المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
18 نيسان/2011

إنجيل القديس يوحنا (12/12-19)

وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: "لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان". وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: "أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه".

 

عن مصادر: اللقاء الماروني سيبحث مواضيع تهمّ المسيحيين وغير خلافية 

نقلت محطة "mtv" عن مصادر مطلعة على التحضيرات الجارية لعقد اللقاء الماروني يوم الثلاثاء المقبل في بكركي تحت رعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن "الجزء الأكبر من اللقاء سيكون روحياً وسيتخلله قداس وصلوات وتراتيل لا سيما أنّه سيعقد خلال أسبوع الآلام". وأضافت المصادر أن "البطريرك الراعي سيستضيف الزعماء إلى مأدبة الغداء قبل الإنتقال إلى الشق الأخير من اللقاء الذي سيتم في خلاله بحث ملفات غير خلافية ولا تثير الحساسيات مثل المشكلة الديمغرافية، بيع الأراضي، الهجرة، اللامركزية، منح الجنسية لغير مستحقيها وغيرها من المواضيع التي تهم المسيحيين ولا تثير أي حدة بين المجتمعين".

 

النبطية" مدينة إيرانية: "الحزب" منع بيع "الخمور" والقانون على الله..!

الشفاف/ بعد نشر هذا الموضوع، وردنا أن شبّاناً من النبطية أنشأوا على "الفايس بوك" صفحة "تضامناً مع محلات المشروب بالنبطية". و"الشفاف" بدوره يتضامن معهم، ومع "البيره" اللبنانية الرائعة! في الجمهورية اللبنانية هنالك قانون واحد هو القانون اللبناني. نقترح على قرّاء "الشفاف" دخول صفحة التضامن مع محلات المشروب بالنبطية وتسجيل تضامنهم مع الحريات العامة فيها! تثير قضية إغلاق أحد متاجر بيع المشروبات الروحية في مدينة النبطية، التي طغت على أخبار المستجدات السياسية والأمنية المتلاحقة في المنطقة، قلق الأوساط الرسمية والأمنية والأهلية في المدينة، لما يمكن أن يتبعها من خطوات مشابهة من شأنها أن تضم المدينة ذات التنوع الثقافي والتعدد الحزبي، وتشعب الإنتماءات والتوجهات، إلى إطار الصورة النمطية التي تطبق على مناطق أخرى في الجنوب مثل بنت جبيل والخيام. ورغم ما أثارته هذه الخطوة في لحظاتها الأولى من ضجة واستغراب، إلا أنها بلا شك كانت متوقعة لدى كثير من المراقبين، نظرا للأحداث التي سبقتها، والتحضيرات التى تم الإعداد لها للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم. فمنذ استيلاء حزب الله على بلدية النبطية في الإنتخابات البلدية الأخيرة، والمدينة تتجه نحو مزيد من التضييق وخنق الحريات و تعميم المظاهر المذهبية ونشر الثقافة الدينية، واعتبار أي مظهر عدا عن الديني مظهر "دخيلاً" على ثقافتها الدينية الأصيلة! وقد شهدت الأيام الأولى للبلدية إقتناص "نادي الشقيف"، معقل الثقافة الأخير في المدينة، الذي تأسس عام 1963 على يد كبار اليساريين والشيوعيين فيها واستضاف في عصره الذهبي عمالقة الفكر والأدب والشعر العربي، وتحويله إلى "حسينية" تحيي المناسبات الدينية والنشاطات الحزبية! تزامن ذلك مع ضغوط مارستها البلدية، ومن خلفها أجهزة حزب الله الأمنية، على المطاعم والمقاهي المنتشرة في المدينة لعدم تقديم المشروبات الروحية وإقامة الحفلات الفنية. وقد رضخت بمعظمها للأمر الواقع تحت التهديد بالمقاطعة وسد أبواب الرزق.

الشيخ صادق متواطئ

بدوره، بدا إمام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق مباركاً ومرتاحاً لكل الخطوات التي يقوم بها حزب الله في هذا الإتجاه. ورغم ضيق حلقة التواصل بينهما، وجد الشيخ في خطوة حزب الله هذه منفذاً لتحقيق حلم يرواده في جعل مدينة النبطية "مدينة الإمام الحسين" قلبا وقالبا.

رئيس بلدية "أمني"!

بدأ العد العكسي لمصادرة الحياة المدنية في النبطية بعد تولي الشخصية الأمنية البارزة في حزب الله الدكتور "أحمد كحيل" رئاسة بلدية النبطية. وكانت باكورة خططه إرسال كتاب رسمي باسم بلدية المدينة إلى محافظ النبطية القاضي "محمود المولى" يطلب إليه التوقيع على قرار يقضي بمنع بيع المشروبات الروحية ضمن النطاق الجغرافي للمدينة. طلب البلدية اصطدم بقرار غير متعاون من المحافظ، ومرفوض جملة وتفصيلا. ودعا المحافظ، بقرار آخر، متاجر بيع الخمور إلى الإلتزام بالمعايير القانونية التي تفرضها الدولة في هذه المسألة، مع التنبيه بعدم بيعها لمن هم دون السن القانونية.

بيّتت البلدية نواياها وأرجأت تنفيذ قرارها إلى توقيت آخر. واستغلّت الضجة المثارة حاليا حول جماعة الرئيس بري- علماً أن القاضي "محمود المولى "دخل النبطية محافظا من بوابة "مصيلح"- وأحالت تطبيق القرار إلى أجهزة الأمن في حزب الله، التي يمكنها أن تنفّذ بـ"القوّة" ما لم تستطع البلدية تنفيذه بالطرق القانونية!

الشرارة الأولى اندلعت منذ يومين، واستهدفت بداية متجر المواطن وسام يعقوب من بلدة "دير ميماس" المسيحية الذي قدم صباح الجمعة ليفتح محله فوجد بقربه لافتة تطالبه بإغلاق محله على الفور مذيّلة بتوقيع "أهالي حي المسلخ" حيث يقع المحل المستهدف، بحجة أن المحل متاخم لثانوية الصباح الرسمية، الأمر الذي يغري الطلاب بشراء الكحول. فما كان من صاحبه إلا أن أقفله وعاد إلى بلدته. وكانت مجموعة من الشبان التابعين لـ"التعبئة التربوية" في حزب الله قد أجبرت طلاب الثانوية على توقيع عريضة تطالب بإغلاق المحل على الفور.

تبع هذا التحرك في اليوم ذاته قيام مجهولين بتوزيع مناشير باسم "أهالي بلدة النبطية الفوقا" تطالب بإغلاق المحل الموجود على حدودها حفاظا على القيم الأخلاقية والدينية! ليلاً، قام عشرات الشبان المعترضين على ما يجري بتمزيق اللافتة! في هذه الأثناء، استمرت الأطراف السياسية في نفي علاقتها بالموضوع، وأوحت أن التحرك "شعبي محض" وليس نتيجة قرار حزبي! هذاـ في حين انتشرت القوى الأمنية في المكان وبدأت بإجراء تحقيقات روتينية لمعرفة الجهة المسؤولة عن اللافتات والمنشورات.

يذكر أن النبطية شهدت في وقت سابق حملات مماثلة ضد بيع الخمور لكنها لم تتخذ طابع التهديد العلني المباشر كما يحصل الآن. وفي الوقت الذي ظهرت فيه الحملة كأنها استضعاف لـ"وسام يعقوب"، المسيحي القادم من "دير ميماس"، رغم أنه محسوب على "التيار الوطني الحر"، حليف حزب الله، فقد عادت وطاولت صباح السبت كل أصحاب محال بيع الخمور في المدينة. واستفاقت النبطية على منشورات جديدة موقعة هذه المرة من "أهالي مدينة النبطية" تطالب أصحاب محلات بيع الخمور دون استثناء بإغلاق محلاتهم في مهلة لا تتعدى الأسبوع! كما شمل المنشور تهديدا آخر لأصحاب المقاهي والمطاعم المنتشرة في المدينة التي ترفع ليلا أصوات الموسيقى والأغاني. وفيما بقيت بلدية المدينة مصرة على النأي بنفسها عن الموضوع، عقدت اللجنة الأمنية لحزب الله في النبطية اجتماعا في وقت متأخر من هذه الليلة مع أصحاب محلات بيع الخمور تقرّر في نهايته الإنصياع للأمر المفروض حقنا لدماء الطائفة كما جاء!

تزامن معه إجتماع آخر دعت إليه الأحزاب الوطنية والمنظمات اليسارية في المدينة استنكروا فيه حملات القمع والتعدي على الحريات الشخصية التي تجري في المدينة باسم الدين والأخلاق، وتوعدوا بدورهم بخطوات تصعيدية.

ورأى مواطنون أن بيان التهديد الموقع باسم أهالي مدينة النبطية لا يعبر عن وجهة نظر أبنائها في هذه المسألة، إنما يعكس وجهة نظر موقعيه. وهم بالتالي غير موافقين على ما ورد فيه. واعتبروا أن عبارة "مدينة الحسين" تشير إلى جماعة الشيخ صادق، وعبارة "مدينة الصدر" تشير إلى جماعة "حركة أمل"، بينما تشير عبارة "مدينة الإمام الخميني" إلى جماعة حزب الله، وبالتالي لا يوجد في البيان ما يشير إلى المستقلين والناس العاديين في المدينة. كما وجد البعض الآخر أن البيان يشبه البيانات الصادرة عن منظمات الإسلام الإرهابي التي تظهر في وسائل الإعلام ولا ينقصها سوى توقيع "أيمن الظواهري" أو أسامة بن لادن"وأشباههما!

يذكر أن الحملة تزامنت مع بدء احتفالية "الليالي الفاطمية" التي درجت العادة مؤخرا على إحيائها في مدينة النبطية في ذكرى وفاة السيدة فاطمة بنت رسول الله والتي تمتد لسبعة أيام ,تقرأ خلالها مجالس العزاء واللطميات الحسينية وتنظم فيها مسيرات شعبية ومواكب شموع.

نص البيان كما جاء حرفيا:

تحية وبعد

من أهالي مدينة النبطية المحافظين على جذورها التاريخية، من مدينة الإمام الحسين (ع) من مدينة الشهداء، من مدينة السيد موسى الصدر ومدينة الإمام الخميني (قده)، نقولها وبالفم الملئان اننا لن نقبل بعد اليوم من أي أحد كان أن يحول مدينتنا الطاهرة إلى مدينة فساد وفسق، وخاصة مما ظهر لدينا أخيرا من محلات لبيع الخمور وآخرها قرب مدرسة تربوية، ولن نقبل بعد اليوم أن يفكر أحد من يدس فينا قوته الناعمة بين ابنائنا، فنحن نعرف بيئتنا جيدا ولن يستطيع أحد أن يجعلنا نستسلم لظواهر الفسق والفساد مهما كان حجمه ونفوذه. لذلك نحن أهالي مدينة النبطية قررنا:

1- تطبيق جميع الإجراءات القانونية بحق جميع محلات بيع الخمور في المدينة وأحيائها.

2- العمل فورا على إقفال هذه المحلات وإلا سنتخذ خطوات أخرى بعد أسبوع، أولها تكسير جميع المحلات و.......

هذه البداية فعلا وليس قولا. وسيلحق الدور جميع المطاعم والمقاهي التي تشهر الفساد والفسق ليلا بالأغاني والطرب بصوت عال وهذا مناف أصلا للأخلاق، لأننا نعيد ونقول أننا لن نقبل بعد اليوم من أن يدنس أحد مدينتنا بظواهر الفساد لأن جيلنا هو جيل المقاومة جيل الأخلاق والإسلام. قد أعذر من أنذر......

 

الحريري غادر إلى الرياض في زيارة خاصة

وطنية - 17/4/2011 غادر رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، عصر اليوم، بيروت متوجها الى الرياض في المملكة العربية السعودية، في زيارة خاصة.

 

رئيس الجمهورية حذر مما ينشر نقلا عن "ويكيليس" واكد الحرص على مصلحة الوطن العليا

وطنية -17/4/2011 صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "حذر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مما ينشر نقلا عن وثائق موقع ويكيليكس من معلومات تفتقر في كثير من جوانبها الى الدقة والصدقية وتستند بمعظمها الى استنتاجات وإجتزاء او الى النقل عن أطراف ثالثة. وإذ يأتي بعض هذه التسريبات في سياق الحملة المنظمة التي تهدف الى تفريق الصفوف وتعميق الشرخ بين المواطنين والاطياف السياسية، يؤكد فخامة رئيس الجمهورية ما يأتي:

أولا- إن مواقفه من القضايا الوطنية تنبع من اقتناعاته وثوابته ودوره في الحفاظ على مصلحة الوطن العليا، كما ثبت ذلك قولا وممارسة، وتم التعبير عنها من على المنابر والمحافل الدولية.

ثانيا- إن علاقته مع الرئيس السابق العماد إميل لحود مبنية على المحبة والتقدير، كما أن علاقته مع كافة الاطراف والاحزاب، بما فيها حزب الله، هي جيدة ولا تستند الى الخصومة والمحاربة بل الى التنسيق والتعاون".

 

رحال: نحمل "حزب الله" وحلفاءه مسؤولية أي مغامرة أمنية

اتهامات النظام السوري لتيار المستقبل حملة منظمة وألاعيب إستخبارية

وطنية - البقاع الغربي - 17/4/2011 اعتبر وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال محمد رحال، خلال رعايته حفلا أقامته بلدية لالا في البقاع الغربي، إثر تسلم رئيس البلدية حسين طربين حاوية لنقل النفايات من الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان السفير روبرت ويتكيمس، "ان الإتهامات التي وجهها النظام السوري لتيار المستقبل بالتدخل في الشؤون الداخلية السورية هي أسلوب قديم جديد، وتأتي من ضمن حملة منظمة يقف وراءها هذا النظام وقوى الثامن من آذار وإعلامه وبالتحديد حزب الله"، مؤكدا "رفض هذه الفبركات جملة وتفصيلا ورفض رئيس التيار وأمينه العام وكتلته النيابية وجمهوره أي تدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي، كما يرفضون بالمقابل التدخل في شؤون لبنان الداخلية، وهم يتمنون الإستقرار والإزدهار لكل البلدان العربية من دون إستثناء"، واصفا "ما يشاع" ب"الأفلام والألاعيب الإستخبارية التي لا تخفى على أحد"، وقال: "ليخيطوا بغير هذه المسلة".

ورأى "أن لعبة الإتهامات خطرة وتخفي وراءها الكثير، لأن حزب الله ومعه قوى الثامن من آذار سبقوا النظام السوري بكيل الإتهامات، والسبب واضح ولا يخفى على احد، كون حزب ولاية الفقيه يريد تبرير تدخله في شؤون البلدان العربية وتغطية إرتكاباته الأمنية هنا وهناك، والدليل إعلان السيد حسن نصرالله الحرب على البحرين، وإطلاق المواقف التحريضية لحزبه وحلفائه خلال التطورات في ليبيا ومصر وغيرها من البلدان العربية، ألم نسمع ونقرأ عن مجموعات لحزب الله تقاتل في مصراته واليمن ومصر وغيرها، ألم نر آلاف اللبنانيين يشردون من ساحل العاج بسبب التدخل السياسي والحزبي لحزب الله وحلفائه في الصراع الدائر في تلك البلاد؟ للأسف إنهم يرتكبون الموبقات ويريدون إلصاقها بغيرهم، وبمعنى آخر، يريدون التعمية والتغطية على إرتكاباتهم، فلجأوا الى إلصاق التهم الباطلة بتيار المستقبل".

ونبه من "هذه الإتهامات الظالمة وإستمرارها، ومن الشرور التي تخفيها وراءها"، محملا "حزب الله وحلفاءه مسؤولية أي مغامرة أمنية يحضر لها تحت عناوين واهية ومنها الإتهام المفبرك محليا وخارجيا، لأن الأجواء توحي بأن وراء الأكمة ما وراءها"، داعيا القوى الأمنية الى "تحمل مسؤولياتها على صعيد حماية أمن المواطنين والإستقرار في البلاد، إفساحا في المجال أمام مساعي معالجة الملفات العالقة بالأساليب الديمقراطية"، مؤكدا "لحزب الله وغيره"، أن لبنان "لن يكون سوى للبنانيين بكل أطيافهم، يعيشون في ظل قانون الطائف الذي يحميهم جميعا، وليس دويلة السلاح غير الشرعي". وقال: "لبنان أقوى من كل المؤامرات والعدالة آتية لا محالة، ودماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا ولن يمحوها أي ضجيج مهما كان مصدره".

واعتبر "أن لالا عانت الكثير من الحرمان على صعيد الخدمات الإنمائية، لكن الرئيس سعد الحريري سد بعضا من هذا النقص، فتحققت مشاريع خدماتية عدة، على أن يليها أخرى مماثلة تفي البلدة حقها"، مؤكدا "إستمرارية نهج البناء والإعمار والعلم والمعرفة، لينتصر مشروع بناء الدولة الحضارية التي وضع أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وتحدث عن "المشاريع التي ينفذها ويمولها برنامج الأمم المتحدة على المستويات البيئية والإجتماعية والإنمائية والإقتصادية"، مشددا على "مزيد من التعاون مع الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة السفير روبرت ويتكيمس"، وموجها "تحية لجهود أهالي لالا وبلديتها، كونهم في قلب الرئيس سعد الحريري ووجدانه".

طربين

وكانت كلمة لطربين أشاد فيها ب"إنجازات الوزير رحال في منطقة البقاع التي لا تنكر هذه الخدمات"، مؤكدا "ان البيئة بظل وجود الوزير رحال هي غيرها من قبل"، وتطرق الى "دور الأمم المتحدة في تقديم الخدمات والمساعدات للبنان من ضمن منظومة إنمائية شاملة"، آملا "الإستمرارية بالعطاء".

ويتكيمس

أما ويتكيمس فأكد على "تقديم المساعدات للمناطق التي تعتبر بحاجة للتنمية"، مؤكدا "ان هذه الحاوية هي مشروع يساعد على تثبيت البيئة النظيفة، وهو دليل على اهمية البرنامج الإنمائي في لبنان".

 

"تيار المستقبل" نفى اي علاقة له بمخالفات البناء في الجنوب وحذر من مخطط لتشويه صورته

وطنية- 17/4/2011 رد "تيار المستقبل" في بيان ردا على ما ورد في صحيفة النهار السبت 16 نيسان 2011 في الصفحة السادسة تحت عنوان "غدا يبدأ قمع البناء على الأملاك العامة "، من معلومات مفادها ان النائب بهية الحريري تدخلت لدى قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي لتغطية مخالفات بناء في يارين الجديدة في منطقة الزهراني، وان امين عام تيار المستقبل أحمد الحريري زار يارين مؤخرا لدعوة اهلها للمشاركة في ذكرى 14 آذار وانهم طلبوا منه التوسط لدى الأيوبي للسماح لهم بالبناء، فاوضح الآتي :

"لقد دأب بعض اقطاب قوى الثامن من آذار وتحديدا "حركة امل" و"حزب الله" على ترويج أخبار ومعلومات متصلة بمشكلة البناء على الأملاك العامة في الزهراني فيها الكثير من المغالطات والافتراءات بحق "تيار المستقبل" ونوابه ومسؤوليه ، في محاولة واضحة من هؤلاء لتزييف الحقائق في هذه القضية والصاق تغطية المخالفات ب "تيار المستقبل" في الوقت الذي يعرف القاصي والداني، من هي الجهة او من هي الجهات التي تغطي هذه المخالفات ، وعلى من يحسب سياسيا وتنظيميا من يقوم بها. ان الاتهامات التي تساق ضد "تيار المستقبل" ونوابه ومسؤوليه، وتتخذ في كل مرة عنوانا وشكلا، لا يمكن أن تخفي حقيقة مخطط قوى الثامن من آذار المكشوف من حيث الوسائل والأهداف للنيل من صدقية "تيار المستقبل" ومحاولة تشويه صورته. ان الحملة التي تشن على تيار المستقبل تحت عنوان مخالفات البناء تصب في مصلحة من يشن هذه الحملة لأن القسم الأكبر من المخالفات الجارية على قدم وساق منذ حوالي الشهر تعود لمناصرين معروفين لجهة الهوى والفؤاد. وهم يحاولون تمديد فترة السماح لهم من خلال الادعاء زورا بأن "تيار المستقبل" غطى في البداية مخالفات في بلدة يارين الجديدة وأنه هو من تسبب في هذه الفوضى، بينما الواقع مخالف لذلك تماما. ان تيار المستقبل الذي اخذ على عاتقه أن يكون دائما الى جانب مشروع الدولة ، لا يمكن أن يكون سببا أو اداة في تقويض دعائم وهيبة الدولة كما يفعل من يسوق هذه الافتراءات بحق "تيار المستقبل". يؤكد "تيار المستقبل" ان ايا من نوابه أو مسؤوليه لم يتدخل لا من قريب ولا من بعيد في موضوع مخالفات البناء في منطقة الزهراني أو في اية منطقة ثانية، ويهمه أن يوضح لمن يهمه الأمر أن امينه العام أحمد الحريري لم يقم بأي زيارة إلى يارين ولا إلى منطقة الجنوب خلال الفترة التي شهدت تحضيرات لإحياء ذكرى الرابع عشر من آذار كما زعمت المصادر التي نقلت هذه المعلومات ، ولا كان مقررا ان يقوم بمثل هذه الزيارة خلال تلك الفترة ، وبالتالي فان الحديث عن انه وعد ابناء يارين بشيء يتعلق بموضوع البناء في المنطقة لا أساس له من الصحة".

 

قبلان قبلان: تأجيج الفتنة بهدف استهداف مثلث المقاومة اللبنانية وسوريا وايران

وطنية - 17/4/2011 أحيت حركة "أمل" اقليم الجنوب الذكرى السنوية للشهيد القائد المقاوم نعمة حيدر "خلدون" وشهداء افواج المقاومة اللبنانية - "أمل" في قعقعية الجسر، في احتفال حاشد أقيم في النادي الحسيني للبلدة، حضره عضو هيئة الرئاسة في الحركة الدكتور قبلان قبلان، رئيس المكتب السياسي للحركة جميل حايك، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في الجنوب النائب هاني قبيسي على رأس وفد من قيادة الاقليم، النائب ياسين جابر، المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" اقليم بيروت على رأس وفد من قيادة الاقليم ممثلين عن الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية، لفيف من العلماء والفاعليات البلدية والاختيارية والنقابية وعوائل الشهداء وحشود شعبية من قرى قضاء النبطية. استهل الاحتفال بآي من الذكر الحكيم، بعدها النشيدين الوطني وحركة "أمل". ثم ألقى عضو هيئة الرئاسة في الحركة الدكتور قبلان قبلان كلمة الحركة استهلها بالحديث عن دور الشهداء في صناعة الاستقلال والسيادة والحرية للوطن، ودورهم المحوري في تحرير الارض من رجس الاحتلال الاسرائيلي، قائلا:" اننا نحيي ذكرى الشهداء كي لا ننسى وكي لا ينسى الآخرون ان هناك من دفع حياته ثمنا من اجل تحرير الارض ومن اجل ان يعيش الانسان بكرامة، فلولا الشهداء لما تحررت الارض وخرجت اسرائيل ذليلة من وطننا لبنان".

أضاف:" قبل الشهداء وقبل تضحياتهم كانت قوة لبنان في ضعفه، ومع الشهداء اصبحت قوة لبنان في مقاومته وفي وحدته وجيشه". سائلا: كيف يرى البعض اليوم ان قوة لبنان في ضعفه؟ كيف لبلد محتل تكون قوته في ضعفه؟ هل يواجه الاحتلال والتهديد الاسرائيلي بالضعف؟ لا يعقل للانسان ان يكون قويا في ضعفه.اننا نريد ان نعيش بكرامة وعزة وان نعيش مرفوعي الرأس". أضاف:" ان طريق المقاومة الذي سلكناه أثبت اليوم جدواه، وها هي الشعوب العربية تستفيق كي تثور على حكامها الذين أرادوا ان يأخذوا شعوبهم الى نهج الاستسلام والانهزام امام المشروع الاسرائيلي، ان ما يعزز قوة الامة وكرامتها هو طريق المقاومة والجهاد والاقتناع، ان اسرائيل هي الشر المطلق وان الكرامة لا تستقيم الا بالشهداء وان الاستسلام يؤدي الى الذل والهوان". وعن التهديدات الاسرائيلية، قال قبلان:" ان اسرائيل لا تخاف احدا في العالم الا من لبنان ومقاومته ومن فكر ومدرسة الامام السيد موسى الصدر الذي أطلق جذوة المقاومة، ونراها اليوم بعد عجزها عن كسر ارادة المقاومة تلجأ الى سلاح جديد هو سلاح الفتنة الطائفية والمذهبية، وللاسف نرى البعض في العالم العربي ينزلق نحو هذا المشروع ويعملون على تأجيج الفتنة بهدف استهداف المثلث المضيء المتمثل بالمقاومة اللبنانية وسوريا وايران، انهم يريدون إشغال هذا المثلث بالفتنة.لماذا يتحمس بعض العرب والبعض في الداخل بهذا الاتجاه؟ هل الفتنة لمصلحة العرب أم لمصلحة اسرائيل؟ اننا في حركة "أمل" سوف نفوت الفرصة ولن ننزلق الى الفتنة وندعو البعض الى مراجعة حساباته فليس لدينا عدو سوى اسرائيل. المطلوب عودة الى العقل وتقديم مصلحة الامة على ما عداها من مصالح ضيقة". وختم كلمته بالتأكيد على "التمسك بالوحدةالوطنية والثوابت التي تحفظ للبنان سلمه الاهلي وعناوين قوته". كما ألقى السيد نصرات قشاقش مجلس عزاء حسيني

 

تُحاصِر عون: بكركي ترتّب هدنة بين جعجع وفرنجية الذي ضعفَ سورياً

الشفاف/من المرتقب ان تنعقد قي الصرح البطريركي يوم الثلاثاء المقبل قمة مسيحية مصغرة بدعوة من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وتضم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس السابق امين الجميل والعماد ميشال عون والونائب سليمان فرنجية. مصادر في الصرح البطريركي اعتبرت ان الهدف من القمة متعدد وهو يأتي كباكورة النشاطات للبطريرك الجديد للمّ الشمل المسيحي مع علمه المسبق بأن هذا المسعى محكوم بالفشل أكثر منه بالنجاح في ضوء المواقف التي يتخذها اقطاب الموارنة. اللقاء سيبدأ برياضة روحية وصلاة يشارك فيها القادة البطريرك على ان يجمعهم بعدها لقاء يرتقب ان يكون لقاء مصارحة يأمل البطريرك ان يشكل بداية التزام القادة الموارنة بجملة ثوابت وطنية ابرزها عدم الاحتكام الى السلاح في خلافاتهم والتخفيف من حدة الخطاب السياسي لما له من انعكاس سلبي على اتباعهم. وهذا هو الحد الاقصى الذي يأمل البطريرك الراعي الحصول عليه.

مراقبون سياسيون في بيروت اعتبروا ان القمة قد تنجح في جانب آخر منها، هو إزالة حدة الخلافات بين الوزير سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. خصوصا ان فرنجية الذي عرف دائما بأنه "وزير الخط" السوري، والذي يفاخر بعلاقته الخاصة بالرئيس السوري بشار الاسد، بدأ يحسب الحساب لوصول "الخط" الى نهايته، وهذا ما يضعه في مهب الريح إذا ما إستمر في تسعير خلافه مع القوات اللبنانية. فهو سيفقد سنداً وداعما رئيسيا جعله "من الثوابت" في صفوف القيادات اللبنانية، نائبا ووزيراً، في عهد الوصاية الامنية السورية على لبنان. اما جنرال الرابية فيرى المراقبون انه اوغل كثيرا في علاقاته بإيران وحزب الله على حساب التحالف مع دمشق. وتالياً، لا يمكن التعويل على تجاوبه مع مساعي البطريرك في ضوء موجة الغرور والاستكبار التي تركب رأس القيادة الايرانية وحزب الله، والتي تنسحب حكما على جنرال الرابية الذي ما انفك يهدد اللبنانيين بعسكر حزب الله. وترى المصادر ان النتائج غير المباشرة للقمة ستكون محاصرة جنرال الرابية مسيحياً، لانه سيبدو خارج الاجماع المسيحي الذي يرعاه البطريرك الراعي بعد ان تدخل علاقات جعجع فرنجية مرحلة جديدة بعد الثلاثاء يمكن وصفها بـ"هدنة" يمكن أن تفضي الى سلام بين الجانبين.

 

انتشار عسكري سوري على الحدود الشرقية للبنان

أفاد مراسل "النهار" في بعلبك ان الجيش السوري أقدم أمس على نشر قواته عند الحدود الشرقية للبنان وخصوصاً المنطقة الواقعة بين بلدة القاع الحدودية في البقاع الشمالي وجوسية العمار السورية وصولاً الى المرتفعات الجردية شرقاً وغرباً، وشدد الاجراءات في نقاط حرس الحدود السورية وبعض مواقعه الرئيسية القريبة من الحدود، لمكافحة التهريب من سوريا الى لبنان عبر منافذ ومعابر غير شرعية.

 

إحالة رئيس الوزراء المصري ووزيرين سابقين الى محكمة الجنايات بتهمة الفساد 

(أ.ف.ب.)قررت النيابة العامة إحالة رئيس الوزراء المصري السابق أحمد نظيف ووزيري الداخلية والمالية السابقين حبيب العادلي ويوسف بطرس غالي الى محكمة الجنايات بعد ان اتهمتهم بالفساد المالي، بحسب ما افاد مصدر قضائي. وأوضح المصدر ان نظيف والعادلي وغالي متهمون باسناد صفقة توريد لوحات معدنية للسيارات الى شركة المانية بالأمر المباشر من دون إجراء مناقصة وبأسعار مغالى فيها ما ادى الى 92 مليون جنيه (قرابة 15,5 مليون دولار) من المال العام، مشيراً الى ان وزير المالية السابق سيحاكم غيابياً لفراره خارج مصر.

وأكد المصدر ان رجل أعمال المانيا وهو صاحب الشركة التي قامت بتوريد اللوحات المعدنية أحيل للمحاكمة غيابياً كذلك لتورطه مع الوزراء الثلاثة في هذه الصفقة.

 

قوى الامن الداخلي مُنعت من قمع 52 مخالفة بناء على الاملاك العامة منذ 12 نيسان 

لبنان الآن/أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" أنّ "التقارير الأمنية سجلت، بين الثاني عشر من نيسان الحالي وظهر اليوم السابع عشر منه، أنَّ قوى الأمن الداخلي مُنعت من قمع 52 مخالفة بناء مشيدة على الأملاك العامة أو في المشاعات أو في أراضي الدولة، وذلك في أماكن مختلفة من الجنوب". كما أشارت المعلومات إلى أنَّ "رئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين الذي شيد على أراض عامة فيلا ومدرسة على حساب مجلس الجنوب منع قوى الامن الداخلي تكراراً من وضع وقوعات واشارات هندسية معدة لتحديد الأرض لبناء سجن مقرر، وقد أبلغت القوى الامنية النيابات العامة في جبل لبنان والجنوب بالتفصيل كيفية منع القوى الامنية والاضرار التي لحقت بعناصرها وبالسيارات العسكرية على يد مواطنين، ليبنى على الشيء مقتضاه".

 

أرسلان: لا يجوز لأي لبناني أن يعبث بأمن سورية 

إعتبر رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني " النائب طلال أرسلان أنَّ "المماطلة في تأليف الحكومة والمماطلة في التشاور ناجمتان عن أزمة النظام وليس عن أزمات الحكم والحكومة"، مشدداً على أنَّه "آن الأوان لوقف الكذب والتكاذب، فالكذب والتكاذب لا يوصلان إلا لهذا الواقع المخزي، الواقع الذي يطلقون عليه تسمية نظام العائلات الروحية، لعنة الله على هذه التسمية". أرسلان، وخلال استقباله وفوداً شعبية، أكد أنَّه لن يضع توقيعه "المعنوي أو المادي على هذا التنظيم للدولة الذي يخضع الدروز أو غير الدروز لمظالم التمييز العنصري الذي يقفل أمام الأجيال الصاعدة بوابات الأمل والحرية"، وقال: "نحن أمام مشهد معيب حقاً، نحن أمام مسرحية رديئة يتصف أبطالها بقلة الاحساس وانعدام الشعور حيال آلام الوطن ومعاناة الناس مما يرسم علامات استفهام عدة حول خلفياتهم". واعتبر أرسلان انَّ "المشاورات حول تأليف الحكومة تدور حول المحاصصة، وتغلفها طبقة كثيفة من الغموض المنبعث من رئيس الحكومة المكلف". وحول أحداث سورية، رأى أرسلان أنَّ "أي انسان يتجاهل الدور الإسرائيلي والأميركي في احداث سورية، يضيع البوصلة تماما، فإنَّ المؤامرة تستهدف تدمير سورية وادخالها في الفوضى الخلاقة بغية تقطيع اوصالها وتقسيمها، وبذلك يعود لبنان من جديد لقمة سائغة امام اسرائيل، فنعود إلى التقاتل الداخلي، وتتقطع أوصالنا مجدداً فيتمكن الصهاينة من تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه على مدى سنوات الحرب الاهلية اللعينة". وختم أرسلان بالقول: "إنَّ أمن سورية هو من أمن لبنان، وأمن لبنان من أمن سورية، ولا يجوز لأي لبناني أن يعبث في أمن سورية، لأنَّه في عمله هذا يكون قد غرس الخنجر في قلب لبنان، فإنَّه التحدي الأبرز الذي يواجه المسؤولين اللبنانيين، وعليهم واجب اعطاء جواب واضح وصريح، فالكرة في ملعبهم".

 

يوم الإصرار» السوري

عبدالله اسكندر/الحياة

أشادت السلطات السورية بالتظاهرات التي عمت مدناً عدة في البلاد، منوهة بالسلوك الحضاري للمتظاهرين الذين قالت وسائل الإعلام الرسمية انهم هتفوا للحرية والشهيد والوطن. وفي المقابل لم يشكُ المحتجون من الاستخدام المفرط للعنف ضدهم، وتمكنوا من المسير في كثير من الأمكنة، باستثناء حالات قليلة استخدم فيها الغاز المسيل للدموع والعصي، بدل الرصاص الحي الذي أستخدم ضد تظاهرات سابقة. أي أن يوم «جمعة الإصرار» في سورية اول من امس مرّ، عموماً، من دون حصول مواجهات دموية، ومن دون أن يبلغ عن سقوط ضحايا، وإن كان لا يُعرف مدى اتساع عمليات الاعتقال اللاحقة.

ويبقى السؤال عن إمكان أن يكون هذا اليوم «الحضاري» نموذجاً للأيام اللاحقة وعن إمكان ضبط التظاهرات في هذه الحدود. وكذلك عن قرار رسمي بوقف استخدام العنف المفرط، أو عن حال من الوهن في حركة الاحتجاج. بما يؤشر إلى نهاية الأزمة، كما يأمل الحكم على الأقل، بعدما اعتبر انه قدم ما ينبغي عليه تقديمه.

بالتأكيد، لم تصب الحركة الاحتجاجية السورية بأي وهن. لا بل يمكن القول إنها بدت في «جمعة الإصرار» آخذة في الاتساع، جغرافياً، ومتجهة نحو شعارات اكثر جذرية. إذ ظهر، للمرة الأولى، أن هذه الحركة ليست مطلبية وإنما سياسية. وتأكد أن حوارات مع وجهاء مناطق أو تلبية مطالب فئوية لم تؤثر في زخم الاعتراض. لا بل ارتفع سقفه إلى حدود المناداة بإسقاط النظام. ورغم ذلك، لم تعمد السلطات إلى التصدي بالقوة المفرطة للمتظاهرين، وإنما أشادت بسلوكهم الحضاري. وهذا السلوك مغاير تماماً لما درجت عليه قوى الأمن منذ بدء الحركة الاحتجاجية قبل اكثر من شهر. ويعني هذا السلوك، بغض النظر عن نظرة السلطات إلى المتظاهرين وعن نياتها في شأن الإصلاح، أن ثمة دروساً تركتها المواجهات السابقة.

لقد بات واضحاً أن عمليات القمع، كما حصل في درعا ودوما وبانياس والبيضا وغيرها، ستجد طريقها إلى الفضائيات، إن لم يكن مباشرة فبعد حين. وتركت هذه الأشرطة، رغم إجهاد النفس في التشكيك بها داخل البلاد وخارجها، تأثيراً أكيداً. ولتجد السلطات نفسها موضع إدانة وتنديد متزايدين.

المواقف الغربية تقليدية في مثل هذه الحالات، لكنها تأخذ معاني مهمة بالنسبة إلى دمشق، عندما تأتي من العواصم الداعية إلى الانخراط معها. لكن الانتهاكات العلنية لحقوق الإنسان على هذا النحو تجعل إمكان الاستمرار في الانخراط شبه مستحيلة، وتالياً تخاطر دمشق بهذه العلاقة المستجدة التي تحتاج إليها، خصوصاً مع واشنطن وباريس ولندن.

في الوقت ذاته، تخاطر دمشق بكل ما بنته من علاقة وطيدة مع حليفيها الإقليميين، قطر وتركيا، رغم العلاقات الشخصية بين القيادة السورية وقيادتي هذين البلدين. لا بل تمكن ملاحظة تدهور في هذه العلاقة، سواء عبر التصريحات الرسمية التركية في شأن الإصلاح السوري أو التغطية التي توفرها قناة «الجزيرة» لحركة الاحتجاج السورية. ولم يُسجل موقف مؤيد للسلطات السورية إلا من طهران وحلفائها، وهو تأييد يؤكد الإدانة في مجال حقوق الإنسان. ما يعني أن خناق العزلة هذه المرة سيكون أشد وأوسع من السابق.

كل هذه المعطيات قد تكون ساهمت في جعل «جمعة الإصرار» حضارية وهادئة. لكن مجرد اتساع رقعة الاحتجاج ورفع سقف شعاراته، غداة إعلان حكومة جديدة ووعود إصلاحية، يعني أن الأزمة لا تزال هي نفسها، ولا شيء يضمن عدم انزلاقها مجدداً إلى العنف، ما لم يجر التعامل معها رسمياً على أنها أزمة سياسية وطنية تقتضي حلولاً وطنية شاملة.

 

سورية ومحاولة العودة للحلول

طارق الحميد /الشرق الأوسط

خطاب الرئيس السوري أمس يوحي بأن دمشق تحاول العودة مجددا إلى الحلول السياسية لمعالجة أزمتها الداخلية بدلا من الحل الأمني الذي انتهجته طوال شهر مضى، وما يعزز ذلك هو عدم استخدام النظام للعنف يوم الجمعة الماضي، وإن كان الرئيس قد هدد بالحل الأمني أمس. خطاب الأسد أكد على أن دوائر صنع القرار بدمشق تعي أن ما يحدث في سورية ليس نتاج مؤامرة، بل مطالب شعبية، فالمؤامرة لا تستطيع إخراج 46 مدينة وقرية سورية للتظاهر يوم الجمعة الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة الـ«واشنطن بوست»، خصوصا أن الرئيس السوري قد أقر في خطابه بأهمية تماسك الجبهة الداخلية، وهذا يعني إقرارا، ولو متأخرا، بحقيقة المشكلات الداخلية، خصوصا أن الرئيس السوري هو صاحب عبارة «نسرع ولا نتسرع»، لكن اللافت أنه استهل خطابه بالأمس متحدثا عن أن الدول تتطور بالأيام، وأن على بلاده اللحاق بهذا الركب. وبالتالي، فإن الواضح هو أن النظام بدمشق قد لمس أن المواجهة الأمنية ليست ذات جدوى طالما أن هناك استحقاقات شعبية لا بد من الالتفات لها، خصوصا أن التصعيد مستمر في سورية، وسقف المطالب في تصاعد مستمر، وصل حد التنديد بالنظام ككل. وعليه، فليس من الجدوى المكابرة، بل لا بد من التعامل بواقعية. وبالطبع لو كان خطاب الأسد أمس هو ذات الخطاب أمام البرلمان قبل أسبوعين تقريبا لكان له وقع أكبر، لكن اليوم ومع انكسار حاجز الخوف، وإسالة الدماء فلا شيء مضمون، خصوصا أن عدد المدن السورية التي تظاهرت، وشرائح المجتمع المشاركة في المظاهرات، يوحي بأن المحظور قد وقع بالنسبة للنظام.

ما يحدث في سورية هو تكرار للأخطاء التي ارتكبتها الدول العربية التي واجهها نفس الزلزال السياسي، فبدلا من أن تقدم الأنظمة حلولا تقفز حتى على مطالب المتظاهرين، أو قل الشعب، فإن تلك الأنظمة عمدت إما إلى تجاهل تلك المطالب، أو الإمعان في المماطلة في التفاعل، وهذا خطأ ثبت مدى فداحته في كل من تونس ومصر، وكذلك ليبيا، واليمن. وعليه، فالواضح اليوم أن النظام في دمشق يحاول التقاط الأنفاس، واستعادة الانضباط في التعامل مع موجة المظاهرات غير المسبوقة في سورية، خصوصا أن المتظاهرين ما زالوا سلميين، رغم مرور شهر من القمع والقتل بحقهم، وهذا ما يشكل ضغطا داخليا وخارجيا على النظام، مع ضرورة التنبه إلى التقارير التي أشارت إلى رفض بعض عناصر الجيش السوري لإطلاق النار على المتظاهرين، مما من شأنه دق ناقوس خطر للنظام، وهذا أمر يجب أن يؤخذ في الحسبان، فكلنا يعرف أن موقف الجيشين التونسي والمصري قد كان له عامل حسم وضغط على الأنظمة هناك لا يستهان به. وبالتالي، فإن خطاب الرئيس الأسد الموغل في التفاصيل، والمطول كالعادة، قد يكون متطورا عما سبقه، لكن إشكاليته تكمن في أنه جاء متأخرا في توقيته، ومنخفضا عن سقف المطالب الذي ارتفع في الشارع. وعليه، فمن الصعب الحكم على مدى تأثير الخطاب على الشارع، خصوصا أن حاجز الخوف قد انكسر في سورية!

 

بري يتصل بنجاد: بعد صلاة الاستسقاء نترقب المطر الحكومي

نهارنت/اوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "القطار الحكومي يسير في سرعة السلحفاة" و"بعد صلاة الاستسقاء والموقف الذي أطلقه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من قصر بعبدا تظهر بعض حبات المطر الحكومية في سماء لبنان". واشار بري لصحيفة "النهار" انه يأمل من "بشائر هذه الغيوم الملبدة أن تمطر" لتأليف حكومة ينتظرها اللبنانيون.

واكّد بري في اطار الردّ على الانتقادات التي وجهتها له قوى "14 آذار" حيال تعامله مع أحداث أبيدجان، بأنه "عرفنا عن حق وجدارة كيف تعاملنا مع هذه القضية التي حمت حياة 80 ألف لبناني من أبناء الجالية نحرص على حياتهم وأعمالهم، وللذين يتاجرون بحياة مغتربينا نقول كفوا عن هذه السياسة والحسابات الضيقة". وذكر بري للصحيفة عينها، انه قام بكل واجباته حيال هذه الازمة في ساحل العاج لتوفير الحفاظ على حياة أبناء الجالية بالتعاون مع اركانه كافة ومن كل الطوائف. ودعا الذين لم تعجبهم طريقة تعامله مع ملف أبيدجان ان "اتركوا جناح لبنان المغترب بعيدا من الانقسام والتلاعب، ويكفيكم ما تفعلونه في الداخل". يذكر ان بري اتصل امس السبت برئيس ساحل العاج الحسن وتارا وسمع منه كلاماً طيباً عن الجالية اللبنانية والدور الاقتصادي الذي تضطلع به. كما اجرى اتصالاً بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد شكره فيه على ارسال طهران طائرات أقلت لبنانيين من أبيدجان الى بيروت. وابلغه ان واتارا افاده ان أجواء الهدوء عادت الى أبيدجان. وتناول بري ونجاد التطورات في المنطقة.

 

حزب الله": نصرالله شجع ميقاتي لدعم المحكمة الدولية وتمويلها إذا أراد

نهارنت/نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن دوائر القرار في "حزب الله" أن "الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله أطلّ في خطابه الاخير بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، لإعتقاده ان الحزب قدّم كل ما يمكن تقديمه من تسهيلات للرئيس المكلف لضمان تسريع ولادة الحكومة". واوضحت دوائر القرار ان "السيد حسن نصر الله لم يفرض شيئاً على ميقاتي بل ذهب الى حدّ تشجيعه على دعم المحكمة الدولية وحتى على تمويلها اذا أراد ذلك". واضافت ان السيد نصر الله "أعطاه الحرية لإختيار المقاعد الوزارية للحزب والتي يرتاح اليها او يستحي بها حتى وإن كانت وزير دولة، وتالياً فإن "حزب الله" اعتبر ان لا عقبات من جهته امام تشكيل الحكومة.

من جهة اخرى، نقلت الصحيفة عينها عن مصادر قريبة من "حزب الله" أن عدم تشكيل الحكومة رغم التسهيلات ترتبط بعدد من المسائل، اولها، الثروة الشخصية لميقاتي، "التي ربما يعتقد بأنها ستتأثر في حال اتُهم بتشكيل حكومة من لون واحد او حكومة ممسوكة من "حزب الله"، بحسب المزاعم الاميركية".

و"إذا قررت الادارة الاميركية اعتبار ميقاتي "PERSONA NON GRATAاي شخص غير مرغوب فيه، من الناحية الاقتصادية وقامت بمصادرة او بتجميد امواله ومؤسساته، فلن يكون مسروراً بطبيعة الحال، وهو الأمر الذي لن يجعله قطعاً متحمساً لتشكيل حكومة".

واضافت المصادر ان "ميقاتي لم ينس ما حدث للبنك اللبناني - الكندي، ويتوّجس مما قد يحدث للقطاع المصرفي والاقتصادي اذا قررت الولايات المتحدة اعتماد هذا الاسلوب لمحاصرة الحكومة العتيدة."

اما المسألة الثانية، بحسب المصادر، تعود الى ان "الفترة التي امضاها ميقاتي في مساعيه لتشكيل حكومة الاكثرية الجديدة قلصت من رصيده في الشارع السني وأعطت زخماً اضافياً لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وتالياً فإنه يعتقد ان رصيده سيكون عرضة لمزيد من التراجع اكثر فأكثر في شارعه اذا أقدم على تشكيل الحكومة".

والنقطة الثالثة تعود الى "الخوف من معاداة السعودية من خلال تشكيل حكومة اقل ما يقال عنها انها حكومة من لون واحد، حكومة "حزب الله"، وخصوصاً في لحظة يبلغ الصراع بين الرياض وطهران ذروته.

والسبب الرابع ارجعته المصادر الى "خشية ميقاتي من انعكاس الوضع الامني في سوريا على الوضع الامني في لبنان في ظل حكومة برئاسته، لا سيما مع سوء الانقشاع في كيفية التعاطي مع الواقع المستجد، والذي من شأنه ترك آثار سلبية على سمعة ميقاتي اذا قرر المضي في تشكيل الحكومة".

اما السبب الخامس فهو "الحيرة القائمة في التعاطي مع قضية خطف السياح الاستونيين السبعة، ومع البيانات المتلاحقة للدول الغربية بتحذير رعاياها من السفر الى لبنان او بحضّهم على الحيطة والحذر في تنقلاتهم على الاراضي اللبنانية. ومن المؤكد ان ميقاتي غير متحمس لترؤس حكومة من المحتمل ان تكون وجهاً لوجه مع قضية او قضايا رهائن اجانب في لبنان، على غرار ما كان عليه الوضع في الثمانينات".

سادساً: كيفية التعاطي مع المد الشيعي "المطرود" من الامارات والبحرين وابيدجان، ومع محاولات محاصرة "الرأسماليين" الشيعة حول العالم، الامر الذي من شأنه مضاعفة شعور هؤلاء بـ"المظلومية" مع تخطي عددهم في لبنان واقع التمثيل المنصوص عليه في الدستور والطائف.

ورات المصادر ان السبب ما قبل الاخير هو "مجابهة او التعامل مع علاقة اصبحت اليوم سيئة مع البحرين، ومع علاقات قد تصبح سلبية مع دول خليجية اخرى في المستقبل القريب اذا خرج الشعب يريد حقوقه هنا او هناك". وشدّدت المصادر على انه "اذا قرر ميقاتي الاخذ بجدية تلك الهواجس، ورأى ان انسحابه سيكون اهون الشرين، فهو يعلم تماماً انه سيركب مجازفة شبيهة بلعبة الروليت الروسية، والتي من غيرالمستبعد ان تقضي على مستقبله السياسي في بلاد تتماوج فوق رمال متحركة وعلى وقع صيحات شعوب المنطقة التي اهتزّت تحت وطأتها الأنظمة والدول".

 

جنبلاط يحاول وصل ما انقطع مع فريق "14 آذار" بعشاء مع السنيورة واتصال سعودي

نهارنت/ذكرت صحيفة "النهار" ان "مأدبة العشاء التي ضمت قبل أيام رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس "جبهة النضال الوطني"، النائب وليد جنبلاط عند صديق مشترك، جاءت تتمة لاتصال اجراه جنبلاط قبل اسابيع بالسنيورة للفت انتباهه الى مقال صحافي (مايكل يونغ في "الدايلي ستار") يتحدث عن أهمية الوحدة الوطنية لمواجهة خطورة التطورات في المنطقة". واضافت انه بعد المقال "جاءت الدعوة الى العشاء قبل نحو اربعة أيام والتي شارك فيها، الى السنيورة وجنبلاط، وزراء ونواب "جبهة النضال". كما "تخلل المأدبة عرض لكل تطورات المرحلة السياسية السابقة بما يؤشر الى ان جنبلاط اراد وصل ما انقطع مع الفريق السياسي الذي كان ينتمي اليه سابقا". من جهة اخرى، اشارت الصحيفة عينها الى ان جنبلاط اجرى اتصالا بمدير الديوان الملكي السعودي الشيخ محمد الطبيشي لنقل تعزية الى الملك عبد الله بن عبد العزيز بوفاة شقيقته، كما بعث للغاية نفسها برقية تعزية الى السفارة السعودية.

 

الدويلة تبنى على أراضي الدولة بقوة السلاح 

موقع 14 آذار/عندما أطلق العظيم وديع الصافي العنان لحنجرته يشدو بأغنيته "عمّر يا معلّم العمار وعلّي حارتنا" لم يخطر بباله ان "معلّم العمار" ربما سيبني له بيتا من "غرفة ودار" على الأملاك العامة، فالصافي، الوجه الحضاري للبنان، لا يمكن ان يقترن فنه بوجه من وجوه البطجة تفرضه هيمنة السلاح وسيادة الدويلة واتباعها السيسيين على أراضي الدولة.

مشكلة ورش البناء المخالفة في منطقتي الزهراني وصور بدأت قبل نحو شهر، بعد شكوى تقدم بها اهالي تجمع مهجري يارين وبعض بلدات الجنوب المهجرة، الذين اقاموا في منطقة البيساريةالزهراني منذ العام 1977، عن أن هناك مخالفات وورشا من دون تراخيص تشهدها معظم البلدات المحيطة بتغطية سياسية من قوة محلية نافذة.

هذا الواقع أضاء عليه عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش في حديث لموقع "المستقبل" الالكتروني، ووضع إثارة موضوع البناء المخالف على أراض مشاع للدولة في مناطق محسوبة على أطراف سياسية محددة في خانة استكمال مبدأ العصيان على الدولة وتخريب الواقع العمراني والتنظيمي اللبناني. وقال "أصبح واضحاً بأن الحزب الحاكم لا يعير أي أهمية للدولة اللبنانية، وقد أعلن الامين العام للحزب حسن نصر الله هذا الموقف في أكثر من مناسبة، إذ صرّح بأنه يدير مسالة أهم بكثير من لبنان وأضعاف حجمه".

أهالي المناطق الجنوبية اشتكوا ايضا من ان هناك محاضر تسطر من قبل مخفر عدلون بحق المخالفين من دون ان يتم وقفهم، وأكدوا ان القانون ينفذ حتى النهاية مع ورش مماثلة واقل بكثير من حيث العدد في منطقة تجمع يارين البيسارية حيث يوقف العمل بالقوة. هذا الأمر اثار غضب قاطني منطقة تجمع يارين في البيسارية، فأبدوا اعتراضات على ما وصفوه حينها بالكيل بمكيالين، مطالبين بانصافهم ومساواتهم بغيرهم أو مساواة غيرهم بهم، فاما يسمح للجميع بالبناء او لا يسمح لأحد.

عند سؤاله عن تقييمه لطريقة تعاطي بعض القوى الامنية في هذا الملف، قال علوش "القوى الامنية مكسورة من الناحية النفسية، فمن جهة هناك بعض العناصر التي ربما تكون مستفيدة أو متواطئة، وفي المقابل هناك عناصر تريد أن تطبق القانون، لكن ليس لديها غطاء أمني وسياسي كاف من قبل مرجعياتها"، موضحا ان هذا يترجم على الارض تفاوتا في الاداء.

عندما لم يستجب لمطلبهم، تطور اعتراض اهالي تجمع يارين ـ البيسارية الى تحركات ميدانية مع استمرارهم بعملية البناء أسوة بجيرانهم، لكن هذا الاعتراض تحوّل الى مواجهة مع القوى الأمنية التي كانت تحاول الدخول الى هذه المنطقة لوقف المخالفات، فنعها الاهالي من الدخول بينما سار العمل في ورش البناء على قدم وساق في معظم بلدات المنطقة.

تطور الموضوع في الاعلام ومحاولة اعلام حزب الله وحلفائه تصويره على أنه مخالفات تقوم بها فئة من اللبنانيين، جعلا الأمور تتخذ منحى آخر فأطلق الحزب الحاكم أيدي مناصريه في عشرات ورش البناء المخالفة التي بدأت تحت شعارات "ترميم" و"استكمال بناء مشيّد".

هذه التصرفات وما شابهها في غير منطقة فسّره علوش على أنه "محاولة من "حزب الله" لاعطاء مناصريه بعض الارباح والقيم المضافة، من خلال مخالفة القانون والتهرب من دفع الضرائب، وذلك كتعويض لما يسميه قطع الارزاق". أضاف: "هو (الحزب الحاكم) جزء من مشروع دولة ولاية الفقيه، ولا يؤمن بلبنان بل يعتبر أن الدولة الحقيقية هي التي يسيطر عليها الولي الفقيه، لذلك هذا التصرف إمعان مقصود ومبرمج لتخريب صورة الدولة حتى يتمكن الحزب الحاكم من تغيير الواقع".

خلال شهر فقط ارتفعت مئات ورش البناء على الأملاك العامة والمشاعات في منطقتي الزهراني وصور وتم تسطير اكثر من 600 محضر مخالفة من قبل مخافر الدرك في المنطقة، من دون حاجة للتذكير بأن من يقوم بمعظم ورش البناء المخالفة ويتعدى على الأملاك العامة محسوب على إحدى القوتين الرئيستين في الجنوب "أمل" او "حزب الله".

وأكثر من ذلك، فقد كشف حسين عيد (من بلدة البرج الشمالي) وهو احد اصحاب مجابل الباطون عن تعرضه وعدد من زملائه من اصحاب المجابل لضغوطات سياسية من بعض القوى المحلية لكي يقوموا بتوريد الباطون الى ورش بناء مخالفة. "طالما أن هناك سلاحاً غير شرعي يحمي من يخالف القانون بالقتل والتخريب، فمن الطبيعي أن يتمكن حزب الله من تغطية المخالفين في مختلف الامور من تهريب المخدرات، الى المخالفات على كل أنواعها، والبناء غير الشرعي ليس استثناءاً"، قال علوش الذي اضاف "أعلى المسؤولين في الدولة أصبحوا يتعاطون مع الشؤون الخاصة بـ"حزب الله" كأمر واقع لأن البديل هو العنف الذي يهدد الحزب الحاكم بممارسته ضد كل من يخالفه حتى في الرأي".

تروي مصادر مواكبة لتطورات هذا الملف جنوبا ان الرئيس نبيه بري طلب الى رؤساء بلديات الزهراني خلال اجتماع حضره النائب هاني قبيسي في المصيلح، غض النظر عن المخالفات والاستفادة من هذه الفترة في فتح اكبر عدد من ورش البناء لحين التوصل الى مخرج وبالتالي يكون "اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب". علوش راى ان محاربة هذا الموضوع وسواه من المخالفات تبدأ أولا من كف هيمنة السلاح على الحياة العامة في لبنان وقال "هذه (هيمنة السلاح) أحد أهم الاسباب التي دفعت بفريق "14 آذار" الى رفع الشعار الواضح "لا للسلاح غير الشرعي" لأنه لا يمكن بناء دولة أو إدارات ولا تنظيم مدني في ظل وجود هكذا سلاح".

 

جديد "الفبركات السورية".. حزب "البعث" يطالب بمحاكمة الجرّاح 

موقع 14 آذار/طالب أمين الهيئة العامة لحزب "البعث العربي الاشتراكي" في لبنان محمد شاكر القواس، مجلس النواب "برفع الحصانة عن النائب جمال الجراح تمهيداً لمحاكمته"، متمنياً على القضاء اللبناني "التحرك بسرعة والعمل على معالجة موضوع الإعترافات التي عرضها التلفزيون السوري". واعتبر القواس أن "الإفتراء على العلاقات اللبنانية السورية مصدره الفريق المتآمر على العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين وباقي الأدوات المرتهنة للمحور الأميركي الإسرائيلي وملحقاته الخليجية في مواجهة المشروع القومي الممانع والمقاوم للغطرسة الأميركية وللإحتلال الإسرائيلي حتى تحرير كل فلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة في الجولان وفي جنوب لبنان". وتقدم من الشعب السوري الشقيق بأحر التهاني لمناسبة عيد الجلاء، متمنياً لهم "دوام الأمن والإستقرار والمزيد من التقدم والإزدهار والسير على طريق الإصلاح بقيادة الرئيس بشار الأسد رافع راية الأمة وحافظ سوريا الحديثة".

 

القومي مروان فارس ناطقاً بإسم المخابرات السورية.. فارس: "المستقبل" والجراح يغذيّان المؤامرة بالمال والسلاح 

موقع 14 آذار/رأى عضو كتلة نواب "الحزب القومي السوري الاجتماعي" النائب مروان فارس أن "من يكون مع لبنان يجب ان يكون مع سوريا ومن يكون مع سوريا يجب ان يكون مع لبنان". وأوضح فارس خلال احتفال توزيع هدايا على الطلاب المتفوقين في مدارس القاع إحياء لذكرى مولد مؤسس الحزب السوري انطوان سعادة، أن "سوريا تتعرض لمؤامرة لانها وقفت وما زالت بجانب المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق"، متهماً تيار "المستقبل" والنائب جمال الجراح "بالضلوع بهذه المؤامرة وتغذيتها بالمال والسلاح، فهم غير قادرين على النيل من سوريا وفي مواجهة معنا ولن نتخلى عن الموقع الذي يصون لبنان وسوريا الأسد، وهذا التآمر لن يفيدهم. هم ينتهجون السياسة الاميركية مع العلم ان هذه السياسة سقطت".

وحيا "السيد حسن نصرالله قائد المقاومة"، وأعلن "وقوف الحزب القومي بجانب الذين ينادون بإسقاط النظام الطائفي"، وطالب "بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية"، ودعا الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى "الإسراع بتشكيل حكومة تكون قادرة على مواجهة التحديات".

 

عناوين الحوار بين بكركي وحزب الـله.. البطريرك مار بشارة بطرس الراع

طارق ترشيش/الجمهورية

من جديد سيعود التواصل بين البطريركية المارونية و"حزب الله"، ذلك على إثر إعلان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من الفاتيكان أنه سيطلب فور عودته الى لبنان إعادة تفعيل لجنة الحوار الخاصة بين بكركي وحزب الله، كاشفا عن انه طلب من وفد الحزب برئاسة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي زاره مهنئا في بكركي الشهر الماضي، استرجاع نشاط هذه اللجنة.

والى هذه الخطوة، دعا الراعي لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي الى استئناف عملها، في الوقت الذي سيستضيف في بكركي الثلثاء المقبل اجتماعا مسيحيا يَضمّ الرئيس امين الجميّل ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. على أن تستضيف بكركي في 12 ايار المقبل قمة روحية مسيحية - اسلامية.

هذه اللقاءات ـ المبادرات تعكس في جانب منها رغبة الراعي في البدء بترجمة شعار "الشركة والمحبة" الذي أطلقه لدى اعتلائه السدة البطريركية الشهر الماضي، وفي جانب آخر تعكس توجّهه، من موقعه البطريركي، للتعاطي مع القوى السياسية المؤثرة والمرجعيات الدينية اللبنانية، مستفيدا من واقع العلاقة التي كانت تقوم بينها وبين بكركي أيّام البطريرك السابق الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وشهدت ازدهارا في بعض الحقبات وتوترا أو انقطاعا في حقبات أخرى، نتيجة تأثّرها بسلبيات الواقع السياسي المأزوم.

اما في موضوع الحوار مع "حزب الله"، فإن الراعي سيستفيد من ماضي العلاقة بين البطريركية والحزب والتي انقطعت في السنوات الست الأخيرة تحديدا، بحيث توقفت اللجنة المشتركة عن اجتماعاتها الدورية، إثر صدور مواقف عن البطريرك صفير انتقدت الحزب في شدة، ولقيت ردودا عليها...

وكانت لجنة الحوار الخاصة بين بكركي وحزب الله تضم المطران سمير مظلوم وحارث شهاب عن البطريركية، وغالب ابو زينب ومحمود قماطي القياديين في الحزب.

وفي هذا الصدد، يقول ابو زينب "ان هذه اللجنة أدّت في السابق دورا أساسيا لدى البحث في القضايا الاساسية التي تشكل نقاطا تحتاج الى نقاش للوصول الى المشترك، أو لفهم كل فريق للآخر، أو لتنظيم الاختلاف. بل يمكن القول إن ما قامت به كان محاولة لفهم كل طرف للآخر، وتابعت بعض المسائل، ولكن التطورات التي تلاحقت منذ العامين 2004 و2005 أبطأت حركتها، ولكنها ظلّت تشكل همزة وصل بيننا وبين بكركي، وإن كانت المسافات في السياسة قد باعدت بيننا". ويضيف: "الآن ننظر الى المستقبل، فلدى البطريرك الراعي حِرص على علاقة لم تكن يوما مقطوعة، على رغم الأوضاع السياسية المتوترة. ونحن نشاركه هذا الحرص، علما بأنه كان هناك نوع من عدم التواصل مع البطريرك صفير في السنوات الاخيرة، بسبب مواقف سياسية حملت كثيرا مما لا يُحتمل، ودفعتنا الى اتخاذ مواقف بعدم التواصل مع بكركي في شكل طبيعي".

ويقول ابو زينب "اليوم، نحن نرى أن إمكانية التعاون مع البطريرك الراعي متاحة، انطلاقا من خلفية الاستعداد للنقاش بلا تحفظ، والتعاون بغية الوصول الى خلاصات اساسية، متسلحين بالعناصر الآتية:

- الانفتاح المطلق لدينا على البطريركية المارونية.

- الإرشاد الرسولي الذي اطلقه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وما تضمن من نصائح للمسيحيين خصوصا وللبنانيين عموما، تتعلق بمستقبل لبنان ودورهم فيه وعلاقتهم بمحيطه.

- موقف الفاتيكان ونظرته الى لبنان ودور المسيحيين فيه وفي الشرق، ودفعه في اتجاه تعزيز العلاقات بين المسيحيين والمسلمين انطلاقا من نظرة مشرقية عامّة".

ويشير ابو زينب الى أن البطريرك الراعي "يَتسلّح بهذه العناصر الثلاثة أيضا، وهو في ذهنيته وعقليته ومقاربته ووعيه للمصحلة الوطنية اللبنانية يُعوّل عليه كثيرا في بناء مستقبل افضل". ويلفت الى "أن أرضية العمل هي الانفتاح، متكئين على الارشاد الرسولي وموقف السفارة البابوية الذي يدفع في هذا الاتجاه، والنظرة المشرقية لدى الفاتيكان وعقلية البطريرك الراعي المنفتحة، وكل هذه عناصر من شأنها أن تؤمّن نجاح النقاش في ما بيننا، والذي سيتركز على ورقة عمل تتضمن الهموم المشتركة كما الهواجس، وإيجاد الحلول الممكنة للمشكلات، والنظرة الى المستقبل بروح التعاون لما فيه مصلحة لبنان بأطيافه كلها".

ويرى ابو زينب "ان مجرّد الوصول الى خلاصات إيجابية او فهم مشترك، يصبح أمر تتويج النتائج بصيغة لقاء بين البطريرك الراعي والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أو بغيرها، مسألة تقنية".

 

خطاب الأسد وجوهر الأزمة

النهار/علي حماده     

مع اشتعال الشارع في سوريا أسبوعاً بعد أسبوع، بدا واضحا أن المعالجات الامنية للنظام لن تكون قادرة على وقف المسار نحو الحرية وان القدرة الكبيرة على القتل ما عادت حلا. وفي "جمعة الاصرار" كان المشهد معبّرا لناحية انكسار جدار الخوف بشكل كامل، واستعداد المواطن الاعزل للنزول الى الشارع بصدره العاري ليواجه الرصاص الحي من اجل ان ينال حقوقه المشروعة بالحرية والكرامة. وبالامس كانت كلمة الرئيس بشار الاسد التوجيهية للحكومة الجديدة محاولة جديدة لوقف المسار الشعبي عبر تعديل حقيقي في النبرة والشكل، ولكنّ جوهر الازمة بقي نفسه ولم يقارب الاسد الابن، بحسب المعارضة، المواضيع الشائكة التي يواجهها الشعب. فالاشارة الى رفع قانون الطوارىء الاسبوع المقبل ما كانت كافية لطمأنة الناس الذين باتوا يدركون من خلال التجربة ان خروجهم من الشارع اليوم معناه المجازفة بوأد المطالب الفعلية. ومع ذلك يسجل للاسد انه تنبه الى ان تحدي الشعب بنبرة كتلك التي كانت في الخطاب الاول رهان خاسر لأنه يلهب الشارع، ويزيد الناس إصرارا على التحدي.

أيا يكن من أمر، فقد جانب الاسد الابن جملة قضايا جوهرية هي عماد الازمة وتمثل مطالب الشعب الحقيقية حسبما تعبر نخبهم المعارضة، واهمها الغاء حالة الطوارىء قبل القانون نفسه، واصلاح أجهزة المخابرات المسيطرة على الحياة العامة والخاصة في البلاد وحل كل التنظيمات شبه العسكرية الحزبية والامنية المنتشرة في البلاد، واطلاق الحريات بشكل كامل بما فيها الحريات الاعلامية، واطلاق معتقلي الرأي جميعا والكشف عن مصير المفقودين وأعدادهم بالآلاف، واعادة كل المعارضين المنفيين الى البلاد، والغاء المادة 8 من الدستور التي تنص على أن حزب البعث هو قائد الدولة والشعب، واطلاق حرية تشكيل الجمعيات الحقوقية والاحزاب، وحل مجلس الشعب والدعوة الى مؤتمر وطني عام ومن بعدها الى انتخابات عامة في مهلة معقولة، لكي يضطلع المجلس الجديد بصياغة دستور جديد للبلاد، وتشكيل لجان تحقيق مستقلة تماما عن الحكم للتحقيق بتهم الفساد الكبرى، واخيرا وليس آخرا محاسبة كل المتورطين في قتل مئات المواطنين وجرح الآلاف. هذه عيّنة من الاجراءات التي غابت عن خطاب الرئيس بشار الاسد، الذي استفاض في الحديث عن عمل الادارة، في حين ترى المعارضة أن المشكلة تكمن في طبيعة النظام نفسه على ما يهتف المتظاهرون في الشارع، نقيضاً لرواية المؤامرة الخارجية السخيفة.

في نهاية الامر، يصعب ان يُعيد خطاب الاسد "التوجيهي" بالامس الناس الى منازلهم، وكل الامل الاّ يفيق النظام يوما على حقيقة الازمة، وقد أغلقت النافذة تماما.

 

ماذا لو اعتذر ميقاتي؟

سمير منصور/النهار

ما هي الخيارات المتاحة أمام الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إذا استمر التعثر في تشكيل الحكومة نتيجة المطالب والشروط التعجيزية؟ وما هي خيارات الكتل النيابية المعنية بالمشاركة في الحكومة؟ بل ماذا لو قرر ميقاتي الاعتذار عن عدم الاستمرار في مهمته؟ في رأي مصادر مواكبة لاتصالات الرئيس المكلف عن قرب أن أمامه خيارات عدة:

الأول- الاستمرار بالاتصالات من خلال المهلة التي تفاهم عليها مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان قبل ثلاثة أيام، ولكن بالتأكيد ليس الى ما لانهاية.

الثاني- تشكيل حكومة أمر واقع تكون: إما حكومة تكنوقراط وفريق عمل متجانساً ويضمن من خلالها عدم استقالة الوزراء تحت أي ضغط، أو حكومة مختلطة بين تكنوقراط وسياسيين بالحجم الذي يحفظ التوازنات كما يراها، وفي هذه الحال سيكون أمام احتمال سعي بعض رؤساء الكتل التي لا تعجبها الحكومة، الى تحسين الشروط من خلال تعديل وزاري، أو سحب وزرائهم قبل ذهاب الحكومة الى مجلس النواب لنيل الثقة. وفي الحالتين تصبح الحكومة موجودة وتتحول حكومة تصريف أعمال. وأما الخيار الثالث المتاح أمام ميقاتي فهو قرار الاعتذار عن عدم الاستمرار في مهمته، وهذا "ليس وارداً في أجندة الرئيس ميقاتي" وفق هذه المصادر.

وأما من زاوية الكتل النيابية فيبدو المشهد على الشكل الآتي: لا مشكلة مع كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري ولا مع كتلة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط. وأما كتلة "حزب الله" فميالة الى التفاهم ولكنها "محشورة" بحليفها رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، بمعنى أن الحزب متمسك بميقاتي ولكنه لا يريد أن يخسر عون.

وثمة سؤال: هو هل "يحمل" "حزب الله" أو عون العودة الى استشارات جديدة وتكليف جديد لغير ميقاتي؟ وهل في الامكان إيجاد من يحظى بالغطاء أو الرضى المحلي والعربي والاقليمي والدولي الذي يحظى به؟ في رأي المصادر نفسها التي تطرح السؤال ان الأكثرية الجديدة عندما "اقترعت" لميقاتي إنما سمته كبديل من مرشح مواجهة ثم تسأل: هل تبقى الأكثرية أكثرية في حال اعتذار ميقاتي؟ فإلي تحالف ميقاتي – الصفدي – أحمد كرامي، هناك كتلة جنبلاط التي من غير المؤكد أنها تمشي بغير ميقاتي". وفي رأي هذه المصادر أن "السقف الذي وضعه ميقاتي لتشكيل الحكومة لن يستطيع أي رئيس مكلف تجاوزه. وفي كل الحالات، هي ليست رسالة من ميقاتي أو تلويحاً منه بالاعتذار، ولكنه يبقى احتمالاً وارداً إذا وصلت الامور الى طريق مسدود...

 

رمال "8 آذار" 

الياس الزغبي

لا، ليس مريحا هذا الانحدار الحرّ لفريق "8 آذار"، منذ انقلابه المأزوم قبل 3 أشهر.

قد يكون غافلا عن آفته المستعصية وحالته المتمادية في صعوبتها، أو لاهيا عن ادراك المتحوّلات اللبنانيّة والعربيّة، ومعتدًّا بذاته وسلاحه، وممتلئا بأوهامه وحساباته، فلم يعد قادرا على التمييز والتقويم والتصميم، وكأنّه ماض الى مصيره، بدون ارتداد ومراجعة، على غرار الأنظمة المتشبّثة بأبديّتها حتى الرمق الأخير.

لقد دخل هذا الفريق، بقيادة "حزبه الأوحد" مرشد الدولة والمجتمع، في شرنقته المتعدّدة الألياف: من ليف المحرّم الحكومي وصراع الأحجام والحصص بين أطرافه، الى ليف الجاليات في الخليج وأفريقيا التي تدفع ثمن النزق والرعونة في سياسة مرجعيّتها الحزبيّة، الى ليف الدفاع عن النظامين النموذجين في قمع شعوبهما الحرّة، من دمشق الى طهران.

لكنّ المشكلة الكبرى تكمن في الاندفاعة الضريرة التي بدأتها قيادة "8 آذار" ضدّ خصمها السياسي الداخلي، أي "14 آذار" وخصوصا تيّار "المستقبل" ورئيسه سعد الحريري، في صفقة اتّهامات جاهزة ومركّبة، تُنتجها مخابرات النظام السوري ويتلقّفها "حزب الله" بدون تبصّر أو تريّث، ويُمعن في نشرها وتعميمها واستخدامها، غير عابئ بمؤدّاها الخطير على الوضع اللبناني الأمني والسياسي والمذهبي.

رفض سابقا أيّ اتّهام سياسي لسوريّا أو له في جرائم الاغتيال، وهو اليوم يتبنّى أيّ تهمة سياسيّة مارقة وأيّ شائعة مفبركة، ولا يتردّد في استخدام ما يجوز وما لا يجوز.

هذا الاصرار على الغرق في الرمال المتحرّكة يجعل اللبنانيّين يخافون على "حزب الله" من نفسه أوّلا، وارتداد انزلاقه عليهم ثانيا. لاسيّما مع بدء الكلام عن امكان هروبه من مأزقه الى الأمام باحدى وسيلتين: اشعال الوضع الأمني الداخلي، أو اشعال المواجهة مع اسرائيل. والاحتمال الثاني أكثر ترجيحا بحسب العارفين في الحسابات الايرانيّة والاسرائيليّة وأولويّة انقاذ النظام السوري في الحسابات المشتركة.

لا أحد يستطيع معرفة أين تكمن مصلحة لبنان في هذا الالتصاق الكامل بين فريق لبناني ونظام مأزوم الى درجة السقوط، أو الى درجة تبديل سياسته وتحالفاته في الحدّ الأدنى، بما يعني انفكاكه عن صيانة "حزب الله" وحضانته.

ولا أحد يستطيع استطلاع المكاسب التي سيجنيها هذا الحزب وفريقه من أيّ صدام داخلي أو خارجي، من أيّ نزاع مذهبي أو حرب اقليميّة، الاّ اذا كان المقصود تقديم لبنان ذبيحة لآلهة النظام الأزلي.

والسؤال الأشدّ مضاضة هو: أيّ مكسب سيجنيه أصحاب العيون المغمضة والعقول المقفلة، من المسيحيّين الملتحقين، بدون أيّ نقاش أو سؤال، بركب "حزب الله" المندفع نزولا في رماله المتحرّكة، نحو المأزق الخانق والنهاية الصعبة.

هل ما زال هؤلاء يراهنون على انتصار السلاح على الحقّ هنا، وانتصار النظام على شعبه هناك، وانتصار الفقيه على العالم هنالك؟

وهل ما زالوا يبنون قصورهم على غنميّة المجموعة الشعبيّة المنكمشة والغارقة في رمالهم أيضا؟

حين تُصبح السياسة مزادا، والدوران على الذات عنادا، والايغال في الخطأ مكابرة، يُصبح السقوط هدفا والانتحار غاية.

ربما لم تبق هناك آذان تسمع وعيون ترى وعقول تعمل. وربّما يظنّون أنّ دعوتهم الى التعقّل ارشاد أو تعال أو تشفّ، لكنّ النصائح كانت بثمن وأصبحت هبة، والجالس في هدأة المتابعة الدقيقة والرؤية الصافية ليس كالمتخبّط في مركب يصارع الغرق. الأوّل يُعمل تفكيره والثاني قوّته. وشتّان ما بين العقل والعضل!

الفريق كلّه، مثل قائده، يتباهى بقوّة عضلاته وأجسامه القتاليّة، ويستهتر بسلميّة خصمه وحقوقه وارادته. وبعضه مذهول من أعداد هذا الخصم وكثافة أصواته في الانتخابات العامّة أو النقابيّة. 

وجميعهم فرانكو: فحين كان الدكتاتور الاسباني على سرير الموت قال له مرافقه انّ الشعب جاء لوداعه، فكانت كلمات الدكتاتور الأخيرة: لماذا يودّعني، الى أين يرحل شعبي؟!

يرحل القادة الصناديد ويبقى الشعب. عندنا في لبنان، عندهم في سوريّا، وعند آلهة ايران، وكلّ ممالك الزمان والمكان.

وهنيئا لمن يرعوي.