المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
20 نيسان/2011

 

إنجيل القدّيس لوقا 13/22-30/ آخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين، وَأَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين».

وكَانَ يَجْتَازُ في المُدُنِ وَالقُرَى، وَهُوَ يُعَلِّم، قَاصِدًا في طَريقِهِ أُورَشَلِيم. فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُم: «يا سَيِّد، أَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَخْلُصُون؟». فَقَالَ لَهُم: «إِجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق. أَقُولُ لَكُم: إِنَّ كَثِيرينَ سَيَطْلُبُونَ الدُّخُولَ فَلا يَقْدِرُون. وَبَعْدَ أَنْ يَكُونَ رَبُّ البَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ البَاب، وَبدَأْتُم تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ البَابَ قَائِلين: يَا رَبّ، ٱفتَحْ لَنَا! فَيُجِيبُكُم وَيَقُول: إِنِّي لا أَعْرِفُكُم مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! حِينَئِذٍ تَبْدَأُونَ تَقُولُون: لَقَد أَكَلْنَا أَمَامَكَ وَشَرِبْنا، وَعَلَّمْتَ في سَاحَاتِنا! فَيَقُولُ لَكُم: إِنِّي لا أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ أَنْتُم! أُبْعُدُوا عَنِّي، يَا جَمِيعَ فَاعِلِي الإِثْم! هُنَاكَ يَكُونُ البُكاءُ وَصَرِيفُ الأَسْنَان، حِينَ تَرَوْنَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسحقَ وَيَعْقُوبَ وَجَميعَ الأَنْبِياءِ في مَلَكُوتِ الله، وَأَنْتُم مَطْرُوحُونَ خَارِجًا. وَيَأْتُونَ مِنَ المَشَارِقِ وَالمَغَارِب، وَمِنَ الشَّمَالِ وَالجَنُوب، وَيَتَّكِئُونَ في مَلَكُوتِ الله.

وَهُوَذَا آخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين، وَأَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين».

 

اندلاع مظاهرات في جامعة دمشق والأمن يشن حملة اعتقالات واسعة 

دمشق - وكالات : أفادت مصادر مطلعة من جامعة دمشق بأن تظاهرة طلابية في كلية الطب البشري انطلقت اليوم الثلاثاء مطالبين بالحرية والكف عن المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري. وأضافت المصادر بان الأمن السوري وأعضاء مكاتب اتحاد الطلبة تدخلوا لفض التظاهرة مستخدمين العصي والهراوات،كما تم اعتقال الكثير من الطلبة أثناء حملة المداهمة التي قام بها الأمن السوري. ومن جهة أخرى فقد نشرت أبناء عن تظاهرة طلابية في مدينة درعا السورية شملت طلبة المدارس الثانوية والمعاهد وفروع جامعة دمشق متوجهين إلى ساحة الكرامة، للانضمام إلى المعتصمين. أما عن أعداد المتظاهرين في كلية الطب البشري بجامعة دمشق تجاوزت الـ200 طالباً وطالبة.

 الحكومة تحذر: ممنوع التظاهر

إلى ذلك، أعلن مصدر رسمي سوري الثلاثاء أن وزارة الداخلية دعت المواطنين إلى الامتناع عن القيام بأي مسيرات أو اعتصامات أو تظاهرات (تحت أي عنوان كان)، مؤكدة أنها ستطبق (القوانين المرعية) من اجل استقرار البلاد. وقالت الوزارة في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية إنها (تدعو المواطنين السوريين في الظروف الراهنة، إلى الامتناع عن القيام بأي مسيرات أو اعتصامات أو تظاهرات تحت أي عنوان كان). وأضافت أنها تطلب ذلك من اجل (المساهمة الفاعلة في إرساء الاستقرار والأمن ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق ذلك)، مؤكدة أن (القوانين المرعية في سورية ستطبق خدمة لأمن المواطنين واستقرار الوطن).

 

مفتي سوريا أحمد حسون ينضم إلى الثوار: كل من أطلق رصاصة على الشباب يجب أن تقص يده من كان يكون

بيروت اوبزارفر/وجه مفتي سوريا الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين خلال خطاب ألقاه أمام حشود غفيرة في منطقة الصنمين رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً: القضية ليست قضية إرهاب أو خبز بل قضية كرامة، داعياً الشعب إلى عدم ترك دماء الشهداء الذين سقطوا تضيع هدراً وقال: إن أبناء حوران هم الرجال ودماء أطفالهم هي دماء أطفالنا ودماء شبابهم هي دماء شبابنا

 

دمشق تؤكد مقتل ثلاثة ضباط من الجيش في مدينة حمص السورية

نهارنت/اعلن مصدر رسمي مقتل ثلاثة ضباط في الجيش السوري احدهم مع عدد من افراد عائلته بيد "مجموعات مجرمة مسلحة" في حمص التي شهدت تظاهرات احتجاجية اسفرت بحسب ناشطين حقوقيين عن مقتل احد عشر متظاهرا الاحد برصاص قوات الامن السورية. واعلنت وكالة الانباء الرسمية خبر مقتل ضابط وافراد من عائلته والتمثيل بجثثهم بالاضافة الى مقتل ضابطين اخرين مساء الاثنين ونشرته الصحف السورية اليوم الثلاثاء. وذكرت المصادر ان "مجموعات المجرمين المسلحة التي تقطع الطرق وتزرع الرعب والفوضى فاجأت العميد عبدو خضر التلاوي وولديه وابن شقيقه قتلت الاطفال وحاميهم بدم بارد". واضافت ان "غريزة الغاب لديهم لم تكتف باطلاق النار على الابرياء بل لجأوا الى تقطيع الاوصال وتشويه الاوجه". كما اعلنت مقتل ضابطين آخرين هما "العقيد معين محلا والرائد اياد حرفوش" اللذان "استشهدا في منطقة الزهراء بحمص برصاص المجموعات الاجرامية المسلحة". واكدت "ندرك ان من يستهدف امن الوطن لابد ان يستهدف اولا امن حماته الصادقين". ونشرت وكالة الابناء السورية صور التلاوي في البزة العسكرية بينما نشرت الصحف السورية صور جثث القتلى الآخرين. وكانت وزارة الداخلية السورية اتهمت "مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية" لا سيما في مدينتي حمص وبانياس "بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين والتمثيل باجسادهم". وقالت ان هذه المجموعات تقوم "بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واطلاق النار لترويع الاهالي وقطع الطرقات العامة والدولية".

واضافت ان هذه الاعمال هي "تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية ولا سيما في مدينتي حمص وبانياس حيث دعا بعضهم علنا إلى التمرد المسلح تحت شعار الجهاد مطالبين باقامة إمارات سلفية". واكدت الوزارة انها "لن تتساهل مع النشاطات الارهابية لهذه المجموعات المسلحة التي تعبث بامن الوطن وتنشر الارهاب والرعب بين المواطنين".

كما اكدت انها "ستعمل بكل حزم لفرض استتباب الامن والاستقرار على كافة ارجاء الوطن وملاحقة الارهابيين اينما وجدوا لتقديمهم للعدالة وانهاء اي شكل من اشكال التمرد المسلح".

وفرقت قوات الامن السورية بالقوة اعتصاما شارك فيه الاف الاشخاص في حمص بوسط سوريا للمطالبة بسقوط النظام، على ما افاد ناشطون حقوقيون لوكالة فرانس برس الثلاثاء مشيرين الى اطلاق نار "كثيف".

 

سورية في دوامة العنف وآلاف في حمص يطالبون بإطاحة النظام

دمشق - «الحياة»، أ ف ب، رويترز

تحول تشييع القتلى الذين سقطوا الأحد في حمص إلى تظاهرات احتجاجية تطالب بالحرية واسقاط النظام، في ما يمكن اعتباره ان البلاد دخلت في دوامة من الاحتجاج يعقبه سقوط ضحايا على ايدي قوات الامن ثم تشييع للضحايا يتحول بدوره مواجهات يسقط خلالها مزيد من الضحايا. واكد ناطق باسم الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة لا تعمل على تقويض الحكومة السورية، لكنه اكد انها تحاول تعزيز العملية الديمقراطية في سورية. وقال الناطق: «ينبغي (على الرئيس السوري) ان يلبي التطلعات المشروعة لشعبه»، وانه يعود الى هذا الشعب تقرير حجم الاصلاح ورقعته. في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم انه «لم يعد مقبولاً السكوت عن قطع الطرق والتخريب»، مشيراً الى ان ما حصل في قرية تبليسة قرب حمص، وسط البلاد، اول من امس «بالغ الخطورة» إذ «تم قطع طريق دولية، واعتداء مسلحين على رجال الشرطة وعمليات تخريب وحرق».

وأفاد ناشط في مجال حقوق الإنسان أن «أكثر من عشرة آلاف شخص» شاركوا أمس في تشييع القتلى الذين سقطوا الاحد في تبليسة، وأطلقوا هتافات «تمجِّد الشهيد وتطالب بالحرية وبإسقاط النظام»، فيما اعتصم بعد الظهر نحو ثلاثة آلاف شخص في وسط حمص، ما قد يتحول ليلا الى مواجهات جديدة. وفي جسر الشغور، شمال حمص، دعا نحو نحو ألف شخص في تشييع جنازة رجل قالوا ان قوات الامن قتلته، الى اسقاط النظام. ولفت ناشط في حقوق الانسان في حمص الى ان المدينة في حال غليان، مضيفاً أن قوات الامن و»شبيحة» النظام يستفزون القبائل المسلحة منذ شهر، مشيراً الى ان المواطنين خرجوا بأعداد كبيرة الى الشوارع في مختلف المناطق في حمص ليل الأحد الاثنين، فأطلق الرصاص عليهم.

وذكرت وكالة «سانا» الرسمية أمس ان بين قتلى الأحد في حمص 3 ضباط وبعض أفراد عائلاتهم، معلنة «استشهاد العميد خضر التلاوي وولديه وابن شقيقه بإطلاق النار عليهم من مجموعات إجرامية مسلحة مثلت بجثثهم»، إضافة الى «استشهاد العقيد معين محلا والرائد إياد حرفوش».وتضاربت المعلومات عن عدد القتلى الذين سقطوا الأحد في تبليسة، إذ ذكر شهود ان العدد تراوح بين سبعة و11 وعشرات الجرحى. وبحسب أحد الناشطين، فإن التوتر بدأ السبت في حمص «بعد ان سَلَّمت الاجهزة الامنية جثةَ شيخ يدعى فرج ابو موسى بعد اسبوع على اعتقاله سليماً معافى لدى خروجه من أحد المساجد». ومع استمرار المواجهات والتظاهرات الاحتجاجية في العديد من المدن السورية، استقبل المعلم أمس سفراء الدول العربية والاجنبية في العاصمة السورية وأكد أمامهم «ان التظاهر السلمي أمر نحترمه، ولكن قطع الطرق والتخريب والقيام بعمليات الحرق أمر آخر ولم يعد مقبولا السكوت عنه». واضاف «من يريد الإصلاح يعبر عن رأيه بطريقة سلمية (...) ولا يستخدم العنف والسلاح ولا يلجأ إلى التخريب وحرق مؤسسات الدولة وقطع الطرق» مؤكداً في الوقت نفسه «أن الإصلاح هو حاجة وطنية وهو أيضا عملية مستمرة لا تتوقف وتتطلب الأمن والاستقرار». ولفت المعلم الى ان ما حدث في قرية تلبيسة قرب حمص الاحد «يشكل أمرا بالغ الخطورة إذ تم قطع الطريق الدولية لساعات طويلة وجرى الاعتداء من قبل مسلحين على عناصر الشرطة التي كانت لديها تعليمات صارمة بعدم التعرض للمتظاهرين ما أدى إلى وقوع ضحايا في صفوف تلك العناصر مما تطلب تدخل الجيش». في غضون ذلك، اعلنت فرنسا انها تنتظر تطبيقاً فعلياً للاصلاحات التي اعلنها السبت الرئيس السوري وان تترجم هذه الاصلاحات بانهاء حملة القمع في سورية، فيما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن وثائق «ويكيليكس» أن الولايات المتحدة مولت سراً مجموعات من المعارضة السورية وبينها «قناة بردى» التلفزيونية التي تبث برامج تنتقد نظام الرئيس بشار الأسد.

 

خدّام: ساعة سقوط النظام السوري قادمة لا محالة.. والشعب لا يحبّ جلاّده 

موقع 14 آذار/اعتبر نائب الرئيس السوري الأسبق عبد الحليم خدام أن ساعة سقوط النظام السوري قادمة لا محالة ووصف الاحتجاجات في سوريا بأنها ثورة سلمية لشعب يتوق إلى التغيير، ونظام انتهت صلاحيته، لا يفعل شيئا سوى خداع نفسه واستهلاك أوهامه عن وجود مؤامرات خارجية تستهدف البلاد.

ورأى خدام المقيم حاليًا في باريس أن سيناريو الثورتين المصرية والتونسية أوشك أن يتحقق في سوريا مشددا على ان أبناء شعبه لن يرضوا بديلاً عن محاسبة من قتلهم وقمع مظاهراتهم السلمية. وقال في حديث لصحيفة "روز اليوسف" المصرية: "لقد أدى تراكم القهر والاضطهاد وقمع الحريات وانتهاج سياسة العزل والاقصاء والتمييز والاعتداء على كرامة المواطنين وحرمانهم من حقوقهم الأساسية وغياب القانون وفساد الأسرة الحاكمة ومعظم المواقع الأمنية والإدارية والعسكرية والقضائية في البلاد وانتشار الفقر لأكثر من أربعة عقود الى انضاج روح التغيير لدى شباب سوريا وتعزز ذلك بعد نجاح ثورتي الشباب في تونس وفي مصر وانطلقت ثورة هؤلاء الشباب وهي لن تتوقف حتى تحقق أهدافها النهائية وهي بناء دولة ديمقراطية مدنية يتساوي فيها المواطنون بالحقوق والواجبات".

ورأى خدام ان "الطائفة العلوية كطائفة لا تحكم سوريا وهي محكومة كغيرها من الطوائف من أسرة الأسد الحاكمة ولكن النظام اعتمد في بناء مؤسساته الأساسية على عناصر من الطائفة وليس على مبدأ بناء المؤسسات بناء وطنيًا وهذا الأمر هو الذي أدى إلي الاحتقان الطائفي"، لافتاً الى ان "السوريين بكل فئاتهم ومع شعورهم بخطورة الانقسام الوطني يرفضون الانجرار إلى صراعات طائفية رغم أن أدوات النظام هي التي تمارس عليهم كل أنواع القمع والاستبداد معرباً عن ثقته بأن الغالبية الكبرى من الطائفة العلوية مع الوحدة الوطنية وترفض الانزلاق إلى مهاوي الصراع الطائفي.

واضاف أن "الشعب السوري في غالبيته الساحقة يطمح في تغيير النظام ويرى أن هذا النظام أصبح عبئا على البلاد ولذلك فغالبية السوريين لم تفاجأ بخطاب بشار الأسد ولكن هناك بعض الناس كانوا يأملون وفي أجواء التغيير أن يتخذ بشار الأسد قرارات جذرية تؤدي إلى تغيير جذري في بنية النظام لاسيما بعد تصريح كل من فاروق الشرع والدكتورة بثينة شعبان وقد تضمن تصريحهما أن بشار سيتحدث عن قضايا مهمة وكانت مفاجأة الناس أن الخطاب ومكان انعقاده شكلا مسرحية بطلها بشار الأسد وعناصرها أعضاء فرقة مجلس الشعب ومكانها مجلس الشعب".

وعما اذا كانت حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها بشار الأسد ستسهم في تهدئة الأجواء داخل سوريا، قال أن "مشكلة سوريا ليست في أن يلغي بشار الأسد قرارا كان قد اتخذه بإبعاد المعلمات المنقبات من سلك التربية والتعليم ولا في قرار أصدره سابقا بترخيص كازينو القمار ومن ثم قرر إلغاءه ولا في إحداث فضائية شرعية ولا في معهد شرعي، لكن المشكلة الكبري أساسًا في بنية النظام وليس في جزئيات نهجه وقراراته، السوريون بعد أكثر من أربعة عقود من المعاناة والشعور بالقهر والاضطهاد وتعرضهم للفقر وانخفاض مستوى المعيشة يطمحون ببناء دولة ديمقراطية برلمانية تكون فيها السلطة للشعب وتنتخب السلطة انتخابًا حرًا ووفق الدستور من الشعب مباشرة أو في مؤسساته الدستورية".

واكد ان الشعب يريد نظامًا لا يستبيح حريات الناس وكرامتهم ولا يستبيح أموال الدولة ومواردها ولا يضعف البلاد ولا يضع ملف الجولان في أرشيف الممانعة في الوقت الذي قاد البلاد نحو الفقر والتخلف مشيرا الى ان ما سمي بالإصلاحات لا يلامس القضايا الأساسية التي يطرحها السوريون وإنما يحاول أن يضيع الوقت وأن يؤخر ساعة السقوط وهي قادمة بإذن الله.

واكد ان "حركة التغيير في سوريا تنتهج سلوكًا سلميًا للوصول إلى أهدافها كما حدث في مصر فالظروف متشابهة"، مضيفاً: "نأمل أن تنجح الشعوب العربية الطامحة في التغيير وأن تحقق ذلك دون هدر نقطة دم واحدة. السوريون ورغم تعرضهم للقتل واستخدام القوة بكل أنواعها مصرون على مسيرتهم السلمية في التغيير وهم واثقون أنهم سيحاسبون أولئك المتورطين في عمليات القمع والقتل وإرهاب الناس".

وعن فزاعة التدخل الأجنبي والقوى الخارجية التي تحدث عنها النظام السوري مرارًا، قال خدام أن "استخدام بشار أسلوب الاتهام بالتآمر الخارجي وضلوع المتظاهرين بمؤامرة دليل على إفلاسه وعلى عقم تفكيره السياسي واستخفافه بعقول السوريين هل هذه الجماهير المضطهدة والمظلومة والمقموعة بأجهزته هي التي تبحث عن الدعم الخارجي أم أنه وزمرته يبحثون عنه؟ أليس يستعين بدعم إيران ومساندتها؟ أليس يعتمد على المواقف الإسرائيلية القلقة من التغيير والحريصة على بقائه لأنه يريحها، يحاربها بعبارات وهمية ويريحها على الأرض، يكثر الحديث عن الممانعة ودعم المقاومة في الوقت الذي يضعف فيه الوحدة الوطنية ويقيم حاجزًا بين الدولة وبين المواطنين؟ ألا يرى السوريون الغطاء الاقليمي والدولي لنظامه في الوقت الذي سارعت به قوى الاقليم والقوى الدولية في رفع الغطاء عن الأنظمة العربية الأخرى التي كانت تتهاوى تحت ضغوط الجماهير؟ هل تكون مقاومة المؤامرة المزعومة بقتل السوريين وباضطهادهم واستنزاف دماء أبنائهم وافقارهم، وإرهابهم أم تكون بالاستجابة إلى مطالب الشعب وتعزيز الوحدة الوطنية؟ مشكلة بشار الأسد أنه يخدع نفسه ويعتقد أن الشعب يحبه في الوقت الذي فقد ثقة الشعب ومحبته منذ سنين".

وسأل: "هل قرأنا في التاريخ أن شعبًا يحب جلاده أو يحب سجانه أو يحب المستبد به؟ فالمشكلة ليست مشكلة الشعب إنما المشكلة مشكلة خداع النفس".

وعن الصمت الإيراني لما يحدث في سوريا، قال خدام أن "النظام في سوريا نظام حليف لإيران وهو احدى القواعد الأساسية للنفوذ الإيراني في المنطقة ومن الطبيعي أن تصمت على ما يقوم به وأن تسانده وليس أمرًا غريبًا أن تكون مع المعارضة في البحرين دول عربية وقفت إلى جانب ثورة الشباب في تونس وفي مصر وساعدت الثورة الليبية ولكنها في الوقت نفسه سكتت عن النظام السوري وعن قمعه هكذا هي الأمور في المنطقة من الصعب تطبيق معايير واحدة في كل السياسات وفي كل الدول".

 

بيان اجتماع القيادات المارونية في بكركي

كان اخويا ووطنيا بامتياز واتفاق على لقاءات اخرى ومتممة

وطنية - 19/4/2011 - أكد البيان الختامي للقاء بكركي الذي عقد برعاية البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، وتلاه المسؤول الاعلامي لبكركي وليد غياض "ان الاجتماع كان اخويا ووطنيا بامتياز، ساده جو من الصراحة والمسؤولية والمودة، وقد تمت مقاربة المواضيع المطروحة انطلاقا من التمييز بين ما هو متفق عليه وما هو خاضع للتباينات السياسية المشروعة في وطن ديموقراطي يحترم الحريات والفروقات مع المحافظة على وحدة الوطن واحترام ثوابته وصون مصالحه الاساسية".

واتفق على ان تعقب هذا اللقاء "لقاءات اخرى ومتممة كلما دعت الحاجة".

 

لقــاء ماروني تاريخي في بكركي برعايـة الراعي

مصافحة بين فرنجية وجعجع وأجواء صراحة ومودة

مقاربة "السياسة" بين المتفق عليه والخاضع للتباينات

لقاءات متمّمة "كلما دعت الحاجة"

المركزية- شكل اللقاء الماروني الأول الذي دعا اليه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي محط اهتمام اللبنانيين الذين توجهت أنظارهم اليوم الى الصرح البطريركي حيث اجتمع القادة الموارنة تحت سقفه برعاية الراعي.

فمنذ لحظاته الاولى تميز اللقاء بمصافحة المتخاصمين النائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع، وانتهى بالاتفاق على لقاءات اخرى متممة كلما دعت الحاجة.

بدء اللقاء: بدأ اليوم المسيحي التاريخي الذي ضم الرئيس أمين الجميل، النائب العماد ميشال عون، النائب سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجج برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وبمبادرة منه، حضره المطارنة: رولان ابو جودة، يوسف بشارة بولس مطر، وسمير مظلوم في التاسعة من صباح اليوم، برياضة استمرت نحو ساعة، اعقبتها خلوة روحية تخللتها شهادة حية للحبيس يوحنا خوند الذي خرج من محبسته لأول مرة بتفويض خاص من البطريرك الراعي وبطلب منه، وقام بتوزيع مسبحة على كل شخص من الحاضرين، اضافة الى كتاب صلاة.

ثم أقام البطريرك مأدبة غداء شكلت ثمار البحر والسمك الطبق الاساس لمناسبة الصوم.

وكان وصل الى بكركي في التاسعة الا ربعا النائب فرنجية ثم الدكتور جعجع، فالرئيس الجميل والعماد عون.

الاجتماع: واجتمع القادة الموارنة حول طاولة مستطيلة في الصالون الكبير في بكركي على رأسها البطريرك الراعي وعلى يمينه الرئيس الجميل والى جانبه الدكتور جعجع فالمطران ابو جودة والمطران بشارة، وعلى يساره العماد عون ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية والمطران مطر والمطران مظلوم، حيث بدأت جلسات عمل وفق جدول اعمال تناول مواضيع تهم الطائفة وشؤونا وطنية وسياسية. واعدت ترتيبات خاصة لهذه الصلاة، تمت فيها قراءة نص من الانجيل فيما وضع الصليب على الطاولة وشمعة بقيت مضاءة لمناسبة اسبوع الآلام.

وخلال الاجتماع توجه القادة الموارنة الى جناح البطريرك صفير وشربوا القهوة معه، وأخذوا البركة، ثم عادوا الى الاجتماع ومعهم صفير الذي شاركهم الغداء ثم الصلاة ليغادروا بعدها.

جدول الاعمال: وفي ما يتعلق بجدول الاعمال الذي بحثه القادة الموارنة فتردد أن المواضيع الخلافية تركت جانبا في وقت وصفت فيه الاجواء بالمريحة وقد تبادل الجميع الأحاديث، فيما كان اللافت المصافحة التاريخية بين الدكتور جعجع والنائب فرنجية حين بادر الاخير الى الاقتراب من جعجع لحظة دخوله الى الصرح البطريركي وكانت المصافحة بين الرجلين.

البيان: وفي ختام اللقاء تلا المسؤول الاعلامي لبكركي المحامي وليد غياض بيانا جاء فيه: "كان الاجتماع اخويا ووطنيا بامتياز، ساده جو من الصراحة والمسؤولية والمودة، وقد تمت مقاربة المواضيع المطروحة انطلاقا من التمييز بين ما هو متفق عليه وما هو خاضع للتباينات السياسية المشروعة في وطن ديموقراطي يحترم الحريات والفروقات مع المحافظة على وحدة الوطن واحترام ثوابته وصون مصالحه الاساسية".

وتمّ الاتفاق على ان تعقب هذا اللقاء "لقاءات اخرى متممة كلما دعت الحاجة".

ورقة مسيحية: وتطرق القادة خلال الاجتماع الى موضوع القمة الروحية المقررة في 12 أيار المقبل في بكركي، واطلع البطريرك القادة الموارنة على هذا اللقاء طالبا منهم اعداد ورقة مسيحية مشتركة لرفعها ووضع افكار خاصة لصياغتها.

الترتيبات الاعلامية: أما الترتيبات الاعلامية فقد كانت شبيهة بتلك التي رافقت انتخاب البطريرك، حيث طلب من الاعلاميين البقاء خارج ساحة الصرح البطريركي طوال فترة انعقاد اللقاء، فيما سمح بالتقاط الصور عندما قارب الاجتماع على الانتهاء وقبل توجه القادة الموارنة والمطارنة الى مأدبة الغداء.

 

سامي الجميل: لقاء بكركي خطوة تأسيسية اولى

وطنية - 19/4/2011 - اعتبر منسق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل في حديث لاذاعة"صوت لبنان- الحرية والكرامة" ان اللقاء المسيحي في بكركي اليوم، يندرج في إطار الخطوة التأسيسية الأولى التي تهدف الى كسر الجليد على أن تليها مرحلة ثانية من الاجتماعات المكثفة لكي نصل الى إتفاق على الكثير من الأمور"، مؤكدا انها "بداية مطلوبة، ومخطىء من يظن أننا سنصل الى إتفاق من لقاء وحيد.

 

سليمان بحث في تحديث الاتصالات مع نحاس

الجراح لـ"المركزية": أكدنا للرئيس أهمية المسار القضائي ونحتفظ بحقنا القانوني اذا لم ترسل سوريا ملفاً

المركزية – اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال شربل نحاس على خطوات تطوير قطاع الاتصالات وتحديثه على مستوى تقنيات الهاتف الخلوي والانترنت كي يكون هذا القطاع مواكباً للتطور الحاصل فيه على مستوى العالم. وكان اللقاء أيضاً مناسبة لعرض الأوضاع الراهنة على الساحة السياسية الداخلية. كما التقى السيد جوزف عارج سعادة مع وفد من العائلة في حضور نقيب الصحافة محمد البعلبكي شكره على تعزيته بوفاة المرحوم جورج عارج سعادة. الجراح: وزار بعبدا النائب جمال الجراح الذي اطلع رئيس الجمهورية على نتائج الاتصالات التي أجراها في شأن القضية المطروحة حياله. واتصلت "المركزية" بالنائب الجراح مستوضحة أهداف الزيارة فقال: تمنينا على فخامته أن يسلك المسار القضائي مجراه في الاتهامات التي تسوقها دمشق وأكدنا اننا تحت القانون الواجب تطبيقه في الاطار القضائي وضمن الاتفاق الموقع بين لبنان وسوريا. فاذا كان ثمة معطيات جدية لدى سوريا فلترسلها الى الجهات اللبنانية المختصة ونحن تحت القانون. وأوضح الجراح أن الرئيس سليمان باشر اتصالاته منذ أن استدعى الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري وابلغ اليه الخطوات الواجبة وهو يتابع القضية؟ وعن الخطوات التي قد يلجأ اليها شخصياً أو من خلال كتلة المستقبل قال الجراح: ننتظر ما ستؤول اليه الاتصالات وجواب السلطات السورية في شأن المسار القضائي لتسليم لبنان ملف قضائي يوجب التحرك، ونحتفظ بحقنا القانوني لاستعماله في الوقت المناسب اذا لم يرد الملف الى لبنان. فهناك خطوط أخرى يمكن اللجوء اليها تستوجب المزيد من الدرس.

وأكد أن كتلة المستقبل ستناقش الموضوع بدقة في اجتماعها بعد ظهر اليوم ليُبنى على الشيء مقتضاه.

 

جعجع: التعاطي مع التيار والمردة كما الاحزاب الحليفة

المركزية – علمت "المركزية" أن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وفور عودته الى معراب من بكركي أعطى توجيهاته الى الدائرة الاعلامية وجميع المعنيين بوجوب التعاطي مع التيار الوطني الحر وتيار المردة بالمستوى نفسه الذي تتعاطاه مع حزبي الكتائب والأحرار والكتلة الوطنية.

 

حماده عرض للتطورات مع كونيللي

المركزية – بحث النائب مروان حماده، في مكتبه قبل ظهر اليوم مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية مورا كونيللي في التطورات السياسية والاقتصادية في لبنان والمنطقة.

 

سعيد يحمّل سوريا مسؤولية أي خلل أمني في لبنان ويدعو السلطات الى وضع حدّ لتدخلها في "شؤوننا":

تستــدرج حلفــاءها للتصعيد وضرب الاستقرار

المركزية- في أعقاب الحملة السورية على لبنان على خلفية اتهام "تيار المستقبل" بالضلوع في حوادث الداخل ومشهد "الكومودور" الداعم للنظام السوري وقبله حديث السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، حمّل منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد سوريا المسؤولية المباشرة عن أي خلل أمني قد يحدث في لبنان، لافتا الى ان ما يجري راهنا هو مجرد محاولات مكشوفة وغير ذكية.

وقال في حديث لـ "المركزية": "سوريا تحاول ربط الساحة اللبنانية بالسورية، وتسعى عبر ذلك الى استدراج الولايات المتحدة الأميركية للقول بأن اضعاف النظام السوري سيفجر الوضع الداخلي في لبنان، وبهدف تنفيذ هذا المخطط طلبت من حلفائها في بيروت ان يقوموا بالواجب لدعم النظام السوري، في خطوة لاستدراج الافرقاء الاخرين لدعم المعارضة السورية، وبذلك يقسمون لبنان واللبنانيين بين مؤيد للنظام ومعارض له. وأكد ان قوى 14 آذار حاسمة لجهة عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، لافتا الى ان ما يجري هو مجرد محاولات مكشوفة وغير ذكية، ونحن لن نقع في هذا الخطأ، فموضوع الديموقراطية والحرية في سوريا شأن يعني السوريين فقط". ولفت الى ان تحركات ومواقف الداخل بدءا من تصريح السفير السوري الذي يشكل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية اللبنانية وتهديدا واضحا للبنانيين وصورتهم، وعدم اتخاذ الدولة اللبنانية اجراء في حقه، أو قيام وزير الخارجية اللبناني باستدعائه لاستيضاحه اضافة الى المواقف التي اطلقت من الكومودور أمس، كلها تتعدى الاطار الكلامي الى الاستفزاز واقحام لبنان في متاهات هو بغنى عنها.

وقال:" لم نر رئيس جمهورية لبنان يطالب الجانب السوري بتوضيحات، ولا حتى رئيس مجلس النواب دافع عن احد اعضائه، بعد اتهام السفير السوري لفريق لبناني بالوقوف وراء حوادث سوريا تحت نظرية المؤامرة". ودعا سعيد السلطات اللبنانية الى وضع حد للتدخل السافر السوري في الشؤون الداخلية اللبنانية، محملا الجانب السوري المسؤولية المباشرة عن أي خلل أمني قد يحدث في لبنان". وقال:" الأمر يستدعي اولا أن يأخذ لبنان على عاتقه حماية الاستقرار الداخلي من خلال تحرك رئيس الجمهورية وحكومة تصريف الاعمال والمجلس النيابي. ثانيا: التدخل الفوري للجامعة العربية حتى لا يتلاعب أي نظام عربي في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي آخر. ثالثا: وعي المجتمع الدولي على المخططات التي تحاك من قبل النظام السوري".

 

حرب: لا مصلحة في التدخل بسوريا وعلى سفيرها التزام الأصول الدبلوماسية

المركزية – رأى النائب بطرس حرب ان لا مصلحة لقوى 14 آذار في التدخل في الشؤون السورية، داعياً السفير في لبنان علي عبد الكريم علي الى التزام الأصول الدبلوماسية في قوله وتحركه. وجاء في بيان أصدره الآتي: في هذه المرحلة المضطربة التي تجتازها المنطقة العربية نتيجة الحركات الشعبيّة المتنقّلة من دولة إلى أخرى والتي بلغت في مراحلها الأخيرة سوريا، وفي الوقت الذي يتعرض لبنان لأزمة سياسيّة خانقة نتيجة تعذّر تشكيل حكومة جديدة فيه، والإختلاف الحاصل حول سلاح حزب الله والمحكمة الدّولية، تظهر في الأفق بوادر خطر كبير ترمي إلى محاولة إقحام لبنان واللبنانيين في الصراع الدّائر في سوريا، من خلال فبركة إتهامات لبعض الفرقاء السياسيين بتزكية الحركة الشعبية وتسليحها ضد النّظام السوري من جهة، وفي تطوّع بعض القوى السياسية إلى إعلان دعمها للنّظام السّوري في وجه المطالبين بالإصلاحات.

إن هذه الممارسات تعرّض العلاقات اللبنانية السورية، التي يجب متابعة العمل على تحسينها ومعالجة رواسب الماضي السّيئة فيها، إلى التوتر والتأزيم، خصوصاً أن الجميع يعلم أن اللبنانيين منقسمون حول نظرتهم إلى العلاقة مع النّظام السوري، وأن إطلاق حملات تأييد له ولّد حملات تأييد لمعارضيه، كتلك الدعوة الصادرة عن "حزب التحرير- ولاية لبنان" للتظاهر لنصرة ثورة الشام من طرابلس الشام" كما جاء في الدّعوة إلى التظاهرة، وهو ما سيولّد دعوات مضادة وتوترات سياسية ومذهبية وأمنية، لا قدرة للبنان على مواجهتها وتحمّل نتائجها.

ومن منطلق الحرص على العلاقات الأخويّة بين لبنان وسوريا وشعبيهما، أدعو جميع الأطراف إلى عدم إقحام أنفسهم في الأزمة السورية الداخلية واحترام حق الشعب السّوري وقياداته في تقرير مصيرهم دون أي تدخل خارجي ولو أخوي أو عقائدي أو مذهبي، في شؤونهم.

فكما يحرص اللبنانيون على ألاّ يتدخّل أحد في شؤونهم الدّاخليّة، كذلك يجب عليهم عدم التدخّل في شؤون الآخرين الدّاخليّة. هذا بصرف النّظر عن أن لا مصلحة للبنان ولشعبه في إقحام نفسه في الصّراع الدّائر في سوريا، وأنّ مصلحة لبنان تكمن في الإستقرار في سوريا بالنّظر لارتدادات أي خلل أمني سوري على الواقع الأمني والسّياسي في لبنان. فإذا كنّا نختلف على أمور عديدة وهو أمر طبيعي في الأنظمة الديموقراطية، لا يجوز الإختلاف حول سيادة الوطن واستقلاله ووحدته وديموقراطيته والتزام كل اللبنانيين في مواجهة العدو الإسرائيلي وحرصه على أفضل علاقاته مع الدول العربيّة الشقيقة بدءا بسوريا. ملاحظة أخيرة لا بدّ منها: لقد جاهدنا من أجل أن تقوم علاقات ديبلوماسيّة بين لبنان وسوريا. ولله الحمد حقّقنا هذ الهدف رافضين أي تخوّف من أن يتحوّل ممثّل سوريا في لبنان إلى مندوب سامي في لبنان، مراهنين على أن المعاهدات والقوانين الدّولية سترعى وتنظّم أصول التّعامل الديبلوماسي وحدوده. وهو ما نزال نراهن عليه.  وحرصا منا على ذلك نلفت النظر إلى أن التصاريح التي صدرت خلال هذه الفترة عن السفير السوري، والتي تضمنت بعض الإتهامات لبعض الجهات اللبنانية بالتدخل في الشؤون السورية، تخرج عن الأصول الديبلوماسية، وتوحي أن للسفير صفة قضائية، شبيهة بالنيابة العامة، تسمح له بتوجيه الإتهامات، وهو أمر مسموح به، إنما وفقًا للأصول القضائية والديبلوماسية المتعارف عليها وعبر القنوات الديبلوماسية ووزارة الخارجية. وإنّني، إذ أؤكّد أنّه ليس لأي طرف في قوى 14 آذار مصلحة في التدخّل في الشؤون الداخلية السورية، أدعو السفير السوري إلى الإلتزام بالأصول الديبلوماسيّة والقضائية التي تنظم كيفية ملاحقة أي لبناني يرتكب جرما جزائيا في سوريا أو ضدها. من جهة ثانية، استقبل الوزير حرب في مكتبه في مقر مجلس الوزراء النائب فؤاد السعد، وعرض معه التطورات الداخلية، كما استقبل نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون.

 

زهرا: لا قيامة للدولة في ظل الســـــلاح

نصر على تطبييق الاتفاقية القضائية مع سوريا

المركزية- إعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا أن "الإتهام السوري للنائب جمال الجراح بالتورط في الأحداث الداخلية غير منطقي وغير مبرر، وهو محاولة لإعادة ربط الساحة اللبنانية بالمشاكل التي تحصل في سوريا"، مؤكدا" انه ما من فرصة لقيام الدولة القوية القادرة في ظل السلاح غير الشرعي وهذا المطلب ليس كيديا انما واقعيا" وخطوة حاولنا القيام بها بنوايا حسنة". كلام زهرا جاء في خلال رعايته حفل العشاء السنوي لمصلحة المعلمين في "القوات" في ضبيه ممثلا" رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. حيث قال: "نعيش اليوم في مرحلة طلوع الشمس من جديد من مشارقها عبر تعبير الناس في كل الشرق الاوسط عن تمسكهم بالحرية، اذ نؤكد بالمقارنة البسيطة ان شرارتها انطلقت من انتفاضة الاستقلال في بيروت، ونحن لا نسمح لانفسنا بالتدخل في تحركات هذه الشعوب على رغم التعاطف وتمنياتنا لها بالوصول الى اهدافها باقل كلفة ممكنة مع معرفتنا الاكيدة ان هناك بعض القادة والزعماء الذين يريدون تكبيد شعوبهم الدماء قبل الوصول الى الحرية والاستقرار، في هذه المرحلة التي نمتنع فيها عن التعليق سلبا او ايجابا عما يحصل هناك من يحاول ان يعيد الى لبنان الاجواء الامنية المضطربة وربط ساحتنا بساحته ويتهم بعض اللبنانيين بالتدخل والتحريض".

اضاف: "الكل سمع الإتهام الذي وجه الى احد الاصدقاء والحلفاء الذين نعتز بصداقتهم بالتدخل في ما يجري هناك وسمعنا سفير تلك الدولة يقول عبر الاعلام ان على القضاء اللبناني التحرك بناء على تحقيق كلنا يعرف كيف يجري هناك ونعرف جميعا انه كذبة كبيرة وادعاء" . تابع: "ونسمع ان هناك اتفاقيات قضائية بين لبنان وسوريا ونصر على تطبيقها بدءا بموضوع التحريض وتهريب الاسلحة، ونصر على اجراء اي تحقيق حول مايتم عبر الحدود منذ العام 1958 الى اليوم ويجب ان نقوم نحن بالضغط على القضاء اللبناني كي يقوم بهذا التحقيق وطبعا ضمن الاتفاقية الموقعة بين البلدين . واشار إلى "اننا نريد بناء دولة وما من فرصة لبناء دولة فعلية سيدة في ظل سلاح خارج اطارها وندرك ان سوريا هي التي تدعم عبر الحدود هذا السلاح الخارج عن سلطة الدولة لهذا نحن مصرون على تطبيق كل الاسس والمبادىء التي تساعد على بناء الدولة، ولا نريد نزع السلاح بالقوة بل باقناعهم بخطورته وبانه ما من فرصة لقيام الدولة بوجوده". وختم: "استعمال السلاح لا يؤدي الا للدمار والفتنة وصغط هذا السلاح اسقط الحكومة واوجد حالة من اللأاستقرار من خلال عدم انشاء حكومة وحدة وطنية"، متسائلا": "بعد مرور اكثر من شهرين هل اتفقوا على ما يريدون؟ انني اؤكد لكم انهم لن يتفقوا لان السلاح لايمكنه ان يؤدي الى الاستقرار والامان وبناء الدولة ولهذا ندعو الى ازالته من حياتنا الوطنية".

 

إستغرب إزدواجية "8 آذار" في الثورات العربية

وهبي: الأكثرية تستجلــب الوصاية السورية

المركزية-اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب امين وهبي ان "قوى الثامن من آذار تعتمد على ادلة زائفة وأفلام مفبركة في حملتها على "تيار المستقبل" وقوى "14 آذار"، مشيراً الى ان "لهذا التحريض وظائف عدة منها الضغط على المحكمة الدولية وقضية السلاح". واوضح في حديث لـ"أخبار المستقبل" ان الأكثرية الجديدة تريد التغطية على اخفاقاتها وعجزها عن تأليف حكومة حتى من لون واحد"، معتبرا" ان "ما يميز هذه القوى هو الخطاب العالي النبرة والغرق والافلاس السياسي". وقال: "هذه القوى ارادت استغلال ما حدث اثناء الثورة في مصر الا ان الشعب المصري رد عليهم بالقول اننا شعب راشد ولا ننتظر نصحاً او توجيهاً من احد. واليوم نرى كيف تنبري هذه القوى للتضامن مع النظام السوري"، مستغربا" "هذه الازدواجية في التضامن مرة مع الشعب ومرة مع الانظمة". وشدد على ان "قوى "14 آذار" لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية كما تمنى للشعوب العربية ما ترضاه لنفسها". وختم : "رأينا امس في المهرجان الذي اقامته قوى "8 آذار" كيف ارادت استجرار التدخل السوري في الشؤون اللبنانية من خلال تحريضهم على شركائهما في الوطن".

 

حوري: حزب الله" يعتمد لغة خبيثـة وتجاوز ثوابت دار الفتوى دخول في المجهول

المركزية-اكد عضو كتلة "مستقبل" النائب عمار حوري ان "حزب الله" وكل الفريق الملحق به لا يزالون يعتمدون لغة بالية خارج الزمان خبيثة منطلقة من خيال مريض". وقال في حديث إذاعي: "يجب على من يطلقون هكذا ادبيات ان يعلموا اننا في زمن آخر ينبغي ان تكون فيه العلاقة اللبنانية - السورية متكافئة وشفافة". وأوضح ان "هناك اتفاقية موقعة في العام 1951 تحكم العلاقة بين لبنان وسوريا"، داعياً الجانب السوري الى "اعداد ملف يعتمد على وثائق ومستندات لتودعه وزارة العدل السورية لدى نظيرتها اللبنانية كي يبنى على الشيء مقتضاه".

اضاف: "إذا كانت الامور تؤخذ فقط في ظواهرها فإن النتائج حتماً ستكون كارثية. ما قاله السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي يحتاج الى اعادة تقييم". من جهة اخرى، اعتبر حوري ان "الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ملزم بالثوابت الوطنية التي انطلقت من دار الفتوى، ولا يمكن لأي رئيس مكلف آخر ان يتجاوزها لأن فيها شيء من المجهول السياسي".

 

"الراي": لبنان مرشح للاستمرار بلا سلطة

حزب الله يريد حكومة بأي ثمن

المركزية- أعلنت صحيفة "الراي الكويتية" أن لبنان المترنح "بلا سلطة" منذ ثلاثة أشهر قد يعجز عن تركيب حكومة جديدة، في الوقت الذي تدهمه تداعيات مفتوحة لما يجري في سوريا وفي البحرين على حد سواء، ما يجعل مصيره اسير التطورات في مداره الاقليمي، وسط عجز داخلي عن إدارة حتى أزمته. ولفتت الى ان المأزق الحكومي "المستدام" في بيروت لا يرتبط بما تحمله التقارير اليومية عن صراع على الحقائب الوزارية، بقدر ما هو على صلة بمفاعيل الـ"تسونامي" الذي يضرب على طول المنطقة وعرضها، ويضع الجميع في لبنان امام خيارات صعبة ومن النوع الاستراتيجي الذي لا يمكن تفاديه. ونقلت الصحيفة عن أوساط واسعة الاطلاع انه لم يعد في الامكان مقاربة الوضع في لبنان بمعزل عن تطورين بالغي الخطورة، هما: أولا، التحديات المتزايدة التي يواجهها نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، والاحتمالات "المفتوحة" لتطورات الوضع فيها، وثانيا، بلوغ التوتر العالي في العلاقات السعودية - الايرانية مستويات غير مسبوقة، وارتدادات هذا التوتر على "الساحات المشتركة" في المنطقة. وقالت:" ازاء هذه التحديات المضافة على تحديات "قديمة" في بيروت، يصبح من الطبيعي توقع الاسوأ في لبنان، خصوصاً أن اللاعبين المحليين هم جزء من اللعبة الاقليمية التي تزداد تأججاً مع حركة الاحتجاجات "الجوالة" في دول المنطقة.

من هنا يصعب الحديث عن امكان ولادة حكومة جديدة وفي وقت قريب في بيروت، خصوصاً ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بدأ "يستهول" هذه المهمة الاشبه بـ "كرة النار" المرشحة للانفجار بين يديه نتيجة "الصواعق" الاقليمية المفتوحة. وأشارت الى ان المعطيات التي شجعت ميقاتي على المجازفة بقبول تشكيل الحكومة انقلبت رأساً على عقب، واصبح في مأزق عدم الرغبة في التشكيل وعدم القدرة على التراجع لاسباب تتصل بـ "السيناريوات المحتملة في البلاد وحولها".

ولاحظت ان "حزب الله" الذي يعمل على اقناع ميقاتي بالاسراع في تشكيل الحكومة، قلص حجم شروطه السياسية امام الرئيس المكلف لتشجيعه على قلب الصفحة نظراً للاهمية المزدوجة لقيام الحكومة، الداخلية والاقليمية على حد سواء. ورأت ان جميع مكونات الحكومة المحتملة هم الان في مأزق. فميقاتي مرتاب من اقدامه على تشكيل الحكومة ويدرك الاثمان الباهظة للاعتذار، و"حزب الله" يريد حكومة بأي ثمن وغير قادر على احراج ميقاتي لاخراجه.

 

عون ترأس الإجتماع الأسبوعي ل"التغيير والإصلاح": لقاء بكركي مطمئن وصريح وملتزمون إبقاء المواضيع مكتومة

لا أحد يصادر صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة

من واجب لبنان التزام أمن سوريا إنطلاقا من أرضه

هناك نية سيئة في إيقاف مشروع السيارات على الغاز

وطنية - 19/4/2011 ترأس رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون الاجتماع الأسبوعي للتكتل في الرابية.

وعلى الأثر، قال عون: "اليوم، عقدنا لقاءين: الأول في بكركي والثاني لقاء التكتل. لقاء بكركي عبر عنه البيان الذي صدر. الجلسة كانت هادئة جدا، وتضمنت مواقف وشرحا وتبادل أفكار لتفادي حرب النوايا في ما بيننا. لقد تحدثنا بصراحة عن الأسباب التي أدت بكل منا إلى اتخاذ موقعه الحالي. وبالطبع، ستتبع هذا اللقاء اجتماعات أخرى للمتابعة. هناك أوراق كنا قد قدمناها في السابق، وستتم دراستها من جديد لنرى إلى أين قد تؤدي، ولكن الجو كان مطمئنا. ولا نستطيع أن نقول أكثر من ذلك في هذه المرحلة لأننا ملتزمون إبقاء المواضيع مكتومة حتى تصدر نتائجها النهائية".

أضاف: "أما في اجتماع التكتل، وبما أن الحكومة تتقدم ببطء وما من إنجاز معين حتى الآن، اقتصر بحثنا على مراجعة المشاريع التي سبق، وأرسلناها إلى مجلس النواب، وتطرقنا إلى ضرورة تسريع عمل اللجان النيابية، وخصوصا في لجنة الطاقة حيث يقبع منذ حوالى السنة تقريبا مشروع تنظيم الغاز ومحطات الغاز واستيراد سيارات الغاز، وهذا القانون مهم جدا، لأنه خلال العرض الذي أقامته وزارة الطاقة البارحة في قصر المؤتمرات، تبين أنه في حال اعتماد هذا القانون، فإن نسبة التوفير في المحروقات على المستهلكين ستقارب حوالى الستين في المئة، ونسبة الحد من التلوث البيئي ستقارب حوالى الأربعين في المئة.

وتابع: "تم إيقاف هذا المشروع، وبسبب الاصرار على إيقافه بتنا نشعر بأن هناك نوايا سيئة لدى رئيس لجنة الطاقة النائب محمد قباني، ولا أعرف لمصلحة من. هو يدعي أن الأسباب تعود لعدم توفر شروط الأمان في سيارات الغاز، في حين أننا نعلم أن هذه السيارات تستعمل في كل أوروبا. وكل السيارات في أحد البلدان تسير على الغاز، ولم تسجل أي حوادث. وتقول الإحصاءات إن نسبة الخطر الناتج من الغاز في السيارات هي أقل منها في الانواع الأخرى من السيارات، وجميعنا نعلم كيف يتم احتساب نسبة الخطر، إذ يتم رصد نسبة الحوادث في المئة أو في الألف أو في الألفين أو في نصف المليون. من هنا، نستنتج أن هناك نية سيئة في إيقاف هذا المشروع، ولا أعرف لمصلحة من. هل هي لمصلحة مستوردي النفط؟ هل هي لمصلحة مستوردي السيارات؟ هل هناك "cartel" ينتج نفط - سيارات؟ لست أعلم، ولكن علينا أن نتابع هذه القضية، وأسألكم أن تتوجهوا أنتم كصحافيين، كونكم تنتمون إلى الطبقة الفقيرة وستكونون المستفيدين الأوائل من هذا القانون، إلى رئيس لجنة الطاقة وتسألوه عن أسباب إيقاف هذا المشروع. فليجب عن أسئلتكم. تخيلوا أنكم ستوفرون حوالى 60 في المئة من النفط، وحوالى 40 في المئة من التلوث البيئي. أرأيتم من يعطل البلد؟ قد تضحكون على هذه الأمور، وأنا أضحك معكم أيضا، ولكن في الحقيقة هذه الأمور تدفع بنا إلى البكاء، لا إلى الضحك".

وطالب رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه ب"أن يدعو إلى جلسة تشريعية لتمرير هذه المشاريع"، وقال: "الصيف يقترب ولا تزال الكهرباء على حالها، والأزمة قادمة".

وسأل: "أيجب أن نتظاهر عندما تقع أزمة الكهرباء ونلوم وزير الطاقة على ذلك؟، وقال: "نطالب على مدار السنة، ولكننا لا نسمع أصوات الناس، إلا عندما تتأزم الأمور. نحن جئنا إلى الحكم لنعمل، وهذا العمل يتطلب تضامن فريق تشريعي تنفيذي. نقوم بالمشروع وندرسه، ثم نخطط. وفي النتيجة، نحتاج إلى المال لنتمكن من تنفيذه".

أضاف: "نسمع أخبارا كثيرة، نتخطاها ولا نرد. كل يوم، الردود والردود المضادة تمهد لإحداث فتنة. هناك دستور، ولهذا الدستور نص يمكننا كلنا قراءته، فليفسروه مرة وحيدة، وليحضروا المشترعين الكبار أمثال حسن الرفاعي، بهيج طبارة، وسليم جريصاتي، فهؤلاء يعرفون بالدستور اللبناني، فليتناقشوا حوله وليشرحوه لنا. على الأقل، فليسمعونا آراءهم، إذ ربما إننا أغبياء ومبتدئون ولا نعرف أن نقرأ. فليقولوا لنا أين هي حقوق كل واحد منا؟ وأين يقع الدستور؟ الدستور مؤلف من 95 مادة، أو أكثر 102، وهناك على الأقل 10 مواد لا يحترمونها، ولكن هذه لحساب العامة، لهم الحق في أن يتجاوزوها، ومن يطالب باحترام المواد منهم يتصدى حتى يتجاوزها".

حوار

ورد العماد عون على أسئلة الصحافيين:

قيل له: تتحدث عن إنجازات وزارة الطاقة. اليوم، اعتبر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود أن أي فريق لبناني يحق له المطالبة بوزارة الداخلية، وأن هذا المطلب مشروع، ولكن لا على حساب أشخاص عملوا وصنعوا إنجازات، وخصوصا في الإنتخابات البلدية والنيابية واستحقوا عليها مكافآت عالمية.

أجاب: "الرأي العام يحكم، ولا أحد يطالب بشيء على حساب الوزير بارود. أريد أن أسأل مثلا: هل تم إسقاط الجنسية عن غير المستحقين؟ هذا الأمر كان واردا في مجلس الوزراء. قانون الجنسية الذي صوتوا عليه في لجنة الإدارة والعدل، هل تم أو نفذ؟".

قيل له: المسؤول هنا هو مجلس الوزراء مجتمعا، وليس فقط بارود.

أجاب: "لم نسمعه يعترض. لقد سألته عن هذه المواضيع، ولم أكن أريد منه إجابة خاصة على الهاتف، بل أريده أن يعلن للملأ ليسمع كل اللبنانيين من أوقف المرسوم. هناك مجموعة كبيرة من طلبات التجنيس أوقفوها منذ 40 عاما، وهو قام بتصفيتها. أين هي؟ لا نعلم. وبعد أن تحدثنا منذ فترة عن اللامركزية الإدارية، قرأت اليوم أن اللجنة اجتمعت وأنهم سيبحثون في اللامركزية الإدارية. لا أريد أن أتحدث عن مشكلة السجون، فأنا لا أريد المزايدة. ولا أريد أن أتحدث عن مراقبة الجمعيات التي أخذت ترخيصا لممارسة شيء، وهي الآن تمارس شيئا آخر. هناك 29 مدرسة غير شرعية قائمة تتعرض لمسائل حساسة جدا، والوقت ليس ملائما الآن لنطرح هذا الموضوع. زِد على ذلك، مراقبة البلديات، والسير... ماذا سنزيد بعد؟".

قيل له: بارود أوضح أنه عمل في ظروف صعبة.

أجاب: "نحن أقررنا له بذلك، ولم نهاجمه".

سئل: إن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالأمس، ردا على من سأله لماذا لم يقدم على إعلان حكومة من أهل الاختصاص، أشار إلى أنه يسعى إلى حكومة تحل المشاكل لا إلى حكومة تزيدها. لماذا نحن من دون حكومة حتى الساعة؟ وماذا ترد على قوله بأنه يعطي رئيس الجمهورية كامل صلاحياته ودوره؟

أجاب: "لا أحد يصادر صلاحيات أحد. لا أحد صادر صلاحيات رئيس الجمهورية حتى يعود هو ويردها له. صلاحيات رئيس الجمهورية محددة في الدستور. عندما يريد، يقول: هذه صلاحياتي، ومنصوص عليها هنا. وذلك، لا أحد يصادر صلاحيات رئيس الوزارة. هناك وثيقة الوفاق الوطني والدستور الذي ترجمها. لنقرأهما معا، ونرى أين نعرقل نحن الأمور. هل تدخلنا نحن في هذه الأمور؟ يحق له أن يؤلف الحكومة، ونحن لنا الحق في إعطاء الثقة أو حجبها".

سئل: هناك حديث عن أن عقدة الداخلية في طريقها إلى الحل عبر إنتقاء مرشح توافقي بين الجنرالين، ولكن هناك حديث أيضا عن وزارة العدل. ما هي المشكلة في وزارة العدل؟ وما هي حصة التيار؟ أصحيح أنها أصبحت عشرة وزراء، ثمانية منهم مع حقائب وإثنين وزراء دولة؟ كذلك، تحدث البعض عن لقاء بكركي اليوم، معتبرا أنه شبيه بطاولة الحوار، وسيلاقي المصير نفسه، ما هو تعليقك؟

أجاب: "هناك أناس متشائمون، ويجدون أن لقاء اليوم سيلاقي مصير طاولة الحوار نفسه، وهناك أناس متفائلون ويعتبرون أنه سيؤدي إلى نتيجة. وبالنسبة إلى مشكلة وزارة العدل، فلا أستطيع أن أجيب. الرئيس المكلف وحده قادر على القول أين المشكلة؟ ومع من؟ ولا أشعر بأن وزارة الداخلية باتت معي. لقد قرأت كجميع اللبنانيين في الصحف، ولكن لم أبلغ رسميا مع من أصبحت وزارة الداخلية".

سئل: يبدو أن هناك عقدة أخرى غير وزارة الداخلية، هي عقدة وزارتي الاتصالات والطاقة، إذ يقال إن رئيس الحكومة يفضل أن تكون هاتين الوزارتين في يد طرف سياسي معين. ما رأيك؟

أجاب: "أهناك من يرسلكم إلي لتسألوني عن هذه الأمور ليعرف بالتالي ما هو رأيي بها؟ فليتقدم أصحاب العلاقة وليسألوني عن الأمر إن كانت المشكلة عندي، وسأتفاهم معهم".

قيل له: الحدث اليوم كان في بكركي، وقد قيل كثيرا أن اللقاء لن يكون سوى مصافحة، ونجد بعد اللقاء أن هناك أجواء إيجابية.

أجاب: "المصافحة حدثت في السابق وتحدث في كل لقاء. نحن لا نتقاتل في ما بيننا. نحن نتكلم مع بعضنا البعض، ولكننا مختلفون في السياسة. هذه هي الحدود، والموضوع القائم هو موضوع المصالحة في السياسة".

سئل: هل ستكون هناك مصالحة بعد المصافحة؟

أجاب: "نحن نجلس على الطاولة نفسها ونتكلم مع بعضنا البعض. وفي كل مرة نلتقي فيها نتصافح. الخلاف بيننا هو في السياسة، وجميكم تعلمون ذلك".

سئل: هناك من رأى أن العقدة في تشكيل الحكومة ليست في الحصص والأحجام، إنما في البيان الوزاري الذي سيصدر عن هذه الحكومة. ما هو ردكم؟

أجاب: "استغفر الله العظيم، ما هذه الأسئلة؟ لم يتحدث أحد عن البيان الوزاري حتى الآن".

سئل: بدأ اللبنانيون بالمطالبة بتظاهرات مع النظام السوري وضده. هل تؤيدون أن تحصل تظاهرات في لبنان تتعلق في ما يحدث بسوريا؟

أجاب: "كلا. نحن كشعب لبناني ملتزمون اتفاق القاهرة، لا نستطيع أن نجزئ هذا الاتفاق وننقضه وفقا لأهوائنا. هذا الاتفاق لا يشبه لائحة الطعام في المطعم لنختار ما نشاء منه. وكما تعلمون، لقد ذكروا "أن لبنان لن يكون للاستعمار لا مقرا ولا ممرا"، إذا يجب أن نحترم هذه العلاقة تجاه الأحداث الداخلية في سوريا. ويجب أن نلتزم أمن سوريا انطلاقا من أرضنا، هذه معاهدات، ولا يمكن التلاعب بها. أما من يحب المعترضين في سوريا، فليفعل، والرئيس الأسد سمح بالتظاهر، وقال إنه ستنجز الإصلاحات، واليوم أقر قانون إلغاء قانون الطوارئ. والإصلاحات الأخرى تحتاج إلى الوقت، إذ تتطلب تشريعا، ولكن لا يسمح بالبارودة، أي نظام يحترم نفسه لا يسمح بالبارودة. هو قال لهم إن مطالبهم بالإصلاح سيحترمها. وهو حكم يريد المحافظة على نفسه. إذا قتل من كان يقتل قوى الأمن، فهل يتوجب علي أن أعترض هنا في لبنان؟ كلا. يمكنني أن أتعاطف مع المطالب، وأقول إنه يجب أن يحصل إصلاح، فهذا من صلب الشعور الإنساني مع الآخرين. ولكن يجب أن نلتزم أمن سوريا انطلاقا من لبنان. هناك ايضا شعوب أخرى تتظاهر، بشكل أقل عنفا، وتطالب بحقوقها، نحن لا نتظاهر معهم، ولا نطالب لهم بشيء حتى لا نزيد الأمور سوءا نسبة إلى التصادم الحاصل في المنطقة. فكلما تدخل فريق آخر، سيعقد الأمور أكثر فأكثر. من هنا، أنا لا أنصح بالتظاهر".

سئل: بالنسبة إلى لقاء بكركي اليوم، هل يمكننا القول إن هذا اللقاء قد كسر الجليد بين أقطاب الموارنة؟ وما الذي تغير بنظرتك إلى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع؟

أجاب: "أولا، لم يكن كسرا للجليد، بل بدأ نقاش أو حوار، فالنقاش يتحول إلى حوار حول المواضيع إذا كنا نريد درسها بعمق. وبالتأكيد، هذا الأمر يريح الشعب اللبناني. فالمسألة ليست عدائية، ونحن لا نحمل الرشاشات ضد بعضنا، ولن ندخل الملاجئ. ليس في الأمر عنفا أو أي شيئ من هذا القبيل. كان اللقاء مريحا جدا، والتقينا أيضا بالكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وكانت الأجواء جيدة جدا. وهذا اللقاء يؤكد لكم أننا لا نحمل أسلحة ضد بعضنا البعض".

سئل: عن رأيك بجعجع؟

أجاب: "لا أعطي آراء بالأشخاص. عادة، عندما يهاجموني أمتنع عن الرد، فهل أعطي آراء الآن؟".

 

مجلس الوزراء السوري اقر انهاء حالة الطوارىء والغاء محكمة امن الدولة وتنظيم التظاهر وطلب اعداد مشروعي قانون للاعلام والاحزاب

وطنية - 19/4/2011 افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في دمشق جمانة خوري ان "مجلس الوزراء السوري اقر مشاريع مراسيم تشريعية تقضي بانهاء حالة الطوارىء في سوريا والغاء محكمة امن الدولة العليا وحق التظاهر السلمي للمواطنين. واتخذ المجلس فى جلسته التى عقدها اليوم برئاسة رئيسه عادل سفر قرار مشروع مرسوم تشريعي يقضي بانهاء حالة الطوارىء في جميع أنحاء سوريا المعلنة منذ عام 1963. كما اقر المجلس مشروع مرسوم تشريعي يقضي بإلغاء محكمة امن الدولة العليا المحدثة بالمرسوم التشريعي رقم 47 لعام 1968 تعديلاته واحالة الدعاوى المنظورة أمامها الى مرجعها القضائي المختص اضافة الى اقرار مشروع مرسوم تشريعي يقضي بتنظيم حق التظاهر السلمي للمواطنين بوصفه حقا من حقوق الانسان الاساسية التى كفلها الدستور السوري وفق نواظم اجرائية تقتضي حصول من يرغب بتنظيم تظاهرة على موافقة وزارة الداخلية للترخيص بتنظيمها.

كما طلب مجلس الوزراء من الوزارات المعنية الاسراع باعداد مشروع قانون الاحزاب ومشروع قانون الاعلام والادارة المحلية وعرضها على المجلس للمناقشة في اقرب وقت ممكن".

 

كتلة "المستقبل" عقدت إجتماعها الدوري برئاسة السنيورة: تعثر تشكيل الحكومة يؤثر سلبا على الاقتصاد وسببه تحالف "8 آذار"

نطلب من وزير الخارجية دعوة السفير السوري لاستيضاحه عن تصريحاته

التعديات على الأملاك تتم في مناطق نفوذ قوى الأمر الواقع وسلاحها

وطنية - 19/4/2011 عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري الثالثة من بعد الظهر في "السادات تاور" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة. وفي نهاية الاجتماع، أصدرت بيانا تلاه النائب هادي حبيش، في ما يلي نصه:

"أولا: توقفت الكتلة أمام استمرار تعثر تشكيل الحكومة العتيدة والانعكاسات السلبية المتفاقمة لهذا التأخير على الأوضاع الاقتصادية في البلاد وعلى مصالح المواطنين، وهو ما بدأ يظهر جليا من خلال المؤشرات المتعددة على أكثر من مستوى. ورأت الكتلة، أن ليس هناك من مبرر لهذا التأخير الناتج عن الارتباك والتخبط، الذي يصيب تحالف قوى الثامن من آذار بسبب التدافع والصراع على الحصص والمغانم والحرص على من يمسك بتلابيب السلطة وسط تراجع قدرة هذا التحالف على تغليب المصلحة العامة ومصلحة المواطنين على المصالح والمطالب الخاصة والمتضخمة. وإذا كان البعض يقارن بين التأخير الحاصل حاليا وبين الوقت الذي استغرقه تشكيل الحكومة السابقة، فإن هذه المقارنة مردودة لأن الحكومة السابقة كانت حكومة وحدة وطنية وكان على رئيسها آنذاك أن يوفق بين متناقضات سياسية لكي ينجح في تشكيلها. إن الرأي العام وكتلة المستقبل تحمل تحالف قوى الثامن من آذار وبقيادة "حزب الله"، مسؤولية ما ينتج عن هذا التأخير من انعكاسات سلبية على مختلف المستويات الوطنية والأمنية والاقتصادية والمعيشية.

ثانيا: استعرضت الكتلة الأوضاع العربية الراهنة في ضوء استمرار موجة الثورات والانتفاضات والمطالبات الشعبية والشبابية في أكثر من بلد عربي والمطالبة بالحرية وبالإصلاح والتطوير، والكتلة في هذا المجال تؤكد مرة جديدة على النقاط التالية:

أ- تعيد الكتلة تكرار موقفها المبدئي والذي سبق أن أعلنته منذ بداية انطلاقة هذه الانتفاضات، حول أهمية المبادرة والتجاوب مع دعوات الإصلاح في عالمنا العربي والعمل على مكافحة الفساد وتعزيز الالتزام بمبادئ الديمقراطية والشفافية وبما يمكن الشعوب العربية من ممارسة حقوقها المشروعة ومنها حرية التعبير بطرق وأساليب حضارية وديمقراطية وسلمية وآمنة.

ب- إزاء تتابع وتوالي الأحداث في المدن السورية فان كتلة المستقبل تكرر موقفها الرافض والقاطع للتدخل في الشؤون السورية الداخلية وهي تعلن صراحة أن تيار المستقبل وكتلته النيابية لم يتدخل ولا ينوي التدخل وليس له مصلحة في التدخل. إن هذه الحملة الإعلامية والسياسية المبرمجة على تيار المستقبل وبعض أعضاء كتلته النيابية وتحديدا النائب جمال الجراح واتهامهم زورا بالتدخل بالشؤون الداخلية السورية، مسألة مرفوضة ومردودة ومدانة ولا يقصد منها إلا محاولة إرباك التيار وكتلته النيابية وحرفهما عن توجهاتهما وطروحاتهما الوطنية، ولاسيما فيما يتعلق بمرجعية الدولة وسلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية ورفض وصاية السلاح".

في هذا الصدد، تطلب الكتلة من معالي وزير الخارجية والمغتربين دعوة السفير السوري لاستيضاحه حول التصريحات التي أدلى بها في هذا الخصوص. كما أنها تدعو دولة رئيس مجلس النواب إلى عقد جلسة لهيئة مكتب المجلس لبحث هذا الأمر من جوانبه كافة.

ثالثا: تنظر الكتلة بعين الايجابية والتشجيع للقاء المصارحة بين القيادات المسيحية في بكركي واللقاء الذي يفترض أن يسهم في التقريب بين اللبنانيين وفي التخفيف من التشنجات والانقسامات التي لا يستفيد منها إلا أعداء لبنان.

رابعا: إن ما تشهده بعض المناطق اللبنانية وعلى وجه الخصوص في الجنوب والضاحية الجنوبية وصولا إلى العاصمة بيروت من موجة غير مسبوقة لانتشار البناء غير الشرعي والذهاب بعيدا في التعدي على الأملاك العامة والخاصة ومن خلالها على هيبة الدولة تعد اكبر وأوسع عملية انتهاك ومخالفة للقوانين لم يشهد لبنان مثلها في اصعب الظروف. إن المفارقة الأساسية في هذا الخصوص هو أن هذه التعديات كلها تتم في مناطق نفوذ قوى الأمر الواقع المدعومة بسطوة السلاح الخارج عن القانون والبعيدة عن الأهداف الوطنية.

لذلك فإن الكتلة تبدي قلقها الشديد من موجة التعديات والاعتداءات التي تتعرض لها القوى الأمنية اثناء محاولاتها لتطبيق القانون ولقمع هذه المخالفات ومن محاولات التغطية الفعلية للمرتكبين من قبل قوى الأمر الواقع. كما ترى الكتلة وجوب وضع حد فوري لهذه المخالفات والتعديات وإزالتها، لأنها تطيح بما تبقى من هيبة الدولة وقوة القانون التي سبق لقوى السلاح والمسلحين أن أوغلت في التعدي عليهما. من جهة أخرى، فان كتلة المستقبل تناشد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والحكومة والوزراء المعنيين والمسؤولين والسلطات الرسمية معالجة هذه المشكلة عبر خطة عاجلة لقمع هذه المخالفات والتعديات وإزالتها، وتطلب من القوى السياسية وخاصة المسلحة منها، أن ترفع الغطاء عن المخالفين ولا تشجعهم على ذلك وتتوقف عن تقديم الدعم المباشر أو غير المباشر لهم وأن تعبر بوضوح بعيدا عن أي تذرع عن رفضها وإدانتها لأي مخالفة للقوانين".

 

سليمان اتصل بالأسد مؤكدا وقوف لبنان بجانب سوريا واستقرارها وتطورها

نهارنت/إطلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود على الوضع الأمني في البلاد، وتناول معه في قصر بعبدا عصر الإثنين مسألة مخالفات البناء على الأملاك العامة والمشاعات، إضافة إلى موضوع اللوحات الإعلانية المخالفة على الطرق العامة. من جهة أخرى رأى سليمان خلال استقباله وفدا مشتركا لبنانيا ومن قساوسة اميركيين، استنكروا حرق نسخ من المصحف الشريف، في حضور سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي عواض عسيري ان "النموذج اللبناني في العيش المشترك والحوار بين الطوائف بات حاجة دولية لمواجهة دعوات التعصب والتطرف التي لا تصب الا في خانة القوقعة والانعزال". ونوه بـ"أهمية هذا التفاعل بين مكونات العائلة اللبنانية السياسية والروحية في درء الاخطار المحدقة بلبنان وابقائه في منأى عن تداعيات ما يحصل في المنطقة والعالم". كذلك أشاد "بالمبادرة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بالدعوة الى جلسة عن حوار الحضارات في الامم المتحدة، حيث القى لبنان كلمة في هذا اللقاء". وجدد سليمان التأكيد ان "لا حل الا بالحوار في سبيل تلاقي الشعوب وتفاعل الاديان والحضارات للارتقاء بالانسان على مستوى تعاطيه مع الآخر في شتى المجالات". على صعيد آخر، أجرى ؤئيس الجمهورية اللبنانية اتصالا هاتفيا بنظيره السوري بشار الاسد، وتشاور معه في التطورات الراهنة والعلاقات الثنائية وفي الإصلاحات التي أعلنها الأسد، مؤكدا "وقوف لبنان إلى جانب استقرار سوريا وأمنها وتطورها وازدهارها".

 

معلومات عن اعلان نتائج المحكمة الدولية الأولية في نهاية أيار

نهارنت/أفادت صحيفة "الحياة" أن المدعي العام في المحكمة الدولية دانيال بلمار سيعلن عن نتائج المحكمة الدولية الأولية في نهاية شهر أيار وأن هناك اسمين من بين المتهمين، وأن ليس هناك أي اتهام لمسؤول سوري من بينهما. وكان بلمار قد اودع قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين قرارا اتهاميا معدلاً، موضحاً ان "هذا التعديل يوسع نطاق قرار الاتهام الذي اودع في 17 كانون الثاني 2011 في قضية الاعتداء على رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وآخرين". وكان بلمار سلم القرار الاتهامي الاول الى فرانسين الذي اعلن انه "سيبقى سريا في هذه المرحلة" وهو لا يزال يدرسه منذ ذلك الحين قبل المصادقة عليه. واكد بلمار "استمرار التحقيق من اجل استيفاء شروط الادلة التي تقتضيها المحاكمة وتقديم المسؤولين عن الاعتداء للقضاء".

 

جوبيه قد يزور لبنان قريباً... وباريس تحذّر من تدهور الوضع الاقتصادي من دون حكومة

نهارنت/ذكرت مصادر فرنسية لصحيفة "الحياة" ان "باريس تدرس امكان زيارة وزير الخارجية آلان جوبيه لبنان في 13 و14 أيار المقبل لتدشين مبنى تابع لجامعة القديس يوسف في بيروت". واوضحت الصحيفة ان "الموعد لم يتبلور بعد لأن بعض الأوساط تعتقد أنه من الأفضل أن ينتظر تشكيل الحكومة اللبنانية وبعض آخر يعتبر أنه ينبغي أن يذهب حتى ولو لم يتم تشكيل الحكومة لتوجيه الرسائل الفرنسية بوضوح". يذكر ان جوبيه قال في اختتام الندوة التي نظمها في معهد العالم العربي السبت الماضي عن "الربيع العربي"، بأنه "نحن في حاجة الى لبنان سيد وحر يكون في المنطقة مثالاً لحيوية مؤسساته الديموقراطية والتعايش السلمي للطوائف". كما افادت معلومات لدى العاصمة الفرنسية بأن الاتصالات الأخيرة التي تمت بين ميقاتي والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "كانت إيجابية وأن الحزب لا يسعى الى تعقيد الوضع للرئيس المكلف ولكن المشكلة الأساسية تكمن في مطالبة عون بعشرة وزراء من بينهم وزير للداخلية بدلاً من الوزير الحالي زياد بارود الذي يحظى بدعم رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتأييد ميقاتي". واعربت باريس عن تخوفها من تدهور الوضع الاقتصادي في حال بقي لبنان من دون حكومة حتى ولو كان من المتوقع أن يبقى مستوى النمو بين 4 و5 في المئة لعام 2011. واشارت المعلومات الى أن "عدم تشكيل الحكومة يزيد الضغط على لبنان لتحقيق التزاماته إزاء تسديد الدين العام وعدم التجديد لحاكم البنك المركزي رياض سلامة ما يقلق الأسواق المالية. فبالنسبة الى الدَين العام هناك إمكان، إما لإعادة جدولته، ولكن التخوف هو من أن يكون تصريف الأعمال لا يسمح بالقيام بذلك، أو اللجوء الى احتياطي المصرف المركزي ليكون للبنان إمكان التسديد على المدى القصير". وتقول المصادر إن "المؤشرات الوحيدة التي تمكن من تهدئة الأسواق المالية هي في تشكيل حكومة جديدة بإمكانها أن تعيد الجدولة والتجديد لحاكم المصرف المركزي".

 

إصابة آمر فصيلة درك الحدث و5 عناصر لمحاولتهم قمع مخالفات بناء بالضاحية

نهارنت/تعرض آمر فصيلة الدرك في الحدث وخمسة من عناصر الدورية من رتباء وافراد في بلدة الليلكي في الضاحية الجنوبية من بيروت، للرجم بالحجارة والضرب بالعصي اثناء محاولتهم قمع مخالفات بناء. كما تم تعطيل عجلات الآلية العسكرية التي يستقلونها بعد ضرب إطاراتها بالسكاكين من قبل شبان ونساء. وقد نقل المصابون الى المستشفيات للمعالجة.

هذا وقد بدأت القوى الأمنية إجراءاتها الحاسمة لوقف التعديات على الأملاك العامة والمشاعات في الجنوب.

 

بدء إجراءات وقف التعدي على الأملاك العامة:تجاوب ببعض القرى وعقبات بأخرى

نهارنت/بدأت القوى الأمنية إجراءاتها الحاسمة لوقف التعديات على الأملاك العامة والمشاعات في الجنوب. وفي هذا الإطار، أوضح مصدر أمني لـ"المركزية" ان العملية تلاقي تجاوبا في بعض القرى وتصطدم بعقبات في قرى أخرى، مشيرا الى ان البناء على الأملاك العامة تراجع وإنحسر نسبيا كإنشاءات جديدة. إلا أن البناء الذي بدأه أصحابه منذ نحو شهر في بلدات تفاحتا، عدلون والسكسكية، لا يزال مستمرا حسب المصدر الأمني مسجلا خروقات للإتفاق في البلدات الثلاث، على رغم الدوريات الأمنية التي تجول على الورش وتلاقي صعوبة في إقناع أصحابها بوقف البناء وهي لا تستخدم القوى لآن لديها قرار بمنع الإنجرار الى التصادم أو إراقة الدماء. وأكد المصدر أن "متابعة البناء لا يزال مستمرا في البرغلية، طير فلسيه، البيسارية، الخرايب، الزرارية"، مشيرا الى ان قوى الأمن الداخلي إستعانت بعناصر لقمع المخالفات من مخافر صيدا والنبطية ومرجعيون، حيث نشرت سرية على الشاطىء البحري من الغازية الى صور مرورا بعدلون والصرفند وخيزران وصور لمنع التعديات على الأملاك والشواطىء البحرية كإقامة إستراحات ومقاهي.

وأبلغ مصدر إداري جنوبي الوكالة عينها أن "مجلس الوزراء مجتمعا لا يحق له اساسا وليس مخولا إعطاء رخصة لأحد ليشيد بناء على الأملاك العامة" مؤكدا ان "الحفاظ عليها مسؤولية مشتركة وداعيا الجميع الى التعاون للخروج بحل يليق بالجنوب الذي يجب ان نحافظ على صورته الناصعة".

وعلمت "المركزية" ان الإتفاق الذي تنفذه القوى الأمنية لمنع التعدي على الأملاك العامة جاء بمباركه من قبل حركة "امل" وحزب الله في لقاء عقد في صور حضره محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر، قائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي، المدعي العام في الجنوب القاضي سميح الحاج، آمر سرية درك صور العقيد جورج الياس، المسؤول العمالي لـ"أمل" بسام طليس ورئيس إتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني وتم البحث في مشكلة التعدي على الأملاك العامة والحلول الكفيلة لمعالجتها ونص الإتفاق على الآتي:

- وقف أعمال البناء كافة وفي شكل مباشر على المشاعات والآملاك العامة.

- قيام البلديات بإعطاء رخص 120 مترا فنيا وهندسيا تقوم به كل بلدية في نطاقها.

- السماح بترميم المنازل التي تضررت أو تهدمت في العدوان الإسرائيلي على الجنوب في تموز 2006.

- البحث مستقبلا بما حصل من مخالفات لإجراء المقتضى القانوني لها.

- البدء الفوري للسلطات الأمنية والعسكرية والقضائية في تنفيذ الأجراءات الحاسمة لمنع التعديات على الملاك العامة والمشاعات.

وأكد طليس موقف حركة "امل" وحزب الله الرافض للتعدي على الأملاك العامة والمشاعات لآنها ملك للجنوب وليس لأشخاص، داعيا القوى الأمنية الى القيام بدورها.

قضائيا، إدعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اليوم على افراد مجموعتين الأولى من صور وتضم خمسة موقوفين والثانية من زفتا وتضم أربعين شخخا بينهم موقوف كانوا أقدموا على مقاومة عناصر قوى الأمن ومنعها من قمع المخالفات والتعدي على الأملاك العامة، سندا الى أحكام المادة 381 عقوبات وأحالهم الى قاضي التحقيق العسكري الآول للمحاكمة.

 

موت سجين رابع من رومية... وجريحان في سجن النبطية

نهارنت/ذكرت صحيفة "الاخبار" ان سجيناً رابعاً في رومية، وهو حاتم الزين (مواليد 1933)، توفي امس الاثنين. وقد نقل الزين الى مستشفى ضهر الباشق في حالة الغيبوبة، حيث كان يعاني ضيقاً في التنفّس لكنه ما لبث أن فارق الحياة. واضافت ان "خبر وفاة السجين أثار حالاً من البلبلة، ولا سيّما بعد ربطه بتبعات حادثة اقتحام القوى الأمنية للسجن المركزي". واشار متابعون لأوضاع السجون وعدد من السجناء للصحيفة عينها، ان "السجين الزين ليس الأخير في قافلة المتوفَّين جرّاء أحداث رومية الأخيرة".

وأكد سفير "منظمة حقوق الإنسان" في لبنان علي خليل أن "السجين الزين توفي نتيجة تدهور حالته الصحية جراء الدخان الذي تنشّقه خلال الأحداث الأخيرة، فضلاً عن انقطاع الدواء عنه. واستنكر السفير خليل الحال الصحية التي يعيشها السجناء في السجن المركزي، لافتاً إلى أنّ إهمال القوى الأمنية لأوضاع السجناء المصابين تُسهم إسهاماً مباشراً في تفاقم حالتهم".

من جهة اخرى، نفى مسؤولون أمنيون ما جرى تداوله عن وفاة السجين الزين نتيجة تفاقم مرضه بفعل الأحداث الأخيرة. وأوضح مسؤول أمني للصحيفة أنّ "وفاة السجين الزين الذي يبلغ من العمر 78 عاماً كانت طبيعية"، لافتاً إلى أنّه خضع لكشف طبيبين شرعيين أكّدا صحة ذلك، كما يُشار إلى أن التقارير الأمنية بيّنت أن الطبيب المعالج الذي كشف على الزين أفاد بأن المتوفَّى كان في حالة الغيبوبة وضيق التنفّس عند وصوله إلى المستشفى.وأشارت التقارير المذكورة إلى أن الطبيب الشرعي الذي كشف على الجثة ذكر أنّ سبب الوفاة هو التوقّف في عمل القلب.

كما تحدّث سجناء لـ"الأخبار" عن "وجود نزلاء مصابين إصابات خطرة لا يحظون بالعناية الصحية اللازمة، ما يُرجّح أن تتفاقم حالهم وتتدهور إلى الأسوأ".

يذكر أنّ وفداً من الهيئة العليا للإغاثة برئاسة اللواء محمد رعد يزور صباح اليوم سجن رومية المركزي للوقوف على الأضرار.

وذكرت اذاعة "صوت لبنان صوت الحرية والكرامة" ان "3 سجناء في المبنى B في سجن رومية اقدموا على تشطيب أجسادهم بآلات حادة، حيث سارعت القوى الأمنية لتطويق الحادث منعا من تطوره وتفاديا للمضاعفات، وتم نقل الجرحى إلى مستشفى ضهر الباشق للمعالجة".

على صعيد آخر، تمكّن عناصر سرية درك النبطية في قوى الأمن الداخلي من تطويق سريع لإشكال حصل في سجن السرية، عند المدخل الشمالي لمدينة النبطية، بعد إصابة اثنين من المتعاركين، جراء انقسام المساجين بين فريقين متخاصمين.

والاشكال حصل قبل ظهر أمس الاثنين، بين عدد من المساجين، بينهم لبنانيون وفلسطينيون، سرعان ما عمت الفوضى والصراخ المكان، ما استدعى تدخل قوة من السرية، بأمرة قائد سرية درك النبطية العقيد علي هزيمة، فجرت مداهمة سريعة لغرف الزنزانة، وهي كناية عن ثلاث غرف تتسع لنحو مئة سجين، وأوقف المتعاركون بالأيدي وفُصل بينهم، ليتبين إصابة اثنين منهم بجراح نتيجة استخدام آلات صلبة أو حادة انتزعت من أحد الأسرّة، وهما: شوكت ع. وأحمد غ. وقد عمل عناصر السرية على نقلهما إلى أحد مستشفيات مدينة النبطية، بينما أوقفوا المتهم الرئيسي في الاعتداء عليهما عادل غ. وهو من التابعية الفلسطينية. واوضحت الصحيفة انه تمّ احالة "عدد من الموقوفين، بينهم المتهم الرئيسي بتشطيب زميليه، على النيابة العامة في النبطية، التي كانت على اطلاع مستمر على ما يجري داخل سجن سرية النبطية، التي باشرت بدورها التحقيقات اللازمة". واكّدت مصادر في سرية درك النبطية أن "الهدوء عاد سريعاً إلى الزنازين وفُتح تحقيق شامل لمعرفة الأسباب والمسبّبين، واستُمع إلى سجناء محايدين عن كيفية حصول العراك ومسبّباته". ولفتت المصادر الى أن "قائد السرية دخل بنفسه إلى غرف المساجين واستمع إلى شهادات عدد منهم"، نافيةً أن "تكون ثمة مواجهات كبيرة أو حالات تمرد في صفوف السجناء بل إن ما حصل هو صراع بين شخصين، اتسع بعدما انضم فريق من السجناء إلى أحدهما، وفريق آخر إلى الطرف الآخر".

وأشارت المصادر إلى أن "التدخل السريع لضباط وعناصر الدرك بقيادة قائد السرية وبإنذار من حراس السجن، حال دون اتساع رقعة الخلاف، أو سقوط المزيد من الجرحى".

وأكدت المصادر أن العلاقة "طبيعية بين السجناء والموقوفين والحراس المكلّفين أمنهم ورعايتهم". وقد أدّى العراك إلى فوضى نالت من الأسرّة وثياب السجناء وفرشهم وأغطيتهم، و"عاود السجناء ترتيب مخلفات العراك بإشراف العناصر الأمنيين الذين فتشوا أغراض السجناء خشية وجود آلات حادة أخرى قد تُستخدم في ردّ فعل على ما حصل".

 

الأسد: الصدقية هي حجر الرحى

علي حماده/النهار

شبّه بعض المراقبين الخطاب "التوجيهي" للحكومة الجديدة الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الاسد بمحاضرة في القانون الاداري يصلح ان يلقي معظمها خبير في مجلس الخدمة المدنية"، فالمضمون الاداري الذي أراد الأسد الابن ان يضخمه على حساب المضمون السياسي لم يحجب المطالب الحقيقية للمواطنين السوريين ولا سيما المطالب السياسية. الازمة في سوريا سياسية بامتياز، وكل الازمات ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي والاداري هي الفرع لا الاصل. الاصل هو كيفية الانتقال بسوريا من حقبة الستالينية الى حقبة الديموقراطية. والاهم هو تحقيق الانتقال بسلاسة وضمن شروط الاستقرار القصوى، على ان يكون الانتقال بالافعال لا بالاقوال. فالمنافذ بدأت تسدّ في وجه النظام وأهله وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد الابن الذي يخسر يوماً بعد يوم من رصيده. المطلوب ليس محاضرات في الادارة العامة، بل المطلوب أولاً وقبل أي شيء آخر وقف قتل الناس العزل في الشوارع والساحات، والاسراع في طرح طبيعة النظام الديكتاتورية على بساط البحث في سياق خطة للانتقال الجدي الى نظام ديموقراطي حر وتعدّدي يحفظ سوريا من شرور المواجهة التي يتمناها البعض داخل النظام، والبعض من خارجه. والعقل يملي على الأسد الابن إدراك حقيقة لا يسعه التهرب منها، هي أن العودة بسوريا الى ما قبل 15 آذار 2011 صارت مستحيلة، وأن النفخ في "بروباغاندا" المؤامرة الخارجية، وتلفيق الاحداث المركبة، والتلويح، على ما قال وزير الخارجية وليد المعلم، بأن الامور لا يمكن ان تستمر على ما هي، كلها طرق لا تودي إلا الى نهاية سيئة للنظام، وبالتأكيد أنها درب شائك سيقضي على الاستقرار، لكون الحل الأمني الذي يتم الايحاء أنه صار على الطاولة سيلهب البلاد، ولن يقضي على مطالب الشعب، ولن يحقق استقراراً لحالة ستالينية عربية صارت خارج هذا الزمن منذ أمد بعيد.

لا يسع الاسد الابن باعتباره رئيساً مسؤولاً عن البلاد وهي في حالة من الهيجان السياسي أن يفكر بمنطق الجماعة، أو العصبة، أو حتى الطائفة، فالتحدي يشمل سوريا بأسرها، وصدقيته (المتضررة) هي الورقة الأهم التي اذا ما بدّدها نهائياً ستجعل من التغيير في الشارع مسألة وقت. ومن هنا أملنا أن يتنبه الرئيس بشار الاسد الى أن ما يبدّده من رصيد سياسي ومعنوي يستحيل، وقد انقلبت "الموجة"، أن يعيد تحصيله. وأن كل خسارة مهما بدت محدودة أول الأمر ستكون فادحة في مرحلة يهرق فيها الدم السوري.

أياً تكن المخاوف السياسية، يجب أن يتوقف إطلاق النار على المدنيين العزل. والنصائح التي تدفع في اتجاه الحل الامني هي نصائح خرقاء وكارثية. وأول من سيدرك ذلك هو بشار الأسد نفسه إذا ما استسلم لها.

 

أدوار الزعماء بارزة والدور المسيحي هامشي؟ 

رفيق خوري (الأنوار)

اللقاء المقرر في بكركي صار في مرتبة الحدث، وسط اللاأحداث في لبنان والأحداث الدراماتيكية في العالم العربي، بصرف النظر عما يدور فيه من أحاديث. فلا أوهام لدى الناس، وان كانت تحتاج أو تميل الى أحلام اليقظة. ولا رهانات تتجاوز المشهد لدى الزعماء الأربعة الذين حكمت الحسابات بأن يقتصر اللقاء عليهم: الرئيس أمين الجميّل، العماد ميشال عون، الدكتور سمير جعجع، والنائب سليمان فرنجيه. ولا أحد يجهل لماذا أراد البطريرك الجديد بشارة الراعي أن يكون اللقاء محطة في مسار نشاطه الوطني في اطار (شركة ومحبة). لكن (واقعة) اللقاء مهمة، وان كانت (التوقعات) حوله محدودة في (واقع) صعب.

وليس أهم من ان يلتقي الرباعي الماروني إرضاء لرغبة البطريرك، سوى أن تكون الظروف ناضجة للحوار حول رؤية مشتركة للدور المسيحي في الواقع الوطني. فلا هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها بكركي لقاءات. ولا الوضع اللبناني كان في خطورة الوضع الحالي.

ولعل الجديد هو أن اللقاء الماروني المغلق مفتوح على ما يتجاوز حال الموارنة، وإن كانت حجر الأساس في بناء الشراكة الوطنية المسيحية - الاسلامية.

فالزعماء الأربعة لهم تحالفات مع قيادات الطوائف الأخرى، الى جانب انفتاحهم على قوى خارجية لها أدوار في لبنان. ولكل منهم دور بارز، بصرف النظر عن تفاوت الأحجام، في حين أن الدور المسيحي العام أقل فاعلية من أدوارهم. لا بل انه صار على هامش التجاذب بين السنة والشيعة هنا وفي منطقة تطغى المذهبية على صراعاتها برعاية إقليمية ودولية.

ومن السهل على الزعماء الموارنة القول إن الخلافات بينهم سياسية، لا شخصية. لكن من الصعب في لبنان والعالم العربي وبعض دول العالم، رسم خط فاصل بين ما هو شخصي وما هو سياسي. والتحدي أمام الجميع هو (تنظيم) التباين في المواقف، بحيث تبقى الاختلافات في وحهات النظر في اطارها المعقول من دون أن تتحول خلافات حادة وحرب مواقع. فالسماء تتسع لملايين النجوم. والشرط الأساسي لنجاح التعددية في لبنان هو تعددية القيادات داخل كل طائفة، لأن السبب في استعصاء الأزمة الحالية على الحل هو (أحادية) القيادة داخل كل طائفة كبيرة. ذلك أن أبسط قراءة في الثوابت والمتغيرات توحي أن واحداً من العوامل التي تحفظ لبنان وترد عنه المخاطر هو أن يلعب المسيحيون دور (الكاتاليست) بين الطوائف لا دور الانقسام بينها. ولا شيء يتقدم على مهمة اخراج لبنان من سياسة المحاور الى ثقافة الحوار. لا الحسابات السياسية ولا الحسابات الشخصية.

 

وهل سورية غير؟!

مشاري الذايدي (الشرق الاوسط)

في لبنان، بالنسبة لحزب الله وكل القوى والشخصيات الموالية للنظام الحاكم في دمشق، فإن ما يجري هذه الأيام من تحركات شعبية احتجاجية ليس إلا مؤامرة ضد «سورية الأسد» ودمشق الممانعة، وكل صرخات أهالي درعا وهبات الساحل السوري في اللاذقية وبانياس وطرطوس والشرق السوري في القامشلي وبلاد الجزيرة الفراتية، بل حتى في إحدى أعرق الحواضر في بلاد الشام، حمص، كل هذه الهبات لدى أتباع وحلفاء سورية في إيران ليست إلا مؤامرة «صهيوأميركية» ضد نظام الرئيس المقاوم بشار الأسد.

قال هذا الكلام هذه الأيام كثيرون في لبنان، منهم طلال أرسلان، الحليف الدرزي اللبناني لبشار الأسد، وقاله وزير حزب الله ونائبه، محمد فنيش، ويقوله آخرون من هذا الطراز.

العجيب أن حلفاء وأتباع سورية في لبنان، وعلى رأسهم حزب الله، والآن وليد جنبلاط، كانوا قد حيوا الثورة المصرية والتونسية والليبية، وكالوا لها عبارات المديح الطهراني، وبلغوا بها عنان السماء، لأن هذه الشعوب ثارت على «الطغاة والعملاء» من الحكام، وحينما وصل الإعصار إلى سورية، غيروا الأقنعة وبدلوا اللغة، وقذفوا بالقاموس الثوري الطهراني واستحضروا لغة الاصطفاف والولاء خلف النظام الحاكم في دمشق، وكأن الشعب السوري ليس إلا آلات صماء تكرر ما يقوله الإعلام السوري القديم أو أتباع سورية في لبنان!

نفس هذا التناقض والكيل بمكيالين وقعت فيه إيران الخمينية، ولذلك سار على هديها حزبها في لبنان، وتحدث أكثر من مسؤول إيراني عن أن ما يجري في سورية ليس ثورة شعوب، بل دسيسة صهيونية - أميركية... إلى آخر هذه الأسطوانة.

وحتى «بعض» الإخوان المسلمين، لم ينسوا أن ينثروا الشكوك في وجود مؤامرة دولة تستهدف النظام المقاوم في دمشق، مع أنهم قالوا إنهم ضد ظلم الشعب السوري وقهره.

كل هذا يعني أمرا واحدا، هو أن كل جهة أو قوة أو دولة ما، بل حتى كل فرد مجرد، يحدد موقفه من هذه الثورة أو تلك، من هذا الحدث أو ذاك، طبقا لمصالحه، ووفقا لعقائده الخاصة، وهو يحاول دوما تكييف الحدث مع تحليله الخاص وسوق مجرى الأمور إلى ساقية مصالحه. صحيح أن هذه الدول أو تلك القوى أو هؤلاء الأفراد لن يصرحوا تماما بانحيازهم لمصالحهم الفجة، بل ربما يتصرف الفرد أو حتى بعض القوى بشكل مثالي يتوهم، هو، أنه طاهر الدوافع، ولكنه لو تأمل أكثر سيجد أن المصالح، بالتعريف الواسع لها، هي الحافز الأول لتصرفات البشر.

هذا الأمر يخص كل البشر، وليس العرب أو المسلمين فقط، فمثلا، لماذا بادرت فرنسا دون هوادة، إلى شن الحرب على نظام القذافي، وتحالفت معها أميركا وقوات الناتو وبعض الدول العربية، بدعوى حماية المدنيين الليبيين، ولم يبادر هذا التحالف «الإنساني» إلى فعل نفس الشيء لصالح المدنيين السوريين الذين تتحدث بعض التقارير عن أن خسائرهم البشرية أكبر من الليبيين، بحساب النسبة والتناسب وبحساب أن المحتجين السوريين ليسوا تشكيلات مقاتلة، مثل الجانب الليبي؟

والسبب واضح، أو هكذا يرى البعض، فليبيا بها البترول «الحلو» الخفيف، ولديها أطول شاطئ على المتوسط، ويأتي منها الجراد الأفريقي البشري المهاجر، وهذه الشواطئ على مرمى حجر من عرائس البحر المتوسط في الجنوب الأوروبي.

التبرير الإنساني للحروب ليس تبريرا كاذبا في كل حال، خصوصا لدى الغرب، بالذات أميركا، ولست ممن يرون أن الدافع الإنساني والأخلاقي غير مؤثر في مجرى التاريخ أو اتخاذ القرارات الكبرى، ولكن غلط ما نراه الآن من مقاربات تكاد تحصر الدافع العالمي والدولي في مناجزة القذافي في ليبيا بالسبب الإنساني، في حين أننا نرى «خجلا» دوليا واضحا في تناول الأزمة السورية، وكأن الجميع محرج من اتخاذ نفس الموقف الحاد هذا.

لا يتمنى المرء العاقل طبعا الحرب والفتن في أي بلد في منطقتنا، بالذات البلدان العربية، لأنه إذا انتشرت الفوضى في بلد بجوارك، فحتما ستصل إليك أو يصل إليك بعض من شواظها وشررها، ولكن من المهم جدا هنا الإشارة إلى مفارقة عجيبة هي:

إسرائيل نفسها، حسب بعض التقارير، قد أبدت قلقها البالغ من التطورات الأخيرة في سورية، على الرغم من أن السياسة السورية الأسدية، خصوصا في تحالفها مع إيران كانت مزعجة لإسرائيل، ولكنه إزعاج يمكن التعايش معه، فقصارى ما ينال إسرائيل من مجمل السياسات السورية «المقاومة» لبشار الأسد، هي الكثير من الخطب والشتائم، ومن حين لآخر مناوشات لحزب الله، أو حماس، يتم نفخها دعائيا عبر الآلات الإعلامية للحزب الإلهي أو الدائرين في فلكه أو فلك حماس، وكفى الله المؤمنين القتال، لكن هناك نوعا من الخطر الداهم الذي من الممكن أن يأتي من تغيير النظام في دمشق، أن يأتي نظام عروبي يمثل الأغلبية، على غرار عبد الناصر في مصر، هنا تصبح الطامة الكبرى على إسرائيل، ولذلك فهي تفضل بقاء نظام الأسد في سورية، ليس من باب حب النظام السوري، بل هي تكرهه، ولكن من باب التقدير المنفعي للأمور وتحديد درجات ومستويات الخطورة.

من هنا تصبح المفارقة فاقعة في التوافق العام في الحفاظ على النظام الأسدي بين طهران وتل أبيب، وأصوات إسرائيل في الغرب وأصوات إيران في الشرق!

مرة أخرى، القصة أبعد ما تكون عن المثالية الثورية التي صدعنا بها بعض مثقفينا العرب أو بعض الشباب الثائر، هذه الأيام، فهناك دوافع مصلحية كبيرة، للجميع دون استثناء، في خلق ما يحدث، أو توجيه مساره إذا حدث في اتجاه المصلحة المباشرة لهذا الطرف أو ذاك.

لو جرت ثورة شعبية في إيران الخمينية، يقوم بها، مثلا، عرب الأحواز أو البلوش أو الأكراد، أو حتى بعض القوى المدنية في طهران نفسها، لكان النظام السوري، وأكيد معه حزب الله أو المتضررون، سيصمون هذه الثورة الشعبية بالعمالة أو يتهمون الإعلام بالمبالغة أو يوجهون أصابع الاتهام، مثل العادة، إلى أميركا وإسرائيل.

الكفوف الإيرانية أو السورية أو اللبنانية التي صفقت لانهيار نظام مبارك في مصر أو بن علي في تونس أو تضعضع سلطة القذافي في ليبيا لم تصفق لأسباب إنسانية بحتة بل سياسية وآيديولوجية خالصة. ومثلما فعلوا، فعل غيرهم أيضا تجاه هذه الثورات، ولكن في الجهة المعاكسة! إذن لا براءة ولا طهارة ولا عفوية في هذه المواقف، مهما بولغ في نبرة النقاء. المساكين فقط هم من يصدقون الكلام الظاهر، لذلك كان نصيبنا العربي سخيا من هذه المسكنة العقلية، لدى من يفترض أنهم أصحاب العقول!

 

مصر وفتح الباب لإيران

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

قرأت أكثر من رأي مصري حول ضرورة أن تتخلى مصر عن خصومتها مع النظام الإيراني، وهو الخلاف الذي شكل ركيزة في سياسة نظام مبارك الخارجية، وبنيت عليه كل التحالفات التي لا تزال موجودة اليوم. معظم الدعوات مصدرها المعارضة السابقة، التي صارت تشارك في الثورة اليوم، قوى وطنية ناصرية والإخوان المسلمون الذين بنوا علاقة استثنائية مع نظام طهران منذ قيام ثورة آية الله الخميني. وهؤلاء اليوم جزء فاعل في توجيه السياسة المصرية.

نحن أمام نظام مصري جديد قد لا يمثل استمرارية لكل ما رأيناه سابقا، وقد يكون ثوريا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. قد يكون ثوريا مثل إيران راغبا في تحدي العالم. وربما يختار أن يعود إلى مصر ما قبل 69 بفتح جبهة مواجهة مع إسرائيل. وقد تدفعه الأمور إلى مواجهة الغرب، وربما الاختلاف مع القوى الإقليمية. تماما بخلاف ما كان عليه نظام مبارك الذي قامت الثورة أصلا ضده. سياسة مبارك كانت عدم فتح جبهات مع أي كان، ولم يشارك في حرب قط باستثناء قوة رمزية في تحرير الكويت قبل عشرين عاما مع نحو سبعين دولة أخرى اجتمعت في تحالف عسكري لبضعة أسابيع. رفض الانخراط في معارك مع إسرائيل أو السودان أو إثيوبيا أو إيران أو حتى حماس، وجميعها كان لنظامه معها خلافات.

ولو اختار النظام المصري الجديد، الذي لم يتشكل بعد على اعتبار أننا أمام مرحلة انتقالية، أن يبني علاقة تحالف مع إيران، وهي ستكون بمثابة صدمة وإخلال كبير بميزان القوى الإقليمية، فإنه يظل خيار الشعب المصري وحقه الطبيعي ولا يستطيع أحد أن يعترض عليه.

لكن أشك كثيرا في التحول نحو إيران، وإن كانت قراءتي للحدث المصري ناقصة لأنه يتفاعل ويتغير بشكل مستمر كما نرى، ويصعب علينا أن نحكم على شكله النهائي كيف ومتى وفي أي اتجاه سيمضي. مصر اليوم ذات ملامح اجتماعية لا تتشابه في مفاهيمها مع إيران، ومعظم الثورة قام بها شباب لا يحملون شيئا من الفكر الثوري الإيراني، بل على العكس منه تماما. وفوق هذا كله إيران نفسها في حال ثورية معاكسة رغم محاولات نظام أحمدي نجاد فرض تياره الديني المتطرف، فهو يواجه ثورة شبابية مماثلة لما حدث في مصر، وأعتقد أنه من المحتم أن يتغير النظام الإيراني إن لم يكن بسبب الثورة عليه من الشارع، فعلى الأقل سيتغير سياسيا بسبب الضغوط الخارجية الهائلة التي يعاني منها اليوم. الحقيقة لم تعد هناك أنظمة ثورية كثيرة في العالم، باستثناء كوريا الشمالية وفنزويلا، حتى كوبا في مرحلة انقلاب أبيض. إقليميا ضعفت الأنظمة الثورية أيضا، حيث ليبيا أو سورية أو السودان، عمليا انتهت حالتها الثورية بفعل التطورات الجديدة. لهذا، فإنه من المبالغة الحديث عن مخاوف من تحالف مصري - إيراني، ومصر ستمر قطعا بمرحلة تقييم لخياراتها داخليا وخارجيا.

 

أزمة الجراح" بين كلام نجاد والعلاقة وسوريا

النهار/ريتا صفير     

أبعد من الردود المؤيدة او المنددة باتهام النائب جمال الجراح بالتورط في أحداث سوريا عبر "اعترافات" نشرها الاعلام السوري، تشكل "ازمة الجراح" التي اطلت برأسها في اليومين الماضيين وجها آخر لشريط التوتر في العلاقات اللبنانية – السورية، والمتقلب صعودا ونزولا وفقا للتطورات. واللافت ان الازمة المستجدة، ورغم انها كانت متوقعة في ظل سلسلة مؤشرات ممهدة سبقتها وخطوات اخرى يتوقع ان تليها، كانت كافية لبلورة مجموعة أبعاد اقليمية ومحلية للصراع الاوسع الدائر والذي يتخذ من الساحة اللبنانية ملعبا خلفيا له في ظل توقيت مثقل بالدلالات. ففي وقت كان يفترض ان يكون امس مناسبة لاحياء ذكرى الجلاء الخامس والستين للجمهورية العربية السورية، في "البيال"، - علما انها المرة الثانية التي تحيي فيها السفارة السورية، في لبنان هذه الذكرى منذ انتظام العلاقات بين البلدين في الاطر الديبلوماسية – اعاد المؤتمر الصحافي الذي عقده السفير السوري علي عبد الكريم علي الجمعة الماضي، وضع هذه العلاقات والاسس التي تحكمها موضع نقاش. والنقاش هذا حتّمه كلامه الاعلامي عن اعتباره ما عرضه التلفزيون السوري "إخباراً" يستوجب من القيادات اللبنانية ان تبادر الى متابعته، انطلاقاً من اتفاق الطائف والاتفاقات الموقعة بين البلدين.

واذا كان الاجتماع الذي عقده رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع رئيس المجلس الاعلى اللبناني – السوري نصري خوري، اضفى طابعا مؤسساتيا الى حد ما على المعالجات ، الا ان هذا اللقاء، معطوفا على الاتهامات الاعلامية التي سبقته ورافقته، كشف ثغرات عدة ما زالت تشوب التعامل في ملف العلاقات الثنائية. اولاها، تغييب كلي لوزارتي الخارجية في البلدين اللتين يفترض ان تشكلا القناة الناظمة للتبادل على انواعه ولا سيما عبر السفارتين في دمشق وبيروت. وثانيتها الاشكالية التي تحوط دور المجلس الاعلى ومهمته في ظل المطالبات المستمرة لاطراف بالغائه او تعديل صلاحياته في شكل يتناسب والعلاقات الديبلوماسية الناشئة بين الدولتين. وثالثتها مسألة تطبيق الاتفاقات القضائية والامنية الموقعة بين البلدين وآليات تنفيذها، علماً ان بعضها يعود الى الخمسينات من القرن الماضي.

أين الحدود؟ 

ولعل رابع هذه الثغرات واهمها، تتعلق بضرورة استحضار ملف الحدود الشائك بين البلدين وكيفية ضبطها، وسط مطالب دولية واقليمية ومحلية مزمنة في هذا الشأن عكستها القرارات والتقارير الدولية الداعية الى الترسيم ووقف التهريب "على انواعه". ومع بروز معلومات عن نشر الجيش السوري قواته عند الحدود الشرقية للبنان وخصوصاً المنطقة الواقعة بين القاع وجوسية العمار السورية وصولاً الى المرتفعات الجردية شرقاً وغرباً، وتشديد الاجراءات في نقاط حرس الحدود السورية لمكافحة التهريب عبر المعابر غير الشرعية، يبدو منطقيا طرح علامات استفهام عن مصير الاستراتيجية الوطنية لادارة الحدود والتي كانت الحكومة الحالية وقبل تحولها الى تصريف الاعمال، بادرت الى درسها.

ومعلوم ان مجلس الوزراء كان قد أصدر في 20 كانون الأول 2008 قرارا قضى بتشكيل لجنة وزارية يرأسها رئيس مجلس الوزراء، مهمتها درس كيفية ضبط الحدود اللبنانية – السورية واقتراح ما يقتضيه الأمر من تدابير وإجراءات. وكان من المفترض ان تخلص اللجنة المذكورة الى وضع استراتيجية وطنية شاملة للإدارة المتكاملة للحدود وتحديد الوسائل اللازمة لتحقيقها، وتحديد المتطلبات المادية والتقنية اللازمة، ووسائل التنسيق مع السلطات والأجهزة المعنية بمراقبة وضبط الحدود من الجانب السوري. هذا فضلاً عن اقتراح خطة عامة لإنماء المناطق الحدودية على ضوء برنامج المساعدات التي تقدمها الدول المانحة في هذا المجال. وثمة سؤال جوهري يتردد في الاوساط المعنية، عما آلت اليه التوصيات التي اصدرتها اللجنة ضمن تقرير رفع الى مجلس الوزراء، وما هي العوائق التي اعترضت التنفيذ، علماً ان وزير الدولة جان اوغاسبيان كان قد قام بزيارات مكوكية الى دمشق في الفترة السابقة لمناقشة القضية مع المسؤولين السوريين. والاهم، لماذا يتحول الامن المشترك واهمية ضبطه ضرورة عندما يهتز في مقلب، ولا يكون كذلك عندما يزلزل في مقلب آخر؟

الملعب الخلفي

في أي حال، وفي مربع التحولات الاوسع، يظهر لبنان مرة اخرى احد الملاعب الخلفية للاحداث المتسارعة، عربيا وبنوع خاص خليجيا، حيث برزت دعوة وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بالامس الى مجلس الامن لاتخاذ موقف من ايران، منددين بالاعتداءات على الديبلوماسيين السعوديين في طهران. ففي وقت تعيد الثورات رسم مشهد السياسات الداخلية والتحالفات الاقليمية التي قادها ويقودها "القطبان" السعودي والايراني على وقع لعبة المحاور، يبدو لبنان مرة اخرى ساحة للتجاذب القائم. تجاذب يكاد يكون ابلغ تجلياته الاخيرة، الاتصال الذي اجراه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد برئيس مجلس النواب نبيه بري، للتعبير عن "تضامن الشعبين الإيراني واللبناني والذي أحبط كل مؤامرات الاعداء (...)".

 

خيارات الشعوب والحكام

النهار/راشد فايد     

مفارقة مقلقة يعيشها بعض الشعوب العربية: يصر الحاكم على البقاء في سدة الحكم رافضا كل تغيير أو إصلاح، وهو ما يضع الشعب أمام خيارين، إما الرضوخ له وتمديد زمنه، وإما الدخول في مواجهة مسلحة معه تستدعي تدخل "تحالف دولي" لإنهاء تسلطه.

عملياً، يضع محتكر السلطة الشعب في مفاضلة بين حكم بالإعدام وحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة. فالقوى الدولية ليست تحالفاً لجمعيات خيرية، وما تقوم به اليوم في ليبيا، وغداً في غيرها، لن يكون بلا مردود عليها، ليس في السياسة فحسب، بل وتحديداً في الإقتصاد وعملية إعادة بناء الدولة والبلاد، مما يتيح وصاية مقنعة، على نسق ما يشهده العراق.

في المقابل، يضع "ربيع العرب" الحكام أمام خيار من اثنين: مواجهة المطالب بالسعي إلى تمييعها بما يؤدي إلى حتمية سقوطهم، أو تلبيتها بما يؤدي أيضاً إلى سقوطهم. فالمشكلة الحقيقية عند هؤلاء هي أن الوقت داهمهم، وحين كانت أي إصلاحات يقدمون عليها قد تحسب منّة لهم على شعوبهم، لم يقدموا لأنهم لم يتنبّهوا لوعي الشعوب المتنامي، وأن زمن أنور خوجا انتهى إلى غير رجعة، وما عاشته ألبانيا من عزلة ذاتية زمن الحرب الباردة لا يمكن تكراره في زمن العولمة.

عمق المشكلة أن هذه الشعوب لم تتعرف يوماً الى صناديق الاقتراع لتمارس حقها في الاختيار، وهي حين نزلت إلى الشارع استنتجت أن ضجيج أقدامها وصل إلى من صمّ آذانه عن أصواتها طويلا، ووجدت نفسها أيضاً أمام خيار لا مفر منه: الانكفاء عن إكمال المسيرة سينهي وجودها السياسي والجسدي، أو الاستمرار حتى الحسم.

ما يوحد الشعوب العربية، في الملكيات والجمهوريات معا، هو وحدة مطالبها، فكلها يقع تحت مظلة الحقوق الديموقراطية. أما ما يوحد الحكام فهو أنهم جميعاً يتهمون "المؤامرة" بإيصالهم إلى ما يواجهون، من دون تسمية من دبّرها. ان المؤاتي لهم أن يبحثوا عن عدو خارجي يستطيعون ادعاء ضرورة اصطفاف الشعب معهم لمواجهته، وفي ذلك استعادة لصيغ بآلية فقدت صلاحيتها... وجمهورها. كان للقذافي قصب السبق في السعي الى تمييع المواجهة مع شعبه بزعم وجود دور لـ"القاعدة"، ولم يلبث آخرون أن حاولوا اتباعه. ربما يجب أن يسجل التاريخ للرئيسين السابقين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي أنهما فهما رسالتي شعبيهما ولبّياها ولو متأخرين، فخير أن تلبي متأخراً من ألا تلبي، فتكون السقطة أقوى دوياً.

 

لا تصورات مسبقة للدول حيال الوضع في سوريا

تراجع الاهتمام بلبنان يواكب تعايشه مع الفراغ

النهار/روزانا بومنصف     

كيف تنظر دول مؤثرة الى ما يجري في لبنان وجواره من تطورات؟ تتعاطى هذه الدول وفق ما ينقل متصلون ديبلوماسيون مع ما يجري في المنطقة على قاعدة تطور الامور الميدانية والسياسية ساعة بساعة، اذا صح التعبير، لعدم امكان استباق او استنتاج مآل الامور التي تحصل والتي تعود في غالبيتها الى التأثر عمليا بما انطلق من تونس ووصل الى مصر ثم انتقل الى دول اخرى . اذ ان الاحداث التي وقعت في تونس ولاحقا في مصر شكّلت مفاجأة كبيرة لم يتوقعها احد ولا يمكن ان تعزى الى اي تدخل خارجي في حين ان التطورات في الدول الاخرى اضحت موضع متابعة دقيقة بناء على ما تقدم مع كل الاحتمالات الممكنة . وبحسب هؤلاء فان لا احكام مسبقة ازاء تطور الاوضاع بل استنادا الى الوقائع على الارض مع التشديد على عناوين او ثوابت تتصل باحترام حقوق الانسان وتلبية طلبات الشعوب وعدم القمع والمشاركة الديموقراطية عبر الحوار. وهذا الامر يسري على سوريا كما على الدول العربية الاخرى من دون ان يلغي ذلك الارتباك ازاء الخطوات التي يجب ان تعتمد مع الاصرار على ان موضوع دعم اي رئيس او عدم دعمه لا يتصل بالرغبات الخارجية بمقدار ما يرتبط بتصاعد الحركة الشعبية او عدم تصاعدها وتأثيرها على مسار الامور. لكن التوقعات في امكان رؤية حكومات ديموقراطية تقوم فجأة وعلى النحو المأمول في الدول المعنية اذ انها تتطلب بعض الوقت.

وبحسب هؤلاء فان الاوضاع في سوريا تعبر عن مأزق بمقدار ما نسعى الى الباسها طابعا خارجيا اتصل في شكل اساسي بمضمون ما اورده الرئيس بشار الاسد في خطابه في 30 آذار الماضي متحدثا عن مؤامرة بدا بإزائها لبنان الاسهل من حيث امكان رمي الاتهامات في اتجاهه. اذ ان ذلك يعطي مضمونا للهيكلية التآمرية التي تحدث عنها الرئيس السوري من جهة فضلا عن ان الاتهامات تعبر عن المخاوف السورية تقليديا من اعلام لبنان وصحافته وامكان ان يشكل ملجأ للمعارضين عبر الوسائل الالكترونية التي تحرك الشباب في حين لا يظهر هؤلاء الى العلن، علما ان لبنان كان تاريخيا المشجب الذي تعلق عليه سوريا مخاوفها على امنها من الخارج. وواقع الامور وفق ما يمكن تلمسها يختصر في ان هناك اهتماما كبيرا بما يحدث في سوريا تواكبه حماسة لعدم بقاء الوضع على ما هو عليه وعدم حماسة في المقابل لاي انفجار شبيه بالوضع الليبي.

هل ان تأخر تأليف الحكومة في لبنان هو احد الاسباب المباشرة للتطورات في سوريا؟

لا يسهل على هؤلاء فهم مدى السهولة التي يتعاطى معها اللبنانيون اوساطا سياسية او شعبية مع عدم وجود حكومة في لبنان وتعايشهم مع هذا الموضوع. فلا الاوساط الشعبية تبدو معنية بان شيئا يمكن ان يتغير بحيث يمكن ان يتحرك البعض ميدانيا في هذا الاتجاه من اجل الضغط والاسراع في تأليف الحكومة ولا الاوساط السياسية تبدو معنية بتسيير شؤون اللبنانيين  وتقديمها على مصالحهم المباشرة من اجل حسم هذا الموضوع الذي يستمر معلقا بين نظريات عدة. وفي حين يوفر لبنانيون كثر لهؤلاء المراقبين اسباب امكان تعايش اللبنانيين مع عدم وجود حكومة نتيجة التجربة والتعايش سابقا مع حالات مماثلة وصولا الى مرحلة تعايش مع فراغ حصل في الرئاسة الاولى ايضا، فان ابرز النظريات تربط ولادة الحكومة باستمرار رهان المعنيين بولادتها  على اشارة ما تأتي من الخارج من اجل ان تقلع او تستنقع. ولاصحاب هذه النظرية مبرراتهم الداعمة وخصوصا في حال الاستناد الى مواقف لسياسيين معروفين بقربهم من العاصمة السورية تحدثوا عن عدم اعطاء دمشق حلفاءها الضوء الاخضر بعد. ومنهم من يقول ان العقد الداخلية من ضمن الفريق الواحد تمنع الاتفاق على الحقائب والاحجام او من يقول ايضا بعقد او ضغوط اميركية على رئيس الوزراء المكلف  تساهم في منع التأليف من خلال مجموعة ضوابط تمنع تجاوبه مع طلبات فريق 8 آذار. لكن ما بين هذه النظريات ثمة امر لا يفهمه هؤلاء يتصل بواقع التنازع بين رئيس الوزراء المكلف وافرقاء 8 اذار. فالرئيس المكلف يود ان تكون الحكومة مقبولة ومطمئنة سياسيا واقتصاديا ولا يود ان تكون الحكومة التي يرئس على خلاف مع المجتمع الدولي بل في افضل العلاقات معه بعدما ابلغ صراحة ومنذ تكليفه العناوين التي تجعل الحكومة مقبولة ويمكن التعاون معها وتلك التي تحول دون ذلك اقله اميركيا واوروبيا مما يحتم عليه تاليا ان يأتي بوزراء يحظون بقبول داخلي وخارجي ويؤشر وجودهم لعدم سيطرة فريق 8 آذار على القرار الحكومي من اجل ان تتمكن الحكومة من الاقلاع. وقوى 8 اذار تريد للحكومة ان تقلع لكن بشروطها ووزرائها في حين انها تعلم جيدا، على الاقل بالنسبة الى "حزب الله"، ان حكومة بهذه الشروط لا تقلع ولن تكون قابلة للعيش وتعاون الخارج معها للوزراء الذين يشغلون الوزارات وليس فقط بناء على البيان الوزاري وحده . وتاليا فان وزيرا محددا في وزارة الداخلية  او في وزارة الدفاع يمكن ان يعطل فاعلية الحكومة ويضرب صدقيتها. وواقع الامور ان موضوع الحكومة لا يفهمه احد فعلا والحكومة ليست الحدث ولا تثير اهتماما ازاء ما يجري في سوريا.

 

عون عند حزب الله: أولويّة ودَيْن إلى يوم القيامة  

أسعد بشارة / الجمهورية

أرسِلوا طائرة لقتلي لكنّني لن أترك حزب الله

ما لم تقنع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي بأنّ حزب الله لن يفرّط بالعماد عون ولن ينحاز إليهما على حسابه، فإنّ الحكومة الجديدة لن تبصر النور. هذا المناخ لا يعتبر تجسيدا لثقة العماد عون بنفسه، وبتحالفه مع حزب الله وتطوّر هذا التحالف إلى درجة بات معه الكلام عن هزّة أمرا مستحيلا فقط، بل يرتبط بتفاهم كنيسة مار مخايل الذي تحوّل إلى أكثر من تحالف، والذي تجاوز كلّ حقول الألغام ليصبح ديناميّة متطوّرة غير قابلة للعودة إلى الوراء.

في العام 2006 وبعد أيّام أو ساعات من اندلاع حرب تمّوز زار السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان الرابية واجتمع بالعماد عون، وطالبه باتّخاذ موقف ضدّ حزب الله، وبعدما رفض، عاجلَه فيلتمان بالقول بلهجة غير ديبلوماسية وواضحة: هل تدري ماذا تفعل وإلى أين أنت ذاهب؟ عدّل عون في مقعده وأخذ نفَسا عميقا وردّ على فيلتمان بسرعة وبثقة مَن يعرف ماذا يريد: "تستطيع أن ترسل طائرة وتقصف منزلي، أو أن ترسل قنّاصا يغتالني، لكنّني لست خائفا، وسأبقى على دعمي لحزب الله".

قصّة يرويها عون بثقة أمام أقرب المقرّبين لكي يشيع الاطمئنان إلى موقف حزب الله منه وإلى الدّعم اللامحدود، والذي يتمسّك الحزب بإعطائه لعون، ليس مِنّة، ولا ردّا للجميل على صمود الجنرال دعما للحزب في حرب تمّوز فقط، بل قناعة راسخة بأنّ ما من حليف يمكن إدارة الظهر له وعدم الخوف من غدره، كما العماد ميشال عون.

ولا بدّ أنّ العماد عون يشعر بهذه الثقة ويبادلها الثقة، وهو ما أدّى لأن تصبح العلاقة الثنائية بينه وبين حزب الله العلاقة الأمل تقلّبا في فسيفساء السياسة اللبنانية، ويمكن، إذا جاز التعبير، وصفها بالعلاقة الأكثر وضوحا: عون يدعم حزب الله على بياض في استراتيجيّة التمسك بالسلاح ومحاربة المحكمة، وحزب الله يدفع شيكات مفتوحة للجنرال في حلمه على طريق استعادة المواقع المسيحيّة من الوزارات إلى أصغر موقع إداري في الدولة، والمفارقة أنّ تجربة التفاهم دلّت على أنّ كِلا الطرفين يجدان سهولة فائقة في تبادل الخدمات، فعون استقال من المشروع الكبير في العام 2005 ولم يعد مهتمّا إلّا بالمكاسب التي تعطيه أرجحية للفوز بالنقاط بقوة الخدمات والانتشار الأفقي في الإدارة اللبنانية، وحزب الله الذي لم يكن مهتمّا أصلا بالمشروع الصغير، أضاف إلى حليفه الرئيس برّي حليفا يسهل إرضاؤه من خلال التنازل عن حصص في الحكومة والإدارة لا تعني له أكثر من أنها مجرّد وحول لا يريد الغرق فيها.

وانطلاقا من هذه التبادلية المطمئنة، فإنّ مجرّد توقع قيام حزب الله بالضغط على العماد عون لكسر مطالبه في الحكومة الجديدة، سيكون توقّعا متسرّعا، لا بل مخالفا لأبسط معايير المنطق، فالحزب الذي لديه الكثير من الوسائل الأمنية والاستعلامية يعرف جيّدا معدن خصومه وأصدقائه على السواء، وليس من قبيل الصدف أن يتمّ تسريب وثائق ويكيليكس التي يشاع أنّ حزب الله موّل شراءها، لكي تصيب الخصوم والأصدقاء على السّواء، فهذه الوثائق طالت بمضمونها معظم أطراف المشهد السياسي اللبناني، أصدقاء حزب الله وخصومه، ولكنها استثنت طرفا واحدا هو العماد عون الذي تبيّن الوثائق المنشورة أنه وصهره جبران باسيل كانا الاستثناء شبه الوحيد الذي خرج على إجماع موحّد جاء على شكل مضمون يبدي الاستياء من حزب الله ويحمّله مسؤولية النتائج الكارثية لحرب العام 2006.

إذاً، ولبعض هذه الأسباب فإنّ حزب الله لن يغامر بحشر العماد عون، لا في الملفّ الحكوميّ، ولا في أيّ ملفّ آخر، وهذا ما أوضحته الأسابيع التي تلت تكليف الرئيس ميقاتي، التي كرّر فيها حزب الله الدعم نفسه الذي قدّمه لعون أثناء وقبل تشكيل حكومتي الحريري والسنيورة، وإذا كان رئيسا الجمهورية أو الحكومة المكلّف يراهنان على أن يلعب حزب الله دورا متوازنا، لولادة حكومة متوازنة فإنّ رهانهما سيصطدم كما تشير الوقائع بحائط صلب، وربّما تكون رسائل الويكيليكس الأخيرة الموجّهة إلى الرئيس سليمان المؤشّر الأبرز إلى أنّ الحزب يسعى لإضعاف رئيس الجمهورية وليس لتحصينه، وربّما من أجل ذلك ستكون محاولته الأخيرة المناورة على العلاقة المتينة بين سليمان وميقاتي لعزل الأوّل وإغراء الثاني، وعندها يمكن أن يأخذ عون من الحكومة ما يريد من حقائب.

وتجاوُبا مع هذه المناورة قبِل العماد عون بالتخلّي عن الداخلية واشترط نيل المالية حصرا، وهو يعرف أنّ هذا الطلب سيرفضه ميقاتي، وحينها يصبح تمسكه بالداخلية لا عودة عنه.

 

لتبقى بكركي فوق الشبهات والمحاصصات

بقلم المحامي لوسيان عون

" طاولة حوار " لكن " مسيحية الطابع والصبغة " تنطلق هذه المرة من صرح بكركي لتضم قادة أربعة لعبوا دوراً هاماً في الحياة السياسية اللبنانية ، على أن أعمال هذا الحوار و" أجندته " تبدو مجهولة الزمان والمصير نظراً لحجم الاحباط الذي اصاب المجتمع المسيحي الذي طالما اصيب بنكسات وخيبات أمل بدءاً من العام 1975 وانتهاءاً باختلال موازين القوى مؤخرأً بين القوى المتناحرة على الساحة اللبنانية .

هذه المرة ، عهدنا أنفسنا بل نذرنا انفسنا أن لا نقول الا الحق وبجرأة لافتة ، دون مواربة ، ودون خوف أو وجل من اي كان لان التجربة علمتنا أن نقول الحقيقة مهما كانت صعبة ، ونحن نعرف تمام المعرفة أننا سنلام في بعض الجوانب على خلفية قول الحقيقة ، لكن لم يعد مسموحاً بعد اليوم أن نحجب أي رأي فيما يعود الى كل ما يؤثر سلباً على مصير المسيحيين تحديداً ، رغم أن هذه الحقيقة قد تجرح أحياناً ، لكن قوتها تكمن في أن دقائقها في التاريخ والجغرافيا يعرفها اللبنانيون تمام المعرفة ، وهنا يمكن مدى اختراقها الضمائر .

لم ننس صراعات القادة المسيحيين ولا سيما من بينهم ألموارنة ،

كما لم ننس معارك  الكتائب والقوات ،

ومعارك الكتائب والاحرار ،

ومعارك وحدات الجيش والقوات ،

هذا من الجوانب العسكرية والميدانية التي سبقت 13 تشرين 1990 ،

لكن ، ودون الغوص في تفاصيلها ، نود أن نتوقف عند سلسلة محطات كان الزعماء المسيحيون يغرقون حتى الاذنين في صراعات سياسية وأحياناً عسكرية فيما بينهم ،

وهنا لا بد من تذكير بعضهم بمحطات اليمة ربما نسوها أم تناسوها لكن شعب لبنان لم ينساها حتماً :

لماذا حارب العماد عون العماد لحود قبل وبعد انتهاء الحرب في لبنان قبل عودته من المنفى في العام 2005 ،

ومن كان مخطئاً في تصديه للآخر ومن يتحمل مسؤولية المجازر التي ذهبت ضحية هذا الصراع الاليم ؟

من كان مخطئاً يوم استعرت حرب التحرير بين العماد عون ووحدات الجيش السوري التي كانت ترابض في مناطق جبل لبنان وبيروت ، ومن كان مخطئاً يومها ، ومن يتحمل مسؤولية الضحايا التي سقطت يومها ؟

من يتحمل مسؤولية الضحايا التي سقطت خلال حرب الالغاء ، ومن يتحمل مسؤولية القتلى والجرحى والمعاقين الذين سقطوا اثناءها في مختلف المناطق التي تعرضت للقصف المدمر والقنص ؟ نطرح اسئلة وجيهة ومعبرة ، وقد شئنا توجيهها اليوم بالذات الى السادة القادة والزعماء المسيحيين الذي التقوا في بكركي ، لنذكّر فقط هؤلاء بأن الكل أخطأ ،

أخطأ عندما كان يقصف ويدمر ، وأخطا عندما كان ايضاً يصافح ، قبل أن تغيب شمس المساء ليعود بعد أن يكذب ، ليشن أعنف هجوم على خصومه ، فيستخرج من أرشيف وسائل اعلامه أقبح واشنع ما يمكن أن يخدش الحياء والاحساس ، فلا يعرف كيف يخاصم ، كما لا يعرف كيف  يصفح ، اذ انه كان يكذب عندما يصفح ، وهو يخطط لما بعد الصفح ان لن يكون خصمه جندي في جيشه وخاتماً في اصبعه .

نورد هذه الحقائق بجرأة لان زعماء لبنان لم يكونوا يوماً ورثة لنضال أجدادنا ، بل أن تراثنا وحضارتنا  وتضحية أجدادنا هي منبع لتراثنا ومبعث لمستقبلنا الذي كان راسماله ألفاً وستمائة من الكفاح والدم والاضطهاد ، من جبال طوروس الى مكة حيث كانت مطرانية تقوم في الصحراء يوماً الى فلسطين حيث ما زال اليهود منذ قتل المسيح حتى تاريخ التنكيل بدور العبادة ، الى وادي قنوبين مجد لا يزول وتاريخ حافل بالمذابح .

من هنا دور بكركي اليوم في استعادة دور كان متميزاً ايام المتصرفية اثناء الحكم العثماني وفي أوجه ، لان التجربة برهنت على أن لا يمكن للمحاصصة أن تأكل من رصيد المسيحيين ،

ولا يمكن لمن زعم  وقف الهجرة واصلاح الخلل في النظام والانتقاص من صلاحيات رئيس الجمهورية واعادة التوازن الى المؤسسات وفشل في تحقيق هدفه أن يحلّ مكان بكركي ، وهي تبقى الجامع الضامن والملاذ الاخير للمسيحيين ، وفرصة سانحة لاستعادة القرار في زمن كثر فيه الدجالون والوصوليون ومنتحلي صفة الحريصين على مصلحة المسيحيين ، وقد اثبتت التجربة زيف طروحاتهم ومشاريعهم التي لم تنتج الا  المصالح الشخصية فيما مجتمعنا يفرغ من العناصر الشابة ويضاعف من أعداد المهاجرين الى أصقاع الارض .

انها أمانة بيد غبطة البطريرك الماروني الذي يفترض به أن يأخذ مما افشل طاولة الحوار الوطني عبرة ، ولا يدع اي كان مهما علا شأنه أن ينقل مساوىء طاولة الحوار التي أفشلتها الى داخل الصرح البطريركي ، لانه ، وبصراحة وتجرد ، ثمة ما  أحدث  " نقزة " من عبارة  " تنظيم الخلاف " التي توجت لقاء بكركي الاول بين الاقطاب المسيحيين ، على أمل أن بكركي يجب أن تفرض تنظيم التوافق بين من فرض نفسه مؤتمناً على مصالح المسيحيين وأهدافهم وليس " تنظيم الخلاف " ، والا ، بحال تمكن أي من القادة المسيحيين من تحويل بكركي الى ادارة  لخلافات المسيحيين فعلى الدنيا السلام .

وعلى هذا الاساس ، مطلوب من الصرح البطريركي اليوم موقف واضح يعكس نتائج المشاورات بين الاقطاب الاربعة ، والا ، وفي حال الفشل ، من مصلحة بكركي أن ترفع يدها عن المساعي الخيرة التي قامت بها ، خشية منا على دورها الوطني والروحي الكبير الذي يبقى لاجيال وأجيال اسمى من أن ينحدر به البعض الى حساباته الضيقة ومحاصصاته وأطماعه الرخيصة