المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
24 نيسان/2011

إنجيل القدّيس يوحنّا 19/31-37

وإِذْ كَانَ يَوْمُ التَّهْيِئَة، سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ المَصْلُوبِينَ وتُنْزَلَ أَجْسَادُهُم، لِئَلاَّ تَبْقَى عَلى الصَّليبِ يَوْمَ السَّبْت، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا. فَأَتَى الجُنُودُ وكَسَرُوا سَاقَي الأَوَّلِ والآخَرِ المَصْلُوبَينِ مَعَ يَسُوع. أَمَّا يَسُوع، فَلَمَّا جَاؤُوا إِلَيْهِ ورَأَوا أَنَّهُ قَدْ مَات، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْه. لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنُودِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَة. فَخَرَجَ في الحَالِ دَمٌ ومَاء. والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا. وحَدَثَ هذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: «لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم». وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: «سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه

 

سليمان هنأ اللبنانيين والمسيحيين وتمنى قيامة لبنان الدولة

وطنية- 23/4/2011 هنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بعيد الفصح المجيد، متمنياً القيامة الحقيقية للبنان الدولة التي تحمي جميع ابنائها وتظللهم براية المحبة والعدالة والقانون. الى ذلك يحضر الرئيس سليمان قداس الفصح الذي يرئسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي العاشرة والنصف قبل ظهر غد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي .

 

القوات" استنكرت الاعتداء على فريق ال"ام.تي.في" في الغبيري

وطنية - 23/4/2011 استنكرت "القوات اللبنانية" في بيان صادر عن الدائرة الاعلامية "حادثة الإعتداء على فريق عمل تلفزيون ال "أم.تي.في" خلال تغطيته التعدي الحاصل على عقار خاص في منطقة الغبيري يوم أمس". واعتبرت "الإعتداء على الإعلاميين والتعرض لكراماتهم وللمؤسسات الإعلامية والعاملين فيها، ممارسات خطيرة مسيئة الى الحرية والحقيقة ".

وطالبت "كل معني بالأمر بالتحرك والعمل على إيقاف هذه الإعتداءات لما لذلك من تأثير على هيبة القانون وعلى سمعة لبنان

الامين العام للامم المتحدة يدين قتل متظاهرين في سوريا

نهارنت/دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس الجمعة استخدام العنف ضد متظاهرين سلميين في سوريا، داعيا الى وقفه فورا واجراء تحقيق مستقل يتسم بالشفافية.

وقال الناطق باسم بان ان "الامين العام يدين العنف ضد المتظاهرين السلميين في سوريا الذي ادى الى مقتل وجرح اشخاص ويدعو الى وقفه فورا". واكد بان ان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد يجب ان "تحترم حقوق الانسان الدولية بما في ذلك حرية التعبير والتجمع السلمي وكذلك حرية الصحافة". كما دعا مجددا الى "اجراء تحقيق مستقل وشفاف وفعلي في اسباب القتل". ونوّه الامين العام للمنظمة الدولية ببعض الاجراءات التي اتخذت مثل رفع حالة الطوارىء التي طبقت اكثر من اربعة عقود في سوريا. لكنه اكد في الوقت نفسه ان وحده "حوارا شاملا وتطبيقا فعليا للاصلاحات يمكن ان يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري ويؤمن السلام الاجتماعي والنظام".

 

المالح: أكثر من 150 شهيداً منذ الأمس.. ومئات المعتقلين 

وكالات/أكد رئيس "جمعية حقوق الإنسان" في سوريا هيثم المالح أنَّ "إعتقالات حصلت في كل مناطق سوريا"، مشيراً في حديث إلى قناة "BBC" العربية أنَّ "من قرية واحدة فقط إختفى حوالي مئة شخص، فأين إختف هؤلاء"، وأضاف: "هناك اعتقالات وشهداء وجرحى، إذ يقدر أنَّ هناك أكثر من مئة وخمسين شهيداً".

 

قتلى وجرحى خلال تشييع ضحايا في دوما ودرعا بسوريا 

نهارنت/قتل ثلاثة أشخاص على الأقل اليوم السبت في دوما قرب دمشق برصاص "قناصة" متمركزين على سطوح المباني، وذلك أثناء تشييع ضحايا قتلوا أمس الجمعة في تظاهرات معارضة للسلطة، أسفرت عن أكثر من ثمانين قتيلاً، بحسب ما أفاد شهود. وأكد شاهد وناشط حقوقي في دوما التي تبعد مسافة 15 كلم شمال العاصمة السورية لوكالة "فرانس برس" أنَّه "تم إطلاق النار خلال جنازة في المدينة، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى على الأقل وجريح"، واوضحا انَّ "قناصة متمركزين على سطوح المباني، أطلقوا النار على عشرات ألاف الأشخاص المتوجهين إلى مسجد المدفن". وفي درعا، قتل شخصان على الأقل برصاص قوات الأمن السورية أثناء توجههما إلى جنازة ضحايا قتلوا في قمع التظاهرات أمس الجمعة، ما يرفع إلى خمسة على الأقل عدد القتلى اليوم السبت، بحسب شهود وناشط حقوقي. وأوضح الناشط الموجود في المكان طالباً عدم كشف إسمه أنَّ "قوات الأمن أطلقت النار بالرصاص الحي على الأشخاص الذين كانوا يتوجهون من المناطق المجاورة لدرعا إلى عزرا للمشاركة في التشييع، وقتل شخصان على الأقل هما ياسر نصيرات وجمال قنبر". (أ.ف.ب.)

 

عالم دين سعودي يصف سورية بـ"الخبيثة الخطيرة" ويدعو للجهاد لإسقاط الأسد 

وصف عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ صالح اللحيدان الدولة السورية بـ"الفاجرة الخبيثة الخطيرة الملحدة"، ودعا لـ"الجهاد" بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. وقال في تسجيل صوتي نشر على موقع "يوتيوب" إن حزب البعث حزب فاشي خبيث، يزعم أنه يبعث العرب من جديد، ماجاء العرب من بعدهم منه العرب إلا الشر.

ووصف الرئيس السوري بأنه "نصيري"، وقال: "الرجل هذا نصيري، بشار وأبوه أخبث منه قبله، وجناية أبيه خطيرة قتل فيها عدد كبير في لحظة واحدة في سوريا". ودعا اللحيدان "الشعب السوري للجد والاجتهاد في مقاومة النظام السوري حتى لو ذهب ضحايا، أرجو الله إن يوفق السوريين إلى أن يجّدوا ويجتهدوا في مقاومة هذه الدولة الفاجرة الخبيثة الخطيرة الملحدة، أن يباغته ولو هلك من هلك منهم".وأضاف"يرى في مذهب مالك انه يجوز قتل الثلث ليسعد الثلثان، فلن يقتل من سوريا ثلثها إن شاء الله". وقال "نسأل الله إن يعاجل الفاجر بعقوبة ماحقة، وان تتشفى صدور المسلمين هناك وأن يكون ذلك سبب صلاح أهل سوريا جميعاً". ورأى أن "الشعب السوري شعب خير وكانت سوريا لعهد قريب أقرب شبهاً في العادات والتقاليد من عادات الجزيرة من حجاب ونحوه". وكالات

 

سوريا تشيّع قتلى مواجهات أمس.. وإطلاق نار على المشيّعين يوقع قتلى وجرحى 

وكالات/شُيّع اليوم عشرات القتلى في عدة مناطق في سورية سقطوا في مواجهات يوم أمس بين القوى الأمنية ومتظاهرين وتعرضت مواكب التشييع في بلدة ازرع في محافظة درعا وبلدة ودوما في ريف دمشق إلى إطلاق نار على المشيعين سقط فيها عدد من القتلى والجرحى. وقال شهود عيان أن "المشيعين في بلدة ازرع وهم يحملون 10 قتلى وهم في طريقهم لدفنهم، تعرضوا لإطلاق نار سقط منهم 3 قتلى وأصيب أكثر من 15 بجراح دون ان يتم معرفة مصدر الرصاص". وشهدت ساحة البلدية في مدينة دوما إطلاق رصاص كثيف على المشيعين. وقال شهود عيان أن "المشيعين يحملون 4 جثث قتلى قتلوا يوم امس ولدى وصولهم الى ساحة البلدية تعرضوا لإطلاق نار قتل منهم اثنان". بينما شيع 6 قتلى في بلدات المعضمية والحجر الأسود و4 وجوبر وبرزة". من جهة ثانية، ذكرت منظمات حقوقية في بيان اليوم اسماء 35 شخصاً اعتقلوا بين 20 و22 الشهر الجاري.

 

البرلمان الأوروبي يدعو لوقف إراقة الدماء في سوريا "الآن" 

أدان رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك القمع العنيف للاحتجاجات السلمية في سوريا، مطالباً بوقف إراقة الدماء الآن. وأصدر بوزيك بياناً قال فيه ان "القمع العنيف للتظاهرات السلمية في كل أنحاء سوريا غير مقبول ولا بد أن تتوقف إراقة الدماء الآن، هذي هي مسؤولية الحكومة (السورية) الأولى والرئيسية".

وإذ أكد بوزيك أسفه لمقتل متظاهرين في سوريا أمس الجمعة وخلال الأسابيع الماضية، عبر عن تعازيه الصادقة لعائلات وأصدقاء الضحايا. وقال ان "على النظام السوري في النهاية أن يلبي تطلعات شعبه المشروعة، والإعلانات الواهية لن تضلل الناس بعد الآن". وشدد على ان الشعب السوري عبر عن مطالبه بكل وضوح "ويجب أن يتوقف أي شكل من أشكال العنف ضد المتظاهرين المسالمين، فلا مزيد من القتل ولا مزيد من التعذيب ولا مزيد من الاعتقالات العشوائية، ولا بد من إجراء تحقيق مستقل في قتل متظاهرين". ودعا إلى "إطلاق كل سجناء الرأي، وجلب كل المسؤولين عن التعذيب والانتهاكات الأخرى أمام العدالة، بالإضافة إلى رفع الرقابة عن وسائل الإعلام". وكالات

 

الإستخبارات الإسرائيلية: هذه هي قائمة قياديي جهاز العمليات الخارجية في حزب الله

نهارنت/إدّعت مصادر استخباراتية إسرائيلية أنها كشفت النقاب عن أسماء كبار عناصر جهاز العمليات الخارجية التابع لحزب الله المسؤول عن تنفيذ عمليات ارهابية في الخارج.

وبحسب هذه المصادر "يرئس هذا الجهاز طلال حمية خليفة عماد مغنية الذي كان نائبه خلال فترة طويلة وعين قائدا عسكريا للمنظمة بعد تصفية مغنية. علما بان حمية كان ضالعا في العملية الارهابية في بوينس ايرس عام 1992". وتقول المصادر "إن ساعد حمية الأيمن وحارسه الشخصي يدعى أحمد الفائد(الفايد) الذي كان لاذ بالفرار من الاردن قبل 10 سنوات بعد ان حاول إطلاق صواريخ كاتيوشا صوب اسرائيل". كما تشير إلى "مهندس العبوات الناسفة في جهاز العمليات الخارجية في حزب الله فهو المدعو علي حسين نجم الدين ضابط المفرقعات الذي كان المسؤول عن تخطيط العملية التخريبية ضد السفارة الاسرائيلية في اذربيجان عام 2008 والتي تم إحباطها". ولفتت إلى أن نجم الدين "أودع السجن في اذربيجان مع زميله المدعو علي كركي وأفرج عنهما لاحقا ثم عاد الى لبنان حيث يقضي الجانب الاكبر من وقته وله خبرة واسعة في المتفجرات واعداد العبوات الناسفة". كما تتضمن قائمة عناصر الجهاز – بحسب المصادر المذكورة - المدعو مالك عبيد وهو خبير المتفجرات والعبوات الناسفة وكان ضالعا في إعداد وتركيب العبوات الناسفة التي انفجرت في السفارة الاسرائيلية في بوينس ايرس عام 1992. ويشار الى ان عبيد يعرض نفسه علنا في بيروت بصفته "فني تصليح مكيفات الهواء". وتؤكد المصادر الاستخبارية الاسرائيلية ان نجم الدين وعبيد يعتبران مهندسي عبوات ناسفة على أرفع مستوى وبالتالي يشكلان تهديدا ملموسا بالنسبة لأهداف اسرائيلية محتملة. اما المدعو نعيم حريس فهو بحسب المصادر عينها رجل أعمال لبناني مكلف من قبل الجهاز بمهمة تجنيد عملاء لحزب الله في أنحاء العالم ويحمل الجنسية البرازيلية ويزاول رسميا مهنة تاجر الهواتف الخلوية. كما يسارك في تجنيد العملاء لحزب الله في تركيا المدعو محمت طاهر أوغلو وهو تركي الجنسية. والمدعو ماجد الذكور، الملقب بـ"المزور"، هو المسئول عن إعداد جوازات السفر المزورة التي تستخدم لتنفيذ العمليات الارهابية. يشار الى ان جهاز العمليات الخارجية يخضع مباشرة لإمرة حسن نصر الله ويقدم التقارير عن عملياته الى الحرس الثوري الايراني أيضا، دائما بحسب المصادر الإستخباراتية الإسرائيلية.

 

ماروني: قاتل أخي هددني بالقتل في مكان عام وطلب مبلغ 75000 دولاراً

نهارنت/أكد عضو كتلة "الكتائب" النائب إيلي ماروني أنه تعرّض للتهديد وكان يتمنى ان لا يتكلم في هذا الموضوع، شارحاً لاذاعة "لبنان الحر" أن "هناك صفحة منذ فترة على الـfacebook باسم قاتل أخيه جوزيف الزوقي وضعت صورة لسيارات ماروني كتب تحتها أنها ستكون مقبرته". وذكر ماروني انه "وصلتني رسالة عبر الموقع طالبني الزوقي فيها بتأمين مبلغ 75000 $ لبيت اهله وحذرني من دخول المطاعم أو المستشفى لأننه سيتم إستهدافي في هذه الأماكن".  وتوجّه ماروني للأجهزة المعنية بالتحرك، مذكرا بأن "هذه الأجهزة تحركت عندما استهدف رئيس الجمهوريّة". ورأى ان "هناك قاتل طليق يتكلم مع الناس بالصوت والصورة، وكأن هناك جهة ما تموّله وتقوم بإعطائه التوجيهات لكي يرسل التهديدات لنا".

واكّد ماروني انه "من الواضح انهم موجودون في لبنان ومفروض عليهم حماية مشدّدة، ولكنهم مهما اختبأوا فإن حبل المشنقة بانتظارهم".

 

عقاب صقر عاد صباحاً من الرياض.. ولكن.. "فبركات" سورية: إلقاء القبض على صقر في بانياس 

 مصادر "المستقبل": صقر موجود في لبنان وخبر التلفزيون السوري عار عن الصحة

أفاد التلفزيون السوري "الرسمي" أن السلطات السورية ألقت القبض على النائب عقاب صقر في مدينة بانياس السورية، ولم تقدّم القناة أي معلومات إضافية. تجدر الإشارة إلى أن النائب عقاب صقر قد عاد صباح اليوم من الرياض بعد لقائه عدداً من المسؤولين هناك. من جهته، أكّد مصدر مسؤول في تيار "المستقبل" لموقع "القوّات اللبنانيّة" الألكتروني أن الخبر الذي أورده "التلفزيون السوري" الرسمي وقناة "الدنيا" المقربة من النظام السوري ونقله موقع "SyriaNobles" عن القاء القبض على عضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر في مدينة بانياس السوريّة خبر مختلق وعار عن الصحة، مشيراً إلى أن صقر موجود في بيروت وسيكون له إطلالة إعلاميّة لنفي هذا الخبر.

 

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: النظام السوري سيلحق الضرر بالمحور السوري الإيراني مع "حزب الله" 

الأزمة في سوريا تثير حيرة إسرائيل التي تخشى المجهول

  ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الأوضاع في سوريا تثير حيرة إسرائيل التي تخشى من المجهول بسبب عدم معرفتها بتكوينات المعارضة السورية بشكل دقيق.

ونقلت الصحيفة عن مدير سابق لجهاز "الموساد" إفراييم هاليفي قوله إنه لا يوجد تعليق رسمي إسرائيلي على الأوضاع في سوريا "لأنه لا يوجد أي شخص يمكنه الإدلاء بتصريح مماثل أو لديه البيانات المطلوبة للقيام بحكم مدروس". وقال إفراييم سنيه الذي شغل منصب النائب السابق لوزير الدفاع في إسرائيل "إننا نفضل شيطاناً نعرفه"، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الإسلاميين لا يشكلون الأغلبية في المعارضة إلا أنهم الأكثر تنظيماً والأكثر قدرة سياسياً. وأضاف سنيه "إن حلمنا في يوم ما أن بإمكاننا إبعاد النظام العلماني في سوريا عن المحور الإيراني، سيكون أصعب إن لم يكن مستحيلاً في حال كان النظام إسلامياً". وشدد دوري غولد، المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أهمية أن تراقب إسرائيل "من هي المعارضة" في سوريا لمعرفة ما إذا كان الأخوان المسلمون قد يختطفون ما يبدو على أنه رغبة جادة في الحرية. وأعرب غولد عن تخوفه من أن تستفيد إيران من الأحداث الجارية في الشرق الأوسط. وقال شلومو بوم من معهد الدراسات الأمنية الوطنية في جامعة تل أبيب إن الرئيس السوري بشار الأسد حافظ على هدوء الحدود مع إسرائيل وعلى الرغم من دعمه لحزب الله في لبنان إلا أنه رد بحذر على قصف إسرائيل لمنشئة نووية في سوريا، إلا أنه اعتبر أن تغير النظام في سوريا سيلحق الضرر بالمحور السوري- الإيراني مع حزب الله. وكالات

 

فتفت يتهم "حزب الله" بجر لبنان الى فتنة: "أهل مكّة أدرى بشعابها" 

اتهم عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت "حزب الله" وحلفاءه بزجّ لبنان في صراعات هو في غنى عنها وتحديدا فيما يحدث في سوريا، مشيراً الى ان هذا الفريق يصر على ممارسة الكذب المفضوح سياسيّا وإعلاميّا . فتفت وخلال مؤتمر صحافي عقده في دارته في طرابلس، اتهم أيضاً "حزب الله" وفريقه "بالتمهيد لجرّ الفتنة الى لبنان من خلال التهم التي يسوقها ضد "تيار المستقبل" وتقود الى هدر الدم"، محملاً الحزب وقوى "8 آذار" مسؤولية أيّ فتنة تحدث أو أيّ خلل أمني يطال أحد قيّاديي أو نواب "تيار المستقبل".

وقال: "اتهم الحزب وحلفاءه بالانكفاء عن الدفاع عن كرامة وحصانة نواب الامّة بتقصير فاضح من رئيس المجلس النيابي. وإنّ كنّا لا نستغرب هذا التعاطي لانه ينسجم مع مسيرة تميّزت بالتغطية على الشماتة الاعلامية بإغتيال النائب الشهيد وليد عيدو والدعوة لإغتيالي من على منبر الـ"NBN" وكذلك الصمت المطبق إزاء إقتحام ونهب منازل ومكاتب نواب المستقبل في بيروت وتحديدا منزليّ النائب عمّار حوري والنائب جمال جرّاح ومكتبي الشخصي في أيار 2008". وقال: "نشهد منذ فترة هجمة شرسة من "حزب الله" وأتباعه في "8 آذار" ضدّ القوى الاستقلالية وتحديدا "تيار المستقبل" بقياداته ونوابه. تمثّلت هذه الهجمة بمجموعة من الافتراءات والاكاذيب المفضوحة والتي شارك فيها مؤخرا الاعلام السوري متهماً "تيار المستقبل" وبعض نوابه بالتدخل فيما يجري من أحداث مؤلمة على الساحة السورية".

اضاف: "منذ بدء ما سميّ بثورة "الحريّة للشعوب العربية" في تونس مروراً بمصر واليمن والبحرين وليبيا وصولا الى سوريا اعتمد "تيار المستقبل" نهجاً واحداً إنطلاقا من المبدأ القائل " أهل مكّة أدرى بشعابها " رافضا أيّ تدخل في شؤون ايّ بلد عربي آخر لقناعتنا ان الشعوب العربية كلّ في بلدها قادرة على تحديد المسار السياسي الحرّ والديمقراطي الذي تختاره لنفسها. وكما طالبنا الجميع بإحترام خيارات الشعب اللبناني وسيادته فإنّا نحترم خيارات الشعوب العربية وسيادتها . هذا في حين ان حزب الله وملحقاته أصرّوا على زجّ لبنان في أتون الاشتعال العربي وإذا كان ذلك بمعايير مختلفة وفق الضرورة السياسية ، فأحياناً نراهم يساندون حرية الشعوب وأحيانا يستميتون دفاعا عن أنظمة حاكمة".

وإذ سأل: "لماذا هذه الهجمة على "تيار المستقبل" وقياداته؟"، قال: "ندرك تماما ان الاعلام السوري بحاجة لمبررات خارجية، وان تكن واهية وبإخراج رديء، لما يحدث في الداخل السوري ومن الواضح ان أي عاقل يملك حدّاً أدنى من حسّ المسوؤلية لا يمكن ان يعطي أيّ مصداقية لممارسات كهذه".

تابع: "أما في الداخل اللبناني فإن دفع الامور بإتجاه زجّ لبنان في صراعات داخليّة في سوريا أو البحرين أو سواهما قد بلغ حدّ الفتنة وهدر الدم وهو سعيّ يهدف الى محاولة الالتفاف على المطالبة الشعبية بإسقاط السلاح غير الشرعي وهو مطلب لن تنازل عنه لاننا ندرك أنه لا حياة سياسية ولا حريّة ولا ديمقراطية ولا انتخابات ذات معنى في ظلّ هذا السلاح أيّا تكن تسميته، كما يهدف الى التغطية عن العجز السياسي الفاضح لهذه القوى التي حوّلت السلاح الى الداخل وأسقطت حكومة الوحدة الوطنية فهي غير قادرة منذ ثلاثة أشهر على تأليف حكومة تدير شؤون البلاد مما أدى الى تردّي الاوضاع الاقتصادية والامنية بشكل لم يسبق له مثيل".

فتفت اكد ان الآخر "يريد الاستمرار بضرب كلّ مؤسسات الدولة من إقفال المجلس النيابي (المعطّل عمليّا منذ خمس سنوات) الى ضرب رئاسة الجمهورية بعدما فرضوا الفراغ في موقعها لمدّة تجاوزت الستة أشهر سنة 2008 وصولا الى ضرب مؤسسة مجلس الوزراء وموقع رئاسة الحكومة حاليّا". اضاف: "تندرج هذه السياسة في نهج يهدف استراتيجياً الى إسقاط كل مؤسسات الدولة في يدّ الدويلة التي يتحكم بها "حزب الله"، وما الاعتداءات المتكررة على الاملاك الخاصّة والمشاعات العامّة وعلى الاعلاميين الاّ مثالاً آخر على هذه الممارسات. الدولة اللبنانية هي الهدف، العيش المشترك بل العيش الواحد هو الهدف و الحرية والديمقراطية في لبنان هما المستهدفان أيضا". الى ذلك، اتهم فتفت "حزب الله" وحلفاءه "بزجّ لبنان في صراعات هو في غنى عنها وتحديدا فيما يحدث في سوريا في حين نصرّ نحن على رفض أي تدخل في الشأن السوري كما في الشأن الداخلي لأيّ بلد عربي". وقال: "هذا الفريق يفتري على "تيار المستقبل" ونوابه بإتهامات ملفّقة عجزوا عن إيجاد دليل واحد عليها لأن هذا الدليل غير موجود وهم يعلمون ذلك علم اليقين ولكنّهم يصرّون على ممارسة الكذب المفضوح سياسيّا وإعلاميّا". من ناحية اخرى، تطرق فتفت الى الاتهامات التي توجه له بشأن تجييش "حزب التحرير" وتمويله، فأكد انها "كاذبة جملة وتفصيلاً". وقال: "الجميع يعلم، بما فيهم حزب التحرير، حجم التباعد السياسي بيننا فكرياً وتنظيمياً وحتى إنتخابيا وأتحدّى أن يثبت أحدهم أيّ شيئ من هذا القبيل وحتى مجرد لقاء سياسي بيني وبين الحزب المذكور خلال الاشهر الماضية". وتوجه الى "الرأي العام اللبناني محذّرا من فتنة يحضّر لها بأسلوب للأسف تعودّنا عليه في مرحلة سابقة". كما توجّه الى "رئيس الجمهورية ميشال سليمان والى القيادات الامنية لأن يكونوا على مستوى المسؤولية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان، وإلى دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي عليه أن يدرك أنه أصبح أداة في يد فريق لا يريد الخير لهذا البلد".

 

حزب الله" يُسخّر الاتهامات السورية لـ"الشماتة" بـ"تيار المستقبل" 

موقع 14 آذار/فيما يواصل "حزب الله" هجومه على "تيار المستقبل" من بوابة الاتهامات السورية المفبركة، ذكرت صحيفة "اللواء"، اليوم السبت، ان "جهات مكلفة بمتابعة موضوع الاتهامات السورية كشفت أن الأجهزة السورية المعنية بدأت إعداد ملف قضائي لارساله عبر القنوات المختصة إلى لبنان بعدما أبلغت رسمياً عدم جواز تحريك القضاء في لبنان من دون ملف سوري يتضمن وثائق ومستندات". الا أن مرجعاً قضائياً مسؤولاً أبلغ "اللواء" أمس، انه "حتى الساعة لم تتسلم وزارة العدل أي ملف يتعلق بهذه الاتهامات"، مشيراً إلى أن "أي استنابة قضائية أو ملف يفترض أن يمر عبر وزارة العدل اللبنانية، وهذا الأمر لم يحصل بعد". وكان نائب امين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم توجه، امس، إلى "تيار المستقبل" بالقول: "فلتتذوقوا ولو لمرة واحدة الاتهام الذي لا أعرف إلى أين يُوصل، ولكن بحسب زعمكم أنه اتهام سياسي، فاتهام واحد لم تحملوه. على كل حال، الله عزَّ وجل يبتلي المعتدي بما حاول أن يبتلي به الآخرين وبشكل أصعب وأخطر وأعمق". اضاف: "كل يوم نقرأ ونسمع ونشاهد عشرات التصريحات والمواقف والبيانات التي تستنكر اتهام شخص من "المستقبل" بأنه يعتدي على سوريا، وتدَّعي أن هذا اتهام سياسي، فماذا عن الاتهام السياسي الذي بقيت عليه جماعة "المستقبل" أربع سنوات ضد سوريا". اللواء

 

 قرار بعدم منح إقامات للشيعة اللبنانيين والعراقيين المرتبطين بـ"حزب الله"  

"الخليجي" يتقدم بشكوى ضد إيران إلى الأمم المتحدة

طهران أدركت بعد فشل مخططها التخريبي في الكويت والبحرين أنها باتت أكثر عزلة

القنوات الفضائية التابعة لنظام الملالي تواصل إثارة الفتن المذهبية وبث الأكاذيب

"السياسة" - خاص: نيويورك - كونا:تقدم مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة بشأن التدخلات الإيرانية في شؤون دوله, مطالباً مجلس الأمن الدولي باتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لهذه الاستفزازات الصارخة, فيما كشفت معلومات لـ"السياسة" عن قرار خليجي جماعي بعدم منح أو تجديد إقامات الشيعة اللبنانيين والعراقيين المرتبطين ب¯"حزب الله" أو إيران في دول "الخليجي" الست. وبعث الرئيس الحالي لدورة مجلس التعاون السفير الإماراتي أحمد الجرمان إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الحالي لمجلس الأمن ممثل كولومبيا السفير نيستور اوسوريو, برسالتين موقعتين من سفراء دول المجلس الست, مرفقاً معهما البيان الصادر عن اجتماع المجلس الوزاري الاستثنائي للدول الاعضاء في المجلس الذي عقد في الرياض الاحد الماضي. وأشاد الوزراء في البيان ب¯"التقدم الايجابي" الذي حققته مملكة البحرين منذ إعلان حالة السلامة الوطنية, و"التدابير الايجابية" التي اتخذت في هذا السياق, مؤكدين رفضهم القاطع لمضمون رسالة وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي التي وجهها إلى بان كي مون, ودان فيها ما أسماه "اللجوء الى العنف ضد المتظاهرين السلميين في البحرين", مطالباً بسحب ما أسماه "القوة الأجنبية" من المملكة, في إشارة إلى قوات "درع الجزيرة" الخليجية المشتركة.

وأكد الوزراء أن رسالة صالحي تتضمن "تهديدات تعكس التوجه الايراني للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية بشكل مستمر ومتكرر, ونشر الأكاذيب والادعاءات الباطلة ما يولد الاضطرابات ويزعزع الاستقرار في المنطقة".

وحضوا مجلس الأمن على "اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لمثل هذه الاستفزازات الصارخة والتدخلات والتهديدات الصادرة من ايران في محاولة منها لاشعال الفتنة والتخريب في دول مجلس التعاون". وأعربوا عن رفضهم القاطع لأي تدخل في شؤونهم الداخلية, محذرين من أنهم لن يترددوا في اتخاذ جميع السياسات والتدابير اللازمة في الرد.

في غضون ذلك, كشفت أوساط أمنية خليجية ل¯"السياسة", أمس, أن أجهزة الأمن في دول مجلس التعاون اتخذت قراراً جماعياً بعدم منح أو تجديد إقامات الشيعة اللبنانيين والعراقيين المرتبطين ب¯"حزب الله" وإيران, مشيرة إلى أن عدداً من هؤلاء يستثمرون أموالهم في تجارة المواد الغذائية والأدوات المنزلية والأثاث, ويدفعون جزءاً من أرباحهم إلى الحزب اللبناني, الذي يعد الذراع الأكثر تقدماً ل¯"الحرس الثوري" الإيراني في العالم العربي.

وأوضحت الأوساط أن هذا الإجراء الذي كان يدرس منذ وقت طويل "بات الآن ساري المفعول", مؤكدة أن الأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون لن توافق على أي تأشيرات يتقدم بها هؤلاء. ولفتت إلى أن إيران بدأت تغيير سياستها إزاء دول مجلس التعاون, حيث لاحظ العديد من المراقبين إشارات إلى جنوحها نحو التهدئة في محاولة للخروج من الأزمة التي افتعلتها مع عواصم دول الخليج العربية, إلا أن "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين", وفقاً للأوساط, التي أكدت أن دول "الخليجي" لاتزال تقفل أبوابها في وجه كل الإشارات الآتية من طهران, سيما أن "القنوات الفضائية التابعة لنظام الملالي تواصل إثارة الفتن المذهبية في المنطقة, من خلال بث الأكاذيب عن السعودية والبحرين وشتم رموز المملكتين".

وأضافت "ربما تكون إيران أدركت بعد فشل مخططها التخريبي في البحرين وانكشاف شبكة تجسسها في الكويت, أنها باتت معزولة أكثر من الماضي, ولذلك عمدت إلى التهدئة علها تفتح كوة في جدار العزلة, لكن هذا الأمر بات من الماضي, لأن دول الخليج العربية بدأت تدرس خطواتها السياسية جماعياً وبتمعن شديد, وأمامها تجربة 30 عاماً كانت خلالها كلما زادت طمأنة إيران عمدت الأخيرة إلى مزيد من الغدر, الأمر الذي يمنع الركون إلى تهدئة مرحلية تطمح إليها طهران".

ووفقاً للأوساط, فإن النظام الايراني سيدرك عاجلاً أو آجلاً أن كل إشاراته لن تؤدي إلى نتيجة, خاصة عندما تقطع دول مجلس التعاون العلاقات الديبلوماسية معه, ما سيؤدي إلى تشديد الخناق الدولي المفروض عليه, على خلفية البرنامج النووي وإثارة الاضطرابات في المنطقة وأنحاء أخرى من العالم.

ولفتت الأوساط إلى أن أصوات عرب الأحواز التي بدأت تتعالى في إيران مطالبة بالحرية والتخلص من نير القمع الفارسي, إضافة إلى أصوات الايرانيين السنة بوجه عام, تشكل منعطفاً مهماً في كشف سعي نظام طهران إلى إثارة الفتنة المذهبية في المنطقة, وهو ما يجعل الموقف العربي الرسمي مستنداً إلى موقف شعبي لا يقوم على أسس مذهبية.

 

تظاهرات مئات الآلاف في عشرات المدن والمناطق تحولت ثورة شعبية واجهتها السلطات بالرصاص الحي وأفواج الشبيحة 

سورية تغرق بدماء أبنائها في "الجمعة العظيمة": 40 قتيلاً وعشرات الجرحى في قمع مشين للمطالبين بإسقاط النظام

 أهالي الزبداني: لا "حزب الله" ولا إيران نحنا منحرر الجولان

شعارات رفعها الأكراد: "أزاتي بيراتي" أي حرية وأخوة بالعربية

تحطيم تماثيل لرموز النظام في دير الزور وحماه والقنيطرة

مشهد 3 معتقلين تعرضوا للتعذيب أثار الآلاف من أهالي بانياس

شبيحة النظام اعتدوا بالهراوات على المتظاهرين في الرقة

اعتقال إمام مسجد في اللاذقية وإصابة نساء وأطفال في درعا

دمشق - وكالات: شهدت سورية, أمس, يوماً دامياً سقط خلاله 40 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى إضافة إلى مئات المعتقلين, جراء قمع السلطات تظاهرات واحتجاجات عمت عشرات المدن والمناطق وتحولت إلى ثورة شعبية مطالبة بإسقاط النظام, شهدت تحطيم مزيد من تماثيل رموزه وإحراق صورهم.

وبحسب شهود وناشطين, فإن من بين الضحايا ال¯,40 سقط 15 قتيلاً في مدينة أزرع بمحافظة درعا (جنوب) وآخر في مدينة الحراك في المحافظة نفسها, فيما قتل ستة في مدينة دوما (ريف دمشق), إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى أيضا لدى اطلاق قوات الامن النار لتفريق متظاهرين في مدن عدة.

وأفادت معلومات من مصادر حقوقية عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في مدينة حمص, ومناطق المعضمية وزملكا والقابون في دمشق.

دمشق وريفها

وبعد أداء صلاة الجمعة, خرج نحو ألفي شخص للتظاهر في حي الميدان التاريخي الواقع في قلب العاصمة دمشق, وهم يهتفون "الشعب يريد إسقاط النظام", و"حرية حرية", و"الشعب السوري واحد", و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد", إلا أن قوات الأمن استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان "المتظاهرين مروا أمام جامع الحسن في حي الميدان حيث تم تفريقهم من قبل رجال الامن", مشيراً إلى "خروج نحو ألف متظاهر في حرستا" بريف دمشق.

وقال ان "تظاهرة جرت في مدينة الجديدة (10 كم غرب دمشق) شارك فيها نحو 150 شخصا هتفواً "الله سورية حرية وبس".

وفي الزبداني (ريف دمشق) افاد ناشطون حقوقيون ان أكثر من 3 آلاف شخص خرجوا للتظاهر من جامع الكبير في منطقة الجسر بالبلدة القديمة هاتفين بشعارات "الشعب يريد اسقاط النظام" و"الاعلام السوري خائن" و"لا حزب الله و لا ايران نحنا منحرر الجولان" و"الشعب السوري واحد".

كما طالب المتظاهرون "بالإفراج عن المعتقل كمال اللبواني والمعتقل عماد الدالاتي باصيل الذي اعتقل الخميس الماضي من المدينة بالاضافة الى مفقودين منذ الثمانينات".

إلى ذلك, أفاد الشهود أن الآلاف خرجوا في شوارع دوما بعد صلاة الجمعة, مرددين هتافات تدعو الى اسقاط النظام, مؤكدين أن "قوات الأمن قامت بإطلاق النار أولاً في الهواء لتفريقهم ثم مباشرة على المتظاهرين ما أدى إلى سقوط 5 جرحى على الأقل أحدهم إصابته خطيرة".

حمص

وأفاد الناشط الحقوقي نوار العمر ان قوات الامن "اطلقت النار على ثلاث مجموعات من المتظاهرين كانوا في طريقهم الى الميدان" للتجمع فيه في وسط مدينة حمص, مضيفاً ان "شخصين على الأقل أصيبا بجروح", وسط معلومات عن مقتل شخص على الأقل.

وأكد أن عدد المتظاهرين الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة متوجهين في مجموعات للساحة الرئيسية "بلغ عشرات الالاف".

القامشلي

في غضون ذلك, أفاد شهود عيان أن "تظاهرة ضمت ستة آلاف شخص نظمت في القامشلي بعد ان انطلقت من امام جامع قاسمو", مشيرين إلى أنها ضمت "عرباً وأكرادا واشوريين ووجهاء من عشائر شمر وطي", وهم "يحملون اعلاما سورية ولافتات كبيرة كتب عليها: عرب وسريان وأكراد ضد الفساد".

كما هتف بعض المتظاهرين شعارات باللغة الكردية "ازاتي, بيراتي" وتعني "حرية, اخوة" باللغة العربية.

درعا

وفي درعا (جنوب), ذكر شهود عيان ان "بين سبعة وعشرة آلاف متظاهر خرجوا من جميع الجوامع باتجاه ساحة السرايا في مركز مدينة درعا", مرددين هتافات تطالب "بحل الاجهزة الامنية واسقاط النظام", وأخرى تدعو الى "الغاء المادة الثامنة من الدستور" التي تنص على ان "حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة".

بانياس

وفي بانياس الساحلية (غرب), أكد الشيخ محمد خويفكية أن "نحو عشرة الاف شخص تجمعوا في مركز المدينة يدعون الى الحرية والوحدة الوطنية", مشيرا الى "انضمام عدد كبير من اهالي قرية البيضا الى التظاهرة".

واضاف ان "المتظاهرين ثارت ثائرتهم عندما ظهر على المنصة ثلاثة معتقلين تم الافراج عنهم البارحة (الخميس) وبدت عليهم آثار التعذيب", مشيراً إلى أن "المتظاهرين نادوا بإسقاط النظام عقب رؤيتهم هذا المشهد", وسط انتشار أمني وإقامة نقاط تفتيش على مداخل المدينة.

الرقة

وفي الرقة (شمال) قال المحامي عبدالله الخليل ان "التظاهرات التي قامت في الرقة انطلقت من ثلاثة امكنة هي جامع الفردوس وجامع الفوال والجامع الكبير في الساحة الرئيسية", قبل ان يتم تفريقهم من قبل "بلطجية" (شبيحة النظام).

واضاف ان "اكثر من مئة شخص انطلقوا من امام جامع الفردوس قبل ان يلتحق بهم المئات من الشوارع المجاورة له", مشيراً إلى ان "عناصر من البلطجية حاولوا الاندساس بينهم ورفعوا صورا للرئيس الا ان المتظاهرين تفرقوا الى مظاهرات صغيرة".

واشار المحامي الى ان المشاركين كانوا يهتفون "اسمع اسمع يا درعاوي, اجاك اجاك الرقاوي".

كما ذكر ان "اكثر من مئتي متظاهر انطلقوا من امام جامع الفوال واشتبكوا مع البلطجية الذين قاموا بضرب المتظاهرين بالهراوات".

وتمت السيطرة على المظاهرة التي انطلقت امام الجامع الكبير بشكل مختلف, حيث وقف أعضاء من حزب البعث وعلى رأسهم المحافظ عدنان السخني امام الجامع, بحسب المحامي الذي شاهد المحافظ "يقوم بتوقيع مطالب عدة قدمها له المواطنون" واصفاً الأمر "بانه يشبه توزيع هبات".

وأشار ناشط حقوقي آخر أن "قوات الامن اعتقلت ثلاثة اشخاص من امام جامع الفوال وعشرة اشخاص من أمام غرفة التجارة في الرقة".

تحطيم تماثيل

في موازاة ذلك, أوردت صفحة "الثورة السورية" على "فيسبوك", والتي دعت إلى تظاهرات أمس تحت عنوان "الجمعة العظيمة", بعض أسماء الضحايا وهم: كمال بركات من برزة في دمشق, وسامر جوعانة من القابون التي تقع شرق العاصمة بين برزة شمالاً وحرستا وعربين شرقاً وجوبر جنوباً, ومحمد بسام الكحيل من حمص, إضافة إلى إصابة 50 شخصاً على الأقل في درعا بينهم نساء وأطفال, واعتقال إمام مسجد الرحمن في اللاذقية أيمن راعي.  ووفقاً لصفحة الثورة, فقد عمد أهالي دير الزور وحماه والقنيطرة في الجولان خلال تظاهرات حاشدة إلى تحطيم تماثيل للرئيس السوري بشار الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد, إضافة إلى تمزيق صورهما وإحراقها, فيما اعتدى الشبيحة على المحتجين في الحسكة وحلب.

وفي المحصلة, أكدت صفحة الثورة خروج تظاهرات في الحجر الأسود والميدان والقدم والزاهرة وبرزة والقابون والسيدة زينب بدمشق, وحرستا ودوما وداريا والكسوة والزبداني والتل وزملكا وعربين وعرطوز ويبرود المعضمية وقطنا بريف دمشق, وتلدو ودير بعلبة والرستن وتل كلخ والقصير بحمص, وجاسم وازرع والشيخ مسكين والحراك بدرعا, والسلمية وصوران بحماه, وجرجناز وبنش ومعرة النعمان بإدلب, واللاذقية وجبلة وطرطوس وبانياس, وعامودا والدرباسية وراس العين بالقامشلي, والبوكمال والميادين بدير الزور, والرقة, ومنطقة صلاح الدين بحلب, إضافة إلى القنيطرة في الجولان. بعض الإصابات! في المقابل, اكتفى النظام, من خلال وكالة الأنباء الرسمية "سانا", بالحديث عن وقوع "بعض الإصابات عندما تدخلت قوات الامن جزئيا في حرستا والحجر الاسود (ريف دمشق) وفي حماه (وسط) والقامشلي (شمال شرق) بواسطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لفض إشكالات وقعت بين المتظاهرين وبعض المواطنين". وذكرت الوكالة ان "مظاهرات محدودة خرجت في عدد من المحافظات".

 

مسؤولون أميركيون يقولون إنهم لا يحظون بأي نفوذ يذكر على دمشق

تصاعد التظاهرات في سوريا يضع إدارة باراك أوباما في مأزق

أشرف أبو جلالة /ايلاف

لم تتخذ الإدارة الأميركية حتى الان أي خطوات ملموسة للضغط على النظام السوري إلا من خلال إدانة حملات القمع ضد المتظاهرين. وتضع الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في سوريا إدراة باراك أوباما في مأزق. القاهرة: وضعت المظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة في سوريا إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في مأزق، في الوقت الذي تحاول فيه الأخيرة أن تحمي مجموعة من المصالح الأميركية الأوسع في النطاق وفي نفس الوقت تدعم ما وصفتها بالتطلعات المشروعة للشعب السوري، تبعاً لما أكدته اليوم صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. ومنذ أن بدأت التظاهرات قبل خمسة أسابيع، وتحركها صوب ما يقول المنظمون إنها ستكون جمعة المواجهة الحاسمة مع حكومة الرئيس بشار الأسد، قامت الإدارة الأميركية بإدانة حملات القمع الرسمية، لكن رفضت اتخاذ خطوات ملموسة للضغط على دمشق. وقال مسؤولون أميركيون إنهم لا يحظون بأي نفوذ يذكر على سوريا، التي مُنِعَت من المساعدات الأميركية وجزء كبير من التجارة الثنائية بموجب تسميتها من قِبل الخارجية الأميركية بأنها دولة راعية للإرهاب وبموجب قوانين أخرى. وأوردت الصحيفة في هذا الصدد عن مسؤول بارز من داخل الإدارة الأميركية، قوله: "لدينا عقوبات بالفعل. ويمكننا متابعة ما إن كانت هناك طرق إضافية لتشديد الضغط، لكني لا أريد أن أتحدث عن أن هناك أي شيء وشيك".

ومضت الصحيفة تقول إن قدراً من تردد الإدارة الأميركية يرجع بلا شك إلى وجود شعور واضح بالتعب بين واضعي السياسات الذين يعانون من أشهر من الأزمات السياسية في منطقة الشرق الأوسط. لكن هناك أسباباً أكثر واقعية، من بينها تردد في إضافة مزيد من عدم اليقين إلى عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية الهشة؛ وعدم رغبة، تتقاسمها تركيا وغيرها من دول الجوار، في التعاون مع الأسد بشأن مستقبل غير معلوم؛ واعتقاد كامن بين البعض بأنه من الممكن إقناع الرئيس السوري باعتماد إصلاحات حقيقية.

وقد تقاربت الإدارة الأميركية من نظام الأسد على مدار العامين الماضيين، وسمحت بنقل قدراً من التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، والأكثر أهمية من ذلك رفع القيود المفروضة على قطع الغيار أميركية الصنع لشركة الطيران السورية.

وكجزء من دفء العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، أرسلت الإدارة الأميركية العام الماضي أول سفير أميركي إلى دمشق منذ العام 2005، عندما انسحب تمثيل دبلوماسي رفيع المستوى بعد أنه اُتُهِمَت سوريا في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق، رفيق الحريري. وقد توفي أكثر من 200 شخص، على خلفية أعمال العنف والتنازلات التي بدأت في سوريا الشهر الماضي. وعلى عكس رفضها التام لأساليب القمع الحكومية في بلدان عربية مثل مصر والبحرين، وبعيداً عن تدخلها المباشر في ليبيا، رفضت إدارة أوباما بشكل لا لبس فيه توجيه اللوم للرئيس الأسد، الذي تولى مقاليد الحكم في البلاد منذ عشرة أعوام بعد وفاة والده الذي استمر في الحكم على مدار 3 عقود.

وسبق لوزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن قالت نهاية الشهر الماضي "هناك قائداً مختلفاً الآن في سوريا. وكثيرون يعتقدون أن الأسد شخصية إصلاحية". وأدانت كلينتون أول أمس تواصل أعمال العنف التي تمارَس بحق المتظاهرين السلميين من جانب الحكومة السورية وكذلك أي استخدام للعنف من جانب المتظاهرين.

وتابعت "واشنطن بوست" حديثها في هذا الشأن بقولها إنه وبناءً على ما قد يحدث في تظاهرات اليوم الجمعة، قد يضغط بعض أعضاء الكونغرس الأميركي من أجل فرض عقوبات أغلظ ضد سوريا، عندما يعودون إلى واشنطن الأسبوع المقبل بعد انتهاء عطلة الربيع. واتهم بعض المحللين الرئيس أوباما بالفشل في التنبؤ بأن رحيل الأسد سيعمل على تقوية السياسة الأميركية في المنطقة، بما في ذلك التعامل مع إيران. ونقلت الصحيفة هنا عن اليوت أبرامز، مدير شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي إبان الرئيس جورج بوش، قوله "قد يؤدي طرد بشار الأسد من السلطة إلى حرمان إيران من عدة فوائد (منها تسهيل نقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله وإتاحة الموانئ السورية كمنفذ لإيران على البحر الأبيض المتوسط)، وهي الفوائد التي توصف بالمكسب الكبير بالنسبة لواشنطن والخسارة الكبرى لطهران".

وفي المقابل، كان هناك فريق آخر من المحللين المتعاطفين مع المعضلة التي تمر بها الآن الإدارة الأميركية. حيث قال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، والذي يعيش في سوريا، إن ضعف المؤسسات الوطنية في سوريا، وكذلك التيار التحتي الإسلامي القائم منذ مدة طويلة، وإن كان نائماً، كلها ظروف تمنح الإدارة الأميركية القليل من البدائل الجيدة لاستمرار الأسد في الحكم.  وأشار لانديس إلى أبرز دول في المنطقة، وهي إسرائيل وتركيا ولبنان لديها مصلحة في أن يظل بشار الأسد في سدة الحكم.

 

88 قتيلاً في جمعة دموية.. نظام الأسد يريد إسقاط الشعب 

دمشق - وكالات : 23/4/2011 

سقط 88 قتيلا على الأقل في أحداث (الجمعة العظيمة) التي تعرضت فيها التظاهرات للقمع في العديد من المدن السورية، فضلا عن ريف دمشق وضواحي العاصمة، واتهم النشطاء السلطة بإشراك (البلطجية) و(الشبيحة) في القتل والتنكيل بالمحتجين، بينما اتهمت السلطة الإعلام الخارجي بالتحريض والتضليل.

وأفاد ناشطون ومنظمات حقوقية أمس الجمعة بأن أكثر من 88 شخصا قتلوا وأصيب العشرات إثر إطلاق قوات الأمن السورية النار لتفريق متظاهرين في عدة مدن.

وذكرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان ومقرها لندن في بيان حصلت وكالة الأبناء السورية على نسخة منه، (ارتكبت قوات الأمن السورية مجازر في العديد من المدن والمناطق السورية أمس الجمعة سقط على إثرها 72 مواطنا ومئات الجرحى). وأوردت اللجنة في بيانها أسماء معظم القتلى الذين سقط 30 منهم في مدينتي حمص (وسط) وازرع في محافظة درعا (جنوب) وعشرات آخرون في منطقة دمشق وريفها. ونشر عدة ناشطون حقوقيون آخرون على الانترنت لوائح بأسماء أكثر من 70 قتيلا سقطوا في مظاهرات اليوم الذي أطلق عليه (الجمعة العظيمة). وفي دوما القريبة من العاصمة دمشق سقط على الأقل ثلاثة متظاهرين برصاص الأمن, فيما سقط قتلى وجرحى في منطقة القابون في ريف دمشق. وفي بلدة ازرع والحراك التابعتين لمحافظة درعا سقط تسعة قتلى على القأل فيما كان المتظاهرون يرددون هتافات تدعو لإسقاط النظام، وعبر متظاهرون في جاسم التابعة أيضاً لدرعا عن رفضهم للإصلاحات التي أعلنها الرئيس السوري. وتحدث شهود عيان وحقوقيون عن سقوط خمسة قتلى في منطقة الحجر الأسود وثلاثة في جوبر قرب دمشق وثلاثة قتلى في المعظمية. وانطلقت مظاهرات حاشدة الجمعة في دمشق وحمص ودرعا ودوما والحسكة والقامشلي وغيرها من المدن السورية وخلفت عشرات الجرحى بعد أن واجهها الأمن بالذخيرة الحية ومسيلات الدموع. ونقل شهود العيان سقوط ستة جرحى في إطلاق نار وغاز مسيل للدموع في منطقة الحجر الأسود قرب دمشق وسقوط 5 جرحى في مدينة دوما السورية و3 آخرين في مدينة حمص، فيما تحدثت أنباء عن سقوط جريحين آخرين في مدينة درعا. وكان ناشطون دعوا عبر مواقع الإنترنت السوريين بمختلف طوائفهم إلى التظاهر الجمعة في ما سمّوه يوم (الجمعة العظيمة)، غير عابئين بدعوة السلطات إلى إيقاف الاحتجاجات، نقلاً عن تقارير لوكالة رويترز ووكالة الصحافة الفرنسية. وأكد شهود العيان أن الجيش السوري انتشر خلال الليل في مدينة حمص، وذلك قبل صلاة الجمعة التي كانت إيذاناً باشتداد الاحتجاجات على الحكم الشمولي خلال الأسابيع الخمسة الماضية.

(الجمعة العظيمة)

 وترافقت الدعوة للاحتجاج مع صورة لجرس الكنيسة بين قبتي مسجد، تأكيداً على مخاطبة كافة طوائف الشعب السوري، وأرفق بالصورة شعار (معاً نحو الحرية، قلب واحد، يد واحدة، هدف واحد). وأوضح المنظمون في صفحتهم الإلكترونية على الإنترنت أن (تسمية الجمعة العظيمة جاء بناء على طلب الشباب في سورية، ووفاء لأهلنا من مسيحيي درعا وحمص والبيضا وكل سورية البواسل، الذين سقط منهم العشرات من الجرحى مع المسلمين في مظاهرات الحرية والكرامة). وأضافوا (نحن شعب واحد، كلنا سوريون، ولن يستطيع النظام الظالم أن يفرقنا رغم كل محاولاته المستميتة). ووجهت الداخلية السورية نداء إلى المواطنين بالامتناع عن القيام بأي مسيرات أو اعتصامات أو تظاهرات (تحت أي عنوان كان)، مؤكدة أنها ستطبق (القوانين المرعية) من أجل استقرار البلاد.

أوباما يهاجم الأسد بسبب العنف (المفرط)

من جانبه، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الحكومة السورية أمس الجمعة إلى الكف عن استخدام العنف (المفرط) ضد المتظاهرين واتهم الرئيس السوري بشار الأسد بالسعي للحصول على مساعدة من إيران. وقال اوباما في بيان (لابد وضع نهاية الآن لهذا الاستخدام المفرط للعنف لإخماد الاحتجاجات. بدلا من الاستماع لشعبه ينحى الرئيس الأسد باللائمة على أطراف خارجية في الوقت الذي يسعي فيه للحصول على مساعدة إيرانية لقمع المواطنيين السوريين من خلال نفس الأساليب الوحشية التي يستخدمها حلفاؤها الإيرانيون).

البيت الأبيض يدين عنف الحكومة السورية

وفي واشنطن حث البيت الأبيض الحكومة السورية على وقف العنف ضد المتظاهرين ودعا دمشق إلى الوفاء بوعود الإصلاح.

وجاءت تلك التصريحات في الوقت الذي قتلت فيه قوات الأمن السورية بالرصاص عشرات المحتجين وفق ماذكره نشطاء في أكثر الأيام دموية خلال شهر من الاحتجاجات المتصاعدة ضد الرئيس بشار الأسد. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين أثناء عودة الرئيس باراك أوباما جوا من كاليفورنيا إلى واشنطن نأسف لاستخدام العنف.

ودعا كارني الحكومة السورية إلى التوقف والكف عن استخدام العنف ضد المحتجين والوفاء بوعود الإصلاح.

مناشدات دولية

ودعت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش السلطات السورية إلى عدم قمع التظاهرات المقررة الجمعة، والتي قد تكون بحسب هاتين المنظمتين المدافعتين عن حقوق الانسان (أكبر تظاهرات يشهدها البلد حتى الآن). وذكرت منظمة العفو أن 228 شخصاً على الأقل قتلوا منذ منتصف مارس/آذار في سورية.

وقال مدير المنظمة في الشرق الأوسط مالكولم سمارت إنه (يتحتم التعاطي مع هذه التظاهرات بذكاء، واحترام القانون الدولي، لتجنب سفك مزيد من الدماء في شوارع سورية).

وتشهد سورية موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة في عدة مدن منذ 15 مارس للمطالبة بإصلاحات، وإطلاق الحريات العامة، وإلغاء قانون الطوارئ، ومكافحة الفساد، وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين. ويملك الرئيس الأسد، الذي تدعمه عائلته وجهاز أمني مهيمن، سلطة مطلقة في سورية. 

 

الفتنة النجادية وشيعة الخليجي

السياسة الكويتية/أحمد الجارالله

 فات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, في خطاباته الأخيرة, أن ثقافة المذهبية التي تفتك بالنسيج الاجتماعي العربي, والخليجي منه خصوصاً, لم تكن موجودة قبل شعار "تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية" الذي رفعه نظام الملالي في العام 1979 حين أطيح بالشاه, واستناداً إلى هذه الحقيقة فإن إيران هي من يؤسس للفتنة السنية- الشيعية, التي يحذر منها الرئيس نجاد, وحتى إذا سلمنا جدلاً أن من يسميه "العالم الاستكباري" أو "الشياطين" حسب رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني يدفع بهذا الاتجاه, أليس على الدولة التي تدعي أنها المدافع الأول عن الإسلام والمسلمين والمستضعفين في العالم, أن تفوت الفرصة على هذا "العالم الاستكباري" أو "الشياطين" وتحبط مؤامراته أقله في إيران عبر منح السنة والعرب الاحوازيين حقوقهم الكاملة, وأقل القليل في ذلك حرية بناء المساجد والصلاة فيها بحرية, والكف عن الخطاب المذهبي التحريضي مع دول الجوار?

لا يمكن للرئيس محمود أحمدي نجاد ومعه لاريجاني ونظام الملالي كله جعل المنطقة رهينة المشروع التوسعي الفارسي تحت أي شعار, لا في "تصدير الثورة" الساقط منذ بدايات رفعه, رغم كل الشحن المذهبي الذي رافقه, ولا في غيره من الشعارات, لأن أول من تصدى له هم الشيعة العرب الذين يدركون حقيقة الأطماع الإيرانية, بدءاً من السعي إلى تشويه مذهب آل البيت, وانتهاءً بالسعي الدائم إلى فرض قم كمقر للمرجعية الشيعية وإقصاء النجف عن دورها التاريخي الذي اضطلعت به منذ 1300 عام, لهذا لن يستبدل الشيعة العرب بالأعلى الأدنى, أو يختاروا النموذج الإيراني لأنهم في مجتمعاتهم العربية يعيشون حياة حرة كريمة تواكب العصر, فيما الشعب الإيراني محكوم بالحديد والنار, وبالتالي فهم لن يتخلوا عما هم عليه للالتحاق بدولة خائبة, إلا من كان منهم يعاني من عقدة الاضطهاد والمظلومية, وهؤلاء قلة قليلة لا يعول عليهم.

ينسى نجاد ونظامه أن هناك وزراء ونوابا وسفراء وأصحاب مناصب رفيعة من الشيعة في كل دول مجلس التعاون, ولم تنظر دولهم إلى أصولهم أو مذهبهم لأن شرط الكفاءة هو الأساس, ويتمتعون بكامل حقوقهم من دون أي نقصان, بينما المفكر جلال الدين الفارسي لم يسمح له بالترشح لرئاسة الجمهورية في إيران لأن أمه من أصول عربية, ولم تولَّ أي شخصية سنية وزارة أو وظيفة من الدرجة الأولى في النظام الإيراني طوال العقود الثلاثة الماضية, فقط بسبب الانتماء المذهبي, فهل ينكر نجاد ونظامه حقيقة وجود شخصيات مفكرة ومرموقة في العالم من السنة الإيرانيين? وهل في ذلك شيء من عدالة الاسلام? ليطمئن نجاد أن الفتنة ستُحبَط هذه المرة كما أحبطت غيرها من الفتن الإيرانية, ولن يكون الشيعة العرب أدوات لنظام طهران في مشروعه التوسعي, وعليه ألا ينتشي كثيراً من هيمنة "حزب الله" في لبنان بقوة السلاح على الدولة, ولا بحفنة من الحوثيين ارتموا بأحضان طهران, ولا حتى بالجماعات العراقية المرتهنة لحرسه الثوري, لأن كل ذلك يساهم في دق المسامير بنعش النظام الإيراني ومشروعه ويكشف مدى تدخله في الشؤون الداخلية للدول العربية.

لهذا ليس لتحذيرات نجاد من حرب عربية - إيرانية, غير معنى واحد وهو أن طهران خلعت قفاز الحرير وأظهرت سكين الغدر والعنصرية بتهديد العرب بالحرب, وهنا نسأل: مَنْ عليه أن يحذر مَنْ?! دول الخليج العربي التي أغرقتها إيران بشبكات التجسس وبالخلايا الإرهابية النائمة, والشحن الإعلامي الفتنوي, أم إيران التي تعسكر كل شيء حتى الماء والهواء?!

 

سورية.. لا فائدة من «المقاومة»!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

يا لها من جمعة دامية في سورية! حيث جوبه المواطنون العزل يوم أمس بالقمع والقتل، ويبدو أننا بتنا اليوم أمام التعريف الفعلي لشعار «المقاومة» الذي كثيرا ما تغنت به دمشق، على المستويات كافة. فيبدو، ومما يحدث في سورية، أن «المقاومة» هي أن تقاوم شعبك، وتقاوم مطالبه الإصلاحية المشروعة، ولو باستخدام السلاح!

استخدم النظام السوري كل الأساليب لإقناع السوريين، والخارج، بأن ما يحدث في سورية هو مؤامرة، وعمل إرهابي متطرف، ومرات قيل إنه مؤامرة صهيونية - أميركية، ولم يقنع هذا الكلام أحدا، فبدلا من أن يسارع النظام السوري إلى تقديم إصلاحات حقيقية، ومن خلال قرارات يلمسها المواطن، أضاع النظام الفرصة تلو الأخرى، ووقع في الفخ الذي وقع فيه آخرون من قبل.. من نظام بن علي، مرورا بمبارك، ومثل ليبيا واليمن اليوم، حيث لم يتنبه النظام السوري لعامل التوقيت الذي هو كل شيء، وفي أي شيء. ولذا فمن الطبيعي أن نرى اليوم سقف المطالب يتصاعد في سورية، حيث بدأت المظاهرات تردد، وعلى رؤوس الأشهاد: «الشعب يريد إسقاط النظام»!

فرغم منع الإعلام من التغطية داخل سورية، ومحاولة تغييب حقائق كثيرة من الأرض، فإن الصور اليسيرة التي يوفرها المتظاهرون من خلال الإعلام الجديد تبين لنا أن الأوضاع في سورية باتت تنحو منحى آخر ليس في مصلحة النظام، ويتضح ذلك بوضوح من خلال محتوى اللافتات المرفوعة في المدن السورية، وكذلك حجم الحشود المتظاهرة الذي بات في تزايد، وفي عدة مدن، وبمشاركة واسعة من جل أطياف المجتمع السوري، وهذا كله مؤشر على مأزق النظام، خصوصا أن سورية دولة تقوم على الأمن، والخوف.

وكدليل على تفاقم الموقف وصعوبته على النظام السوري، فقد بدأ الترويج اليوم إلى أن أمرا ما قد يحدث من قبل حزب الله تجاه إسرائيل، وذلك للهروب إلى الأمام، ومن أجل رفع الضغط عن النظام السوري، وتجنب ورطة حدوث تغيير حقيقي في سورية، مما يشكل كارثة حقيقية بحق إيران وحزب الله. إلا أنه وفي حال ما قام حزب الله بعمل من هذا النوع، فمن الصعب توقع ردود أفعال إيجابية في المنطقة، سواء تجاه إيران أو حزب الله، ناهيك بالطبع بسورية، فحينها ستكون اللعبة مكشوفة، بل ومفضوحة، وستكون عواقبها جنونية على حزب الله، وقبله سورية، حتى لو تصرف الحزب بطلب من إيران وحدها، وليس دمشق. وعليه، فقد سقطت أوهام، وشعارات، كثيرة في منطقتنا جراء الزلزال السياسي الذي لا يزال يضرب في عدة دول عربية، ومن أبرز هذه الشعارات الزائفة شعار «المقاومة». فإذا كانت المقاومة هي ما نراه في سورية من قبل النظام ضد المواطنين السوريين العزل، أو أن المقاومة هي ما فعله، ويفعله، حزب الله في لبنان، خصوصا في حال ما أراد فتح جبهة عسكرية مع إسرائيل لإنقاذ أوراق إيران في المنطقة، فقد بات من الضروري القول لهؤلاء إنه لا فائدة من «المقاومة»!

 

نائب عوني لموقعنا: عون مشى بعشرة وزراء وجنبلاط سيقف مع الاكثرية لا مع سليمان وميقاتي في المفاصل الكبرى  

٢٣ نيسان ٢٠١١ /موقع 14 آذار

يؤكد نائب في تكتل التغيير والاصلاح ان العماد ميشال عون وافق على التوزيعة الوزارية التي تتداولها وسائل الاعلام والتي تعطي 10وزراء للتكتل و11 وزيراً لرئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط و9 وزراء لحركة امل وحزب الله وبعض الاطراف في 8 آذار.

ويقول النائب المذكور لموقعنا ان العماد عون اوحى للمقربين منه بان عملية تشكيل الحكومة حققت تقدماً وبان الامور المتعلقة بهذا الشأن تمضي قدماً.

الا ان عون لا يفصح علناً عما تحقق من هذا القبيل مع ان كل المعطيات تؤكد ما سبقت اليه الاشارة.

ويرى النائب المذكور ان تكتل التغيير والاصلاح سيحصل على الحصة التي هي من حقه اساساً اي 40% واكثر وان باسلوب غير مباشر.

وقد اشار النائب المذكور الى ان مكونات الاكثرية الجديدة تعتبر صفاً واحداً ويمثل كل منها سائر حلفائه بالتالي فان التكتل سيجد نفسه ممثلاً عبر اي من الوزراء الحلفاء.

ويذهب النائب الى ابعد من ذلك بقوله ان النائب جنبلاط يحرص على اقناع الجميع بانه الى جانب الوسطيين وفي طليعتهم الرئيس سليمان كذلك الرئيس ميقاتي.

غير ان النائب المذكور يشدد على ان جنبلاط سيقف الى جانب حزب الله وسوريا في نهاية المطاف واذا ما تطلبت الظروف اتخاذ مواقف حاسمة وتحديد خيارات مفصلية.

واعتبر النائب المذكور ان التركيبة التي يتم تداولها تعني ببساطة ان الاكثرية الجديدة حصلت على النصف زائداً واحداً وهذا شكلاً لكنها ستمسك بالثلثين من خلال النائب جنبلاط فعلاً اذ لن تعود الرئاستان الاولى والثالثة والحالة هذه قادرتين على التعطيل بالاستناد الى زعيم المختاره وها هي تجربة الوزير عدنان السيد حسين خير دلالة على ذلك.

ويؤكد النائب المذكور ان وزارة الداخلية لا تزال العقدة الاساسية لكنه واثق من التوصل الى مخرج يرضي سليمان وعون سواء استغرق الامر وقتاً ام لا.

ولفت النائب المذكور الى ان الرئيس ميقاتي مضطر ان يدوزن مساره وان "يشطح" صوب التطرف الطائفي وارضاء اهل طائفته والتردد على دار الفتوى من حين الى آخر.

وحسب النائب المذكور فان ميقاتي يسعى من خلال ذلك الى تعزيز وضعيته في الرئاسة الثالثة وتفادي الاضرار اللاحقة بقاعدته الشعبية اضافة الى قطف الثمار في التشكيلة الحكومية وفي اي توافق سياسي قد ترعاه الاكثرية للمرحلة المقبلة.

ورأى النائب المذكور ان ميقاتي عرضة للملامة لكنه موضع تفهم في الوقت نفسه وهو يتعرض للانتقاد الشديد من عون ليحصد تكتل التغيير والاصلاح اكبر حصة في الحكومة الامر الذي يندرج في خانة المناورة الطبيعية والمعتادة عند اي تشكيلة وزارية. ولفت النائب المذكور الى ان الكيمياء بين الجنرالين سليمان وعون "مش راكبة" لكنهما مضطران ان يتعايشا لاكثر من سبب. وعن الموقف السوري من مجريات عملية التشكيل اكد النائب المذور ان من مصلحة سوريا ان تتشكل حكومة في لبنان. وتوقف النائب المذكور عند اعتقاد الكثيرين بان دمشق لا ترغب في تشكيل الحكومة اللبنانية. وهو يرى ان دمشق لا تزال تمون بقوة على حزب الله وسائر مكونات الاكثرية لكنها قد لا تكون تريد تسريع التشكيل اما بانتظار ما سيطرأ في الداخل السوري اما حتى تتهيأ الاجواء المؤاتية ليقطف النظام السوري الثمار من السعودية او من دول اخرى معنية بالوضع اللبناني. وحسب النائب المذكور لم يعد هناك من طرف لبناني قادر على حسم اللعبة لصالحه مثلما يشاء وكيفما ستدور الايام حتى ان حزب الله لم يعد قادراً على تخويف الناس بفائض القوة الذي ظل يطبع سلوكيته في الاشهر الماضية.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 مستقبل مصر وراء تقسيم ليبيا الى 3 ولايات

الحياة/سليم نصار *

عام 1968 اجتاحت القوات السوفياتية مدينة براغ، إثر تظاهرات شعبية معارضة، لم تلبث موسكو أن أسكتتها بقوة الحديد والنار. ونقلت وكالات الأنباء في حينه صورة شاب يدعى «بلاخ» قام بإحراق نفسه في الساحة العامة، كمظهر من مظاهر الاحتجاج على القمع المسلح لبلاده. وكان «بلاخ» يتوقع أن يحدث انتحاره انتفاضة شعبية عارمة تمهد لظهور مقاومة واسعة. ولكن توقعاته لم تتحقق إلا في عام 1989. أي عندما بدأت المنظومة الاشتراكية تتفكك في عهد غورباتشيف. والسبب أن الشعب في تشيكوسلوفاكيا لم يكن منظماً بشكل جماعي، للوقوف في وجه الغزاة. وعندما حدث الانفصال المخملي لتشيكوسلوفاكيا، برز اسم «بلاخ» في الذاكرة الجماعية كبطل من أبطال المقاومة.

في شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي، أحرق الشاب التونسي محمد بوعزيزي، نفسه احتجاجاً على سوء المعاملة والتهميش الاجتماعي. وشكّلت تلك الحادثة موجة شعبية من السخط أدت الى إسقاط النظام وهرب الرئيس زين العابدين بن علي مع عائلته وحاشيته.

ثم اتسعت موجة التغيير لتتحول الى «دومينو سياسي» انتقلت تفاعلاته المعدية الى مصر وليبيا واليمن والبحرين وسورية. وبما أن الاعتصامات والتظاهرات تمت بفضل الشعوب المهمشة منذ نصف قرن تقريباً، فإن الأسئلة التي يطرحها المراقبون تتناول طبيعة هذه الانتفاضات وما إذا كانت ستتحول الى ثورات؟

ذلك أن الثورات - كما يعرّفها المؤرخون - هي التي تلغي كل مراحل الماضي، وتؤسس نظاماً جديداً منفصلاً عن ذلك الماضي. هذا ما فعله لينين وستالين وتروتسكي الذين دمروا امبراطورية قياصر روسيا، وبنوا فوق ركامها نظاماً شيوعياً ملحداً استمر أكثر من سبعين سنة. بل هذا ما فعله ماو تسي تونغ في الصين وكاسترو في كوبا والخميني في إيران.

وقد شهد المشرق العربي في الخمسينات والستينات، موجة انقلابات عسكرية دشنها حسني الزعيم في سورية، ثم طورها جمال عبدالناصر بإلغاء الملكية في مصر، ومساعدة عبدالله السلال على إلغاء حكم سلالة الإمام حميد الدين في اليمن واستبداله بنظام جمهوري. كذلك ولدت خلال تلك المرحلة سلسلة انقلابات عسكرية كان أهمها انقلاب معمر القذافي في ليبيا الذي أنهى حكم محمد إدريس السنوسي وأقام مكانه «الجمهورية الشعبية الليبية».

ويُستدل من تداعيات تلك المرحلة أن الشعوب العربية لم تكن مشاركة في صنع مستقبلها واختيار حكامها. واستغل القذافي هذا الشلل الداخلي لتحويل ليبيا الى مختبر خاص يجري فيه تجاربه المزاجية طوال 42 سنة. ولما فاجأته تظاهرات طرابلس وبنغازي، تصدى لها بالحديد والنار على أمل أن يلقى الدعم من أصدقائه في فرنسا وإيطاليا والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية. ولما تأكد له أن المجتمع الدولي يخطط لإسقاطه ومحاكمته، فتح أبواب ترساناته لأنصاره ومحازبيه والمستفيدين من ثروته، خصوصاً بعدما تبين له أن الدول الغربية التي ساهمت في إنشاء المجلس الانتقالي الوطني الموقت برئاسة مصطفى عبدالجليل، ماضية في تمزيق وحدة البلاد ولو أدى الأمر الى إنزال قوات أجنبية مقاتلة.

والمعروف تاريخياً، أن ليبيا تشكلت من ثلاث مستعمرات سابقة لإيطاليا هي ولايات: طرابلس وبرقة وفزّان. وقد يكون من الصعب توحيد هذه الأجزاء الثلاثة إذا استمرت الحرب بعد وصول الضباط الفرنسيين والإيطاليين الذين سيشاركون في رسم خطط المعارضة. وتتوقع واشنطن أن تقوم الدول الأوروبية بإنشاء منطقة فاصلة تحت حمايتها بهدف مصر وقناة السويس. كل هذا خوفاً من ظهور جمهورية إسلامية في مصر معادية للغرب، ومرشحة لإلغاء اتفاق «كامب ديفيد».

فور إعلان محاكمة حسني مبارك، أعربت طهران عن رغبتها في تعيين سفير في القاهرة بعد مرور ثلاثين سنة على خصومة بلغت حد المقاطعة السياسية والاقتصادية. ورحب وزير خارجية مصر الجديد نبيل العربي بهذه الخطوة، معتبراً إيران دولة صديقة لا يجوز تصنيفها في خانة الخصوم. وقال أيضاً، إنه على استعداد لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات.

ومن المؤكد أن استقبال الشاه المخلوع في عهد أنور السادات، كان بمثابة الصدمة الأولى التي تلقتها طهران من القاهرة. لذلك ردت عليها بإطلاق اسم قاتل السادات على أهم شوارع العاصمة الإيرانية.

إضافة الى هذه الخلفية، فإن سفر مجدي حسين، زعيم «حزب العمل المصري»، الى طهران هذا الأسبوع، ينبئ عن انفتاح في علاقات الأحزاب الإسلامية بين البلدين. كما ينبئ بالتالي، عن ظهور سياسة خارجية مصرية مختلفة في توجهاتها وعلاقاتها عن السياسة التي رسمها مبارك لعهده. وأكبر دليل على ذلك أن «الإخوان المسلمين» في مصر، قرروا الخروج من الظل والمشاركة في صنع مستقبل بلد اضطهدهم تقريباً في مختلف العهود. ولوحظ أن عضواً مركزياً في حركة «الإخوان المسلمين» كان يقف الى جانب رئيس الوزراء الجديد عصام شرف عندما كان يتحدث في «ميدان التحرير». ويبدو أن هذا الحضور كان نتيجة تفاهم مع قيادة الجيش.

وفي هذا السياق يمكن تفسير زيارة وزير الخارجية نبيل العربي لقطاع غزة بهدف رفع الحظر عن «حماس» والاعتراف بها كمنظمة شرعية نالت أكبر نسبة من الناخبين الفلسطينيين.

وفي مقابلة تلفزيونية، اعترف رئيس وزراء الأردن معروف البخيت، بأن لديه أدلة قاطعة على تشجيع الاضطرابات ضد الحكومة بالتنسيق مع «الإخوان المسلمين» في مصر وسورية. ولم ينكر رئيس «الإخوان» في عمان اتهام البخيت، وقال إن من حقه التشاور مع إخوانه في دمشق.

وحول هذا الموضوع، اعترفت قيادة المعارضة الليبية في بنغازي أن الأحزاب التي تقاتل قوات القذافي تتشكل من قوى داخلية، إضافة الى مجاهدين حاربوا القوات الأميركية في العراق بالتعاون مع «القاعدة». كذلك سمحت لندن لبعض المنفيين الليبيين بالسفر الى بنغازي بغية الانضمام الى صفوف المحاربين، وإعطاء فرصة لـ «الإخوان المسلمين» للاشتراك في أي نظام يقوم بعد القذافي.

في ضوء هذه الاعتبارات، تتطلع الأمم المتحدة الى طبيعة الأنظمة التي ستولد من رحم هذه الانتفاضات، وما إذا كان المخاض سيطول أكثر من سنة قبل أن يطل المولود الجديد. ويرى المحللون العسكريون أن القوات البريطانية بقيادة مونتغومري، نازلت خلال الحرب العالمية الثانية قوات رومل، بهدف الاستيلاء على قناة السويس واحتلال مصر. وقد جرت المعارك فوق الأراضي الليبية التي تشهد حالياً معارك الكرّ والفرّ بين طرابلس وبنغازي. علماً أن نفط ليبيا لم يكن قد اكتشف بعد. ويؤكد نجل القذافي سيف الإسلام، أن والده ازداد عناداً بعدما شهد المصير الذي انتهى إليه صديقه حسني مبارك.

وبين القادة الذين تأثروا واستاؤوا من المعاملة القاسية التي لقيها مبارك وأفراد عائلته، كان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. ذلك أنه قرر الاستمرار الى حين تراجع المتظاهرين.

واللافت أن تظاهرات اليمن انفجرت يوم تنحي مبارك عن الحكم (11 شباط/ فبراير). وركزت مطالبها على إسقاط الرئيس صالح بعد 33 سنة في السلطة. وقد تدخلت واشنطن بواسطة وزيرة الخارجية كلينتون ووزير الدفاع غيتس، من أجل إنقاذ اليمن وإعادة تصحيح مسيرة النظام. ومع أن الرئيس لمح الى احتمال ظفر «القاعدة» بالاستيلاء على الحكم إذا ما تخلت عنه الدول الكبرى، إلا أن هذا «البعبع» لم يعد مخيفاً كالسابق. والسبب أن علي عبدالله صالح حصل على مساعدات سخية من أجل محاربة الإرهاب، ولكنه استخدمها لشراء أسلحة سوفياتية استعملها لقمع خصومه.

في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، أن الدول الكبرى تتحسس خطواتها في ظلام الشرق الأوسط، لأن نهاية الاضطرابات لم تحسم بعد. أما فترة الاستقرار والهدوء فلا تظهر في مثل هذه الحالات إلا بعد استتباب الوضع للفريق المنتصر.

وكان بهذا الكلام يشير الى انهيار المنظومة الاشتراكية عام 1989 والتي تعرضت لمنزلقات عدة قبل أن تتوقف تداعياتها بعد عشر سنوات. كما يشير أيضاً الى ثورة المكسيك التي اندلعت عام 1910 وظلت تشتعل حتى عام 1940. وكان من نتائجها سقوط مليون قتيل. ومن أبرز أبطالها كان إميليانو زاباتا وبانشو فيللا.

أعرب بنيامين نتانياهو عن قلقه من ظهور سياسة خارجية مصرية معادية لبلاده، بسبب تقارب القاهرة وطهران. ومع أن الحكومة المصرية تعهدت بالتزام الاتفاقات الدولية واحترام معاهدة السلام مع إسرائيل، إلا أن نتانياهو بقي مصراً على إبداء قلقه أمام السفير الأميركي أيضاً. وقد طلب من مستشاريه وضع رؤية سياسية كاملة عن احتمالات تغيير الأنظمة العربية الصديقة للغرب، وانعكاس هذا الأمر على مستقبل القضية الفلسطينية.

تقويم المستشارين شدد على أهمية التفوق العسكري النوعي مقابل تسلح الدول العربية وقدراتها المتطورة. واقترحوا أيضاً خططاً جاهزة لتنفيذ أعمال هجومية استباقية في حال قيام مواجهة مفاجئة. وكرروا قلقهم من البناء العسكري الكمي والنوعي للجيش المصري، والتهديد المحتمل الذي يمثله للقوات الإسرائيلية.

كذلك أعلنت وثيقة المستشارين عن معارضتها القوية لصفقة مصرية - أميركية تحصل بموجبها القوات المسلحة المصرية على صواريخ مضادة للإشعاعات. ومثل هذه الذخائر في نظرهم، تمثل تهديداً قوياً للتفوق النوعي الإسرائيلي. وفي نهاية الوثيقة، شدد المستشارون على أهمية المحافظة على معاهدة السلام مع مصر كونها تمثل قيمة استراتيجية لا تعوض.

لهذا السبب وسواه تتوقع واشنطن اجتراح مبادرة شجاعة يقوم بها نتانياهو قبل أن يدركه تسونامي التغيير أيضاً.

* كاتب وصحافي لبناني

 

مظاهرات الشباب السوري تهدد النفوذ الإيراني في بلاد العرب

أحمد عثمان/الشرق الأوسط

بعد أن كانت إيران تتحمس لمظاهرات تونس ومصر أملا في تغييرات تتفق مع ثورتها الإسلامية، انزعجت طهران كثيرا مما يحدث في سورية، حيث رأت أنه قد يقطع عليها طريق الاتصال بأعوانها في بلدان العرب. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية - رامين مهمان باراست - في 12 أبريل (نيسان) الحالي أن مظاهرات شعب سورية ما هي إلا مؤامرة أميركية صهيونية، انتقاما من إيران وسورية بسبب دعمهما للمقاومة. ولم تقتصر طهران على شجب مظاهرات الاحتجاج السوري، فقد نقلت جريدة «وول ستريت جورنال» عن بعض المسؤولين الأميركيين أنها تعاون الرئيس بشار الأسد في قمع المتظاهرين، وتساعده في مراقبة استخدامهم للإنترنت والتليفونات الجوالة. ورغم هذا فقد تؤدي مساعدة إيران على قهر الشباب السوري إلى نتيجة عكسية، تفقدها الحليف العربي الوحيد الذي ساندها منذ ثورة الخميني في 1979.

كانت الأراضي السورية تخضع للدولة العثمانية حتى نشوب الحرب العالمية الأولى في 1914، وبعدها انتقلت إلى السيطرة الفرنسية. ولم تصبح سورية دولة مستقلة إلا في 16 أبريل 1946، عندما كان شكري القوتلي رئيسا للجمهورية. بعد ذلك شهدت سورية عدة انقلابات عسكرية ما بين 1949 و1958، ثم قامت الوحدة بينها وبين نظام جمال عبد الناصر في مصر. ولم تستمر الوحدة السورية المصرية سوى ثلاث سنوات، سقطت بعدها على يد انقلاب عسكري آخر أدى إلى استيلاء حزب البعث على الحكم في 8 مارس (آذار) 1963. ومنذ ذلك التاريخ فرض البعثيون الأحكام العرفية على الشعب السوري، فقيدت الحريات، وأصبحت السلطات الأمنية تتحكم في كل ما يجري في البلاد، بدعوى وجود تهديد خارجي يهدد النظام. ومع مجيء البعث ظهر حافظ الأسد على الأفق السياسي، عندما عينه الحزب قائدا للدفاع الجوي ثم رئيسا للوزراء ثم رئيسا للجمهورية في 12 مارس1979 . وكان حافظ الأسد قد ولد في مدينة القرداحة التابعة للاذقية، لأسرة من الطائفة العلوية التي تمثل 13% من الشعب السوري.

وبعد توقيع مصر على اتفاق السلام مع إسرائيل في 17 سبتمبر (أيلول) 1978، اجتمعت بعض الدول العربية المعترضة - سورية وليبيا والعراق والجزائر واليمن الجنوبي وقتها، ومعها منظمة التحرير الفلسطينية - في طرابلس بليبيا، وقررت تكوين جبهة للصمود والتصدي في مواجهة سلام مصر. وتمكنت هذه الجبهة من حمل الجامعة الدول العربية على إصدار قرار بتعليق عضوية مصر. لكن هذا الوضع لم يدم طويلا، وعادت مصر إلى الجامعة بعد ثماني سنوات، واختفت جبهة الصمود والتصدي. ولما كان حافظ الأسد مصرا على رفض اتفاق السلام رغم عودة العرب إلى مصر، فإنه قرر التوجه إلى إيران بعد قيام الثورة الإسلامية في العام ذاته، ليقيم معها جبهة جديدة للممانعة والمقاومة. ورحبت إيران بالأسد ورأت فيه فرصة لمد نفوذها داخل الدول العربية، وأعلنت تبنيها للممانعة والمقاومة.

بعد ثلاثة أعوام من التحالف السوري - الإيراني تم تكوين حزب الله في جنوب لبنان، وكان من الواضح أن الحزب ينتمي في ولاءاته إلى الولي الفقيه في إيران، فهو بحسب ما جاء في البيان الذي أصدره في 16 فبراير (شباط) 1985: «ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين». وقدمت دمشق تسهيلات عبر أراضيها لتنقلات الحرس الثوري الإيراني والسلاح إلى حزب الله في لبنان. وعندما أسس بعض قادة الإخوان المسلمين في فلسطين حركة حماس في ديسمبر (كانون الأول) 1987، احتضنت سورية وإيران الوليد الجديد الذي انضم مع حزب الله إلى جبهة الممانعة والمقاومة.

وعندما تولى بشار الأسد السلطة في سورية بعد وفاة والده في عام 2000، ازدادت العلاقة وثوقا بين بلاده وإيران. وعندما تم انتخاب أحمدي نجاد رئيسا لإيران في 2005، كان بشار من أوائل الزائرين لطهران لتهنئة الرئيس الجديد، حيث تم الاتفاق على تصور مشترك للدور الإيراني - السوري في المنطقة العربية، ثم وقعت سورية في العام التالي اتفاقا للتعاون العسكري الاستراتيجي مع إيران.

وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في بداية فبراير الماضي - بعد سبعة أيام من بدء المظاهرات في مصر - قدم بشار الأسد تحليله للأسباب التي أدت إلى الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر، قائلا إن وجود زعماء من ذوي الآيديولوجيات الضعيفة، والتدخل الأجنبي، هما اللذان أديا إلى استياء الشارع في تونس ومصر. واتفق الرئيس السوري مع آية الله علي خامنئي المرشد الإيراني على أن الثورة المصرية «بدأت مع الثورة في إيران»، لكنه رأى أن «الوضع في سورية مستقر».

بعد يومين من هذه المقابلة دعت مجموعات من الشباب السوري إلى اعتصام أمام السفارة المصرية في دمشق تأييدا لمطالب الثوار المصريين، ثم انطلقت حركة احتجاج الشباب السوري من درعا القريبة من الحدود الأردنية، في الثامن عشر من مارس. وبعد أسبوع من المظاهرات الدموية التي شهدتها البلاد، تحدث الرئيس بشار الأسد إلى مجلس الشعب، وبدلا من الإعلان عن إصلاحات سياسية وإلغاء حالة الطوارئ، اتهم بشار المعارضة بأنها تمثل مؤامرة خارجية. فخرج الناس غاضبين، وسقط حاجز الخوف، وامتد الاحتجاج إلى غالبية المدن السورية بالطرق السلمية، فجاء الرد على الفور من قوات الأمن التي أطلقت النار بشكل عشوائي، وسقط الكثير من القتلى والجرحى.

ورغم خضوع الشعب السوري للأحكام العرفية نحو نصف قرن، فإن سورية لم تطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل، حتى عندما تعرضت هي للقصف الإسرائيلي. ورغم كثرة الضجيج حول المقاومة، فإن مرتفعات الجولان لا تزال محتلة، ولم يتم تحرير متر مربع واحد من الأرض الفلسطينية، بل على العكس تتزايد رقعة الأرض التي تحتلها إسرائيل كل يوم. فهل يستمع بشار إلى صوت شعبه، أم يتبع نصيحة إيران ويستخدم القوة لسحق المقاومة؟! في كل الأحوال لم يعد ممكنا الآن العودة إلى الوراء، ولسوف يحصل شعب سورية على حريته، وسوف يعود إلى حضن وطنه العربي.

 

شيعة الخليج.. لا فحم.. ولا فرقد..

محمد الرميحي/الشرق الأوسط

ربيع العرب، إن صحت التسمية، ككل ربيع لا بد من عواصفه وأمطاره، إلا أن الفرق بين الطبيعة والإنسان، أن عواصف الأولى مؤقتة، مهما طالت، وعواصف الثاني مقيمة.

من العواصف التي جاءت مع ربيع العرب محاولة دؤوبة للتفرقة الشائنة بين النسيج الاجتماعي، وإيقاع الخلاف - في طريق البحث عن الإنصاف الاجتماعي والسياسي - بين أهل الوطن الواحد. فمثلا بدلا من أن تتوجه كل الأمور إلى بناء مستقبل أفضل من الماضي لجميع المواطنين، تطل برأسها الفتنة الطائفية والفئوية سعيا وراء التمزيق الطائفي والتناحر الوطني. هي في الأردن بين من هم من أصل فلسطيني وشرق أردني، وهما في الحقيقة فرعان لشجرة واحدة، وهي في مصر بين قبطي وبين مسلم، وقد عاشا قرونا معا، وهي في سورية بين علوي وسني وإسماعيلي، وهي في تونس بين أهل الساحل وأهل الداخل، وهي في الخليج بين سني وشيعي. وتحول البحث عن الحرية في ربيع العرب إلى نفي الآخر المواطن والطعن بولائه. مقصد الكلام هو المثال الخليجي، شيعة الخليج عرب في معظمهم، ومن كان أصله من إيران تعرب جيلا بعد جيل، وقد لا يعرف البعيدون أن هناك جماعات كثيرة أصلها عربي في إيران، ولا أقصد هنا أهل الأهواز المعروفين تاريخيا ولكن أيضا سكان شمال وجنوب غرب الهضبة الإيرانية، هم من أصول عربية سنية في الغالب، يسميهم أبناء الخليج بعد انتقالهم إلى الضفة الغربية منه بالهولة، وقد نزح منهم على مر القرن التاسع عشر والعقود الأولى للقرن العشرين حتى منتصفه، عدد كبير استوطن وقدم الكثير لرقي أوطان الخليج وبنائها.

الشيعة أيضا أسهموا مساهمة جليلة في الدفاع عن الوطن، المثال الأخير في تسعينات القرن الماضي عندما احتل النظام العراقي السابق الكويت، قدم أبناء الطائفة الشيعية، كما السنية، كمواطنين، الكثير من التضحيات واختلطت دماؤهم ببعض، دفاعا عن الوطن. في البحرين في السبعينات من القرن الماضي صوتت نسبة كبيرة من أبناء البحرين، شيعتهم وسنتهم مع الاستقلال والعروبة. في شرق المملكة العربية السعودية، قامت في البداية أعمال النفط في المنطقة الشرقية على أيدي أبناء الشيعة في المنطقة الذين شاركوا إخوانهم في الضراء سابقا وفي السراء لاحقا، وكذا أبناء دول الخليج الأخرى. وهو أمر طبيعي في الهجرة والتنقل بين موانئ الخليج العربية والإيرانية الذي استمر قرونا، وفي كثير منه دون تدخل من السلطة الإيرانية في الداخل البعيد. الهجرة والهجرة المضادة في مناطق التماس بين القوميات أمر طبيعي، حدث في كل مناطق العالم.

ماذا حدث إذن كي تحاول بعض القوى اللعب في النسيج الاجتماعي؟ إنها السياسة لا أكثر، قلة مستفيدة تتبعها في بعض الأحيان كثرة مغيبة تؤجج المشاعر السلبية تحت شعارات شتى، ويفقد المجتمع شيئا من لحمته تمهيدا لتقطيع أوصاله بعد أن يفقد بعض عقله. لا أحد لديه شيء من العقل يدخل الجدل من الناحية العقيدية، لأن العقائد هي مسؤولية الفرد وعلاقته بربه، وقد كان ولا يزال أبناء الطائفة الشيعية يختارون مقلدا يستندون على فتاواه في شؤونهم وما يخصهم، وليس ذلك بجديد أن يكون هذا المقلد أو ذاك في مكان ما من إيران أو من مدن العراق، كالنجف وكربلاء. والخلاف الفقهي، الذي طال قرونا، لن ينفع فيه تعصب هنا وتعصب مضاد هناك، الأفضل التعايش معه في إطار ما تم التعارف عليه من المواطنة الحديثة.

محاولة التدليس في هذا الأمر من أخطر ما يمكن أن يحصل للنسيج الاجتماعي في الخليج، واللعب على المشاعر، أقلية هنا، تدغدغ مشاعرها وأغلبية هناك تثار مشاعرها، ذلك نوع من التدليس السياسي، وضرب إسفين الفرقة. لنعترف أن هناك أقلية، لأسباب سياسية، تنحو نحو الولاء السياسي للقيادة الإيرانية، هناك حزب كامل، هو حزب الله في لبنان يقولها بوضوح ودون مواربة، إنه ينتمي إلى المرجعية الدينية، وبالتالي السياسية الإيرانية، وهناك من السنة من يؤيد مشروع حزب الله المقاوم، وقد لا يتفق معه على المرجعية السياسية أو المذهبية، ولكن يتعاطف مع مشروعه السياسي الموجه نحو العدو الصهيوني، كل ذلك سياسة.

ولكن، وهذه (اللاكن) كبيرة، هناك خط فاصل بين السياسي وبين العقيدي، وهما برزخان - من المفروض أن لا يبغيان على بعضهما - فالخلاف السياسي يبقى خلافا سياسيا، ولا يطول العقيدة ولا يحتمل التعميم. كثير من المواطنين، السنة والشيعة، لا تروقهم سياسة إيران الحالية وطريقة التعبير عنها، ويرون في ذلك تدخلا سافرا في شؤون بلادهم، وهذا حقهم المشروع، ولكن بالوقت نفسه وبدرجة القوة لا يرون أن عداء مستحكما يجب أن يتصاعد إلى درجة التوتر الخطر بسبب تهم إيقاظ التبعية إلى خارج الوطن، إلا في حال الجرم المشهود وبالدليل القاطع دون تعميم. خلط الأمور بين السياسي والعقيدي هو ما يرغب في فعله المتعصبون من الجانبين، وما يصطاد في بحره السياسيون ويغرق فيه الجهلاء.

الثمن غال جدا في دفع أمور العواصف المصاحبة للربيع العربي إلى نهايتها السلبية، كما أن الربح بيّن في التفرقة بين الجهل والتعصب، والحكمة والمنطق، والأهداف الكلية التي ينتفع منها الشعب، والأهداف الفرعية التي يريد أن يستفيد منها البعض. يطمح كثير من العرب أن تحرر رقابهم - من خلال ربيع عربي سياسي - من ربقة الاستبداد، كما يطمحون إلى بناء دولة مدنية، إن صلحت الواحدة منها صلح الجسم العربي ككل، وبذلك لا يجب أن ينجروا إلى استعباد آخر، فالعربي الذي يبحث عن الإنصاف والعدل، وجب أن يبحث مع غيره من المواطنين عن ذلك الإنصاف والعدل، بعيدا عن الاستقواء بالخارج الذي له - كدولة - مطامع لا تخفى. الطموح إلى العدل والمساواة هو طموح الجميع والقائم على قانون يتساوى أمامه الجميع ويقدم الرحمة، والقواعد التي تقوم عليها الديمقراطية الحديثة، تنطلق من العلوم التجريبية الحديثة، أما إذا صاحب الاستبداد السياسي الاستبداد الديني فسوف يدخل الجميع في ليل طويل لا صبح يرجى بعده. بيت القصيد أن شيعة الخليج مواطنون أفضل ما يمكن أن يحصل لهم، العيش مع إخوانهم في دولة مدنية، تساوي بين المواطنين جميعا وتحفظ للجميع حقوقهم المختلفة، فهم ليسوا ولا يجب أن يكونوا مواطنين أقل درجة (فحم) كما لا يجب أن يكونوا فوق الجميع (فرقد)! آخر الكلام: حكم على رجل عربي في الولايات المتحدة مؤخرا بالسجن لمدة 35 عاما بتهمة قتل ابنته البالغة 20 عاما عن طريق دهسها بسيارته، حجته أنها أصبحت غربية أكثر من اللازم!

 

جنبلاط يدعو لمعالجة ملف المخالفات بعيدا عن المزايدات... وبارود: لتحمّل المسؤوليات

نهارنت/تستمر المخالفات والتعديات على الاملاك العامة والمشاعات، حيث اكّد مرجع أمني لصحيفة "السفير" انها" تتجاوز الاربعة آلاف مخالفة على امتداد منطقة الجنوب، وباتت أقوى بكثير من قدرة القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي على استيعابها ومعالجتها". وذكرت الصحيفة انه "تراجعت حدّة وتيرة الاحتجاجات الشعبية، قياسا مع الأيام السابقة، في ضوء اكتفاء القوى الامنية بالقيام بدوريات في مناطق المخالفات، وتسجيل محاضر ضبط بحق المخالفين". وأكد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط للصحيفة عينها، على "ضرورة معالجة ملف المخالفات على اختلافها بعيدا عن المزايدات".

ودعا وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود الجميع الى "تحمل مسؤولياتهم في هذا الملف، الذي يخص كل لبناني، والذي تعاظم اليوم، نتيجة تراكمات عمرها عقود".

ورأى بارود انه "ثمة مسلمتين تتواجهان فيما المطلوب أن تتم معالجتهما معا، الاولى مسلمة وضع اقتصادي واجتماعي ضاغط يلقي بثقله منذ عشرات السنين على فئات شعبية بلغت حد الفقر، والثانية مسلمة تطبيق القانون على الجميع، وإرساء منطق الدولة الناظمة". ولفت بارود الى ان "التقصير في معالجة الملف الاجتماعي هو مسؤولية كل الحكومات المتعاقبة منذ سنة 1943، إلا انه لا يمكن للمواطنين أن يستبدلوا منطق الدولة بمنطق يحلل التعدي على الملك العام الذي هو ملك كل طفل رضيع في لبنان".

واضاف "ليس بهذه الطريقة تعالج الازمات، خصوصا في ظل غياب حكومة قادرة على تحمل مسؤولياتها، فكل ما نطلبه هو احترام القانون، والاهالي أهلنا، وكل نقطة دم تسقط خارج ساحات المواجهة مع العدو الاسرائيلي هي دماء مهدورة". وذكر انه "كما ان الجيش وقوى الامن الداخلي هم أبناء البلد، لكن من واجبهم حماية القانون وحماية الملك العام، وحماية فكرة الدولة تماما كما حماية المواطنين، وان مواجهة القوى العسكرية والامنية، وهي تطبق القانون لا يخدم إلا الفوضى، وأدعو العقلاء الى حماية التلاحم بين الجيش وقوى الامن الداخلي والمواطنين".

واوضح بارود ان "خيارنا هو المضي في منع التعديات، وليس ثمة خيار آخر أصلا، وحسنا فعلت القوى السياسية، في مواكبة هذا الخيار وتبنيه، وكلنا شركاء في ذلك، فكل ما يجري يؤكد مرة اخرى الضرورة الملحة لتشكيل حكومة في أسرع ما يمكن، لأن السلطة التنفيذية في لبنان هي في مجلس الوزراء، ولا يمكن تحت عنوان تصريف

من جهة اخرى، اطلق وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي، تحذيراً من مغبة الاستمرار في اعمال البناء قرب سور مطار بيروت.

واشار العريضي الى صحيفة "النهار" انه "ماذا عساي ان افعل سوى ان أدق ناقوس الخطر كوزير للنقل وأحذّر من مخاطر ما يجري واؤكد الموقف نفسه من الخطر القائم، مما يرتب على كل المعنيين على الارض تحمل مسؤولياتهم، اذ ان هذا الخطر يصيب الجميع وكلنا معنيون به. فإذا حصلت كارثة لا سمح الله فإنها تصيبنا نحن اللبنانيين في الطائرة وعلى الارض. انها قنابل موقوتة لا احد يعرف متى تنفجر". وراى العريضي انه "نحن في غنى عن استغلال حالات على سور المطار وان يحرّكها احد في السياسة. نناشد الجميع بالحق والقانون والمصلحة السياسية والوطنية وقف هذه الحالة التي تحمل خطراً على الطيران المدني". وشدد على ان "هذه مخالفة واعتداء على الاملاك العامة، لكنها اكثر خطورة باعتبارها اعتداء في كل لحظة على ارواح الناس وعلى البلد واستقراره وبالتأكيد على سلامة الطيران". وختم بأن "المصلحة السياسية والوطنية ان يبادر السياسيون المسيطرون على الأرض الى وقف هذه المجزرة".

وارجع مصدر أمني بارز للصحيفة عينها "استمرار هذه المخالفات الى كونها تعود الى ورش بناء قامت سابقاً وليس الى ورش جديدة"، معلقاً على التقارير الاعلامية بأنه "لا قرار سياسياً بالهدم". وذكر المصدر ان "الاجهزة الامنية تعمل على امتصاص النقمة التي حدثت بعد مقتل شخصين في صور، لكن قرارنا الحازم هو منع اية تعديات جديدة. اما التعديات القائمة، فقد جرى ويجري تنظيم محاضر ضبط في حق مرتكبيها". يذكر انه تمّ الإعتداء بعد ظهر امس الجمعة على فريق عمل تابع لمحطة الـ"أم.تي.في" في منطقة الغبيري بقضاء بعبدا بعد نيته بتصوير تعد من قبل عدد من العمال على العقار رقم 6778 الواقع قرب السفارة الكويتية الذي تعود ملكيته الى الكرسي الرسولي في الفاتيكان.

وفي التفاصيل وبينما كان يتوجه الصحافي جورج عيد وزميله المصور روجيه حنا باجراء تقرير مصور عن الموضوع تعرضا لاعتداء من قبل الأهالي طالبين منهم أن يوقفوا التصوير وعمدوا إلى إطلاق النار في الهواء "ولولا تدخل القوى الأمنية للدفاع عنا ببسالة كان وضعنا أكثر مأساوية" كما قال عيد نفسه. وتمكن فريق الـMTV من مغادرة المكان وحاول الانتقال الى مكان قريب لمتابعة التصوير وإكمال عمله "إلا أن مسؤولا تابعا لأحد الأحزاب المحلية منع الفريق من متابعة التصوير بذريعة أن التصوير يحتاج الى ترخيص مباشر من الحزب المعني" يضيف عيد.

 

 وهاب كشف عن صور شيكات للجرّاح وخدام موقّعة من الامير السعودي تركي بن عبد العزيز... وبيضون يردّ

نهارنت/اكّد رئيس تيار "التوحيد" وئام وهاب انه "حصل على صور عن شيكات صادرة في القاهرة عن شركة "سامبا" المالية بإمضاء من الامير السعودي تركي بن عبد العزيز مدفوعة الى عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح بقيمة 300 الف دولار اميركي بتاريخ 30-6-2010". وعرض وهاب لـNBN عرض شيك بقيمة 300 الف يورو لـ"دان بترسون الذي قسم السودان، وشيك بـ 300 الف دولار للنائب السابق محمد عبدالحمبد بيضون، وشيك لنجل نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام، جمال خدام، بـ 400 الف يورو". ودعا وهاب الجميع للذهاب الى القضاء ان كان هناك شيء ما يطرح". واوضح انه "سيتم نشر هذه الشيكات على دفعات على الرأي العام". من جهة اخرى، اكّد وهاب ان "هناك دورا من بعض السعوديين بعيدا عن دور الملك الذي لا يتدخل في اي شيء سلبي في القضايا العربية"، مؤكدا ان القوى التي تخرج نهار الجمعة في سوريا هي قوى مخربة ومدفوعة". ولفت الى ان "استهداف ولايات المتحدة واضح لنسف التسوية في المنطقة". وتساءل وهاب "متى ارتاح الرئيس السوري بشار الاسد حتى يبدأ بالمشروع الاصلاحي"، مشيرا الى ان "الاسد تعرض لحملة اميركية مركزة منذ استلامه السلطة عام 2000". وردّ الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون عبر قناة الـMTV على ما عرضه وهاب من صور لشيكات "ادعى انها تمويل سعودي لنا"، مشيراً الى انه "لعبة مخابراتيّة". وذكر ان "وهاب أخطأ لأنني أنا شخصيا وبعد الأعياد سآخذه إلى القضاء وأدعي عليه لأنه إن كان هناك من فريق يتموّل من الخارج فهو فريقه".

 

حزب "التحرير" يتهم السلطة بممارسة الترهيب والضغط: مستمرون بالاحتجاج كل يوم جمعة

نهارنت/اكّد المسؤول الإعلامي لحزب التحرير أحمد القصص ان "السلطة اللبنانية مارست الترهيب والضغط وحولت طرابلس إلى ثكنة عسكرية، لتثني الناس عن المشاركة في المظاهرة التي دعا إليها الحزب تحت عنوان "نصرة لأهل الشام في ثورتهم ضد النظام السوري". ووصف القصص لصحيفة "الشرق الاوسط" المظاهرة التي شهدتها طرابلس، أمس الجمعة، بأنها "ناجحة رغم قلة المشاركين الذين لم يرضخوا للتخويف والإرهاب وتظاهروا دون عنف أو قلاقل أمنية كما كان البعض يدعي". وشدّد القصص على ان حزب "التحرير" "مستمر في الاحتجاج كل يوم جمعة، لإعلان تأييدنا للثورة السورية وكل الثورات العربية". واوضح أن "القرار بالخروج من المسجد لم يتخذ بعد، وسيعلن عنه في حينه إن كان ثمة أي اتفاق عليه في المستقبل". وعلّق عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لصحيفة "النهار" على التظاهرة ان "التصعيد الاعلامي الذي سبق التظاهرة كان اكبر منها، فما هي الحكمة من هذا التظهير الاعلامي؟ لقد طلب القائمون بها رخصة فطلب آخرون رخصة مضادة، مما ادى الى قرار من مجلس الامن الفرعي الذي حدد مسار التحرك ضمن مقتضيات القانون".

واشار الى انهم "حاولوا تلبيس تيار "المستقبل" امراً لم يكن طرفاً فيه، علماً ان القائمين بالتصعيد الاعلامي كانوا تظاهروا سابقاً مع الذين تظاهروا في طرابلس عندما بدأت التحركات العربية من تونس وذلك امام سفارتها في بيروت. واليوم انقلبت الحسابات وأحدثوا هذا التضخيم الاعلامي ولا أعرف لماذا. ولكن في النتيجة ان حلفاء سوريا وتيار "المستقبل" كانوا ضد عملية التظاهر والتدخل في الشأن السوري". واضاف الجسر ان "تيار "المستقبل" حريص كل الحرص على عدم زج لبنان في ما ليس له فيه مصلحة. لذلك انكشف الخطأ في التضخيم الاعلامي الذي شهدناه والذي أوحى بأن هناك شيئاً يراد ان يصير شيئاً آخر". يذكر انه بعد التصعيد الذي شهدته الأيام القليلة المقبلة والتهويل بوقوع صدامات اثناء الاعلان عن مظاهرتان في طرابلس واحدة مؤيدة واخرى معارضة للنظام السوري، وبعد اصرار حزب "التحرير ولاية لبنان" على التظاهر، انتهت مظاهرته التي نظمها قرب جامع المنصوري في مدينة طرابلس "نصرة لشعب سوريا" دون أي حوادث أمنية تذكر. وذكرت قناة الـ"LBC" في هذا المجال أن "متظاهرو الحزب الذي كان عددهم متواضعا جدا طالبوا الدولة بمزيد من الإنفتاح" مشيرة إلى أنه "لم تكن هناك مشاركة فاعلة من التيار السلفي في المدينة". من جهتها أشارت قناة الـ"OTV" إلى أن عدد المشاركين لم يتجاوز الـ1000 لافتة إلى أن ما حصل " جاء كصيغة وسطية إذ تم الإنطلاق من ساحة الجامع إلى ساحة النجمة. وسار المتظاهرون حاملين اعلاما سوداء كتب على بعضها "لا اله الا الله محمد رسول الله"، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وحمل بعضهم لافتات كتب عليها "اوقفوا المجازر بحق الشعب السوري" و"المسلمون في طرابلس يناصرون اخوانهم في درعا وحمص".

وتجمع هؤلاء في الساحة وهم يرددون هتافات "يا سوريا لا تهتمي غدا تأتي الخلافة" و"الله اكبر"، وحاول بعضهم القاء هتافات مناوئة للنظام السوري فتدخل مسؤولون في حزب التحرير ومنعوهم. وقد القى القصص كلمة امام المحتشدين قال فيها "نحن امة اسلامية واحدة ونصرة اخواننا في سوريا واجب شرعي".

واضاف ان "النظام السوري يمارس ابشع انواع التنكيل والقتل بحق المتظاهرين السلميين، وسياتي يوم وترفع فيه راية لا اله الا الله في سوريا وتقام الخلافة الاسلامية في كافة ارجاء الدول العربية والاسلامية". كما تحدث مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الاسلام الشهال فطالب "بانصاف الشعب السوري ووقف ما يرتكب بحقه من مجازر".

ورافق التظاهرة إجراءات أمنية مشددة نفذتها عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي كما قطعت عناصر من قوى الامن ومكافحة الشغب كل الطرق المؤدية من المسجد الى ساحة النور وابقت على طريق واحد مفتوح بينهما. وتولى قائد سرية طرابلس العميد بسام الايوبي الاشراف على الانتشار الامني الذي فرضته هذه العناصر في محيط المسجد وعلى اسطح المباني، فيما انتشرت عناصر الجيش اللبناني في الاحياء الرئيسية للمدينة ومحيطها، ولوحظ انتشار لعناصر الدفاع المدني والاطفاء. وكانت منذ الصباح تجول سيارات تعلوها مكبرات للصوت يسيرها "حزب التحرير" وتدعو للمشاركة في التظاهرة. وتأسس حزب "التحرير" عام 1953 وانتشر لاحقا في دول عدة عربية واسلامية رغم حظره في معظمها، وهدفه اقامة "دولة الخلافة" اي دولة اسلامية واحدة تضم كل البلدان الاسلامية ويشكل لبنان ولاية فيها. وقد حصل هذا الحزب السني في لبنان على "علم وخبر" في العام 2006 من وزارة الداخلية.

 

رعد يؤكّد ان عقدة الحكومة هي الداخلية: الفوضى بالجنوب لم يغطها لا "حزب الله" ولا حركة "أمل"

نهارنت/اكّد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "أن التأخير في تشكيل الحكومة ليس إلا الدليل الساطع على كذب ما يدعون، فلو أنها حكومة "حزب الله" لكانت شكلت منذ التكليف في اليوم الأول، ولو أنها حكومة اللون الواحد لما كان هناك تباينات في الرأي حول خريطة الحكومة وخريطة القوى التي تشكلها وخريطة الحقائب التي تسند إلى بعض الوزراء فيها، وخريطة الأسماء التي تتدخل فيها، لأنها حكومة تضم إئتلافات وتضم قوى متلازمة في كثير من التفاصيل، وإن كان يجمعها بعض الخطوط الوطنية الهامة، لكن هذا لا يعني أن التباين ليس أمرا واقعا بين القوى التي تتشكل منها حكومة نريدها لكل البلد ونريد أن تكون إهتماماتها لجميع المواطنين على اختلاف فئاتهم واتجاهاتهم وطوائفهم ومذاهبهم".

وذكر رعد انه "من الطبيعي في بلد مأزوم أن تأخذ الحكومة وقتا للتأليف، نعم عندما يكون البلد في حالة إستقرار وهدوء على المستوى السياسي والسياسات الإقتصادية والإجتماعية ربما لا تحتاج الحكومات في أثناء التشكيل أوالتأليف هذا الوقت، لكن لأننا نعيش ظرفا إستثنائيا فضلا عن أزمتنا الداخلية هناك أزمة تعصف بكل المنطقة من حولنا، ولا أريد أن أبرر التأخير بأن ما يجري من حولنا يخدم التأخير، على الإطلاق ما يجري من حولنا يفرض الإستعجال في التأليف، لكن هناك عقد طبيعية نعمل على تذليلها بالتعاون مع كل القوى الحريصة على تشكيل الحكومة وقد قطعنا شوطا كبيرا، وأن العقدة المتبقية الأساسية لإخراج الحكومة إلى المسرح هي عقدة حقيبة الداخلية".

وعن موضوع التعدي على الاملاك العامة، اشار الى ان "هذا أمر مخجل ومعيب لا يستطيع أحد أن يغطي أحدا ممن مارس التعدي على الأملاك العامة ولا يملك أحد أن يبرر لأحد مخالفة القانون فضلا عن التعدي على الأملاك العامة، ما جرى هو أشبه بموجة من الفوضى. هذه الموجة لا يجوز لأحد من أهلنا ومن شعبنا أن يتلطف في التعبير عن تبريرات لها، لا يوجد أي مبرر على الإطلاق، صحيح أننا في بلد يعيش تجاذبات حادة من التنافسات والإحتقانات السياسية والمذهبية والطائفية، ولكن كل ذلك لا يتجاوز قيمنا ووطنيتنا لن نقبل بالممارسات التي حصلت ويجب أن نفتش عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه التعديات". ودعا رعد الى وضع الامور على الطاولة، و"هذا ما يجب أن يحصل، استخدم النفوذ السياسي لتغطية بناء مجمعات سكنية في بعض المناطق ما دفع القوى الأمنية إلى غض النظر عن ملاحقة بناء هذه التجمعات غير المرخصة التي تبنى بشكل غير قانوني، هذا الأمر يجب أن يلاحق من مارسه أيا يكن موقعه، وإن هذه الموجة من الفوضى التي شهدناها لم تغطها أي من القوى السياسية في الجنوب لا "حزب الله" ولا حركة "أمل"، فكلنا حاولنا أن نمنع وأن نلجم وأن نضع حدا لرد الفعل الذي حصل، ولكن يوجد إنتهازيون وليس الذين تعدوا على الأملاك العامة هم فقراء، بل تجار بناء تعدوا وبنوا لكي يبيعوا للناس".

 

ليتك كنت معنا اليوم

علي حماده /النهار

أمام الرئيس السوري بشار الأسد خيارات صعبة، بل صعبة جدا. فالحركة الاحتجاجية التي انطلقت في منتصف آذار الماضي تحولت مع مرور الأيام وتساقط القتلى والجرحى المدنيين في الشوارع والساحات والمساجد ثورة حقيقية تحمل مطالب واضحة، بعضها تحقق على الورق، وبعضها لم يتحقق حتى الآن. ولكن الأكيد أن ما ينتظره الشعب السوري هو أن تتحقق المطالب التغييرية العميقة على أرض الواقع على قاعدة أن تغيير النصوص يحتاج الى تغيير الرجال الذين يطبقونها. هذه هي سنّة التطور السياسي الذي يصيب بلداً ما جرى إقفال الحياة السياسية فيه الى درجة جعلت أي حراك تغييري يتحول ثورة عارمة تنتشر عمودياً وأفقياً في المجتمع والجغرافيا. فالسجن العربي الكبير الذي تحدث عنه الشهيد الأول في لبنان كمال جنبلاط قبل أن يغتاله، لم ينحشر فيه اللبنانيون وحدهم، بل إن نزلاءه الحقيقيين والدائمين كانوا أبناء سوريا على مدى أربعة عقود.

قبل شهرين، وبالتحديد في 30 كانون الثاني الماضي تحدث الرئيس بشار الأسد الى صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية عن تأثير ثورتي تونس ومصر على الشارع السوري، فاعتبر أن سوريا في منأى من الثورات لأن الحكم فيها قريب من تطلعات الشعب. وكان الأسد الابن يقصد أن خيارات النظام في سوريا الاقليمية هي التي تحول دون أن يثور الشعب لأن شعار "الممانعة" و"المقاومة" يعكسان تطلعات الشعب ويحرفان اهتمامه بالضغوط الداخلية. واليوم بعد ستين يوماً تقريباً على هذا الكلام، يكتشف الأسد أنه كان مخطئاً، وأن الازمة الداخلية هي أعمق مما كان يتصور. إن القبضة الامنية المخابراتية ما عادت تخيف المواطن الاعزل في القرى والمدن السورية. فجدار الخوف سقط الى غير رجعة. والدم المسفوك يغذي الثورة ولا يطفئها. والتشويه الاعلامي المتخلف أكان سورياً أم لبنانياً يسهم في ترسيخ الغضب العارم من النظام. وفي النهاية فإن ما انطلق كحراك احتجاجي محدود في المطالب يتحول ثورة عارمة مطلبها الاساسي هو رحيل الرئيس وليس أقل. لقد دخلت سوريا عصر ثورات الحرية ولن تخرج منها إلا وقد تغير المشهد كاملا. وحتى اللحظة لا نعرف ما إذا كان الأسد الابن سينجو وحده من الثورة ببقائه رئيساً للدولة، لكننا نزعم ان الثورة لن تهدأ قبل ان تتغير طبيعة النظام في سوريا. ومفتاح التغيير سيكون بخروج فريق أمني - سياسي حكم البلاد أربعة عقود، ليحل مكانه فريق مدني ثوري ينقل سوريا من عصر السجن الكبير الى عصر الديموقراطية والحرية. وأياً تكن الخطوات التي سيقوم بها النظام، أكانت بوليسية أمنية أم سياسية فإن "السجن الكبير" يتم هدمه اليوم بأيدي احرار سوريا. كمال جنبلاط، ليتك كنت معنا اليوم...

 

سوريّا والكومودوريّون

نصير الأسعد/لبنان الآن

في أوّل خطاب من الخطابَين الوحيدَين اللذين وجّههما الرئيس السوريّ بشّار الأسد منذ إندلاع "العاصفة" في سوريّا، ذكر أنّ الإصلاح كان يجب أن يبدأ في العام 2005 وأنّ خططاً أقرّت له بالفعل، لكنّه تأخّر ولم يحصل بفعل عاملٍ رئيسيّ هو التحدّيات الخارجيّة. وهدفُ هذه السطور مناقشةُ هذا "الإعتراف" من قبل الأسد الذي يتحدّث عن 2005 كمفصل في حياة النظام السوريّ، مع الإشارة في الوقت نفسه إلى أن هذا "الإعتراف" لم يُترجم "وعياً" بأنّ ثمّة أزمة فادحة تقتضي إستدراكاً ومعالجة لا تأجيلاً، حيثُ سيتبيّن يوماً بعد يوم أنّ الرابط بين 2005 والإصلاح في عقل النظام هو مجرّد "رابط زمنيّ" وليس رابطاً سببيًّا في واقع الأمر. فبالفعل إنّ الخروج من لبنان في مثل هذه الأيّام من 2005 كانَ يمثّل منعطفاً في حياة النظام، أو محطّة إفتتاحيّةً في أزمة هذا النظام. وكان يفترض به أن يعي هذَين المنعطف والمحطّة على حقيقتهما. ذلك أنّ النظام في سوريّا الموروث عن الأسد الأب، فقد بالخروج من لبنان "آخر" أوراق "المشروعيّة" التي أطّل بها نظام الأسد على الداخل السوريّ من الخارج، أي إنّ تجاهل النظام للداخل تمّت تغطيته على الدوام بـ"الدور" و"الموقع" الإقليميين..بـ"سوريّا الإقليميّة" التي يمثّل لبنان رئتها الكبرى. صُدم النظام بخروجه من لبنان بالتأكيد. لكنّه أخطأ خطأً إستراتيجيًّا فادحاً إذا لم يعِ أنّ عليّه منذ ذلك التاريخ أن يأخذ مشروعيّته من الداخل السوريّ لا من الدور الخارجيّ "المضروب"..ومن لبنان. أخطأ عندما لم يعِ أنّ ثمّة زمناً إنتهى وأنّ زمناً آخر بدأ منذ ذلك التاريخ (2005). وأخطأ عندما لم يباشر الإصلاح الداخليّ ترجمةً لحقيقة أنّ سوريّا الداخليّة فرضت نفسها أولويّة "مطلقة".

أخطأ على نحو جسيم لأنّه بدلاً من الإنكباب على الإصلاح الداخليّ، أمضى السنوات الستّ الماضيّة في محاولة "مستحيلة" لبعث الروح مجدّداً في مشروع "سوريّا الإقليميّة".. والعودة إلى لبنان أو إستعادته بكلام أدقَ. وبدلاً من الإهتمام بالشعب وقضاياه إفترض أنّ الإمعان في مشروع سابق مستحيل كلّف سوريّا أثماناً باهظة لا سيّما منها العزلة عن التطوّر والحداثة، ولو متلطياً بـ"الممانعة" سوف يعينُه – الإمعان – على أيّ أزمة. أخطأ بدليل إنفجار الإحتجاجات الشعبيّة منذُ أكثر من شهر. وتلك الإحتجاجات تقول للنظام شيئاً واحداً: الحريّة والكرامة. هي تقولُ له ذلك وهو يحدّث السوريين عن ممانعته في وجه "المؤامرات الخارجيّة". هي تقول له إمّا أن تأخذ مشروعيّتك في الداخل ومنه وإمّا أنّ تصبح خارج التاريخ وهو يحكي عن إصلاح "مضبوط" تحق سقف الموقع الإقليميّ "الممانع". هي تقول له سوريّا والشعب السوريّ أولاً وليس أيّ إعتبار آخر وهو يتسمّر في مكانه!.

وفقاً لهذه المعاني جميعاً، فإنّ سوريّا حتىّ في ظلّ الأزمة المفتوحة التي تعيشها، ومهما كان ما ستؤول إليه الأوضاع في المقبل من الأيّام، هي منذ الآن "سوريّا أخرى".

على هذه الخلفيّة "يجب" أنّ تُقرأ التحرّكات التي ينظّمها فريق سوريّا – "حزب الله" في لبنان دعماً للنظام السوريّ.

لا شكّ في أنّ التحرّكات هذه، على مثال "لقاء الكومودور" قبل أيّام، لا تزال تنتمي إلى زمن ماضٍ، بمعنى أنّ النظام في سوريّا يحاول – فاشلاً – أن يوازن الإحتجاجات الشعبيّة عنده بتضامن معه في لبنان لا يطعمُ خبزاً، لكنّه جزء من التفكير السوريّ نفسه: الإطلال على الداخل من الخارج!.

ولا شكّ أنّ هكذا تحركّات معطوفةً على الإتهامات المفبركة والكاذبة لـ"تيّار المستقبل" التي يجري التذرّع بها للتصعيد في لبنان، إنّما هي محاولات تهديد بأنّ الرّد على الأزمة في سوريّا يمكن أن يكون بتصديرها إلى لبنان أي بـ"أقلمتها"، وذلك ما ينبغي أنّ يتمّ التحسّب له، مع العلم أنّ مثل هذه المغامرة لا تفتح أفقاً سياسيًّا للقائمين بها لأنّ الحل سوريّ داخليّ لأزمة سوريّا داخليّة. ولا شكّ أنّ "الكومودوريين" مأزومون. هم مصابون بقلق بإزاء التطوّرات العربيّة جميعها ويستعينون عليها بالمكابرة والتهويل والتهديد.. بدلاً من التعقّل.

..ثمّ لا بدّ لهؤلاء أن يتذكّروا الآتي: في خريف العام 2004، وبعد القرار 1559 المعارض للتمديد للرئيس السابق إميل لحّود والداعي لإنسحاب الجيش السوريّ من لبنان، شكّلوا ما سّمي آنذاك "لقاء عين التينة" الذي عارض القرار الدوليّ لأنّه كان في الأصل يعارضُ الإنسحاب السوريّ. وأهمّ "إنجازات" ذلك "اللقاء" إنّه، بعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري، نظّم في 8 آذار 2005 مسيرة "شكراً سوريّا".

"لقاء عين التينة" – الذي صار إسمه 8 آذار – تأسس بوجود الجيش السوريّ قبل إنسحابه في مثل هذه الأيّام من 2005. ومع إنّه لقاء حمل موقفاً مع النظام في سوريّا وضدّ أكثريّة الشعب اللبنانيّ، فقد كان له "معنى ما" في حينه وبوجود الجيش السوريّ وحماية الأمن السوريّ. ومهما يكن الإعتراض اللبنانيّ كبيراً على هذا "المعنى"، فإنّ "لقاء عين التينة" ربّما عنى، بين خريف 2004 وربيع 2005، أنّ هذا الفريق يريد "تسليح" النظام المُنسحب من لبنان بموجب القرار 1559 بعد أن رفضَ مبادرات التسوية التارخيّة مع لبنان على أساس إتفاق الطائف، بموقفٍ تجاه الشعب السوريّ.

أمّا "لقاء الكومودور" اليوم فهوَ إعلانُ تدخّل من فريق سوريّا – "حزب الله" في الوضع السوريّ داعماً للنظام ضدّ الإحتجاجات في سوريّا. و"المضحك المؤسف" في هذا السياق، أنّ "الكومودوريين" بطلب من السفير السوريّ وبرعايته يتّهمون "تيّار المستقبل" بالتدخّل إستناداً إلى فبركات إستخباراتيّة لكنّهم يمارسون التدخّل العلنيّ في الشأن السوريّ. هذا مع العلم أنّ هؤلاء يظنوّن إنّهم بتدخّلهم المكشوف هذا يمنحون النظام ورقة في الداخل السوريّ، وقد نسوا أنّ "الزمن الأوّل تحوّل" ونسوا في الأصل أنّ النظام هو من صنع قسماً كبيراً منهم وإنّه هوَ مَن غطّاهم جميعاً، وليسوا هم مَن يمنحون صكوكاً للنظام.

لقاءان ضدّ الشعبين في لبنان وسوريّا!.

وقد وصف عدد من أركان 14 آذار "لقاء الكومودور" بأنّه محاولة لإستدراج 14 آذار الى الرد على دعم النظام بإعلان الدعم للمعارضة السوريّة.

غني عن القول إنّ 14 آذار لم تتدخّل في الشأن السوريّ ولم تحرّض خلافاّ للأكاذيب. وهي لن تتدخّل لأنّ عدم التدخّل مبدأ للحركة الإستقلاليّة اللبنانيّة، وتعتبر أنّ لقاء كالذي جرى في "الكومودور" هو تدخّل "لبنانيّ" في سوريّا وتدخّل سوريّ في لبنان في آن واحد. غير أنّ السؤال الذي يوجّه الى "الكومودوريين" هو: هل أنّ إبداء الرأي في ما يجري من تطوّرات في سوريّا ومجمل المنطقة العربيّة، من باب حرّية الرأي والتعبير، سيُعتبر تدخلاً أيضاً؟!. بيدَ أنّ الاهّم هو أنّ ثمّة مرحلةً مختلفة بدأت والبعضُ لا يزال يقاربُ الأمور بالماضي. وفي هذه المرحلة المختلفة إنّ سوريّا الداخليّة – أو "سوريّا السوريّة" – باتت مسألةً لا فكاك منها والهروب إلى الأمام – أي عدم وعي ما يحصل في العمق – لن يجدي نفعاً!.

 

يارين الجديدة تضم 17 بلدة جنوبية.. والحريري رفضت تغطية أي مخالفة

لبنان الآن/أصدر تجمع أبناء بلدات وقرى "يارين، مروحين، الظهيرة، البستان، حانين، عين بوسوار وبرعشيت" في خراج البيسارية – الزهراني بياناً ردَّ فيه على ما وصفه بـ"المعلومات الخاطئة التي يتم تناقلها حول أسباب بدء مشكلة البناء في الجنوب وربطها بيارين الجديدة". وأوضح البيان أنَّه "أمام ما تم تناقله مؤخراً من معلومات خاطئة حول أسباب بدء مشكلة مخالفات البناء في الجنوب، وآخرها ما أورده النائب الأستاذ هاني قبيسي في مداخلة تلفزيونية بخصوص "يارين الجديدة "، فيهمنا أن نوضح أنَّه تم تهجير بلدة يارين في 2 تموز العام 1977 وقد انتشر أهالي البلدة من صور إلى طرابلس ومن ضمنها خراج بلدة بيسارية حيث باتت المنطقة تعرف بيارين الجديدة مع أنَّها تضم عائلات من 17 بلدة جنوبية"، مشيراً إلى أنَّ "ما حصل في خراج بلدة البيسارية هو أنَّ بعض الأهالي وبمبادرة فردية قاموا بعملية ترميم وبناء فوق أسطح منازلهم القائمة ومنهم أهالي من يارين مع العلم أنَّ هذه المنازل موجودة منذ عام 1977 وتمت تسوية أوضاعها القانونية في العام 1994 في قانون تسوية مخالفات الأبنية".

وأضاف البيان: "زار وفد من ابناء يارين وبعض القرى القاطنين في خراج بلدة البيسارية النائب السيدة بهية الحريري بعدما أوقفت قوى الأمن الداخلي عدداً من الأهالي الذين شيدوا أسطحاً جديدة فوق منازلهم، وكان جواب النائب بهية الحريري حرفياً: "يجب أن توقفوا عملية البناء وتراجعوا السلطات المختصة، وأنصحكم أن تشيدوا في بلداتكم وأنا لم ولن أغطي أي مخالف للقانون"، بالإضافة إلى أنَّ زيارة أمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري إلى الجنوب حصلت قبل نحو ستة أشهر وقام بجولة تفقدية شملت مدينة صور وبلدات الظهيرة ويارين والبستان ومروحين، حيث دشن بئر مياه ارتوازية ولم يكن وقتها مقرراً أي نشاط في ذكرى الرابع عشر من آذار ولم يطرح هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد".

وأوضح البيان أنَّ "شركة جينيكو لم تقم بأي عمل أو نقل مواد بناء إلى أبناء يارين لا في الماضي ولا حالياً"، مؤكداً في الوقت نفسه أنَّه "لم ترفع اي يافطة شكر للمملكة العربية السعودية التي ساهمت في إعادة اعمار ما دمره عدوان تموز ولم تكن يارين من ضمن البلدات التي استفادت من المكرمة السعودية"، متمنياً أن يسمع المسؤولون في المملكة كلام سعادة النائب قبيسي ليساهموا في اعادة اعمار يارين وعودة الأهالي لبلدتهم لعل ذلك يعوضنا عن حقوقنا التي حرمنا منها حتى يومنا هذا". وختم البيان بالإشارة إلى أنَّ "أهالي بلدة يارين والذين هجروا من العام 1977 وحرموا من ابسط حقوقهم، لم يلجأوا يوماً الا للدولة ومؤسساتها وكانوا دائما تحت سقف القانون وستبقى يارين حريصة على احترام المؤسسات والالتزام بالقوانين بما يخدم الوحدة الوطنية والحفاظ على السلم الأهلي ".

 

القراءة المطلوبة لبنانياً "قبل فوات الأوان"...  

صالح حديفة (صدى البلد)

لا شك في أن ما يجري في أقاليم العالم العربي من تطورات "ثوراتية" لا تكاد تخبو في دولة عربية إلا وتتصاعد في أخرى، ضمن مسلسل يظهر أنه لن يتوقف قبل إحداث تغييرات جذرية في مختلف الكيانات العربية التي بدأ "تسونامي" الثورات يطيح بأنظمتها مستهلاً بتونس وليس انتهاءً على ما يبدو في سوريا واليمن.

وفي ضوء هذه المعطيات الإقليمية التي حملت مع رياحها شرارةً أذكت من جديد الخلاف العربي الإيراني بعد جملة خطوات إيرانية مقلقة عربياً، بالإضافة إلى ما هو واضح لجهة التوجّه الغربي الاستعماري القديم أصلاً والمغلّف اليوم بلبوس جديد عنوانه "حقوق الانسان والحريات والديمقراطية"، ومع عودة الحديث عن مشاريع التقسيم في المنطقة وتجزئة دولها إلى دويلات طائفية تبريرًا وتمريراً للمطلب الصهيوني الدائم لقيام الدولة "القومية لليهود" في أرض فلسطين المحتلّة، فإن على اللبنانيين التوقّف ملياً والعدّ للمئة لا للعشرة فقط أمام هذا المشهد المخيف لموجة المدّ التي ضربت المنطقة على المستويات كافة.

عطفاً على ذلك، ليست بريئة على الإطلاق القلاقل الأمنية التي "تفقّس" في لبنان في منطقة وأخرى وبأشكال مختلفة، تارةً في عمليات خطف كما حصل مع الأستونيين، أو بتفجير قرب الكنائس كما كنيسة السريان في زحلة، وطوراً باحتجاجات السجون وأهالي السجناء، ثم بالإشكالات المرافقة لقمع التعديات على الأملاك العامة، وهي أحداث وإن لم تكن مبرمجةً كما يعتقد البعض، إلا أن حصولها في هذا التوقيت يثير الريبة بخلفيتها وبشأن وجود محرّض عليها أو مستفيد منها، وحول تزامنها وتسلسلها، وممّا لا شك فيه أن "بعض الظنّ فطنة".

وفي هذا السياق اللبناني، كان لافتاً الحراك المتمايز لرئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في الأسابيع الأخيرة، حيث توقّف كثيرٌ من المراقبين عند سلسلة خطوات قام بها رئيس "التقدمي الاشتراكي" منذ أواخر شهر آذار الفائت، كان أبرزها الاتصال الذي أجراه بالرئيس سعد الحريري والذي لم يُكشَف عنه إلا بعد الجمعية العمومية الأخيرة لـ"التقدمي" التي دفع جنبلاط خلالها إلى تأجيل إصدار الوثيقة السياسية التي كان منتظراً صدورها عن الجلسة. كما أن هذا الحراك المختلف ظهر كذلك في سلسلة المواقف الأسبوعية لجنبلاط عبر صحيفة "الأنباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي" والتي تضمّنت نمطًا تأكيدياً يحثّ على الحوار وعلى عدم قطع الاتصال بين الأفرقاء اللبنانيين، وتشديداً على رفض الدخول إلى الأحداث السورية من بوابة المزايدات في دعم النظام أو من شبّاك الرهانات على سقوطه. وقد كان لافتاً أيضًا أن ممثلاً لـ"التقدمي" لم يُلقِ كلمةً بالمهرجان التضامني الذي نظّمته أحزابٌ مؤيّدة للنظام السوري في بيروت، ثم أتى خبر الكشف عن لقاءٍ مطوّل جمَع جنبلاط برئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة، ليصبح بذلك من البديهي التوقف ملياً عند هذا الحراك الجنبلاطي.

ورغم أن هذا الكلام لا يعني ما اندفع البعض إليه تنظيراً بأن جنبلاط بصدد تعديل مواقفه السياسية من جديد بما يمهّد لعودته لفريق الأكثرية النيابية السابقة وقوى 14 آذار، إلا أن جنبلاط يدرك، بحسب مطّلعين على حيثيات مواقفه، "صوابية الخطوة التي أقدم عليها في 2 آب 2009، وهو ليس بصدد الرجوع مطلقاً إلى الاصطفاف السياسي بجانب قوى 14 آذار، لكنه يسعى في الوقت عينه إلى البقاء خارج الاصطفاف الرسمي لقوى 8 آذار من خلال مواقفه الأخيرة وبتشديده على التواصل مع الجميع ودعوته للعودة لطاولة الحوار".

 في هذا الإطار، يؤكد المطّلعون أنفسهم لـ"صدى البلد" أن "لقاء جنبلاط بالسنيورة، كما اتصاله بالحريري، فتحا الطريق أمام استعادة جنبلاط للموقع الذي سعى إلى التموضع فيه يوم خرج من قوى 14 آذار، أي موقع الوسط المتحالِف استراتيجياً مع المقاومة وسوريا بما يحمي لبنان، والقادر على مد جسور الاتصال بين اللبنانيين، وإن كانت الظروف الموضوعية أملَت عليه في سبيل الحفاظ على السلم الأهلي ومنع انفجار الوضع الداخلي أن يصوّت لصالح الرئيس نجيب ميقاتي في الاستشارات النيابية الأخيرة".

 وإذ كرر المطّلعون على حيثيات مواقف رئيس "التقدمي" القول إن "التطورات منذ آب 2009 أثبتت بما لا يقبل أي تشكيك صحة نهج جنبلاط، بعيدًا عن بعض الرسائل الداخلية التي يتقن توجيهها في إطار اللعبة الداخلية في انتخابات نقابية هنا أو عبر موقف سياسي هناك"، أكدوا أن "جنبلاط أبلَغ داخلياً مختلف الجهات المعنية في الأكثرية والأقلية المستجدَّتين أنه لن يقبل بأي شكل من الأشكال أن تمارس الحكومة العتيدة سياسة الكيدية والتشفّي بحقّ أي من الأطراف مهما كانت درجة الخلاف السياسي معه"، وأشاروا إلى أن هذا الأمر هو "أحد الأسباب التي تدفع بالبعض إلى احتساب حصة جنبلاط الحكومية خارج حصة قوى 8 آذار، إلى جانب معطيات كثيرة أخرى داخلية وخارجية تجمّعت وأخّرت ولادة الحكومة".

 إلى ذلك لفت المطلعون إلى أن جنبلاط أكد أنه "لن يتدخّل بالشأن السوري الداخلي، تاركاً للقيادة والشعب السوريّين مهمة معالجة شؤونهم الداخلية، أما النصائح التي وجّهها فهي كانت للفريقين، عبر دعوة الرئيس السوري إلى محاورة مختلف الأطراف السوريين من الذين لم يتورطوا بمؤامرات مشبوهة، وإلى تغيير بنية الأجهزة الأمنية السورية، وإلى إشراك مختلف قطاعات وأطياف الشعب السوري في الحكم، وعبر دعوة الشعب السوري إلى عدم السماح بتحويل مطالبه المُحقّة والمشروعة بالإصلاح إلى أبواب تدخل الفتنة إلى سوريا وتسمح باستهدافها، خصوصًا أن جنبلاط قلق جدًا من أن تعبُث رياح الفتنة المذهبية بالجارة السوريّة فينفجر معها ما تبقّى من استقرار هشّ في لبنان، وهو الأمر الذي ينذر بعودة لبنان واللبنانيين عقودًا إلى الوراء إلى زمن ظنّوا أنهم تخطّوه إلى غير رجعة".

أمام كل ذلك، شدد المطّلعون المقرّبون من جنبلاط على أن "جميع القيادات السياسية اللبنانية مدعوون للقيام بمراجعة للتطورات الجارية على أكثر من صعيد، وتعديل مواقفهم السياسية بما يعبّر عن وعيّ لخطورة ما يجري، وأن يدركوا أن التضامن الداخلي، وعدم الغوص في صراعات هنا وهناك أكبر من البلد، واستعادة مناخ الحوار، ونبذ أسلوب الاتهامات المتبادلة، هي الطريق الأوحد لدرء المخاطر المحدقة بلبنان قبل فوات الأوان".

 

بيئة حاضنة للمشاعات

عماد موسى/لبنان الآن

تشبه ظاهرة تصدي "العوائل" لقوى الأمن الداخلي في صور (حي الزراعة) وفي منطقة الأوزاعي، وتذكّر بظاهرة تصدّي عوائل بعض القرى الجنوبية، بغير مناسبة، إلى وحدات اليونيفيل المنحرفة عن مسار الـ1701 إستناداً إلى قراءة  الأهالي الخاصة للقرار الدولي الصادر عقب حرب تمّوز المظفرة.

وعلى الرغم من رفع قيادتي "حزب الله" و"أمل" الغطاء عن المخالفين، ورفضهما التعدي على الأملاك العامة، فالتجارب اللبنانية تقول باستحالة بناء 700 وحدة سكنية في 20 يوماً من دون تسهيل و"قبة باط" من قوى الأمر الواقع التي تحصي النفوس والأنفاس في مناطق سيطرتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وإن سلمنا جدلاً مع المسلّمين بأن ما حصل في الأوزاعي وصور والصرفند وكوثرية الرز يتخطى قيادتي الحزب والحركة، فمناخ الإستقواء على الدولة وقوى الأمن الداخلي والفضاء، نما وتعمم على مرّ الأعوام بفضل التعبئة الدائمة ضد قوى الإستكبار المحلية والدولية إلى درجة أن قوى الأمن لم تعد تقوى على اقتياد موقوف ينتمي لبيئة المقاومة، والقضاء بات عاجزاً عن مساءلة عُنصر غير منضبط أو شخص فظ يتحرك و"يتعنتر" تحت حماية المقاومة.

ويتقاطع  دفاع الأهالي الشرس عن المكتسبات العقارية في وجه تسلّط قوى الأمن الداخلي مع الغارات النسوية الأخيرة على سجن "ألكاتراز" الكائن في بلدة رومية. فهناك عدو واحد تمثّله قوى الأمن الداخلي (وفرع معلوماتها وفهودها والأسود) التي تحرص على التصدي للمظاهر الميليشيوية بقدر الهامش الممنوح لها.

وغني عن القول إن البيئة الحاضنة للمشاعات، هي نفسها بيئة حاضنة للمخدرات وقد شاهدنا بأم العين وبأبيها تحقيقاً على الـ"أل بي سي" يضيء على إنتشار الزراعات الممنوعة وفهمنا أن ربحها مضمون كونها   لا تحتاج إلى أكلاف ري وأسمدة وتقع زراعة الممنوعات في مناطق هي تقريباً تحت سلطة المقاومة. وفي أحسن الأحوال تحت سلطتها المعنوية. وإذا كانت الحشيشة من الآفات الكبرى التي تتناقض وأخلاق المقاومة الإسلامية فهناك حتماً غض نظر من جهة وتحميل مسؤولية للجهات الحكومية المقصرة في تقديم مشاريع  بديلة من جهة ثانية.

ومن المفارقات أن البيئة الحاضنة للمخدرات تعمل على تعميم البيئة الرافضة للمسكرات والمشروبات الروحية  في المناطق الخاضعة لسيطرتها الأمنية، وذلك بالدعوة إلى إقفال المحال التي تبيع مشروبات روحية في النبطية. والدعوة هذه تشكل في حد ذاتها تعدياً سافراً على حق المواطنين اللبنانيين في البيرة والفودكا والويسكي والعرق المثلث الأصيل بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية، وإن كان من خطر على أخلاق فتية النبطية وتصرفات بعضهم الرعناء فالخطر نفسه يُطاول مراهقي كفرحباب ومنيارة وبرجا، ومن نافل القول إن الدولة اللبنانية مسؤولة عن تطبيق القانون على كل الأراضي اللبنانية وأمر التحريم والسماح غير منوط بمسؤولي "حزب الله" و"حركة أمل" ولجانهما الشعبية. فالقانون اللبناني، لغاية الساعة، لا يحظر بيع المشروبات الكحولية في منطقة لبنانية ذات سمة طائفية غالبة ويبيحها في أمكنة أخرى مغلوبة، ولم يفصل  المشرع بين بيئة رافضة للمنكر وأخرى حاضنة له.

 

الرهبانية المارونية اشترت مزرعة بودين

خطوة أولى نموذجية للتصدي للفرز الطائفي

النهار/بيار عطاالله     

بشرى ازفتها الرهبانية اللبنانية المارونية الى اهل الجبل في أسبوع الآلام، تتمثل في مبادرتها الى شراء مزرعة بودين المجاورة لدير مار مارون في مجدل المعوش، قبل وقوعها في ايدي غرباء عن المنطقة من الطامحين الى شراء الاراضي والعقارات في قلب الشوف من دون اي اعتبار للموازين الدقيقة وقيم العيش المشترك التي عانت ما عانته في الجبل.

واستناداً الى المعلومات المتوافرة، فان ورثة بديع الخوري ابن عم الرئيس الشيخ بشارة الخوري، عرضوا المزرعة للبيع لاسباب خاصة وشخصية جداً، وتوجهوا بعرضهم الى الرهبانية المارونية اولاً. ولكن فور شيوع الخبر، عمد السماسرة وتجار الاراضي والعقارات الذين يفتشون عن قطعة ارض للمسيحيين او للدروز لكي يشتروها منهم وبمبالغ طائلة ولو كانت في قلب الشوف عاليه، الى التحرك، وحاولوا ابتياع مزرعة بودين من أحد المتمولين الغرباء عن المنطقة وقدموا اسعاراً مغرية جداً وبأسلوب محترف. غير أن موقف آل الخوري الصلب ورفضهم بيع المزرعة سوى للرهبان او لابناء المنطقة ادى الى خيبة السماسرة. وقال المحامي رمزي هيكل ان وكلاءه آل الخوري اتخذوا موقفاً مشرفاً ووطنياً يحتذى به برفض البيع من خارج الشوف، لا بل اصروا على بيع المزرعة الى الرهبانية، خصوصاً ان بودين مترامية الاطراف وتمتد حدودها من المعوش الى وادي نهر الدامور".

وبالفعل جرت الامور كما تمنى اهالي المنطقة، فقد اتخذت الرهبانية المارونية قراراً شجاعاً بشراء بودين بدفع من الرئيس العام للرهبانية الاباتي طنوس نعمة وادارة الرهبانية المارونية رغم عدم توافر الامكانات المالية نقداً، وذلك لكي تشكل نموذجاً يحتذى بين المؤسسات الكنسية المختلفة وهيئات المجتمع المدني المسيحية للتمسك بالارض واطلاق مشروع الدفاع عنها والتصدي لمشاريع التملك المشبوهة.

واول من امس، انكب فريق من القانونيين على انجاز ترتيبات عملية انتقال الملكية القانونية بكل تفاصيلها، حيث ذكر وكيل آل الخوري انهم قرروا التنازل للرهبانية ايضاً عن 110 امتار من حصتهم في مياه نبع الصفا، بهدف اقامة مشاريع زراعية وتنموية في محيط الدير لافادة اكبر عدد ممكن من العائلات وتنمية المجتمع المحلي. وقال المحامي هيكل: "ان ما جرى في بودين يشكل نموذجاً يحتذى به". ورأى ان قرار الرهبانية المارونية "واضح وصريح جداً في التأكيد على تشبثها بالعيش المشترك والعمل على ايجاد فرص عمل واطلاق مشروع زراعي ضخم في المنطقة يضاف الى ما يقوم به دير مار مارون".

يذكر ان الرهبان عادوا الى دير مجدل المعوش في شباط 1993، حيث اقاموا في ظروف صعبة وسط الخراب والدمار لتبدأ معهم مسيرة اعادة اعمار الدير الذي كان مهدماً بنسبة 80 في المئة، ويمثل ما يشبه "القلب" بالنسبة الى منطقة الحرف التي تضم بلدات وقرى وادي الست، مجدل المعوش، البيرة، كفرنيس، المريجات، الجعايل وشوريت. وتمكن الرهبان خلال عام من اعادة ترميم قسم لا بأس به واعادوا افتتاح المدرسة التي حاضر فيها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عندما كان مطراناً، والمدرسة هذه زارتها ايضاً الوزير السابقة ليلى الصلح حمادة في شباط الفائت والتقت تلامذتها وحضتهم على البقاء والصمود في ارضهم، مستشهدة بأشعيا النبي في قوله: "أشبه بشجرة السنديان التي بعد قطع أغصانها تفرخ فيكون جذعها زرعاً مقدساً".

الاكيد ان منع انتقال مزرعة بودين الى مالكين من خارج الشوف، وتصدي الرهبانية المارونية لهذا الأمر لا بد ان يشكل حدثاً يقتدى به لكل اهل الجبل والبقاع والشمال والجنوب وللمؤسسات الدينية المسيحية والدرزية للتصدي لظاهرة بيع الاراضي، واطلاق مشاريع تنموية واجتماعية واقتصادية تمنع هذه الظاهرة وتسقطها نهائياً، وبذلك يُحفظ العيش المشترك.

 

نقولا تعليقا على بيان قوى الامن حول قضية فايز كرم:

غير قانوني وفيه مصادرة لصلاحية القضاء وتعد على المتهم

وطنية - 23/4/2011 علق عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا على البيان الصادر عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في قضية العميد الموقوف فايز كرم، قائلا:"مرة اخرى يتبين للشعب اللبناني مدى تورط هذه القوى بالسياسة والانحياز حيث دأبت منذ فترة طويلة على اصدار بيانات كاذبة ومحرضة بدل الانصراف للشؤون الامنية وكشف المجرمين والخاطفين وحماية المواطنين واملاكهم المنتهكة يوميا، وأضحت طرفا في النزاعات السياسية والقضائية. وفي ظل هذا الوضع الشاذ داخل هذه المؤسسة اصبح التغيير والاصلاح للذهنية الثأرية والفئوية السائدة، لناحية القيادة السياسية او العسكرية، ملحا وضروريا كي تعود لهذه المؤسسة هيبتها ومصداقيتها". واعتبر ان "اتهام هذه المؤسسة للعميد فايز كرم بالتعامل مع العدو هو تضليل ومصادرة لقرار قاضي التحقيق الذي وجه اليه تهمة الاتصال فقط دون اعطاء معلومات. وهذا يعتبر مخالفة قانونية وافتراء من قبل مؤسسة امنية من اولى واجباتها تطبيق القانون والمحافظة على امن وكرامة المواطن".

ولفت نقولا الى ان "بيان المديرية يؤكد على علمه بحالة العميد كرم الصحية والمزمنة"، سائلا "هل المكان الذي وضع فيه كان مناسبا لحالته؟ وهل لهذا السبب منع عنه الكشف الطبي ولمدة تزيد عن اربعين يوما ورغم الحاحه والحاح عائلته؟. سؤال من مواطن، وليس من نائب من أولى واجباته مراقبة حسن سير المؤسسات، الى وزير العدل ووزير الداخلية والى المراقب والساهر الاول على تطبيق الدستور اللبناني فخامة رئيس الجمهورية. هل الذي طبق على العميد كرم، مع العلم بحالته، كان حفاظا على حياته ولكي يصل التحقيق الى الحقيقة ام المقصود القضاء على حياته للصق التهم على التيار الوطني الحر ورئيسه وصولا لضرب تفاهمات ارست الاستقرار على الصعيد الوطني؟".

وأضاف:"اما بالنسبة للطبيب واتهامه بانه تابع لفرع المعلومات. احدا لم يتهمه بذلك لهذا السبب طالبت العائلة بأن يعاينه الطبيب الذي اجرى له عملية القلب المفتوح اما الرفض جاء من قبل فرع المعلومات". وسأل "اذا كان هذا الطبيب مدنيا، بحسب اقوالكم، فلماذا كان اصراركم عليه دون سواه وطالبتم بمبلغ الف دولار اميركي للقبول بالإتيان به؟ هل بهذه الطريقة، كما تدعون، خضع العميد كرم لأفضل التقديمات الطبية؟ ام كان هناك امور اخرى كان يراد اخفاؤها من خلال هذا الاصرار؟ ولماذا لم يواكب هذا الطبيب طبيبا شرعيا للموافقة على وضعه الصحي والتصديق على ان وضعه الصحي يتناسب مع المكان الذي كان موقوفا بداخله او لمعرفة ما اذا كان قد تعرض للتعذيب النفسي والجسدي، علما انكم كنتم والطبيب عبدو ضو على يقين بأن ذلك ليس من اختصاص الطبيب المدني؟".

وأردف نقولا "لنسلم جدلا، يا حضرة المدير العام ومن يرأسك، على اي اساس بنى الدكتور عبدو ضو تقريره الطبي؟ وتحديدا اقر انه ليس هو من اشرف على التخطيط ولا يعرف من قام به ولا تاريخه، فكيف بإمكانه معرفة وضعه الصحي المزمن وتحرير التقرير الطبي. وهو اعترف بنفسه بأن ليس لديه نسخة عنه، وكان قد طلب له فحوصات لصورة صوتية للقلب مع عملية تمييل للشرايين دون ان يذكر التوقيت لاجرائها، مع ذكره بأن حالته مستقرة دون تحديد المستوى السيء ام الجيد، ومع العلم بأن العميد كرم عاد وادخل بعد فترة بحالة طارئة حيث خضع لعملية جراحية في القلب". وتابع:"اتوجه بسؤال خاص لوزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود حول كيفية السماح لموظف تابع لوزارته بأن يخاطب ممثلي الامة ويتهمهم بالسقوط بالضربة القاضية دون ان ينال العقاب الملائم؟. يا حضرة وزير الداخلية الصديق لا احد يستطيع ان ينال من هيبتك ولا هيبة الدولة اذا طبقت القانون بحذافيره وليس كوجهة نظر. حاسب من ينال من هيبة الدولة والقضاء بكلام وقح صادر عن مديرية تابعة لسلطتك المباشرة".

وختم نقولا مؤكدا "ان البيان الصادر عن مديرية قوى الامن الداخلي غير قانوني وفيه مصادرة لصلاحية القضاء وتعد على المتهم لان الموضوع اصبح في عهدة القضاء صاحب الحق في استدعاء من يشاء من الشهود ولم يعد للقوى الامنية اي صلة للتدخل. اننا نعيش بالواقع حالة من الانهيار على مستوى الامن والحكم في هذا الوطن واصبح الجلاد هو من يطلب الحماية ضد ضحيته وبكل وقاحة يدافع عن الظالم ضد المظلومين. اما الملازم الذي وجه حذاءه بوجه عميد، ما زال بريئا حتى اثبات التهمة، شاتما اياه ومتوعدا العميد والتيار الوطني ورئيسه، يصبح بطل تحرير لبنان من العملاء الاسرائيليين رغم تاريخه وانتماءاته السياسية القديمة وباعتراف من تعرف عليه".