد أنه "تم ايقاف حركة القطارات من والى اللاذقية". ويأتي ذلك بالتزامن مع حملة أمنية وعسكرية في ضاحيتين في ريف دمشق فجر اليوم، حيث جرت اعتقالات رافقها اطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات.

وتشهد سوريا حركة احتجاجية لا سابق لها، أسفرت عن سقوط 2185 قتيلا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الاسد، بينهم 1775 مدنيا و410 من عناصر الامن، حسب المرصد.

 

مصادر قضائية لبنانية: بلمار سيفاجئ الرأي العام بأدلته الدامغة 

موقع 14 آذار/في الوقت الذي لا يزال وفد من لجنة التحقيق الدولية يتابع لقاءاته مع عائلات ضحايا الجرائم التي ثبت ارتباطها مع جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وفي ظل استمرار تداعيات انفجار أنطلياس الغامض ترخي بثقلها على الساحة الداخلية مع تزايد المطالبات للحكومة بكشف حقيقة ما جرى، توقعت مصادر قضائية لبنانية أن يكون الأسبوع المقبل على موعد مع صدور دفعة جديدة من القرارات الاتهامية منها ما يتعلق بمحاولة اغتيال وزير الدفاع السابق الياس المر والنائب مروان حمادة، بعدما تمكنت لجنة التحقيق من وضع ما يمكن تسميته بمضبطة اتهام متكاملة بحق الفاعلين والمنفذين والمخططين، والذين أثبتت التحقيقات الموسعة التي أجريت أن بعضهم له علاقة مباشرة بجريمة اغتيال الحريري, وهذا ما تم وضع المر في أجوائه خلال لقائه وفد التحقيق الدولي قبل أيام. وعلمت "السياسة" من مصادر قضائية واستناداً إلى معلومات الشخصيات التي اجتمعت إليها لجنة التحقيق الدولية، أن مدعي عام المحكمة القاضي دانيال بلمار قد حقق تقدماً كبيراً وهاماً جداً في مجرى عمله، وأنه سيفاجئ الرأي العام اللبناني والدولي بدقة وخطورة المعلومات التي ستتضمنها القرارات الاتهامية في الجرائم التي حصلت، وسيكون الجميع في لبنان وخارجه, أمام عمل حرفي إلى أقصى الحدود سيسمي القتلة واحداً واحداً وبكافة التفاصيل التي تتعلق بكل واحد منهم وبالأدوار التي قاموا بها. وأشارت المعلومات إلى أن ما ستقوله القرارات الاتهامية والمدعمة بالأدلة الدامغة التي لن يرقى إليها الشك، ستدحض كل الادعاءات بتسييس التحقيق الدولي وسترد على كل المشككين بمصداقية المحكمة وعملها.

 

إطلاق نار في محيط قصر الرئيس فرنجيّة في إهدن 

ذكرت "الوكالة الوطنية للاعلام" أنّه عند الخامسة من فجر اليوم، حصل تبادل اطلاق نار في محيط قصر الرئيس الراحل سليمان فرنجية في اهدن بين حراسه وإحدى السيارات التي كانت في المحيط مما أدى إلى إصابة الحارسين بطرس مخايل اسكندر وباخوس ابراهيم، فيما أصيب من داخل السيارة نعيم الدويهي، والتحقيقات جارية لمعرفة الاسباب. (الوطنية للإعلام)

 

ال الدويهي: عناصر مليشياوية مسلحة أطلقت النار ولم يكن المقصود التعرض لأحد السياسيين   

جاءنا من آل الدويهي وبعد اجتماع لهم في دارة المحامي يوسف بهاء الدويهي في اهدن البيان الآتي:

"على اثر حادثة اطلاق النار التي حصلت عند منطقة المطل في اهدن وأدت الى وقوع ثلاثة جرحى، وبعد أن تمادى البعض في تشويه الحقائق عبر بعض وسائل الاعلام يهمنا أن نوضح للرأي العام الحقائق التالية:

أولاً: ان الاشكال قد حصل من قبل عناصر مليشياوية مسلحة متمركزة على الطريق العام واطلاق النار حصل من قبل هذه العناصر على السيارات المارة من هناك، ولم يكن المقصود من ذلك التعرض لأحد السياسيين، كما حاول البعض أن يصور الحادث ويحاول الأستفادة منه.

ثانياً: نأمل من المؤسسات الامنية والقضائية عدم الكيل بمكيالين كما هو حاصل اليوم وبخاصة أن البعض يعتبر وزارة الدفاع مزرعة، ونؤكد أننا نلتزم القانون حدا بقدر ما يلتزم المولجون هذا الملف حد الموضوعية والحيادية وعدم الانزلاق في ما يريده هذا البعض من كيد وهيمنة. ونذكرهم بأن راعيهم الاقليمي ما أخافنا يوما في عز احتلاله لبنان ولم يستطع ازلامهم تحقيق ما قد عجز عنه سابقا.

ثالثاً: لا يمكن العودة الى تاريخ الحوادث العائلية الاليمة في زغرتا، ونؤكد لأهلنا أن هذه الصفحات طويت منذ زمن بعيد إلا انه لا يمكن لهذا البعض أن يعتبر أن اولاد الناس ليس عندها كرامات ولن نسمح بالتعدي عليها أو التعرض لها ".

 

رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض: علينا رفض الاحتكام إلى السلاح وإعادة زغرتا الى لعبة العنف والتشنج 

دان رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، في بيان، حادثة اطلاق النار التي حصلت فجر اليوم في اهدن، معتبراً اياها "مؤسفة ومستنكرة". وقال: "بمعزل عن الخلافات الشخصية او السياسية، علينا جميعاً رفض الاحتكام الى السلاح واعادة زغرتا الى لعبة العنف والتشنج. فنحن ابناء بلدة واحدة ومنطقة واحدة، وعلينا ان نعيش معا بامان واطمئنان واحترام وقبول الاخر". أضاف: "حق لاهدن علينا في هذا الموسم السياحي الذي يستفيد منه الجميع، الهدوء والاستقرار، للسماح لكل اصحاب المصالح ولكل اهلنا في اهدن من الاستفادة من هذا الموسم. وانطلاقا من كل ذلك، ندعو كل الاطراف الى التروي والحكمة وضبط النفس والاحتكام الى الدولة واجهزتها الامنية والقضائية. كما نطالب الدولة بتحقيق شفاف وحيادي وتطبيق القانون بملاحقة مفتعلي هذا الحادث، مهما كانت انتماءاتهم السياسية او الحزبية".

 

 الوطنية للاعلام": صقر طلب توقيف ضابطين و9 حراس في حادثة فرار سجناء 

ذكرت "الوكالة الوطنية للاعلام" أنّ مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر طلب توقيف ضابطين و9 حراس في سجن روميه بعدما امضى ليلته مع معاونيه القاضيين سامي صادر وداني زعني في سجن روميه حيث أجروا التحقيقات في حادثة فرار 6 سجناء من السجن، والتحقيقات مستمرة مع آخرين.(الوطنية للإعلام)

 

جنبلاط: حركة بلا بركة

إستغرب رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ما ذكر حول عدم لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في زيارته الاخيرة الى دمشق، وقال:" لم يكن هناك موعد مع الرئيس الاسد خلال هذه الزيارة". وعن الترقب لحركته العربية والاقليمية والدولية والرهان عليها، قال مازحاً: "حركة بلا بركة".

 

النائب غازي يوسف: كفانا تسلّط وجنون بعض الوزراء في هذه الدولة

أكّد عضو كتلة "المستقبل" النائب غازي يوسف أنّ "قرارات وزير الاتصالات في الحكومة السابقة شربل نحّاس أبطلها آنذاك مجلس شورى الدولة فتقدّم نحاس بطعن أمام هذا المجلس للعودة عن قراره وعندما رفض ذلك طلب تنحي قاضي نزيه فيه وحتى اتصل بوزير العدل لهذه الغاية". وأضاف: "فنحن عندنا وزير لا يرضى حتى بالقضاء ويتجاوز القوانين واليوم يواجه سلطة مهمّة جدًا في التعيينات هو مجلس الخدمة المدنيّة". يوسف، وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، قال: "وزير الاتصالات الحالي نقولا صحناوي تلميذ نحّاس ويمشي على طريق معلّمه"، مذكّرًا بأنّ نحاس قال إنّ "القانون والحكومة وجهة نظر"، وأضاف: "كفانا تسلّط وجنون من بعض الوزراء والمرجعيّات في هذه الدولة". (رصد NOW Lebanon)

 

زجّ وتشويه

الياس الزغبي

لم تعد القضيّة اللبنانيّة غامضة وافتراضيّة: هناك مؤامرة كونيّة على الضاحية والرابية، بالسياسة والمال والدسّ والتزوير والتشويه والتضليل. وحدهما نصرالله وعون يحملان مفاتيح الحقّ والخير والجمال، وما سوى ذلك فـ"رجس من عمل الشيطان"! الأوّل يقود حزبا من قماشة الأولياء والقدّيسين، محازبوه المتّهَمون أيقونات ترشح طهرا وعفّة. والثاني مبعوث خلاصي لنظام بعث الكهرباء، وبعث الأسد. "حزب الله" يستهجن الزجّ باسمه في كلّ حدث أو مشكلة أو تفجير أو أزمة، وهو براء منها، وهمّه ليس من هذا العالم، فهو "للممانعة والمقاومة" فقط، ولا يتلهّى بالصغائر التي يلصقونها به زورا وحقدا:

- اذا تعرّض أحد لقوّات الـ"يونيفل" في الجنوب، فهم "الأهالي"، واذا جرى تفجير مواكبها فالمفجّرون هم "الأصوليّون المتطرّفون" على أبواب صيدا.

- اذا تمّ قضم مساحات واسعة من أملاك الكنيسة والأملاك الخاصّة في أعالي جبيل وعقارات الحدث وجزّين، فهم "الأهالي" أيضا، وما وجود مسؤوليه في الاجتماعات سوى تعبير عن حسن نيّة  للمساعدة.

- اذا صدر قرار اتّهامي دولي ضدّ 4 من كوادره، وربّما أكثر، يرفع عقيرته باتّهام العالم بالتآمر عليه لضرب "الممانعة والمقاومة"، ويحمي "قدّيسيه" المتّهمين من شرّ بلمار وفرانسين وكاسيزى، وشرور الشرق والغرب والعرب والعجم، باستثناء عربي واحد (نظام الأسد)، وأعجمي واحد (نظام الوليّ الفقيه).

- اذا جرى خطف الاستونيّين لحساب النظام السوري، ثمّ اطلاقهم في صفقة مريبة، فهو لا يعلم شيئا عن الموضوع، ولا يدري ما جرى في مربّعه الأمني البقاعي، وعبر الحدود مع سوريّا.

- اذا انكشفت معلومات رسميّة من نيويورك وجنيف عن تورّطه في قمع المتظاهرين في سوريّا واسناده النظام، يتصدّى للأمم المتّحدة ويدعوها الى تكذيب نفسها، ثمّ يتبرّع بالتكذيب وينسبه اليها بدون علمها.

- واذا جرى تفجير في انطلياس، وتبيّن أنّ المتورّطين فيه من عناصره، يسارع الى التنصّل، ثمّ الى تحميل وسائل الاعلام المسؤوليّة، مطالبا بعدم "الزجّ باسمه" وبعدم التشويه والتضليل.

- حتّى اذا نشر "قمصانه السود" في بيروت وعاليه لتنفيذ "انقلاب ديمقراطي"، يروّج أنّهم مجرّد أصدقاء يلتقون للقيام برحلة ترفيه!

كلّه ترفيه بترفيه، و"حزب الله" لا يهمّه من حطام هذه الدنيا الاّ اسعاد اللبنانيّين، ولا تعنيه الشؤون الصغيرة، مثل الاغتيالات والتفجيرات والمصادرات والانقلابات وعمليّات الخطف... فلماذا التحامل عليه.. "وبراءة الأطفال في عينيه"؟

أمّا شقّه التوأم، فكلّه خير خالص. فلماذا يتآمر عليه حلفاؤه وخصومه معا؟ كلّهم على ضلال. وحده على حقّ ولا مجال للنقاش. أبصموا على مليار ومئتي مليون دولار ونحن نعرف كيف نصرفها. يريد تنوير الناس، بالكهرباء والمعرفة، والجميع يمنعه عن رسالته الخالدة، الاّ شبيهه في العلم والطهارة ورفعة الأخلاق في النطق والتفكير، والانتساب الى عالم المثل الأفلاطونيّة.

هو يرى أنّ نظام الأسد مظلوم، لا يقمع ولا يعتدي. يعتدون عليه من الداخل والخارج، وهو يدافع فقط عن نفسه. لا يتاجر بشعبه تحت ماركة "حقوق الانسان"، ولم يتلوّث بديمقراطيّة الغرب. لقد حافظت ديمقراطيّة البعث على نقائها، فيجب استلهامها في لبنان.

هناك أكثريّة تحكم، فيجب أن تأخذ كلّ شيء: المال والسلطة والسياسة والأمن والقضاء والادارة. ويجب أن تنتقم من المعارضة وتذوّبها، وتحشد كلّ الطاقات، وتنتهز كلّ الفرص لربح معركة 2013، تأسيسا لمادّة دستوريّة جديدة: الحزب قائد الدولة والمجتمع. فكما في سوريّا الأسد يجب أن يكون في لبنان الحزب.

ولكن.. ألم يهمس أحد بعد في أذنه وأذن وليّه، أنّ السير عكس السير يؤدّي الى صدام قاتل؟

قلوبنا ليست عليهما، بل على من تبقّى من ركّاب في المركبة المترنّحة.

نجّهم، اللهمّ، من نزق السائق، وهوسه.

 

ميقاتي اتصل بفرنجية: السلطات الأمنية المختصة تواصل تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث

تابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي حادث إطلاق النار على محيط قصر الرئيس سليمان فرنجية في إهدن وأجرى لهذه الغاية إتصالا بالنائب سليمان فرنجية مطمئنا، ومثنيا على الموقف الذي أعلنه ودعا فيه الى التهدئة، ومؤكدا له أن السلطات الأمنية المختصة تواصل تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث وتوقيف الفاعلين. كما أجرى الرئيس ميقاتي إتصالا بوزير الداخلية والبلديات مروان شربل وتابع معه سير التحقيقات، مشددا على الاسراع في ملاحقة الفاعلين وتسليمهم الى القضاء.

 

الأنباء": عون يُبالغ مع صهره.. ومقدّمة للخروج من الموالاة 

في تقدير قيادي سابق في التيار الوطني الحر لـ«الأنباء» ان رد فعل العماد ميشال عون على عدم المصادقة على مشروع المليار والمائتي مليون دولار لوزارة صهره جبران باسيل، لمعالجة الازمة الكهربائية بدا مبالغاً به، وقد رده البعض الى طبيعة عون الانفعالية، وبالتالي الى خيبة امله في الحلفاء الذين لم يتضامنوا معه كما كان يجب، لكن القيادي عينه لمس في غضبة عون مقدمة للخروج من الموالاة التي تحدث عن تمزيق ثوبها، وبالتالي من الخط السياسي الذي يجمعه بسورية وحزب الله، مع تحميل هؤلاء الحلفاء مسؤولية المبادرة الى التخلي.

ويضيف القيادي عينه قائلاً: اشعر بشعور العماد عون وهو يرى التطورات الاقليمية ذاهبة في غير اتجاه، وان المشاعر العامة والمسيحية خصوصا بدأت تتحول الى الناحية الاخرى، ومن هنا اهمية عدم الاستخفاف بالتصريحات الصادرة عنه او عن احد من اعضاء كتلته السريعي التأثر بأقواله وافكاره، ضد الحكومة الميقاتية، لأن مشكلته ليست مع الحكومة التي رفضت الاستجابة الى رغباته ذات الطابع الكيدي احيانا، بل مع الحلفاء الذين لم يتجاوبوا معه في موضوع اعادة المديرية العامة للامن العام الى الحيز الماروني، ولم يصدقوه الفعل في قضية اراضي «لاسا» رغم انتقال البطريرك بشارة بطرس الراعي من جبيل الى بكركي ليلتقي ممثلين عن حزب الله من الدرجة الرابعة، كما قال خصوم عون يومذاك، وصولا الى موضوع مشروع قانون الكهرباء في جلسة مجلس النواب الاخيرة والتي ارجئت الى الاسبوع المقبل، فضلا عن حملة تحطيم الانصاب وصناديق النذورات المسيحية بصورة تبدو متعمدة في ضواحي بيروت الشرقية.

 

هل اقتنعت إيران بنهاية الأسد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

كتبت هنا، ونقلا عن مسؤول مطلع، أن إيران باتت تراهن على أن يكون العراق هو البديل لسوريا في حال سقط نظام بشار الأسد. واليوم المعلومات الجديدة تقول إن إيران تتحرك مع الحوثيين أيضا، مما يدعم فكرة أن طهران باتت مقتنعة بأنه لا أمل في الحليف البعثي بدمشق.

المعلومات تقول إن الحوثيين، وبمساعدة طهران، باتوا يرتبون صفوفهم اليوم استعدادا لمرحلة ما بعد علي عبد الله صالح، حيث تقول المصادر إن الحوثيين، وبأعداد لا يستهان بها، يقومون بتدريبات عسكرية مكثفة على عمليات إطلاق صواريخ، والقيام بعمليات عسكرية. وكل ذلك يتم من أجل أن يكون الحوثيون مستعدين لمشاغلة السعودية في المرحلة المقبلة.

وقد يقول قائل: ما علاقة هذا بإيران، وسوريا، والعراق؟ الإجابة واضحة؛ فطهران تشعر بأنها تلقت ضربة عنيفة بتدخل قوات «درع الجزيرة» الخليجية، في البحرين، مما أفسد المخطط الإيراني لتطويق السعودية من خلال حدودها الشرقية. كما أن إيران تشعر بأنها مهددة اليوم بخطر حقيقي في لبنان، وتحديدا في حال سقط الأسد، حيث سيتم تمزيق الحزام الطائفي الذي ضربته إيران على المنطقة من خلال محور إيران - سوريا - لبنان، ومؤخرا العراق، بعد سقوط صدام حسين، وهو ما حذر منه العاهل الأردني ذات يوم حين تحدث عن خطورة الهلال الشيعي. اليوم وبعد أن تعرض نظام الأسد لضربة غير مسبوقة عبر الانتفاضة الشعبية السورية، فإن إيران تخشى من أن تصبح المجموعات المحسوبة عليها في منطقتنا محاصرة من جهة سوريا ما بعد الأسد. وهنا تبرز الحالة اللبنانية ممثلة في حزب الله، ناهيك عن الصفعة الموجعة التي تلقتها طهران في البحرين، مما يشعر إيران بأن السعودية تنتفض اليوم دبلوماسيا لتكون محررة من قيود محيطة تهدد أمنها القومي لتتصدى للتمدد الإيراني في المنطقة. ولذلك فإن إيران باتت تحاول اليوم التحرك في مناطق قد تكون مناسبة لها، من حيث الجغرافيا المحيطة بالسعودية، والتي من الممكن أن توفر عملاء لإيران فيها.

ومن هنا تبرز أهمية العراق، حيث إن كل المؤشرات الأخيرة القادمة من هناك تشير إلى زيادة التحرك الإيراني في المناطق العراقية، وليس عبر حكومة المالكي وحسب، بل عبر ميليشيات شيعية موالية لطهران في بغداد والمناطق الأخرى. أما بالنسبة إلى اليمن، وفي ظل عدم اتضاح الرؤية حول ما إذا كان الرئيس صالح ينوي التنحي، ومتى، وكيف، ومن سينوب عنه، وكيف سيكون شكل اليمن الجديد، فإن الحالة السياسية هناك اليوم تشير إلى أن كل ذلك يمثل فرصة مواتية لتقوم طهران بترتيب أوضاع حليفها الحوثي في اليمن استعدادا لقادم الأيام، ومن أجل تدعيم موقف الحوثيين في العملية السياسية القادمة في اليمن، وكذلك تعزيز مواقعهم العسكرية على الحدود الجنوبية السعودية. ما تفعله طهران اليوم، في العراق واليمن، يعني أن إيران باتت أكثر قناعة بأن نظام بشار الأسد إلى زوال في سوريا، كما يعني أن إيران تعد العدة من أجل إعادة الالتفاف على السعودية من ناحية اليمن، كما العراق، على طريقة لعبة الشطرنج، فهل تنجح طهران في ذلك، أم يتنبه المستهدفون لخطورة هذا الأمر؟ هنا السؤال.

 

مسؤول تركي: لا نستبعد تدخلا دوليا ضد سوريا.. وأردوغان وأوباما ناقشا المسألة في مكالمتهما

مصدر: إذا لم يستجب الأسد فسنستدعي سفيرنا ونبدأ بتنفيذ عقوبات ومساعدة المعارضة

لندن: «الشرق الأوسط»

لا تستبعد تركيا تدخلا دوليا في سوريا لوقف نظام الرئيس بشار الأسد عن استعمال العنف ضد شعبه، بحسب ما نقلت صحيفة «حريات» التركية عن مسؤول تركي، اشترط عدم ذكر اسمه. وقال المسؤول إن الرسالة التي بعث بها الرئيس التركي عبد الله غل للرئيس، عبر وزير خارجيته أحمد داود أوغلو الثلاثاء الماضي، تعتبرها أنقرة بمثابة «إنذار أخير» لدمشق، وأنه إذا استمرت قوات الأمن السورية في ممارسة العنف ضد الشعب السوري، فإن الأسد لن يعود بإمكانه الاعتماد على صداقة تركيا.

وأضاف المسؤول للصحيفة: «لغاية قبل 8 أشهر مضت، كنا نحاول إقناع حلفائها في الغرب بأن يمنحوا الأسد وقتا إضافيا لكي يطبق الإصلاحات. كانت تربطنا صداقة لدرجة جعلتنا نعقد اجتماعات مشتركة لمجلس الوزراء، ورفعنا تأشيرات السفر في ما بيننا». وتابع المصدر يقول: «ولكن إذا كان النظام لا يستمع إلى نصيحة صديق وجار ويستمر في فتح النيران على شعبه، هذا النظام لا يمكن أن يكون بعد الآن صديقا لتركيا». ولكن الصحيفة أضافت أنه استنادا إلى معلومات جمعتها من مسؤولين آخرين، فإن تركيا لا تعني تدخلا عسكريا عندما تتحدث عن تدخل دولي، على الأقل في هذه المرحلة. ولكن شرط صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي، فإن أنقرة لا تستبعد أن تكون جزءا من جهود دولية عسكرية كحل أخير. وأضافت نقلا عن مصدر، أن الخطوات الأولى للانضمام إلى التدخل الدولي ضد سوريا، قد يكون عبر استدعاء السفير التركي من دمشق، والبدء بتنفيذ عقوبات، ومساعدة المعارضة السورية، إضافة إلى أدوات أخرى تشكل ضغطا على نظام الأسد.

وذكرت «حريات» أن هناك سببا آخر يجعل صبر تركيا تجاه نظام الأسد ينفد، وهو الدعم العلني الذي تقدمه الحكومة الإيرانية لنظام الأسد. ونقلت عن المسؤول التركي: «سوريا أصلا تحكمها جماعة تنتمي إلى أقلية دينية قريبة من الأغلبية الشيعية في إيران. والمزيد من التوتر قد يؤدي إلى صراعات مذهبية، ليس فقط في سوريا، بل أيضا في العراق، وتركيا بطبيعة الحال تشعر بعدم الارتياح لذلك، كون أن لدينا أقارب من كل المذاهب الإسلامية في المنطقة على طرفي الحدود». وقد كثفت تركيا من انتشارها العسكري على حدودها مع سوريا في الأشهر القليلة الماضي، وتستضيف حاليا آلاف اللاجئين السوريين الذين هربوا من العنف في قراهم وبلداتهم القريبة من الحدود التي تتعرض لعمليات أمنية وعسكرية.

وذكرت الصحيفة التركية أن مسألة تدخل دولي تمت مناقشتها في المكالمة الهاتفية التي جرت بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي باراك أوباما ليل الخميس الماضي. وأضافت نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن خطوة أوباما لدعوة الأسد للرحيل، تم تجميدها في الوقت الحالي ريثما تقرر أنقرة تغيير موقفها، استنادا إلى نتائج رسالة غل للأسد.

وتعتبر أنقرة أن مبدأ الأمم المتحدة بـ«التدخل الإنساني» هو شرعي عندما تتخطى أعمال نظام ضد شعبه حدود الشؤون الداخلية، لتصبح انتهاكا منهجيا لحقوق الإنسان. ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة التركية حذرت حكومة أردوغان من الوقوف في صف «المؤامرة» الغربية والبقاء بعيدا عن «مغامرة» عسكرية في سوريا. وكان مصدر تركي رسمي قال لـ«الشرق الأوسط» عن زيارة أوغلوا لدمشق ولقائه الأسد الأربعاء الماضي، إن الرسالة التركية التي نقلها وزير الخارجية التركي كانت واضحة، ومفادها أنه «ليس أمام النظام السوري من بدائل، يجب أن يتوقف سفك الدماء فورا، ولا أحد يريد أن يرى غير ذلك». وأضاف «الوقت يمر، والوقت ثمين جدا. وفي بعض الأحيان - كما هي الحال الآن - الوقت أهم من المضمون. مر وقت طويل أجرينا خلاله الكثير من الاتصالات والمحادثات، وما زلنا ننتظر حصول تقدم ما على الأرض في ما خص الإصلاح، لكن كل ما رأيناه هو المزيد من العنف».

 

بعد القرار الاتهامي لا شرعية لحكومة متهمين

احمد عياش/النهار

في زمن المهل التي يشهدها ربيع العرب، ومنها تلك الممنوحة لنظام بشار الأسد، تتحرك في لبنان وبسرعة مهلة توجب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان يتدبر أمره خلالها. وهي تتمثل بالفترة الفاصلة عن صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005. ففي لحظة صدور هذا القرار الذي يتضمن معطيات الجريمة الزلزال التي هزت لبنان والعالم، يصبح المتورطون بموجب هذا القرار في وضع لا يسمح لهم بممارسة مسؤوليات عامة، فكيف الحال إذا كانوا جزءاً اساسياً من السلطتين التنفيذية والاشتراعية؟ والحديث هنا يتناول تحديداً "حزب الله" الذي لاح تورطه من خلال تسمية أربعة متهمين في صفوفه، لكنه اعتبرهم "مقاومين" وهو في الوقت نفسه يتمتع بدور مهيمن في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وبنصيب وافر في مجلس النواب. وتقول شخصية بارزة ذات صلة بالمحكمة ان هناك حرجاً كبيراً في طريقه الى الحكومة وهيئة المجلس النيابي ضمن الفريق الواحد قبل أن يطلق الفريق الضحية سؤالاً مصيرياً عن مشاركة من يحمي المتهمين في حكومة لبنان، أي حكومة أكانت حكومة وفاق وطني أم حكومة فريق واحد؟

الحديث عن مهلة قد يعني أياماً وليس اسابيع. ويترتب على من يدير دفة الحكم ويؤتمن على الدستور أن يجهز نفسه لملاقاة الاستحقاق التاريخي الذي يطلق المسار العلني لانهاء عهد الإفلات من العقاب. ومن الواضح ان الرئيس سليمان لن يكون حراً في أن يترأس جلسة لمجلس الوزراء يدعو اليها الرئيس ميقاتي بعد صدور القرار الاتهامي، ويجلس الى الطاولة وزيرا "حزب الله" وكأن شيئاً لم يكن. فماذا تراه يكون فاعلاً وقتذاك؟ أما الرئيس ميقاتي الذي اختار السير على حبل سلطة قررها حاكم دمشق والأمين العام لـ"حزب الله"، فعليه أن يدرك اليوم ان هذا الحبل صار قصيراً جداً وسينتهي الى حفرة الاتهام الدولي. فهل سيبقى فوق الحبل أم يقفز قبل فوات الاوان؟

معطيات المحكمة التي ربطت جرائم محاولة اغتيال كل من النائب مروان حماده والوزير السابق الياس المر واغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي بجريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، تفتح الأعين على واقع مخيف. فالمتهم هنا بدأ عمله في خريف عام 2004 بمحاولة اغتيال حماده، ثم مضى بعيداً في مسلسل الجرائم التي ستظهر ترابطها أكثر فأكثر. فأي لبنان سيعيش فيه اللبنانيون إذا لم تنتصر فيه العدالة؟ من المؤكد ان لبنان لم يكن في 14 آذار 2005 في مقدمة ربيع العرب فحسب، بل هو اليوم في قلبه.

 

كندا عزّزت عقوباتها على سوريا 

أعلن وزير الخارجية الكندي جون بيرد أن حكومته عزّزت كندا عقوباتها بحق السلطات السورية فقامت "بتجميد أصول لأشخاص إضافيين ولكيانات، وإتخذت إجراءات لمنع الذين يدعمون التصرفات المشينة لنظام الاسد من القدوم الى كندا". وأضافت كندا بموجب الإجراءات الجديدة أربعة أشخاص على لائحة تشمل كبار المسؤولين السوريين الذين منعوا من زيارة البلاد بالإضافة إلى تجميد ممتلكاتهم وأصولهم لديها. والأربعة هم رئيس جهاز الأمن العسكري في مدينة حماة محمد مفلح ورئيس الأمن الداخلي في قيادة الإستخبارات توفيق يونس وخال الرئيس السوري محمد مخلوف والمسؤول في ميلشيات شبيبة البعث أيمن جابر. كما شملت العقوبات الجديدة "البنك التجاري السوري" وشركة "سيرياتل" للإتصالات. وقال بيرد: "لقد فقد نظام الأسد كل شرعية عندما قتل الرجال والنساء الاطفال للبقاء في السلطة، ولا بد من وقف حملة الترهيب هذه"، معتبراً أن هذه العقوبات الجديدة ستساهم في "عزل" النظام السوري. (أ.ف.ب.)

 

الكاردينال  صفير الذي لايشيخ

قنوبين – "النهار"

على جاري العادة، لم يشأ الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الإنقطاع عن مسيرة الحج السنوية الى وادي قنوبين للصلاة عند مدافن البطاركة القديسين في مزار القديسة مارينا، وإقامة الذبيحة الألهية في كنيسة سيدة قنوبين في الكرسي البطريركي الأثري في مناسبة عيد انتقال السيدة العذراء. مع طلوع الفجر مشى صفير حاملاً أعوامه التسعين في اتجاه الوادي، يرافقه خادم رعية قنوبين الخوري حبيب صعب وعدد من المشاركين، واستقبلته لدى وصوله رئيسة الدير الأخت لينا خوند مع الراهبات الانطونيات. ورأس بعد استراحة قصيرة، القداس الالهي والقى عظة جاء فيها: "(...) اتينا الى هذا الدير البطريركي اليوم الذي كان طوال قرون عديدة مقراً للبطاركة والمطارنة والكهنة والرهبان والراهبات الذين سكنوه ليحافظوا على ايمانهم بالله وآدابهم المسيحية . اتينا لكي ننهل من معينه القوة للثبات في العقيدة الايمانية، ونستلهم ارواح الذين اقاموا وماتوا فيه برائحة القداسة".

وأضاف: "نسأل الله بشفاعة السيدة العذراء سيدة قنوبين أن يحفظ لبنان واللبنانيين في ايمان ابائهم واجدادهم ويجنب الوطن الصغير ما يتربص به اعداؤه من مقالب لا تطمئن البال".

وقبل عودته الى الديمان، زار صفير مزار القديسة مارينا وصلى على  نية البطاركة الاوائل.

 

الراعي رأس في سيدة اللويزة الصلاة لراحة نفس إبن شقيقته

النهار/رأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في كنيسة السيدة في مقر الرئاسة العامة للرهبانية المارونية المريمية في دير سيدة اللويزة - زوق مصبح أمس، الصلاة لراحة نفس ابن شقيقته الراهب المريمي الأب طوني الراعي، يحوطه الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ولفيف من الأساقفة،، في حضور ممثل رئيسي الجمهورية والحكومة الوزير مروان شربل، وممثل رئيس مجلس النواب النائب نعمة الله أبي نصر، وحشد من الهيئات الرسمية والروحية والقضائية والنقابية والامنية والمدنية والرؤساء الروحيين والمدنيين.

وتلا الآباتي سمعان أبو عبده كلمة باسم البطريرك، جاء فيها: "(...) إن أمنا الرهبانية المارونية المريمية تفقد اليوم إبنا بارا من أبنائها، خدمها والكنيسة منذ رسامته الكهنوتية في 9 حزيران 1980 في كل موضع أرادته فيه، خدمها والكنيسة كاهنا في رعايا كفرقطره وبيت عيد وجوار البواشق، وضبيه، وزوق مصبح، وحملايا، وعين الخروبة، ووادي شاهين، ومار بطرس كريم التين. وخدمها والكنيسة أستاذاً محاضراً في جامعة سيدة اللويزة والجامعة اللبنانية الدولية، وخدمها والكنيسة مسؤولا عن القسم العربي في إذاعة الفاتيكان، ودارسا متخصصا بالإدارة التربوية، وعلّم التربية بشهادة دكتوراه في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أنشأ للرهبانية مركزا في مدينة آن آربر بولاية ميشيغن، يسكن فيه الآباء الدارسون وينطلقون منه للخدمة الراعوية في رعايا الولاية (...)".

 

قليلاً من التواضع!

سمير منصور/النهار

بدا رئيس الجمهورية ميشال سليمان مدركاً حجم التحديات التي تنتظر الحكومة عندما قال أمام بعض زواره انه على استعداد لدعم قيام حكومة اتحاد وطني إذا قررت المعارضة المتمثلة بفريق 14 آذار المشاركة في الحكومة. وفي رأيه إن "حكومة تضم الجميع" ستكون قادرة على أن تعمل وتنتج أكثر من حكومة يغيب عن المشاركة فيها فريق سياسي أساسي.

وفي الوقت نفسه، لا يخالف رئيس الجمهورية القائلين إن الأمر الطبيعي في كل نظام ديموقراطي أن تكون هناك حكومة تعمل ومعارضة تراقب وتحاسب، وهذا يستلزم طبعاً أن تكون الحكومة فريق عمل واحداً، خلافاً لما بدأ يتبدى من تناقضات داخل الحكومة، والمفترض أن تكون كذلك لكونها من فريق سياسي واحد. ولا يوافق رئيس الجمهورية القائلين إن الحكومة الحالية هي حكومة "اللون الواحد"، ويلفت الى وجود كتلة من الوزراء الوسطيين لا ينتمون الى أي من فريقي 8 و14 آذار، ويعطي مثلاً كتلة النائب وليد جنبلاط ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي "وأنا كذلك"، مبدياً حرصه على التمسك بموقعه الوسطي على مسافة واحدة من الجميع.

كان ذلك قبل العاصفة الأخيرة التي أثارها رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ووزير الطاقة جبران باسيل على خلفية تأجيل مشروع قانون – برنامج في مجلس النواب قدمه عون، وعدم إقراره، واستتبع بمطالبة باسيل بمبلغ مليار ومئتي ألف دولار اميركي يوضع في تصرفه لتنفيذ هذا البرنامج، ما دفع عون الى تحريض الناس على احتلال مجلس النواب "وأنا معكم" وباسيل الى وضع مصير الحكومة على المحك والتحذير من إسقاطها!

ولم تشأ أوساط رئيس الحكومة التعليق على تصريحات عون وباسيل، لكن مصادر "وسطية" دعت "الجنرال والصهر"، الى القليل من التواضع وعدم محاولة الإيحاء للناس أن من يبدي ملاحظات على المشروع إنما يكون ضد اعطاء الناس التيار الكهربائي!

وتلفت المصادر نفسها الى أن من المفيد لوزير الطاقة أن "ينأي بنفسه" عن مبلغ بهذا الحجم يصرفه دون حسيب أو رقيب "منعاً للتأويلات" وأن يتقبل ملاحظات سواء في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب لعل من شأنها تحصين المشروع والدفع به قدماً الى التنفيذ، وتنصح في كل الحالات بـ"بعض التواضع"...

وترى هذه المصادر أخيراً أن الحكومة أمام فرصة حقيقية وفي استطاعتها إعطاء نموذج عن العمل والانتاج بكل شفافية، شرط أن تعمل كفريق واحد.

هل هذه "الفرصة" ستبقى متاحة أمام الحكومة إذا استمرت تلك "العيّنات" من السجال داخلها؟

 

ناشط كندي من أصل سوري يتهم كندا بـ«تمويل» نظام دمشق

المعارضة الألمانية تحث حكومة برلين على فرض عقوبات على قطاعي النفط والغاز السوريين

لندن: «الشرق الأوسط»

اتهم مواطن كندي من أصل سوري كان اعتقل وتعرض للتعذيب في سوريا على مدى عامين، كندا بمد النظام السوري «بتمويل غير مباشر». وكان المهندس الأربعيني عبد الله المالكي اعتقل على يد السلطات السورية عام 2002 على قاعدة معلومات نقلتها السلطات الكندية التي كانت تشتبه بضلوعه في أنشطة إرهابية.

وبعد عودته إلى كندا عقب تبرئته، طالب أوتاوا بتقديم اعتذار. وردا على سؤال الجمعة لشبكة «سي بي سي» الكندية العامة عقب مظاهرة مناهضة للنظام السوري في أوتاوا، أكد المالكي أن كندا تساهم بشكل غير مباشر بتمويل دمشق وبالتالي في قمع المتظاهرين السوريين، وذلك من خلال الأنشطة التي تمارسها الشركات الكندية في قطاع المحروقات في سوريا.

وقال المالكي «نعلم أن عائدات النفط والغاز لا تعود للشعب السوري بل لنظام الأسد»، مضيفا «الآن يتم استخدام هذه العائدات لتغذية آلة الموت ولشراء ذخيرة». يشار إلى أن المجموعة النفطية الأولى في كندا «سانكور»، التي لم يسمها الناشط الكندي السوري، تستثمر في موقع كبير للغاز في مدينة ابلا في وسط سوريا بما قيمته 1.2 مليار دولار.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركي هيلاري كلينتون قد دعت أوروبا أول أمس إلى فرض عقوبات على قطاعي النفط والغاز السوريين، وقد أبدت الحكومة الألمانية أمس استعدادها لمناقشة الأمر. وأعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، أكبر حزبين معارضين في ألمانيا، تأييدهما لمطالب كلينتون الداعية إلى فرض عقوبات اقتصادية على سوريا، كما طالبا بتبني سياسية خارجية أكثر تشددا مع النظام الحاكم في دمشق. وفي مقابلة مع صحيفة «تاجس شبيغل» الألمانية التي تصدر اليوم، طالب يورجن تريتن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر بلاده بالعمل من خلال الاتحاد الأوروبي على فرض مثل هذه العقوبات بحق سوريا.

وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أعلن أول من أمس أن بلاده ستدرس مطالب كلينتون الداعية إلى فرض عقوبات على صناعة النفط والغاز السورية. ووصف رولف موتسنيش المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي لشؤون السياسة الخارجية مطالب كلينتون «بالصحيحة» وذلك خلال مقابلة مع صحيفة «تاجس شبيغل». وطالب موتسنيش الاتحاد الأوروبي بتوسيع نطاق عقوباته على قطاع الغاز والنفط في سوريا. كما طالب موتسنيش أن تعمل بلاده داخل مجلس الأمن الدولي من أجل تحرك مشترك ضد النظام السوري.

وتنتج سوريا نحو 400 ألف برميل نفط يوميا، وتصدر الجزء الأكبر من 150 ألف برميل يوميا إلى دول أوروبية من بينها هولندا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا. وعلى الرغم من ضآلة هذه الصادرات على المستوى العالمي، يقول ناشطون إنها تجلب ملايين الدولارات يوميا لحكومة الأسد، مما يمثل نحو 30 في المائة من دخلها.

إلى ذلك، أوصت فرنسا مواطنيها الذين ما زالوا في سوريا بمغادرة هذا البلد نظرا إلى تدهور الوضع الأمني فيه، على ما أعلنت وزارة الخارجية أمس على موقعها الإلكتروني في القسم المخصص للنصائح إلى المسافرين. وكانت باريس نصحت في مطلع مايو (أيار) رعاياها الذين يعتبر وجودهم غير ضروري بمغادرة سوريا مؤقتا على رحلات تجارية. وأعلنت الوزارة على موقعها السبت «نوصي الفرنسيين الذين ما زالوا موجودين في سوريا بمغادرتها بواسطة وسائل النقل التجاري المتاحة». وتابع الموقع «نظرا إلى تفاقم التوتر في سوريا، بات من المستحسن بشدة التخلي عن أي مشروع لزيارة هذا البلد». وقال مصدر دبلوماسي إن «الوضع الأمني يتدهور مع اشتداد القمع»، مذكرا بأن قمع المظاهرات المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد أسفر عن «أكثر من 1600 قتيل» حتى الآن.

  التباسات روسية في الأزمة السورية

تؤكد التقديرات، أن روسيا من بين أكثر بلدان العالم معرفة بالواقع السوري، وتستند هذه التقديرات إلى ثلاثة أمور معروفة على نحو واسع، أولها أن روسيا ورثت عن العهد السوفياتي جهاز أمن مشهودا له، ليس في القيام بعمليات نوعية فقط، وإنما بجمع المعلومات الدقيقة والتفصيلية عن مختلف الدول والهيئات والجماعات والأفراد. والثاني أن روسيا ورثت عن العهد السوفياتي علاقاته وصلاته، وكان من بين ما ورثته علاقات متميزة مع الدولة السورية، وهي علاقات متنوعة، تتضمن جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. والأمر الثالث، أن لروسيا علاقات داخل المجتمع والنخبة السورية على تنوعها، أساسها أن عشرات آلاف السوريين درسوا في الاتحاد السوفياتي السابق وروسيا، وتعلموا اللغة الروسية، وعقدوا علاقات وصداقات مع مستويات روسية مختلفة تبدأ من مستويات الهرم الروسي في تخصصاته وصولا إلى مستويات القاع الاجتماعي.

ولأن أساس المعرفة الروسية بالحالة السورية على هذا المستوى، فقد بدا من البديهي، أن تكون روسيا على معرفة تفصيلية بواقع الأزمة القائمة في سوريا باعتبارها أزمة سياسية اقتصادية اجتماعية وثقافية، تعكس تباينا بين السياسة التي طبقتها السلطات السورية في البلاد على مدى نحو أربعة عقود، وتوجه قطاعات متزايدة من السوريين للاحتجاج على هذه السياسة ونتائجها عبر سيل متواصل من المظاهرات المستمرة على مدار نحو خمسة أشهر مضت.

وكان من الطبيعي، أن تقود هذه المعرفة القيادة الروسية وشخصياتها الرئيسية مثل الرئيسين ميدفيديف وبوتين ووزير الخارجية لافرورف إلى رؤية واقعية لما يجري في سوريا من تطورات، وبالتالي تمكن تلك القيادة من صياغة موقف روسي موضوعي وحقيقي، يقوم على الوقائع والمعطيات، وهو أمر كان من شأنه مساعدة السوريين في معالجة الأزمة القائمة، ومواجهة احتمال انزلاق الأوضاع السورية في مسارات خطرة نتيجة صراعات داخلية أو بسبب تدخلات خارجية. لكن الوقائع بينت، أن الموقف الروسي، لم يسر في السياق المنطقي والطبيعي لما ينبغي أن يكون عليه الأمر الذي تجسد على نحو واضح في التصريحات والمواقف التي اتخذتها موسكو طوال فترة الأزمة في سوريا، والتي جرى في خلالها التركيز على أمرين اثنين، أولهما أن المعارضة أو قسما منها على الأقل مسلح، ويمارس عمليات عسكرية في أنحاء مختلفة من البلاد، والثاني، أن المعارضة مرتبطة بالخارج، وأنها تتلقى دعما منوعا ومتعدد المستويات من أطراف خارجية.

وبطبيعة الحال، المعارضة السورية، هي أبعد ما تكون عن التسلح وعن تبني العنف والصراع المسلح، وهو أمر لا تثبته فقط الوثائق الأساسية لجماعات المعارضة، بل مسيرتها وهي مسيرة معروفة. ولأن الأمر على هذا النحو، فإن السلطة، لم تتجرأ على توجيه مثل هذا الاتهام للمعارضة، وحتى الحراك الشعبي، فقد أكد أنه حراك سلمي في شعاراته وممارساته، وفي أسوأ مزاعم وجود جماعات مسلحة، فإنه لم يتم تقديم حجج ومعطيات كافية لإثبات وجود ملموس لهذه الجماعات، مثل أسمائها وقياداتها وتسليحها وتدريبها وتمويلها والعمليات التي قامت بها، وكلها تفاصيل إثبات ضرورية لا بد منها.

والتأكيدات والمعطيات السابقة، لا تمنع من قول إن هناك وجودا لحالات مسلحة من شخص أو عدة أشخاص ظهرت في بعض المناطق، لكن دون أن يبلغ ذلك مستوى الظاهرة.

والأمر في موضوع علاقات المعارضة السورية بالخارج في المزاعم الروسية، ليس أفضل حالا عن موضوع ارتباطها بالعنف المسلح. وبصورة عامة لم يعرف عن المعارضة السورية ولا سيما قواها الأساسية أية علاقات أو ارتباطات خارجية، خاصة أن الجسم الرئيسي للمعارضة وقياداتها موجود داخل سوريا، وهو أمر ينطبق على المنتمين إلى التحالفين الرئيسيين في البلاد وهما هيئة التنسيق الوطني للمعارضة السورية وإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، وفي هذين التحالفين تنضوي غالبية الأحزاب العربية والكردية والمنظمة الآثورية والشخصيات السورية المستقلة.

لقد ركز الرسميون الروس مرات على الاتهامات السابقة، وكرر الإعلام الروسي هذه الاتهامات، ورددها بعض المحللين والمعلقين في كتاباتهم وفي أحاديثهم الإعلامية، وأضيف إلى ما سبق طرح تنويعات، تؤكد أن «سوريا تسير نحو الحرب الأهلية، وأن الاضطرابات منتشرة في مناطقها مع بروز مجموعات مسلحة، فيما النخب المثقفة منقسمة، والقيادات السياسية تبدو عاجزة عن اتخاذ القرار»، وأن حلف الناتو قد أعد خطة للتدخل العسكري في سوريا، مما يثير مزيدا من الالتباسات حول الوضع السوري.

لقد رسم الروس صورة شديدة التشوه للواقع السوري. وثمة حاجة حقيقية لبيان سبب قيام الروس بذلك العمل، هل هو بالفعل جهد من أجل تبرير موقفهم السياسي من الأزمة الراهنة، أم أنه محاولة روسية لبيع موقفهم للسلطات السورية أملا بالحصول على امتيازات في سوريا على نحو ما فعلوا في العراق قبل اجتياحه عام 2003؟

*كاتب سوري معارض

 

اتجاهات الأزمة في سوريا تبرز في لبنان بين تقويمين متناقضين

النظام تخطى الخطر أم يلعب في "الوقت الإضافي" الأخير؟

روزانا بومنصف /النهار

تتفاعل في بيروت مواقف متناقضة مما يجري في سوريا باعتبار ان العاصمة اللبنانية هي الاقرب جغرافيا الى العاصمة السورية، وهناك اتصالات متواصلة من حلفاء سوريا في لبنان بمسؤولين سوريين يحرصون على طمأنة هؤلاء الى متانة وضع النظام السوري وعدم اهتزازه، على عكس ما توحيه المواقف السياسية والديبلوماسية الاقليمية او الغربية. يقول هؤلاء ان قضية الغرب ضد النظام في سوريا لا اهمية لها من حيث قدرتها على التأثير فعليا فيه نتيجة اعتبارات عدة تنطلق من غياب الموقف الدولي ليس بالاستناد الى موقفي روسيا والصين وبعض الدول الاعضاء غير الدائمة في مجلس الامن كالبرازيل وجنوب افريقيا فحسب، بل ايضا بالاستناد الى مواقف الدول الغربية نفسها غير المتوافقة على موقف موحد من النظام السوري. والدليل الاحدث على ذلك ما اعلنته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يوم "جمعة لن نركع" في سوريا التي وقع فيها عدد اضافي من القتلى نتيجة العمليات الامنية، ان الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته وطلبت من الدول التي تستورد النفط والغاز من سوريا فرض عقوبات على هذه الاخيرة، في وقت كان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني يشترط على الرئيس السوري  لكي يصبح النظام محاوراً مع المجتمع الدولي من جديد، ان يضمن حقوق المعارضين وحقهم في التظاهر السلمي.

ويقول المتصلون بالنظام السوري ان مسألة التظاهرات اليومية غير خطرة ويمكنه معالجتها لاحقاً، كما انه لا يستهين بالمواقف الدولية التي سيخوض المرحلة المقبلة لمعالجتها، وهو ما سيقوم به قريباً. الاّ ان ارتياحه الى وضعه وطمأنته حلفائه في لبنان الى ذلك يستند الى نقاط ابرزها:

- انه سيطر نهائيا على الوضع وعلى ما يعتبره نواة نشوء عمليات مسلحة تستهدف النظام وتشكل خطراً عليه في حماه ودرعا وادلب وعدد آخر من المدن السورية على نحو ازال عنه الخطر كما ينقل عن النظام بحد معقول من الخسائر، وخصوصا ان الرهان على ابتعاد الجيش السوري عنه قد سقط وفقاً لما يقول هؤلاء. وتاليا فان اي محاولة انفصالية وخصوصا في المدن الحدودية مع تركيا او مع لبنان والعراق كما يقول قد قضي عليها في مهدها ولا قيام محتملا لها في المدى المنظور. وكل ذلك قد أنجزه في غياب القدرة الغربية في أدنى احتمالاتها على اعتماد مقاربة مماثلة للمقاربة الغربية العسكرية مع ليبيا وفي غياب المعارضة السورية او عدم قدرتها على فرض حضورها وانجاز خطوات يمكن ان ينحاز اليها الغرب من اجل السير في تغيير فعلي. وتاليا يمكنه تبعا لذلك أن ينصرف الى خطوات اصلاحية لا يمكن الغرب الا ان يأخذها في الاعتبار متى بدأ تنفيذها.

- ان الولايات المتحدة الاميركية تواجه وفقاً لما ينقل هؤلاء صعوبات كبيرة في العراق على وقع الانسحاب المرتقب لما تبقى من القوات الاميركية من هناك، والتي ستحتاج فيها واشنطن الى مساعدة سوريا. اي ان النظام لا يزال يملك اوراقاً كثيرة بين يديه ينوي ان يستخدمها في الوقت الملائم، وهو بدأ ذلك. تضاف الى ذلك المشاكل الاميركية في دول الخليج وفي افغانستان، وما يبدو أن واشنطن تواجهه في موضوع الاعتراف المرتقب للجمعية العمومية للامم المتحدة بالدولة الفلسطينية بالتزامن مع ازمة مالية واقتصادية حادة تنسحب ايضا على الدول الاوروبية. ولذلك يقول هؤلاء ان عامل الوقت الذي كان دوما نصير النظام السوري منذ ما يزيد على اربعة عقود، لا يزال فاعلاً وقوياً من حيث توظيف النظام هذا العامل لمصلحته.

- ان الوضع الاقتصادي الذي بدا صعبا جداً في سوريا في الاشهر القليلة الماضية على وقع دعوة السلطات السورية المواطنين السوريين الى تقديمات معينة من اجل دعم الاقتصاد، قد تم تجاوزه بنجاح على رغم معاناة القطاع السياحي والصناعي صعوبات جمة نتيجة الاوضاع المضطربة. لكن هذا النجاح يتحقق نتيجة الدعم المالي الايراني المباشر وحض ايران حكومة نوري المالكي في العراق على فتح الحدود مع سوريا على نحو يسمح بتوفير كل الوسائل لدعم الاقتصاد السوري، فضلاً عن تقديم مساعدات مالية كبيرة داعمة للنظام السوري.

لا ينفي هؤلاء المتصلون بالنظام السوري وجود العامل الايراني في سوريا في معركة مصيرية خطرة بالنسبة اليه، بما يبدو معه سطحياً وساذجاً الرهان على الاستعانة بتركيا من اجل اي "طائف" سوري لا يمكن اقتصاره بالنسبة الى سوريا على ما كان "اتفاق الطائف" بالنسبة الى لبنان، لأن الموضوع أكثر تعقيداً وأكثر تشكيلاً لصورة المنطقة مما كان عليه الوضع في لبنان. فاذا كان هناك اي تفاوض على سوريا يقول هؤلاء، لا يعتقد أحد أن ايران يمكن أن تسلم احد سواها بأن يفاوض عن الورقة السورية. 

يضاف الى هذه العوامل العامل الاسرائيلي الذي لا يعتقد هؤلاء ان الوضع الراهن في العالم العربي بما فيه الوضع في سوريا يمكن ان يزعجها، بل على العكس من ذلك بحيث ان الرهان الداخلي في لبنان او الخارجي في سقوط النظام يبدو اقرب الى التهور منه الى الواقعية بحسب ما يقول المتصلون بمسؤولين في النظام السوري.

هذا المنطق تدحضه معطيات وانطباعات ديبلوماسية تسري في المقابل في لبنان وخارجه ايضا على وقع معلومات تفيد أن النظام السوري يستفيد مما يسميه ديبلوماسيون "الوقت الاضافي" الممدد له، لأن وقته الحقيقي انتهى. وقد خرج هؤلاء بانطباعات بعد لقاء وزير الخارجية التركي داود اوغلو الرئيس السوري ان الاصلاحات التي وعد بها خلال أسبوعين هي أقرب ما يكون الى المعجزة الحقيقية، لغياب الثقة بقدرة النظام وارادته على الاصلاحات من جهة، ولعدم قدرته في الوقت نفسه على وقف عمليات قمع الاحتجاجات الشعبية، لأن وقفها يمكن أن يؤدي الى ما شهدته مدينة حماه قبل اجتياحها عسكريا، أي  احتجاجات شعبية غير مسبوقة تظهر مدى عدم قبول الشعب السوري بالنظام. في حين تفيد المعلومات الديبلوماسية أن عمليات القمع اليومية تضعف أكثر فأكثر الموقف الدولي المتفهم لصراع النظام السوري على بقائه، وان روسيا ستكون حتى اعداد مسودة قرار محتمل عن مجلس الامن الشهر المقبل أكثر مرونة، رغم الرهان على مرونة باتت موجودة، وتاليا ان اي قرار سيفتح الباب على احتمال احالة النظام على المحكمة الجنائية الدولية بما يمكن ان يثقل عليه اكثر مما يتوقع ويتوقعه حلفاؤه في لبنان.

 

كانت مأساة الآشوريين ولا تزال...

آشور كيواركيس – بيروت/النهار

كانت مأساة الآشوريين ولا تزال... إنها مسألة معاناة شعب أصيل في محيط يسوده التعصب الديني والقومي، متجسداً في صراع ثقافات لا ينتهي ولكنه مزين بالخطابات السياسية المعسولة. ويقابل ذلك صمت آشوري لدى الساسة الآشوريين المشاركين في مؤسسات حكومة الأسلمة والتكريد اليوم، علما أنهم عارضوا حكومة التعريب أيام صدام ولم يشاركوا فيها على أنهم مخلصون لأمتهم، كما ندين الصمت العالمي سواء من ناحية الإعلام أو السياسة. فمن ناحية الهوية الآشورية يتم التعامل مع الآشوريين على أنهم "مسيحيـّـو العراق"، مما يمهد لتعريبهم كـ"عرب مسيحيين"، أو تكريدهم كـ "أكراد مسيحيين"، مما يحصر حقوقهم في بناء الكنائس فيما تتم مصادرة أراضيهم شبرا بعد شبر وفقا لبرامج عنصرية، قومية كانت أم دينية. وها هو السابع من آب هذه السنة ليس أفضل من الذي سبقه، فالكنائس الأربعين التي تم تفجيرها في العراق لا تزال تزداد عددا وكان آخرها تفجير كنيسة العائلة المقدّسة للسريان الكاثوليك في كركوك قبل أيام قليلة، هذا بعد أن أقام راعي الكنيسة مأدبة رمضانية مشاركا فيها أبناء جيرته من المسلمين.

أمام ذلك، إن دور الرأي العام الدولي يأتي بالدرجة الأولى من الأهمية، في مجرّد أن يطبــّـق القوانين التي صاغها بنفسه، فالشعب الآشوري هو شعبٌ أصيل معرّض للفناء على يد محيطه، وبذلك يجب أن تتم حمايته وفقا لإعلان الشعوب الأصيلة (Indigenous People Declaration) الصادر عام 2007 عن المنبر الدائم لشؤون الشعوب الأصيلة، التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وهذا لن يتم إلا بخطوة أولى من الآشوريين أنفسهم، وتحديدا آشوريي المهجر.

وفي ما يتعلق بآشوريي لبنان، فقد سكنوا هذا البلد منذ قرون، وذلك ضمن الهجرات الجماعية أو تنقل المطارنة والرهبان مع عوائلهم بسبب الرابط الكنسي بين السريان في آشور ولبنان، حيث لا يزال هناك الكثير من مسيحيي الطوائف اللبنانية ينتمون بأصولهم إلى الآشوريين وخصوصا بعض عشائر شمال لبنان في زغرتا وبشرّي وعكار، كما في البقاع وبيروت، ومنهم عائلة شيحا، ومنها ميشال شيحا الآشوري، واضع الدستور اللبناني، والذي كان والده قنصل فرنسا في بغداد.

أما في العصر الحديث فقد وصل الآشوريون إلى لبنان أفواجا أفواجا بدءا من اضطهاد العثمانيين والأكراد أثناء مجازر 1896 في طور عابدين ومحيطها، مرورا بالحرب العالمية الأولى ثم مجزرة 1933 واضطهاد البعث في السبعينات والثمانينات، وأخيرا أفواج المهاجرين من اضطهاد دولة العراق الحالية...

إختيار لبنان كان باعتباره ملجأ المسيحيين المضطهدين في الشرق، ويعيش الآشوريون فيه براحة وأمان وحرية تامة، مشاكلهم مشاكل كل لبناني، كما أفراحهم. فهم آشوريو القومية، ولكنهم جزء لا يتجزأ من الشعب اللبناني كونهم شاركوه في معاناته وقضاياه ونضالاته وشهادته من أجل مصيره، حيث تعدّى عدد شهدائهم الألف وخمسمئة شهيد من كل طوائفهم. ويتواجد الآشوريون اليوم بأعداد تناهز الخمسين ألفا من كل الطوائف، ويتمتعون بكامل الحرية في التعبير عن انتمائهم القومي والديني لا بل يشاركون باقي اللبنانيين في الحياة السياسية كل حسبَ اقتناعاته، ولكن هذه المشاركة لم تأت على المستوى المطلوب لأسباب عدّة لسنا في صددها.

إلا أنه من الجدير لفت نظر المسؤولين اللبنانيين الى أنه من واجب الدولة اللبنانية السير في مسيرة الدول المتطوّرة التي تراعي حقوق الإنسان، فليس همنا المناصب النيابية فقط كما أوحيَ لبعض الساسة اللبنانيين أخيراً من قبل أبواق بعض التيارات اللبنانية المتصارعة، بل هناك أمورٌ أهمّ،  تتعلق بكرامة الشعب الآشوري ومصيره، كإعتراف لبنان رسميا بالإبادة الجماعية بحق الأرمن والآشوريين في تركيا خلال الحرب العالمية الأولى. ومن واجب الآشوريين والأرمن حض الدولة اللبنانية على ذلك. كما على الدولة اللبنانية تحسين أوضاع الآشوريين اللاجئين من اضطهاد دولة العراق وتياراتها، وذلك بوقف استغلالهم من قبل أرباب العمل، وتسهيل أمورهم في شتى المجالات الحياتية باعتبارهم جزءا من الشعب الآشوري المضطهد، وندعو كنائس الشعب الآشوري في لبنان (السريانية والكلدانية والشرقية الآشورية) إلى تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة ذلك.

 

عدوس" الأثري في بعلبك مدمّر ولا أحد يتذمّر! والأهالي يطالبون بمعاقبة السارقين

النهار/  يحق للشعوب ان تفتخر بماضيها وبحضارتها وبما خلفته يد الإنسان من إبداع، فأصبح عنوان تاريخها ومجدها و استمرارها علامة دالة على مدى مساهمتها في الحضارة الإنسانية، علماً ان الحاضر هو وليد الماضي والمستقبل وليد اليوم، فيما يمثل التراث الأثري شواهد مادية تنعش الذاكرة وترتقي الى مصاف المشاعر. فالأمة التي تمهل تراثها تعرض نفسها لفقدان الذاكرة، فإذا فقدت ذاكرتها نسيت ماضيها وارتبكت في حاضرها وضلت سبيل مستقبلها. فكيف بأمة تعمل على طمس تاريخها كما حصل في موقع "تل عدوس" الذي يبعد 2 كلم عن موقع الكيال الاثري و5 كلم عن قلعة بعلبك ويتبع عقارياً لبلدة حوش تل صفية وتبلغ مساحته (25 دونماً) وهو من ضمن التلال الاثرية التي تنتشر في بعلبك مثل تلال العلاق الثلاث، فيتغاضون عن وجهها التاريخي الأثري حتى بدت كتلٍّ مغطى ولم يكن احد يكترث لها. كان بأمان واللافت، ان أهالي المنطقة كانوا يعتبرونها معلماً اثرياً، وكان موقع تل عدوس بأمان فلم يدمره ولم يحفره احد الا الذين وجدوا القطع الاثرية بداخله، كما يتناقل الاهالي. لكن، كان للبعض رؤية اخرى تجاه هذا المعلم، جاءت النتيجة تدميرا شبه كامل لموقع اثري يعود تاريخه الى ما قبل وجود قلعة بعلبك الاثرية. وكان المنارة للقوافل الزائرة للمدينة في تلك المرحلة، فمن كان يقف على راس التل يشاهد قلعة بعلبك والمدينة  بأكملها.

قرارات بالجملة

قانونياً، يعتبر تل عدوس من الاملاك العائدة للدولة. ففي مقدمة القرار رقم 275 تاريخ 25/5/1926 الصادر عن المفوض السامي هنري دي جوفنيل في عهد الانتداب الفرنسي وبموجب تنظيم ملكية الأراضي وإدارتها وخصوصاً ان أملاك الدولة الخصوصية غير المنقولة العائدة للدول الواقعة تحت الانتداب هي على غاية الاهمية نظراً الى مختلف انواعها واتساعها، فإن الأحراج والغابات والجبال غير المزروعة تُعد أملاك خصوصية عائدة للدولة شرط الاحتفاظ بالحقوق العينية او حقوق الاستعمال التي اكتسبها الافراد وفقاً للشرائع والقوانين النافذة. وكان قد سبق ذلك، بتاريخ 15 آذار 1926، صدور القرارات 186 و188 و189 المتعلقة بتحديد العقارات وتحريرها وإنشاء السجل العقاري الذي حل محل نظام " الدفترخانة " العثماني.

ولكن نظام التحديد والتحرير وآليات تطبيقه وتقاعس الدولة في الحفاظ على ملكيتها بتحديدها واخضاعها لإدارة أملاك الدولة الخاصة، او طلب تسجيلها على ملكيتها في السجل العقاري، مكّن الكثير من تثبيت ملكية أحراج وغابات وجبال غير مزروعة في ملكيتهم الخاصة.

ويبقى السؤال الأبرز مطروحا: كيف يتم مسح موقع أثري وتزال كل معالمه الأثرية من دون استنكار من أحد؟ علماً انه في حوزة المديرية العامة للآثار ويطلق عليه تل أثري، اذ يذكر لدى سجلات المديرية الآتي "كل شيء له شكل اصطناعي مثل التلول تعتبر من الاثار غير منقولة بالمبدأ التاريخ اقدم من القلعة".

فأين  المسؤولين عن حماية هذه التلول من وزارة البيئة والمديرية العامة للآثار؟ اليس كان الاجدر ان  تقوم بحمايتها والحفاظ عليها لتحديد ما إذا كانت أثرية بالفعل ام مجرد تسمية أطلقت عليها منذ عشرات الاعوام.

موقع مدمّر

بات "تل عدوس" يمثل موقعاً مدمّراً، ونجهل الأسباب الكامنة وراء هذا التدمير. علماً انه شقت طريق زراعية وسط التل. يجب ان يعمل علماء الآثار على جمع شتات المعلومات لمحاولة شرح ما حصل. وهذا الأمر يعتبر جريمة بكل المقاييس، ليس في حق تاريخ وتراث بعلبك فحسب بل في حق المنطقة ضمن صمت تام ولا مبالاة من دون ان يهتم أحد إلى الضرر الذي يلحقه ذلك بتراث و ذاكرة المنطقة وما يترتب عنه من إساءة لتاريخه تستدعي المحاسبة وإنزال أشد العقاب بمن قرر ونفذ، أو على الأقل فتح تحقيق في الموضوع ووقف أي نشاط مماثل.

اما الجمعيات الاهلية في المنطقة، فهي مطالبة بالتنديد بهذه الجريمة اذا لم تكن قادرة على التصدي للفاعلين ووقف اعتداءاتهم.

وسام اسماعيل    

 

عزلة النظام السوري واعتماده على إيران ولبنان وحدهما

المستقبل/لا يكشف اتساع العزلة التي يعيشها النظام السوري في هذه الفترة الا فرح هذا النظام العارم بموقف لبنان في مجلس الأمن لجهة "النأي بنفسه عن بيان المجلس الرئاسي"، واحتفاليته غير المسبوقة بزيارة وزير خارجيته عدنان منصور الى دمشق قبل أيام، ومكابرته برغم ذلك كله عبر ادعاء أن ما يحدث في سوريا منذ خمسة شهور كاملة يعود الى "عصابات مسلحة تعيث في البلد خرابا" من جهة ونتيجة "مؤامرة خارجية" من جهة أخرى.

ليس للنظام السوري علاقة مع الخارج الآن سوى مع تلك التي لا يتحدث عنها، ولا تتحدث عن نفسها، الا مواربة، خشية أن تؤثر سلبا على حليفها الاستراتيجي(ايران تحديدا)، وسوى مع الحكومة الحالية التي شكلتها في لبنان في الظروف المعروفة، وسوى مع تركيا التي قام وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو بزيارة دمشق قبل أيام فقط لتوجيه "انذار أخير" للنظام بأن ينفذ ما وعد به تكرارا والا فليرحل في خلال خمسة عشر يوما، وسوى ما بقي من "علاقة" ملتبسة مع الهند والبرازيل وجنوب افريقيا التي زار ممثلوها في مجلس الأمن عاصمة هذا البلد لابلاغها بأن قدرة هذه الدول على الدفاع عنها في المجلس باتت أقرب ما تكون الى الصفر.

أية عزلة عربية ودولية شاملة، هي عزلة النظام السوري هذه التي لا يخرقها سوى ايران ولبنان وربما كوريا الشمالية وفنزويلا أيضا؟! والتي لا يجد النظام ما يقوله عنها الا أنها تشكل تلك "المؤامرة الخارجية" عليه، والتي يرد عليها بحملة عسكرية لا توفر مدينة أو بلدة أو قرية على مساحة الأرض السورية كلها؟. بل، وماذا يمكن أن يقدم له لبنان وايران، وهما على ما هما عليه داخليا واقليميا ودوليا، لكسر جدار العزلة الذي يطوقه ويطوقهما بدورهما معه سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا على المستويين العربي والدولي؟.

واقع الحال، أن نظام دمشق يخطئ مجددا قراءة الموقفين العربي والدولي منه ومن سياساته، بالطريقة نفسها التي أساء فيها قراءة موقفيهما في العامين 2009 و2010 عندما اعتبر اليد التي مدت اليه تحت عنوان "عفا الله عما مضى" السعودي، أو عنوان "الحوار بدل المواجهة" الفرنسي والأميركي والأوروبي عموما، نوعا من الاستسلام أمام صموده وصمود حلفائه من جهة أو حتى "هزيمة كاملة(وفق تعبيره في ذلك الوقت) للمشروع الأميركي الاسرائيلي في المنطقة... أو حتى عندما قرأ الوضعين اللبناني والاقليمي خطأ كذلك في العام 2004 وظن أن في قدرته، بالرغم من المواقف اللبنانية والعربية والدولية، أن يمدد ولاية الرئيس السابق اميل لحود مع ما رافقه وتلاه من اغتيالات وأحداث أمنية وسياسية، ثم ينجو بنفسه.

ولا حاجة للاستدلال أنه، في ظل هذه القراءة الخاطئة، مارس النظام السوري سياساته على مساحة المنطقة، سواء في لبنان حيث تنكر لليد التي مدها اليه الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس سعد الحريري وصولا الى انزلاقه الى اقالة الوزراء المحسوبين له في ما سمي "حكومة الوحدة الوطنية" وقتها، أو على صعيد تقوية علاقاته المرفوضة أساسا مع كل من ايران النووية والعراق الايراني، أو بعد ذلك كله على مستوى تعاطيه السياسي والأمني والاستخباري مع الدول العربية والعالم الخارجي.

وفي المرحلة السورية الراهنة، لا يبدو أن قراءة النظام الخاطئة هذه قد تغيرت أو تبدلت في شيء. لا في ما يتصل بمواقف السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وأوروبا عموما، ولا في ما يتعلق بتركيا التي كانت السباقة في الانفتاح عليه في العامين2009 و2010، ثم بعد ذلك عقب انفجار الثورة الشعبية الواسعة ضده، حيث كانت لرئيس وزرائها رجب طيب أردوغان اتصال شبه يومي به داعيا اياه الى تنفيذ ما يتحدث به عن الاصلاح وليس الى اعتماد الحل الأمني الذي ينغمس فيه يوما بعد يوم منذ ذلك التاريخ.

وليس من المبالغة في شيء اعتبار أن هذا النظام يرى في "اعتدال" الموقفين العربي والدولي منه، وعدم مطالبته علنا وبعبارات صريحة بالتنحي حتى الآن، دليلا على التمسك به...ان لم يكن "لسواد عينيه"، كما يقول المثل الشعبي السوري، فرغبة منهما بسد الطريق على نظام سوري جديد لا يعرفان ماذا يكون وماذا تكون مواقفه من سوريا المستقبل(الاصلاح السياسي والاقتصادي والديموقراطية والحريات) من جهة أولى، ومن سياساتها الاقليمية والدولية من جهة ثانية.

والا، فما معنى تلك الاحتفالية الخاصة، وغير المسبوقة في العلاقات اللبنانية - السورية، بموقف لبنان "الخجول" في حد ذاته من البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي حول انتهاكات النظام السوري لحقوق الانسان في سياق قمعه للتظاهرات الشعبية في دمشق وريفها وحماه وحمص ودير الزور ودرعا وغيرها ؟، بل وما معنى هذه المعزوفة السورية الايرانية الثنائية(من دون غيرهما من دول العالم) في انتقاد أسلوب تعامل الشرطة البريطانية مع المتظاهرين في لندن ومانشستر البريطانيتين في المدة الأخيرة؟.

غالب الظن أن القراءة الخاطئة لأحوال العالم، بما فيها الحال في سوريا نفسها، هي القراءة الوحيدة التي أتقنها النظام السوري في الفترة السابقة، وما زال يصر على أن لا يعرف قراءة غيرها في الفترة الحالية.

أما الدليل على ذلك، فهو الرد الذي لجأ اليه الاعلام السوري والكل يعرف مدى ارتباطه بالنظام على الخطاب المفتوح الذي وجهه الملك عبدالله بن عبد العزيز ودعا فيه النظام الى الاختيار بين الحكمة والفوضى، وكذلك على بيان مجلس التعاون الخليجي، فضلا عما يعرفه الجميع في لبنان عن مطالبة أجهزة الاعلام المؤيدة له فيه بعدم الاشارة من قريب أو بعيد الى ما يحدث في ليبيا... برغم التزام هذه الأجهزة تاريخيا قضية اخفاء الامام موسى الصدر من قبل النظام الليبي الذي يوشك على السقوط بأيدي الثورة الشعبية ضده.

فلا وجود لثورة شعبية في ليبيا، ولا ربما في اليمن ولا حتى قبلهما في تونس ومصر، لأنه ببساطة شديدة لا وجود لثورة شعبية في سوريا، بل مجرد "جرذان" و"مهلوسين" في ليبيا وفقا لما ردد العقيد معمر القذافي في الأيام الأولى للثورة، و"عصابات مسلحة" و"مؤامرة أجنبية" في سوريا كما قال الرئيس بشار الأسد وما يزال حتى الآن.

لكن السؤال، مع ذلك، يبقى السؤال التالي:

- اذا كانت القراءة الخاطئة لوضع الثورة السورية، وللوضعين الاقليمي والدولي، هي سمة النظام السوري في الفترة الحالية، فهل هي أيضا سمته في توقع ما يمكن لدولتين مثل ايران ولبنان، حليفتيه في عزلته الخانقة، أن تقدماه اليه الآن؟.

لا صعوبة في العثور على اجابة، فما يجري على الأرض في سوريا، ثم في لبنان بالذات، كفيل بذلك.

تدخل الاطلسي عسكرياً في سوريا، هل يبدو واقعياً؟

كما كان متوقعاً، طغت الأحداث الدموية على الوضع السوري خلال شهر رمضان، وقد أتت المآسي والأحزان وازدياد العنف والخيارات الأمنية، لترسم معالم الشهر الفضيل فتحوله عما يفترض أن يكون شهر الخير والبركات، فيعطي مجالاً للشعب السوري في هذا الشهر لالتقاط الأنفاس بعد أشهر صعبة من الضغوط السياسية وعدم الاستقرار الأمني والضغوط الاقتصادية التي تهدد بإفقار الشعب السوري بأكمله.

ومع تزايد الضغوط وحدة البيانات الشاجبة، يتحدث كثر في لبنان والعالم عن توجه لتدخل عسكري أطلسي أو تركي مباشر في سوريا، وذلك بعدما تيقن الجميع عدم إمكانية "المعارضة السورية" من الإطاحة بنظام الأسد من الداخل، كما صرحت كلينتون في وقت سابق. فقد أظهر الشعب السوري وحدة وتضامناً واستمراراً في تأييده للرئيس الأسد، كما فاجأ تماسك الجيش السوري الجميع أيضاً، وقد كشف عن محاولات لشق صفوف الجيش السوري أو تدبير انقلاب على الرئيس ولكنها باءت جميعها بالفشل، يضاف إلى هذه الأسباب البنيوية لقوة النظام، أن "المعارضين" أنفسهم لم يقدموا بديلاً مقبولاً للشعب السوري، وظهروا معارضات ضمن المعارضة، ولعل تخطي البعض منهم الخطوط الحمراء، قد خدم النظام السوري وأضر بالحركة "الإصلاحية" وضربها في الصميم.

وهكذا، وبعدما فشلت مراهنات التغيير من الداخل، تظهر مراهنات على سقوط النظام السوري من خلال تدخل عسكري خارجي يقال إنه سيمد الدعم للحركات المسلحة في الداخل، ويساعدها على فرض موازين قوى جديدة تجعل من إمكانية انقلاب العسكر أو السياسيين على نظامهم أمراً أسهل فتكر السبحة ويتهاوى النظام السوري كما تهاوت قبله أنظمة عربية، لكن من خلال دراسة موازين القوى على الأرض، وظهور قدرة الجيش السوري على الحسم في مناطق اعتبرت القلاع الأساسية لحركات المعارضة، فإن خيار التدخل العسكري الخارجي المباشر في سوريا، يبدو صعباً للغاية، فبالرغم من كل ما يقال ويشاع، عن احتمالات تدخل عسكري أطلسي أو سواه في سوريا، إننا نرى أن هذا الخيار مستبعد – أقله في الفترة الحالية، وذلك لأسباب عدة أهمها:

التجربة الليبية: لقد تحولت ليبيا – كما عبر أحد الباحثين الأوروبيين- إلى العاصفة المثالية للإطاحة بأوروبا الاتحادية، فقد أظهرت التجربة أن كل الآليات الأوروبية الاتحادية ما زالت غير ناضجة، لقد ظهر من التجربة الليبية والخلافات التي سادت في أوروبا خلال التحضير للحرب وما بعدها والانقسامات التي سادت حول الأسلوب الأنجع للتعامل مع ليبيا، وتهافت كل دولة أوروبية على تحقيق مصالحها الوطنية القومية على حساب وحدة الاتحاد الأوروبي، ظهر أن آليات لشبونة أضافت تعقيدات إلى سياسة الاتحاد الخارجية ولم تسهلها، وأن الأحلام بتحول أوروبا إلى قوة عسكرية ضخمة تفرض نفسها على الواقع الدولي كاتحاد قد تبخرت، كما تبين أن الأوروبيين كـ"اتحاد" لا يصلحون إلا للأعمال الإنسانية، بدليل فشلهم – حتى الآن- في تحقيق الأهداف التي وضعوها لتدخلهم في ليبيا.

وضع حلف شمالي الأطلسي، الذي تسيطر عليه الولايات الأميركية، وقد تأثرت موازنة الأطلسي بالأزمات الاقتصادية التي تعيشها دوله، وقد أتهم روبرت غيتس الحلفاء الأوروبيين في الأطلسي، بأنهم فقراء في الإنفاق الدفاعي والقدرات العسكرية، وحذر من مستقبل قاتم إن لم يكن كئيباً لمستقبل حلف شمالي الأطلسي إن استمر الوضع على ما هو عليه.

الأزمات الاقتصادية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية والتي تدفع الأطراف جميعاً إلى تخفيض موازنات الدفاع بالإضافة إلى اقتطاع أجزاء مهمة من الخدمات الاجتماعية، فكيف سيبرر الأوروبيون والأميركيون خياراتهم الحربية أمام شعوبهم مهما عظمت الذرائع الإنسانية، وهي خيارات ستؤدي إلى إنفاق ضخم وإرهاق الخزينة واستهلاك أموال دافعي الضرائب، في وقت يطلب من مواطني هذه الدول "شد الأحزمة" والتكيف مع تناقص التقديمات الاجتماعية بسبب الإفلاس.

خشية الدول من دخول إيراني إلى الجبهة في حال نشوب حرب على الحليف الاستراتيجي السوري بموجب استراتيجية "وحدة الجبهة" التي أعلنت من دمشق في شباط 2010، ويدرك حلف شمال الأطلسي أن لدى الإيرانيين القدرة على استهداف الأميركيين في العراق، وقوات الحلف الأطلسي في أفغانستان وغيرها من المناطق، كما يملك القدرة على استهداف تركيا في حال غامر الأتراك بتدخل عسكري مباشر في سوريا.

إن اندلاع حرب إقليمية تساهم فيها إيران، مدخلها تدخل عسكري في سوريا، ستلهب أسعار النفط العالمي، وبالتالي فإن عاصفة اقتصادية هائلة سوف تضرب اقتصاديات الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية، وسيكون الثمن المدفوع لتدخل عسكري غير مضمون النتائج كبيراً جداً.

هذا في ما خص الأطلسي، أما في الحديث عن قيام إسرائيل بهذه الحرب فلا يبدو واقعياً أيضاً، فالوضع الإسرائيلي لا يسمح لإسرائيل الآن في الدخول في حرب لا تعرف نتيجتها، ولا تستطيع أن تضبط إيقاعها، فالإسرائيليون مشغولون بأزماتهم الداخلية، ويدركون هشاشة جبهتهم الداخلية، لذا لن يذهبوا إلى خيار تدخل عسكري في سوريا غير مضمون النتائج.

أما تركيا، فهي تدرك أيضاً أن الدخول العسكري المباشر في سوريا لن يكون نزهة كما أن السوريين والإيرانيين يملكون من الإمكانيات والأوراق التي تجعل من المغامرة التركية مكلفة جداً. هكذا إذاً، تبدو الطريق مقفلة أما تغيير النظام السوري بالقوة، فالدروس المستفادة غربياً من التجربتين الليبية والعراقية، بالإضافة إلى ما تملكه سوريا من أوراق استراتيجية هامة، تجعل من هذه الرهانات، غير واقعية لا بل أقرب إلى سراب وأوهام تبقى في تمنيات مطلقيها وخيالاتهم، لذلك ما على السوريين إلا الجلوس للحوار فيما بينهم، للسير ببلدهم نحو طريق الإصلاح والتغيير الديمقراطي الصحيح، وعدم الاتكال على الخارج ولهم في التجربة العراقية وتهجير الشعب العراقي وتشتته في بقاع الأرض ونهب ثروات العراق بذريعة "دمقرطته"، عبرة ودرس لا يجب إغفاله.

* أستاذة مادة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدولية.

المصدرالثبات

 

التجديد لـ"اليونيفيل" دون عراقيل .. وترقّب للهجة مشروع القرار الفرنسي

ثريا شاهين (المستقبل)

في ضوء الطلب اللبناني الرسمي الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، للتجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، بموجب القرار 1701، لمدة سنة إضافية، بدأت الإجراءات داخل الأمم المتحدة تأخذ مسارها توصلاً الى هذا التجديد، لا سيما وان ولاية القوة تنتهي في 31 آب الجاري.

وتفيد مصادر ديبلوماسية رفيعة، ان المشاورات البعيدة عن الأضواء بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن أكدت على أهمية وجود هذه القوة وعلى دورها، كما أكدت ان التمديد لانتدابها سنة جديدة تبدأ في الأول من أيلول المقبل، سيتم من دون عراقيل.

إذ ان هناك إجماعاً دولياً على هذا التجديد وعلى ضرورة إبقاء القوة في مهمتها الحالية.

وبالتالي، بوشرت الإجراءات التي تمهد لهذا التجديد، إذ أرسل كي مون رسالة الى مجلس الأمن الدولي يطلب فيها التمديد لهذه القوة سنة إضافية. وشرح في الرسالة واقع القوة، التي وإن تعرضت للعديد من الاستهدافات، لكن البيئة التي تعمل في إطارها لا تزال بيئة جيدة، تسودها أجواء مريحة، وبأن هناك تعاوناً وثيقاً بين القوة والجيش اللبناني لحفظ الأمن والاستقرار في منطقة عملياتها، وبالتالي لم يركز الأمين العام في رسالته على الاعتداءات التي تعرضت إليها "اليونيفيل"، لكنه تحدث عن عديد القوة الذي بلغ 12 ألف جندي، ولم يطلب اتخاذ أي إجراءات إضافية من جانب القوة، في مجال تعزيز أمنها وسلامتها. وبعد غدٍ الثلاثاء، تعقد الدول المشاركة في "اليونيفيل" اجتماعاً يضم ممثليها في الأمم المتحدة للبحث في أوضاع القوة، ومستلزماتها لتطبيق القرار 1701، على ان يعقد مجلس الأمن مشاورات حول القرار 1701، في 23 آب الجاري، وهي مشاورات تمهيدية لطرح مشروع القرار حول التجديد للقوة.

ومن المتوقع ان يتم طرح هذا المشروع رسمياً في 23 الجاري، وفرنسا هي التي بدأت منذ الآن إعداد المشروع كما جرت العادة، وعند أي استحقاق في مجلس الأمن يخص لبنان. وأكدت المصادر، ان التصويت على مشروع القرار، لاعتماده نهائياً، سيتم في جلسة يعقدها المجلس في 30 آب الجاري.

وهناك ترقب لبناني ودولي لما سيتضمنه مشروع القرار، لا سيما وان التفجير الأخير ضد "اليونيفيل" استهدف القوة الفرنسية العاملة في إطارها. وهو الأمر الذي أزعج فرنسا وأدى بها الى تصعيد موقفها عندما أعلنت ان أي تصعيد جديد يستهدف القوة، فإنه سيؤدي الى تصعيد من جانب باريس. وتبعاً لذلك ثمة ترقب ما إذا كان مشروع القرار سيحمل لغة أو لهجة معينة، أو سيطلب زيادة حماية القوة الدولية، أو حرية حركتها، أو أي موقف آخر يحمل في طياته خلفيات سياسية نابعة من إنعكاسات حادثة التفجير ضد الفرنسيين في الجنوب على العمل في القرار لزيادة الحرص على سلامتها في تأدية دورها.

هذا سيظهر جلياً عندما يطرح مشروع القرار أمام مجلس الأمن في 23 الجاري. وهناك نحو أسبوع حتى 30 الجاري للتفاوض على مشروع القرار. وقد لا تكون عملية التفاوض صعبة إذا جاء مشروع القرار تقنياً بحتاً، أو مشابها للنص في قرار التجديد في العام الماضي. لكن إذا جرى خلاف على النص أو على أحد بنوده فإن المفاوضات قد تطول لكن حدها 30 آب للتجديد. على ان لبنان في طلبه تحدث عن تجديد تقني للقوة. لكن المصادر تتوقع ان أي قرار ولو كان سيتضمن تجديداً تقنياً، فإنه سيحمل بعداً سياسياً لموقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لناحية الدعم لدور الجانب اللبناني في التعاون مع هذه القوة، ولاستكمال الدور المنوط بالقوة بالكامل كجزء أساسي ولا عودة فيه الى الوراء في مسيرة تنفيذ القرار 1701. كما يرتقب ان يدعو الى الالتزام بمضمون القرار ما يقصد بالداخل اللبناني والدول المعنية بتنفيذ القرار. وسيتم التجديد دون عراقيل على الرغم من القلق الذي يساور الدول المساهمة في القوة من التفجيرات التي تطالها بين الحين والآخر. ذلك ان هناك إرادة دولية في الالتزام بكل القرارات التي توفر الأمن والاستقرار في الجنوب ولبنان مهما كانت التحديات. كما ان القرار 1701 هو مقبول من كل الأطراف المعنية بتطبيقه، وجرى تفاهم دولي ـ إقليمي حوله وفق ضمانات واضحة يجري تنفيذ مهام القوة وفقاً لها.

 

خطاب الملك عبدالله ومأزق سورية

خالد الدخيل (الحياة)

كان لا بد من أن تقول السعودية شيئاً عن الأحداث في سورية. لم يكن من الطبيعي أن يتماسك الصمت العربي أمام الدماء السورية وهي تُسفك في شكل يومي على يد قوات النظام لأكثر من خمسة أشهر متواصلة منذ بداية الثورة في الشام. في مثل هذا الظرف كان لا بد لدولتين مشرقيتين، هما السعودية ومصر تحديداً، من أن تغادرا ظاهرة الصمت وتحددا موقفهما مما يحدث في سورية. فعلى هاتين الدولتين قبل غيرهما، وقد سقط العراق واضطربت سورية، مسؤولية كبيرة أمام الأحداث الكبيرة التي ظلت تتوالى على المنطقة، وتقترب من ذروتها مع الثورات الشعبية. ربما قيل إن انشغال مصر بتداعيات ثورتها لا يسمح لها باتخاذ موقف معلن ومحدد مما يحدث. لكن الظاهر أن صمت مصر لم تملِه تداعيات الثورة، بل ثقافة ما قبل الثورة. وإلا فإن مصر قبل أي بلد عربي آخر، وانطلاقاً من ثورتها، هي المعنية بأن تتعاطف مع ثوار الشام، وأن ترفع صوتها في وجه انتهاك حرمة الدم على النحو الذي يحدث في هذا البلد العربي. الصمت في مثل هذه الظروف ليس خياراً. هو علامة ضعف وقلة حيلة، لا علامة قوة وفائض خيارات. وهو ليس من نوع صمت الحكمة بقدر ما أنه صمت الخطل وفقدان الرأي، وحنكة السياسة في اللحظات الحرجة، والخيارات الصعبة.

في هذا السياق من الصمت العربي المطبق، تبرز أهمية خطاب العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الموجّه إلى سورية شعباً وحكومة. مهما قيل عن السعودية، وعن تأخرها في الإصلاح، أو عن دورها في مرحلة الثورات العربية، كان لا بد لها من أن تقول شيئاً عن أحداث سورية. لم يكن من الجائز أن يكون للسعودية موقف مما حصل ويحصل في اليمن، والبحرين، وليبيا، ثم تلتزم الصمت إزاء ما يحصل في سورية، على أهميتها ومركزيتها. والحقيقة أن السعودية تقع في مركز العين من عاصفة الثورات، والقلاقل العربية: في الشمال هي تجاور العراق، وفي الجنوب اليمن، وفي الشرق البحرين، وفي محاذاة شمال غربي الجزيرة العربية هناك منطقة الشام وهي تمر بمخاضها الصعب والمقلق، وفي الغرب هناك مصر، ثم السودان. ومن ثم، فإن السعودية، كما مصر، معنية قبل غيرها بما يحدث في سورية. بل إن حجم السعودية ووزنها، وموقعها الجغرافي، كما مصر أيضاً، تجعلها مسؤولة أكثر من غيرها عما ستؤول إليه الثورة في سورية تحديداً.

ربما أن خطاب الملك جاء متأخراً، وربما أنه لم يتجاوز صرخة إنذار وتحذير للقيادة السورية من الذهاب بعيداً في خيارها الأمني. لكنه حتى في هذا المعنى، وفي إطار صمت عربي مطبق، يعكس موقفاً شجاعاً في لحظة حرجة جداً. من الواضح أنه تمت صياغة الخطاب بعناية فائقة، وعلى قاعدة «المختصر المفيد». وأكثر ما يلفت في الخطاب أمران. الأول أنه لم يكن موجهاً إلى الرئيس، أو القيادة السورية على وجه التسمية والحصر. فقد بدأ الخطاب بعد البسملة هكذا: «إلى أشقائنا في سورية، سورية العروبة والإسلام»، بما يتضمن مناشدة للعمق التاريخي لسورية. وبالتالي كان الخطاب موجهاً الى سورية قيادة وشعباً. وهذه سابقة لها دلالتها، وتحمل اعترافاً مضمراً بالحراك السياسي الذي يحدث، وتضع القيادة إلى جانب الشعب على قدم المساواة، وأن هذا الشعب يمثل الطرف الآخر في ما يحدث. وهذا هو الأمر الثاني. ففي قوله: «فإراقة دماء الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت، لن تجد لها مدخلاً مطمئناً، يستطيع فيه العرب، والمسلمون، والعالم أجمع، أن يروا من خلالها بارقة أمل، إلا بتفعيل الحكمة لدى القيادة السورية، وتصدّيها لدورها التاريخي، في مفترق طرق الله أعلم أين تؤدي إليه»، إشارة إلى أن القيادة السورية لم تتعامل مع الأحداث بالحكمة المطلوبة، وبالتالي فهي المسؤول الأول قبل غيرها عن سفك الدم السوري. ويتأكد هذا المعنى بقول الملك إن «الحدث أكبر من أن تبرره الأسباب...»، في إشارة، كما يبدو، إلى ما تقوله القيادة السورية من أنها تواجه جماعات مسلحة وإرهابيين، مناشداً هذه القيادة بتفعيل إصلاحات شاملة وسريعة.

ومع ذلك يبقى خطاب الملك بأهميته وسابقته خطوة في الاتجاه الصحيح، الأمر الذي يفرض أن تعقبه خطوات. المطلوب في نهاية الأمر موقف عربي، لكن تقع على السعودية مسؤولية أكثر من غيرها في هذه الأيام للدفع باتجاه بلورة هذا الموقف. فهي الدولة العربية الكبيرة الوحيدة التي تفادت موجة الثورة، حتى الآن على الأقل، ولها علاقات جيدة ومستقرة إقليمياً ودولياً، تسمح لها بهامش واسع من الحركة. كما أنها تتمتع باستقرار سياسي واضح، يشكل قاعدة انطلاق مناسبة. سيقال وقيل إن السعودية لا يمكنها الاضطلاع بهذا الدور قبل أن تشرع في تطبيق إصلاحات هي في حاجة إليها مثل غيرها. وهذا صحيح. لكن ليس هناك ما يمنع من أن تنطلق في دورها من إصلاحات الداخل، وبما يتوازى مع تحركها الإقليمي المطلوب في هذه المرحلة.

في كل الأحوال المطلوب هو بلورة موقف عربي حازم بحماية استقلال سورية من أي تدخل، وحماية قرارها، وخياراتها المستقبلية في إطار تاريخها وإرثها العربي. لكن استقلال سورية بعد الثورة يتطلب الانطلاق عربياً وقبل كل شيء من فرضية أن الشعب أصبح هو الرقم الذي لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية المستجدة في سورية، وبالتالي استعاد حقه في تقرير مصيره ومستقبله، وأن النظام السياسي فقد هذا الحق، بخاصة في ضوء أنه استخدم قواته المسلحة لقتل المواطنين. وبناء على ذلك، يتطلب الموقف العربي التخلي عن الصمت، ومواجهة الواقع بشجاعة، والانطلاق من فرضية أن النظام السياسي السوري لم يعد جزءاً من مستقبل سورية، بل صار من ماضيها السياسي. بل إن هذا النظام في إطار ثورة تعتمل وتتصاعد على رغم أبشع أساليب القمع والقتل يدفع بسورية نحو «الهاوية»، وهو بذلك صار عبئاً سياسياً ليس فقط على سورية، بل على العرب جميعهم. حماية سورية تتطلب دوراً عربياً فاعلاً.

لا يجوز أن تتكرر تجربة الصمت التي التزم بها العرب، بخاصة السعودية ومصر، تجاه عراق صدام حسين. كلنا نعرف الآن أنه بسبب هذا الصمت حصل الغزو العراقي للكويت. تحررت الكويت، لكن الحالة العراقية تفاقمت وتحولت إلى مأزق حقيقي، ومعها تفاقمت حالة الصمت العربي. لم يكن من الممكن عربياً، وتحت ظل النظام العربي، محاربة صدام، أو وضع حد لمغامراته في الداخل والخارج. بسبب سياسة الصمت، لم يكن هناك موقف عربي واضح من سياسات صدام. على العكس، كان هناك انقسام، ومزايدات في كل اتجاه. المأساة أن كل ذلك لم يساعد في منع أميركا من استغلال الحالة المضطربة التي خلقتها سياسات صدام لمحاربته وإسقاطه. هل ساعد الصمت العربي في حصول الاحتلال الأميركي للعراق؟ أم تم استخدامه كغطاء لتواطؤ أميركي - إيراني، ومن ثم لنفوذ إيراني يغذي الطائفية، ويوظفها الآن للإمعان في إضعاف العراق وإبقائه تحت هيمنة طهران من خلال حلفائه؟ لكن، ما هو الفارق في هذه الحالة؟ الواضح الآن أن الصمت العربي ترك الشعب العراقي أعزل تحت رحمة ديكتاتور دموي. وبعد ذلك تركه للاحتلال، وللطائفية، وللنفوذ الإيراني. لم يكن هناك من مبرر مقنع لحالة الصمت تلك، إلا أنها كانت التزاماً أعمى بمقتضيات النظام الرسمي العربي. كان من الواضح أن شرعية صدام قد تآكلت حتى قبل غزو الكويت. استحكمت عزلة النظام في الداخل كما يدل عليه موقف الشعب عندما دخلت الجيوش الأميركية إلى بغداد. لكن ذلك لم يزد الصمت إلا رسوخاً. بعيد الغزو كان صدام وحيداً، انتهى به الأمر أن سقط أسيراً في أيدي الأميركيين، الذين سلّموه الى أعدائه، حلفاء أميركا وإيران. كان مشهداً تراجيدياً استطاعت طهران أن تصل فيه إلى عدوها اللدود من خلال حلفائها العراقيين الذين تحالفوا مع الآلة العسكرية الأميركية. لا شك في أن ذلك حصل لأسباب عدة، لكن الصمت العربي كان أحد أهم هذه الأسباب. المفارقة الضخمة أنه بسبب سياسة الصمت هذه أغلقت «البوابة الشرقية للعالم العربي»، التي طالما استغلها صدام للعبث بأمن العراق، وأمن المنطقة. وفي مكانها شُرّعت بوابة النفوذ الإيراني تحت رايات وشعارات كثيرة.

ماذا تقول التجربة العربية في العراق؟ تقول شيئاً واحداً، وهو أن النظام الإقليمي العربي فقد صلاحيته، وأصبح مهترئاً منذ عقود طويلة. صار هذا النظام مدعاة للقمع، والفساد، وعدم الاستقرار، واستدعاء التدخلات الأجنبية. ولا غرابة والحال هذه في أن هذا النظام يحتاج إلى الصمت يحتمي به من عوائد الدهر. بل ربما أن التجربة العراقية كانت أحد أهم العوامل التي فجّرت ثورات الشعوب التي ضاقت ذرعاً بنظام لا يوفر لها الحماية، ولا الكرامة، بل الذل والقمع، والشعارات المفرغة من مضامينها. هل يجوز أن نكرر مأساة حاضرة العباسيين، في عاصمة الأمويين؟

 

مجلس الخدمة يبطل 4 تكليفات لنحاس في الاتصالات.. وصحناوي يمنع مديرياته من مناقشة موازنة 2012 

موقع 14 آذار/أبطل مجلس الخدمة المدنية قرارات صادرة عن وزير الاتصالات السابق شربل نحاس قضت بسلسلة تكليفات في الوزارة، اعتبرها المجلس مخالفة للقوانين. وفي الوقت نفسه ابلغ وزير الاتصالات الحالي نقولا صحناوي مديريات الوزارة عدم ارسال اي موظف الى وزارة المال لمناقشة مشروع الموازنة لسنة 2012 لأن الوزير قرر "ارسال فريق عمل" لمناقشتها، مما يمثّل تجاوزاً للقوانين المرعية. تنشر "النهار" في ما يأتي خلاصة قرارات مجلس الخدمة المدنية وتبليغات وزير الاتصالات الحالي.

تكليفات نحاس -1-

في المستند الاول الصادر عن مجلس الخدمة المؤرخ 3 شباط 2011، وهو موجه الى وزارة الاتصالات، حمل مطالعة حول قرار الوزير نحاس الرقم 46/1 في 12/1/2011 بناء على كتاب المدير العام للاستثمار والصيانة، وينص قرار الوزير في مادته الاولى على تكليف المهندس غسان ناصر القيام بمهمات مدير الاستثمار، بالاضافة الى مهمات وظيفته الاساسية في مصلحة تنفيذ الاتصالات في المديرية العامة للانشاء والتجهيز. وتبيّن من مراجعة حيثيات القرار انه قد بني على المرسوم الرقم 2894 في 16/12/1959 ولاسيما المادة 34 منه التي تنص على الآتي:

"في حال غياب المدير او رئيس الوحدة ينوب عنه في كل ما ليس له صفة تقريرية من اعماله او صفة شخصية اناطها به القانون مرؤوسه الاعلى رتبة وذلك بعد موافقة الرئيس المباشر للموظف الغائب".

وتضيف مطالعة مجلس الخدمة:

"ولما كانت الوحدة التي يرأسها الموظف الغائب في القضية موضوع البحث المكلف بها السيد ناصر اي مدير الاستثمار هي من وحدات المديرية العامة للاستثمار والصيانة في وزارة الاتصالات وان رئيس الوحدة المذكورة تابع مباشرة للمدير العام للاستثمار والصيانة ويقتضي بالتالي تبعاً لواقع الحال اخذ موافقة المدير العام للاستثمار والصيانة على من يتولى مهمات مدير الاستثمار (…) الأمر الذي مقتضاه ان القرار بالشكل الذي صدر فيه يقع مخالفاً لأحكام المادة /34/، اضافة الى ان السيد غسان ناصر يشغل وظيفة في ملاك المديرية العامة للانشاء والتجهيز وبالتالي ليس من مرؤوسي الموظف الغائب".

واعتبرت المطالعة ان تكليف ناصر "يدخل ضمن الحظر المنصوص عليه في المادة /49/ من نظام الموظفين التي تنص على ما يأتي: "في ما عدا حالات الاصالة والوكالة والانتداب، لا تعتبر قانونية اي حالة اخرى للموظفين العاملين، كالوضع تحت تصرف وزير او ادارة باستثناء الحالات الاخرى التي ينص عليها القانون". وانتهت الى القول:

"ولما كان القرار رقم 46/1 تاريخ 12/1/2011 الصادر عن معالي وزير الاتصالات يعتبر والحالة هذه وفي مطلق الاحوال مخالفاً للقانون".

تكليفات نحاس -2-

كذلك ابطل مجلس الخدمة قراراً ثانياً لنحاس يقضي بأن ينوب رئيس دائرة الحسابات الداخلية غسان شاهين عن رئيس مصلحة الشؤون المالية ويقوم بمهماته بالاضافة الى مهمات وظيفته الاساسية في رئاسة دائرة الحسابات الداخلية. واستند الإبطال الى حيثيات ما قرره المجلس في شأن تكليف قاصر، مضافاً اليها "البند اولاً من المادة (7) من المرسوم الاشتراعي الرقم 111 في 12/6/1959 وتعديلاته (تنظيم الادارات العامة) لجهة أن "المدير العام هو الرئيس المباشر تحت سلطة الوزير وفي نطاق القوانين والانظمة لجميع الدوائر وجميع الموظفين التابعين له" يصبح المدير العام للاستثمار والصيانة "هو الرئيس المباشر لرئيس مصلحة الشؤون المالية عند غيابه او شغور الوظيفة".

تكليفات نحاس -3-

وفي قرار الوزير نحاس، كلّف في 12/1/2011 فاروق ابو كسم رئاسة مصلحة المستودعات والمشاغل، بالاضافة الى مهمات وظيفته الاساسية في رئاسة اشغال في منطقة جبل لبنان الثانية. وتبيّن ان المصلحة مشغولة بالاصالة عن زياد ربعة الذي بلغ السن القانونية في 21/3/2011.

ورأى المجلس ان القرار "يقع مخالفاً للاحكام القانونية التي ترى اشغال الوظائف العامة المنصوص عليها في نظام الموظفين، بغض النظر عن الشكل الذي صدر فيه هذا القرار".

تكليفات نحاس -4 -

وفي قرار آخر لنحاس نص في مادته الاولى على تكليف المهندس انطوان معوض عون القيام بمهمات رئيس مصلحة الاستثمار الداخلي، بالاضافة الى مهمات وظيفته الاساسية في رئاسة اشغال تنفيذ التجهيزات الالكترونية في المديرية العامة للانشاء والتجهيز. فلفتت مطالعة مجلس الخدمة الى "ان النصوص القانونية والانظمة النافذة التي ترعى الوظيفة العامة ولاسيما أحكام نظام الموظفين، قد نصت على حالات اشغال المراكز الشاغرة وفقاً للاصول، حيث عددت التعيين بالاصالة او الوكالة او الانتداب، وهذه جميعها لا تنطبق على حالة إشغال السيد عون لوظيفة رئيس مصلحة الاستثمار الداخلي".

وحملت قرارات المجلس تواقيع هيئته المؤلفة من رئيسه خالد قباني والعضو ناديا مراد والعضو بالانابة انطوان جبران.

كتاب صحناوي

ووجّه رئيس المصلحة الادارية المشتركة في وزارة الاتصالات وليد شاتيلا، بناء على طلب من صحناوي كتاباً الى كل من المديرية العامة للاستثمار والصيانة والمديرية العامة للانشاء والتجهيز وهيئة "اوجيرو" تضمّن الآتي:

"بناء على طلب معالي الوزير، نبلغكم بأن معاليه سوف يرسل فريق عمل لمناقشة مشروع موازنة الاتصالات لعام 2012 في وزارة المال. وعليه يطلب منكم معاليه عدم ارسال اي موظف الى وزارة المال لمناقشة مشروع الموازنة.

 

من أين «تتسرب» الثورة إلى المدن السورية؟

حازم الأمين/الحياة

لسورية حدود مع خمس دول جميعها مهتزة وغير نهائية، ويتداخل فيها الجغرافي بالسياسي بالأهلي. وعندما جرب النظام في الأشهر الأولى من الانتفاضة تسويق فكرة أن الثورة في سورية تتسرب إليها عبر الحدود، لم يعين حدوداً بعينها. لمّح في البداية إلى لبنان ثم انتقل إلى الأردن، وبعدها أظهرت صور بُثت عبر التلفزيون الرسمي السوري شاحنة أسلحة مهربة من العراق، ولاحقاً جاء دور الحدود مع تركيا. الحدود الخامسة التي نجت من التجريب كانت الحدود الإسرائيلية، لكن ابن خال الرئيس السوري رامي مخلوف أضافها إلى عناصر فوضى الخطاب بصفتها احتمال رد على الثورة عبر التلويح بحرب مع إسرائيل إذا لم يقم المجتمع الدولي بحماية النظام.

لم يستقم أي من هذه المحاولات. فهي بدت ركيكة وهزيلة وعديمة الإقناع، واستعاض النظام عنها بتجهيل الفاعل، بحيث صارت «العصابات الإرهابية المسلحة» قصة عصية على فهم أي مراقب. لا جواب نهائياً عن هوية هذه «العصابات». فعلى نحو مفاجئ وغير مسبوق عمت المدن السورية «العصابات الإرهابية المسلحة». انتشرت هذه المجموعات في كل المدن، من درعا إلى دير الزور. ثقبت الحدود ودخلت من دون أن تستأذن أحداً. إلى درعا لم تدخل من الأردن، ذاك أن موقف الحكومة الأردنية من الانتفاضة السورية لا يتيح دخولها، وإلى دير الزور لم يكن العراق من أوفدها، فالحدود هناك على موعد مع تعاون عراقي مع الحكومة السورية، في المجال الاقتصادي والنفطي، والأهم من ذلك أنها اليوم طريق إمداد النظام بالمساعدات الإيرانية.

الحدود مع تركيا مسألة أكثر تعقيداً من أن يختصرها النظام بـ «خط إمداد سلفي»، فترنح الخطاب الرسمي السوري حيالها على وقع الحركة السياسية والديبلوماسية لأنقرة. وتركيا بلد كبير وقوي وليس سهلاً على النظام في سورية تجريد خطاب اتهامي واضح لها في مسألة «العصابات السلفية»، فكان أن أعطى التوجيهات لإعلامه بتولي المهمة، وإعلامه هذا يملك من الكفاءة ما يوفر للخصوم حججاً وقرائن تفوق ما يوفره لأصحاب البيت، فكانت الذروة في أدائه على هذا الصعيد صورة فوتوغرافية لخمسة أشخاص يحملون بنادق صيد في منطقة على الحدود مع تركيا، ونشرت الصورة صحيفة لبنانية قريبة من دمشق، وكتبت تحتها: صورة مسلحين مناوئين للنظام في سورية يقفون على الحدود مع تركيا، في أول دليل يظهر وجود العصابات المسلحة! في لبنان اتهم النائب عن «تيار المستقبل» جمال الجراح بتزويد أهالي درعا السلاحَ، ثم عاد وسحب الاتهام بعد أن أدرك النظام هزاله، ثم عاد حليف دمشق في بيروت وئام وهاب وقدم اعتذاراً عن تبني الاتهام، وذلك بعد أن أدرك الحلفاء اللبنانيون أن اتهام «تيار المستقبل» بالمشاركة في الثورة السورية يرشحه لغنائم من المستحسن عدم إهدائها له. لكن اضطراب خطاب النظام عن تسرب الثورة إلى المدن السورية عبر الحدود لم يُمل مراجعة. فقط أملى تجهيلاً لـ «الخارج» الداعم لهذه «العصابات». لقد ترك هذا الخارج مجهولاً وقابلاً للتغيير وفقاً للمواقف. في الأردن مثلاً تحاول الحكومة تفادي إصدار موقف واضح من الانتفاضة السورية لأسباب عدة منها إدراكها أنها قد تكون هي هذا «الخارج». في لبنان أمر يشبه هذا الوضع، فالمستقبل «أجّل» موقفه من الثورة في سورية خوفاً من احتمال من هذا النوع، إلى أن أدرك أخيراً أن خطاب النظام صار أضعف من أن يسوق تهمة. العراق وعلى رغم انحياز الحكومة فيه إلى «بعث الآخرين» ومواظبتها على اجتثاث بعثـ «ها»، فإن الحدود معه متروكة أيضاً لاحتمال استعمالها، لا سيما أنها إضافة إلى كونها حدوداً سياسية وجغرافية، هي حدود أهلية وعشائرية قد تُغري النظام بجعلها مصدر الثورة والمؤامرة.

لكن بانتظار ذلك، لا يشعر النظام في سورية بأنه معني بشرح هوية العصابات السلفية المسلحة، وهو أمر شديد الغرابة على كل حال، ويكشف كم أن الانتفاضة باغتت هذا الخطاب وباغتت حلفاءه بحيث جعلتهم مرددين عبارات لا تستقيم في منطق وفي سياق. إنهم عصابات سلفية! فقط عصابات سلفية، وإن شئت أضف عبارة مسلحة. أولاد من هؤلاء، ومن أين جاؤوا ومن سلّحهم، وكيف تمكنوا من هذا الانتشار الواسع في دولة لطالما استثمرت في الأمن، وفقط في الأمن؟ كل هذه الأسئلة يجب أن لا تُطرح، لا بل إنها في حال طُرحت ستُضاف إلى سلة الاتهامات، وسيقال لمن يطرحها: «أنت مندس، والدليل أن عقلك أوجب عليك طرحها». وقد كيلت هذه الاتهامات فعلاً على شاشات التلفزة.

الأرجح أن الخلل الذي أفضى إلى هزال خطاب تسرب الثورة عبر الحدود، سابق على الثورة نفسها. فقد أنشأ النظام في سورية منذ بداية اشتغاله، حدوداً غير جغرافية ولا اقتصادية ولا سياسية مع كل دول الجوار السوري، باستثناء إسرائيل. كانت حدود أمنية تجري تحتها وقائع وحروب وتسويات غير معلنة، وتراوح بين ذروة «المقاومة» وذروة الخنوع، وتمتزج فيها الأفكار بالبضائع، والقيم بالتجارة، والأمن بالفساد.

اليوم وعندما يهم النظام باتهام الحدود بالثورة، فإن انكشاف المهمة السابقة لهذه الحدود يصبح أمراً محتملاً. السلفية التي يحاول النظام التحدث عنها بتردد وتلعثم، تسربت إلى سورية من قنوات الفساد نفسها. لا يمكن النظام أن يبني خطاباً متماسكاً حولها، فمشاركتها في الثورة هزيلة من جهة، وحضورها يقتصر على بؤر أنشأها هو بيديه. السلاح أيضاً يخضع للمعادلة نفسها، وكذلك قنوات تهريبه عبر الحدود.

ثم إن تهافت الخطاب وهزاله وانعدام تطلبه الحد الأدنى من المنطق ومخاطبته مستويات غير مسبوقة في الذكاء المنخفض تجعل من مدينة حماة الداخلية والمحاصرة عاصمة لهذه السلفية الغامضة. فهي بحسب إعلام النظام «قندهار سورية»، وكم يبدو مهيناً هذا الوصف لذكاء السوريين ولجميع مستقبلي خطاب النظام. حماة المدينة غير الحدودية، والمحاصرة بمخاوف النظام منذ أكثر من ثلاثين سنةً، والمستأصل منها أدنى رائحة لأي مظهر إسلامي، والتي منع الحجاب في مدارسها دون غيرها من المدن، حماة هذه وصلها فجأة «السوبرمان السلفي» وراح يوزع اللحى على شبانها.

يملك النظام في سورية أعتى آلة قمع بين الأنظمة المستهدفة بالثورات، لكنه يملك أهزل خطاب عن نفسه وعن ثورته. في هذه المعادلة تقيم المأساة السورية، لكن يقيم أيضاً فيها أمل كبير في التغيير.

 

المسيحيون والرهان على رفيق الحريري

نصير الأسعد/المستقبل

في وسع اي متتبع عن كثب للعلاقة بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمسيحيين، ان يلاحظ ان هذه العلاقة مرت بين 1992 و2005 بثلاث مراحل اساسية.

مرحلة نوع من "الرهان" المسيحي على رفيق الحريري بين 1992 و1995 ثم مرحلة من الالتباسات والاشكاليات بين 1995 و2000. ثم مرحلة من الاشارات الايجابية المتبادلة و"التواطؤ التضامني" بين 2000 و2005.

تزامناً مع هذه المحطات الثلاث في العلاقة المسيحية بالحريري كان واضحا ان معظم المسيحيين بمرجعية الكنيسة وعلى رأسها البطريرك نصر الله بطرس صفير ركزوا تذمرهم واعتراضهم على الرئيس الراحل الياس الهراوي، خاصة بعد التمديد له والذي اعلنه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد بنفسه، اذ اعتبروا سياق رئاسته استفزازياً، واذا كانت العلاقة بينهم وبين الرئيس السابق اميل لحود قد "تفجرت" مباشرة بعد الانتخابات النيابية صيف العام 2000، فان علاقتهم بلحود بين 1998 و2000، اي مرحلة الكيدية ضد رفيق الحريري، لم تكن علاقة سليمة سيما انهم اكتشفوا مبكراً ملامح نظام أمني لبناني ـ سوري مشترك واجهته اميل لحود.

لا تحتمل هذه المقالة اطالة. بيد ان ثمة اضاءة لا بد منها ففي وعي المسيحيين حتى في محطة الالتباسات والاشكاليات، ان رفيق الحريري ليس مشروعا لما سمي "اسلمة لبنان" ـ المقولة التي سوقها اعداؤه واخترقت لفترة بعض العقول ـ وانه زعيم مسلم لبناني وأنه صاحب مشروع حداثي للبنان لا بد مصطدم بالوصاية السورية ونظامها الأمني ولا مستقبل له بدون التحرر من الوصاية.

وحقيقة الأمر ان المسيحيين المتفيئين بعباءة بكركي كانوا على الأرجح يرغبون في رؤية رفيق الحريري صداميا اكثر، في حين كان الرئيس الحريري يريدهم ان يحسبوا موازين القوى اكثر وعدم استباق التاريخ اذا جاز التعبير.

ان المقدمات الآنفة تهدف الى القول ان وعي اهمية الشراكة الاسلامية ـ المسيحية كان متبادلا بين "الجانبين"، وان الشعور بـ"حاجة" كل منهما الى الآخر كان قائما.. وان "حنو" أحدهما على الثاني لم يكن خافياً.

على ان العلاقة بين الحريري والمسيحيين تطورت منذ العام 2000 وبعده وكان "مسيحيو بكركي" مهدوا في العام 1999 في عقد مؤتمر اطلق وثيقة "معنى لبنان" التي تضمنت التشديد على الشراكة وقد سميت الوثيقة بـ"قرنة شهوان الأولى"، على اعتبار ان المطران يوسف بشارة ـ ومقر ابرشيته في قرنة شهوان كان منذ البداية مكلفا من البطريرك صفير بمواكبة "الحراك المسيحي" الذي انتظم لاحقا في "لقاء قرنة شهوان" بعد النداء الأول لمجلس المطارنة الموارنة في 20 ايلول 2000 والذي دعا الى انسحاب الجيش السوري في لبنان.

تحلق "لقاء قرنة شهوان" حول البطريرك ونداء المطارنة وأعلن عن نفسه "رسميا" في نيسان 2001 وأصدر وثيقته التاسيسية الحافلة بقضايا الشراكة والاستقلال.

واذ اعتبر المسيحيون المتحلقون حول الكنيسة ورأسها ان مرحلة تاريخية جديدة بدأت باخراج الاحتلال الاسرائيلي وينبغي ان تستكمل ب"الاستقلال عن سوريا"، فانهم التزموا بمبدأ صاغه البطرك صفير ان الكلام في موضوع الاستقلال يجب ان يبت مع المسلمين وليس مع النظام السوري، اي ان مسالة الاستقلال تقررها الشراكة المسيحية ـ الاسلامية. وهذا المبدأ ترجمه عدد كبير من "مسيحيي بكركي" بمقولة غدت شهيرة ومعروفة مع الوقت: ان استقلال لبنان عن سوريا بحاجة الى المسلمين وقياداتهم..الى قيادة مسلمة كم كان الاستقلال عن فرنسا بحاجة الى قيادة مسيحية.

والحق يقال ان ذلك كان اقتناع رفيق الحريري "الضمني" قبل ان يغدو معلنا من قبله في مجالسه السياسية والحق يقال ايضا انه اذا كان الزعيم وليد جنبلاط بادئاً في الانفتاح من الضفة الاسلامية، فانالشهيد رفيق الحريري اعطى منذ العام 2001 اشارات الى طور جديد من علاقته بالمسيحيين.

بعد 7 آب 2011 الذي افتعله النظام الأمني لمنع اي تقارب او انفتاح اسلامي ـ مسيحي رفض رفيق الحريري هذا الأمر وأوفد نوابا من كتلته الى "لقاء الكارلتون" الذي التأم لشجب القمع وفي 2002 وقف بجانب "مسيحيي بكركي" في انتخابات المتن الفرعية التي فاز فيها مرشحهم غبريال المر، ثم بعد ذلك بين نهاية 2003 وبداية 2004 عندما أعلن رداً على "تسريبات دمشقية" بالقول ان "رئيس وزراء لبنان لا يتلقى تعليماته من أحد خارج لبنان" مؤشراً بذلك الى "طفح الكيل". ثم كانت مشاركته المتدرجة صعوداً عبر ممثلين عنه في لقاءات المعارضة في "البريستول" وقد انخرط في تمثيله النواب غطاس خوري والشهيد باسل فليحان وأحمد فتفت.

.. حتى كان اتفاقه مع المعارضة المسيحية اي مع "مسيحيي الكنيسة" على خوض انتخابات 2005 موحدين لتأمين اكثرية نيابية تغير توازن قوى البحث في المسألة اللبنانية، وهي أكثرية كانت متوقعة من "الخصوم" انفسهم.

.. الى ان كان استشهاده المدوي الذي ولد الاستقلال الثاني، فتحققت نبوءة المسيحيين بأن الاستقلال عن سوريا ينبغي له قيادة مسلمة.. لكن مع الأسف بدماء هذه القيادة.

ان كل السطور السابقة لا تكتب تاريخ علاقة الحريري بالمسيحيين بطبيعة الحال، لكنها شهادة لهذه العلاقة ومضامينها الاستقلالية والديموقراطية والمستقبلية الحداثوية.

هي شهادة تقول لمن حاولوا الغاء رفيق الحريري بين 1998 و2000 انهم فشلوا فنهض لبنان بالشراكة الاسلامية ـ المسيحية، وخسروا رهان التفرقة بين رفيق الحريري والمسيحيين فانتصرت الشراكة وتحقق الاستقلال.

هي شهادة تقول لمن يحاولون اليوم تجديد الغاء "الحريرية السياسية" باستهداف الرئيس سعد الحريري وتمثيله وجمهوره. ان هذه بضاعة بالية. الغاء؟ في زمن التغيير والتحولات الديموقراطية؟ الغاء في زمن انهيار القديم وبضاعته؟ الغاء في زمن يقول سعد الحريري ان الموت يفرق عن حلفائه المسيحيين ويقول المسيحيون ان تحالفهم مع سعد الحريري خيار راسخ؟ الغاء في عصر العدالة؟ الغاء في عصر القطع مع الماضي نحو المستقبل؟!؟؟

قدر الحريرية السياسية ان تكتب تاريخاً جديداً آخر للبنان.. من ضمن العيش المشترك وميثاق الشراكة.

لقد انتهت تلك اللعبة البائسة. لقد اصبح رجال هذه اللعبة مرضى وقريباً في الكوما. والمستقبل لرجال الرؤية والمستقبل والجديد.

 

نداء إلى القادة من الطائفة العلوية في جيشنا

 

الوطني السوري لعزل الرئيس بشار الأسد ومنع التدويل والحرب الأهلية

 

 

 

يا حماة الديار ـ يا أبناء وأحفاد رجال الاستقلال والجلاء من الطائفة العلوية:

 

ما كنت أفكر في أي يوم من الأيام أنني سأناديكم بما أرفضه وكنتم ترفضونه، ففي كل بيانات الكتلة الوطنية ناديتكم بحماة الديار، وخاطبتكم في ذكرى هزيمة الخامس من حزيران بما أحب أن أخاطبكم به، فقلت: إن الدولة العربية الإسلامية التي أسسها الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان القرشي العدناني في دمشق في سنة 41 للهجرة، ما كان لها أن تستمر في تبليغ الرسالة لولا أن معاوية كان قد أقام تحالفا مع أجدادكم من قبائل الأزد القحطانية (الكلبية وغسان وتنوخ)، فجاءت الدولة الأموية وكأنها ولدت من رحم الدولة التي بناها الرسول الأعظم في مدينته المنورة بعد أن آخى بين المهاجرين من قريش العدنانية وبين الأنصار من الأزد القحطانية.

 

 

 

يا حماة الديار ـ يا أبناء وأحفاد رجال الاستقلال والجلاء من الطائفة العلوية:

 

أبناء شعبكم يُقتلون برصاصكم، وبأمر من الفريق بشار الأسد!.. يا لها من معادلة لا يمكن فهمها؛ مهما كان تبرير الفريق بشار الأسد في خطاباته، وتأكيده على وجود مجموعات مسلحة إرهابية، وأن العالم كله متآمر عليه؛ ولكن لا شاهد على كلامه إلا ما زوَّره ويزوره مثقفو وشيوخ السلطان من الضالين المضللين منذ انقلاب 8 آذار عام 1963.

 

لقد اتهمني رجال  النظام، بـ "وهن نفسية الأمة وإضعاف الشعور القومي والقيام بأعمال بقصد إثارة العصيان المسلح ضد السلطات القائمة "، فكان اعتقالي خمس مرات، عرفت فيها كل أقبية النظام وسجونه بين العام 2002 والعام 2008، كما عرفها كل أحرار سورية، والسؤال هو: هل استطاعت محكمة أمن الدولة والقضاء العسكري أن يثبتوا أيَّ ادعاء من ادعاءات النظام ضدي أو ضد مئات الآلاف من أحرار سورية في معتقلاتهم اليوم؟.. طبعا لم يثبتوا إلا حسن النية والطوية. إذن: ادعاءات النظام باطلة، وتهمه كاذبة، فلا مسلحين ولا إرهابيين في سورية إلا شبيحة النظام.

 

 

 

يا حماة الديار ـ يا أبناء وأحفاد رجال الاستقلال والجلاء من الطائفة العلوية:

 

إن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته بعد أن قتل الآلاف من شباب ثورة الحرية والكرامة، واعتقل عشرات الآلاف من أحرار الشعب السوري، وهجـَّر مئات الآلاف داخل الوطن وخارجه. فمنذ خمسة أشهر، والدبابات والحوامات تحاصر المدن والأحياء والقرى، وتقطع الماء والكهرباء والتموين عنها، وتمنع إسعافات الجرحى، وتحول الوطن على امتداده إلى ساحة حرب ضد شعبنا الأعزل، وتهدم البيوت والجوامع وتقتل كل من يشهد أن لا إله إلا الله، أو ينادي: سلمية سـلمية.

 

لقد فعلها الحرس القومي لثورة البعث عام 1966، بعد أن وضع لهم المنظر الماركسي ياسين الحافظ المنطلقات النظرية لحزبهم، وكان يومها اللواء حافظ الأسد وزبر دفاعهم، فأمر قوات

 

الحرس الثوري باقتحام الجامع الأموي وقتل المصلين، والشاهد هنا هو شاعر العربية الأكبر بدوي الجبل، فلنقرأ وصفه لاقتحامهم الجامع الأموي:

 

*هتــــكـوا

 

حـــرمـة َالمساجــدِ لا جنكيــــزُ باراهُـــمُ ولا تيمــورُ*

 

*قحمُــــوهَا عـلى المصلــــينَ بالنـــار فشـلوٌ يعــلو وشـلوُ يغـورُ*

 

*فقئــتْ أعـينُ المصلين تعــذيـــبًا وديســتْ منــاكـبٌ وصــدورُ*

 

*ثم سـيقـوا إلى السجـون ولا تســــألْ فســجانها عـنيـــفٌ مـريرُ*

 

*يشبعُ السوط َمن لحوم الضحايا وتـأبـَّى دمــوعُــهم والزفيــرُ*

 

*هتفــوا باسم أحمــدٍ فعـلى الأصــواتِ عـطـرٌ وفي الأسارير نورُ*

 

*هتفــوا باسم أحمـدٍ فالسـياط ُ الحمرُ نعــــمى وجــــنة وحـــريرُ*

 

*طـرف أتباع أحمدٍ في السماواتِ وطـرفُ الطــاغي كلـيل حسيرُ*

 

وعن الجامع الأموي يقول البدوي:

 

*جــامعٌ شـادَهُ عـلى الـنور فحـلٌ أمــــويٌّ معـــــرِّقٌ منصـــورُ*

 

*لم تـرعْ فيـه قبـل حكم الطـواغيــتِ طيـورٌ ولا استبيحتْ وُكـورُ*

 

وعندما ناديتُ حماه في قصيدتي ربيع البعث في الشام، والتي كانت الوثيقة الثامنة من وثائق القضية التي جمعها الأمن السياسي وقدمها أدلة لمحكمة أمن الدولة، رغم أنني بعد وصف جرائمهم أنهيت القصيدة باستحضار الأسير "جبل الشيخ" من سجنه ليعزيَ أهلنا في حماة بمأساتهم في ثمانينيات القرن العشرين ويطلب منها أن تسامحهم، فوطننا من علم العالم التسامح:

 

*شـيخُ الجــبال يقــولـها مـنْ سـجنِهِ جَـلَّ المُصابُ فسامِحيهمْ يا حَمَا*

 

*شُدِّي دمشقُ على الجراحِ وشـددي بالعـقـــل نبـني لا بإهراق الـدِّما*

 

*يا مـوطـني إني عـرفـتـُـكَ مـؤمــنًا مُتــسـامحًا فالكـونُ منــكَ تـعَـلمَا*

 

وأما اليوم، فلا كلام عندي أقوله لشعبنا في مأساته المستمرة منذ نصف قرن، يعاني فيها ظلم وفساد واستبداد نظام رجعي طائفي من أنظمة القرون الوسطى، إلا الصبر والثبات في سلمية الثورة حتى بلوغ النصر المؤزر بإذن الله، وترحيل النظام والرئيس.

 

 

 

يا حماة الديار ـ يا أبناء وأحفاد رجال الاستقلال والجلاء من الطائفة العلوية:

 

إن العالم كله يعلم أن طائفة واحدة هي طائفة الرئيس بشار الأسد انفردت بحكم الوطن منذ أن استطاع والده حافظ الأسد، خلال الحرب الباردة، أن يجعل سورية تدور في فلك الاتحاد السوفييتي السابق بعيدا عن أهداف حزب البعث العربي الاشتراكي الذي أوصل ضباطه وزير دفاع دولة البعث اللواء حافظ الأسد إلى رأس السلطة في سورية عام 1970. فاغتنم الرئيس الأسد لحظة التغيير في الإستراتيجية الدولية منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وعودة  الخميني من باريس عام 1979، والغزو السوفييتي لأفغانستان، والحرب العراقية الإيرانية، اغتنمها كلها ليعقد معاهدة دفاع مشترك مع الاتحاد السوفييتي لمدة عشرين عاما، ويدور في فلك النظام الإيراني الإسلامي المذهبي المسرف بمباركة السوفييت، والدليل هو خطاب خالد بكداش زعيم الحزب الشيوعي السوري في المؤتمر القطري الثامن لحزب البعث، فمن سمعه يستحضر الآيات القرآنية الكريمة في الدفاع عن نظام آيات الله الإيراني، لظن أن خالد بكداش أصبح آية منهم؛ لآن مصلحة السوفييت، وليس مصالح الوطن والأمة، كانت تقتضي ذلك.

 

يا حماة الديار ـ يا أبناء وأحفاد رجال الاستقلال والجلاء من الطائفة العلوية

إنكم وحدكم تتحملون المسؤولية عما جرى ويجري اليوم في الوطن السوري، فأنا وأبناء جيلي شهداء عليكم؛ ونتيجة لقبولكم استبداد حافظ الأسد وانفراده بالسلطة وتحويله نظامنا الجمهوري إلى نظام وراثي، فقد أصبح الوطن اليوم: قاب قوسين أو أدنى من التدويل والحرب الأهلية. واعلموا أنكم لستم على شيء إلا بالإجماع الوطني، وأنكم لستم أحرص على وطننا السوري ضد التدخل الأجنبي من المعارضة الوطنية بكل فصائلها وفي مقدمتها أصدقائي في حزب الإخوان المسلمون؛

وأنكم وحدكم تتحملون عواقب القادم الوخيم، إذا لا سمح الله، تدولت الأزمة الوطنية السورية؛ ولهذا رأيت أن أضع مبادرة الكتلة الوطنية أمامكم، قبل فوات الأوان، للعمل على تحقيق الأهداف التالية:

آ ـ عليكم، يا قادة الجيش من العلويين، أن تعلنوا انضمامكم لشباب ثورة الحرية والكرامة، كما انضم أشقاؤكم من قادة جيش مصر العظيم إلى ثورة أبنائهم، وأن تأمروا جميع القوات المسلحة بالانسحاب من المدن والقرى والشوارع إلى ثكناتها.

ب ـ ولأن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته، فلا مجال أمامكم إلا عزله، وانتخاب قائد عسكري علوي من بينكم كي تـُدخلوا الطمأنينة على قلوب الذين أرعبتهم شبيحة النظام من كل الأقليات الطائفية،على أن تكون مهمة القائد العسكري الجديد إدارة الدولة في فترة انتقالية لا تتجاوز السنة،. وعندها يمكن التفاوض مباشرة على مبادرة الوزير السابق محمد سلمان، بعد إضافة بنود مبادرة الكتلة الوطنية للتعيير والإصلاح، وهي التالية:

1 ـ إلغاء النظام الجمهوري الوراثي للحزب القائد للمجتمع والدولة الذي ابتدعه حافظ الأسد، وإعادة نظامنا الجمهوري الديمقراطي التعددي الحر في الفكر والسياسة والدين وفي احترام

حقوق الإنسان والأقليات؛ وإعلان الانتماء الوطني، أي المواطنة، التي تعلو فوق أي انتماء آخر في مجتمع الدولة الوطنية السورية.

2 ـ إعادة دستورنا الوطني لعام 1950 والعمل به، ريثما تتم الدعوة لانتخاب مجلس تأسيسي ووضع الدستور الجديد.

3ـ إلغاء كل ما ترتب على دستور عام 1973.. والقيام بالمصالحة الوطنية مع كافة أطياف المعارضة السورية دون استثناء أحد منها.. وفي مقدمتها حزب الإخوان المسلمون.

4 ـ تشكيل مجلس وطني انتقالي وحكومة وحدة وطنية.

5ـ إحداث هيئة قضائية عليا من خبراء في القانون الوطني والدولي لمحاسبة كل من أساء استخدام السلطة، وكل من اغتنى على حساب دماء شهداء الوطن وعرق جبين أبنائه منذ صدور قوانين التأميم في عهد الوحدة حتى يومنا هذا.

6ـ السماح لكل الأحزاب السياسية الوطنية والقومية والإسلامية والأممية التي كانت تعمل على الساحة السياسية السورية عام 1954، وهي: الحزب الوطني، وحزب الشعب، والسوري القومي الاجتماعي، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وحزب الإخوان المسلمون، والحزب الشيوعي السوري، وكل من يريد أن يؤسس حزبا سياسيا جديدا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.

7ـ الابتعاد عن النظام الإيراني الإسلامي المذهبي المسرف، وعن كل نظام في الإقليم إلا إذا كان ذلك يصب في مصلحة الإستراتيجية العربية العليا.

8ـ العودة إلى الصف العربي، والعمل مع مصر العربية والعربية السعودية على تفعيل ميثاق الجامعة وتفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين دولها الموقع عليها في 13 نيسان/ إبريل 1950 والعمل على تحرير الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية بحدود ما قبل 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف، والعمل مع دول الجامعة العربية على وضع الأسس السياسية والاقتصادية والعسكرية لإقامة دولة الاتحاد العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. والخلود لشهداء الوطن والأمة

ممثل الكتلة الوطنية

د. محمود حسين صارم

الأرجنتين ـ بوينوس آيرس الخميس في 12 آب/أغسطس 2011