المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 01 آب/11

إشعيا الفصل 55/1-13/الرب يمنح رحمته

وقال الرب: تعالوا إلى المياه يا جميع العطاش، تعالوا يا من لا فضة لهم وكلوا، أطلبوا خمرا ولبنا بغير ثمن. لماذا تصرفون فضة لغير الخبز، وتتعبون في عملكم لغير شبع؟ إسمعوا لي وكلوا الطيبات وتلذذوا في طعامكم بالدسم. أميلوا آذانكم وتعالوا إلي. إسمعوا فتحيا نفوسكم: أعاهدكم عهدا أبديا، عهد رحمتي الصادق لداود.  جعلته رقيبا للأمم وقائدا ووصيا عليهم.

يدعو شعوبا لا يعرفها وتتبعه أمم لا تعرفه. الرب قدوس إسرائيل إلهه، وهو الذي مجده  أطلبوا الرب ما دام يوجد، أدعوه ما دام قريبا إن تخلى الشرير عن طريقه وفاعل الإثم عن أفكاره، وتاب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا فيغمره بعفوه لا أفكاري أفكاركم يقول الرب، ولا طرقكم طرقي كما علت السماوات عن الأرض،علت عن طرقكم طرقي، وأفكاري علت عن أفكاركم

وكما ينزل المطر والثلج ولا يرجعان ثانية إلى السماء، بل يرويان الأرض ويجعلانها تجود فتنبت نبتا وتعطي زرعا للزارع وخبزا للآكل، كذلك تكون كلمتي، تلك التي تخرج من فمي، لا ترجع فارغة إلي بل تعمل ما شئت أن تعمله وتنجح في ما أرسلتها له بفرح تخرجون من بابل، وترشدون في طريق السلامة. الجبال والتلال ترنم أمامكم، وأشجار الحقول تصفق بالأيدي

عوض العليق ينبت السرو، وعوض القراص ينبت الآس، وبذلك أعمل لي اسما، وذكرا مخلدا لا ينقطع

 

عناوين النشرة

*بريطانيا: الأسد مخطئ إذا اعتقد أن القوة العسكرية ستنهي الأزمة في سوريا

*مسؤول أميركي في دمشق: "عصابة" مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة 

*فرنسا: على المسؤولين السوريين أن يعلموا أكثر من أي وقت مضى أنهم سيُحاسَبون

*رئيس البرلمان الأوروبي: على النظام السوري أن يباشر تسليم السلطة

*الناطق بإسم "إخوان" سوريا: النظام مدعوم دولياً.. لكن ما حصل اليوم سيرتد عليه

*المُعارض السوري تيزاني: أحداث حماه لها بعد انفجاري سيشعل البلاد كلها

*مستشار الرئيس التركي: الوضع بسوريا يتفاقم ويجب على كل العالم أن يدلي بدلوه

*شاهد عيان: انشقاق نحو 40 جندياً سوريّاً في الحراك

*القربي: النظام السوري استعمل اليوم أسلحة محرّمة دولياً لقمع الاحتجاجات

*مواقف دوليّة شديدة اللهجة إزاء مجزرة حماه... أوباما: سنعمل على عزل الأسد... هيغ: اشعر بالاستياء الشديد... جوبيه: ليتحمل مجلس الامن الدولي مسؤولياته 

*الحريري: لا يمكن أن نبقى صامتين إزاء "مذبحة" حماه والتطورات الدموية في سوريا 

*مقتل 121 شخصاً برصاص الأمن السوري اليوم

*حمادة تعليقاً على ما يجري بسوريا: مذبحة بلغت مرتبة الجريمة ضد الانسانية 

*مقتل 121 شخصاً برصاص الأمن السوري اليوم

*معارضون سوريون يصعدون اتهاماتهم لـ"حزب الله": لدى "الضباط الأحرار" أدلة على تورطه 

*عون الرويسات/الياس الزغبي/لبنان الآن

*أين تقع الرويس/عماد موسى/لبنان الآن

*الثورة والنظام ومفارقة التاريخ/علي حماده/ النهار

*هل هي مصرستان/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*جعجع: للتخلص من الوضع الشاذ والانتهاء من كل الدويلات في لبنان 

*فرنسا ستردّ بحزم على اي اعتداء آخر وتتهم جيش لبنان بالتواطؤ مع حزب الله/رندة تقي الدين/الحياة

*يونيفيل اعتداءات لا تحتاج تحقيقاً/طوني فرنسيس/الحياة

*فارس سعيد: الاعتداءات يعود صداها لعام 1984 عندما جاهر نصر الله ان كسروان وجبيل هي للشيعة 

*النائب أمين وهبة: على عون أن يعي جيداً أن زمن الأنظمة الشمولية انتهى.. وعلى "حزب الله" أن يتعاون مع المحكمة قبل فوات الأوان  

*النائب ايلي ماروني : جنبلاط سيبقى أحد أركان الحرية والسيادة والاستقلال.. ومعادلة المحكمة العسكرية فضيحة كبيرة بحقّ عون ومن ساومه   

*النائب انطوان زهرا: الثورة الانقلابية ستأكل أبناءها.. وكل ما يعلنه ميقاتي موال يغنيه في أرض قاحلة 

*مآخذ على قوى 14 آذار لا تقلل منها ارتباكات الحكومة و8 آذار/الأكثرية والمعارضة تتعثران في أدوارهما الجديدة/روزانا بومنصف/النهار

*حكومة 11 آب/احمد عياش/النهار

*الكل مع الحوار... ولكن/سمير منصور/النهار

*هواجس من بكركي الى الديمان/المطران كيغام خاتشريان /النهار

*النهارفؤاد بطرس أو الثورة على الانتهازية/بقلم انطوان مسرّة/النهار

*هل أن ما سمعناه صحيح/المحامي ميشال خطار/النهار

*سليمان يركز في عيد الجيش على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية/"حزب الله" ناعياً الحوار: نسلم سلاحنا عندما تسلم إسرائيل سلاحها

*المتهمون باغتيال الحريري في إيران /حزب الله" يطوق موقع الانفجار "الغامض" في الضاحية الجنوبية

*رئيس "المجلس العالمي لثورة الأرز" يدعو الراعي إلى وقف مغازلته "حزب الله" والعودة إلى ثوابت صفير/حميد غريافي/السياسة

*"14 آذار" تحذر من توجه أميركي سلبي تجاه الحكومة

*نظام دمشق و الإصرار على سفك الدماء/داود البصري/السياسة

*أي ذاكرة أسدية لسورية/غسان المفلح/السياسة

*تحذير من مؤامرة لإبادة سكان مخيم أشرف/د. تيسير التميمي/السياسة

 

تفاصيل النشرة

 

بريطانيا: الأسد مخطئ إذا اعتقد أن القوة العسكرية ستنهي الأزمة في سوريا

دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماة، معربا عن مشاعر "الاستياء الشديد" للهجوم الذي يأتي عشية بداية شهر رمضان. وقال هيغ في بيان: "أشعر بالاستياء الشديد للتقارير بأن قوات الامن السورية اقتحمت مدينة حماة بالدبابات وغيرها من الاسلحة الثقيلة صباح اليوم (الاحد) ما ادى الى مقتل العشرات، إن مثل هذه الاعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلمياً بأعداد ضخمة في المدينة منذ عدة اسابيع، غير مبررة، ويبدو ان الهجوم هو جزء من جهود منسقة في عدد من المدن السورية لمنع الشعب السوري من الاحتجاج قبل رمضان، وما يزيد من مشاعر الصدمة تجاه هذه الهجمات انها تجري عشية بدء شهر رمضان". وفي تحذير للأسد، قال هيغ: "الرئيس الأسد مخطئ اذا اعتقد ان القمع والقوة العسكرية ستنهي الازمة في البلاد، يجب ان يوقف هذا الهجوم على شعبه".(أ.ف.ب.)

 

مسؤول أميركي في دمشق: "عصابة" مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة 

اعتبر ج.ج هاردر الملحق الصحافي في السفارة الاميركية في دمشق ان الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حماه "حرب كاملة" تشنها الحكومة السورية على شعبها، مشيرا إلى أن هذه "الحرب الكاملة"، التي تشنها الحكومة السورية، عمل اخر يدل على الياس التام. وأضاف: "انهم يقتلون شعبهم، ويرسلون بالدبابات الى مدنهم. هذه مهزلة".

هاردر، وفي حديث للـ"BBC"، رأى أنه توجد "عصابة مسلحة كبيرة" واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية، في اطار الرد على سؤال عن رأيه في قول الحكومة ان قواتها تواجه عصابات مسلحة، مشيرا إلى أن الحكومة السورية هي العصابة المسلحة التي تنهب مدنها، وهي العصابة المسلحة التي تزرع الرعب في قلوب الكثير من الناس الذين خرجوا للتظاهر سلميا. وأضاف: "المسؤولون الاميركيون لا يمكنهم ان يعرفوا على وجه التحديد من هي الجهة التي تحكم في الحكومة السورية".

ورأى هاردر أن الحكومة السورية ليست وحدة متماسكة ولكنها عبارة عن مجموعة من الجماعات المختلفة داخل الحكومة نفسها، مشيرا إلى أنهم في اوقات كثيرة لا يعرفون من هي الجهة التي يتحدثون معها، ولا يعرفون من يتحدث باسم الحكومة. وأضاف: "من ناحية لدينا حركة اصلاح مزعومة.. ومن ناحية اخرى لدينا حرب، وهجمات على حماة ودير الزور. الامر غير منطقي على الاطلاق".

 

فرنسا: على المسؤولين السوريين أن يعلموا أكثر من أي وقت مضى أنهم سيُحاسَبون

ندّد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه "بأقصى حزم ممكن" بمواصلة القمع في سوريا، معتبراً ذلك "غير مقبول خصوصاً عشية شهر رمضان". وقال جوبيه في تصريح إن "فرنسا تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش اليوم في حماة ودير الزور والبوكمال والتي أفيد أنها أوقعت حتى الآن أكثر من مئة ضحية". وأضاف جوبيه: "على المسؤولين السياسيين والعسكريين والامنيين السوريين ان يعلموا اكثر من اي وقت مضى أنهم سيحاسبون على افعالهم، وإن فرنسا تودّ أكثر من أي وقت مضى في هذه الظروف المروعة أن يتحمّل مجلس الامن الدولي مسؤولياته ويعلن موقفه بشكل قوي وواضح مثلما فعل مراراً الأمين العام للامم المتحدة". (أ.ف.ب.)

 

رئيس البرلمان الأوروبي: على النظام السوري أن يباشر تسليم السلطة

ندّد رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزاك بـ"المجزرة" التي ارتكبها النظام السوري في حماة ودعا أركانه إلى التنحي. وجاء في بيان لبوزاك: "أُدين التدخل العسكري في حماة وفي مدن اخرى (...) يجب ان تتوقف المجزرة على الفور، وعلى النظام أن يباشر تسليم السلطة". وتابع بوزاك: "إن استخدام الأسلحة الثقيلة وقتل المدنيين الأبرياء لا يمكن تبريرهما، وعلى النظام السوري والهرمية العسكرية أن يفهما ذلك". (أ.ف.ب.)

 

الناطق بإسم "إخوان" سوريا: النظام مدعوم دولياً.. لكن ما حصل اليوم سيرتد عليه

أكد الناطق الرسمي بإسم "الاخوان المسلمين" في سوريا زهير سالم من لندن أن "ما يحصل في سوريا يجعل النظام بنفسه يُغلِق عملياً كل حلّ سياسي، إذ بعد 5 أشهر من بدء الاحتجاجات لم يتحقق أيّ أمر بسيط من الإصلاح بل كله مجرد كلام اعلامي، في حين إن لا معنى للقانون ولا معنى للدستور في سوريا". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، قال سالم: "الشعب السوري الذي صبر طويلا يعلم ان هذا النظام مدعوم دوليًا، ونعلم ان المجتمع الدولي أطلق يد هذا النظام منذ أول يوم له، والآن النظام مازال يتمتع بالغطاء الدولي وهو يُعطَى الفرصة تلو الفرصة". وردًا على سؤال، أجاب سالم: "نحن لم نلحظ أي تراجع على مستوى الشارع السوري، بل هناك نقص في التغطية الاعلامية، وما حصل اليوم سيؤجج الأحداث، أستطيع القول إن النظام في الايام السابقة كان يوزّع القتل على أيام الأسبوع وعلى المناطق، لكن ما يجري اليوم هو نوع من العدوان ومذبحة، فاليوم نفّذ النظام وعيده، لكن سيرتد الأمر عليه، فبعد رمضان وبعد هذه المذابح سيكون وضعه أصعب". وتابع سالم: "إذا عدنا الى اول خطاب لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد فهو استدعى موضوع المؤامرة الخارجية واستدعى الفتنة الطائفية، كما ذكرت (مستشارة الرئيس السوري) بثينة شعبان في اكثر من مرة المؤامرة والفتنة، ثم تحدثوا عن تمويل سعودي وتمويل من سعد الحريري من لبنان وركّبوا بعض الشعارات ونسبوها الى المتظاهرين، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل. رمضان محطة للجهاد وللأمل وللإشراق وسنظل نتقدم ومنذ 33 سنة نحمل هذه الراية رغم كل المؤامرات الدولية والاقليمية على هذا الشعب، ونسأل الله ان نكون دخلنا مرحلة ما بعد الأسد وأن ندخل سوريا واحدة موحدة لكل ابنائها". (رصد NOW Lebanon)

 

المُعارض السوري تيزاني: أحداث حماه لها بعد انفجاري سيشعل البلاد كلها

أكد المعارض السوري محمد الطيب تيزاني في مقابلة مع قناة "الجزيرة" أجرتها معه في قطر، أن "السلطة السورية هي المسؤولة عمّا يحصل اليوم، فسوريا تعيش حالة أسى كبرى"، وأضاف: "لا بد أن ما يجري في حماه سيغيّر مجرى الأحداث لكنه قد يفجر سوريا في المقابل، وهناك أطراف في النظام السوري ترى ان الحل الذي يمكن ان يخرجها من الأزمة هو السلاح، وهذه هي النزعة المسيطرة على النظام، لكن هذا سيؤدي الى سوريا مقسّمة، وأحذّر من أن السلاح يجرّ السلاح، إلا أنه للأسف فإن الغلبة ما زالت حتى الآن لمن يرغب باستخدام السلاح من أركان النظام".وتوضيحاً لقراءته حول خطورة أحداث حماه، قال تيزاني: "حماه بموقعها الوسطي وتكوينها الاجتماعي إضافة إلى مسائل عديدة، فإنها ستجعل من الحركة المسلّحة التي يقوم بها النظام بعداً خطيراً إنفجاريا سينتقل إلى كل سوريا وهذا سيشعل النار في كل البلاد"، مشيراً إلى أن الغرب في هذه الحالة "لن يترك سوريا، وسيأتي ليكمل على ما تبقّى منها". وإذ تمنى ألا يحصل ذلك، أكد تيزاني أن "أي خطوة إصلاحية إن لم تبدأ اليوم، وليس غداً، فإنها لن تتحقق أبداً".(رصد NOW Lebanon)

 

مستشار الرئيس التركي: الوضع بسوريا يتفاقم ويجب على كل العالم أن يدلي بدلوه

علّق مستشار الرئيس التركي عبد الله غول، إرشاد هرموزلو، على ما يجري في سوريا من عمليات عسكرية أودت بحياة أمثر من 150 قتيلاً سقطوا برصاص الأمن، بقوله لقناة "أخبار المستقبل": "لقد أُصبنا بخيبة امل (من تصرف السلطات السورية)، وكنا نعتقد انه كان سيكون هناك اصلاحات، لكن القيادة السورية اختارت منطق العنف الذي لا يلبّي بالطبع مطالب الشعب السوري الشقيق"، مؤكداً أن "القيادة السورية مدعوة للتوقف عن العنف". ورداً على سؤال، أجاب هرموزلو: "نحن نستمع إلى مطالب الشعب السوري، وقلنا أكثر من مرة إننا مع مطالب الشعوب وخاصة الشعب السوري، وبحسب اعتقادي ستتناول الحكومة التركية ما يجري اليوم، وكذلك الرئاسة التركية، فنحن نرى ان الوضع يتفاقم ويجب ان يدلي بدلوه العالم العربي والاسلامي وكل العالم بهذا الشأن".وحول التواصل بين تركيا وسوريا، قال هرموزلو: "القيادة التركية كانت على تواصل مع القيادة السورية لحثّها على الاصلاح، لكننا نشعر حالياً بخيبة امل كبيرة، صحيح أننا لا نصمّم بيت الآخرين وهذا الموضوع متروك للشعب السوري والشعب السوري قادر على تنظيم أموره وحياته المستقبلية، لكن العمليات الجارية ليست جزءاً من الحل بل تفاقم المشاكل، ونجدد الدعوة للقيادة السورية للتوقف عن العنف وسلوك المسلك الحضاري في الحوار". وحول ما إذا كانت تركيا تقرر عزل الرئيس السوري، ردّ هرموزلو: "أرى ان تركيا وأميركا لا يقرران ما يريد الشعب السوري بل الشعب السوري هو من يقرر، فنحن لسنا مع اي نظام بل نحن مع مطالب الشعوب ونؤيد مطالب الشعب السوري ليقرر حياته المستقبليه".(رصد NOW Lebanon)

 

شاهد عيان: انشقاق نحو 40 جندياً سوريّاً في الحراك

لفت شاهد عيان سوري من بلدة الحراك بدرعا في اتصال مع قناة "الجزيرة" إلى أنَّ "هناك إطلاق نار عشوائي من قبل قوات النظام السوري في البلدة"، مؤكّداً أن "لا وجود لعصابات مسلحة ولا إرهابيين بين الناس، بل هناك تظاهرات سلمية تنادي بالديمقراطية والحرية". وأوضح الشاهد أنه في بلدة الحراك حصل إنشقاق لنحو 40 عنصراً من الجيش السوري فتم إطلاق النار عليهم من عناصر الأمن

 

القربي: النظام السوري استعمل اليوم أسلحة محرّمة دولياً لقمع الاحتجاجات

أكد رئيس "المنظمة العربية لحقوق الانسان" عمار القربي في حديث لقناة "الجزيرة" أن "النظام السوري استعمل اليوم أسلحة محرّمة دولياً في قمع الاحتجاجات، وعمد الى مهاجمة الأحياء بهذه الاسلحة، في حماه ودير الزور". ولفت القربي إلى أن "من يسكت اليوم عن هذه الجرائم يكون مشاركاً في قتل ابناء الشعب السوري، وهذه وصمة عار على جبين كل من يسكت عن دم ابناء الشعب السوري"، مشيراً الى "مقتل أكثر من 136 شخصاً اليوم والجرحى بالآالاف". وشدد القربي على أن المسيرات التي ينظمها النظام لدعمه "هي مفبركة"، داعياً "النظام الذي يقول ان لديه أكثرية شعبية الى السماح للمعارضة للتظاهر سلمياً، واجراء انتخابات ديمقراطية"، وسأل: "لماذا لم يُقتَل الموالون لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد عندما يخرجون بتظاهرات إذا كانت المعارضة عنفية كما يصفها النظام؟"، وأوضح أن "النظام يعمد الى الزام المعتقلين بالتظاهر داخل السجون دعماً للأسد، ويقتل الناس ويُلبسهم ثياب عسكرية لاتهام الشعب بأنه يقتل الجيش"، واصفاً النظام "بالكذاب، ومهما فعل لن يصمد وسيسقط امام ارادة الشعب السوري".(رصد NOW Lebanon)

 

مواقف دوليّة شديدة اللهجة إزاء مجزرة حماه... أوباما: سنعمل على عزل الأسد... هيغ: اشعر بالاستياء الشديد... جوبيه: ليتحمل مجلس الامن الدولي مسؤولياته 

موقع 14 آذار/بعد أن مرّ على بدء الإحتجاجات في سوريا 4 أشهر و6 أيام في ظل صمت عربي ودولي حسبما رأت المعارضة السوريّة، أتى الأحد 31 تموز عبر اجتياح الجيش السوري لعدّة مدن سوريّة، ما أوقع 145 قتيلا، ليشكل ما من المتوقع أن يكون مفترقا كبيرا في السياسة العربيّة والدوليّة إذاء "الثورة السوريّة". وبعدما كانت بعض الدول لا تزال تراهن على إمكان الرئيس بشار الأسد القيام بالإصلاح المطلوب في دمشق، أتت "مجزرة حماه" التي أوقعت 113 قتيلا لتعيد الذكريات إلى الأذهان عن تاريخ هذا النظام في الإصلاح والحوار، فسارعت هذه الدول لاتخاذ المواقف وبدء حسم خياراتها إلى جانب الموقف المبدأي للرأي العام الدولي المناهض للقمع والترهيب والقتل، والمؤيد للديمقراطيّة والحريّة والتنوع.

فاعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما أن اعمال العنف في سوريا الأحد بانها "مروعة" متوعدا بتصعيد الضغوط على نظام الرئيس بشار الاسد، مشيرا إلى أن التقارير التي تخرج من حماه "مرعبة وتظهر الطبيعة الحقيقية للنظام السوري".

وفي بيان له، وصف اوباما المتظاهرين الذين خرجوا الى الشوارع بانهم "شجعان"، معتبرا ان سوريا "ستكون افضل عندما يحدث انتقال ديمقراطي". وأضاف: "في الايام المقبلة، ستواصل الولايات المتحدة زيادة ضغوطها على النظام السوري والعمل مع اخرين في انحاء العالم لعزل حكومة الاسد والوقوف مع الشعب السوري".

واعتبر أوباما انه مرة اخرى اظهر الرئيس بشار الاسد انه غير قادر وغير مستعد بتاتا للاستجابة لمطالب الشعب السوري، مشيرا إلى ان استخدام الأسد للتعذيب والفساد والترويع يضعه في مواجهة مع التاريخ ومع شعبه. واضاف: "ان بشار الاسد من خلال اعماله يؤكد بانه سيصبح هو ونظامه جزءا من الماضي، وان الشعب السوري الشجاع الذي تظاهر في الشوارع هو الذي سيقرر مستقبله".

فيما دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماه، معربا عن مشاعر الاستياء الشديد التي تنتابه إذاء التقارير التي وردته عن ان قوات الامن السورية اقتحمت مدينة حماه بالدبابات وغيرها من الاسلحة الثقيلة مما ادى الى مقتل العشرات، والذي ياتي عشية بداية شهر رمضان المبارك. واضاف: "ان مثل هذه الاعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلميا باعداد ضخمة في المدينة منذ عدة اسابيع، غير مبررة".

هيغ، وفي بيان، أشار إلى انه يبدو ان الهجوم هو جزء من جهود منسقة في عدد من المدن السورية لمنع الشعب السوري من الاحتجاج قبل شهر رمضان، ومما يزيد من مشاعر الصدمة تجاه هذه الهجمات انها تجري عشية بدء هذا الشهر. وفي تحذير للاسد قال: "الرئيس الاسد مخطئ اذا اعتقد ان القمع والقوة العسكرية ستنهي الازمة في البلاد، ويجب ان يوقف هذا الهجوم على شعبه".

من جهتها، نقلت "وكالة انسا الايطالية للانباء" عن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قوله: "انه احدث فعل بشع من افعال القمع العنيف ضد المحتجين المحتشدين سلميا منذ ايام"، مناشدا نظام الرئيس السوري بشار الاسد الكف الفوري عن كافة اشكال العنف والبدء بحوار شامل مع المعارضة.

أما من ناحيته، فقد ندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه "باقصى حزم ممكن" بمواصلة القمع في سوريا، معتبرا ذلك "غير مقبول خصوصا عشية شهر رمضان المبارك"، في وقت يشن الجيش هجوما على عدة مدن منها حماه. وأضاف: "فرنسا تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش اليوم في حماه ودير الزور والبوكمال والتي افيد انها اوقعت حتى الان اكثر من مئة ضحية".

وأشار جوبي إلى أنه على المسؤولين السياسيين والعسكريين والامنيين السوريين ان يعلموا اكثر من اي وقت مضى انهم سيحاسبون على افعالهم، معلنا أن فرنسا تود اكثر من اي وقت مضى في هذه الظروف المروعة ان يتحمل مجلس الامن الدولي مسؤولياته ويعلن موقفه بشكل قوي وواضح مثلما فعل مرارا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

فيما ندد رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزاك بما وصفه بـ"المجزرة" التي ارتكبها النظام السوري في حماه ودعا السلطات السورية الى التنحي. وأضاف: "ادين التدخل العسكري في حماه وفي مدن اخرى، ويجب ان تتوقف المجزرة على الفور وعلى النظام ان يباشر تسليم السلطة".

بوزاك، وفي بيان صادر عنه، أشار إلى أن استخدام الاسلحة الثقيلة وقتل المدنيين الابرياء لا يمكن تبريرهما وعلى النظام السوري والهرمية العسكرية ان يفهما ذلك.

من جهة تركيا، فقد أعلنت وزارة خارجيتها في بيان نشرته "وكالة الاناضول للانباء" ان تركيا تكرر مرة اخرى دعوتها الحكومة السورية الى وقف العمليات العسكرية ضد المتظاهرين، واختيار السبل السياسية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل الى حل، مشيرة إلى أن هذه العمليات العسكرية لن تؤدي الى حل. واضافت: "فيما تتوقع تركيا من سوريا العمل لاحلال جو سلمي خلال شهر رمضان المبارك، فانها، وكل العالم الاسلامي، تشعر بالحزن الشديد وخيبة الامل جراء التطورات الحالية عشية شهر رمضان"، لافتة إلى ان عمليات القمع الدموية للمدنيين تلقي بالشك على تصميم وصدق الحكومة السورية على حل المسالة بالوسائل السلمية

 

 الحريري: لا يمكن أن نبقى صامتين إزاء "مذبحة" حماه والتطورات الدموية في سوريا 

استنكر الرئيس سعد الحريري "المذبحة" التي تتعرض لها مدينة حماة السورية و"سائر أعمال القتل الدموية" التي تشهدها حمص وإدلب ودير الزور ودرعا والعديد من المدن والمناطق السورية على أبواب شهر رمضان المبارك، مؤكداً أن "مثل هذه الأحداث الدموية هي بالتأكيد تتعارض مع كل النوايا التي تريد لسوريا الشقيقة وشعبها الأبي تجاوز المحنة التي يعترض لها حالياً". وأضاف الحريري في بيان: "إن الصمت بكل مستوياته العربية والدولية إزاء ما يحدث في سوريا وتحديداً في مدينة حماة التي سبق لها وتعرضت لأبشع المجازر بحق أبنائها في ثمانينات القرن الماضي، لا يؤسس للحلول المطلوبة، بل يدفع باتجاه إزهاق المزيد من أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق".

وقال: "إننا في لبنان لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن نبقى صامتين إزاء هذه التطورات الدموية التي تشهدها الساحة السورية، ونهيب بكل المعنيين ليتداركوا الموقف منذ الآن لتمكين الشعب السوري من أن يحدد خياراته بنفسه بحرية وفي إطار حقوقه الإنسانية وأن يتجاوز المحنة الأليمة التي يمر بها بأسرع وقت ممكن".

 

مقتل 121 شخصاً برصاص الأمن السوري اليوم

أفاد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي أن 121 شخصاً بينهم 95 في مدينة حماة قُتلوا برصاص الأمن السوري اليوم الأحد إضافة الى عشرات الجرحى، إصابات أغلبهم خطرة، وذلك خلال اقتحام قوات من الجيش السوري لعدة مدن سورية. وذكر القربي لوكالة "فرانس برس" أن "قوات من الأمن رافقت الجيش لدى اقتحامه مدينة حماة وأطلقت النار ما أسفر عن مقتل الـ95 شخصا"، مورداً لائحة باسماء 62 شخصا "فيما يجري التعرف على هوية بقية الجثامين". ةوأكد قربي "مقتل 19 شخصا في دير الزور، و6 اشخاص في الحراك، وشخص في البوكمال". أ.ف.ب

 

حمادة تعليقاً على ما يجري بسوريا: مذبحة بلغت مرتبة الجريمة ضد الانسانية 

علّق النائب مروان حماده على الأحداث التي تجري في سوريا، بالقول: "إن المذبحة المتمادية في سوريا الشقيقة بلغت اليوم مرتبة الجريمة ضد الانسانية، فكم يحزّ في نفوسنا أن نرى سلاحاً، هو الآخر مخصص مبدئيا لمحاربة إسرائيل، يدك ويحرق ويجرف المدن السورية الباسلة".وأضاف حمادة في بيان: "إلى اشقائنا في سوريا نقول إن الصمت اللبناني والعربي والدولي لن يدوم، كذلك إن الخيار الأمني الذي إختاره حكام دمشق سيسقط حتما أمام إصراركم على الحرية. أما عن الحكم اللبناني فلم نتوقع منه شيئاً، طالما أنه صامت أصلاً عن الجرائم التي إقترفت على أرضنا، والتي صدرت في حقها قرارات إتهامية دولية".

 

معارضون سوريون يصعدون اتهاماتهم لـ"حزب الله": لدى "الضباط الأحرار" أدلة على تورطه 

الشرق الأوسط/تصاعدت حدة التراشقات بين المعارضين السوريين وحزب الله، بعد قيام معارضين سوريين مقيمين بالقاهرة السبت بالرد على نفي حزب الله مشاركته في قمع الاحتجاجات بسوريا، مؤكدين أنه يدافع عن مصالح النظام الإيراني ويشارك في قمع الانتفاضة.

وكان حزب الله في بيان له قد اعتبر أن اتهامات المعارضة السورية له بمساندة النظام السوري مجرد ادعاءات عارية عن الصحة جملة وتفصيلا» وهو ما جعل معارضين وناشطين سوريين وتجمعا لأبناء الجالية السورية بالقاهرة يصدرون بيانا للرد على حزب الله، وجهوا فيه اتهاما له بالعودة إلى «الدجل والكذب مجددا» تجاه ما يحدث في سوريا.

وقال النائب السابق في مجلس الشعب السوري، ومنسق تجمع أبناء الجالية السورية بالقاهرة محمد مأمون الحمصي لـ"الشرق الأوسط»": انه للشهر الخامس على التوالي منذ انطلاق الثورة الشعبية السورية السلمية المباركة ضد الظلم والطغيان؛ ودماء الشعب السوري الطاهرة تسيل في شوارع المدن والمحافظات والقرى السورية، مع استخدام النظام السوري وعصاباته وحلفائه من الميليشيا المسماة حزب الله، كافة أنواع القمع والقتل والإرهاب ضد أبناء الشعب الأعزل في وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلا سوى جرائم النازية والفاشية.

وكان معارضون سوريون قد اتهموا حزب الله وإيران بالمشاركة في قمع الاحتجاجات، كما عمد متظاهرون في مدن سورية عدة إلى إحراق أعلام حزب الله وصور أمينه العام حسن نصر الله، الذي كان يحظى حتى وقت قريب بشعبية كبيرة، على خلفية موقف حزبه من الأوضاع في بلدهم. وهو ما جعل حزب الله يرد على تلك الاتهامات بأنها «تكرار لترويج الأخبار الكاذبة، ومحاولة لإذكاء الفتنة خدمة لمآرب سياسية تأتمر بسياسات دول الاستكبار».

وقال الحمصي إن بيان حزب الله ليس للدفاع عن نفسه، بل للدفاع عن النظام الإيراني «بسبب ارتباطه العضوي بها (إيران) لأنه إحدى أدواتها الاستراتيجية في المنطقة، ولأن سقوط نظام عصابة آل الأسد في سوريا يعني تراجع النفوذ الفارسي الصفوي في المنطقة إلى حدود إيران الحالية، وانحسار ثم تلاشي الدور المنوط بميليشيا حزب الله في لبنان الذي تحتله حاليا». واستغرب بيان المعارضين السوريين، الذي حصلت "الشرق الأوسط" على نسخة منه، عودة حزب الله إلى الدجل والكذب مجددا تجاه ما يحدث في سوريا، قائلا :كيف سمعوا ما قلناه حول دورهم في المشاركة في قتل أبناء الشعب السوري ولم يسمعوا ما قاله الملايين في الشارع السوري في كل مدينة ومحافظة وقرية سوريا بأن الشعب يريد إسقاط النظام؟ وكيف لم يروا إحراق علمهم وصور حسن نصر الله ولم يسمعوا ما ردده الثوار السوريون حول جرائمهم".

وقال المعارضون السوريون إن بيان حزب الله "لم يصدر لتغطية أو تبرير جرائمهم المفضوحة والموثقة بل أردوا القول بأن ما يحدث في سوريا شأن داخلي وأن كل هذه المجازر التي حدثت وتحدث لا يحق لأحد التدخل لوقفها وحماية المدنيين، رغم أنها ترتقي إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.. وحتى لو كان ذلك التدخل من خلال شرعة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ونحن نعتبر هذه المواقف تماديا على السيادة الوطنية السورية ووقاحة بحق الشعب السوري وبحق الجمهورية العربية السورية».

وأضاف البيان الصادر عنهم: «ردنا ليس على هذه الميليشيا أو تلك العصابة لأنهم لا يفقهون لغة السياسة، بل نترك الرد الحتمي عليهم من جيشنا الوطني الباسل البطل، ونعتقد أن الجنود والضباط البواسل في لواء الضباط الأحرار الذي لقن العناصر الإجرامية للحرس الثوري الإيراني ومرتزقة حزب الله وعصابات آل الأسد في كل من درعا وحمص وجسر الشغور والبوكمال ودير الزور والقامشلي وبانياس وريف دمشق درسا لن ينسوه أبد الدهر والتاريخ. ولدى الضباط الأحرار وثائق وإثباتات تؤكد تصريحاتنا لوسائل الإعلام حول دورهم الإجرامي والإرهابي، ونعتقد أن وجود مستشارين أمنيين وعسكريين إيرانيين في دمشق وبعض المعسكرات إلى جانب توقيف شحنات من الأسلحة ومعدات ومواد القمع والإرهاب التي أرسلتها طهران واعترضتها السلطات المصرية والتركية، إلى جانب ضخ البترول وأكثر من ستة مليارات دولار في حسابات النظام السوري من قوت الشعب الإيراني المضطهد، وثائق وأدلة إضافية لدورهم في دعم ومساعدة نظام عصابة آل الأسد". وقال الحمصي مختتما حديثه: "ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك أصبح من الواجب على القوى والتنظيمات التي ما زالت تسبح في الفلك الفارسي أن تعود إلى رشدها قبل فوات الأوان، بعدما تأكد لقادتها أن شعارات الصمود والتصدي ثم المقاومة والممانعة ما هي إلا مجرد شعارات زائفة".

 

عون الرويسات 

الياس الزغبي

رفعوا صورته في الرويسات، ونزلوا. هم ثلاثة، البعث والقومي و"حزب الله"، وهو رابعهم. والغاية "النبيلة" وفاء وولاء ودعم لنظام بشّار الأسد.

لا هو اعترض أو استهجن أو أدان، ولا أتباعه تجرّأوا على رفع الصوت، ولو من باب مسايرة أصوات الناخبين المصدومين في المتن، والجديدة تحديدا.

ميشال عون لا يعبأ بأحاسيس ناخبيه ومشاعر الناس. لقد توغّل بعيدا في ارتباطاته، وهمّه تجميل قباحات حلفائه، والتستّر على عيوبهم. والثمن المقابل معروف.

منذ خمس سنوات ونصف، (وفي العمق الواقعي منذ ربع قرن)، يجمع مؤيّديه على عناوين مغرية ويجرّهم الى التزامات وارتباطات مخزية. وأمام كلّ خطأ أو خطيئة لحليفه الأصفر يضرع: سبحانك ما أرفع شانك. ثمّ يخرج بتبرير مثير وصادم، بل باعث على الضحك الأسود، وهذه نماذج:

- في مار مخايل، وقّع على عبارة "سلاح حزب الله وسيلة مقدّسة"!

- بعد التوقيع بعشرين يوما كتب: "ماذا نريد أفضل من النوم ملء جفوننا وحزب الله يسهر على أمننا؟"!

- في سُجد، سأل: "ماذا ذهب يفعل هذا الضابط الطيّار هناك ومن أرسله؟"!

- في عين الرمّانة، رأى أنّ استشهاد شاب عوني "نتيجة خطأ فردي واستفزاز طرف ثالث"!

- في المديريّة العامة للأمن العام، أصدر فتواه النبويّة: "لا فرق بين شيعي وماروني"!

- في لاسا، أطلق معادلته الالهيّة: "خلاف بين أخوة على ارث"!

- ... وفي الرويسات، في فمه ماء، حتّى الآن، ومن أوعز اليهم بالتعليق الخجول حاولوا التستير على التظاهرة الاستفزازيّة بادانة من يستغلّها، أي تحييد المرتكب والتشهير بالمعترض. وكما في الرويسات كذلك في الرويس، تعتيم على الانفجار وهويّة القتلى، ومنع الأمن والقضاء من الاقتراب. ودولة اصلاح وتغيير يبنون!

ولا نحسب هنا دفاعه المستميت عن كلّ ارتكابات حليفه ضدّ غير المسيحيّين، من غزو بيروت والجبل، الى الحروب الصغيرة في البقاع وطرابلس، الى استباحة قمم السلسلة الغربيّة بحجّة "الممانعة"، الى الضرب في العدالة والمحكمة وعزل لبنان عن العالم، الى المضايقات ضدّ "اليونيفل" ورسائل التفجير في مواكبها، الى الردح في "شهود الزور" والحوار الأجوف. تسليم كامل بما تقول وتفعل المرجعيّة.

كما لا نحسب التصاقه الضرير بالنظام السوري، والتعلّق بأهدابه، وخطب ودّه في بعض التعيينات، ولو كان على عتبة السقوط. كمن يتمسّك بغريق لانقاذ نفسه من الغرق.

وما لا يقوله "حزب الله" بوضوح ينبري هو الى قوله، ككلامه "النوراني": "الممانعة والمقاومة هما مستقبل لبنان". فما الفرق بين كلامه هذا والكلام الجديد للحزب نفسه: "لا نسلّم سلاحنا الاّ اذا سلّمت اسرائيل سلاحها"!

وهل هناك، بعد كلّ هذا الالتصاق، من يصدّق أنّ ميشال عون يسعى الى استرجاع حقوق المسيحيّين أو سائر اللبنانيّين، طالما أنّ الأولويّة لديه مصالح "حزب الله"، وما يفيض عنها يكون من حصّته مع بطانته في الحكومة والادارة وغنائم الانقلاب. نعم، القناعة كنز لا يفنى أمام وليّ السلطة.

وهل من الغريب أن نجد عون يستنبط ذات يوم تبريرات وتفسيرات لجموح "حزب الله" في المتن وكسروان وجبيل، طالما أنّ "فضيلة" الصمت تربط لسانه وألسنة نوّابه أمام ضياع هويّة الضاحية وأطلال الآباء والأجداد، ومعاناة عقارات الحدث، واستفراد جزّين والتمدّد "الممانع" في تخومها، فالأولويّة لمليتا و"ليّ ذراع أميركا بعد اسرائيل"، أمّا حقوق جزّين فتفصيل بسيط ومملّ، ناهيك عن القضم البطيء في أقصى الجنوب وأعلى البقاع. ويكفي المسيحيّين هنا وهناك وهنالك "العيش بأمان"، يعملون، يروحون، يجيئون، يأكلون،.. ولا يشربون (منع بيع الكحول). ألم يُطمئنهم "القائد" الى السلاح الساهر ويَعدُهم برقاد عميق؟ "فهنيئا" للراقدين على رجاء الوعد!

اذا كان الحاضر يكشف هذه الحالة المزرية، فماذا سيقول التاريخ عن صنّاعها؟

الغارقون في حسابات اللحظة ومغانم السلطة لا يأبهون للتاريخ. هم عن الجغرافية وثوابتها والناس ومشاعرها لم يسألوا، فهل يسألون عن رأي التاريخ "المسكين"، بعدما حاولوا تجميده في صقيع الزمن السوري المنقرض، وتجويعه في عطش الصحراء؟

غالبا ما يترك القادة شيئا للأجيال، فماذا سيترك هؤلاء غير لعنة "الأنا"!

الشعب ليس سيّد قراره لأنّ هناك حزبًا مصمّمًا على مصادرة القرار

 

أين تقع الرويس؟

عماد موسى/لبنان الآن

أين تقع منطقة الرويس؟ في الضاحية الجنوبية لطهران؟ أو قرب مفاعل "بوشهر؟ أو في أحد أحياء غزة المحرّمة على "فتح"؟ أو في واحد من أرياف دمشق؟ أو في "تورا بورا"؟ أو في أرض الصومال؟ أو في الزنجبار؟

وتحت أي سلطة تقع منطقة الرويس؟ ومن يُطبق القانون هناك؟ من يسمح ومن يمنع؟ من يحرّم ومن يبيح؟

أسئلة موجهة إلى السادة: رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي

وزير الدفاع الوطني: فايز غصن

وزير الداخلية العميد المتقاعد مروان شربل

وزير الإعلام وليد الداعوق

ووزير المياه والكهرباء والتربنتين والبنزين والكاز والغاز جبران باسيل.

أسئلة لا تستهدف إحراج أحد. بل معرفة الوضع القانوني لمنطقة الرويس. لربما وقع انفجار قارورة الغاز ليل الخميس في جدة وتحديدا في حي الرويس وهو من أقدم أحياء المدينة فظن اللبنانيون - من خارج البيئة الحاضنة لـ"المقاومة الإسلامية" - أن الإنفجار وقع في لبنان!

لا شيء يثبت أن انفجاراً وقع في بيروت.

لا أحد إلتقط صورة.

سُمِع انفجار. لم لا يكون الصوت المدوي صوت مفرقعات؟

لا عنصر أمن أعد تقريراً أحصى فيه عدد الطناجر التي طارت من إحدى الشقق السكنية الملاصقة لمجمع "سيد الشهداء" بعد انفجار قنينة الغاز.

ولا قاضي تحقيق عاين مكان إنفجار "بونبونة" الغاز في "مجمع النصر" بعد مرور ما يكفي من الوقت لتغيير معالم بيت وبناية وحي ...

هل سقط قتيل كما ذكرت "إخبارية المستقبل"؟

ومن نُقِل قرابة الحادية عشرة ليلاً إلى مستشفى بهمن؟ قتيل أو جريح أو أكثر؟

أو أن سيارات الإسعاف كانت تقوم بنزهات ليلية؟

وهل يحمل صاحب البيت حيث وقع الإنفجار إسماً لا يريد الحزب الكشف عنه كي لا يصدر دانيال بيلمار بحقه مذكرة جلب؟

في يوم قنينة الغاز أي الجمعة، وجد الياس جرجي قسطنطين ميتا إختناقاً داخل منزله في محلة الدورة بناية فاضل، الطابق الثاني ولم تضرب "الطاشناق" طوقاً أمنياً، ولم تمنع "كتائب" إقليم المتن الشمالي القوى الأمنية من التحقيق.

وفي اليوم نفسه ذكرت معلومات صحافية أنه في محلة بشامون - شارع كريدية عثر على المواطن ع. ف (30 عاما) جثة داخل ملحمته وهو معلق بحبل في عنقه. وتولت فصيلة الشويفات التحقيقات لمعرفة الملابسات وبحسب المعلومات لم يتدخل أمن "الحزب الديمقراطي اللبناني" (حزب المير طلال) ولا أطلق النار في الهواء.

كل يوم هناك قتلى ترد أسماؤهم في تقارير قوى الأمن، يُنقلون إلى المستشفيات كي يتسلمهم ذووهم بعد الكشف عليهم من قبل الأطباء الشرعيين، لكن في منطقة الرويس، كما في المناطق الواقعة تحت سلطة الحزب الإلهي، لا شيء إسمه حقيقة بل ألغاز وتعمية وأفلام مركبة. في الرويس كما في خربة سلم عليك كصحافي أن تصدق رواية الحزب فقط. إذا قال: "قارورة غاز وبجّت" صدّقه. وإن قال: دولاب كميون  "محقون" من 14 آذار وانفجر صدّق. وإن قال: قنينة ديودوران كانت موضوعة في مكان مرتفع الحرارة صدّق. وإن قال إبقَ بعيداً... إبتعد عن الشرّ وغنّ له.

ويبقى السؤال معلّقاً: أين تقع منطقة الرويس؟ ضمن الدولة أو الدويلة؟ 

 

الثورة والنظام ومفارقة التاريخ؟

علي حماده/ النهار

 شكّل الموقف الذي أطلقه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال زيارته دمشق قبل ثلاثة اسابيع صدمة للرأي العام العربي، ولا سيما عندما أتت تصريحاته خالية من كل اشارة الى حمام الدم في سوريا، وقد اكتفى بأن اكد ان الرئيس السوري بشار الاسد يسير قدما بالاصلاحات... فالعربي كان يقوم بجولة تعارف بروتوكولية على اثر تعيينه امينا عاما للجامعة العربية خلفا لعمر موسى، بدا من خلال هذا الموقف الذي لاقى استهجان ملايين السوريين والعرب، عاد وقال انه تحدث مع الاسد عن الاصلاحات وعن امور اخرى فضل عدم الافصاح عنها. وكأنه كان يريد الايحاء ان الحديث شمل ايضا موضوع الحل الامني في سوريا. ولكن العربي لم يذهب الى ابعد من ذلك.

من حيث المبدأ، تمثل الجامعة العربية النظام العربي الرسمي، أي الانظمة. وتصاغ ارادتها من خلال قرارات الحكومات المشاركة فيها. ومع انها نسخة مصغرة من الامم المتحدة إلا ان طغيان عامل الاستبداد على معظم الانظمة العربية يجعل من المستحيل على الجامعة ان تنطق بغير ما تقرره الانظمة ولا سيما الكبرى منها، وهي معدودة. ومع أن قضية ليبيا شكلت استثناء في تاريخ الجامعة العربية عندما دعت الاخيرة الى تدخل لمنع قتل الشعب الليبي الثائر، وجرى تعليق عضوية حكومة القذافي، فقد فتحت الطريق أمام قرار من مجلس الامن ادى الى تدخل حلف الناتو عسكريا. عدا هذا الاستثناء لا شيء، مع ان النظام في سوريا تجاوز في "معالجاته" الدموية ما فعله القذافي، فقد قتل الى اليوم ما يقارب الالفي مواطن، وجرح أكثر من خمسة عشر الفا، واعتقل ما يربو على الاثني عشر الفا، فضلا عن الاعتداءات المنهجية على املاك المواطنين وارزاقهم، والتضييق والاغلاق الدائم لعشرات المدن والقرى. ففي عمل يذكر بالاجراءات التي يتخذها الاسرائيليون ضد ابناء القدس وجوارها ايام الجمعة، قامت أجهزة المخابرات السورية المؤتمرة بأوامر القيادة طبعا، بسدّ الطرق الى العديد من الجوامع في مدن عدة، ومنع المصلين الذين تبلغ اعمارهم دون الخمسين عاما من الصلاة في الجوامع. الامر يستدعي سؤالا بديهيا: ايهما أشد ظلما، اسرائيل ام النظام؟ سؤال برسم الجامعة العربية!

أكثر من ذلك، فإن من يتوقف قليلا عن قتل الاطفال، واطلاق النار على النساء، وقتل الفنانين بإقتلاع حناجرهم، لا بد أن يمعن التفكير في مآل الستالينيات العربية، والنظام في سوريا نموذجها الصارخ، عندما توشك أن  تخرج من التاريخ فيلجأ اصحابها الى الدم املا بإيقاف عجلة التاريخ.

قبل ان يتوفاه الله ببضعة أسابيع كنت أتحدث مع  زميلي الذي رحل عنا قبل ايام  سهيل عبود عن الوضع في سوريا، فقال لي ما لن انساه ابدا، قال: ان مشكلة النظام في سوريا ان الموجة (من امواج) انقلبت عليه بحيث صار  كل ما يأتي به في غير مصلحته، وفي النهاية لن ينجو. انها  مفارقات التاريخ.

 

هل هي مصرستان؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

شكلت الجمعة الماضية بمصر صدمة للقوى السياسية المطالبة بالدولة المدنية، ومنهم الشباب والليبراليون، حيث ردد الإسلاميون شعار إن الحكم لله، وإن الديمقراطية تنفيذ لرغبة الشعب، والشعب يريد تطبيق الشريعة.

حتى إن أحد الناشطين الشباب يقول إن ميدان التحرير بدا وكأنه أفغانستان، فهل صدمتهم مبررة، وهل يلام عليها المجلس العسكري؟ الإجابة لا، فالإسلاميون الذين خرجوا بميدان التحرير مصريون ولهم حق التعبير عن رأيهم، شئنا أم أبينا، ولا يمكن إقصاؤهم، وإلا باتت مصر الثورة لا تختلف عن نظام مبارك، فصناديق الاقتراع بالنهاية ستكون الحكم. لكن إذا واصل الشباب والليبراليون تقوقعهم، والإفراط بأحلامهم غير الواقعية، فالمؤكد أن صناديق الاقتراع لن تنصفهم، وهذا ما يتجاهله دعاة الدولة المدنية بمصر، فصدمتهم من ظهور الإسلاميين بذلك الشكل تشكل صدمة بحد ذاتها لكل متابع للشأن المصري، لأن ذلك أمر متوقع منذ سقوط نظام مبارك، خصوصا عندما تفرغ الشباب والليبراليون للمناكفة بدلا من تنظيم أنفسهم والعمل على الأرض بواقعية.

فليس مقبولا أن يهاجم الشباب والليبراليون المجلس العسكري ويطالبونه بالتأجيل حتى يقوموا بترتيب صفوفهم مقابل الإخوان المسلمين، مثلا، المنظمين والمستعدين للوثوب على الحكم، فالحقائق تقول إن الشباب والليبراليين فوتوا فرصا كثيرة حين لم ينظموا أنفسهم، ولم يحاولوا التفاهم، وليس التهادن، مع العسكر، للمضي قدما لبناء الدولة المدنية. بل إن الشباب والليبراليين تفرغوا، ومعهم إعلام حالم، لمناكفة العسكر، وبالتالي شتتوا أنفسهم وجهودهم. أبسط مثال، انتقادهم المستمر للمجلس العسكري حول التأخر بمحاكمة رموز النظام، والحقيقة أنهم لا يطالبون بمحاكمة، بل يريدون إدانة، ولذا من المهم أن يحددوا أولا، هل هم ثأريون أم ثوريون، أي طلاب ثأر أم ثورة؟ فحتى من يبرّأ لا يقبلون ببراءته، يريدونها على طريقة (خذوه فغلوه)، هذا عدا الانشغال بالحيل التي زرعها لهم الآخرون، ومنهم الإخوان، مثل الثورة المضادة وخلافه، بينما يعمل الإخوان والإسلاميون على تثبيت مواقعهم دون كلل أو ملل.

وإذا كان هناك من أحد يلام على ما وصل إليه حال مصر ما بعد الثورة فهم الشباب والليبراليون أنفسهم، والقوى السياسية المدنية الأخرى، وليس العسكر، الذين يستحقون اللوم طبعا بقضايا مختلفة، منها منع المراقبين الأجانب من الإشراف على الانتخابات القادمة، أو اتهام البعض بالعمالة للخارج، والتأخير باتخاذ بعض القرارات. لكن كل ذلك كان يمكن حله لو توافرت قنوات اتصال بين الشباب والليبراليين مع العسكر، ومن خلال مطالب واقعية وليس تعجيزية، وهذا ما قلناه في 18 يوليو (تموز)، بعنوان «ليبراليو مصر مثل سنة العراق» وهو ما أكدته جمعة الإسلاميين الأخيرة، حيث ثبت أن ليبراليي مصر وشبابها تفرغوا للمناكفة، بينما تفرغ الإسلاميون لتعزيز مواقعهم.

فهل تفيق القوى السياسية، وتحديدا الشباب والليبراليون، من الأوهام، ويعتبرون من جمعة الإسلاميين، بالهبوط إلى أرض الواقع، أم يواصلون إضاعة الفرصة التاريخية لبناء مصر الديمقراطية؟ فما حدث بالجمعة الماضية لا يوجب الصدمة بقدر ما يفرض ضرورة التحرك الفوري والعقلاني لتنظيم الصفوف، والشروع في لعب السياسة الحقيقية، لا الشعارات الحالمة.

 

جعجع: للتخلص من الوضع الشاذ والانتهاء من كل الدويلات في لبنان 

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أنّ "الشعب اللبناني حتى الآن ليس سيدًا على قراره لأنّ هناك حزبًا من الاحزاب اللبنانية مصممًا على مصادرة القرار والتصرف به لوحده"، مشيرًا إلى أنّ "من يدفع الثمن هو الشعب اللبناني بأكمله، فمنذ ثلاثة أو أربعة أشهر تم اختطاف سبعة إستونيين من المنطقة الصناعية في زحلة ومن صلب الوطن اللبناني واين وجدوا ومن ثم أعيد وأطلق سراحهم بصفقة تمت بين الفريق الاستوني والفريق السوري". وسأل، في السياق عينه، عن "مصير المواطن السوري شبلي العيسمي الذي اختفى في عاليه دون علم الاجهزة الامنية"، وأضاف: "منذ أسبوعين او ثلاثة وهذه الحكومة لم تلحق ان تشتم رائحة كفّها ولا أتصوّر أنّها ستستطيع، وقد اختطف ثلاثة إلى اربعة من الناشطين في المجتمع المدني ولو لم تحصل ضجة طويلة عريضة حيال ذلك لما كان ليطلق سراحهم".

جعجع، وخلال رعايته العشاء السنوي لحزب "القوات اللبنانية" في البقاع الاوسط في احتفال أقيم في زحلة، أكّد أنّ "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قامت بعملها وهناك متهمون وقرار اتهامي صادر عن أرفع هيئة قضائية دولية"، لافتًا الى انه "اذا لم نرد الاعتراف بها فيعني أننا نريد أن تبقى الامور مطموسة، فالمطلوب ملاحقة قضية الشهداء حتى النهاية كرمى لعيون اولادنا الذين سنحضر لهم المستقبل كما يلزم". وقال: "الشعب اللبناني ليس له سيادة على قراره"، مضيفًا: "ربما يستغرب البعض مما أقوله، فالسيادة هي ان نؤثر على قرارنا الوطني بكل المجالات ومن خلال مؤسسات الدولة، وحتى الآن الشعب اللبناني ليس سيدًا على قراره لأنّ هناك حزبًا من الاحزاب اللبنانية مُصِرٌ على مصادرة القرار والتصرف به لوحده، ومن يدفع الثمن هو الشعب اللبناني بأكمله".

وتابع جعجع: "نحن جماعة الحرية والسيادة والاستقلال، ولكي نتمتع بذلك هدفنا وهدف كل مواطن ان يعيش بوطن كريم حر مكتف، والمواطن اللبناني لديه كل مقومات العيش الكريم في أن يكون عنده بنى تحتية كما يلزم واقتصاد كما يلزم وان يكون وضعه المعيشي جيدا وليس في حاجة إلى زعيم او رئيس كتلة"، وأضاف: "لا أتصور اي اقتصاد او مستقبل في اي مجتمع من دون استقرار وما دام يعيش في وضع شاذ، ونحن في الوقت الحاضر نعيش هذا الواقع والوضع الشاذ، ولا تصدقوا ما يقال في البيانات الوزارية عن تنمية الوضع الاقتصادي والعمل على على تغيير البيئة وتعزيز الاقتصاد، فلا احد يستطيع ان يفعل شيئا، وللاسف الكلام في نهاية المطاف لا يعني شيئا واي تفكير جدي بمستقبلنا وحاضرنا وعيشنا يقتضي الخلاص من الوضع الشاذ الذي نعيشه، والخلاص من الوضع الشاذ يقتضي الانتهاء من كل الدويلات القائمة في لبنان لصالح الدولة المركزية الوحيدة التي نؤمن بها وسنعمل لاجلها، وما دام لم ينته ذلك فعبثا يحاول البناؤون وعبثا نحاول جميعا. هدفنا في الحاضر الانتهاء من الوضع الشاذ الذي نحن فيه وما دمنا في هذا الوضع فلا تتأملوا في المستقبل او بوضع معيشي أفضل أو باقتصاد أكثر تطورا".

وقال جعجع، من جهة أخرى، أنّ "ما لفتني بكلام رفيقنا شارل سعد عندما قال ماذا يهمنا بوجود حزب رئيسه سمير جعجع، وأنا سأعكس المقولة تمامًا لاقول ماذا يهم رئيس حزب لاي شيء يخطط له ما دام بجانبه هكذا شعب أمثال أهالي زحلة؟"، مضيفا: "المعادلة ومنذ اللحظة، اي انسان قواتي تعرفون ماذا يعني، يعني زحلاوي ولانه زحلاوي يعني مقاومة ويمكن للقلائل ممن يتذكرون ان درب شهداء لبنان، الشهداء الذين سقطوا عند أول استقلال من أعدمهم جمال باشا السفاح كان هناك اثنان منهم من زحلة وهما نخلة المطران وجرجي حداد ويمكن ان يكون البعض قد نسوا ان زحلة لها علاقة بالمقاومة او لا بل البعض جربوا". وأردف: "ولانهم جربوا في كل الاوقات ان يفصلوا بين زحلة والداخل اللبناني وبين زحلة والقضية وبين زحلة والوطن، كل هذا المنعطف ليس بغريب علينا، هذا غريب على زحلة وعندما عز الموت"، لافتا الى ان "أول من ماتوا كانوا شباب زحلة بداية القرن وفي منتصف القرن وفي نهاية القرن وفي اي وقت من الاوقات". وتابع: "لا لبنان من دون زحلة ولا زحلة من دون لبنان، وللاسف البعض وبسبب سياساتهم الصغيرة يجربون تصوير الامور على مستوى صغير في الوقت الذي تبدو فيه زحلة كبيرة جدا، ومن له الحق في تمثيل زحلة يجب أن يكون زحلاويا فليس كل من سكن زحلة اصبح زحلاويا".

وأضاف جعجع: "أذكر في أول رحلة أتيت بها الى زحلة، تنذكر وما تنعاد، أتيت حينها ولم أركم او تروني، جئت وقتها ليلا وعدت ليلا، ومنذ تلك الايام ولا تزال صورة زحلة راسخة في ذهني. سأقول لكم شيئا وبكل بساطة وصراحة، ربما المنطقة التي أعطت "القوات اللبنانية" من دون ان تعطيها "القوات" اي شيء الا مبادىء وفية هي زحلة، وهناك مناطق منذ عشرات وعشرات السنين نعمل فيها وهناك مناطق نقوم بواجباتنا في سبيلها، وزحلة قبل ان نقدم لها شيئا، قدمت للمقاومة الكثير ورأيتم في انتخابات 2009، هي خلعت عنها كل الثياب التي كانوا يسعون لتلبيسها إياها ولبست ثوب المقاومة وجاءت بستة بيض".

وأضاف جعجع: "زحلة ليست مصالح أو فسادًا وتلطيًا أو قلب جاكيت، هي عكس ذلك فاللائحة التي ربحت في المرة الماضية هي لائحة زحلة بالقلب وكان من المفترض ان يبقى اسمها "كتلة زحلة بالقلب" لأنّها لقلب زحلة وليست في المكان الآخر، وبقدر ما أتحدث عن زحلة أبقى مقصرًا"، لافتًا إلى أنه "في أول مرة تعرفت فيها على زحلة كان عمري 18 أو 19 عامًا في بداية الاحداث، وكنت أرى شباب زحلة كيف يتحركون في الجبال والجرود صعودا ونزولا الى المجلس الحربي حاملين صناديق الذخيرة على ظهورهم لكي يزودوا المدينة، "تنذكر ما تنعاد" وكل ذكريات الحرب بالنسبة إلينا "تنذكر وما تنعاد"، ولكن هذا لا يمنع ان هذا هو ما حصل وأقول للذين لا يعرفون زحلة جيدا"، وقال: "ليعودوا الى التاريخ ومن قبلهم يعرفون من هي زحلة وحرام ان يمثل زحلة الا الزحلاوي، وعام 2013 من المؤكد أنه لن يمثل زحلة الا الزحالنة".

وأردف جعجع: "أشعر بالتقصير حيال زحلة لان زحلة تعطي من دون حساب سواء باجتماع جامعة شعبية او اجتماع خلية او في جامعة أو في الاغتراب، سواء في الامارات العربية المتحدة أو اوستراليا او فرنسا او اميركا او اي دولة زرتها، يمر الاغتراب ليسلم علي فيها وأول المسلمين هم اهالي زحلة، زحلة تعطي للقضية من دون حساب وتأكدوا تماما ان القضية ستعطي لزحلة من دون حساب. تأكدوا اننا لم نزل بمواجهة مستمرة، ونفس القوى التي كانت قوى وصاية منذ عام 1995 حتى عام 2005 لا زالت بشكل او بآخر تجرب ان تتلاعب بالاحداث. نحن في صراع كبير مع تنين أصبح جزء منه في الخارج ولكن الاكثرية من الداخل ولكن هذا لا يمنع ان التنين هو تنين ولكن مار جرجس موجود". وختم بالقول: "أطمئنكم ان زحلة ليست مربى الاسود بل مربى المقاومة". (الوطنية للاعلام)

 

فرنسا ستردّ «بحزم على اي اعتداء آخر» وتتهم جيش لبنان بالتواطؤ مع «حزب الله»

باريس- رندة تقي الدين/الحياة

تقول مصادر فرنسية مطلعة على الملف اللبناني والموقف الرسمي مما تعرضت له أخيراً دورية فرنسية في صيدا وسقوط جرحى من الجنود الفرنسيين انه اذا وقع أي اعتداء آخر سيكون رد فرنسا قوياً وحازماً، وان فرنسا مستاءة جداً مما حصل واذا كان البعض يريد اخراج «يونيفيل» من لبنان فلا داعي لاستهداف الجنود ففرنسا ليست في زواج مع «يونيفيل» وبامكانها سحب القوات اذا تعرض جنودها الى المزيد من عمليات تفجير. وتذكر المصادر بأن الايطاليين أيضاً مستعدون للانسحاب وهم يتمنون ذلك والاسبان ايضا.

والمؤكد ان باريس ترى في الاعتداء رسالة من جهة لا تعرفها حتى الآن، وهي تنتظر من الحكومة اللبنانية والامم المتحدة التحقيق لمعرفتها. لكن الاوساط الفرنسية تقول ان عملية التفجير تمت في الجنوب والكل يعلم من يسيطر على الجنوب «والمؤكد انه ليس المغول الذين نفذوا العملية»، بحسب قول احد المصادر الذي ذكر بأن باريس قالت مرات عدة ان عديد الجيش اللبناني في الجنوب غير كاف مع تفهم ان لا يمكن للجيش ان ينشر ١٥٠٠٠ جندي، ولكن بين ١٥٠٠٠ و٤٠٠٠ هناك هامش لزيادة عدد الجنود. وكانت باريس اكدت ذلك مرارا للسلطات اللبنانية وللرئيس السابق للحكومة سعد الحريري وحالياً للرئيس نجيب ميقاتي الذي تقول الاوساط المسؤولة ان سياسة فرنسا ازاء حكومته ستحدد في ضوء موقفها من تمويل المحكمة الدولية وعدم سحب القضاة اللبنانيين منها وسياستها بالنسبة الى «يونيفيل» وزيادة عدد الجنود في الجنوب.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي توقع امام العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني المزيد من المشاكل الامنية في لبنان والتي قد تستهدف فرنسا بسبب احداث سورية وموقف فرنسا من القمع الذي يمارسه النظام السوري.

ويأتي الاعتداء على الفرنسيين في فترة تسبق التجديد للقوات الدولية في جنوب لبنان ووجود جدل بين وزارتي الدفاع والخارجية في فرنسا حول الحاجة الى هذا العدد من القوات الفرنسية على الارض في لبنان. فوزير الخارجية آلان جوبيه يعتبر انه ينبغي مراجعة مهمة القوة الفرنسية التي يجب تعديلها.

وواقع الحال ان أحاديث بعض المسؤولين الفرنسيين حول القوة الفرنسية في لبنان تشير الى شعور بأن المشاركة الفرنسية في «يونيفيل» تمثل نوعاً من فخ لفرنسا، اذ ان مهمة القوة في ٢٠٠٦ كانت فرض تنفيذ القرار 1701 على «حزب الله» وألا يستخدم جنوب لبنان منصة لتوجيه الضربات الى اسرائيل. وكان «حزب الله» وافق على القرار الذي مكّنه من الخروج من الحرب بمعنويات مرتفعة. وكان القرار ١٧٠١ يفرض ايضاً على اسرائيل عدم خرق الاراضي اللبنانية.

واذا كانت مسألة سحب القوات الفرنسية من لبنان غير مطروحة لان الكل موافق على ان بقاءها عامل استقرار للمنطقة، ولكن السلطات الفرنسية تطرح اسئلة حول مهمة القوة ومصيرها لان الوضع هش وغير مستقر وفيه احتمال خطورة مع اطراف في المنطقة لا يقومون بدورهم في اطار هذا القرار الا جزئيا. وهم يتلاعبون بما ينص عليه القرار. فحسب القرار ١٧٠١ كان يجب ان ينتشر ١٥٠٠٠جندي من الجيش اللبناني فيما هناك فقط حوالى ٤٠٠٠. وعندما يقال للسلطات اللبنانية انها وافقت على انتشار ١٥٠٠٠ جندي تقول ان ليس لديها هذا العدد للجنوب لان هناك تهديدات امنية في اماكن اخرى من لبنان.

رغبة «حزب الله»... والجيش

وهناك قناعة في فرنسا بأن «حزب الله» غير راغب في انتشار كبير للجيش اللبناني في الجنوب وان الجيش غير راغب في إيجاد مشاكل مع «حزب الله». فقد نشر الجيش عدداً اقل كي لا يخرق واجباته في اطار الـ ١٧٠١، لكنه لا يفعل شيئاً لتعزيز انتشاره. واسرائيل ايضا تخرق الاجواء اللبنانية يوميا، وهكذا ترى فرنسا نفسها وسط اطراف عليهم ان ينفذوا كليا القرار ١٧٠١ ولكنهم ينفذون منه ما يناسبهم. وترى باريس نفسها في فخ لانه مطلوب ان يكون دورها ضمان تنفيذ القرار.

وتذكر المصادر بأنه في الصيف الماضي عرفت القوات الفرنسية مشاكل مع «حزب الله» بسبب عمليات تفتيش في القرى، كما تلقت انتقادات من اسرائيل بعد اطلاق قذائف باتجاهها من الاراضي اللبنانية. لكن سحب القوات الفرنسية غير مطروح حتى الآن لان التواجد الفرنسي ضمن يونيفيل ليس موضوع معارضة في الراي العام الفرنسي حاليا، وطالما ليس هناك قتلى حتى الان على عكس ما يحدث في افغانستان. ولو كان سقط قتلى في الحدث الأخير لكان ذلك ادى الى المزيد من الجدل في بقاء هذه القوات الفرنسية.

وتقول مصادر مطلعة ان الرئيس الفرنسي يدرك انه اذا قرر سحب قواته من «يونيفيل» سينسحب الجميع وستتفكك القوة ولن تتحمل باريس مسؤولية تعريض عملية حفظ السلام للخطر في منطقة تعتبر فرنسا ان لها فيها علاقة خاصة وتاثيراً.

ولكن السؤال المطروح اليوم لدى باريس هو عن كيفية تحسين اداء الجميع والحصول من الاطراف على ضمانات بأنهم سينفذون دورهم ليس جزئياً فقط.

وتتابع المصادر ان القرار١٧٠١ ينص على ان على الجيش اللبناني مراقبة عدم وجود السلاح في الجنوب بدعم من «يونيفيل» ولكن، تقول المصادر ان المشكلة هي ان الجيش اللبناني لا يسعى الى التفتيش عن السلاح وعندما تبلغ «يونيفيل» الجيش اللبناني بمعلومات عن وجود مخابئ للسلاح في اماكن معينة فإنه يخبر «حزب الله» لسحب السلاح من هذه الاماكن ولا يظهر أي نية للتفتيش عن هذه المخابئ فتتجه احيانا «يونيفيل» للقيام بنفسها بالتفتيش ما يثير مباشرة رد فعل «حزب الله» الذي يقول ان هذا ليس دور «يونيفيل» بل دور الجيش. وترى المصادر ان الجيش اللبناني يخضع لاوامر «حزب الله» لذا لن يقوم بدوره وهذا يجعل السلطات الفرنسية تشعر بأن هناك نوعاً من الدوران في حلقة مفرغة.

الاهم هو من طلب اغتيال الحريري

الى ذلك، تعتبر السلطات الفرنسية ان القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري واعلان اسماء المتهمين بالغا الاهمية بالنسبة الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لأن معرفة هوية المتهمين وتفاصيل القرار الاتهامي تطور مهم، ولكن التطور المهم الآخر هو التوصل الى الجهة التي طلبت تنفيذ هذه الجريمة، واعتبرت المصادر ان هذا قد لا يكشف عنه الا بعد حصول تغيير في سورية.

 

«يونيفيل»... اعتداءات لا تحتاج تحقيقاً؟

بيروت - طوني فرنسيس/الحياة

هل يتوقع احد التوصل إلى نتائج واضحة في التحقيقات الجارية بــشأن الاعتداء على القوة الفرنـــسية العاملة في إطار القوات الدولية المولجة تنفيذ القرار 1701 في جنوب لبنان؟، التحقيقات في حوادث سابقة مماثلة لم توصل إلى نتيجة وكأن تلك العمليات الإجرامية أريد لها أن تنضم إلى مثيلات لها مما شهده لبنان من جرائم يجري الإصرار على طمس مرتكبيها ومحو آثارهم. منذ 2006 وبدء القوات الأممية العمل تحت لواء القرار الدولي الجديد 1701 بدلاً من سابقه القرار 425 الذي تعتبر إسرائيل أنها نفذته ويعترض لبنان بسبب استمرار احتلال مزارع شبعا، تعرضت هذه القوات لخمسة اعتداءات بارزة رصاصاً وتفجيراً، من دون حسبان عمليات الرجم والمحاصرة «الأهلية» بين الحين والآخر. وأبرز تلك الاعتداءات طال تحديداً قوات تابعة لأبرز الدول المشاركة في الـ «يونيفيل» وهي في المناسبة دول أوروبية أساسية لا تكتفي في مشاركتها بإعطاء ثقل معنوي للحضور الدولي في جنوب لبنان تحت لواء مجلس الأمن، وإنما تضيف إلى هذا الحضور بعداً إقليمياً بسبب الدور الذي تلعبه تلك الدول منفردة وفي إطار الاتحاد الأوروبي على مستوى المنطقة بسبب موقفها من «الربيع العربي» وتفاعلاته من جهة، أو لناحية تأثيرها في ملف الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي من جهة ثانية، أو لدورها في الملفات الإقليمية الأخرى وأبرزها الملف الإيراني من جهة ثالثة.

الاعتداء الأشد دموية طال الكتيبة الإسبانية في 24 حزيران (يونيو) 2007 في منطقة مرجعيون فقتل ستة جنود وأصيب آخرون. في اليوم التالي حضر وزير الدفاع الإسباني خوسيه انطونيو الونسو وأعلن أن السيارة المفخخة التي فجرت بالدورية كانت تحمل لوحتي تسجيل مزورتين ورقم هيكلها يشير الى أنها استقدمت من الخارج. وزادت مصادر صحافية على معلومات المسؤول الإسباني أن لوحة السيارة مسروقة من إحدى قرى جبل لبنان الجنوبي وأنه جرى استجواب شاهد من التابعية السورية.

انطلق التحقيق. ورغم أن الإسبان ظهروا وكأنهم يعرفون الكثير، وأن القوى الأمنية المحلية تملك معلومات غير قابلة للنقض، إلا انه تحقيق حكم بالكتمان والقضية سجلت ضد مجهول.

في 27 أيار (مايو) 2011 فجرت عبوة بآليات إيطالية على الطريق الدولي شمال صيدا. سقط ستة جرحى ... تكررت المشاهد: زيارات... بيانات استنكار. ضرب بيد من حديد. اشتباه ... ثم ، في 4 تموز(يوليو)، الادعاء على مجهول.

قبل أن ينتهي تموز حان دور الفرنسيين، تلقوا الضربة جنوب صيدا. بيانات الاستنكار المحلية لم تكن شاملة ولاحظ الجميع ذلك. آليات التحقيق تكررت وأبرز اكتشافاته أن التفجير تم سلكياً وليس لاسلكياً كما حصل مع الإيطاليين، لأن الفاعلين علموا أن القوات الدولية جهزت دورياتها بأجهزة تشويش بعد ما تعرض له الطليان؟

في رد فعلها على استهداف الإسبان عام 2007، قالت مصادر العاصمة السورية دمشق التي تربطها علاقات جيدة بمدريد إن عناصر «لحدية» ارتكبت الحادث، إلا أن النتائج قد تضيء على الأسباب، إذ منذ ذلك التاريخ فقدت القوات الدولية الكثير من زخمها وبدا كأن حركتها أخضعت لقيود إضافية. وفي الأحداث اللاحقة رأى مراقبون استهدافاً لقوات بيرلوسكوني وساركوزي في حرب أشمل نطاقها قد يمتد إلى ساحتي ليبيا وسورية على الأقل، وإن كان أمن لبنان وجنوبه هو المعني أولاً وأخيراً. لم ينتظر قائد «يونيفيل» الجنرال ألبرتو أسارتا تسجيل الاعتداء الجديد «ضد مجهول»، بل اكتفى اثر اجتماع لقادة قوات حفظ السلام في العالم عقد هذا الأسبوع في مجلس الأمن الدولي بالإلحاح على ضرورة «تعاون» السلطات اللبنانية لـ «ضمان أمن القوات الدولية».

فهل أنه يعرف مثلما يعرف الآخرون.

 

فارس سعيد: الاعتداءات يعود صداها لعام 1984 عندما جاهر نصر الله ان كسروان وجبيل هي للشيعة 

اهالي لاسا وجوارها يوقعون على مذكرة، سيرفعها وفد منهم يتقدمهم منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، الى مطراني المنطقة وبكركي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان "لاننا (حسب قوله) نعترف انهم المعنيين بما هو حاصل: الكنيسة كونها مالكة الارض والدولة المؤتمنة على تنفيذ القانون".

هذا ما افاد سعيد به صحيفة "المستقبل" عشية اصرار الاهالي على اكمال تحركهم الذي يتوقع ان يستمر "حتى نهاية الصيف حدا اقصى، فالخلاف مستجد من حرب تموز، وبات عدد الاعتداءات 150 وحدة سكنية يجب ان تهدم فورا". وذكر بان "الاعتداءات يعود صداها لعام 1984 عندما جاهر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ان كسروان وجبيل هي للشيعة: "انه محاصر اليوم من القرار الاتهامي وانهيار النظام في سوريا. فنراه يسارع محاولا ان يقضم في لبنان ما امكنه". ويفسر الامر بان النواب عن المنطقة فازوا "باصوات الشيعة وليسوا مضطرين ان يواجهوا ما هو حاصل اليوم". وبرأيه ان الكنيسة "تساير لانها لا تزال تتلمس الواقع"، وان الاهم هو اجتثاث التجاوزات من اساسها "لان الكنيسة ان اكلت كفا نكون اكلنا نحن هذا الكف في المنطقة كلها". وعن تفجير الضاحية، تساءل "لماذا منعوا الدولة من ان تدخل الى الضاحية لتقوم بالتحقيقات اللازمة؟ اليست الحكومة حكومتهم؟". ولان انعكاسات الثورات في الدول العربية ستترجم ميدانيا "قبل ايلول"، اكد ان لبنان "سيرتاح حينها ولا حرب اهلية حتما".

 

النائب أمين وهبة: على عون أن يعي جيداً أن زمن الأنظمة الشمولية انتهى.. وعلى "حزب الله" أن يتعاون مع المحكمة قبل فوات الأوان  

سلمان العنداري

اعتبر عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب أمين وهبة أن "ما تقوم به المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من اجراءات قانونية يعتبر اساسي وضروري ويؤكد على استقلاليتها ومهنيتها وطريقتها الصارمة في التعاطي مع قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وقت يستمر فيه "حزب الله" بالقنص على الدولة وباطلاق النار على المحكمة في محاولة للاجهاز عليها ومواجهتها بكل الوسائل المتاحة".

وهبة وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني، علّق على وصف "حزب الله" المتهمين الاربعة بالمقاومين والقديسين، فاعتبر "انه يحق لحزب الله قول ما يريد الا ان اصراره الصارخ على تجاهل المحكمة وعدم التعاطي معها بجدية يعطي صورة واضحة وكأنه يقف بوجه العدالة وبمواجهة عوائل الشهداء والمجتمعين العربي والدولي.

وعن رفض النائبان وليد جنبلاط وسليمان فرنجية الموافقة على مشروع قانون انتخابي جديد على اساس النسبية، ابدى وهبة تفهمه الشديد لموقف جنبلاط "لانه لا يمكن لاي لبناني ان يفتح باب الاصلاح قبل ان يشعر بانه يتساوى مع شريكه الاخر في البلد، ولذلك لا بد من معالجة سريعة وفاعلة لمسألة السلاح الخارج عن سلطة الدولة قبل المباشرة باي خطوة اصلاحية".

وتابع قائلاً: "لا يمكن لنا ان ننال الديمقراطية الحقيقية وان نساهم في تعزيز الشفافية وثقافة المحاسبة والتنوع واحترام الاخر في ظلّ وجود ارتال السلاح المنفلت من كل القيود، والذي يغرّد بعيداً عن سلطة الدولة وقوانينها".

ولفت وهبة الى ان "التنكر لمبدأ المحكمة لم يُفاجئنا من قبل "حزب الله" الذي وافق على البند المتعلق بالمحكمة الدولية عام 2006 على طاولة الحوار. الا ان استمرار سياسة التكاذب والتنصل من الاتفاقات والتعهدات السابقة لن تجدي نفعاً ولن تساهم في توضيح الامور ومعالجة الازمة المستفحلة في البلد باي شكل من الاشكال".

وشدد وهبة على ان "المحكمة الدولية لن تتوقف، ولن يمنعها اي احد من ممارسة عملها بحرية وباستقلالية وبجرأة، كما انها ستعمد الى اجراء محاكمات غيابية في حال لم يتم تسليم المتهمين الاربعة قبل تاريخ 11 اب المقبل، وبالتالي فان تعنت "حزب الله" لا ولن يفيد".

ورأى وهبة ان "الحكومة الحالية مصابة بانفصام حاد في المواقف وفي الاداء. ففي وقت يؤكد فيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على ايجابية التعاطي مع المحكمة ومع المجتمع الدولي، نرى قوى الثامن من اذار تشكك في التحقيق وتشتم المحكمة باقصى العبارات، وتحاول الاقتصاص من هذا المسؤول او ذاك عبر سياسة الكيدية".

واذ لاحظ وهبة ان "سياسة الانتقام والتشفي والحقد تطل برأسها من جديد على الساحة السياسية الداخلية"، شبّه الاحداث السياسية الدائرة اليوم بتلك التي رافقت عهد حكومة الرئيس سليم الحص عام 1998، عندما وسّعت الدولة الامنية من صلاحياتها وحاولت الاقتصاص من الرئيس رفيق الحريري وفريق عمله، وعندما كان الرئيس اميل لحود بالتعاون مع الزمرة الامنية اللبنانية – السورية يمنع الناس من قول كل ما لديها ومن التفكير بالحرية والسيادة والاستقلال".

هذا واسف وهبة للسياسة التي ينتهجها العماد ميشال عون، واصفاً اياها ب "الالغائية والموتورة"، معتبراً ان "عون ينفذ سياسة حليفه "حزب الله" متناسياً ومتجاهلاً مصلحة الشعب اللبناني ومطالبه الملحة التي تتكدس على لائحة الانتظارات الصعبة".

وختم وهبة بالقول: "على العماد عون ان يعي جيداً ان زمن الانظمة الشمولية والدكتاتورية انتهى الى غير رجعة، كما ان حلمه الساعي اقامة دولة على قياسه وعلى حسابه يفرضه فرضاً على اللبنانيين بات مستحيلاص، لان الشعب اللبناني لن يسمح له باحتلال الدولة تحت اي شعار او مبرر، فما بال العماد عون الذي يطالب بالاصلاح من جهة، ويدعم الفساد والافساد والقمع من جهة اخرى؟". المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

النائب ايلي ماروني : جنبلاط سيبقى أحد أركان الحرية والسيادة والاستقلال.. ومعادلة المحكمة العسكرية فضيحة كبيرة بحقّ عون ومن ساومه   

باتريسيا متّى:

شددّ عضو كتلة "نواب زحلة" و"الكتائب اللبنانية" ايلي ماروني على ضرورة التزام الحكومة اللبنانية بكلّ الاتفاقيات الدولية" لافتاً الى أن "المحكمة الدولية هي واحدة من أهمّ هذه الاتفاقيات ونشر صور المتهمين علناً هو من ضمن الاجراءات الروتينية لصدور القرار الاتهامي وما يستتبعه من نشر للتفاصيل".

ماروني الذي اعتبر في حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني أن "الحكومة ملزمة بوفاء التعهدات"، أكدّ أن "عدم الالتزام سيعرض لبنان للعزل الدولي وللعقوبات"، مشيراً الى أن "المحكمة بمعظم دولها وأعضائها لطالما أكدت استمرارها في تحقيق العدالة".

واذ استهجن ماروني وصف نواب حزب الله "للمتهمين بالقديسين ومسهم بالمقدسات الدينية"، لفت من جهة أخرى أن "تشبيه المتهمين قبل اثبات براءتهم بالقديسين يعني تبنيهم للجريمة، الأمر الذي بات واضحاً وضوح الشمس"، مشدداً على أن "وحده من يحمل السلاح قادر على اشعال الساحة اللبنانية ساعة يريد لأننا كفريق سياسي نعارض معارضة ديمقراطية وضمن الأطر السياسية والقانونية بدون أية نية أو رغبة في اللجوء الى العنف والشارع".

هذا ورأى ماروني أن "من يتبنى جريمة ومجرم يكون فعلاً في أزمة لأنه سيتحمل تبعات هذا التبني"، ومن هذه النقطة شددّ على "ضرورة أن يحترم حزب الله التزامات الدولة وأن يسلّم أمره وسلاحه الى الدولة على أمل أن يعتاد على أنه تحت القانون وليس فوقه".

وحول الانفجار الذي هزّ ضاحية بيروت الجنوبية والذي لا تزال أسبابه حتى الساحة مجهولة، اكتفى ماروني بالقول: "المعلومات لا تزال متضاربة حتّى الساعة وسبب ذلك هو وجود محمية أمنية في الضاحية يصعب على أي كان الوصول اليها". كما علّق ماروني على تصرّف نواب تكتل التغيير والاصلاح في المحكمة العسكرية ازاء تأجيل محاكمة العميد فايز كرم"، معتبراً أنهم "يحاولون استعجال الحكم باتجاه معيّن عبر الضغط في ظرف سياسي دقيق من خلال حضورهم الجلسات ولكننّا نترك الأمر للمحكمة لأننا من روّاد العدالة ومن المتسمكين بها، فاذا كان بريئاً سنعترف بذلك واذا أدانته فنحن نحترم القضاء اللبناني". وعن معادلة اخلاء سبيل كرم مقابل ابقاء اللواء ريفي والحسن في مكانيهما، قال ماروني: "ستكون فضيحة كبيرة تبدأ ولا تنتهي بحقّ عون وكل من ساومه وبحق حزب الله بوجه خاص". هذا ولفت ماروني الى "اصرار عون على إقالة كل الرموز السنية التي عملت مع الرئيس سعد الحريري بدءاً من سهيل بوجي الى اللواء اشرف ريفي الى العقيد وسام الحسن مروراً بعبد المنعم يوسف والقاضي سعيد ميرزا وصولاً الى مدير شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت"، معتبراً ذلك "سياسة الكيدية بعينها التي طالما حذرنا منها وها هو العماد عون ماض في هذا الطريق". وأضاف: "ولكننا لا ندري قدرة ميقاتي على الصمود في وجه الكيدية لأنه من المفروض وقد أصبح رئيساً للحكومة أن يكون رئيساً لكلّ لبنان واللبنانيين والا ينجرف في سياسة الكيدية والاستئثار"، مؤكدّاً أن "مواجهتنا هي ضمن خطتنا كمعارضة برلمانية ديمقراطية شعبية ضمن أطر القوانين والأنظمة".

وختم ماروني لافتاً الى أن "جنبلاط يلعب دور الوسطية التي تحدث عنها وربما أصابه خيبة أمل من الفريق الذي انتقل اليه وأدرك أنه لن يساهم في تغطية مشروع الدويلة على حساب الدولة"، مشيراً الى أن "14 آذار هي لبنان السيد الحر والمستقل وجنبلاط سيبقى أحد أركان الحرية والسيادة والاستقلال".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

النائب انطوان زهرا: الثورة الانقلابية ستأكل أبناءها.. وكل ما يعلنه ميقاتي موال يغنيه في أرض قاحلة 

موقع 14 آذار/رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا أن "أعجب ما نعيش في هذه الايام هو حفلة نفاق لتبرير وضع اليد على البلد وتحت عناوين مضللة، فبعدما اظهر "حزب الله" أنه صاحب مشروع وضع يد على البلد وتطويع للبلد وأخذه في الاتجاهات التي تناسب سياسته وارتباطاته الاقليمية، يعود في كل مناسبة لتأكيد هذا التوجه ولنفي كل كلام آخر ليس فقط وكأنه ليس من سلطة في لبنان أو حكومة في لبنان، وفي مفارقة، وكأن طول دولة رئيس الحكومة يجعل كلامه فوق الاساطيح دون أن يصل للناس". وقال: "كأن ما يعلنه رئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) عن سياستها وتوجهاتها هو مجرد "موّال" يُغنّيه في أرض قاحلة لا أحد يسمع فيها ولا أحد يرى ولا أحد يصدق".

زهرا، وخلال حفل عشاء اقامته "القوات اللبنانية" في عبرين، لفت إلى أنّ "اصحاب السلطة الفعلية على الحكومة يعلنون عكس ما يعلنه رئيس الحكومة تمامًا، وعكس ما يتسرب عن فخامة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) تماما، وعكس ما التزم به لبنان الدولة أمام الشرعية الدولية تمامًا"، وأضاف: "يعيدون التكرار كل يوم أن لا الامم المتحدة تعنيهم ولا المحكمة ولا الحوار الوطني ولا السلطات اللبنانية ولا الشرعية العربية، وكل ما يعنيهم هو انهم أصحاب حق، وليؤكدوا انهم اصحاب حق لا مجال لنقاشه، يطلقون عليه اسم الحق الالهي، وكأن الله موجود فقط عندهم ونحن متروكون".

إلى ذلك، علّق زهرا على موضوع ملف النفط والغاز، فقال: "آخر البدع هو آخر طلة للكلام عن النفط والغاز وما تبعها من كذب وتدجيل، فموضوع النفط والغاز ولمن لا يعلم، بدأت الحكومات المتعاقبة متابعته ومنذ عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاولى ونص القانون الذي ناقشناه في المجلس النيابي بمسعى ودفع مباشر من دولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال الصيف الماضي".وأضاف: "من دون تكليف قام "الشاب" (وزير الطاقة والمياه جبران باسيل) بزيارة الى ايران لابرام تفاهم بخصوص النفط والغاز"، لافتًا الى انه "واخيرًا خرج بمذكرة تفاهم سنرى لاحقًا تفاصيلها الدقيقة، ولكن مذكرة تفاهم مع دولة خاضعة للحظر والعقوبات الدولية تتحدث عن مد انبوب للغاز عبر العراق مرورًا بسوريا في اتجاه لبنان يقتضي مده تقنيًا 3 سنوات، ونحن نعد المواطنين أننا سنبدأ ببيع الغاز بعد سنتين". وأردف: "فليخبرنا احد ما هي الحاجة لهذا الانبوب وهذا التفاهم، اضافة الى استعداد شركات ايرانية محظورة دوليًا تمت مقاطعتها دوليًا للتنقيب في بحر لبنان على الحدود الاقتصادية مع اسرائيل، ما يعني ان هؤلاء لا يريدون لا نفط ولا غاز، هم كاذبون هو والسيد حسن نصرالله، ويريدان ربط نزاع لتبرير استمرار السلاح بالتحكم بلبنان والذي من الممكن ان يتسرب اليهم من الصفقات الشرعية عبر استخراج النفط والغاز في لبنان وهم يحصلون عليه سلفًا من اسيادهم في ايران". واعتبر زهرا، من جهة أخرى، أنهم (الفريق الآخر) "كلما أثاروا عنوانًا كبيرًا تكون هناك صفقة صغيرة، والا كيف نراهم يسكتون عن كل الاهداف الكبرى التي يعلنون عنها ويعودوا ليبرروها"، سائلاً: "كيف يسكتون عن الاعتداء على اراضي البطريركية المارونية في لاسا وهم الذين كانوا يتحدثون عن اراضي المسيحيين، وكيف يسكتون عن مركز المدير العام للامن العام وهم الذين اخترعوا معركة استردادهم لحقوق المسيحيين، وكيف يسكتون عن كل ما وعدوا به واحيانا يفقدون اعصابهم دون ان يعرفوا كيف يسكتون"، وقال: "لاحظتم امس كيف كانوا مستعدين بعدما وعدوا انفسهم باطلاق عميدهم المتهم (فايز كرم) كيف انهم فقدوا اعصابهم عندما شعروا ان لا صفقة على العمالة مقابل السكوت عن مراكز امنيّة"، سائلاً مجددًا: "هل بهذا القدر هم صغار، وهل بهذا المستوى يتاجرون ويتنازلون، وهل بهذا القدر هم مباعون لمشروع لا علاقة له لا بلبنان ولا بالوجود المسيحي في لبنان ولا بكرامة لبنان ولا بتاريخه ولا بمستقبله"، واضاف: "كفى تضليلاً وكذبًا فللاسف ان بعض الناس يصدقون ما يقال ولا يرون ما يحصل"، داعيًا الى "ان نعي كل عمل وكل خطوة وان نرى الجميع ونحاسب كل شخص على أهدافه وادائه وليس على ما يقوله لأنه تبين لنا انه كلما رفعوا مستوى كلامهم كلما كانت اثمانهم بخسة ورخيصة".

وختم زهرا بالقول: "موقعنا وموقفنا واضحان وصلبان، واهدافنا بسيطة وبمتناول اليد، الانقلاب الذي حصل لن يستمر وثورتهم الانقلابية ستأكل أبناءها وعلى مدى شهور من الآن كما اراكم وترونني، وسنعود الى موقع اطلاق انتفاضة الاستقلال في اتجاه اهدافها بناء الدولة السيّدة صاحبة الحق الحصري بكل السيادة وكل السلاح وكل الامن، وكل ما يتعلق بسيادة الدولة ومؤسساتها الدستورية".

 

 

مآخذ على قوى 14 آذار لا تقلل منها ارتباكات الحكومة و8 آذار

الأكثرية والمعارضة تتعثران في أدوارهما الجديدة

روزانا بومنصف/النهار

تواجه المعارضة انتقادات من داخلها أكثر بكثير من تلك التي تتعرض لها من خصومها في معرض سعيها الى اثبات نفسها. وبين انتقادات هؤلاء وأولئك فارق كبير باعتبار ان انتقادات الخصوم هي للتهميش والاساءة ونزع الصدقية في حين ان انتقادات المؤيدين او المحايدين تحفز على اعادة النظر في ادائها نظراً الى رغبتها في عدم سقوط لبنان في محور اقليمي معين يثير مخاوف كبيرة لدى اللبنانيين. فهؤلاء يرغبون في ان يروا منهجية واضحة للمعارضة علماً ان الانتقادات تتعدى السياسيين الى مستويين آخرين احدهما هو  الجمهور الذي يعتبر في غالبيته  ان هذه الاخيرة تحتاج الى مواقف بعدما قدمت تنازلات سياسية كبيرة بعد فوزها بالأكثرية في الانتخابات النيابية ومن ثم في الخضوع لضغوط عربية من اجل المصالحة التي انقلب عليها الفريق الآخر.

 ولذلك كان رد الفعل قوياً واستباقيا على الدعوة الى الحوار التي يحمل لواءها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لأن التجاوب مع هذه الدعوة في المرحلة الراهنة وبعدما اطاح فريق 8 اذار طاولة الحوار السابقة من دون اي رد فعل من رئيس الجمهورية في ذلك الوقت هو ضعف اضافي يمكن ان يسجل في خانة المعارضة  لمصلحة اعطاء الاكثرية براءة ذمة في السلطة ولرفض قوى 8 اذار التحاور حول المشكلة الاساسية بين اللبنانيين وهي سلاح "حزب الله". علما ان الحوار نشأ في الاساس من اجل تأمين تغطية شرعية لايجاد مخرج لهذا السلاح في وجه قرار دولي يطالب بنزعه، على رغم حاجة البلد الى حوار من حيث المبدأ وفق ما يتفق على ذلك كثر مبدئياً.

اما المستوى الآخر من الانتقادات فيطال السياسيين المؤيدين وصولاً الى ديبلوماسيين كثر. والمآخذ الكثيرة تبدأ من الارتباك في الاضطلاع بدور المعارضة وعدم استفادتها من ارتباك الاكثرية او ابرز مكوناتها في ممارسة دور الموالاة وصولا الى انتقاد غياب الرئيس سعد الحريري باعتباره يشكل قلب المعارضة وابرز اعمدتها وضرورة وجوده على الارض من اجل اعطاء الجمهور المؤيد زخماً وحيوية ومن ثم عدم وجود خطة واضحة تتخطى اطار ردود الفعل. اذ لا يمكن المعارضة ان تشد عصب جمهورها وتستقطب اللبنانيين الاخرين على عنوان وحيد هو السلاح الخارج عن ارادة الدولة على رغم صحة ذلك. هناك اوجه حياة اجتماعية وسياسية واقتصادية تتاُثر بهذا الواقع لا تظهرها المعارضة كما يجب، اذ ليس صحيحا انه يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد كما يقول بعض اهل الاقتصاد، لأن الاثنين متداخلان. فهذا باب يفترض في المعارضة ان تظهر مدى الاذى اللاحق بمصالح اللبنانيين من خلال اظهار عامل السلاح وتحكمه بالقرار السياسي وهو سهل، لأن مراجعة الاستثمارات والتوظيفات المالية في الفترة الاخيرة تلحظ تأثراً كبيراً بالتحول او الانقلاب السياسي الذي احدثه تغير الاكثرية وغياب عامل الاطمئنان بالنسبة الى اللبنانيين. وهذه ليست مسألة نظرية، بل هي عملية وواقعية تحتاج الى ترجمة وتوظيف من اجل الاستفادة السياسية. اضف الى ذلك ضرورة ان تطور المعارضة معارضتها، لأن اللبنانيين لا يمكن ان يأكلوا ويشربوا من معارضة السلاح او في انتظار القرار الاتهامي في حين ان هناك ثغرات بدأت تتضح في اداء الوزراء على نحو يقدم الى المعارضين "وليمة" دسمة. ويلفت معنيون الى وجوب التنبه الى ما يجري في وزارات كالطاقة والمال وخصوصاً ان احداً من المعارضة لم يعلق على ما ادلى به وزراء عن الاستعدادات لفتح المجالات امام ايران للتنقيب عن الثروة النفطية. فالمطلوب هو اقامة حكومة ظل تتعقب الحكومة وزيراً وزيراً وملفاً ملفاً في ظل استحقاق اساسي هو الانتخابات المقبلة الذي لن يكون واضحاً مدى تأثره بالتطورات الاقليمية. وتالياً فان غياب المنهجية الواضحة لدى المعارضة يحض رؤساء بعثات ديبلوماسية متفهمة لها من حيث المبدأ على انتقادها لعدم معرفة ما تريده المعارضة من الخارج ان يساعدها في شأنه مما يؤدي الى ارتباك هذا الخارج كما هي الحال بالنسبة الى تقديم المساعدات العسكرية الى الجيش اللبناني. ويوازي ذلك انتقاد ما يبدو غياباً لأفق التطورات السورية والتحسب للاحتمالات المقبلة وخصوصاً في شأن الخطوات التي يمكن ان يقدم عليها "حزب الله" لمواجهة خطر عدم استمرار النظام السوري.

في المقابل تواجه الاكثرية المشكلة نفسها الى جانب مشكلة تتسبب بها مكوناتها بما يمكن المعارضة الاستفادة منها. فحتى الان برزت ثغرات  اساسية في اداء هذه الاكثرية بحيث تنعكس عليها من داخل كما من جانب المعارضة في حال احسنت هذه الاستفادة منها. فالموالاة ايضا تفتقر الى خطة واضحة على كل الصعد، ولذلك تتعثر في اتباع الأسس التي ارستها الحكومات السابقة من دون بديل واضح. ويسود انطباع لدى الاوساط الديبلوماسية ان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي يحاول ان يميز نفسه عن قوى 8 اذار بمراعاته المجتمع الدولي والتفلت من ضغوط الداخل في حين يواصل "حزب الله" احراجه كما حصل اولا في موضوع المحكمة الدولية والموقف من المتهمين بين اضطرار الحكومة الى التعاون في وقت يعلن الحزب رفضه التجاوب علماً ان الموضوع يناقض ما كان ذهب اليه الحزب مراراً بعد اسقاط الحكومة السابقة من ان المحكمة باتت وراءه وهو لم يعد يابه لها في حين ان مواقف اعضائه تظهر توتراً كبيراً  في هذا الصدد. والموضوع الآخر هو ما اعلنه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في موضوع الثروة النفطية البحرية علماً ان الحزب هو مكون اساسي او المكون الاساسي للحكومة ولا يمكنه ان يفرض استراتيجيته علناً، كما كان يفعل في السابق حين كان في المعارضة، معتبراً ان الحكومة ليست حكومته وهو لا يثق بها. فهذا الموقف محرج للحكومة ورئيسها ولرئيس الجمهورية ايضاً، لأنه يختصر قراراتها وموقفها ويظهر انه يسيطر عليها مما يفقدها اي صدقية ويعرضها لانتقادات من ضمن الاكثرية نفسها حول ما بات يتفق على تسميته كثر وهم القوة او غطرسة القوة. في وقت يرى كثر تململاً واضحاً في مواقف النائب وليد جنبلاط يعكس انزعاجه الكبير من اداء للاكثرية يوازي او يتخطى تحفظاته عن المعارضة.

وهناك المواقف المعلنة لرئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون والتي تتسبب باحراج كبير لميقاتي الذي حاول خلال فترة تأليف الحكومة ان يضع مسافة بينهما ووسيطاً هو "حزب الله" علماً ان مواقف وزراء التيار داخل الحكومة تثير اعصاب افرقاء كثر ان في ملفات تعود الى وزاراتهم او ملفات اخرى في ظل صراع مكشوف على التعيينات الى حد اعتبار وزراء ان الحكومة والاكثرية تتضمنان مكونات حياتهما وموتهما مع ارجحية للعنصر الاخير اكثر من خطر المعارضة.  وخلاصة ذلك أنه لا الأكثرية هي السلطة ولا المعارضة هي المعارضة. فكل منهما يتعثر في خطواته فيما المأزق يكبر ويثقل على الجميع ولو كابروا.

 

حكومة 11 آب

احمد عياش/النهار

لن يكون هناك موعد أهم امام حكومة "حزب الله" من 11 آب المقبل الذي حددته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان موعدا لتسليم المتهمين الاربعة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005. فإذا ما وصل لبنان الى هذا الموعد ولم تنجح سلطاته الرسمية في تسليم المتهمين الاربعة الى المحكمة في هولندا، فمعنى هذا ان حكومة هذا البلد التي قامت بارادة الأمين العام لحزب هؤلاء المتهمين السيد حسن نصرالله وتضم في عضويتها وزيرين له وحلفاء واتباعا له يشكلون الأكثرية الساحقة من حكومة يرأسها نجيب ميقاتي، صارت رسمياً حكومة متهمين فارين من العدالة الدولية. ومن المفارقات ان المحكمة عندما نشرت أول من امس أسماء المتهمين وصورهم وسيرهم الذاتية لم تشر اليهم على انهم ينتمون الى "حزب الله"، بل من فعل ذلك هو الحزب نفسه عبر قناة "المنار" عندما وصفهم بـ"المقاومين". وهكذا قرر الحزب مع سابق إصرار وتصميم ان يضع السلطات التي يتحكم في قراراها في مواجهة العدالة الدولية. وعليه، ماذا سيقول رئيس الجمهورية ميشال سليمان  عندما يترأس جلسة مجلس الوزراء المقبلة حيال هذا الأمر؟ كذلك ماذا سيقول في كلمته التي سيلقيها في الأفطار الرئاسي الذي حدد موعده 11 آب، أي يوم انتهاء مهلة تسليم المتهمين الى المحكمة؟ ربما تقتضي الحكمة من مستشاري سليمان ان يبادر الى تقريب موعد الافطار لتفادي هذا الحرج الكبير عندما سيتحدث رئيس الجمهورية عن كل شيء إلا عن تقصير لبنان أمام المحكمة!

من يتأمل في صور المتهمين الاربعة يتبيّن أن أحدهم وهو مصطفى بدر الدين الذي يتبوأ مركزاً قيادياً في "حزب الله" بدا في مقتبل العمر وفي حالة ابتسام علماً انه اليوم وبحسب سيرته الذاتية تجاوز الخمسين من عمره. أما الثلاثة الآخرون سليم عياش، حسن عنيسي وأسد صبرا فهم بدوا في حالة أقرب الى العبوس مما يقربهم الى واقع من هم ذوو صلة بحزب شديد الصرامة. لكن أهم ما في هذه الصور انها في حوزة المحكمة التي استطاعت ان تحصل عليها على رغم الستار الحديدي الذي يقيمه "حزب الله" حوله. كما ان في حوزتها اخراجات قيد المتهمين وأين عاشوا والاسماء الاخرى لهم (كحال بدر الدين) والرقم في الضمان الاجتماعي ورقم وثيقة السفر الى الحج. ويبدو ان هذه المعطيات غيض من فيض ما يتضمّنه القرار الاتهامي الذي لا تزال مغلفاته مقفلة في مكتب المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا. كم سيكون ساذجا جواب حكومة "حزب الله" برئاسة ميقاتي ودولة لبنان برئاسة سليمان في 11 آب بأنهم فتشوا ولم يجدوا المتهمين الذين تسعى وراءهم المحكمة. والقضية هنا لا تقارن بسلوك السلطات عندما منعها الطوق الامني قبل يومين لـ"حزب الله" من الوصول الى مكان انفجار الضاحية، فامتثلت للمنع. كما لا تقارن بهوبرة شلة "التيار الوطني الحر" في المحكمة العسكرية لرد تهمة العمالة عن قائدها المعتقل فايز كرم. أنها ألاعيب محلية لن تنطلي دولياً.

 

الكل مع الحوار... ولكن!

سمير منصور/النهار

من موقعه التوافقي، كان من الطبيعي ان يسعى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الافادة من مرحلة، هي عملياً أقرب الى الوقت الضائع، فيعقد لقاءات شبه يومية مع اعضاء في هيئة الحوار الوطني، "لعل وعسى" ينجح في معاودة اجتماعاتها. والنتيجة حتى الآن لا شيء، سوى أن الكل مع الحوار... ولكن!

ويبقى الخلاف على جدول الاعمال، واستناداً الى تصريحات البعض، على النتائج المطلوبة من الحوار، ودائماً كل يراها على قياسه... فمن جهة، تطالب قوى 14 آذار بتنفيذ ما اتفق عليه في الجلسات السابقة لكي يكون الحوار مجدياً. ومن جهة اخرى، ترحّب قوى 8 آذار وتبدي استعدادها للمشاركة في جلسات الحوار، ولكن وفق شروطها، وليس اقلها تكريس سلاح المقاومة في "الاستراتيجية الدفاعية" وهي البند الوحيد المتبقي على جدول الاعمال.

وبين وجهة النظر هذه وتلك، سيبقى الجدل بيزنطياً ولن يكون حواراً مجدياً إلا في حال اتفق الجانبان على الجدية أولاً، بعيداً من المصالح السياسية الضيقة، والجدية تعني أولاً وجود نية صادقة للحوار والتوصل الى قواسم مشتركة على عنوانين كبيرين: الأول، كيفية التعامل مع عمل المحكمة الدولية، بعيداً من اتهامها وتخوينها ورفضها بالمطلق، والثاني كيفية الافادة من سلاح المقاومة ضمن استراتيجية دفاعية حقيقية، تنهي الانقسام على "احادية السلاح" و"الاستقواء" و"التفرد بقرارات الحرب" وما شابه من عبارات تختصر ازمة حقيقية في البلاد.

ومن المؤكد ان رئيس الجمهورية يدرك قبل غيره ان محاولته ستبوء بالفشل في ظل استمرار الانقسام، ولكنه يؤكد انه سيستمر في محاولاته، وهو غير متأكد من إمكان معاودة جلسات الحوار بعد شهر رمضان، كما يحاول، وتقول أوساطه انه "يستطلع المواقف من خلال لقاءاته مع الطرفين، وفي ضوء النتائج سيُبنى على الشيء مقتضاه، فإما أن يوجّه دعوات ويحدد الموعد، وإما أن يستأنف محاولاته من جديد"، ووفق هذه الاوساط فإن "الصورة لم تتضح بعد" وتكشف ان رئيس الجمهورية سيطلق مواقف واضحة ومحدّدة في خطاب سيلقيه خلال إفطار رمضاني سيقيمه قريباً في القصر الجمهوري، وسيعلن فيه ما آلت اليه مساعيه في شأن معاودة جلسات الحوار.

ومن غير المستبعد أن يتطرّق رئيس الجمهورية الى موضوع الحوار وتصميمه على المضي قدماً في محاولاته، في الخطاب الذي سيلقيه صباح غد خلال احتفال تخريج ضباط في المدرسة الحربية لمناسبة عيد الجيش. وفي الانتظار، سيبقى كل شيء على حاله، وسيستمر الدوران في حلقة مفرغة، بين البلاد والعباد!

 

هواجس من بكركي الى الديمان

المطران كيغام خاتشريان /النهار

الديمان في اروقته وغرفه وكنيسته دير تأمل ومحجة صلاة، لكنه غدا في ايامنا خلية نحل تعمل ولا تكل لتنشر الوئام وتجمع بين القلوب. تجلس الى سيد هذا الموقع تحاور وتستوضح في شؤون الدين والدنيا، فينظر اليك بعينين ثاقبتين تخالهما عيني صقر تتوثبان، واذا بهما عينان تفيضان بالمحبة والرأفة، عينان جريئتان تحرسان الوطن وابنائه من كل شر مستطير.

والحديث مع صاحب الغبطة ذو شجون تتشعب الى اكثر من موضوع، لتنتهي في آخر المطاف، الى المعضلات التي يعصى حلّها على اللبنانيين في ظل تشتتهم واستنفار بعضهم على البعض الآخر. يعاني اللبنانيون راهناً مشكلات لا حصر لها ولا عدّ ابتداء من الاحتياجات اليومية للكهرباء والماء ووسائل النقل، الى الغلاء المتصاعد في المواد الاستهلاكية، مروراً بتقاعس الدولة في مجال التعليم والصحة وغيرها... لكن، في موازاة هذه المشكلات المستعصية حتى اليوم، ثمة ما يؤرق غبطة البطريرك بشارة الراعي على اكثر من صعيد، واوجزها بثلاث:

أولاً- وثيقة الطائف التي بني الدستور على اساسها، وبيّنت التجارب انها تحتاج الى إعادة درس لتقويم العمل المؤسساتي في البلد. وينبغي ان ينطلق هذا الطرح من منظار اصلاح الخلل وتحسين الاداء، لا من منظار طائفي ضيق او فئوي بغيض.

ثانياً - اصلاح الادارة في كل مؤسساتها. فالموظف الذي يفترض به ان يكون خادماً يسهّل أمور مواطنيه، انتفت لديه روح المسؤولية. وتفرّعت ادارات الدولة الى مزارع لا همّ للمسيطرين عليها سوى إرضاء اسيادهم واكتساب المنافع الخاصة.

ثالثاً - التنشئة المسيحية والوطنية التي لم يبرح غبطته في المناداة بها والتوسع في شرحها منذ ان سيم كاهناً. هذه التنشئة التي تعزف الدولة عنها ولا توليها عناية كافية هي في اساس العمل الوطني لبناء جيل جديد، وهي المدماك الراسخ في صرح العيش المشترك. فالسنوات تمرّ ولا ندرك ان مواليد السنة التي صيغ فيها اتفاق الطائف اصبح لهم الحق في ممارسة انتخاب ممثليهم في البرلمان. فأي منهاج تربوي سليم قدّمنا اليهم؟ وأي كتاب تاريخ موضوعي وضعنا لهم؟ وأي خطة لمستقبل التعليم رسمنا لهم؟

ان مسؤولية "التنشئة" تقع على المجتمع بكامله. فهي تنطلق من البيت اولاً، وتنمو على مقاعد الدراسة، وتسهم وسائل الاعلام في توجيهها، وتصون الدولة قواعدها وتسهر على سيرها في الصراط القويم. هواجس كثيرة تثير مشاعر المرارة في مطلع قيادة غبطته، لكن الايمان الذي يتسلّح به، والحكمة التي لا تعوزه، وثقته بهذا الشعب الأبي لا بد من ان تغيّر في مسار حياتنا الوطنية وتوجهّها نحو شاطى الأمان.

 

النهارفؤاد بطرس أو الثورة على الانتهازية

بقلم انطوان مسرّة/النهار

  ما معنى دولة؟ ما معنى دستور؟ قانون؟ مؤسسات؟ مصلحة عامة...؟ وببساطة أكثر: ما معنى سياسة؟ ان قراءة واعادة قراءة مذكّرات فؤاد بطرس(1) ومنحه جائزة الرئيس الياس الهراوي تُعيد اليوم الى لبنان "قيم الجمهورية"، حسب تعبير السيدة منى الهراوي، وهي قيم تلوثت فكرًا وممارسة طوال سنوات بدلاً من الانتقال الفعلي من "الدويلات الى الدولة"(2).

عندما نتابع مسيرته ونقرأ سيرته في مذكراته نعرف أن ما يُثير الحزن استدامة ذهنية لبنانية سائدة، اذ غالباً ما نبني – أو بالأحرى نُدمّر – انطلاقًا من مغامرات ومقامرات وأوهام وغرائز وأهواء واستقواءات وأحلام هيمنة وانتصارات داخلية مُستحيلة أو مُفخخة أو مُجيّرة... لنعود بعد الدمار الى الجمهورية والدولة والميثاق اللبناني!

مغامرات واوهام

في العلاقات الخارجية

يتألم فؤاد بطرس من المغامرات والاوهام. يقول في مذكراته: "قلما اتخذوا (اللبنانيون) من التجارب عبرة بحيث ظلت الأكثريات في كل مجموعة تتمسك في أكثر الأحيان بالطوباوية وبنظريات بالية أو مُنحرفة، الأمر الذي يساعد على استمرار الأزمة بشكل أو بآخر لاسيما وان الأطراف اللبنانيين تسابقوا أحيانًا على الارتباط بالخارج وتنفيذ سياسته".

فؤاد بطرس مُتمرد على الانتهازية والمصلحية والزبائنية داخليًا وفي امتداداتها ومغامراتها في العلاقات الخارجية. السياسة اللبنانية، في لبنان الساحة، هي غالباً لاسياسية تُبنى على مغامرات ومقامرات وأوهام واستقواءات وباب عال وأبواب عالية تعلو في النهاية على الوطن الصغير والرسالة وتعلو على اللاعبين الصغار انفسهم.

كتب أحدهم سنة 1984 عن "حرب الالف عام في لبنان"(3)،  ليس بسبب طبيعة الدستور والاوضاع الاقليمية والدولية، بل بسبب ذهنية الاستمرار في مراهنات واوهام وغرائز في العلاقات الخارجية، في حين ان واقع لبنان في تكوينه البشري يحمل احلاماً واقعية ممكنة نتهرب منها للانخراط في اوهام مُستحيلة ومُدّمرة بدلاً من استنفاد الممكن، كل الممكن.    

فؤاد بطرس يحمل باستمرار وثبات، وفي اقصى المآسي والاوضاع والظروف، تفاؤل الايمان والارادة. يقول بحزم: "اني لم استسلم قط ولم ارضخ للضغط الهادف الى الموافقة على أي تدبير او التزام حاولوا فرضه على لبنان لا يتلاءم واقتناعاتي".

ويقول: "اود ان انوه بأني بالرغم من كل الصعوبات لم ايأس في اية لحظة ولكني كنت دائمًا أنظر الى الامور بواقعية واذا كُنت اراها سوداء فلانها كذلك (...) الفرق كبير بين التشاؤم الملازم للاستسلام، والواقعية التي تشكل حافظًا للسعي والعمل الدؤوب حتى نيل المُبتغى. اما التفاؤل المبني على معطيات غير صحيحة، فهو من وجوه الضلال، وتغليب للخيال على الواقع وللتمنيات على الحقائق، وعند الاستحقاق تكون الخيبة الكبرى حيث لا ينفع الندم".

    يعود تألم فؤاد بطرس الى: "نشوء قواعد جديدة للحياة السياسية في لبنان لم اكن موافقًا عليها". وما يذكره حول "التزاوج بين الواقع والحلم" هو ميزة الكبار في التاريخ من القديسين والابطال والمُصلحين تجاه الصغائر البشرية والانتهازية. فهل نحن شعب لم يتعلم بعد، أو لا يتعلم أبدًا، وما زال في سن المراهقة ولم تبلغ مواثيقه سن الرشد؟ المطلوب ان نتعلم! وماذا نتعلم من فؤاد بطرس الذي وُصف احيانًا بالمعلم؟ في مُذكراته يتذكر "ويُذكّر"، ولا يسرد الماضي الا في سبيل المستقبل ولاستعادة البوصلة المفقودة.

الارتقاء الى الشأن العام

من ابرز قيم الجمهورية استعادة معنى السياسة كما عاشها ومارسها. تُختزل اليوم السياسة بالمماحكة والمشاكسة والصراع على النفوذ والمواقع والموارد والتنافس والتعبئة النزاعية، في حين ان السياسة هي أيضًا ادارة الشأن العام. فؤاد بطرس الذي اختاره الرئيس فؤاد شهاب سنة 1959 وزيراً للتربية الوطنية والتصميم لم يكن مُقدَّراً له، بحسب الأعراف والتقاليد اللبنانية ولا انطلاقًا من نهج تربيته، ان يمتهن السياسة. لم يمتهنها الا في ارقى معاني الشأن العام.

دون سياسة سياسية مضمونًا وغاية – وليس مماحكة – تتقاذف المصالح الاقليمية والدولية لبنان الساحة. يقول فؤاد بطرس ان السياسة تأتلف مع التسوية ومع الديبلوماسية بفضل "الحزم والمرونة" في آن واحد واللجوء الى "التسوية عند الضرورة القصوى شرط الا تكون مُخزية"، ويقول: ""الامر الذي اضطرني مُكرهًا، في بعض الاحيان، الى مواجهة دول شقيقة او صديقة تخاذلت، ولم تكترث لقضايانا، او اخفت اهدافها عبر المناورة والتحايل".

والسياسة "السياسية"، مضمونًا وهدفية وسلوكًا، تتطلب "بُعد النظر" الذي اكتسبه فؤاد بطرس في اوضاع عائلية ومنذ الخامسة عشرة من عمره وتتطلب "عدم التوقف عند حدود الظاهر". والسياسة نقيض العنف: "اذا انجرفت السلطة الى العنف لمعالجة الاحداث فلا بد ان ينعكس ذلك على صدقيتها، اذ لا مفر لها اذ ذاك من اعتماد الكذب والدوران سعياً لاخفاء تجاوزاتها".

قال فؤاد بطرس للرئيس رفيق الحريري عندما طلب اليه القبول بالترشح للانتخابات النيابية على لائحته سنة 1996: "المشكلة ان سقف السياسة في لبنان غير عال وانا اعاني من ألم في ظهري يمنعني من الانحناء والتعايش مع هذا السقف...". ويذكر فؤاد بطرس اسباب عدم قبوله وهي غير مرتبطة بشخصية الرئيس رفيق الحريري وحرصًا منه على الوفاء.   

السلّم بالطول ام بالعرض؟

ليس من المفارقة ان اول عمل مهني لفؤاد بطرس سنة 1936 لتأمين معيشته ومتابعة دراسته الجامعية كان في "دائرة الموازين والمكاييل وقمع الغش" في الدائرة الجديدة التابعة للمفوضية الفرنسية ووزارة الاقتصاد. وهل نعرف ان اينشتاين عمل اولاً في الثامنة عشرة من عمره في دائرة تسجيل براءات الاختراع في برن في سويسرا حيث كان يقتضي عمله استقبال المُبدعين وتسجيل اختراعاتهم وكتابة تقرير حول استعمالات هذه الاختراعات وفوائدها!

هكذا بدأ عمله وظل كذلك ولاكثر من نصف قرن اميناً لكل المعايير. مقالته في "لسان الحال" في 19 ايلول 1960 انتفاضة على ذهنية "المعليش" في ادارة الشأن العام والمال العام وقضايا الناس. اي مجموعة سياسية نحن اللبنانيين؟ ما يخلق مجموعة سياسة خضوع الاعضاء لمنظومة حقوقية تُجسدّها الدولة.

خلافًا لمن يحمل السلّم بالطول او بالعرض، حسب تبدّل الظروف والاوضاع والمصالح الخاصة، اختار فؤاد بطرس ان يحمل السلم حسب الاصول مهما تبدّلت المواقع. يقول: "في سياق استعراض الظروف والتطورات والتوقعات طرح علي (فؤاد شهاب) السؤال الآتي: هل تعرف سابقة كان على سياسي لبناني ان يختار بين مصلحته الخاصة ومصلحة البلد فآثر مصلحة البلد على مصلحته الخاصة؟ ترددت قليلاً وأجبته بأني لا اذكر سابقة من هذا القبيل. فصمت وهز رأسه. وحيال دقة الظروف والتوقعات السوداء نصحني عندما ودعني بأن أحمل السلم بالطول لا بالعرض قاصدًا الحياة واشكالاتها... واني لا أزال أتأرجح بين الطول والعرض حتى اليوم...".

تحولت غالباً التسوية compromis في لبنان التي تخضع لقواعد حقوقية وهي "اكبر اختراع للفكر البشري "حسب جورج سيمل Georges Simmel الى مساومة compromission على الاساسيات. وابتدعت الذهنية الانتهازية في السنوات الاخيرة شعار على "مسافة واحدة من الجميع"، تبريراً وتجميلاً لطغيان الرأي الرائج، في حين ان المبادئ الجوهرية الناظمة للمجتمع تعلو على التحزبات والمواقف والاصطفافات. يقول كانت Kant: "ليكن لك الشجاعة باستعمال فكرك انت". الذين على "مسافة واحدة من الجميع" اما هم غير مواطنين وغير مهتمين بالشأن العام  او هم ينتظرون التقلّبات كي "يتموضعوا" مع الرابح ويستفيدوا من حيادية مصلحية.

المصلحة العامة هي خلاص لبنان! اذا ادركنا طبعًا كل مضامينها وابعادها وممارساتها اليومية، في الشارع والحي والخدمات العامة والسياسات العامة.

فؤاد بطرس، بواقعيته الحالمة والثابتة، وارادته الصلبة التي لا تعرف الاستسلام، وبوصلته ومعاييره الحقوقية الضامنة للحريات والاستقرار والسلم الاهلي، هو المعبّر عن "المفهوم الواحد السليم للبنان والاستقلال والسيادة والوفاق والحكومة والدولة والوطن وكل ما يتفرع عنها"، والتي تنبع من "الاولوية للمواطنية"، حسب تعابيره.

كان والد فؤاد بطرس يقول لابنه الذي يجلب اليه دفتر علاماته المدرسية وهو الاول في الصف: "كان بإمكانك ان تأتي بأفضل"! ماذا نقول لفؤاد بطرس؟ اتيت بالافضل: الاصالة الميثاقية والمصلحة العامة المشتركة الجامعة.

(1) - فؤاد بطرس، المذكرات، اعداد انطوان سعد، ومدخل لخليل رامز سركيس، بيروت، "دار النهار"، 2009، 604 ص.

- كتابات في السياسة، بيروت، "دار النهار"، 1997.

 - Fouad Boutros, Ecrits politiques, Beyrouth, Dar an-Nahar, 1997.

-  مقدمة لكتاب: نقولا ناصيف، جمهورية فؤاد شهاب، بيروت، مؤسسة فؤاد شهاب ودار النهار، 2008، 610 ص، ص 11-14.

(2) كميل منسى، الياس هراوي: عودة الجمهورية من الدويلات الى الدولة، "دار النهار"، 2002، 704 ص.

(3) Jonathan Randal, La guerre de mille ans (Jusqu’au dernier chrétien, jusqu’au dernier marchand, la tragédie du Liban), Paris, Grasset, 1984, 324 p.

(عضو المجلس الدستوري)      

 

 هل أن ما سمعناه صحيح؟  

المحامي ميشال خطار/النهار

*نقيب المحامين في بيروت سابقاً

بالأمس سمعنا أحد المسؤولين في أحد الأحزاب الكبيرة المحترمة في لبنان يصرّح بأعلى نبرة بأن أي قرار يصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان متهماً واحداً أو أكثر من كوادره أو عناصره يصبح هذا المعني بالإتهام أيقونة تليق بأن تكرّم كما يكرّم القديسون والأولياء.

فإذا أريد الترهيب بمثل هذه المواقف، فليعلم قائلها ومحبذوه أنها توسع الشرخ بين فئات الشعب لتجعل التخاصم السياسي المشروع والمرغوب فيه في المجتمعات الديموقراطية تخاصماً شخصياً وكأن واحداً يرغب في إزاحة آخر عن الاشتراك في مصير البلاد.

نقول هذا الكلام بكل محبة ومن دون مناصرة فئة على أخرى، لأن من لهم مثل موقفنا المستقلّ لا غاية لديهم سوى العمل على إشاعة الأمن والازدهار في ربوع البلد، لأن عكس ذلك يؤدي الى التقهقر على كل الصعد. إنها حقيقة يعرفها القاصي والداني، فلا ازدهار حيث لا دولة يخضع لها، ومن دون منازعة، المواطنون، فلا ينازعونها الهيمنة تحت أي شعار وإلا تلاشت فعلاً وواقعاً هذه التي كانت تسمّى الدولة ليبقى منها الإسم دون المسمّى، فاتحة المجال أمام الفئات التي يتألف منها الوطن لتسعى كل من جهتها الى قضم دور الدولة لنقع في فوضى تؤدي الى تقويض الاستقرار بكل وجوهه.

إنها المقدمة الحتمية لتلاشي الوطن الذي، في حال حصوله، تتضرر منه أكثر من يتضرر فئات ثلاث: المسيحيون والدروز والشيعة وبنسبة شبه معدومة السنة.

ولا حاجة الى الكثير من التحليل والتبصّر لنتأكد من صحة هذه الحقيقة، إذ يكفي أن ننظر الى المحيط الشرق الأوسطي العربي الذي نعيش فيه لنرى أن الفئات الثلاث التي ذكرناها أعلاه لا وجود لها في هذا المحيط، وإن وُجدت، فدورها دور "القريب الفقير" "Parent Pauvre"، تعيش فيه بالتسامح أكثر مما تعيش فيه بنتيجة الوجود، حتى لو كان وجودها فيه أصيلاً ونافعاً ومثمراً.

فهل ثمة بعد وعي هذه الحقيقة من يتجرأ على تصرّف قد يؤدي الى زعزعة لبنان وبعثرة صيغته التي حققت للفئات التي تعيش فيه وجوداً كريماً قائماً بذاته لا تدين فيه لسواها من الفئات الاخرى، مع شيء من التميّز للطائفة المارونية التي كانت أو من جهد لإيجاد لبنان هذا وطناً لكل من حلّ به ضيق في محيطه فتركه نتيجة هذا الضيق.

مع الملاحظة أن الموارنة لم يسعوا الى صنع لبنان لينفردوا به، إنما صنعوه لسواهم بقدر ما صنعوه لأنفسهم.

وهل يرضى الموارنة بأن تُقدم فئة على هدم هذا الصرح الفريد في نوعه، وهذه الرسالة التي لا مثيل لها بعدما أضحت أنموذجاً تُحسد عليه؟

لذلك، وإنطلاقاً من هذه الاعتبارات نسأل إذا كانت قرارات المحكمة الدولية تبرر هذه الفورة من الاعتراضات قبل أن يطلع العالم، وأخصه عالم القانون؛ على مضمونها حتى إذا تبين أنها غير مبنيّة على أدلة دامغة وانه يُستشف منها الانحياز أو التسييس أو الإستهداف، لا فارق، فلن يسكت أحد من رجال القانون الضالعين والمجردين من كل غاية، وهم كثر في لبنان وخارجه، عنها بعد أن يكون قد تبيّن لهم أنها لا تليق بالمرجع الذي أصدرها.

لذلك كان من الحكمة المقرونة بالتبصّر في مستقبل لبنان لكل بنيه ألا نعرّض وحدة هذا البلد للانفراط وخصوصاً بعدما أصبحت الفئة السنيّة تنادي به "لبنان أولاً"وهو الواقع الذي لم يكن مألوفاً في السابق والذي من شأنه أن يقوّي مناعة الوطن ليصبح الوطن النهائي المستقر لجميع أبنائه لا سلطة فيه لغير سلطة الدولة تحت أي شعار...

وإذا دققنا في هذه الهمروجة التي سببتها المحكمة الدولية والتي قد تؤدي الى ضياع لبنان، فلا نرى لها سبباً وجيهاً يستحق التوقف عنده، بل نرى أن المحكمة فتحت في تاريخ لبنان الحديث صفحة مباركة لأنها تحاول للمرة الاولى معرفة مَن قتل مَن بصرف النظر عن هويتي القاتل والمقتول، في حين أن العديد من رجالات لبنان قد اغتيلوا في السابق من غير أن يتوصل التحقيق الى إعطاء شبه دليل على هوية القاتل الذي كان في كل مرة ينجو من الملاحقة وتالياً من العقاب.

إن القرار الذي أصدرته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قد ظنّ على بعض الاشخاص الذين يعتبرون ابرياء الى أن تثبت إدانتهم أمام قضاء الحكم وأنه الى حين انتهاء تلك المرحلة يبقى المتهم بريئاً لا خوف من إعلان براءته عند توافرها، لأن العديد من علماء القانون والمحامين يقفون في المرصاد لأعمال هذه المحكمة حتى إذا ظهرت منها أية هفوة أو حتى أي تقصير في إحقاق الحق إدانةً أو تبرئةً توجه اليها سهام الانتقاد التي لا ترحم. لذلك أملنا كبير في أن تكون أعمال المحكمة في أعلى مستوى من المهنية والشفافية.

هذا ما يجب أن يقبله كل لبناني محب للحقيقة ولوطنه لبنان كي لا يسقط لبنان فنسقط جميعاً معه.

 

سليمان يركز في عيد الجيش على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية 

"حزب الله" ناعياً الحوار: نسلم سلاحنا عندما تسلم إسرائيل سلاحها

السياسة/على وقع الترددات القوية التي أحدثها قرار المحكمة الخاصة بلبنان نشر الأسماء الكاملة والمستعارة وصور المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه, وبانتظار مفاعيل هذا القرار المتوقعة مع اقتراب انتهاء مهلة الشهر لتسليم لبنان هؤلاء المتهمين, تستعيد الحركة السياسية الداخلية زخمها بدءاً من يوم غد الاثنين, حيث ستكون ذكرى عيد الجيش في الأول من أغسطس مناسبة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان لإطلاق سلسلة مواقف علمت "السياسة" أنها ستركز على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية والتجاوب مع دعوته إلى الحوار, باعتباره السبيل الوحيد لمد جسور التواصل بين اللبنانيين وإزالة الخلافات فيما بينهم, وكذلك لتوفير الأرضية اللازمة لدعم المؤسسات والجيش والتخفيف من حدة السجالات السياسية, في وقت يبدو البلد بحاجة إلى تضافر الجهود لتغيب منطق العقل والحكمة على ما عداه.

وكان رئيس الجمهورية تابع, أمس, مشاوراته مع القيادات السياسية لاستمزاج آرائها في الحوار, فاجتمع الى الرئيس فؤاد السنيورة وبحث معه في السبل الآيلة الى اعادة اطلاق الحوار لتمكين لبنان من اجتياز المرحلة بالتماسك الوطني.

وأكدت مصادر واسعة الاطلاع ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان الرئيس سليمان سيستكمل جولات التشاور الحواري في قصر بيت الدين الذي ينتقل اليه الأربعاء المقبل, ويمكث فيه ثلاثة أسابيع, وصولاً الى تحديد أطر من شأنها اعادة نسج خيوط التواصل بين القوى السياسية المتباعدة والمنقسمة عمودياً, ولفتت الى مجموعة أفكار متداولة في هذا الشأن من بينها توسيع هيئة الحوار شكلاً بانضمام الهيئات الاقتصادية الى المتحاورين السياسيين لتكوين مقاربة واضحة عن الواقع اللبناني برمته.

وشددت المصادر على أهمية الافطار الرئاسي المزمع عقده في قصر بعبدا في 11 أغسطس المقبل, كمحطة مهمة في جمع المتضامنين, إذ ان الدعوة ستوجه الى مسؤولين روحيين وسياسيين من التوجهات كافة, بحيث تسهم الجمعة الرئاسية الرمضانية في تعزيز أجواء اللحمة مجدداً.

وفي مقابل إصرار قوى "14 آذار" على حصر الحوار ببند السلاح, أطلق "حزب الله" على لسان نائبه في البرلمان حسين الموسوي "معادلة تعجيزية", مؤكداً أنه لن يسلم سلاحه للدولة اللبنانية قبل أن تسلم اسرائيل سلاحها, من دون أن يحدد الجهة التي يتوجب على الدولة العبرية تسليم سلاحها إليه, في خطوة رأى فيها مراقبون "نعياً" للحوار.

وقال الموسوي, في احتفال أقامته بلدية عين التينة في البقاع الغربي لمناسبة انتصار يوليو 2006, "ان الدفاع عن لبنان ليس دفاعاً عن الشيعة أو المسلمين وحدهم, والدفاع في مواجهة اسرائيل والصهيونية العالمية أيضاً ليس دفاعا عن لبنان بل دفاع عن الأمة جمعاء".

وتوجه الى من يقولون "انهم لا يشاركون في طاولة الحوار الا اذا طرح بند السلاح وعلى قاعدة تسليم هذا السلاح", بالقول: "أنتم لديكم علاقة مع الاميركيين, وإقامة في عوكر (حيث مقر السفارة الأميركية), ودائماً تحت امرة سفير اميركا, قولوا لهم إننا نسلم سلاحنا للدولة اللبنانية عندما يسلم الإسرائيليون سلاحهم, لأن هناك سلاحا يهددنا ويهدد فلسطين والأمة جمعاء وهو بين ايدي الإسرائيليين, وأنا أطرح معادلة يسلمون سلاحهم فنسلم سلاحنا, وهذا دليل على أننا لا نحتاج الى سلاحنا داخل لبنان, وسلاحنا من أجل مواجهة السلاح الاسرائيلي".

وأضاف "إذا كان عندهم مشكلة مع السلاح فعندنا مشكلة مع الانبطاح. لا نستطيع النظر إلى مواطن تدوسه الأقدام الاسرائيلية والأميركية".

بدوره, أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "المقاومة ستظل متمسكة بسلاحها وقوتها وستمتلك ما يتوافر لديها من إمكانات وسلاح وقدرات, ليس من أجل ردع العدو عن غزو الأرض فقط, بل أيضاً لردعه عن التفكير في احتلال أرضنا مرة أخرى والاعتداء على بلدنا".

وسط هذه الأجواء المتشنجة, تعقد الحكومة جلسة لها بعد غد الثلاثاء لتمرير بعض التعيينات غير الأمنية, فيما يلتئم مجلس النواب في جلسة تشريعية الأربعاء والخميس المقبلين, لمناقشة العديد من مشاريع القوانين المدرجة على جدول الأعمال, في وقت أكدت مصادر نيابية في "8 آذار" أن ملف النفط والغاز سيحتل الأولوية من خلال المداخلات التي سيتقدم بها عدد من النواب لحض الحكومة على الإسراع في حسم هذا الموضوع.

 

المتهمون باغتيال الحريري في إيران 

"حزب الله" يطوق موقع الانفجار "الغامض" في الضاحية الجنوبية

بيروت - "السياسة" والوكالات:

واصل عناصر "حزب الله", لليوم الثاني على التوالي, أمس, انتشارهم في محيط الانفجار الذي وقع قبيل منتصف ليل أول من أمس, داخل شقة في أحد الابنية الملاصقة لمجمع سيد الشهداء في الرويس بالضاحية الجنوبية في واحدة من أكثر المناطق حساسية ودقة بالنسبة للحزب. وبحسب الروايات المتداولة, فقد سمع في المكان صوت انفجار اعقبه انفجار آخر ثم اندلاع حريق, وعزي السبب الى انفجار قارورتي غاز في المنزل المذكور. وعلى الفور, نفذ عناصر "حزب الله" انتشاراً أمنياً شاملاً وأحكموا الطوق على المكان على شعاع 300 متر, مانعين أيا كان من الاقتراب بما في ذلك القوى الأمنية وعناصر الدفاع المدني والإسعاف. وعملت العناصر حتى ما بعد الرابعة فجراً على إخماد الحريق. وشوهدت سيارات إسعاف خاصة بالمقاومة تدخل المنطقة وتتجه الى أمكنة غير معلومة. وتضاربت المعلومات في شأن وقوع اصابات, حيث تحدثت بعضها عن مقتل شخص وجرح خمسة آخرين, وذكرت أخرى ان لا قتلى وان شخصاً واحداً من آل المقداد أصيب بجروح بليغة نقل على أثرها الى مستشفى بَهمن. وأعلنت العلاقات الإعلامية في "حزب الله", في بيان أمس, أن ما جرى في منطقة الرويس هو انفجار قارورة غاز في منزل أحد المواطنين بالقرب من مجمع سيد الشهداء, وقد اقتصرت الأضرار على الماديات, ولم يصب أحد بأذى على الإطلاق.

من جهة أخرى, جزم مسؤول لبناني رفيع أن المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري موجودون في إيران في إحدى منشآت "الحرس الثوري" الإيراني منذ ما قبل صدور القرار الاتهامي. وكشف أن اتصالات جرت مع قيادة "حزب الله" لتسهيل عمليات التفتيش عنهم داخل لبنان, ولكن القيادة ردت بأنها تجهل أماكن وجودهم وأنهم قد يكونون خارج لبنان.

 

رئيس "المجلس العالمي لثورة الأرز" يدعو الراعي إلى وقف مغازلته "حزب الله" والعودة إلى ثوابت صفير

حميد غريافي/السياسة

نبهت قيادات اغترابية في الولايات المتحدة وكندا واستراليا وأوروبا البطريرك الماروني الجديد بشارة الراعي الى "موقفه الغزلي" من "حزب الله" والجماعات السورية في لبنان, سواء بالنسبة لدعمه العودة الى طاولة الحوار أو لجهة "تصريحاته" المخيبة للآمال في قضية اعتداء "حزب الله" على بلدة لاسا الجبلية وقرى أخرى محيطة بها لان مثل هذا الموقف يشجع "مساعد حسن نصر الله العماد ميشال عون وعصبته الشبيهة بشبيحة بشار الاسد على الادعاء بان بكركي وبطريركها يقفان الى جانبهم دعما للحزب الايراني ولسلاحه ولسيطرته على الدولة, او في أسوأ الاحوال, غض طرف بكركي عن التجاوزات التي قد تتحول الى ثوابت في نهاية المطاف كما حولوا منصب مدير الامن العام الى مركز شيعي بعدما كان مارونيا طوال عقود من الزمن ومنصب وزير الخارجية الى مركز شيعي اخر بعدما كان محسوبا للطائفة الكاثوليكية منذ عهد الاستقلال.

وقال رئيس المجلس العالمي لثورة الارز جو بعيني ل¯ "السياسة" من مقره في سيدني الاسترالية أمس: ماكدنا كطائفة مارونية نطمئن بعد ثلاثة عقود من الحرب الداخلية الطاحنة وتشرذم الموارنة خصوصا على أيدي الاحتلال السوري الدموي الى ما آلت اليه الامور منذ العام 2000 منذ بيان البطريرك صفير واساقفته في بكركي الذي ادى الى زوال هذا الاحتلال بعد خمس سنوات مقتلعا جذور آل الاسد الارهابية من بلدنا, كما ادى الى استعادة موارنة الداخل والخارج كراماتهم المنتهكة ومصالحهم المستباحة وحريتهم المهيضة منذ العام 2005 على ايدي البطريرك صفير ومعاونيه الروحيين حتى عدنا اليوم الى الشعور بالرجوع شيئا فشيئا الى تحت وهج ذلك الاحتلال الذي استبدل باحتلال "حزب الله" مرافق الدولة من قمة رئاسة جمهوريتها مرورا برئاستي البرلمان والحكومة وصولا الى قضم مراكز الدولة الواحد تلو الآخر, وتوسيع مربعات السطوة الايرانية المسلحة الى قلب مناطقنا المسيحية سواء بطرق مباشرة كما يفعل حسن نصرالله وعصبته اليوم في مناطق جرود جبيل وساحل المتن وقرى وبلدات مسيحية في البقاع والجنوب او بواسطة عميله العلني ميشال عون وعصبته.

وقال بعيني ان خمسة عشر مليون مغترب ماروني يراقبون التحولات المقلقة التي يجريها البطريرك الجديد الراعي المستنسخة عن تحولات صديقه وابن ابرشيته الرئيس ميشال سليمان الواقع هو الاخر منذ انتخابه رئيسا للبلاد العام 2008 تحت رحمة "حزب الله" وسطوته واعتداده بالقوة والصواريخ, كما يدعون من تبقى من موارنة ومسيحيين في لبنان بعد كل المآسي التي حلت بهم على ايدي العصابات الداخلية والخارجية والتدخلات السورية والايرانية الى التشبث بأرضهم والامتناع عن بيعها بهدف الهجرة والهرب من الظلم والطغيان وسوء الاحوال الامنية, لان الفرج قريب, ولان المجتمع الدولي الذي يراقب خطوات البطريرك الراعي عن كثب يأمل في أن يتوقف عن اندفاعه في اتجاهه الراهن المفضي بالبلاد الى الاسوأ.

 

14 آذار" تحذر من توجه أميركي سلبي تجاه الحكومة

بيروت - "السياسة": حذرت أوساط قيادية في المعارضة عبر "السياسة" من أن يكون كلام السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي, بشأن تمثيل حكومة ميقاتي مصالح خارجية أكثر من تمثيلها إرادة الشعب اللبناني, مقدمة لموقف سلبي قد تقدم عليه إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه الحكومة اللبنانية, في ضوء الملاحظات العديدة التي تجمعت لدى المسؤولين الأميركيين عن الطريقة التي تشكلت بها هذه الحكومة, سيما في مقاربتها موضوع المحكمة الدولية والتزامها متابعة التعامل معها لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة.

وأشارت الأوساط إلى أنه يبدو ومن خلال المؤشرات المتوافرة أن واشنطن تراقب وبكثير من الاهتمام ممارسات حكومة ميقاتي وكيفية تصرفها حيال جملة من الاستحقاقات التي تنتظر لبنان وفي مقدمها موقفه من تسلم المتهمين في جريمة اغتيال الحريري, وكذلك الأمر من موضوع تسديد حصة لبنان من تمويل المحكمة والتجاوب مع طلباتها في ما يتعلق بسير العدالة لإماطة اللثام عن هذه الجريمة وما يتصل بها من جرائم حصلت في السنوات الماضية.

وأضافت إن الإدارة الأميركية تعمدت إرسال رسائل بالغة الدلالات إلى ميقاتي وحكومته من خلال مواقف السفيرة كونيللي الأخيرة, بهدف حض لبنان على الالتزام بتعهداته الدولية وتحديداً تجاه المحكمة والقرارات الدولية, وإلا فإن لبنان سيكون حتماً في مواجهة قاسية مع المجتمع الدولي سترتد عليه وعلى مصالحه بأفدح الخسائر.

 

نظام دمشق و الإصرار على سفك الدماء!

داود البصري/السياسة

معاناة الجماهير السورية الحرة من حملات البطش الدموية التي يقترفها النظام الآيل للسقوط في دمشق تسجل سابقة تاريخية غير مسبوقة في كفاح الشعوب الحرة من أجل الحرية و الإنعتاق و التحرر من ربقة الذل و حكم المماليك المستنسخين ورثة الطغيان و الجريمة لا شك أن صمت العالم العربي و العالم الحر عن الجرائم الدموية البشعة بحق الأحرار في سورية الحرة هي حالة بشعة و غير مقبولة وتترك سوابق سيئة للغاية لملفات التضامن بين الشعوب المظلومة التي تتعرض لمقاصل الجلادين المدججين بأسلحة القتل و الإبادة و المحميين بحصانة السيادة الوطنية التي فقدت معانيها بالكامل وما عادت تعبر عن حالة مقبولة إنسانيا و سياسيا , فالسيادة لا تعني أبدا السفالة ! و لا تعني إستباحة دماء الشعب بأسره تحت راية سلسلة من الأكاذيب السلطوية الرخيصة المعبرة عن عقلية السلطة الدموية و المفرطة في دمويتها حتى الثمالة , من المؤكد أن أحرار سورية وهم يكسرون حواجز الخوف و يطيحون بأصنام الهزيمة و آلهة الإستبداد و الإستعباد لا يعتمدون في كفاحهم إلا على قدراتهم الذاتية و على دمائهم الطاهرة النقية التي أثبتت عظمة و أصالة أحرار سورية وهم يكتبون تاريخ الحرية بمداد مقدس هو مزيج من دماء الشهداء و حبر الأحرار , ولكن في المقابل فإن التاريخ سيسجل مواقف الذل و العار للعالم العربي و هو يشهد إستباحة دماء الشعب السوري من دون تدخل و لو بكلمة إدانة خجولة رغم أن ذلك الموقف الفضائحي لن يغير ابدا من إنتماء و تضحية وعطاء الشعب السوري على المستوى القومي , لقد أدى السوريون بدمائهم ضريبة إنتمائهم للعالم العربي و ساهموا أروع مساهمة في صياغة تاريخ التحرر العربي و كانوا على الدوام شموعا نضالية شامخة تحرق نفسها لتضيء الطريق لعالم عربي متحرر , السوريون اليوم يصنعون التاريخ بشجاعة منقطعة النظير , وهم في النهاية من سينتصر لأن طريق الحق بين وواضح و لأن من يضع كفنه أمام عيونه و يقدم دمه الطاهر في مقارعة الجبناء و الطغاة لا يعرف الهزيمة أبدا , من المؤسف أن يتنطع نفر من عملاء و خدم و عبيد النظام الإيراني في العالم العربي ليتطاولوا على كفاح الشعب السوري و يعتبره مجرد مؤامرة دولية مشبوهة و يشوهون كفاح و بطولة و إنتماء شعب سورية الذي لا يحتاج لشهادة مصدقة من أولئك النفر من شذاذ الآفاق , الشعب السوري الحر يعرف طريقه جيدا , و الشعب الذي قدم أروع صور الصمود و المقاومة بوجه الآلة العسكرية الإستعمارية الفرنسية و أنتزع إستقلاله و حريته من بين أنياب الكواسر و الوحوش و الطغاة لا يمكن أن تنتكس راية الحرية الناهضة و المنتصبة بين صفوفه , من المؤكد أن معركة الحرية في سورية ليست سهلة أبدا , فجميع ضباع الشرق ووحوشه و كواسره و خصوصا النظام الإيراني الصفوي الإرهابي و أتباعه في العراق و لبنان و الخليج العربي يعتبرون معركة النظام السوري من أجل البقاء معركتهم الشخصية و كما أوضح ذلك سفير حكومة المنطقة العراقية الخضراء في دمشق الملا الجوادي وفي الموقف نفسه يقفه غربان النظام الإيراني ووكلائه في المنطقة, و النظام السوري من الناحية الستراتيجية الصرفة يعتبر بحكم الساقط و المتلاشي فالرفض الشعبي الدائم و المستمر قد أنهى شرعيته الإفتراضية بالكامل و لم يعد سوى مجرد عصابة تحاول الحفاظ على مواقعها وسط تصميم شعبي لا يعرف الكلل على قبر النظام و إرساله و حلفائه لمزبلة التاريخ, مع كل قطرة دم سورية حرة تراق يرسم النظام بدمويته طريق النهاية الفضائحي, الثورة السورية قد فرضت خيارها و رسمت معالم نصرها و للأحرار في الشام يد صدقت ودين مستحق , وعذرا يا أشقائنا و أحبتنا في سورية الحرة فالأمة ليست بمستوى عطائكم و تضحياتكم و لكنكم ستكونون الطليعة التي ستغير التاريخ و تجعل الطغاة و الوحوش مجرد مهزلة عابرة في تاريخ طويل من المجد و الإباء, و لا نامت أعين المتخاذلين فالنظام السوري إلى سعير.

*كاتب عراقي

 

أي ذاكرة أسدية لسورية؟

غسان المفلح/السياسة

عندما تحضر الذاكرة, يكون انشغالاً بالحاضر والمستقبل, وأنا مثلي مثل أي مواطن سوري, لم يعرف نظاما في سورية غير نظام آل الأسد, اصبحت ذاكرتي من هذه الزاوية, ذاكرة أسدية بامتياز, وحضور الذاكرة ليس من باب الحالي كما هو هذا التقرير" لن يستغرب أحد فيما لو دخلت سورية موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية هذا العام بعدد من سقطوا قتلى أو اختفوا من مواطنيها في 135 يوماً, فالمعلومات تؤكد أنهم 2918 مفقوداً منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام في 15 مارس الماضي, أي منذ 3240 ساعة, وخلالها سقط أيضاً 1634 قتيلاً, أي تقريباً واحد كل ساعتين, وهو رقم قياسي لبلد ليس في حالة حرب أهلية ولا عسكرية معلنة مع أحد.هذا الحساب الدموي هو من عمليات ضرب وجمع بسيطة يمكن القيام بها بعد الاطلاع على تقرير بثته يوم الخميس الماضي منظمة العمل السياسي الدولية المعروفة باسم (Avaaz) اختصاراً, وفيه عدد القتلى والمفقودين في اربعة أشهر وأسبوعين, وخلالها أيضاً بلغ عدد المعتقلين 12 الف و617 مطالباً بإسقاط النظام, أي واحد كل ربع ساعة, وهو رقم قياسي آخر يستحق "غينيس" بامتياز. واعتمدت المنظمة, وهي غير حكومية وستنشر قريباً أسماء وصور جميع القتلى والمفقودين والمعتقلين في موقع "أفاز دوت أورغ" الخاص بها على الانترنت"نقلا عن "العربية.نت" هذا تكثيف للحظة الحالية من منجزات آل الأسد.

الذاكرة تبدأ من خسارة الجولان عام 1967 مرورا باتفاقيات الفصل عام 1974 التي أسست لعلاقة إقليمية تقودها حالة اللاحرب واللاسلم مع إسرائيل, ومنذ ذاك التاريخ وإسرائيل تحمي النظام لكي تحمي ما أسسته هذه الاتفاقيات, وفتحت في سورية سجونا لم يفتح مثيلها وعددها في اي دولة بالعالم, وبدأ الشعب السوري ونخبه يدفع ثمن فتح هذا العدد الضخم من السجون, التي بدأت برفاق دربه من قادة حركة 23 فبراير, ومنذ ذلك التاريخ عام 1970 لم تتوقف السجون, ولم تتوقف قوى اللاقانون في إثبات أنها الطرف الوحيد الحر التصرف في سورية, وكل هذا الزخم الاحتفالي الكرنفالي, من تصدر المشهد الأكثر عنفا تجاه الشعب في تاريخ سورية وتاريخ المنطقة, ولحق بالشعب السوري الشعب اللبناني بعد سماح إسرائيل وأميركا وفرنسا لجيش حافظ الأسد بدخول لبنان, وبدأت طلائع الشعب اللبناني تتدفق أيضا على السجون الأسدية, هذا غير القتلى بحجة ضبط الأمن, والمشاركة في التصفيات الجسدية, ترافق ذلك مع إقامة نسق ولائي للنظام مرتبط استخباراتيا بطريقة تعتمد ثلاثة مسارات متداخلة: الأول طائفي والثاني بعثي و الثالث اقتصادي, فخلقت عبر عقد من الزمن بلدا غير معرف إلا بصورة الأسد, وهذه الصورة ابحث فيها عن نقطة مضيئة أعطت لسورية كوطن فلم أجد, ليس تجنيا أبدا, لكن أتمنى من أي سوري أن يقول لي عن نقطة واحدة مضيئة في ذاكرته عن هذه الحقبة التي امتدت لأكثر من أربعة عقود ونصف العقد, خرب الساحة الفلسطينية وأدمى الساحة اللبنانية كما السورية, كل هذا ولم نتحدث عن منظومة الفساد التي أنشأها بقرار رئاسي غير مكتوب, الجميع يعرف ذلك, كان له في كل هذا شريكا غير معلن هو غالبية تجار دمشق.واستطاع أن يثقف الجيش العقائدي" بأن له عدو واحد هو الشعب السوري. وهذا التثقيف وفق المنطق الولائي للنظام,ولهذا في أحداث حماة 1979 و1982 كان الأمن والجيش يدخلان المدن السورية, كأنهما يدخلان مدنا معادية, وكانت الحصيلة 15 الف مفقود منذ ذاك التاريخ وحتى اللحظة, إضافة إلى عشرات الالاف من المعتقلين, والتنكيل بالمدن وتقطيع أوصالها, وهاهو الخلف الآن يعيد السيناريو نفسه, لقد عايشت سجون الأسد ومن يعايش سجون الأسد يعرف هذا النظام على حقيقته أكثر من غيره, فيما لو أراد أن يعرف! والذاكرة لا تريد الحديث في مواضيع جافة وهو حجم الثروة التي سرقها شخوص هذا النظام من أفواه الشعب السوري.

الذاكرة تقول أن الشعب السوري تعرض عبر هذا النظام لانتهاك لم يعهده شعب من قبل, وخصوصاً في هذا العصر. فأي ذاكرة سورية هذه?

لا أريد الاستمرار في السرد بعد أن وصلنا إلى حال وضحه التقرير أعلاه, فأي مستقبل يمكن الحديث عنه بعد ثورة شبابنا, ويشارك فيه هذا الفاعل التاريخي في هذه الذاكرة?

مستقبل سورية كدولة حضارية ديمقراطية تستند إلى الشرائع العالمية لحقوق الإنسان, ودولة قانون تحمي جميع أبنائها على قدم المساواة, قادرة الثورة على انجازها, رغم كل هذا الدم, رغم كل ما حدث ليس بين مكونات الشعب السوري مشكلة لا تحل مهما كانت ومن أي نوع كان, ولكن ليس وفق اي أبجدية يقدمها هؤلاء القتلة ومن أي نوع كان. وليعذرنا المناضل نيلسون مانديلا فنحن نفصل بين مجموعة شكلت نظاما وبين الطائفة العلوية, فلا مشكلة بين مكونات الشعب السوري في حال رحيل هذه المجموعة, ونسي السيد ما نديلا في رسالته للثورات العربية, أن نظام الابارتايد الذي تصالح معه, ساهم نفسه في تحويل جنوب أفريقيا, لكي تكون المصالحة حقيقية, أما هذا النظام فماذا ترك من أجل أن يتصالح الشعب السوري معه? إننا أمام حالة غريبة أيضا, مشهد ليعذرني بعض أصدقائي ورفاقي في المعارضة, كيف يمكن لنا أن نتحدث عن نظام لا طائفي, في الوقت نفسه نخاف من حرب أهلية? لهذا كل من يواجه هذه الثورة بسؤال البديل, أو الحديث عن مستقبل سورية, يريد غالبيتهم من كل هذا هو استمرار حكم آل الأسد وكأن الشعب السوري غير شعوب العالم, يحتاج إلى رعاية دائمة من آل الأسد, أو يحتاج الى ان يكون آل الأسد عنصرا دائماً في تاريخه, فإذا كانت الذاكرة الأسدية على هذه الشاكلة, فكيف سيكون مستقبل سورية الأسدية?

الشعب الذي خرج إلى الشارع شعب يعرف كيف ينتج دولته الديمقراطية, وشعب ليس فيه من يريد حربا أهلية فلاخوف على مستقبل سورية, الخوف أن يشارك في صياغة هذا المستقبل, من ساهم فعليا وثقافة وقولا في جعل سورية أكثر دول المنطقة فقرا ونهبا وتراجعا على كافة المستويات.

الشعب السوري قادر على تقرير مستقبله من دون آل الأسد, وقادر على تحويل تلك الذاكرة السوداوية إلى مستقبل أكثر تفاؤلا, وإلى إعادة الروح الإنسانية للذاكرة السورية.

فلنكف عن الحديث عن مستقبل سورية مع آل الأسد, وأقصى ما يمكن فعله في هذا الاتجاه هو أن يتحولوا إلى مواطنين عاديين...هل هذا الطلب كثير?

*كاتب سوري

 

تحذير من مؤامرة لإبادة سكان مخيم أشرف

د. تيسير التميمي/السياسة

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية مقالا للصحافي تيم أراتيمو بتاريخ 22 يوليو الجاري حول "معسكر أشرف" في العراق وسكانه البالغ عددهم 3500 شخص.

تهجم الكاتب في مقالته على سكان المخيم, وتجنى عليهم, ووصفهم بأنهم جماعة إرهابية تثير الفتن والقلاقل والفوضى في العراق, وأنهم لايريدون السلام. وعرض الكاتب معلومات مغلوطة ووقائع مجانبة للصواب حول زيارة السفير لورنس بتلر للمخيم واجتماعه مع القيادات فيه.

وبصفتي عضوا في اللجنة العربية الإسلامية للدفاع عن أشرف, وأتابع ما يجري فيه ومن اعتداءات ومن منطلق ديني وأخلاقي وإنساني فأعرض حقيقة هذه المسألة من بداياتها:

ففي عام 2003 وعندما اجتاحت القوات الأميركية العراق واستولت عليه بالكامل بادر سكان "مخيم أشرف" بتسليم أسلحتهم كافة لها حفظا لحياتهم وضمانا لأمنهم لئلا يكونوا وقودًا لهذه الحرب. ولتفادي تحويل العراق ساحة للصراع بين النظام الإيراني والمعارضة بمن فيها سكان "مخيم أشرف".

وقد تم هذا التسليم بناء على اتفاق وقعه الطرفان تتعهد فيه الولايات المتحدة بحفظ حياة سكان المخيم وعدم الاعتداء عليه وبخاصة أن الاحتلال الأميركي رافقه تغلغل ونفوذ إيراني جلي لافت للأنظار.

حاول النظام الإيراني إفراغ هذا الاتفاق من محتواه ومضمونه بإلصاق التهم الباطلة بسكان المخيم ووصفهم بالإرهابيين ومثيري الفتن, وباستعراض مجريات الأحداث في المخيم, منذ عقد هذا الاتفاق وحتى اليوم, نستنتج وجود مخططات كثيرة ومكائد رسمت بالتعاون بين إيران وجماعات عراقية محددة موالية لها ضد سكان المخيم. فرغم التزامهم بسياسة ضبط النفس وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق إلا أن النظام الإيراني دأب على التعرض لهم بكل الوسائل والأساليب حتى بلغ الأمر تحريض القوات العراقية ضدهم, فهاجمتهم قوات رئيس الوزراء نوري المالكي فجر يوم 8 ابريل الماضي وارتكبت ضدهم مجزرة وحشية سقط ضحيتها 36 قتيلاً منهم و350 جريحًا, في جريمة أذهلت العالم الذي شهد أحداثها وتابع وقائعها عبر وسائل الإعلام العالمية.

أدرك العالم أن مشكلة أشرف هي مشكلة إنسانية ذات طابع دولي يجب إيجاد حل مناسب لها, حيث ان سكان المخيم يتمتعون بحماية دولية وفق اتفاقية جنيف الرابعة, والاتفاق المبرم بينهم وبين القوات الأميركية, ولذلك شعرت الولايات المتحدة الأميركية بالحرج الكبير بعد هذه المجزرة لأنها تدرك تمامًا أكثر من غيرها حسن نية سكان أشرف وسلمية توجهاتهم, سواء تجاه العراق والقوات الأميركية. ولذا حاولت التظاهر بالقيام بمسؤولياتها تجاههم أمام العالم لحل هذه المشكلة الإنسانية.

اما قصة الصحافي ناشر المقالة هذه فقد علمت, ومن مصادر مطلعة, بان الحكومة الأميركية أوفدت الديبلوماسي لورنس بتلر سفيرًا للاجتماع بسكان مخيم أشرف. تمسك هذا السفير بضرورة سرية هذه اللقاءات والمفاوضات التي كان يتظاهر فيها بمحاولة البحث عن حل, لكن الأحداث وتسلسلها فضحت نواياه, فقد كان يحاول دومًا فرض خيارات قسرية أحادية الجانب بطريقة عنجهية متغطرسة من دون أدنى اعتبار, لما يتعرضون له من خطر يتهددهم من الجانب الإيراني.

لاحظت قيادة المخيم أثناء الاجتماعات بهذا السفير المفاوض - وتحديدا في الاجتماع الذي عقد يوم 14يوليو الجاري تغيرًا في لهجة خطابه. فقد رافقه إلى هذا الاجتماع شخص زعم أنه موظف في السفارة الأميركية في بغداد. وتظاهر لورنس أمامه بعرض مقترحات على انها تنطلقق من منطلق إنساني, لكن تبين فيما بعد أن هذا الشخص صحافي في صحيفة "نيويورك تايمز" وتبين ايضا ان مقترحات بتلر التي تبدو وكأنها انسانية ما هي إلا اقتراحات تنطوي على الكيد لسكان "مخيم أشرف", فمن خلال هذه المقالة ومن خلال الأحداث التي تضمنها الاجتماع تبين أنها لون جديد من ألوان التحريض ضد المخيم, حيث وصفهم بالإرهابية متجاهلاً كل الحقائق التي عرفها ورآها عن قرب بشكل متعمد ومع سبق الإصرار بهدف تبرئة ساحة المجرمين الذين ارتكبوا المجازر بحق سكان المخيم والتي كان منها الهجوم عليهم في 8ابريل الماضي.

ان هذه المقالة المشبوهة تعتبر وصمة عار جديدة في جبين الولايات المتحدة تماثل ما تقوم به وسائل الإعلام الأميركية والصهيونية بوصف المقاومة الفلسطينية بانها منظمات إرهابية للتحريض عليها ولاستمالة القوى الصهيونية المتنفذة في الولايات المتحدة وغيرها ضد الشعب الفلسطيني الذي يعاني ويلات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته القمعية والتعسفية وحرب الإبادة التي تشن عليه.

يضاف إلى ذلك أن هذه المقالة المغرضة والمجانبة للصواب والمنافية للحقيقة فيها تحريض للنظام الإيراني ضد سكان "مخيم أشرف" بوصفهم بالإرهابيين وإدراج منظمتهم على لائحة الإرهاب من دون الاتصال بهم ومناقشتهم فيما ينسب إليهم من افتراءات وتهم باطلة.

لذا فإنني أحذر من تداعيات لعبة السفير بتلر, فهي حتما ستشكل مؤامرة مشبوهة تمهد لارتكاب مجزرة جديدة لإبادتهم. وتخدم الذين ارتكبوا المجازر ضدهم في السابق.

وأحمل الحكومة الأميركية المسؤولية الكاملة عن أي هجمات أو جرائم إبادة قد يتعرض لها سكان المخيم الأبرياء العزل مستقبلا. وأهيب بجميع المؤسسات الدولية والقانونية والحقوقية الالتفات إلى ما يدبر لسكان "أشرف" من مؤامرة خبيثة أصبحت معالمها واضحة.

فالولايات المتحدة الأميركية تقع عليها المسؤولية الأخلاقية والقانونية باعتبارها الطرف الضامن لسكان "أشرف" بحمايتهم, أم انها ستضحي بهم لكسب النظام الذي يتآمر عليهم!

*عضو اللجنة العربية الإسلامية للدفاع عن مخيم أشرف