المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 30
نيسان/2011

إنجيل القدّيس لوقا 24/36-45

وفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». فٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف، وكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُم يُشَاهِدُونَ رُوحًا. فقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا بَالُكُم مُضْطَرِبِين؟ وَلِمَاذَا تُخَالِجُ هذِهِ الأَفْكَارُ قُلُوبَكُم؟ أُنْظُرُوا إِلى يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ، فَإِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي، وٱنْظُرُوا، فإِنَّ الرُّوحَ لا لَحْمَ لَهُ وَلا عِظَامَ كَمَا تَرَوْنَ لِي!». قالَ هذَا وَأَرَاهُم يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه. وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنَ الفَرَح، وَمُتَعَجِّبِين، قَالَ لَهُم: «هَلْ عِنْدَكُم هُنَا طَعَام؟». فَقَدَّمُوا لَهُ قِطْعَةً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيّ، وَمِنْ شَهْدِ عَسَل. فَأَخَذَهَا وَأَكَلَهَا بِمَرْأًى مِنْهُم، وقَالَ لَهُم: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير». حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب.

 

مجزرة مروعة ضحيتها العشرات في درعا وقتلى في دمشق وحمص واللاذقية 

السوريون يتحدون رصاص النظام في "جمعة الغضب"

 واشنطن تعاقب ماهر الأسد وابن خاله علي مخلوف  ومملوك وقدسية  ونجيب وتهدد بضم بشار إلى القائمة

مجلس حقوق الإنسان يدين ممارسات النظام السوري  ويرسل بعثة للتحقيق في الانتهاكات والارتكابات

  عواصم - وكالات: تحدى مئات آلاف السوريين في "جمعة الغضب", أمس, رصاص القوى الأمنية وتحذيرات النظام وخرجوا في تظاهرات حاشدة مطالبة بإسقاطه في مختلف المناطق والمدن من الشمال إلى الجنوب, ما أدى إلى وقوع مجزرة مروعة في درعا راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى, إضافة إلى مقتل 9 على الأقل في حمص وآخرين في اللاذقية ومحيط دمشق, وسط تصاعد غضب الأسرة الدولية, حيث فرضت واشنطن عقوبات على المخابرات السورية واثنين من أقارب الرئيس بشار الأسد, وأجمعت أوروبا على إجراءات مماثلة, فيما قررت الأمم المتحدة إرسال بعثة عاجلة إلى دمشق للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان. (راجع ص 17 و18 و19)

ووفقاً لناشطين وشهود, فإن الآلاف من أهالي المناطق المحيطة بدرعا نظموا مسيرات عقب صلاة الجمعة وتوجهوا إلى درعا - البلد ودرعا - المحطة بهدف تقديم المساعدات والطعام لسكان المدينة المحاصرة بالدبابات منذ الاثنين الماضي, إلا أن رجال الأمن والقناصة واجهوهم عند المداخل الشرقية والغربية والجنوبية بالرصاص الحي على الفور وخصوصاً من الجهة الجنوبية ما أدى إلى سقوط أكثر من 80 قتيلاً وجرح المئات بينهم نساء وأطفال.

وفي حصيلة لا تشمل ضحايا أمس, قال ثامر الجهماني وهو محام بارز في درعا: "أحصينا 83 جثة (منذ الاثنين الماضي) حتى الآن كثيرون منها في شاحنات تبريد, معظم الاعيرة كانت في الرأس والصدر مما يرجح أن الاطلاق قام به قناصة".

في غضون ذلك, أكد ناشط حقوقي مقتل تسعة أشخاص بنيران قوات الامن في مدينة حمص والمناطق المجاورة لها, خلال تظاهرات حاشدة مناهضة للنظام.

وكان لافتاً أن وزارة الداخلية أعلنت عن سقوط قتلى من رجال الأمن تزامناً مع ورود الأنباء عن مقتل متظاهرين, حيث ذكرت أن ثلاثة من عناصر الشرطة بينهم ضابط قتلوا بالرصاص بيد "مجموعات ارهابية متطرفة" في حمص, وأن 4 جنود قتلوا وخطف اثنان آخران عندما "داهمت مجموعة ارهابية مسلحة" موقعهم في درعا, علماً أن الناشط عبد الله أبازيد أكد أن أربعة جنود "قتلوا بينما كانوا يدافعون عن السكان" في درعا.

وإضافة إلى درعا وحمص, تحدى عشرات آلاف السوريين الإجراءات الأمنية ودعوات السلطات إلى الامتناع عن التظاهر, وخرجوا في احتجاجات حاشدة مطالبين بإسقاط النظام في العاصمة واللاذقية وجبلة وبانياس ودير الزور والرقة, والقامشلي وبلدات مجاورة لها, ومناطق أخرى.

وقال ناشطون ان حوالي عشرة آلاف شخص شاركوا في مسيرة لدعم درعا في منطقة الميدان القديمة بدمشق, في أكبر تظاهرة تشهدها العاصمة منذ بدء الاحتجاجات منتصف الشهر الماضي.

وخرجت تظاهرات حاشدة غير مسبوقة في العاصمة ومحيطها وريفها, رغم أن شاحنات الحرس الجمهوري المسلحة بالرشاشات والتي تحمل جنوداً في زي القتال, قامت بدوريات على الطريق الدائري حول دمشق قبل صلاة الجمعة.

وفي المحصلة, أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 48 شخصاً على الأقل, أمس, أغلبهم في درعا, فيما أكدت منظمة "سواسية" الحقوقية أن بحوزتها أسماء 24 قتيلاً بينهم طفلان قتلوا في درعا وحمص واللاذقية وبلدة القدم قرب دمشق.

ووسط تصاعد حملة القمع وتجاوزها الخطوط الحمر, وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس, أمراً تنفيذياً بفرض عقوبات جديدة على المخابرات السورية واثنين من أقارب الرئيس بشار الأسد. وتطال العقوبات رئيس الحرس الجمهوري شقيق الرئيس ماهر الأسد وضابط المخابرات ابن خال الرئيس علي مخلوف شقيق رامي مخلوف, إضافة إلى 3 ضباط مخابرات  هم علي مملوك وعبد الفتاح قدسية ومسؤول المخابرات في درعا العميد عاطف نجيب.

وقال مسؤولون ان العقوبات لم تستهدف الأسد لكن قد يتم استهدافه فيما بعد اذا استمرت قوات النظام في استخدام العنف ضد المحتجين, موضحين أن الإجراءات تشمل تجميد أصول وحظر تعاملات مع شركات أميركية. وفي بروكسل, أكد مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى, ان هناك إجماعا كبيراً بين الاوروبيين بشأن توجيه "الرسالة الصحيحة" الى دمشق عبر فرض عقوبات لتكف عن قمع التظاهرات وتدفع بالحوار مع المعارضة. واعرب بيار فيمون مساعد وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون قبل ساعات من الاجتماع الذي عقده, مساء امس, في بروكسل سفراء الدول ال¯27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بشأن سورية, عن ثقته في توصل الاتحاد الى المصادقة على عقوبات تستهدف شخصيات سورية مسؤولة عن القمع.

وفي جنيف, صوت مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة, مساء أمس, لصالح قرار يطلب ارسال بعثة بصورة عاجلة الى سورية للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان.

والقرار الذي اقترحته الولايات المتحدة تم تبنيه بعد يوم طويل من المفاوضات بين الدول ال¯47 الاعضاء في المجلس بغالبية 26 صوتاً مقابل اعتراض 9 وإحجام سبعة اعضاء عن التصويت. ويطلب القرار من المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة ان ترسل "في صورة عاجلة بعثة الى سورية للتحقيق في الانتهاكات المفترضة لحقوق الانسان وتحديد وقائع وظروف هذه الانتهاكات والجرائم المرتكبة", كما "يدين في شكل صريح استخدام العنف الدامي ضد المتظاهرين المسالمين من جانب السلطات السورية".

 

جمعة دامية في سوريا وواشنطن تعاقب عائلة الأسد

 الاتحاد الأوروبي نحو فرض حظر على الأسلحة وعقوبات أخرى

 مجلس حقوق الانسان يقرر ارسال بعثة تحقيق الى سوريا

واشنطن – هشام ملحم/العواصم - الوكالات:النهار

شدت امس الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة حبل العقوبات الدولية حول عنق النظام السوري، بعد تصد دموي جديد للتظاهرات المطالبة بالحريات والديموقراطية اوقع اكثر من 62 قتيلا في صفوف المتظاهرين الذين تحدوا قرار حظر التظاهر والانتشار الكثيف للجيش وقوى الأمن ونزلوا الى شوارع المدن والبلدات السورية وخصوصا دمشق وحمص ودرعا وبانياس والمناطق ذات الغالبية الكردية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 32 مدنيا "تم التأكد من اسمائهم" سقطوا في محافظة درعا و15 في محافظة حمص وواحد في اللاذقية. وبعدما اصدر مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان قرارا طالب فيه بارسال بعثة تحقيق الى سوريا للتأكد من الانتهاكات  لحقوق الانسان، شددت واشنطن  ضغوطها على سوريا لمعاقبتها على قمعها الدموي لتظاهرات الاحتجاج. وطاول هذا الضغط عائلة الرئيس بشار الاسد، اذ وقع الرئيس اوباما أمس قرارا رئاسيا فرض بموجبه عقوبات اقتصادية على شقيق الرئيس قائد الفرقة الرابعة ماهر الاسد "الذي اضطلع بدور قيادي" في قمع تظاهرات درعا "حيث قتل المتظاهرون على ايدي قوى الامن". كما شمل عاطف نجيب وهو من اقرباء الرئيس وكان رئيسا لادارة الامن السياسي في درعا عندما بدأت التظاهرات، ومدير المخابرات العامة علي المملوك. وفرض اوباما أيضاً عقوبات على ادارة المخابرات العامة السورية، وهي الادارة العليا لاجهزة المخابرات السياسية في سوريا. وعوقب جهاز المخابرات هذا لانه يتولى "قمع المعارضة ورصد المواطنين ولانه شارك في اجراءات النظام السوري في درعا حيث قتل المتظاهرين على ايدي قوى الامن السورية".

وكانت "النهار" قد نشرت الثلثاء ان واشنطن تدرس فرض عقوبات اقتصادية على ست شخصيات امنية بينها ماهر الاسد وعلي المملوك. وتتضمن العقوبات تجميد العائدات المالية للمستهدفين في أي مؤسسة مالية اميركية ومنع تعامل أي شخص او مؤسسة اميركية معهم. وتقدم المؤسسات المالية في الدول الحليفة والصديقة للولايات المتحدة في مثل هذه الحالات، إمّا على وقف التعامل مع هؤلاء الافراد وإما على اتخاذ قرارات مماثلة في حقهم. ونجحت الاجراءات العقابية التي اتخذتها واشنطن في السابق في حق افراد ومؤسسات مالية ايرانية او سورية وكورية شمالية في اعاقة استخدام هذه الدول في النظام المالي العالمي نظرا الى محورية الدولار عملة دولية ومركزية المؤسسات المالية الاميركية ونفوذها العالمي.

وتناول قرار العقوبات كذلك "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الايراني، لان ايران "توفر الدعم المادي للحكومة السورية لقمع الاحتجاجات في سوريا" ولان الحرس الثوري "الباسدران" هو "القناة التي يتم من خلالها ايصال هذا الدعم الى سوريا".

وكانت وزارة الخزانة الاميركية صنفت الحرس الثوري الايراني تنظيماً ارهابياً في 2007 لتوفيره "الدعم المادي لتنظيمات ارهابية في العالم منها حركة طالبان، وحزب الله، و(حركة المقاومة الاسلامية) حماس، وتنظيم الجهاد الاسلامي الفلسطيني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة".

وبنى الرئيس اوباما قراره على سلسلة القرارات الرئاسية منذ 2004 والتي فرضت بموجبها عقوبات سابقة على سوريا بسبب انتهاكاتها لحقوق الانسان او على مسؤولين سوريين بسبب تورطهم في الارهاب او الفساد. واشار في قراره الى اجراءات النظام في "قمع الشعب السوري والتي تمثلت اخيرا من خلال استخدام العنف والتعذيب والتوقيف الاعتباطي للمتظاهرين المسالمين بواسطة الشرطة وقوى الامن وغيرها من المنظمات التي ارتكبت انتهاكات لحقوق الانسان".

وجاء في الوثيقة التي وزعها البيت الابيض والتي تشرح طبيعة القرار الرئاسي ان العقوبات فرضت على هؤلاء الاشخاص والاجهزة "بسبب مسؤوليتهم عن انتهاكات حقوق الانسان، بما في ذلك استخدام العنف ضد المدنيين والسماح بانتهاكات اخرى". وقالت ان القرار يعطي الولايات المتحدة " ادوات جديدة لاستهداف افراد واجهزة تبين انهم قاموا بانتهاكات لحقوق الانسان في سوريا، بما في ذلك اعمال القمع". وكررت ان "الولايات المتحدة تدين بقوة استمرار استخدام العنف والترهيب من الحكومة السورية ضد الشعب السوري. ونحن ندعو النظام السوري ومؤيديه للتوقف عن القيام باي اعمال عنف وغيرها من انتهاكات حقوق الانسان ضد المواطنين السوريين الذين يسعون الى التعبير عن تطلعاتهم السياسية".

ويأتي قرار الرئيس اوباما في سياق عقوبات على 20 شخصية سورية فرضتها ادارة الرئيس السابق جورج بوش وشملت مقربين من الرئيس الاسد مثل صهره آصف شوكت وقريبه رامي مخلوف ومسؤولين استخباريين عملوا في لبنان مثل رستم غزالة وجامع جامع وغيرهم.

عقوبات اوروبية

• في بروكسيل، افادت مصادر ديبلوماسية ان الاتحاد الاوروبي ينوي فرض حظر على الاسلحة واعداد عقوبات اخرى في حق النظام السوري ردا على القمع الدامي للتظاهرات.

وقال ديبلوماسي اوروبي ان "الاتحاد الاوروبي بدأ من الان خطواته من أجل حظر على الاسلحة وعقوبات اخرى".

وأوضح ديبلوماسي آخر ان الاتحاد الاوروبي باشر استعداداته لفرض "حظر على الاسلحة ووسائل القمع" وسيعد ايضا "في شكل عاجل اجراءات اضافية ملائمة".

وكلف سفراء الدول الاوروبية الـ 27 خبراءهم العمل على بلورة هذه العقوبات، الامر الذي توقع ديبلوماسيون ان يتم سريعا.

 الى الحظر على الاسلحة، قد تشمل التدابير تجميد ارصدة مسؤولين عن القمع ومنعهم من الحصول على تأشيرات، على ان تحدد قائمة باسماء الاشخاص الذين تستهدفهم العقوبات.

 

إجماع إسرائيلي على ضرورة بقاء نظام الأسد في سورية

 تل أبيب - وكالات: تراقب الدوائر السياسية الاسرائيلية ما يجري في سورية بحذر بالغ, إذ يسود الاعتقاد لدى الأكثرية ان بقاء نظام بشار الاسد يصب في صالح الامن القومي الاسرائيلي, وان الاطاحة به قد تشكل تهديداً غير مسبوق على استقرار جبهة اسرائيل الشمالية, التي تعتبرها حكومات تل ابيب المتعاقبة من اكثر الجبهات الهادئة منذ حرب اكتوبر العام 1973, فيما يرى فريق آخر من الأكاديميين الاسرائيليين, ان التعويل على بقاء الاسد للحفاظ على هدوء جبهة اسرائيل الشمالية ليس مضموناً, سيما ان الأخير يستغل هذا الهدوء غطاء لتمرير برنامجه النووي, الذي سبق وقصفته اسرائيل في منطقة دير الزور بحسب تقارير غربية, معتبرين أن فرص سيطرة الاخوان المسلمين على سورية ما بعد الاسد ضئيلة للغاية.

وبحسب صحيفة "يديعوت احرونوت", رأى المستشرق الاسرائيلي خبير الشؤون السورية موشي ماعوز ان "الحلبة السياسية في اسرائيل باتت على قناعة بنظرية: من تعرفه افضل من غيره", سيما ان هناك فرصة للتوصل الى تسوية مع الأسد, على خلفية ميوله العلمانية. واعتبر ان السيناريو الاكثر سوءاً, الذي قد تؤول اليه الامور بعد سقوط نظام الاسد, هو بزوغ نجم جماعة الاخوان المسلمين السورية, واحتلالها للمقاعد الامامية في النظام الجديد, الامر الذي يحول دون التوصل الى تسوية سلمية بين دمشق وتل ابيب, مشيراً إلى ضرورة بقاء الأسد للحيلولة دون زعزعة استقرار امن الدولة العبرية. من جهته, قال البروفيسور غوشوع لنديس الخبير العالمي في الشأن السوري, ورئيس تحرير مدونة "syriacomment.com", "انه من خلال وجهة النظر الاسرائيلية, يعتبر بشار الاسد ثروة ثمينة لاسرائيل". وأوضح لنديس الذي أقام لسنوات طويلة في سورية, ويعلم جيداً واقعها السياسي, ان سقوط نظام بشار يعد خسارة فادحة للدولة العبرية, مشيراً إلى أن "اندلاع حرب أهلية في سورية سيفتح الباب امام نمو مليشيا راديكالية او تنظيم اسلامي مقابل نظام ديمقراطي ضعيف".

 

اصابة 3 ضباط من قوى الامن اثناء ازالتهم ابنية مخالفة على سور المطار

وطنية - 29/4/2011 أفاد المندوب الأمني في "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين أن مجموعة من الشبان والنسوة رجمت عناصر قوى الأمن الداخلي بالحجارة، أثناء تنفيذها عمليات هدم لأبنية وطبقات مشيدة على سور المطار تحجب رؤية برج المراقبة، مما أدى إلى إصابة المقدم جوزيف النداف في وجهه والنقيب سليمان زين الدين في يده اليسرى والملازم نبيل عويدات في كتفه اليمنى ورأسه، وتم نقلهم إلى مستشفى المقاصد للمعالجة. وفي الإطار نفسه، قطع فريق آخر من الشبان والنساء طريق الأوزاعي الداخلية بالعوائق والحجارة، وأحرق الإطارات، مستنكرا ما تقوم به القوى الامنية.

 

مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة يدين سوريا ويأمر ببدء تحقيق 

أدان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة سوريا يوم الجمعة لاستخدام القوة الفتاكة مع المحتجين المسالمين وأمر بفتح تحقيق في حوادث القتل وغيرها من الجرائم.

صوت المجلس لصالح قرار يطلب من المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي "إرسال بعثة بصورة عاجلة إلى سوريا للتحقيق في الانتهاكات المفترضة لحقوق الإنسان، وتحديد وقائع وظروف هذه الانتهاكات والجرائم المرتكبة". وأيد المجلس الذي يضم 47 عضواً في جلسة طارئة في جنيف مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة وذلك بموافقة 26 عضواً واعتراض تسعة وامتناع سبعة عن التصويت. وتغيبت سبعة وفود منها وفود الأردن وقطر والبحرين عن التصويت. القرار الذي يدين "في شكل صريح استخدام العنف الدامي ضد المتظاهرين المسالمين من جانب السلطات السورية"، كانت إقترحته الولايات المتحدة الأميركية، وتم تبنّيه بعد يوم طويل من النقاشات والمفاوضات بين الدول الـ47 الأعضاء في المجلس، بغالبية 26 صوتاً مقابل اعتراض 9 وإحجام سبعة أعضاء عن التصويت.  المصدر : وكالات

 

الراعي الى رومــا لتطويب يوحنا بولس الثاني: سأصلي للاسراع في تأليف الحكومة

نتخوف على مسيحيي الشرق وتهديدهم غير مبرر

المركزية - أعلن البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي أن من حق المسيحيين في أي بلد عربي العيش بكرامة، متمنيا أن يدرك جميع اللبنانيين خصوصا المسؤولين في البلاد أن لبنان يحمل رسالة حقا للشرق والغرب. واكد انه سيصلي للاسراع في تشكيل الحكومة.

غادر البطريرك الراعي بيروت الثامنة صباح اليوم متوجّها إلى روما التي وصلها الاولى والربع بعد الظهر، وكانت على متن الطائرة الاولى السيدة وفاء سليمان للمشاركة في احتفال تطويب قداسة البابا يوحنا بولس الثاني يوم الأحد المقبل في الفاتيكان. وتستمر زيارة البطريرك الراعي إلى روما حتى يوم الخميس المقبل يلتقي خلالها أيضا عددا من كبار المسؤولين الايطاليين. وقد رافقه المطارنة: بولس مطر، طانيوس خوري وفرنسيس البيسري، مدير مكتب البروتوكول والاعلام في الصرح البطريركي وليد غياض.

وكان في وداعه في المطار وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال سليم الصايغ ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وعدد كبير من المطارنة والشخصيات.

وبعد استعراض ثلة من قوى الأمن الداخلي أدت التحية الرسمية، تحدث البطريرك الراعي للصحافيين في المطار، وقال ردا على سؤال عن ماهية الرسالة التي يجب على لبنان الاستمرار بها: "لهذا السبب، نتوجه اليوم مع مجموعة من المطارنة والرؤساء العامين إلى روما للاعراب عن الشكر والتقدير لما قام به الطوباوي الجديد البابا يوحنا بولس الثاني للبنان خصوصا عندما قال أن لبنان أكثر من وطن إنه رسالة".

وقال: "إننا ذاهبون إلى الفاتيكان لتأكيد هذا العرفان بالجميل. ونتمنى أن يدرك جميع اللبنانيين، وخصوصا المسؤولين في البلاد، أن لبنان يحمل رسالة حقا للشرق والغرب. نتوجه اليوم إلى روما من أجل الصلاة لاستمرار لبنان نموذجا للرسالة للشرق والغرب. وسأصلي من أجل الاسراع في تأليف الحكومة لتتولى الشؤون التي يستطيع من خلالها لبنان استعادة دور الرسالة، هذا إذا كنا مؤمنين بأن لبنان لديه رسالة وليس وطنا نتنازع فيه على حقيبة أو غير ذلك، ولأن الطوباوي الجديد كان يعني ما يقول عن لبنان أنه رسالة، فهذا الخبير في شؤون الشعوب والدول، لم يقل هذا القول حتى عن بلده بولونيا بل فقط عن لبنان النموذج للشرق والغرب. لذلك علينا الارتفاع إلى السمو، فكلنا لبنانيون ونتحمل مسؤولية لبنان ولا من فضل لواحد على آخر إلا بخدمة هذا الوطن".

* من استطاع أن يجمع النقيض السياسي تحت سقف بكركي، أربعة أقطاب من الطائفة المسيحية الكريمة، فهل من دور لغبطتكم في توحيد الكلمة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والنائب العماد ميشال عون للاسراع في تأليف الحكومة؟

- هذه تمنيات جميع اللبنانيين، فما فعلناه، ولا نزال، التمسك بثوابتنا الوطنية وبأهدافنا المشتركة، وعلى كل منا أن يضع موهبته في تطبيق الثوابت على واقع الحياة للوصول إلى الهدف وهذا ما فعلناه في بكركي، وما نواصل عمله مع جميع اللبنانيين. ونرجو إذا وضعنا أمامنا هذين الخطين، ثوابتنا والأهداف، أي المواطن اللبناني، مهما كان ميله او طائفته، فله كرامته وقيمته ودوره ومصيره وله تاريخه. إن هذا المجتمع اللبناني القائم على الاخوة والتنوع في الوحدة، وهذا اللبنان الذي هو كيان لنا جميعا يستوعبنا، واذا وضع المسؤولون امامهم الثوابت والاهداف، فأعتقد اننا نصل بسهولة الى التفاهم، وهذا ما جرى في بكركي.

*ما هو موقفكم مما شاهدناه في بعض المناطق اللبنانية من تحرك شعبي ونقابي وخصوصا السائقين العموميين في مطالبهم الحياتية والمعيشية؟

- في لبنان يوجد مواطن وتوجد سلطة، والحكومة هي السلطة التنفيذية، اذا لم يكن عندنا سلطة تتمثل بحكومة تتولى شؤون المواطنين الاجتماعية والاقتصادية والانمائية والثقافية والمصيرية، نحن نضيع الوقت، ونحن نهدم رويدا رويدا دولة الكل ينادي بها، ولكن لا نفعل شيئا لقيامها، من اجل دويلات صغيرة هناك وهنالك، لا يستطيع لبنان ان يتحمل ان يترك الشعب كخراف لا راعي لها، ومسألة الحكومة لا تنتهي، فهل سنأتي بوزراء من النجوم؟ سيأتي وزراء من لبنان، لذا لا بد من أن يكون في لبنان سلطة اجرائية تنفيذية تتخذ القرارات اللازمة من اجل ان يعيش المواطنون بكرامة، وان يحققوا ذواتهم بكرامة وحق المواطنين الاساسي ان يعيشوا بخير وسلام.

* هل تتخوفون في ظل ما تشهده المنطقة ان في سوريا او في غيرها من البلدان العربية على الوجود المسيحي في الشرق؟

- نحن نتخوف على وجود كل المواطنين في هذا الشرق لأنه لا يجوز أن يعيش مواطن، أيا كان دينه تحت وطأة العنف او الحرمان او اللاستقرار، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، نحن لا نريد ان نشهد في البلدان العربية ما شهدناه في العراق.

وختم: "نتخوف اذا كان المسيحيون ينبغي ان يكونوا دوما ضحية الخلافات المحلية، فهم مواطنون اصليون ومخلصون وساهموا ويسهمون في بناء اوطانهم، ولا يستطيع احد ان يقول ان المسيحيين في اي وطن من الاوطان العربية، انهم عنصر خلاف او عنصر ثورات، فلماذا عليهم ان يدفعوا الثمن؟ نعم، نحن نتخوف ولكننا نقول ان من حق المسيحيين في اي بلد عربي ان يعيشوا بكرامة، وهم اصليون ويرجعون الى ايام السيد المسيح الاولى، بنوا اوطانهم ساهموا فيها، احترموها فلا بد أن يحترموا وهذا ما نطالب به لجميع المواطنين على السواء. ولكن ما نشهده ونراه من تهديدات هنا وهنالك بشأن المسيحيين لا مبرر له، واسمحوا لي القول، إنه اذا حصل هذا فيكون جرما ضد الانسانية".

 

سليمان التقى الشـامي ونجار وبحث و"الخليلين" في التشكيل

المركزية- عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال علي الشامي لعدد من الملفات الدبلوماسية ذات الصلة بعلاقة لبنان مع بعض الدول وموقف لبنان في مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية في شأن القضايا المطروحة أمامه.

وبحث سليمان مع وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ابراهيم نجار في الأوضاع الراهنة لا سيما المتعلقة بالسجون عموماً وحبس روميه خصوصاً وإمكان استعمال أبنية شاغرة للإدارة أو استئجارها لتخفيف الاكتظاظ والضغط.

وزار بعبدا النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل اللذين أطلعا رئيس الجمهورية على جملة من المشاورات والاتصالات والمعطيات المتعلقة بمساعي تشكيل الحكومة الجديدة.

 

رسالة الى قادة طائفة الموحدين الدروز في لبنان

 أدهم باشا الأطرش/بيروت اوبزارفر

نشطت في الأونة الأخيرة تصريحات وخطابات لبعض القادة والسياسين لطائفة الموحدين الدروز في لبنان حول الأوضاع العامة في سورية وبالأخص عن ثورة الشباب السوري ضدّ النظام. متجاوزين كل الخطوط الحمر وأبسط قيم الإحترام والتهذيب المتبادل مع كامل الأحترام والتقدير لهؤولاء القادة ورؤيتهم للأمور، فإننا نذكرهؤولاء بعدم التدخل في شؤون دولة أخرى. ونحن لسنا بحاجة إلى وصاية من أحد، ولسنا بحاجة لإرشادات ولم نضيع البوصلة يوماً ولن نضيعها الأن

ونكتفي اليوم بقول ما يلي:

أولاً: من أنتم ومن أوكل إليكم مهمة التحدث بلسان طائفة الموحدين الدروز عموماً وسوريا خصوصاً

ثانياً: منذ الوجود تأخذ هذه المرجعيات والقادة في اللبنانين توجيهاتهم من السويداء وليس العكس

ثالثاً: إلزموا الصمت وعدم زجّ طائفة الموحدين الدروز في سوريا بأي خطاب يمدح الحكم أو النظام

رابعاً: لدينا قادة وهم بهذا الأمر أولى وأحرص منكم على شؤوننا. كونهم دائماً مع الحق ضد الباطل

نأمل الوقوف عند حجمكم الطبيعي، وإحترام المقامات

 

حماده لبري: المؤامرة تكمن في  حصر الحقائب بالمصالح السورية

النهار/ردّ النائب مروان حماده على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن مؤامرة تستهدف سوريا في عدم تأليف الحكومة، معتبرا ان الربط في هذا الشأن "يشكل ظلما للبنان واعتداء على سوريا." وقال في تصريح لموقع "القوات اللبنانية" الالكتروني ان "المؤامرة تكمن في جعل التشكيل قضية داخلية سورية، واعتبار عدم تأليفها من حلفاء سوريا تخليا عن السيادة وحصرا لاختيار الوزراء وتوزيع الحقائب بالمصالح السورية". ورأى ان "لا مكان للتلميح الى مؤامرة تستهدف سوريا او التصريح بها في قاموس السياسة اللبنانية، الا اذا ارتضينا ان تصبح السلطة التنفيذية في لبنان اداة قمع سياسي او معنوي بحق الشعب السوري"، مؤكدا ان "الاتهام بالمؤامرة لا ينطبق على فريق 14 آذار الغائب كليا عن بازار التشكيل والشروط التعجيزية الموضوعة أمام رئيس الجمهورية". وختم "خرجت سوريا من لبنان الى حد ما، لكنها موجودة في عقولهم وضمائرهم. والتهمة ليست موجهة الى فريقنا، بل ترتد على الذين ما زالوا قابعين تحت الوصاية والاحتلال".

 

جعجع افتتح المؤتمر العام للحزب: نبني للبنانيين جميعاً لا للقوات

المركزية- اكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان "القوات اللبنانية" لا يمكن ان تكون حزب الشخص إنما حزب القضية والتاريخ"، لافتا" إلى ان ما نبنيه هو للبنانيين جميعاً وليس للقواتيين فقط". كلام جعجع جاء في خلال افتتاحه المؤتمر العام لحزب "القوات"، الذي يستمر يومين حيث ألقى كلمة قال فيها: "تاريخ 29 نيسان 2011 لن يكون مجرد محطة أخرى من تاريخ "القوات"، فكل يوم من أيام السنة يحمل محطة من محطات الحزب، لكن هذه المحطة ستبقى بين الأهم".

وشدد على ان نقطتين أساسيتين في النظام الداخلي الجديد، الأولى: "القيادة الحزبية من رأس الهرم وحتى رؤساء المراكز والاعضاء المنتخبين في الهيئات الادارية في المراكز سيكون عليهم التقدم من القاعدة مرة كل اربع سنوات فإما تتجدد الثقة بهم ويتابعون واما يُنتخب غيرهم.

والنقطة الثانية: المؤتمر العام، حيث سيكون على القيادة الحزبية أن تمثل اقله مرة كل سنة امام المؤتمر العام المكوّن من المسؤولين الذين هم على تماس مباشر مع القاعدة لمناقشة السياسة العامة للحزب كما لمناقشة كل اموره الداخلية". وتوجّه الى اللبنانيين "ان ما نبنيه لنا جميعاً، وليس للقواتيين فقط، اذ ان عملاً حزبياً رائداً ومتطوراً سينعكس مناخاً سياسياً حديثاً ومتطوراً، وسيؤدي، ولو على مراحل، الى تقويم الاعوجاجات الكبيرة والكثيرة التي طبعت حياتنا السياسية في لبنان منذ الاستقلال".

وختم بتحية الى شهداء القوات فقال لهم: "ناموا قريري العين، فعلاً ناموا قريري العين، اذ ان الحبة التي زرعتموها قد انبتت شجرة وافرة الظلال، تضرب جذورها بعيداً في اعماق الارض والتاريخ". وافتتحت في الحادية عشرة الجلسة الأولى للهيئة العامة المخصصة للمصادقة النهائية على مسودة النظام الداخلي للحزب بالنشيدين الوطني والقواتي وبالوقوف دقيقة صمت على شهداء حزب القوات اللبنانية في حضور النواب: جورج عدوان، انطوان زهرا، فريد حبيب، ستريدا جعجع، ايلي كيروز، والوزيران السابقان: طوني كرم وجو سركيس، اضافة الى أمين سر الحزب العميد وهبي قاطيشا وأعضاء الهيئة العامة. وبدأ المؤتمر في تعداد الحضور وقراءة بنود النظام الداخلي الـ303 بحيث سيكون على جدول الأعمال 327 مداخلة لمناقشة 155 مادة مطلوبة للنقاش. بعدها توقفت التغطية الإعلامية، واغلقت الجلسة وبدأت أعمال الهيئة العامة.

أما المواد التي نوقشت واقرت حتى الآن فهي : 21 مادة. وعدلت المواد الأتية : 3 – 4- 5 -6 – 11- 14 -15- 17 .

وفي الثانية والنصف رفعت الجلسة للإستراحة والغداء، على أن تعود الهيئة الى الإلتئام في الرابعة من بعد الظهر في جلسة ثانية لاستكمال مناقشة مواد النظام الداخلي.

 

"الاحرار" استغرب التعاطي مع الاعتداءات: لاجراءات عملية تضع حداً لشريعة الغـاب

المركزية- طالب حزب "الوطنيين الاحرار" المرجعيات الدينية والسياسية والرسمية باجراءات عملية سريعة تضع حدا لشريعة الغاب، مستغرباً التعاطي مع الاعتداءات على الأملاك العامة والمشاعات البلدية وعلى قوى الأمن أثناء قيامها بواجباتها في قمع المخالفات وازالتها.

عقد المجلس الأعلى لـ"الحزب" اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الأعضاء، وبعد الاجتماع صدر البيان الآتي: ندين المحاولات الهادفة إلى ربط لبنان بالتطورات السورية مهما أبدع أصحابها في البلاغة اللفظية لتبريرها، ومهما بلغت الذرائع التي يقدمونها لتغطية التزاماتهم التي يمليها حلفهم الإقليمي. وقد بدأت بهجوم استباقي مبني على اتهامات باطلة وتطورت إلى الدعم والتضامن مع التخلي عن المشاعر الإنسانية. وفي السياق عينه نرفض الخضوع لمنطق التهويل والتهديد الرامي إلى كمّ أفواه اللبنانيين وخنق الأصوات الحرة بحجة التدخل في الشأن الداخلي السوري، في وقت تنبري جماعة 8 آذار من كل المواقع دفاعاً عن حلفائها ضاربة عرض الحائط القيم الأساسية والمبادئ القانونية. وكما في لبنان كذلك في سوريا المقولة عينها: المؤامرة المزعومة التي يجب التصدي لها أياً يكن حجم الإرتكابات والممارسات القمعية، كما يجب التعامي وصم الآذان والانقياد للإملاءات والتوجيهات بصرف النظر عن عواقبها الوخيمة. وفي مواجهة هذا الموقف نجدد الدعوة إلى احترام خيارات الشعوب والوقوف إلى جانب الحق، كما تقتضي إدانة العنف من أي جهة أتت، ونصرة الاحتكام لوسائل النضال الديموقراطي والتشجيع عليها من جانب المعترضين وقبول الحوار والإصلاح وتلبية المطالب المحقة من قبل السلطات.

واستغرب "الحزب" تعاطي المرجعيات الدينية والمراجع السياسية والمؤسسات الرسمية مع الاعتداءات على الأملاك العامة والمشاعات البلدية وعلى قوى الأمن أثناء قيامها بواجباتها في قمع المخالفات وإزالتها. وإذا كان ثمة وصف ينطبق على ما يجري هو رسوخ الانقلاب الذي لا يزال مستمراً وانسحابه على الحال المشكو منها التي تعني انحلال الدولة وتغليب مبادئ الجماعات المستقوية ومصالحها على القوانين وعلى المصلحة العامة.

وتعجب، نظراً إلى السند الجغرافي لهذه الاعتداءات، كيف أن المرجعيات الدينية التي كانت تصدر الفتاوى والتكاليف الشرعية في مواضيع أقل أهمية تمتنع عن إصدار ما يوازيها في وقت تقول ان الاعتداء حرام! أوَ لا يعد هذا الصمت قبولاً بما يحصل؟ ونعجب أيضاً من المرجعيات السياسية، التي أثبتت في كل المناسبات إمساكها كقوى أمر واقع بساحاتها والتي لا تدع مناسبة تمر إلا وتتباهى به، كيف تكتفي بالكلام والشعارات ولا تقدم على قرنه بالعمل وترجمته على الأرض! ونعجب أيضاً وأيضاً من الإصلاحيين الذين يطمرون رؤوسهم في الرمال ولا يرتفع لهم صوت في مسألة تمس أعز الثوابت وتهدد بأسوأ النتائج!

ويتعجب "الحزب" من رد فعل المؤسسات الرسمية على تنوعها، وكلها معنية، التي تساهم في تعرية الدولة بترددها وعجزها إلى حد نزع حتى ورقة التين عنها. إنه الواقع المر الذي يحضّ كل لبناني على التأمل في ما آلت إليه الأمور، في وقت كان يحلم بقيام الدولة القوية القادرة والعادلة. لذا نطالب كل المرجعيات الدينية والسياسية والرسمية بإجراءات عملية سريعة تضع حداً لشريعة الغاب وإلا فالخسارة سترتد على الجميع من دون استثناء. وعندنا أن الأمر يبدأ بتعطيل مفاعيل الانقلاب والعودة إلى الدولة وفق دستورها وقوانينها ومؤسساتها، وبحسب الميثاق الوطني والمسلمات التي أرسي عليها الصرح اللبناني منذ قيامه والتي تحدد ميزاته وخصوصياته ودوره ورسالته.

 

علوش: غياب الاستقرار في سوريا قد ينعكس على لبنان

المركزية- اعلن عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش "ان الوضع غير المستقر في سوريا قد ينعكس على لبنان". وأشارفي حديث لـ "أخبار المستقبل" الى ان "ما يحصل من مواقف مؤيدة للنظام السوري ليس مجرد مزايدة في حين ان المطلوب تأييد التطلّعات الديموقراطية للشعب السوري وكرامته، من دون التدخل في شكل مباشر في الشؤون الداخلية السورية". وعلق على كلام رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط عن ان هناك مراهقين في قوى 14 اذار يتعاملون مع احداث دمشق على اساس حسابات خاطئة، فقال: "هذا الكلام على "الفاضي" ولا يستـند لأي منطق". ووصف كلام وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أمس بـ"الـواقعي والمنطقي جداً"، لافتاً الى ان "تعرض بوابة حزب الله لضربة سياسية أو امنية قد يدفعه لمغامرة جديدة".

 

سامي الجميل: حل الفساد باللامركزية والنظام الحالي يشجعه

المركزية- اعتبر منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل أن أجهزة الرقابة المسؤولة عن مكافحة الفساد المستشري في لبنان لا يمكنها القيام بعملها طالما ان هذه الأجهزة معينة مباشرة من السلطة التنفيذية التي من المفترض لها مراقبتها وبالتالي لا يمكن تحقيق محاسبة حقيقية. وقال في مداخلة عبر برنامج "كلام الناس": "عدم المساواة بين اللبنانيين أمام القانون يشجع على الفساد، خصوصا ان القانون يطبق استنسابيا في بعض المناطق اللبنانية، مؤكدا ضرورة بسط سلطة الدولة على المناطق اللبنانية كافة وفرض القانون على الجميع". ولفت الجميّل الى أن "النظام السياسي الحالي يشجع على الفساد في غياب قدرة المواطنين على المحاسبة في ظل السلطة المركزية التي تكبّل المواطن وتجعله غير قادر على مراقبة السلطة التنفيذية ومحاسبتها". اضاف:" إن النواب يشكلون وسيطا بين الشعب والدولة مما يكرس الفساد لأن المواطن يضطر الى اللجوء للنائب او السياسي أو الزعيم لتأمين الخدمات الاجتماعية والصحية التي هي اساسا من حقه الطبيعي". وختم بأن "الحل الاساس هو نظام اللامركزية عبر انشاء مجالس محلية في المناطق تكون خاضعة للمحاسبة مباشرة من الشعب في الانتخابات لا كما يحصل الآن، إذ لا يمكن لأي مواطن محاسبة أي وزير خصوصاً إذا كان هذا الوزير لا ينتمي الى منطقة الناخب الذي يريد محاسبته".

 

"الراي": الوضع اللبنانـي مرشح لاهتزازات خطيرة ما لم يجر تدارك الامر بالتعجيل في تأليف الحكومة

المركزية- أعلنت صحيفة "الراي" الكويتية أن ملامح الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في لبنان على خلفية ازمات وملفات ذات طابع اجتماعي واقتصادي زادت، ما أدى الى تلبد المشهد الداخلي خصوصاً أن هذه التحركات تتزامن مع الكثير من العوامل السياسية والأمنية المثيرة للقلق حيال الاستقرار اللبناني عموماً. ونقلت الصحيفة نفسها عن اوساط واسعة الاطلاع خشيتها من احتمال انزلاق الوضع الداخلي نحو اتجاهين متلازمين، الاول يتصل فعلاً بالتأزم الاجتماعي والاقتصادي، والثاني قد يكون على صلة بافتعالات مدبرة لتوظيف الواقع الصعب في ظل الازمة الحكومية العالقة من اجل دفع البلاد نحو توترات متعددة الاوجه. وأشارت الأوساط الى أن ما يثير القلق في بروز موجة الاحتجاجات ذات الطابع المطلبي والاجتماعي ولا سيما ارتفاع اسعار المحروقات، هو انها محقة بالكامل وتكشف وصول الاوضاع الاجتماعية الى ذروة من الاحتقان وسط إهمال السياسة والسياسيين لهذا الجانب او إخضاعه الدائم لتموجات التوظيف. ولفتت الى ان ملف مخالفات البناء على الاملاك العامة لعب دوراً في تحريك الاحتجاجات بعدما برزت بوضوح خطورة استقواء فئات لبنانية على الدولة وعجز الاجهزة الامنية والرسمية عن تحكيم كلمة القانون، موضحة أن لهذه الخلفية الاثر القوي في تحريك او حتى تحريض فئات مختلفة مهمشة تعيش معاناة اجتماعية قوية على البدء بموجة احتجاجات بدورها، ولو على غير طريقة الاستقواء على الاملاك العامة. ولكن ذلك لا يقلل خطورة التوقعات التي تخشى ان تكبر هذه الموجة تباعاً ما لم يجر تأليف حكومة بأسرع وقت لاحتواء هذا المشهد بانفراج سياسي ولو من طريق حكومة تجمع اطرافاً ضمن اتجاه واحد. وأعلنت أن الوجه المقابل للمخاوف على الاستقرار في لبنان يتعلق بالمحاولات المتواصلة لإسقاط تداعيات الاضطرابات المتفجرة في سوريا على الساحة الداخلية اللبنانية، معتبرة ان الوضع الداخلي في ضوء هذه العوامل مجتمعة يبدو مرشحاً لاهتزازات لا يمكن تقليل خطورتها ما لم يجر تدارك الامر بالتعجيل في تأليف الحكومة قبل ان تدهم البلاد تطورات من شأنها ان تطيح بدورها الفرصة المتاحة حتى الآن لاستعجال الحكومة.

 

"الأنبــاء": الرئيـس سليمان واعٍ للاهداف المرسومة لعرقلة التشكيلة

المركزية- أعلنت صحيفة "الأنباء" الكويتية نقلا عن مصدر وزاري لبناني ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لا يمكنه التنازل في موضوع وزارة الداخلية، وليس في وسعه ان يفعل ذلك. واعتبرت أن تراجع العماد سليمان، أمام إصرار العماد ميشال عون على وزارة الداخلية لأحد أعضاء كتلته، ينعكس سلبا على موقعه الرئاسي، خصوصا أن بعض أطراف الأكثرية الجديدة بدأ يضع الولاية الرئاسية في مرمى لسانه. ولفتت الى ان الموقف الآن واضح، اما ان يتخلى العماد عون عن مطالبته بوزارة الداخلية، والتوقف عن اعتبار مطالبة الرئيس سليمان بالوزارتين الأمنية والعسكرية، بمثابة تطفل، واما فلا حكومة في الوقت الحاضر. وأشارت الى ان الرئيس سليمان واع لشتى الأهداف المرسومة لعملية عرقلة التشكيلة الحكومية، ولذلك ليس على أي كان الرهان على مرونته، في هذا السياق بالذات.

 

بوادر حل لـ"الداخلية" واتجاه للمداورة في الحقائـب

التعديات تصوّب على سليمان والقمع ضروري قبل الابتزاز

فرنسا تنتظر الحكومة لتحديـــد موقفها وتتمسك بالدعم

المركزية – مع ان الملفات الضاغطة حياتيا وامنيا واقتصاديا وسياسيا بلغت ذروتها في الساعات الاخيرة، فإن المشهد السياسي المتآكل لم يفرز اي جديد يوحي بتشكيل الحكومة على قاعدة الوفاق المنشود، وابقيت ابواب اتصالات ربع الساعة الاخير مفتوحة للوسطاء على خط الرابية – بعبدا التي زارها اليوم المعاونان السياسيان للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ورئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل واطلعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على مجموع المشاورات والمعطيات المتصلة بمساعي تشكيل الحكومة.

وتوقعت اوساط مواكبة للمسار الحكومي صدور الدخان الابيض من بعبدا الاسبوع المقبل، اياً تكن نتائج الاتصالات، باعتبار ان الوقت نفذ ولم يعد جائزا المضي في المراوحة بحيث بات الوضع العام يستوجب الانتقال الى مرحلة التشكيل، مشيرة الى شبه تقدم وبوادر ملموسة للحل تنطلق من مجموعة المعايير التي وضعها الرئيس المكلف وفي مقدمها رفض الفيتوت واملاء الشروط باعتبار ان التشكيل مرتبط وفق الدستور برئيسي الجمهورية والحكومة لا غير، ولهما فقط صلاحية حسم الاشكالات ضمن ثوابت واضحة ومحددة.

واكدت ان عقدة "الداخلية" ليست الوحيدة الحائلة دون اخراج حكومة الرئيس ميقاتي الى العلن، ذلك ان الخلاف داخل فريق الاكثرية نفسه واقع على حقائب عدة كالطاقة والاتصالات والصحة التي يطالب بها اكثر من طرف.

وفي هذا المجال طرحت جملة افكار لاعتماد احداها حلاً يدفع نحو التشكيل من بينها المداورة في الحقائب باستثناء الامنية منها انطلاقا من حساسيتها وامتداداتها الخارجية ولا سيما في الشق المتصل بالمساعدات العسكرية بعد اعلان عدد من الدول تجميد هباتها في انتظار شكل الحكومة وبيانها الوزاري ليبنى على الشيء مقتضاه.

حل للداخلية: وفي سياق متصل، ترددت معلومات عن تسوية في شأن الخلاف على حقيبة الداخلية تقضي بتسمية ضابط متقاعد في الجيش اللبناني عمل مع الرئيس سليمان ابان قيادته للجيش في اطار مهمة في الجنوب، بحيث قد تشكل هذه التسوية مخرجاً لإعلان تشكيلة الرئيس ميقاتي.

في انتظار النتائج: من جهتها، اوضحت اوساط الرئيس المكلف الذي توجه الى الشمال لـ "المركزية" ان لا جديد من فردان في انتظار نتائج الاتصالات على خط بعبدا – الرابية ومحورها حقيبة "الداخلية"، فالخلاف بينهما والحل ايضا، مؤكدة ان الرئيس ميقاتي يمنح الاتصالات مداها لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. وطالما ان اجواء الاتصالات الناشطة ايجابية وثمة حلول تدرس نأمل ان تؤدي الى نتيجة فالرئيس المكلف يبقى الابواب مفتوحة.

حملة على سليمان: وسط هذه الاجواء، رصد المراقبون السياسيون ملامح حملة مركزة تشنها قوى سياسية على رئيس الجمهورية تستهدف ارضاخه ومحاولة تعطيل دوره الوفاق التوافقي في المرحلة المقبلة. وفي حين تجهد هذه القوى في اتجاه الايحاء بخلفيات خارجية خلف الحملة، اكد المراقبون انها محض داخلية تصوب في اتجاهين الاول الرئيس سليمان والثاني وزير الداخلية زياد بارود عبر الفلتان المستشري وموجة التعديات على مشاعات الدولة والاملاك العامة ولا سيما في محيط مطار رفيق الحريري الدولي ما يضع سلامة الطيران برمته في دائرة الخطر، بحيث بات الوضع يستوجب حلولا جذرية من خلال تشكيل حكومة تتخذ اجراءات رادعة وتهدم كل المخالفات بعدما تبين ان اصحابها يعمدون الى خلق واقع جديد بهدف ابتزاز الدولة من خلال المطالبة لاحقا بتعويضات جراء الهدم.

على خط آخر، لاحظت مصادر سياسية متابعة ان تطورات المنطقة المتدحرجة في شكل دراماتيكي تدفع في اتجاه اعادة النظر في التركيبة الحكومية نحو قيام حكومة شراكة حقيقية، ولئن لم تشارك فيها المعارضة وذلك من خلال اشراك شخصيات قريبة منها، بعدما تفاقمت الاوضاع المأزومة وخصوصا على المستوى الاقتصادي حيث تتجه الهيئات الاقتصادية الى الشروع في تحرك ضاغط في اتجاه التشكيل في وقت قريب.

موقف فرنسا: على صعيد آخر رد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو على ما ورد في صحيفة "القبس" من نصائح لفرنسا حول كيفية تعاملها مع لبنان، فأكد ان موقف فرنسا من لبنان معروف ولا يحتاج الى من ينصح في هذا المجال، وان فرنسا تنتظر من اللبنانيين ان يحددوا موقفهم ويعملوا على تأليف الحكومة ونحن ننتظر ذلك، فموقف فرنسا ازاء لبنان ثابت ومعروف وتؤكد عليه في كل وقت. ودعا الى الاسراع في تأليف الحكومة اللبنانية.

 

 النهار" تنشر المشروع الأميركي – الأوروبي عن سوريا في مجلس "حقوق الإنسان"

النهار/خليل فليحان/يضطلع لبنان بدور بارز في "مجلس حقوق الانسان" الذي ينعقد في جلسة استثنائية في مقره في جنيف بطلب من الولايات المتحدة الاميركية للنظر في الاضطرابات الدامية في سوريا والتي أوقعت نحو 500 قتيل من المدنيين حتى الآن. ويتزامن انعقاد المجلس اليوم مع دعوات الى المعارضين للتظاهر. وسيكون لمندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في جنيف السفيرة نجلا الرياشي عساكر موقف ضد المشروع الاميركي والاوروبي المطروح للمناقشة.

وعلمت "النهار" من مصدر ديبلوماسي رفيع ان المشروع الذي أعدته الولايات المتحدة والدول الاوروبية يتضمن في أبرز بنوده ادانة شديدة لممارسات القوى الامنية السورية التي أوقعت ضحايا مدنية وأن قصف الاماكن السكنية يعتبر جريمة ضد حقوق الانسان. ويدعو المجلس الى تشكيل لجنة تحقيق لما حصل واعداد تقرير عنها من أجل أن يتخذ المجلس القرار المناسب. كما يدعو المجلس الى رفض ترشيح سوريا لعضوية المجلس في الانتخابات المحددة في الشهر المقبل (أيار).

وشرح موقف "منظمة المؤتمر الاسلامي" والدول العربية اذ كثف ممثلوها اتصالاتهم لاتخاذ موقف من المشروع الاميركي – الأوروبي الذي وصفوه بأنه قوي. ولو لم تشذ السنغال عن اجماع الدول العربية والاسلامية لما كان تأمن انعقاد الجلسة التي تستوجب حضور ثلث أعضاء المجلس، مع الاشارة الى ان لبنان رفض الانضمام الى هؤلاء كما فعلت بقية الدول العربية. وطالب مندوبو الدول المعترضة على المشروع الاميركي – الاوروبي بادخال تعديلات عليه مرتكزة على ما طلبته سوريا منهم وهي اعتبار الحوادث الجارية في عدد من المناطق السورية شأنا داخليا تعالجه الحكومة. وكذلك رفض الفقرة التي تدعو الى عدم السماح لسوريا بالترشح لعضوية المجلس، وان الاشتباكات التي وقعت كانت ردا على رصاص المعارضين الذي أوقع 51 ضابطا وجنديا والى حرق مؤسسات حكومية. المعترضون على المشروع الاميركي – الاوروبي ملتزمون مواقفهم بالسقف السوري في المداخلات التي سيلقونها في الجلسة وليس كما فعلوا بمهاجمة العقيد معمر القذافي عندما انعقدت جلسة مخصصة لليبيا.

وكان لبنان العضو غير الدائم لدى مجلس الامن أخذ مكانه الى جانب روسيا والصين العضوين الدائمين في اسقاط المشروع الاوروبي الذي طرح على المجلس لادانة أعمال العنف ضد المدنيين المطالبين باصلاحات سياسية والمزيد من الحريات واحترام حقوق الانسان. سقط المشروع وهو عبارة عن بيان صحافي ضد تعاطي سوريا مع المتظاهرين والذي أعدته أربع دول هي فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال بعد مناقشته على مدى 48 ساعة. وسبب سقوطه ان البيان المطلوب صدوره عن مجلس الامن يتطلب اجماع الدول الـ15.

وكان دور لبنان فاعلا وضد ثلاث دول أوروبية تربطه بها علاقات ديبلوماسية وطيدة تقف الى جانبه عندما تعتدي اسرائيل على أراضيه.

المؤسف ان بعض المسؤولين يتبارزون في ارسالهم التعليمات الى مندوب لبنان السفير نواف سلام الذي نأى بنفسه عن التقصير في مسؤوليات الشامي، ولعب دورا محوريا في الاتصالات المكثفة التي أسقطت القرار بعيدا عن المسؤولين داخل الجلسة.

 

جمعة الغضب" بسوريا: تظاهرات عمّت المدن.. وطوق أمني بدمشق وإطلاق نار بدرعا واللاذقية

خرجت تظاهرات في أماكن ومدن عدة في سوريا اليوم في "جمعة الغضب" التي دعا إليها "شباب الثورة السورية" على الإنترنت على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها عناصر الأمن السورية. وأفادت وكالات الأنباء أن الجنود السوريين أطلقوا عيارات نارية في الهواء في درعا لمنع الناس من المشاركة بالاحتجاجات، حيث قال أحد المواطنين السوريين إنهم "يطلقون النار على من يغادر منزله". وأفاد مواطن سوري آخر أن حافلات نقلت المواطنين متّجهة الى درعا من قرى مجاورة للمشاركة في الاحتجاجات ولفك الحصار الأمني عن المدينة. في المقابل تجوّلت ناقلات جنود مزوّدة بالرشاشات وتابعة للحرس الجمهوري في الطريق الدائري المحيط بدمشق. كما تم تفريق تظاهرة في منطقة القدم في حي الميدان بدمشق خرجت من جامع الحسن واستمرت نحو 20 دقيقة، حيث أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع، وهرع المصلون من المسجد بعد أن تسرب الدخان الى الداخل بحسب روايات شهود العيان. كما أفيد عن تواجد أمني كثيف في ساحتي المرجة والعباسيين في دمشق. وخرجت مظاهرات في كل من القامشلي ودير الزور والرقة وحمص وفي ضاحيتي داريا والسقبا القريبتين من دمشق، كذلك خرج الآلاف في مدينة بانياس الى الشوارع مرددين شعارات مناهضة للنظام، كما ذكر شهود عيان أن قوات الأمن السورية استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع في تفريق مظاهرة في شارع أنطاكية بمدينة اللاذقية. وأفادت أنباء بخروج مظاهرة في بلدة داعل وبأن قوات الأمن السورية قطعت الطريق الدولي المؤدي إلى الأردن في منطقة خربة غزالة، وكان سكان إحدى القرى المحيطة بمدينة درعا قد ذكر أن هناك دعوات وُجهت لأبناء هذه القرى للتجمع في بلدات داعل وصيدا وطفس بعد صلاة الجمعة والتوجه بتظاهرة احتجاجية إلى درعا تضامنا معها. (بي بي سي)

 

حذر من كارثة انسانية ومن تعاظم الهجرة باتجاه لبنان.. الضاهر لموقعنا: نخشى من ازدياد التدهور في سوريا اليوم 

أعرب عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب خالد الضاهر عن خشيته من أن يزداد التدهور ومن أن تتطور الأمور سلباً في سوريا اليوم الجمعة. وقال لموقع "14 آذار" الإلكتروني، أنه إذا لم يُصار إلى معالجة الأمور بشكل جذري من خلال التفاهم ووقف المجزرة بحق المدنيين السوريين فإن "الأوضاع ستتفاقم".

ورأى الضاهر أن "الدول العربية وتركيا قلقة من التطورات في سوريا، فهناك نازحون هربوا الى خارج الحدود السورية باتجاه الأراضي اللبنانية والأردنية والتركية مما يدل على أن هذه الظاهرة لم تعد بالمسألة البسيطة خصوصاً في وجهها الانساني". وأشار الضاهر إلى نزوح مئات العائلات السورية ولا سيما من تل كلخ التي وصل منها دوي إطلاق النار الى العمق اللبناني وهي قد عبرت منطقة وادي خالد إلى لبنان تحديداً إلى بلدات الوادي والمقيبلة، موضحاً أن 15 عائلة سورية وصلت الى بلدة البيرة اللبنانية وأن عشرات العائلات قصدت أقارب لها في لبنان. وأكد الضاهر أن "العائلات التي نزحت خافت من الإرهاب الذي مارسه النظام السوري بحق المواطنين السوريين ومن الاعتداءات عليهم"، لافتاً إلى أن شهود عيان من بين النازحين أبلغوه مدى الإساءة التي مارستها المخابرات السورية بحق هذه العائلات التي أكثر ما تضم نساء وأطفالاً في ظل أجواء وظروف صعبة للغاية وإطلاق للنار على المدنيين العزل مما شكل أمراً لا يطاق. وسأل الضاهر عن "مدى الصوابية من منع العائلات السورية من النزوح الى لبنان وعمّا إذا كانت حقوق الانسان تجيز ذلك"، مشيراً إلى أن "التفكير ينصب على ما يمكن تقديمه لهذه العائلات". وأوضح أن اللبنانيين يتمنون كل خير للسوريين وأن يحل الأمن والاستقرار في سوريا وأن تتم الإستجابة للنمطالب الشعبية السورية، مؤكداً أن الشعب اللبناني يرفض أي تدخل في الشؤون السورية، معتبراً أن "النظام والشعب السوريان هما اللذان يجب أن يجدا الحلول للمشاكل الخاصة ببلدهما". وحذر الضاهر من كارثة إنسانية ومن هجرة كبيرة إذا ما بقيت الأمور على ما هي عليه لا بل إذا ما تفاقمت سلباً من خلال القمع وحصار المدن والقرى والبلدات. موقع 14 آذار

 

الضيف الثقيل

حازم الأمين/لبنان الآن

كتب عدد من الصحافيين والكتاب اللبنانيين ممن يعتبرون حلفاء ومقربين من النظام السوري مقالات دانوا فيها ممارسات الأجهزة الأمنية السورية بحق المواطنين في درعا وفي غير درعا. وتفاوتت الإدانة بين من طالب النظام باعتقال الفاسدين فيه وعلى رأسهم رامي مخلوف بدلاً من اعتقال مواطنين عزل، وبين من سخر من توظيف "المؤامرة الخارجية" في تفسير ما يجرى من تظاهرات واحتجاجات. لا بد من تسجيل ان ما أقدم عليه هؤلاء كان خطوة تستحق ان يبادر خصومهم الى رفع القبعة لهم، لكن الدلالة في ما ساقه هؤلاء لا تكمن فقط في نواياهم الايجابية حيال الشعب السوري، انما أيضاً في أنه يُشكل رداً على الإهانة التي تعرض لها ذكاؤهم بفعل الخطاب الرسمي السوري الذي دُعوا الى تبنيه، اذ إن أصحاب هذه المقالات ومهما كانت درجة خلافنا معهم لم يكونوا يوماً في المستوى الذي بلغه الخطاب السوري لجهة عدم ذكائه وابتذاله. من الصعب عليهم، لا بل من المستحيل ان لا تُهينهم هذيانات النظام في تفسيره ما يجرى في المدن السورية. جردة صغيرة بما بثه الإعلام السوري وما قاله مفوهوه كافية للشعور بالعار اذا ما دُعي المرء الى تبني هذا الخطاب.

- صور لتظاهرة في دمشق بثها التلفزيون الرسمي السوري قائلاً ان المشاركين فيها خرجوا من منازلهم ليحتفلوا بهطول المطر بعد فترة جفاف طويلة.

- استاذ جامعي مقرب من النظام قال ان المندسين يخرجون من التوابيت التي يحملها مشيعوا ضحايا التظاهرات، ويشرعون بإطلاق الرصاص على من يحمل التوابيت التي اختبأوا فيها.

- محلل سياسي يعمل في الصحيفة الرسمية للنظام قال ان الأوامر تصل الى المندسين في التظاهرات عبر نشرات الحالة الجوية التي تبثها محطة الجزيرة، وذلك عبر شيفرات تتولى مذيعة الطقس تلاوتها.

- مواطن مصري يتم اعتقاله ويجري التلفزيون السوري مقابلة معه يعترف فيها بأنه عميل للاستخبارات الأميركية ويتولى التقاط صور لمناطق حساسة، وفي اليوم الثاني يتم اطلاق سراحه، بعد تدخل السفارة المصرية.

- ويمكن ادراج استقبال سياسيين لبنانيين سابقين لا صفة تمثيلية لهم ولا صدقية لكلامهم في هذا السياق الفضائحي. ويبدو ان النظام في سورية لا يدرك ان استضافته ميشال سماحة وناصر قنديل ووئام وهاب في تلفزيونه الرسمي سيضاعف من رصيد خصومه في الداخل، ولم ينتبه الى ان حلفاء له أكثر صدقية من هؤلاء لم يشاهدهم السوريون على تلفزيون النظام.

هذه عينة صغيرة من الخطاب الذي يُواجه به المتظاهرون في المدن السورية، وهو بمعنى ما خطاب يساعد المتظاهرين في استقطاب المزيد من المؤيدين في سورية وفي خارجها، وما قصة انحياز صحافيين لبنانيين من المفترض انهم غير معترضين على نحو جوهري على النظام في سورية الا واحدة من نتائج اشتغال هذا الخطاب.

 

جنرالات بلا جيوش.. أبو جمرة لـ"التيّار" في مواجهة "الحالة العونية" 

قرر أبو جمرة عدم ترك التيار.. وله الأحقية في معالجة الشوائب

الجمهورية/فادي عيد

كان لافتاً مطلع هذا الأسبوع النبرة العالية التي توجّه بها نائب رئيس مجلس الوزراء السابق اللواء عصام أبو جمرة حيال العماد ميشال عون، بعد انتظار طويل لإصلاحات لم تتحقّق، على رغم كل الفرص التي أعطاه إياها اللواء أبو جمرة، قبل أن يقطع الأمل بإصلاح الخلل داخل التيار الذي ناضل في صفوفه.

مقرّبون وثيقو الصلة باللواء ينقلون عنه خيبة أمله العارمة من رفيق دربه الطويل، ويؤكدون استياءه من التعنّت الذي مارسه عون على رغم سياسة اليد الممدودة التي مارسها تجاهه اللواء، والتي كان مسك ختامها تأدية واجب التعزية بشقيقه أبو نعيم، عندما قصد دارته في الرابيه معزّيا، ثم مشاركا في مراسم الجنازة في الضاحية الجنوبية، لكنه لم يتلقّ أي شكر على بادرته، بل قام عون بكل ما يشكّل استفزازا له عبر الإجازة لمساعديه وأعوانه بتناول أبو جمرة في الحلقات الضيّقة بكلام جارح. ولم يَكن ما تفوّه به صهر الجنرال الوزير جبران باسيل من كلام بأنه "بَاتَ أحد الساقطين"، إلا غيض من فيض، وهو يمثّل ما يعكس في داخل عون من حقد دفين ونوايا لإبعاد الرجل الثاني من التيار عن مركز قرار "الحالة العونية"، وفق ما وصفها أبو جمرة في حديثه التلفزيوني عبر محطة "إم، تي، في".

ويضيف المقرّب من أبو جمرة أن "شعرة معاوية" قد انقطعت نهائيا بين الرجلين، وأن يوم الثلثاء الماضي كان يوما آخر في حياته، هو الذي يعوّل على التفاف شباب "التيار الوطني الحر" وأنصاره حوله، في زمن يعيش فيه التيار تشتّتا وضياعا تِبعا لما يتّهم عون دون سواه من مواقف تعطيلية للحياة السياسية والاقتصادية في لبنان، على خلفية عرقلته تشكيل الكومة العتيدة، أم على رهانه على "ممانعة" النظام السوري الذي يعيش مخاضا عسيرا وتجربة مريرة لا يحسد عليها، إلى حدّ انه بات ينتظر مبادرات إنقاذية ما من الخارج، لم يسمع صداها حتى تاريخه هذا، في الوقت الذي يتخبّط به حلفاؤه بملفات شائكة ومعقّدة، منها التعدّيات على أملاك الدولة والبلديات والأوقاف الدينية الإسلامية والكنسية من دون هوادة، ما ينسحب سلبا على أرصدة كلّ من عون وحلفائه على حدّ سواء. ويجد المراقبون في توقيت إطلالة أبو جمرة التلفزيونية "ضَربة معلّم" على خلفية اختيار التوقيت المناسب للكلام، نتيجة اقتناعه بأن ما وصل إليه التيار يتطلّب دقّ ناقوس الخطر ووقفة شجاعة تمهّد الطريق لتعبئة فراغ ما بدأ مع تململ لافت لكوادر هذا التيار، فمنهم من قرّر التحفّظ لإطلاقه في الوقت الحاضر لظروف معيّنة، والآخر قرّر المضي في تحرّكه ومؤازرته في مواقفه، إنطلاقا من أن اللواء قرّر عدم ترك التيار، وله الأحقّية في معارضة الشوائب والأخطاء وفي إبداء المواقف الآيلة إلى دفع الأمور نحو التصحيح عبر حركة احتجاج سلمية تصل بالتيار إلى إجراء انتخابات وتنظيم تركيبة المؤسّسة التي شرع في وضع نظامها في العام 2005.

كثيرون انتظروا العماد عون للإطلاع على موقفه من إعلان أبو جمرة الذي ذهب بعيدا إلى حد المطالبة بـ "إسقاط الحالة العونية"، لكن كثيرين أيضا فوجئوا بهروب العماد عون إلى الأمام وعدم التطرّق إلى هذا الإعلان ومواجهته، على رغم الخيار "المبدئي" الذي انتهجه عون، حيث هدّد بالردّ على كل من يتطرّق إلى الدستور من دون حجج داعمة، في الوقت الذي لم تستفزّه ثلاث ساعات من الموجات العالية التي أطلقها اللواء أبو جمرة، وكأنها لا تعنيه ولا تعني تيّاره، وربما كان قرار من الرابية، كما دائما، بضرورة التزام الصحافيين الصمت ومنعهم من طرح أي سؤال حول ما أطلقه الرجل الثاني في التيار في حديثه التلفزيوني.

حرب الجنرالات تَستعر

على رغم قرار عون الردّ على رئيس الجمهورية الجنرال ميشال سليمان، الذي يحارب حصول عون على حقيبة الداخلية ليحكم لبنان "إداريا"، وعلى رغم قرار الجنرال أبو جمرة فتح النار على رفيق الدرب، بعدما اقفل عليه الجنرال عون أبواب "المجد العونيّ"، فإنّ أبو جمرة نجح حتى الساعة في إجبار رفيق دربه الطويل على التزام الصمت المطبق!

ومن المؤكّد انه ثمّة أسرار وملفات يخشاها عون ويخشى منها، إذا ما قرّر الدخول في حرب جنرالات بلا جيوش؟

 

عون "يَترحّم" على سعد الحريري! 

الجمهورية /طوني عيسى

ارتفع منسوب التوتّر في مؤتمرات "الجنرال" الصحافية. مع انه كان أكثر هدوءا بعد اجتماعات "التكتل" أيام حكومة الرئيس سعد الحريري، قبل أن يصبح اختصاصها "تصريف الأعمال".

في جلسته في الرابية قبل أيام، طرح الحاضرون سؤالا: هل كان إسقاط سعد الحريري مكسبا لنا، أم انّ حسابات الحقل اختلفت عن حسابات البيدر، فتحوّل الإسقاط عبئا علينا؟

في "الغَيب" لا في "الجَيب" الشعور الغالب أن المعارضة السابقة استعجلت على الحريري قبل تأمين البدائل بوضوح. هي لم تكن تملك رؤية للظروف التي ستتحكم بعملية تأليف الحكومة الجديدة، لا محليا ولا إقليميا. كان همّها إزاحة الحريري. فأي وضع آخر مهما كان سيئا سيكون أفضل. وعندما فشلت المعارضة في إيصال عمر كرامي، قبلت سريعا بنجيب ميقاتي على أساس أنه "في الجَيب". فلا هو قادر على الإفلات من خيط العلاقة الرفيع مع دمشق، ولا الغالبية الجديدة تستطيع ذلك، اطمئنوا.

"الجنرال" لم يكن مطمئنا لهذه النظرة أساسا، وقال غير مرة إنهم لو أخذوا بخياري وسمّوا محمد الصفدي لكنّا اليوم مرتاحين.

ميقاتي اليوم ليس "في الجَيب"... إنه "في الغَيب". وميقاتي الثاني 2011 لم يختلف عن ميقاتي الأول 2005. "الوجع" بينهما بدأ قبل ست سنوات. فميقاتي هو رئيس حكومة "الاتفاق الرباعي" التي عزلت عون، والتي صاغت قانون الانتخابات على هذا الأساس.

الصلاة والصوم على سعد!

يقول "الجنرال" للقريبين منه: "الصلاة والصوم" على سعد الحريري. كنّا نخوض معركة حقيقية مع خصم سياسي. نعلن مواقفنا ونطرح مطالبنا ونواجهه ونتقاتل معه. وفي النهاية نعرف ما يريد الحريري وفريقه، وما هو السقف الذي يصل اليه. فعندما شكّلنا الحكومة الأخيرة وفقا للتوازنات بعد انتخابات 2009 واتفاق الدوحة، أجرينا مفاوضات مع الحريري، ولم نستطع تحقيق افضل ما يمكن. ولكن الظروف كانت مختلفة آنذاك، والغالبية لم تكن معنا، والحريري كان هو المكلف بتأليف الحكومة. لكننا اليوم أسقطنا الحريري، وجاء رئيس الحكومة المكلف، بتسمية منا، يفاوضنا ويفاوض عنّا وعن رئيس الجمهورية. لم نعد نعرف: هل ان ميقاتي افضل لنا أم انه كان الأفضل استمرار حكومة الحريري حتى تنضج ظروف التغيير؟.

لا تبالغوا! بعض المقربين من عون يحرصون على مقدار اكبر من الواقعية: دعونا لا نذهب إلى تقويم مبالغ فيه. فمجرّد سقوط الحريري أزاح كتلة كبيرة من أمامنا، ومعها كامل فريق 14 آذار. هذا يسمح لنا بالسيطرة على ثلث الحكومة، كتكتل. ونحن اليوم في افضل وضع تفاوضي. ولو كانت الظروف تسمح بولادة الحكومة الآن، لحصلنا على حصة جيدة في الأسماء والحقائب. ولكن في "التكتل" تتقاطع المعلومات حول الأسباب الحقيقية لتعثّر التأليف. الصراع على وزارة الداخلية ليس سوى مظهر محلي للأزمة، وحصرها بجبران باسيل وزياد بارود ليس سوى تبسيط. ويقول نائب بارز في "التكتل": الرابية طرحت تسويات لهذه المسألة في الأسابيع الاولى لمشاورات التأليف. فلا بأس بوجود الرجلين في الحكومة، على أن تكون لنا وزارة سيادية. ولا أعتقد ان العقبة الحقيقية امام ولادة الحكومة تكمن هنا، ولو كانت هناك إرادة حقيقية؛ ثمة قطبة مخفية لا نعرف فعلا اين تكمن!

صورة "المحارب"

نقطة القوة التي كان يمتلكها عون في مواجهته مع الحريري في حكومة واحدة، هي انه استطاع استخدام كل منظومة شعاراته في هذه المواجهة: صورة الحرب على المرحلة السابقة التي لم يكن فيها عون في السلطة. أي صورة "الحرب على الفساد وذهنية السيطرة على الدولة"، كما يقول، والتي وصل عون في مراحلها المتطورة الى خرق التحفظات عن انتقاد الرئيس رفيق الحريري كنهج. وهذا الانتقاد يبطن ايضا اتهاما لهذا النهج بالمسؤولية عن إضعاف الدور المسيحي في السلطة. وهذه كرة لعبها "الجنرال" بامتياز منذ عودته الى الساحة. وهي أدّت دورها في الانتخابات النيابية منذ ذلك الحين، ولو انها تراجعت في الدورة الاخيرة، بسبب تحالف "الجنرال" مع قوى تشاركت والحريرية السياسية في مراحل سابقة.

كان "الجنرال"، كما سائر حلفائه، مرتاحا الى انه يتموضع في المعارضة ضد الحريري. فالمعارضة اكثر اجتذابا للقواعد الشعبية من الموالاة. كما انه يتموضع في خانة "الاقلية" النيابية والوزارية في وجه "الأكثرية". والأقلية اكثر اجتذابا للجماهير أيضا، لأنها تستدعي التعاطف مع الضعيف في وَجه القوي.

معركة جبران

وكان "الجنرال" مرتاحا في الحكومة الحريرية، لأنه يحصل على الدعم الفعلي من "حزب الله"، وبه يواجه الحريري و14 آذار. وهو استطاع في ظل هذه الحكومة أن يخوض معركة مع الحريرية لا هوادة فيها، فيما "حزب الله" يحاذر ذلك لحساسيات مذهبية.

واليوم، تنعش "الجنرال" حربه على سعد الحريري، ولو تحت سقف تصريف الأعمال. وفيما يُجيّر جبران باسيل أزمة البنزين الى وزيرة المال، فماذا يمكنه أن يفعل لو كانت الحكومة من لون واحد؟ وفي ظل التصريف أيضا. جسور الأشغال مَدّها وليد جنبلاط إكراما لحليفه الجديد، وتبييضا للوجه مع شعبيته، ومنذ العشاء الاخير في الرابية، الذي كان فيه "ابو تيمور" مصطحبا غازي العريضي فقط، تبيّن أن بين الرابية والمختارة "أشغالا" لتأهيل طريق ورفقة طريق قادرة على مواجهة "تسونامي 2013".

يصرّفان ولا ينصرفان

"الجنرال" ليس مرتاحا في الوضعية "المحيّرة" التي خلقها تكليف ميقاتي. ولكن، ما حصل قد حصل، الحريري يصرّف الأعمال ولا ينصرف، وميقاتي يصرّف الوقت ولا ينصرف.

و"الجنرال" مدرك طريقه، واثق من نفسه... لكنه لا يثق في الظروف وتقلباتها، ولا يستقرّ على شاطئ، لا حريريا ولا ميقاتيا. فعَينه على السراي... وقلبه في بعبدا!

 

البابا يوحنا بولس الثاني... عملاق أَذهل العالم

النهار/هالة حمصي        

كثير مما فعله او قاله لم يكن مألوفا، او حتى متوقعا. اقل ما يقال في البابا يوحنا بولس الثاني انه كان مذهلا، فريدا بين الرجال، باغت العالم بمواقفه، بأحلامه، بجرأته في الذهاب الى حيث لم يذهب احد من اسلافه قبلاً. الاحد 1 ايار المقبل، يتجدد مجده بالاحتفال في الفاتيكان بانضمامه الى مصاف الطوباويين.

من الاسابيع الاولى لجلوسه في كرسي بطرس، فرض هذا البابا "الرياضي" عزماً بابوياً من خلال حركة وصفت بأنها "قوية". انتخاب هذا "السلافي" الآتي من ارض تهيمن عليها الشيوعية آنذاك، ترك وقعه في بولونيا، البلد الام، ودول الفلك السوفياتي. وعندما اطلق كلماته الاولى في ساحة القديس بطرس: "لا تخافوا! افتحوا ابواب المسيح واسعاً"، فُهِمَت انها دعوة الى الخروج من الخوف والنضال لحقوق الانسان. كانت كلمات السر التي فتحت امامه قلوب الشعوب... لاستقباله.

من المكسيك (ك2 1979) بدأ زياراته الراعوية الماراتونية. زيارته لها حملت "همّ الدفاع عن العدالة الاجتماعية"، وحققت اول انتصار: أكثر من مليون اصطفوا 8 كيلومترات من المطار لاستقباله. والمشهد نفسه تكرر بعد اشهر في بولونيا (حزيران 1979) التي حجّ ناسها اليه، فذكّرهم "بأنه لا يمكن فصل المسيح عن العمل الانساني... انتم الحراس". وفي كل رحلاته، خرج اليه ملايين.

كان ابعد من ان يكون مسالماً ساذجاً. أعلن التزامه الورع بالحرية وحقوق الانسان، الزعماء السوفيات كشفوا عن أنيابهم. وفي تلك المواجهة غير المباشرة، تلقى رصاصتين في 13 ايار 1981، على يد علي اقجا، خلال القائه التحية على الحجاج في ساحة القديس بطرس. من يقف وراء اقجا؟ موسكو أو غيرها؟ سيبقى ذلك لغزاً في غياب اي اثبات. لكنه نجا وتابع مهمته، عازياً الفضل الى العذراء مريم ليشهد بعد اعوام انهيار الشيوعية، وسيأتي اليه الرئيس ميخائيل غورباتشوف (1989) بعد اقل من شهر على سقوط جدار برلين...

اياً تكن الصفات التي اقترنت بشخصه، فان التاريخ الذي كتبه بنفسه يشهد له بأنه كان البابا الذي اقدم على ما لم يقدم عليه أسلافه. دعا ممثلي الديانات الـ12 الكبيرة في العالم للاجتماع في اسيزي (1986) في اليوم العالمي للصلاة من اجل السلام. وكرر اللقاء في الازمات: حرب البلقان (1993)، وبعد أشهر قليلة من اعتداءات 11 ايلول 2001. السلام كان هاجسه، فسعى بنهم الى بناء جسور الحوار مع الجميع. الموقف من الحرب، كل حرب، كان حاسماً. "المشكلات لا تحل بالسلاح"، كتب الى الرئيسين الاميركي جورج بوش والعراقي صدام حسين، بعد ساعات من اندلاع حرب الخليج (1991).

السلام أراده ايضاً مع الكنائس غير الكاثوليكية، فحاول ان يحقق حلمه بالتقارب وتعزيز المسكونية، رغم التعقيدات. محطات التلاقي كانت عديدة، لكن الاكثر وقعا اعتذاره عن "اخطاء ارتكبت" وهو واقف على "اراض ارثوذكسية" (رومانيا - 1999، اليونان - 2001)، ما عكس اصراراً على فتح صفحة جديدة. كان اول بابا يزور الدول الاسكندينافية، "مملكة" الاصلاح البروتستانتي (1989)، وفي عهده تم توقيع اعلان مشترك كاثوليكي-لوثري في اوغسبورغ للتبرئة (1999)، وكان الاول مع جهة بروتستناتية منذ الاصلاح. وفي مشهد مؤثر، فتح وقائدين، ارثوذكسي وانغليكاني، بابَ بازيليك القديس بولس، ما أراده "علامة عميقة" إلى المسكونية (2000).

مع اليهود، "اخوتنا الابكار"، كما سمّاهم، طوى "20 قرناً من النزاع". كان اول بابا يزور اوشفيتز (1979) والكنيس اليهودي في روما (1986). طلب من الله الغفران "على التساهل تجاه ما تعرض له اليهود من اضطهادات ومحرقة" (1991)، وذلك في اعلان تاريخي. وفي عهده اعترف الفاتيكان بدولة اسرائيل (1993). حجّ الى الاراضي المقدسة (2000)، حيث دسّ بين جدران حائط المبكى صلاة توبة عن الجرائم المرتكبة بحق اليهود...

والى المسلمين ايضاً مد يده: التقى 80 الف شاب مسلم في الدار البيضاء (1985)، زار العديد من الدول الاسلامية، وكان اول بابا يزور جامعاً: الجامع الاموي في دمشق (2001).

طوال عهده، جعل البابا العالم رعيته الكبيرة. فكان في حج متواصل، تارة لدى رعايا قريبة، وتارة لدى اخرى بعيدة. وكل سفر كان "حجاً صادقاً للهيكل الحي لشعب الله"، على قوله. كان الناس يجذبونه. "انا الى جانب الفقراء، المضطهدين، المهمشين...". بهذه النية التي "ارتسمت" على وجهه، سافر. وفي كل محطة، كان موقف، نداء "لوقف العنف والتسلح"، "للتغيير"، "للعودة الى الجذور، الى الوحدة الروحية". وحتى النهاية، لم يوقف حجّه، وكان الاخير في لورد (2004)، هناك وقف مريضاً بين المرضى.

المرض كان يتسلل اليه من اعوام. ففي بداية التسعينات، بدأ درب صليبه: خضع لعملية جراحية لازالة ورم في القولون (1992)، تعرض لكسر في الكتف اليمنى اثر وقوعه (1993)، رُكِّبَ له ورك اصطناعي على اثر وقوعه مجدداً (1994)، اجرى عملية الزائدة (1996). وفي هذه المرحلة ايضاً، بدأت تظهر عليه عوارض الباركنسون التي تفاقمت مع الاعوام. ورغم ذلك، اصر على مواصلة رحلته. قال لمقربين: "سيكون لدي كل الابدية لأرتاح".

ومن مفارقات الامور انه اثبت قدرة، رغم ازدياد مرضه، على مواصلة كتابة التاريخ بثقة، وبحركات وصفت بأنها "نبوية".  فالصلاة كانت "تمرينه" اليومي الاساسي الذي ما تأخر يوماً عنه، خصوصاً لدى اتخاذ القرارات او عند الكتابة...

وفي جو من الصلاة، امضى أيامه الاخيرة. كانت صحته بدأت تتراجع ابتداء من 15 كانون الثاني 2005، قبل ان تتدهور سريعاً. الألم لازمه، لكنه "كان مستسلماً لإرادة الله"، كتب سكرتيره الشخصي ستانيسلاس دزيويز. "في اللحظات الاخيرة، عاد الى ما كان عليه دائماً، رجل صلاة". وكانت كلماته الاخيرة: "دعوني اذهب الى عند الرب".

 

سوريا: الشعب تغير لا النظام

النهار/عبد الكريم أبو النصر     

المشاورات العربية - الأميركية - الفرنسية حول سوريا أبرزت الواقع المعقد الآتي لمسار الأوضاع في هذا البلد: "الشعب السوري أثبت انه مستعد للتضحية من أجل إنجاز التغيير الحقيقي، لكن نظام الرئيس بشار الأسد ليس مستعداً للتضحية من أجل تأمين هذا التغيير الذي يؤدي الى تعديل تركيبة النظام وطبيعته وتوجهاته جذرياً. نظام الأسد لم يسقط ولم يرضخ ولم يقدم تنازلات واسعة، لكنه لم ينجح، وهو تجاهل الدعوات الداخلية والخارجية الى الإصلاح واتخذ إجراءات لتحسين صورته واحتواء المحتجين، أبرزها إنهاء حال الطوارىء وإلغاء المحكمة العليا لأمن الدولة وتنظيم التظاهر السلمي ووضع ضوابط له لمنع الاحتجاجات المعادية له. لكنه لم يذهب أبعد من ذلك. وسوريا انشقت، وهذا تطور خطير، إذ ان المحتجين يمثلون رأياً عاماً يضم غالبية صامتة وخائفة من المواطنين الراغبين في إصلاحات جدية سياسية وأمنية وإجتماعية وإقتصادية تحررهم من القبضة الأمنية المشددة وتلغي كل القوانين والإجراءات الإستثنائية وتحارب الفساد فعلاً وتحقق العدالة وتعزز سلطة القانون واستقلال القضاء وتطلق الحريات وتتبنى النهج الديموقراطي والتعددية الحزبية مما يؤدي الى التداول السلمي للسلطة من خلال إنتخابات تشريعية ورئاسية حرة وشفافة. الواقع اليوم ان الطرفين في مأزق حقيقي: إسقاط النظام بالغ الصعوبة والتعقيد والإحتجاجات الشعبية الواسعة ليست كافية وحدها لإطاحته لأن تركيبته وعلاقته الوثيقة بالجيش وبمجموعة كبيرة من الأجهزة العسكرية والأمنية وتماسك قيادته الى الآن تؤمن له حماية، على الأقل لفترة زمنية معينة يصعب تحديدها. وفي المقابل، ان وقف المد الشعبي المتنامي المعارض للنظام أمر بالغ الصعوبة لأن السلطة عاجزة، مهما امتلكت من أدوات، عن منع مواطنين من التوجه الى الموت أو الى الإعتقال دفاعاً عن مطالبهم الحيوية المشروعة".

وبناء لمعلومات وتقويم ديبلوماسي أوروبي معني بهذا الملف "سيواجه النظام السوري مصاعب جدية وتحديات ليس لها سابق تفتح الباب أمام إحتمالات عدة إذا تحكمت بسوريا المعادلة الآتية: النظام يرفض التغيير الحقيقي ويكتفي بإصلاحات جزئية أو شكلية ويستخدم العنف ضد المتظاهرين، والإحتجاجات الشعبية تتواصل وتتمدد ويرتفع معها سقف المطالب. هذه المعادلة الخطرة تطيل أمد الأزمة وتعقدها وتحول الإحتجاجات تدريجاً ثورة شعبية والقمع عملية عسكرية - أمنية واسعة منتظمة لإعادة "الصمت والهدوء" الى الشوارع ولإقناع السوريين بالرضوخ مجدداً للسلطة ولما تقرره هذه السلطة".

والرد الدولي؟ ديبلوماسي أوروبي مطلع لخص لنا الموقف: "الدول البارزة والمؤثرة ترفض قبول الأمر الواقع الذي يريد نظام الأسد أن يفرضه على شعبه وترفض التسامح مع هذا النظام بل ترى أن من الضروري محاسبته لأن ما يجري في سوريا ليس شأناً داخلياً بحتاً إذ إن المجتمع الدولي يتمتع بحق المتابعة ويتصرف على أساس أن لديه مسؤولية سياسية وقانونية ومعنوية تجاه مصير الشعب السوري. العقوبات والإجراءات الدولية المتنوعة على نظام الأسد لن تردعه ولن توقف بالضرورة العمليات العسكرية ضد المحتجين، لكنها تعقد علاقات سوريا مع الدول البارزة وتزيد الحصار السياسي والديبلوماسي والإقتصادي عليها، مما ستكون له نتائج وإنعكاسات مهمة ومؤثرة على الأوضاع في هذا البلد لاحقاً".

وقال هذا الديبلوماسي: "لن يخرج نظام الأسد من هذه الأزمة أكثر قوة ومناعة ولن يستطيع أن ينتصر فعلاً ولو ألحق "الهزيمة" العسكرية والأمنية بشعبه، بل إن الإنتصار الحقيقي يكرسه التفاهم على صيغة جديدة للعلاقة بين النظام والسوريين".

والمشاورات العربية - الإقليمية - الدولية تناولت مناقشة مشروع حل محتمل للأزمة يستند الى ثلاثة عناصر أساسية هي: أولاً - الإعتراف بأن الحل الحقيقي المناسب للأزمة ليس الذي يلائم النظام وحده بل الذي يؤمن مطالب السوريين الأساسية المشروعة. ثانياً - بدء حوار سياسي جدي بين أركان النظام وممثلي القوى السياسية والشعبية المعارضة له برعاية عربية أو تركية إذا وافق الطرفان الأساسيان على ذلك. ثالثاً - التوصل الى عقد سياسي جديد يؤدي الى قيام نظام منفتح في الداخل والخارج يحقق التطلعات الحيوية لمواطنيه ويمهد لتداول سلمي للسلطة.

ولخص ديبلوماسي غربي مطلع الوضع في سوريا فقال: "الشعب السوري تغير وفاجأ العالم إذ انه أسقط حاجز الخوف ونزل الى الشارع ورفع الصوت عالياً وطرح مطالبه بشجاعة فائقة كما فعل التونسيون والمصريون والليبيون وغيرهم. لكن النظام لم يتغير. والصدام سيستمر ما دام النظام السوري يرفض التعامل بانفتاح وحكمة ومرونة ووعي مع الوقائع الصلبة في الداخل والخارج".

 

سليمان لن يتنازل عن صلاحياته لزعماء الأزمات... لا حكومة إلا بموافقة رئيس الجمهورية

النهار/اميل خوري     

ماذا يقول الرئيس حسين الحسيني في السجال الدائر حول موقع رئيس الجمهورية وصلاحياته ودوره وبعد تبادل اتهامات خرقه وتحويله "ممسحة" سواء قبل الطائف او بعدما اصبح حارس اسرار وخفايا لقاءات الطائف؟

في كلمة له ألقاها في مجلس النواب بتاريخ 28/11/1974 جاء فيها: "ان اهم قاعدة دستورية هي الميثاق الوطني الذي ركز الوحدة الوطنية على خط اساسي الا وهو قبول الفئات المنتمية الى الطوائف المسيحية بالاستغناء عن الحماية الاجنبية لها، وقبول الفئات المنتمية الى الطوائف الاسلامية بعدم المطالبة او الدعوة الى الوحدة مع الدول العربية المجاورة. ففي الممارسة الصحيحة للنظام تتولد المنزلة العالية لرئيس الجمهورية عند جميع الافرقاء ويصبح بمنأى عن اي اخذ ورد في معرض ممارسته حق الانتقاد لان وظيفته الرئيسية تتطلب وجوده في هذه المنزلة السامية، وبغير ذلك لا يستطيع القيام بدور الحكم ولا بدور صمام الامان في الازمات الكبرى ولا بدور كبح جماح اي فريق يخرج على قواعد اللعبة وأصولها. والحكومة في مفهوم النظام اللبناني تشكل خط الدفاع الاول عن النظام وبالتالي عن الكيان، ومركز رئاسة الجمهورية يشكل خط الدفاع الثاني عنهما، ودمج هذين الخطين هو الاخلال الفاضح بقواعد النظام وتوازنه.

وفي حوار تلفزيوني معه قبل شهر قال: "عندما يكون رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورئيس كل السلطات وهو رمز الوطن يسهر على تطبيق الدستور، فهو في حاجة الى عدّة، فأين هي هذه العدة؟ فلا قانون تطبيقي لمجلس الدفاع الاعلى الذي يرأسه رئيس الجمهورية، ولا قانون تطبيقي لمؤسسة رئاسة الجمهورية التي تبين صلاحيات الرئيس بالنسبة الى السلطات الاخرى، فضلا عن ان له سلطات واسعة في مجالات عدة.

وفي الندوة التي دعا اليها المركز المدني للمبادرة الوطنية قبل اسبوعين تحت عنوان "تكوين السلطة الاجرائية بين احكام الدستور ووقائع السياسة". وقال الوزير السابق خالد قباني في الندوة عينها: "ان مسألة تشكيل الحكومة تتم بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف. وبما ان رئيس الدولة هو رمز وحدة الوطن فإنه يلعب دورا اساسيا في تكوين السلطة الاجرائية، ودوره ليس عارضا ولا عابرا ولا متلقيا او صاحب حصة معينة، بل ان الحكومة لا يتم تشكيلها الا بموافقته وبما يجعله مقتنعا ومطمئنا الى توافر المقومات اللازمة لنجاحها وتحقيقها للمصلحة العامة".

هذا التفسير لصلاحيات رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة جعل الرئيس سليمان يقول في حديث له انه يمثل في اي حكومة "ليس الثلث الضامن بل الكل الضامن"، وان يؤكد بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي في بكركي "ان عثرات تشكيل الحكومة ليست خارجية بل تكمن في مطالب الكتل".

هذا الكلام لم يعجب العماد ميشال عون فاتهم الرئيس سليمان بالقول انه "اذا كان توقيع رئيس الجمهورية يفرض ضريبة معينة على الكتل النيابية، فانه يطلب شرحا دستوريا لمفهوم هذه الضريبة وكيفية دفعها". واعلن "ان من يتمنع عن التوقيع فهذا يعني انه لا يريد ان يوقع بل يريد ان يعطل الحكم"...

وعلّق الوزير والنائب السابق ادمون رزق على هذا السجال بالقول "ان المرجعية النهائية لتأليف اي حكومة هي رئاسة الجمهورية التي تتمتع وحدها بصلاحية اصدار مرسوم التعيين".

الواقع ان هذا الحق استخدمه رؤساء جمهورية غير مرة، فرفض الرئيس سليمان فرنجيه تشكيلة وزارية عرضها عليه الرئيس صائب سلام، كما رفض اسناد وزارة الدفاع الى العميد ريمون اده، واعتذر رؤساء حكومات عن عدم التأليف بسبب تباين الآراء في التشكيلات الوزارية بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف.

وتساءلت اوساط: كيف يدعو غيورون على صلاحيات رئيس الجمهورية ويطالبون بتعزيزها وهم لا يمكنونه حتى من استخدام ما تبقى له منها. فرئيس الجمهورية كان يعين الوزراء ويسمي من بينهم رئيسا للحكومة فاستعيض عن حقه هذا بجعل تشكيلة الحكومة لا تتم الا بموافقته. فهل يريد هؤلاء نزع هذا الحق الباقي له منه؟ وكان رئيس الجمهورية يعين من يريد مديرا عاما لرئاسة الجمهورية ورئيسا للحرس الجمهوري ومديرا عاما للامن العام ومديرا للمخابرات وقائدا للجيش وغيرها من المراكز من دون ان يجادله احد في ذلك لأن من يشغل هذه المراكز ينبغي ان يحظى بثقة الرئيس اولا، فصار لا يحق لرئيس الجمهورية التعيين في هذه المراكز، الا بعد موافقة مجلس الوزراء. وقد استكثر عليه مدّعو الغيرة على صلاحيات رئيس الجمهورية ان يكون له عدد من الوزراء يرجح بأصواتهم الكفة عند التصويت على المواضيع المهمة وان يكون له حق قبول او رفض التشكيلة الوزارية التي تُعرض عليه لانه هو الادرى بمصالح البلاد والعباد وهو الذي يحكم في الخلافات. فأنى له ذلك اذا لم تكن بين يديه عيارات الميزان... وكيف يُتّهم بمخالفة الدستور عندما يصر على استخدام ما تبقى له من صلاحيات ويرفض التنازل عنها كرمى لزعماء الازمات؟

 

كوكتيل "كبيسوف"

 محمد سلام/ موقع الكتائب

غرفة عمليات إدارة المشروع الفارسي في الشرق العربي تفوقت على الاتحاد السوفياتي السابق في إنتاج أسلحة "الشعوب"، ولكن ليس تحت مسمى الصداقة، الذي اعتمده حلف وارسو الراحل، بل تحت عنوان "الإرهاب" الذي يسمى حركيا ... ممانعة. الاتحاد السوفياتي غزا "الشعوب" بسلاحين: بندقية كلاشنكوف الشهيرة التي أضحت رمزا موحدا للثورات على أنواعها في العالم، وزجاجة "كوكتيل مولوتوف" الحارقة، وهي بمثابة المتفجرة المنزلية التي تعبأ في زجاجة. غرفة عمليات المشروع الفارسي في الشرق العربي تفوقت على مولوتوف الشهير، فأنتجت "كوكتيل كبيسوف" (أو مخللاتوف) وشحنته في براميل بلاستيكية إلى مطعم راق للفول في إحدى مناطق مدينة المنامة، وصادرته السلطات البحرينية. فماذا وجدت؟

وجدت، تحت شريحة الخيار والمقتي واللفت والقرنبيط والزيتون والجزر "كوكتيل كبيسوف" آخر تتضمن مكوناته أصابع ديناميت، حشوات متفجرة، ألغاما فردية ... والعديد من المسدسات. قد تكون أصابع الديناميت مشتقة من "صابيع البوبّو يا خيار" أو "صابيع الصبيّه يا مقتيّ" والحشوات المتفجرة من نوعية عصف مفاعيل القرنبيط ... على الرغم من أن الخطأ بين النوعيات الثلاث، الزراعية منها وغير الزراعية، غير رائج وغير جائز. ولكن. العبرة الكبرى في المسدسات.

الفكرة هي أنه عندما تعد قوة ما لثورة ما فإنها تعتمد تزويد "ثوارها" ببنادق، وقواذف صاروخية وذخائرها. ولكن، عندما يقتصر تزويد "الثوار" على المسدسات، فإن ذلك يعني، استنتاجا واقعيا، أن ما يجري الإعداد له هو عمل سرّي بامتياز ... أو عمل إرهابي بامتياز، علما أن الفارق بين العملين لا يزيد عن خط وهمي.

وعندما يجري التدقيق في "نماذج" المسدسات المشحونة ضمن براميل مستوعب "الكوكتيل كبيسوف" يتكشّف أمر أكثر خطورة: جميع أو غالبية المسدسات المصادرة تتميز بقاسم مشترك وحيد: "سبطانة ظاهرة". السبطانة، أو ما يعرف في القاموس العسكري النظامي اللبناني ب "الأستون" هي الأنبوب المعدني الذي يمر به مقذوف الرصاصة بعد إطلاقها من ظرف الحشوة. وعندما يكون هذا الأنبوب ظاهرا في المسدس بما يتجاوز الأقسام المتحركة (المجموعة المتحركة) فإن ذلك يعني أن المسدس يمكن تعديله بدقائق كي يضاف إليه كاتم للصوت، هذا إن لم يكن معدا أصلا للتزود بكاتم للصوت.

وعندما يضاف كاتم الصوت لسبطانة (أو أستون) أي مسدس، فإن ذلك يعني حقيقة واحدة لا غير: يجري التحضير لعمليات اغتيال. وعندما تكون الذخائر المعدة للاستخدام في غالبيتها من النوع المتفجّر أو الانشطاري، فذلك يعني أيضا حقيقة واحدة: يجب أن تكون الإصابة قاتلة، أو متسببة بأكبر ضرر ممكن. لم يتم العثور على كواتم الصوت، ما يعني أنها قد تكون شحنت سابقا ضمن مستوعبات "كوكتيل كبيسوف" أخرى، أو ستشحن لاحقا، أو أعدّت أو ستعد محليا. نعم هذا ما شحنته غرفة عمليات المشرع الفارسي في الشرق العربي إلى مطعم الفول الراقي في المنامة، وهذا ما صادرته السلطات في البحرين. "كوكتيل كبيسوف" بامتياز، يجوز معه الترحّم على مولوتوف السوفياتي البريء ... والمسالم.

غرفة عمليات المشروع الفارسي في الشرق العربي أيضا شحنت كتيبتين كاملتين من المقاتلين الأشاوس إلى سوريا، وموضعتهما في موقعين إيرانيين ... نعم موقعين إيرانيين في سوريا.

الكتيبة الأولى تموضعت في موقع السيدة زينب القريب من دمشق، وهو تحول خلال سنوات تحالف "الممانعة والمقاومة" إلى ملك إيراني على الأراضي السورية، بل تحول ضاحية إيرانية على أرض سوريا. الكتيبة الثانية تموضعت أيضا في ما يسمى ب "مسجد مشهد" الذي استملكته إيران في مدينة حلب السورية، وشيّدت حوله ضاحية إيرانية بالكامل اسمها ضاحية مشهد. "كبيسوف" لا يكتفي بمصادرة الأراضي، وإقامة المستوطنات في لبنان، بل يتمدد إلى البحرين وسوريا ... ويتّهم اللبنانيين زورا وبهتانا، جهارا نهارا  بالتدخل في الشأن ... السوري. فمن يتدخل في شؤون من يا ترى؟ أم ترى هو زمن "كبيسوف" الفارسي في الشرق العربي، لبنان، ضمنا؟ ويحدثونك عن تأليف "حكومة" في ... لبنان. لماذا يريدون حكومة؟ كي تصبح غرفة عمليات المشروع الفارسي لبنانية، رسمية. وكي تتحول جميع صادراتنا اللبنانية إلى ... "كوكتيل كبيسوف" لا يجني الوطن منها  سوى الويل والثبور وعظائم المصائب والأمور.

 

عون العوني 

موقع تيار المستقبل

الجنرال عون متمسك بحقيبة الداخلية. هل هو متسول؟ الداخلية من حقه، والخارجية والبلاد والعباد.

معاذ الله أن يكون متسولا، لقد حصل ما حصله بكد يمينه وعرق جبينه. يستفيق صباحا ويحمل معوله، ويبقى ممسكا به حتى آخر الليل. عون بدأ حياته السياسية علمانيا وطنيا شاملا، ثم انتصفت بوصفه قائدا مسيحيا أولا، ثم بات أول الموارنة وأحقهم بدعم بكركي، ثم تحول إلى بطريرك ظل يتبرك بمقام القديس مار مارون في سوريا، إذ أن الكنائس القريبة لا تشفي. وخاض داحسه وغبراءه من أجل توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية، فأصلى البلد حربا ضروسا لم تهدأ لها أوار. ثم أكمل مسيرته في الاعتراض على الهيمنة السنية على البلد والمال. واليوم أصبح شغله الشاغل، بعدما حقق من الانتصارات ما يعجز بونابرت عن تعداده، إصلاء مقام الرئاسة الأولى حربا ضروسا. اليوم لم يعد يحق للرئيس الأول في البلاد أن يسمي وزراء أو يكون له وزراء، وأصلا لماذا يحق له أن يرأس مجلس الوزراء، ما دام الصهر موجودا؟ هكذا يقاتل الجنرال عون اليوم من كان يرفع شعاره بالأمس.  وحيث أن رئاسة الجمهورية هي موقع الموارنة الأهم فلا بأس لو دمرناه ذلك أن الجنرال عون يعتقد أن موقع الموارنة في التركيبة اللبنانية يكون فاعلا إذا كانوا عونيين، ويكون ناقصا إذا لم يكونوا عونيين. الجنرال عون نفسه عوني بامتياز. لذلك ربما يجدر باللبنانيين إضافة طائفة إلى طوائفهم الكثيرة: طائفة العونيين، وتسليمها مقاليد الحكم، ذلك أن الأنبياء الجدد يجبون في الحكم من سبقهم.

 

ثمن "الداخلية":تخلية كرم وإزاحة ريفي والحسن 

كشفت صحيفة "الشرق" الصادرة اليوم (الجمعة) معلومات تشير الى أن النائب ميشال عون ابدى استعداده لتخليه عن حقيبة الداخلية مقابل التعهد له بتخلية فورية للمسؤول العسكري في التيار الوطني الحر العميد فايز كرم المتهم بالتعامل مع العدو الاسرائيلي، فيما ذكرت المعلومات ايضا أن "حزب الله" طلب بدوره تعهدا خطيا بتسريح المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي مع تقبل تعيينه في السلك الديبلوماسي من خارج الملاك، الى جانب كف يد مدير فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العقيد وسام الحسن.

وذكرت "الشرق" ان مقربين من رئيس الجمهورية فوجئوا بما نمي اليهم بوسائل غير مباشرة، على رغم توافر معطيات مسجلة تؤكد طلب عون ومعه شروط حزب الله، لاسيما بعد الرفض المطلق للذي قيل بالنسبة الى رد بعبدا ورد الرئيس المكلف الذي فهم منه انه يفضل الف مرة التضحية بالتكليف من دون ان يسجل على نفسه مثل ما طلب منه بصورة غير مباشرة. وقالت مصادر عليمة لـ"الشرق" ان الذين اطلعوا على بعض جوانب الشرط العوني ابلغوا "الجنرال" صراحة انه يرتكب جريمة قانونية ووطنية في وقت واحد، تجعله غير مهيأ لان يتسلم مقاليد السلطة بأية وسيلة طالما انه على استعداد لتأمين "عفو ملغوم" عن احد ابرز العملاء في المرحلة الاخيرة.

كما ذكرت "الشرق" أن جهة اجنبية على اطلاع ومتابعة للشرط العوني تجنب كشف بعض معلومات تضر باسرائيل. وليس من يستبعد ان تكون لاسرائيل يد في حركة عون لمجرد انه يحقق لها غاية سياسية امنية تسترت كثيرا عليها، اضافة الى ان المعلومات التي اقر بها العميد فايز كرم قد ادت الى كشف العديد من شبكات التجسس.

  

 "هجّانة" ضد الجيش؟: إشتباكات بين وحدات أمنية وعسكرية سورية في تل كلخ

الشفاف/أعلنت "الجزيرة" اليوم الجمعة عن إحراق مركز للمخابرات السورية على الحدود بين سوريا ولبنان في منطقة تل كلخ.

المركزية-على إثر الإحتجاجات الشعبية المتنقلة في الداخل السوري وإتساع رقعتها يوماً بعد يوم فرّ مئات المواطنين السوريين سيراً على الأقدام منذ صباح اليوم من منطقة تل كلخ الحدودية مع لبنان بعد اشتباكات حصلت هناك إلى منطقة وادي خالد في شمال لبنان عبر معبر ترابي.

وفي معلومات وردت من شمال لبنان ان إشتباكات وقعت طيلة الليل داخل الأراضي السورية بين وحدات امنية وعسكرية سورية تردد انها بين "الهجّانة" والجيش السوري، حيث استخدمت فيها اسلحة رشاشة من مختلف الأنواع وقذائف صاروخية، وعلت سحب الدخان في المنطقة ما يدل إلى ان حرائق إشتعلت في بعض المواقع العسكرية. ومنذ فجر اليوم وحتى قبل الظهر تدفقت مئات النسوة والأطفال وسنين من الأراضي السورية نحو الأراضي اللبنانية وهم يحملون بعض الأكياس والحقائب والفرش والأغطية. وكانت السيارات تنزلهم قبل المعبر الترابي ويقطعون المسافة على الأقدام وصولاً إلى الأراضي اللبنانية، وعملت وحدات حرس الحدود على استيعابها ونقلها إلى الجانب اللبناني من الحدود مما ينذر بأزمة إنسانية. وقال الرئيس السابق لبلدية المقيبلة الواقعة في منطقة وادي خالد محمود خزعل إن عدد العابرين بلغ نحو 700 شخص. وقالت مصادر مطلعة ان الجيش اللبناني ووحدات حرس الحدود وضعت في حال إستنفار قصوى منذ صباح اليوم لمواجهة ما قد ينجم عن إحتمال تطور هذه الإشتباكات في تلك المناطق ومدى إنعكاساتها على المواطنين المدنيين القاطنين على جانبي الحدود.

ونشرت "السفير" التقرير التالي عن النازحين السوريين إلى منطقة "وادي خالد" اللبنانية:

قرى وادي خالد تحتضن العائلات السورية «برموش العيون»

نجلة حمود

لم تهدأ قرى وبلدات وادي خالد الحدودية منذ ساعات صباح أمس، فبعد ليل من المواجهات العسكرية في الداخل السوري، دوّت أصواتها بوضوح في أرجائها، أعدت المنطقة كامل العدة لاستقبال العائلات النازحة من الأراضي السورية وتحديداً من بلدة تلكلخ، فضاقت الطرق بالأهالي الذين خرجوا للقاء الوافدين والترحيب بهم في منازلهم، أو مساعدتهم على إيجاد منازل مجاورة، خصوصاً أن هناك روابط اجتماعية وعلاقات قرابة تجمع أبناء بلدات وادي خالد والمشاتي (مشتى حسن ومشتى حمود)، مع الأهالي في المقلب الآخر، إذ لا يمكن أحداً من خارج تلك المنطقة أن يعرف طبيعة العلاقات القائمة فيها، لذلك يعتبر أهالي وادي خالد أنهم معنيون أساسا بمساعدة جيرانهم السوريين، وإن استضافتهم في هذا الظرف العصيب هي أقل الواجب. وقد عمد أصحاب الباصات إلى نقل النازحين السوريين تطوعاً ومجانا، وهم بغالبيتهم من النساء والأطفال إلى القرى المجاورة، حيث تضم وادي خالد 25 قرية وبلدة فضلاً عن الذين توجهوا نحو المشاتي.

ويفيد مخاتير المنطقة وفعالياتها بأن منطقة وادي خالد استقبلت منذ ساعات الصباح الأولى أكثر من مئتي عائلة، توزعوا على منازل المنطقة، وذلك بعد الأحداث الأمنية التي شهدتها بلدة تلكلخ في الليلة الماضية، ويؤكد المختار رامي خزعل «أن أهالي وادي خالد يستقبلون أقرباءهم وجيرانهم النازحين من بلدة تلكلخ برموش العيون، فاستضافتهم واجب علينا لحين عودة الأمور الى طبيعتها في الجارة والشقيقة سوريا».

ويؤكد العديد من الأهالي النازحين الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم وحتى إبراز وجههم أمام كاميرات الصحافيين، خوفاً على أبنائهم وأزواجهم، الذين ما زالوا في سوريا، أن الحال الأمنية سيئة للغاية، وأن أهالي البلدة يتحضرون ليوم «جمعة الشهداء». ولفتت إحدى النساء إلى «أننا هربنا على أثر الاضطرابات التي شهدتها بلدة تلكلخ ليلة أمس (أمس الأول)، إثر اعتقال شيخ البلدة»، مؤكدة أن زوجها مسجون منذ عدة أشهر ولا تعلم أي شيء عنه.

وأشارت إحدى النازحات إلى أنها مرتاحة لعودتها إلى لبنان فهي لبنانية الأصل ولكنها متزوجة في سوريا، لافتة إلى «أنني أتيت مع أقرباء زوجي وجيراننا إلى منزل أهلي وإخوتي لأن لا مكان نلجأ إليه سوى وادي خالد، التي لطالما احتضنتنا في مختلف الظروف».

وتشير ثريا بكار، التي استضافت عشر عائلات في منزلها، وأقامت لهم مأدبة غداء إلى «أن النازحين هم أهلنا ونحن كعشائر عرب لا نرد ضيفنا بل نكرمه ونعززه». ويناشد رئيس بلدية مشتى حمود ناجي رمضان «الدولة اللبنانية إرسال المساعدات لأبناء وادي خالد والمشاتي، لكي يتمكنوا من مساعدة أهلهم وأقربائهم النازحين من سوريا، والذين يتــوافدون باستمرار وعددهم إلى ازدياد»، مؤكداً أنه «لا شيء يشكل عائقاً أمام التواصل الموضوعي والطبيعي، والتاريخي القائم مع أهلنا في الجانب السوري، ولا يمكننا سوى أن ندعمهم ونفتح لهم منازلنا».

السفير

 

قبل مشاعات "الزهراني" والضاحية: الدويلة وضعت يدها على "الشريط الحدودي"!

علي حيدر/الشفاف

يبدو أن فضحية التعدي على المشاعات التي انطلقت من منطقة الزهراني في الجنوب تشبه المثل القائل "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها". فحزب الله الذي حرّض أنصاره في المنطقة إياها على البناء المخالف تحديا لحليفه بري إحراجا له- كون نسبة كبيرة من المشاعات هناك صارت جزءا من إمبراطورية السيدة بري المالية- غاب عن باله أنه المتهم رقم واحد في هذه القضية. وقد فشل هذه المرة في مناورة التلطي خلف متاريس "المقاومة" لأن النقمة الشعبية لإثارة هذا الملف وخروجه إلى العلن ارتفعت وتيرتها لدى الطائفة الشيعية وقررت مواجهة الفضيحة بفضيحة! ودفع إعلان حزب الله "رفع يده" عن حماية المخالفين وتصويرهم بالخارجين عن القانون بعض الطائفة إلى الحديث العلني غير المسبوق عن قضايا تورط فيها حزب الله وكانت حتى ما قبل فضيحة الطائفة الأخيرة تعد نوعا من أنواع الدفاع عن المقاومة وحمايتها في مجتمع تعاون على تغطيتها وتستر على تجاوزاتها بحجة البقاء والإستمرار.

"الشريط الحدودي" أصبح ملكاً للحزب!

فما يجري في مناطق الجنوب، خاصة في ما يعرف بمناطق "الشريط الحدودي"، حيث الغياب التام والكامل لأجهزة الدولة على أنواعها، والحضور العسكري والسياسي لحزب الله منذ ما بعد "التحرير" عام 2000، يفوق بخطورته مسألة التعدي على الأملاك العامة للدولة. وإذا كان المندفعون إلى البناء في المشاعات همهم الحصول على أماكن سكنية إضافية وترميم ما تصدع منها أو توسيعها، فإن عمليات مسح الأراضي المبرمجة في قرى وبلدات الشريط الحدودي التي تتم تحت أعين أهلها الذين لا يملكون الجرأة على الإعتراض في كثير من الأحيان، حوّلت الأراضي العامة وحتى الخاصة فيها إلى أملاك حزبية، بعضها تم خطفها بالإحتيال على القانون وبعضها تحت إغراء المال وبعضها الآخر تحت التهديد والضغوط.

ويبدو أن أغلب مناطق بنت جبيل ومرجعيون قد تم نهبها وفقا لما سلف. ومن خلال مسح شامل لهذه الأراضي الذي تسنى لحزب الله القيام به، عبر رشاوى مالية مرتفعة وأحيانا تنفيذا لمشيئة سلطان الأمر الواقع، تم فرز هكتارات من الأراضي في هذه المناطق ومن ثم بيعها صوريا وتسجيلها في الدوائر العقارية باسماء أشخاص محسوبين على المقاومة أو استعملت في شرائها أسماء متمولين كبار من الطائفة الشيعية تمويهاً، وبطريقة متخفية بعيدة عن الأضواء. وإذا ما استفسر أحد، فلا يمكن إيجاد ثغرة واحدة غير قانونية في عمليات البيع والشراء لأنها جميعها تمت بالتنسيق مع جهات رسمية مرتشية وعناصر أمنية موالية.

يقول أحد أبناء بلدة "الطيبة" الشيعية أنه لم يعد في محيط البلدة أرض غير مملوكة لحزب الله! فمنذ أكثر من ثلاث سنوات، تمكن حزب الله من مسح كل الأراضي المحيطة في البلدة ومصادرتها تباعا، منها ما اشتراه من أصحابها ومنها ما هو مشاع للدولة، ومنها ما استملكه بذريعة إنتقال الملكية التلقائي بعد مضي أكثر من عشر سنوات على زراعتها والإستفادة منها. وسجلت الأراضي كلها بأسماء عناصر حزبية متفرغة حتى لا يزج بأسماء قيادين كبار في الحزب في عمليات البيع والشراء. وما يجري في "الطيبة" يمتد إلى بلدات "دير سريان" و"فرون" و"الغندورية" و"علمان" المجاورة.

في القرى المسيحية في مرجعيون، والقرى الدرزية في حاصبيا، أدى شراء الأراضي من قبل متمولين شيعة يستعمل حزب الله أسماءهم في هذه المهمات إلى ظهور حزام شيعي حزبي يطوّق هذه المناطق ويقطع عليها خطوط التواصل مع امتداداتها البشرية والجغرافية.

ويشير أحد أبناء بلدة "الغندورية" أن "وادي الحجير" تحول إلى منطقة محرّمة على أبناء الجنوب، مهما كانت هويتهم.

ويجري الآن مسح شامل وسري لأراضي الوادي، للوصول إلى استملاكها عبر قانون الأمر الواقع. ويتحدث آخر أن "الرعيان" صار ممنوعا عليهم تسريح قطعانهم في المكان، وإذا ما عاند أحدهم فقد يقفز أمامه رجل من خلف صخرة ينهيه عن المتابعة أو ربما يسمع طلقا ناريا يحذره من الدخول. ويقول آخر من بلدة "القنطرة": "حتى نساؤنا اللواتي يخرجن من أجل "السليق" في هذه الأيام، لا يمكنهن الإقتراب من الأماكن المحظورة هذه. فقد صودر الوادي للأبد واصبح معقلا حزبيا".

المسح ذاته يتكرر في منطقة "وادي السلوقي" الذي يتصل بـ"وادي الحجير"من جهة بلدة "عيترون". ويروي أبناء المنطقة الذين يقصدون أحراجها للإستجمام في أيام العطل أن معظم الأراضي في الوادي أصبحت أملاكا خاصا لأشخاص لا يعرفون وجوههم إنما يعرفون إنتماءهم.

ويشرح أحد المثقفين من بلدة "شقرا"، قائلاً: حزب الله بنى أمجاده وصادر جزءا من الوطن بناء على تاريخه الذي أمضاه في المقاومة ضد المحتل، وشرع لنفسه ولعناصره إستملاك الأرض لأنه حررها". وهنا لا بد من السؤال ,هل الأرض التي حررت تصبح ملكا لمن حررها؟ وأين دور أبناء الجنوب العاديين وما قدموه خلال سنوات طويلة من الصمود والمعاناة ومقاومة المحتل؟ أليس ما يجري هو بمثابة إستبدال إحتلال بإحتلال؟ وماذا عن حركات المقاومة التي سبقت المقاومة الإسلامية، سواء كانت وطنية أم عربية؟ ,ألا يحق لها الإستملاك أيضا بحجة الدفاع عن الارض؟ وعلى هذه الأساس يجب أن تكون أراضي وادي الحجير ملك لآل شرف الدين، لأن جدهم السيد عبد الحسين شرف الدين أعلن منها عام 1920 إنطلاق عمل أول خلية للمقاومة في جبل عامل ضد الإحتلال الفرنسي ومواجهة معاهدة سايكس بيكو!

والمضحك المبكي في ما آلت إليه الأوضاع في الجنوب أن عناصر الجيش اللبناني لا يمكنها التحرك في أي منطقة جنوبية دون أخذ الإذن من اللجان الأمنية في حزب الله، وإلا فمصيرها مصير طائرة الشهيد "سامر حنا".

 

بري وحزب الله يسعيان لتغييب ملف البناء غير الشرعي من التداول، بفتح ملف التوطين وغلاء المحروقات

المصدر: موقع بيروت أوبزرفر

فجأة ودون سابق إنذار أو مقدمات أو حتى إشارات إلا تلك التي يلتقطها نبيه بري من خلال علاقاته بدول يقال عنها أنها استعمارية وشيطانية وضد محور المقاومة والممانعة، أطل علينا رئيس مجلس النواب نبيه بري بمقولة التخوف من توطين الفلسطينيين حين حذر من "إعادة تحريك مؤامرة التوطين في إطار ملامح تسوية يعمل على فرضها في المنطقة"... فقد علمت "النهار" أن مستندات وصلت إلى بري في هذا الشأن من ستراسبور والاتحاد الأوروبي تحديدا، وان ثمة معطيات ملموسة تنذر بالقلق، من هنا اختار بري دق ناقوس الخطر، وقالت أوساطه لـ"النهار": "ما قاله الرئيس بري تحذير جدي وليس شعاراً سياسياً ..وما لم يقله رئيس المجلس، كشفه عضو "كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، إذ أوضح أن "كلام الرئيس بري ليس تحليلا سياسيا، إنما مبني على معلومات، وهو يملك وثائق. وهنا تكمن الخطورة التي تستدعي التفاف جميع اللبنانيين حول القضية".. إذاً ما علينا نحن اللبنانيون جميعاً سوى تناسي النقاش حول كيفية معالجة ملف البناء غير الشرعي، الذي استفحل في تفشيه دون رادع أو وازع، من قبل مجموعة من أشرف الناس وأكرمهم، كما يصفهم حسن نصرالله وفئة المحرومين كما يصفهم نبيه بري، والالتفات لمعالجة بل لمواجهة الخطر الحقيقي القادم من قبل أوروبا والولايات المتحدة لتوطين الفلسطينيين في لبنان..بقيادة حزب الله ونبيه بري، حينها يصبح خسارة بضعة آلاف من الدونمات والهكتارات من الأراضي العامة أو الخاصة، على يد فئة لبنانية محرومة ومقاومة ومرتبطة بمحور الممانعة، لا توازي شيئاً أمام محاولة تمرير مشروع التوطين الهادف لتوطين الفلسطينيين في لبنان، وبالتالي ستكون الخسارة أكبر والتداعيات أخطر..

انساق الإعلام اللبناني وحتى بعض السياسيين اللبنانيين بسرعة خلف هذه المقولة أو بالأحرى أمام هذه الإشاعة أو الرواية غير الأكيدة وغير الموثوقة التي أطلقها بري وعلى لسان زواره لتجنب إمكانية نفيها من قبله باعتبار انه لم يطلق هذا الإنذار مباشرةً أو شخصياً..ولم نعد نسمع أي نقاش أو حوار أو حتى رؤية أمنية لمعالجة هجمة البناء غير الشرعي على الأملاك العامة والخاصة.. وتمت الإشارة أيضاً إلى النقابات والمجموعات التي يديرها حزب الله وبري للتحرك ميدانياً رفضاً لارتفاع أسعار المحروقات التي ترتفع عالمياً ودون ضوابط، وكأن الدولة اللبنانية قادرة على معالجة هذا الأمر سواء بدعم سعر المحروقات أو بالعمل على تأمين المحروقات منخفضة الكلفة من مصادر أخرى، ولكن الصحيح هو أن هذا الفريق الذي يدخل البلد والوطن والشعب في أتون الصراعات السياسية والأزمات الاقتصادية والتداعيات الاجتماعية، يسعى لتغطية تصرفاته وممارساته وفشله السياسي إلى جانب محوره الذي يتداعى نتيجة تلطيه بالشعارات ورفع اليافطات دون القيام بالممارسات الصحيحة التي تؤكد صدق توجهاته أو جديته في المقاومة والممانعة، هذا الفريق يقوم اليوم بفتح هذه الملفات ليدافع عن نفسه وليبرر فشله وعدم قدرته على تقديم حلول موضوعية لهذه الأزمة ولما يرتكبه من مخالفة للقانون والدستور، ومن اتهامات يطلقها بحق سياسيين لبنانيين وأحزاب لبنانية وإعلاميين بالرشوة أو بالتورط في أزمات سوريا التي سببها سوء إدارة النظام السوري لمشاكله الداخلية، فيقود جمهوره باتجاه الشحن السياسي ويضعهم في أجواء المؤامرة المستمرة التي تستهدف هذا الفريق من البحرين إلى طهران، فالثورة في البحرين مشروعة تستدعي اجتماعاً مذهبياً بدعوة من الشيخ قبلان وتم تلوينه سنياً بعمامة الشيخ احمد الزين رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين الذي أعلن "التضامن مع شعب البحرين ومع القضايا العادلة لشعوبنا كلها، مؤكداً أهمية التبصر في الوقائع والموازنة بين الأولويات عند الجميع حكاما وشعوبا، ومحذراً من الوقوع في فخ الغرور والمكابرة لأنهما مفتاحا الفتن التي لا تنتهي"·كما يبدو فقد  (صدمه هول ما ارتكب في البحرين دون أن يلحظ ما جرى في سوريا والأهواز وبلوشستان) وإلى جانبه بعض زملائه المرتبطين بهذا المشروع.. والثورة في سوريا مؤامرة من الشعب على النظام وعلى آل الأسد، تستدعي استحضاراً مشابه لبعض الرموز وعقد لقاءات واجتماعات حزبية بطلب من مرجعيات سياسية معينة وتلوينها بالحضور الفلسطيني لتوريطه في ملفات إقليمية هو في غنى عنها، وإطلاق تصريحات ضد الشعب السوري.. كنا نتمنى على الشيخ قبلان أن يشرح لنا كيف أن الحراك في البحرين مشروع ومباح ووطني وضروري، وفي سوريا وإيران مؤامرة استكبارية يستهدف مستقبل المنطقة، وليس للمطالبة بقضايا محقة، وعلى رأسها الحرية والكرامة والعدالة..؟؟ وإذا كان الخوف من الحراك في سوريا سببه الشعور أن من يقوده الأصوليون السنة وهذا غير صحيح على الإطلاق، وإلا فكيف تتهم أحزاب لبنانية علمانية بدعم هذا الحراك والتحرك..؟؟، فهل هذا يعني أيضاً أن التحرك في البحرين تقوده الأصولية الشيعية المدعومة من دولة إيران..؟؟؟ لذا تنبري بعض القوى اللبنانية المرتبطة بالمشروع الإيراني للدفاع عن هذه المجموعات البحرينية وتهاجم الشعب السوري في تناقض ملفت للنظر...؟؟؟؟

هذا الفريق الذي يغرق البلد والوطن والشعب بالأزمات السياسية والاقتصادية، ويؤسس لشرخ عامودي في جسم مكونات المجتمع اللبناني عبر السعي لربط مصير لبنان واللبنانيين بهذا المحور أو ذاك، والانخراط في أزمات إقليمية ودولية وأخرها كان في دولة ساحل العاج، حيث خسر اللبنانيون الكثير من حضورهم ودورهم وثرواتهم واحترامهم، لم يتعلم بعد أن معالجة الملفات تتطلب جدية وموضوعية، وليس الانتقال لتغطية الأزمة السياسية بأزمة اقتصادية مفتعلة، وان مواجهة المشاريع التي تستهدف الوطن والكيان تتطلب تكاتف وتآزر أبناء الوطن بكل مكوناته لا العمل على تقسيم المجتمع بين شريف وأشرف وكريم أكرم وعميل وخائن.. من المؤسف القول أن هؤلاء هم من هواة العمل السياسي أو ممن تقدموا لقيادة جمهور وفريق، لا بتقديم رؤية سياسية ومشاريع اقتصادية، بل بإتباع سياسة التحريض واستحضار التاريخ وإسقاطه على الواقع، واختراع خصوم وأحقاد وخوض معارك وهمية مع مشاريع دولية لا يعلم بها إلا من أطلقها أو أشار إليها ولأسباب واهية، وهدفها التغطية على خطأ أو بالأحرى جريمة الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة والقوانين العامة والدستور..

حسان القطب

 

الديوان البطريركي للروم الكاثوليك وزع نبذة عن المطران غزال

وطنية - 29/4/2011 نعى الديوان البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك المثلث الرحمة المطران سليم غزال، ووزع بيانا جاء فيه : "صباح اليوم 29 نيسان 2011، رقد بالرب المثلث الرحمة المطران سليم غزال، المعاون البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك سابقا وأسقف الرها شرفا.

وفي نبذة عن حياته - ولد في بلدة مشغرة من أعمال البقاع الغربي في 7 تموز 1931.

- سيم كاهنا في الرهبانية المخلصية في 22 حزيران 1958 ثم أبرز نذوره الرهبانية في 8 تشرين الثاني 1959.

- بدأ حياته الكهنوتية كرسول متجول في قرى ورعايا أبرشية صيدا سنة 1961.

- أسس حركة رسالة الأولاد في صيدا وجوارها سنة 1962 وحركة الشبيبة الطالبة المسيحية سنة 1963.

- مارس التعليم الديني في مدارس صيدا الرسمية والخاصة لعدة سنوات أمام الطلاب المسيحيين والمسلمين على السواء.

- عمل في الحقل الاجتماعي مع المطران غريغوار حداد وسماحة الإمام موسى الصدر في فترة الستينات من خلال الحركة الاجتماعية ومن خلال تأسيس مستوصفات صحية ومكافحة الأمية.

- اشترك في تأسيس دار العناية - الصالحية مع البطريرك الحالي غريغوريوس الثالث لحام والمطران جورج كويتر سنة 1966 وهي مؤسسة للرعاية الاجتماعية والتعليم المهني.

- اشترك مع غبطة البطريرك الحالي في تأسيس رابطة الرسل العلمانيين وخلايا الصلاة ومركز التثقيف الديني واللاهوتي في دار العناية - الصالحية.

- قاد حركة الحوار المسيحي - الإسلامي في صيدا والجنوب منذ أواخر الستينات وكان من الدعاة الأوائل لترسيخ صيغة العيش المشترك.

- بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 وعقب أحداث شرق صيدا انتدبه سينودس الروم الكاثوليك مدبرا بطريركيا سنة 1985 على أبرشية صيدا ودير القمر لمدة سنتين.

- ناضل من أجل عودة المهجرين الذين تركوا بيوتهم وأرزاقهم في قرى شرق صيدا وإقليم الخروب بعد أحداث نيسان سنة 1985 إيمانا منه بوحدة لبنان ونموذج العيش المشترك إلى أن تحققت هذه الأمنية في صيف 1991.

- أسس حلقة التنمية والحوار في العام 1990 مع مجموعة من المثقفين، مسلمين ومسيحيين لمتابعة العمل على بناء السلام وتنمية الإنسان والمجتمع، وبعد إنجاز مركزها الخاص سنة 2001 في بلدة مجدليون شرق صيدا انتقلت نشاطات الجمعية إلى هذا المركز الجديد.

- تسلم الرئاسة العامة للرهبانية المخلصية لمدة ست سنوات بين عامي 1995 - 2001.

- انتخبه سينودس الروم الكاثوليك مطرانا في حزيران من العام 2001 ثم عين معاونا بطريركيا لغاية العام 2006.

- يشغل حاليا مركز رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي في لبنان.

- شارك في مؤتمرات عديدة في لبنان والخارج منها: سينودس من أجل لبنان "رجاء جديد للبنان" انعقد في الفاتيكان وكان له مداخلة في حضور البابا يوحنا بولس الثاني من 25 تشرين الثاني إلى 14 كانون الأول 1985 تركزت حول الوحدة الوطنية وتطوير النظام السياسي في لبنان.

مؤتمر باريس في 5 و 6 كانون أول 1997 وكان له مداخلة حول العيش المشترك.

لقاء عالمي حول الهرسك والبوسنة في سلوفاكيا سنة 1998 وقد قدم شهادة حول تجربة العنف وصيغة التنوع في لبنان.

- اشترك في البعثة الدولية من أجل السلام في روندا بعد المجازر العرقية بين الهوتو (Hutu) والتوتسي (Tutsi) سنة 1994 لتقديم شهادة شخصية حول لبنان.

- شارك عدة مرات في الأيام الرومانية في روما حول العلاقات المسيحية الإسلامية وكان له عدة مداخلات حول موضوع "الرجاء في قلب العاصفة".

- رشحته جريدة لاكروا الفرنسية في عددها 19/10/1992 إلى جائزة حقوق الإنسان وكان بين ستة أشخاص اختيروا من دول العالم لمشاريع يقومون بها في بلدانهم لخدمة أغراض السلام وحقوق الإنسان وجاء في إعلان الترشيح "إن اختيار الأب سليم غزال كان نتيجة للجهود التي بذلها خلال سنوات الحرب اللبنانية في سبيل الحفاظ على العيش المشترك وإعادة اللحمة إلى أبناء الشعب الواحد وقد تجسد هذا النشاط في دير المخلص والمنطقة المحيطة به من خلال المشاريع الآتية:

أ -‌ استحداث دورات مهنية لتأهيل الشباب الخارجين من الحرب ومن أفراد الميليشيات السابقة من أجل تعلم مهنة معينة.

ب ‌- إعادة فتح المدرسة الثانوية لاستقبال طلاب المنطقة من جميع الطوائف.

ج - إطلاق المراكز الصيفية للشباب والأطفال ضمن برنامج التربية على السلام.

- في 4 تشرين الثاني سنة 2007 نال جائزة السلام على الأرض العالمية تقديرا لسعيه الدائم لنشر السلام عبر الحوار والتعليم. يمنح هذه الجائزة سنويا تحالف يضم: أبرشية دافنبورت في ولاية أيوا الأميركية - وجامعة القديس أمبروسيوس الكاثوليكية - والجامعة اللوثرية اغسطينا كولدج - والكنيسة المتحدة الانجيلية - وباكس كريستي - Pax Christiوجمعية تواضع مريم. تمنح هذه الجائزة سنويا منذ 1964 احياء لرسالة البابا يوحنا الثالث والعشرين " السلام على الأرض التي أطلقها سنة 1963. " في 22 حزيران 2008 أحتفل بيوبيله الكهنوتي الذهبي.

- حائز على جائزة أديان للتضامن الروحي (2010) وعضو شرف في المؤسسة. من أقواله المأثورة: "لا نخاف على كنيسة فقيرة خادمة وعلى كنيسة تمر في الضيقات، بل نخاف أن نكون كنيسة بدون رجاء".

 

المجلس الثقافي في جبيل احتفل بلقائه السنوي:

نوفل:السبب في استمراريته يعود الى وقف التدخل السياسي

وطنية - 29/4/2011 - اقام المجلس الثقافي في جبيل لقاءه السنوي الذي تخلله عشاء في المنتجع السياحي اده ساندس في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مستشاره للشؤون الخارجية السفير بهجت لحود، النائب سيمون ابي رميا، النائب السابق اميل نوفل، رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، العقيد بسام شبارو ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، القائمقام حبيب كيروز، رئيس اتحاد البلديات فادي مرتينوس، الممثل المقيم للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الدكتور نواف الدبوس، رئيس الصليب الاحمر سامي الدحداح ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

بداية تحدثت المهندسة ماري تريز مرهج، ثم اشار نوفل "الى ان المجلس الثقافي امام تحد وحسرة لان بلاد جبيل تستأهل الكثير من النشاطات الثقافية والاجتماعية والانمائية اللافتة"، مشددا "على اننا لم نتعود بعد اسلوب التضامن والتعاون ولم نقبل بعد ان الهيئات الثقافية تحتاج الى البلديات وغيرها لتقوم بدورها الذي ينعكس ايجابا على الجميع ، والى مناخ من الحرية وشعور المواطن بان المسؤولين عنه يتعاطون لغة الحوار الهادىء والهادف وقبول الاخر وحس المواطنة ورفع شعار ثقافة حضارة الحوار".

واكد "ان السبب في استمرارية المجلس الثقافي وبقائه ينبض منذ تأسيسه في عام 1965 يعود الى قراره بوقف التدخل السياسي على ابوابه مع احترامه لكل التيارات السياسية، لكن ناقش كل فكر سياسي دون ان ينزلق أو يتلون، وهذا ما زرعه المؤسسون في نفوسنا وسلك الرؤساء السابقون مع هيئاتهم الادارية هذا الدرب الطويل واحترم هذا المبدأ".

وكشف عن "موافقة الصندوق الكويتي في لبنان بشخص رئيسه الدكتور نواف الدبوس وبلفتة كريمة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على تجهيز مقر المجلس مع صالة محاضرات تستوعب حوالي مئتي شخص اضافة الى صالة لاخذ الدروس في الموسيقى والرسم".