المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 14 آب/11

متى الفصل 23/1-12/يسوع يحذر من معلمي الشريعة والفريسيـين

وخاطب يسوع الجموع وتلاميذه، قال: معلمو الشريعة والفريسيون على كرسي موسى جالسون، فافعلوا كل ما يقولونه لكم واعملوا به. ولكن لا تعملوا مثل أعمالهم، لأنهم يقولون ولا يفعلون: يحزمون أحمالا ثقيلة شاقة الحمل ويلقونها على أكتاف الناس، ولكنهم لا يحركون إصبعا تعينهم على حملها. وهم لا يعملون عملا إلا لـيشاهدهم الناس: يجعلون عصائبهم عريضة على جباههم وسواعدهم، ويطولون أطراف ثـيابهم، ويحبون مقاعد الشرف في الولائم ومكان الصدارة في المجامـع والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس: يـا معلم. أما أنتم فلا تسمحوا بأن يدعوكم أحد: يا معلم، لأنـكم كلكم إخوة ولكم معلم واحد. ولا تدعوا أحدا على الأرض يا أبانا، لأن لكم أبا واحدا هو الآب السماوي. ولا تسمحوا بأن يدعوكم أحد: يا سيد، لأن لكم سيدا واحدا هو المسيح. وليكن أكبركم خادما لكم. فمن يرفع نفسه ينخفض، ومن يخفض نفسه يرتفـع.

 

عناوين النشرة

*العثور على 4 قنابل يدوية عند نهر بيروت - جسر الواطي غير معدة للتفجير 

*قوى الأمن أكدت فرار 5 مساجين: القاء القبض على سادس أثناء محاولته الفرار معهم

*تعميم صور الفارين من سجن رومية ومدحت أحمد سوداني وليس موريتاني الجنسية

*منع المحاكمة عن العلامة الحسيني والنـيابة العســكرية تميـز القرار

*بان: لبنان واسرائيل اتفقا على مناقشة الأمن البحري عبر الآليــة الثلاثيـة

*وزير الداخلية يوضح خلفية تصريحاته في انفجار انطلياس: مبنية على استنتاجات امنية اولية بانتظار نتائج التحقيق

*نصرالله عرض المستجدات مع العريضي

*مطر زار قبلان معزيا

*مشهدا لبنان وسوريا/علي حماده/النهار

*العثور على 4 قنابل يدوية عند نهر بيروت - جسر الواطي غير معدة للتفجير 

*مروان حمادة: قدرات المحكمة الدولية تفوق كل ما يتصوّره من أجرم 

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: النظام السوري يستقوي بتماسك الجيش والاقتصاد نقطة ضعف 

*الراعي الى باريس في 3 أيلول.. لقاءات مع كبار المسؤولين ووسام الوشاح الأكبر من ساركوزي/البطريرك يفند وجهة نظره من إرساء ميثاق وطني جديد 

*سعيد: المحكمة دمّرت الهندسة التضليلية لـ"حزب الله"    

*أوغاسبيان: هناك أدلة بانفجار أنطلياس وعلى الحكومة أن تكون مسؤولة وتخبر الشعب بما كان يحضّر 

*قتيلا أنطلياس ينتميان لـ"حزب الله" منذ أكثر من عشرين سنة.. وما علاقتهما بموظف المصرف؟ 

*جبران باسيل.. "دونكيشوت" الوهم "الصادق"/المستقبل /يقظان التقي

*رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض: لا يمكن لأحد تخويف المسيحيين 

*تطوّرات لبنانيّة أساسيّة/نصير الأسعد/لبنان الآن

*عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعادة: لبنان تحت حكم "عصابة" تتلطى وراء إسم "المقاومة

*د. نبيل حاوي:  لـ"NOW Lebanon": كان لدينا انطباع بأنّ استهداف جورج يصب بسياق استهداف الحريري

*فاقد الشيء لا يعطيه/موقع تيار المستقبل

*لا تؤذوا مريم العذراء/المحامي بدوي أبو ديب/النهار

*المُضمر والمُعلن والجدلية فالاشكالية في حكومة الرئيس ميقاتي/نديم القنطار/النهار

*فرعون سوريا!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*للنظام السوري: الدولة «من أجل الإنسان».. لا العكس/زين العابدين الركابي/الشرق الأوسط

*من يبدأ الحرب هذا الخريف: إسرائيل أم سوريا/سليم نصار/النهار

*عون فوجئ بعدم التضامن معه في مشروع الكهرباء فهل يتكرّر ذلك عند البحث في التعيينات/اميل خوري/النهار     

*الاقتراح العوني لم يقنع الحلفاء عبر مبدأ التضامن/معركة تحقيق مكاسب لن تصدّع الحكومة/روزانا بومنصف/النهار

*عرضت تقديم معلومات موثقة عن القمع الدامي إسرائيل مستعدة لسلام مع النظام السوري الجديد/حميد غريافي/السياسة

*سقوط نظام دمشق سيؤدي حكماً إلى إطاحة حكومة ميقاتي - "حزب الله"/توقعات بلجوء عشرات آلاف البعثيين من سورية إلى لبنان/حميد غريافي/السياسة

*مجلس الكنائس العالمي يدعو إلى وقف القوة العشوائية ضد السوريين

*100 سعودي في سجون المخابرات السورية من دون تهم

*وفد المحكمة الدولية التقى عائلة حاوي  

*مصطفى بدر الدين متورط في جميع الجرائم المرتبطة باغتيال الحريري

*طنطاوي تفقد الجنود في ميدان التحرير  

*حمامات الدم السوري وأحلام السيد المهري/داود البصري/السياسة

*صلاح حنين: دعا المتهمين الاربعة الى اثبات براءتهم من خلال المحكمة الدولية/الامور متجهة الى محاكمة غيابية وعلى المحكمة توخّي الحذر في طريقة اعلان القرار الإتهامي  

*"14 آذار" تستغرب تعاطي الحكومة مع الجرائم المتنقلة: نطالبها بوقف تغطية الجهات التي تقف وراء المجرمين   

*مقابلة من جريدة الجمهورية مع سمير فرنجيّة

*من جريدة الجمهورية: مقابلة مع النائب سامي الجميل

*المحضر السرّي الكامل للّقاء الأخير بين رفيق الحريري وليد المعلم/الجمهورية

الجباوي رد على أحمد الحريري: لسنا بحاجة لتذكيره بمن مول الإرهاب لضرب الدولة ومؤسساتها/وكيف تجلى الدور الحريري في دعم فتح الإسلام لاستهداف الجيش والفلسطينيين

 

تفاصيل النشرة

 

العثور على 4 قنابل يدوية عند نهر بيروت - جسر الواطي غير معدة للتفجير 

افاد المندوب الامني للوكالة الوطنية للاعلام الياس شاهين عن العثور على 4 قنابل يدوية غير معدة للتفجير، مرمية على حافة مجرى نهر بيروت - جسر الواطي، وعلى الفور هرعت الى المكان عناصر من مخفر وفصيلة سن الفيل وعزلت المنطقة. كما حضر خبراء من قوى الامن الداخلي وكشفوا عليها، حيث تبين أنها غير معدة للتفجير بحسب خبير عسكري.(الوطنية للإعلام)

 

قوى الأمن أكدت فرار 5 مساجين: القاء القبض على سادس أثناء محاولته الفرار معهم

 وطنية - 13/8/2011 صدر عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي- شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي: "ما بين الساعة 11,00 والساعة 12,00 من صباح اليوم 13/8/2011 وفي السجن المركزي في روميه مبنى "د"، قام خمسة سجناء بنشر الفاصل الحديد المطل على الباحة الخارجية، ونزلوا بواسطة شرشف واندسوا بين المواطنين الذين كانوا يزورون ابناءهم، وتمكنوا من الفرار وهم:

- مدحت حسن خليل احمد (مواليد عام 1963) موريتاني.

- عبد الله سعد الدين الشكري (مواليد عام 1984) سوري.

- عبد العزيز احمد المصري (مواليد عام 1985) سوري.

- محمد عبدالله الناصر عبد الدوسري (مواليد عام 1973) كويتي.

- عبد الناصر سعيد سنجر (مواليد عام 1971) لبناني.

كما تم توقيف سجين آخر اثناء محاولته الفرار معهم وهو: وليد عصام لبابيدي (مواليد عام 1980) لبناني.

وتقوم قوى الامن الداخلي بالتنسيق مع قوى الجيش بملاحقتهم وتعقبهم حتى توقيفهم وإعادتهم الى السجن.

والتحقيق جار بإشراف القضاء المختص لاتخاذ الاجراءات المناسبة بحق المقصرين".

 

تعميم صور الفارين من سجن رومية ومدحت أحمد سوداني وليس موريتاني الجنسية

 وطنية - 13/8/2011 صدر عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي- شعبة العلاقات العامة، البلاغ التالي: "عطفا على بلاغها السابق، تعمم المديرية العامة لقوى الامن الداخلي خمس صور عائدة للسجناء الفارين من سجن رومية، ويرجى من المواطنين الكرام عند مشاهدة اي منهم الاتصال برقم الطوارىء 112 أو بأقرب مركز عسكري فورا، علما أن اسم المواطن المتصل يبقى طي الكتمان وفقا للقانون. تجدر الملاحظة أن الفار مدحت حسن خليل أحمد هو سوداني وليس موريتاني الجنسية".

 

بان: لبنان واسرائيل اتفقا على مناقشة الأمن البحري عبر الآليــة الثلاثيـة

المركزية- أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في تقرير الى مجلس الأمن أمس، الى أن لبنان وإسرائيل اتفقا على "مناقشة قضايا الأمن البحري من خلال الآلية الثلاثية مع احتمال الاستعانة بخبراء محليين". ولفت الى موافقة لبنان وإسرائيل على المبادرة الأخيرة لقوة الأمم المتحدة الموقتة العاملة في لبنان "اليونيفيل" في وضع علامات على النقاط الخلافية على الخط الأزرق "بعد فترة طويلة من الجمود في عملية ترسيم الخط الأزرق". واكد ان "اليونيفيل" أنهت اقتراحها حول الترتيبات الأمنية لانسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال قرية الغجر "بعد مشاورات مكثفة مع إسرائيل ولبنان". وأكد الأمين العام أن "اليونيفل" لا تزال تعمل بمساعدة القوات المسلحة اللبنانية على "إنشاء منطقة خالية من العناصر المسلحة أو العتاد غير المرخص لها بين الخط الأزرق ونهر الليطاني". وأوضح أن "اليونيفل" قدمت اقتراح خطتها الى إسرائيل ولبنان في 25 حزيران الفائت "ليتم اعتماده رسمياً". وشدد على أهمية التعاون بين القوات المسلحة اللبنانية و"اليونيفل" مشيراً الى إعلان "رئيس الوزراء نجيب ميقاتي والقوات المسلحة اللبنانية التزام لبنان تنفيذ القرار 1701 والتعاون المستمر مع اليونيفيل".

واشار الى إن الموقف العام للسكان المحليين تجاه "اليونيفل" لا يزال إيجابياً لدى مواصلتها القيام بأعمالها "بما فيها الدوريات التي وصل عددها الى 10.000 دورية شهرياً". لكنه أشار في الوقت نفسه الى وقوع "حوادث من السلوك غير الودي" وتقييد حرية حركة دوريات يونيفيل وموظفيها في أواخر حزيران الفائت. وأوضح أن بعض الحوادث شمل رشق مدنيين محليين الحجارة واستيلاءهم على ممتلكات الأمم المتحدة "مثل الكاميرات ونظم المعلومات الجغرافية ومعدات الاتصال والخرائط"، مشيراً الى أن قائد "اليونيفل" أوعز بتطبيق قواعد الاشتباك بقوة في الدفاع عن أفراد القوة الدولية وممتلكاتهم. وشدد بان على حرية حركة "اليونيفيل" وأمن أفرادها وسلامتهم، مشيراً الى قرار مجلس الأمن 1773 القاضي بتعاون "جميع الأطراف الكامل مع الأمم المتحدة وقوتها في لبنان والوفاء بالتزاماتهم باحترام سلامة أفراد القوة وتفادي أي عمل يعرض أمن أفرادها للخطر أو يعرقل حرية تحركاتهم".

وأوصى بان مجلس الأمن بتمديد ولاية "اليونيفل" المقررة أن تنتهي آخر آب الحالي، عاماً إضافيا".

 

منع المحاكمة عن العلامة الحسيني والنـيابة العســكرية تميـز القرار

المركزية- أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابو غيدا قراره الظني في ملف العلامة السيد محمد علي الحسيني فمنع عنه المحاكمة وقرر تركه حراً لعدم كفاية الدليل. وكان العلامة الحسيني أوقف في 24 أيار 2011 بجرم التعامل مع العدو والاتصال به والتعامل مع دول أجنبية تتعامل مع المخابرات الإسرائيلية سنداً للمادة 278 عقوبات و72 أسلحة وعقوبتها تتراوح بين 3 الى 10 سنوات أشغالاً شاقة. وكانت الأجهزة الأمنية داهمت منزل العلامة الحسيني في مجمع الرز عند مفترق العباسية وعثرت في داخله على أجهزة كومبيوتر وأسلحة فردية. يذكر ان القرار صدر مخالفاً لمطالعة النيابة العامة العسكرية التي ميزته وفي انتظار البت في القرار يبقى العلامة الحسيني موقوفاً.

يشار الى ان الحسيني أسس منذ فترة المجلس الإسلامي العربي ويرأس جمعية ذو القربى وسبق ان نشر أكثر من سبعين كتاباً متخصصاً في المواضيع الإسلامية والسياسية والسيرة.

 

وزير الداخلية يوضح خلفية تصريحاته في انفجار انطلياس: مبنية على استنتاجات امنية اولية بانتظار نتائج التحقيق

 وطنية- 13/8/2011 اوضح المكتب الاعلامي لوزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، ردا على ما اوردته بعض وسائل الاعلام من انتقادادت وملاحظات على تصريحاته المتعلقة بانفجار انطلياس، ان "ما ذكره استند الى معلومات اولية وبنى هذه الاستنتاجات الامنية الاولية وفق المعطيات والوقائع والافادات التي توافرت اثناء الكشف على ملابسات هذه الحادثة لحظة وقوعها، علما ان الوزير شربل اشار الى ان القرار النهائي في تحديد حقيقة هذا الانفجار يعود الى القضاء المختص ووضع مجلس الوزراء في هذه الاجواء".

وشدد المكتب الاعلامي في بيانه على ان "وزير الداخلية عندما تحدث عن خلافات شخصية وراء اسباب انفجار انطلياس استند الى ان الضحيتين حضرا بسيارة اوراقها شرعية التقطتها كاميرات المراقبة وكانا يحملان هويتين صحيحتين وبطاقة ائتمان مصرفي باسم احدهما، اضافة الى ان احد اصدقاء الضحيتين وهو تاجر سيارات ادلى بافادة اكد فيها وجود خلافات شخصية ومادية. كما يستنتج من التشويه الذي اصاب الضحيتين انهما كانا في وضع متقارب جدا لبعضهما البعض، غير ان الشظايا الناتجة عن كرات حديدية والتي وجدت على الارض يرجح ان تكون القنبلة محضرة بشكل عبوة على ان يترك القرار النهائي للخبير العسكري الذي سيعطي تقريره باسرع وقت ممكن. اما التساؤلات عن اسباب حضورهما الى منطقة انطلياس فمرده الى انهما مرا باحد المصارف في الحازمية للسؤال عن احد الموظفين ، فابلغا انه نقل الى فرع انطلياس، لهذا السبب حضرا الى انطلياس، وحصل الانفجار بعد نزولهما من السيارة وقبل دخولهما الى المصرف". ولفت المكتب الاعلامي الى ان "الوزير شربل جدد اكثر من مرة الاشارة الى ان ما ادلى به هو استنتاج من المعطيات الاولية بانتظار جلاء التحقيق الذي يقوم به القضاء لوضع تفاصيله امام الراي العام".

 

رئيس الجمهورية التقى في بيت الدين وفودا وشخصيات: من اولويات تحسين ادائنا الديموقراطي انطلاق ورشة الاصلاحات

على صعيد الادارات واعداد قانوني الانتخابات واللامركزية

 وطنية - 13/8/2011 رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "ان من اولويات تحسين ادائنا الديموقراطي انطلاق ورشة الاصلاحات التي بدأتها الحكومة على صعيد الادارات وعلى صعيد اعداد مشاريع القوانين التي يأتي في طليعتها قانون انتخابات عصري يحفظ الميثاقية، ويؤمن تمثيلا عادلا لاوسع الشرائح، وقانون اللامركزية الادارية الذي يخفف الاعباء عن المواطنين ويعزز الانماء المتوازن ودور البلديات والسلطات المحلية في المناطق بحيث يطاول الانماء كل شرايين الوطن".

كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله في المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين اليوم، وفدا ضم مجالس بلديات دير القمر، بيت الدين ومعاصر بيت الدين حيث القى رؤساء هذه البلديات كلمات رحبت بوجود رئيس الجمهورية في المنطقة وحضوره قداس عيد سيدة التلة الذي رأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لافتين الى رمزية وجود الرئيس في بيت الدين الوطنية ودور الرئاسة الجامع على هذا الصعيد.

وزار قصر بيت الدين وفد رابطة مخاتير منطقة عاليه الذي نقل الى الرئيس سليمان ترحيب ابناء المنطقة بوجوده التقليدي السنوي في بيت الدين، وما لذلك من انعكاس على تعزيز روح العيش المشترك وتوطيد علاقة الاخوة بين ابناء الوطن الواحد.

وشكر رئيس الجمهورية للوفود عاطفتها، معتبرا "ان لا خلاص حقيقيا للبنان الا بالتفات ابنائه تجاه بعضهم والشريك تجاه الاخر والرهان على الوحدة الداخلية قبل اي امر آخر، لانها هي صمام الامان لمستقبل اجيالنا الاتية".

واستقبل الرئيس سليمان الرئيس العام للرهبانية الباسيليةالمخلصية الارشمندريت جان فرج الذي شكر له حضور احتفال المئوية الثالثة لانشاء دير المخلص.

واطلع رئيس الجمهورية من المدير العام لتعاونية موظفي الدولة انور ضو على عمل التعاونية واحتياجاتها.

وزار بعبدا وفد من مجلس ادارة مجموعة الفطيم الاستثمارية اطلع الرئيس سليمان على سلسلة من الاستثمارات تقوم بها في لبنان.

واستقبل رئيس الجمهورية المؤلفة الموسيقية والملحنة بشرى الترك التي وضعته في نشاطاتها الفنية مع ارقى الفرق البريطانية والاكاديمية الموسيقية في تشيلسي في بريطانيا لتعليم الموسيقى.

 

نصرالله عرض المستجدات مع العريضي

وطنية- 13/8/2011 استقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، حيث جرى عرض آخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة والوضع الحكومي والعلاقة الثنائية المتطورة بين الطرفين.

 

مطر زار قبلان معزيا

 وطنية - 13/8/2011 زار رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في منزله بعد ظهر اليوم، معزيا بوفاة زوجته.

 

مشهدا لبنان وسوريا

علي حماده/النهار

في مطلع السنة، ولأسباب ليس هنا مجال تعداده، قام ثلاثة أطراف محليين بتسليم السلطة الى "حزب الله" والنظام في سوريا عبر "انقلاب" دستوري في الشكل، مسلّح في الجوهر. في البداية كان انتقال وليد جنبلاط من 14 آذار الى منزلة بين منزلتين في مرحلة أولى، ثم اتخاذه خياراً واضحاً وعلنيا، ليس المهم البحث في أسبابه، بالالتزام مع "حزب الله" والنظام في سوريا وتاليا انتقل ثلثا كتلته النيابية الى مشروع تغيير المعادلة السياسية في لبنان نحو محور طهران – دمشق. ثم أتى نقض نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي لتعهداتهما الانتخابية، الأول بتقدمه ليثبت أنه "رجل بشار الأسد" في لبنان بطموحه المَرَضي الى موقع رئاسة الحكومة، والثاني بوضع نفسه في خلفية الصورة كبديل مستعد لنهش "جثة" نجيب ميقاتي السياسية اذا سقط أو قرر "أبواه الشرعيان" في رئاسة الحكومة التخلي عنه. أما ميشال سليمان فبقبوله وضع وزير تابع لـ"حزب الله" في خانته هو عدنان السيد حسين سلّم الحزب المذكور ورقة إسقاط الحكومة مسبقاً. وكانت مناورة ميشال سليمان بتأجيله الاستشارت أسبوعاً، لمّا كانت الأكثرية مع سعد الحريري، وبإبقاء الموعد الثاني بعد ضمان أصوات وليد حنبلاط، مشهداً معبراً لانتقال سليمان بالأفعال الى موقع آخر.

ليس المهم البحث في أسباب الأطراف الثلاثة، بل المهم ملاحظة النتيجة: لقد جرى تسليم القرار السياسي الفعلي في البلاد الى كل من السيد حسن نصرالله وبشار الاسد، وعلى هذا الاساس جرى تشكيل "حكومة المطلوبين" وإن بعد مضي خمسة أشهر. فالقرار بالتعجيل كان سورياً، ومشى فيه الأطراف الثلاثة من دون الالتفات الى أن ثمة حقائق مستجدة على أرض الواقع جعلت الانقلاب في صيغته الأولى يفرغ من مضمونه، فيفقد زخمه، حتى بدا المشهد كأن لبنان دخل بكل تلاوينه في غرفة الانتظار.

حكي الكثير في موضوع الحوار الوطني. فوليد جنبلاط لم يتوقف عن التحدث بطريقة "غاندية" عن محاسن الحوار، ومساوئ انقطاع التواصل بين القوى السياسية الرئيسية في البلاد، وميشال سليمان ما انفك يعلن أنه في صدد الدعوة الى طاولة الحوار ولكن لبحث أكثر من موضوع. وفي الأثناء بقيت المشكلة الأساس المتمثلة بسلاح "حزب الله" الميليشيوي الفئوي، وحتى الفوضوي من دون بحث جدي، وكأن الاستسلام للقوة الميليشيوية صار "فرض عين" على اللبنانيين إن لم يرغبوا في التعرض لغزوة جديدة على غرار غزوات بيروت والجبل. لذلك صار الحديث عن حوار وطني ضرباً من المزاح الثقيل في ظل الانهزامية المخيفة أمام فريق بات فوق ذلك كله طرفاً متهماً بقتل قادة ثورة الأرز وفي مقدمهم رفيق الحريري.

في لبنان مشهد مخجل يعكسه الخائفون من سلاح "حزب الله"، وفي سوريا مشهد رائع يعكسه ثوار سوريون يخرجون كل يوم للاستشهاد في سبيل الحرية والكرامة، ويواجهون الدبابات بالصدور العارية، ومع ذلك لا تتراجع عزيمتهم، ولن تتراجع حتى يسقط قتلة الأطفال. إنهم أمثولة لكل العرب وأولهم اللبنانيون.

 

العثور على 4 قنابل يدوية عند نهر بيروت - جسر الواطي غير معدة للتفجير 

افاد المندوب الامني للوكالة الوطنية للاعلام الياس شاهين عن العثور على 4 قنابل يدوية غير معدة للتفجير، مرمية على حافة مجرى نهر بيروت - جسر الواطي، وعلى الفور هرعت الى المكان عناصر من مخفر وفصيلة سن الفيل وعزلت المنطقة. كما حضر خبراء من قوى الامن الداخلي وكشفوا عليها، حيث تبين أنها غير معدة للتفجير بحسب خبير عسكري.

(الوطنية للإعلام)

 

مروان حمادة: قدرات المحكمة الدولية تفوق كل ما يتصوّره من أجرم 

أوضح النائب مروان حمادة في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة اليوم (السبت) أنّه "أُبلغ بقرب صدور إعلان المحكمة الدولية حول تلازم قضيته وقضية الوزير السابق الياس المر بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري"، لافتاً إلى أنه "خلال أيام سيتم ضم ملفّيهما إلى ملف الحريري وتحويلهما بالتالي إلى لاهاي". وأعرب حمادة عن أسفه لما سمعه من وفد المحكمة الذي التقاه في بيروت، وقال: "من المؤسف أن نكون جميعًا قد استُهدِفنا بعملية تطال الكيان اللبناني وحرية القرار، وبغضّ النظر عن الأشخاص الذين طالتهم العملية، فهي تبقى عملية إجرامية منظمة ومتدرجة لإلغاء الشخصيات اللبنانية الوطنية"، وتابع حمادة متهكّماً: "كل ما أرجوه ألا نخدش قدسية المتهمين، إذ إنّه أصبح ممنوعاً علينا أن نتناولهم في كلامنا خوفاً من أن نخدش قدسية حزب معين ومقاومين محددين"، وتساءل: "نحن نعرف المقاومة ونتمناها على الحدود مع إسرائيل، فماذا تفعل في شوارع بيروت والرابية والسان جورج؟".

وجدد حمادة التأكيد على "الثقة الكاملة في المحكمة الدولية وعملها"، وأضاف: "أنا أنتظر ومنذ أكثر من 7 سنوات لكي أعرف ولو تفصيلاً صغيراً عن محاولة اغتيالي، وأعتقد أن الوقت قد حان". وعن إعلان السلطات القضائية اللبنانية عدم قدرة القوى الأمنية على إلقاء القبض على المتهمين، قال حمادة: "العبرة في ما جرى في يوغوسلافيا حيث سُحب المتهمون الواحد تلو الآخر من مخابئهم، وقدرات المحكمة تفوق كل ما يتصوره من أجرم".

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: النظام السوري يستقوي بتماسك الجيش والاقتصاد نقطة ضعف 

الجديد/حدد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون في حديث عبر محطة الجديد اليوم (السبت) ان نقطة قوة النظام السوري تكمن في وحدة الجيش الذي لا ينقسم، بينما تتركز نقطة ضعفه في الاقتصاد المتراجع. وأشار الى ان المعارضة في سوريا ليست صلبة ولم تقدم برنامجا واضحا خلافا لما هي عليه في مصر، لافتا الى ان الرئيس السوري تكبد خسارة فادحة عندما فقد علاقته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

وقال "للنظام قناعة بان الحل الامني نجح ووصلنا الى مرحلة الاستقرار، يرد المعارضون بتظاهرات وتجمعات، رهان النظام على الحل الأمني او العسكري لو استقام لفترة زمنية ستعود المظاهرات بعد فترة، في سوريا شيء انكسر ولا عودة للوراء". اضاف "سوريا تحتاج لحل سياسي وليس امنيا، والاتراك يطرحون هذا الحل بوضوح وهو يقوم على ان يكون هناك حكومة جديدة برئاسة شخص من المعارضىن تدير فترة انتقالية تتم خلالها انتخابات نزيهة بإشراف دولي تتبعها انتخابات رئاسية".

وتوقف عند زيارة وزير الخارجية التركي ـأحمد داوود أوغلو الى دمشق فقال "الأسد استقبل اوغلو ثلاث ساعات على انفراد، هذا أمر غريب وواضح ان هناك تباعدا كبيرا في وجهات النظر". وتابع "كانت هناك نصائح للأسد بان لديه 3 اصدقاء مقربين لا يجب ان يخسرهم اولهم ساركوزي ثانيهم اردوغان والثالث امير قطر وهو خسر الثلاث خلال شهر خسر الثلاثة، مراهناً انه يستطيع الحفاظ على المؤسسات الاساسية للنظام". وشدد بيضون على ان :"النظام لا يعترف بالمعارضة كان هذا واضحاً في اللقاء التشاوري الذي ترأسه الشرع وما تلاه فواضح ان النظام يعترف ببعض المعارضين الذي يخارهم هو، وهذه مشكلة،" وشبّه ما يجري في سوريا بتصرفات حزب الله في لبنان قائلا "النظام السوري يعتبر المعارضين مندسين وعملاء كما حصل في لبنان حيث حزب الله خوّن كل الاطراف الاخرى وفي هذه الحال لا يوجد حوار، وهذه مشكلة النظام، فالعالم يطالبه باجراء حوار مع المعارضة وهو يصر على ان هذه المعارضة عبارة عن خونة ومتعاملين". اضاف "هناك ازمة ثقة، الاتراك يحاولون اخذ وكالة من المجتمع الدولي بأن يكونوا مرجعية الحل، النظام السوري ليس متجاوبا والاتراك سيكونون رأس حربة بنظام العقوبات الاقتصادية على سوريا". ولفت الى ان المعارضة في متقدمة اكثر وهياكلها افضل، وكانت مرحلة المعارضة قد اختمرت لفترة طويلة لست او سبع سنوات، بينما في سوريا بدأت مع حركة الاحتجاج. وتوقع ذهاب الأمور باتجاه نوع من حصار اقتصادي لسوريا يستهدف قطاع النفط "اي ان دمشق ستمنع من تصدير واستيراد النفط، وهذا سيوجد مشكلة لأن حتى ايران اذا ارادت مساعدتها فهي تقدم مساعدة لدعم النظام عبارة عن لا ادري كم مئة الف برميل هؤلاء يجب ان ياتوا عن طريق تركيا او العراق وعن طريق العراق هناك مشكلة كبيرة فهي لا يمكنها ان تضع انفسها في مواجهة المجتمع الدولي لذلك السلطات السورية يجب ان تفكر بهدوء كيف تتعامل مع الوضع".

 

الراعي الى باريس في 3 أيلول.. لقاءات مع كبار المسؤولين ووسام الوشاح الأكبر من ساركوزي 

البطريرك يفند وجهة نظره من إرساء ميثاق وطني جديد 

علمت "المركزية" ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سيتوجه الى باريس في 3 ايلول المقبل في زيارة هي الاولى له بعد انتخابه يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين الفرنسيين تتناول المستجدات اللبنانية ورؤيته للمرحلة في ضوء المتغيرات الإقليمية والظروف البالغة الدقة على المستوى الداخلي والدور الفرنسي الكبير في دعم لبنان على أكثر من مستوى اضافة الى شرح وجهة نظره المتصلة بالدعوة بالدعوة الى عقد مؤتمر وطني لوضع ميثاق جديد للنظام.

وفي المعلومات ان البطريرك الماروني سيرأس مساء الأحد ايلول قداساً احتفالياً في كنيسة سيدة لبنان يليه لقاء مع ابناء الجالية في فرنسا.

اما في 5 منه فيستقبله الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في لقاء يعتبر تاريخياً نسبة لأهمية وموقع البطريرك الماروني والدور الذي يضصطلع به على المستوى اللبناني والعلاقات المميزة مع فرنسا وفي الرابعة بعد الظهر يجتمع الى رئيس الحكومة فرنسوا فيون على ان يقيم له السفير اللبناني في باريس بطرس عساكر حفل استقبال يليه عشاء يقيمه رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية برنار اكواييه. وصباح 6 ايلول يعقد البطريرك الماروني لقاء مع وزير الخارجية الان جوبيه يعقبه آخر مع رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه وثم يلتقي أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في المجلس النيابي.وفي برنامج الزيارة محطة في "مؤسسة الشرق"، ولقاء مع كاردينال باريس اندريه 23 يوم الأربعاء ثم يقيم السفير عساكر حفل عشاء على شرف البطريرك الماروني في مقر السفارة. وفي 8 أيلول، ينتقل الى ليوم ومنها الى مرسيليا فلور في إطار محطات روحية وزيارات لمعابد وأديرة على ان يعود في 10 منه الى بيروت مختتماً الزيارة. وفي معلومات "المركزية" ان الرئيس الفرنسي سيمنح البطريرك وسام الوشاح الأكبر في اشارة الى مدى الاهتمام الفرنسي بالضيف اللبناني الكبير.

 

سعيد: المحكمة دمّرت الهندسة التضليلية لـ"حزب الله"    

أشار منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد الى أن لقاءات قضاة من المحكمة الدولية (الخاصة بلبنان) مع ضحايا محاولات الاغتيال وذوي الشهداء "دمرت الهندسة الإعلامية التضليلية التي حاول ويحاول القيام بها "حزب الله"، ونسفت حملته الدعائية والتسويقية"، مؤكدًا أن "الخلل في علاقتنا بسوريا سببه سياسة النظام السوري القائم"، ومعتبراً أن "هذا النظام انتهى، ودخل في مرحلة المجهول". سعيد، وفي حديث الى صحيفة "المستقبل"، دعا قوى "8 آذار" التي "يتهم عدد من أطرافها قوى "14 آذار" وخصوصًا "تيار المستقبل" بالتورط في الشؤون الداخلية السورية، ومؤازرة الشعب السوري ودعمه بالمال والسلاح، إلى إظهار ما لديه من إثباتات تؤكد هذه الاتهامات".

 

أوغاسبيان: هناك أدلة بانفجار أنطلياس وعلى الحكومة أن تكون مسؤولة وتخبر الشعب بما كان يحضّر 

شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسبيان على "وجوب أن تصل التحقيقات بانفجار انطلياس إلى تحديد أبعاد وأهداف وتفاصيل هذا العمل الإجرامي"، وأكد أن "على الأجهزة الأمنية القيام بذلك ووضع الرأي العام بما توصّلت إليه خصوصاً في ظل الكلام عن انتماء القتيلين في الانفجار، بدل التسرّع بإطلاق روايات مشكك بها، بعد أن أتت الوقائع والادّعاء القضائي مخالفاً لهذه الروايات". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، قال أوغاسبيان: "لا أحد في لبنان لديه مصلحة في إرباك الساحة الداخلية، فنحن بأمسّ الحاجة للاستقرار السياسي والأمني، وأؤكد أن هذه المرة هناك أدلة وعلى الحكومة ان تكون مسؤولة امام الشعب وأن تخبره من كان يحضّر لعمل إرهابي أو أمني وضد من؟".

وفي شأن رد الرئيس سعد الحريري على خطاب الرئيس ميشال سليمان بما يتعلق بالدعوة للحوار، أجاب أوغاسبيان: "موقفنا واضح من الأساس حول الحوار، فهناك نقاط كثيرة تم الاتفاق عليها منذ عام 2006، وطالما هناك اليوم حكومة اللون الواحد التي تدّعي ان لا خلافات فيها - في حين يظهر إنّها مليئة بالخلافات - فلتعمل على تطبيق على هذه القرارات، وأذكُر أنّه بقي على جدول أعمال الحوار ملف السلاح والاستراتيجية الدفاعية فقط، أما العودة لطرح كل الأمور فهذا أمر غير منتج ويشكك بجدوى مقررات الحوار، ومن هنا كان موقفنا بالدعوة إلى لبنان خالٍ من أي سلاح غير شرعي".

 

قتيلا أنطلياس ينتميان لـ"حزب الله" منذ أكثر من عشرين سنة.. وما علاقتهما بموظف المصرف؟ 

اللواء /رجح مصدر أمني رفيع المستوى أن يكون الخطأ التقني الذي أدى الى إنفجار العبوة الناسفة في إنطلياس، أمس الأول، ناجم عن صدفة تطابق الموجة التي تعمل بها "الريموت كونترول" الخاصة بالسيارة التي كان يستخدمها القتيلان حسان نصار وإحسان ضيا، مع الموجة المبرمجة لتفجير العبوة الناسفة، إذ أن العبوة كانت معدة للتفجير عن بعد، من دون ساعة توقيت. وأشار المصدر الى أن العبوة إنفجرت، كما يبين أحد الأشرطة التي سجلتها كاميرا مراقبة في محيط الحادث، بعد ثوان قليلة من نزول السائق ومرافقه من السيارة.

من جهة أخرى بددت معطيات بصرية، تسنى جمعها حول حركة نصار وضيا، من خلال بعض الاوراق والعناوين التي كانت بحوزتهما، الإنطباع بأن الرجلين كانا على خلاف أو على الأقل أن العبوة إنفجرت نتيجة تعارك أو تجاذب بينهما ادى الى حصول التفجير. وفي المعطيات البصرية هذه أن نصار وضيا قصدا مصرف First National Bank في الحازمية للسؤال عن أحد موظفي المصرف ليتبين أن الموظف قد إنتقل الى فرع آخر في إنطلياس. ويظهر شريط الفيديو الذي سجلته كاميرا المراقبة في المصرف في الحازمية أن ضيا كان يحمل حقيبة خصر منتفخة، كما يبدو من حركته التي سجلتها الكاميرا انه كان يتعاطى معها بشيئ من الارتباك محركاً إياها يميناً ووسطاً ويساراً

أما حين خرج القتيلان من السيارة في مكان الانفجار في أحد مواقف السيارات في إنطلياس، فقد كانت العبوة، بحسب شريط فيديو آخر، بين يدي نصار الذي كان يجلس الى يمين السائق أي ضيا ما يدل على أن القتيلين حملا في وقتين مختلفين وكل على حدا الحقيبة نفسها التي يعتقد انها حوت العبوة ما ينفي أن إستخدمت من أحدهما ضد الثاني على سبيل التهديد أو القتل. كما يظهر فيديو إنطلياس أن الرجلين ترجلا من السيارة بهدوء وبشكل طبيعي لا يدل على أنهما كانا يستعجلان أي أمر يشي بان أحدهما يعتدي على الآخر.

ويرجح مصدر أمني أن أحد القتيلين قد سحب "خابور" القنبلة الموصولة بالعبوة، اي الحلقة التي تسد القنبلة اليديوية ويؤدي نزعها الى إنفجار القنبلة بعد ثوان قليلة، بغية تهيئتها في وضعية قابلة للتفجير. ويدل على ذلك أن "الخابور" وجد على بعد نحو مترين من مكان التفجير ومن دون أن يحوي أي أثار للإنفجار، ما يدل على أنه سحب باليد ورمي ولم يدفع الى مكان العثور عليه بقوة ضغط التفجير. ويقود هذا التفصيل، أمنياً مطلعاً على ملف القضية، الى ترجيح ان تكون العبوة معدة بطريقة تسمح بإزالة الخابور ووضعها في مكان قريب من مكان إنفجارها لا سيما في ظل وجود مكونات أخرى تدل على ذلك منها بقايا محترقة لأشرطة لاصقة كان تلف كرتون مقوى على العبوة لحمل المعجون المتفجر والكرات الحديدية والمسامير. ويشير الأمني أنه ليس من المنطقي أن يكون من سحب "الخابور" يقصد التفجير في تلك اللحظة، حتى بغرض الاعتداء على القتيل الثاني الا إذا كان ينوي الإنتحار وهو ما يدخل التحليل حينذاك في نفق يفتقر الى الروابط المنطقية.

ويشير الأمني الى أن موظف مصرف First National Bank لم يكن على علم بأن نصار وضيا يقصدانه بل أعلم من فرع الحازمية بأن شخصين سألا عنه وتم توجيههما الى فرع المصرف في إنطلياس. وعن صلة الموظف بالقتيلين تشير المعلومات الى أنه كان أشرف على الأعمال الورقية لأحد القتيلين، الذي قصده للحصول على قرض، حين كان يعمل في فرع الغبيري، وأن هذا القرض تم تسديده بالكامل منذ نحو السنتين عبر شقيقة المدين

ويقول المصدر الأمني ان المعطيات المتوافرة مربكة حتى الآن وثمة غموض يلف جوانب مهمة من لغز الحادث إذ أن العبوة معدة، مبدئياً، لإيقاع أكبر عدد ممكن من الإصابات وفي مكان عام على الارجح، وليس لإستهداف فردي، وهو ما تدل عليه الكرات الحديدية التي إحتوتها، إذ أن مثل هذا المكون لا طائل من توظيفه في عبوة مضادة لفرد. في حين ان حركة القتيلين وتنقلهم من مصرف في الحازمية الى آخر في إنطلياس لا تتسق مع إفتراض ان الرجلين كانا يعدان لإعتداء إرهابي الا إذا كانت حركتهما للتمويه وهو إفتراض ضعيف ويحتاج الى عناصر دعم غير متوفرة. الى ذلك يجزم المصدر أن القتيلين من عناصر حزب الله منذ أكثر من عشرين سنة كما بينت معطيات تم جمعها من مصادر من مسقط رأسيهما.

 

جبران باسيل.. "دونكيشوت" الوهم "الصادق"  

المستقبل /يقظان التقي

هل ترى شيئاً يشبه جبران باسيل؟ هناك، أتظن ما تراه وزيراً في منطقة عونية لا يسيّس فيها إلا الصهر اليوم وغداً والبارحة؟ هو وحده العوني إلى النهاية. يبدأ به التيار، والحكومات به تبدأ، والوطن لا يتواصل إلا به ومعه، وحاول أن تشكل وزارة من دونه! إذا قلت الجنرال عون، قل الجنرال الصغير جبران باسيل. سرق بنطال الجنرال العسكري ومنظاره وجيوبه وجيوب العونيين وتاريخهم ونضالهم وسجونهم ومنافيهم ليصير الرجل المناسب في الأوقات الحاسمة ولزوم اشتراط حضوره بكل وزارة.

جبران لا يمكن تلخيصه لكثرة انتصاراته. هو البطل الذي يحوّل مجرى التاريخ ورجل كل الاحتفالات والانتصارات. أين كان جبران في 7 آب، مع الجنرال عون في باريس وما هي 7 آب مجرد حادثة ضرب وسجن، والجميع ضرب الجميع.

رجل لا يحصى، الرجل الذي كانت تبحث عنه الجمهوريتان الثالثة والرابعة. تمرّد على الرفاق في التيار فتمنّع عنهم الجنرال عون وأقفلت أبواب ما بين القصرين على العونيين الشباب.

إذا تكلم، عمّت المدينة الفوضى لأن كلامه يتساقط من الخلف في كواليس "حزب الله"، مجرد ديكور فوضوي مع بعض الماكياج المنفذ بأيدي "حزب الله" الباردة والجافّة، يتكلم جبران بالنفط والغاز والهندسة والاتصالات وترميم الأبنية وبيع العقارات والاعلانات والأهم ترجمة وتقليد كلام قادة "حزب الله" حرفياً.

لا ينفصل عن جنراله لا باللون ولا القسمات ولا الشتائم ولا الطلاقة ولا الالتباس بين ما يقوله هو في اعتصام وسط بيروت وبين ما يقوله "حزب الله" "يا أشرف الناس" أو كلامه في المال النظيف والحلال! "فهمان" عنصره جبران باسيل، أمات فهمان الحقيقي من القهر. لا يحدث شيء بالبلد إلا وهو أمامه ويقوده لسانه إلى مجاهل ما يذري فيها وما يكرّب. إذا تكلم فتح فمه على المجهول، وبلدغة لسان مهضومة لم يتوصل الخبراء لإدراك إذا كانت طبيعية أو توأمة مع ألسنيّة "حزب الله"، وفي تشكيل صوتي مقلّد معدني وبحواس مغلقة وبمزالج ومطاط وداتا معلومات محبوسة وعسس مخابرات أمنية ونفط وغاز.

وزير السلطة لا الدولة لا تحد له أولويات، على هذا الأساس يستمر في الوزارة طويلاً وطويلاً.

لا يلعبها بذكاء أخيراً ويغلط أغلاطاً جوهرية حين يهاجم الاعلاميين ويطردهم من مكتبه ويمارس بصدق دور دونكيشوت وهمي على ضعف وصفق وفراغ.

يزعجه كثيراً الرفاق القدامى في التيار، ضحايا السجون وأعمال الضرب والتعذيب والمنافي لأنه ابن الصف الأول وهم في الصف الثالث والعاشر.. هو الابداع الذي كان الخبيئة صاحب الخيال المجنح وغير معروف إذا أعطاه جبران خليل جبران شيئاً من الإلهام على سواه. وصحيح قالت العرب قديماً: إنّ الاسم الذي يُمنح للمولود الجديد يؤثر في شخصيته، فكيف إذا كان جبران باسيل مولود الجمهورية الرابعة؟ هو أقصى ما يرى إليه الجنرال عون. ملعون البلد الذي ليس فيه جبران باسيل، لحيويته ونباهته والأوقات الحاسمة التي يقضيها مع الرئيس الأسد وسيط جمهورية المقاومة والممانعة وقد صار في عالم البحار وقد لا يمر مثله في الثلاثمئة سنة المقبلة لاستخداماته السحرية وتوزيع الثروة والطاقة.

يعلّق عليه الرفاق في التيار الآمال فينقسمون ويتشتتون ويتوزعون وجوهاً ضالة عن التيار وهو يجيء من الصفقات والصفات والأسماء والأشكال فيصير أسداً حيناً أو "بومبة كشر" في حنجرة "حزب الله"، ويفتح رصيفاً بحرياً ويقف أمام الأبنية الساعية إلى أسبابها، ويؤسس شركة لزوجته والأصحاب. حدثت المعجزة مرّة.. ضيعانك جبران!

 

رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض: لا يمكن لأحد تخويف المسيحيين 

رأى رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض أننا "نعيش أوقاتاً مفصلية من تاريخنا"، داعياً إلى "الترفع عن الصغائر وعن الآنيات لنتمكن من وضع مشروع استراتيجي يتعلق بهذا البلد ووجوده وهويته". معوض وإثر زيارته دير مار روكز مقر الرئاسة العامة للرهبانية الأنطونية المارونية الدكوانة - قضاء المتن، لتهنئة الرهبنة بانتخاب الأباتي داوود الرعيدي رئيساً عاماً جديداً للرهبانية الأنطونية ومجلس مدبريه، رد على سؤال عما إذا كان متفائلاً بمستقبل المسيحيين في لبنان والمنطقة في ظل التحولات التي تحدث، فأكد أننا "دائماً متفائلون ويجب عدم تخويف المسيحيين أكثر من اللزوم". وقال: "المسيحيون موجودون في هذه المنطقة منذ اكثر من الف وخمسماية سنة وسيبقون فيها دائماً، إنما التاريخ يشهد على ظروف وتحولات يتخللها مد وجزر، وفي النتيجة هذه أرضنا ونحن موجودون فيها، ولا يمكن لأحد أن يخيفنا وسنبقى فيها لأن لدينا تاريخاً طويلاً من النضال للحفاظ على هذه الأرض وعلى حرية هذا الوطن".

 

تطوّرات لبنانيّة أساسيّة

نصير الأسعد/لبنان الآن

لا شكّ أنّ الحدث السياسي الأهمّ في الأيّام القليلة الماضية تمثّل – فضلاً عن الصمود الأسطوري للشعب السوريّ في مواجهة النظام الإستبدادي الدموي – في إستيقاظ الموقف العربيّ مجسّداً في خطاب الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي دعا إلى وقف إراقة الدماء السوريّة وإلى تغيير حياة السوريين.

إنّ الموقف السعوديّ وقد إنضمت إليه الدول العربيّة كافّة، بات الموقف العربيّ الرسميّ أولاً، وهو إذ يستجيب للشعب السوري قطعاً للصمت، إنّما يستكمل حصار نظام الأسد ثانياً.

وفي المشهد "الخارجي" الآن، أنّ ثمّة إتفاقاً أو تحالفاً عربياً – إقليمياً (تركياً أساساً) – دولياً ضاغطاً على نظام دمشق، أي حاضنةً واسعة للشعب السوريّ في ثورته من أجل الحريّة والكرامة والديموقراطيّة. وهذه الحاضنة التي تشكّلت في وجه الأخطار المحدقة بالشعب السوريّ ونصرةً له، أخذت في الإعتبار بدرجة عالية المخاطر التي يرتبها سلوك نظام بشار على المنطقة ككّل، لا سيّما أنّه يهدّد بتفجير "أوراق" يملكها في هذه المنطقة. وعندما يتحدّث القادة عن مخاطر تواجه المنطقة فإنّ أوّل ما ينتبهون إليه عادةً هو الوضع في لبنان حيث "تصل يد نظام الأسد". ووفقاً لهذه المعاني، لا مبالغة في القول إنّ الحاضنة العربيّة – الإقليميّة – الدوليّة إنطلاقاً من "الحدث السوريّ"، إنّما هي في الوقت نفسه حاضنةً للشعب اللبناني بإزاء ما يواجهه من إحتمالات خطرة.. تملك قابليّة أن تكون "شبكة أمان" خارجيّة حول لبنان.

بكلام آخر، إنّ الحدث السياسيّ الأهم بالنسبة إلى الشعب السوري في الأيام الأخيرة، كان حدثاً بالأهمية نفسها بالنسبة إلى اللبنانيين. يحصلُ ذلك تزامناً مع تطوّرات لبنانيّة أساسيّة يجدر التوقف عندها ملياً. لن يكون التوقفُ طويلاً عندَ الإنكشاف المتزايد لإلتحاق السلطة في لبنان بمحور النظام السوريّ – إيران – "حزب الله" من خلال ما عبّرت هذه السلطة عنه من مواقف مخزية تنصلاً من دماء السوريين وربطاً للبنان بنظام الأسد.

غير أنّ التطوّرات الأبرز ثلاثة، وتقع جميعاً على خلفيّة الحدث السوريّ وتفاعلاته.

الأوّل هو واقع أنّ ثمّة خارطةً سياسيّة جديدة في البلاد، قيد التبلور. وفي هذا المجال، ممّا لا شكّ فيه أنّ ما يعلنه رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط من مواقف حيال الحدث السوريّ – أو الأزمة السوريّة – إنّما يعكسُ مهما تكن صيغ التعبير إقتناعاً منه – ولو غير مُصرّح به علناً – بأنّ هذا النظام وصل إلى الحائط المسدود وهو مستعصٍ على أيّ معالجة جدية في بلاده. بطبيعة الحال، إنّ مواقف جنبلاط يجب ألأّ تُقاس لدى جمهور 14 آذار، بمقياس تموضع جديد لرئيس "جبهة النضال الوطني" أو بمقياس "العودة" إلى 14 آذار. فذلك تفصيلٌ، وجزئيّة غير مهمّة. فالأساس هنا أنّ جنبلاط الذي لن يعود إلى داخل 14 آذار، يرسم "بهدوء" مسافةً "إستراتيجيّة" بينه وبين المحور الآخر بالإستناد إلى قراءته أنّ ثمّة مرحلة تاريخية جديدة عربياً ولبنانياً لا بدّ من وعيها والتعامل معها، على الرغم من إستمرار مخاوفه من تعرّض "المحور المأزوم" لأمن لبنان.

التطوّر الثاني البارز تمثّل قبلَ أيّام في دعوة مثقفين لبنانيين إلى إعتصام في ساحة الشهداء في بيروت تضامناً مع الشعب السوريّ. ومِن بين المثقفين الداعين إلى هذا النشاط مجموعةٌ لم تتعاطف مع 14 آذار يوماً بل كانت أقرب إلى 8 آذار في الصراع السياسيّ اللبناني الداخليّ. وإختلفت هذه المجموعة مع 14 آذار حولَ عناوين كثيرة لكنّها قالت – المجموعة – أكثر من مرّة إنّ خلافها الرئيسيّ مع 14 آذار هو حولَ "موقع لبنان" الذي أكّدت أنّه ينبغي أن يكون في "المقاومة والممانعة".. ما ترجمتُه السياسيّة المباشرة العلاقة بسوريّا وإيران و"حزب الله". وللسبب نفسه كانت هذه المجموعة من المثقفين أقرب إلى طروحات "فريق حزب الله".

غنيّ عن القول إنّ هذه الفعاليّة التضامنيّة مع الشعب السوريّ التي إشترك هؤلاء المثقفون في تنظيمها هي فعاليّة شجاعة وتعكسُ موقفاً ديموقراطياً "أخلاقياً". هو "أخلاقي" بالدرجة الأولى و"سياسي" بالإستطراد، والمقصود هو القول إنّ ثمّة إشكاليّة ثقافيّة – فكريّة – سياسيّة ينبغي للمثقفين المشار إليهم التعاطي معها وهي بالمناسبة ليست جديدة: إشكاليّة أنّ "التحرّر الديموقراطيّ" للشعوب ليس أقل قيمة من "التحرّر الوطنيّ"، وإشكاليّة أنّ الديموقراطيّة ليست مرادفاً للإستسلام والتبعيّة وأنّ "الممانعة" ليست مرادفاً لـ"الخلاص"، وإشكاليّة أنّ "الإستقلال والسيادة" ليسا "إنعزالاً".. وإشكاليّة انّ التضامن مع الشعب السوريّ لا يستوي بدون تضامن مع الشعب اللبناني نفسه في عناوين الحريّة والديموقراطيّة والدولة المدنيّة ألخ ..

إنّ إعتصام المثقفين في ساحة الشهداء على أهميّته بدون نقصان وعلى شجاعته الكاملة، إذ يستدعي النقاشات الثقافيّة – الفكريّة – السياسيّة المنوّة عنها، يفيد – أي الإعتصام – أنّ تفككاً يحصل على صعيد "البيئة الثقافيّة" الحاضنة لـ"الممانعة"، إنطلاقاً من الحدث السوريّ "الفظيع". ولا يخفى على أحد أنّ "فريق حزب الله" كان يتنفّس في السنوات الماضية من هذه البيئة الثقافية التي نزل كثرٌ منها إلى ساحة الشهداء.

أمّا التطوّر الثالث البارز فهو المتّصل بـ"المعلومات" التي يوردُها مقربون من "حزب الله" عن حاله الراهنة. وفي هذه الحال أنّ "حزب الله" يعيش في هذه الأيّام "أزمة" بكلّ معنى الكلمة هي محصّلة العديد من العناوين والملفات المتراكمة: الخيارات السياسيّة بإزاء المرحلة التاريخيّة الجديدة، قضايا الفساد، مسألة الإختراقات الخارجيّة، البُنية الحزبية بكافة مستوياتها وميادينها ألخ.. أزمةٌ يقول المقربون إنّها "أزمة إنشغال الحزب بحاله" في هذه الأوقات. ولا شكّ أنّ الحدث السوريّ فرض على "حزب الله" تحدّيات سياسيّة من نوع إستراتيجيّ خاصة بعد بلوغ نظام الأسد الجدار المسدود، وذلك حول ما العمل، كما فرض تحدياً أخلاقياً كبيراً لجهة العلاقة بالشعب السوريّ.

من هنا، وإذا كان تشكّل الحاضنة العربيّة – الإقليميّة – الدوليّة للشعبيَن السوريّ واللبنانيّ معاً، مثّل الحدث الأهم في الأيّام الأخيرة، فإنّ التطوّرات اللبنانيّة الثلاثة المشار إليها تشكّل حدثاً موازياً. ويترافق ذلك مع وعي لبنانيّ متنامٍ بأنّ بين الشعبين قضيّة مشتركة. إستعراضُ تلك التطوّرات لم يكن ضرباً من التنجيم أو التخمين بل هو إستعراض لوقائع يمكن التأسيس عليها، بمعنى أنّها مؤشّر إلى إمكان العمل على تحصين لبنان.. إذا إستوعب "الجميع" مسار الأمور. أي إذا وعى "الجميع" أنّ الوقت ليس لأيّ "مغامرة"!.

 

عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعادة: لبنان تحت حكم "عصابة" تتلطى وراء إسم "المقاومة"   

أكد عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعادة أن "لبنان اليوم تحت حكم عصابة تتلطى وراء اسم المقاومة لتغتصب حقوق اللبنانيين وكرامتهم"، مذكرًا بأن "الشهداء لم يسقطوا بسبب انقطاع الكهرباء والمياه وغياب الطرقات، فهذه كلها أمور مهمة لكن الذين سقطوا انما سقطوا من أجل كرامة هذا الوطن وسيادته وديمومته ولكي تكون لهم دولة حرة وسيدة ومستقلة، دولة الانسان الحر".

سعادة، وخلال العشاء السنوي لقسم كفرعبيدا الكتائبي، قال: "كان الأحب على قلبي أن يكون اللقاء لقاء فرح، فأقف أمامكم لأقول لكم أنه وبعد 7 سنوات على انسحاب الجيش السوري من لبنان اصبحت القيم ومؤسسات الدولة اللبنانية والمساحة الجغرافية والسيادة والحرية حقوقا مكتسبة ولا نختلف عليها ولا نخاف عليها، وكان الأحب على قلبي أن أقول إن كل ذلك حصل بفضل الشهداء الذين ضحوا واستشهدوا من اجل وجود لبنان وفي سبيل الحرية والسيادة في هذا البلد، ولكن للأسف هذا ليس واقع الأمر وليس هو الوضع الذي نعيشه اليوم لأننا عندما نرى عصابة تدخل الى بيروت في 7 أيار وتقتل من تريد وترحل وتثير الموضوع أشهرا، ثم يصبح ما حصل كأنه لم يحصل، وعندما يستشهد ضابطا طيارا من منطقة البترون قنصا فوق ارض الجنوب من دون محاسبة أو سجن لمن ارتكب هذه الجريمة، بل تدفع كفالة مالية زهيدة، وبعد وقت قليل يصبح الحادث في خبر كان، أيضا هو أمر عادي وكأن شيئًا لم يكن، وعندما يحصل انفجار في الرويس وتحضر الاجهزة الامنية للتحقيق من دون أن تتمكن من ذلك، وبالأمس ومن خلال انفجار انطلياس أرادوا اقناعنا أن الخلافات الشخصية يتم حلها بالألغام والمتفجرات فهذا شيء جديد علينا، لكن للاسف هذا واقع الأمور".

وأضاف: "كان الأحب على قلبي ان أقول لكم أن وضع المسيحيين في لبنان اليوم هو بألف خير، وأن وضعهم في الدولة ومؤسساتها جيد وكل الامور تسير كما نريد في ظل دولة قانون ومؤسسات، لكن للأسف أن الدولة موجودة في البترون وكسروان وهي ترفع رأسها، لكنها غائبة في البقاع والضاحية ولا تتجرأ أن ترفع رأسها في ظل وجود دولة السلاح غير الشرعي، وهنا يأتي دور الكتائب وكل الأحرار في لبنان، لنحمي لبنان من العصابة التي تتحكم به".

وختم سعادة قائلاً: "نحن في حزب الكتائب لا نحب أن نموت ونستشهد، نحن مسيحيون نحب الحياة ونريد أن نشهد لكلمة الله فينا على الأرض وننشر رسالة المحبة ولكن وككل مجتمع تكون فيه نخبة تدافع عنه، ونحن هذه النخبة وهذا هو دور الكتائب ان نقف حراسا على اسوار قلعة اسمها لبنان، على قلعة اسمها الحرية والسيادة والاستقلال، وما دام حزبنا موجودا لن تقوى عليه عصابة ولا صواريخ ولا حسن نصرالله وجماعته لأننا سنبني دولة، دولة قانون، دولة كما نريدها نحن ولن نتراجع".

 

 د. نبيل حاوي:  لـ"NOW Lebanon": كان لدينا انطباع بأنّ استهداف جورج يصب بسياق استهداف الحريري

شدد د. نبيل حاوي على كون شقيقه الشهيد جورج حاوي هو "أحد شهداء ثورة الأرز وأحد أبرز الذين أطلقوا المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي ودافعوا عن الوطن ضد العدو"، مؤكدًا في حديث لموقع "NOW Lebanon" أنّ "الشهيد حاوي دفع ثمن خوضه المواجهة السياسية والاعلامية والشعبية دفاعًا عن سيادة لبنان واستقلاله وحريته".

حاوي، وتعليقًا على إعلان المحكمة الخاصة بلبنان ارتباط اغتيال جورج حاوي بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أشاد "بالجهود الجبارة التي بذلتها المحكمة"، وقال: "كان هناك انطباع أولي لديّ ولدى شقيقي بهيج وكل الهيئات المعنية بمتابعة قضية اغتيال جورج حاوي إلى جانب كثيرين من عائلتنا وأصدقائنا وأوساطنا، بأنّ استهداف جورج حاوي إنما يصب في السياق نفسه لاستهداف الرئيس الحريري"، مشيرًا في السياق عينه إلى أنّه بالأساس كان الإنطباع منذ جريمة اغتيال الرئيس الحريري بأنّ اغتياله سيكون من ضمن سلسلة اغتيالات وتفجيرات أخرى ستقع في لبنان"، وأضاف حاوي: "لكن ما يؤسفنا بشدة هو أنّ البعض في أوساط قريبة منا أو بعيدة عنا أصبحوا ضالعين في حملات إعلامية غايتها القول ألا علاقة لقضية جورج حاوي باغتيال رفيق الحريري وبالتالي تبديد وتضييع مجمل الجهود الرامية إلى إحقاق الحق في جريمة اغتيال الشهيد جورج حاوي وسائر الشهداء".

وفي المقابل، أكد حاوي المضي قدمًا بمتابعة قضية شقيقه "إن على الصعيد القانوني من خلال الإستعداد للتنسيق والتعاون مع كل ما يتصل بالخطوات المتعلقة بعمل المحكمة، أو على الصعيدين الإعلامي والسياسي من خلال دعوة جميع المعنيين والحريصين على الاستقرار الحقيقي في لبنان إلى المساعدة في متابعة عمل المحكمة الخاصة ودعمها بعيداً من النظرية القائلة بأن احقاق الحق ومحاسبة الجناة سيؤديان الى تخريب الاستقرار"، مشددًا في هذا المجال على أنّ "الاستقرار لا يتحقق إلا بوجود عدالة حقيقية في لبنان".

وردًا على ما يقال من من أنّ المحكمة مسيّسة واتهاماتها معدّة مسبقًا لتطال عناصر في "حزب الله"، لفت حاوي إلى أنّ "أفضل رد على ذلك سيكون من خلال المسار القضائي للمحكمة الخاصة بلبنان وقراراها القضائي الذي سيصدر على قاعدة أنّ المتهم يبقى بريئًا إلى أن تثبت إدانته".

 

فاقد الشيء لا يعطيه 

موقع تيار المستقبل

الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يواجه حاليا دعوات متكررة لزيادة الأجور، يدرك سلفا أن الخزينة بحاجة إلى إيرادات جديدة لتغذية مواردها، ربما نسي ان وزير العمل الحالي والاتصالات السابق شربل نحاس احتجز مبلغا في وزارة الاتصالات وصلت تراكماته إلى نحو ملياري دولار، وحتى اليوم لم يسمع اللبنانيون أن ميقاتي طالب وزارة الاتصالات بتحويل هذا المبلغ الى الخزينة، التي تتكبد مئة مليون دولار سنويا فوائد مستحقة على هذا المبلغ. خفت صوت الوزير جبران باسيل إلى حد الظن بأنه اختفى في موضوع شطب ما تبقى من رسم الاستهلاك على البنزين، وخلع باسيل عن نفسه صفة المناصر لحقوق المواطنين والراغب في تخفيف أعبائهم. كثيرة هي الأصوات التي تآكلت ألسنة أصحابها بعد خروج سعد الحريري من السلطة، وكأن عقدتهم الوحيدة كانت وجوده على رأس الحكومة وكأن مشاكلهم انتهت بإتمام انقلاب القمصان السود. أما وقد خلت الساحة وتحكّم الانقلابيون بالبلاد، هل سيكشف حزب الله عن برنامجه الاقتصادي، فحزب القمصان السود لم يقدم يوما برنامجا أو خطة في هذا المجال، وجلّ همه المحافظة على سلاحه. وما يزيد اللبنانيين تشكيكا أن السياسات الاقتصادية الإيرانية أفقرت الناس على حساب تصدير المال النظيف وبالمليارات إلى وجهات مختلفة. وبما ان لا افق اقتصاديا للحزب الحاكم فمن المنتظر على نطاق واسع ان تتسبب الممارسة السياسية بانتكاسات تؤدي الى تخوف المودعين ما سيدفع تلقائيا بالفوائد الى الارتفاع فهل سيتمكن الرئيس ميقاتي من المحافظة على الاتجاه النزولي السائد للفوائد؟ والحال هذه، وإن تمكن "المركزي" من الدفاع عن الليرة بفضل احتياطه الكبير من العملة الأجنبية فهو لن يستطيع شراء ثقة للمودعين للإبقاء على أموالهم في النظام المصرفي.

ولذا فالاستقرار السياسي والممارسة السليمة البعيدة عن الكيدية مدخلان أساسيان للحفاظ على الاستقرار المالي، كيف يمكن طلب ذلك من حكومة قامت على انقلاب وارتضى رئيسها ان يكون معيّنا من جهة سياسية تملي عليه ما يقول وتعيد تثبيت المواقف إن قال وجهة نظر مغايرة؟ فاقد الشيء لا يعطيه.

 

لا تؤذوا مريم العذراء 

المحامي بدوي أبو ديب/النهار

للمرة الثانية في أقل من شهرين يتعرض تمثال السيدة العذراء مريم في شارع بدارو امام بناية أحمد الفقيه للاعتداء.

قصة هذا التمثال أن أحد سكان البناية سقط ولده من الطبقة الرابعة على سطح سيارة مركونة أمامها ولم يصب بأذى. فاعتبر والده ان السيدة العذراء هي التي احتضنته وانقذت حياته وللاعراب عن شكره لها على نجاة صغيره من الموت المحتم نصب لها تمثالاً صغيراً أمام مدخل البناية حيث حصل الحادث.

منذ مدة استفاق اهل الحي على خلو المكان من التمثال المرفوع امام بناية الفقيه، وقد قطع رأس العذراء، ورمي به على قارعة الطريق المحاذية للبناء المذكور فقرر سكان البناية اعادة التمثال الى مكانه بعدما اكتتبوا للحصول على تمثال آخر أكبر وأجمل لسيدتنا العذراء مريم، وكم كانت دهشتهم عندما شاهدوا التمثال الجديد وقد رمي عن قاعدته وعبث به...

نأمل الا يكون هذا العمل مؤشراً الى ما هو أسوأ!

هذا الحادث اعادني بالذاكرة الى مقال نشرته في "النهار" لمناسبة عيد الميلاد في الثاني والعشرين من كانون الاول 2006 وجاء فيه": "مريم ام يسوع هي القاسم المشترك بيننا جميعاً مسيحيين ومسلمين... قد نختلف على كل شيء إلا ان هناك أمراً واحداً لا نختلف عليه وهو تمجيد مريم العذراء. "قد تكون اجمل صورة عن هذا الالتقاء حول مريم هي صورة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني يهدي الملك حسن السادس أيقونة للعذراء مريم وصفت بأنها جميلة جداً، عندما زار الارض "الاسلامية وقبّل ترابها...

فلئن تعذر تشييد معبد واحد من حجارة وطين للمسلمين والمسيحيين يصلون فيه لمريم بنت داوود أو بنت عمران لا فرق، فلنقم بين اضلعنا مسيحيين ومسلمين هيكلاً للعذراء مريم أم يسوع أو ام عيسى لا فرق يجود فيه المسلمون والمسيحيون الآيات الكريمة من سورة آل عمران:

"إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم قالت ربي أنى يكون لي هذا ولم يمسني بشر، قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً قال له: كن فيكون". ويرتل فيه المسلمون والمسيحيون معاً: "السلام عليك يا مريم".

كما أنني في لجنة الثقافة والحوار في الرابطة المارونية وضعت صلاة مشتركة بين المسلمين والمسيحيين وزعت على اعضاء اللجنة، وهي:

"السلام عليك يا مريم الرب معك الرب اصطفاك بين النساء وطهرك، مباركة ثمرة بطنك يسوع المسيح، كلمة الله التي بشرتك بها الملائكة والقتها اليك.

يا مريم العذراء تشفعي بنا ومن القمم التي تطلين منها بجوار السماء أحرسي لبنان، آمين".

لذلك نرى ان في ظاهرة تحطيم تمثال مريم العذراء في بدارو امام بناية الفقيه مرة ثانية، عملاً غاشماً مصدره اناس أتوا من مكان مجاور على ما نعتقد، يجهلون جهلاً مطبقاً مبادئ الاسلام والآيات القرآنية التي تمجد سيدتنا العذراء مريم، سيدة نساء العالمين وقد تجسد هذا التمجيد الاسلامي المشترك مع المسيحيين بيوم عيد البشارة المبارك أول أعياد المسيحية في ترتيب الاحداث فلولا البشارة لما كانت بقية الاعياد كما يقول الشيخ بلال محمد الحلا في مقال نشرته جريدة "النهار" في عددها الصادر يوم الاحد في 29 آذار العام الماضي حيث أضاف: "وهذه الفكرة النيرة التقطها فتية منهم السيد محمد السماك الناشط في سبيل التقارب المسيحي الاسلامي على رأس أولئك الذين آمنوا بجمالها فغرسوها وسقوها وزرعوها حتى أصبح الزرع الطيب عيداً وطنياً دينياً. وقد وقع رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري بتاريخ 12/ 3/ 2009 مرسوم اعتبار عيد البشارة عيداً وطنياً يحتفل به اللبنانيون، كل اللبنانيين، كل عام في ذلك التاريخ. ان تكرار حادث تحطيم تمثال العذراء مريم يدل على انه اذا كان التقارب الاسلامي المسيحي دخل قلوب النخبة، إلا ان التعاليم الاسلامية لم تمسّ العامة من هذا القبيل. وإلا لما كان حصل ما حصل. هذا يعني ان واجب النخبة تعميم ثقافة التقارب فلا نستفيق مرة ثالثة على الاعتداء على تمثال العذراء مريم سيدة نساء العالمين.

نناشدكم: لا تؤذوا مريم العذراء. إلا إذا كان وراء ذلك العمل الشائن إثارة الفتنة فالفتنة تؤذي مثيريها.

 

المُضمر والمُعلن والجدلية فالاشكالية في حكومة الرئيس ميقاتي

نديم القنطار/النهار

 أمام ما يحصل اليوم، وما يواجه الحكومة الحالية، بات المواطن اللبناني يواجه الأحجية ويحتاج اليها، لا سيما في ما يتعلق بمتطلبات المرحلة ومستلزمات القرارات ذات الصلة بواقع الامور، خاصة ما يتصل بالأمم المتحدة والقرارات الدولية وصولا الى المحكمة الدولية وما بين أدراجها من ملفات، أقل ما يقال فيها من ملف الاغتيالات منذ عام 2005.

لتاريخه ثمة ضبابية في الأفق، ولا إمكانية البتة لحسم أي أمر، لطالما أن قوى الامر الواقع تمارس ما تعتبره مقدسا من وجهة نظرها، ألا أنه السلاح الذي ربطت وجودها به وهي تتحرك في دائرته. في هذا المضمار يعلن أحدهم في الحكومة، أن التجاوب مع متطلبات المحكمة الدولية سيكون كاملا، ثم يأتي من يقول ومن داخل هذه الحكومة عينها، إنه لا علاقة له بالمحكمة. وكأن الفريقان يقطعان الوقت، ولا شيء يحسم على الارض! السؤال المطروح في الأساس هو التالي:

لماذا قبل الرئيس ميقاتي دخول هذه المعمعة وامساكه بكرة النار...؟  قد يقول قائل بأن سوريا و"حزب الله" هما الاطار الصحيح والموضوعي لهذه الحكومة، أرادا من خلال تأليفها على النحو المعروف بعد تجاذبات ظرفية حالت دون حضورها لأشهر، لكن ذلك لم يحل دون اعلانها بالشكل والمضمون وقف ما بات معروفا...

من السذاجة بمكان النظر الى موضوع الوقائع على الارض، على أنها فن تحصيل الحاصل، فضلا عما يدور في فلك المنطقة، وما يحيط بها من أعمال وتطورات، باتت مجرياتها تطاول الوضع برمته بحيث اصبح من المعروف بأن النزاع في لبنان يرتبط عضويا بما يحصل في سوريا، حيث الانشقاق العمودي والافقي يتصل بشكل أو بآخر ويتضارب ويتلامس بما يحل في الدولة الشقيقة، كما أن الثورة الشعبية التي تكبر يوما بعد يوم ككرة الثلج، ولا إمكانية لتسوية الامر، مع الدولة او النظام، لأنه قام في البداية على نظام الحكم الواحد والقضية المركزية، وأي تراجع هو نهاية هذا الحكم أو النظام، اذاً لا حل وسطيا في الأفق راهنا...

أما حكومة الرئيس ميقاتي، التي أتت في غفلة زمن، بعد التحول الكبير الذي جعل منها أكثرية نتيجة ما أضحى، وهو في غنى عن التعريف، لكن واقع الامر يختلف تماما عما جرى، وكان الهدف هو ايجاد التجانس الحكومي للوقوف وراءه، فهل يصح ذلك ويستمر؟ اذا كان ذلك صحيحا فعلام يعتمد الرئيس ميقاتي التورية والرمادية في التلميح والتصريح، والى متى يستطيع رئيس الحكومة الاستمرار في هذا المسار، بما انه يخضع في النهاية للقوى التي جاءت به وسمته ودعمته؟

الكل يعلم بأن تقطيع الامور في الحكومات السابقة من قبل "حزب الله" وبكل ما يتعلق بمجلس الامن والمحكمة، وما يتصل بهما، انما كان من باب لزوم ما يلزم، تكتما على واقع الحال، او تلطيا قبل موعد الاستحقاق، وما قبل الاستحقاق يحصل ما حصل، ويكون طلب الثلث المعطل، ثم تجاوز ذلك الى إطاحة حكومة الرئيس سعد الحريري عبر اشاحة الوجه من الوزير الملك الدكتور عدنان السيد حسين عن رئيس الجمهورية وانضمامه فورا وحكما الى "حزب الله" عبر انسحابه لتصبح الحكومة بحكم الساقطة دستوريا.

إذاً الحراك ليس سهلا، وتقليع الحكومة في كل المجالات ليس سهلاً. كما أن المعارضة الداخلية والتي يتجاوز أعضاء نوابها في البرلمان الستين نائبا، وكذلك المجتمع الدولي يضغطان، بما يوفر على الحكومة الميقاتية بشكل أو بآخر السؤال التالي: هل تستطيع الحكومة تجاوز المطلوب منها؟ وأي قدرة لها على تنفيذ القرارات الدولية، وهي أصلا ما وُجدت إلا للحؤول دون تنفيذ قرارات المحكمة، واذا استطال رئيسها في الشرح وفي تبسيط الامور وبالتالي اعتماده الكلام العام الذي لا يُلزم ولا يفرض شيئا عليها.

ان لبنان امام أيام صعبة والانقسام النصفي للشعب اللبناني، ما بين فريق ممسك بالسيادة، وفريق آخر يكن الولاء المعلن لسوريا!! كفى لهذه الحكومة ان تعبر في المضيق الاكثر خطورة نحو شاطئ الأمان، وما هي شعاراتها وأهدافها؟ إنها بالمطلق سابحة في بحر الاحلام والاوهام، ولا شيء يمكن فهمه حتى الآن... إلا شيئا واحدا، كلام بكلام وتنظير ووعود عرقوبية، لكن هل يمكن لهذه الضبابية الحكومية وهذا المسار ان يبقى بدون أهداف؟ الأيام الآتية ستظهر كل شيء والنهايات لا بد حاصلة.

 

فرعون سوريا!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

بجوار منزلي في جدة مسجد يؤم فيه إمام ذو صوت عذب، وبينما كنت أَهمُّ بالنزول من سيارتي لدخول المنزل كان الإمام يتلو آيات من سورة القصص أثناء صلاة التراويح، ومنها: «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ».

وأول ما تبادر إلى ذهني هو ما يفعله بشار الأسد بسوريا، حيث يقتل البشر، وينكل بهم، وتهدم دور العبادة، وأبسط مثال صورة مئذنة مسجد عثمان بن عفان وهي تقصف أمام العالم دون مراعاة لحرمة المساجد، أو الشهر الفضيل، حيث إننا أمام نظام يريد حكم شعبه ولو بالنار والحديد. نعم إن الأسد هو فرعون سوريا، وهو من أشد المفسدين في الأرض، حيث لم يفسد على السوريين حياتهم وحسب، بل وأفسد على المنطقة أمنها، واستقرارها، منذ عقود، وبشعارات زائفة لم تنطلِ إلا على المفسدين من أمثاله. ولذا فإن السؤال اليوم للجميع، وخصوصا من يناصرون النظام، في لبنان وإيران: أهذا هو النظام الذي تتحالفون معه؟! أهذا هو حليفكم أيها المتشدقون بالإسلام، والكرامة، والممانعة؟!

ولنسمي الأشياء بأسمائها، فإن السؤال هو لعقلاء الشيعة في منطقتنا: أهذا هو حليفكم، والمحسوب عليكم في منطقتنا؟! فمتى يخرج من الشيعة مثل من خرج من السنة وأنكر على «القاعدة» إرهابها، وأنكر على بعض المحسوبين على الدين من رجال السنة وتصدى لهم طوال العشر سنوات الماضية؟! فإذا كان موظفو النظام يكذبون على الناس بدافع الولاء الأعمى، والتبعية الطائفية المقيتة، مثل مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة الذي يقول إن بشار الأسد أكثر الحريصين على أبناء الشعب السوري، فما عذركم أنتم؟! ولماذا يطول صمتكم؟!

أنكر السنة على «القاعدة» إرهابها، وعلى بعض الأنظمة العربية قمعها، كما أنكروا على معظم الأنظمة العربية ترددها في الإصلاح، مثلما أنكر السنة أيضا على حماس جنوحها عن خط المصلحة الفلسطينية، وانشقاقها وتشرذمها، وأنكر السنة على نظام صدام حسين قمعه، والأمثلة كثيرة، حيث بات السنة بحرا من جزر ومد في كل نازلة، وكل ما يشغل الأمة، فأين أنتم يا عقلاء الشيعة من خبث النظام الإيراني، في كل مكان، سواء في إيران أو المنطقة؟! وأين أنتم من الفرقة التي يبثها حزب الله في لبنان؟! وأين أنتم من فساد وإفساد نظام بشار الأسد في سوريا؟! أين أنتم من قول المحسوبين عليه بأنه سيدعم الشيعة ضد الأنظمة الخليجية، في السعودية، والبحرين، والكويت؟! فأي إهانة بعد هذه، وأي تخوين؟!

ليس الحديث هنا حديث طائفية، لكنه لغة واقع الحال للأسف، فحين ارتكب ميلوسوفيتش جرائمه في قلب أوروبا، هبّ الغرب، ومنه أوروبا بالطبع، لإنهاء قمعه، وإنقاذ المسلمين، واليوم تتوسل هيلاري كلينتون إلى العالم، والبعض بمنطقتنا للأسف، من أجل أن يقفوا موقفا حازما ضد الأسد، بينما بيننا من هم صامتون، ومن هم مبررون، والأسوأ من كل ذلك من هم متلحفون بعباءة الطائفية دون أن يقولوا كلمة حق في كل مصائب المنطقة، وآخرها، وأسوؤها، فرعون سوريا بشار الأسد!

 

للنظام السوري: الدولة «من أجل الإنسان».. لا العكس

زين العابدين الركابي/الشرق الأوسط

في الأزمة السورية: تزامنت ظاهرتان: ظاهرة الوعود بالإصلاح بإسراف، وظاهرة إراقة الدماء بكثافة، ومع مرور الأيام اثاقلت خطوات الإصلاح، بينما نشطت وتقدمت خطوات الضرب والقتل والفتك. وهذا هو السبب الجوهري في اتساع نطاق المظاهرات والاحتجاجات وتتابعها بمعدلات تصاعدية.. نعم. لقد كثرت الأقوال والوعود بالإصلاح، بل تمثلت - نظريا - في عناوين لقوانين عديدة، لكن «الأفعال» الإصلاحية قلت أو انعدمت. وهذه مفارقات حادة حملت الناس على فقدان الثقة بالوعود، وهو فقدان له موجباته الموضوعية، ومنها:

أولا: أنه منذ بدء الأزمة تدفقت الوعود الإصلاحية، ولكن حتى الآن لم يحصل شيء جدي «!!!»، على حين أنه خلال المدى الزمني للأزمة، كان يمكن أن تنجز خطوات إصلاحية حقيقية.. وليس صحيحا: أنه من الضروري وجود مناخ هادئ كشرط لازم لكل إصلاح، ذلك أن الأجواء الملتهبة هي فرصة مواتية أيضا للإصلاح حين تتوافر الإرادة الجازمة في هذا الاتجاه.. يضم إلى ذلك: أن إنجاز الإصلاح هو ذاته عامل مهم وحاسم من عوامل خفض التوتر والغليان.. وكثير من الإصلاحات - في تاريخ الأمم - جرى في أجواء ملتهبة فنجحت.

ثانيا: إن العقود الأربعة التي حكم فيها النظام السوري الراهن: سوريا: سبب من أسباب فقدان الثقة. فلو أنه في كل عام من الأعوام الأربعين حصل «نصف إصلاح» في هذا الملف أو ذاك لكان حاصل الجمع «عشرين إصلاحا» تاما على المستويات كافة.. والملفات المهمة التي تنتظر الإصلاح في سوريا ليست أكثر من عشرين ملفا حيويا، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية.

إن هذا الإصلاح بـ«التقسيط» لم يحصل مما يدل على غياب إرادة الإصلاح، وهو غياب راكم المشكلات وعقدها تعقيدا.. من هنا، فإن من أسباب ما تتخبط فيه سوريا ترك أو إهمال ما هو «اختياري» من الخطط والقرارات والأفعال الإصلاحية: تركا يؤدي إلى ما هو «اضطراري»، أي مباشرة هذه القرارات والأفعال تحت ضغط الاضطرار، وهو اضطرار مثقل بالحرج، وقلة الجدوى، وقسوة المعاناة، وفداحة التكاليف السياسية والأمنية والاجتماعية.. ولقد تردد كثيرا في الإعلام السياسي السوري: أن وراء ما يجري في هذا البلد العربي «مؤامرة خارجية».. وإذا سلمنا بهذه المقولة، فإن السؤال البدهي - ها هنا - هو: وهل تؤدي المؤامرات الخارجية عملها ووظيفتها إلا من خلال «فتوق» في الجبهة الداخلية، لا نقصد بالفتوق «شراذم عملاء»، بل نعني: أخطاء النظام وخطاياه.. ومن هذه الخطايا: كبت الحريات.. وقسوة التعامل مع المخالفين.. وتعطيل الإصلاح الذي لا تعيش دولة، ولا يعمّر نظام من دونه.. ومن البراهين العملية على ذلك: أن القمع الشديد للمطالبين بحقوقهم: حرك العالم كله ضد النظام السوري، ولا سيما أنه قمع قد طال مداه وتكاثرت ضحاياه.. ولنقل بصراحة جازمة مكررة مؤصلة: إننا ضد كل تدخل أجنبي أو خارجي في أي بلد عربي، خاصة تدخل الغرب باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان. فنحن لا نثق في حرص الغرب الصادق على بسط الديمقراطية والحريات العامة في الوطن العربي. فتناقضه في هذا المجال يحفز كل ذي عقل وضمير على رفض دعاواه الكذوب هذه.. أليس هذا الغرب - أميركا خاصة - هو الذي صنع الديكتاتوريات العسكرية والمدنية في منطقتنا هذه، ثم أمدها بأسباب الحياة والحماية نحو نصف قرن مريب كئيب معيب؟.. أليس الغرب نفسه هو الذي تعامل مع هذا النظام السوري نفسه منذ أن وجد، وهو يعلم بيقين أنه نظام غير ديمقراطي؟!.. نعم. نحن ضد أي نوع من التدخلات الأجنبية في الأوطان العربية: بذريعة نشر الديمقراطية، أو بذريعة الشفقة بالشعوب العربية!!. فلو كان عند الغرب شفقة من هذا النوع: لما قسا على شعب عربي كامل وهو الشعب الفلسطيني: قسا عليه بتمكين إسرائيل من احتلال أرضه، وقسا عليه بدعم إسرائيل سياسيا وأدبيا وماديا ضد حقوق الشعب الفلسطيني وأمانيه في حياة حرة كريمة كسائر شعوب الأرض.. نعم.. نحن ضد كل تدخل خارجي في أي قطر عربي. ولقد كتبنا - في هذه الصحيفة - 57 مقالا ضد الغزو الغربي - بقيادة أميركا - للعراق. بيد أننا ضد «العوامل الداخلية المريضة» التي تتسبب في التدخلات الأجنبية.. وتمام هذه النقطة: أن النظام السوري إذا كان جادا أو صادقا في حكاية المؤامرة الأجنبية، فإن الموقف الصحيح القوي الشريف الصدوق الذي يسد كل طريق على كل تدخل أو مؤامرة أجنبية هو: الإسراع بتجريد «العدو المفترض» من كل ذريعة وتعلة، وذلك بتحقيق ناجز لمطالب الشعب السوري في الحريات العامة، والأمن، والكرامة، وسائر الحقوق التي للآدميين.. وأول هذه الحقوق وأولاها بالتقديم والتحقيق: الكف الناجز عن إراقة دماء الناس.

إن للإنسان حقوقا كثيرة، بيد أن محورها الأساس هو «حق الحياة». فإذا أهدر هذا الحق بالقتل: أهدرت - من ثم - الحقوق الأخرى كافة، لأنه لا يستطيع مقتول أو ميت أن يتمتع بحق الحرية مثلا.. وهل بلغكم أن موتى خرجوا من قبورهم يتظاهرون مطالبين بالحرية والكرامة؟!.

ومن أجل ماذا يقتل الإنسان ظلما؟.. من أجل الحزب؟.. أم من أجل الدولة؟. ولكن الدولة ذاتها - في المفهوم الصحيح - هي من أجل الإنسان. وليس العكس، بمعنى أن الدولة إنما وجدت لتحافظ - بادئ ذي بدء - على «حياة الإنسان»، فإذا قتلته لكي تبقى فإنها تفقد - بهذا السلوك الباغي - مسوغ وجودها، وأصل وظيفتها.. والإنسان الواحد الفرد يمثل النوع كله.. قد لا يستطيع طاغية سفاح أن يقتل 7 مليارات إنسان هم سكان الكوكب الآن، ولكنه بقتل واحد منهم ظلما، يقتلهم جميعا بنص الآية التي أنزلها خالق الإنسان جل ثناؤه: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»، ذلك أن الاستهتار بحياة إنسان فرد: ذريعة فكرية وعملية للاستهتار بحياة الناس جميعا.

إن الدم البشري عالي القيمة، مهيب الحرمة. ولذلك كان «أول ما يقضى بين الناس في الدماء» يوم القيامة كما نص على ذلك هذا الحديث النبوي الشريف.

 

من يبدأ الحرب هذا الخريف: إسرائيل أم سوريا؟!

سليم نصار/النهار

تتناقل الأندية السياسية والاعلامية في بيروت خبر اندلاع حرب مفاجئة في المنطقة. بينما يتحدث الصحافيون عن حتمية وقوعها استناداً الى مصادر مختلفة. ما هي حقيقة هذه المصادر، ومن الجهة التي ستبدأ الحرب؟

المصدر الأول كان الكاتب ام. جي. روزنبرغ الذي نشر مقالة تحت عنوان: اسرائيل تهاجم ايران في الخريف!

واستند في توقعاته الى ما قاله روبرت باير في برنامج "موجز الخلفيات" الذي تبثه قناة "لوس انجليس". وفي هذا البرنامج المعروف ذكر باير ان اسرائيل ستضرب مفاعلات ايران النووية خلال الخريف المقبل.

وفي تقديره ان اسرائيل ستورط الولايات المتحدة في حرب ثانية بعد حرب العراق، معرضة بذلك مصالحها الحيوية وقواتها العسكرية لخطر اعتداءات متواصلة.

ويعتبر باير الذي ارتكز روزنبرغ الى استنتاجاته، من ابرز عناصر وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) في منطقة الشرق الأوسط. وقد نشر منذ مدة كتاباً بعنوان "سيريانا" احدث ضجة في العالم العربي بسبب تناوله لمجريات الاحداث من زاوية المطلع على خفايا المنطقة واسرار زعمائها. ولهذا السبب تحولت فصول الكتاب الى فيلم مثير عهد الى الممثل جورج كلوني باداء دور البطولة فيه. وقد نال جائزة الاوسكار على ذلك الدور المشوق.

المصدر الآخر الذي اعتمده روزنبرغ، كان مستنداً الى معلومات صحيفة "معاريف" التي نقلت وقائع الخلاف السياسي الذي انفجر في اسرائيل بين الحكومة من جهة... وقادة اجهزة المخابرات من جهة اخرى. وقالت الصحيفة على لسان مخبرها بن كاسبت ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك عقدا جلسة مصارحة مع رؤساء الاجهزة الأمنية من اجل توضيح الحاجة الى ضرب المفاعلات النووية الايرانية.

وكان بين الحضور: مئير داغان، رئيس "الموساد"، وغابي اشكنازي، رئيس اركان الجيش، ويوفال ديسكن، رئيس منظمة "شين بات"، وعاموس يدلين، رئيس الاستخبارات العسكرية.

افتتح وزير الدفاع جلسة النقاش بعبارة محرجة قال فيها: إما الآن واما تأجيل هذه العملية الى الأبد. وتصدى له رئيس الموساد ليرد على لجاجته برسم صورة قاتمة عن احتمالات ردود فعل ايران وحلفائها في سوريا ولبنان وغزة.

ثم تناول داغان الموضوع من وجهة نظر الولايات المتحدة، مؤكداً ان اي هجوم يستهدف مفاعلات ايران النووية، سيعرض المصالح الحيوية الاميركية لخطر الانتقام. وهذا ما حذّر منه الرئيس باراك اوباما اثناء استقباله نتنياهو في زيارته الاولى لواشنطن.

وعاد الوزير باراك ليدافع عن موقف الحكومة، مذكّراً العسكريين بأن الوضع الحالي مع ايران لا يختلف عن وضع اسرائيل عام 1981 مع العراق. يومها اتخذ مناحيم بيغن قراراً بضرب المفاعل النووي العراقي. وعارضه في حينه شمعون بيريس وعازر وايزمان اللذان اعربا عن تخوفهما من تهديد صدام حسين بقصف تل ابيب. ثم توقف باراك قليلاً ليقارن بين الماضي والحاضر ويسأل مئير داغان: لو ان بيغن اخذ بمنطق بيريس ووايزمان لكنا سنواجه اليوم عراقاً مدججاً بالسلاح النووي!

وقاطعه اشكنازي مبيناً له ان ايران استفادت من تجربة العراق لتوزيع تجاربها على عشر مفاعلات مبنية في اماكن خفية متباعدة. ومعنى هذا ان تحديد اهداف القصف سيكون صعباً وربما خاطئاً. المهم ان النقاش الحاد لم يقنع العسكريين بأهمية تسديد ضربة استباقية وقائية لايران. وكانت النتيجة ان صرفوا من الخدمة وسط حملات اعلامية شارك فيها الرأي العام الاسرائيلي.

وبعد مرور فترة قصيرة على ذلك الاجتماع الفاشل، وقف مئير داغان على منبر "جامعة تل ابيب" ليدافع عن وجهة نظره ويتهم نتنياهو بالجنون. ورد عليه رئيس الوزراء بعبارة حملت كل اتهامات التخوين والجبن، واصفاً كلامه "بنباح كلب مسعور"!

ولكن القرار السياسي لا يصبح مؤثراً وفاعلاً الا اذا دعمه القرار العسكري التنفيذي وهذا ما توفر لخطة ضرب المفاعل النووي العراقي.

وبما ان العسكريين الجدد لم يوافقوا ايضاً على شن الحرب على ايران، فقد لجأ رئيس "الموساد" المعين حديثاً تامير فردو، الى خيار سلفه داغان. أي خيار تصفية عملاء الذرة الايرانيين والاقدام على اغتيالهم. وربما توقع داغان وخلفه من وراء هذا الخيار، تأخير انتاج القنبلة النووية الى حين نضوج ثورة المعارضة بحيث تنجح في الاستيلاء على الحكم والغاء المشروع الذري.

آخر ضحايا هذه النظرية كان العالم رضائي دوريذ الذي ارداه درّاج بخمس رصاصات، ثم توارى عن الانظار في العتمة مع رفيقه. وقد نفذت عملية الاغتيال في منطقة تقع خارج طهران.

آخر السنة الماضية قتل عملاء "الموساد" في ايران عالمين من علماء الذرة هما الدكتور فريدون عباسي ومسعود علي محمدي. وتعترف حكومة احمدي نجاد بأن هذه العمليات بدأت عام 2007 مع مقتل الدكتور اردشير هوسنبور الذي كان يعمل في مفاعل اصفهان.

ولم تكن حرب التصفيات الجسدية لعلماء الذرة في ايران، هي الوسيلة الوحيدة التي استخدمتها "الموساد" بالتعاون مع "السي آي إيه"، لوقف المشروع النووي، فقد زار نتنياهو موسكو بهدف اقناع قادة روسيا بأهمية تراجعهم عن المشاركة في انتاج القنبلة الايرانية. فإلى جوانب تأثيراتها الامنية على الهجرة المعاكسة من اسرائيل بسبب تهديدات الرئيس أحمدي نجاد، فإن توازن القوى يحرم الدولة العبرية من هيمنتها العسكرية.

وقد عبّرت واشنطن عن مخاوفها من نتائج امتلاك ايران القنبلة النووية، ومن احتمال انتشار هذا السلاح في دول المنطقة، بدءاً بمصر... مروراً بالسعودية، وليس انتهاء بدولة الامارات المتحدة.

يوم الاربعاء الماضي، اعلن الرئيس محمود احمدي نجاد ان بلاده اصبحت دولة نووية. واتهم شبكات التجسس الاجنبية بمحاولة زعزعة الامن الداخلي. وقال ان أهم انجازات حكومته خلال السنوات الماضية يتمثل في جعل ايران دولة نووية.

الديبلوماسيون في طهران، فسروا اعلان نجاد، بأنه محاولة سياسية لتخفيف الضغوط الخارجية على بلاده. ذلك انه اراد تطمين الدول الغربية ان ايران اصبحت دولة نووية تحاكي اليابان من حيث تقدمها في مجال الذرة. ولكنها مثل اليابان تملك مقومات صنع القنبلة من دون ان تصنعها بعد. اما على مستوى الأمن، فقد بعث الى "الموساد" برسالة سياسية واضحة مفادها ان المفاعلات لم تعد بحاجة الى الخبراء الذين تتعقبونهم وتغتالونهم.

يبقى الجانب المتعلق بروسيا التي اعلنت انها اوقفت تعاونها النووي مع ايران. ويقال في هذا السياق، ان موسكو وعدت واشنطن بسحب خبرائها من المفاعلات الايرانية مقابل مساعدتها على وقف نشاط معارضي الشيشان داخل روسيا، قبل انتخابات الرئاسة.

منذ 2007 يحاول المراسلون في طهران اكتشاف المصادر الخفية التي تزوّد "الموساد" بالمعلومات الصحيحة حول خبراء الذرة وأماكن وجودهم. وتزعم الصحف الاسرائيلية ان منظمة "سافاك" في عهد الشاه كان مرتعاً خصباً لـ"الموساد"، الأمر الذي ترك بعض العناصر التي تعمل في الخفاء تحت مظلة الجمهورية الاسلامية.

اضافة الى هذا ، فإن الجنرال الايراني على رضا أصغري، الذي فرّ الى الغرب، قدم معلومات غزيرة حول هذه العناصر. كما قدم لمستشار الأمن القومي ستيف هادلي (في عهد جورج بوش) ادلة قاطعة تتعلق ببناء مفاعل نووي في منطقة دير الزور السورية. وبما انه كان مكلفاً بدور المراقبة من قبل دولته ايران، فقد أعطت الاميركيين تفاصيل المشروع الذي أشرف عليه خبراء من كوريا الشمالية، ومولته طهران بمبلغ ملياري دولار. وعلى الفور بدأت الاقمار الاصطناعية الاميركية في تصوير الموقع. ولما تأكدت واشنطن من صحة المعلومات اعطت الضوء الأخضر لاسرائيل التي ارسلت طائراتها الحربية لتدميره. وبقي الأمر سراً لمدة طويلة، الى ان صدر كتاب ميخائيل زوهر ونسيم مشعال، ليكشف اسرار تلك المغامرة العسكرية تحت عنوان "الموساد... عمليات كبرى". وزعم الكاتبان ان الاسم الشفري لتلك العملية التي نفذتها طائرات "اف -15 "، كان "بستان الفاكهة".

بقي السؤال المتعلق بقنبلة ايران الذرية، وما اذا كان ما اعلنه الرئيس نجاد حول بلوغ بلاده مستوى الدول النووية، كافياً لرفع الحظر الاميركي عن قرار ضرب مفاعلات ايران؟!

يقول المراقبون ان نتنياهو قد يقدم على المغامرة من أجل نسف الجهود الدولية الرامية الى اعتراف العالم بدولة فلسطين اثناء الاجتماع السنوي للأمم المتحدة في أيلول المقبل. ولكنه في الوقت ذاته سيبقي خيار مهاجمة ايران مفتوحاً مع الحفاظ على الغموض بشأن توقيت التنفيذ، علماً بأن اهتمامه باعلان دولة فلسطين يفوق كثيراً اهتمامه بامتلاك ايران قنبلة نووية. تقول الصحف الفرنسية والبريطانية والالمانية، ان نظام الاسد ربما يكون المستفيد الأول من اندلاع حرب في المنطقة. وقد اعرب الرئيس بشار عن اسفه امام شخصيات لبنانية، لأن جنوده لم يشاركوا في انتصار "حزب الله" عام 2006. ولكن حاجته الى الحرب اليوم تفوق حاجته الى السلام قبل خمس سنوات.

بعض المحللين يناقض هذا التوجه باعتبار ان نصف الجيش السوري مستنفر لتنفيذ عمليات ضبط الأمن ومنع التمرد داخل اكثر من خمسين مدينة وبلدة وقرية. وعليه يرى العسكريون انه من الخطأ فتح جبهة خارجية اذا كانت الجبهة الداخلية معادية او مضطربة. المراسلون داخل سوريا يتطلعون الى محاولة الانقاذ من زاوية مختلفة. ذلك ان المعالجة السياسية في نظرهم لن تثمر الا اذا أقدم النظام على مغامرة جريئة توقف التململ الداخلي، وتحض الدول العربية على دعم سوريا في حال هاجمت اسرائيل بهدف استرداد الجولان. صحيح ان سوريا قد تتعرض لضربة انتقامية موجعة توجهها اسرائيل الى منشآتها الحيوية... ولكن الصحيح ايضاً ان الضربات الداخلية المتوقعة ستكون اقسى على وحدة البلاد وتماسكها الوطني. خصوصاً ان "حزب الله" سيجد في هذا المخرج فرصة ذهبية للتخلص من تبعات المحكمة الدولية!

(كاتب وصحافي لبناني)      

 

عون فوجئ بعدم التضامن معه في مشروع الكهرباء فهل يتكرّر ذلك عند البحث في التعيينات؟

اميل خوري/النهار     

لماذا استشاط العماد ميشال عون غيظاً بعد جلسة مجلس النواب الأخيرة؟ هل لأن لمجلس أرجأ إقرار اقتراح قانون البرنامج المقدم منه لانتاج 700 ميغاواط من الكهرباء بكلفة مليار و200 مليون دولار، أم لأسباب أخرى تضاف الى هذا السبب؟

في المعلومات أن العماد عون عندما توصل الى تعيين عشرة وزراء في حكومة 8 آذار ظن أنه أصبح جزءاً مهماً في السلطة خلافاً لما كان عليه في الحكومات السابقة، وبات في استطاعته أن تكون له الكلمة المرجحة في اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء وعند المصادقة على المشاريع في مجلس النواب. لكنه فوجئ بتصويت بعض حلفائه في الأكثرية الجديدة وتحديداً نواب "جبهة النضال الوطني" مع إرجاء بتّ الاقتراح مع أنه هو صاحبه وينبغي أن تفهم هذه الأكثرية معنى عدم تجاوبها معه. ولم يقتنع العماد عون بتبريرات صدرت عن النائب وليد جنبلاط في شرح موقف نواب كتلته بتأكيده أن هذا الموقف "تقني محض ولا علاقة له بالاصطفافات بين أكثرية وأقلية، وبالتالي يجب عدم تحميله تفسيرات عديدة لا يحتملها"، ولا اقتنع حتى بتبريرات الرئيس نجيب ميقاتي في تأجيل إقرار الاقتراح لمزيد من الدرس ولوضع مزيد من الضوابط لعملية الاتفاق حرصاً على الشفافية.

وبلغ الغضب لدى العماد عون حدّ دعوة الشعب إذا كان يريد الكهرباء، للنزول واحتلال مجلس النواب وسيكون معه بعدما استنفد كل الوسائل، لافتاً الى "أن بزّة الموالاة ضيّقة عليه وقد تتمزق في أي لحظة بسبب التعامل مع أشخاص بلا ضمير"... هذا الموقف التصعيدي أكمله وزير الطاقة والمياه جبران باسيل بالتحذير من أنه "في حال عدم الأخذ باقتراح الكهرباء فإن الازمة ستستفحل أكثر فأكثر".

والسؤال المطروح هو: "هل يذهب العماد عون بعد هذا الغضب الشديد الى حدّ التهديد بالاستقالة من الحكومة، أم أن إقرار مجلس النواب اقتراح القانون المتعلّق بالكهرباء بعد مرور 15 يوماً سوف يهدئ من روعه وغضبه إلا إذا أدخلت عليه تعديلات غير مقبولة وتتعلّق بضبط عملية اتفاق المليار و200 مليون دولار؟

لقد أمتحن العماد عون حلفاءه في الأكثرية الجديدة لمعرفة مدى تضامنهم معه من خلال اقتراح المشروع الذي تقدم به، وغضبه ليس ناجماً عن تأجيل إقراره فحسب، علماً أنه سيصار إلى إقراره في ما بعد، إنما لأن الصورة التي بدت أمامه لا تبشر بالخير خصوصاً وهو يأمل أن تكون حصته كبيرة في تعيينات وظائف الفئة الأولى، وهذا ما جعله يتساءل كيف له أن يضمن حصوله على هذه الحصّة إذا لم يصوّت الوزراء الذين يعتبرون أنفسهم مستقلين او وسطيين إلى جانبه عند طرح الأسماء التي يقترحها على مجلس الوزراء. فاذا كان العماد عون يحمل على عدد من الموظفين الاداريين والأمنيين الكبار ويطالب بمحاسبتهم مع علمه أن الأكثرية الوزارية قد لا تجاريه في طلبه لأسباب شتى، فإنه يأمل في أن يحصل لتعويضه ذلك على ترضية في الاسلاك الادارية والديبلوماسية والأمنية والعسكرية، كي يتغاضى في المقابل عن المطالبة بمحاسبة هؤلاء الموظفين كما تغاضى عن المطالبة بتعيين مسيحي مديراً عاماً للأمن العام. قريبون من الرئيس ميقاتي يقولون إن الحكومة التي تصفها قوى 14 آذار بحكومة "حزب الله" أو بحكومة اللون الواحد سوف تثبت بالعمل والممارسة أنها حكومة اللون الحيادي والوسطي خصوصاً في التعيينات، وأنها ليست حكومة أي حزب أو فئة بل هي حكومة تحرص على تعيين أصحاب الكفاية والجدارة والنزاهة وفق الآلية الموضوعة لهذه الغاية عندما يتعذّر الاتفاق على اسم واحد كما حصل حتى الآن، وينبغي ألا يظن أحد ان التعيينات ستعتمد سياسة الكيدية أو المحاصصة بين الوزراء وبين النواب والسياسيين في قوى 8 آذار بل سياسة الكفاية والنزاهة التي تتقدم أي اعتبار آخر.

الواقع أن التعيينات كانت دائماً وفي كل عهد سبباً لخلافات داخل الحكومة وخارجها، وحتى داخل الصف السياسي الواحد لأن القواعد الشعبية والحزبية تتعزز من خلال هذه التعيينات. فهل يمكن أن تتسبب بتطيير حكومة ميقاتي من الداخل إذا عمد وزراء العماد عون إلى الاستقالة إذا لم يحصلوا على حصتهم الكافية فيها؟ وهل يجاريهم وزراء "حزب الله" في ذلك؟

يرى بعض المراقبين ان العماد عون لن يقدم على طلب استقالة وزرائه من الحكومة ما لم يكن قد ضمن تضامن "حزب الله" معه لفرض استقالة الحكومة برمّتها، لأنه يخشى إذا ما استقال وزراؤه وحدهم أن يتم تعيين بدائل منهم إن لم يكن من قوى 14 آذار فمن خارج مجلس النواب فيصبح عدد الوزاء من خارج مجلس النواب في الحكومة يفوق عددهم من داخل المجلس. أضف أن "حزب الله" يوضع في هذه الحال أمام اختبار صعب إذا ما أصر العماد عون على استقالة وزرائه، إذ إن على الحزب أن يختار الوقوف مع الرئيس ميقاتي إذا كان يحرص على بقائه في السرايا، أو الوقوف مع حليفه العماد عون إذا كان يريد إخراج ميقاتي منها.

 

الاقتراح العوني لم يقنع الحلفاء عبر مبدأ التضامن

معركة تحقيق مكاسب لن تصدّع الحكومة

روزانا بومنصف/النهار

على رغم التصدع الذي أسبغته مواقف رئيس التكتل العوني العماد ميشال عون على الحكومة في مواقفه المعلنة او في أداء وزرائه في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء بسبب إصراره على إقرار اقتراحه للكهرباء الذي كان قدمه باقتراح قانون الى مجلس النواب وسقط في الجلسة التي عقدت منتصف الاسبوع المنصرم، فان مصادر وزارية لا تقيم وزناً كبيراً لمظهر التصدع، بمعنى التأثير على الحكومة وفق ما هدد به عون واحتمالات انفراط عقدها. إذ في مؤتمره الصحافي الاسبوعي الاخير، قال رداً على سؤال يتعلق بمواقف النائب وليد جنبلاط التي فسرها كثر بأنها قد تحمل تغييراً واحتمال تأثيرها على فرط الأكثرية "ان من يمكنه ان يلعب هذه اللعبة فليلعبها ولنر ما سيجري". فيما ذهب نفسه في اليوم التالي الى التهديد بفرط الحكومة لعدم استجابة مجلس النواب لاقتراح القانون الذي قدمه الى المجلس طالباً إعطاء وزارة الطاقة مبلغ مليار و200 مليون دولار، في ما عد موقفاً سياسياً وشعبوياً بامتياز، اذ كان لا قدرة أو غير مسموح لأحد راهناً بخربطة الوضع الحكومي بناء على ما أوحى، فضلاً عن غياب المصالح لدى فريق 8 آذار بأكمله في اظهار فشله في تسلّم البلد في حال أسقطت هذه القوى بنفسها الحكومة.

لهذه الأسباب بالذات لم تؤخذ هذه التهديدات بتطيير الحكومة أو الانسحاب منها على محمل الجد، بل يتم توظيف قدرة ضغط من أجل تحقيق أهداف محددة. لكن المشهد الحكومي بدأ يعكس إرباكاً، وفق ما يقول وزراء نتيجة اعتبارات متعددة، من بينها إظهار رئيس التيار العوني الحكومة كأنها ضده وهو يواجه معركة تستهدفه، في حين لا يتعدى الموضوع مناقشة مشروع للكهرباء تمهيداً لإعادته الى مجلس النواب. ومن بين هذه الاعتبارات أيضاً أداء لا يوحي الثقة في قدرة الأفرقاء المشاركين فيها على إدارة الأمور اليومية التي هي خارج القضايا أو الشؤون السياسية المربكة التي لا اتفاق لبنانياً حولها. إذ انه على رغم البيان الوزاري الطموح من حيث المبدأ، فان الحكومة تعطي انطباعات أنها حكومة غير مؤمنة باستمرارها على رغم بدء إعداد أعضائها عملياً ومادياً وبقوة للانتخابات النيابية المقبلة في 2013 على مستوى مباشر، وكأن هذه الانتخابات تجرى غداً، الى جانب الحديث عن إعداد قانون جديد للانتخابات. وقد برز هذا الارباك وتعزز في الايام القليلة الماضية في عدم تقديم الحكومة صورة واضحة لما يجري من حوادث متفرقة على الصعيد الأمني، بدءاً من موضوع خطف الاستونيين وصولا الى انفجار انطلياس، فيما يحرص وزراء على إظهار ضيق صدر فعلي بوسائل الاعلام، كان آخرها الضيق بتعامل وسائل إعلامية مع انفجار العبوة في انطلياس بعدما كان التحفظ في جلسات سابقة ولا يزال على أسلوب تعامل إعلامي يعزى بحسب الوزراء المعنيين بهذه التحفظات الى سوء فهم لما يجري في سوريا.

وحصد موقف عون ووزارئه في الحكومة الذين طالبوا المجلس أكثر من مرة بالموافقة في الجلسة التي عقدت الخميس على اقتراح قانون الكهرباء انتقادات وزارية كثيرة وخصوصاً في ضوء محاولة ممارسة ضغوط على الوزراء تقضي إما بالرد فوراً على رفض مجلس النواب للمشروع وإما بتهديد هؤلاء بالانسحاب من الجلسة. وهو أمر رفضه وزراء عدة أبرزهم وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي الذين حرصوا على تأكيد عدم وجود خلفية سياسية وراء اعتراضهم على اقتراح القانون، بما لا يجوز البناء عليه أو تحميله أكثر مما يحمل رداً على اعتبار وزراء عون ان التضامن معهم وتمرير الاقتراح أمر كان لا بد منه من ضمن حكومة الفريق الواحد.

ويضع الوزراء المعنيون اقتراح عون في خانة محاولة تحقيق مكاسب سياسية استعداداً للانتخابات النيابية المقبلة، من خلال اقتراح القانون الذي تشوبه ثغر قانونية، لجهة ان سقف الانفاق تحدده السلطة التنفيذية وليس مجلس النواب، الى جانب ثغر تقنية أخرى تطرّق إليها النواب في الجلسة، في حين لم يرد زعيم التيار العوني ان يسجل عدم الفوز باقتراح تقدّم به شخصياً ولم يقدمه أحد نوابه ربما من أجل ضمان الموافقة عليه من الاكثرية النيابية الحالية وعدّه ضربة له من حلفائه، قبل ان تكون من المعارضة، بحيث رغب وزراؤه في الرد عليها عبر قرار للحكومة متضامنة كخطوة مباشرة. وحين فشل ذلك جرت محاولات من أجل عقد جلسة لمجلس الوزراء السبت او الثلثاء، اي قبيل الجلسة الاسبوعية يوم الخميس المقبل من أجل إرضائه، لكنها محاولات لم تنجح بعدما رفض وزراء الضغط عليهم من أجل إقرار القانون بالقوة، وخصوصا في ظل خطاب سياسي على طاولة مجلس الوزراء وردت فيه عبارات رآها بعض الوزراء مهينة في حق النواب. وقد طرحت تساؤلات عن أسباب هذا الالحاح ما دام المجلس أمهل الحكومة خمسة عشر يوماً للعودة الى المجلس بمشروع الكهرباء، ولا تزال المهلة متاحة أمام مجلس الوزراء، وخصوصا ان مشكلة الكهرباء لن تحل في الأيام القليلة المقبلة. ولا تستطيع الحكومة التسليم بمشروع هو من ضمن خطة برنامج لسنوات عدة يفترض ان تلحظ له اعتمادات تباعاً. فهل تخاض مجدداً معركة من ضمن الحكومة بين أفرقائها، كما إبان تأليفها، في محاولة تسجيل النقاط والمكاسب، علماً ان أحداً في المعارضة او في الأكثرية لا يرفض مشروع تحسين الكهرباء؟ هذا ما يعتقد كثر أنه المسألة برمتها.

 

عرضت تقديم معلومات موثقة عن القمع الدامي 

إسرائيل مستعدة لسلام مع النظام السوري الجديد

حميد غريافي/السياسة

ابلغت دولة خليجية انقلبت فجأة على النظام السوري الذي كانت تحتضنه منذ سنوات وتمده بملايين الدولارات دعما مباشرا ومشاريع عمرانية واقتصادية وتجارية في المناطق السياحية الشمالية السورية, قيادات في المعارضة السورية في الخارج وقادة بارزين في التظاهرات, ان حكومة بنيامين نتانياهو الاسرائيلية "اعربت مرات عدة خلال الاشهر الاربعة الماضية عن حسن نواياها في التخلي عن دعم نظام بشار الاسد الذي كانت تعتبره ضمانة لاستقرارها في المنطقة, مقابل توقيع معاهدة سلام شاملة مع سورية على غرار معاهدتي السلام مع مصر والاردن, واستنادا الى مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة بيروت العام 2002 والمبادرات الاميركية والاوروبية في اقامة دولتين اسرائيلية وفلسطينية جنبا الى جنب".

ونقل احد قادة "المجلس العالمي لثورة الارز" في نيويورك عن ديبلوماسي في الوفد الاميركي بمجلس الامن قوله "اننا تبلغنا من الاسرائيليين انهم يؤيدون وساطة الدولة الخليجية بين المعارضات السورية في الداخل والخارج والدولة العبرية بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين بعد سقوط نظام بشار الاسد, وان الاسرائيليين ابدوا استعدادا لتقديم معلومات موثقة ومصورة من عملائهم واقمار تجسسهم الصناعية في سورية عن الجرائم التي يرتكبها هذا النظام ضد الشعب الاعزل, كما انهم باتوا مستعدين لدعم مطالب الدول الاوروبية والاميركية للضغوط على بعض حلفاء اسرائيل في مجلس الامن لإدانة الاسد وجماعته". وكشف الديبلوماسي الاميركي النقاب عن ان "القوى الديمقراطية في لبنان التي تعارض حاليا حكومة "حزب الله" برئاسة نجيب ميقاتي, ابدت استعدادها لحل كل المشكلات العالقة مع اسرائيل اذا حصل اتفاق مع النظام السوري الجديد, مثل الانسحاب من مزارع شبعا والغجر ومرتفعات كفر شوبا, واذا تراجعت تل ابيب عن تحرشاتها بلبنان في المياه الاقليمية وسمحت له بموجب اتفاقات موقعة بالبدء بالتنقيب عن النفط والغاز اللذين يقال انهما موجودان بكميات هائلة". وقال الديبلوماسي لقيادي اللوبي اللبناني في واشنطن ان "تقديراتنا تتحدث عن ان العام 2012 المقبل سيكون عام السلام السوري - اللبناني مع اسرائيل, كما قد يتوسع ليشمل ليبيا وتونس ومعظم دول مجلس التعاون الخليجي في خطوات دراماتيكية لحل ازمة الشرق الاوسط المستمرة منذ اكثر من ستين عاما". واكد قيادي "ثورة الارز" ان الاميركيين والاوروبيين والعرب - خصوصا الخليجيين "لا يعتقدون ان يعود لبنان لينتقل انتقالا سلميا الى النظام الديمقراطي الذي فقده قبل اشهر بالحيلة والخداع من جانب "حزب الله" وحلفائه وبينهم ميقاتي نفسه, وانما لا يستبعدون حربا اسرائيلية لإخراج "حزب الله" من صورة المنطقة بشكل نهائي خصوصا بعدما خسر جناحه الشرقي السوري الذي كان يمده بالحياة, وبعدما اصيب حليفه الايراني في مقتل بخسارته هو الآخر حليفه الوحيد في محور الشر المتمثل بآل الاسد وحزبهم البعث".

 

سقوط نظام دمشق سيؤدي حكماً إلى إطاحة حكومة ميقاتي - "حزب الله"

توقعات بلجوء عشرات آلاف البعثيين من سورية إلى لبنان

حميد غريافي/السياسة

توقعت اوساط امنية وحزبية لبنانية "الا يترك سقوط النظام السوري المتوقع تأثيرات وانعكاسات خطيرة على الساحة اللبنانية رغم تأثرها جزئيا بهذا الانهيار الهائل", داعية اللبنانيين الى عدم توتير الاجواء مع او ضد بشار الاسد وجماعته لأنهم راحلون لا محالة, وبالتالي فإن رد الفعل الوحيد الذي قد يحدث هو استقبال بعض الفئات الحليفة لدمشق مثل "حزب الله" و"حركة امل" والتيار العوني والاحزاب والتيارات الجانبية المدعومة من استخبارات البعث السوري, الذين سيهربون الى لبنان ويطلبون اللجوء السياسي بأعداد كبيرة جدا قد توازي اعداد البعثيين العراقيين الذين فروا الى سورية والاردن ولبنان ودول اخرى في الخليج والعالم العربي واوروبا بعد سقوط نظام صدام والبالغ تعدادهم مئات الآلاف".

وقال مسؤول امني لبناني رفيع المستوى ل¯"السياسة" في اتصال به في بيروت من لندن امس ان "المشكلة الكبرى التي ستنجم عن سقوط الاسد ونظامه هي تخلي "حزب الله" كليا عن جبهة الجنوب مع اسرائيل والاستدارة النهائية لتمتين اقدامه في الداخل اللبناني لبسط سيطرته الكاملة على كل لبنان, اعتقادا منه انه سيكون المستهدف التالي بعد حكم البعث في سورية بحيث يحول البلد الى مركز لكل الخارجين على القانون من بعثيين سوريين سياسيين وامنيين وعسكريين وفلسطينيين من "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"فتح الانتفاضة" و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" وفصائل ما هب ودب من امثال هؤلاء, تماما كما كان ياسر عرفات حول لبنان منذ اواخر الستينات الماضية وحتى طرده العام 1982 على يد ارييل شارون الذي احتل بسببه اول عاصمة عربية, بيروت, الى "فاكهاني" ارهابية ومأوى للقتلة والمجرمين الذين تخرجوا في "معاهد" سورية وألمانيا الشرقية ورومانيا وروسيا (الاتحاد السوفياتي) ودول اميركا اللاتينية الماركسية".

وتوقع المسؤول الامني ان تبلغ "مخاوف حسن نصرالله وجماعاته الشيعية على مصيرهم ومستقبلهم بفقدانهم شريان حياتهم السوري حدود الاقدام على مغامرة جديدة ضد فئات لبنانية تطالبهم بنزع اسلحتهم والانخراط في الدولة والتخلي عن اضغاث احلام الدويلة الايرانية تحت ظل الولي الفقيه, على اعتبار انهم هزموا بزوال سندهم السوري الذي ادى الى قطع اتصالاتهم المباشرة بإيران, الا ان قوى "14 آذار" لن تكون لقمة سهلة الابتلاع والهضم بعدما سلحت نفسها حتى الاسنان, ومازالت, بل على العكس يمكن ان تؤدي اي مغامرة من حسن نصرالله الى زوال حزبه عن الساحة اللبنانية اذا دخلت "سورية الجديدة" في المعركة ضده في لبنان".

وكشف نائب حزبي يميني لبناني ل¯"السياسة" بدوره في بيروت النقاب امس عن ان حكومة نجيب ميقاتي "التابعة لسورية وايران (حزب الله), ستسقط في البرلمان مع سقوط نظام الاسد, اذ من المتوقع ان ينزح عدد لا بأس به من نواب احزاب وتيارات "8 آذار" السورية - الايرانية الى صفوف خصومهم في "14 آذار", وفي طليعتهم وليد جنبلاط.

وتوقع النائب الحزبي التابع "للقوات اللبنانية" ان يؤدي "التجاذب الداخلي الناجم عن سقوط نظام البعث في سورية, بين حزب الله والعاملين تحت عباءته وبين قوى ثورة الارز الى تشكيل حكومة جديدة من قوى "14 آذار" (من لون واحد) على انقاض حكومة ميقاتي الذي سينزح حلفاؤه الطرابلسيون الثلاثة مرة اخرى الى قواعدهم في قوى "14 آذار", تمهد لإجراء انتخابات نيابية في البلاد قبل منتصف العام المقبل قد تكون نتائجها متأثرة تأثرا واضحا وخطيرا بنتائج حل حزب البعث والتنكيل بقادته وآلاته العسكرية والامنية

 

مجلس الكنائس العالمي يدعو إلى وقف القوة العشوائية ضد السوريين

جنيف - كونا: أعرب مجلس الكنائس العالمي, أمس, عن قلقه العميق حيال تطور الصراع في سورية على جميع المواطنين باختلاف انتماءاتهم وعقائدهم, مناشداً جميع الأطراف نبذ العنف واعادة تكريس الجهود للحوار والسلام. وأكد الامين العام للمجلس القس اولاف فيكسه تفايت, في بيان صدر في جنيف أمس, ضرورة أن يكف الجيش والأجهزة الأمنية في الحكومة عن الاستخدام العشوائي للقوة وضمان حقوق المواطنين في حرية التجمع والتعبير والسعي لتحقيق تقدم سياسي.

وشدد على أن من واجب جميع الحكومات حماية أرواح وكرامة مواطنيها وحماية حقوق الانسان والحريات الأساسية, مؤكداً ضرورة انهاء العنف والدخول في عملية حوار تؤدي الى التغيير الديمقراطي. وأضاف ان السلام هو قيمة أساسية في جميع الأديان, داعيا جميع الذين وقعوا في دوامة المواجهة المأساوية داخل سورية الى وقف العنف والقتل والسعي نحو سلام عادل للجميع.

 

100 سعودي في سجون المخابرات السورية من دون تهم

أكد مصدر حقوقي سوري وجود نحو 100 معتقل سعودي في السجون السورية التابعة للمخابرات من دون تهم محددة, أو معرفة أماكن احتجازهم.

ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن المصدر توضيحه أن إخفاء المعلومات وصعوبة التحقق منها يعوقان معرفة إن كان عددهم يفوق ذلك, مشيراً إلى أن المعتقلين السعوديين في السجون السورية كان عددهم نحو 200 قبل مجزرة سجن صيدنايا, التي أعقبها منع الزيارة للسجناء لأكثر من عام ونصف العام مع إخفاء المعلومات عن مصير معتقلين سعوديين وعرب في أقسام أخرى. وأشار المصدر إلى إعدام المخابرات السورية عدداً من المعتقلين في سجن صيدنايا, إلا أنه طمأن السعوديين أن لا أحد منهم ضمن أسماء المعدمين, وإنما جميعهم سوريون.

وأفاد أن بعض المعتقلين السعوديين نقلوا إلى مراكز للتحقيق, تمهيداً للإفراج عنهم, من دون أن يتحقق ذلك حتى الآن ولم تتوافر عنهم أي معلومات, إضافة إلى أن أماكن اعتقالهم لا تزال غير معروفة بعد عملية النقل. وكانت السفارة السورية في الرياض أصدرت بياناً, الأربعاء الماضي, نفت فيه اعتقال السعوديين في سورية بناءً على جنسيتهم, وحددت عددهم بأربعة عشر معتقلاً, وهي معلومة صحيحة أعلنتها السفارة السعودية, إلا أنها تمثل القائمة التابعة لوزارة الداخلية السورية فقط دون السجون التابعة للمخابرات السورية. وكان رئيس جمعية حقوق الإنسان السعودية مفلح القحطاني قال في وقت سابق لموقع "العربية" الالكتروني إن المعتقلين كانوا متواجدين في سورية قبل اندلاع الثورة, و"لكن تخوف الأسر زاد على أولادها بعد الأزمة".وأعرب عن أمله ألا يتسبب الموقف السعودي الحازم رفضاً لما يقوم به الأمن والجيش السوري ضد مواطنيه في زيادة تعقب السعوديين وإيذائهم.

 

وفد المحكمة الدولية التقى عائلة حاوي  

مصطفى بدر الدين متورط في جميع الجرائم المرتبطة باغتيال الحريري

بيروت - المركزية: على وقع تحذيرات ديبلوماسية من دقة المرحلة المقبلة على لبنان بفعل ما قد تتكشف عنه تفاصيل القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري المتوقع إعلانه نهاية الشهر الجاري وإمكان إصدار القرارات الظنية في الجرائم المرتبطة بمحاولات اغتيال الوزيرين السابقين النائب مروان حمادة والياس المر واغتيال جورج حاوي, تابع وفد لجنة التحقيق من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الاستماع الى المعنيين, والتقى أمس في حضور المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا أرملة الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي وابنته نارا التي قالت بعد اللقاء الذي استمر ساعة: "انها تبلغت رسميا ما أذيع في الاعلام عن ترابط قضية اغتيال والدها بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري".

وعما إذا كان طلب منها توكيل محامين, قالت "ان ذلك سيتم في مرحلة لاحقة, وانها لم تتخذ صفة الادعاء الشخصي".

بدوره, التقى القاضي ميرزا عائلة غازي بوكروم الذي قضى في محاولة اغتيال النائب حمادة.

وأوضحت مصادر مطلعة أن قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة القاضي دانيال فرانسين وبعدما اطلع على المستندات والوثائق التي قدمها المدعي العام القاضي دانيال بلمار إليه اقتنع بضرورة ضم الملفات الثلاثة في قضايا حمادة والمر وحاوي الى جريمة اغتيال الحريري, متوقعة صدور جديد في الجرائم الثلاث المترابطة الأربعاء المقبل.

وفي معلومات مستقاة من مصادر أمنية, فإن الأجهزة المختصة تفقدت مراكز العناوين المذكورة في مذكرات التوقيف الأربع في حق المتهمين في "حزب الله" وعادت بإفادات أكدت عدم العثور عليهم استناداً الى استقصاءاتها وافادات المعنيين من مخاتير ورؤساء بلديات. وأشارت الى تنفيذ مداهمات لعدد من المواقع التي ترددت معلومات عن إمكان تواجدهم فيها ثبت انها مغلوطة, وان المتهمين الأربعة موجودون خارج لبنان استناداً الى جدول الذهاب والإياب من لبنان واليه الذي حصلت عليه من الأمن العام اللبناني. وفي معلومات لقوى سياسية في المعارضة, فإن ثلاثة من المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الحريري متورطون في محاولة اغتيال الوزير الياس المر وباستثناء أسد صبرا, فالثلاثة الآخرون متورطون في شكل من الأشكال. وفي جريمة مروان حمادة وجورج حاوي قالت المصادر, ان اثنين من الأربعة شاركوا في الإعداد للعمليتين, علماً أن مصطفى بدر الدين ورد اسمه على لائحة المتهمين في الجرائم الثلاث.

 

طنطاوي تفقد الجنود في ميدان التحرير  

القاهرة - د ب أ, أ ش أ: وصلت إلى شبه جزيرة سيناء المصرية, أمس, تعزيزات أمنية غير مسبوقة تضم قوات من الشرطة مدعومة بقوات من الجيش, لحماية المقرات الأمنية بعد تكرار الاعتداءات عليها من قبل مسلحين. وشوهدت مركبات ومصفحات وأكثر من ألفي شرطي وجندي في حافلات خاصة جرى نشرهم حول مقرات الأمن في مدينة العريش, عاصمة محافظة شمال سيناء, وخاصة قسم شرطة ثان العريش وديوان المحافظة ومديرية أمن شمال سيناء, تحسباً لهجمات محتملة من قبل الخارجين على القانون والبلطجية وجماعات التكفير.

وقال محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبد الوهاب مبروك إن "تلك التعزيزات الأمنية غير المسبوقة هي للدفاع عن الأشخاص والممتلكات, وكذلك مقرات الأمن الحيوية, فهي قوات ردع فقط وليست قوات قتال وهجوم على أحد", مضيفاً "نحن لا نحارب أهلنا في سيناء, وهذه القوات لن تذهب الى جبال سيناء وتقاتل هناك, فهي للردع وحماية الأرواح والممتلكات من البلطجية والخارجين على القانون". وحذر من أنه "لا تهاون مع أي أحد تسول له نفسه الهجوم على الأرواح والممتلكات والقيام بأعمال البلطجة والفتن في سيناء, أو القيام بأي أعمال خارجة على القانون". وبشأن تسمية هذه العملية أو التعزيزات بعملية "نسر", أكد المحافظ أنه لا يوجد أي عمليات أو مسمى بهذا الاسم, مضيفاً ان "التصريحات التي نشرت عن السلفيين في سيناء غير صحيحة فهم منضبطون ولا خوف منهم مطلقاً, وهم يقومون بحل المشاكل فقط عن طريق الشرع والفتوى ولا يوجد بينهم مسلحون أو مقاتلون كما يدعي البعض, وليس بينهم 6000 مقاتل او حتى 6 مقاتلين وهم يساعدوننا في العمل على حل المشاكل اليومية بين الأهالي".

من جانبه , قال مدير أمن شمال سيناء اللواء صالح المصري إن "تعزيزات الأمن التي وصلت شبه جزيرة سيناء وخاصة مدينة العريش لها كامل الصلاحيات في التعامل مع الخارجين على القانون ومثيري البلطجة", مضيفاً ان "تلك القوات تقوم ايضا بحماية المنشآت والأرواح وتدعيم قوات الأمن المتواجدة هناك, وهي مستعدة لمطاردة الخارجين على القانون, ولها أيضاً مهام أخرى لا يمكن التصريح بها لسرية هذه المهام وللمحافظة على نجاح تلك التعزيزات الأمنية". من جهة أخرى, زار رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي, أمس, ميدان التحرير في وسط القاهرة. وتفقد طنطاوي, الذي يدير عمليا البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي, الجنود المنتشرين في هذا الميدان الذي شهد ابرز التجمعات التي كانت تطالب بإسقاط مبارك, وذلك قبل ساعات من موعد افطار دعت اليه نحو 30 مجموعة سياسية وصوفية في الميدان لإعلان التمسك بإقامة الدولة المدنية, رداً على تجمع حاشد اقامه الاسلاميون في الميدان نفسه في التاسع والعشرين من يوليو الماضي.

 

حمامات الدم السوري وأحلام السيد المهري!

داود البصري/السياسة

ما يدور في سورية من فظائع دموية أمر شنيع  مرفوض إنسانيا و سياسيا فيما أبهرت الثورة الشعبية السورية الكبرى العالم بتضحياتها الدموية وببسالتها  وشجاعتها المنقطعة النظير, و التي كانت وسام شرف عظيم وهدية قيمة من الشعب السوري للشعوب الحرة في العالم باعتبارها قيمة حضارية وإنسانية كبرى , فمقاومة حكم الجريمة و الاستبداد وطواغيت العصر هو من أهم سمات الفكر الإسلامي و الإنساني التحرري , و أعتقد أنه لا يوجد أي عاقل في العالم لا يعرف الطبيعة الحقيقية و السادية والدموية للنظام البعثي السوري, ولا يجادل أحد, بمن فيهم أقطاب النظام الإيراني ذاتهم وهم الحلفاء المخلصون لنظام آل الأسد, من أن ذلك النظام هو نظام متوحش بالفطرة و السليقة و العقيدة, ولكنهم في حالة تحالف مصلحي معه, فالغاية عند الإيرانيين تبرر الوسيلة, العقلية الفارسية كما نعرفها عن قرب هي عقلية براغماتية ذكية للغاية تأخذك للبحر و تعيدك عطشاناً , ولكن الغريب إن مواقف بعض الجماعات الدينية المحسوبة على المعسكر الإيراني قد خلطت السياسة المصلحية بالعقيدة الشرعية , ولأكون أكثر صراحة و تحديدا فأنا أعرف, و الجميع يعرف, بأن الفكر السياسي الشيعي هو فكر متحرر و تقدمي و مناهض للاستبداد و للتفرعن عبر التاريخ المدون, و أنا أتحدث عن فكر مكتوب و معروف, وليس عن أنظمة سياسية تتحدث بلغة المصالح وتمارس التقية و الديبلوماسية الفجة أو المجاملة البعيدة المدى.

لقد كان الشيعة الأوائل عبر التاريخ رمزا للثورة من أجل الإصلاح و المصلحة العامة, وكانت ثورة إمامنا و سيدنا الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) و أهل بيته الكرام عنوانا شاملا لثورة الكرامة من أجل الدفاع عن المباديء و القيم الإسلامية الحقة.

الإمام الحسين فضل الشهادة و القتل و السبي على التنازل عن المبدأ أو بيع الآخرة من أجل الدنيا. لم ينطلق الإمام في ثورته من أهداف دنيوية كالسلطة و المال, بل كان لطلب الإصلاح في أمة جده رسول الله ( ص ) , أسوق هذه المقدمة لأؤكد على فجيعة الفكر الشيعي الحر المتحرر بأولئك الذين وقفوا ويقفون مع النظام السوري البعثي القاتل, و يعتبرونه رمزا للصمود والممانعة و يسخرون من دماء الشهداء السوريين, بل و يعتبرونهم إرهابيين و قتلة لمجرد أنهم طالبوا بحقهم في الحياة الحرة الكريمة, وفي التخلص من ربقة الإستعباد, و حكم المخابرات و الجلاوزة من الذين لا يعرفون الدين ولا يقيمون وزنا للإسلام أو الإنسان, أو لأي مبادىء إنسانية.

حرام أن تشوه مواقف الطائفة الشيعية الكريمة بمواقف مصلحية و إنتهازية لقوم لا يتحدثون من منطلق فقهي واضح وصريح, بل من منطلق مصلحي و سياسي, و أنا أعني بذلك السيد وكيل المراجع الشيعية في الكويت محمد باقر المهري الذي أعلن عن براءة النظام السوري الدموي من جرائمه والذي قابل رأس النظام القاتل ليبشره برؤاياه و برؤيته في الحلم, وهو يحمل سيف ودرع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام وكرم الله وجهه), لماذا يخلط المهري الدنيا بالآخرة ? و لماذا يتجاوز بكل سهولة على خيارات شعب حر له مصلحة حقيقية و مباشرة في التغيير ? ولماذا يستعدي الشعب السوري أو قسما كبيرا منه على الطائفة الشيعية البريئة من تقديس الطغاة بل أن الشيعة يلعنون الطواغيت عبر التاريخ و عقيدتهم واضحة وصريحة و لا تحتمل التأويل و لا المداهنة و لا النفاق.

المهري لا بد أنه يتحدث من واقع موقعه السياسي كأحد أعضاء المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق, وهو المجلس السياسي المؤسس إيرانيا و المرتبط بأجهزة الدولة الإيرانية كما نعلم , والمهري في تبرئته للنظام السوري لا يمثل في الحقيقة سوى نفسه, ولا يعبر سوى عن رأيه, و لا يمثل عموم الشيعة بأي حال من الأحوال لأنه يتحدث بإيجابية ودفاع عن طاغية بعثي أهدر دماء المسلمين, و هو يدعم و يأوي و يساند أيضا فلول البعثيين العراقيين, بل جعلهم جزءا من آلته السلطوية? فهل يرتضي المهري لنفسه أن يكون عضوا في قيادة البعث, القومية السورية? وهل يصطف إلى جانب دولة وحزب البعث وهو يسير في طريق النهاية و الإضمحلال مشيعا بلعنات الشعب السوري و كذلك الشعب العراقي?

من حق المهري أن يدافع عن قناعاته الشخصية وعن صداقاته برؤوس النظام و لكن لا يحق له أبدا توريط الطائفة الشيعية في مغبة مواقف غير مسؤولة ستكون لها تبعاتها المباشرة و المؤلمة على حياة الملايين من الأبرياء.

 النظام السوري البعثي إلى سعير مؤكد , ولو كان المهري يقرأ التاريخ و يستوعبه لفضل الصمت على فضيحة التواطؤ و دعم نظام الإرهاب و الجريمة , على المهري أن يعتذر للشعب السوري قبل أن يلوت وقت مندم, أما مواقف الاخرين من أصدقاء و أحباب النظام الإيراني المعروفين في الكويت و الخليج العربي فإن لها أسبابها السياسية المباشرة.

كبوة السيد المهري كبيرة للغاية وعليه بتدارك الموقف فأحلامه الخاصة ينبغي أن تكون حبيسة صدره , ومصلحة المسلمين الشيعة تطغى على كل مصالح دنيوية اذ لم يعد للنظام السوري ما يقدمه لحلفائه سوى التوريط و التورط.. فلا حول ولاقوة إلا بالله.               

* كاتب عراقي              

 

صلاح حنين: دعا المتهمين الاربعة الى اثبات براءتهم من خلال المحكمة الدولية

الامور متجهة الى محاكمة غيابية... و على المحكمة توخّي الحذر في طريقة اعلان القرار الإتهامي  

سلمان العنداري/موقع 14 آذار

رأى النائب السابق صلاح حنين ان "مستجدات وتطورات كثيرة ستتلاحق على صعيد المحكمة الدولية، ومعلومات وعناصر جديدة سيُكشف عنها في الايام والاسابيع القليلة المقبلة، واعلان جزء من القرار الاتهامي سيكون اول الغيث" مُتوقعاً ان " يُنشر بشكل متدرج وعلى دفعات".

حنين وفي حديث خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني، دعا المحكمة الدولية الى توخي الحذر في طريقة اعلان القرار الاتهامي "على اعتبار ان نشر بعض المعلومات الحساسة في القرار الاتهامي من شأنه الاضرار بسلامة بعض الاشخاص المعنيين بالتحقيق كالشهود والمشتبه بهم، بالاضافة الى بعض العناصر الاساسية الاخرى، وقد يؤدي الى الاضرار بالتحقيق بحد ذاته، ولهذا فلا بد من توخي الحذر في طريقة الاعلان حتى لا يكون هناك اي عواقب جانبية".

ولفت حنين في حديثه الى انه "في حال تقاعصت الدولة اللبنانية ولم تتعاون بالشكل المطلوب مع المحكمة الدولية، سيعمد الرئيس كاسيزي الى رفع تقرير خاص الى مجلس الامن في الامم المتحدة يُبلغهم فيه بحقيقة تعاطي السلطات اللبنانية، وحينها يحق لمجلس الامن استصدار قرار دولي يجبر لبنان على التعاون بشكل او بآخر على اعتبار ان القرار رقم 1757 المتعلق بإنشاء المحكمة يندرج تحت الفصل السابع الذي يُحتم التعاون والإلتزام".

واكد حنين ان "المحكمة الخاصة بلبنان تعمل بجدية كبيرة من اجل تحقيق العدالة ومحاكمة المرتكبين، فلا يظنن احد ان المحكمة عاجزة وغير قادرة على تحقيق هذه العدالة. وكما قال رئيس المحكمة انطونيو كاسيزي "لا شيء اطلاقاً قد يحيد المحكمة عن مهمتها او قد يمنعها من الاضطلاع بها"، لان قطار الحق والعدالة والحقيقة انطلق ولم يعد بمقدور احد ان يعرقلها او يقف بوجهها". واضاف: "ان هذه المحكمة بزخمها وبإمكاناتها الهائلة ستنجح في تحقيق العدالة في السنوات القليلة من خلال المحاكمات التي ستُجرى على مرأى ومسمع من كل العالم، وبالتالي فإن التسويق لنظرية المؤامرة والتواطؤ عبر المحكمة لا محل لها من الصحة، كما يتعين على المجرمين ان يعوا ان المحكمة ستلاحقهم وان العدالة ستقتص منهم طالما هم على قيد الحياة". وقال: "لقد تعودنا في بلاد الشرق والعالم العربي على الهروب الى الامام وعلى عدم الاكتراث للعدالة وعلى التغاضي عن مبدأ المحاسبة، الا ان المحكمة الدولية اليوم ستعيد صياغة هذه المفاهيم القديمة والنمطية، وستؤكد للعالم اجمع ان ثقافة القانون قادرة على ردع المجرمين وعلى وقف النزيف المستمر، وعلى وضع حد للإغتيال السياسي في كل مكان".

ورفض حنين مقولة ان "المحكمة مسيسة"، فاعتبر ان "المحكمة الخاصة بلبنان من المؤسسات التي تعتمد الشفافية والصدق والصرامة والوضوح، وطريقة تعاطيها مع الامور تُثبت ذلك، وبالتالي فإن القول بأنها مسيسة وتخضع لقرارات سياسية من هنا وهناك لا اساس له من الصحة، خاصة وان المدعي العام ورئيس المحكمة كانا قد اكدا في اكثر من تصريح على ان القرار الاتهامي مبني على دلائل وقرائن ومعلومات اكيدة ومتينة وموثقة".

وعلّق حنين على الكتاب المفتوح الذي اصدره رئيس المحكمة انطونيو كاسيزي الذي توجه من خلاله الى المتهمين الاربعة في قضية اغتيال الحريري "بهدف اعلامهم بحقوقهم وحضهم على المشاركة في المحاكمة"، فإعتبر ان "المحكمة ستعطي الفرصة لكل متهم للدفاع عن نفسه ولاثبات براءته"، داعياً "المتهمين الاربعة الى تسليم انفسهم والى الدفاع عن انفسهم واثبات براءتهم بدلاً من التواري عن الانظار والتفلت من العدالة". واذ لفت حنين الى ان "المحكمة ستبلغ الانتربول الدولي بمذكرات التوقيف، وستعمد الى نشر الصور والمعلومات المتعلقة بالمتهمين الاربعة على كل الوسائل الاعلامية، وعلى شبكة الانترنت"، توقّع "ان تتجه الامور الى محاكمة غيابية عند فشل محاولات العثور على المتهمين الاربعة".

 

"14 آذار" تستغرب تعاطي الحكومة مع الجرائم المتنقلة: نطالبها بوقف تغطية الجهات التي تقف وراء المجرمين   

عبرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار عن استغرابها وشجبها للأسلوب الذي تتعاطى به الحكومة اللبنانية مع الجرائم المتنقلة الى انفجار انطلياس الخميس مرورا بانفجار الرويس في الضاحية الجنوبية، وتعمدها إخفاء الحقائق عن الرأي العام اللبناني من خلال تسخيف الوقائع وتحويرها تارة بكلامٍ عن انفجار قاروة غاز وتارة بخلاف مالي بين شخصين.

وأضافت في بيان استثنائي لها: "لقد جاء إدعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على مجهولين بالإشتراك مع القتيلين اللذين سقطا في انطلياس الخميس في إعداد عبوة ناسفة لتفجيرها ليدحض الرواية الرسمية التي طلعت بها الحكومة على اللبنانيين عن خلاف مالي بين شخصين استخدمت فيه قنبلة يدوية، وليظهر تعمد الحكومة اللبنانية تحوير الحقائق بما يؤدّي الى إخفائها". وطالبت الأمانة العام لقوى 14 آذار الحكومة اللبنانية بوقف سياسة تغطية الجهات التي تقف وراء المجرمين وعمليات الإعتداء والتفجير التي تستهدف اللبنانيين بأرواحهم، والمبادرة فورا الى اتخاذ الإجراءات الدستورية اللازمة لمحاسبة المسؤولين السياسيين عن تحوير الحقائق وإخفائها، ومصارحة الراي العام بحقيقة الأمور، واتخاذ الأجراءات القانونية والقضائية والأمنية اللازمة لحفظ حقوق الناس، ومنع السلاح من التحكم بحياة اللبنانيين، ووقف مفاعيله الترهيبية في المجالات السياسية والإقتصادية والمعيشية كافة".  وأسفت لمستوى التعاطي المتواضع للمجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد الجمعة مع التطورات الأمنية المتلاحقة، إذ تحدّث في بيانه عن حماية تنقلات "اليونيفيل"، في حين انها جاءت الى لبنان لمساعدة الجيش اللبناني في بسط سيادة الدولة على كل اراضيها. كما تحدّث عن التنسيق بين الاجهزة الأمنية كأن التنسيق غير قائم في ما بينها. وكذلك عن مقررات اتخذها بدل ان يطمئن اللبنانيين الى امنهم واستقرارهم بقرارات معلنة وصارمة.

 

سمير فرنجيّة لـ"الجمهورية": الحكومة ستنفجر لحظة نشر القرار الاتّهامي

*الحكومة ستنفجر لحظة نشر القرار الاتّهامي

*ربط محاولتي اغتيال المُر حمادة واغتيال حاوي بقضية الحريري هي مسألة مهمّة جدّا

*ماذا ستفعل هذه الحكومة عندما تطلب المحكمة الدولية توقيف شخص ما ومكان إقامته معروف؟

*كيف يقول حزب الله انّ المحكمة اسرائيلية من جهة، وكيف ينفّذ وزراؤه طلباتها من جهة اخرى؟ غريب هذا الأمر".

*أمر لافت جدّا "إذ في لحظة استدعاء المُر وحمادة وشدياق حصل انفجار انطلياس، في منطقة يمرّ فيها المُر

*ما نشهده اليوم هو نهاية لنظام البعث في سوريا، يمكن هذه النهاية ان تتسرّع او تطول ولكن مصير هذا النظام بات محسوما

*برز فرز من نوع آخر بين من يؤيّد النظام السوري في حربه على الشعب السوري وبين من يؤيّد الشعب السوري في مطالبته بالحرّية والكرامة والديمقراطية

*سقوط النظام السوري يشكّل زلزالا في لبنان، لأنّه حكَم لبنان مباشرة، أو بالواسطة، على مدى 40 عاما

*سليمان لم يستوعب حتى الآن حجم التحول الحاصل في العالم العربي عموما وفي سوريا خصوصا

*المطلوب من ميقاتي  الاستقالة وتشكيل حكومة انتقالية تنقل البلاد الى مرحلة جديدة،

*على الجميع العودة الى لبنان بشروط لبنان وليس بشروط فريق فيه ولا بشروط دولة خارجيّة، أي العودة الى الدولة بشروط الدولة".

*انتهت مرحلة ربط لبنان بسوريا وعبرها بإيران

*لدى عون توتراً شديداً لأنه بدأ يدرك أنّ خياراته سقطت مع أزمة النظام السوري، ولم يعد في إمكانه أن ينقلب عليها مثلما فعل سابقا وأن ينتقل من موقع الى آخر".

*حان للرأي العام الذي لا يزال يأثر بعون أن يستفيق بعدما ظهر عون أنه مجرّد ضابط في حزب البعث أن يعي خطورة وضع المسيحيّين في لبنان اليوم

الجمهورية

أكّد عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية انّ ربط محاولتي اغتيال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السابق الياس المُر والنائب مروان حمادة واغتيال جورج حاوي بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "هي مسألة مهمّة جدّا، إذ تبيّن من خلالها وجود مؤامرة متكاملة بدأت بمحاولة اغتيال حمادة واستمرّت، وسيضع هذا التطوّر الحكومة في وضع صعب جدّا بعدما حاولت مسايرة المحكمة بأنّها تنفّذ طلباتها باعتقال المتهمين الأربعة واستطاعت الخروج من هذه المسألة بحجّة انّ هؤلاء المطلوبين لا يملكون عناوين اقامة معروفة".

وتساءل فرنجية في حديث الى "الجمهورية": "ماذا ستفعل هذه الحكومة عندما تطلب المحكمة الدولية توقيف شخص ما ومكان إقامته معروف؟ فهل ستنفّذ في حينه وتعتقل المطلوب؟ وفي حال لم تفعل، هل في امكانها مواجهة الشرعية الدولية وتحميل لبنان نتائج هذا الموقف؟ وقال: "المسألة التي نتّجه اليها الآن هي انهاء الالتباس الحاصل في موقف "حزب الله" من المحكمة، فقد سبق له ان أعلن على لسان امينه العام وعلى مدى اشهر، انّ المحكمة هي محكمة اسرائيلية، وإذ بوزرائه وحلفائه في الحكومة يوافقون على التعامل مع طلباتها، فكيف يقول الحزب انّ المحكمة اسرائيلية من جهة، وكيف ينفّذ وزراؤه طلباتها من جهة اخرى؟ غريب هذا الأمر".

وتوقّف فرنجية عند أمر اعتبره لافتا جدّا "إذ في لحظة استدعاء المُر وحمادة وشدياق حصل انفجار انطلياس، في منطقة يمرّ فيها المُر، وقريبَة من المكان الذي وقعت فيه محاولة اغتياله، وهذا سؤال اضافي من المؤكّد انّ أحدا لا يملك إجابة عليه، لكن المطلوب من الحكومة ان تضع الوقائع امام الرأي العام".

وعمّا يمكن ان تقدِم عليه الحكومة بعدما حاولت مسايرة المحكمة قال فرنجية: "صحيح انّ الحكومة استطاعت النفاد بحجّة ان لا عناوين للمطلوبين، لكن عندما ينشر القرار الاتّهامي ستصبح في وضع حَرِج جدّا، وأعتقد أنّ نهايتها ستُكتب في تلك اللحظة. وفي تقديري أنّ أيّ اسم يمكن القرار الاتّهامي أن يطلبه ومكان إقامته معروف سيتسبّب بانفجار الحكومة، فلن يعود في إمكانها القول إنها حاولت ولم تستطع".

وسأل فرنجية: "لماذا قبل الرئيس نجيب ميقاتي في الأساس تشكيل الحكومة؟ أعتقد أنّ رهانهم كان أنّ القصة طويلة وليست بهذه السرعة، فلا أحد كان يعلم لا التوقيت ولا الاتّجاه الذي سيذهب فيه القرار الاتهامي. لقد سرّعوا التأليف الحكومي لأنهم كانوا يتوقّعون ان يصدر القرار الاتّهامي، لكن لماذا قبل ميقاتي لنفسه ان يتحمّل هذه المسؤولية؟ سؤال لا أملك الإجابة عليه".

نهاية النظام السوري

وعمّا يجري في سوريا، قال فرنجية: "ما نشهده اليوم هو نهاية لنظام البعث في سوريا، يمكن هذه النهاية ان تتسرّع او تطول ولكن مصير هذا النظام بات محسوما. فإمّا ان يستمر في سياسة القمع الدموي المتبّعة ولا أفق لها، وإمّا أن يحقق الإصلاح المطلوب، وبالتالي يكون أنهى نفسه طوعا بالدخول في مرحلة انتقالية والتحضير لطبيعة النظام البديل، وفي الحالتين هناك نهاية لنظام البعث في سوريا، وهذه محطة بالغة الأهمّية". وإذ نفى إمكان حصول أيّ صفقة مع النظام السوري، أشار الى "عرض واضح المعالم قُدِّم للقيادة السورية إذا وافقت عليه، يتمّ تحويل النظام من نظام ديكتاتوري ونظام الحزب الواحد الى نظام ديمقراطي، وبالتالي هناك نهاية للنظام البعثي. أمّا في حال لم توافق فستظلّ تمضي في سياسة القمع، وبالتالي نهايتها محسومة بنتيجة الأمر.

بداية تحوّل

ولفتَ فرنجية الى "أنّ التحوّل الحاصل الآن يؤدّي بلبنان الى فرز سياسي جديد، فالفرز القديم كان بين 8 و14 آذار، وكان يتمحور أساسا حول مسألة السلاح غير الشرعي، وهذا الفرز ما يزال قائما، ولكن برز فرز من نوع آخر بين من يؤيّد النظام السوري في حربه على الشعب السوري وبين من يؤيّد الشعب السوري في مطالبته بالحرّية والكرامة والديمقراطية. فالتظاهرة التي جرت الاثنين الماضي في ساحة الشهداء معبّرة جدّا، إنها تظاهرة تضامن مع الشعب السوري، وقد بادر اليها مثقفون وإعلاميون وكتّاب ينتمون الى اتّجاهات سياسية متنوّعة، بينهم من هو قريب من 14 آذار ومن 8 آذار. إذن هناك بداية تحوّل في الرأي العام، خصوصا عند رأي عام 8 آذار في اتّجاه موقف تضامني مع مسألة الحرّيات. فهؤلاء لا يوافقون على السياسة المتّبعة في سوريا ولا على هذا القمع المخيف".

إستيعاب الزلزال

واعتبر فرنجية "أنّ سقوط النظام السوري يشكّل زلزالا في لبنان، لأنّه حكَم لبنان مباشرة، أو بالواسطة، على مدى 40 عاما، ويحاول النائب وليد جنبلاط استباق حصول هذا الزلزال بالدعوة الى تشكيل شبكة أمان داخليّة لحماية البلاد من تداعيات الحدث السوري، لكن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لم يقتنع بعد، وما يزال يتكلّم بطاولة حوار على قاعدة قديمة. هو يعرف ونحن نعرف وجميع الناس يعرفون أنّ مسألة الاستراتيجية الدفاعية شكليّة، ومن الواضح أنّ "حزب الله" لا ينوي طرح مسألة سلاحه على طاولة الحوار".

وأسف فرنجية "لأنّ سليمان لم يستوعب حتى الآن حجم التحول الحاصل في العالم العربي عموما وفي سوريا خصوصا، فأمام هذا الزلزال عليه أن يبادر ويقول يجب أن نطوي هذه الصفحة وليتفضّل الجميع للعودة الى الدولة بشروطها وليس بشروط حامل السلاح في الدولة. أي هناك ضرورة لطيّ صفحة الماضي والبدء ببناء دولة على قواعد جديدة، مستخلصين دروس الماضي. إذا كانوا لم يقتنعوا بعد بسقوط النظام السوري ويراهنون على بقائه، فمعنى ذلك أنّ الوضع مقبل على أزمة أكبر من تلك السائدة حاليّا. ومَن يراهن على هذا النظام فسيذهب معه. وهنا تكمن المشكلة، وبالتالي عليه أن يبادر، حماية له، الى طرح الأسئلة على كلّ الأطراف السياسيّين، لا أن يرى كيف سيأخذ صورة جامعة لهم".

ورأى فرنجية أن لا شيء عند سليمان ليطرحه في لحظة الزلزال الذي سنعيشه، ولكن عليه من موقعه تحمّل مسؤوليته تجاه البلاد. والطلب من ميقاتي الاستقالة وتشكيل حكومة انتقالية تنقل البلاد الى مرحلة جديدة، وليس البحث الآن في قانون لانتخابات 2013. هناك أولويات مُلحّة، فهل المطلوب اليوم أن نجعل اللبنانيين يتوافقون على قانون الانتخاب في لحظة سقوط النظام في سوريا؟".

واعتبر فرنجية أنّ ما يحاول أن يفعله البطريرك الماروني أو غيره هو الدعوة الى وضع الخلافات جانبا والتخاطب مع بعض. فهذا ليس معناه طيّ صفحة الماضي. فطيّها يكمن في القول: هناك تجربة فشلت وانتهت مرحلة ربط لبنان بسوريا وعبرها بإيران، وعلى الجميع العودة الى لبنان بشروط لبنان وليس بشروط فريق فيه ولا بشروط دولة خارجيّة، أي العودة الى الدولة بشروط الدولة".

وعن ردّ "حزب الله" على بيان الأمانة العامة لقوى 14 آذار قال فرنجية "إنّ الحزب قد أصيب بهذا البيان لأنه تضمّن كلاما موجّها إليه، بالحدّ الأدنى فليحمِ الطائفة التي يدّعي تمثيلها، لا أن يعرّضها لمخاطر من خلال مواقف هي لم تخترها".

توتّر عون

ولاحظ فرنجية "أنّ لدى النائب ميشال عون توتراً شديداً لأنه بدأ يدرك أنّ خياراته سقطت مع أزمة النظام السوري، ولم يعد في إمكانه أن ينقلب عليها مثلما فعل سابقا وأن ينتقل من موقع الى آخر". وقال: "بعد جلسة "الكهرباء" أعطانا عون صورة جميلة عن شعار "الإصلاح والتغيير" الذي يتبنّاه، فالإصلاح في نظره يكون بإعطاء صهره الأموال التي يطالب بها، وإذا لم يتمّ هذا الأمر يطالب الشعب اللبناني باحتلال مجلس النوّاب. وتعليقه على ما جرى في مجلس النواب أمر مستغرب، ولم يعد ينقصه سوى دعوة الناس الى رفع شعار: "الشعب يريد إسقاط المجلس" أو ما شابه".

وتوجّه فرنجية الى "الرأي العام الذي ما يزال يتأثر بكلام عون"، قائلا: "لقد حان لهذا الرأي العام بعدما ظهر عون أنه مجرّد ضابط في حزب البعث أن يعي خطورة وضع المسيحيّين في لبنان اليوم، في مواجهة مع العالم العربي ومع الشعب السوري، فحرام أن يتحوّل المسيحيون مجرّد خرطوشة يستخدمها النظام السوري في معركته الداخلية، وليس هذا هو الدور المطلوب من المسيحيين، وهذا الدور الذي يحاول عون فرضه يتنافى مع كلّ تاريخهم ودورهم وتراثهم".

ودعا "حزب الله" الى "أن يوفّرعلى اللبنانيين وعلى الطائفة الشيعيّة متاعب إضافية، وأن يعود الى الدولة بشروط الدولة".

 

من جريدة الجمهورية: مقابلة مع النائب سامي الجميل

الجمهورية/13 آب/2011

ملحم الرياشي

عناوين النشرة

هناك أزمة ثقة بين اللبنانيين عمرها عشرات السنوات، وحان الوقت لإيجاد حلّ ومخرج لها

للشيعة علاقة مع إيران وسوريا، وللسنّة مع السعودية، وللموارنة خيبات أمل من اوروبا والدول الغربية

*الانصهار الوطني لم يكن إلّا محاولة إلغاء للآخر.

*جميع الذين تعرّضوا للإلغاء قاوموه

*اليوم نحن في مرحلة حكم "حزب الله" أو الشيعية السياسية

*لبنان بلد تعدّدي، فيه 18 طائفة، ولكل طائفة خصوصيتها وهواجسها وعلاقاتها ونمط عيش مختلف عن الآخر،

*نريد الدولة المركزية القوية، والجيش القوي  الذي يحمي اللبنانيين ووحدتهم،

*على اللبنانيين التمييز بين الميثاق وبين الصيغة

*المارونية السياسية فشلت والصيغة فشلت في حماية الميثاق

*أنا مع عقد اجتماعي جديد وأوافق سيدنا الراعي على هذه الدعوة،

*حزب الله" يمشي ضد مسار التاريخ

*لا يمكننا أن نخضع لعملية ابتزاز في موضوع السلاح ونربطه بإصلاحات سياسية

*لن نقبل أن يكون تطوير النظام السياسي أو تعديل في المواقع الدستورية أن يحصل تحت تهديد السلاح وضغطه.

*أقترح لامركزية حقيقية ونقطة على السطر

*سلاح المخيّمات مرفوض

*العلاقات المسيحية جيدة مع الجميع على المستوى الشخصي، إنما هناك خلاف استراتيجي مع عون والمرده، واتفاق على 70 % من الأمور مع القوات،

*لا بديل عن المحكمة الدولية

لم يعد هناك قصر في بكفيا، إنّما صقرٌ حزين واثق وحذِر، رابض على هضبة آل الجميّل، يستطير ريشه حارسا لمعبد العذراء، كمن يصرّ منذ بحرٍ من السنين على حراسة الهيكل... ولو بالدم. وما أكثر الدماء التي تداعب التربة في هذا المكان. تدخل إلى دارة آل الجميّل، فتحملك الخطوات إلى قرب بئر عتيقة، تشيخ ما شاخت الأيام من دون أن يتغيّر طعم مياهها، ومن دون أن تخاف من تعداد العمر، حيث الوقت موقف، والدم موقف، وعبق الصور الباسمة على جدران الدار تشهد... لهذا الموقف! دعسات الأدراج انحداراً باتجاه مكتب سامي الجميّل، غريبة ومثيرة في الوقت عينه، من حولها رائحة صنوبرات الجبل المعاند، ومن بينها جهد الآباء والأجداد. تدوس عليها كأنك تسترجع التاريخ مع دعسات بيار الجميّل ومِن قبله زمن، فتتفهم الخطر الذي وقف في وجهه، وتفهم وجع الحاضر، في وجه الباحث عن الأمان له... وللآخر!

هناك أزمة ثقة بين اللبنانيين عمرها عشرات السنوات، وحان الوقت لإيجاد حلّ ومخرج لها، قال لي سامي الجميّل، ولا يمكن أن نستمرّ بهذه الطريقة، وعلى اللبنانيين الاقتناع بأنهم لا يفكرون بالطريقة نفسها، وليس لديهم الطروحات نفسها.

منذ 70 عاما بنيت الدولة اللبنانية على مفهوم الانصهار الوطني، وعلى مفهوم محاولة إلغاء الخصوصيات، إلغاء الفروقات، توحيد وجهة النظر، توحيد الهواجس، وتوحيد الرؤية، وتوحيد الثقافة، وتوحيد اللغة، "توحيد كل شي، "هيدا منطق الانصهار الوطني". إنّ الشخص الذي يصل إلى الحكم يحاول أن يجعل الناس يفكرون بالطريقة نفسها. في الواقع، هذا الانصهار الوطني لم يكن إلّا محاولة إلغاء للآخر.

جميع الذين تعرّضوا للإلغاء قاوموه، منذ أيام المارونية السياسية، التي حاولت في فترة من الفترات أنّ تفرض وجهة نظرها على الآخر المختلف حتى وصلنا إلى حقبة ما يسمى بالسنّية السياسية التي يتهمها "حزب الله" بأنها حاولت أن تفرض وجهة نظر معيّنة. واليوم نحن في مرحلة حكم "حزب الله" أو الشيعية السياسية، التي تحاول فرض مفاهيم وطريقة تفكير معيّنة.

لكل حقبة عناوينها، فالحقبة الحالية عناوينها المقاومة الممانعة وسواها والتي يحاولون جعل كل اللبنانيين يتبنّونها. لكن هناك الكثير من اللبنانيين غير مستعدين لتبنّيها.

في حديثه الأول بعد انتخابات المكتب السياسي الكتائبي، يقول سامي الجميّل إنّ لبنان بلد تعدّدي، فيه 18 طائفة، ولكل طائفة خصوصيتها وهواجسها وعلاقاتها ونمط عيش مختلف عن الآخر، وارتباط عاطفي ومعنوي مع دول أخرى، فلنعترف بأنّ هذا أمر واقع ولنبحث عن كيفية جعل هذه التعددية تعيش بشكل سلمي لا بشكل تصادمي، لأنّ صَهر الناس بعضهم ببعض يولّد الصدامات.

الطائفة الأرمنية في لبنان، مثلا، لديها تعاطف مع أرمينيا وعلاقات مميّزة معها، وارتباط ثقافي ولغوي، لماذا يجب أنّ نلغي الآخر؟ لماذا لا تموّل الدولة المدارس لتعليم الأرمنية في لبنان، فتدعم هذه التعددية وتحصّنها؟

يرفع يمينه ويؤكد، نريد الدولة المركزية القوية، والجيش قوي يحمي اللبنانيين ووحدتهم، لكن هناك شعار اسمه الوحدة في التنوّع، وهو شبيه بالمثل السويسري، إذ ليس هناك أي مواطن لا يفتخر بانتمائه إلى سويسرا، وفي الوقت نفسه يحتفظ بخصوصيته، والدولة تعترف بهذه الخصوصية. لذلك المواطن يحب الدولة. ولكن عندما تتعاطى الدولة مع المواطن بطريقة إلغائية أو فوقية أو غير متساوية، سيكون له ردّة فعل رافضة لهذه الدولة.

استفاض الجميّل في شرح نظريته حول التعددية، وكأنّه باتجاه جديد لميثاق جديد للبنان، فطرحت عليه سؤال جدّه: أي لبنان يريد سامي الجميّل؟

استقام في مقعده، ورشف قهوته ليتابع بحزم: "على اللبنانيين التمييز بين الميثاق وبين الصيغة، فالميثاق هو ميثاق العيش المشترك، وهو قرار اللبنانيين بالعيش معا ضمن حدود الـ10452 كلم، وبناء وطن معا، ويكون هناك دولة واحدة راعية للجميع. هذا هو ميثاق الـ43. هذا الميثاق لا رجوع عنه، يجب أن نحاول حمايته وتحصينه. أمّا الصيغة الدستورية التي أقرّت للحفاظ على هذا الميثاق، فقد فشلت. فبدل أنّ يشعر اللبنانيون بتقاربهم بعضهم من بعض، يتفرقون بعضهم عن بعض. الصيغة الدستورية فشلت في الحفاظ على الميثاق، لذلك نحن في حاجة إلى التفكير في صيغة جديدة لتحصينه وحمايته. الصيغة القديمة أفشلت الميثاق لأنّها وضعت اللبنانيين في حالة صراع بعضهم مع بعض على السلطة، لأنّها مركزية وفي كل شيء المال والقرار السياسي وسياسة الخارج، أصبح اللبنانييون يتصارعون في ما بينهم، الطوائف تتصارع لوضع يدها على السلطة. البديل عن الميثاق هو التقسيم، ونحن ضد التقسيم. نحن مع الحفاظ على وحدة لبنان، على العيش المشترك في لبنان، على حدود لبنان وعلى الدولة اللبنانية المركزية الراعية وحامية الجميع.

في العام 1975 دعم المسلمون الفلسطينيين ضد المسيحيين، لماذا؟ سأل الجميّل، وأردف، "لأنهم وجدوا في الفلسطينيين فرصة للانقضاض على هذه السلطة التي يسيطر عليها المسيحيون، لاستعادة التوازن داخل هذه السلطة".

المارونية السياسية فشلت، قال سامي الجميّل، وبقراءة موضوعية لتاريخنا من سنة 1943 حتى اليوم، تبيّن أنها فشلت، والعام 58 برهان، والعام 75 برهان، وكل الحرب اللبنانية برهان، وفترة اتفاق الطائف بين الـ90 والـ2005 برهان. وعندما كان المسيحيون خارج السلطة، ومن الـعام 2005 الى الـ2011 التي كانت كلها أزمات وتعطيل وفشل للمؤسسات هو برهان ايضا. "أنا ما عم بخترع شي من راسي، يا أستاذ، أنا عم بقرا قراءة موضوعية لتاريخ لبنان الحديث".

الصيغة فشلت في حماية الميثاق، كرّر الجميّل، والميثاق في خطر كبير اليوم، لأنّ اللبنانيين في حالة تشنّج في ما بينهم، وفي حالة خوف وانعدام ثقة، وهم على حافة الحرب الأهلية، هذا إذا افترضنا أنّ الحرب الأهلية لم تحصل في 7 أيار 2008.

عقد اجتماعي جديد؟

لا يمكن أن اقبل بأيّ شكل من الأشكال أن تفرض عليّ صيغة عيش بالقوة، قال لي سامي الجميّل، المشكلة الأساسية بيننا وبين الآخر. إنّنا نرفض الفرض ونرفض أن يحتكر أحد أي أحد. مساحات القرار في هذ البلد. على الآخر أن يفهم أنّنا نصرّ على الاعتراف به لأن هذه هي حقيقة قاطعة، ولكننا نصرّ على أن يعترف هو بنا وبحقنا في الاختلاف.

أنا مع عقد اجتماعي جديد وأوافق سيدنا الراعي على هذه الدعوة، عقد اجتماعي يحدد مفاهيم التعاطي بين اللبنانيين ويطوّر الميثاق الوطني ويزيد عليه ما يتلاءم مع حاجات اللبنانيين من تمظهر موضوعي لخصوصيات كل مجموعة أو كل طائفة حضارية أو ثقافية بكل الأبعاد والمعاني لهذا الموضوع.

يستنفر على كرسيه ليضيف: أنا لا أفهم لماذا لا يحق لي أن اكون لبنانيا من دون أن أكون عربيا أو أن اكون أرمنيا، وأحب أرمينيا واحب لبنان في الوقت عينه.

اسمع، قال سامي الجميل، لهذا البلد خصوصية تعددية يجب ان تُحترَم، نحن مختلفون وهذا ليس عيبا، نحن مختلفون وهذا يعني أن نجد صيغة تتناسب مع هذا الاختلاف، يعني: هل انت مع تطوير الصيغة اللبنانية التي أنتجها الطائف؟ بالتأكيد نعم، ولكن ليس بكل تأكيد تحت ضغط السلاح!

حتى لو كانوا يريدون الشيء نفسه، ولكن لا اقبل ان يتم تحت ضغط السلاح.

استوقفتُ غزارته لسؤال: أعطني تجربة يمكن ان تنتج وطنا.

قال: إن الذي رعى علاقة السنّة والشيعة فترة 15 عاما هو النظام السوري، وعندما خرج السوريون من لبنان، وصار على اللبنانيين معالجة الأمور بعضهم مع بعض، تمرّد الشيعة على السنّية السياسية وبدأوا تجربتهم هذه منذ العام 2005، الى ان بلغوا حدّ الانقلاب، فانقلبوا على السنية السياسية بقوة السلاح، ليصبح سلاح حزب الله ليس سلاحاً إقليميا وإيديولجيا فقط، إنما لمحاولة إيجاد توازن مع السلطة الدستورية مع السنّة. السلاح الشيعي هو الذي خلق هذا التوازن مع النفوذ السني في السلطة السياسية، اضاف النائب الكتائبي، حتى وصل هذا السلاح إلى حدّ الانقلاب على هذه السلطة، والمجيء بحكومة تدعم مشروع "حزب الله"، والمشروع الشيعي في لبنان. وأصبحنا حاليا في مرحلة جديدة هي مرحلة الشيعية السياسية التي ستعيش تجربة الموارنة نفسها في فترة وكذلك السنّة.

ما نطالب به، اضاف الجميل وعيناه تسابقان اشارات يديه، أن يتوقف هذا الدولاب عن الدوران، وفي كل مرة يكون الدور لأحدهم، فلنجد طريقة جديدة بحيث لا أحد يفرض شيئا على أحد.

"حزب الله" يمشي ضد مسار التاريخ

ألا تعتقد أن السلاح ممكن أن يخرج من اللعبة في حال حصلت الطائفة الشيعية على موقع أفضل في السلطة المثلثة الأضلاع (ماروني- سنّي-شيعي)؟

انتفض الجميّل وأجاب: نحن لا يمكننا أن نخضع لعملية ابتزاز في موضوع السلاح ونربطه بإصلاحات سياسية، نحن نطالب بإصلاح دستوري وتحسين النظام اللبناني. قد تكون الطائفة الشيعية في حاجة إلى المزيد من النفوذ والمزيد من التوازن ضمن التركيبة الدستورية، لكن هذا من غير المقبول أن يحصل تحت تهديد السلاح، ولن يحصل تحت تهديد السلاح. حتى لو كنّا مقتنعين بالإصلاح، لن نقبل أن يكون تطوير النظام السياسي أو تعديل في المواقع الدستورية أن يحصل تحت تهديد السلاح وضغطه.

يا عزيزي، في لبنان شيء اصطناعي اسمه سلاح "حزب الله" يتحكم في مستقبل اللبنانيين، ويفرض معادلات سياسية على اللبنانيين، ويفرض معادلة اقتصادية على اللبنانيين، ويفرض معادلة اجتماعية ويضع جزءا من اللبنانيين خارج القانون في الوقت الذي يكون الآخرون تحته، هذه المعادلة لن نرضى بها لا اليوم ولا غدا ولا بعد سنوات عدة. بالنسبة إلينا، شدّد سامي الجميّل، "حزب الله" يمشي ضد مسار التاريخ.

تطوير الميثاق ونفض الصيغة

نحن نحتاج إلى صيغة جديدة، إلى تطوير الميثاق وإلى صيغة جديدة. وهذه الصيغة لا تبنى إلا على تفاهم اللبنانيين وعلى تطوير المناطق عبر لا مركزية حقيقية، عبر مجالس محلية منتخبة ومحاسبة أمام المواطنين عبر نظام ضريبي دقيق، يساهم في إنماء المناطق، ويساعد القضاء الناشط والنامي الأقضية الأقل نموا عبر السلطة المركزية.

إن مركزة السلطة في بيروت هي المشكلة، لأنها مركزة للصراع على النفوذ بين الطوائف والأحزاب من دون أي نتيجة. بينما توزيع السلطة الانمائية على المجالس المحلية، وفك ارتباط السياسيين بالزفت والحاجات اليومية للمواطن، يساهم في التطوير ويلغي التزلّف ويحمي حق الإنسان في الحياة الكريمة.

وختم مستذكرا، أقول لك إن العقد الاجتماعي هو تتمة لميثاق العيش المشترك الذي يجب أن يضاف إليه عدد من النقاط، وهي الاعتراف بحق الاختلاف، الاعتراف بالآخر كما هو، الاعتراف بتاريخ بعضنا بعضا، وهو التأكيد على أهمية الحياد، خصوصا وأن اللبنانيين غير متفقين على السياسة الخارجية، ضحك متعجبا، يا خيّي، فلنحيّد الدولة اللبنانية لأنّ أي بديل عن الحياد يعني فرض وجهة نظر فريق على الآخر؛ خذ مثلا عقوبات الأمم المتحدة على إيران، فريق من اللبنانيين كان مع وفريق ضد، وفي سوريا الأمر نفسه، وكذلك البحرين. في المستقبل ستخلق مئة معضلة في البلد وستشكل نقاط اختلاف.

قانون اللامركزية في كانون

أنا لا اقترح نظاما فدراليا وإمكان تشريع محلي، إنما أقترح لامركزية حقيقية ونقطة على السطر. والكتائب سوف تقدّم مشروع قانون للامركزية في غضون ثلاثة أشهر كحد أقصى، أي في بداية كانون الأول المقبل.

سلاح المخيّمات مرفوض

وضع فنجان قهوته جانبا، وقف ودعاني للاتجاه إلى الخارج، فالحديث قد طال والطبيعة قد تساهم في تجديد نشاط العقل. إنّ المخيمات الفلسطينية، قال الجميل، يجب أن تكون خالية من السلاح كليا، وهذه مشكلة يجب أن تعالجها الدولة وتقفل أي مكان أمني خارج سلطتها وتحزم أمر هذه الأماكن تحت سلطة الجيش وحده.

أخذ نفسا عميقا وقال: هل تعلم أن هناك تأثيرا للسلاح المذكور في اللاجئين الفلسطينيين، الذين هم أشخاص "معترين" يسكنون وسط ميليشيات وأحزاب تفرض عليهم ما تريده، ليس لديهم قانون أو أي أحد يحميهم، هم متروكون لسلطة المجموعات، وهذا يؤدي إلى انضمام هؤلاء الفلسطينيين إلى هذه المجموعات الأصولية لحماية أنفسهم. ومشكلة الأصولية هي نتيجة عدم فرض الدولة سيادتها على المخيمات.

العلاقات المسيحية-المسيحية

العلاقات المسيحية جيدة مع الجميع على المستوى الشخصي، إنما هناك خلاف استراتيجي مع عون والمرده، واتفاق على 70 % من الأمور مع القوات، حيث مساحة القضايا المشتركة أكبر، كما أكّد الرجل، مضيفا: اختلفنا معهم، مثلا، حول الملف الفلسطيني في مجلس النواب، وهذا طبيعي بين الأحزاب.

- اليس هناك من نقاط اتفاق مع التيار والمرده؟

بلى، قال الجميل، نتفق مع العونيين على أمور كثيرة، منها "عودة المسيحيين إلى الإدارات العامة، عدم بيع الأراضي إلى الأجانب، وقانون التجنيس، لكننا نختلف حول ملف "حزب الله". هناك خلاف حول النظرة إلى دور الحزب في الدولة. هناك خلاف حول السلاح والمحكمة الدولية ايضا.

لا بديل عن المحكمة الدولية

ينظر سامي الجميّل من الشرفة إلى مكتبه حيث صورة شقيقه بيار، المضمومة إلى مجموعة من شهداء العائلة، ويتابع من دون أن يبعد عينيه عنها، إننا ننتظر أن يبلغ إلينا القضاء الدولي نتائج تحقيقاته التي أجراها بسرية تامة، ونتمنّى أن تكون قضية بيار ضمن القضايا التي ستسلم إلى المحكمة.

وأضاف مجيبا بعصبية عن سؤال رديف: إنّ من يعتبر أن المحكمة الدولية هي مؤامرة عليه وعلى لبنان لخلق فتنة سنية شيعية في لبنان، بغية تحقيق هدف إسرائيلي لا يمكن أن أردّ عليه، "إذا قلنا إن هذا الحائط أسود والآخر قال أبيض" ماذ نردّ عليه؟ هناك محكمة في 49 دولة مشاركة فيها، وفيها أبرز قضاة ومراقبة من قبل المجتمع الدولي ومن كل القضاة وحقوقيي العالم، وينتظرونها على أقلّ هفوة. وعلى كلٍّ، من لديه بديل أفضل لتحقيق العدالة فليعلنه.

ولكن بالعودة إلى قراءة النظام السياسي في لبنان، أشير مجددا إلى أن المارونية والسنية السياسية سقطتا، واليوم دور الشيعية السياسية التي وضعت يدها على البلد بالقوة بواسطة سلاح حزب الله.

حياد لبنان ايجابي

دخل باب الحوار في موضوع الحياد من سوريا ليقول بأن ما يحصل في سوريا له بالتأكيد تداعيات اساسية على الساحة اللبنانية، وخصوصا ان هناك ارتباطا قويا للكثيرين معها.عملاً انني لا أوافق على ما يحصل هناك لناحية حقوق الانسان، ولكنني أرفض التدخل في شؤون سوريا.

ولننظر بنفس الجريرة الى واقع الحال، تابع الجميل، للشيعة علاقة مع إيران وسوريا، وللسنّة مع السعودية، وللموارنة خيبات أمل من اوروبا والدول الغربية، ولكنْ علاقات وارتباط معنوي وعاطفي كبير، الى جانب اسباب اخرى تؤكد اننا مختلفون ولكن من حقنا ان نكون، ونكون معا في الوقت عينه. لذلك اصرّ على حياد لبنان الكامل في القضايا ذات الصلة بغير اسرائيل والحياد الايجابي في مواجهة اسرائيل لأننا نقرّ جميعا بأنها عدوّة لبنان.

 

المحضر السرّي الكامل للّقاء الأخير بين رفيق الحريري و وليد المعلم

السبت 13 آب 2011 /الجمهورية

ماذا جرى بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووزير الخارجية السورية وليد المعلّم في اللقاء الأخير الذي جمعهما في بيروت قبل استشهاده في العام 2005؟

"الجمهورية" حصلت على النصّ الحرفي لمحضر الاجتماع، وتنشره على أكثر من حلقة لما له من أهمية كبرى تضيء على تلك المرحلة الحساسة التي لا تزال تداعياتها تتفاعل حتى اليوم.

اللقاء الذي فتح خلاله الرئيس الحريري قلبه وصارح ضيفه قائلا: "أشعر بمرارة منكم"، فأجابه الدبلوماسي السوري: "الرئيس الأسد لديه مرارة منك". وأضاف: "كم عانيت لأقنع الرئيس الأسد وأصل إليك. "لاطيينلي" ولا يريدون أن يتغير شيء".

ولم يخفِ الرئيس الحريري مواقفه إذ قال:

• لبنان لن تحكمه سوريا إلى الأبد.

• أنظر إلى أين أوصل أبو عبدو (اللواء رستم غزالة) الأسد.

• منذ 4 أعوام أقاوم التقارير، استسلمت لأنني لا أستطيع مقاومتها.

أبلغت إلى السوريين أنني سأستقيل من مجلس النواب، ولست أنا من صنع القرار 1559.

كلام للتاريخ. هنا محضر الاجتماع:

المعلم: كيف صحتك؟

الحريري: في خير، أرى زياراتك اليوم أكان للهراوي، أو لأمين الجميّل وسليم الحص.

المعلم: وحسين الحسيني، وغدا سأذهب للقاء رشيد الصلح وكامل الأسعد وميشال المرّ.

الحريري: أين ستلتقي ميشال؟

المعلم: في مجلس النواب.

الحريري: الاجتماعات اليوم وغدا؟

المعلم: غدا أنا مدعو إلى غداء وبعدها أبدأ.

الحريري: كيف الوضع عندكم؟

المعلم: حمدالله...

الحريري: شو بتشرب، عصير أو شيء تاني؟

المعلم: مي.

الحريري: خير إن شاء الله.

المعلم: ما يكتبه دولة الرئيس يجب أن يحصل.

الحريري: أريد أن تعرف أمرا، بعيدا من كل ما يحصل، مهما حصل هناك مكان لسوريا في قلبي دائما.

المعلم: لا شك عندي.

الحريري: لقد تعرضت كثيرا من أعلى المستويات في سوريا، لمجموعة من الكلام لا أريد أن أعاتب في شأنه، أنا لم أرفع أبدا تقريرا في شأن أحد لكنهم في لبنان معتادون على إرسال التقارير... أتمنّى لك النجاح لا أريد أن تخرج الأمور غير موفقة.

المعلم: دولة الرئيس، هناك شخص اسمه فخري البارودي...

الحريري: إبن الحلبية؟

المعلم: كلا شامي، لكن هناك المطرب صباح فخري اسمه الفني على اسم فخري البارودي.

(وروى له نكتة عن البارودي).

الحريري: أنا حريص على إنجاح العلاقة بين لبنان وسوريا، وأنا حريص على أن يحصل هذا الأمر على يديك، نظرا إلى احترامي الكبير لك، وأعرف أنك رجل "آدمي وطيّب" وليس لديك مصالح خاصة، من دون شك أن العلاقة اللبنانية – السورية ليست في أفضل الأوقات، وقد تسوء أكثر، وهذا ما يهمنا. لقد سبق وقلت لك إن سوريا في قلبي وعيوني، ولا يمكن أن أقوم بأي عمل يؤذيها. أنا واحد من الأشخاص الذين لهم كلمة في البلد، ولا يمكن أن أقبل أن يكون الحكم في لبنان لأي كان، معاد لسوريا ولا على الحياد معها، فنحن نريد حكما مع سوريا. لكن لبنان لن تحكمه سوريا إلى الأبد، فقد وصلنا إلى مرحلة نؤذي فيها أنفسنا ونؤذي سوريا في كل القضايا. سمعت تصريحك قبل قليل أنك جئت لموضوع قانون الانتخاب، وقانون الانتخاب "ملزّق" بكم. وسليمان فرنجية عمل القانون، وقال لأشخاص عدة وآخرهم شخص من عندي، أننا قسمنا بيروت على هذا الشكل، إذا أراد الحريري التغيير "يعطينا كم نائب ببيروت"، أقسم بالله العظيم.

المعلم: صادق دولة الرئيس، صادق.

الحريري: وهذا التقسيم الذي أملكه، (أراه إياه على الورق) وقال له بالحرف الواحد، إذا اتفقت معكم سأعيدها دائرة واحدة، أو نقسّمها بطريقة ترضيكم وأنا سأذهب إلى الرئيس بشّار وأقنعه بها.

المعلم: هل هذا ما قاله؟

الحريري: وحياة ولادي وحياة بنتي أنا لا أكذب.

المعلم: أنت لا تكذب.

الحريري: هذا التقسيم (يريه على الورق) هدفه واضح: هذه المنطقة، أنظر كم هي كبيرة، وضعوا فيها ستة نواب، وهذه تسعة نواب وهذه أربعة. هذه منطقة سنية وهذه منطقة مسيحية بالكامل وهذه منطقة شيعية – أرمنية – سنيّة - مسيحية أي مختلطة. والهدف ضرب رفيق الحريري، فقد وضعوا تسعة نواب أي نصف نواب العاصمة. وهذه المقولة سمعناها من قبل، لا نريد أحجاما كبيرة في البلد ولا نريد أن يملك أحد عدد نواب كبيرا، لا الحريري ولا بري ولا جنبلاط ولا أحد. وهذ الكلام صدر من عندكم وهذه ترجمته.

المعلم: من سليمان؟

الحريري: كلا، صدر من عندكم، لا أقول في الخارج أنكم أنتم تقومون بهذا الأمر، أقول السلطة، لكن أنا أعرف أن هذا الكلام لم يصدر من السلطة، طالما يملكون الإمكانات فهم مستعدون لفعل أي شيء. هذا التقسيم يثير النعرات المذهبية وهم يقولون رفيق الحريري يثير النعرات المذهبية، وإذا قسمت هكذا تقسيم ستثير النعرات المذهبية، إذهب إلى حسن نصرالله واسمع ماذا سيقول لك.

المعلم: النواب يريدون المحافظة؟

الحريري: طبعا يريدون المحافظة وأنا أريد المحافظة.

المعلم: لكن حزب الله لا يمكن أن يقبل.

الحريري: يا وليد يا حبيبي، سأكلمك بصراحة، اتفقنا في اتفاق الطائف مع إخواننا المسيحيين على إعطاء نصف النواب إلى المسلمين ونصفهم إلى المسيحيين، واتفقنا في الوقت نفسه على إجراء انتخابات على أساس المحافظة، بعد إعادة تقسيمها أي 9 أو 11 محافظة، لكن مع إبقاء بيروت محافظة واحدة، لأننا لا نريد نوابا مسيحيين متطرفين. سم لي نائبا مسيحيا واحدا في بيروت من نوابي متطرفا. النائب غطاس خوري ماروني عندما هدّدنا سليمان فرنجية بتقسيم بيروت بطريقة تضع كلا من المسيحيين والمسليمن على حدة، أصبح يأخذ مواقف أقرب إلى الاعتدال من التطرف ليستطيع أن يترشح إلى النيابة. بهذا التقسيم، هناك جبران تويني سيترشح. يقال إن ميشال عون سينزل إلى النيابة، وكذلك صولانج الجميّل، ماذا نفعل؟ أنا سأنزل شخصيا في هذه الدائرة وهذا التقسيم لن ينفعهم. أنا سأربح هذه الدائرة وتلك، والمسيحيون المتطرفون سيربحون هذه الدائرة، وهم بذلك لن ينجحوا في التخلص من الحريري إنما ربحوا 3 أو 4 مسيحيين متطرفين سيشتمون سوريا طوال اليوم وهذه النتيجة العبقرية التي توصلوا إليها.

هذا القانون "مش كويّس" وهو مصنوع بصورة كيدية وممكن أستقيل من المجلس النيابي لأفتعل ضجة. وأنا أتكلم جديا ولقد أبلغت هذا الكلام إلى السوريين.

المعلم: مين السوريين؟

الحريري: "إنت مبارح جيت يا وليد"، هناك أبو عبدو، وهذا الكلام قبل ان تأتي أنت، وأنا فهمت أنك لن تأتي قبل إقرار القانون في مجلس الوزراء، وأنا أبلغت إليهم هذا الكلام قبل إقرار القانون في مجلس الوزراء، أبلغته إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ووزير الداخلية وإلى أبو عبدو من طريق شخص ما.

اليوم أسمع أنهم يريدون أن يدخلوا تعديلات جديدة، يريدون وضع هذه المنطقة هنا (يريه على الورقة) أي مزيد من الشرذمة وعدم إبقاء أي لقاء سنّي – مسيحي، ماذا يفعلون؟ لهذا يقول لك نبيه إنه مع المحافظة وحسن نصرالله مع المحافظة، وأنا مع المحافظة، أنا أسير بهذه وهذه.

لأنو متل ما شايف بـ"النكايات" بيننا وبينكم...

المعلم: ما دخلنا.

الحريري: دخلكن ونصف، هل تريد أن نجامل بعضنا؟ أنا أقول الحقيقة، بالنكايات والتكتكات سينشأ لبنان معادٍ لسوريا ولنا و"رح تزمط هيدي القرطة بموضوعن". البطريرك، وهم عملوا كل هذا الموضوع لإرضائه، يتكلم بالطائف قبل إقرار مشروع القانون في مجلس الوزراء، ويقول إن القرار 1559 قصة دولية لا علاقة لنا به. أقر القانون في مجلس الوزراء وهو في روما، وقد انتقل إلى باريس وقبل أن يقابل شيراك قال نحن مع القرار 1559، وبعد رؤية شيراك قال يجب على اللبنانيين أن يعملوا يدا في يد لتطبيق 1559. لماذا؟

أنا قلت مرّة لسيادة الرئيس: أنت في الأخير ليس لديك إلا المسلمون وإنّ من يقول لك عكس ذلك، يكون يتكلم في شكل خاطئ. نحن نختلف معكم أو نتفق معكم، "بيطلع دينا منكن"، "بتقرفو منا" لكن في الأخير لا يمكننا أن نخرج منكم نهائيا ولا أن تخرجوا منا نهائيا، "ما حدا بيطلع عن جلدو". أنا أشعر بمرارة منكم.

المعلم: والرئيس عنده مرارة منك.

الحريري: أعرف من وراء القرار 1559، فاروق الشرع أقنعه أن رفيق الحريري وراء هذا الأمر، لأنه فاشل ويريد تغطية فشله برفيق الحريري. أنت تعلم بالقرار 1559 منذ حزيران والفرنسيون أبلغوا إليكم هذا الأمر، والأميركيون يعلمون. وأنت تعرف أن لولا التمديد لما صدر الـ1559، وأنت تعلم أنّ هذا الكلام غير صحيح.

المعلم: دولة الرئيس، نريد حل المشكلة، أنا قلت لك نكتة فخري البارودي لأقول لك كم عانيت لأصل إليك ولأقنع الرئيس الأسد. هناك تقارير عن دور رفيق الحريري في القرار 1559 (...). أنا أحارب هنا وهناك، أنا "لاطيينلي" على مهمّتي ولا يريدون أن يتغير شيء، لكن أنا أقرر ولست سائلا عن أحد، حتى الوظفية لست سائلا عنها، أصبح عمري 64 عاما. كما أنهم أقنعوه (بشار الأسد) أن هناك مخططا، والدليل الحديث عن التمديد لليونيفيل في مجلس الأمن، وأن رفيق الحريري سيعود رئيسا للحكومة وينفذ هذا الأمر. قال لي إن العملية بدأت لضرب فتنة طائفية بين السنّة والشيعة...

الحريري: كيف؟

المعلم: ما قاله الملك عبدالله عن الهلال الشيعي. ما أريد أن أقوله، أن هناك نظرة سلبية ضدك، لجهة أن المعارضة لم تكن لتقف على رجليها لولا رفيق الحريري، وأن تيار المستقبل في المعارضة ويتحرك من الحريري.

الحريري: صحيح...

المعلم: رستم غزالة عاد إلى لبنان، وليد جنبلاط التقى معكم...

الحريري: لقد التقيت رستم قبل وبعد.

المعلم: الرئيس بشار، مثل أي رئيس مسؤول يخضع للتقارير.

الحريري: منذ أربعة أعوام وأنا أقاوم التقارير، وقد أستسلم لأنني لا أستطيع مقاومتها، فالتواصل معكم مقطوع وكذلك مع الرئيس بشار الأسد. هناك أشخاص من جماعتكم في لبنان، يملكون خلية متخصصة برفيق الحريري وبإرسال التقارير. سيرسلون تقريرا بأنني قابلتك، ويغيرون التفاصيل "فوقاني تحتاني" ويختلقون حوارا وأنهم يراقبون بيت الحريري، وأنا قلت له مرارا إسألني، يسأل أبو عبدو، أنظر أبو عبدو إلى أين أوصله (بشار الأسد).

قلت له، يا سيادة الرئيس، إنك أجريت تعيينات منذ عامين، إنو ماهر صار كذا وآصف كذا، فهل تريدني ان أجري اتصالا بأحد؟ فقال لي أبدا، فقط معي، والتقي في بعض الأحيان غازي وأبو عبدو وصاحبك أبو جمال. مرة أردت أن أقابل ماهر فقال لي أنا سأرتب الموعد ولم يحصل، هذا منذ عامين. وأنا لا أريد أن أتصل بأحد من سوريا إلا من خلاله، حتى أيام الرئيس حافظ الأسد، فهو الذي أنشأ علاقتي بأبو جمال. وعلاقتي مع أبو جمال تطورت إلى صداقة عائلية وهو رجل خارج القرار منذ أعوام عدة. فماذا أفعل يا وليد أمام تقارير ترده؟ أنت تعرف أن موضوع القرار 1559 بدأ منذ زمن وقد أبلغكم الفرنسيون به.

المعلم: كلا لم يقل، السفير أنكر، صدقني أنا استدعيته، جيرو أنا استدعيته.

الحريري: لا أتكلم عن جيرو، السفيرة السورية في فرنسا عندكم استدعيت وأبلغوها، وتكلموا معها عن التمديد مرات عدة واعتبرتم أن أي شيء يصدر عن فرنسا وراءه الحريري، كأن فرنسا دولة فاضية ورفيق الحريري يحرّكها. لنتفاهم، هل أنا فرنسي أو أميركي، أو هل أنا "centre de gravite" للعالم؟

المعلم: أنت كنت وزير خارجية لبنان وسوريا.

الحريري: هذا الكلام الذي "جنّن" فاروق الشرع.

الحريري: أعرف من وراء القرار 1559، فاروق الشرع أقنعه أن رفيق الحريري وراء هذا الأمر، لأنه فاشل ويريد تغطية فشله برفيق الحريري. أنت تعلم بالقرار 1559 منذ حزيران والفرنسيون أبلغوا إليكم هذا الأمر، والأميركيون يعلمون. وأنت تعرف أنه لولا التمديد لما صدر الـ1559، وأنت تعلم أن هذا الكلام غير صحيح.

المعلم: دولة الرئيس، نريد حل المشكلة، أنا قلت لك نكتة فخري البارودي لأقول لك كم عانيت لأصل إليك ولأقنع الرئيس الأسد. هناك تقارير عن دور رفيق الحريري في القرار 1559 (...) أنا أحارب هنا وهناك، أنا "لاطينلي" على مهمّتي ولا يريدون أن يتغير شيء، لكن أنا أقرر ولست سائلا عن أحد، حتى الوظيفة لست سائلا عنها، أصبح عمري 64 عاما. كما أنهم أقنعوه (بشار الأسد) أن هناك مخططا والدليل الحديث عن التمديد لليونيفيل في مجلس الأمن، وأن رفيق الحريري سيعود رئيسا للحكومة وينفذ هذا الأمر. قال لي إن العملية بدأت لضرب فتنة طائفية بين السنّة والشيع...

الحريري: كيف؟

المعلم: ما قاله الملك عبد الله عن الهلال الشيعي. ما أريد أن أقوله، أن هناك نظرة سلبية ضدك، لجهة أن المعارضة لم تكن لتقف على رجليها لولا رفيق الحريري، وأن تيار المستقبل في المعارضة ويتحرك من الحريري.

الحريري: صحيح..

المعلم: رستم غزالة عاد إلى لبنان، وليد جنبلاط التقى معكم..

الحريري: لقد التقيت رستم قبل وبعد.

المعلم: الرئيس بشار، مثل أي رئيس مسؤول يخضع للتقارير

الحريري: منذ أربعة أعوام وأنا أقاوم التقارير، وقد أستسلمت لأنني لا أستطيع مقاومتها، فالتواصل معكم مقطوع وكذلك مع الرئيس بشار الأسد، هناك أشخاص من جماعتكم في لبنان، يملكون خلية متخصصة برفيق الحريري وبإرسال التقارير. سيرسلون تقريرا بأنني قابلتك، ويغيروا التفاصيل "فوقاني تحتاني" ويختلقوا حوارا وأنهم يراقبون بيت الحريري، وأنا قلت له مرارا إسألني، يسأل أبو عبدو، أنظر أبو عبدو إلى أين أوصله (بشار الأسد)

قلت له يا سيادة الرئيس أنك أجريت تعيينات منذ عامين، إنو ماهر صار كذا وآصف كذا، فهل تريدني أن أجري اتصالا بأحد، فقال لي أبدا، فقط معي، والتقي في بعض الأحيان غازي وأبو عبدو وصاحبك أبو جمال. مرة أردت أن أقابل ماهر فقال لي أنا سأرتب الموعد ولم يحصل، هذا منذ عامين. وأنا لا أريد أن أتصل بأحد من سوريا إلا من خلاله، حتى أيام الرئيس حافظ الأسد، فهو الذي أنشأ علاقتي بأبو جمال. وعلاقتي مع أبو جمال تطورت إلى صداقة عائلية وهو رجل خارج القرار منذ أعوام عدة. فماذا أفعل يا وليد أمام تقارير ترده. أنت تعرف أن موضوع القرار 1559 بدأ منذ زمن وقد أبلغكم الفرنسيون به.

المعلم: كلا لم يقل، السفير أنكر، صدقني أنا استدعيته، جيرو أنا استدعيته.

الحريري: لا أتكلم عن جيرو، السفيرة السورية في فرنسا عندكم استدعيت وأبلغوها، وتكلموا معها عن التمديد مرات عدة واعتبرتم أن أي شيء يصدر عن فرنسا وراءه الحريري، كأن فرنسا دولة فاضية ورفيق الحريري يحركها. لنتفاهم هل أنا فرنسي أو أميركي، أو هل أنا centre de gravite للعالم؟

المعلم: أنت كنت وزير خارجية لبنان وسوريا

الحريري: هذا الكلام الذي "جنّن" فاروق الشرع

المعلم: أبو بهاء كان وزير خارجية البلدين ....

الحريري: لنفترض جدلا، فرفيق نعرفه منذ العام 1982 أي منذ 22 عاما لم تنقطع العلاقة معه، وهو كان رئيسا للحكومة مدة 12 عاما، فلماذا تغير هذه السنة، ليسألوا أنفسهم قبل أن يسألوني؟ لماذا تغير إلى درجة أصبح فيها مستعدا للتعاون مع الجميع ضد سوريا، هناك سبب، هو لم يتغير لا يزال هو نفسه، لكن أوصلناه إلى مكان "طلّعنالو دينو" لماذا؟ ماذا حدث؟ أين الخطأ من جهتكم أو من جهته؟ ... هل أنا من الأساس عميل فرنسي، أوروبي ،أميركي ؟؟؟

المعلم: يتكلمون عن تأثيرك ...

الحريري: لماذا أثّرت هناك، فأنا أعرف شيراك من الأساس، وهو منذ 9 أعوام "ماشي مع سوريا متل الساعة"، وعندما أتى إلى البرلمان اللبناني قال إن الوجود السوري في لبنان باق حتى إرساء السلام. أنا "خليتو يحكي هذا الكلام وأنا خليتو يحكي الكلام التاني"، أليست هذه النظرية ...

المعلم: أوصلوك إلى الزاوية

الحريري: لماذا؟ من أوصلني؟

المعلم: نحن والأجهزة هنا

الحريري: شوف وليد، للموقف الفرنسي مجموعة عوامل، الدبلوماسية السورية لم تدرك أهمية لبنان بالعقل والعاطفة الفرنسية. أنا أعلم ماذا يحصل

المعلم: أنا أتكلم بصراحة لأنني أريد معالجة هذا الموضوع

الحريري: وأنا أتكلم بصراحة وأعلم ماذا يحصل، وكنت أعلم بأشياء عدة كانت تحصل، لكنني لم أتدخل في هذا الموضوع، أنا لم أكن وراءه لكنني لم أوقفه. سأقول لك لماذا. هناك عريضة أنجزها ميشال عون في فرنسا بعد صدور قانون محاسبة سوريا، وقعها 103 نواب فرنسيين، فأتى إلي هاني حمود، وهو صحافي لبناني - فرنسي يعيش في فرنسا، إلى هذا المكتب بالذات وقال لي: دولة الرئيس هناك عريضة أنجزها ميشال عون وقعها حتى الساعة 103 نواب فرنسيين من أصل 560 أو 650 نائبا في البرلمان، تتعلق بقانون محاسبة سوريا وتحرير لبنان، وبعض النواب الموقعين هم من نواب شيراك، سألته متى؟ قال لي حصل هذا الأمر في الـ24 أو 48 ساعة الماضية. فاتصلت بشيراك فقال لي أن لا علم لديه بالموضوع. وفي اليوم نفسه أو اليوم التالي عاودت الاتصال به فأبلغ إلي أن الأمر صحيح و"إنو قامت القيامة" وتكلم مع رئيس البرلمان وأوقف الموضوع، فقلت له ممنون.

عندها صدر كلام من سوريا "إنو الحريري وراها"، وحياة عيوني؟؟؟

المعلم: لم تخبر الرئيس ماذا فعلت....

الحريري: لم أخبره، هناك كثير من الأمور قمت بها ولم أتكلم. أنا لست مثل " يللي شايفهن بين أجريك"، أنا اعتبرت أن ما حصل spontané (عفوي)، أما هم فاعتبروا أن الحريري وراء هذا الأمر، وأوقفه "حتى يربحنا جميلة". وكنت في الأساس أعيش مرحلة من الهجوم علي "إلا أول ما إلا تاني: بهدلة، وشرشحة ودعوسة".. فقلت يا رفيق "لو ضويت العشرة" لهذه الجماعة "خلص" فهم لا يحبونك ولا يثقون بك.

و: هكذا فجأة؟

ر: نعم، وهذا الكلام صادر عن أعلى مستوى في سوريا. "بكون حكى مع فاروق"، والأخير قال له "هذه تقريقة"، الحريري يقف وراءها وهو أوقفها "ما يربحنا جميلة". هناك 103 نائبا وقعوا وقد يصبحون 400 في ثلاثة أيام .... لا يمكنني أن أفعل أكثر مما فعلت. وهذا الكلام عمره عام ونيّف، ومنذ ذلك الحين أنا لم أتدخل، حتى جاء مؤتمر القمة في تونس. وقد سبقه اجتماع عاصف بيني وبين بشار وغازي ومحمد غلوب وأبو عبدو، اجتماع "الله ما يحط حدا في"، تخلله كلام كبير، من قبله ومن قبلهم.

المعلم: حتى غازي؟

الحريري: نعم، إسأل غازي عن الموضوع. خرجت من الاجتماع ورأيت أن الأمر في منتهى الخطورة وإنني أمام رئيس شاب وإذا اصطدمت به سأصطدم بسوريا، وقلت له هل يعقل القول إن الحريري هو وراء هذا الموضوع وهو أوقفه "ما يربحنا جميلة" .

سألني عن رأيي، فقلت إذا كان الكلام صحيحا فلا يجب أن أعود رئيسا للحكومة في لبنان وإذا لم يكن صحيحا فلا يجب أن يقال ... وبعد هذا الكلام لم ألتقه حتى تونس، طلبت رؤية الرئيس، فأبلغوني أنه سيراني في الشام. وبعدها علمت بالموضوع، طلبت رؤيته لأخبره الحقيقة فرفض، ولم أكن أريد الحديث مع أبو جمال ولا مع "هيدا يللي هون"، ومرت أشهر عدة، ولم ألتقه حتى حصل التمديد، فأرسل في طلبي وعمّم على الجميع أننا اجتمعنا لمدة 14 دقيقة أو ربع ساعة. أولا أنا رئيس حكومة ترسل في طلبي لربع ساعة "ماشي الحال"، ما المقصود، عمّم هذا الموضوع كما عمّمت الأجهزة الحديث الذي دار بيننا على كل وسائل الإعلام، لماذا؟ يوم التمديد أرسل في طلبي، وقال: تقول دائما إنك مع سوريا وهذا سيؤكد إذا كنت تعني ما تقول أو لا تعنيه. فقلت له سيادة الرئيس أنا مع سوريا منذ 25 عاما فهل تقول لي إنني إذا لم أسر معكم في الموضوع فهذا يعني أنني ضد سوريا، قال لي: نعم. فأجبته سأفكر.

عندها ذهبت إلى بيتي في فقرا وحسبت الموضوع من كل جوانبه، وأنا أعرف أنني بعدد النواب الذي أملك أستطيع إفشال التمديد لكن هذا يعني "إنو عم فشّل بشار الأسد" وهذا ما لا أقبله، وبعدها سيكون له رد فعل ويحاول الإتيان بسليمان فرنجية "ويعمل قصة طويلة وعريضة"، لكنني أعلم في المقابل أن التمديد سيؤذيه. هو لم يسألني عن رأيي، قال لي قرّرت. "قعدت أضرب أخماس بأسداس" كل الليل وحيدا. قلت قد يدفعه هذا الأمر إلى إعادة النظر في موقفه. وقد حدثته في اليوم التالي وقابلته واتفقنا وأخذنا القرار.

وركبت الطائرة في اليوم التالي متوجها إلى المغرب، وعدت في اليوم نفسه إلى بيروت. ولأنني كنت "معصّب"، "صار معي مراجعة وإسهال"، فوقعت في الحمام وكسرت كتفي، هذه قصة كتفي. في هذه الأثناء يتصل بي شيراك ليطلب مني عدم السير بالتمديد في المجلس النيابي، وقال لي نحن أصدقاء ونحن نرفض هذا الأمر، فقلت له "ماشي الحال" اتخذت قراري.

الحريري: هناك نقطة لم أفهمها، اتصل فاروق (الشرع) بموراتينوس الخميس صباحا

المعلم: موراتينوس اتصل بفاروق وطلب منه تأجيل الجلسة 24 ساعة، هكذا قال لي

الحريري: كان فاروق الذي اتصل بموراتينوس، ولا مصلحة في الكذب لأن ما حصل هو سبب معظم المشكلة، وقال له نحن نحاول التوسط مع الفرنسيين ولا يستجيبون، ونريد مساعدتك فقال موراتينوس أنا حاضر. فقال فاروق نحن من جانبنا لا نسير في التمديد في مقابل أن توقف فرنسا وأميركا قرار مجلس الأمن، على أن نتفاهم سوية بعدها على شخص رئيس الجمهورية ونبحث في الوضع اللبناني.

المعلم: والله أنا عندي خبر إن العكس هو الذي حصل.

الحريري: يخبر موراتينوس الفرنسيين ويُنقل الأمر إلى أميركا وغيرها من الدول، لقد علمت بهذه التفاصيل لاحقا، وقد ردّت 10 بلدان بالموافقة، في هذه الأثناء غيّر فاروق رأيه، وأبلغ إليهم أننا لا نستطيع وقف جلسة مجلس النواب، "بدكن تحكو مع نبيه"، فتحدثوا إلى نبيه، حتى لا يقولوا إن سوريا هي التي تتحكم بالموضوع، طلع نبيه "بهدل" موراتينوس وعقد جلسة في اليوم التالي وصوتنا مع التمديد ولم أكن أعلم بما حدث.

لماذا حصل ما حصل، كان القرار سيقف. هل اعتقد السوريون أنه لا يمكن إصدار قرار في مجلس الأمن، فوافقوا نهارا وعارضوا ليلا، لا أريد جوابا.

المعلم: لا أملك جوابا، انا استلمت هذا الموضوع حديثا، وقد أتيت لأتعلم.

الحريري: أنت أستاذ، ما هذا الكلام؟

المعلم: أقولها بصراحة، لا يمكن أن أتصور دورا إيجابيا سوريا في لبنان من دون الحريري ولا يمكن أن أتصور علاقة دبلوماسية خارجية تضر فرنسا، ماذا يجب أن نفعل الآن؟ فرنسا "تركلي ياها على جنب"، فهي صارت بعيدا "وصارت القلوب كتير معباية". ما يهمني هو أنت وبشار الأسد، لا شيء آخر نهائيا. ما الخطوات التي يجب اتخاذها لتزدهر هذه العلاقة مجددا من دون أجهزة.

الحريري: الأمور في البلد ذهبت بعيدا، لا يمكن إعادتها إلى ما كانت عليه من خلال cosmetic situation . لا رغبة لدي في أن أصبح رئيسا للحكومة، ويمكن أن تأخذ وعد شرف من رفيق الحريري، ويمكن أن تقول لي "إنت مش رجال إذا غيّرت"، لن أصبح رئيسا للحكومة إلا إذا قال لي بشار ذلك. وهذا الأمر يشكل ترجمة للقول إن لبنان لا يحكم ضد إرادة سوريا، لكن في الوقت نفسه أنا أريد أن أكون رئيسا للحكومة "en plein pouvoir" ... وليس أن أكون رئيسا للحكومة وأكثرية مجلس الوزراء ضدي.

تقتضي مصالح البلدين أن نحدّدها معا ونتفق عليها معا، لا أن تعيّن سوريا "الكبير والصغير" في البلد. وأكرر إذا طلب مني بشار أن أصبح رئيسا للوزراء، سأفعل وإلا "قسما عظما إذا طلبت مني الدنيا كلها أن أصبح رئيسا للحكومة وهو لم يطلب ذلك، فلن أفعل". وأنا لم أصل إلى مرحلة "حاطط راسي براس بشار الاسد"، هذا كلام "فاضي"... إضافة إلى ذلك، نبني على هذه النظرية "لنخرب بيتنا وبيت العالم"، لماذا؟ لماذا لم يرسل في طلبي ويسألني حقيقة ما حصل.

المعلم: هذا ما كان يجب أن يحصل

الحريري: لكنه لم يحصل، لم يستشرني في رغبته بالتمديد، لكنت أعطيته رأيي وسرت في رأيه. قال لي قرّرت، "وما تجوابني، فكر ورجاع رد". هذا الكلام حصل بيني وبينه

المعلم: صادق.

الحريري: أسمع كلاما عن أن حسني مبارك قال له (للأسد) إن شيراك قال له (لمبارك) أنني قلت لشيراك أنه "حطلي الفرد براسي"، (الأسد) أنا لم أقل ذلك. ممكن أن يكون شيراك قال هذا الأمر لحسني مبارك، لكن هذا تعبير يستعمله الأجانب ويعني انه فعل أمرا ما غصبا عنه.

هل هناك أحد في العالم لا يعرف أنني ضد التمديد وأنني قبلت بالتمديد غصبا عني. كما أن جماعتكم تقول، عندما يسألوهم لماذا تتعاطون بهذا الأسلوب مع الحريري وهو سار معكم في التمديد، "ليش هوي مدّد بخاطرو، مدّد غصبا عنه".

المعلم: يا عيب الشوم

الحريري:...أنا أعرف أن سوريا ستتأذى من هذا الموضوع، لكنها لم تسألني ولم تسمع مني ولم تعاملني كصديق، إنما عاملتني على أساس "يا إنت معنا يا ضدنا" ...دعني أسألك سؤالا يا وليد، لو كان هذا الملف في يدك، ألم تكن لترسل في طلبي وتسألني عن الموضوع.

المعلم: طبعا

الحريري: لكن أحدا لم يتصل. فنحن لسنا أطفالا، كنت اتصلت وقلت لي، يا أبو بهاء، هناك أشخاص "زعران" وراء هذا الموضوع، ونحن لا نصدق، كيف يمكن أن تساعدنا في هذا الموضوع؟ لكن هذا الأمر لم يحصل.

المعلم: في الفترة الأخيرة، كان فاروق "مستلم كل شي".

الحريري: ...ما المطلوب مني؟ عندما يأتي إلي سفير هذا البلد أو ذاك ويقول لي السوريون يتكلمون هكذا، ماذا أفعل، هل أتصل بكم، لن أفعل. "ما بدا شي"، لماذا وليد المعلم أو فاروق أو مندوبك هنا لم يأت إلي ويقول يا أبو بهاء لم نعد نريدك رئيسا للحكومة، لكنت قدمت استقالتي في ربع ساعة. رأيتم كيف بعد التمديد، عندما قال لي رستم "مش ماشي الحال"، قدمت استقالتي، ماذا حصل هل أصدرت بيانات ونظمت مظاهرات؟ بقيت صامتا أربعة أشهر.

المعلم: وهذا الأمر أسجله لك.

الحريري: لا أريد ان تسجله لي. فلم أقم بهذا الأمر عن ذكاء. أنا أتصرف هكذا

المعلم: طبعا ذكي

الحريري: أكيد ذكي، وإلا لما وصلت إلى هنا. لكن لم أخطط لتركيبة. وأكرر إذا لم يطلب مني بشار الأسد أن أصبح رئيسا للحكومة، "والله لو عندي 128 نائبا لما قبلت". ما هذا الكلام "البلغصة والهبل والرذالة".

المعلم: كيف سنعالج الموضوع، لا شك لدي في نظافتك.

الحريري: يجب أن يعرف الأخوان أننا نقدرهم ونحترمهم لكننا نحترم أنفسنا أيضا، فنحن تعرضنا للإهانة بكرامتنا وكل شيء. لماذا؟ لنفرض جدلا أن رفيق الحريري فعل هذا الأمر، لماذا تغير الآن وهو معنا منذ 25 عاما، لم يسألوا أنفسهم هذا السؤال. والكلام "الفاضي" الذي قيل عن أن مروان حمادة وغسان زاروا الحريري في سردينيا ووضعوا القرار 1559، من يقول هذا الكلام كأنه يقول نحن حاولنا قتل مروان حمادة، وهذه إحدى مشاكلكم مع وليد جنبلاط، "لأنو واصلّو كلام" إن مروان حمادة ذهب إلى سردينيا وكتب القرار 1559 مع الحريري. مروان حمادة لم يزر إيطاليا عام 2004 . "يا حرام الشوم"

المعلم: هو رجل وطني، أليس وليد جنبلاط رجلا وطنيا؟

الحريري: لماذا وصل وليد جنبلاط إلى هذه المرحلة؟

المعلم: له أسبابه

الحريري: ما هي هذه الأسباب؟

المعلم: هناك سوء تصرفات في السابق لكن لا يجوز أن تستمر

الحريري: لكنها مستمرة (...) لا يمكن لسوريا أن تبني سياستها بناء على تقارير مخابراتية...في النتيجة، هناك العلاقة الشخصية بيننا وبينكم، وهناك الموضوع العام في البلد. لا يمكن أن تتصرفوا بعد اليوم على أساس "نيّمنا" المخابرات ووضعنا وليد المعلم في الواجهة، "هيدا الموضوع ما حدا قابضو".

المعلم: أعرف.

الحريري: إضافة إلى أن لا شيء يمنع أن "يفشلكم" الآخرون وبسهولة لأن هناك مصالح كبرى. لا يمكن أن تتخيل الوضع الحاصل، هناك مصالح مالية كبرى وقد دخلت الدول الكبرى في الموضوع لتلعب بيننا. موضوع الوجود السوري مطروح، فماذا ستفعلون؟ هل ستستمرون بالاستماع إلى فلان وفلان، هذا لن يحل القضية.

اتفاق الطائف، مقسوم إلى قسمين، قسم مرتبط بالعلاقة بين لبنان وسوريا، وقسم بالإصلاحات التي تشكل ضمانا. أثناء وجودي في الحكومة وأثناء حكومة سليم الحص، أعطي رئيس الجمهورية صلاحيات لم يكن يتمتع بها قبل اتفاق الطائف، وصرنا اليوم في موضوع القضاء (قانون الانتخاب) وهو سيؤدي إلى انتهاء اتفاق الطائف والعودة بالبلد إلى ما قبل العام 1975. إذا اعتمد القضاء مع التقسيم الراهن لبيروت سيأتيني بعدد نواب لم أكن أحلم به في حياتي، وأنا سأنزل في كل الأماكن التي يمكن أن أنزل فيها وأعتقد أنني سأربح، لكن إذا ربح رفيق الحريري سيخسر البلد وأنا لا أريد أن يحصل هذا الأمر.

المعلم: لهذا أنت مع المحافظة؟

الحريري: أنا لا أقول أمرا لا مصلحة لهم فيه، إذا كانت بيروت محافظة واحدة فأنا سأربحها بكاملها لكن إذا اعتمد القضاء فسأربح نوابا في الجنوب والبقاع والشمال، أما إذا اعتمدت المحافظة لا قدرة لي على ربح نواب في الجنوب والبقاع، نجاحي في الجنوب صفر وفي البقاع بسيط جدا، لكن حظوظي كبيرة مع القضاء (...) أنت تعلم أن الشهادة بالقانون يفعلها رفيق الحريري أمام العالم بأكمله. إذا قلت إن القانون جيد، فالعالم كله سيقول أنه جيد،... وإذا قلت أنه عاطل ... سيقولون عاطل، هل لديك شك في الموضوع؟

المعلم: أنا شخصيا كلا

الحريري: ... إذا أقر القانون في المجلس النيابي، سأستقيل أنا ونوابي وأنا أبلغك رسميا.

الحريري: إذا اعتمدت المحافظة فلن تكون مقسّمة إلى خمسة، سيقسم كل من الجنوب والبقاع والشمال والجبل إلى محافظتين، وبيروت تبقى وحدها، وهذا يعني تطبيق اتفاق الطائف، فوجودك السياسي في البلد مبنيّ على الطائف، الوجود العسكري مبنيّ على الطائف، الاتفاقات المبرمة بين بلدينا مبنية على الطائف، ماذا تفعل، أنت تنسف الطائف الذي أنت موجود بموجبه. ما يطرح اليوم أمران، أن تنسحب من البقاع أو أن تطبق القرار 1559 وتخرج من البلد، اتفاق الطائف ينص على أن تنسحبوا من البقاع وأنتم تقريبا انسحبتم منه وبقيت أماكن قليلة.

هل تعلم ماذا قال نسيب لحود، طالب بتطبيق القرار 1559. "ما تنغش" ما أقوله لك هنا أقوله في الخارج. ذهب سليمان فرنجية إلى البطريرك عشرين مرة والناس "رايحة جاية"، كذلك أحرجونا نحن، فاضطررت نتيجة هذا الوضع أن أذهب إليه (البطريرك). إذا تقدمت الحكومة اللبنانية بمشروع قانون إلى المجلس النيابي على أساس القضاء، هذا يعني أنّ سوريا موافقة، ونحن سنؤيّده، فلماذا سأظهر بالتالي أمام المسيحيين على أنني أنا الوحيد ضدهم.

المعلّم: نبيه برّي قال لي اليوم إن من المستحيل أن نقبل بالقضاء، ونريد إلغاء الطائفية السياسية...

الحريري: معه حق، على رغم أنني لا أتحدث معه، فالأمور بيننا "مش كويسة". سليمان فرنجية شتم رفيق الحريري على التلفاز بسبب موضوع القضاء، ولو كانت المحافظة لما "استرجا يحكي كلمة عنّي"، وأرسى جوا طائفيا في البلد. أما في المحافظة فهو مضطر إلى مسايرة المسلمين حتى يصوتوا له. والمسلم عمر كرامي لا يمكن أن يقول كلاما طائفيا لأنه يحتاج إلى أصوات المسيحيين. القضاء يدفع الناس إلى الحديث طائفيا ومذهبيا، أما المحافظة فتجبر "العفاريت يصيرو أوادم"، وإلا لن يُنتخبوا. الأرض في بشرّي ضد المسلمين وجماعة "القوات" لأنّ الانتخابات تجرى على أساس محافظة أو دوائر مسيحية - إسلامية، يقولون كلاما "من أحلى ما يكون"، "بكرا خلّي يطلعولك اتنين من بشري على أساس القضاء، هناك رأس حربة البترون، بشري، الكورة "شو الله جابركن؟"

المعلم: والله أنا لم أتدخل.

الحريري: أنت لم تتدخل، ولن يكون لديكم أكثرية، وأنا قلت لرستم، مهما بلغ الأمر بيني وبينكم، أنا حريص على سوريا لكنكم لا تصدقون هذا الكلام. القضاء هو القضاء على سوريا في لبنان والمحافظة هي المحافظة على سوريا في لبنان. والحصّ ماذا يقول لك؟

المعلم: الكلام نفسه.

الحريري: أنا، سليم "ما بيطيق خيالي ولا بطيق خيالو"، أليس عجيبا أننا متفقان على الموضوع نفسه. إذا صدرت أصوات معترضة سنقول إن المحافظة تعني التمسك باتفاق الطائف، المحافظة خيار استراتيجي، والتقسيم حاضر ويبقى فقط أن تقسموا الجبل إلى اثنين.

المعلّم: ألا يؤثر الجبل فيكم؟

الحريري: كلا لا يؤثر، ووليد جنبلاط لن يقول شيئا بالعكس.

المعلّم: لقد تخمّرت الآن وأنا ثقتي بك كبيرة.

الحريري: وليد، أنا لست ضد سوريا ولا أغشّها، ولا أغشّك أنت تحديدا.

المعلّم: يجب أن ننتبه إلى ما يجري في العراق، السنّة ليس لهم إلا سوريا.

الحريري: "ما فارقة معي لا سنّة ولا شيعة". وضعوا في رأس بشار أنني أنا عصب السنّة في لبنان، لقد استدعيت المشايخ السنّة في عكار وقلت لهم إن مرجعيتكم هي رئاسة الحكومة، وأنا رئيس الحكومة، أخرجوا من هذه "الخزعبلات"، لا مصلحة للمسلمين بالتطرف، فكتبوا تقريرا يقول إنني أنظّم تجمعا سريا في البلد. ما المطلوب مني؟

المعلّم: أنا لست مرتاحا إلى الفجوة بينك وبين الرئيس (الأسد)، وهذا الأمر يؤدّي إلى أخطاء، أنت من جهتك، تأخذ ردود فعل لأنك لا تفهم لماذا يحصل ما يحصل.

الحريري: أنا أعرف ماذا يحصل. أنا لا أستطيع العيش ضمن نظام أمني متخصص بالتشويش على رفيق الحريري ويكتب تقارير لبشار الأسد ويصدّقها. وأنا لا أعرف مضمون هذه التقارير لأردّ عليها.

المعلّم: سأبلغ إلى الرئيس هذا الكلام.

الحريري: هذا الكلام سيحاسبني الله عليه يوم القيامة، عيب القول إن الحريري جزء من مؤامرة. حتى اليوم، وقبل قليل علمت من الإسبان أنهم سيضعون حزب الله على لائحة الإرهاب. هل تعلم من يمنعهم؟ الفرنسيون. هل تعلم من يمنع الفرنسيين؟ أنا. لماذا؟ فأنا مختلف معكم ويمكن أن يستعملوا حزب الله ضدي، "مش طمعان بهدية". النواب المحسوبون عليكم في الكتلة "شحطتن"، أريد أن آتي بنواب لي، أنا معك، ماذا تريد من هذا الأسلوب... لا يمكننا العمل بهذا الأسلوب. هل تريدني أو تريد عدنان عرقجي وباسم يموت؟

المعلّم: هو يريد الجميع.

الحريري: يريد الجميع، ليتكلم معي، فأنا معك ومهما حصل لن أكون ضدك. يمكن أن لا أكون معك بمعنى أن أرضخ للأمر، لم أعد أحتمل الأمر يا وليد. قد أقبل أن يواجهني أحد أفهم منّي، لكن لماذا أقبل أن يتكلم معي "حدا مش قابضو" كلاما "ما بيسوا". أي لقاء غير معد له في الشكل المناسب سيكون كارثة.

المعلّم: أنا لا أريد أن أجازف قبل أن أعرف جواب الرئيس.

الحريري: صار "تلات رباعي بالمعارضة" بسبب التصرفات تجاهي وكل الأجوبة التي أسمعها تقول إن سوريا شطبت الحريري. لقد أتى أبو عبدو إليّ برسالة "طيبة جدا" نتيجتها تقول إنّ "القانون بجيبتك"، كيف ذلك ويكون القانون ضدي؟ ما العلاقة بين الكلام الذي أسمعه هنا والكلام النابي والفعل الذي أراه؟

المعلّم: إذا لم أرَ أن الأرضية صالحة لدى الجانبين، لن أجازف باجتماع.

الحريري: ما في داعي لاجتماعات، لتبقَ الاجتماعات بيني وبينك، "سماع من دقني"، نحن نريدك أن تنجح، من المبكر الكلام عن القضايا الباقية، ليقرّر ماذا يريد. هناك موضوع الوجود السوري في لبنان، مكاتب المخابرات وتنفيذ اتفاق الطائف والقرار 1559. هناك القرار 242 وشنت حرب العراق وبعدها 600 و700 و1000 قرار وافقتم عليها وأيدتموها بالإجماع ولم تنفَّذ. أنا لا أقول لك أن لا تتحدث بهذه الأمور، لكن الحديث بها لا يعني أنها حلت. يجب وضع خطة مبرمجة نتفق عليها جميعا، لكن بدلا من ذلك "ما حدا بيحكي مع حدا ومنتجسّس على بعضنا". سأخبرك أمرا وانقله إلى الرئيس فقط دون غيره: لقد حدثني حسني مبارك منذ فترة وطلب مساعدتي في مبادرة يريد أن يقودها بين فرنسا وسوريا، قلت له "من هالعين قبل هالعين".

وقبل أن يحضر بشار إلى شرم الشيخ، قال لي إنني سأقابل بشار لتحسين العلاقة فلا يجوز أن تبقى العلاقة بين سوريا وفرنسا على هذا الشكل، لكن قبل أن أبادر بالحديث أريد أن أعرف هل أنت مستعد لمساعدتي؟ فأجبته: لا أرفض أي أمر يخدم سوريا، وأنا حاضر لأي أمر تراه مناسبا. والله لم أطلب منه، هو من اتصل وطلب مني الحضور، فذهبت وجلست معه ساعة. ومنذ فترة أيضا أرسل في طلبي ووضعني في صورة ما حصل بينه وبين بشار، وان الأمور لم تصل إلى نتيجة حتى اللحظة واتفقنا أن نبقى على تواصل.

أنت تعرف طبعا أن هناك ارتكابات كبيرة في البلد على كل المستويات، ولا مصلحة لكم بهذا الأمر. يمكن أن يكون الكلام كاذبا أو ملفقا، لكن لا دخان من دون نار.

المعلّم: أنا أتمنّى أن أكون رسولك، هل تريد أن نتراسل من دون إعلام وضجة؟

الحريري: أرقامي موجودة في الخارجية. ويمكن أن تتصل بي عن طريق منزلي في الشام.

الحريري: أنا حاضر للتعاون معك لكن الأمور اليوم أصعب من الشهر الفائت وبعد شهر ستصبح أصعب. فقانون الانتخاب ليس سيئا فقط بسبب التقسيمات فهو يتضمن مادتين "رح يقيّمو الدني علينا وعليكن"، مادة تتعلق بالإعلام والإعلان وهي غير موجودة في أي دولة في العالم لجهة إقفال التلفزيونات إذا عرضت إعلانات وقد أقفلوا قناة الـ"M.T.V" بموجبها.

المعلم: إذا اعتمد قانون المحافظة، هذه الأمور ستنتهي.

الحريري: ليست هذه المادة فقط، هناك مادة عن إلغاء النيابة غير موجودة في العالم إلا في غواتيمالا، ولا أعتقد أن هناك علاقة لسوريا بهذا الأمر

المعلم: ما عندي خبر

الحريري: أنا أقول لك، لا علاقة لسوريا بهاتين المادتين، هذا عمل جميل السيد وغيره، لم يكن هذا الأمر موجودا في الاتحاد السوفياتي. سأقرأ لك إحدى هاتين المادتين، وأنت لن تصدق بأذنيك: "يحرّم على كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وكذلك المكتوبة غير السياسية تعاطي الإعلان الانتخابي خلال الحملة الانتخابية المحددة من تاريخ دعوة الهيئات حتى إجراء الانتخابات وإعلان نتائجها تحت طائلة التعطيل والإقفال التام بقرار يصدر عن محكمة المطبوعات".

أصبحت الثقة في القضاء صفرا. هذا الأمر لن يسير "رح تقوم لقيامة". يُعطى للمعارضة المسيحية وغير المسيحية ولوليد جنبلاط ولنا نحن في شكل أو آخر هدايا مجانية.

أما المادة الثانية: "يتعرض إلى إبطال انتخابه إضافة إلى العقوبات المنصوص عليها في القانون كل مرشح يحاول أن يؤثر في اقتراع اللبنانيين بإنفاقه في مجموع استلزامات الدعاوى مبلغا يزيد عن 150 مليون ليرة (لم يضعوا ما معنى إنفاق على أساس إمكان إصدار مراسيم في ما بعد يفسروها كما يريدون، أي إذا احتسيت فنجان قهوة معك قد يعتبر إنفاقا)، باستغلال إمكاناته المالية بأي وسيلة كانت لتقديم عروض (يعني إذا وضع صاحب سوبرماركت إعلان أنه يريد عمالا وتقدم ثلاثة بطلب يقول لهم أنا سأترشح إلى الانتخابات وإذا انتخبتموني أوظفكم)، بإثارته النعرات الطائفية والمذهبية أو الحساسيات الفئوية أو الحزبية (يعني إذا انتقد أحدهم حركة أمل أو حزب الكتائب تلغى نيابته)، باستغلاله أي وسيلة من وسائل الترغيب والترهيب ( إذا شهد اثنان إن فلان الفلاني هدد بطردي إن لم أصوت له تبطل نيابته)".

في وقت يطالب العالم بوضع رقابة دولية على الانتخابات نضع موادا مماثلة، ماذا نفعل؟ هل حدثك أحد بهذا الموضوع؟

المعلم: كلا

الحريري: أنا أحدثك الآن، هل هذا الكلام مقبول في المجتمع الغربي.

المعلم: كلا طبعا.

الحريري: لماذا هذا الإصرار ولماذا اليوم، لا أريد أن "تتبهدل" بلادي وأن "تقوم العالم علينا" وعلى رغم ذلك أنا أبرئكم من التقسيمات لكن الآخرين قد لا يبرئوكم.

المعلم: أي شيء تريده مني سيصل رأسا إلى الرئيس مباشرة

الحريري: بدي سلامتك، على فكرة في موضوع رستم ولقائي وليد جنبلاط، لقد قلت له إنني سأرى رستم.

المعلم: أنا أحترم وليد جنبلاط وهو رجل وطني

الحريري: جنبلاط حليفي، وقلت له أنني "مش قاطع مع سوريا، أنا مختلف أنا وياهن وطالع ديني من تصرفاتن" أنا قومي عربي قبل كل العالم، لكن أنا مختلف معهم وأشعر بالقهر. قلت له سيأتي رستم ونتكلم وسأخبرك ما سيحصل، وقلت لرستم أنني أنا ووليد نحترم سوريا احتراما كبيرا كل على طريقته.

أتى أبو عبدو لزيارتي موفدا من الرئيس، وقال لي "كلام كويس" مثلك تماما والترجمة في مهمتك لا تتماشى مع الكلام ولا يقنعني أحد أن لا علاقة لكم بالموضوع "هيدا الكلام ما بفوت براسي". إذا كنت سأسير في الموضوع لا تطلب مني السكوت. "إنو خللي يللي ضد سوريا يطلعوا ولا الحريري ياخدن". وهذه الخريطة (يشير إلى الورقة أمامه) عندما تضع المسيحيين مع بعضهم في الأشرفية من سيربح هل سيربح قومي عربي؟

المعلم: كلا سيربح متطرفون.

الحريري: صحيح، (...) الأساس ماذا تريد سوريا من لبنان، لا يمكن أن نكمل على هذا المنوال، لا نحن ولا أنتم، فنحن نرفض مسار الأمور ولا مصلحة لكم بها، فإذا تأذيتم نتأذى وإذا ضعفتم نضعف وإذا قويتم نقوى.

المعلم: هل أنتم متفاهمون على خطة عمل؟

الحريري: "يا خيي"، أنت أبي لكن لا أتحمل أن تقول لي بمن يجب أن أرتبط وماذا أرتدي وأي أسماء اطلق على أولادي وإلى أي مدرسة أرسلهم. هل تعلم أن هناك تدخلا في "الصغيرة والكبيرة" في البلد. مدير مستشفى أنتم تعينوه ولو كان سارقا؟

المعلم: هيدي منا شغلتنا

الحريري: على أيام الهراوي، كان يحكى بالترويكا، أي أنا والهراوي ونبيه بري، وأننا "كنا آكلين البلد وبالعينو"، أما الآن فمن؟

المعلم: سوريا

الحريري: لماذا، أفهم أن تكونوا داعمين لرئيسي الجمهورية والحكومة وموافقين عليهما، لكن أن تتدخلوا في رئاسة الجمهورية والحكومة والوزراء والنواب والمديرين العامين والقضاة، لماذا؟

المعلم: هناك مصالح شخصية

الحريري: مصالح سوريا الاستراتيجية "برقبتي وما عم ربحكن جميلة" فهذه مصلحتنا وواجبنا، لكن يا ولاد الحلال لستم مضطرين أن تصلوا إلى هنا. شو قصة ميشال عون؟

المعلم: لا أعلم

الحريري: إذا إنت بتعرفو أنا بعرفو، أنا مش شايفو

المعلم: أتى إلي شخص يدعى غبريال عيسى ناقلا إلي رسالة خطية منه يدعونا فيها إلى اجتماع، فقلت له نحن نرفض، قال لي العماد يريد حوارا مع سوريا، فأجبته أنني لا أقبل أن أتحاور معكم وأنتم تضعون يدكم في يد اللوبي الإسرائيلي

الحريري: ليش وقفوا

المعلم: لا علاقة لي

الحريري: لا يمكن أن تقول أن لا علاقة لك، فهذه القصة "عليكم وعلينا". هيدا جايي لهون ومعتبر إنو بدو يقسم المعارضة

المعلم: إذا أتى سيخرب لبنان مجددا

الحريري: سأعلمك شيئا. كلمني السفير الفرنسي وقال لي إنه آت وإنه يتوقع أن تأخذ الحكومة اللبنانية مجموعة خطوات حتى يعود.

المعلم: أنا متأكد "إنو ما في شي"

الحريري: السفير الفرنسي أبلغني

المعلم: ما العمل الآن؟

الحريري: بالنسبة إلى عون، أنا من الأساس قلت له "تعا" لكن في هذا الظرف "شو جايي يعمل"

المعلم: خطر والله خطر، سيضرب الوضع مجددا

الحريري: عم "بتولعو الأفاعي" بالبلد، ليجب أحدهم عن سؤالي، لماذا سيأتون بميشال عون، هل أصبحت السلطة حرة مستقلة ذات سيادة. في القانون اعتمدنا القضاء وسيعود ميشال عون

المعلم: ماذا يجب أن يحصل حتى لا يعود؟

الحريري: لا يمكنكم أن تمنعوه من المجيء بعد الذي حصل، يقولون إن هناك ملفا قضائيا في حقه.

المعلم: فهمت عليك

الحريري: لا تذهب مع عمر كرامي أبعد من هذا الأمر، لا تسأله ماذا يجب أن نفعل. يمكن عضوم ما بحبو لكنه رجل discret، "إذا بيتوشوش بساوي" لا تتكلم مع كرامي ، مع عضوم ومع وزير الداخلية. كرامي يخبر سائقه ماذا يحدث فتجد المعلومات في الصحيفة ،أما عضوم فلا يتكلم.

السفير الفرنسي أبلغني أن عون أبلغ موفد شيراك عن اتفاق حصل بينه وبين الحكومة اللبنانية وأنه سيعود بعد عشرة أيام ويتوقع أن يصدر قرار من مجلس الوزراء يقفل ملفه القضائي وقال أنا ممنون وأشكركم وإذا أمكن أن أزور الرئيس شيراك.

المعلم: سأستفسر عن عودته

الحريري: كيف بدو يفكك المعارضة، أصلا المعارضة ما بيطلع منا شي إذا نحنا ما كنا فيها. تريدون فقط وضع رفيق الحريري ووليد جنبلاط "برا" ،يصبح لديكم أكثرية 70 نائبا مقابل 60 ماذا يمكنكم أن تفعلوا بـ 70 ونحن ضدكم. هذا جنون "ما بكفّوكون"

المعارضة وضعت حبلا في يدي وتشدني فيه وبدلا من أن تمسك سوريا كتفي وتهدّيه فانها تكسره وتشدني في اتجاههم. بكرا إذا إجا ميشال عون وأنا بالمعارضة شو بعمل؟ نحن مختلفون مع سوريا لكننا لا نعاديها. أنا أنقل رأي الناس وهم لا يريدون أن نصل مع السوريين إلى آخر الدنيا، فكيف سأسير في معارضة فيها عون والقوات... أنا أرسل إشارات غطاس خوري، باسل فليحان، ماذا تنتظرون؟ لا طالب "إطلع عالشام ولا شوف الرئيس ولا طالب أعمل رئيس حكومة ولا طالب إنو يطير إميل لحود". أنا أطلب أن تتعاملوا معنا بعقلانية وإذا أردتم التعاون معنا فأنا أول شخص. وهذا الكلام تأخذه مني وعد شرف ولا يمكن أن يفكر رفيق الحريري في أن يكون له مركز في الدولة اللبنانية إذا لم يطلب مني ذلك شخصيا بشار الأسد. أنا مقتنع بأن لبنان لا يحكم من دون رضا سوريا لكن لا يحكم أيضا بتعيين مدير مستشفى.

 

الجباوي رد على أحمد الحريري: لسنا بحاجة لتذكيره بمن مول الإرهاب لضرب الدولة ومؤسساتها

وكيف تجلى الدور الحريري في دعم فتح الإسلام لاستهداف الجيش والفلسطينيين

 وطنية - 13/8/2011 أدلى عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" محمد الجباوي، بتصريح بعد ظهر اليوم، رد فيه على تناول الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري لرئيس مجلس النواب نبيه بري من دون أن يسميه. واستهل الجباوي تصريحه بالقول:

"يتنطح بعض صبية السياسة الذين صاروا قادة بالصدفة، وفي سياق الدور الحريري المطلوب من الصبي الكبير لإثارة وإشعال الفتن الجوالة، خصوصاعلى موضوع مضى عليه الزمن، وكان معروفا يومها من الذي أثار تلك الحرب (حرب المخيمات في العام 1985)، مصوبين اليوم على صمام أمان لبنان وإكليل غار وحدته الوطنية واستقراره ومقاومته".

أضاف: "وليس ردا على هؤلاء الصبية نقول إن إيماننا والتزامنا بقضية فلسطين إنما هو بطبيعة الحال أكبر من أماني وأحقاد السائحين على اليخوت في أعالي البحار، يديرون عبر "الريموت كونترول" صغار الكسبة وصغار الكتبة، الذين أعمى قلوبهم الحقد في شهر يفترض فيه بياض القلوب والعقول. ولسنا بحاجة لتذكير هذا المتدرج ولا الصبي الكبير، بمن مول الإرهاب لضرب الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وكيف تجلى دور الحريري في دعم "فتح الإسلام" لإستهداف الجيش اللبناني والشعب الفلسطيني في آن، حيث أن دمار ومهجري مخيم نهر البارد لا يزالون يدلوننا على هذا الحرص الملغوم على الشعب الفلسطيني، خاصة وأن مخيمات بيروت أيضا لم تنس السياسات السابقة القاضية والهادفة لتهجير أهالي المخيمات وترحيلهم الى "القريعة" من أجل أن تنعم "سوليدير" بالتمدد. ثم هل نحن بحاجة للتذكير أيضا بالوثائق التي فضحت من أعد ومن استحضر ومن مول أسباب الفتنة في بيروت لتحقيق أحلام مشاريعه الخاصة حتى ولو بنار المذهبية".

وختم بالقول: "نعم لقد تكللوا بالعار ممن شكل رأس الحربة باستهداف المقاومة وباستهداف سوريا، فمرة اتهموها بالقتل والإجرام في لبنان، ومرة أكدوا مادحين بأنها تشكل ضمانة لبنان ووحدته واستقراره، بينما رهانهم لا يزال معقودا في فلسطين وفي لبنان على حق وعلى سيادة مكللة بعار من درع جون بولتون رأس حربة المتشددين واللوبي الصهيوني في أميركا ضد قضايا أمتنا".