المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 11 آب/11

انجيل القديس لوقا 11/37-47/يسوع يوبخ الفريسيـين ومعلمي الشريعة

وبينما هو يتكلم، دعاه أحد الفريسيين إلى الغداء عنده. فدخل بيته وجلس للطعام. فتعجب الفريسي لما رأى يسوع يجلس ولا يغسل يديه قبل الغداء. فقال له الرب يسوع: أنتم أيها الفريسيون تطهرون ظاهر الكأس والصحن، وباطنكم كله طمع وخبث. يا أغبـياء، هذا الذي صنع الظاهر، أما صنع الباطن أيضا؟ أعـطوا الفقراء مما في داخل كؤوسكم وصحونكم، يكن كل شيء لكم طاهرا. ولكن الويل لكم، أيها الفريسيون! تعطون العشر من النعنع والصعتر وسائر البقول، وتهملون العدل ومحبة الله. فهذا كان يجب أن تعملوا به من دون أن تهملوا ذاك. الويل لكم، أيها الفريسيون! تحبون مكان الصدارة في المجامع والتحيات في الساحات. الويل لكم أنتم مثل القبور المجهولة، يمشي النـاس عليها وهم لا يعرفون. فقال له أحد علماء الشريعة: يا معلم، بقولك هذا تشتمنا نحن أيضا! الويل لكم أنتم أيضا يا علماء الشريعة، تحملون النـاس أحمالا ثقيلة ولا تمدون إصبعا واحدة لتساعدوهم على حملها.

الويل لكم، تبنون قبور الأنبـياء، وآباؤكم هم الذين قتلوهم.

 

عناوين النشرة

*ميرزا: عمليات البحث عن المتهمين الاربعة ستستمر بموجب مذكرات التوقيف الدولية والنشرة الحمراء

*المحكمة: التزام لبنان توقيف المتهمين واحتجازهم لا يزال قائماً

*ابراهيم نجّار : كاسيزي لن يُفرج عن مضمون القرار الاتهامي حرصاً على سلامة المعنيين بالدعوى وعلى التحقيق بحد ذاته وعدم العثور على المتهمين الاربعة يُعبّر عن عجز السلطات اللبنانية 

*أردوغان للأسد: لا يمكنكم التحدث عن الإصلاح بينما الشعب السوري يقتل

*بعد لقاء الأسد وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو يتوقع «خطوات إصلاحية مهمة» خلال أيام

*الأسد يؤكد لوزير خارجية تركيا أنه لن يتهاون في ملاحقة "المجموعات الارهابية"

*34 قتيلا على الاقل في سوريا بينهم 17 في دير الزور وتظاهرات ليلية تنديدا بالنظام

*الشاحنة المضبوطة في سوريا تحمل بنادق صيد مهرّبة إلى العراق

*جعجع ينصح الحريري بالبقاء حيث هو: لا احد يعلم متى ستكون الضربة القاضية لحكومة "بوطة الاولاد"

*وليامز التقى جعجع: هناك دائرة واسعة للقلق الدولي حيال التطورات في دمشق

*14 آذار تطالب بإستدعاء سفير لبنان بدمشق: "حزب الله" يعرّض طائفته للخطر

*اخلاء سبيل 16 موقوفا من "فتح الاسلام" في ملف نهر البارد

*نقيب محامي الشمال الاسبق رشيد درباس: استثمار إطلاق الموقوفين الاسلاميين سياسياً سيء 

*جنرال أميركي يعلن قتل متمردي طالبان الذي أسقطوا المروحية الأميركية

*اقتراح القانون حول اللاجئين في إسرائيل ضمن جدول الجلسات التشريعية

*ماذا سيفعل "حزب الله" بعد خسارة الأسد والقرار الاتهامي؟ لن يتوجه إلى الحدود وقد يبادر إلى الحوار/إيلي الحاج/النهار

*"المستقبل": كلام منصور في دمشق أعاد للأذهان أجواء الوصاية البغيضة والمرفوضة 

*سوريا ترسل جدول عن هويات الاشخاص ال33 المرسل بحقهم مذكرات توقيف

*جنبلاط تجمعه "البرودة" بدمشق وحزب الله: ما اسمعه في الخارج عن الاسد لا يبشر بالخير

*جنبلاط عقد لقاء اتسم بـ"الود والصراحة والتفاهم" مع اللواء محمد ناصيف في دمشق

*سقوط التضامن الوزاري... عون: هناك حالة لاوعي مرفوضة في رئاسة الحكومة وعند بعض الوزراء ونحن مستعدون "للمشكل مع مين ما كان" 

*قانون "الكهرباء" لم يقر... المجلس يشهد سجالات وكرة نار شربل على النواب

*الإدارة الفرنسية في صراع بين توجهيـــن: سحب قوتها من الجنوب أو الابقاء عليها

*إجراءات احترازية للسفارات الأوروبية تحسبا لأي تطور بسوريا يوجب نقل رعاياها

*تجدد أسوأ أعمال شغب تشهدها بريطانيا منذ عقود لليلة الرابعة على التوالي

*سوريا وتركيا.. لقاء الوداع/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*ديبلوماسي خليجي: العربي سيعرض على بشار اللجوء إلى دولة خليجية مع أفراد عائلته وكلينتون قد تزور الرياض خلال أيام/خطوة السعودية ضد الأسد تغير الموقفين الروسي والصيني جذرياً وتفتح الباب أمام قرار دولي تحت الفصل السابع/حميد غريافي/السياسة

*أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان/ أحمد الجارالله/السياسة

*احذروا مهنية بشار/عادل الطريفي/الشرق الأوسط

*سوريا: تصورات نهاية النظام/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الأوهام السورية القاتلة/عبدالله إسكندر/الحياة

*السعودية تدعو إلى الوقف الفوري للمظاهر المسلّحة حفاظاً على الوحدة السورية

*مسؤول ايراني يلتقي العربي في القاهرة لأول مرة منذ سقوط مبارك

*اعتصام لاهالي المنصورية وعين سعاده احتجاجا على تمديد خطوط التوتر

وزير الخارجيّة المصري: سوريا تتّجه إلى نقطة اللاعودة 

غوّار والعقرب/محمد سلام/لبنان الآن

بيروت – حلب/حازم الأمين/لبنان الان

عون بعد إجتماع "تكتل التغيير والإصلاح": سيقدم نوابنا مشاريع قوانين في جلسة مجلس النواب

مطلوب من سوريا الرضوخ لأربعة مطالب دولية

أدعو الشعب السوري إلى العودة للهدوء تأمينا لمصلحته

*حكومة ترفد "الشبيحة/عبد الوهاب بدرخان/النهار     

*عن فجيعة "ممانعة/نبيل بومنصف/النهار

*المحضر السري للقاء الأخير بين رفق الحريري ووليد المعلم (3)

*عون للبنانيين: إذا أردتم كهرباء فاذهبوا واحتلوا مجلس النواب وأنا معكم

*لقاء حزب الله والجماعة الاسلامية:تأكيد على دور المقاومة بتحصين مستقبل الأمة

*الجبهة الشعبية" خطفت الاستونيين خطأً وهناك مخطط لتخريب سمعة لبنان

*مدارس الجنرال/ موقع تيار المستقبل

*شاهد الزور/إيلي فواز/لبنان الآن

*عون والنظام السوري.. كلّ منهما يستأهل الآخر! 

 

تفاصيل النشرة

ميرزا: عمليات البحث عن المتهمين الاربعة ستستمر بموجب مذكرات التوقيف الدولية والنشرة الحمراء

نهارنت/أكد النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، على أنه "أودع رئيس قلم المحكمة الدولية في لبنان، التقرير الذي أعدّه عن نتيجة أعمال البحث عن المتهمين الأربعة، وهو يفيد أنه لم يجر إعتقال أي منهم لعدم العثور عليهم"، كاشفاً "أنه أرفق هذا التقرير بالقرارات الإتهامية المقفلة ومضبطة الإتهام". وقال ميرزا في حديثه الى صحيفة "المستقبل"، "إن تسليمنا هذا الجواب للمحكمة لا يعني أن مهمتنا إنتهت عند هذا الحد، فهناك مذكرات توقيف دولية ونشرة حمراء صادرة بحق هؤلاء الأشخاص سيجري متابعتها وستستمر عمليات البحث عنهم، لكن مع إنتهاء مهلة الشهر المعطاة لنا". وأعلن مصدر قضائي لـ"المستقبل" أنه "من الناحية القانونية، فإن مذكرات التوقيف ما زالت سارية، ومفعولها لا يتوقف عند إنتهاء مهلة الثلاثين يوماً"، مذكراً بأن "أسماء الأشخاص المطلوب توقيفهم باتت معممة على كل المعابر البرية والبحرية والجوية بموجب مذكرات التوقيف والنشرة الحمراء التي أصدرها الأنتربول الدولي بعد أسبوع واحد من صدور القرار الإتهامي، والمصادقة عليه من قبل قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين".

وكانت المحكمة الخاصة بلبنان قد اعلنت أنّ "السلطات اللبنانية قدّمت تقريرًا إلى المحكمة عن التدابير التي اتخذتها للبحث عن المتّهمين في قضية اعتداء 14 شباط 2005 وتوقيفهم، وإحالتهم"، موضحة أنّ "النائب العام لدى محكمة التمييز اللبنانية قدّم، وذكر فيه أنّ أيًّا من الأشخاص الأربعة المتهمين لم يُعتقل حتى الآن".

وبناءً على الجواب اللبناني، أعلنت المحكمة أن "رئيسها القاضي أنطونيو كاسيزي، سوف ينظر في التقرير بعناية وسوف يبتّ الخطوات التالية لذلك في الوقت المناسب"، لافتة إلى أن "التزام لبنان توقيف واحتجاز ونقل المتهمين، عملاً بالقرار 1757 الصادر عن مجلس الأمن لدى الأمم المتحدة، لا يزال قائمًا".

 

المحكمة: التزام لبنان توقيف المتهمين واحتجازهم لا يزال قائماً

نهارنت/أكد الناطق باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف ان التزام لبنان توقيف المتهمين واحتجازهم ونقلهم عملاً بالقرار 1757 الصادر عن مجلس الامن للامم المتحدة لا يزال قائماً. وصرح يوسف لصحيفة"النهار" بأن رئيس المحكمة القاضي انطونيو كاسيزي سيتسلم التقرير الذي سلمته السلطات اللبنانية حول المتهمين الاربعة باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ليتخذ قراره في الايام المقبلة. وأعلنت المحكمة أمس الثلاثاء انها تلقت تقريراً من النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا مفاده ان اياً من الاشخاص الاربعة المتهمين لم يعتقل حتى الآن. وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "اللواء" أن 4 مذكرات توقيف جديدة ستصدر في وقت لا يتعدى نهاية الشهر، وأن ممثلي لجنة التحقيق في بيروت سيستمعون اليوم إلى استفسارات من الوزيرين السابقين الياس المر ومروان حمادة، في ضوء تقاطع معلومات عن أن شبهات تحوم حول تورط اثنين من المتهمين في جريمة اغتيال الحريري على الأقل وفي محاولات اغتيال كل من الوزيرين المر وحمادة والزميلة مي شدياق، بالإضافة إلى اغتيال الشهيد جورج حاوي. ويُنتظر أن يحدد قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين خطواته المقبلة في غضون ثلاثين يوماً، ورفع تقريره في هذا الشأن إلى رئيس المحكمة الذي يفترض أن يبت بالخطوات التالية في الوقت المناسب، بحسب بيان المحكمة، إذ يجوز للقاضي فرانسين أن يطلب من غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الشروع في اجراءات المحاكمة غيابياً، ولكن ذلك يجب أن يتم بعد تقييم تقرير القاضي ميرزا. وأوضحت مصادر قانونية، أن هناك احتمالاً بأن لا تتهم المحكمة لبنان بالتقصير لأن المذكرات أخذت طريقها إلى التنفيذ، ولم يقل لبنان أنه لن ينفذها، أو أنه لن يتعاون مع المحكمة، وهناك احتمال آخر بأن لا تتهمه المحكمة بعدم التعاون، لكنها قد تلجأ إلى الضغوط عليه ومطالبته تكراراً بوجوب معرفة مكان المطلوبين وضرورة تسليمهم إلى المحكمة.

 

نجّار : كاسيزي لن يُفرج عن مضمون القرار الاتهامي حرصاً على سلامة "المعنيين بالدعوى" وعلى التحقيق بحد ذاته 

عدم العثور على المتهمين الاربعة يُعبّر عن عجز السلطات اللبنانية 

سلمان العنداري/ موقع 14 آذار

علّق وزير العدل السابق ابراهيم نجار على ابلاغ السلطات اللبنانية المحكمة الدولية عدم عثورها او اعتقالها لأي من الاشخاص الاربعة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه قبل يومين من انتهاء مهلة الشهر المعطاة لتبليغهم للمثول امام المحكمة الخاصة بلبنان، فاعتبر أن "عدم العثور على المتهمين يُعبّر عن عجز السلطات اللبنانية".

ورأى نجار في تصريح خاص ادلى به لموقع "14 آذار" الالكتروني أن "هذا العجز من جانب السلطات اللبنانية سوف يستتبع قراراً يتخذه رئيس المحكمة الدولية انطونيو كاسيزي، على ان يُحقق هذا الموقف مصلحة التحقيق والدعوى في الوقت الحاضر".

وتوقع نجار أن "لا يتم الافراج فوراً عن مضمون القرار الاتهامي لاسباب بديهية، لانه في حال الاعلان عن مضمون هذا القرار وعن الاسماء التي قد تكون مذكورة فيه، فان ذلك سوف يؤدي الى تهديد سلامة هؤلاء الاشخاص والمعنيين بالدعوى من جهة، كما قد يؤدي الى الاضرار بالتحقيق بحد ذاته من جهة ثانية".

ورجّح نجّار "ان"ان يقوم الرئيس انطونيو كاسيزي باصدار مذكرات توقيف اضافية. دون ان يُفرج عن مضمون القرار الاتهامي". واضاف: "لا اعتقد في الوقت الحاضر ان الموقف الذي اتخذه لبنان سيؤدي الى الاعلان الفوري عن القرار الاتهامي"، متوقعاً "تأجيل الاعلان عن مضمون القرار الاتهامي الى بعد حين، ريثما يتم استصدار مذكرات توقيف اخرى اذا كان هناك متهمون اخرون غير المتهمين الاربعة التي اشارت اليهم المحكمة".

ورداً على سؤال عن الاثار التي تترتب على عدم العثور على المتهمين. لفت نجّار الى ان "الاثار قد تكون متنوعة الجوانب، فاما ان يتم ابلاغهم مرة جديدة بطرق مختلفة، واما ان يتم استصدار بلاغات تُعمم على الانتربول بوجوب العثور عليهم في العالم، واما ان تصدر بحقهم مذكرات توقيف غيابية، واما ان يؤجل هذا الموضوع الى حين الافراج عن مضمون القرار الاتهامي، وهذا كله يتوقف على القرار الذي يتخذه رئيس المحكمة الخاصة بلبنان (انطونيو كاسيزي) وقاضي ما قبل المحاكمة".

هذا وكانت المحكمة الخاصة بلبنان قد اعلنت امس انها تلقت تقريراً من النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا مفاده ان اياً من الاشخاص الاربعة لم يعتقل حتى الان.

 

أردوغان للأسد: لا يمكنكم التحدث عن الإصلاح بينما الشعب السوري يقتل

أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنَّ بلاده "ابلغت الرئيس السوري بشار الأسد ضرورة وقف العنف وإراقة الدماء" جازما أن "السلطات السورية تصوب السلاح تجاه شعبها". وقال أردوغان خلال اجتماع لكوادر حزبه في انقرة أنه "لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد وللسلطات السورية التحدث عن الإصلاحات بينما الشعب السوري يقتل، فلن تضحكوا على الشعب السوري ولا على العالم، ولا تنسوا ان مشروعية الحكم تكمن في الإستماع إلى الشعب وفي تمثيله إرادته". وأضاف أردوغان:"اليوم سمعنا خبراً فطلبنا من سفيرنا إن يذهب إلى حماه وقال لنا إنَّ الدبابات بدأت تخرج من حماه، وهذا تطور متمنياً على الأسد أن "يقوم بالإصلاحات التي وعد بها واتخاذ خطوات في خلال أسبوعين باتجاه عملية الإصلاح".

مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

بعد لقاء الأسد وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو يتوقع «خطوات إصلاحية مهمة» خلال أيام

نيويورك - راغدة درغام؛ انقرة، دمشق، لندن، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز

قدم وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو حصيلة ايجابية لمحادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس متوقعاً خطوات مهمة على طريق الاصلاح خلال أيام، في وقت كثف الجيش السوري هجماته على مدن حماة وإدلب ودير الزور وحمص حيث سقط 30 قتيلا على الأقل. وفيما يستمع مجلس الأمن اليوم الى احاطة من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول الاوضاع في سورية، ذكرت مصادر في نيويورك ان مبعوثي الهند والبرازيل وجنوب افريقيا سيبلغون المسؤولين السوريين اليوم ان «الموقف الدولي موحد في رفض العنف والدعوة الى إصلاحات فورية».

وقال داود أوغلو في مؤتمر صحافي عقده بعد عودته الى انقرة ان «اجتماعي مع الأسد يبعث على الأمل واتوقع خطوات مهمة خلال ايام على طريق الاصلاح». واضاف: «ناقشنا الامور بشكل مفصل ودقيق وتحدثنا عن آراء تركيا وما تتطلع اليه من الجانب السوري واستمعنا الى وجهة نظره، وتحدثنا عن بعض الخطوات التي ستتخذ خلال الايام المقبلة. وكل ما نريده ان تتجلى ارادة الشعب السوري في ما يحصل هناك».

وكان الوزير التركي وصل الى دمشق أمس في أجواء متوترة على رأس وفد من الخارجية التركية، وانعكس التوتر على رحلة موكبه من المطار الى القصر الجمهوري والتي سادها الصمت، فيما تجاهل التلفزيون الرسمي السوري اذاعة أي نبأ عن الزيارة.

وقالت مصادر تركية مطلعة ان الزيارة بدأت بأجواء من العتاب المتبادل حول المواقف والتصريحات الاخيرة، وأخذ الطرف السوري وقتاً في شرح الأدلة التي قال انها «تؤكد وجود عصابات مسلحة ومؤامرة خارجية تستهدف السلم والاستقرار في سورية وحق الحكومة السورية في اتخاذ ما تراه مناسباً من أجل التصدي لتلك المؤامرة»، فيما عرض داود أوغلو بعض الادلة على تجاوزات الأمن والجيش السوريين خلال التصدي للتظاهرات، لتستمر أجواء التوتر خلال الساعات الثلاث الاولى من الزيارة والتي تم تخصيصها للقاء الوفدين.

بعد ذلك انتقل داود أوغلو للقاء خاص أنفرد به بالرئيس بشار الاسد لنحو أربع ساعات، وبعد أن كانت الوجوه متجهمة وأجواء القصر الجمهوري يسودها الصمت على حد وصف أحد اعضاء الوفد التركي، بدت الوجوه مبتسمة عند مغادرة الوزير التركي الغرفة في اشارة الى حصول تقدم ما.

وذكرت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن احد المواضيع التي طرحت كان توسط تركيا بين المعارضة السورية والرئيس الاسد مباشرة من أجل اجراء الاصلاحات والتعديلات المطلوبة وابلاغه عما يحدث من تجاوزات، لكن في الوقت نفسه بقي الرئيس الاسد مصراً على التصدي لما اسماه «المجموعات المسلحة والارهابية»، وإن لم يتضح بعد ما اذا كانت اساليب التصدي مستقبلا ستكون هي ذاتها التي استخدمت حتى اليوم.

من جهتها، ذكرت وكالة انباء «سانا» السورية الرسمية ان الاسد الذي استقبل داود اوغلو بحضور وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، اكد ان بلاده «لن تتهاون في ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين»، مشدداً على ان دمشق «مصممة أيضا على استكمال خطوات الإصلاح الشامل التي تقوم بها وهي منفتحة على أي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة على هذا الصعيد».

ونقلت الوكالة عن بيان رئاسي ان اللقاء تناول الأحداث التي تشهدها سورية وان الاسد وضع الوزير التركي في «صورة الأوضاع التي شهدتها بعض المدن السورية نتيجة قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بقتل المدنيين وعناصر حفظ النظام وترهيب السكان».

ونقل البيان عن داود اوغلو قوله انه «لا ينقل أي رسالة من أي أحد وأن تركيا حريصة على أمن واستقرار سورية»، مشدداً على أن «المراحل التي قطعتها العلاقة الاستراتيجية بين البلدين جعلت قيادتي البلدين تشعران بأن أي أمر يحصل في أي منهما هو بمثابة شأن داخلي لدى الآخر. فكما تعتبر تركيا ما يجري في سورية شأنا داخليا تركيا، فإن سورية أيضا لديها الاعتبارات نفسها في أي حدث تتعرض له تركيا». وتابع البيان ان داود اوغلو «شدد على أن سورية بقيادة الرئيس الأسد ستصبح نموذجاً في العالم العربي بعد استكمال الإصلاحات التي أقرتها القيادة السورية، مضيفا أن استقرار سورية أساسي لاستقرار المنطقة».

وفي القاهرة، قال وزير الخارجية المصري محمد عمرو ان الوضع في سورية «يتجه نحو نقطة اللاعودة»، مؤكدا ضرورة التحرك السريع لوقف العنف. ونقلت «وكالة انباء الشرق الاوسط» عنه قوله ان «مصر تتابع بقلق شديد التدهور الخطير للأوضاع في سورية»، معرباً عن خشيته من ان «الوضع فيها يتجه نحو نقطة اللاعودة».

وفي نيويورك، من المقرر ان يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم إحاطة الى مجلس الأمن حول التطورات في سورية، ممثلاً بأحد مساعديه في قسم الشؤون السياسية في الأمانة العامة. واستبقت دمشق الجلسة بتوجيه رسالة الى بان اعترضت فيها على بيان مجلس الأمن الذي صدر الأربعاء الماضي معتبرة أنه «شجع المجموعات المسلحة على مواصلة القتل». وقال السفير الهندي في الأمم المتحدة الذي يرأس مجلس الأمن الدولي هارديب سينغ بوري إن الرسالة التي سينقلها مبعوثو مجموعة دول «إيبسا» (الهند والبرازيل وجنوب افريقيا) الى دمشق اليوم ستشدد على «الدعوة الى وقف العنف وتعزيز الإصلاح بما يلبي تطلعات الشعب السوري». واضاف ان مجلس الأمن ينتظر التقرير الذي سيقدمه بان حول الوضع في سورية ليقرر في ضوئه الخطوات التالية.

وقال ديبلوماسي من إحدى دول «إيبسا» لـ «الحياة» إن الوفد الثلاثي سيبلغ المسؤولين في دمشق أن «الموقف الدولي موحد في رفض العنف والدعوة الى إصلاحات فورية تلبي تطلعات الشعب السوري من خلال حل سياسي للأزمة».

وفي موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره السوري وليد المعلم أن الأولوية هي لوقف أعمال العنف في سورية وتطبيق الإصلاحات السياسية والاجتماعية.

ميدانيا، كثف الجيش السوري هجماته على مدن حماة وإدلب ودير الزور وحمص حيث قتل 30 مدنيا على الأقل. وقال ناشطون إنه كان يمكن رؤية الجثث في شوارع دير الزور، من دون ان تجد من ينقلها الى المستشفيات، متحدثين عن «حالة رعب» يعيشها السكان الذين لا يستيطعون مغادرة منازلهم لقضاء حوائجهم. وافادوا ان ما لا يقل عن 17 مدنياً قتلوا امس في المدينة التي تشن قوات الأمن فيها «عمليات متنقلة» من منطقة الى اخرى.

وأوضحوا ان «اعتقالات واسعة» في هذه المدينة الواقعة على بعد 430 كلم شمال شرقي العاصمة جرت، فيما كان»اطلاق النار يسمع في اكثر من منطقة والنيران استهدفت مستشفيين».

وذكر احد السكان إن رتلاً من المدرعات توجه إلى وسط دير الزور واقتحم الجنود المنازل وقاموا باعتقالات في اليوم الثالث من هجوم استهدف عاصمة المحافظة. وأضاف: «إنهم الآن على مسافة نحو كيلومتر من وسط المدينة. عندما ينتهون من منطقة ينتقلون إلى أخرى».

في موازة ذلك، شنت قوات الامن السورية هجوماً على ريف حماة ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن خمسة اشخاص. وقال محام في المدينة «انتشرت خمسون دبابة في محيط حلفايا وطيبة الامام شمال حماة وقتل مدنيان».

 

الأسد يؤكد لوزير خارجية تركيا أنه لن يتهاون في ملاحقة "المجموعات الارهابية"

نهارنت/أكد الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء خلال لقائه وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو انه لن يتهاون في ملاحقة "المجموعات الارهابية"، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية "سانا". ونقلت سانا عن الاسد قوله للوزير التركي "لن نتهاون في ملاحقة المجموعات الارهابية من اجل حماية استقرار الوطن وامن المواطنين". وقال الاسد ان "سوريا مصممة على استكمال خطوات الاصلاح الشامل التي تقوم بها ومنفتحة على اي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة". كما أشار اوغلو من جانبه ان "تركيا حريصة على امن واستقرار سورية".

ونقلت سانا عن الوزير داود اوغلو قوله ان "سورية بقيادة الرئيس الاسد ستصبح نموذجا في العالم العربي بعد استكمال الاصلاحات التي اقرتها القيادة السورية".

ويتناقض ذلك مع ما كانت قد ذكرته وكالات الأنباء التركية بأن أوغلو سيوجه "التحذير الأخير" للأسد لحثه على وقف القمع الدامي. ولدى وصوله لأنقرة عقد أوغلو مؤتمرا صحفيا قال فيه أن "لسوريون هم من يحددون مصيرهم وهدفنا وقف فوري لاراقة الدماء" مشيرا إلى أن "المهم ألا يتواجه الشعب مع الجيش السوري وألا تتكرر أحداث حماة". وإذ كشف أن هناك "خطوات مهمة في الأيام المقبلة" دون تحديدها تفى أن تكون تركيا أوصلت أي "رسائل غربية لسوريا" بل "رسائل تركية فقط". وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن السبت ان صبر تركيا "نفد" ازاء مواصلة النظام السوري القمع الدموي للمتظاهرين. من جهتها، طلبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من نظيرها التركي ان ينقل الى دمشق رسالة واضحة مفادها ان على السلطات السورية "اعادة جنودها فورا الى ثكناتهم"، كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية. ومنذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 آذار قتل حوالى الفي شخص واعتقل اكثر من 12 الفا بحسب منظمات حقوقية. *وكالة الصحافة الفرنسية

 

34 قتيلا على الاقل في سوريا بينهم 17 في دير الزور وتظاهرات ليلية تنديدا بالنظام

نهارنت/قتل 34 شخصا على الاقل الثلاثاء في سوريا برصاص قوات الامن بينهم 17 في مدينة دير الزور شرق البلاد والتي داهمها الجيش السوري وقوات الامن صباح الثلاثاء، وفق حصيلة جديدة من ناشطين حقوقيين. وليلا نظم المتظاهرون عدة تظاهرات في الرستن والخالدية والصنمين بحمص وفي الميدان والغوطة بدمشق حيث أفيد عن سماع صوت انفجارات.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان ان "النشطاء في مدينة دير الزور اكدوا مشاهدة 15 جثة ملقاة في الشوارع في الحويقة وجبيلة والقصور والجورة ظهر الثلاثاء اثر العمليات الواسعة التي شنتها القوات العسكرية والامنية السورية في الكثير من احياء المدينة، كما اكدوا وجود اكثر من 50 جريحا جراح بعضهم حرجة". وكان شخصان آخران قتلا صباح الثلاثاء.

واضاف ان الدبابات ترافقها سيارات امنية ترفع رشاشات ثقيلة تنتشر في الشوارع وفي ساحة الحرية التي شهدت تظاهرات حاشدة في الاسابيع الاخيرة، مشيرا الى "اعتقالات واسعة" في هذه المدينة الواقعة على بعد 430 كلم شمال شرق العاصمة. وتابع ان "اطلاق النار يسمع في اكثر من منطقة والنيران استهدفت مستشفيين".

واشار المرصد الى انه "يتم إسعاف الجرحى في المنازل دون وجود أدوية بسبب اغلاق الصيدليات، كما يعاني السكان من فقدان الخبز". واوضح المصدر نقلا عن الشهود ان اكثر من 30 دبابة وناقلة جند مدرعة شوهدت بعد الظهر "تسير باتجاه مسجد عثمان بن عفان". وفي بنش، في منطقة ادلب، قال ناشطون ان اربعة اشخاص قتلوا بينهم طفل في الثالثة عشرة. وتوجد ادلب شمال غرب البلاد، قريبا من الحدود التركية. وفي محافظة حماة، شمال دمشق، "قتل ستة مدنيين في بلدتي حلفايا وطيبة الامام بينهم ثلاثة اطفال وذلك خلال العمليات الامنية والعسكرية المستمرة منذ صباح الثلاثاء"، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال ناشط على الارض ان حماة تعاني من "نقص حاد في المواد الغذائية الاساسية". وينفذ الجيش السوري عمليات مداهمة في حماة منذ قرابة عشرة ايام. ومن جانبهم، اكد نشطاء من سكان طيبة الامام وحلفايا ان "عدد الشهداء مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود عدد كبير من الجرحى جراحهم خطرة". وفي محافظة حمص، "قتل مدنيان من سكان تجمع قرى الحولة برصاص عناصر من الشبيحة اطلقوا عليهم الرصاص ولاذوا بالفرار"، وفق المرصد السوري.

واضاف المرصد ان "رجلا يبلغ من العمر 35 عاما قتل تحت التعذيب. كان الرجل اعتقل قبل اسبوع من جوار منزله واليوم ابلغ ذووه انه فارق الحياة".

ومنذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 اذار قتل حوالى الفي شخص واعتقل اكثر من 12 الفا بحسب منظمات حقوقية. وتتهم السلطات السورية "مجموعات ارهابية مسلحة" بترهيب السكان والوقوف وراء اعمال العنف والاحتجاجات. *مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

الشاحنة المضبوطة في سوريا تحمل بنادق صيد مهرّبة إلى العراق

نهارنت/ كشفت مصادر موثوق بها أن الشاحنة التي أعلنت السلطات السورية المختصة في محافظة حمص، عن ضبطها ومحمّلة بكمية كبيرة من الذخائر والأسلحة، أن ما ضُبط هو 250 بندقية صيد، كان يجري تهريبها إلى العراق عبر سوريا، وليس إلى الداخل السوري. وأوضحت المصادر التي اطلعت على التحقيقات، لصحيفة "اللواء"، أن هذه الشاحنة تخص غسان موسى فواز من بلدة الغسانية في جنوب لبنان، وكان يقودها نجله موسى، الذي اعتاد على نقل قطع سيارات ومولدات كهربائية من حي السلم في الضاحية الجنوبية إلى تاجر عراقي يدعى عماد فوزي علي، وأن الأخير اتفق مع قريب مسؤول في أحد الأحزاب ويدعى (ح• ي) على تخبئة بنادق الصيد داخل الشاحنة التي تحمل لوحة لبنانية، بهدف تهريبها الى العراق لبيعها هناك بأسعار باهظة. وأفادت "اللواء" من مصادر متابعة للقضية، التي حظيت باهتمامات على عدة صعد أن صاحب الشاحنة غسان فواز، قد ادعى على التاجر العراقي عماد علي، بتهمة دس بضائع حربية غير متفق على نقلها، إلى شاحنته. وكانت السلطات السورية، قد أعلنت أن الشاحنة اللبنانية التي ضبطت على معبر الدبوسية، محملة بكمية كبيرة من الذخائر والأسلحة بقصد تهريبها إلى سوريا. الى ذلك، عبّرت مصادر قضائية رفيعة عن استيائها من المعلومات التي جرى تداولها على خلفية توقيف ثلاثة لبنانيين الجمعة الماضي وضبط اسلحة حربية بحوزتهم لجهة انهم كانوا ينوون تهريبها الى مدينة بانياس السورية، مؤكدة عدم صحتها. وقللت المصادر من أهمية هذه القضية موضحة "ان قضايا مشابهة سبق ان احيلت امام القضاء العسكري". وأكدت المصادر ان توقيف الأشخاص الثلاثة جرى على خلفية ضبط 6 اسلحة من نوع كلاشنيكوف في سيارتهم في محلة عائشة بكار، وأن ادعاء النيابة العامة عليهم كما ملف التحقيق، "لم يشر بأي شكل من الأشكال الى ما اشيع عن انهم كانوا يهربون الاسلحة الى بانياس ولم يأت التحقيق على ذكر هذه الواقعة". ولفتت المصادر الى ان الموقوفين "اعترفوا بشراء الاسلحة المضبوطة بهدف الإتجار بها انما نفوا تهريبها الى سورية ولم يثبت في الملف ما يشير الى عكس ذلك". وكشفت المصادر عن ان قاضي التحقيق العسكري فادي صوان اصدر مذكرة توقيف غيابية بحق رابع، وهو بصدد ختم تحقيقاته في الملف وإحالته الى النيابة العامة لإبداء مطالعته قبل إصدار القرار الاتهامي

 

جعجع ينصح الحريري بالبقاء حيث هو: لا احد يعلم متى ستكون الضربة القاضية لحكومة "بوطة الاولاد"

وصف رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس "هيئة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بـ"شخصية الرقيب شولز في مسلسل "هوغانز هيروز" (Hogans heroes)، الذي نتيجة التأنيب المتواصل له، لم يعد يجيب عن أسئلة مرؤوسيه سوى بالعبارة الآتية: see nothing, and I know nothing، أي لا أرى شيئاً ولا أعرف شيئاً".

واكد جعجع في حديث مطول الى صحيفة "الاخبار"، على ان التواصل المباشر بينه وبين رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري مستمر، معربا عن تفهّمه لوجود الحريري خارج البلاد.

واضاف انه كصديق للحريري يقول له "ابقَ حيث أنت"، معللا ذلك بالهواجس الأمنية والأسباب التي تم ذكرها سابقاً، واسطترض بتبريرً آخر "لو سعد الحريري هنا اليوم لكان الفريق الآخر استعمل وجوده كأداة للضغط علينا".

وفي معرض حديثه عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، شدد جعجع على أنه لا أحد يعلم متى تكون الضربة القاضية التي ستسقط بها الحكومة وتستقيل، واعتبر أنّ "قسماً كبيراً منها بوطة أولاد يتسلّون بمصير المواطن"، معلنا ان "ملاحقة الحكومة لن تكون فقط من الباب الإعلامي، بل أيضاً من خلال المتابعة الجديّة لعمل مجلس الوزراء وملاحقة الأخطاء التي يقع فيها".

واذ قال انه "لا بأٍس بما تقول به المعارضة لغاية اليوم"، اكد أنّ 14 آذار لم تضع سقفاً سياسياً لأي من أطرافها أو شخصياتها، "إنما فقط جرى تأكيد الثوابت، وكلٌ منا يعبّر عنها بما يراه مناسباً وبما يتلاءم مع ظروفه وواقعه".

وسأل جعجع الحكومة الحالية عما كانت تطالب به الحكومات السابقة "لماذا لم يعدّوا قانوناً بشأن الحدود البحرية والتنقيب عن النفط؟ وأين الـ 11 مليار ليرة "المفقودين"؟ وأين قطع الحساب؟ ماذا عن ملف شهود الزور الذي توعّدوا بفتحه؟ ماذا عن صرف الأموال من خارج الموازنة واعتراضهم على هذا الأمر خلال الحكومة السابقة؟ صرفت ثلاث مرات الأموال من خارج الموازنة".

واعتبر أنّ الحكومة تصرفت وفق "علاقتها بالنظام السوري، وبالنتيجة سيؤثر هذا الموقف على قضايا لبنان في مجلس الأمن".

وفي اطار علاقته مع البطريرك الماروني بشارة الراعي وموقفه من اللقاءات المارونية في بكركي، اكد على المشاركة في اللقاء القادم في ال25 من الشهر الجاري لبحث القانون الانتخابي"، قائلا "طالما أنّ الاجتماع سيُعقد فلا يمكن عدم المشاركة فيه"، وذكر ان ممثل القوات في اللقاء سيكون النائب جورج عدوان.

ووصف الراعي بالشخص ديناميكي والمتحرّك وجولاته على المناطق تعطي الثقة للجميع"، مشددا على ان "زعامته هي أقوى وأهم من أي زعامة سياسية".

وفي سياق اللقاءات السابقة، لفت جعجع الى ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "لم يحترم أدبيات بكركي التي حدّدت في الاجتماع الخماسي التأسيسي، والتي نصّت على عدم الانقضاض على بعضنا البعض بالشخصي.

أما في ما يخص العلاقة برئيس الجمهورية ميشال سليمان، اكد على وجهة نظر واضحة بأنّ الحوار لا يمكن أن يكون شكلياً، ويضيف: "اقترحت عليه أفكاراً أخرى لا طاولة حوار فيها، لكن أي شيء ذي طابع حواري".

وفيما اشار الى انه "من موقعنا وحجمنا نستطيع التعبير عن معارضتنا للظلم الذي يلحق بالشعب السوري، وهو موقف أخلاقي ومبدئي تجاه شعب يسير نحو الحرية والديموقراطية والحداثة"، اضاف "نظراً الى طبيعة الأحداث على الأراضي السورية، وهي أحداث داخلية لا عوامل خارجية فيها، فلا يمكن التدخّل أكثر في الساحة السورية".

وقال جعجع إنّه في واقع الأمور "حلفاء دمشق يتمنّون أن نتدخّل في الشأن السوري وهم يحاولون إقحامنا في الأزمة السورية ويفعلون كل الأمور الممكنة لنقوم بذلك"، سائلا "أليس من قوى موالية لسوريا؟ سننزل ساحة مقابل أخرى، وهذا الموقف سيجرّ لبنان إلى أزمة".

واضاف: "لو كان لبنان دولة ذات إمكانية، لكنا تصرّفنا بأسلوب آخر، مثلاً لكان لبنان، بحسب جعجع، قد فرض عقوبات على النظام في سوريا".

 

وليامز التقى جعجع: هناك دائرة واسعة للقلق الدولي حيال التطورات في دمشق

شدد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان أن قرار مجلس الأمن الدولي 1701 "وفّر الاستقرار للبنان منذ العام 2006" مشيرا إلى "دائرة واسعة للقلق الدولي حيال التطورات في دمشق".

وقال وليامز بعد لقائه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب الأربعاء :"قد شددتُ في الشأن اللبناني على أهمية المحافظة على الاستقرار وحماية قرار مجلس الأمن 1701 اذ نحن نؤمن انه وفّر الاستقرار للبنان منذ العام 2006 ومن هنا وجوب الحفاظ عليه في مواجهة العديد من التحديات". وناقش وليامز مع جعجع الاعتداءات على اليونيفيل في 27 ايار و26 تموز الماضيين، محذراً من "خطورة هذه الاعتداءات وضرورة عدم التهاون معها". وتحدث وليامز عم الوضع في سوريا فقال:"شهدنا مؤخراً تطوراً لتوافق دولي حول خطورة الوضع ودقته هناك" لافتا إلى "أننا أخذنا بعين الاعتبار مواقف مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية والجامعة العربية". وإذ أمل أن "نلمس أمراً ايجابياً من زيارة وزير خارجية تركيا داوود اوغلو بالأمس الى سوريا" لفت الى "ان موفدين آخرين وهم من أهم أعضاء مجلس الأمن الدولي كالبرازيل والهند وجنوب افريقيا سيزورون سوريا اليوم ما يُبيّن الدائرة الواسعة للقلق الدولي حيال التطورات في دمشق". وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف آذار ادى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 1649 شخصا من المدنيين و389 جنديا وعنصر امن بحسب حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية.

 

*14 آذار تطالب بإستدعاء سفير لبنان بدمشق: "حزب الله" يعرّض طائفته للخطر

نهارنت/طالبت قوى 14 آذار رئيس الجمهورية بإستدعاء السفير اللبناني في دمشق من أجل "التشاور"، وبالشروع في إتصالات ومشاورات مع جميع القوى السياسيّة في خصوص سبل حفظ لبنان. ورأت الامانة العامة لـ"14 آذار" في بيان بعد اجتماعها الدوري في زيارة وزير الخارجيّة عدنان منصور إلى دمشق، وصمة عار للبنان الذي يبدو وحيداً اليوم بين سائر الدول العربيّة في دعم النظام السوريّ. وحذّرت الأمانة العامة في هذا المجال من أنّ "موقف الحكومة يضع اللبنانيين في موقع لم يختاروه بل رفضوه، موقع التواطؤ مع حمامات دم يُجمع العالم اليوم أكثر فأكثر على إدانتها، وهو يعبّر فقط عن حكومة الإلتحاق بالنظام السوريّ الذي يقتل شعبه". وحيت الامانة تحرّكات التضامن مع الشعب السوريّ في بيروت وطرابلس والبقاع، معتبرة أنّ هذا التضامن هو تضامن إنساني - أخلاقي مع شعب شقيق يتعرّض للقتل، ويشهد لتعلّق اللبنانيين بقيم الحريّة والعدالة والكرامة التي يناضل الشعب السوريّ لانتزاعها. وتوقّفت الأمانة العامة أمام ما تناقله الإعلام عن الأمم المتحدة مما يشير إلى دور "حزب الله" في عمليّات القمع في سوريّا، مشيرة الى ان ذلك يكشف بصورة واضحة أنّ هذا الحزب تخلّى عن المبادئ التي كان يزعم تمسّكه بها، إذ يقف بجانب القامعين ضدّ المقموعين، مع المستبدّين ضد المضطّهدين. وأضافت: "إن الأخطر من ذلك، هو أنّ "حزب الله" يعرّض الطائفة التي يدّعي تمثيلها لخطر ربطها من دون موافقتها بالمجزرة المتوالية فصولاً في سوريّا".

 

اخلاء سبيل 16 موقوفا من "فتح الاسلام" في ملف نهر البارد

النهار/أمس الثلاثاء، بناء على اشارة من النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، عن دفعة من الموقوفين في ملف "فتح الاسلام". وافادت صحيفة "النهار" في طرابلس ان ثلاثة من هؤلاء وهم: خضر مرعي، سمير داود وبلال المصري (لبنانيون) وصلوا في الثامنة والنصف مساءً الى المدينة في رفقة المحامي أسامة شعبان الذي صرح بأن الافراج تم بكفالة مالية لكل منهم مقدارها 300 ألف ليرة. واضاف ان اللبنانيين خالد المحمود ومصطفى دندن ومحمد سيف وحسين الاحمد سيبقون موقوفين بتهم اخرى، على ان يصل الى طرابلس اليوم اللبنانيان عثمان تركماني وعلي حسين بعد استكمال اجراءات الافراج عنهما. اما من تبقى من الموقوفين الذين سيفرج عنهم، وهم: الفلسطينيون رجب حسين وجهاد عطار ومصطفى عبد العزيز وغسان العلي ولؤي المصري وعبيدة طوية، والجزائري دجانا الابرهيمي، فسيحالون غداً الخميس على الامن العام للتأكد من عدم وجود تهم اخرى في حقهم تستوجب استمرار احتجازهم والا فإنهم سيطلقون في اليوم عينه. وهكذا يكون العدد الاجمالي هو 16 موقوفاً في ملف "فتح الاسلام" الذين سوّي وضعهم امس.

 

نقيب محامي الشمال الاسبق رشيد درباس: استثمار إطلاق الموقوفين الاسلاميين سياسياً سيء 

المصدر: أخبار المستقبل 

أوضح نقيب محامي الشمال الاسبق رشيد درباس أن اطلاق عدد من الموقوفين الاسلاميين "هو استنساب لقاضي التحقيق، ونحن لا رقابة لنا عليه"، متمنيا "عدم ادخال هذا الاخراج في الاطار السياسي، لأن استثمار هذا الاخلاء من قبل اي جهة هو استثمار سيء".

وقال درباس، خلال مداخلة هاتفية عبر "أخبار المستقبل" اليوم (الاربعاء)، إن "الذين تم الافراج عنهم من "فتح الاسلام" هم جزء بسيط من عدد المعتقلين المنتمين إلى هذا التنظيم"، لافتا الى "أن قاضي التحقيق اكتشف أن المفرج عنهم لا ادوار أساسية لهم في الجرائم المرتكبة وقضوا مددا تناهز المدد المحكومين بها".

وعن الخطوات التي ستلجأ اليها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد ابلاغها عدم العثور على المتهمن الاربعة رأى درباس اننا "أمام احتمالات عدة، أن تقتنع المحكمة بأن الدولة اللبنانية بذلت ما في وسعها لتنفيذ القرارات، وهنا ينتقل الموضوع من مرحلة ابلاغ الشخص المتهم الى قرار يصدر بالابلاغ العام بواسطة وسائل الاعلام كافة".

أضاف: "ربما وجد المدعي العام أن المبررات المعطاة من قبل الحكومة غير مقنعة، أو أن يجدد لها شهرا اضافيا، واما ان يعتبرها ممتنعة".

وتابع: "إذا أصرت الحكومة اللبنانية على توانيها وعدم تجاوبها هنا يحق لرئيس المحكمة رفع هذا المحضر الى مجلس الامن لكي يتخذ القرار المناسب"، مؤكدا "ان لبنان ملزم التقيد بطلبات أجهزة المحكمة وفقا للقرار 1557 والاتفاقيات المعقودة بين الطرفين".

 

جنرال أميركي يعلن قتل متمردي طالبان الذي أسقطوا المروحية الأميركية

نهارنت/أعلن الجنرال الاميركي جون آلن قائد القوات الدولية في افغانستان الاربعاء ان قوات التحالف قتلت متمردي طالبان الذين اسقطوا السبت مروحية اميركية وتسببوا بقتل 30 جنديا اميركيا وثمانية افغان في ولاية وردك، في وسط شرق افغانستان. وصرح للصحافيين خلال مؤتمر عبر دائرة الفيديو "عند حوالى منتصف الليل في الثامن من آب قتلت قوات التحالف متمردي طالبان الذين اسقطوا المروحية". واوضح الجنرال آلن انه تم القضاء على مجموعة المتمردين في غارة نفذتها مقاتلة اف-16. وكان آلن خلف في منتصف تموز الجنرال ديفيد بيترايوس على رأس قوات من 48 دولة مشاركة في التحالف الدولي في افغانستان. وفتح تحقيق لتحديد ظروف سقوط المروحية العسكرية لكن آلن قال انه يبدو انها اسقطت بصاروخ ار بي جي. وقالت قوة ايساف في بيان انه عثر على مطلق الصاروخ ومسؤول في طالبان يدعى الملا مهيب الله بعد عملية مطاردة نفذتها القوات الخاصة. وبحسب الحلف "حاول الرجلان الفرار من البلاد لكي لا يقعا في الاسر" موضحا ان عددا من عناصر طالبان قتلوا ايضا في الغارة. واسقاط المروحية هو اكبر خسارة للقوات الاميركية منذ التدخل الدولي في افغانستان قبل 10 سنوات. وكانت المروحية ارسلت لدعم القوات الاميركية للتصدي لاحد قادة طالبان نجح في الفرار. وقال آلن "انه حادث مأساوي في حملة عسكرية صعبة جدا". واضاف لكنه "حادث معزول وقع خلال نزاع احرزنا فيه تقدما كبيرا". مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

اقتراح القانون حول اللاجئين في إسرائيل ضمن جدول الجلسات التشريعية

علمت "النهار" إن اقتراح القانون الذي قدمه النائب ابرهيم كنعان باسم العماد ميشال عون حول أوضاع اللاجئين اللبنانيين في اسرائيل (سبق ان نشرته "النهار" في عددها الجمعة الفائت) تمت جدولته ضمن جدول اعمال الجلسات الاشتراعية التي يعقدها مجلس النواب كل اربعاء، وبالتالي من المقرّر ان يسلك الاقتراح طريقه عبر طرحه في الهيئة العامة وعرضه للتصويت. من جهة أخرى، وبسبب عدم اكتمال النصاب، لم تعقد لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه امس للبحث في الخطوات المطلوبة بعد صدور قانون ترسيم المناطق

البحرية. وفيما أرجأت أيضاً اللجنة الفرعية المنبثقة من اللجان النيابية والمكلفة درس قانون العنف الأسري جلستها أمس، استكملت اللجنة الفرعية المكلفة درس مشروع قانون القواعد الفنية واجراءات تقويم المطابقة، فعدّلت خلال جلسة برئاسة النائب نبيل دو فريج، بعض المواد، على أن تعاود درسه في 18 من الحالي.

 

ماذا سيفعل "حزب الله" بعد خسارة الأسد والقرار الاتهامي؟ لن يتوجه إلى الحدود وقد يبادر إلى الحوار

إيلي الحاج/النهار

يكتفي سياسي بارز إعلامياً بكلمتين فرنسيتين عندما تسأله مراسلة صحافية أجنبية عن نظام الرئيس بشار الأسد: "Au revoir" وتعريبهما "إلى اللقاء"، لكن اللبنانيين يستخدمونهما غالباً محلّ "الوداع". "فلنحاول أن نتصور ما سيكون عليه الوضع في لبنان بعد سقوط النظام السوري - إذا صحت المؤشرات لسقوطه - وبعد صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري"، عبارة تفتتح مجلساً مصغراً يضم سياسيين من المسموعين في قوى 14 آذار، يليها عرض لوجهات نظر تبلغ حد التناقض عند بعض المحطات، لحرص الحضور على عدم ترك ثغر مفتوحة في توقعاتهم. أحدهم على سبيل المثال يرى أن الحكومة لن تستطيع البقاء وحتى الأكثرية الحالية لن تعود أكثرية. ولكن السؤال سيكون في رأيه: "هل نستطيع نحن تأليف حكومة وحدنا كما فعلوا هم (8 آذار)؟".

يقود الاستفهام إلى آخر تتعدد الأجوبة والتكهنات في شأنه: كيف سيتصرف "حزب الله" في ضوء العاملَيْن الضاغطين، فقدان حليفه الإقليمي المباشر جغرافياً، وإعلان اتهام عناصر منه بارتكاب "جريمة العصر"؟ يقول فريق من الحضور إن الحزب سيوحي أنه في موقع قوي وغير قلق على الإطلاق ويجمع من حوله حلفاءه ومن يمكن وصفهم بـ "أيتام الأسد"، وهذا طبيعي، لكن الأرجح أنه سينحو، في موازاة إظهار عضلاته وأنيابه، إلى إبداء الرغبة في الحوار والتفاوض على حل مع خصومه المحليين، سعياً إلى المحافظة ما استطاع على عناصر قوته في الداخل، وذلك في ضوء تعذر توجهه نحو الحدود الجنوبية، لأن الطائفة التي يمثلها لن تسير معه في هذا الخيار المدمّر.

يستذكر هنا أحد المشاركين في الحلقة رفض الأمين العام للحزب اقتراح الرئيس سعد الحريري التنصل من المتهمين وعقد مؤتمر مصالحة. ويلفت زميل له إلى أن وضع هذا الحزب يزداد صعوبة مع الوقت في التعامل مع المحكمة الدولية ، ويكشف معلومات تسربت إليه من مصادر ثقة فحواها أن مدعي عام التمييز سعيد ميرزا سيستدعي في القريب العاجل وزيرين سابقين ويبلغهما رسمياً أن قضيتي تعرضهما لمحاولتي اغتيال أصبحتا في عهدة المحكمة الدولية من الآن فصاعدا، بعدما تبين لهذه المحكمة من التحقيقات أن منفذي المحاولتين هم أنفسهم المشتبه في ارتكابهم جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ينتقل الحديث إلى الموقف الذي يتوجب اتخاذه في حال فرضت الدعوة إلى الحوار نفسها، وهي دعوة افتراضية غير التي تحدثت عنها أوساط رئيس الجمهورية ميشال سليمان والتي يتوافق جميع أطراف 14 آذار على عدم التجاوب معها في الظروف الحالية، فترى غالبية أن الأفضل من غير مقارنة هو التمسك باتفاق الطائف نصاً وروحاً، مع طرح رؤية لتطوير لبنان نحو دولة مدنية. لأن أي مس بهذا الاتفاق لن يكون في مصلحة عنصر رئيسي من عناصر العائلة اللبنانية، هو المسيحي الذي سيفقد في أي تسوية جديدة المزيد من الحضور في الدولة، خلافاً لما تدعو إليه مراجع للمسيحيين روحية وزمنية تنطلق في رؤيتها للوضع اللبناني والإقليمي الشديد التعقيد من زاوية تبسيطية، فتقول إنه مجرد خلاف سني - شيعي لا دخل للمسيحيين فيه من قريب أو بعيد. وإن اتفاق الطائف أفقد رئيس الجمهورية صلاحيات حان الوقت لاستعادتها، وإن المنخرطين في تحالف مع المعسكر السياسي الشيعي كما المتحالفين مع المعسكر السياسي السني غير قادرين على فرض وجهة نظرهم في فريقهم بسبب ضعفهم ومصالحهم واختلافاتهم الكبيرة. لذا لا بدّ من قيادة جديدة للمسيحيين بدأت تتكوّن عملياً وستعلن مواقفها تباعاً في الظرف المناسب.

طبعاً يستنكر المشاركون هذه الرؤية ويخوضون في أسباب تراجع وزن المسيحيين في المعادلة السياسية والوطنية، تراجع يعود في رأيهم إلى أسباب شتى أبرزها تحوّلات النائب الجنرال ميشال عون وتقاعد البطريرك السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

  

"المستقبل": كلام منصور في دمشق أعاد للأذهان أجواء الوصاية البغيضة والمرفوضة 

ثمنت كتلة "المستقبل" الخطوة التي تمّ انجازها الأسبوع الماضي في مجلس النواب عبر إقرار القانون الذي يُعنى بتحديد واعلان المناطق البحرية للبنان من أجل تسهيل وتسريع عملية المباشرة باتخاذ الخطوات التي تؤدي إلى التنقيب عن النفط والغاز وتاليًا استثمار المخزون الوطني من النفط والغاز في المناطق اللبنانية البحرية".

"المستقبل"، وبعد اجتماعها الأسبوعي الدوري في قصر القنطاري برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، اعتبرت أنّ "هذه الخطوة التشريعيّة الضرورية تعتبر بمثابة تقدّم إلى الأمام على مسار الجهود التي سبق أن انطلقت سابقاً منذ حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتابعتها حكومات الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري لجهة المسح الزلزالي الثنائي والثلاثي الأبعاد وتحديد الحدود للمنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص وأيضاً الحدود الشمالية مع الشقيقة سوريا والجنوبية مع فلسطين المحتلة، وهذا ما يحتّم تضافر الجهود لاستكمال هذا الإنجاز بغضّ النظر عن الموالاة والمعارضة لأنّها مسألة ترتبط بالمصلحة الوطنية العليا للبنان ويستفيد منها كل اللبنانيين".

وإذ حثّت المسؤولين على "ضرورة استكمال اتخاذ الإجراءات التنفيذيّة ولاسيما لجهة إنشاء هيئة إدارة قطاع البترول وإعداد المراسيم التطبيقية لقانون النفط من أجل الاستفادة من الوقت للبدء بخطوات استثمار الثروة الوطنيّة"، دعت الكتلة، في الوقت عينه، إلى "التأكيد على دور الدولة في الدفاع وحماية المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان وتحفيزها على القيام بجميع الاتصالات اللازمة لضمان ذلك". كتلة "المستقبل" التي أسفت "لبعض المواقف السياسية التي صدرت خلال الساعات الماضية، والتي إن دلت على شيء فإنّها تدل على استمرار في أسلوب التعمية على الحقائق، والإستسلام لترداد صدى صوت الذات من قوى شاركت وغطت انقلاب السلاح على ممثلي الأغلبية الشعبية والبرلمانية الحقيقية"، كرّرت موقفها "المرحّب بمبدأ تداول السلطة، والمستند إلى نتائج الانتخابات ونتيجة صناديق الاقتراع، وليس على أساس الخضوع لإرادة ومنطق وهج السلاح والمسلّحين"، مضيفة: "أما الحديث عن أكاليل العار والغار ومسرحية الشخص فما هو إلاّ أسلوب الهاء وتورية معروف من يتقنه وينفذه". ولجهة الوضع في سوريا، توقّفت الكتلة أمام "استمرار تصاعد حملة القمع وقتل الأبرياء وسفك دماء المواطنين المدنيين المتظاهرين في سوريا"، وقالت: "إننا في كتلة "المستقبل" كنا قد أعلنا منذ اندلاع الثورات العربية وقوفنا إلى جانب الحرية والإصلاح والتطوير ودعونا إلى التجاوب مع المطالب الشعبيّة والشبابيّة العربيّة، واليوم بات من الملح، وأمام تصاعد المواقف العربية والدولية إزاء ما يجري في سوريا، وقف العنف والارتكابات والجرائم اللاإنسانيّة بحق المدنيين، وسحب الجيش من الشوارع ومحاسبة الذين قتلوا المتظاهرين، تمهيدًا لتطوير وإصلاح النظام السياسي بما يحقق للشعب السوري الشقيق حقوقه في الحرية والعدالة والكرامة".

وعن الكلام الذي صدر عن وزير الخارجية (عدنان منصور) لدى زيارته دمشق يوم الأحد الماضي، رأت الكتلة أنّه "أعاد الى الاذهان أجواء الوصاية البغيضة والمرفوضة"، مشدّدة، في هذا السياق، على أنّ "للبنان علاقة مميزة مع الشقيقة سوريا وهو حريص عليها ولكن على أساس الاحترام المتبادل بين الدولتين وليس على أساس القبول بالاضمحلال الكلي لدور ورأي الدولة اللبنانية".

 

سوريا ترسل جدول عن هويات الاشخاص ال33 المرسل بحقهم مذكرات توقيف

نهارنت/نفت مصادر معنية صحة ما أوردته بعض وسائل الإعلام أمس من أن "سوريا أعادت إرسال مذكرات التوقيف الغيابية بحق 33 شخصية سياسية وأمنية وقضائية لبنانية".

واوضحت لـصحيفة "المستقبل"، ان "ما ورد الى بيروت هو عبارة عن جدول تفصيلي بهويات الأشخاص الـ33 فقط"، لافتة الى ان "الانتربول لا يمكنه ان يقبل بهذا النوع من المراسلات لانه يتعارض مع نظامه الأساسي". ومن جهة اخرى، أوضح مصدر معني انه "ادّعى لدى المحكمة الدولية الخاصة في لبنان على قاضي التحقيق السوري والمدعي العام السوري وعلى اللواء المتقاعد جميل السيد وكل من ساهم في فبركة هذا الملف غير القانوني لاعاقة عمل العدالة الدولية". ولفت الى أنه "يبدو انه سهى عن بال الدولة السورية ان نظام المحكمة يسمح بمحاكمة كل من يحاول إعاقة عملها".

 

جنبلاط تجمعه "البرودة" بدمشق وحزب الله: ما اسمعه في الخارج عن الاسد لا يبشر بالخير

نهارنت/نبه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط من استمرار الوضع على ما هو عليه في سورية، قائلا "ما أسمعه في الخارج من تقييم لاستجابة الرئيس السوري بشار الأسد لا يبشّر بالخير". وفي هذا الاطار نقلت صحيفة "اللواء" عن مصدر سياسي بارز أن علاقات جنبلاط بكل من دمشق وحزب الله تمر في مرحلة من البرودة والجمود، بحيث أن الاتصالات متوقفة بين دمشق والمختارة، وبين الضاحية الجنوبية وكليمنصو منذ اتخذ جنبلاط مواقفه المعروفة لتحييد الطائفة الدرزية عن الصراع الدائر حالياً في سوريا.

ولفت المصدر الى ان آخر هذه المواقف كانت قول جنبلاط "تصالحت مع سوريا نظاماً ودولة وشعباً، وبالتالي من البديهي أن أقف الى جانب الشعب السوري حين أراه يُقتل بهذه الطريقة التي لا يمكن تبريرها"• ويضيف جنبلاط "لا مهرب من الاصلاحات ولا جدوى من تضييع الوقت والفرص إلا المغامرة بمستقبل سوريا"، مشددا على انه "معني بسوريا كسوريا وخائف على سوريا كسوريا".  وكان جنبلاط قد تجنّب في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء"، الإشارة إلى أحداث سوريا، الا انه توقف عند محاكمة الرئيس المصري حسني مبارك، معتبراً "أن التاريخ لا يرحم". ودعا جنبلاط الجميع إلى استخلاص العبر والدروس من هذه التجربة، وأولها أن نظرية المؤامرة التي عاش عليها وسوّق لها الحكم المصري طوال ثلاثة عقود محذراً من البدائل الإسلامية المتطرفة أثبتت الأحداث عقمها وعدم صوابيتها، مشيراً إلى أن الخطر الأكبر على أي حاكم مطلق لا يرتكز نظامه إلى تداول السلطة والانتخابات الشعبية وحرية التعبير عن الرأي  وفيما اشارت صحيفة "النهار" الى ان ثمة معلومات عن "امكان قيام جنبلاط بزيارة للسعودية ولقاء يجمعه ورئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري"، نفت أوساطا قريبة من "تيار المستقبل" ما تردد عن احتمال حصول لقاء قريب".

 

جنبلاط عقد لقاء اتسم بـ"الود والصراحة والتفاهم" مع اللواء محمد ناصيف في دمشق

نهارنت/عاد رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي من زيارة الى العاصمة السورية دمشق، التقيا خلالها معاون نائب الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف. ولفت بيان صدر عن مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي عصر الأربعاء إلى أن اللقاء "اتسم بالود والصراحة والتفاهم، وكان مناسبة لتبادل وجهات النظر في آخر التطورات السياسية الراهنة". وكانت إذاعة "صوت لبنان (93.3)" أشارت قرابة الأولى من بعد ظهر اليوم نفسه إلى أن جنبلاط غادر بيروت متوجها الى دمشق للقاء كبار المسؤولين. وقد أشارت معلومات لوكالة "الأنباء المركزية" إلى أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد ويسلّمه رسالة خاصة يحملها من احدى الدول الأوروبية على خلفية الحوادث الأخيرة في سوريا وهذا ما لم تأت على ذكرة مفوضية الإعلام في الحزب.  ولفتت صحيفة "اللواء" صباح الأربعاء الى ان زيارة جنبلاط دمشق هي الاولى له بعد مواقفه الأخيرة من الأحداث الجارية في معظم المدن السورية. وانتقد جنبلاط، في مواقف سابقة، اعمال العنف في سوريا، داعياً النظام السوري بالمضي في الاصلاحات ومشددا على أن "نظرية الأنظمة الممانعة لا قيمة لها". وأكد الإثنين في مقاله الأسبوعي لصحيفة "الانباء" الصادرة عن حزبه أن "ثورة مصر أكدت المؤكد من أن ما من قائد، مهما بلغت قوته ومهما علا شأنه أو تعمق نفوذه، يستطيع أن يختزل بلداً برمته" داعيا الجميع إلى استخلاص العبر والدروس.

 

سقوط التضامن الوزاري... عون: هناك حالة لاوعي مرفوضة في رئاسة الحكومة وعند بعض الوزراء ونحن مستعدون "للمشكل مع مين ما كان" 

موقع 14 آذار/سقط القناع عن الحكومة عند أول مفترق طرق وأسقط معه التضامن الوزاري، فبرز الإختلاف في الرؤية والتوجه عند مكوناتها. فبعد طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الجلسة التشريعيّة التي عقدها مجلس النواب الأربعاء تأجيل البت باقتراح القانون المقدّم من رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في موضوع الطاقة، الذي يضع بين يدي وزير الطاقة جبران باسيل 1,2 مليار دولار لكي يعمل على تلزيمها حسب هواه لانتاج 700 ميغاواط من الكهربار، أطل الأخير عبر تلفزيون الـ"OTV" وبشكل مفاجئ وغير متوقع شانا هجوما ساعقا على الحكومة ورئيسها وجميع نواب "الأكثريّة الجديدة" الذين وافقوا على هذا التأجيل. فها هي "الأكثريّة المستجدة" تتهاوى بانتظار أمر الإنباط أو السقوط.

وأكّد عون وجود حالة لاوعي مرفوضة في رئاسة الحكومة وعند بعض الوزراء والنواب، مشيرا إلى أنهم مستعدون "للمشكل مع مين ما كان" لأن قاعدتهم قويّة وهم لا يستمدون قوّتهم من أي دولة خارجيّة. وأضاف: "في ضمير كل نائب صوّت اليوم على تأجيل اقتراح القانون هدر 12000$ في الدقيقة"، متوجها إلى الشعب اللبناني بالقول: "إذا بدكن كهرباء نزلوا احتلوا مجلس النواب".

وتابع: "هناك بعض الوزراء تعوّد على تسييس الخدمات وهذا الأمر مرفوض، فهناك قاعدة متبعة تقول إن النواب هم من يحددون الخدمات العامة في المناطق ونحن لا نقول إنه يجب أن لا يقوم أحد بخدمات خاصة وإنما الخدمات العامة نحن نحددها ولا يتم توزيعها كما يريدون".

واعتبر عون أن وزير الطاقة لا يقوم بالتصرف بالأموال وإنما يلزم حسب شروط التلزيم شركات دوليّة، مشيرا إلى أنه ليس مسموحا لسارق و"حرامي" التكلم عن الشفافيّة في حين أن ملفه في نهب الأموال موجود. وأضاف: "لن نقبل ولن نسكت وأنا قلت المرّة الماضيّة إن بذة الموالاة ديّقة عليّ ويمكن أن تتمزّق في أي وقت".

وتابع: "المطلوب من المدعي العام المالي أن يحرّك كل الدعاوي التي قدّمناها له، وهو "نائم" على الدعاوي منذ سنتين فيجب أن يقول لنا لماذا فعل ذلك؟" لافتا غلى أن "التيار الوطني الحر" لم يسدّق كيف خرج من الشرنقة. وأضاف: "أنا لم ألجأ بعد إلى التسمية وأتمنى ألا أصل إلى الجلسة المقبلة وأبدأ بالتشهير".

وشدد عون صارخا أنه إذا ما سمع أي نائب يتكلم عن الشفافيّة من الذين تكلموا الأربعاء عنها سيقول له أين هي، موضحا أنه إن كان لهذا النائب عليهم أي شيء فاليفتح تحقيق في الموضوع. وأضاف: "اليوم سمعنا "الحراميي" يتكلمون بالشفافيّة وكأنه عندما نأخذ نحن اعتماد سنصرفه كما هم صرفوا أموال هيئة الإغاثة، التي وزعوا أموالها على الأصدقاء وعمدوا على "فلش" الزفت الإنتخابي"، سائلا: "من يتكلمون عن الشفافيّة ألا يشعرون بالخجل؟"

وتابع: "أي "غشيم" لا يعلم أن الكهرباء يزيد مصروفها 3.5% سنويا فبعد 15 سنة أصبح لدينا نقص 25% في استهلاكنا"، سائلا: "هل تعرفون مدى الخسائر في هذا القطاع؟"، مشيرا إلى خسائر بقيمة 12000$ في الدقيقة. وتوجه عون إلى وزير المال محمد الصفدي قائلا: "أسأل وزير المال وهو صديق لماذا لم يفتح بعد ملف المال عن التزوير والحاسوب الممحى وتحويلات الأموال المشبوهة حيث يمكن أن يسجن كل من تواطأ فيها؟"، مشيرا إلى أنه لليوم لم يتحقق ذلك رغما كلامهم وكأنهم يتكلمون في الهواء.

وأشار عون إلى وجود أجهزة أمنيّة وإداريّة ونواب متآمرينـ واضعا ذلك برسم وزير العدل "الذي لديه حق المساءلة". وأضاف: "إن لم يكن له الحق في ذالك فليقل لنا لنقوم بواجباتنا ونرفع دعوى على القضاء". وكان عون قد أشار في مطلع كلامه على أن "التيار" لم ينس ما تعرض له من تنكيل وضرب واضطهاد وإنما تناساه من أجل الإستقرار في البلاد. ولم ينس الهجوم على قوى "14 آذار" بكافة أطيافها فقال: "الأكثريّة التي تسمي نفسها "تيار مستقبل" ومن دعمها والتحق بها، وإن لم يشارك في سرقة المال معها، فهو سارق أيضا لأنه لا يطالب بالمحاسبة". وفي ما يمكن أن يعتبر موقفا خطيرا ومناقضا لخط بكركي الداعي إلى دعم عودة المهجرين خصوصا من المسيحيين، قال عون: "أقول لمن يعمل في الخارج فليبقى حيث هو أما من ليس له عمل هناك فليعد إذا أراد"، مشيرا إلى أنه لا يمكنه أن يطلب من المغتربين العودة لأن الوضع ليس مستقرا، ليس بسبب الأوضاع الأمنيّة وإنما بسبب الحكم الفاسد الذي حكم لبنان منذ العام 1992، وما زال "يتجلى اليوم في مجلس النواب". وكان قد بدأ عون كلامه بالقول: "تكتلنا إسمه تكتل "التغيير والإصلاح"، وهو اتخذ مهمة شاقة على نفسه هي اصلاح القوانين وبناء دولة في لبنان لأنه من دون الإصلاح ومحاربة الفساد لا يمكن أن نبني دولة".

 

قانون "الكهرباء" لم يقر... المجلس يشهد سجالات وكرة نار شربل على النواب

نهارنت/فشل المجلس النيابي في إقرار مشروع قانون الكهرباء المقدم من رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في جلسة شهدت سجالات ومواجهات كلامية حادة اضطر بعدها رئيس المجلس نبيه بري إلى شطب العبارات من المحضر أكثر من مرة. بداية تحدث وزير الداخلية العميد مروان شربل الذي قال:"سبق وتكلمنا في السابق وعندما رأيت تجاوبا، فالمشكلة الكبيرة هي مشكلة السجون، وهي من اكبر المشكلات الموجودة، (...) أخجل من الدخول الى سجن القبة، لدينا سجن هناك طاقات والحرارة فوق الاربعين".

وإذ تكلم شربل عن السجون الأخرى تمنى "ان تحل القضية او ان تكب كرة النار امام 128 نائبا" فشطب بري العبارة من المحضر بعد اعتراض عدد من النواب.

وتقرر فتح اعتماد في الموازنة العامة لعام 2011 قبل تصديقها لإنشاء أبنية للسجون في منطقتي الشمال والجنوب.

وعلمت "أخبار المستقبل"أنه "لم تتم الموافقة على مشروع القانون المعجل المكرر المقدم من النائب ميشال عون القاضي بمنح وزير الطاقة مليار و200 مليون دولار".

واشارت القناة إلى أن "الإقتراح لم يلحظ أي خطة للمراقبة وتأمين المداخيل وأوجد مخرج يقضي بإنتاج مشروع قانون يتحدث تفصيليا عن هذه الخطة ويعرض على الهيئة العامة للمجلس لإقراره بعد أسبوعين". وتصدى نواب المعارضة كما نواب من جبهة النضال الوطني للمشروع فأوضح النائب حرب أن "هذا الإقتراح مناقض لقرار مجلس الوزراء ولا أعرف علاقة هذا الإقتراح بالعماد عون، هل هي عائلية أم عاطفية، وهناك ذكر لوزارة الطاقة وكأن الحكومة غير موجودة".

ولما سأل بري حرب: لماذا هذه اللهجة في التخاطب رد النائب ابراهيم كنعان وقال:" نحن تسلمنا الموازنة في 21 تموز 2010 وكنا نعقد جلستين يوميا، ويتهمنا بعرقلة الموازنة. كنت أتمنى على من يتحدث الآن أن يحضر آنذاك. ومن يطالب بشفافية كان يفترض ان يرسل الى مجلس النواب قطع الحساب".

كما أشار عضو كتلة "جبهة النضال الوطني" النائب أكرم شهيب أن الاقتراح "كناية عن اتفاق دون تحديد الموارد، واعتبر ان مشروعا كهذا يجب أن يرتبط بتسعيرة الكهرباء، عدا عن كلفته، هذا المشروع بحاجة الى درس أكثر". من جهة أخرى وجه عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش وزير العدل شكيب قرطباوي "هل يجاري كلام احد النواب نفس الفريق الذي ينتمي اليه بان القضاء سقط اثر جلسة محاكمة العميد فايز كرم؟"فسأله بري: لماذا تقرأ عن الورقة؟ فأجاب النائب نبيل نقولا: كتبوا له. ورد حبيش النائب حبيش: واحد مثلك يكتب له.وحصلت مشادة بين نقولا وحبيش ورياض رحال، وهنا تدخل الرئيس بري وطلب شطب العبارات من المحضر.

وكان قد أكد وزير الطاقة جبران باسيل ضرورة ان يعمد مجلس النواب الى إقرار البند المتعلق بخطة الكهرباء، خاصة أن ما هو مطروح هو نتاج جهد استمرّ لما يزيد عن سنة ونصف السنة، ويحظى بموافقة كل القوى السياسية، وبالتالي لا يوجد أي سبب لأي فريق في ان يعارضه، ولذلك فإن مجلس النواب اليوم امام امتحان الاختيار بين أن يضيء لبنان او ان يعتّمه.

 

 

الإدارة الفرنسية في صراع بين توجهيـــن: سحب قوتها من الجنوب أو الابقاء عليها

نهارنت/يدور جدال في اروقة الادارة الفرنسية وسط توجهين الأول يطالب بسحب الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان "اليونيفيل" والثاني يريد إبقاءها. وقالت وكالة الأنباء "المركزية" نقلا مصادر دبلوماسية أن "جدالا واسعا يدور في اروقة الادارة الفرنسية وسط توجهين يسأل الاول عن جدوى استمرار الوحدة الفرنسية في مهمتها في لبنان في ضوء استهدافها اكثر من مرة من قبل مجموعات ارهابية لم تحدد هويتها واهدافها في حين يرفض من يتبنى التوجه الثاني هذا الخيار ويصر على ضرورة ابقاء القوة الفرنسية في لبنان حفاظا على امنه واستقراره". وأبدت المصادر قلقها "جراء امكان تكرار حوادث التعرض للقوة الفرنسية اذا لم تتمكن القوى الامنية اللبنانية من اتخاذ تدابير حاسمة تكفل سلامة قوات اليونيفل". ولفتت إلى أن "اي اعتداء جديد من شأنه ترجيح كفة الرأي الاول ووضع الثاني في وضع محرج، لا سيما ان فرنسا تشارك في اطار مهمات دولية في بلدان اخرى حيث يتعرض جنودها للخطر ايضا". وكان قد وقع انفجار قرابة السادسة من مساء الثلاثاء في 26 تموز استهدف موكبا للكتيبة الفرنسية من قوات اليونيفيل عند الطريق السريع في مدينة صيدا. ولم تتمكن الأجهزة الأمنية اللبنانية من كشف الفاعلين حتى الآن.

 

إجراءات احترازية للسفارات الأوروبية تحسبا لأي تطور بسوريا يوجب نقل رعاياها

نهارنت/سجل المسرح اللبناني حركة دبلوماسية لافتة ازاء وضع الرعايا الاجانب وخصوصا الاوروبيين في سوريا حيث باشرت عدد من السفارات في لبنان اجراءات احترازية تحسباً لأي تطور دراماتيكي في الداخل السوري يوجب نقل الرعايا من سوريا الى لبنان. ولفتت أوساط مطلعة إلى وكالة الأنباء "المركزية" إلى طلب جهات دبلوماسية اوروبية تسهيل دخول الرعايا عبر المراكز البرية الحدودية اللبنانية السورية وتأمين مغادرتهم من مطار رفيق الحريري الى بلادهم. وتحدثت الأوساط عن تحذيرات تلقتها بعض السفارات الاوروبية في بيروت من "إمكان تعرض مصالحها للتهديد، ووجوب اتخاذ تدابير الحماية اللازمة لمنع تنفيذ مثل هذه التهديدات". وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف آذار ادى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 1649 شخصا من المدنيين و389 جنديا وعنصر امن بحسب حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية. كما اعتقل اكثر من 12 الف شخص ونزح الالاف، وفق منظمات حقوقية فيما تتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى

 

تجدد أسوأ أعمال شغب تشهدها بريطانيا منذ عقود لليلة الرابعة على التوالي

نهارنت/ذكرت الشرطة ان شبانا اقتحموا عددا من المتاجر واضرموا النار في سيارات وسط انكلترا الثلاثاء في رابع ليلة على التوالي من اسوأ اعمال شغب تشهدها بريطانيا منذ عقود.

وتحدثت الشرطة عن وقوع حوادث معزولة في مدينة ولفرهامبتون وبلدة ويست برومويتش القريبتين من برمنغهام، ثاني اكبر المدن الانكليزية. وكانت اعمال الشغب اندلعت السبت في لندن حيث شهدت العاصمة اسوأ اعمال العنف غير انها انتشرت ايضا لاجزاء اخرى من البلاد. وقال بيان من شرطة غرب الميدلاندز "جرى اقتحام بعض المتاجر في ولفرهامبتون وفي ويست برومويتش ثمة بعض الفوضى حيث جرى اشعال النار في سيارتين". وتابع البيان "تتواجد الشرطة في الموقعين للتعامل مع الحوادث". ورفضت متحدثة بلسان الشرطة التصريح بعدد المتورطين في اعمال الشغب. وكانت شرطة غرب الميدلاندز قد اعتقلت اكثر من 130 شخصا منذ اندلاع اعمال الشغب في وقت متأخر الاثنين في برمنغهام حيث جرى تحطيم محال تجارية ونهب محتوياتها بوسط المدينة فضلا عن اضرام النار في مركز للشرطة. واستدعى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الثلاثاء البرلمان من عطلته الصيفية وامر بنشر الالاف من قوات الشرطة الاضافية في الشوارع بعد ثلاث ليال من اعمال الشغب التي شهدت اضرام النار في ابنية بمناطق من لندن ومدن اخرى. ولم ترد انباء بعد عن اعمال عنف جديدة في لندن مساء الثلاثاء. *مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

بنفس أهمية لقاء طارق عزيز وجيمس بيكر الشهير في جنيف، قبل حرب تحرير الكويت، ولا يقل أهمية أيضا عن لقاء وزير خارجية تركيا السابق بولنت أجاويد مع طه ياسين رمضان، قبل حرب احتلال العراق، جاء لقاء داود أوغلو مع بشار الأسد في دمشق.

لقاء الأسد - أوغلو يأتي في وقت بات فيه نظام الأسد أقرب إلى مصير معمر القذافي، وبسبب أخطاء الأسد نفسه، وليس تخطيط الآخرين. فالحقيقة أنه لم تتكون ظروف تحمي أي نظام عربي، دوليا، كما حمت الظروف نظام الأسد، مرارا وتكرارا. وإذا أردنا تسمية الأشياء بأسمائها، فإن تلك الظروف التي حمت نظام الأسد هي أن النظام استطاع تأمين الحدود مع إسرائيل لعقود، أمان لم يتحقق حتى على الحدود الإسرائيلية مع الدول العربية التي وقعت اتفاقيات سلام مع تل أبيب، فأعظم إنجازات نظام الأسد الدولية، الأب والابن، هي الحفاظ على حدود آمنة مع إسرائيل. لكن كل ذلك تغير اليوم، وبفضل إرادة الشعب السوري، وعجز النظام البعثي الذي يسير إلى طريق مسدود، فالطبيعي هو أن نظام الأسد إلى زوال، وليس الاستمرار، فهذا نظام خارج الزمان. وبعيدا عن كل معطيات المنطقة، والمتغيرات الدولية والإقليمية، فها هو النظام يصل إلى مرحلة اصطدام مع أقرب حلفائه وهم الأتراك، الذين حاولوا، ومنذ سنوات، تقديم الإسعافات الأولية لنظام بعثي ميت أصلا، وكل الإشكالية هي في كيفية دفنه.

ولذا، فلا يمكن أن يعول على لقاء أوغلو مع الأسد كثيرا، خصوصا إذا كانت رسالة وزير الخارجية التركي لدمشق مطابقة لما تم تسريبه لبعض الصحف التركية من قبل دبلوماسيين أتراك، ومن تلك التسريبات المطالبة بضرورة سحب القوات الأمنية من كل المدن السورية، وإخلاء سبيل الموقوفين، والدعوة لانتخابات فورية تشارك فيها كل الأحزاب الجديدة الراغبة في خوض غمار التجربة الديمقراطية في سوريا، بل إن هناك تلميحات أيضا يفهم منها بشكل واضح أنه قد يطلب من بشار الأسد نفسه التنحي عن الحكم. وعطفا على نهج النظام البعثي في سوريا، سواء إبان حقبة الأسد الأب أو الابن، فإن كل ما قد يقوله الأتراك للأسد لن يجد آذانا صاغية في دمشق، فمجرد التغيير في سوريا يعني أن نظام الأسد قد انتهى. فمشكلة هذا النظام ليست في أنه يقاوم التغيير، بل لأنه غير قابل للتغيير أساسا، فهو نظام كل همه البقاء في السلطة، ولو على جماجم السوريين العزل، وليس همه البناء والتطوير، أو الاكتراث بالشرعية. ولذا، فالسؤال اليوم هو: هل يكون لقاء أوغلو - الأسد لقاء الوداع، خصوصا أن كل المؤشرات تقول إنه مع استمرار أخطاء الأسد، ومواصلة القتل، فقد تسير الأمور إلى تدخل عسكري في سوريا؟ والحقيقة أن الوقت لن يطول حتى نعرف الإجابة، خصوصا أنه ليس بمقدور نظام الأسد إيقاف رياح التغيير العاتية التي تضرب المنطقة، مع انفضاض أصدقاء الأسد من حوله، عدا عن الصمت الذي بات يلف حلفاءه، خصوصا مع مواقف عربية متوالية، وصارمة، والأهم من كل ذلك صمود السوريين أنفسهم المطالبين بإسقاط النظام.

 

ديبلوماسي خليجي: العربي سيعرض على بشار اللجوء إلى دولة خليجية مع أفراد عائلته وكلينتون قد تزور الرياض خلال أيام  

خطوة السعودية ضد الأسد تغير الموقفين الروسي والصيني جذرياً وتفتح الباب أمام قرار دولي تحت الفصل السابع

حميد غريافي/السياسة

قد تكون المملكة العربية السعودية "ضربت ضربتها القاضية" لنظام البعث السوري وخصوصا لرئيسه بشار الاسد, بدعوتها اياه الى وقف المجازر وسفك دماء المسلمين فورا ومواجهة واحد من خيارين: "الحكمة او الفوضى", اذ يبدو ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان "بارعا في توقيت هذه الضربة بحيث "اثلجت صدور الدول الخليجية المرتعشة من وحشية الآلة العسكرية السورية ضد شعبها, وافرجت عن مكنوناتها بالتنديد بالاسد ونظامه وافراد عائلته" عبر البدء بسحب سفرائها من دمشق, كما "منحت المجتمع الدولي السند الاسلامي - العربي لقرارات تحاول اتخاذها في مجلس الامن الدولي, ولم يكن ينقصها سوى هذا التأييد الاكثر اهمية من اي شيء آخر, للبدء بدفع البعث ومؤسساته القمعية الدموية المتسلطة نحو الهاوية".

وقال ديبلوماسي خليجي في الامم المتحدة بنيويورك اورد هذه "الحقائق" كما قال ل¯"السياسة" في اتصال بها في لندن امس "ان الموقف السعودي المتطور والحاسم سيساعد - مع ما تبعه من مواقف خليجية فورية مماثلة - روسيا والصين والدول المترددة, على تبدل كامل وسريع في مواقفها من قرار اممي اجماعي ضد نظام الاسد تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة, اذ ان موسكو وبكين وعواصم الدول الاخرى تلك تحسب الف حساب "لغضب" السعودية ودول مجلس التعاون او رضاها لأنها بيضة القبان في توازن الاقتصاد الدولي لديها وكذلك في تدفق اموال النفط لتقويم اقتصادها المتواضع الواقع تحت رحمة الولايات المتحدة واوروبا ودول الغرب عامة تدعمه ساعة تشاء وتحجبه ساعة تشاء".

واعرب الديبلوماسي عن اعتقاده ان "موقف جامعة الدول العربية نفسه سيتطور ويتحول ضد نظام دمشق بعد الموقف السعودي الفاصل", رغم هشاشة بيان امينها العام نبيل العربي "الذي خرج من رحم الثورة المصرية ليدخل في رحم نظام الاسد من دون اي مبرر, ربما تسديدا - حسب اعتقاده - لدين سوري على مصر بوقوفها ضد نظام حسني مبارك الذي كانت مواقفه ضمن سياق الموقف العربي العام ضد ايران وارتكاباتها في المنطقة وخصوصا موقف السعودية من النظام السوري الذي اغتال حليفها رفيق الحريري في بيروت وعددا من حلفائها من وزراء ونواب في قوى "14 آذار", ثم اطبق على الوساطة السعودية المسماة "سين سين" عبر انقلاب منه بواسطة حلفائه وعملائه في "حزب الله" و"حركة امل" خصوصا على حكومة سعد الحريري بطريقة احتيالية غير قانونية ولا ميثاقية".

ونقل الديبلوماسي الخليجي في نيويورك عن احد ممثلي الدول الكبرى الخمس الاعضاء في مجلس الامن قوله ان "الدعوات المتزايدة الى امين عام الجامعة العربية الجديد للاستقالة على خلفية ما اعلنه من على باب الاسد في دمشق الشهر الماضي, لم تعد ضرورية بعد تصريحات الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي انعكست بسرعة, على تبديل موقف العربي الذي تراجع ليدعو نظام البعث الى وقف سفك دماء السوريين, وستكون هذه التصريحات المدعومة بسحب معظم السفراء الخليجيين من دمشق, نقطة الانطلاق الجديدة للجامعة العربية خلال اجتماع وزراء خارجية دولها القريب, لملاقاة الموقف الدولي وانتزاع المعارضتين الروسية والصينية على قرار ملزم لمجلس الامن".

وكشف الديبلوماسي النقاب ل¯"السياسة" عن ان اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة "قد يكلف امين عام الجامعة نقل رسالة اخيرة الى بشار الاسد في دمشق, مفادها ان كل الخيارات امامه سقطت بلجوئه الى الحل العسكري للتظاهرات السلمية, وان دول مجلس التعاون مستعدة لقبول لجوئه السياسي الى احداها مع من يشاء من افراد عائلته, على غرار استقبال الرياض الرئيس التونسي المخلوع زين الدين بن علي او حسني مبارك الذي عرضت عليه ابوظبي اللجوء الى دولة الامارات لكنه تريث ولم يفعل حتى سقط في قبضة الثورة".

وقال الديبلوماسي ان واشنطن قد ترسل وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون الى الرياض خلال الايام القليلة المقبلة "للتنسيق مع السعوديين ومسؤولين خليجيين آخرين حول كيفية الذهاب معا الى مجلس الامن مجددا لاستصدار قرار ضد نظام الاسد يكون ملزما له, كما ان فرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا تستعد لإرسال مبعوث كبير للاتحاد الاوروبي للوقوف على المدى الذي ستكون دول مجلس التعاون قادرة على الذهاب اليه مع سورية".

 

أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان

 أحمد الجارالله/السياسة

قالت دول مجلس التعاون الخليجي كلمتها حيال ما يجري في سورية, وقبلها كان الشارع الكويتي حدد البوصلة ازاء ذلك الوضع الشاذ, فجاء الرد ايرانيا من نافذة ما يسمى"حزب الله" العراقي بتهديده الكويت بقصفها صاروخيا اذا واصلت أعمال بناء ميناء مبارك الكبير.

ان تهديدات تلك الجماعة رسالة واضحة بلكنة ايرانية, ومضمونها لا يطاول الكويت وحدها بل كل دول »مجلس التعاون« فقضية الميناء التي تثيرها الابواق الايرانية ضد الكويت هي محاولة جديدة للتدخل الفارسي في الشؤون الداخلية لدول الخليجي على امل ان تستعيد طهران ما خسرته في المنامة عبر عرقلة ابحار سفينة مبارك الكبير من ساحل بوبيان, كما أنها من جهة اخرى محاولة لسحب الاضواء الدولية المسلطة على حمام الدم الذي يرتكبه حليفها النظام السوري ضد شعبه, وعجز »شبيحته« والحرس الثوري وميليشيات "حزب السلاح" اللبناني عن قمع الثورة من خلال اعمال القتل والتنكيل التي يمارسونها في غالبية المدن السورية.

ما فات رأس الافعى في طهران واذنابها في بعض الدول العربية انها تطرق الابواب الخطأ, فلا التهديدات ستخضع الكويت للابتزاز, ولا دول الخليجي ستغير موقفها الحازم من المؤامرة الايرانية, و ما يجب ان تفهمه ايران ومن معها ان الطوق احكم حول عنقها بعد ان ادار العالم لها ظهره ولم يعد يؤخذ بالشعارات والوعود والتهديدات, بل ان كل المشاريع الارهابية التي تحيكها العقول الشريرة في طهران وبغداد والضاحية الجنوبية لبيروت ودمشق لن تؤدي باصحابها الا الى طريق مسدود.

حشرجات الاحتضار التي نسمعها مرة من طهران وثانية من رأس الارهاب في لبنان حسن نصرالله, وثالثة من جوقة العمالة الطائفية التي تختطف العراق لمصلحة المحتل الايراني لن تخيف الكويت التي تغيرت كثيرا عما كانت عليه في العام 1990 وما قبله, وليس فقط ميناء مبارك الكبير من سيستمر العمل فيه, بل ان كل المشاريع التي اقرتها الحكومة في المناطق المحاذية للحدود مع العراق ستنفذ, ولن تتخلى الكويت عن اي حق من حقوقها لا في التعويضات ولا في قضية الاعتداءات على الحدود التي ترتكبها الميليشيات الايرانية في العراق, ولا أي قضية يمكن ان تثار, فتلك مسألة مصيرية لا تقبل المساومات.

لقد دارت عجلة القضاء على كل الانظمة والجماعات الارهابية التي اختطفت العالم الاسلامي لسنوات عدة, ودنت ساعة نهاية النظام الايراني وتابعه السوري, واذنابهما في لبنان والعراق واليمن وكل العالمين العربي والاسلامي, لهذا كلما سمعنا تهديدا نتخذ جانب الحذر من مغامرة اخيرة لخاسر, لكننا رغم ذلك نزداد اطمئنانا الى ان الفرج اصبح قريبا وقريبا جدا.

 

احذروا مهنية بشار

عادل الطريفي/الشرق الأوسط

خلال الأشهر الخمسة الماضية، حاول نظام البعث في سوريا إخماد حالة العصيان المدني التي اجتاحت المدن والقرى السورية، وفي كل مرة خرج فيها المتظاهرون عقب صلاة الجمعة واجههم النظام بالأسلحة إلى الحد الذي باتت معه الحكومة - بأجهزتها الأمنية - خصما لأغلبية المواطنين بعد سقوط مئات القتلى، واعتقال الآلاف، ونزوح المواطنين المذعورين إلى دول الجوار. في الأسابيع الأولى كان الرئيس الأسد بين خيارين: التضحية بالنظام القديم واستبدال عهد إصلاحي – وتصالحي - جديد به، أو التمترس خلف سلاح الحزب والطائفة والقتال حتى النهاية. الأسد كان يدرك أن الدول الغربية والعربية كانت قلقة من احتمالات التغيير في سوريا، وأن مخاوف البديل الإسلامي المتطرف، أو وقوع سوريا في حالة الفوضى والحرب الأهلية نظرا لموقعها المهم على حدود الصراع مع إسرائيل كانت تزعج أكثر خصومه عداوة.

لأكثر من أربعة عقود كانت شرعية الحكم مزيجا من الشعارات القومية، وتقديم خدمات لوجيستية للمنظمات والجماعات المسلحة (المقاومة) ناجحة – نسبيا - ولكن ما فات على الأسد تقديره هو تغير الموقف الدولي والظروف الإقليمية مع بداية الانتفاضات الشعبية التي عمت المنطقة. إذا كانت الدول الغربية قد تنكرت لنظام مبارك في مصر على الرغم من الأهمية الاستراتيجية له كحليف إقليمي، فإن الدفاع عن نظام مستبد ومخرب كالذي مارسه الرئيس بشار منذ عام 2000 لم يكن ليحدث.

واقعيا، حظي بشار بفرص عديدة وتغاض دولي طوال الشهرين الأولين للمظاهرات لعله يصلح بعض الضرر الذي وقع، ولكن بات من الواضح أن النظام السوري بهيئته الحزبية والطائفية قد اختار الطريق الثاني: وهو القتال حتى آخر رجل، حتى ولو أدى ذلك لانهيار البلد ودخوله في حرب أهلية. الانتشار العسكري الذي قام به، والعمليات التي شنها على مدن سورية كبيرة لم تكن بقصد ردع حركة مسلحة كما يزعم النظام، بل لردع أي فرصة لقيام واحدة. المعالجة الأمنية القاسية كانت لأجل إخراج العصيان المدني من حالته السلمية إلى المواجهة العسكرية، ولكن فوجئ النظام بأن المظاهرات استمرت واتسعت يوما بعد يوم سلميا حتى أصبح بقاؤه معها مستحيلا.

خطاب الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخير رفع عنه أي غطاء عربي أو إقليمي. كلمات العاهل السعودي عبرت عن موقف الكثيرين داخل العالم العربي وخارجه، فاستخدام السلاح لإسكات المواطنين المسالمين لم يعد مقبولا. يقول الملك عبد الله: «ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية، وإن الحدث أكبر من أن تبرره الأسباب»، ويمضي ليطالب النظام السوري: «بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء، وتفعيل إصلاحات شاملة».

في الحقيقة، الموقف السعودي يعد استثنائيا، فالسعودية معتادة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، ولكن الحدث أكبر من أن يتم السكوت عنه لأن هناك مسؤولية أخلاقية وتاريخية أمام ما يحدث. لا شك أن الموقف السعودي قد يشجع الكثيرين على اتخاذ مواقف مشابهة نحو الوقوف بشدة تجاه الضغط على النظام السوري لوقف آلة القتل، ولكن أهم من ذلك كله هو الرمزية السياسية التي تشير إلى أن دولة بحجم السعودية لم تعد ترى في بقاء نظام الأسد الحزبي والطائفي بعد اليوم ضرورة، وهو بالذات خسارة معنوية لا تعوض للنظام وفرص بقائه.

ولعل السؤال المهم اليوم: ما الذي سوف يحدث بعد أن وصل النظام السوري إلى طريق مسدود؟

لا أعتقد أن الرئيس الأسد، وبعد إراقة كل تلك الدماء سيكون قادرا على تغيير المسار الذي سلكه، فهو قد أصبح رهينة لصقور الحزب والطائفة، والذين لن يتوانوا عن التخلص منه إذا ما فكر بالتضحية بهم. هي لا شك، معضلة لن يستطيع الخروج منها إلا بتضحيات كبيرة قد تطال أقرب الناس إليه. لقد قام والده بنفي أخيه، والانقلاب على أركان النظام في 1984، ولكن فرصة الأسد الابن في نفي أخيه ماهر - كما تمنى البعض - لم تحدث، ولا يتصور أن يلجأ إلى ذلك بعد أن أصبح حكم الطائفة والحزب مهددا، ومحاصرا من الخارج. أغلب الظن أن النظام سيستمر بالدفع تجاه التسوية العسكرية حتى وإن اضطر إلى تهجير مئات الآلاف من المواطنين المعارضين لحكمه، أي أننا بإزاء نظام يعتقد بأن المخرج النهائي له لن يكون إلا عبر الحل العسكري مهما بدا ذلك للآخرين عملا همجيا. الأمر الآخر، هو أن النظام يدرك بأن الحزب والطائفة سيستمران في المواجهة حتى ولو سقطت العاصمة أو انحسرت سلطة الدولة عن مناطق الانتفاضة. في الوقت الحالي، يراهن النظام بأن الضغوط الدولية والعربية لن تصل إلى مرحلة التدخل العسكري لانشغال المجتمع الدولي بحرب ليبيا التي لم تحسم بعد، ولهذا فإن خطر الإسقاط من الخارج لا يزال مستبعدا إلا إذا قررت بعض الدول الإقليمية - لا سيما تركيا - المغامرة في ذلك.

الرئيس بشار ونظامه ليسا بوارد الاستسلام، والجيش السوري الذي هو مؤسسة حزبية - وطائفية بامتياز - لم يعد قادرا على الاستمرار إلا بانقسام محتمل، وإلا فإن مصيره بعد سقوط النظام سيكون الانحلال. بيد أن النظام يراهن على صعوبة قيام بديل سياسي (تعددي) قادر على لعب الدور الانتقالي الضروري. المعارضة لا تزال ضعيفة كمؤسسة جامعة، ولا يبدو أن هناك قدرة على لم شعث الشقاقات الداخلية بين طوائف وجماعات وعشائر المعارضة إلا بتدخل إقليمي قوي.

لقد برهنت السعودية على أهميتها ودورها بالتدخل أخيرا في الملف السوري، وقد يساهم التعاون الإقليمي والدولي في حصار النظام السوري وبالتالي إضعافه، ولكن لا بد من اتخاذ خطوات عملية لمساعدة السوريين - وبالذات المعارضة - على توحيد صفهم وبلورة مشروع سياسي بديل للنظام القائم. إذا كان نظام بشار الأسد خطرا على السوريين ومصدرا رئيسيا لزعزعة الاستقرار في المنطقة، فلا سبيل إلا بالعمل الجاد نحو إجباره على تغيير سياساته السيئة، أو مساعدة السوريين على تقرير مصيرهم.

إذا كان المجتمع الدولي قلقا من تحول سوريا نحو حرب أهلية (طائفية)، فإن المسؤولية تقتضي مساعدة السوريين على تشكيل بديل سياسي (تعددي)، والخروج بميثاق تعايش وطني يطمئن الأقليات، ويحفظ حقوقهم ودورهم في سوريا ما بعد الأسد. من شأن خطوات كهذه أن تضعف موقف النظام الذي يخوف طائفته - وبقية الأقليات - من عواقب سقوطه. إذا تأكد السوريون أن هناك ضمانات دولية وعربية لحفظ حقوقهم السياسية المشروعة دون تحول البلد إلى حكم طائفي جديد، أو ملاحقة (اجتثاث) أعضاء حزب البعث الذين يخافون الانشقاق على النظام، فإن ذلك سيشكل نهاية مشروعية النظام السوري في نظر الطائفة والحزب.

في كتابه «صدمة وصمود» (2009)، يروي كريم بقرادوني حكاية لقائه الأول ببشار الأسد في منتصف التسعينات، وكيف أن الشاب الذي لم يكن مرشحا للخلافة بعد أبيه، أصبح فجأة وريث كرسي الرئاسة بعد وفاة أخيه باسل. يقول بقرادوني إن الكثيرين لم يكونوا مقتنعين بقدرة - أو مؤهلات - بشار على ملء الفراغ السياسي بعد رحيل الأب، وكانوا إلى وقت قريب (لا) يشكون في كونه حاكما صوريا يختفي وراءه عدد من النافذين في العائلة والحزب الذين يديرون سوريا فعليا، ولكن الأحداث منذ 2005 - كما يجادل بقرادوني - قد أثبتت بأن بشار الأسد وحده من يملك زمام الرئاسة والمسؤولية في سوريا. يعزو بقرادوني ذلك إلى ذكاء ونبوغ الأسد، ومهارته في الحكم، ويروي أن الأسد لخص له فلسفته في الحياة قائلا: «أنا بطبعي مهني، إن أقدمت على شيء فيجب أن أنجح فيه».

لقد أثبت الأسد بأن مهنية الاستبداد والاغتيالات لا تعرف الفشل، ولهذا فإن الدول التي تنتظر أن يقوم بالإصلاح لوحده لا تعرفه جيدا. لهذا، احذروا مهنية بشار لأنه لن يسعى إلا إلى النجاح في ردع انتفاضة مواطنيه

 

سوريا: تصورات نهاية النظام

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

قبل شهرين كنا نأمل أن تنتهي الأزمة السورية بإصلاحات معقولة يقدمها الرئيس بشار الأسد، كنا ننتظر خطبة الساعة الأخيرة المفاجئة، فقد كان واضحا أن القمع زاد من لهيب الانتفاضة. لا شيء من هذا حدث، أبدا. ومنذ أسبوعين بلغ منهج العنف ذروته، وبلغ من الوحشية درجة سد به باب الأمل، أخرج بلدا مثل السعودية عن طورها مستنكرة ومطالبة القيادة السورية بوقف المذابح وسحبت سفيرها من دمشق. الآن علينا أن نقبل بحقيقة أن النظام بدد كل الفرص، وصار مصيره في مهب الريح، ولم يبق سوى أن نفكر كيف ستنتهي عليه الانتفاضة السورية، أهم ثورات منطقة الشرق الأوسط. وهذه ثلاثة احتمالات للكيفية التي يمكن أن يسقط بها النظام:

الاحتمال الأول: تدخل دولي بغطاء عربي وقرار من مجلس الأمن، تقوم فيه تركيا بدور رأس الحربة والمكون الرئيسي للقوة الدولية حتى تصل قواتها إلى دمشق.

الاحتمال الثاني: أن يتلكأ المجتمع الدولي في تبني التدخل العسكري المباشر، إما بسبب ممانعة روسية وصينية، أو خشية الغرب التورط في حرب مماثلة للعراق وأفغانستان. وهنا ستتحول المظاهرات السلمية إلى مقاومة مسلحة بدعم دولي متعدد، وهي قادرة على إسقاط النظام إنما في وقت أطول وتضحيات أعظم.

والاحتمال الثالث: أن يحدث تغيير من داخل النظام، وتسقط القيادة الحالية بما يساعد على تقديم حل سياسي مقبول ينهي المحنة.

طبعا، ليس مستحيلا أن ينجو النظام بسفك المزيد من الدماء الهائلة وسط عجز دولي عن مواجهته، مستفيدا من مساعدة إيران للنظام السوري بجسر من الآليات والقوات والأموال لتمكين حليفه من النجاة، إلا أن الأرجح أن نجاة النظام باتت مستبعدة في ظل القمع الشرس، فهو يقتل الأطفال والنساء والمشيعين، ويهاجم البيوت، وينهب رجاله الدور والمحلات. صار معظم الشعب مصرا على إسقاطه. استراتيجية نظام الأسد تقوم على التخويف والردع، فالنظام حكم أربعين عاما فقط بعامل زرع الخوف وحده، وهو يريد تفعيل تجربته في مدينة حماه قبل ثلاثين عاما تقريبا التي دفن فيها أكثر من ثلاثين ألف إنسان واستطاع بعدها تأمين استقرار النظام.

العالم اليوم تغير عن زمن مجزرة حماه الأولى. وصارت سياسة القتل والترويع تضيق عليه حبل المشنقة دوليا، لأن أقرب الدول إليه صارت تضج أخيرا وتباعد نفسها منه. صارت هي وقود الرأي العام العالمي والعربي بشكل خاص الذي يلح مطالبا بالتدخل الدولي.

الأخبار من سوريا تدمي القلب.. قتل سبعة من المشيعين في جنازة، وقتل ثمانية أطفال أمس، عشرات الجثث سلمت لذويها قتلوا تحت التعذيب، ومسلسل القصص المروعة لا ينتهي.. لهذا سينتهي النظام.

 

الأوهام السورية القاتلة

عبدالله إسكندر/الحياة

يعمل الحكم السوري على مستويين متزامنين من أجل أن يستعيد سيطرته السابقة على البلاد، تلك السيطرة التي مارسها طيلة عقود وحتى اندلاع حركة الاحتجاجات قبل زهاء خمسة أشهر. المستوى الأول أمني - عسكري، قوامه نوع من إعادة «احتلال» لمناطق الاحتجاج. وتعبير «احتلال» تبرره الوسائل العسكرية الضخمة المستخدمة في هذه العمليات، والخسائر البشرية والمادية التي تنزلها في هذه المناطق.

المستوى الثاني سياسي - ديبلوماسي على الطريقة السورية التقليدية، قوامه إعادة صوغ إعلامية للتجارة السياسية السابقة التي سمحت باستمرار السيطرة طيلة العقود السابقة.

وفي الحالين، ثمة رهان خاطئ هذه المرة على إمكان ان تنجح الوسيلتان في تحقيق غرضهما. اذ ان الظروف التي ساعدت في نجاحهما في السابق تغيرت تغيراً جذرياً، سواء بالنسبة الى الداخل السوري أو الخارج الاقليمي والدولي، والذي استقى منه الحكم صدقية مكّنته من ضبط هذا الداخل.

ولعل الوهم الكبير الذي يراود صاحب القرار في دمشق هو اعتبار ان الفعل في ذاته يؤدي الى النتيجة ذاتها، مهما تغيرت المعطيات. وربما تكون تجربة حماة في 1982 نموذجاً يهتدي به صاحب القرار. فبعد تلك الحملة العسكرية ساد الهدوء في كل انحاء سورية حتى منتصف آذار (مارس) الماضي. فاعتبر صاحب القرار ان تكرار الحملة يعيد تكرار عودة السيطرة. وذلك من غير اعتبار لظروف الحملة على حماة التي انحصرت في هذه المدينة مع امتدادات محدودة، وموقف الشعب السوري من التحدي الاسلامي الذي مثّله «الاخوان» آنذاك، بغض النظر عن الاستغلال السياسي اللاحق لهذا الاتفاف الشعبي. واليوم يعني تكرار حماة من اجل استعادة السيطرة الاضطرار الى حملات عسكرية على غالبية المدن السورية وأريافها. وهذا لا يعني استعداء شرائح واسعة جداً من الشعب فحسب، وانما يعني ايضاً رهاناً خاطئاً على إمكان النجاح عسكرياً في هذه المهمة. وحتى لو نجحت الدبابات والمدرعات في التقدم هنا او هناك، مع ما يرافق ذلك من قتل واعتقال وتدمير، فإنها ستفشل في اعادة فرض الرهبة والخوف والصمت، كما تدل كل الظواهر المرافقة للاحتجاجات منذ اندلاعها.

سياسياً، عمد الحكم السوري الى تغيير حكومي، بعيد اندلاع الاحتجاج، وتغيير محافظين ونقل مسؤولين امنيين، وتغيير وزير الدفاع في هذه المرحلة، وربما غيره لاحقاً. وذلك في اشارة الى تحميل المسؤولية لجهات تنفيذية على مستويات ادنى. وأرفق ذلك باعلان اصلاحات، ربما موجهة الى الخارج لأنها لا تشكل أي تعديل فعلي في الوضع القائم ولم تكن لها أية مفاعيل داخلية. وأطلق بالونات اختبار مباشرة من نوع هيئة الحوار الوطني، أو على نحو غير مباشر من نوع مؤتمر الحوار.

وسواء كانت الرسائل موجهة الى الخارج أو الى الداخل، فإنها لم تؤثر في أي شكل من الأشكال على واقع الحال. ما يعني ان صاحب القرار ما زال في مرحلة اعتبار ان كلاماً عاماً ومبهماً يكفي لحل ازمة بهذا التعقيد. وان إلقاء المسؤولية على الآخرين، مثل تغيير مسؤولين تنفيذيين او ان المعارضة لا تريد الحوار او التركيز على المؤامرة الخارجية، تبريرات ينبغي ان تقنع الآخرين بابقاء الحال على حاله. لا بل لا يتردد في استغراب عدم تصديقه في تبرير سلوكه الى حد الوصول الى موقع استعلائي ومتعجرف في التعامل مع أي اهتمام جدي بحل للأزمة. وهذا وهم آخر، اذ ان العجرفة المنطوية على تهديد لم تعد وسيلة إقناع ناجحة، كما نجحت في ظروف سابقة. لا بل أدت الى نتائج عكسية في زيادة العزلة واتساع التنديد بسياسة الحكم السوري. هذه الأوهام، بين أخرى، تعمّق الازمة وتدفعها الى الاستمرار والتمدد، على نحو يصبح فيه صاحب القرار منقطعاً تماماً عن الواقع الراهن وظروفه وموجباته، على نحو يدفع البلاد في طريق يخسر فيه الجميع، بمن فيهم الحكم الذي تصبح أوهامه مصدر مقتله.

 

السعودية تدعو إلى الوقف الفوري للمظاهر المسلّحة حفاظاً على الوحدة السورية

جدة - «الحياة»/دعا مجلس الوزراء السعودي في الجلسة التي عقدها أول من أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى الوقف الفوري لأي أعمال عنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة؛ حفاظاً على الوحدة الوطنية للشعب السوري، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوقه، ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته. ومحلياً، أقر تحديد نوعية التدريب المتخصص الذي يمكن إدراجه ضمن عقود التشغيل والصيانة، وعقود التوريد والتركيب للأجهزة المتطورة في القطاعات الحكومية.

وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن المجلس استعرض مستجدات الأحداث في عدد من الدول العربية والعالم، ومن ذلك الأوضاع في سورية، وقدر عالياً في هذا الشأن المضامين المهمة لكلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها إلى أشقائه في سورية إثر تداعيات الأحداث التي تمر بها. ودان المجلس موافقة السلطات الإسرائيلية على بناء 900 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة جبل أبو غنيم، مؤكداً أن توسيع المستوطنات غير الشرعية استمرار لإصرار إسرائيل على نسف الجهود الدولية لاستئناف المفاوضات من أجل إرساء عملية السلام في المنطقة.

وفي الشأن المحلي أوضح خوجة أن المجلس استمع بعد ذلك، بتوجيه كريم من الملك إلى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، لنتائج أعمال الاجتماع الـ18 لأمراء المناطق واجتماع لجنة الحج العليا اللذين عقدا في جدة برئاسة النائب الثاني؛ إذ أكد حرص الجميع على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد بمضاعفة الجهود لخدمة المواطنين، وتأمين احتياجاتهم الضرورية، وتيسير أمورهم، بما يحقق المزيد من الرخاء للوطن والمواطن، وتنفيذ توجيهاته بتطوير الخدمات والتسهيلات التي تقدم للحجاج والمعتمرين والزوار، في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.

وأفاد الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بأن المجلس واصل إثر ذلك مناقشة جدول أعماله، وأصدر عدداً من القرارات المحلية، منها: بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الخدمة المدنية، في شأن تحديد نوعية التدريب المتخصص الذي يمكن إدراجه ضمن عقود التشغيل والصيانة، وعقود التوريد والتركيب للأجهزة المتطورة، ووضع الضوابط اللازمة لذلك، أقر مجلس الوزراء عدداً من الإجراءات، من بينها: أنه على الجهات الحكومية والمؤسسات العامة، وما في حكمها، عند وجود حاجة لديها إلى إدراج بنود للتدريب المتخصص في عقودها، تطبيق عدد من الضوابط تتضمن: اقتصار التدريب - في العقود التي تبرمها الجهات المتعاقدة - على الأجهزة والمعدات والأعمال والبرامج المتخصصة ذات الصلة بطبيعة تلك العقود، ووضع مواصفات التدريب وشروطه ومدته ومكانه ومجاله وأنواع الأجهزة والمعدات والبرامج التي سيتم التدريب عليها، وتحديد التكلفة المالية الفعلية لرسوم البرنامج التدريبي، واشتراط عدم وجود برنامج مماثل يمكن الاستفادة منه في التدريب لدى أجهزة التدريب المركزية داخل المملكة، وذلك في حالة إذا كان التدريب خارج المملكة، وعلى الجهات الحكومية المتعاقدة الحصول على موافقة لجنة تدريب وابتعاث موظفي الخدمة المدنية، في حال رغبتها الاعتداد بالبرنامج للأغراض الوظيفية.

ووافق مجلس الوزراء على تفويض وزير المالية أو مَن ينيبه بالتوقيع على مشروع اتفاق بين السعودية وأذربيجان؛ لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل وعلى رأس المال، ومشروع البروتوكول المرافق له، في ضوء الصيغتين المرفقتين بالقرار، ورفع ما يتم التوصل إليه، لاستكمال الإجراءات النظامية.

ووافق مجلس الوزراء على تفويض وزير الاتصالات وتقنية المعلومات أو مَن ينيبه بالتباحث مع الجانب المصري، في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في  مجال البنية التحتية للمفاتيح العامة بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات (المركز الوطني للتصديق الرقمي) في السعودية وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر، والتوقيع عليه، في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة؛ لاستكمال الإجراءات النظامية.

 

مسؤول ايراني يلتقي العربي في القاهرة لأول مرة منذ سقوط مبارك

نهارنت/التقى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الثلاثاء رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى في ايران علاء الدين بوروجردي وهو اول مسؤول ايراني يزور مصر منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في شباط. وصرح بوروجردي للصحافيين بعد اللقاء انه سلم دعوة من رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني لحضور مؤتمر حول فلسطين يعقد في طهران في تشرين الثاني المقبل. وقال ان المحادثات مع الامين العام للجامعة العربية تناولت "الوضع العام في المنطقة والمتغيرات التي تشهدها بعض البلدان العربية". واضاف "بحثنا مع الامين العام المرحلة التاريخية الجديدة في مصر والتي نباركها كعمل عظيم سيكون لخدمة القضية الفلسطينية ونأمل سرعة اجراء الانتخابات المصرية الرئاسية والتشريعية لنشاهد قريبا مصر الجديدة وفق الاسس التي تحتاجها". ومن المقرر ان تجرى انتخابات تشريعية في مصر في الخريف يعقبها اعداد دستور جديد للبلاد ثم انتخابات رئاسية، وفقا لخطة المجلس الاعلى للقوات المسلحة الممسك بالسلطة في البلاد منذ اطاحة مبارك. وتابع ان "ايران ومصر بلدان مهمان ولابد من احداث تقارب بينهما سيكون له بدوره تأثير كبير على المنطقة والعالم ونحن نتوقع هذا التقارب وبانتظار قرارات الحكومة المصرية في هذا الشأن". وردا على سؤال، قال "ان الوضع في سوريا كان من الموضوعات المهمة التي ناقشناها" مشيرا الى ان العربي "اعرب عن قلقه ازاء الاوضاع هناك". واكد بوروجوردي انه "بالنسبة لنا في ايران نرى أن الولايات المتحدة الاميركية بعد أن خسرت مصر في التوازنات بالمنطقة فانها تريد الآن اللعب على الساحة السورية لاحداث هذا التوازن بالتالي فاننا يجب أن نساعد سوريا بحيث لا نسمح للولايات المتحدة بأن تتدخل في شؤون المنطقة".

واتهم المسؤول الايراني الولايات المتحدة بانها "تريد كسر المقاومة في المنطقة وتحقيق مصالحها فقط لافساح الطريق امام الكيان الصهيوني (اسرائيل) الذي يواصل الاستيطان في الاراضي المحتلة". ودعا الى "مساعدة الحكومة السورية من اجل انهاء الوضع الراهن هناك". وتصاعد خلال الايام الاخيرة قمع نظام الرئيس بشار الاسد للتظاهرات المناهضة له.

وكان العربي طالب الاثنين ب"بدء حوار جدي لاجراء مصالحة" في سوريا داعيا الدول العربية وغير العربية الى الاستفادة من درسي تونس ومصر.

*مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

اعتصام لاهالي المنصورية وعين سعاده احتجاجا على تمديد خطوط التوتر

الكلمة اونلاين/عقد بعد ظهر اليوم مؤتمر صحافي في الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية - عين نجم، بعنوان "مجلس الشعب يرد على مجلس الوزراء"، احتجاجا على قرار مجلس الوزراء استكمال تنفيذ مشروع خط المنصورية وتمديد خطوط التوتر العالي الهوائية في المنطقة، بمواكبة امنية تحسبا لحركة اعتراضية من الأهالي.

شارك في المؤتمر النائب سامي الجميل، القيادي في "القوات اللبنانية" إدي أبي اللمع، الرئيسة العامة لراهبات القلبين الاقدسين الام دانييلا حروق، كميل شمعون، ممثلة أهالي المنطقة كارول ابراهيم، ممثلة حزب "الخضر" ندى زعرور، في حضور وفاعليات المنطقة والاعلاميين وأطباء اختصاصيين.

بداية، تحدثت ابراهيم فعرضت "وجهة نظر الأهالي المتضررين مباشرة من استكمال مد الخطوط"، مطالبة ب"استبدال الخط بكابلات او خطوط جوية مباشرة من محطات التحويل وإليها".

وألقى النائب الجميل كلمة قال فيها: "في كل المناطق السكنية المكتظة يمر التوتر العالي تحت الأرض، وهذا دليل على أن ذلك أكثر أمانا، فلمروره فوق الارض آثار سلبية، فلماذا إذا هدر الوقت والمال؟ بالاحرى طمر الخطوط منذ الآن. وإن إقحام القوى الامنية لفرض تنفيذ القرار يعتبر أمرا غير مسؤول، وسيواجه سلميا وحضاريا.

وتحدث عن "آثار المشروع السلبية"، داعيا المسؤولين إلى "قراءة قرار المجلس الاوروبي بدقة"، وقال: "نحن لا نستطيع المزايدة على المجلس الاوروبي في هذا السياق".

وطالب أيضا ب"عدم تسييس هذا التحرك والوقوف أولا وأخيرا عند رأي الأهالي واعادة النظر بطريقة تنفيذ المشروع"، واعدا الأهالي ب"مساندتهم حتى النهاية إلى جانب نواب القوات اللبنانية".

وأكد أبي اللمع أنه "لا يجوز تحقيق أي مشروع مهما كانت أهميته على حساب صحة الناس وارادتهم"، متحدثا عن "خطورة التوتر العالي وأضراره على صحة الناس"، داعيا "المعنيين إلى الاطلاع على آخر الدراسات في هذا الموضوع".

واستغرب "مد الخطوط بالقوة"، داعيا إلى "عدم زج القوى الامنية في الموضوع وابعاد هذا الموضوع الانساني عن كل التجاذبات".

من جهتها، قالت حروق: "إن نضالنا وجداني، علمي، حقوقي واجتماعي، فمن حق الانسان العيش من دون التعرض للخطر، إننا قلقون على صحة اولادنا، فالتوتر العالي يتسبب بسرطان الدم، خصوصا لدى الاطفال. ولا سلاح بين يدينا الا صوت الضمير الصارخ الى ضمائر كل المسؤولين".

وأكدت زعرور "مواكبة حزب الخضر لكل الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع"، مؤكدة "وقوفه ضد جرائم ترتكب بحق الانسانية من خلال التلوث البيئي والسياسي".

وأشارت إلى أن "الموضوع اجتماعي بإمتياز"، محذرة من "أن المنطقة معرضة للتهجير والافراغ من سكانها".

وأشار شمعون إلى أنه "لا يجوز التساهل في موضوع يمس بالصحة"، داعيا إلى "اعتماد الاساليب الحديثة لحماية الناس من الاضرار"، داعيا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الى "القاء عظة في هذا الموضوع في حرم المنطقة".

وترافقت الندوة مع اعتصام للاهالي أقيم في ملاعب مدرسة الحكمة، شارك فيه رئيس بلدية بيت مري انطوان مارون ومختار عين سعادة موريس الاسمر

 

وزير الخارجيّة المصري: سوريا تتّجه إلى نقطة اللاعودة 

أكّد وزير الخارجيّة المصري محمد عمرو أنّ الوضع في سوريا "يتّجه نحو نقطة اللاعودة"، مشدّدًا على ضرورة التحرّك السريع لوقف العنف، حسبما نقلت "وكالة انباء الشرق الاوسط".

عمرو، وفي تصريح للصحافيين، قال إنّ "مصر تتابع بقلق شديد التدهور الخطير للاوضاع في سوريا"، داعيًا إلى "وقف فوري لاطلاق النار"، ومشدّدًا على أنّ "الاصلاح المخضّب بدماء تُراق وشهداء يسقطون بشكل يومي لا يجدي نفعًا". وإذ طالب بـ"تحرّك عاجل لاستعادة الثقة المفقودة"، دعا عمرو إلى "توفير شروط لإقامة حوار وطني شامل يجمع كل أطياف المجتمع السوري". عمرو الذي حثّ دمشق على "اجراء الاصلاحات على المستوى الوطني لتجنّب مخاطر تدويل لا نريده ولا تحتمله المنطقة"، أكّد أنّ "مصر تواصل مشاوراتها بشكل مكثف مع الدول الشقيقة انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية والتزاماتها للمساعدة على إيجاد مخرج يوقف نزيف الدم في سوريا، ويحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق".

يشار إلى أنّه ومنذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 آذار قتل حوالي ألفي شخص واعتقل أكثر من 12 الفًا بحسب منظمات حقوقية. (أ.ف.ب.)

 

غوّار والعقرب

محمد سلام/لبنان الآن

التظاهر اللبناني تأييدا للشعب السوري، بغض النظر عن تعدد أطياف المتظاهرين، يذكّرني بمسرحيات غوار الطوشة التي كان نظام الأسد يستخدمها للتنفيس التضليلي، فيما القضية في مكان آخر. التضامن مع الشعب السوري في مواجهة نظام الأسد، على أهميته، ليس هو القضية في لبنان. هو جزئية صغيرة في مشهد القضية الكبير. جزئية لها علاقة بكرامتنا وسمعتنا وأخلاقياتنا وتاريخنا ونَخوتنا وعزّتنا. جزئية لها علاقة أيضا بذاكرتنا وما تختزنه من ذكريات المعاناة مع النظام الأسدي. ولكن التظاهر تأييدا للشعب السوري لا يخدم قضيتنا، التي هي مواجهة ذيل العقرب الأسدي في لبنان. نعم، القضية في لبنان الآن يجب أن تكون، بل هي، مواجهة ذيل العقرب الأسدي في لبنان. فالعقرب، أي عقرب، خطورته في ذيله. والمثل الشعبي يقول "عقّوص العقرب في ذيله"، تضرب رأسه، يعضك من ذيله. نعم. رأس العقرب الأسدي هو في سوريا. الشعب السوري يضرب هذا الرأس. لكن العقرب يرد "بعقاقيصه" الموجوده في ذيله، أو أذياله، في لبنان.  "عقاقيص" العقرب الأسدي في لبنان:

-1-الحكومة التي ألفها رأسه في لبنان.

-2-جميع المؤسسات والإدارات "الرسمية" التي تأتمر بأوامر حكومة رأس العقرب الأسدي في لبنان.

-3-الوكالة الإرهابية التي يديرها أسعد حردان، والتي تصادر اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي.

-4-جيش الحرس الثوري الإيراني في لبنان، المسمى زورا مقاومة، وما استلحقه من تنظيمات يديرها بأسمائها الأصلية.

-5- التيار العوني الذي يعمل تحت مسمى ما كان يعرف باسم "التيار الوطني الحر".

-6- الوكالة الأمنية المسماة منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، والتي تتبع القيادة القومية للحزب الأسدي في دمشق.

المهام الموكلة "لعقاقيص" العقرب الأسدي:

-1- العقّوص الحكومي ينفذ كل المهام الرسمية الموكلة للدولة الّلقيطة في لبنان. يتبلّغ مهامه من رأس العقرب في دمشق، ويقدم تقريراً بما أنجزه لرأس العقرب في دمشق: نموذج عقّوص الخارجية وعقّوص الموارد المائية والكهربائية والثروة النفطية. الأول أبلغ الأسد بنجاحه في مواجهة "أعداء" الأسد في مجلس الأمن الدولي، والثاني تبلّغ من الأسد ما يجب أن يدفعه لروسيا من نفط لبنان لقاء دعمها، وإن المتراجع، لنظام الأسد.

-2- العقّوص الإداري الرسمي لا يرد على الاعتداءات التي ينفذها عقاقيص العقرب الأسدي في لبنان، أو اعتداءات الأسد المباشرة على لبنان، كإطلاق بحرية الأسد النار على زوارق الصيادين اللبنانيين في المياه الإقليمية اللبنانية أو إطلاق النار مباشرة على الأراضي اللبنانية في الشمال أو حتى الاعتداء على سيادة الأرض اللبنانية يوميا في عكار من قبل جيش الأسد.

-3- وكالة الحردان الإرهابية مكلّفة التصدي للذين يتظاهرون تأييدا للشعب السوري، ليس بقصد الدفاع عن نظام الأسد في سوريا لأن التظاهر التأييدي في لبنان ليس هو الذي سيسقطه، بل لدفعهم إلى الاعتقاد بأن التظاهر التأييدي هو القضية الحقيقية في لبنان، وهو الدور الحقيقي الذي خطّه الأسد الأب لمسرحيات غوار الطّوشه السياسية، أي التضليل السياسي.

منظمة الحردان الإرهابية مكلّفة أيضا تنفيذ ضربات وقائية لصالح رأس العقرب الأسدي، نظرا لما تتمّيز به من "تعدديّة" طائفية، فتكلّف سنّتها بضرب السنّة في رأس بيروت والشمال والبقاع، ودروزها بخطف المناضل الدرزي العيسمي من تحت أنف وليد جنبلاط في الجبل، ومسيحييها بضرب المسيحيين الذين يهددون زعامة عون (الشهيد بيار الجميل نموذجا مفترضا).  

وعلى الرغم من كل ذلك تحوّل التظاهر تأييدا للشعب السوري –على أهميته وضرورته كجزئيّة وليس ككليّة- عنوانا للنضال السياسي في لبنان، بدلاً من العنوان الحقيقي الذي يجب أن يكون التصدي لعقّوص العقرب الأسدي، إسقاط العقّوص هو مهمة الشعب اللبناني، فيما إسقاط الرأس هو مهمة الشعب السوري.

-4- التنظيم المسمى مقاومة مهمّته الأساسية هي مصادرة الثروة النفطية، والثروات المائية من الوزّاني جنوبا إلى النهر الكبير شمالا، واستلحاق الجيش النظامي اللبناني، وقضم دوره، عبر توجيه حكومة العقّوص لحَرفه عن مهمّته الوطنية، وهي حماية كل حدود الوطن.

-5- التيّار العوني مهمّته تماما كمهمة وزير الدفاع الأسدي الجديد، أن يكون مسيحياً وكفى. لا يفعل، بل يفعلون باسمه، ويسيؤون باسمه إلى درجة المطالبة بمحاكمة سريّة لمتهم بالتعامل مع إسرائيل، فيما رئيس أكبر دولة عربية هي مصر يخضع لمحاكمة علنية تبث مباشرة على شاشات التلفزة وتدفع السلطات المصرية بدل تكلفة التغطية.

-6- منظمة البعث في لبنان مهمتها كمهمّة صاحبها في دمشق. الملتبس هو إسقاطها لبنانياً بعد إسقاطه سورياً، كونها ليست ذيلاً لأفعى، بل عقّوصاً لعقرب.

التظاهر تأييدا للشعب السوري جزئية حقّقت غرضها. إذا استمرت ستتحول تماماً إلى فولكلور غوّاري يؤدّي إلى إسقاط القضية في دهاليز المسخرة والتهريج، بعيداً حتى عن فن الكوميديا الرّاقي.

الشعب السوري سيسقط رأس العقرب. هذه حقيقة تعلمها كل عقاقيصه في لبنان.

رأس العقرب لا يستطيع قبول العرض التركي الذي حمله أوغلو ويبدأ بالتعاون غير المشروط مع المحكمة الخاصة بلبنان ذات الطابع الدولي وصولاً إلى إجراء انتخابات مبكرة بتنظيم ورعاية وإشراف دولي مباشر بعد إلغاء قيادة حزب البعث للدولة، وسحب الجيش وإصدار عفو شامل، وإطلاق سراح جميع المعتقلين وضمان عودة جميع المبعدين.

العرض التركي يشمل ضمانة للأسد بالإقامة في دولة ما إذا هُزمَ في الانتخابات الحرة بتنظيم ورعاية وإشراف دولي مباشر.

العرض شبيه بما طلبه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لنفسه وسقفه: ضمانة ألاّ أُحاكَم.

رأس العقرب الأسدي لم ُيطح بوزير دفاعه العلوي ويعيّن مسيحيا ّبديلا منه ليقول إنه يتجاوب مع المطالب الدوليّة. بل أطاح بالعلوي لأنه عارض القمع، وعين المسيحي ليكون "عوَنه" في الداخل وشكله التعددي أمام الخارج.

القوى المسيحية في سوريا بدأت اتصالاتها بالمعارضة الشعبية لتؤكد أن خيار تعيين وزير دفاع مسيحي لا يعبّر عن تطلعاتها، ولا يمثل رؤيتها، وأنها لم تُستشر في الموضوع.

الحزب السوري القومي الاجتماعي انشق في سوريا، وبدأت بوادر الانشقاق عن تنظيم الحردان-العلم الإرهابي في لبنان، حيث سجّل على أحد رموز الحزب في الحقبة السورية قوله: "كنا دائما مع سوريا، لا مع النظام".

لذلك، لا بد من أن تتركز الجهود في لبنان من الآن فصاعدا ليس على تنظيم تظاهرات مؤيدة للشعب السوري، بل على مواجهة عقاقيص العقرب الأسدي في لبنان.

دعوا الشعب السوري يتولّى أمر نظامه. تظاهروا، إذا شئتم، ضد عقاقيص العقرب الأسدي في لبنان. هذه قضية لبنان. غوّار الطّوشة انتهى، إنه دريد لحام السّمج من أدوات رأس العقرب الأسدي في سوريا. يكاد يشبهه ناصر قنديل في لبنان، لكنه أكثر سماجة.

 

بيروت – حلب

حازم الأمين/لبنان الان

جرى في وسط بيروت يوم الإثنين الفائت لقاء تضامني مع الشعب السوري لما يتعرض له من قبل النظام هناك. حضر اللقاء مئات من الناشطين والكتاب والصحافيين، وأفراد ممن هالهم ما يجري في البلد الجار. وصودف تنظيم اللقاء بعد يوم من خروج دول وحكومات عربية عدة عن صمتها على ما يحصل، فصدر بيانان لكل من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، وسحبت دول خليجية سفراءها من دمشق.

اللقاء البيروتي هذا اقتصرت المشاركة فيه على ناشطين مدنيين لا ينتمون إلى تيارات سياسية محددة، وليسوا جزءاً من كتل اجتماعية. كان لقاء بيروتياً ولكن من دون تمثيل أهلي. حضرت بيروت السياسية والثقافية ولم تحضر بيروت الأهلية. ومثل هذا الغياب إحدى العلامات الفارقة في هذا اللقاء، اذ اعتبره البعض إيجابياً لما يعكسه من إجماع مدني على الانحياز إلى ضائقة الشعب السوري، واعتبره آخرون علامة غياب للموقع الأهلي للمدينة، ذاك أن القوى السياسية التي تمثل المدينة، والمعني هنا تيار المستقبل، آثرت الحضور عبر رموزٍ منها، لا عبر وجوهها المدنية واليومية من طلاب ونساء ونقابات، وهي إذ فعلت ذلك كشفت عن مأزق فعلي يجب المباشرة في التفكير به. فالقول بأن تيار المستقبل مقيد سياسياً بمناسبة من هذا النوع، أمر تنفيه حقيقة البيانات المتتالية التي باشر بإصدارها زعيم التيار سعد الحريري والتي أعلن فيها وقوفه إلى جانب الضحية في سورية، وتنفيه أيضاً مشاركة المستقبل في اللقاء عبر نائب منه هو أحمد فتفت، ووزير سابق هو حسن منيمنة. كما وتنفيه حقيقة صدور موقف سعودي ترافق مع تظاهرة نادرة شهدتها العاصمة السعودية الرياض احتجاجاً على ما يتعرض له السوريون!

ثمة خلل آخر حال دون المشاركة الأهلية البيروتية، وربما علينا هنا التفكير باستنكاف آخر مواز تكابده الانتفاضة السورية، هو استنكاف مدينة حلب عن الالتحاق بحركة الاحتجاج. وبما أننا حصلنا حتى الآن على أجوبة تبدو مقنعة عن التساؤل حول الاستنكاف الحلبي، تراوح بين الموقع التجاري للمدينة والاستثمار الهائل للنظام فيها، وبين القبضة الأمنية وانخراط عشائر من محيطها في عملية ضبطها، يبدو أن التساؤل البيروتي قد يفضي بنا إلى أجوبة موازية وإن لم تكن متطابقة. فبيروت السياسية عاجزة عن أن تكون هي نفسها بيروت الأهلية، وليس صدفة السهولة التي انتزع فيها القرار السياسي (الطريقة التي أقصي بها سعد الحريري عن الحكومة نموذجاً) والأمني (انتشار السلاح) في المدينة من هيئاتها التمثيلية والأهلية. أما الأخطر من هذا كله فيتمثل في أن بيروت الأهلية وفي استنكافها عن المشاركة في مناسبة كالتي أجريت مساء الاثنين تبدو موافقة على ما تعرضت له.

 

عون بعد إجتماع "تكتل التغيير والإصلاح": سيقدم نوابنا مشاريع قوانين في جلسة مجلس النواب

مطلوب من سوريا الرضوخ لأربعة مطالب دولية

أدعو الشعب السوري إلى العودة للهدوء تأمينا لمصلحته

 وطنية ـ9/8/2011 أكد العماد ميشال عون أن نواب "تكتل التغيير والإصلاح" سيقدمون مشاريع قوانين في جلسة مجلس النواب، كما وسيعملون على إقرارها ومنها قانون لتسوية السجون وقانون للطاقة وقانون لعودة اللبنانيين الذين توجهوا إلى إسرائيل بعد العام 2005، قانون لسلسلة الرتب والرواتب، قانون لزيادة رواتب القضاة وغيرها الكثير من القوانين.

كلام العماد عون جاء بعد إجتماع التكتل الأسبوعي الذي قال فيه "جلستنا اليوم كانت صاخبة إذ تضمنت الكثير من القوانين التي سيصار إلى دراستها في الغد، والتي سبق وكنا قد قدمناها، وجميعها تتطلب دراسات مفصلة، لأنه وكما تعلمون، يهوون الإنتقاد في المجلس ونحن نريد أن يعلم الجميع الأسباب الموجبة التي أجبرتنا على تقديم هذه القوانين. هناك قانون بناء السجون، مشروع قانون تخصيص إعتماد، مشروع قانون لإنتاج طاقة بقوة سبعمئة ميغاواط، مشروع قانون لعودة المواطنين العاديين من إسرائيل، وأقصد المواطنين الذين توجهوا إلى إسرائيل بعد العام 2000، مشروع قانون لتقديم التعويضات للذين كانوا مسجونين في سوريا سياسيا، ولا أقصد هنا الذين إرتكبوا الجرائم، مشروع قانون تصحيح فوارق التعويضات التي لم يدفعها السنيورة في سلسلة الرتب والرواتب، مشروع قانون زيادة الرواتب للقضاة، وغيرها الكثير من مشاريع القوانين التي ستتم دراستها في جلسة الغد. قمنا بدراسة كل هذه الأمور مع أسبابها الموجبة وخصوصا القوانين التي مر وقت طويل على تقديمها. هذا وقد أظهر لنا النائب إبراهيم كنعان أن هناك قانونا يتعلق بالسجون، قدمه وزير الداخلية منذ العام 1996. كما أنه تم طلب إعتماد في العام 2009، وفي العام 2010 تمت الموافقة عليه، وحتى الساعة لم تبن السجون وقد "فطس" المساجين، وبتنا الآن مضطرين على تشريع قانون يخصم لهم 25% من مدة عقوبتهم. أعتقد أنه يكفي أن نرى هذا المسلسل الإهمالي من قبل الحكومة ومن قبل جميع المسؤولين في مجلس النواب لنعلم لم لم يتم إقرار هذا القانون حتى الآن، ونحن الآن قمنا بتقديمه. أما بالنسبة للطاقة، فلا داعي لأن أتكلم في الموضوع، فجميعكم تعيشون مشاكلها. نواب التكتل سيطالبون بهذه القوانين في جلسة مجلس النواب في الغد وسيدافعون عنها في حال جوبهت بالإعتراض.

حوار

ثم أجاب عون عن أسئلة الصحافيين:

سئل: منذ أسبوع تقريبا، عادت الأحداث في سوريا لتعلو من جديد، وكل التحليلات اليوم تقول إن سوريا تتجه إلى الحرب، خصوصا بعد عودة التصعيد في الموقف التركي وبعد سحب ثلاث دول عربية سفرائها من سوريا بعد الأحداث التي شهدتها منطقة حماه. كيف تصف هذه التحولات؟

اجاب: أعتقد أن هذه الأمور هي من وسائل الضغط على سوريا، ولكن لم أر سوريا تؤذي أحدا على الحدود التركية. هل حصلت أي أحداث من قبل سوريا على الحدود التركية ضد تركيا؟ لا أعتقد. ولا حتى ضد أي من الدول العربية. ما يحصل هو عكس ذلك، فالتدخل يحصل من الخارج إلى الداخل السوري. سوريا لا تتدخل بأحد. أعتقد أن هذا جزء من محاولات الضغط على سوريا لترضخ للمطالب الدولية وليس للقيام بالإصلاحات، لأن الإصلاحات إنتهت ولا تحتاج إلا للاقرار وهذا يأخذ القليل من الوقت، إذ يجب أن تتم كتابة الدستور بتأن لأنه ليس مجرد كلمات على ورق، فيجب أن تتم مناقشته كما أنه بحاجة لـ"referendum" لكي يتم إقراره وكل ذلك يحتاج للوقت. لا يمكن الإعتقاد أن هذا الموضوع يتم فقط من خلال توقيع. يطالبون بأمور كثيرة ولكن هدفهم واحد. مطلوب من سوريا الرضوخ لأربعة مطالب دولية، وهي قطع العلاقة مع إيران، قطع العلاقة مع حزب الله، قطع العلاقة مع حماس، والدخول في مفاوضات مع إسرائيل، وإلا ستتعرض للتصدي من كل العالم. من هي الدول التي تتصدى لسوريا اليوم؟ يطلقون عليها تسمية دول الإعتدال. دول الإعتدال هي الدول التي تسير في خطة السلام مع إسرائيل، بالإضافة إلى تركيا وهي الدولة التي قصف بحاروها من قبل إسرائيل، وقد طلبت منها إعتذارا على ذلك ولكنها لم تحصل عليه، وبالرغم من ذلك لم تتأثر العلاقة بين تركيا وإسرائيل أبدا. لقد تعودنا على هذه اللعبة الدولية ونستطيع قراءتها جيدا، والمشكلة تكمن في اللعبة الدولية وليس بسوريا أو بالشعب السوري. وكما قلنا في تصريحنا الأول عن تمنينا بأن تقوم الحكومة السورية بالإصلاحات دستورية وقانونية، رأينا أن هذه الإصلاحات مقترحة، إذ أن الدستور كان مقترحا، كما أن قانون الأحزاب كان مقترحا وكذلك الأمر بالنسبة لقانون الإعلام وقانون الإنتخاب وغيرها من القوانين، وعندما باتت جميع هذه القوانين جاهزة، فإنتقلوا للمطالبة بإسقاط الرئيس، فحملوا السلاح، وقد ظهر ذلك جليا في الصور التي تم إلتقاطها على جسر الشغور، وهي صور المدنيين "القديسين" الذين يدافعون عنهم (ساخرا). نحن في المؤسسة العسكرية نقوم بدروس عسكرية عالية، وجزء من دروسنا يتكلم عن الإعلام الحربي، ما يعني أن أثناء الحرب، الولايات المتحدة وأوروبا وكل هذه الدول لا تحترم الحقيقة في الإعلام، إذ يتحول إعلامها إلى إعلام عسكري حربي، ولها الحق بطرح الشائعة التي تريد، بالأسلوب الذي تشاؤه، فالمهم هو ضعضعة العدو. واليوم، الدول الغربية هي بصدد محاربة سوريا، والمؤسف في الأمر أنها تحاربها بدم سوري وتقوم بكل ما يضرب معنويات الشعب السوري وما يحرضه على بعضه البعض، وهذا الأمر يجب أن ندركه، لذلك نحن أقل تأثرا مما نسمعه ونراه. كل الذين ذهبوا من لبنان إلى حماه قالوا إنهم لم يشهدوا إطلاق قذيفة واحدة من أي دبابة، وإن دخولهم المدينة قد تم بسرعة هائلة أيضا. إذا، كل ما نسمعه بالإذاعات وغير الإذاعات قد لا يكون دقيقا، فالناس المتوجهون إلى سوريا يقولون إنها هادئة وإنه لا مكان للمشاكل... فأين دمشق وأين حلب وأين كل هذه المدن من المشاكل؟! قد تسمعون أن هناك حوادث في حمص، ولكن الأمر هو في حي واحد منها مع حي آخر والجيش يقف في الوسط، وقد ذكرنا هذا المشهد بمشهد عين الرمانة - الشياح.

إذا لا وجود لما هو خطر داخل سوريا، بل ما هو خطر هو ما يلعب خارج سوريا من خلال الإعلام والضغط المفتعلين. نحن يهمنا عندما نتحدث عن أهمية الإصلاحات الدستورية وعن أهمية عودة الشعب إلى الهدوء أن يكون هناك إستقرار في سوريا، لمصلحة الشعب السوري في الأساس، لأنه من جهة هو الذي يموت في المعركة وليس نحن، ومن جهة أخرى، لا نكون مرتاحين إن لم تكن سوريا مرتاحة، فكما كانت هي قلقة ودخلت إلى لبنان، فهكذا سيحصل بعدها إن تتطور الأمر.

إذا نحن نتمنى أن يهدأ الوضع بسرعة وأن يعودوا لرشدهم، فهؤلاء لا يمثلون الشعب السوري، فحتى لو نزل إلى الشارع 100 ألف سوري، كم يمثلون من مجمل عدد السوريين؟ إذا، فليعودوا إلى صندوق الإقتراع، لم العودة إلى صندوق الخرطوش؟! هناك صندوق اقتراع، ومن خلاله يستطيعون أن يثبتوا أنفسهم. لو طلبت دول العالم من سوريا إشرافها على الـ"Referendum" أو على الإنتخاب إن تم بطريقة صحيحة أم لا، عندها سنتفهم ذلك ونعتبره طلبا معقولا، ولكن أن تقوم هذه الدول بالقتل والذبح والشغب، فهذا لا يتناسب مع علمنا نحن، ونحن من الذين يعلمون حقيقة ما يحصل.

سئل: لقد اعتدنا أنه قبل كل حرب عالمية تشهد الولايات المتحدة والدول الأوروبية أزمة مالية، واليوم هناك إنهيار في الأسواق الأميركية والأوروبية، إلام يؤشر هذا الموضوع سياسيا في العالم؟

اجاب: هذه الحادثة موجودة أصلا تاريخيا، دائما هناك ظاهرة الهبوط الإقتصادي الكبير والحرب التي تليه، ولكن هذه المرة لم تقدر الحرب على أن تصلح الموضوع، ففي العام 2001 كانت هناك أزمة كبيرة في البورصة، فحصلت أحداث 11 أيلول 2001 في البرجين في نيويورك، ولا يزال وقوعها سرا حتى الآن، إذ ليس معروفا إن كان للقاعدة مسؤولية فيها وإلى أي مدى، وهناك الكثير من الوقائع التي بدأت تظهر. لقد حصلت الحادثة وحصلت الحرب، ولكن الحرب لم تأت بالنتائج المرجوة، ولم يكن "البيدر كما توقع أن يكون من قام بالزرع"، وقد غرقوا أكثر؟ هم يقومون بالحرب في الدول العربية من خلال ضرب الإستقرار فيها. ولكن الفرق هو أن هذه المحاولات لن تولد الإستقرار، ولا يمكنها أن تولد حكما مواليا لأميركا، لأن الأنظمة التي سقطت كانت كلها مدعومة أميركيا واستغلتها أميركا حتى آخر رمق منها. خلال استغلالها إياها، نشأ حقد شعبي كبير، وتوجه قسم منه نحو الأنظمة، وقسم آخر نحو أميركا "العرابة". والآن تتغير الأنظمة، صحيح أنها لم تصل بعد إلى مرحلة الإستقرار ولا تزال في مرحلة الفوضى، الفوضى التي تخرب وليس البناءة.. ولكن بعد هذه المشاكل التي تحصل، لن ينشأ أي نظام لمصلحة أميركا، لأن هناك أشخاصا في الدول العربية يفهمون اللعبة ويدركون من بارك نظام حسني مبارك، ويدركون من دعم زين العابدين بن علي، ويدركون مع من كان علي صالح، ويدركون مع من كان القذافي.. كلهم يعرفون كيف كانوا يتعاملون مع أميركا وأوروبا. إذا، الموضوع ليس بهذه السهولة. ولكن، علينا أن نعلم أنه كما تولد أحداث كهذه الحروب، قد تسقط إمبراطوريات. إذا هي تسبب حروبا ولكنها تسقط إمبراطوريات أيضا. ولو كان رأس أميركا بقدر قوتها، لتمكنت من أن تقوم بالعجائب، ولكن الحمدلله هي بجسم فيل ولكن برأس عصفور.

سئل: كيف ترى اليوم إبلاغ لبنان المحكمة الدولية عدم إمكانيته تسليم أي من المتهمين الأربعة الذين تسلم أسماءهم؟

اجاب:كنت أتوقع أن يحصل ذلك، لأنه منذ أكثر من عام، يقولون إنهم سيصدرون القرار الظني ولقد نشرت الأسماء في الصحف، فكم سيكون بسيطا أو أكثر من بسيط من سينتظر صدور القرار الظني ليطلبوه بعد ذلك إلى التوقيف؟ طبعا سيكون قد ذهب إلى مكان ما وتخفى ولا يعرف أين هو.

سئل: بكل صراحة، هل تبسيط الأمور في سوريا والدفاع عن النظام، هو لأنكم حلفاء...؟

اجاب: (مقاطعا) لست أدافع عن النظام أبدا، أنا أدافع عن المنطق، منطقي الشخصي. سوريا ليست بحاجة إلي لأدافع عنها. تطرحون السؤال بطريقة خاطئة، فأجبر على تصحيحه لأنني لا أجيب عن أسئلة كهذه. ما أقوله هو ما أعرفه، وأدعو الشعب السوري إلى العودة إلى الهدوء تأمينا لمصلحته، وقد كررت ذلك أكثر من مرة على التلفزيون. نحن مررنا بتجربة السبعينيات، ومن الأفضل ألا يقوم السوريون بما قمنا به. يجب أن يتنبهوا حتى يصلوا إلى تفاهم بين بعضهم البعض. إذ لا يمكن لأي شعب أن يفني نفسه.

من جهة أخرى، نحن لم عدنا إلى سوريا؟ لقد انتهت الحرب وإنتفت أسبابها، وعدنا وأقمنا علاقات جيدة مع سوريا، هذه هي قناعاتي السياسية. لا يمكن أن تقوم بحرب إبادة ضد قسم معين من الشعب وأن تنتقل بهذه الوسيلة العنفية من حالة إلى أخرى. الدولة إن عادت وجمدت الوضع، فهي تعفو، ولكن هنا نرى أن أحدهم يدمر الآخر. فكيف سيعفو؟ وعمن سيعفو؟ إذا هذا ليس سلوكا تغييريا، إنما سلوك فوضوي، وهذا ما أقوله، ناهيك عن أن الإرهاب يأتي من جهة المنظمات وليس من جهة الدولة.

سئل: هناك ثلاثة آلاف قتيل.

اجاب: من أعطاك الإحصائيات؟

سئل: كل منظمات حقوق الإنسان..

اجاب: أي منظمات؟ من هم هؤلاء الأجراء؟ ألم نكن نحن واقعين تحت حرب داخلية؟ ماذا كانوا يقولوا عنها؟ حرب أهلية؟.. من كان مشترك فيها؟ من أين أتى لواء عين جالوت؟ ولواء اليرموك من أين أتى؟ ولواء القادسية من أين أتى؟ قيادة منظمة التحرير من أين أتت؟ أليس من الأردن، ومن سوريا، ومصر؟ ويقولون حربا أهلية، أليس كذلك؟ من هم هؤلاء؟ الذين أتوا ورأوا الإنتخابات كلها حريرية، كانت حريرية بكل معنى الكلمة، فقالوا عنها إنها رائعة وديمقراطية، فيما كل العالم تكلم عن أكثر من مليار دولار صرفت في لبنان ضدنا في الإنتخابات.

هل انتقد أحد منهم نزاهة الإنتخابات؟ لا الG8، لا الG12، ولا الG20.. ولا مجلس الأمن، ولا روسيا.. أوليست روسيا صامتة أيضا، وصمتها هذا هو نوع من التواطؤ والتورط، فتقول كلمة لرفع العتب بين الحين والآخر؟

مصالح هؤلاء ليست إلى جانبنا، إذ أنها تكون بسحقنا، نحن دول الشرق الأوسط. ويستطيعون أن يأذوننا أكثر عندما يضربون وحدتنا ويلعبون بنا كما فعلوا في السابق، وكما يفعلون الآن في كل الدول العربية.

سئل: في الشأن الداخلي، هل أنت خائف بأن يقوم النائب وليد جنبلاط بإعادة بعثرة الأكثرية الجديدة وفرط الحكومة؟

اجاب: (ضاحكا) من يقدر أن يلعب هذه اللعبة، فليلعبها. لا يقصرن أحد بما يقدر أن يقوم به. ليقم كل واحد بما يفيد مصلحته.

سئل: هناك كلام للواء أبي جمرا يقول فيه إن مسألة كنيسة السيدة في لاسا هي مسألة قانونية، وإن تسليمك لمفاتيحها من قبل حزب الله ما هو إلا مناورة لأجل الكسب الإنتخابي في إنتخابات العام 2009. ما تعليقك على هذا الأمر؟

اجاب: هل إنتزعها أحد منهم؟ هل تعرفون كيف هو هذا المصلى أو هذه الكنيسة؟ من المعيب أن نتحدث بالموضوع. القصة أصبحت رمزية وانتهت. هل عاد وانتزعها أحد منهم؟

الكنيسة يشملها المسح. لا وجود للأزمة في لبنان، وجميعهم يحاولون إلهاء الشعب بأمور أخرى، حتى أميركا تلعب اللعبة وتقوم بإلهاء الشعب عن نفسها، وهي تنحدر الآن بقوة، ولا تزال تتحدث عن حقوق الإنسان في سوريا فلتتدارك نفسها أولا.

 

حكومة ترفد "الشبيحة"!

عبد الوهاب بدرخان/النهار     

هناك نبذ عربي ودولي متزايد للنظام السوري، فما عساها حكومة لبنان فاعلة، هل "تنأى بنفسها"؟ ومع تقلّص الاحتمالات الى: انهيار النظام او وقوع سوريا في فوضى طويلة الامد، هل "تنأى بنفسها" ايضا؟ شرعية نظام بشار الاسد تتآكل، في الداخل والخارج، فهل تضيف الى شرعية حكومة نجيب ميقاتي ام تقزّمها؟ لا احد يعارض مبدأ عدم التدخل اللبناني في الشأن السوري، لكن هل عدم التدخل يعني قبول المجازر التي يرتكبها النظام "انقاذاً" لنفسه؟ لا، انه يعني بالنسبة الى هذا النظام ان تكون حكومة رافدة لـ"الشبيحة".

طوال الاسبوع الماضي كان واضحا ان تغييرا في الموقف العربي يسير باتجاه تصاعدي، بعد الاقتحام الارهابي لمدينة حماه، ومثله الموقف الدولي، لكن حكومة لبنان كانت لديها مشاغل اخرى. قبل ذلك، اهتمت العواصم المعنية كافة بـ"الفلاشات" التي اطلقها وليد جنبلاط، وبعدها بالموقف الذي اعلنه سعد الحريري. كلاهما اطلق ناقوس انذار. لكن حكومة لبنان قرأتهما بذهنية داخلية ضيقة، وبثرثرات المماحكة، والتموضع، ثم ما لبثت ان اظهرت لبنان في مجلس الامن باعتباره دولة صفرا على الشمال، اي غير جديرة بان تكون في هذا المحفل الدولي في تلك اللحظة. لبنان جدير، حكومته غير جديرة.

اول من امس الاثنين كان يوما عربيا مختلفا بالنسبة الى دمشق، نطق الصامتون السابقون لأنهم لم يعودوا قادرين على بلع جرائم النظام او السكوت عنها. كان الموقف السعودي واضحا وحاسما، بعد المصري والكويتي، وبعد بيان مجلس التعاون الخليجي، وقبل بيان الجامعة العربية. بدأ السفراء يغادرون. اجراءات اخرى ستتبع. تحرك دولي اكبر قيد التبلور. وفي بيروت تحدث رئيس الحكومة لتبرير "النأي بالنفس"، ولم يكن اللبنانيون بحاجة الى شرح زائد ليفهموا ان الحكومة منحازة الى نظام دمشق. حاول ميقاتي وضع الموقف السعودي في سلة واحدة مع سعي النظام السوري الى اخماد الانتفاضة. قال انه مع "الحوار" (في ظل المجازر) وصولا الى "اصلاحات" فاستقرار "لتتمكن سوريا من لعب دورها في محيطها و... في العالم". كل هذه التركيبات الانشائية لا تهجس الا بـ"الدور" السوري. لكن ماذا ستفعل هذه الحكومة اذا تلاشى ذاك "الدور" او ضعف او تغيّرت وجهته – وهذا متوقع -؟ هنا لن تستطيع ان "تنأى بنفسها" وانما ستنأى هي نفسها. في بضعة ايام نجحت الحكومة في وضع لبنان على هامش العالم العربي والمجتمع الدولي، لتمضي قدما في خطفه في غياهب التحالف السوري – الايراني. ولأن الاصعب لا يزال امامنا، فمع حكومةٍ رهينةِ شبيحتها، يمكن التأكد بانها ستقود البلد الى كنف العربدة الايرانية عبر "حزب الله" وحلفائه، طالما ان سوريا ستبقى منشغلة بأوضاعها. وللاسف سيزيد انكشاف البلد وتعرضه للمخاطر. هناك من لبس قبعة الانقلاب آملا بالغطاء السوري، فإذا به يفوز بالغطاء الايراني.

منذ اللحظة الاولى، لم يكن لاي فريق سياسي في لبنان ان يراهن الا على الشعب السوري، وعلى مستقبل العلاقة معه. هذه هي البوصلة الوحيدة الصالحة الآن، لا بوصلة المجازر. ولحسن الحظ ان مزيدا من اللبنانيين يجهرون بتضامنهم مع الشعب السوري. اما الحكومة فبئس المصير.

 

عن فجيعة "ممانعة"

نبيل بومنصف/النهار

تشكل "عقيدة" إنكار الواقع وتكذيبه في مقلبها الحقيقي الوجه الآخر للاستخدام المفرط للعنف، وكلاهما يتناسل من سليقة الاستقواء على الآخر المخالف وقمعه. وقد مني لبنان قبل سوريا بانفجار هذه السليقة وارتداداتها المدمرة في نهايات صيف 2004 حين قرر النظام الأمني السوري – اللبناني التمديد للرئيس إميل لحود، ضارباً عرض الحائط ارادة لبنانية عارمة ونشوء مناخ دولي جديد قرّر وضع حدّ حاسم للوصاية السورية على لبنان.

ولا ترانا في حاجة إلى الإبحار في الصفحات الأخرى والحلقات المتسلسلة التي أعقبت تلك المواجهة باعتبار أن حبرها لم يجف تماماً بعد عن الكثير من الرواسب الحيّة الى يومنا هذا، وخصوصاً مع ملف الاغتيالات الماثل عبر المحكمة الدولية. لكن عاملاً ملحّاً يستدعي التذكير بما لا يحتاج الى إنعاش الذاكرة هو الخشية على الرئيس نجيب ميقاتي والقوى الوسطية في الحكومة من أن تذهب بجريرة "صقور" الممانعين في سياسة تفريخ الملفات الهادفة الى استعادة حالة قمعية في مواجهة المعارضة كلما توغل تورط النظام السوري في المأزق القمعي ضد الثورة السورية. ونقول القوى الوسطية لأن ثمة شرائح لبنانية، قد لا يكون صوتها مسموعاً، لا تزال تتوسم سياسات معتدلة عبر التمايز بين الرئيس ميقاتي وحلفائه على رغم انتفاء هذه المعايير بالنسبة الى قوى 14 آذار. وما دام هذا التمايز قائماً في حدوده الدنيا، ليس ثمة مصلحة فعلية في إهماله وعدم توظيفه أقله في استمرار التعويل عليه وعدم الاكتفاء بالحالة المعارضة وحدها لمنع استحضار تجربة بائدة كلفـت لبنان ما كلفته ولا تزال.

والحال أن ثمة ما يشي بتنامي هذه السليقة فعلاً مع معالم التمجيد التي يطلقها بعض "الفريق الممانع" لنشوة الحسم العسكري في سوريا، وتجاهل حمامات الدم الجارية هناك. وإذا كان بعض ما يتكرر في سلوكيات حزبية نافرة بازاء تظاهرات التأييد للشعب السوري في بيروت حصراً يشكل الدلالة الثابتة على نهج قمعي متأصل، فإن استنباط ملفات وتسريبات وابتداع أنماط موروثة من ذكرى 7 آب والكثير مما تبعها لا يشير إلاّ الى ابتلاء بعض لبنان بآفة العجز عن روية الشمس في عزّ الظهيرة. وغني عن البيان أن تحكّم سليقة كهذه بالحكومة والسلطة والحكم الآن، ومع ما تشهده سوريا في حقيقته، هو الفجيعة بعينها التي يتوجب على الوسطيين أن يحاذروها. فبعض الخطاب السياسي لهذا الفريق أشبه بمحجر سياسي يرفض الاعتراف بكل ما يلهج به العالم سواه، مما يعني أن مأزق الحكومة هو منها وفيها أولاً وأخيراً.

 

المحضر السري للقاء الأخير بين رفق الحريري ووليد المعلم (3)

الجمهورية

الحريري لـ المعلم: لم تعاملوني كصديق إنما يا إنت معنا يا ضدنافي الحلقة الثالثة من المحضر السري للقاء الأخير الذي عقد بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في قريطم قبيل استشهاده عام 2005، كشف الرئيس الحريري للمعلم " أن سوريا لم تعاملني كصديق، بل على أساس " يا انت معنا أو ضدنا". وقد أبلغ إلى المعلم "رسميا" أنه "سيستقيل مع نوابه إذا أقر القانون في المجلس النيابي". وفي وقت أقرّ المعلم أن "القلوب صارت معباية مع فرنسا"، حذره الحريري من أن موضوع الوجود السوري مطروح، فماذا ستفعلون؟" هنا نص الحوار في جزئه الثالث:الأربعاء 10 آب 2011 الحريري: هناك نقطة لم أفهمها، اتصل فاروق (الشرع) بموراتينوس الخميس صباحا .

المعلم: موراتينوس اتصل بفاروق وطلب منه تأجيل الجلسة 24 ساعة، هكذا قال لي.

الحريري: كان فاروق الذي اتصل بموراتينوس، ولا مصلحة في الكذب لأن ما حصل هو سبب معظم المشكلة، وقال له نحن نحاول التوسط مع الفرنسيين ولا يستجيبون، ونريد مساعدتك فقال موراتينوس أنا حاضر. فقال فاروق نحن من جانبنا لا نسير في التمديد في مقابل أن توقف فرنسا وأميركا قرار مجلس الأمن، على أن نتفاهم سوية بعدها على شخص رئيس الجمهورية ونبحث في الوضع اللبناني.

المعلم: والله أنا عندي خبر إن العكس هو الذي حصل.

الحريري: يخبر موراتينوس الفرنسيين ويُنقل الأمر إلى أميركا وغيرها من الدول، لقد علمت بهذه التفاصيل لاحقا، وقد ردّت 10 بلدان بالموافقة، في هذه الأثناء غيّر فاروق رأيه، وأبلغ إليهم أننا لا نستطيع وقف جلسة مجلس النواب، "بدكن تحكو مع نبيه"، فتحدثوا إلى نبيه، حتى لا يقولوا إن سوريا هي التي تتحكم بالموضوع، طلع نبيه "بهدل" موراتينوس وعقد جلسة في اليوم التالي وصوتنا مع التمديد ولم أكن أعلم بما حدث.

لماذا حصل ما حصل، كان القرار سيقف. هل اعتقد السوريون أنه لا يمكن إصدار قرار في مجلس الأمن، فوافقوا نهارا وعارضوا ليلا، لا أريد جوابا.

المعلم: لا أملك جوابا، انا استلمت هذا الموضوع حديثا، وقد أتيت لأتعلم.

الحريري: أنت أستاذ، ما هذا الكلام؟

المعلم: أقولها بصراحة، لا يمكن أن أتصور دورا إيجابيا سوريا في لبنان من دون الحريري ولا يمكن أن أتصور علاقة دبلوماسية خارجية تضر فرنسا، ماذا يجب أن نفعل الآن؟ فرنسا "تركلي ياها على جنب"، فهي صارت بعيدا "وصارت القلوب كتير معباية". ما يهمني هو أنت وبشار الأسد، لا شيء آخر نهائيا. ما الخطوات التي يجب اتخاذها لتزدهر هذه العلاقة مجددا من دون أجهزة.

الحريري: الأمور في البلد ذهبت بعيدا، لا يمكن إعادتها إلى ما كانت عليه من خلال cosmetic situation . لا رغبة لدي في أن أصبح رئيسا للحكومة، ويمكن أن تأخذ وعد شرف من رفيق الحريري، ويمكن أن تقول لي "إنت مش رجال إذا غيّرت"، لن أصبح رئيسا للحكومة إلا إذا قال لي بشار ذلك. وهذا الأمر يشكل ترجمة للقول إن لبنان لا يحكم ضد إرادة سوريا، لكن في الوقت نفسه أنا أريد أن أكون رئيسا للحكومة "en plein pouvoir" ... وليس أن أكون رئيسا للحكومة وأكثرية مجلس الوزراء ضدي.

تقتضي مصالح البلدين أن نحدّدها معا ونتفق عليها معا، لا أن تعيّن سوريا "الكبير والصغير" في البلد. وأنا لم أصل إلى مرحلة "حاطط راسي براس بشار الاسد"، هذا كلام "فاضي"... إضافة إلى ذلك، نبني على هذه النظرية "لنخرب بيتنا وبيت العالم"، لماذا؟ لماذا لم يرسل في طلبي ويسألني حقيقة ما حصل.

المعلم: هذا ما كان يجب أن يحصل.

الحريري: لكنه لم يحصل، لم يستشرني في رغبته بالتمديد، لكنت أعطيته رأيي وسرت في رأيه. قال لي قرّرت، "وما تجاوبني، فكر ورجاع رد". هذا الكلام حصل بيني وبينه.

المعلم: صادق.

الحريري: أسمع كلاما عن أن حسني مبارك قال له (للأسد) إن شيراك قال له (لمبارك) أنني قلت لشيراك أنه "حطلي الفرد براسي"، (الأسد) أنا لم أقل ذلك. ممكن أن يكون شيراك قال هذا الأمر لحسني مبارك، لكن هذا تعبير يستعمله الأجانب ويعني انه فعل أمرا ما غصبا عنه.

هل هناك أحد في العالم لا يعرف أنني ضد التمديد وأنني قبلت بالتمديد غصبا عني. كما أن جماعتكم تقول، عندما يسألوهم لماذا تتعاطون بهذا الأسلوب مع الحريري وهو سار معكم في التمديد، "ليش هوي مدّد بخاطرو، مدّد غصبا عنه".

المعلم: يا عيب الشوم.

الحريري:...أنا أعرف أن سوريا ستتأذى من هذا الموضوع، لكنها لم تسألني ولم تسمع مني ولم تعاملني كصديق، إنما عاملتني على أساس "يا إنت معنا يا ضدنا" ...دعني أسألك سؤالا يا وليد، لو كان هذا الملف في يدك، ألم تكن لترسل في طلبي وتسألني عن الموضوع؟

المعلم: طبعا.

الحريري: لكن أحدا لم يتصل. فنحن لسنا أطفالا، كنت اتصلت وقلت لي، يا أبو بهاء، هناك أشخاص "زعران" وراء هذا الموضوع، ونحن لا نصدق، كيف يمكن أن تساعدنا في هذا الموضوع؟ لكن هذا الأمر لم يحصل.

المعلم: في الفترة الأخيرة، كان فاروق "مستلم كل شي".

الحريري: ...ما المطلوب مني؟ عندما يأتي إلي سفير هذا البلد أو ذاك ويقول لي السوريون يتكلمون هكذا، ماذا أفعل، هل أتصل بكم، لن أفعل. "ما بدا شي"، لماذا وليد المعلم أو فاروق أو مندوبك هنا لم يأت إلي ويقول يا أبو بهاء لم نعد نريدك رئيسا للحكومة، لكنت قدمت استقالتي في ربع ساعة. رأيتم كيف بعد التمديد، عندما قال لي رستم "مش ماشي الحال"، قدمت استقالتي، ماذا حصل هل أصدرت بيانات ونظمت مظاهرات؟ بقيت صامتا أربعة أشهر.

المعلم: وهذا الأمر أسجله لك.

الحريري: لا أريد ان تسجله لي. فلم أقم بهذا الأمر عن ذكاء. أنا أتصرف هكذا.

المعلم: طبعا ذكي.

الحريري: أكيد ذكي، وإلا لما وصلت إلى هنا. لكن لم أخطط لتركيبة.

المعلم: كيف سنعالج الموضوع، لا شك لدي في نظافتك.

الحريري: يجب أن يعرف الأخوان أننا نقدرهم ونحترمهم لكننا نحترم أنفسنا أيضا، فنحن تعرضنا للإهانة بكرامتنا وكل شيء. لماذا؟ لنفرض جدلا أن رفيق الحريري فعل هذا الأمر، لماذا تغير الآن وهو معنا منذ 25 عاما، لم يسألوا أنفسهم هذا السؤال. والكلام "الفاضي" الذي قيل عن أن مروان حمادة وغسان (سلامة) زاروا الحريري في سردينيا ووضعوا القرار 1559، من يقول هذا الكلام كأنه يقول نحن حاولنا قتل مروان حمادة، وهذه إحدى مشاكلكم مع وليد جنبلاط، "لأنو واصلّو كلام" إن مروان حمادة ذهب إلى سردينيا وكتب القرار 1559 مع الحريري. مروان حمادة لم يزر إيطاليا عام 2004 . "يا حرام الشوم".

المعلم: هو رجل وطني، أليس وليد جنبلاط رجلا وطنيا؟

الحريري: لماذا وصل وليد جنبلاط إلى هذه المرحلة؟

المعلم: له أسبابه.

الحريري: ما هي هذه الأسباب؟

المعلم: هناك سوء تصرفات في السابق لكن لا يجوز أن تستمر.

الحريري: لكنها مستمرة لا يمكن لسوريا أن تبني سياستها بناء على تقارير مخابراتية...في النتيجة، هناك العلاقة الشخصية بيننا وبينكم، وهناك الموضوع العام في البلد. لا يمكن أن تتصرفوا بعد اليوم على أساس "نيّمنا" المخابرات ووضعنا وليد المعلم في الواجهة، "هيدا الموضوع ما حدا قابضو".

المعلم: أعرف.

الحريري: إضافة إلى أن لا شيء يمنع أن "يفشلكم" الآخرون وبسهولة لأن هناك مصالح كبرى. لا يمكن أن تتخيل الوضع الحاصل، هناك مصالح مالية كبرى وقد دخلت الدول الكبرى في الموضوع لتلعب بيننا. موضوع الوجود السوري مطروح، فماذا ستفعلون؟ هل ستستمرون بالاستماع إلى فلان وفلان، هذا لن يحل القضية.

اتفاق الطائف، مقسوم إلى قسمين، قسم مرتبط بالعلاقة بين لبنان وسوريا، وقسم بالإصلاحات التي تشكل ضمانا. أثناء وجودي في الحكومة وأثناء حكومة سليم الحص، أعطي رئيس الجمهورية صلاحيات لم يكن يتمتع بها قبل اتفاق الطائف، وصرنا اليوم في موضوع القضاء (قانون الانتخاب) وهو سيؤدي إلى انتهاء اتفاق الطائف والعودة بالبلد إلى ما قبل العام 1975. إذا اعتمد القضاء مع التقسيم الراهن لبيروت سيأتيني بعدد نواب لم أكن أحلم به في حياتي، وأنا سأنزل في كل الأماكن التي يمكن أن أنزل فيها وأعتقد أنني سأربح، لكن إذا ربح رفيق الحريري سيخسر البلد وأنا لا أريد أن يحصل هذا الأمر.

المعلم: لهذا أنت مع المحافظة؟

الحريري: أنا لا أقول أمرا لا مصلحة لهم فيه، إذا كانت بيروت محافظة واحدة فأنا سأربحها بكاملها لكن إذا اعتمد القضاء فسأربح نوابا في الجنوب والبقاع والشمال، أما إذا اعتمدت المحافظة لا قدرة لي على ربح نواب في الجنوب والبقاع، نجاحي في الجنوب صفر وفي البقاع بسيط جدا، لكن حظوظي كبيرة مع القضاء أنت تعلم أن الشهادة بالقانون يفعلها رفيق الحريري أمام العالم بأكمله. إذا قلت إن القانون جيد، فالعالم كله سيقول أنه جيد،... وإذا قلت أنه عاطل ... سيقولون عاطل، هل لديك شك في الموضوع؟

المعلم: أنا شخصيا كلا

الحريري: ... إذا أقر القانون في المجلس النيابي، سأستقيل أنا ونوابي وأنا أبلغك رسميا.

 

عون للبنانيين: إذا أردتم كهرباء فاذهبوا واحتلوا مجلس النواب وأنا معكم

نهارنت/رأى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أن "هناك حالة لاوعي مرفوضة في رئاسة الحكومة، وعند بعض الوزراء والنواب"، داعيا "الشعب اللبناني" الى إحتلال مجلس النواب في حال أراد كهرباء. وقال عون أمام وفد من الـ" RPL": "هناك أجهزة أمنية وإدارية ونواب متآمرين وهذه برسم وزير العدل الذي لديه حق المساءلة، وإن ليس له الحق فليقول لنقوم بواجباتنا ونرفع دعوى على القضاء". وإذ لفت الى أن "هناك بعض الوزراء تعوّد على تسييس الخدمات"، قال عون "هذا الأمر مرفوض"، موضحا "هناك قاعدة متبعة تقول إن النواب يحددون الخدمات العامة في المناطق ونحن لا نقول إنه يجب أن لا يقوم أحد بخدمات خاصة، وإنما الخدمات العامة نحن نحددها ولا يتم توزيعها كما يريدون".

وأضاف:" نحن مستعدين للمشكل مع مين ما كان، لأن قاعدتنا قويّة ولا نستمد قوّتنا من أي دولة خارجيّة، وفي ضمير كل نائب صوّت اليوم على التأجيل هناك 12000$ في الدقيقة".

وتوجه عون الى اللبنانيين بالقول:"إذا بدكن كهرباء نزلوا احتلوا مجلس النواب". وأكد أن وزير الطاقة(جبران باسيل) لا يقوم بالتصرف بالأموال وإنما يلزم حسب شروط التلزيم ومع شركات دوليّة"، مضيفا: "مش مسموح لسارق وحرامي أن يتكلم عن الشفافيّة وملفه موجود في نهب الأموال، وأنا قلت المرّة الماضيّة أن بذة الموالاة ديّقة عليّ ويمكن أن تتمزّق الآن".

 

لقاء حزب الله والجماعة الاسلامية:تأكيد على دور المقاومة بتحصين مستقبل الأمة

نهارنت/أكد "حزب الله" و"الجماعة الاسلامية" على "دور المقاومة في تحصين مستقبل الأمة وفي حماية أوطاننا من التهديدات العدوانية وفي تعميق ثقافة النهوض وتحمل المسؤولية التاريخية في مثل هذه المرحلة الدقيقة". استقبل رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد إبراهيم أمين السيد وفدا قياديا من الجماعة الإسلامية برئاسة رئيس المكتب السياسي الحاج عزام الأيوبي. وتناول المجتمعون، بحسب بيان صدر عن العلاقات الاعلامية في حزب الله "الشأن اللبناني خصوصا وما يدور في منطقتنا عموما". وهنأوا العالم العربي والإسلامي بحلول شهر رمضان المبارك وسألوا الله أن يعيده على بلدانهم بالاستقرار والوحدة والمنعة أمام ما يكيده المستكبرون من فتن تريد أن تسقط منطقتنا بالفوضى والتناحر لمصلحة الكيان الصهيوني ولمزيد من السلب لخيراتنا والنهب لثرواتنا".

 

الجبهة الشعبية" خطفت الاستونيين خطأً وهناك مخطط لتخريب سمعة لبنان

 نهارنت/اكد المفاوض الرئيسي الذي تم تكليفه من قبل دولة "استونيا" لفتح خط غير رسمي لمعرفة مكان وجود المخطوفين الاستونيين في لبنان وإطلاق سراحهم، ان "الجبهة الشعبية القيادة العامة" برئاسة احمد جبريل هي الجهة الخاطفة وذلك عن طريق الخطأ، مشيرا الى ان "هناك على الأقل جهة أخرى مكلفة من أشخاص خارجيين إجراء عمليات الخطف".

ولفت المفاوض، الذي رفض الكشف عن اسمه، الى ان عملية الخطف تمت "عن طريق الخطأ، اذ ان الهدف الأساسي كان خطف أشخاص من التابعية الأميركية بالمرتبة الأولى ومن بعدهم التابعية الفرنسية ومن ثم الإنكليزية، فهذه الجنسيا الثلاث المطلوبة من دتاخل الجبهة"، مشيرا الى ان الهدف من خطفهم في اعتقاده مادي وسياسي في آن.

وقال في حديثه الى صحيفة "الشرق" ان فريق المفاوضين السريين احتاج الى حوالى 3 أسابيع لمعرفة المعلومات كافة التي كانت بحوزة الحكومتين اللبنانية والاستونية وجهات أخرى، مضيفا انه كان لدى الفريق "ثلاثة احتمالات عن الجهة الخاطفة من بينها الجبهة الشعبية"، رافضا الافصاح عن الجهتين الأخريين".

واكد ام "حزب الله" لم يكن ضمن الجهات الثلاث، "انما الجهة الرابعة على اللائحة، التي تأكدنا لاحقا من أن لا علاقة له بتاتاً، بل هو أكد بعض معلوماتنا التي تدين الجبهة الشعبية، وهو مصدر موثوق".

ولفت المفاوض السري انه بعد المحادثات مع جميع الجهات اللبنانية الطائفية والحزبية والمؤسسات وكل من يمكن أن يكون لهم علاقة بكافة الخلفيات وحتى لأشخاص يعملون في التجارة أو تهريب السلاح والمخدرات وغير ذلك، توصلنا الى مرحلة مؤكدة بنسبة 90 في المئة ان الجبهة الشعبية هي الجهة الخاطفة".

واشار الى ان المفاوضات غير المباشرة "تمت عن طريق أشخاص معينين من لبنان وجهات أخرى مجاورة وغير مجاورة للبنان، مثل بعض الاشخاص من الضفة ورام الله، لكونه فصائل فلسطينية تربطهم علاقة احترام ببعضهم".

واكد ان المفاوضات كانت تجري مباشرة مع احد الموكلين من الجبهة الشعبية، وهو محام رفض الافصاح عن اسمه، اضافة الى الاتصالات المباشرة مع احمد جبريل الذي قال "بالعربي الفصيح: الجماعة عنا ونحنا خطفناهم"، واضاف انه من باب التبرير قيل للمفاوضين ان "الأستونيين من أصل يهودي، وهذا ما ننفيه نفيا قاطعا".

ولفت المفاوض الى انه "أثناء خطفهم تم نقلهم من مكان الى آخر أربع مرات متتالية، وقضوا 44 يوماً من الأيام الـ 113 التي كانوا مخطوفين فيها في سورية". ولم يشأ لامفاوض الرد عن سؤال يتعلق بما اذا كانت قد دفعت فدية وما قيمتها، مكتفيا بالرد "لا تعليق".

واذا اكد ان "لبنان لا علاقة له بالدفع وفي حال كهذه فالبلد الذي خطف مواطنوه هو الذي يدفع"، اشار الى ان هناك "مخطط كبير يحاك للبنان والمطلوب خطف أميركيين فرنسيين وانكليز وبغض النظر عن الأسباب فإن ذلك سيخرب سمعة البلد ويخلق فلتاناً أمنياً يؤثر على اقتصاده"، نبه من ان هذا الوضع سيؤدي الى "عمد الفرنسيون أو السوريون مثلاً للقول نحن من يستطيع أن يمسك بزمام الأمور وبالأمن في لبنان، ويعمدون الى التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية"،

ولفت المفاوض الى ان "المعاملة كانت جيدة الى حد ما والمسؤول عن الفريق الخاطف كان اسمه "أبو الفهد"، واكد على ان السوريين كانوا على علم بالأمر وصار تسهيل أمر خروج ودخول الأستونيين من والى لبنان وتم ادخال الأستونيين الى سورية عن طريق المصنع من غير أي اعتراض ولكن سورية لم تتدخل لأسباب خاصة بها"

واشار الى ان "الفرنسيون علموا بعدما علم الأستونيون وكل ما فعلوه هو إحضار المخطوفين بواسطة سيارة خاصة بهم"، مؤكدا ان "جماعة الجبهة الشعبية بقيت مرافقة لهم حتى لحظة وصولهم الى السفارة الفرنسية ولم يفصح عن إطلاق الأستونيين إلا بعد وصولهم الى السفارة رغم تسريب معلومات الى إحدى الجهات الاعلامية التي هي نفسها من أطلق الشائعات".

 

مدارس الجنرال

 موقع تيار المستقبل

الجنرال ميشال عون يرفض أي حوار حول سلاح حزب الله، ويريد حوارا حول الاستراتيجية الدفاعية. هو جنرال ويحب التخطيط الاستراتيجي، وربما يريد أن يثبت للمجتمعين من أمثال الرئيس السابق أمين الجميل جهلهم بالتخطيط الاستراتيجي، فالرئيس الجميل رئيس وليس جنرالا. لكن الجنرال عون المحب للتخطيط الاستراتيجي، يعرف أيضا شؤونا أخرى تعصى على مجموع اللبنانيين. يقول أن الاعتداء على قوى الأمن في الدول الديموقراطية يوجب تدخل الجيش، ويدعو أصحاب الرؤوس الحامية من المدافعين عن الشعب السوري أن يعفوه من ضجيجهم. الديموقراطيات تبيح التعبير عن الرأي لكنها لا تبيح الشغب. (انتهى الاقتباس من الجنرال، مع أن القارئ سيعرف أن الاقتباس انتهى لأن سياق هذه العجالة سيكون أضعف متنا وجزالة من أقوال الجنرال الفصيحة والبليغة). وحيث ان الشعب السوري يمارس شغبا على نظامه وجب على النظام أن يؤدبه. ونقول للشعب السوري مقتبسين مرة أخرى عن الجنرال: حذار من النظام. النظام الذي لا يغفر ولا يسامح المتطاولين على أمن الشعب السوري وديموقراطيته المزدهرة، ويمس بكراماته أفرادا وجماعات. الجنرال عون دقيق في كلامه. النظام يدافع عن الشعب في سوريا ضد المتطاولين على كراماته والعابثين بأمنه. أما واقع أن القتل لا يحصل في سوريا إلا حين يتدخل الجيش والأجهزة الأمنية في مدينة ما لتأديب العابثين بالأمن، فهذا يحصل بمحض الصدفة ولا علاقة للمنطق به. إذ يحدث أن العابثين بأمن السوريين لا يستفيقون على رغبتهم بالعبث إلا حين تدخل دبابات الجيش أحياء المدن، فيحصل القتل. لم يعد في وسعنا نحن، الذين بلغ بنا العمر عتيا أن نوازي الجنرال عون علما ونفاد بصيرة. إنما نتوجه إليه راجين ان يدلنا على المدارس التي حصل فيها علومه لعلنا نفيد أولادنا.

 

شاهد الزور..

إيلي فواز/لبنان الآن

لمن سخرية الاقدار ان يكون منزل ميشال عون ملاصقا لبيت الدكتور شارل مالك. شارع فقط يفصل بين سقف اوى رجلا ساهم في وضع شرعة حقوق الانسان العالمية عام 1948 ورفع اسم لبنان عاليا بين عمالقة الفكر واجلسه فاعلا ومؤثرا بين ممثلي القوى العظمة، وسقف ياوي من يصر على وضع لبنان في صف واحد مع دول الارهاب والاجرام، ويجلسه جنبا الى جنب مع جزاري القرن.

انه من المؤسف حقا ان تطل شرفة منزل الدكتور مالك على باحة رجل يصرح من دون خجل ان مسألة حقوق الانسان هي مجرد عنوان تجاري يستعمله الغرب. الجنرال الهارب عام 1991 من قصر بعبدا الى السفارة الفرنسية، تاركا جيشه يقاتل على الجبهات، لم يكن ليشك للحظة ان فرنسا قد تتخلى عنه او تسلمه للسلطات اللبنانية، لاسباب تتعلق تحديدا باحترامها حقوق الانسان مع العلم ان في ميزان المصالح الفرنسية كان حافظ الاسد يساوي اكثر بكثير من جنرال مهزوم وفار. ومع ذالك تمسكت فرنسا به واستضافته ودفعت من خزينتها تكاليف اقامته وحراسته على مدى 15 سنة، تماما كما اوت غيره من المنفيين كالامام الخميني مثلا. فهل كانت حقوق الانسان في الغرب حينها اكثر نبلا؟

طبعا كلام الجنرال عن حقوق الانسان في عظة الثلاثاء الماضي، مقدمة ليبرر استخدام العنف من قبل النظام البعثي ضد شعبه لانه يعتبر اولا ان المظاهرات الشعبية في سوريا ليست سلمية وليست بريئة، وثانيا ان لا مبرر لاحترام تلك الحقوق طالما الغرب لا يقيم لها وزنا. 

الجنرال لا يرى في استمرار الثورة بالرغم من الابادة التي يتعرض لها الشعب السوري، او في ادانة مجلس الامن للاوضاع في سوريا، او في وتيرة تصاريح قادة دول العالم المتصاعدة ضد الاسد، علامات نهاية النظام، كما لا يظن ان السكوت في الحالة الراهنة هي من ذهب، بل على العكس تماما هو مصر في الاسراف بالكلام عن سوريا والدفاع عنها واعتبار ان ما يجري هناك مجرد مؤامرة غايتها "الضغط على النظام للسير وفق مصالح أميركا واسرائيل".

ولكن اليست هي سوريا الاسد نفسها التي افتخر الجنرال بمحاربتها فيما مضى؟ اليس هو النظام السوري الفاسد نفسه الذي عمل عون من منفاه الباريسي على فضح نواياه تجاه لبنان وافعاله المجرمة تجاه شعبه، في كل دوائر القرارات الغربية التي استقبلته واستمعت اليه؟ اليس هو الجنرال ذاته الذي يعتد بكونه وراء استصدار قانون "محاسبة سوريا" في الكونغرس الاميريكي عام 2003؟ فما الذي تغير في شكل النظام وممارساته حتى تتبدل نظرة الجنرال ويصبح في غفلة من اشرس المدافعين عنه؟

يقول بعض مفسري تصاريح الجنرال، انه يراعي بموقفه هذا وضع المسيحيين في سوريا، والسؤال هل يمكن ان يكون الجنرال قلقا على مستقبل المسيحيين اكثر من المعارضين السوريين المطالبين برحيل بشار امثال جورج صبرا وميشال كيلو وغيرهما كثر؟ وهل يجب من اجل المحافظة على مليون مسيحي ابادة عشرون مليون سني؟ اليس هناك من خيار اخر للمحافظة على تنوع سوريا واقلياتها سوى الديكتاتورية ونظام المخابرات؟ 

على كل الاحوال ما لا يعرفه الجنرال هو انه شاهد زور على اكبر ثورات القرن، والتي ستتحول رمزا عالميا للنضال من اجل الحرية بوجه القمع والاجرام. سوريا ستتخلص من الطغاة الذين تحكموا بها على مدى سنين غير ابهين بحق الفرد في الحياة والحرية والكرامة الانسانية، ولكن متى يتخلص اللبنانيون من الطغمة الديماغوجية العمياء التي تتلاعب بمصيرهم؟ حتى ذالك الحين دعونا نعتذر من اهل حماه وضحايا درعا وقتلى دير الزور والرستن وادلب وحمص وكل مدن سوريا الثائرة، عما يفعله ويقوله السفهاء منا.

 

عون والنظام السوري.. كلّ منهما يستأهل الآخر! 

'إنه لا يفقه شيئاً، لكنّه يتوهم أنه يعرف كل شيء. هذا مؤشر أكيد لمستقبل سياسي'! 

خيرالله خيرالله/موقع 14 آذار

من علامات الزمن السيء التحالف القائم حاليا بين النظام السوري من جهة والعضو المسيحي في مجلس النوّاب اللبناني ميشال عون. انه تحالف قديم ظهر الى العلن في الاعوام الستة الماضية ولكن في صيغة جديدة. عون لم يتغيّر قيد انملة. كان اداة سورية ولا يزال اداة سورية. قد يكمن الفارق بين وضعه الراهن وما كان عليه في الماضي في انه كان اداة غير مباشرة يستخدمها النظام السوري لتحقيق مآربه في لبنان، في حين صار الآن اداة عند الادوات السورية والايرانية تحرّكه كدمية بعدما صنعت له كتلة نيابية تضم مجموعة لا بأس بها من اتفه التافهين والانتهازيين واشباه الامّيين. ربما كان عون يعتبر ذلك ترقية تليق بحامل رتبة عسكرية، رتبة جنرال، لم يذق يوما سوى طعم الهزائم الاّ حين كان مطلوبا الانتصار على اللبنانيين، خصوصا المسيحيين منهم، عن طريق افقارهم وخسارة ارضهم وتهجيرهم من وطنهم وتمزيق وطنهم الصغير...

خلاصة الامر ان لا فارق بين الدور الذي لعبه عون عندما كان في قصر بعبدا وفي مرحلة ما قبل دخوله القصر في العام 1988 من جهة وبين الدور الذي يلعبه هذه الايّام من جهة اخرى. في الفترة التي امضاها في قصر الرئاسة اللبناني كرئيس لحكومة مؤقتة مهمتها محصورة في انتخاب رئيس للجمهورية خلفا للرئيس امين الجميّل التي انتهت ولايته، فخرج من الرئاسة في الوقت المطلوب خروجه منها، بدا همّ القائد السابق للجيش اللبناني محصورا في كيفية الوصول الى رئاسة الجمهورية باي ثمن كان. حتى لو كان ذلك على جثث مسيحيي لبنان ومسلميه الذين تسبب بتهجير عشرات الآلاف منهم خلال وجوده في قصر بعبدا.

قبل ذلك، اي قبل ان يخوض حربه مع "القوات اللبنانية" التي كانت وقتذاك ميليشيا وليس حزبا سياسيا كما الحال الآن، اطلق مدافعه في اتجاه المناطق الاسلامية في بيروت فتسبب بقتل اطفال ورجال ونساء ابرياء في منطقة اليونسكو في بيروت وغيرها من المناطق.

اثلج هذا التصرف الارعن صدر النظام السوري الذي لم يكن يفوت فرصة لتشجيع كل من يساعد في زيادة الشرخ بين المسيحيين والمسلمين او بين المسيحيين انفسهم حتى لو كان ذلك بواسطة دبابات وذخائر حصل عليها ميشال عون من صدّام حسين. كل ما كان مطلوبا هو ان يستمر ميشال عون في ممارسة جنونه. وعندما لم تعد لديه ذخيرة يستخدمها ضدّ المسيحيين والمسلمين، تولت دمشق عن طريق عملائها المعروفين في لبنان تزويده بالذخائر والمحروقات كي يتابع حروبه العبثية. فعل ذلك، الى ان حان موسم القطاف، فدخل السوريون قصر بعبدا ووزارة الدفاع في الثالث عشر من تشرين الاول- اكتوبر 1990 بفضل عبقرية ميشال عون الذي فرّ الى مقر السفارة الفرنسية متخليا عن الجنود والضباط الذين كانوا يواجهون القوات السورية الزاحفة في اتجاه منطقة بعبدا. تخلّى حتى عن افراد عائلته الذين التقطهم ضابط سوري دخل قصر بعبدا بعد فرار الجنرال الشرس منه!

قبل ذلك، في خريف العام 1989، تخلّص السوريون، كنظام طبعا، من الرئيس المنتخب الشهيد رينيه معوض بعدما منعه عون نفسه من الوصول الى قصر بعبدا بما يوفّر حدّا ادنى من الحماية لشخصه. كان الهدف السوري واضحا وقتذاك. كان يتمثل في الاتيان برئيس خاضع لدمشق خلفا لرينيه معوّض، الذي يمتلك شخصية قوية وعلاقات عربية ودولية، والتأكيد لكل من يعنيه الامر ان اتفاق الطائف ينفّذ حسب القواعد والشروط السورية فقط وليس اتفاقا بين اللبنانيين يحظى بغطاء عربي ودولي.

في السنة 2011، يستمر ميشال عون في حروبه على لبنان. انه ممثل في حكومة "حزب الله" التي وُضع على رأسها الرئيس نجيب ميقاتي. يكاد القائد السابق للجيش اللبناني ان يحتكر التمثيل المسيحي في الحكومة التي فرضها المحور الايراني- السوري على لبنان عن طريق ميليشيا مسلحة مذهبية لا هدف لها سوى الحاق لبنان بايران.

في ظل هذا المشهد المحزن، فأنّ مثل هذا الوجود العوني في الحكومة، وهو وجود تابع لـ"حزب الله"، لا يمكن الاّ ان يطمئن احرار لبنان الذين اخرجوا القوات السورية من الاراضي اللبنانية بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط- فبراير 2005.

تكفي عودة الى احداث الماضي القريب للتأكد من المواقف التي يتخذها ميشال عون تدعو الى التفاؤل في المستقبل. فالرجل لم يتخذ يوما موقفا صائبا. كل رهاناته كانت رهانات خاطئة. راهن على الاسرائيليين في العام 1982 ثم راهن على السوريين في عهد امين الجميّل وذهب الى حدّ كتابة عبارة انه "جندي في جيش حافظ الاسد" في مناسبة زيارته لدمشق يوما. راهن بعد ذلك على صدّام حسين. وكان النظام السوري المستفيد الاوّل من ذلك الرهان.

الان، بات معروفا جيدا كيف انتهى نظام صدّام حسين في العام 2003. وبات معروفا جيّدا كيف سينتهي النظام السوري الذي يعتمد على اشخاص في مستوى ميشال عون وما شابه ذلك. ربّما كان النظام في دمشق يعتمد في رهانه على قول مأثور لجورج برنارد شو ينطبق تماما على النائب المسيحي اللبناني: "انه لا يفقه شيئا، لكنّه يتوهم انه يعرف كل شيء. هذا مؤشر اكيد لمستقبل سياسي"!

يبدو رهان النظام السوري على ميشال عون ورهان ميشال عون على النظام السوري بمثابة رهان على لذيذين. لا لشيء سوى لان الجانبين لا يمكن الا ان يخرجا خاسرين نظرا الى انهما ينتميان الى عالم آخر. وهذا في مصلحة احرار سوريا واحرار لبنان في آن. المسألة مسألة وقت لا اكثر. سوريا تمتلك شعبا عظيما لا يمكن ان يقبل باقلّ من استعادة كرامته وحريته. هذا ما لم يفهمه عون يوما وهذا ما لا يستطيع ان يفهمه اشباه الاميين في المنطقة.

ما الذي يمكن توقعه من نظام سوري في مواجهة يومية مع شعبه، نظام لا يدرك حتى ان زمن الاصلاحات ولّى وان ليس امامه سوى الرحيل... وان زمن القتل من دون حساب لم يعد من هذا الزمن؟

وما الذي يمكن توقعه من قائد سابق للجيش اللبناني يبرر اغتيال ميليشيا مذهبية مسلحة لضابط طيار في الجيش اللبناني اسمه سامر حنّا لمجرد ان حلق في طائرة هليكوبتر فوق الاراضي اللبنانية؟

ليس كافيا ان يحصل ميشال عون على ترقية كي يتحسن اداؤه السياسي في سبيل تدمير لبنان والقضاء على مؤسساته. لا يزال اسمه مرتبطا بالهزائم والكوارث التي تسبب بها للبنان واللبنانيين. ربما من حسن حظ لبنان هذه المرة انه دخل في حلف معلن مع النظام السوري. فعل ذلك بعدما بدا ان النظام انتهى بسبب رفض الشعب السوري له اوّلا. لايشبه حلف ميشال عون مع النظام في دمشق غير ذلك الذي اقامه في الماضي مع مغفل اسمه صدّام حسين لم يعرف يوما شيئا عمّا يدور في هذا العالم وعن توازنات القوى فيه وفي المنطقة. هنيئا لميشال عون بالترقية التي حصل عليها وحولته من اداة الى اداة لدى الادوات. انها ترقية يستحقها بالفعل. وهنيئا للنظام السوري به ذلك ان كلا منهما يستأهل الآخر بالفعل...