المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 02 آب/11

رومة الفصل 8/1-17/حياة الروح

فلا حكم بعد الآن على الذين هم في المسيح يسوع، لأن شريعة الروح الذي يهبنا الحياة في المسيح يسوع حررتك من شريعة الخطيئة والموت. وما عجزت عنه هذه الشريعة، لأن الجسد أضعفها، حققه الله حين أرسل ابنه في جسد يشبه جسدنا الخاطئ، كفارة للخطيئة، فحكم على الخطيئة في الجسد ليتم ما تتطلبه منـا أحكام الشريعة، نحن السالكين سبيل الروح لا سبيل الجسد. فالذين يسلكون سبيل الجسد يهتمون بأمور الجسد، والذين يسلكون سبيل الروح يهتمون بأمور الروح. والاهتمام بالجسد موت، وأما الاهتمام بالروح فحياة وسلام، لأن الاهتمام بالجسد تمرد على الله، فهو لا يخضع لشريعة الله ولا يقدر أن يخضع لها. والذين يسلكون سبيل الجسد لا يمكنهم أن يرضوا الله.  أما أنتم فلا تسلكون سبيل الجسد، بل سبيل الروح، لأن روح الله يسكن فيكم. ومن لا يكون له روح المسيح، فما هو من المسيح. وإذا كان المسيح فيكم، وأجسادكم ستموت بسبب الخطيئة، فالروح حياة لكم لأن الله برركم. وإذا كان روح الله الذي أقام يسوع من بين الأموات يسكن فيكم، فالذي أقام يسوع المسيح من بين الأموات يبعث الحياة في أجسادكم الفانية بروحه الذي يسكن فيكم. فنحن يا إخوتي علينا حق واجب، ولكن لا للجسد حتى نحيا حياة الجسد.  فإذا حييتم حياة الجسد تموتون، وأما إذا أمتم بالروح أعمال الجسد فستحيون. والذين يقودهم روح الله هم جميعا أبناء الله، لأن الروح الذي نلتموه لا يستعبدكم ويردكم إلى الخوف، بل يجعلكم أبناء الله وبه نصرخ إلى الله: أيها الآب أبانا. وهذا الروح يشهد مع أرواحنا أننا أبناء الله. وما دمنا أبناء الله، فنحن الورثة: ورثة الله وشركاء المسيح في الميراث، نشاركه في آلامه لنشاركه أيضا في مجده.

 

عناوين النشرة

*تعرّض لدورية درك في لاسا وارغامها على مغادرة المكان

*لوائح الاتهام قد تصل في نهاية الامر الى نصرالله وبشار الاسد

*استنفارات واسعة بعد تبادل اطلاق النار بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي في الوزانية

*النهار الكويتية":إسرائيل تخطط لحرب لبنان "الوشيكة" كانتقام "دموي واسع النطاق"  

*المسيحيّون مجدّداً /حازم صاغيّة

*الشيخ قاسم: إذا أرادوا أن يبرروا عجزهم في السلطة بالحديث عن السلاح فهم أحرار

*دير المخلّص في بلدة جون الشوفية يحيي اليوبيل المئوي الثالث لتأسيسه وهو مستمرّ بشعار رهبانه "الله في وسط الدير فلن يتزعزع" 

*السنيورة: سنواجه الانقلاب والانقلابيين كما واجهنا مؤامرة الاغتيال  

*صدمة دولية.. والخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: دمشق تشن حربا شاملة/أوباما يتوعد بعزل الأسد * الحريري: لا يمكن أن نبقى صامتين * هيغ: القمع لن ينهي الأزمة

*موقع "14 آذار": نجل الشيخ محمد يزبك معتقل لدى حزب الله... وابو تراب في ايران و50 عنصر القي القبض عليهم منذ 4 أشهر وابلغ اهلهم أنهم في دورات تدريبية!  

*الضاحية والحريات في عين العاصفة/علي الأمين

*وكيليكس/الجمهورية/لبنان بلد عبور للكوكايين والهيرويين من خلال لبنانيين في أميركا الجنوبية

*معارضون سوريون في الجزائر: 110 أطفال قتلوا منذ بدء الثورة

*أوباما توعده بالعزل/الأسد يُغرق سورية في الدم

*وجاء دور الجيش السوري الحر/داود البصري/السياسة

*في الدولة السورية المنشودة/غسان المفلح/السياسة

*جنبلاط يقاتل وحيداً لدَرء شبَح المواجهات/فادي عيد/الجمهورية

*آل ضو في القريّة يندّدون بقتل عماد ونجله ويستغربون "شائعات لا تمتّ إلى الحقيقة"

*كشف المعتدين على "اليونيفيل" أو تلويح بالانسحاب

*قلق ديبلوماسي حيال الوجهة المقبلة للوضع الداخلي/عوامل تصعيد تهدّد ضمانات الاستقرار/روزانا بومنصف/النهار

*سوريا.. سقط النظام/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

*ضرورة التغيير في سوريا وخصوصيته/منذر خدام/الشرق الأوسط

*حاكم العراق الإيراني/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*سوريا والتحول نحو التطرف/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*ممانعة على مين/ موقع تيار المستقبل

*إحتفال عيـد الجيش الـ 66 وتقليد السيوف للضباط

*رئيس الجمهورية التقى جعجع وقهوجي والغفري

*الراعي: يأمل توحيد القوة والقرار السياسي/انتشار السلاح لا يرتاح له كل الشعب

*اجتماع في دار الفتوى وخلوة بيــن قباني ورئيس الحكومة

*الكتائب هنأت الجيش واستنكرت الاعتداء على اليونيفيل: نأمل ان يأتي يوم يبسط فيه الجيش من دون شريك سلطة الدولة

 

تفاصيل النشرة

 

 

تعرّض لدورية درك في لاسا وارغامها على مغادرة المكان

بيروت اوبزارفر/تعرضت دورية من الدرك في بلدة لاسا بجرد جبيل امس الاحد، من قبل اشخاص وصلوا في ثلاث سيارات ذات زجاج داكن.

وعلى اثر التعرض غادرت دورية الدرك البلدة، التي كانت قد توجهت الى ورشة المواطن ياسر المقداد، الذي كان قد اوقف عن البناء لخرقه "اتفاق بكركي"المتعلق بوقف كل اعمال البناء لمدة شهرين. فأبرز المقداد رخصتين من بلدية لاسا واتحاد بلديات جبيل استحصل عليهما بناء على افادة عقارية من المختار، وبعد وصول السيارات الثلاث همت دورية الدرك بمغادرة المكان، وتابع المقداد العمل في الورشة. في المقابل، اجتمعت لجنة اهالي جرد جبيل بالمطران منجد الهاشم وطالبته بنقل هواجسهم الى مجلس المطارنة الموارنة الذي ينعقد الاربعاء المقبل وطلبهم الوحيد استكمال اعمال المساحة فوراً في المنطقة من دون مهلة الشهرين، واحالة الاعتراضات على قاضي السجل العقاري لبتّه.

 

لوائح الاتهام قد تصل في نهاية الامر الى نصرالله و بشار الاسد

بيروت اوبزارفر/أبدت أوساط دبلوماسية غربية في بيروت اعتقادها ان "المحكمة الدولية ستشكل مادة اساسية من مواد الصراع السياسي في المنطقة للمرحلة المقبلة". وهمست لصحيفة "الديار" بأن "أسماء كثيرة سترد وان استثمارها شعبيا وبالتالي سياسيا سيكون من ابرز الاهداف المرسومة". وانطلاقا من ذلك توقعت المصادر أن "يجري رمي الكثير من الاسماء تباعا وفي أوقات مدروسة لتصل في نهاية الامر ربما الى امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد". وبحسب "الديار" فإن "هذه الاوساط تدرك جيدا بأن مضمون القرار الاتهامي والذي سينشر قريبا، لا يحمل قرائن الادانة وفق المفهوم القضائي للكلمة لأي من الاسماء الاربعة التي جرى استعداؤها. لكن المتطلبات السياسية تبقى اكثر من معطيات التحقيق". وأشارت الأوساط الدبلوماسية الى أن "مسار المحكمة الدولية لن يكون سريعا بل على العكس بطيئا وطويلا كونه يجب ان يترافق مع استثمار سياسي له على مستوى المنطقة".

وبالنسبة الى لبنان تحديدا فتبدو الاوساط واثقة من ان "المرحلة الحالية لن تكون مرحلة سعد الحريري لا بل ان الرهان الغربي هو على الرئيس نجيب ميقاتي كونه قادراً على ملامسة الملفات الشائكة بشكل مرن وهو قادر اذا تمكن من وضع خطة متكاملة لانتزاع زعامة الطائفة السنية لكن لهذا الامر شروط

 

استنفارات واسعة بعد تبادل اطلاق النار بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي في الوزانية

نهارنت/تسجل في هذه الاثناء استنفارات واسعة بين الجيش اللبناني واليونيفيل من جهة وجيش الاحتلال الاسرائيلي من جهة ثانية، وذلك في اعقاب الخرق الاسرائيلي الذي نفذته قوة مشاة اسرائيلية قوامها 15 عنصرا لمسافة حوالي 50 مترا باتجاه منتزهات الوزاني. وفي تفاصيل نقلتها الوكالة الوطنية للاعلام، فقد اطلق جيش الاحتلال النار بشكل عشوائي باتجاه محيط الوزاني والمنتزهات وباتجاه موقع الجيش اللبناني عند الطرف الشرقي لبلدة الوزاني، ورد الجيش اللبناني باطلاق الرشقات الرشاشة. وقد استمر الاشتباك نحو ربع ساعة ارسل بعدها جيش الاحتلال تعزيزات على مرتفعات الوزاني قدرت بنحو 10 آليات و100 عنصر بينها 3 دبابات ميركافا وناقلات جند. ونشرت قوات اليونيفيل حوالى 15 آلية مدرعة على طول الخط الممتد من العباسية حتى الوزاني فيما تسجل حالة استنفار لدى الجيش اللبناني. اعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان أنه "عند الساعة 5.50 من صباح اليوم، عبرت دورية قوامها 15 عنصراً من جيش العدو الإسرائيلي نهر الوزاني متخطين المنطقة المتحفظ عنها لبنانياً والخط التقني لمسافة 70 متراً تقريباً. تصدت لها قوى الجيش المتمركزة في المنطقة، وحصل تبادل إطلاق نار، حيث انسحبت الدورية المعادية عند الساعة 7.25 من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصر الجيش". واشارت الى ان وحدات الجيش لا تزال في حال الاستنفار لمواجهة أي طارئ، وتجري متابعة الحادث بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. واكدت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي، لوكالة "فرانس برس" حصول حادث عسكري في المكان الا انها لم تؤكد اصابة اي جندي لبناني كما اعلنت مصادر عسكرية في وقت سابق.من جهته نفى مسؤول عسكري لبناني اصابة جندي لبناني بنيران اسرائيلية. وقالت المتحدثة الاسرائيلية "في وقت مبكر من صباح اليوم (الاثنين) تعرضت دورية اسرائيلية تقوم بجولة روتينية قرب الحدود لاطلاق النار من جهة لبنان". واضافت المتحدثة "تم ابلاغ قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفل (قوة حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان) بالحادث". واكدت ان "الجيش الاسرائيلي سيدافع عن السيادة الاسرائيلية والمدنيين الاسرائيليين"، من دون اعطاء ذكر مزيد من التفاصيل.

وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان "مصلحة اسرائيل تقضي بالابقاء على الهدوء عند الحدود". واكد مسؤول في الجيش اللبناني ان دورية اسرائيلية عبرت "الخط الازرق" على بعد 30 مترا. واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان الجنود اللبنانيين اطلقوا عيارات تحذيرية، ما ادى الى انسحاب الجنود الاسرائيليين الذين فتحوا النار باتجاه الجنود اللبنانيين بدون ان يسفر ذلك عن اصابات. وحددت الامم المتحدة الخط الازرق بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان في ايار 2000 بعد احتلالها لمدة 22 عاما لتكون هي الحدود.

وتاتي حادثة اطلاق النار هذه بعد عام من حادثة اطلاق نار عند الحدود الاسرائيلية اللبنانية ادت الى مقتل جنديين لبنانيين وصحافي ومسؤول اسرائيلي كبير.

 

"النهار الكويتية":إسرائيل تخطط لحرب لبنان "الوشيكة" كانتقام "دموي واسع النطاق"  

نقلت "النهار الكويتية" عن مجلة "فورين بوليسي" الأميركية توقعها اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله؛ مؤكدة أنها "ستكون أوسع نطاقاً وأكثر دموية من حرب عام 2006".

وأرجعت هذا التوقع إلى بحوث ميدانية واسعة النطاق في لبنان تغطي الاستعدادات العسكرية للجانبين، مؤكدة أنه "خلال السنوات الخمس التي انقضت منذ مجزرة قانا الثانية وانتهاء الحرب فإن الحدود بين الجانبين نادرا ما يسودها الهدوء ويدرك كلا الجانبين أن احتمال تجدد النزاع مازال مرتفعاً ويقومان بتحديث أسلحتهما وتكتيكاتهما تحسبا لجولة أخرى من الحرب".

 

السيحيّون مجدّداً

حازم صاغيّة/لبنان الآن

حين قام "نظام الوصاية" في لبنان، بين 1990 و2005، صير إلى تهميش المسيحيّين. يومها شاركت في التواطؤ مع الوصاية، وأفادت منها، الأطراف الفاعلة في الشطر المسلم من دون استثناء: من "حزب الله" إلى رفيق الحريري ومن وليد جنبلاط إلى نبيه برّي. وحتّى بعد سقوط "نظام الوصاية"، جاء "التحالف الرباعيّ" تعبيراً عن القابليّة المسلمة لاستئناف التهميش المسيحيّ في ظروف مختلفة. هذه التجربة السوداء شكّلت، على الأرجح، السبب الأبرز في إنتاج الظاهرة العونيّة، وفي بحث أكثريّة ضيّقة من المسيحيّين اللبنانيّين عن مخرج وهميّ، شعبويّ وديماغوجيّ، من إحباطهم. ذاك أنّ النتيجة التي استخلصوها آنذاك تفيد أنّ "الشراكة الوطنيّة" زعم خالص، وأنّ "الشركاء" كلّهم مستعدّون للتضحية بهم والاستغناء عنهم، بل تحقيق أكبر النفع الممكن الذي ينجم عن تهميشهم. وشعور كهذا لا بدّ أنّه أوقظ فيهم بعض النائم والمكبوت من أفكار وذكريات: فما حصل ما كان ممكن الحصول لولا شيوع ثقافة أكثريّة، ضاربة الجذر في الماضي، وراسخة التجاهل للآخر المختلف. وهذا التجاهل يمكن الاستدلال عليه بعدد لا يُحصى من الخيارات الكبرى في تاريخ لبنان الحديث، حيث لم يُلتفت مرّة إلى ما يريده المسيحيّون.

أغلب الظنّ أنّ هذه المرارة فاضت على مسيحيّي لبنان إلى مسيحيّي سوريّا، وكان للطفرة التلفزيونيّة في العقود الأخيرة أن عزّزت هذا الفيضان. ثمّ جاءت محنة المسيحيّين العراقيّين بعد سقوط صدّام ونظامه في 2003، تدفع في الاتّجاه إيّاه. لكنْ في سوريّا نفسها، عملت المصادرة المديدة للحياة السياسيّة على تخيير المسيحيّين، أو هذا ما تراءى لأكثريّتهم، بين عسكر أقلّيّ وشبه علمانيّ يحافظ عليهم، وقوى إسلاميّة، إلى هذا الحدّ أو ذاك، تبدّدهم. والآن، وبعد انتصار الثورة المصريّة، تبدو أوضاع الأقباط المسيحيّين في مصر مدعاة للقلق، وسبباً إضافيًّا لإدبار المسيحيّين عن الثورات.

هذه اللوحة السوداء تستند إلى كثير من الحقائق، فيما تنمّ حقائقها عن تراكيب مستبدّة وضئيلة التسامح، بعضها يقيم في تكويننا العصبيّ وثقافاتنا التي لم تتعرّض للإصلاح، وبعضها الآخر ناتج عن أنظمة عسكريّة كبتُها لعب دوراً ملحوظاً في مفاقمة التعصّب عموماً. لكنّ الحقيقة التي تغيب عن هذا التحليل وعن الاستخلاصات التي تُبنى عليه أكبر من سائر الحقائق وأهمّ: إنّها المستقبل. فحين يبالغ المسيحيّون في وضع قضيّتهم المحقّة في وجه القضايا المحقّة لشعوبهم يكونون كمن يُخرج قضيّته من دائرة الحقّ ويتبرّع بها للاستبداد والطغيان. وهذا ما يُفقد الهمّ المسيحيّ في المشرق، وهموم الأقليّات استطراداً، تفوّقها الأخلاقيّ. لكنّه، إلى ذلك، يسهم في مضاعفة الأسباب التي تهدّدهم، أمنهم ووجودهم. ففي سلوكهم هذا سيزداد المتعصّبون ضدّهم تعصّباً، وستزداد في المجتمع جرعة الإسلاميّة التي يتخوّفون منها. وفي المقابل، سيعمل دعمهم العسكر السوريّ على إطالة عمر الاستبداد، ومن ثمّ إطالة عمر الكبت الذي يقوّي الاسلاميّين ويفيدهم.

ولا بأس بالتذكير، على جبهة أخرى، بأنّ الحكم العسكريّ السوريّ هذا هو أكثر ما غيّر وأوهن لبنان، الذي يتغنّى المسيحيّون بخصوصيّتهم فيه وخصوصيّته عندهم.

لقد حفل تاريخ الثورات بالدعوات والمحاولات الآيلة إلى التوفيق بين مطالب فئويّة وقطاعيّة (أقليّات، مرأة الخ.) ومطالب الأكثريّات الشعبيّة. وما من مكابرة في القول إنّ محاولات كهذه تنطوي على مخاطرة يؤكّدها نجاح بعض تلك المحاولات وفشل أخرى. لكنّ الحاسم أنّ في وسع الصوت الأقليّ أن يؤثّر في الحصيلة العامّة: فإذا غلّب تطلّعه الديموقراطيّ والتعدّديّ المنفتح على المستقبل والمهجوس ببناء وطن للجميع، كانت النتيجة شيئاً، وإذا غلّب الفجور المتولّد عن ذاكرة الماضي وأحقاده، كانت النتيجة شيئاً آخر. والأقليّات تملك الشيئين معاً.

 

الشيخ قاسم: إذا أرادوا أن يبرروا عجزهم في السلطة بالحديث عن السلاح فهم أحرار

لفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أنه" لولا انتصار تموز، لكانت إسرائيل تغتال في كل يوم عدداً من الأشخاص وتداهم عدداً من القرى وتعتقل عدداً من الأشخاص، وتهيئ للتوطين وللحل السياسي الذي يريحها، بل يمكن أن تهيئ أيضاً لإقامة مستوطنات في جنوب لبنان والبقاع الغربي، ولكن الذي كفَّ يد إسرائيل هو ردع المقاومة".

الشيخ قاسم وفي حفل اقامه قطاع الجبل في الحزب لمناسبة ذكرى الانتصار قال إن إنجاز المقاومة سنة 2006 أثبت ضرورتها، والآن لا يستطيع لبنان ان يستغني عن مقاومته، لأنها سببٌ لعزه وكرامته، وسبب لردع إسرائيل من أن تعتدي عليه، وسبب لحماية أرضه من أن تكون مسرحاً للتوطين أو للمستوطنات الإسرائيلية في داخل لبنان، ولذلك اليوم المقاومة تحولت إلى ضرورة". وأضاف: "نحن وازنّا بين المقاومة والعمل السياسي في الداخل، اعتبرنا أن السلاح موجه ضد إسرائيل، وأن في الداخل سنعمل وفق آلية النظام المعتمد، ونحن متقبلون أن نعمل ضمن التركيبة الداخلية بقوانينها وبحسب النظام المعتمد لبنانياً، لذا دعايات الضغط بالسلاح يدحضها الأداء الذي أدَّته المقاومة، وأداء حزب الله، انسجاماً مع احترام المؤسسات الدستورية وقواعد النظام اللبناني". وتابع: "أسقطنا حكومة (الرئيس سعد) الحريري بحسب النظام، وتكلف الرئيس (نجيب) ميقاتي بحسب النظام، وأصبحنا أكثرية بتحالفات من ضمن النظام، وتشكلت الحكومة من ضمن النظام، ولم يكن للسلاح محل في كل هذه الخطوات، فإذا أرادوا هم أن يبرروا عجزهم بالحديث عن السلاح فهم أحرار، ولكن لنكن صريحين: فشلوا في تجربة وإدارة الحكم، فأزاحتهم الأكثرية التي تمثل الناس، ولو أحسنوا فيما فعلوا لبقوا متربعين على الحكم، وهذه هي سنة الحياة من يخطئ يدفع الثمن، ومن يفشل يدفع الثمن".

واعتبر أن "جماعة 14 آذار فشلوا في السلطة وفي التحالفات وفي التقاط اللحظة المناسبة، وفشلوا في التعاطي السياسي، صراخهم لصدمتهم بحصول ما لا يتوقعون، وضجيجهم لأن آمالهم التي لا يتيح واقعهم تحقيقها لم تتحقق، هذه مشكلتهم وليست مشكلتنا نحن، فنحن دعوناهم أن يدرسوا أسباب فشلهم، كما ندعوهم لدراسة أسباب نجاحنا لعلهم يستفيدون من أسباب نجاحنا ليعوضوا على أنفسهم، وبالتالي من سنة 2005 إلى الآن هم في انحدار مستمر، والحمد لله من 2005 فإنَّ فريقنا في حالة صعود رافقته صعوبات بالغة ثبتنا فيها لمصلحة ثلاثي المقاومة والشعب والجيش". (إعلام "حزب الله")

 

دير المخلّص في بلدة جون الشوفية يحيي اليوبيل المئوي الثالث لتأسيسه وهو مستمرّ بشعار رهبانه "الله في وسط الدير فلن يتزعزع" 

تحتفل الرهبنة الباسيلية المخلصية يومي 5 و6 آب الجاري باليوبيل المئوي الثالث لتأسيس دير المخلص في بلدة جون الشوفية وهو مقرها الرئيسي.

وسيرعى هذا الاحتفال رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسيشارك في افتتاحه بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث إضافة الى عدد من الوزراء والنواب والسياسيين والقادة العسكرييين وإلى حشد من الاساقفة والآباء والراهبات ومن أبناء الشوف والجنوب.

وستلقى في هذا الاحتفال الذي سيفتتح عند السادسة مساء كلمات لكل من البابا بندكتوس السادس عشر وبطريرك الكاثوليك والرئيس العام للرهبنة الباسيلية المخلصية الارشمندريت جان فرج. وسيغرس الرئيس سليمان ارزة في حديقة الدير تخليداً لمئويته الثالثة.

هذا وسيجول سليمان في نهاية زيارته لجون على مختلف انحاء دير المخلص برفقة البطريرك والرئيس العام. ومن المتوقع ان يزور سليمان ضريح المكرم الأب بشارة ابو مراد في كنيسة الدير وهو سيتعرف من جراء ذلك على مختلف مراحل تأسيس المقر العام لهذه الرهبنة.

وسيتوافد ابناء الجنوب والشوف ومن مناطق لبنانية اخرى على الدير للاحتفال بعيد الرب الذي يصادف في السادس من آب وهو تقليد سنوي دأب دير المخلص على احيائه مع المؤمنين والزوار. وستكون للبطريرك الماروني بشارة الراعي محطة في دير المخلص يوم الاثنين 8 آب من ضمن جولته على قضائي الشوف وصيدا.

جدير ذكره ان تشييد دير المخلص بدأ عام 1711 واتسع نطاقه في مراحل عدة حتى اليوم فبات اهم صرح لطائفة الروم الكاثوليك في لبنان خصوصاً وان مؤسسه المطران افتيموس الصيفي كان نهاية القرن السابع عشر وفي النصف الاول من القرن الثامن عشر رائد التيار الكاثوليكي في الشرق.

ويقول امين السر العام في دير المخلص الاب ميلاد جاويش ان هذا الدير اشتهر بعلاقاته الطيبة مع سائر الطوائف حتى بات مضرباً للمثل في التسامح والانفتاح.

ويوضح جاويش لموقع "14 آذار" الألكتروني، أن الارض التي بني عليها دير المخلص اشتراها المؤسس من الشيخ قبلان القاضي زعيم الدروز عام 17.1 حيث خصصت للاخير غرفة في الدير لا تزال تعرف بغرفة الشيخ. ولفت الى ان دير المخلص شكل ملاذاً دائماً لكل المضطهدين والجياع في زمن الحروب والاضطرابات.

ومن الامثلة على ذلك كان دير المخلص يؤمن الطعام لحوالى 400 فقير ومعوز في ظل الحرب العالمية الاولى. وقد آوى الدير مهجري الدامور عام 1976 وقرى الشوف التي تعرضت للتهجير عام 1983 مما جعله يستحق لقب العامر. ويملك الدير عقارات واسعة في محيطه وهي تحتوي على أشجار الزيتون والخرنوب والصنوبر وبساتين الليمون وتؤمن المداخيل لشريحة عريضة من ابناء جون وجوارها. وينتج في دير المخلص زيت الزيتون والدبس والصابون وماء الورد والزهر. ويضم الدير مدرسة تاسست عام 1828 مما يجعلها من اولى الدور التربوية في لبنان وقد درس فيها الشيخان ناصيف ونجله ابراهيم اليازجي وبشارة الخوري جد الرئيس بشارة الخوري بطل الاستقلال.ومن خصائص دير المخلص ان مكتبته تحوي 35 الف كتاب تقريباً غالبها من الكتب القديمة وحوالى 2500 مخطوط مما يجعلها من اهم المكتبات في لبنان.

ويشير جاويش الى ان الاب بشارة ابو مراد ترهب في دير المخلص وقد اعلنه الفاتيكان مكرما في 10 كانون الاول 2010 مما رفع من عدد زوار الدير بشكل لافت.

ويركز جاويش على ما لهذا الدير من معان على مستوى الحياة اللبنانية من مختلف جوانبها فموقعه حساس وهو تعرض لست نكبات طيلة 3 قرون على التوالي.

الا ان جاويش يؤكد انتصار التسامح والمحبة والانفتاح كيف اذا كان دير المخلص محاطاً بكوكتيل طائفي مسيحي ومسلم؟ مستشهداً بشعار رهبان المخلص الذي يقول "الله في وسط الدير فلن يتزعزع". المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

السنيورة: سنواجه الانقلاب والانقلابيين كما واجهنا مؤامرة الاغتيال  

أوضح رئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة، أن "جوهر اعتراضنا ورفضنا ومعارضتنا للحكومة الراهنة، ليس أن أطرافا وصلت إلى السلطة بديلا لقوى الرابع عشر من آذار، بل لأن هذا الوصول كان نتيجة للانقلاب المسلح، وللاستقواء بالسلاح الذي مارسه ويمارسه حزب السلاح والسيطرة المسلحة، وإلا فما تفسير الجهر علنا بأنهم إذا أرادوا تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الدولية فإنهم لن يتمكنوا من أن يجدوا أحدا، لا اليوم ولا غدا ولا بعد 300 سنة، أليس ذلك مرده إلى الاستقواء بمنطق السلاح والغلبة؟".

وإذ اعتبر أن "ما جرى منذ إسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي كان يرأسها الرئيس سعد الحريري، هو محاولة انقلابية للسيطرة على الدولة والوطن"، رأى السنيورة أن "جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تكن إلا الخطوة الأولى لزعزعة الوطن والدولة والمنطقة، إلا أنهم لم يحسبوا حسابا للشعب اللبناني، ولأحرار لبنان، اغتالوا رفيق الحريري وظنوا أننا سنبكيه لأسبوع وننسى، لكنهم أخطأوا في الحسابات، واليوم كما واجهنا في السابق مؤامرة الاغتيال، سنواجه الانقلاب ومحاولة سيطرة الانقلاب والانقلابيين".

وأضاف: "هذه المواجهة لا تكون بالاستكانة أو الاكتفاء بالصوت العالي، بل بالوعي والنضال والتماسك والإصرار والمتابعة والثبات على المواقف، وفي كل ذلك لن نحيد عن الوسائل السلمية، وسنظل نحرص على تجنب اللجوء إلى العنف بأي شكل من أشكاله".

وقال السنيورة: "من جهة يترك لرئيس الحكومة الجديدة، السلطة الصورية، ويسمحون له بالقول إن التعاون مع المحكمة، وقرارها الظني، مسألة أساسية، ليعود ويأتي بعد ذلك من هو بمثابة الشريك الضامن في الحكومة، ويعلن أمام كل الناس أن المحكمة ذات أهداف تآمرية إسرائيلية، وأن مئات القرارات الاتهامية لن تنال منا أو تبدل في الأمر شيئا". واعتبر أن ذلك "فعلا العجب العجاب! يشاركون في الحكومة ويسيطرون عليها وفي الوقت نفسه يقوضون سلطتها وهيبتها".

وشدد السنيورة على أنهم "في الفريق الآخر (حزب السلاح) و(القمصان السود) ومحاولة فرض الأمور عن طريق القوة، ونحن حزب الدولة والعيش المشترك والقانون وتحقيق العدالة والحرية والديمقراطية". وسأل: "هل من المعقول أن يشاركوا في الحكومة ومجلس النواب ويسيطروا بقوة السلاح على قرار الدولة، وفي الوقت ذاته يضعون الدولة جانبا للنطق باسمها ومن دون علمها؟ وفي المحصلة إلزامها وإلزام اللبنانيين بما يقومون به دون الرجوع إلى المؤسسات الدستورية اللبنانية". وتابع: "من أعطى هذا أو ذاك الحق في إطلاق التهديدات والتحذيرات بخصوص موضوع نفط لبنان وغاز لبنان، من دون العودة إلى السلطات الرسمية اللبنانية، ومن دون العودة إلى ما يريده شعب لبنان ودولته ومؤسساته وسلطاته الرسمية؟".

وأكد السنيورة أن ما يريده فريق "14 آذار" هو "أن تحمي دولة لبنان موارد لبنان الطبيعية، لا أن ينفرد فريق وحسب بأهوائه والإشارات التي يتلقاها بإطلاق التعليمات من هنا وهناك، ويورط الدولة ويمنعها من استثمار مواردها الطبيعية"، وأضاف: "نريد سلاح الدولة أن يحمي لبنان، وليس من المقبول أو المعقول أو المسموح، استمرار هذه الاستباحة للقرار في لبنان، ومصادرة قرار ودور الدولة فيه". الشرق الأوسط

 

صدمة دولية.. والخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: دمشق تشن حربا شاملة

أوباما يتوعد بعزل الأسد * الحريري: لا يمكن أن نبقى صامتين * هيغ: القمع لن ينهي الأزمة

واشنطن: محمد علي صالح لندن - عواصم: «الشرق الأوسط»

عبرت دول غربية وإقليمية عن صدمتها أمس، للاستخدام «المفرط للعنف» الذي واجه به الجيش السوري والقوات الأمنية المحتجين السوريين في عدة مدن، ومن بينها مدينة حماه التي شهدت مجزرة راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل. ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما أعمال العنف في سوريا بأنها «مروعة»، متوعدا بتصعيد الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد. وفي بيان له وصف أوباما المتظاهرين بأنهم «شجعان»، وقال إن سوريا «ستكون أفضل عندما يحدث انتقال ديمقراطي». وأضاف «إن استخدام الحكومة السورية للعنف والوحشية ضد شعبها مروع. إن التقارير التي تخرج من حماه مرعبة وتظهر الطبيعة الحقيقية للنظام السوري». وقال أوباما إنه «في الأيام المقبلة ستواصل الولايات المتحدة زيادة ضغوطها على النظام السوري والعمل مع آخرين في أنحاء العالم لعزل حكومة الأسد والوقوف مع الشعب السوري». وأضاف «مرة أخرى أظهر الرئيس الأسد أنه غير قادر وغير مستعد تماما للاستجابة لتظلمات الشعب السوري. إن استخدامه للتعذيب والفساد والترويع يضعه في مواجهة مع التاريخ ومع شعبه». وأضاف «إن بشار الأسد من خلال أعماله يؤكد أنه سيصبح هو ونظامه جزءا من الماضي وأن الشعب السوري الشجاع الذي تظاهر في الشوارع هو الذي سيقرر مستقبله. إن سوريا ستصبح مكانا أفضل عندما يحدث انتقال ديمقراطي».

ووصفت الخارجية الأميركية الهجمات العسكرية القاتلة في سوريا أمس بأنها «إعلان حرب شاملة على الشعب السوري». وقال مسؤول في الخارجية لـ«الشرق الأوسط»: «الولايات المتحدة تلاحظ أن الهجمات العسكرية قد وصلت إلى مرحلة حرب شاملة ضد الشعب السوري. وتراها دليلا على أن يأس الحكومة السورية وصل إلى مدى بعيد». وأضاف المسؤول: «هذه جريمة لا تغفر أن ترسل حكومة دباباتها لإبادة شعبها».

من جهته، قال مسؤول في السفارة الأميركية في دمشق إن الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حماه يرقى إلى مستوى «الحرب الكاملة»، واصفا إياه بأنه «عمل أخير يدل على اليأس التام». وقال ج.ج هاردر الملحق الصحافي في السفارة لهيئة الـ«بي بي سي»: «توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية». وتابع «إنهم يقتلون شعبهم ويرسلون الدبابات إلى مدنهم. هذه مهزلة!».

وردا على سؤال حول رأيه في قول الحكومة إن قواتها تواجه عصابات مسلحة، قال هاردر «توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية». وأضاف «إنها (الحكومة السورية) العصابة المسلحة التي تنهب مدنها، هذه هي العصابة المسلحة التي تزرع الرعب في قلوب الكثير من الناس الذين خرجوا للتظاهر سلميا».

ودعت تركيا الحكومة السورية إلى وقف الهجمات القاتلة على المدنيين واستخدام السبل السلمية لإنهاء الاضطرابات. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان نشرته وكالة «الأناضول» للأنباء إن «تركيا تكرر مرة أخرى دعوتها للحكومة السورية إلى وقف العمليات (العسكرية) واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل إلى حل». وقالت الوزارة إن «هذه العمليات (العسكرية) لن تؤدي إلى حل». وأضافت أنه «فيما تتوقع تركيا من سوريا العمل لإحلال جو سلمي خلال شهر رمضان المبارك، فإنها وكل العالم الإسلامي تشعر بالحزن الشديد وخيبة الأمل جراء التطورات الحالية عشية شهر رمضان». وأضافت أن عمليات القمع الدموية للمدنيين تلقي بالشك على «تصميم وصدق الحكومة (السورية) على حل المسألة بالوسائل السلمية».

واستنكر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري «المذبحة» التي تتعرض لها مدينة حماه السورية، و«سائر أعمال القتل الدموية»، مؤكدا أن «مثل هذه الأحداث الدموية هي بالتأكيد تتعارض مع كل النيات التي تريد لسوريا الشقيقة وشعبها الأبي تجاوز المحنة التي يتعرض لها حاليا»، معتبرا أن «الصمت» العربي والدولي «يدفع في اتجاه إزهاق المزيد من أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق».

وأضاف الحريري في بيان: «إن الصمت بكل مستوياته العربية والدولية إزاء ما يحدث في سوريا وتحديدا في مدينة حماه التي سبق لها أن تعرضت لأبشع المجازر بحق أبنائها في ثمانينات القرن الماضي، لا يؤسس للحلول المطلوبة، بل يدفع في اتجاه إزهاق المزيد من أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق»، وتابع قائلا: «إننا في لبنان لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن نبقى صامتين إزاء هذه التطورات الدموية التي تشهدها الساحة السورية، ونهيب بكل المعنيين ليتداركوا الموقف منذ الآن لتمكين الشعب السوري من أن يحدد خياراته بنفسه بحرية وفي إطار حقوقه الإنسانية، وأن يتجاوز المحنة الأليمة التي يمر بها في أسرع وقت ممكن».

وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماه، معربا عن مشاعر «الاستياء الشديد» للهجوم الذي يأتي عشية بداية شهر رمضان. وقال هيغ في بيان «أشعر بالاستياء الشديد للتقارير بأن قوات الأمن السورية اقتحمت مدينة حماه بالدبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة مما أدى إلى مقتل العشرات». وأضاف «إن مثل هذه الأعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلميا بأعداد ضخمة في المدينة منذ عدة أسابيع، غير مبررة».

وقال «يبدو أن الهجوم هو جزء من جهود منسقة في عدد من المدن السورية لمنع الشعب السوري من الاحتجاج قبل رمضان. ومما يزيد من مشاعر الصدمة تجاه هذه الهجمات أنها تجري عشية بدء شهر رمضان». وفي تحذير للأسد قال «الرئيس الأسد مخطئ إذا اعتقد أن القمع والقوة العسكرية سينهيان الأزمة في البلاد. يجب أن يوقف هذا الهجوم على شعبه».

وندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بـ«أقصى حزم ممكن» بمواصلة القمع في سوريا، معتبرا ذلك «غير مقبول خصوصا عشية شهر رمضان». وقال جوبيه في تصريح إن فرنسا «تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش في حماه ودير الزور والبوكمال والتي أفيد بأنها أوقعت حتى الآن أكثر من مائة ضحية».

وأضاف «على المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين السوريين أن يعلموا أكثر من أي وقت مضى أنهم سيحاسبون على أفعالهم». وختم «إن فرنسا تود أكثر من أي وقت مضى في هذه الظروف المروعة أن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته ويعلن موقفه بشكل قوي وواضح مثلما فعل مرارا الأمين العام للأمم المتحدة» بان كي مون.

وخطت موسكو خطوة جديدة، بإعلان خبير روسي، مقرب من النظام، أن روسيا قد تضطر إلى تغيير موقفها من القضية السورية. وقال سيرغي ستروكان الخبير في شؤون الشرق الأوسط في تصريحات لقناة «روسيا اليوم»، إن الأحداث الجارية في مدينة حماه تعيد إلى الذهن ما شهدته هذه المدينة في عام 1982، عندما قام الرئيس حافظ الأسد والد الرئيس السوري الحالي بإخضاع المدينة بالقوة.

وأدانت إيطاليا وألمانيا، هجوم الجيش السوري على مدينة حماه وحثت روما الحكومة السورية على إنهاء جميع أعمال العنف ضد المدنيين. ونقلت وكالة «أنسا» الإيطالية للأنباء عن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قوله «إنه أحدث فعل بشع من أفعال القمع العنيف ضد المحتجين المحتشدين سلميا منذ أيام». وناشد فراتيني نظام الرئيس السوري بشار الأسد «الكف الفوري عن أشكال العنف كافة» والبدء في حوار شامل مع المعارضة.

وأعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي عن «الصدمة العميقة» إزاء الهجوم السوري، ودعا إلى تعزيز العقوبات على النظام السوري. وقال الوزير الألماني في بيان «إن الذي نشهده اليوم في سوريا صدمني بشدة».

وأضاف «إن الحكومة الألمانية تطالب الرئيس الأسد بوضع حد فوري لأعمال العنف ضد المتظاهرين المسالمين». وتابع البيان في إشارة إلى الرئيس السوري «وفي حال لم يبد استعداده لتغيير أساليبه سنفرض عقوبات جديدة مع شركائنا الأوروبيين». وأكد البيان أيضا أن ألمانيا «تبقى مقتنعة تماما بأن على مجلس الأمن التحرك إزاء أعمال العنف هذه، ولن نحد من جهودنا لإقناع الدول المترددة» في إشارة إلى روسيا والصين بشكل خاص.

ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات تتضمن تجميد أصول وحظر دخول أيا من دول التكتل الدولي بحق 30 شخصا في النظام السوري، على رأسهم الرئيس الأسد.

إلى ذلك، استبعدت المخابرات الألمانية حدوث تغيير في السلطة في سوريا في الوقت الراهن، وذلك على الرغم من استمرار الاضطرابات على مدار الأسابيع الماضية. وفي مقابلة مع صحيفة «تاجس شبيغل» الألمانية الصادرة اليوم (الاثنين) قال إرنست أورلاو رئيس جهاز المخابرات الألمانية: «لا أرى أن هذا (الوضع) سيؤدي إلى تغير في نظام الحكم». وأعرب أورلاو عن اعتقاده بأن الأقلية العلوية الحاكمة في دمشق وعلى رأسها عشيرة الرئيس بشار الأسد لن تتخلى عن مناصبها. وأضاف رئيس المخابرات الألمانية أن عشيرة الأسد تحاول شق صفوف المعارضة من خلال عروض مثل نظام التعددية الحزبية والانتخابات. ورأى أورلاو أن المعارضة نفسها تبدو «غير موحدة بالقدر الذي يمكنها من فرض تغيير في نظام الحكم».

 

موقع "14 آذار": نجل الشيخ محمد يزبك معتقل لدى حزب الله... وابو تراب في ايران...و50 عنصر القي القبض عليهم منذ 4 أشهر وابلغ اهلهم أنهم في دورات تدريبية!  

طارق نجم/ موقع "14 آذار

أفادت مصادر مقربة من حزب الله أنّ الإبن الأكبر للشيخ محمد يزبك، قد ألقي القبض عليه منذ أكثر من أسبوعين. وفي التفاصيل أنّ وحدة خاصة تابعة لأمن حزب الله قد ألقت القبض على حسين يزبك، بعد أن استحصلت على تكليف شرعي بذلك من والده الشيخ محمد يزبك، وذلك لتورطه في تهريب الأسلحة والإتجار بها لصالح جماعات سورية معارضة للنظام الحاكم في دمشق بحسب ما أشيع في اوساط الحزب. ولكن الأمر يبدو أكثر من ذلك بل يتعداه إلى شبهة تورط حسين يزبك بالتعامل لصالح اسرائيل واحتمال ان يكون مخترقاً من جهاز الموساد نظراً لكونه عضواً ناشطاً في حزب الله الى جانب مكانته كإبن الشيخ محمد يزبك.

وتروي تلك المصادر أنّ حسين كان في عداد وحدة الرصد والتعقب التي كانت تعمل ما بين افقا وفاريا لجهة بوداي في البقاع العام الماضي، والتي تعدت على مواطنين كانوا يرتادون المنطقة للنزهة. وكان من ضمن اعضاء هذه المجموعة، الى جانب حسين يزبك، أبناء كل من الشيخ جميل شمص والحاج مصطفى شمص، رئيس اللجنة الأمنية التابعة لحزب الله في منطقة البقاع، واللذين حاولوا التعدي على المتنزهين وارهابهم. ويعتبر الشيخ محمد يزبك من المؤسسين الأوائل لحزب الله في البقاع (مع السيد عباس الموسوي والشيخ صبحي الطفيلي) وأحد الأعمدة ذات الثقل الوازن في الوسط البقاعي واللذين منحوا الغطاء اللازم للحزب وللحرس الثوري الإيراني للعمل بحرية منذ ثمانينات القرن العشرين.

وقد انتخب الشيخ يزبك منذ العام 1993 بصفته عضو مجلس شورى القرار في حزب الله وأحد 7 أعضاء الى جانب السيد حسن نصرالله، والشيخ نعيم قاسم، والسيد هاشم صفي الدين، والنائب الحالي محمد رعد، والنائب السابق عبد الله قصير بالإضافة الى حسين خليل، المستشار السياسي للأمين العام.

كما انيطت بيزبك مهمة تعتبر حيوية بالنسبة لعمل حزب الله هي استلام الحقوق الشرعية المتوجبة على مقلدي آية الله علي الخامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ايران، بصفته الوكيل الشرعي العام له في لبنان الى جانب نصر الله بعد ان كان يشغل نفس المنصب في عهد المرشد الأسبق السيد الخامنئي وذلك حتى وفاته.

وبذلك يعتبر يزبك ممن يمسكون بورقة التمويل والصرف على أقله في منطقة البقاع. وهذا المنصب اسبغ على الشيخ يزبك بعدما عرف عنه تمسكه الشديد بولاية الفقيه والدفاع المستميت عنها، حيث كان من أبرز الدعاة الى تبنيها في عدة مواضع ومن خلال موقعه كمدرس شرعي في الحوزة العلمية-الإمام المنتظر في بعلبك حيث عينه فيه امين عام حزب الله الأسبق عباس الموسوي. ويرأس يزبك بعثة حزب الله الى الحج ويشغل حالياً منصب رئيس الهيئة الشرعية العليا والتي من مهامها منح الأذونات الخاصة والتكاليف الشرعية المتعلقة بالسماح لعناصر حزب الله بالقيام بأي تحرك ميداني كالخطف والتفجير والإعتقال والإعدامات وما شابه والتي لا يمكن أن يوقعها إلا يزبك أو نصرالله شخصياً.

ويزبك من مواليد بوداي قرب مدينة بعلبك في العام 1950، تابع دراسته الشرعية في النجف الأشرف ليعود في العام 1980 من العراق بعد العديد من الأنشطة المناهضة لحكم صدام حسين من خلال حزب الدعوة. وكان منزل يزبك تعرض في حرب تموز للتدمير على يد الطائرات الإسرائيلية، فيما حاول الإسرائيليون لاحقاً خطفه بتاريخ 18 آب 2006 بعد صدور القرار 1701 من خلال إنزال جنود مجوقلين في سهل قريب من بلدته بوداي حيث قتل ثلاثة من عناصر حزب الله اللذين تصدوا لهذه العملية.

من جهة أخرى، اضافت المصادر الخاصة لموقع 14 آذار أنّه ومنذ 4 أشهر أعتقل امن حزب الله ما يقارب الـ50 عنصراً من اعضاء الحزب المشتبه في تورطهم بالعمالة لصالح اسرائيل وجهاز استخباراتها الموساد وذلك في وقت كان فيه امين عام الحزب ومسؤولوه ينفون نفياً قاطعاً احتمال حصول اختراق في صفوفه من قبل اسرائيل. وقد تمّ ابلاغ عوائل وأسر المعتقلين أنّ ابناءهم يشاركون في دورات تدريبية في لبنان وخارج لبنان وبالتالي يصعب التواصل معهم واجراء إتصال بذويهم.

وتنّبه هذه المصادر المطلعة إلى خبايا ما يحصل في حزب الله منذ عقود، بحيث أنّ العديد من الأشخاص اللذين يعملون مع حزب الله تتم تصفيتهم بشكل سري للغاية لسبب أو لآخر في حين ينشر أنهم استشهدوا خلال "آداء واجبهم الجهادي" أو قضوا "ضمن أحدى الدورات التدريبية" التي تنظم بشكل متواصل لأفراد الحزب. وقد تحدثت أخبار اضافية أنّ محمد الحاج (ابو تراب) وهو أكبر المتورطين في قضية التجسس على حزب الله من داخله لصالح اسرائيل قد تمّ نقله الى ايران للتحقيق معه في قضية اغتيال عماد مغنية. 

 

الضاحية والحريات في عين العاصفة 

علي الأمين

الانفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية مساء الجمعة الماضية يؤشر الى مرحلة غامضة في تاريخ الضاحية. فكل ما احيط بهذا الانفجار يزيد من الاسئلة اكثر مما يقدم اجابات مقنعة للشعب والجيش. فإعلان حزب الله، الذي تأخر الى اليوم التالي وجاء فيه ان الانفجار ناتج عن قارورة غاز في احد البيوت، سبقته وواكبته اجراءات امنية من قبل عناصر الحزب، وحركة سيارات الدفاع المدني، هدفت الى منع المواطنين والاجهزة الامنية من مباشرة مهماتها على هذا الصعيد، الى ان سمح في اليوم التالي، من دون ان يساهم ذلك في إزاحة الغموض الذي احاط بهذا الحدث. غموض اطلق التفسيرات والتحليلات عن احتمال كون الإنفجار استهدف احد قياديي حزب الله، في وقت اكد البعض سقوط قتلى او جرحى، علما ان هذا التفجير كان سبقه خلال اكثر من شهر اجراءات امنية غير مسبوقة في الضاحية الجنوبية، كان من مظاهرها الكلاب البوليسية التي صارت معلما اساسيا من معالم الضاحية، والدوريات الامنية الليلية لعناصر حزب الله.

بدا الحزب وحيدا في ليل الغاز بالضاحية الجنوبية، فالشعب لا يبدو انه كان مقتنعا برواية الحزب، والجيش بدا غائبا وهو لم يتجاوز بعد آثار الانفجار الذي استهدف عناصر من اليونيفيل عند مدخل صيدا الجنوبي. بدت معادلة الجيش والشعب والمقاومة مربكة في احسن الاحوال، ومرشحة الى الاختلال في ظل التحديات التي يواجهها لبنان سواء على صعيد ملف المحكمة الدولية والقرار الظني والتمويل، او على صعيد تداعيات الثورة السورية. خصوصا مع تصاعد المواجهات بين النظام والمحتجين، الذي بدأ يلقي بظلاله على لبنان من خلال المواقف المتعارضة بين اتجاهين، واحد يقف مع النظام وآخر يقف الى جانب المحتجين، وموقف الرئيس سعد الحريري امس مما سماه "المذبحة في حماه" مؤشر على هذا الصعيد، وهو لا ينطق عن الذات بقدر ما يعكس تطورا في الموقف السعودي من المقاربة المترددة للاوضاع في دمشق الى اتخاذ موقف من النظام في سورية.

انفجار الضاحية يثير القلق ليس لما يحيط به من غموض، ولا لأنّه اطلق المخاوف المضاعفة بعد الخروقات الامنية التي تعرض لها حزب الله، ولا بسبب صدور القرار الظني في جريمة 14 شباط 2005 الذي طال عناصر من الحزب بالاتهام، بل لانه يقع في مرحلة تراجع فرص اطلاق اي حوار داخلي. اذ لا يبدو ان ايا من الاطراف في وارد ادراجه جديا في اولوياته، او جعله مرجعية لمواجهة المخاطر المحدقة على البلد. كما لا يقلل من اغراء محاولة قوى 14 آذار، وتيار المستقبل تحديدا، تعويض خسائرهم على مستوى السلطة، برفع بيارق الثورة السورية من لبنان. وهي بدت منافسة، ان لم تكن متقدمة اليوم، على بيارق المقاومة التي رفعها حزب الله وواجه فيها خصومه بالداخل خلال السنوات السابقة.

وسط هذه الاجواء المقلقة يتقدم حزب الله، ليس كمقاومة على الحدود الجنوبية فحسب، بل على رأس الحكومة التي بات ركيزة وجودها اليوم. لكنه في المقابل يبدو وهو في صلبها وعلى رأسها اسير ثقافة عمل عليها لسنوات وتحكمت بنشأته، ثقافة تنظر الى الدولة اللبنانية وقوانينها باعتبارها جسما غريبا ومرفوضا وغير شرعي. ليس هذا في الخطاب السياسي الذي يعلنه، بل في الممارسة وفي الاعتقاد والثقافة، من هنا يصبح موضوع منع بيع الكحول في بعض المناطق، وآخرها بلدة حولا، وقبلها النبطية، مؤشرا على هذه الثقافة: ثقافة السلطة المطلقة.

ومنع بيع الكحول يمكن وضعه في سياق آخر، هو سياق الرغبة في تحويل لبنان إلى "مركز متأخّر" في ميدان الحريات العامة والفردية، إذا ما أضفنا احتجاز الناشط سعد الدين شاتيلا والمغنّي زيد حمدان، من قبل جهازي أمن مرتبطين بشكل وثيق بأمن الحزب وقيادته. والسياق هذا هدفه زرع فكرة في العقل العربي، والسوري تحديدا، مفادها التالي: بيروت، عاصمة الحريات العربية، لا يمكن فيها لمغنّي أن "يذكر" رئيس الجمهورية، ولا يمكن لناشط أن يوثّق حالات تعذيب "طفيفة" لدى أجهزة أمنية، فكيف بكم تشتمون الرئيس وتتحدثون عن الأمن؟

هكذا يمكن القول إنّ "تراجع" أسهم بورصة الحريات في بيروت، يجعل البورصات العربية أكثر اهتزازا، لأسباب معنوية، وليس بالضرورة تقنية، والتراجع هذا يبرّر الإنخفاض التاريخي في بورصات أخرى، إلى حدود المذبحة.

الضاحية في عين العاصفة، كلما تطوّر الموقف في سوريا، والحريات اللبنانية أيضا. 

المصدر : صدى البلد

 

وكيليكس/الجمهورية/لبنان بلد عبور للكوكايين والهيرويين من خلال لبنانيين في أميركا الجنوبية

الجمهورية/أشارت وثيقة سرية مرسلة من السفارة الأميركية في بيروت في 11-6-2009 تحت الرقم 09beirut1205 إلى أنّ الحكومة اللبنانية أفادت في العام 2009 أنّ زراعة الحشيش مستمرة، وأنّ هناك ارتفاعا في تعاطي المخدرات ولا سيّما في أوساط الشباب بسبب توافرها وانخفاض أسعارها. وتشير الوثيقة إلى أنّ لبنان قام خلال العام 2009 بجهود لاستئصال هذه التجارة، وزعم أنه قضى على معظم إنتاج الحشيش والأفيون في سهل البقاع، ومع ذلك فإنّ زراعة المحاصيل غير المشروعة تبقى خيارا جذابا لبعض المزارعين نظرا إلى عدم وجود محاصيل بديلة مجدية اقتصاديا.

وقد استمر الاتجار بالمخدرات عبر الحدود اللبنانية - السورية خلال العام 2009 جرّاء غياب رقابة فعالة على حدود البلدين. كما أفادت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والمنتشرة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية باستمرار تهريب المخدرات على حدود البلدين.

وتشير الوثيقة إلى أنّ لبنان يعتبر بلد عبور للكوكايين والهيرويين من خلال رعايا لبنانيين يعملون بالتنسيق مع مهربي مخدرات من كولومبيا وأميركا الجنوبية.

وكون لبنان عضوا في اتفاقية الأمم المتحدة للمخدرات (1988)، تواصل الحكومة اللبنانية بذل جهود من أجل خفض الطلب على المخدرات، ذلك من خلال حملات التوعية، إلا أنه يوجد في لبنان خمسة أنواع على الأقلّ من المخدرات: الحشيش، الهيرويين، الكوكايين، المنشطات وتركيبات أخرى مثل الـ(Ecstacy) أو (MDMA). ويواصل استهلاك الحشيش والهيرويين الارتفاع بسبب سهولة وإتاحة الحصول عليهما.

ولغاية نهاية أيلول 2009 ضبطت الحكومة 66 كلغ من الكوكايين مقارنة

بـ61 كلغ في العام 2008 و3.5 كلغ في 2007، إلا أنّ حجم الهيرويين المضبوط كان أكبر مع رصد 68 كلغ في نهاية أيلول 2009 مقارنة بـ14.5 كلغ في العام 2008 و2.7 كلغ في العام 2007. ووفقا للمسؤولين الحكوميين، فإنّ استهلاك الهيرويين محدود، ولكنّه يتزايد، إذ تم رصد زيادة في عمليات تهريب الهيرويين من لبنان إلى إفريقيا.

ويعتقد أنّ الهيرويين يتم تهريبه إلى لبنان من أفغانستان عبر تركيا وسوريا، ويتم نقله من خلال أفراد عبر شركات الطيران التجارية إلى إفريقيا.

وفي حين لا يصنَّف لبنان على أنّه بلد عبور رئيسي للمخدرات غير الشرعية إلا أنه يتم تسهيل الحصول على المخدرات لفئة كبيرة من المجموعات ترتبط بمنظمات للاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال في جنوب أميركا، مرتبطة بدورها بتجار في كولومبيا ينقلون الكوكايين عبر العالم.

ويتم تهريب الكوكايين من جنوب أميركا تحديدا كولومبيا، البيرو وبوليفيا إلى لبنان، عبر قنوات جوية وبحرية من أوروبا، الأردن، وسوريا أو مباشرة إلى لبنان. وفي معظم الأحيان، يقوم مواطنون لبنانيون مقيمون في جنوب أميركا بالتنسيق مع مهربين مقيمين في لبنان، بتمويل هذه العمليات. أما المخدرات الاصطناعية فهي موجودة في السوق اللبنانية بكثرة، ويفيد المسؤولون اللبنانيون بأنها تهّرب إلى لبنان من أوروبا الشرقية ثم ينقل جزء منها إلى دول الخليج. من جهة أخرى، تستمر قوى الأمن الداخلي بمواجهة مقاومة مسلّحة وعنيفة من قبل المزارعين المحليين عندما تقوم بمحاولة القضاء على المحاصيل أو عمليات مكافحة المخدرات في سهل البقاع.

 

معارضون سوريون في الجزائر: 110 أطفال قتلوا منذ بدء الثورة

الجزائر - ا ف ب: أعلن معارضون سوريون رفضهم أي تدخل أجنبي في بلدهم, متهمين نظام الرئيس بشار الاسد بقتل 110 اطفال منذ بدء "الثورة السلمية", وذلك خلال اجتماع نظمته منظمة العفو الدولية في الجزائر العاصمة. وقال عدنان البوش وهو محام سوري مقيم في الجزائر, خلال الاجتماع الذي نظمته لجنة دعم مطالب الشعب السوري بالاصلاح والتغيير في الجزائر, أول من أمس, "نحن نرفض اي تدخل اجنبي ونرفض حمل السلاح", مضيفاً "هذه ثورة سلمية, ليست اتنية, سلاحنا هو الكاميرات والهواتف النقالة. هذه ليست ثورة عرق أو حزب بل ثورة شعب". اما المحامي نضال دباح مسؤول العلاقات الدولية في اللجنة فأكد ان "110 اطفال قتلوا في سورية بالرصاص أو تحت التعذيب منذ بدء التظاهرات".

ومساء اول من امس, تظاهر حوالي 200 شخص امام السفارة السورية في الجزائر العاصمة, ووقفوا حاملين شموعاً كتبوا بنورها كلمة "حرية" عملاقة وأطلقوا هتافات تشيد بالمدن السورية المنتفضة على النظام كحمص وحماة ودرعا. وخلال النهار شارك حوالي 50 شخصا في "اليوم العالمي السوري 2" تحت شعار "أنقذوا أطفالنا عبر 27 مدينة حول العالم", بحسب المنظمين. وبدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمتا احياء لذكرى الضحايا الاطفال الذين, وبحسب المنظمين تتراوح اعمارهم بين 3 سنوات و17 سنة وسقطوا ضحية عنف نظام الاسد.

ونشرت اللجنة لائحة بأسماء 85 طفلا قتلوا مند اندلاع الانتفاضة في منتصف مارس الماضي, وأرفقت اللائحة بصور فوتوغرافية ومشاهد فيديو لأطفال تم قتلهم أو أصيبوا بجروح أو تعرضوا للتعذيب. وشن مصطفى بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان وعضو التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية هجوما عنيفا على السلطات الجزائرية مندداً بصمتها عما يجري في سورية, ومؤكدا ان موقفها "يتناقض وموقف الشعب الجزائري المتضامن مع الشعب السوري الذي يناضل في سبيل الكرامة والديمقراطية"

ويعيش اكثر من سبعة آلاف سوري في الجزائر, بعضهم حصل على الجنسية الجزائرية, بحسب مسؤولي اللجنة.

 

أوباما توعده بالعزل/الأسد يُغرق سورية في الدم

دمشق - وكالات: كشف النظام السوري عن أبشع وجوهه الدموية, أمس, حيث أطلق يد كتائبه من الجيش والأمن والشبيحة لارتكاب المجازر المروعة وقتل المدنيين في مختلف المدن والقرى الثائرة بوجهه منذ منتصف مارس الماضي, ما أدى إلى سقوط 153 قتيلاً على الأقل, 113 منهم في حماة وحدها, إضافة إلى إصابة العشرات بجروح واعتقال مئات آخرين, في محاولة يائسة لمنع تصاعد الانتفاضة الشعبية خلال رمضان. (راجع ص 44 و45)

وأكدت منظمات حقوقية أن 113 مدنياً على الأقل, قتلوا في حماة, أمس, برصاص قوات الأمن التي رافقت الجيش لدى اقتحامه المدينة, فجراً من مداخلها الأربعة, وكأنه يخوض حرباً مع جيش نظامي أو يواجه قوات الاحتلال الاسرائيلي.

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي "ان خمسة اشخاص قتلوا برصاص الامن في أحياء عدة من حمص التي خرج أهلها للتظاهر نصرة لمدينة حماة", مؤكداً "مقتل 3 أشخاص في ريف ادلب". من جهته, أعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار القربي "مقتل 19 شخصاً وإصابة 50 في دير الزور (شرق) و6 أشخاص في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق)". كما انتشر القناصة فوق الاسطح في مدينة دير الزور, بحسب قربي, الذي أوضح ان "أغلب الإصابات كانت في الرأس والعنق", فيما أفاد شهود أن من بين القتلى في الحراك طفل, إضافة إلى إصابة 65 آخرين على الأقل, واعتقال حوالي 250 بينهم ثلاث نساء.

بدوره, أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان "شخصين قتلا في بلدة صوران (ريف حماة) وجرح العشرات, عندما أطلق رجال الامن النار على الاهالي الذين خرجوا للتظاهر اثر سماعهم الأنباء عن حماة". وفي ريف دمشق, أفاد شهود عن مقتل 4 أشخاص في الكسوة, وإصابة 42 على الأقل بعدما ألقت قوات الأمن قنابل مسامير على متظاهرين في حرستا المحاصرة من قبل الفرقة الرابعة التابعة للجيش بقيادة ماهر الأسد شقيق بشار.

إلى ذلك, اقتحمت قوات من الأمن والجيش, فجر أمس, مدينة معضمية الشام بريف دمشق أيضاً, وتوزعت الدبابات على المداخل الشرقية والجنوبية والغربية, فيما اعتقلت قوات القمع أكثر من 300 شخص في هذه المدينة التي شهدت انقطاعاً تاماً للكهرباء والاتصالات. وفي تفاصيل ما جرى في حماة التي يحاول النظام يائساً إخضاعها بعد التظاهرات المليونية التي خرجت فيها مطالبة بإسقاطه, اقتحمت الدبابات ترافقها قوات الأمن والشبيحة المدينة من مداخلها الأربعة, وقصفت المنازل بشكل عشوائي فيما انتشر القناصة على أسطح المنازل.

وأفاد مصدر طبي في أحد مشافي المدينة "ان عدد الجرحى كبير ولا طاقة للمشافي على استيعابهم وبخاصة في ظل غياب المستلزمات الطبية اللازمة".

وأظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون على مواقع الثورة السورية على الانترنت, إطلاق نار عشوائي من الدبابات والأسلحة الثقيلة على المنازل في حماة, ما يدحض كلياً رواية النظام عن وجود مجموعات مسلحة في المدينة.

وفي خطوة يتوقع أن تشعل تمرداً مسلحاً ضد النظام, اعتقلت السلطات الامنية المعارض البارز نواف البشير, زعيم عشيرة البكارة, وهي من أكبر العشائر الموجودة في محافظة دير الزور شرق سورية, حيث يقدر عدد أفرادها ب¯1.2 مليون شخص, وتصل امتداداتها إلى العراق والأردن.

ووسط صمت الدول العربية, استنكر زعيم المعارضة اللبنانية رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري "المذبحة" التي تتعرض لها مدينة حماة و"سائر أعمال القتل الدموية" التي تشهدها حمص وإدلب ودير الزور ودرعا والعديد من المدن والمناطق السورية على أبواب شهر رمضان المبارك, مؤكداً أن "الصمت بكل مستوياته العربية والدولية إزاء ما يحدث في سورية وتحديدا في مدينة حماة لا يؤسس للحلول المطلوبة, وإننا في لبنان لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن نبقى صامتين إزاء هذه التطورات الدموية".

من جهتها, دعت تركيا الحكومة السورية إلى وقف الهجمات القاتلة على المدنيين واستخدام السبل السلمية لإنهاء الاضطرابات, مؤكدة أن العمليات العسكرية لن تؤدي الى حل.

واضافت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها انه "فيما تتوقع تركيا من سورية العمل لاحلال جو سلمي خلال شهر رمضان المبارك, فإنها, وكل العالم الاسلامي, تشعر بالحزن الشديد وخيبة الامل جراء التطورات الحالية عشية شهر رمضان", مشيرة إلى ان عمليات القمع الدموية للمدنيين تلقي بالشك على "تصميم وصدق (الحكومة السورية) على حل المسألة بالوسائل السلمية". وفي واشنطن, وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما, في بيان, مساء أمس, أعمال العنف في سورية بأنها "مروعة", متوعداً بتصعيد الضغوط على نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال في بيان انه "في الايام المقبلة, ستواصل الولايات المتحدة زيادة ضغوطها على النظام السوري والعمل مع اخرين في انحاء العالم لعزل حكومة الاسد والوقوف مع الشعب السوري", معتبراً أنه "مرة أخرى اظهر الرئيس الاسد انه غير قادر وغير مستعد بتاتا للاستجابة لتظلمات الشعب السوري. ان استخدامه للتعذيب والفساد والترويع يضعه في مواجهة مع التاريخ ومع شعبه". وأكد أوباما "أن بشار الاسد من خلال اعماله يؤكد بأنه سيصبح هو ونظامه جزءا من الماضي, وان الشعب السوري الشجاع الذي تظاهر في الشوارع هو الذي سيقرر مستقبله. ان سورية ستصبح مكانا افضل عندما يحدث انتقال ديمقراطي". وفي باريس, ندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه "بأقصى حزم ممكن" بمواصلة القمع في سورية, معتبراً ذلك "غير مقبول خصوصاً عشية شهر رمضان". وأضاف "على المسؤولين السياسيين والعسكريين والامنيين السوريين ان يعلموا أكثر من أي وقت مضى أنهم سيحاسبون على افعالهم", مشدداً على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته.  بدوره, دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس بشار الاسد الى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين, محذراً إياه من أنه "مخطئ إذا اعتقد أن القمع والقوة العسكرية كفيلان بإنهاء الأزمة". وفي حين دانت ايطاليا هجوم الجيش على حماة ووصفته ب¯"الفعل القمعي البشع", دعت ألمانيا إلى تعزيز العقوبات على النظام السوري.

 

وجاء دور الجيش السوري الحر!

داود البصري/السياسة

مع تصاعد أوار نيران الثورة الشعبية السورية ودخولها في منعطف مفصلي وحاسم و توسع مساحات القمع الدموي المفرط للنظام الاستخباري المملوكي , تتحمل الطلائع الثورية الحرة في الجيش السوري مسؤوليتها التاريخية والإنسانية و الوطنية الكبرى بعد خيانة كبار الضباط من الطبقة النخبوية المتسلطة لقسم الولاء للشعب والوطن والدفاع عن حياضه والذي تحول للأسف مهمة قذرة يؤديها جيش الشعب المفترض لاستئصال الشعب وقمع إرادته الحرة , ورغم التعتيم الإعلامي المقرف و البائس لنظام البعث السوري فقد تناقلت الأنباء أخباراً مفرحة و مشجعة وواعدة عن انشقاقات محورية كبرى حدثت ضمن محيط صغار الضباط في الجيش السوري الذين قرروا الانحياز لشعبهم و لقضيتهم الوطنية التحررية الكبرى و الانشقاق من المجاميع الإرهابية المملوكية المجرمة التي ستحال كل رموزها الإرهابية قريبا إلى محاكم الشعب السوري التي ستكون تاريخية و متميزة في جردة حساباتها للتاريخ الإرهابي الطويل للنظام السوري بحقبه المختلفة و الممتدة فصولا مرعبة و قاسية منذ عام 1963 , لقد حدد ضباط جيش الشعب السوري الأحرار مبادئهم وهويتهم النضالية و أكدوا على ضرورة محاسبة كل المجرمين المعتدين على إرادة الشعب و حرمة دماء أبنائه و حرائره منطلقين من واقع التلاحم مع الجماهير الثائرة لتقريب يوم الخلاص و التحرر و إنقاذ سورية العظيمة الصابرة من  حماقات وجرائم العصبة الإرهابية الحاكمة و الحليفة لأعداء الشعب السوري و الأمة العربية و خصوصا النظام الصفوي الإيراني و مجاميع العملاء و التوابع الدائرين في فلكه كعصابة حزب "خدا" اللبناني و العصابات الطائفية الكسيحة و المتخلفة في العراق المحتل كحزب "الدعوة" العميل و بقية الجماعات العميلة للمشروع الطائفي الإيراني الكسيح و المتخلف, في ثورة الشعب السوري بطلائعه من أحرار الجيش السوري ضربة ستراتيجية كبرى لكل الحلف الشيطاني الذي لا يتورع عن إبادة الشعب و شل إرادته من أجل ضمان استمرار مخططهم الخبيث المجرم , ففي سورية الحرة تدور اليوم معركة محورية و حساسة لا من أجل تقرير مسار المستقبل السوري فقط بل تتعلق بمستقبل العالم العربي و الشرق القديم بأسره وهي معركة قاسية للغاية يحاول نظام الجريمة و الإرهاب في الشام كسبها بكل الوسائل المتاحة و أهمها الحل الأمني و الاستئصالي و القمعي و الذي لن يزيد الشعب السوري إلا إصرارا على تحقيق الهدف المقدس و إنجاز المهمة و السير بالشعب السوري في طريق جديد و مختلف يتسم بالحرية و الكرامة و إنهاء دولة المخابرات , بكل تأكيد سيزيح أحرار الجيش السوري العار عن جيشهم و سمعته الوطنية و القومية , و ستكون لأحرار ذلك الجيش صولة نضالية شامخة تنهي الوضع السوري الشاذ و بما يحمي دماء الشعب و يصون كرامته , لقد حانت لحظة الحقيقة , وسينجز الأحرار وعدهم المقدس ¯ وساعتها ستسود وجوه و تبيض وجوه , بشرى النصر الشعبي واضحة في الأفق , و العار للقتلة و الجلادين و المجد لسورية الحرة الشامخة.

*كاتب عراقي

 

في الدولة السورية المنشودة!

غسان المفلح/السياسة

ما هو قوام وطبيعة الدولة المدنية الديمقراطية التي ننشدها بعد زوال النظام الاستبدادي?

هناك التباس يطرح دوما عند الحديث عن الدولة المدنية, وهذا الالتباس ناجم عن موقف التيارات الإسلامية من هذه الدولة, والأمر هنا لا يحتاج إلى تنظير لأن كل المستوى السياسي والفكري السوري يعرف ماهي الدولة المدنية, ولهذا لن نضيف جديدا على هذا المستوى, الدولة المدنية هي التي تعتمد على العلاقات المدنية أصلا, لأن المدينة في العصر الصناعي البرجوازي الأنواري, باتت هي الفاعل الأساسي في البنية الاجتماعية وما تقتضيه علاقاتها من قوننة ومؤسسات, وتعايش الناس فيها من مختلف الأديان والطوائف والاثنيات, حيث تعتمد الشارع والحي والمنطقة, وفي كل أحياء المدن يتعايش فيها بشر من مختلف الانتماءات كما قلنا,لهذا نشأ المجتمع المدني, وكان التفاعل في التجربة الانسانية بين الدولة ومجتمع المدينة الحديثة هو الذي يملي علينا ما يمكننا تسميته الدولة المدنية, فيجب على هؤلاء المتعايشين إيجاد صيغة تجمعهم وتعبر عنهم, ولكونهم مختلفون دينيا وطائفيا واثنيا, فيجب أن يتشاركوا جميعا على قدم المساواة في إنتاج هذه الصيغة من التعايش, وهنا لا يمكن لا لدين معين أن يخلق مساواة ولا لطائفة معينة ولا لاثنية واحدة, مساواة البشر تجاه بعضهم بعضاً, والأهم من كل هذا هو إحساس الفرد بالمساواة, وبأنه لا يخضع لتمييز على اساس دينه أو طائفته او اثنيته او انتماءه السياسي أو جنسه. لهذا نقول الدولة المدنية ليست مشخصنة, ولا متدينة ولا مطيفة ولا محزبنة ولا ذكورية, وأنا دوما في الواقع تحضرني أمثلة كثيرة ولكن المثال الهندي يبقى الأغنى من حيث تشابه الوضع هناك مع الوضع السوري, هناك أكثرية دينية وقومية, ولكن توجد كل أديان العالم وطوائفها تقريبا, والتعايش قائم واصبحت الهند من الدول الكبرى, ودستورها لا يميز بين أي مواطن أو آخر ولا على أي صعيد من صعد الفعالية الاجتماعية الكلية, للمسلم الحق كما للبوذي كما للمسيحي وللهندوسي وللسيخي أن يحدد وضعيته السياسية مثلا من خلال صندوق الاقتراع. هذه بداهة من بداهات التجربة البشرية التي انتجت الدولة المدنية, من هذه المقدمة السريعة, ادخل للوضع السوري, ومن دون أن نلف وندور حول نقطة أساس وهي أن طرح الدولة المدنية بما يعني غيابها سببه النظام الحاكم والنظام الحاكم حصرا, وأي اسباب أخرى وإن وجدت فهي ثانوية, فليست الأديان السورية بمشكلة ولا الطوائف بمشكلة ولا الاثنيات بمشكلة في وجودها على هذه الارض, بل المشكلة في السياسة والمصالح, تشخصنت الدولة السورية وأخذت ملامحها من الشخص الأول في الحكم, استطاع حافظ الأسد أن يضفي حتى سماته الشخصية وأخلاقياته وتحالفاته المبطنه والظاهرة, وحتى بعض ما يعتقده على هذه الدولة, فهي بغض النظر عما يمكن أن يقال, لم تعد الدولة السورية, هي اصبحت دولة الأسد السورية, وهذا ما يعبر عنه في شعار" سورية الأسد" إنه تكثيف لكل هذه الدلالات والمنظومات القيمية والمجتمعية التي آلت إليها الدولة السورية الفتية عندما اغتصب السلطة فيها شخص واحد, ولننظر إلى التسمية التالية" الرئيس الأسد هو المحامي الأول والقاضي الأول والفلاح الأول والعامل الأول والعسكري الأول, لكن لم يقل الطبيب الأول أو المهندس الميكانيكي الأول, ولهذا أيضا دلالاته التي لاتخفى على أحد, سواء على المستوى الجماهيري أو على المستوى المؤسساتي الفاعل من حيث السلطة. حتى أن هناك من يقول أنه اصبح المقدس الأول عند بعض اتباع بعض المعتقدات الدينية! لنر بعض مشايخ الدين السنة أو العلويين كيف يتكلمون عنه. وفيما بعد اصبحت عائلته كلها ضمن أطار المقدس هذا, ولتتحول سورية اقطاعية تخص هذه العائلة وهذه العائلة فقط, ولا تقبل القسمة على أي مواطن سوري أو مع أي مواطن سوري. هذا هو نص السلطة الذي نحاول نحن في شتى مراحل نضالنا السياسي ومقتضياته أن نغض عنه الطرف لعل وعسى أن تركن هذه السلطة إلى قليل من ضمير جمعي على المستوى الوطني السوري, ولكن عبثاً. فهي تتلاعب بكل شيء من أجل استمرار قداستها السلطوية هذه. لهذا كنت ابتسم عندما يتحدث بعضنا عن علمانية أو نصف علمانية تسم هذه السلطة!

وما يجري الآن في سورية من قتل لشعبها يوضح مدى علمانية أو نصف علمانية, من يقتل شعبه وهو يرتدي لباسا رياضياً! ذكرني بأحد ضباط التحقيق في الأمن العسكري في ثمانينات القرن العشرين, كان يستخدم المعتقلين كيس ملاكمة! هذا هو عنوان ما بني في سورية والعنوان الأكثر حقيقة في تعبيره عن تفكير شخوص الحكم في الشعب المحكوم! هذه الشخصنة الأسدية يجب التخلص منها نهائيا.

أنا هنا استجيب لما طرحه الصديق لؤي حسين من أجل مؤتمر حول مستقبل سورية, وطرح مجموعة من الأسئلة عن شكل الدولة المستقبلية بعد زوال الاستبداد, في الشق الأول من الأسئلة أعتقد أن الصديق والمعتقل السابق والناشط الحقوقي أنور البني قد طرح مسودة دستور جديد لسورية, وبوصفه رجل قانون أيضا, يمكن أن يكون اساسا لدستور ما بعد الاستبداد. والاستفادة من كل تجارب الدول التي تشبه في تركيبتها المجتمع السوري كالهند مثلا أو سويسرا أو أميركا, أو مصر الحالية بعد نجاح ثورتها وإقرار الدستور الجديد.

وأتي الآن إلى الشق الأخير والأكثر أهمية في الحقيقة في سياق طرح انعقاد المؤتمر المقبل, والأكثر أهمية من زاوية الوضع السوري الذي خلقته الثورة الشبابية السورية المستمرة في تقديم الشهداء من أجل حريتها وكرامتها ومستقبل بلدها وشعبه. هل ستكون السلطة شريكة في المرحلة الانتقالية?

هذا هو السؤال الأول من هذا الشق من الورقة, أعتقد أن الإجابة يمكن أن تكون عبر إعادة صياغة السؤال نفسه" هل تقبل هذه السلطة بالذات أن تكون شريكة في مرحلة انتقالية? أعتقد يصبح السؤال مفهوما ومجابا عليه, وخصوصاً بعد عمليات القتل المنهجي للشعب السوري. في السلطات المشخصنة حتى تتخلص من استبدادها عليك بداية أن تتخلص من الشخوص الفاعلين فيها, أما أجهزة ومؤسسات فهذه ليست مطروحة عند أحد كما أعتقد, حتى على صعيد حزب البعث, من الفاعل فيه, ومن يقبل أن يكون شريكا? أعتقد أن الفاعل الأساس في الحزب هو الفاعل الشخصي نفسه في بقية أجهزة السلطة, وبعدها لا أحد يستطيع منع اي مجموعة من إعادة تشكيل بعثها وفق الدستور الجديد. والمفردة تتخلص في أن يتركوا مواقعهم السلطوية.هناك أيضا فارق علينا ملامسته, وهو الفارق بين مؤسسات الدولة وبين أجهزة السلطة, بين الفاعلين وبين الموظفين لديهم, وسؤال آخر بسيط جدا, هل يقبل بشار الأسد أو أخيه, أن يكونوا أعضاء في جمعية تأسيسية انتقالية, تقود المرحلة الانتقالية, وبوصفهم أعضاء لهم ما لبقية أعضاء هذه الهيئة من حقوق وواجبات? أعتقد ان هذه صعبة قليلا! هذه الهيئة التي تعد لدستور جديد للبلاد, وانتخابات رئاسية وبرلمانية وبلدية, ولا يحق لأعضائها الترشح في الدورة الأولى. وبالطبع تبقى المظاهرات السلمية متاحة ضمانا للجميع.خلال هذه الفترة تقوم هذه الجمعية التأسيسية بعقد مؤتمرات شعبية في الأحياء والمدن, من أجل إعادة رتق التهتك الذي احدثه سلوك هؤلاء في النسيج الوطني, بحيث يعود البريق النسبي للانتماء لسورية لتولد من جديد, لا تمييز فيها ولا أحقاد ولا آل الأسد حيث يمكنهم الذهاب لإيران أو يمكنهم الذهاب لتركيا. وبذلك يصبح من السهل جدا بناء الدولة المدنية السورية الجديدة, بشكل سلمي وآمن.

ويبقى من يحب المساهمة في المرحلة الجديدة من ضباط وعسكر في أماكنهم لهذه الفترة الانتقالية ريثما يبرد الجرح السوري النازف.

*كاتب سوري

 

جنبلاط يقاتل وحيداً لدَرء شبَح المواجهات

فادي عيد/الجمهورية

يكشف أحد رفاق وليد جنبلاط أنّ الرجل عاد من زيارته إلى موسكو مُثقلا بالهواجس ذاتها التي تنتابه جرّاء ما هو حاصل في سوريا، وأنّ هذه الزيارة هي التي رسمت له خارطة طريق جديدة لاتّخاذ المواقف السياسية المستجدّة التي يتّخذها اليوم. ويتابع الرفيق أنّ رئيس جبهة النضال سيزور في وقت قريب جدّا تركيا، بعدما كانت العلاقة معها قد تراجعت إثر انقلابه الأخير على حلفائه في الأكثرية القديمة، الأمر الذي أدّى إلى سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري، كما إلى ضرب تسوية الدوحة، ما أزعج المسؤولين الأتراك.

لكن الاتّصالات التي جرت في الأسابيع القليلة الماضية عبر أصدقاء مشتركين أدّت إلى حلحلة ما، تُرجمت بزيارة قام بها السفير التركي في بيروت إلى دارة النائب جنبلاط في كليمنصو. إنّما، تابع رفيق زعيم المختارة، نتمنّى أن لا تؤثّر استقالة بعض الجنرالات الأتراك على هذه الزيارة، نظراً لانهماك المسؤولين هناك بهذه القضية.

وقد تركت مواقف النائب جنبلاط التي تطرّق فيها إلى النظام السوري والثورة الحاصلة و"ما سمّي بالممانعة" تساؤلات عدّة لدى حلفائه الجدُد، تحديدا "حزب الله"، والذين يتردّدون، بحسب ما نُمي إلى جنبلاط، بالردّ عليه. إنّما بورصة الردود عادت لتفتتح من خلال النائب في تكتّل "التغيير والإصلاح" زياد أسود الذي غمز من قناة جنبلاط عندما قال إنّ النظام السوري متماسك، وإنه ليس هناك ثورة، بل مخرّبون يتعرّضون للقوى الأمنيّة. هذا بالإضافة إلى بعض الإشارات السلبية تجاه جنبلاط جرّاء مواقفه الأخيرة، والتي أطلقها اللواء جميل السيّد من قناة "المنار"، وهذا مؤشّر لا بدّ من التوقّف عنده لِما للّواء السيّد من صلات وثيقة مع "حزب الله" والعاصمة السورية على السواء، ناهيك عن الإعلام التابع لقوى الثامن من آذار الذي عاد ليوجّه سِهامه تجاه زعيم المختارة.

"زكزكة"، وسكّة حوار

كذلك أتى استقبال الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله للنائب طلال إرسلان وللوزير السابق وئام وهّاب في إطار "زكزكة" زعيم المختارة، ما يذكّر بالعودة إلى ما كانت عليه الحال السياسية المتوتّرة بين 8 و 14 آذار، وأيضا من خلافات بين المعارضة الدرزيّة يومها مع الحزب التقدّمي الاشتراكي، وإن كانت الظروف الحاليّة مغايرة بعض الشيء عن تلك المرحلة، وذلك على خلفيّة ما يجري من ترتيب للبيت الدرزي الداخلي، لكن المخاوف تبقى واردة من إمكانية خلق إشكالات مدبّرة وممنهجة في بعض المناطق الدرزية في حال ذهب جنبلاط بعيداً في مواقفه المستجدّة والبعيدة عن الخط السوري.

ويبرّر رفيق جنبلاط مواقفه ممّا يجري في سوريا، بأنّ الزعيم الاشتراكي لا يمكنه إلّا أن يكون في قرارة نفسه مع حركة الشعوب التوّاقة إلى الحرّية والعدالة والديمقراطية في وجه كلّ الأنظمة، والشموليّة منها بشكل محدّد. كاشفا أنّ النائب جنبلاط يترقّب عودة الرئيس سعد الحريري من الخارج مع بداية شهر رمضان، أمّا في حال عزف الحريري عن العودة كما يتمّ التداول في كواليس 14 آذار، نظراً لوجود محاذير أمنية، فإنّ رئيس جبهة النضال سيلتقي الحريري في باريس في وقت قريب لأنّ مقرّبين من الرجلين يؤكّدون أنّ الحرارة عادت إلى العلاقة بينهما بعد الاتّصال الذي أجراه جنبلاط بالحريري، والذي فتح كوّة في جدار القطيعة بين الزعيمين، وفاتَح جنبلاط الحريري خلاله بضرورة تخفيف الاحتقان بين تيّار المستقبل

و"حزب الله" لِما لاستمرار الخلاف من تأثير سلبي على الأرض بين جمهور الطرفين، مشدّدا أيضاً على أهمّية الشروع مباشرة في الحوار مع الحزب من أجل درء الخطر الذي قد يتأتّى من استمرار التشنّج بين الطرفين. وفي موازاة ذلك، فتح جنبلاط سكّة حوار وتشاور مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، تركّزت على البحث في سبُل درء التأثيرات الإقليميّة، وخصوصا السوريّة، على المعادلة الداخلية "المتوتّرة"، وتطرّقت بالتالي إلى أهمّية دعم الحوار المسيحي الداخلي بين القيادات المارونية، نظراً لانعكاساته الإيجابية على الحوار الوطني الذي قد ينطلق قريبا. وإزاء تصاعد وتيرة التهديد والوعيد من قِبل أركان الأكثرية لقوى المعارضة وردود قوى 14 آذار المتركّزة على التمسّك بالعدالة الدوليّة ورفض الكيدية والانتقام، فإنّ جنبلاط يكاد يكون وحيدا في المحاربة على هذين المسارين، وينشط في تدوير الزوايا بين "المتقاتلين"، على رغم السهام التي تنهمر عليه من الطرفين.

 

آل ضو في القريّة يندّدون بقتل عماد ونجله ويستغربون "شائعات لا تمتّ إلى الحقيقة"

 المتن الأعلى - "النهار"/مأساة جديدة من المآسي التي يعانيها اللبنانيون في بلاد الاغتراب، اذ  فُجعت بلدة القريِّة ومنطقة المتن الأعلى ( قضاء بعبدا) بجريمة قتل أودت بحياة رجل الاعمال عماد علي ضو (50 عاما) ونجله أندرو (22 عاماً)، من دون أن تُعرف حتى الآن ملابسات الجريمة ودوافعها. والراحل ظل على صلة بوطنه لبنان وبلدته القريِّة.

وفيما كان أقاربه ينتظرون وصوله ويستعدون لاستقباله مع نجله أندرو حيث كان قد حجز لتمضية فصل الصيف في لبنان، فوجئوا بخبر مقتله ونجله في فيلّته الواقعة في مدينة لوس غاتوس في ولاية كاليفونيا قبل يومين، وأمت بلدة القريِّة وفود معزية ومستنكرة الجريمة.

بيان العائلة

واصدرت عائلة ضو – القريِّة (قضاء بعبدا) بياناً نددت فيه بالجريمة التي وقعت يوم الاربعاء الماضي "إذ عثر على ابننا عماد مقتولاً في غرفته وعلى نجله أندرو مقتولا في غرفته في الفيلا نفسها". وأضاف البيان: "ان ابننا عماد رجل أعمال ناجح، أسس العديد من الشركات في معظم الولايات الاميركية، وتربطه علاقات متينة مع كبار المسؤولين الاميركيين من مختلف الاتجاهات السياسية، فضلاً عن أنه لم يمارس أي عمل سياسي، وظل متفرغاً للعمل على تطوير مشاريعه، وهو ينتمي الى عائلة معروفة في مجال الاعمال في لبنان والدول العربية، وكان متمسكاً بالقيم والمناقب اللبنانية والمعروفية". وأشار البيان الى ان أندرو الذي "تفوق في الدراسة الجامعية في مجال ادارة الاعمال، كان في الوقت عينه يعد اعدادا رياضيا كوجه واعد على مستوى كرة السلة الاميركية ليرفع اسم لبنان عالياً في الدوري الاميركي (N.B.A) الاشهر في العالم".

وأضاف: "فيما لا تزال الشرطة الاميركية وسائر الاجهزة المختصة في الولايات المتحدة الاميركية تتابع التحقيقات من دون التوصل الى نتائج حاسمة، نفاجأ بشائعات لا تمت الى الحقيقة بصلة، ولذلك يهمنا توخي الدقة في نقل أي خبر على صلة بالحادث، ونتمنى على وسائل الاعلام الرجوع الى العائلة واحترام حزنها في هذه الفترة، وتقدير حجم الكارثة التي ألمت بنا. واننا، نناشد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الايعاز الى الجهات المعنية لاتخاذ الاجراءات المناسبة، والتنسيق مع الاجهزة الاميركية المختصة لكشف ملابسات الجريمة والاقتصاص من الفاعلين". وكشف موقع "ميركوري نيوز" الاخباري ان المحققين يعتقدون بأن ضو اطلق النار على نجله الذي يعاني السرطان ثم اطلق النار على نفسه.

 

كشف المعتدين على "اليونيفيل" أو تلويح بالانسحاب

النهار/ينتظر الحكومة استحقاقان، الاول هو اثبات قدرة الاجهزة على فرض الامن بمنع اعمال القتل او التفجير عن قوة "اليونيفيل" والواقعة تحت مجهر مراقبة فرنسا التي تريد اختبار مدى قدرة الاجهزة على كشف الجهة التي نفذت الاعتداء على جنودها العاملين في عداد "اليونيفيل" الاسبوع الماضي وكذلك الجهة التي تقف وراءها، والا فان باريس سيكون لها موقف حازم لوح به بعض ديبلوماسيي وزارة الخارجية الفرنسية متحدثين عن احتمال سحب الكتيبة العاملة في "اليونيفيل" منذ تشكيلها العام 1978 من غير ان يخفوا امام المسؤولين اللبنانيين ان هذا الموقف قد يؤدي الى مواقف مشابهة من دول اخرى مشاركة، مما سيضعف القوة الدولية ودورها في احلال السلام والاستقرار في المنطقة وليس في لبنان وحده.

وكانت مصادر ديبلوماسية فرنسية لفتت مسؤولين لبنانيين قبل الاعتداء على القافلة عند مدخل صيدا انها "غير مرتاحة الى الوضع الامني في الجنوب ولديها معلومات استخباراتية عن تحوله ساحة صراع بين مقاتلي "حزب الله" واسرائيل في مواجهة ستكون اشرس مما كانت في تموز 2006". كما ان الكتيبة الفرنسية تتعرض لمضايقات في عدد من القرى وان جنودها تعرضوا لرشق بالحجارة ولا يسمح لها القيام بالمهمة المنوطة بها، وهي لا تلقى التعاون الكافي من الجهات المطلوب منها التعاون، لا بل على النقيض تجد نفسها فاشلة او مضللة خلال التنفيذ. ولم يخف ضباط الكتيبة ما يتعرض له الجنود من مضايقات خلال تنفيذهم مهمات ميدانية وقد ابلغوا نظراءهم اللبنانيين ان لديهم معلومات عن احتمال تعرضهم لاعتداء لانهم فرنسيون مشاركون في قوة "اليونيفيل".

ولم يعد سرا ان هواجس فرنسا بسبب وضع جنودها في الجنوب طرحت على اعلى المستويات في باريس مع قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي تعهد علنا حماية "اليونيفيل"، وبعد اقل من ثلاثة ايام استهدف خمسة جنود فرنسيين وليس سواهم من معتمري القبعات الزرقاء بالمتفجرة.

اما الاستحقاق الآخر، فهو معرفة نتيجة تحريات الاجهزة الامنية من المتهمين الاربعة من "حزب الله" باغتيال الرئيس رفيق الحريري، لان لبنان في عين الرقابة الدولية، بما فيها فرنسا، بالنسبة الى هذا الاستحقاق الذي بدأ يدخل حيز التنفيذ مع اقتراب انتهاء المهلة المحددة للتوقيف بعد اقل من 11 يوما. واللافت ان المحكمة اعلنت الجمعة الماضي اسماء المتهمين ونشرت صورهم مع نبذات من سيرهم وحتى رقم ضمان المسجل لهم في الصندوق الاجتماعي.

ولاحظ مسؤولون قضائيون ان ما اقدمت عليه المحكمة ليس جديدا وهو معروف، واكد وزير الداخلية مروان شربل صحة اسماء المتهمين مما يعني ان الاسماء المنشورة اصبحت صادرة عنها بعدما كانت ارسلتها الى مدعي عام التمييز سعيد ميرزا في مظاريف مختومة. والمتوقع ان يتضمن التقرير الذي سيرسله ميرزا الى المحكمة ان الاجهزة الامنية نشطت ولم تتمكن من ضبط المتهمين، والتحريات ناشطة لاعتقالهم في حين ان "حزب الله" يرفض الاتهام كلياً، ويؤكد امينه العام السيد حسن نصرالله ان تسليم اي متهم ليس وارداً لا في الوقت الحاضر ولا بعد ثلاثين او ثلاثمئة سنة. وحذرت مصادر وزارية من ان الوضع الجديد الذي سينشأ منتصف الشهر الجاري (آب) مع نشر بعض ما ورد في القرار الاتهامي تمهيداً لبدء المحاكمات الغيابية، سيكون مادة خصبة للتراشق السياسي والاعلامي بين مؤيدي المحكمة ومعارضيها.

 

قلق ديبلوماسي حيال الوجهة المقبلة للوضع الداخلي

عوامـل تصعيـد تهــدّد ضمـانات الاستقرار

روزانا بومنصف/النهار

يبدي بعض رؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدة في لبنان تردداً في شأن تركهم العاصمة اللبنانية الى بلدانهم او بلدان أخرى في عطلتهم الصيفية نتيجة خوفهم من تطورات قد تحصل وهم في الخارج. فهناك الكثير من المخاوف غير المعلنة مما يمكن ان يتطور اليه الوضع في لبنان او ان يكون ساحة له حسب التطورات في المنطقة وخصوصاً في ظل احتمال تحريك جبهة الجنوب، تخفيفاً او صرفاً للأنظار عما يجري في سوريا مثلاً، ولو ان هناك أسباباً منطقية تفترض استبعاد مثل هذا الخيار. ومع ان لبنان لا يحظى بأي اهتمام دولي في ظل انشغالات أكثر حيوية للدول الكبرى ونتيجة تعب و"زهق" منه اضافة الى غياب قضية مهمة على اي مستوى راهناً، فان هذا الاحتمال لا يسقطه هؤلاء من اعتبارهم بناء على ان ما يجري في سوريا يمثل استحقاقا مصيرياً غاية في الخطورة على افرقاء لبنانيين واقليميين لن يكون سهلاً التنبؤ برد فعلهم حياله.

 يضاف الى ذلك وجود عوامل داخلية مقلقة أحدها هو منحى التطورات السورية المتفاقمة يوماً بعد يوم على نحو يمكن ان يرتد سلباً او ينعكس على لبنان. والآخر هو تصاعد التوترالسياسي بين الافرقاء الاساسيين  في لبنان على وقع ما تثيره الحوادث السورية من اضطراب، ولو ان ذلك لا يعلن، الى جانب خلفية الصراع الداخلي المتزايد والذي تشي به المواقف المعلنة التي تنطوي على تشنج كبير بفعل الانقسام العميق الحاصل حول كل الامور الاساسية تقريباً. إذ انه بالنسبة الى العامل الأول فان حوادث امنية عدة متفرقة حصلت في لبنان وعلى صلة في شكل او في آخر بالتطورات السورية من دون ان تظهر السلطات اللبنانية اي قدرة على ضبطها بما لا يشجع على الثقة بامكان تصديها لتحد كبير يمكن ان يواجهها يفعل التطورات السورية  التي تلقي بثقلها على لبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وكان آخر ما حصل في هذا الاطار التظاهرة الداعمة للنظام السوري والتي اتخذت منطقة الجديدة في المتن ساحة لها في ما بدا بالنسبة الى المراقبين انه استفزاز مقصود كونه يجري خارج البيئة التي تتفاعل من ضمنها القوى التي نظمت التظاهرة اذ ان هناك بيئات اجتماعية وطائفية أكثر ملائمة لها وفي نقطة رمزية هي مكان اغتيال النائب بيار الجميل على نحو ينذر بتحد كبير يمكن ان يجر الى فتنة تنطلق من المناطق المسيحية اذ كان في امكان حزب الكتائب اللبنانية ان يجمع الآلاف تصديا لذلك لولا انه واع لمثل هذا التحدي وما يعنيه وفق ما قال النائب سامي الجميل. ومع ان هذا المشهد يذكر كثيراً بالاحتفالات التي كانت تختارها الأحزاب الحليفة لسوريا في جونيه ابان عهد الرئيس إميل لحود من حيث طابعها الاستفزازي من جهة والتعبير عن كسر ارادة البيئة السياسية التي تقام فيها هذه الاحتفالات من جهة أخرى، فان الأمر مختلف في ظل احتقانات طائفية ومذهبية موجودة وتتفاعل أياً تكن المنصة او المكان التي تعتمد لاطلاق هذه الفتنة.

وهناك عين على ما حملته التطورات الأخيرة من توقيف لبنانيين على خلفية الموضوع السوري كما على التظاهرات في طرابلس الداعمة للشعب السوري كل اسبوع بعد صلاة الجمعة على نحو يعكس توترات لبنانية متنقلة وكل منها تحمل بذور ترجمة امنية محتملة.

وتلفت هؤلاء ما تثيره مواقف دعاة الحوار انفسهم  من مخاوف من الفتنة على خلفية التطورات الداخلية المتفاعلة المتصلة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان فضلاً عن مفاعيل اسقاط ما كان يسمى حكومة الوحدة الوطنية مضافا الى هذه جميعها ما يجري في سوريا من تطورات. فهذه الدعوات الى الحوار تعطف على التحذير من اسقاطه او عدم حصوله على اساس ان الفتنة هي البديل منه شأنها في ذلك شأن التحذيرات من ان استقرار لبنان مرتبط باستقرار سوريا  وأمنه أيضاً مرتبط بأمنها. وما دام الحوار ليس مرجحاً في وقت قريب ولا أحد يبدو مستعداً له لحسابات اقليمية ومحلية على حد سواء على رغم كل كلام مغاير وما دامت سوريا غير مستقرة والأمور بدأت تفلت على صعد عدة، فان المرجح ان يترك ذلك المجال واسعا للتخوف من البديل اي الفتنة التي يحذر منها المسؤولون اللبنانيون. علماً ان تأثير ذلك فعلا على السياسيين لا يبدو كبيراً، في ظل اصرار علني من كل الجهات المعنية على رفض الفتنة  او الانجرار اليها علماً ان لا ضمانات مؤكدة يمكن احداً ان يقدمها في هذا الاطار.

 

سوريا.. سقط النظام!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط

يستقبل العالم الإسلامي شهر رمضان المبارك هذا العام بنكهة الدم، كيف لا وبلد إسلامي عظيم كسوريا يبيد جيشُ نظامه شعبَه في مدينة تلو الأخرى في غرة هذا الشهر الفضيل؟! كانت أرتال الدبابات السورية تدك حمص وحماه ودير الزور وإدلب ومعرة النعمان والبوكمال ودرعا، وكانت حصيلة المقتولين فوق مائتي شخص.. مذابح وحشية، مصابون يمنعون من إدخالهم المستشفيات، ومبان تدك عن بكرة أبيها، مساجد تقصف بالصواريخ، مخازن المياه تهدم والكهرباء تقطع والطرقات تسد!

لم يعد الحديث مجديا أن يكون – بسخافة – عما إذا كان نظام بشار الأسد قد فقد شرعيته أم لا، ولكنه حتى اليوم فقد هذا النظام أخلاقه ودينه وإنسانيته. كذلك لم يعد من الممكن فهم صمت الدول والمنظمات العربية والإسلامية (وأولها تركيا) إزاء المذابح والمجازر التي ترتكب في حق السوريين (على الأقل مقارنة بالتنديد للحادث الإرهابي الذي حصل من مجرم النرويج أو المجاعة التي تحصل على أرض الصومال)، لم تعد مجدية قراءة المسألة من الجانب السياسي والأمني والحديث عن المبادرات والحوارات والقرارات الإصلاحية الكاذبة. فلقد أبان هذا النظام المجرم عن وجهه الحقيقي، وكشف عن توجهه المتواصل، فهو لم يتعلم ولم يحد عن خط أبيه الذي تسبب في إبادة أهل حماه وأسقط 45 ألف قتيل فيها، وكذلك فعل في تدمر وحلب وفظع في معتقلاته بعشرات الآلاف عبر السنين، وها هو بشار الأسد يسير على نفس الخط ويقوم بمجازر مذهلة ولا يرحم النسوة ولا الأطفال ولا الشيوخ بشكل تعجز الكلمات عن وصفه والتعبير عنه، ولكن اليوم يدخل في مواجهة مع عباد الله في شهره الفضيل، فهو تعدى النواميس واخترق الحرمات ولم يعد أمره قاصرا على إدانة أوباما ولا على احتجاج كلينتون عليه ولا على عقوبات الاتحاد الأوروبي بحقه ولا تخدير أردوغان له ولا شجب جامعة الدول العربية (الذي لن يحصل)، هناك دم استبيح في شهر عظيم، هناك جرائم تحدث في شهر فضيل، أمهات ثكلى تصيح وترفع أياديها إلى عنان السماء تدعو وتستغيث، أطفال يملأ صراخهم المدى من الخوف والذعر، رجال خالطت أدمعهم كلماتهم وهم يرون أشلاء أقربائهم وأهليهم وأحبتهم ممزقة على الطريق بعد أن قتلوا من قذف الصواريخ وسير الدبابات عليهم.

في ظل الصمت الدولي المتآمر والعربي والإسلامي المعيب الذي يوضح كله أن هناك «اتفاقا ما» ربما تم لصالح النظام السوري الذي «وافق» على الاعتراف بإسرائيل وحدود «جديدة» لها مقابل السماح له بتنظيم شؤونه الداخلية (وهو الأمر الذي فضحه ابن خال بشار الأسد، رامي مخلوف حينما قال إن أمن سوريا من أمن إسرائيل).

بشار الأسد الذي كان فرحا برفع أكبر علم في تاريخ سوريا تأييدا له وهو الذي لم يستطع نظامه ولا نظام أبيه لمدة أربعين سنة أن يرفع راية طولها نصف متر على الجولان، أو أن يسمح بأن يرمى حجر واحد باسم المقاومة من حدوده مع إسرائيل لاستعادة أرضه؛ لم يعد يقاتل ثوارا ولكن اليوم يعادي كل عباد الله السوريين في هذا الشهر الفضيل. وعليه لم تعد مسألة سقوط النظام من عدمه مسألة قابلة للبحث، لقد سقط النظام في الناموس الإلهي، وهذه العمليات الإجرامية التي قام بها البارحة هي تأكيد على أن النظام فقد صوابه تماما ولم يعد لديه القدرة على التصرف بالعقل ولا بالحكمة، وأن الخوف من شهر رمضان عمى بصر النظام وبصيرته.

أبشروا يا أحرار سوريا بالفرج والنصر المبين، أبشروا بالحرية والكرامة والخلاص العظيم.. النظام سقط ومات ولا رحمة عليه!

 

ضرورة التغيير في سوريا وخصوصيته

منذر خدام/الشرق الأوسط

لأول مرة منذ خمسة عشر قرنا يطرح التاريخ في جدول أعماله مهام الثورة السياسية الوطنية الديمقراطية في الوطن العربي، كمهمة قابلة للإنجاز، بعد كل الإرهاصات الفاشلة التي سبقتها منذ بداية ما اصطلح على تسميته بعصر النهضة. السبب في ذلك يكمن في التناقض الكارثي بين مستوى تطور العلاقات الرأسمالية في المجتمع، وعلى الصعيد الدولي، وطبيعة النظام السياسي القائم، بين مستوى تطور الحاجات المجتمعية والجماعية والشخصية، وقدرة النظام السياسي العربي على تلبيتها. من هذا المنطلق فإن ما يجري في الوطن العربي هو ضرورة في التاريخي، وليس مؤامرة تحيكها الدوائر الغربية، والأميركية منها، على وجه الخصوص. لقد فاجأت الثورات العربية الديمقراطية هذه الدوائر، التي تحاول الآن جاهدة الالتفاف عليها، أو إعاقتها حتى لا تصل إلى نهايتها الحاسمة بإنشاء أنظمة سياسية ديمقراطية حقيقية، تؤسس لبناء دول مدنية ديمقراطية. من جملة الأسباب التي يمكن سوقها للبرهنة على ذلك سببان رئيسيان:

الأول منهما يتعلق بوجود إسرائيل، التي سوف تفقد حصرية تقديم نفسها على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة هذا من جهة، ومن جهة ثانية لن تستطيع بعد الآن فرض إرادتها على حكومات ديمقراطية منتخبة في أي تسويات سياسية محتملة، بل ثمة مؤشرات حقيقية على إعادة النظر في التسويات المنجزة في ضوء المصالح الوطنية والعربية العليا، هذا عدا عن فتح خيارات أخرى، مما أرغم إسرائيل على إعادة النظر في استراتيجيتها.

السبب الثاني وهو شديد الأهمية، ويتعلق بكون الديمقراطية سوف تتيح فرصا حقيقية للتنافس في سبيل تنمية وطنية حقيقة، توظف جميع الإمكانات المتاحة، ومنها الثروات الطبيعية، والقوة البشرية، والموقع الاستراتيجي في خدمتها، مما يتيح لأول مرة للشعوب العربية الدخول في العصر، وامتلاك عناصر القوة بالمعنى الحضاري.

بمعنى آخر، فإن نجاح الثورات السياسية العربية سوف يؤدي إلى التحكم بالقضيتين المحوريتين المحددتين للاستراتيجيات الغربية تجاه المنطقة العربية، أعني العلاقة مع إسرائيل، والثروات الطبيعية، وتوظيفهما في خدمة المصالح الوطنية والعربية العليا.

لقد تأخرت الثورات السياسية الديمقراطية في الدول العربية، لأسباب كثيرة، مع ذلك فهي قد قدمت نموذجا للثورات الشعبية غير مسبوق في التاريخ.

من مفارقات التاريخ أنه عندما يطرح في جدول أعماله الثورة كمهمة قابلة للإنجاز لا يهتم أبدا بالصدف التي تقود إليها (مثلا البوعزيزي في تونس، وخالد سعيد في مصر، وأطفال درعا وعقال ذلك الشيخ في سوريا...)، ويتجاهل في كثير من الأحيان طبيعة القوى الاجتماعية التي تشكل قبضته، فهو ينشغل بالعملية، وباتجاه الحركة فيها، وبمآلها النهائي، لا بتفاصيلها. إنه يترك التفاصيل لنا نحن - أدواته الفاعلة في الحركة - لنقوم بنقلها من حيز الضرورة الكامنة، إلى حيز الضرورة الفاعلة، من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل. وإذ نقوم بنقلها، فإن الظروف الخاصة بكل بلد عربي تترك بصماتها على طريقة النقل، وتحدد كلفتها، وزمن استغراقها.

لقد ساهم وجود مستوى معين من الحياة السياسية، والاستقلالية النسبية لهيئات المجتمع المدني والأهلي، وميل ميزان القوى المجتمعي الفاعل لصالح قوى التغيير، وكذلك وجود مؤسسة عسكرية وطنية غير سياسية، في تسريع عمليات إسقاط النظامين السياسيين في كل من تونس ومصر. أما في اليمن فإن وجود حياة سياسية نشطة، والتوازن النسبي بين قوى التغيير المجتمعية والسياسية، والقوى الداعمة للنظام، وخصوصية المؤسسة العسكرية التي تدخلت البنى الأهلية في تكوينها، جعلت عملية التغيير تطول، وتأخذ طابع المساومة والحلول الوسط.

الوضع في ليبيا يختلف جذريا. هنا لم يسمح نظام القذافي بوجود دولة، بل سلطة عائلية، وبالتالي لم يكن هناك حياة سياسية، ولا جيش وطني، ولا تنظيمات مدنية، أو أهلية خارج الأطر القبلية التي حاول القذافي استمالتها إليه مستخدما ثروة ليبيا الهائلة التي بذرها في كل اتجاه.. ومع أن انتفاضة الشعب الليبي، أخذت في البداية الطابع السلمي، وشملت جميع المدن الليبية في تعبير واضح عن رغبة الغالبية العظمى من الشعب الليبي بضرورة التغيير، إلا أن الرد العنفي للنظام الليبي، وتدخل القوى الخارجية جعل مسار التغيير يأخذ صيغة الحرب الأهلية.

في الجزائر والمغرب حيث يوجد مستوى جيد من الحياة السياسية الديمقراطية، ومن الحريات الإعلامية، سرعان ما استجابت السلطات لمطالب التغيير المجتمعية والسياسية، فأعلن في الجزائر عن برنامج إصلاحي متكامل يجري إعداده وتنفيذه خلال سنة بمشاركة جميع القوى السياسية والمجتمعية في البلاد. وفي المغرب تم الإعلان عن لجنة لتعديل الدستور بما يستجيب لمطالب الشعب في التغيير، والتحول إلى ما يشبه الملكية الدستورية.

بالنسبة لسوريا، التي تعنينا، ثمة خصوصيات لا ريب فيها سوف تلقي بظلالها على مسار التغيير، ينبغي أن تأخذها بالحسبان قوى التغيير المستجدة (الحراك الشعبي في الشارع) كما أخذتها قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية في سوريا سواء في التجمع الوطني الديمقراطي، أو في إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، أو في تحالف الأحزاب الكردية، أو بعض النخب الثقافية، والتي شكلت الأساس التي استند إليه مطلبها في التغيير السلمي الآمن والمتدرج منذ نحو عشر سنوات ولا تزال متمسكة به.

لقد استطاع النظام خلال نحو أربعة عقود بناء دولة أمنية جهازيه قل نظيرها، في تعميم واسع لمفهوم الأمن بحيث شمل جميع مناحي الحياة في سوريا. وبناء عليه فإن القوة الحقيقية في هذه الدولة هي للأجهزة الأمنية، فهي المرجع والمقرر في كل ما يخص الدولة والسلطة والمجتمع. وفي ذات السياق تم تسييس المؤسسة العسكرية تحت غطاء من العقائدية البعثية، التي أخفت تحتها استخداما واسعا وفجا لكثير من البنى الأهلية في بناء الجيش، بل أعدت قوات النخبة فيه (الحرس الجمهوري) لتنفذ مهام أمنية صرفة. ومن أجل إخفاء وتمويه حقيقة الدولة الأمنية الجهازية التي بناها النظام، تم استخدام حزب البعث، والأحزاب المتحالفة معه في إطار ما سمي بالجبهة الوطنية التقدمية، بعد قتل روح الحزبية فيها، وتحويلها إلى مجرد أجهزة للسلطة، لتؤدي وظيفة الغطاء السياسي الديكوري لها.

وفي ذات السياق نجح النظام في توظيف حزب البعث، من خلال توسيع إطاره وإرغام الفئات الشابة على الانتساب إليه، أو من خلال المنظمات التابعة له، لشل إرادة قطاعات مهمة من الشعب، ومنعها من رؤية الأسباب الحقيقية لمعاناتها ولما تعاني منه سوريا بصورة عامة. ومن أجل تأمين مزيد من السيطرة والتحكم بالمسجلين في حزب البعث، أصدر النظام قانون أمن الحزب، لترهيب البعثيين أنفسهم، ولقتل روح التساؤل لديهم. لقد حول النظام البعثيين، وقاعدتهم الاجتماعية إلى مجرد آذان تسمع، وأياد تصفق، وحناجر تصرخ بالروح بالدم.. ومن أجل الهدف الأمني ذاته، تم تحويل جميع التنظيمات النقابية وهيئات المجتمع المدني والأهلي، بعد القضاء على الروح النقابية فيها، إلى مجرد أجهزة للسلطة تقوم بمهام أمنية بالمعنى الواسع لمصطلح أمن.

* كاتب سوري معارض

 

حاكم العراق الإيراني

طارق الحميد/الشرق الأوسط

في 3 يوليو (تموز) 2009، كتبت هنا بعنوان: «العراق.. معركة بايدن وسليماني»، معلقا على إرسال الرئيس الأميركي أوباما نائبه جو بايدن إلى بغداد من أجل إجراء المصالحة العراقية، تمهيدا لقرار الانسحاب الأميركي من العراق، وقلت إن أبرز العقبات التي ستواجه بايدن هي الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

ومما جاء في المقال وقتها: «سألت مصدرا عراقيا مقربا من المالكي، ومطلعا على تفاصيل علاقة بغداد الرسمية مع إيران، عن معنى ذلك، فقال إن ذلك يعني (تشكيل تحالف ثلاثي مكون من حزب الدعوة، والتيار الصدري، والتيار الذي يقوده الحكيم)، مضيفا أن مهندس ذلك التحالف، أو كما قال بالحرف: (المايسترو بذلك التحالف، هو قاسم سليماني رئيس فيلق القدس، الذي يأتمر مباشرة من المرشد الأعلى بإيران). وكثير من المصادر الأميركية والعراقية تؤكد على أن لسليماني تأثيرا كبيرا بالعراق». وجاء في المقال أيضا «ومن هنا يبدو واضحا أن تكليف أوباما لنائبه جو بايدن للقيام بمهمة المصالحة السياسية في العراق سيعجل بمواجهة سياسية صعبة بين واشنطن وطهران في بغداد، قد يكون نجومها بايدن نائب الرئيس، وقاسم سليماني مفوض المرشد».. انتهى الاقتباس.

ويوم الجمعة الماضي، وتحديدا 29 يوليو 2011، نشرت صحيفة «الغارديان» تحقيقا مهما للغاية، نشرته صحيفتنا السبت الماضي بالاتفاق مع الصحيفة البريطانية، يقول إن قاسم سليماني هو الحاكم السري للعراق، وليس ذلك فحسب، بل إن سليماني هو من يدير السياسة الإيرانية في كل من لبنان، وغزة، وأفغانستان، ومؤخرا سوريا، حيث تساعد طهران في قمع الانتفاضة السورية الشعبية. واستهلت الصحيفة البريطانية التحقيق الصحافي بقصة مذهلة تقول إن «هناك قصة يحلو لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) الجديد، ديفيد بترايوس سردها، تعود أحداثها للفترة التي كان فيها جنرالا في العراق يحمل على كتفيه أربع نجوم: في مطلع عام 2008، خلال سلسلة من المعارك بين الجيشين الأميركي والعراقي من ناحية، وميليشيات شيعية من ناحية أخرى، تم تسليم هاتف جوال لبترايوس يحمل رسالة نصية من جنرال إيراني تحول في ما بعد إلى لعنة تطارده. تلك الرسالة كانت من رئيس فيلق القدس النخبوي الإيراني، قاسم سليماني، ونقلها زعيم عراقي بارز. وجاء نصها كالتالي: (الجنرال بترايوس، عليك أن تعلم أنه أنا، قاسم سليماني، من يدير السياسة الإيرانية تجاه العراق ولبنان وغزة وأفغانستان. في الواقع، السفير في بغداد عضو في فيلق القدس، والشخص الذي سيحل محله من فيلق القدس أيضا)». وهنا ينتهي الاقتباس من «الغارديان».

وعليه، فإن المغزى هنا من استحضار مقال «العراق.. معركة بايدن وسليماني» في يوليو 2009، وتحقيق «الغارديان» المنشور في الشهر نفسه من هذا العام، أي بعد قرابة عامين، هو لتأكيد مشروعية تساؤلي حينها حول «من سينتصر في العراق: بايدن أم سليماني؟»، ليس بغرض التباهي، بل لقول أمرين: الأول أنه عند نشر مقالي قال لي مصدر أميركي حينها «أنت تبالغ»، بينما ها هي «الغارديان» تؤكد أن سليماني هو من انتصر في تلك المعركة. أما الأمر الثاني المراد قوله فهو للعرب، وكل العرب، بأنه حقا لا حياة لمن تنادي!

 

سوريا والتحول نحو التطرف!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

منذ منتصف مارس (آذار) الماضي والانتفاضة في سوريا تكبر، من بلدة واحدة هي درعا البعيدة حتى صارت في أكثر من مائة مدينة وبلدة، في الحواضر والضواحي. الاحتجاجات لا تنقطع، والعنف الرسمي يرتفع، والقتلى في ازدياد. الانتفاضة السورية الوحيدة في العالم التي لا تجد مساندة تذكر من الخارج، ومع هذا فشلت محاولات النظام في خنقها. على الجانبين كبرت الحرب. زاد عدد المتظاهرين إلى مئات الألوف بعد أن كانوا بضع مئات، وارتفع القمع بإدخال الجيش طرفا واستخدام الدبابات، ووصل عدد القتلى إلى نحو ثلاثة آلاف والمعتقلين إلى نحو ثلاثين ألفا، تقريبا. ولا يزال المجتمعان العربي والدولي يتفرجان. هذا يجعلنا نعيد السؤال نفسه مرة أخرى: ما الذي يمكن أن يحدث لاحقا؟

قبل شهرين دعت فرنسا لإدراج الشأن السوري في مجلس الأمن والنظر في التدخل الدولي. حينها رفض الخطوة أحد المعارضين متمنيا ألا تتدخل المجموعة الدولية، لأنه يخشى أن ذلك سيخمد جذوة الانتفاضة، وسيخدم النظام. قلت له لكن الانتفاضة بسلوكها حتى الآن سلمية، وفي التاريخ المعاصر لا نعرف انتفاضة سلمية أسقطت نظاما إلا حركة المهاتما غاندي في الهند التي أخرجت المستعمر البريطاني. حتى تحرير جنوب أفريقيا دام لعقود كحركة مقاومة مسلحة. والثورتان المصرية والتونسية في مطلع هذا العام حدثتا بمساندة الجيش. وجهة نظري كانت أن التدخل الدولي سيساعد السوريين على دفع النظام نحو أهدافهم الإصلاحية من دون الحاجة إلى دخول دائرة الفوضى. أما وجهة نظره فكانت أن الإصلاح كلمة مطاطة، وهدف مرحلي، وأن التدخل الدولي سيمنح السوريين أقل مما يتطلعون إليه من تغيير في بنية النظام وممارساته، وبالتالي على الثورة أن تكمل مسيرتها مهما كان الثمن.

الآن، وبعد هذا الوقت الطويل من امتناع المجتمع الدولي عن التدخل لوقف حمام الدم اليومي في سوريا، أشعر أننا نسير في اتجاه النتيجة التي تحدث بها المعارض السوري، فالشق اتسع على الراقع. الحل الأمني، بالقتل والسجن والإيذاء والإهانة، وسع دائرة خصومات النظام إلى درجة صار من الصعب معها أن نتخيل أن النظام قادر على التعايش مستقبلا مع مواطنيه، وإن طالت أزمة المواجهة عاما آخر أو عامين. وطول عمر الأزمة سيدفعها في اتجاه حرب أهلية، حيث لن يستمر المحتجون في مواجهة رصاص الأمن بصدور عارية، بل حتما سيتحولون إلى حملة سلاح. وغالبا هذا التطور سيمكن المتشددين في المعارضة من قيادة الصفوف، إذ إن معظم قيادات الشارع السوري اليوم هم من دعاة المقاومة السلمية.

وما المشكلة أن تنتقل الأزمة السورية إلى هذا المستوى ما دام أنه تطور طبيعي في ظل رفض النظام تنفيذ إصلاحات ترضي غالبية الشعب السوري؟ المشكلة مستقبلية. تحول المظاهرات السلمية إلى حركة عنف سيصاحبه تبدل في لغتها ووجوهها وأهدافها، ربما. التطرف عادة يعني دخول جماعات لا تؤمن بدعوات الحقوق المدنية التي يطالب بها المتظاهرون اليوم. المواطن السوري اليوم يريد نظاما يؤمن له حقوقه المدنية الأساسية. المتطرفون من المعارضين في العالم العربي عادة جماعات أصولية أو قومية لا تؤمن بالتسامح ولا تقبل الآخر، وستصبح إن كسبت المعركة غدا نظاما متطرفا قمعيا يحل محل نظام متطرف قمعي سابق، والخاسر هنا الشعب السوري الذي يريد حريته وحقه في تقرير مصيره.

ما يغذي هذا التوجه ليس وجود المنظمات الأصولية التي تتداعى إلى القتال في سوريا، بكل أسف، بل امتناع المجتمع الدولي عن التدخل وفرض حل ينهي الأزمة. جلوس الدول الكبرى، والدول المعنية، في مقاعد المتفرجين في انتظار ما ستسفر عنه المظاهرات ليس عملا ذكيا في منطقة متوترة، عانت من المتطرفين في العراق وأفغانستان والصومال، بل إن التدخل المبكر خير من المتأخر. وستصبح الانتفاضة السورية قضية معقدة سياسيا وعسكريا أكثر مما هي عليه اليوم.

الأكيد أن المجتمع السوري الذي يتظاهر سلميا منذ خمسة أشهر سيصل إلى قناعة مفادها أن الاحتجاج السلمي أسلوب عقيم في مواجهة نظام عديم الرحمة. وعند وصوله إلى هذه النقطة، مثلا بعد الهجوم الوحشي بالدبابات على مدينة حماه أمس، سيؤدي إلى انتقال المعارضة من مظاهرات الشوارع إلى خنادق القتال، وسيسير المحتجون وراء قيادات متشددة سياسيا وآيديولوجيا، وسيختلف المشهد السوري.

 

ممانعة على مين؟

 موقع تيار المستقبل

كيف سيجرؤ مفوهو النظام السوري عندنا بعد اليوم على الحديث عن جرائم اسرائيل بحق الفلسطينيين العزل، وهم صمتوا عن المجازر المروعة في المدن السورية؟

لماذا التخاذل عن نصرة شعب أعزل كل ما طالب به هو حقه بالتعبير، أي حقه بالحياة نفسها؟ وكيف يمكن بين هذه الجريمة وتلك أو بين هذا الجيش أو ذاك في انتهاكهم لحقوق الانسان.

أي ممانعة تسمح بقتل أطفال وانتهاك حرمات المنازل واهانة الانسان، ليس لشيء، إلا لأنه تجرأ على الدعوة الى الإصلاح وتقديم الديموقراطية والسياسة على الأمن والقمع؟

هل الممانعة التي تجعل من الجولان اكثر المناطق هدوءاً في العالم، هي التي تخول نظام ان يقتل شعبه؟ وما المانع في أن تتوجه الدبابات والآليات العسكرية لتحرير الأرض المحتلة منذ أرعبة عقود ، بدلاً من انتهاك المدن والقرى؟ يبدو ان القتلة لم يدركوا بعد ان العالم تغير منذ انهيار جدار برلين، وان الايديولوجيا الوحيدة التي يمكن ان تقنع البشرية هي حقوق الانسان ورفاهيته وحقه بالعيش الكريم والحد من كل قيود اجهزة الاستخبارات والحزب الواحد الذي يتوارث أباً عن جد. لم تعد مسرحيات الخطابة "القومجية" والتباهي باستضافة او مساندة احزاب للمتاجرة بقضيتها تنطلي على أحد. ذات يوم كتب المفكر والصحافي سمير قصير "عسكر على مين"؟ فاينع ثورة الأرز والآن السؤال" الممانعة على مين"؟

 

ميقاتي طربوش حكومي مدني لنظام أمني جديد 

 بول شاوول/ جريدة المستقبل 

ما نرى تلاويحه اليوم، بعد الانقلاب الذي "أنجزه" حزب الله" والنظام السوري على الشعب اللبناني، وهو انتصار يحسدان عليه فعلاً، لا سيما الطرف الأخير الذي يعيش وسط بلاده "أجمل مراحل عهوده وأخصبها وأشفّها وأنضرها.. حتى الآن 1800 قتيل، و30 ألف معتقل، و15000 جريح، و15000 مُهجّر ولاجئ".

إذاً يليق هذا الانتصار الإلهي بحزب الله ورديفه الشقيق و"ظلّه الشريف" الأعجمي.. إذاً ما نرى تلاويحه اليوم يحيلنا على زمن "النظام الأمني المشترك"، بطربوش حكومي مدني (نجيب ميقاتي)، وقباقيع من موجودات الأحزاب، أو من أحزاب الموجودات، ومفرقعات الجنرالات! ومعروف ان نجيب ميقاتي يترأس حكومة لا يرئسها. وتترأسه حكومة يرئسها. مدني بلباس الميدان، وأمني باللباس المدني، الى درجة صرت لا تعرف ما إذا كان صار ظلاً بظلين أو ظلين بلا ظل. هو "الحضاري" المحاضر بالمجتمع "المدني" "يقود حكومة ظل، لكن بلا ظلال، وحكومة "مؤمننة" بأشباح النظام الأمني المشترك. فهو "مترئس" مُؤَمْنَن. وكأن الثقة التي نالها من مجلس النواب هي ثقة مؤمننة. من مجلس مؤمنن. ومن نواب "معسكرين" وعندما يكون لنا ان نستعرض تفاصيل التفاصيل في "مقامات" تأليف الحكومة وحيثياتها وأدوارها، لا نجد "مقاماً" له بين المقامات، ولا حيثية له في تلك الحيثيات، ولا دوراً بين هذه الأدوار: شأنه في ذلك شأن زملائه في الحكومة، وزملائه الذين منحوه "ثقة" مسلحة بالايمان وبالقمصان السود وبالظلال ايضاًّ. أخذ ثقة السلاح وانتُزع منه القرار: استبقى الأصداء. والأصداء ظلال. والظلال أخف وأعجز من الهواء. ولهذا فهو يدور وكلّما دار اصطدم بطربوش. أو بأصابع مشهورة. أو بتهويل أو بحصار. أو استخفاف. والاستخفاف من خفة: فمعتمر الطربوش قد يكون أخف من الطربوش. وحامل الكلام المستعار أصغر من كلامه. لأنه كلام المُتون وهو رئيس من الهوامش. ولأنه كلام الشهود بلا شهادة. أو شهادة الشهود في مقام الزور. فالرئيس المستعار (كقطع الغيار)، يستعير أفكاره من غير نياته، ويُعبّر عن نياته من غير كلامه: لا شيء!

أنت هنا بدلة. مجرد بدلة. اسم مجرد اسم. كرافات مجرد كرافات. وترداد بلا صوت. وحنجرة بلا ايقاع: وعليك، وانت الحصيف (بلا حصافة)، والتوفيقي بلا توفيقية، والوسطي بلا وسط، والمحاور بلا حوار... عليك ان تتحسس الطربوش كل دقيقة، سواء اعتمرته أو اعتمرك، لكي لا تنسى انك طربوش "مدني" في غابة من الأسلحة... وانت، وإن تقدمت الى هنا، فمشدود الى الوراء، وان تراجعت الى هناك فمشدود الى الأمام: فلا أمام عندك ولا وراء: البوصلة عندنا يا "اخانا". نحن حزب السلاح! نحن ضرابي الطبول. نحن مطوِّبي القتلة قديسين. نحن جئنا بك لكي لا تجيء، وسنذهب بك لكي تجيء: بمعنى انك مجرد وهم فلا تتوهم. وانك مجرد طربوش والرأس لا يعلو على الطربوش، والطربوش لا يعلو على الرأس، فانت دولة بلا رئيس، ورئيس بلا دولة. ذلك عليك ان تفهم ان السلاح هو دولة الرئيس، والرئيس هو "دولة السلاح"، وإذا فكرت يوماً بأنك دولة الرئيس بلا دولة السلاح، فيعني انك ستكون لا دولة ولا رئيساً ولا طربوشاً... مجرد "رجل" استعرناه موقتاً... ونستبدله برجل آخر موقت... فالمسألة كلها توقيت بتوقيت يا ميقاتي، والتوقيت يوقّته حزب السلاح، والوصايتان... وعندها تكون بلا ميقاتٍ ولا مواقيت.

فاليوم، يحاول "حزب الله" وبقرار من إيران وسوريا وعبر حكومة ميقاتي (هكذا أنشئت المقاومة الإسلامية بقرار من رفسنجاني والرئيس حافظ الأسد، قرار خارجي لمقاومة لبنانية للعدو! مع هذا رحّبنا وأيّدنا ووقفنا وراءها لإيماننا بفعل المقاومة تماماً كما أيّدنا المقاومة الوطنية تحت قيادة فلسطينية: ياسر عرفات)، أن يستولي على البلاد، والدولة، والمؤسسات، بالأدوات التي استعملتها الوصايتان وأنجبته بها، بالقوة. مثلما حدث في غزوة 7 أيار "المجيدة" لبيروت والجبل (بسلاح المقاومة فأبشرْ)، وما حدث في إقفال مجلس النواب، وحصار الحكومة، واحتلال الأسواق... فالقوة التي انحرفت عن وجهتها أصابت لبنان كله. والدولة. والمؤسسات. والحريات. والديموقراطية. فحزب الله يريد اليوم أن يستولي بعون خامنئي (دام ظله الشريف)، والنظام السوري على الجمهورية، ليطيح ما تبقى من تقاليدها "الديموقراطية"، تحت شعار قديم وبالٍ "حكم الحزب الواحد"، أو "حكم المرشد الأعلى"، بحيث يجمع أسوأ تجربتين في التاريخ الحديث: التجربة الإيرانية مع خامنئي وتجربة النظام السوري. هذه الخلطة جُرّبت في الماضي، قبل اندلاع ثورة الأرز، وكانت وبالاً على لبنان، وعلى المجتمع المدني، والاقتصاد، والحرية، والديموقراطية، والثقافة، والسياسة، والقضاء، والعدالة. نظامان استبداديان اختزلا لبنان (بمؤازرة وموافقة أميركية إسرائيلية!) أولم تجرِ تصفية المقاومة الوطنية والمقاومة الفلسطينية كرمى للأميركان...(تحت شعار الممانعة؟)، وهيمنا عليه بواسطة المخابرات الثنائية، وقوة ضاربة للجيش السوري (40,000 عسكري)، وقوة ضاربة لحزب الله... (40,000 صاروخ ومدافع وعتاد واحتراف وارتزاق!).

كل شيء صار في قبضة النظام السوري (وحليفه الديموقراطي: حزب الله!)، خصوصاً عندما ركب الجنرال عون رأسه وأعلن حرب تحرير مزعومة وأخرى لإلغاء "القوات"، كانت نتيجتها سيطرة السوريين على كل لبنان من أقصاه الى أقصاه. وصار غازي كنعان وبعده رستم غزالي (السيئ الذكر) حاكمين بأمر السلطان البعثي. ونظن أن "عهد رستم غزالي" كان فضيحة، وشرشحة، وانتهاكاً سافراً، وفساداً. استباح هذا الفجعان كل شيء. الحرمات. والمؤسسات. فعزّز "عنجر"، وطوّر "البورياج"، وأحكم بواسطة جامع جامع... القبضة على بيروت وسواها، مستخدمين أدوات وواجهات لبنانية كجميل السيد في الأمن العام (نتذكر مطاردته للشهيد سمير قصير)، وعضوم (قاضي القضاة)، وإميل لحود (رئيس الولايتين)، من دون أن ننسى أجهزة المخابرات، لفرض نوع من الإرهاب والترهيب على اللبنانيين، الذين بات زعماؤهم (لا سيما الموارنة والسنة) إما في السجن (سمير جعجع) أو في المنفى ريمون إده، أمين الجميل، ميشال عون، ابراهيم قليلات وصائب سلام وتقي الدين الصلح... من دون أن ننسى 3500 لبناني ما زالوا مفقودين في سجون "النظام الشقيق".

إنها المرحلة الأكثر طغياناً وقسوة وقمعاً التي عرفها لبنان، حتى في عصر الوصايات المتتالية أو المتقاطعة (من صدام حسين، القذافي، منظمة التحرير وطبعاً الاحتلال الإسرائيلي قبل التحرير من دون أن ننسى الوصاية الإيرانية دام ظلها البهي والوارف). إنه عصر الانفلات المطلق لنهب البلد، وتحويله كله محمية سورية إيرانية في تسلّط لم يعرف له مثيل، أي لضرب كل مقوماته ومكوّناته. فالقضاء وقع كله في قبضتهم، وكان يكفي أن يرتفع صوت معارض ليُلفّق له ملف. (نتذكر الملف الذي ركّب لميشال عون) والاتهامات التي ألصقت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري والكتاب الذي ولّفته المخابرات ووقّعه بطل الحريات نجاح واكيم من دون أن ننسى الألسنة المشحونة بالتهديد والتخوين كناصر قنديل (وديعة سوريا في بيروت).

إنها العدة السورية المعهودة: الأمن من جهة، و"البروباغندا" الكاذبة من جهة أخرى (أوليس هذا ما يحصل في سوريا اليوم مع الثوار الأبطال والشرفاء)، والنهب... وما كان ينقص هذا المشهد الملحمي سوى انخراط "حزب الله" في اللعبة السياسية، وافتضاح نياته باستخدام "شمّاعة" المقاومة لأخذ البلد حصة كاملة.

جنون الألوهية وجنون العظمة

حرّر الجنوب واحتلّه. أقام في الضواحي واحتلها (كثمن أو كفدية أو كغنيمة حرب)، ووقع اللبنانيون بين فكّي قوتين غاشمتين؛ بين دكتاتورية عائلية تدعي العلمانية(!)، وأخرى "إلهية" لا تقل عن الأولى جنوناً بالسلطة! (ألم يكتشف اللبنانيون مدى هوس "حزب الله" بالسلطة. ومرضه بها. وهل لنا ألا نشبّه "فتوات" "حزب الله" بالفتى الأغرّ ميشال عون: طنجرة ولاقت غطاها! جنون الألوهية عند "حزب الله"، جنون العظمة عند عون الذي سبق أن اتهمه حليفه الحالي السيد نصرالله بالعمالة لإسرائيل! وقد أصاب).

1) نشر ثقافة الكراهية والموت بين اللبنانيين. كراهية قائمة على انعزالية مغلقة.

2) ألغت كل ما تبقى من الحريات. هددت الصحافيين، واغتالت بعضهم، وخوّنت آخرين ونصبت رقابة ستالينية ونازية على الكتّاب والأحزاب.

3) حرّمت التظاهرات السلمية، وواجهتها بالقمع (نتذكر 7 آب المشؤوم)، أو بإرسال البلطجية لمواجهة أي تحرك (كما يحدث في سوريا اليوم)، ونتذكر "الأحباش" والخناجر والعصي.

4) رفع سلاح التخوين فوق كل معارضة: فكل من يعترض على تلك الحالات الشنيعة ما هو إلاّ عميل لإسرائيل، أو للولايات المتحدة...

5) ممارسة الخطف، والتعذيب، والسجن، والنفي، لكل من يخالفهم الرأي أو وجهة النظر: وكيف ننسى معجزات المخابرات السورية في عنجر وفي بيروت وفي البورياج. ونتذكر هنا بعض أقبية التعذيب في البورياج، وبعض الأدوات التي اكتشفت بعد انسحاب القوات السورية من لبنان: قذارة ودماء وتلطّخ الجدران وآثار وحشية (هذا ما نشهده حالياً في سوريا!).

6) استخدام القضاء كوسيلة تهديدية، وكأداة سياسية لإرهاب المعارضة، وتبرير عمليات البطش (القانونية)، ودور قضاة أمثال عضوم في هذه المجزرة القانونية.

كل شيء ممنوع

7) ونظن أن تعيين إميل لحود رئيساً للجمهورية (1998) كان التعبير الصارخ عن المدى الذي استكلمت فيه العناصر القمعية واتساعها وإطباقها على اللبنانيون. ونظن أننا يمكن أن نعتبر تاريخ "تساقط" إميل لحود الى سدة الرئاسة كان فاصلاً جديداً، في عهد أسود لم يشهد اللبنانيون مثيله. فالطربوش الرئاسي (الماروني) ووجود الرئيس الحص على رأس الحكومة، وجميل السيد في الأمن العام، وعدنان عضوم على رأس القضاء، إضافة الى أجهزة المخابرات المحلية والسورية كانت علامات "فارقة" مميزة، وانطلاقة مميزة، مجددة لضرب كل ما ينبغي من احتجاج، أو معارضة أو رفع صوت. كل شيء ممنوع. (والوصاية معصومة). السياسة ممنوعة. والحياة السياسية ممنوعة. والتعبير الحر في مستوياته الدنيا ممنوع. التنصّت على قدم وساق وآذان وأضراس. الرقابة من معدن وعيون الرقباء مفتوحة كالمستنقعات. الملفات شغالة. والاعتداء على الحرمات متصاعد. والاتهامات ضمن ملفات ملفقة "مدروسة" بغباء (إنها المرحلة العضومية كما وصفها الرائد الكبير غسان تويني)، يجلب فيها الناس الى السجون؛ ونتذكر كيف اختيرت أسماء معينة لها علاقة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو بفضائه، أو بالجريدة قُبيْل إصدارها، لتهان، أو لتروّع كفؤاد نعيم والفضل شلق آنئذ من ضمن اتهامات ملفقة كحائط السنسول أو كإنتاج أحد أفلام الدعاية التلفزيونية، أو بمخالفات في مرفأ بيروت... كان يكفي أن يعيّن شخص معارض قريب من الحريري، أو من الأحزاب المعارضة حتى يكون ملفّه جاهزاً عند ذلك العضوم السيئ الفوح والبوح.

القانون "فزاعة" وأداة انتقام

8) استخدموا القضاء والقانون ضد العدالة. استخدموها كفزاعات أو وسائل ضغط أو أدوات انتقام، أو تلويث سمعة، أو افتراءات. تتذكرون كيف اتهموا رفيق الحريري برشوة الناس عندما وزع كميات من الزيت بمناسبة شهر رمضان (وهذا ما كان يفعله كل عام). تذكّروا ملف ميشال عون الذي تضمن اتهاماً بالعمالة لإسرائيل، وبالاتصال بالعدو وبالخيانة العظمى (أميركا)، وبالسرقة، وبالفرار من العسكرية... (وكيف بعدها وعلى الأيدي ذاتها التي اتهمته تمّت تبرئته بعد الصفقة التي عقدها مع النظام السوري قبل عودته الى لبنان، مقابل شقّ 14 آذار).

9) تسخير تعديل الدوائر الانتخابية في بيروت لتحجيم رفيق الحريري، بتقسيمها الى ثلاث، فتكون له حصة من أصل ثلاث، وكانوا يرددون لن يحظى الحريري بأكثر من 4 نواب. لكن خاب فألهم عندما حقق الرئيس فوزاً كاسحاً في الدوائر الثلاث. تأملوا! من دون أن ننسى "الودائع" الثمينة (والسمينة) التي فرضها السوريون على رفيق الحريري ووليد جنبلاط، والتي كانت بمثابة "قرصنة" قومية اشتراكية ذات رسالة "عروبية" خالدة!

10) استخدام الدمية الرئاسية "البرونزية" الأولى لقنص الرئاسة الثالثة، عندما "ابتكرت" الأجهزة الشقيقة بدعة تعداد أصوات الاستشارات، لمصادرة الأصوات التي تركت حرية الاختيار للرئيس، باعتبارها ضد الحريري. وأفضل ما بادر إليه هذا الأخير... اعتذاره! وكان هذا "الاعتذار" انقلاباً على نتيجة الانتخابات! (أوليس هذا ما كرره "حُزيب" الله عندما أسقط حكومة الرئيس سعد الحريري وتعيين أبي الوفاء والصدق والوطنية والسيادة... نجيب ميقاتي؟).

11) إطلاق يد الأجهزة الأمنية (المخابرات، الأمن العام بقيادة بطل الحريات اللواء جميل السيد) لمطاردة الصحافيين والكتّاب، وتهديدهم، وترهيبهم وسجنهم (نتذكر أدونيس عكرة صاحب الغرفة رقم 16 في وزارة الدفاع وكيف اعتُقل بتهمة التحريض والعمالة). وهل يمكن أن ننسى المطاردة البوليسية الغبية والتافهة التي نظمها جميل واللواء والسيّد ضد الشهيد الكبير سمير قصير، عندما أفلت اللواء "غلمانه" لملاحقة قصير بعد كتابة المقالة المشهورة في "النهار" "عسكر على مين؟"، في كل الأمكنة، في المقاهي، المطاعم، وحتى دارة الرئيس الشهيد الحريري، عندما استجار به "عبثاً": فجميل السيد كان يومها "أهم" من رئيس الحكومة، تماماً كما هي الحال في الأنظمة الأمنية حيث الوزراء والنواب في أمرة أي ضابط أمني!

جميل يعيّن إميل

بل ويُروى أن جميل السيد هو الذي عمل على تعيين إميل لحود رئيساً للجمهورية: تأملوا أن موظفاً "يصنع" رؤساء الجمهورية! فيا للبؤس، ويا للعار، ويا للوصم! وهل ننسى كيف كان جميل السيد (يرفع حالياً دعوى ضد كاتب هذه السطور، في الوقت الذي يستحق هذا الرجل المحاكمة ليس على قضية الحريري، بل على ما ارتكبه بحق الناس أيام عصر الوصاية المشؤومة)، أن يستدعي رئيس تحرير "النهار" الشاعر أنسي الحاج الى مكتبه تحت التهديد والوعيد ليتلو عليه "تحذيراته" وحتى "نصائحه" بشأن خط الجريدة آنئذ. ويومها كتبنا مقالاً عنيفاً في الصفحة الأولى في "النهار" استنكرنا بشدة هذا الاعتداء المُشين على الصحافة وحرية التعبير. وليس المهم أن يتذكر ذلك جميل والسيد واللواء بل الأستاذ أنسي الحاج نفسه. فهل يتذكر؟ وهل ننسى كيف استُخدم بعض الإعلاميين سواء في القصر الجمهوري أو في الأجهزة الأمنية لتشويه صورة الرئيس رفيق الحريري وترويج أكاذيب، ونسج روايات مضللة.. وهل ننسى بأي طريقة استخدم التلفزيون الرسمي لبث حلقات أو برامج مشينة بحق المعارضة والرئيس الحريري وبعض الصحافيين؟ وهل ننسى كيف وضع هؤلاء الأمنيون المرتبطون بأجهزة مخابرات الوصاية السورية لائحة سوداء تضم بعض السياسيين والإعلاميين أمثال النائب نهاد المشنوق وتلفيقاتهم "العمالة" بهم (تأملوا العملاء يتهمون الآخرين بالعمالة!)، وبعدها برئيس تحرير جريدة "المستقبل" هاني حمود، تمهيداً (بعدها) لوضعهم على لائحة "الاغتيال"! وكأن اتهام بعض رموز "المعارضة" أو غير المرغوبين فيهم من قبل الوصاية وأبواقها، كانت "خريطة طريق" لاغتيالهم لتتهم إسرائيل بقتلهم! هذا ما حدث مع الشهيد رفيق الحريري، ومن بعده مع سمير قصير وجورج حاوي وبيار الجميل وجبران التويني... كل هؤلاء اتهمهم عملاء الوصايتين (السورية والإيرانية) بالعمالة لإسرائيل قبل اغتيالهم ليعود هؤلاء العملاء باتهام إسرائيل بالجريمة، كأن "إسرائيل" لا تقتل سوى حلفائها! فما أجمل القتلة عندما يظهرون بسحن "الملائكة" وما أروع الجواسيس عندما يعمدون الى اتهام الآخرين بالخارج.

منصّات "أمنية"

فالقتل والإرهاب والنفي والترهيب والكذب والنفاق وتلفيق الملفات والقمع، والمنع كانت العلامات الدامغة لزمن "النظام الأمني المشترك" "المشؤوم" الذي أنجب رئيساً كإميل لحود ولواء كجميل السيد وقاضياً كعدنان عضوم... لتتحوّل المراكز والمناصب الإدارية والسياسية الى منصات "أمنية" خالصة. مع إميل لحود تم استكمال تصفية المجتمع المدني، بأحزابه وهيئاته وبرلمانه وحكومته ووزاراته واقتصاده... صار إميل لحود أقرب الى "موظف" أمني، بقدر ما صار الموظف الأمني جميل السيد أقرب الى مرجعية سياسية، وهذا ما يُقال عن عدنان عضوم الذي حوّل القضاء اللبناني مجرّد جهاز أمني سياسي لا علاقة له بالعدالة ولا بالأعراف والدساتير والقوانين أسوة بالقضاء البعثي في سوريا والعراق وكذلك في بلاد معمّر القذافي وبن علي في تونس. كأن ما كنّا نشهده هو إعلان قانون طوارئ غير معلن. الفترة الممتدة بين إميل لحود رئيساً والتجديد له، كانت ترسيخاً لسيطرة مطلقة لأجهزة المخابرات السورية واللبنانية المرتبطة بها! وهذا بالذات ما دفع هؤلاء الى تهديد المعارضة، وضرب الصحافة، والخطف، والنسف، وصولاً الى خلق أجواء اغتيالات، كان من أولها محاولة اغتيال مروان حمادة تمهيداً لقتل الحريري بطنين من المتفجرات... وصولاً الى تصفيات لرموز عدة من 14 آذار باعتبار أن كل الأجهزة الأمنية والعسكرية والتشريعية والتنفيذية... في قبضتهم، وهذا ما سيدفعون ثمنه عندما اندلعت ثورة 14 آذار التي شكّلت فاصلاً أساسياً وتحوّلاً كبيراً في الواقع السياسي... وأدى الى انسحاب الجيش السوري من لبنان.

زمن الانقلابات الدكتاتورية

نسترجع هذه الوقائع، لأن "حزب الله" والنظام السوري (ووراءَهما ولاية الفقيه)، يريدون بعد إسقاط حكومة سعد الحريري، بانقلاب مشين، أن يُعيدونا الى زمن الانقلابات الدكتاتورية، ليتسنى لهم هذه المرة السيطرة الكاملة على البلد، فلعلّ ذلك يشفي مرض "حزب الله" بالسلطة وليبشرونا (بإذنه تعالى باعتبار الحزب الذي ينتحل صفة الله، وهو إشراك، "متنزه"، ورع، متقشف، زاهد! براو!...)، بأن عهد عضوم سيرجع، وأن الملفات ستفتح، (وأن قضية شهود الزور ستشرّع: وهم أصلاً شهود الزور: وجودهم بسلاحهم يجعلهم شهود الزور الأصليين)، وأن زمن جميل السيد ومطاردة الكتّاب، وقمع الحريات، سيزدهر (السيد حسن نصرالله اتهم كتّاباً وصحافيين بالارتزاق. ولو كان ذلك صحيحاً فلن يتوصل أحد من هؤلاء الى "جلب" مساعدة بـ700 مليون دولار سنوياً! لا من إيران ولا من أي مصدر آخر: هم: أي "حزب الله" ضربوا الرقم القياسي بتلقي "المال" النظيف المنظاف الناصع كحليب "نيدو"، فهو مال الحرية والسيادة والاستقلال لا مال التبعية!). وها هو فضيحة السياسة اللبنانية ميشال عون يهدّد بدوره الصحافيين وقانون الصحافة وخصومه وصولاً الى الوزراء وربما الى النواب والمدراء بالسجن (هذا الجنرال الذي يستحق السجن عن جدارة عندما راح يقصف الأحياء والمنازل والملاجئ في حربه التحريرية المزعومة، ويقتل ويجرح ويدمر الممتلكات). أكثر: هذا المدعو ميشال عون المُتهم بسرقة التبرعات (قرابة 70 مليون دولار كما أعلن محامي ورثة الرئيس الراحل الياس الهراوي في إحدى مطالعاته، هذا الذي يجب أن يسأل قبل غيره "من أين لك هذا؟" وأنت موظف. وهل رواتب الوظيفة لتوفر لك هذه "الممتلكات"، والأرصدة! ونتحداك أن تعلن للملأ ما تملك من عقارات وأموال مودعة في البنوك!

إذاً، بعد الانقلاب الإلهي الموصوف الذي خطّط له ونفّذه (بالأجهزة والقمصان السود والتهديد)، السيد حسن نصرالله والرئيس بشار الأسد ننتظر أن تسترجع، عبر حكومة من دمى، ومن أخيلة ظل، ومن مرتهنين، عهود إميل لحود، وسحنة جميل السيد، وقامة عضوم... ومناخات "النظام الأمني المشترك: الإيراني السوري"، لتفكيك إنجازات 14 آذار، وضرب مكوّناتها، وإعطاب المجتمع المدني، واستخدام كل الطرق الإرهابية (التي تستخدم في سوريا اليوم وإيران وليبيا واليمن) من اغتيالات وتهديد وترويع وقمع الحريات، وخطف السيادة، وتحويل لبنان الى مجرد محمية بعثية إيرانية، يستخدم كورقة (كما كان) أو كمنصة، أو كواسطة لهؤلاء، لمقايضة "خصومهم" أو لتسخيره لأغراضهم، أو لتحويله كله هذه المرة كانتوناً أحادياً يستلهم به تجربة الملالي، والدكتاتوريات العربية المماثلة... أي تحويله معسكراً أمنياً، ومنطقة عسكرية، أو ضاحية اللون الواحد، ومدن اللون الواحد. بمعنى آخر: هل سيقبل اللبنانيون الأحرار أن تعلن جمهورية "لبنانية" تحكم من جديد من دمشق وطهران. وهل سيقبل اللبنانيون الأحرار أن يعود عصر الدكتاتورية الغبية، والشمولية التافهة، والطائفية المغلقة...

إذاً، المواجهة ضرورية، بالديموقراطية وباسمها، وبالحرية وباسمها، وبالعدالة وباسمها، والتعددية وباسمها، وبلبنان أولاً وباسمه، وبالعروبة وباسمها، وبالمجتمع المدني وباسمه...

إذاً، ننتظر أن تعلن انتفاضة جديدة لـ14 آذار، تستخدم كل الوسائل المشروعة لضرب المشروع الإيراني في لبنان... علماً بأن هذا الزمن يا "حزب الله" لم يعد زمنكم (أنتم صرتم من القرون الوسطى)، وهذا الزمن لم يعد زمن الوصاية الشقيقة... إنه الزمن الجديد، زمن الثورات، الذي بات أعظم سلاح شعبي في أيدي الناس، وفي أيدي اللبنانيين، أيها الطغاة الصغار، ويا أبناء الطغاة... الذين يتساقطون أمام زحف شعوبهم المظفرة!

 

إحتفال عيـد الجيش الـ 66 وتقليد السيوف للضباط

سليمان: لبنان ملتزم 1701 ويحتفظ بحقه في استرجاع اراضيه

الحوار وتهدئة الخطاب لتلافـي النزاعات

المركزية ـ دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان السياسيين وقادة الراي الى العمل على تهدئة الخطاب السياسي" الحاد والمرتفع"، واعتماد نهج التهدئة وتعزيز منطق الحوار، الهادف الى حماية لبنان وتحصينه في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية وتلافي النزاعات بصورة استباقية. لتلافي النزاعات بصورة استباقية. وإذ أكد التزام قرارمجلس الأمن الدولي الرقم 1701. شدد على ان لبنان يحتفظ بحقه في استرجاع كامل اراضيه التي لا تزال محتلة بكل الوسائل المتاحة والمشروعة، والعمل على تحديد وحماية حدوده البحرية.

رعى الرئيس سليمان صباح اليوم بدعوة من قائد الجيش العماد جان قهوجي ،العيد السادس والستين للجيش اللبناني واحتفال تقليد السيوف لضباط دورة "العقيد الشهيد جورج الرويهب" الذي أقيم صباح اليوم في ثكنة شكري غانم، الفياضية في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ووزراء ونواب وسفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والدولية المعتمدين في لبنان، والملحقين العسكريين وقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب إضافة الى ضباط القيادة ورئيس فريق مراقبة الهدنة، وممثلي المرجعيات الدينية المسيحية والاسلامية ورؤساء السلطات القضائية وقادة الاجهزة الامنية ونقباء المهن الحرة، وممثلي وسائل الاعلام الرسمي والخاص وممثلي المجتمع المدني والجمعيات الاهلية وكبار ضباط الجيش اللبناني والقوى الامنية وأهالي الضباط المتخرجين.

وقائع الاحتفال: مع إنتهاء وصول المدعوّين، وصل تباعاً: علم الجيش، رئيس أركان الجيش اللبناني اللواء الركن وليد سلمان، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وزير الدفاع الوطني فايز غصن، وأقيمت مراسم الاستقبال في المناسبة.

وفي الثامنة والدقيقة الخمسين وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وأديت له المراسم المناسبة، ثم وصل في الثامنة والدقيقة الخمس والخمسين رئيس مجلس النواب نبيه بري وأديت له أيضاً المراسم المناسبة.

وفي التاسعة من قبل الظهر، وصل رئيس الجمهورية فعزفت له موسيقى التأهب وبعد تقديم السلاح عزف لحن التعظيم، ثم النشيد الوطني، ثم وضع الرئيس سليمان إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش داخل حرم المدرسة الحربية يحيط به وزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الاركان وقائد المدرسة الحربية، وذلك وسط عزف موسيقة الموتى ولازمةي النشيد الوطني والشهداء، فيما ردد تلامذة المدرسة الحربية عبارة "لن ننساهم أبداً" ثلاث مرات على إيقاع الطبل.

بعد ذلك، توجه الرئيس سليمان الى الملعب الاخضر واستعرض القوى يرافقه وزير الدفاع وقائد الجيش. ولدى مروره من امام أهالي الضباط المتخرجين علا التصفيق حيث حيا الاهالي ليأخذ مكانه على المنصة الرسمية.

تسمية الدورة: ثم مرت تشكيلات جوية من الطوافات وطائرتان نفاثتان هوكرهنتر وطائرة من نوع Cessna_caravan وثلاث طائرات مخصصة لاطفاء الحرائق نوع سيكورسكي في سماء العرض وحملت بعض الطوافات الاعلام اللبنانية والجيش اللبناني، ثم جرى تسليم بيرق المدرسة الحربية من الدورة المتخرجة الى طليع السنة الثانية، ثم تقدم طليع الدورة السابقة من رئيس الجمهورية وطلب تسمية الدورة قائلاً: "بإسم هؤلاء الفتيان أطلب تسمية دورتهم دورة: "العقيد الشهيد جورج الرويهب ". ورد الرئيس سليمان قائلاً:"فلتسمى دورتكم دورة "العقيد الشهيد جورج الرويهب".

قراءة المراسيم وتسليم السيوف: وعقب ذلك، تلا وزير الدفاع الوطني مرسوم ترقية الضباط الاختصاصيين وتلامذة ضباط قوى الجيش بدوره تلا وزير الداخلية والبلديات مروان شربل مرسوم ترقية ضباط المديرية العامة لقوى الامن الداخلي. ثم قام الرئيس سليمان بتسليم السيوف للضباط الاختصاصيين ثم الضباط المتخرجين الجدد. وبعد إنتهاء تسليم السيوف تقدم علم الجيش امام رئيس الجمهورية ثم تقدم طليع الدورة المتخرجة واقسم اليمين الآتية: "أقسم بالله العظيم ان أقوم بواجبي كاملاً حفاظاً على علم بلادي وذوداً عن وطني لبنان". وردد الضباط المتخرجون "والله العظيم".

كلمة سليمان: وفي المناسبة ألقى رئيس الجمهورية كلمة، هنا نصها:

" أيّها الضبّاط المتخرّجون، تفتح اليوم أمامكم أبواب مدرسة الشرف والواجب،

لتنطلقوا منها إلى مهامكم ومسؤولياتكم في حماية الوطن، ومكتسبات الأمن والاستقرار، مزوّدين بسيوف الحقّ والاستقامة.

بهمّتكم وعزمكم تجسّدون تطلعات أهلكم وشعبكم وفخرهم واعتزازهم؛

فها منذ الآن ستغدون، مع رفاقكم في السلاح، حماة الأرض والديار، ومثالاً لتماسك المؤسسات، وضماناً لوحدة المجتمع، وأمنه وسلامه ومشروعيّة أحلامه وطموحاته.

أيّها الضبّاط والعسكريّون، لم تحيدوا يوماً عن دروب الشرف والتضحية والوفاء.

واكبتم، متيقّظين، حكماء، تظاهرات الثامن والرابع عشر من آذار في العام 2005، والمراحل الحرجة التي تلتها، فكنتم روّاداً في حماية الديموقراطيّة والحقّ في التظاهر السلمي وحريّة التعبير. وساهمتم، على الرغم من حجم المخاوف والتوترات، في المحافظة على أمن المتظاهرين والمواطنين وممتلكاتهم، وحماية السلم الأهلي. وهو نهج تعتمدونه في كل الاستحقاقات، مع الحرص على التوفيق بين مستلزمات الحزم وموجبات احترام المواطن وخدمته.

وقفتم في ساحة العزّة والإباء، شجعاناً ميامين، فواجهتم العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان صيف عام 2006، ورويتم تراب الوطن بدمائكم الذكيّة، وتمكنتم في مثل هذه الأيّام، مع الشعب والمقاومة، من تحقيق نصرٍ ساطعٍ، رادعٍ، أكيد. وما تسمية دورتكم باسم العقيد الشهيد جورج الرويهب الا دليل على تمسّككم بعقيدتكم العسكرية وبكامل الجهوزية والالتزام.

تفانيتم في التضحية والعطاء في محاربة الإجرام الوحشي والإرهاب في نهر البارد عام 2007، ونجحتم في اجتثاث جذوره؛ من دون أن يشغلكم هذا الجهد عن واجب السهر والمتابعة لرصد شبكات التجسّس وكشف العملاء وتفكيك حلقات غدر العدو الإسرائيلي ومؤامراته.وبادرتم بما توفّر لديكم من إمكانات للتصدّي لآلة التحدّي والاستفزاز الإسرائيليّة في عديسة، في الثالث من آب 2010، بُعيد عيد الجيش، ولم تهابوا؛ فتراجع العدو أمام عزمكم وتصميمكم وارسيتم على ارض الواقع عناصر استراتيجية وطنية ممكنة لحماية لبنان والدفاع عنه.

وهو،صبيحة هذا اليوم بالذات حاول تكرار اعتداءاته واستفزازاته في الوزاني فكنتم له بالمرصاد.

أيّها الضبّاط والعسكريّون، واجب المحافظة على الأمن الداخلي لا يقع في نطاق مهامكم الأساسيّة.

إلا انّكم، الى جانب القوى الامنية الشرعية، وبتكليف من الدولة ودعمها، تسهرون باستمرار على سلامة المواطنين، ولا تتوانون عن مواجهة أيّ مؤامرة أو محاولة لزعزعة الاستقرار وتهديد السلم الأهلي.

كذلك فأنّ الشعب اللبناني الذي بات شديد الوعي، يرفض الفتنة والاقتتال الداخلي، ويتوق لقيام الدولة العادلة والقادرة التي تحقق أحلامه وتطلعاته في العيش الهانئ الكريم.

ويبقى على القادة السياسيين وقادة الرأي واجب العمل الدؤوب على تهدئة الخطاب السياسي – وهو مرتفع وحادّ – وتغليب نهج التهدئة وتعزيز المناخ الديموقراطي والروح الميثاقيّة ومنطق الحوار.

آمل في أن يسهم شهر رمضان المبارك، شهر الصوم والتأمّل والصفاء، في تعميق فكرة هذا الحوار، والفائدة المرجوّة منه، وهو الهادف في مقاصده النهائيّة لحماية لبنان وتحصينه في مواجهة المخاطر والمتغيّرات والتحديات الداخليّة والخارجيّة التي تتهدّده؛ ولتحقيق المصالحة الوطنيّة الحقيقيّة، وتعزيز العيش المشترك؛

حوار لا يسعى فقط لحلّ المسائل العالقة والشائكة، بل كذلك لتلافي النزاعات بصورة استباقيّة، وتدعيم ركائز الاستقرار الدائم،

وبالتالي، تبديد الشعور المحبط السائد لدى البعض، بأنّ لبنان في حال هدنة بين نزاعين مسلّحين، أو في حال حرب أهليّة باردة؛

وهذا ما لا يمكننا القبول به أو الموافقة عليه، رحمةً بشعبنا الطيّب، وبأجيالنا الطالعة التي يُخشى أن تطغى عليها مشاعر اليأس والقنوط والرغبة في الاستقالة من الوطن والهجرة والاغتراب.

ما أراه في عيونكم، وأقرأه على جباهكم، وما يعتمر في قلوبكم أيّها الضبّاط المتخرّجون، هو نقيض ذلك، ويشكّل عنصر أمل ورجاء وخلاص للوطن. فكونوا على العهد أوفياء، وتقدّموا بلا تردّد على دروب التضحية والعطاء، بأيدٍ متشابكة وصفوف متراصّة، جنباﹰ الى جنب، مع شباب لبنان النابض بالحيوية والايمان، ولا تتراجعوا.

أنتم، في كنف الشرعيّة والمؤسسات، ضمان الوحدة والاستقرار والثقة بغدنا الواعد.

أيّها اللبنانيّون، النظام الديموقراطي وحريّة الرأي والتداول الدوري للسلطة من شأنها نزع مبرّرات العنف والاعتراض المخالف للقوانين.

إلا أنّه في ضوء التجربة السابقة، ونظراً للطابع التعدّدي للبنان، وسهولة استنفار العصبيّات، تبرز الحاجة الى أطر تمثيل وتوازن أكثر دقّة وتطوّراً، خصوصاً من خلال اعتماد قانون انتخابي جديد، عصريّ وعادل، من شأنه أن يشكّل مدخلاً رئيسيّاً للتغيير ولتثبيت الخيار الديموقراطي وتعزيز السلم الأهلي.وقد تكون النسبية التي قد لا تكتمل من دونها الديموقراطية الميثاقية في لبنان، النظام الذي يمكن أن يتفاهم عليه اللبنانيّون، شرط تحديد مفاهيمه وأطره الفضلى. وإلى جانب الحراك السياسي، على أهميّته، وواجب الاهتمام بمسار العدالة، وضرورة استمرار السعي للتوافق على استراتيجيّة دفاعيّة وطنيّة، والمضيّ قدماً بالتعيينات الإداريّة وفقاً للآليّة التي أقرّتها الحكومة السابقة تغليباً لمبدأ الشفافيّة والكفاءة، بعيداً من الكيديّة والمحاصصة، تتنامى الحاجة الى المباشرة بتحقيق مطالب الشعب الحياتيّة وحقوقه الاجتماعيّة دون إبطاء، ومكافحة الفساد والسرقة والتزوير. وستوجّه عناية المسؤولين المعنيين إلى ضرورة قيام مراقبة أكثر صرامة لنظافة البيئة وسلامة الغذاء والدواء في لبنان، واتخاذ تدابير عقابيّة ورادعة بحقّ المخالفين تتخطّى مواقف الاستنكار والتحذير.

أيّها الضبّاط والعسكريّون، اذ نؤكد التزامنا الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وبواجب التعاون مع الأمم المتحدة وقواتها العاملة في جنوب لبنان، مقدّرين لها مشاركتها والتضحيات، فاننا ندين بشدة الاعتداء الآثم الذي تعرّضت له هذه القوات منذ أيام، مؤكدين العزم على العمل على كشف الفاعلين المجرمين واحالتهم الى العدالة. وسيستمرّ السعي لإرغام العدوّ الإسرائيلي على تنفيذ كامل مندرجات هذا القرار، وصولاً لوقف انتهاكاته اليوميّة للسيادة اللبنانيّة وتهديداته المتكرّرة ضدّ لبنان وشعبه ومنشآته الحيويّة.

محتفظين بحقّنا في تحرير أو استرجاع كامل أراضينا التي ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانيّة والجزء اللبناني من بلدة الغجر بكل الوسائل المتاحة والمشروعة.

كذلك سيكون علينا العمل بصورة دقيقة وحثيثة على تحديد وحماية حدودنا البحريّة، والمحافظة على كامل حقوقنا في مياهنا الإقليميّة وفي منطقتنا الاقتصاديّة الخالصة. ومن أجل تنفيذ هذه المهمات لكم من الوطن وأهله أيّها الضبّاط والعسكريّون، كامل الدعم والمحبّة والاحتضان.

ولكم من الدولة عهد بالمثابرة على الجهد لتزويد الجيش بكافة عناصر القوّة والقدرة. وقد جاء في البيان الوزاري للحكومة الجديدة، بأنّ "الحكومة تؤكّد التزامها توفير الإمكانات الضروريّة للقوى العسكريّة والأمنيّة الشرعيّة، عديداً وعدّة، من خلال إقرار خطة تجهيز وتسليح لها، وحمايتها من التدخّلات من أيّ جهة أتت".

وإذ نسعى لحماية لبنان واسترجاع سيادتنا على كامل أراضينا، فإننا نتابع، في الوقت نفسه، متضامنين، المسعى الفلسطيني الهادف للاعتراف بكامل الحقوق الفلسطينيّة في الأمم المتحدة، من قيام الدولة المستقلّة إلى حقّ تقرير المصير، بما يضمن حقّ العودة للاجئين إلى أرضهم وديارهم ومواجهة خطر التوطين. وسيكون للبنان مساهمة خاصة في هذا المجال، من خلال عضويّته في لجنة المتابعة العربيّة، ورئاسته لمجلس الأمن الدولي، طيلة شهر أيلول المقبل .

أيّها الضبّاط المتخرّجون، أعرف ويعرف أهلكم ومواطنيكم أنّكم لن تكونوا إلا المثال والقدوة، ولن تبخل سواعدكم بالتعب والعطاء. هذا الأوّل من آب هو تاريخ ميلادكم في رحم المؤسسة العسكريّة، فهنيئاً لكم، وأنتم تقسمون قسم الوفاء للبنان، حفاظاً على تضحيات الشهيد العقيد جورج الرويهب، وجميع شهداء الجيش الأبرار.

فلتبقى جباهكم أبداً مكلّلة بالكرامة والشرف، وصدوركم عامرة بالتضحية والوفاء، وسيوفكم مشرّعة لنصرة الوطن والمواطن. عشتم، عاش الجي وعاش لبنان".

عرض التحية: بعد كلمة رئيس الجمهورية، أمر قائد العرض القوى المشاركة ببدء عرض التحية والذي شارك فيه تباعاً: موسيقى الجيش، الاعلام والبيارق، المدرسة الحربية، معهد التعليم (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية، القوات الجوية، الشرطة العسكرية، لواء الحرس الجمهوري، لواء الدعم، اللواء اللوجستي، المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، المديرية العامة لأمن الدولة، مديرية الجمارك العامة، فرع المكافحة، فوج مغاوير البحر، الفوج المجوقل، فوج المغاوير. ثم سار الضباط الاختصاصيون، ثم الدورة المتخرجة ينشدون نشيد الجيش ورموا القبعات عن رؤوسهم.

الصورة التذكارية: وبعد انتهاء العرض توجه الرئيس سليمان وكبار المسؤولين الى ساحة الشرف، حيث صافحوا ضباط المدرسة الحربية وأخذت الصورة التذكارية. ثم دخل الجميع الى ردهة الشرف إضافة الى طليع الدورة مع مدعويه حيث سلم قائد المدرسة السيف الهدية الى رئيس الجمهورية الذي قدمه الى طليع الدورة.

السجل الذهبي: ثم وقّع رئيس الجمهورية السجل الذهبي للمدرسة الحربية حيث دون الكلمة الآتية:"هنيئاً للمدرسة الحربية هذه الدفعة الجديدة من المتخرجين من مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، وهنيئاً للجيش في عيده السادس والستين، رفيعا منيعاً وقدوة لبقية المؤسسات في التمساك والوحدة والولاء المطلق للوطن.

سيروا على دروب العزة والبطولة والاباء أمناء لقسمكم وللقيم التي نشأتم عليها ولكم منا ومن الشعب اللبناني كامل الدعم والمحبة والاحتضان".

ثم وقع على السجل الرئيسين بري وميقاتي، ثم الوزيرين غصن وشربل ثم قائد الجيش. وبعد ذلك قطع الرئيس سليمان قالب الحلوى، ورفع قائد الجيش الكأس لشرب نخب رئيس الجمهورية. ثم صافح كبار المدعويين رئيس الجمهورية قبل أن يغادر الاحتفال وسط مراسم التكريم اللازمة.

هذا ورفعت على طول الطريق المؤدية الى المدرسة الحربية اللافتات التي تحيي رئيس الجمهورية وتشيد بتضحيات الجيش اللبناني، كما رفعت الاعلام اللبنانية وأعلام الجيش اللبناني.

 

رئيس الجمهورية التقى جعجع وقهوجي والغفري

قائد الجيش: الاستقرار شغلنا الشاغل

المركزية- استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وفور عودته من احتفال عيد الجيش الى قصر بعبدا، قائد الجيش العماد جان قهوجي على رأس وفد من كبار ضباط القيادة لتهنئته في المناسبة.

قهوجي: والقى العماد قهوجي الكلمة الآتية: "فخامة الرئيس، إنها لمدعاة فخر واعتزاز لي وللوفد المرافق أن نزوركم اليوم لمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس الجيش، ونحن ندرك كل الادراك كم لهذه المؤسسة من موقع مميز في عقلكم ووجدانكم، بعد أن وهبتموها ربيع العمر وزهر الشباب، وكنتم أثناء توليكم سدة قيادتها في ما مضى كما اليوم، الاكثر حرصاً على نهضتها وتطورها وصون دورها الوطني، وإبقائها المؤسسة المثال التي تشكل ببنيتها وأدائها، سياج الوطن ودرعه الحصين وخشبة خلاصه عند كل منعطف خطر.

فخامة الرئيس، إن فرحتنا اليوم بهذه المناسبة، يوازيها إصرارنا على تجديد الانطلاقة بخطى واثقة، مستندين في ذلك الى رعايتكم الدائمة للمؤسسة، وسهركم على هيبتها وكرامة ابنائها، وأيضاً الى إرادتنا القوية في ترويض الصعاب وتذليل العقبات، والاستمرار في إعداد العدة لمواجهة الاعداء المتربصين شراً بالوطن، وفي مقدمهم العدو الاسرائيلي والارهاب والعابثون بالامن الى أي جهة إنتموا.

فخامة الرئيس، إن الشغل الشاغل لمؤسستنا في هذه المرحلة الدقيقة، هو الحفاظ على الاستقرار العام في البلاد أكان على الحدود الجنوبية بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية والاستعداد لمواجهة أي عدوان اسرائيلي محتمل، أم في الداخل بالتعاون مع سائر الاجهزة الامنية، ونحن نؤمن بأن هذا الاستقرار يشكل القاعدة الصلبة لأي نهوض اقتصادي او إجتماعي او ثقافي، ونؤمن أيضاً بأننا قادرون على النجاح بمسؤولياتنا كما نجحنا في السابق، حافزنا الى ذلك إيماننا الراسخ بهذا الوطن، وإلتفاف الشعب حولنا، وثقتنا الاكيدة بسعي أركان الدولة وفي المقدمة فخامتكم الى دعم الجيش بالعتاد والسلاح والوسائل التي تمكنه من الاضطلاع بواجباته الوطنية بما يتناسب مع حجم الاخطار والتحديات التي تحدق بالوطن. في هذه الذكرى المجيدة نؤكد لفخامتكم بأن الجيش سيبقى ثابتاً على قيمه ومبادئه بعيداً عن التجاذبات السياسية وعلى مسافدة واحدة من الجميع، وسيبقى كما عهدتموه صلباً عنيداً في الدفاع عن وحدة لبنان وسيادته واستقلاله. أخلص التهانئ لفخامتكم بعيد الجيش وسدد الله خطاكم الواعدة في قيادة سفينة الوطن الى بر الامان والخلاص، عشتم، عاش الجيش، عاش لبنان".

قائد لواء الحرس: ثم استقبل رئيس الجمهورية قائد لواء الحرس الجمهوري العميد وديع الغفري مع وفد من ضباط اللواء للمناسبة عينها.

رئيس حزب القوات اللبنانية: وفي إطار مشاوراته من أجل اعادة اطلاق الحوار الوطني استقبل الرئيس سليمان في بعبدا ظهر اليوم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.

 

الراعي: يأمل توحيد القوة والقرار السياسي

انتشار السلاح لا يرتاح له كل الشعب

المركزية- أمل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في أن تتمكن السلطة السياسية من توحيد القوة والقرار وتصبح مسؤولة عن أي سلاح في لبنان لان لا ضمانة لأي شعب الا عبر المؤسسات الدستورية، لافتا الى ان انتشار السلاح خارج المؤسسات العسكرية لا يريح كل الشعب اللبناني.

وهنأ البطريرك الجيش قيادة وضباطا وافرادا بعيدهم، مثنيا على "التضحيات التي قدمها ولا يزال في سبيل استقرار لبنان واستقلاله".

كلام الراعي جاء خلال استقباله في الديمان وفدا من موارنة قبرص برئاسة راعي الابرشية المطران يوسف سويف ورئيس النادي الثقافي اسوماتوس اندراياس فرانجاس، وألقى سويف كلمة تحدث فيها عن أوضاع أبناء قبرص بشكل عام والموارنة بشكل خاص وتواصلهم الدائم مع كنيستهم، طالبا من البطريرك "رفع معاناتهم في العودة الى قراهم التي هجروا منها والسعي مع السلطات المختصة لحل هذه المشكلة". كما القى فرانجاس كلمة تحدث فيها عن ارتباط الموارنة بكنيستهم وبشخص البطريرك. ثم قدم سويف للبطريرك ميدالة مذهبة ودرعا تقديرية.

ورد البطريرك بكلمة شكر فيها لسويف وللوفد الزيارة، آملا من السلطات اللبنانية والتركية "التعاون لتأمين عودة موارنة قبرص الى بيوتهم". وقال: "في هذا اليوم نهنئ الجيش في عيده قيادة وضباطا وأفرادا، الذين يحمون الوطن وشرفه ويشكلون سياجا لحدوده، واننا نتطلع الى الجيش والقوى الامنية كقوة وحيدة اساسية تعطي الضمان لكل اللبنانيين. ونأمل أن تصبح السلطة السياسية الدستورية مسؤولة عن كل السلاح في لبنان، إذ لا ضمان لأي شعب الا عبر المؤسسات الدستورية والقوى الامنية والعسكرية وفي طليعتها الجيش الذي هو تحت امرة السلطة السياسية حتى ينعم المواطنون بالاستقرار".

أضاف: "إن انتشار السلاح خارج المؤسسة العسكرية لا يرتاح اليه كل الشعب اللبناني، لذلك نأمل في هذا اليوم أن تتمكن السلطة السياسية من توحيد القوة والقرار، مع الشكر للجيش على كل التضحيات التي يقدمها".

وختم: "لا بد أن نحيي الدولة القبرصية رئاسة وحكومة على محبتها للموارنة، ونتمنى اعادة توحيد الجزيرة لتبقى منفتحة على الشرق والغرب".

بعدها التقى الراعي طالب دعوى قداسة البطريرك اسطفان الدويهي ترافقه رئيسة دير مار يوسف جربتا الام تريز غاريوس، وذلك في ذكرى ولادة البطريرك الدويهي في الثاني من آب، وبداية دعوى التحقيق في تطويبه، ولأخذ بركة البطريرك. واطلع الراعي على عمل طالب الدعوى وزوده كل ما هو مطلوب للوصول الى الغاية السعيدة. واوضح الاب قزي ان "وكالة القديسين بات لديها عجائب عدة يمكن الاستناد اليها لتكون عنصرا اساسيا مساعدا لتحقيق التطويب في القريب العاجل، واننا نشكر الرب على هذه النعم، وآمل أن يرافقنا الجميع بصلواتهم على نية تطويب البطريرك الدويهي الذي بشفاعته يحصل المؤمنون على شفاءات خارقة".

أوضح الاب قزي "أن هناك مكتبا خاصا للبطريرك الدويهي لملاحقة دعواه في نيابة المحكمة الروحية في زوق مكايل يعمل باشراف غبطة ابينا البطريرك، ونتمنى على المؤمنين إبلاغ هذا المكتب بأي جديد على صعيد الشفاءات".

ومن زوار الديمان وفد رعية سيدة الرسل ميلانو مع الكهنة الذين يخدمون الرعية، رافقهم المونسنيور منير خيرالله.

رعية حصرون: واستقبل البطريرك في حضور المطران فرنسيس البيسري وفدا من رعية حصرون، ضم الى كاهن الرعية الخوري روبي زيبارة، نائب رئيس البلدية المهندس جيرار السمعاني والخوري طوني صوما، وقد عرض البطريرك معهم لبرنامج الزيارة التي سيقوم بها الى البلدة يوم الخميس المقبل في الرابع من آب الجاري حيث سيترأس قداسا احتفاليا ويلتقي ابناء الرعية.

وزار الديمان أيضا سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد الذي عرض معه برنامج زيارته المقبلة للولايات المتحدة. كما استقبل البطريرك الدكتور نزار يونس الذي عرض معه لقانون الانتخابات النيابية المقبلة.

 

اجتماع في دار الفتوى وخلوة بيــن قباني ورئيس الحكومة

ميقاتي: لاعتماد خطاب متوازن يرسي أرضاً مــلائمة للحوار

علـي: لتوحيد الكلمة بما ينعكس اســـتقراراً على المنطقة

المركزية- دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الجميع الى "التعاون لارساء كلمة سواء تنقذ وطننا وتعزز وحدتنا"، متمنياً على "جميع القيادات اعتماد خطاب متوازن يهدئ النفوس ويرسي ارضاً ملائمة للحوار وتحصين وطننا من الاخطار الداهمة وتكريس مناخات الثقة بين اللبنانيين جميعاً بعيداً عن الاعتبارات السياسية والطائفية والمذهبية"، معتبراً ان" الدور الاساسي في هذا السياق يقع على عاتق القيادات السياسية والدينية، لجهة الابتعاد عن شحن النفوس والضرب على الاوتار الطائفية والمذهبية".

كلام ميقاتي جاء خلال زيارته دار الفتوى لتقديم التهاني الى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بحلول شهر رمضان المبارك.

خلوة: بعد استقبال المفتي قباني للرئيس ميقاتي عقدا خلوة إنتقلا بعدها الى القاعة العامة في الدار حيث عقدا إجتماعاً موسعاً شارك فيه أمين الفتوى الشيخ امين الكردي، رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا في لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتو المناطق: المشايخ محمد علي الجوزو، خليل الميس، حسن دلي، سليم سوسان، وخالد الصلح، أمين الفتوى في طرابلس محمد إمام، قضاة الشرع في لبنان، مديرو المؤسسات التابعة لدار الفتوى، والمستشارون.

قباني: ورحب المفتي قباني بالرئيس ميقاتي، وقال: "إنه يوم عزيز، فهو أول أيام شهر رمضان المبارك، وفي الوقت ذاته شرفنا دولة الرئيس بالقدوم الى دار الفتوى لتهنئتنا وتهنئتكم. إن دولة الرئيس هو إبن هذه الدار ونشأ فيها وهو ركن أساسي فيها، مع إخوانه رؤساء الحكومة السابقين"، مذكراً بالمراحل التي ساهم فيها الرئيس ميقاتي في عمل دار الفتوى لا سيما منها مشاركته الفاعلة في "صندوق الزكاة" و"هيئة تنمية الموارد في دار الفتوى".

ميقاتي: بدوره، قال الرئيس ميقاتي: "أردت في هذا اللقاء، وبوجود صاحب السماحة، أن أوجه رسالة بأن هذه الدار هي للجميع، وأنها دائما صاحبة الكلمة الأساس في كل المفاصل الوطنية"، متمنياً "للجميع شهر خير وبركة وأن يكون هذا الوطن دائما في سلام وطمأنينة، وباذن الله نلتقي دائما على الخير والكلمة الطيبة"، شاكراً "للمفتي قباني ترحيبه، ولأصحاب السماحة المفتين والسادة العلماء حضورهم وكلامهم الطيب".

أضاف: "إن الحكومة انطلقت في عملها لخدمة جميع اللبنانيين في الموالاة والمعارضة، وهي مستمرة في العمل لتحقيق الاهداف التي رسمتها في بيانها الوزاري"، مشدداً على "اننا منفتحون على التعاون مع الجميع، لتحقيق هذه الاهداف بعيدا عن أي استفراد أو كيد".

علي: كذلك زار السفير السوري في لبنان عبد الكريم علي دار الفتوى لتقديم التهاني بحلول شهر رمضان المبارك، وهي الزيارة الاولى له منذ تعيينه سفيراً في لبنان، حيث عقد خلوة مع المفتي قباني لمدة نصف ساعة. وقال بعد اللقاء: "الزيارة للتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك وللإصغاء لرؤية المفتي والبحث في ما يشغله ويشغلنا، وكانت الرؤية متّفقة على ان يكون هذا الشهر المبارك مجالاً للتسامح وتوحيد الكلمة بما ينعكس اماناً واستقراراً على المنطقة".

وعن بيان الرئيس سعد الحريري امس الذي دان فيه المجزرة في حماه إكتفى السفير علي بالقول: " نحن في شهر رمضان وكل عام وانتم بخير".

غياب مفتيي طرابلس وعكار: وكان لافتاً غياب مفتي عكار الشيخ اسامة الرفاعي ومفتي طرابلس الشيخ مالك الشعّار عن الإجتماع.

 

الكتائب هنأت الجيش واستنكرت الاعتداء على اليونيفيل: نأمل ان يأتي يوم يبسط فيه الجيش من دون شريك سلطة الدولة

 وطنية - 1/8/2011 عقد المكتب السياسي الكتائبي والمجلس المركزي آخر اجتماع مشترك لهما قبل انعقاد "المؤتمر العام للحزب، تلاه اجتماع للمكتب السياسي تداول المستجدات على الساحة اللبنانية والمنطقة. وأصدر المجتمعون بيانا، اعلنوا فيه ان الحزب "وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل المؤتمر العام للحزب الذي سيعقد في 5 و 6 و7 الحالي في فندق غراند هيلز - برمانا، وسيشكل محطة في نهضة الحزب الجديدة، وفي اليوم الاخير للمؤتمر، ستجرى الانتخابات في بيت الكتائب المركزي في الصيفي لاختيار القيادة الكتائبية الجديدة. ويتخلل المؤتمر عرض سياسي شامل لرئيس الحزب (امين الجميل) يتضمن المواقف من مختلف القضايا الأساسية والمصيرية، وتقرير الأمين العام يتناول فيه الشأنين النظامي والتنظيمي وأوراق عمل أعدها عدد من المسؤولين في الحزب ومناقشة عامة لكل المداخلات".

واذ هنأ المكتب السياسي الجيش "قيادة وضباطا وجنودا بعيده، وقدر تضحياته في الدفاع عن لبنان، لا سيما في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد"، امل "ان يأتي اليوم الذي يبسط فيه الجيش اللبناني والقوى الشرعية، من دون شريك، سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية".

واستنكر "الاعتداء الذي تعرضت له الوحدة الفرنسية العاملة ضمن قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان"، وطالب الدولة "بكافة أجهزتها إجراء التحقيقات السريعة لمعرفة الفاعلين وإحالتهم الى المحاكمة". واعتبر أن "تكرار هذه التعديات على قوات حفظ السلام يثير الريبة؛ وكأن البعض يمعن في التعرض للسيادة الوطنية وفي استهداف هذه القوى بهدف احراجها بغية اخراجها والدفع بلبنان الى المجهول".

وجدد تأكيد تضامنه "الكامل مع اهالي جرود جبيل الذين تتعرض اراضيهم للقضم والضم والتعديات المختلفة والمتكررة، على الرغم من امتلاكهم صكوكا تثبت ملكيتهم للأرض"، كما اكد دعمه "للمبادرة التي يقوم بها غبطة البطريرك (الماروني المطران مار بشارة بطرس الراعي) بغية حفظ الحقوق المقدسة للمواطنين"، كما طالب الدولة "بكل أجهزتها التحرك السريع لحسم الموضوع ضمن الأطر التي تنص عليها القوانين وبما تمليه عليها واجباتها تجاه اللبنانيين".

وتوقف المكتب عند تطور الاوضاع في المنطقة، لا سيما في سوريا، فاعتبر ان "الامور بدأت الأمور تأخذ منحى مأساويا ادى الى سقوط العديد من الضحايا، واذا كان الحزب قد آل على نفسه التزام عدم التدخل في شؤون الغير، فذلك لا يعني انه يجوز السكوت عن كل ما يجري في سوريا من قبل الدولة من إنتهاكات لحقوق الانسان وعن العنف غير المبرر بحق المواطنين العزل".