المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 16
نيسان/2011

رسالة بولس إلى تيطس الفصل 2/1-15/وصايا للمؤمنين

أما أنت فتكلم بما يوافق التعليم الصحيح. علم الكبار أن يتحلوا باليقظة والوقار والرصانة، وبسلامة الإيمان والمحبة والصبر. وعلم العجائز كذلك أن يتصرفن كما يليق بنساء يسلكن طريق القداسة، غير نمامات ولا مدمنات للخمر، هاديات للخير، يعلمن الشابات محبة أزواجهن وأولادهن، متعقلات عفيفات يُحسِنَّ العناية ببيوتهن، مطيعات لأزواجهن، لئلا يستهين أحد بكلام الله. وكذلك عظ الشبان ليكونوا متعقلين. وكن أنت نفسك قدوة لهم في العمل الصالح، ورزينا ومنزها في تعليمك. وليكن كلامك صحيحا لا يناله لوم، فيُخزى خصمك ولا يجد سوءا فينا وعلم العبيد أن يطيعوا أسيادهم وينالوا رضاهم في كل شيء، وأن لا يخالفوهم ولا يسرقوا منهم شيئا، بل يُظهروا لهم كل أمانة، فيعظمِِوا في كل شيء تعاليم الله مخلصنا. فنعمة الله، ينبوع الخلاص لجميع البشر، ظهرت لتعلمنا أن نمتنع عن الكفر وشهوات هذه الدنيا لنعيش بتعقل وصلاح وتقوى في العالم الحاضر، منتظرين اليوم المبارك الذي نرجوه، يوم ظهور مجد إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح الذي ضحى بنفسه لأجلنا حتى يفتدينا من كل شر ويطهرنا ويجعلنا شعبه الخاص الغيور على العمل الصالح. هكذا تكلم وعظ ووبخ بما لك من سلطان تام. ولا يستخف بك أحد.

 

اسرائيل: ايران تستغل الثورات العربية لتهريب الأسلحة الى "حزب الله" وسوريا

نهارنت/اشارت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الى أن "إيران سرّعت في الاشهر الاخيرة تهريب الاسلحة الى سوريا و"حزب الله" والمنظمات الفلسطينية، وذلك بعد استغلالها موجة الثورات القائمة في انحاء الشرق الاوسط". واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى ان ايران تقدم على هذه الخطوة في ظلّ انشغال الأسرة الدولية باستبدال أنظمة الحكم في المنطقة، وفي انشغال أجهزة الاستخبارات لدى الدول المختلفة خاصة في الدفاع عن الحكّام. وقدّرت الجهات الاستخبارية في الدول الغربية واسرائيل انه "لا يتم اكتشاف سوى جزء صغير فقط من عمليات التهريب الايرانية وذلك في الوقت الذي لا تحظى فيه النجاحات الايرانية في هذا المجال بتغطية إعلامية بطبيعة الحال لما يحصل من احداث، على ما ذكرت "هآرتس" الاسرائيلية.

واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى انه "تمّ خلال الشهرين الأخيرين التبليغ في وسائل الإعلام عن 7 حوادث على الأقل تتعلق بنظام عمليات التهريب الايرانية للاسلحة والتي يقودها أفراد الحرس الثوري الإيراني". واضافت ان "هناك مسارين لتهريب الاسلحة من إيران الى الشرق الأوسط: المسار الشمالي عبر تركيا الى سوريا ومن ثم الى "المنظمات الإرهابية" المختلفة". و"المسار الجنوبي عبر السودان ومصر الى سيناء وقطاع غزة". وذكرت مراجع سياسية مسؤولة ان "ايران محرضة ومثيرة للفتن في كافة أرجاء المنطقة بدءاً بافعانستان واليمن وانتهاء بمصر والمغرب". ورأت المراجع انه يجب على الادارة الأميركية الإدراك بأن جزءا من الجهود لتحقيق الاستقرار مجددا في الشرق الاوسط هو بتشديد التعامل مع طهران ليس بسبب برنامجها النووي فحسب بل فيما يتعلق ايضا بالاعمال الهدامة التي تقوم بها طهران وكذلك انتهاك حقوق الانسان في حلبتها الداخلية حيث تستمر موجة الاعتقالات الجماهيرية ويتعرض معارضو النظام لملاحقة واضطهاد. 

 

أركان النظام السوري يستبقون السقوط ويهربون للخارج 

دمشق - القناة : ذكرت مصادر عربية أن شخصيات عامة ومسؤولين سوريين بينهم ضباطً في الجيش وأجهزة الأمن والمخابرات بدأوا في نقل أولادهم وأمتعتهم وأموالهم إلى الخارج استباقاً للسقوط المتوقع لنظام بشار الأسد. وقالت المصادر إن الهاربين من السفينة الغارقة يتجهون إلى دولً عربية وأوربية وبعضهم يملك بالفعل أماكن للإقامة في هذه الدول، وبين الهاربين أيضاً شخصيات تمت بصلة قرابة لأسرة الأسد. وفهم من هذه المصادر أن هناك قناعة لدى المحيطين ببشار الأسد بأن رحلة الانحدار قد بدأت ولن يستطيع النظام أن يوقفها وخاصة أن توسع حركة الاحتجاجات تفوق طاقة القوى الأمنية في الوقت الذى يخشى فيه النظام من زج الجيش في التصدي للتظاهرات الشعبية خوفاً من تمرده وانشقاقه على أساس مذهبي.

 

احتجاجات في منطقة السويداء الدرزية

وكالات/قال شاهد عيان ان زهاء 300 شخص قاموا بمسيرة يوم الخميس مرددين "الحرية.. الحرية" في مدينة السويداء في منطقة الدروز في سوريا. واضاف الشاهد لرويترز أن قوات الامن وموالين للرئيس بشار الاسد استخدموا العصي في تفريق المحتجين. وكان هذا اول احتجاج يرد وقوعه في منطقة الدروز السورية منذ بدء المظاهرات المناهضة لحكم الاسد في مدينة درعا قبل قرابة شهر وامتدادها بعد ذلك الى مناطق اخرى. وهتف المحتجون "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" في اشارة الى عشرات القتلى الذين سقطوا على أيدي قوات الامن في درعا ومدن سورية أخرى. وتجمع المتظاهرون في ساحة سلطان باشا الاطرش الدرزي الذي قاد الثورة السورية الكبرى على الاحتلال الفرنسي في الفترة من 1925 الى 1927.

وتقع السويداء ودرعا وهي مدينة سنية في سهل حوران وهو منطقة زراعية الى الجنوب من دمشق

 

تظاهرة في وسط مدينة درعا جنوب سوريا

نهارنت/تظاهر نحو ثلاثة الاف شخص الجمعة في وسط مدينة درعا جنوب سوريا التي شهدت اعنف الاحتجاجات في البلاد منذ اندلاعها في 15 اذار، كما افاد ناشط حقوقي. واكد الناشط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان "بين 2500 وثلاثة آلاف شخص تظاهروا في ساحة السرايا في وسط المدينة وهم يرددون شعارات مناهضة للنظام" وذكر الناشط ان من بين الهتافات "الموت ولا المزلة". واشار الى ان هناك "المزيد من المتظاهرين الذين يتوافدون من القرى المجاورة للانضمام الى هذه المظاهرة" لافتا الى ان قوى الامن "لم تتدخل". وتأتي هذه التظاهرة غداة الاعلان عن تشكيل حكومة جديدة في سوريا والتي سيكون من مهامها تنفيذ برنامج الاصلاحات المعلن لتهدئة موجة التظاهرات غير المسبوقة.

كما اعلن ان الرئيس السوري بشار الاسد قرر الافراج عن جميع الموقوفين على خلفية الاحداث "ممن لم يرتكبوا اعمالا اجرامية بحق الوطن والمواطن".

 

هيومن رايتس ووتش تتهم اجهزة الامن السورية بتعذيب معتقلين

نهارنت/اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان اجهزة الامن والاستخبارات السورية بانها عذبت العديد من المتظاهرين من مئات تم توقيفهم منذ بداية حركة الاحتجاج قبل شهر. وقالت المنظمة في بيان نشر الخميس ان محامين وناشطين في الدفاع عن حقوق الانسان وصحافيين دعموا او شاركوا في التظاهرات ضد النظام، تم توقيفهم. واوضحت المنظمة ان اتهاماتها تستند الى شهادات 19 شخصا اوقفتهم المخابرات في دمشق ودرعا ودوما والتل وحمص وبانياس. وبين الموقوفين امراتان وثلاثة فتية. وقالت المنظمة انها شاهدت فيديو يصور مساجين افرج عنهم في درعا "يحملون آثار تعذيب على اجسادهم". واضافت ان "كافة المعتقلين باستثناء اثنين، خلال التظاهرات اكدوا لمنظمة هيومن رايتس ووتش انه تم ضربهم اثناء توقيفهم وخلال فترة اعتقالهم وانهم شاهدوا عشرات المعتقلين يضربون او سمعوا صراخ اشخاص يضربون".  وقال المعتقلون انه تم تعذيبهم "باجهزة صدم كهربائي وكابلات وسياط". واحتجز المعتقلون في زنازين مكتظة وتم حرمانهم من النوم والغذاء والماء. وقال جوي ستورك مسؤول قسم الشرق الاوسط في المنظمة انه "على الرئيس بشار الاسد ضبط اجهزة الامن ومطالبتها بان تقدم تقارير عن الاعتقالات العشوائية وعمليات التعذيب". وقرر الاسد الافراج عن الاشخاص الذين اعتقلوا منذ 15 آذار باستثناء من ارتكبوا "اعمالا اجرامية"، بحسب ما اعلن الخميس التلفزيون السوري. وقالت منظمة العفو الدولية الخميس ان مئتي شخص على الاقل قتلوا منذ بداية حركة الاحتجاج اغلبهم بايدي قوات الامن او شرطيين بزي مدني.

 

"السياسة الكويتية": دمشق تطلب ضبط الإعلام اللبناني وتهدد بإجراءات "مؤلمة"

المركزية- نقلت صحيفة "السياسة الكويتية" عن زوار دمشق أن الاخيرة تعتبر الاعلام في لبنان فالتاً من أي ضوابط ويمارس نمطاً من التدخل المدبر والمخطط له في الوضع السوري الداخلي وفي "التحريض على الفتنة والتخريب" داخل سوريا. وأعلنت الصحيفة نقلا عن الزوار "ان الجهات السورية سمت مؤسسات إعلامية لبنانية تلفزيونية وإذاعية وصحفا ومواقع الكترونية تحولت إلى منابر لدعوة السوريين إلى المشاركة في التظاهرات التي يدبرها "الاخوان المسلمون" وجماعة رئبال الأسد وعبد الحليم خدام، ولبث الشائعات والمعلومات المفبركة بهدف إثارة الشارع السوري ضد السلطة"، لافتة الى أن معظم هذه المؤسسات الإعلامية، مملوكة أو ممولة من قيادات في "14 آذار". ولفتت إلى أن ما يجري في الإعلام اللبناني هو تكرار لمؤامرة فبركة "شهود الزور" في اتهام سوريا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ومن هنا كان ينبغي تحذير القوى المتورطة في ذلك من مغبة الاستمرار في سلوكها، من خلال إخراج اتهام لنواب "المستقبل"، كإنذار أخير للحريري وللسلطات اللبنانية قبل اتخاذ إجراءات من الجانب السوري، سيكون لها الوقع المؤلم على لبنان".

 

أوساط أمنية تنفي المزاعم الجديدة لدمشق: ما تم ضبطه على الحدود 5 بنادق صيد

 يقال نت/اثارت مزاعم جديدة عن تهريب اسلحة من لبنان الى سوريا أمس مزيدا من الشكوك في خلفيات هذه الحملة، خصوصا ان أي تقارير رسمية لم تؤكدها. وكانت وكالة "رويترز" افادت ان شرطة الحدود اللبنانية اعتقلت شخصين كانا يحاولان قيادة سيارتين محملتين بالاسلحة الى سوريا في منطقة الحدود عند وادي البقاع الشرقي. لكن معلومات لاحقة لـ"المؤسسة اللبنانية للارسال" افادت ان اشخاصا من آل ناصر الدين يعملون لمصلحة حرس الحدود السوري ضبطوا اشخاصا كانوا يحاولون ادخال خمس بنادق صيد الى سوريا وسلموا ثلاثة منهم الى المخابرات اللبنانية. ونفى مصدر بارز في قوى الامن الداخلي لصحيفة "النهار" علمه بأي مصادرة لاسلحة حصلت الخميس، كما نفى ان يكون أي جهاز امني آخر قد ضبط أي عملية تهريب مماثلة.

 

مصدر قضائي عن الاتهامات السورية للجراح: الدعاوى لا تقام على اعترافات تلفزيونية غير مثبتة

 يقال نت/أفاد مصدر قضائي ان القضاء اللبناني لا يمكن ان يتحرك في موضوع الاتهامات السورية للنائب جمال الجراح إلّا من خلال ملف، وقال ل "اللواء" انه يجب انتظار الخطوة السورية ليبنى على الشيء مقتضاه، مؤكداً انه لا يمكن لأي دعوى ان تقام على اعترافات تلفزيونية غير مثبتة بقرائن، اضافة الى ان المتهم المعني بهذه القضية هو أساساً نائب، وبالتالي فيجب انتظار ما سيقوله مجلس النواب في حال وجهت اليه مذكرة قضائية في هذا الموضوع، وعما اذا كان سيوافق على رفع الحصانة النيابية عن النائب المعني لمحاكمته.

المصدر الذي توقع ألا يتجاوب مجلس النواب مع المطلب السوري، حذر من امكانية ان يدخل هذا الامر البلد في ازمة قضائية مع جارته، عدا عن تأزم العلاقة السياسية بينهما

 

ريفي ينفي مصادرة سيارتين محملتين بالاسلحة تعبران الى سوريا

نهارنت/نفى المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي في حديث صحافي أن تكون قوى الامن الداخلي ضبطت أي اسلحة تهرب من لبنان الى سوريا، كما أنه نفى علم قوى الامن الداخلي أن اي جهاز امني اخر عثر على اسلحة مهربة الى سوريا. وكانت معلومات صحافية قد أفادت في وقت سابق ان شرطة الحدود اعتقلت مساء يوم الاربعاء سورياً ولبنانياً كانا يحاولان العبور بسيارتين محملتين بالاسلحة الى سوريا في منطقة الحدود عند وادي البقاع الشرقي، وتحمل السيارتان بنادق كلاشينكوف وأسلحة نصف آلية وبعض القنابل.

ونفى مصدر بارز في قوى الامن الداخلي لصحيفة "النهار" علمه بأي مصادرة لاسلحة حصلت امس الخميس، كما نفى ان يكون أي جهاز امني آخر قد ضبط أي عملية تهريب مماثلة.

وافادت معلومات لاحقة لـ"المؤسسة اللبنانية للارسال" ان اشخاصا من آل ناصر الدين يعملون لمصلحة حرس الحدود السوري ضبطوا اشخاصا كانوا يحاولون ادخال خمس بنادق صيد الى سوريا وسلموا ثلاثة منهم الى المخابرات اللبنانية. وفي هذا الوقت، شهدت المعابر الحدودية الشمالية، ولاسيما معبر العبودية، زحمة شاحنات بسبب تشديد التدابير الأمنية من جانب "الأمانة السورية" التي لجأت الى تفريغ الشاحنات من حمولتها ثم إعادتها، في إطار التشدد في التفتيش. واكد مصدر أمني لبناني لوكالة الصحافة الفرنسية ان مئات الشاحنات الاتية من لبنان متوقفة منذ الاربعاء على الحدود الشمالية مع سوريا بسبب "تشديد" اجراءات التفتيش الامنية على الجانب السوري، مشيرا الى ان "ما بين 400 الى 500 شاحنة، يحمل القسم الاكبر منها لوحات تسجيل سورية واردنية، تنتظر منذ الصباح، ويستغرق تفتيش كل شاحنة حوالى الساعة، ما يؤخر مرورها. واضاف ان عمليات التفتيش هذه مستمرة منذ ثلاثة ايام على معبر العبودية، المؤدي الى مدينة حمص.

 

شمعون لـ"السياسة": الفبركات السورية تعودنا عليها ولم تعد تنطلي على أحد

بيروت - "السياسة":أكد رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون, أن من حق البطريرك الماروني بشارة الراعي أن يجرب حظه في إعادة الحوار مع "حزب الله". وقال ل¯"السياسة": "لا أريد أن أستبق الأمور وأتمنى له كل الخير بالرغم من معرفتي المسبقة بنتيجة هذه الاتصالات, لأنني أشك بإمكانية التوصل إلى اتفاق حول موضوع السلاح, طالما أن الحزب يعتبر نفسه جزءاً لا يتجزأ من الحرس الثوري الإيراني, ما يعني أن حزب الله يتلقى أوامره من إيران وليس من الدولة اللبنانية". وعن الاتهامات السورية الموجهة للنائب جمال الجراح بتشكيل خلية للعبث بالأمن الداخلي السوري, قال شمعون: "إننا في لبنان تعودنا على هذه الاتهامات والفبركات السورية التي لا أساس لها من الصحة, لأنه كلما انحشر جماعة النظام السوري ومخابراته بشيء, أطلوا علينا ب¯"هسام هسام" آخر وقاموا بتلقينه أخباراً لا صحة لها بهدف التأثير على الرأي العام داخل سورية لإيهامه بأن ما يجري يتم بفعل جهات خارجية". وأضاف "هذه الأمور لم تعد تنطلي على أحد وكان أفضل لهم لو أنهم درسوا مطالب الشعب السوري وقاموا بتنفيذها بدل التلهي بهذه القشور, لأنه من غير المنطقي والمعقول أن تقوم جهة لبنانية من أي فئة كانت بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى, سواء كانت سورية أو غيرها".

السفير السوري دعا السلطات إلى التحرك بسرعة 

دمشق تطلب من المسؤولين اللبنانيين ضبط الإعلام وتهدد بإجراءات "مؤلمة"

 بيروت - "السياسة": نقل زوار دمشق عن المسؤولين السوريين استياءهم الشديد من السلوك اللبناني عموماً تجاه الأحداث الجارية في المدن السورية, واعتقادهم أن البعض في لبنان يشارك في "المؤامرة" ضد النظام السوري, وأن القلة من اللبنانيين تدعم هذا النظام, في حين يتفرج الكثيرون, وأبرزهم المسؤولون الرسميون, ولا يقومون بأي عمل لمنع التآمر على سورية. هذه اللامبالاة الرسمية اللبنانية تجاه امن سورية كانت السبب الأول لإخراج التلفزيون السوري لفيلم اعترافات عدد من الأفراد السوريين يتهمون النائب جمال الجراح بتزويدهم بالسلاح والمال, في محاولة لحشر المسؤولين اللبنانيين كي لا يكتفوا بتصريحات رفع العتب ولكي يتخذوا الإجراءات والتدابير التي يوجبها حجم التداخل الجغرافي والأمني والسكاني بين البلدين, بالإضافة إلى احترام الالتزامات القانونية والإدارية والعملية التي ترتبها الاتفاقات الثنائية المعقودة, حسبما يقول المسؤولون السوريون.

وأبرز الاعتراضات السورية على الأداء اللبناني, وفقاً لمعلومات "السياسة" تتوجه للإعلام الذي تعتبره دمشق فالتاً من أي ضوابط ويمارس نمطاً من التدخل المدبر والمخطط له في الوضع السوري الداخلي وفي "التحريض على الفتنة والتخريب" داخل سورية.

وتسمي الجهات السورية مؤسسات إعلامية لبنانية تلفزيونية وإذاعية وصحفا ومواقع الكترونية تحولت إلى منابر لدعوة السوريين إلى المشاركة في التظاهرات التي يدبرها "الاخوان المسلمون" وجماعة رئبال الأسد وعبد الحليم خدام, ولبث الشائعات والمعلومات المفبركة بهدف إثارة الشارع السوري ضد السلطة, حسب تعبير المصادر السورية.

وقد تبين أن معظم هذه المؤسسات الإعلامية, والكلام دائماً للمصادر السورية, مملوكة أو ممولة من قيادات في "14 آذار", وتذهب هذه المصادر إلى حد اتهام إعلام الرئيس سعد الحريري بإقامة غرف عمليات سياسية وإعلامية على الأرض اللبنانية تساهم في إدارة الأنشطة الإعلامية والميدانية داخل سورية انطلاقاً من لبنان.

وذكرت المصادر السورية بأن اتفاق الطائف نص على عدم جعل لبنان مقراً أو ممراً لاستهداف سورية, وهو ما يوجب على كبار المسؤولين اللبنانيين والقضاء والأجهزة الأمنية ووزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام, اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يخرق هذه القاعدة.

ولفتت إلى أن ما يجري في الإعلام اللبناني هو تكرار لمؤامرة فبركة "شهود الزور" في اتهام سورية باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ومن هنا كان ينبغي تحذير القوى المتورطة في ذلك من مغبة الاستمرار بسلوكها, من خلال إخراج اتهام لنواب "المستقبل", كإنذار أخير للحريري وللسلطات اللبنانية قبل اتخاذ إجراءات من الجانب السوري, سيكون لها الوقع المؤلم على لبنان.في سياق متصل, دعا السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي, أمس, السلطات اللبنانية الى التحرك بسرعة بعد الاتهامات التي وجهت الى النائب جمال الجراح بتمويل وتسليح "مجموعة ارهابية" خلال حركة الاحتجاج التي تشهدها سورية.

وقال السفير لموقع "الانتقاد" الالكتروني "لا حاجة لتواصل جديد من قبل السلطات السورية مع القضاء اللبناني لأن ما جرى عرضه كاف لتحرك الجهات اللبنانية المسؤولة بشكل تلقائي", مضيفاً ان "الاعترافات التي عرضها التلفزيون السوري هي المقدمة وليست كل شيء, وهناك شيء حصل والتدخلات بالشأن السوري كانت واضحة في لبنان وعرضتها وسائل الاعلام ومحطات التلفزة المحلية". وشدد على اهمية "تفادي حلقات اخرى من العبث تنعكس سلبا على الأمن والاستقرار في البلدين, وخصوصا ان العلاقات متداخلة ولا تسمح بالعبث بأمن الشعبين". واعتبر ان "ما حدث من تدخلات وتورط من قبل بعض الاطراف اللبنانية بالاحداث التي جرت في سورية والاعترافات التي عرضت أمر بالغ الخطورة ومناقض لاتفاق الطائف والعلاقات المميزة بين لبنان وسورية".

 

السفير السوري يطلب تحرك القضاء اللبناني ضد «المستقبل»

بيروت – «الحياة»/أقر رئيس الحكومة المكلّف اللبنانية نجيب ميقاتي بأن إنجاز التشكيلة سيتأخر، بإعلانه أمس بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه قرر مع الأخير «أن نعطي مهلة إضافية كي تكون الحكومة وفق ما يتمنى كل لبناني». وإذ عكس ميقاتي بموقفه هذا تزايد التعقيدات على الصعيد الحكومي بينه وبين قوى الأكثرية الجديدة، فإن إعلانه عن مهلة إضافية، باسمه وباسم الرئيس سليمان، كان مؤشراً الى وحدة موقفهما من مطالب حلفائه الجدد، إذ قال: «من حق رؤساء الكتل المطالبة بأحجام معينة، لكن من حق فخامة الرئيس ومن حقي أن نستعمل حقنا الدستوري بأن تكون الحكومة جامعة تمثل مختلف أطياف الشعب اللبناني».

وقال ميقاتي إنه كان يتمنى إعلان الحكومة أمس، «لكن الهدف من الحكومة أن تحل المشاكل لا أن تكون مشكلة إضافية». وفي هذا الوقت لاحت بوادر أزمة بين لبنان وسورية، نتيجة الاتهامات التي صدرت على التلفزيون السوري من أحد الموقوفين المشاركين في الاحتجاجات في سورية، وذكر أنه تلقى دعماً مالياً من النائب في «تيار المستقبل» عن منطقة البقاع الغربي جمال الجراح الذي نفى هذه الاتهامات، معتبراً أنها ملفقة وكذلك كتلة «المستقبل» النيابية. ورغم هذا النفي تبنى السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي هذه الاتهامات، معتبراً أنها «تتطلب تحركاً من السلطات اللبنانية، ومسؤولية القضاء اللبناني تحتمها الاتفاقات بين البلدين وما عرض من اعترافات ليس بحاجة الى طلب سوري آخر... لتفادي حلقات أخرى من العبث وهو ما ينعكس سلباً على الأمن والاستقرار في البلدين».

وإذ دخلت كتلة نواب «حزب الله» على الخط فاعتبرت أن نفي «المستقبل» غير مقنع، فإن الجراح اعتبر مجدداً أن الاتهامات الموجهة إليه «تركيبات سخيفة وعمل استخباراتي».

وقال مصدر أمني إنه تم ضبط سيارتين بين منطقتي القصر والهرمل في البقاع الشمالي تحاولان تهريب 4 بنادق من نوع «بومب أكشن» مع ذخيرتها الى الأراضي السورية. وتضاربت الأنباء عن عدد الموقوفين في القضية فيما لم يصدر أي توضح من أي جهة رسمية. وفي حين ذكرت مصادر أمنية أن الجيش أوقف شخصين، نفى مصدر في قوى الأمن الداخلي أن يكون أوقف أحداً في القضية. وتزامنت هذه الأجواء مع ظهور أزمة عبور شاحنات عند معبر الحدود الشمالية اللبنانية - السورية في العبودية، نتيجة إجراءات التدقيق والتفتيش منذ 3 أيام، وامتدت أرتال الشاحنات مسافة طويلة وتردد أن عددها ناهز الـ400. من جهة ثانية، أجرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) والقوات المسلحة اللبنانية أمس تدريباً مشتركاً بالذخيرة الحية، شاركت فيه قوة الاحتياط التابعة للقائد العام ووحدات مدفعية ومشاة تابعة للجيش اللبناني. وجرى التدريب تحت اسم «رعد نبتون» ويهدف الى تحسين مهارات المجموعات القتالية وخبراتها بغية الحفاظ على الكفاءة والمعرفة المتبادلة. أطلقت المجموعة القتالية قذائف مدفعية عدة ورشقات من مدافع رشاشة على أهداف تقع قبالة الساحل. ووضعت الأهداف في عرض البحر.

 

مسلسل زحمة الشاحنات يتكرر انفراج اذا انحسر التفتيش من الجانب السوري... القسيس رجح الانتقام من اللبنانيين 

موقع 14 آذار/  تتواصل معاناة سائقي الشاحنات التي تقف طوابير عند نقطة العبودية - الدبوسية على الحدود اللبنانية الشمالية مع سوريا بعد تشديد الإجراءات الأمنية والرقابة على كل ما يدخل إلى الأراضي السورية، في ضوء الأحداث الجارية هناك. وبعد بث اعترافات لمتورطين اتهموا جهات لبنانية بإدخال السلاح دعما للثوار. وفرضت السلطات السورية إجراءات مشددة على حدودها الشمالية مع لبنان عند معبر العبودية، فانتظرت أرتال الشاحنات عبورها بالـ"قطارة" إلى الأراضي السورية على رغم أن معظمها يحمل لوحات تسجيل سورية وأردنية، في وقت أفيد بأن التفتيش يستغرق ساعة واحدة لكل منها. يُذكر أن عدد الشاحنات التي تعبر يومياً لا يتجاوز الـ120، في حين أن عدد الشاحنات المتوقفة عند هذه النقطة يفوق 400 شاحنة محمّلة بأنواع مختلفة من البضائع والتي تنتظر دورها للعبور. بوادر حلحلة: وفي هذا السياق، أفادت معلومات لـ"المركزية" بوجود بوادر حلحلة جزئية حتى ساعات بعد الظهر، متوقعة مزيداً من الإنفراج في حال خفت وتيرة التفتيش كما هو حاصل.

القسيس:

نقيب أصحاب الشاحنات العمومية شفيق القسيس أوضح في اتصال مع "المركزية" أن الشاحنات المتوقفة على الحدود الشمالية مع سوريا، تحمل في غالبيتها لوحات الدول المجاورة وقليل منها لبنانية، وعزا هذه الزحمة إلى التدقيق في تفتيش حمولة الشاحنات من جانب السلطات السورية. وإذ أسف "لهذه التدابير الأمنية"، غمز من قناة العامل السياسي الذي يقف وراء هذه الإجراءات، مرجحاً أن تكون "انتقاماً من اللبنانيين". وتمنى القسيس لو تتم معاملة الشاحنات بغير هذه الطريقة، وقال: لا يمكننا من الجانب اللبناني معاملة الشاحنات الداخلة إلى الحدود اللبنانية بالمثل، لأن ذلك مغاير تماماً لمبدأنا. فلبنان بلد مسالم يحترم الإتفاقات الموقعة مع الدول المجاورة من دون أي ضغط وبعيداً من السياسة، لأنه كما هو معروف من المفترض تسهيل عمل قطاع النقل وليس عرقلته، إذ عندما تتوقف الشاحنة ليوم أو اثنين عند الحدود اللبنانية - السورية، ترتفع أسعار كل المواد بسبب ذلك، كون صاحب الشاحنة يكون قد مُني بخسارة لا تقل عن 150 دولاراً كحدّ أدنى، في اليوم الواحد. وتوقع القسيس أن يكون وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي قد أجرى اتصالاته في هذا الشأن مع الجانب السوري، "لحل المسألة وتجنّب تكرارها". 

 

مثقفون لبنانيون وعرب: النظام السوري لم يتعلم من تجارب الأنظمة التي سبقته 

موقع 14 آذار/أعلن عددٌ من المثقفين والكتاب والصحافيين والفنانين والناشطين السوريين واللبنانيين والعرب في بيان وقّعوه أنه "لا يمكن المضيّ في الصمت عن الطريقة الوحشية التي تخالف كل شرائع حقوق الإنسان، والتي تتعامل بها السلطات الديكتاتورية في سوريا مع الحركة السلمية والمدنية المعبّرة عن توق السوريين إلى حياة حرة كريمة"، لافتين إلى أن "أعمال القتل والترهيب والاعتقال العشوائي المصحوبة بإفراط في الدعاية الكاذبة والمفبركة التي تحتقر العقل، كلّ عقل، إنّما تبرهن أن النظام السوري لم يتعلم شيئاً من تجارب الأنظمة التي سبقته إلى التهاوي". وأضاف البيان: "لقد اختار النظام المذكور "الحل القذّافي" لتجاوز مأزقه، من دون أن يتنبّه إلى أن الحل المذكور لا يحلُّ شيئاً، بل يعمّق مأزقه ذاته، ويقضي على ما تبقّى من شرعيته الهزيلة أصلاً، فيما يزيد عذابات الشعب السوري ومراراته، ويعرّض خيرة أبناء سوريا لقسوة ظالمة لا يستحقونها ولا يستحقها أيٌ كان". وأشار البيان إلى أن "هذه الطريق التي يسلكها النظام السوري، بما فيها من تجريم الحركة الشعبية وتخوينها بلغة تآمرية مبتذلة وممجوجة، لا تفعل سوى إضعاف سوريا التي يزعم النظام أنّه يدافع عن مناعتها وقوّتها"، وأضاف البيان: "لن يكون ممكناً، في آخر المطاف، الوقوف في وجه شعب أثبت المرّة بعد المرّة، أنّه مصرّ على التضحية للوصول إلى الحرية والكرامة، شأنه في ذلك شأن الشعوب الحرّة والكريمة كافّة، كما لن يكون إلاّ عبثاً توهّم إبطاء المستقبل الذي تتّجه نحوه بلدان الأرض قاطبة بقوّة الماضي". وختم البيان بالقول: "سوريّا حرّة وديمقراطيّة مكسب للسوريّين ومكسب للبنانيّين أيضاً، فضلاً عن كونها مكسباً للحريّة والديمقراطيّة في كلّ أنحاء المعمورة".

 

ريديريك هوف نائب المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل في بيروت بزيارة خاطفة: الامم المتحدة تنتظر اسرائيل لترسيم خط بحري

نهارنت/زار وفد اميركي بيروت أمس الخميس، برئاسة فريديريك هوف نائب المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل".

واحيطت الزيارة بالكتمان ولم تشمل لقاءاته خلالها اي مسؤول سياسي، بحسب ما افادت صحيفة "النهار". واضافتالصحيفة عينها ان هوف "عقد لقاء مع وفد من قيادة الجيش تناول قضايا تتعلق بالحدود البحرية بين لبنان واسرائيل والوضع الامني في الجنوب عموماً"، مشيرة الى انه "جرى التركيز في اللقاء على الخط البحري بين لبنان واسرائيل في موضوع التنقيب عن النفط وترسيم هذا الخط". وذكرت ان هوف "طرح اسئلة تفصيلية عن الدراسة التي اعدها لبنان في هذا الموضوع وارسلها الى الامم المتحدة والتي كانت اعدتها قيادة الجيش ووزارة الخارجية". وأفادت صحيفة "السفير" ان "الامم المتحدة ابلغت لبنان، بعدما تسلمت تصوره للخط البحري، انها تنتظر ان يسلمها الجانب الاسرائيلي تصوره ايضا، لتباشر بعد ذلك في محاولة التقريب بين رؤيتي الطرفين، وصولا الى ترسيم خط بحري، متوافق عليه". ونقلت الصحيفة عينها معلومات تفيد ان "الجهات المعنية في الامم المتحدة أثنت على الدراسة اللبنانية الموضوعة، لجهة مهنيتها وعلميتها، مع الاشارة الى ان الخط البحري المقترح ينطلق من إحدى النقاط عند الناقورة، استنادا الى اتفاقية الهدنة عام 1949، وينتهي عند نقطة تقاطع بين لبنان وقبرص وفلسطين المحتلة". واوضحت "السفير" ان "ما ساعد على تحريك هذا الملف هو إلحاح الوفد العسكري اللبناني برئاسة اللواء عبد الرحمن شحيتلي على إثارته خلال الاجتماعات الثلاثية الاخيرة في الناقورة، ما أفضى الى تجاوب الامم المتحدة، وظهور ليونة في موقف الجانب الاسرائيلي الذي كان يرفض مبدأ ترسيم خط بحري بين لبنان وفلسطين المحتلة، ولكنه وافق مؤخرا على ان يقدم الى الامم المتحدة مقاربته لهذا الخط، علما ان الجانب اللبناني كان يصر خلال كل المباحثات على عدم الكلام عن حدود بحرية، وحصر البحث في نطاق الخط البحري، كون لبنان لا يعترف باسرائيل".

 

ظاهرة البناء على الأملاك العامة تتمدد جنوباً

إصابة ضابط و3 عناصر قوى أمن برشقهم بالحجارة

مصدر أمني: خطة قمع إعتباراً من الأحد

المركزية ـ تمضي ظاهرة البناء على المشاعات والأملاك العامة، خارج إطار السيطرة حتى الأمنية منها، متمددة في إتجاه الإعتداء على القوى الأمنية التي حاولت ردع المخالفين، حيث علمت "المركزية" ان دورية لقوى الأمن الداخلي كانت تحاول وقف العمل في ورشة بناء على المشاع في الصرفند، تعرضت من قبل العمال في الورشة الى الرشق بالحجارة ما أدى الى إصابة ضابا برتبة رائد هو عمران شبو ودركيين أخرين فعادت أدراجها من دون ان تتمكن من وقف العمل في الورشة.

وفي النجارية أقدم مواطنون على رشق دروية لقوى الأمن الداخلي كانت تنفذ عملية قمع مخالفة بناء على المشاعات والاملاك العامة في البلدة، ما أدى الى إصابة رئيس مخفر زفتا المؤهل أول نزار مسلماني بحجر في ظهره. إلا ان ذلك لم يردع القوى الأمنية من تنفيذ مهامها، فأوقفت الجرافة التي كانت تسوي الأرض تمهيدا لاقامة بناء مخالف عليها لآل شهاب.

وأشار مصدر أمني الى ان ورش البناء المخالفة فاقت 5000 ورشة في الجنوب أبرزها في بلدة النجارية وكوثرية الرز والخرايب والزرارية ومحيط القاسمية، كاشفا عن ان القوى الأمنية ستبدأ إعتبارا من الأحد المقبل تنفيذ خطة قمع جديدة. ولعل الاخطر من الظاهرة في حدّ ذاتها هو انها اتخذت منحى طائفياً وسياسياً، بعدما إتهم النائب نواف الموسوي حزبا خرج من الحكم أخيرا (حزب المستقبل) بتصميم الفوضى العمرانية البناءة في الجنوب.

وفي هذا الإطار، لفتت مصادر في حركة "امل" وحزب الله لـ"المركزية" الى ان عمليات البناء على الأملاك العامة والمشاعات بدأت في يارين الجديدة في الزهراني بعدما سمحت القوى الأمنية لأهلها بزيادة طوابق بعض المنازل على ان تنتهي الأعمال فيها خلال مدة 3 أيام بعد تدخل النائب بهية الحريري لدى قائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي، مشيرة الى انه بعد ذلك كّرت السبحة من القرى والبلدت المحيطة التي تساءلت لماذا لا يحق البناء على المشاعات إلا لأهالي يارين الذين حين زارهم الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري لدعوتهم الى المشاركة في ذكرى 14 آذار في بيروت، طلبوا منه التوسط لدى العميد الأيوبي للسماح لهم بالبناء وهذا ما مجرى.

وأشار المصدر الى ان وفدا من الحركة والحزب ضم أبو أحمد صطوي وحسين العبدالله زار العميد الأيوبي في صيدا وأبلغاه قرارهما بضرورة قمع التعدي على المشاعات والأملاك العامة وان ما يسري على يارين يسري على غيرها وأكدا رفع الغطاء السياسي عن أي عنصر محسوب عليهما يعتدي على الأملاك العامة.

إلا ان مصادر تيار "المستقبل" في الجنوب نفت عبر "المركزية" مزاعم "امل" وحزب الله وأكدت ان هجمة البناء هذه تكشف أسرار الحملة السياسية والإعلامية على التيار والتي تقودها قوى 8 آذار ليتحمل التيار والقوى الأمنية مسؤولية الفلتان الحاصل في تفشي البناء على المشاعات والأملاك البحرية من قبل عناصر محسوبين على حزب الله و"أمل" لأن المناطق التي تغيرت معالمها في شكل حضاري تخضع لنفوذ هاتين القوتين حيث تشكل بلدات تفاحتا، البيسارية، عدلون، الصرفند، إنصارية، الخرايب وغيرها ثقلا مهما لنفوذهما .وأوضحت المصادران أهالي يارين طالبوا بإنصافهم ومساواتهم بالقرى المحيطة لآعادة إعمار وتأهيل منازلهم التي تضررت في العدوان الإسرائيلي في تموز 2006 إلا ان الطرف الآخر إستغل ذلك وحوّل المسألة الى مذهبية فأطلق العنان لمناصريه بالبناء العشوائي على طول المنطقة الممتدة من الزهراني حتى الناقورة والجنوب بأكمله فأرتفعت المباني العمرانية بالمال النظيف والشريف لأشرف الناس.

 

منع 22 دورية لقوى الأمن في 48 ساعة من قمع مخالفات بناء

النهار/سجّلت حادثتان فجر امس في إطار الاعتداءات المتواصلة على عناصر قوى الامن الداخلي، التي تحاول قمع البناء على الاملاك العامة. ففي برج البراجنة ضرب نحو مئة شخص طوقا حول سيارتين لقوى الامن الداخلي، اثناء محاولة قمع مخالفة بناء في منطقة الرمل العالي لشخص من آل شحادة، ثم بدأ شبان ونساء برشق الحجارة على السيارتين العسكريتين وضرب العصي، وأطلق بعضهم العيارات النارية، مما ادى الى كسر الزجاج الخلفي لاحدى السيارتين واصابة الاخرى. عندها اضطرت القوة الى الانسحاب من دون تمكنها من قمع المخالفة، فيما لم يصب العناصر الامنية بأذى.

واثناء محاولة دورية امنية الاستماع الى افادة أ. ز. ك (49 عاما) في الاوزاعي، بصفته بائعا لمواد البناء التي تستخدم في ورش مخالفة للقانون، ولدى وصول القوة قبالة "الهيئة الصحية"، تهجم عدد من الشبان من آل غسان وآل شمص على الدورية، وصرح أحد المهاجمين بأنه ينتمي الى تنظيم في المنطقة، الامر الذي دفع بالقوة الى الانسحاب قبل تطويقها.

وأشار مصدر امني الى تسجيل اعتداءات على 22 دورية امنية خلال الـ48 ساعة الماضية، لدى قيامها بقمع مخالفات بناء، مما ادى الى اصابة ثلاثة عناصر من قوى الامن بجروح وتضرُّر آليتين عسكريتين. وقد لجأ المعترضون الى الرشق بالحجارة واطلاق النار وحرق اطارات المطاط.

وكشف المصدر ان عمليات البناء على المشاعات والأملاك العامة في الجنوب متواصلة بوتيرة سريعة، ولم تتمكن القوى الأمنية من السيطرة عليها، رغم تجميد الاعمال امس في عدد من الورش في "يارين الجديدة" (البيسارية) وتفاحتا في الزهراني، وطيردبا والبرغلية في قضاء صور واتخاذ إجراءات في حق المخالفين.

ولفت الى أن تمدد البناء على المشاعات وصل الى الاملاك البحرية على الساحل الجنوبي وطال أملاكاً خاصة، كاشفاً في هذا السياق أن أجرة معلم الباطون لصب سقف منزل وصلت الى 5 آلاف دولار، وأجرة العامل السوري اليومية اصبحت 50 الف ليرة لبنانية، وان التهافت رفع مواد البناء بنسبة 20 في المئة.

وقد اتخذت اجراءات مواكبة في صدد حل أزمة التزايد السكاني ومنع البناء على المشاعات والأملاك العامة، حيث يسمح رؤساء بلديات الجنوب بالبناء على الأملاك الخاصة على قطعة ارض لا تزيد على 120 متراً.

وعملت بعض البلديات وخصوصا في صور على رفع سواتر ترابية حول المشاعات في القرى لمنع البناء عليها.

وذكر المصدر ان قوى الجيش بدأت بمؤازرة قوى الامن الداخلي في قمع المخالفات وخصوصا في الضاحية الجنوبية لبيروت ومحافظتي الجنوب والنبطية.

ووقع خلاف بين قوة من الامن الداخلي وعمال سوريين عند اطراف مخيم البص في صور، عندما حاولت القوة منع العمال من اكمال بناء مخالف في ورشة عائدة الى فلسطيني من المخيم، واضطرت القوة الى اطلاق النار في الهواء.

أصحاب الجبّالات وتجار البناء

وافاد مراسل "النهار" في صيدا ان اجتماعا عقد امس في سرايا صيدا ترأسه محافظ الجنوب بالوكالة نقولا ابو ضاهر وحضره النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد منذر الايوبي، مع اصحاب المؤسسات الصناعية التي تتعاطى شؤون البناء وتملك جبالات البناء.

وقال ابو ضاهر: "نحن نتطلع الى التعاون معكم من اجل منع فوضى البناء في المشاعات العامة وتشديد الرقابة". وابلغ الحاج الى الحضور أنه "اتخذ قراراً بحجز اي جبالة" تتوجه الى أي ورشة بناء على الطرق من دون ان يكون في حوزتها ترخيص مسبق للحد من فوضى البناء في الاملاك العامة، وستقوم القوى الامنية بتنفيذ هذا القرار فورا، ولا نريد ان نصل الى اجراءات اكثر صرامة". ورأى الايوبي ان الفوضى في البناء يعتبر تدميرا ممنهجاً يمس أسس الدولة والنظام العامة ويجب ان يتوقف، وتعاونكم مع السلطات القضائية والادارية الامنية يساهم في وقف هذه الجريمة بحق الوطن، ونطلب منكم عدم بيع مادة الباطون الا للحاصلين على تراخيص مسبقة".

 

الراعي لـ "آكي": لبنان غير قادر على الاستمرار في الفراغ

غير جائز التلاعب بمصير الامة لمصالح وحسابات

المركزية ـ أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن "لا بوادر في الأفق لتشكيل حكومة جديدة قريبا، على رغم اننا عجل ونقول إن لبنان لم يعد باستطاعته الاستمرار على هذا المنوال في ظل شلل الحكومة والمؤسسات الدستورية"، قائلا "تحدثت أخيرا إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الذي اعترف لي بأنه لو تقيّد القادة السياسيون في لبنان بالدستور لانحلّت الأمور، واعرب عن قلقه من هذه الناحية، وهموما يقلق الجميع ". وقال الراعي في مقابلة أجرتها معه وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أثناء زيارته روما، أن "الشعب لم يعد قادرا على المضي قدما في ظل هذه الظروف، فالجوع يتزايد والهجرة تتكاثر وفرص العمل تشح والاقتصاد يتراجع والديون تتراكم وعدم الاستقرار يخلق لدى المواطنين نوعا من اليأس، حيث يتخرج الشباب من الجامعات من دون أن يجدوا عملا ينتظرهم أو آفاقا لإثبات وجودهم"، داعيا المسؤولين إلى الإسراع في تشكيل الحكومة لكي تتحمل مسؤولياتها، حيث لا يجوز التلاعب بمصير شعب وأمة ودولة في سبيل مصالح وحسابات ربما تكون مُحقّة أو غير مُحقّة، لكن إن أعطيت الأولوية للخير العام وللشعب اللبناني فستتشكل الحكومة بأسـرع ما يمكن". وعن إعلان إيطاليا نيتها تقليص قواتها العسكرية في القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، أكد الراعي أن "الآونة الراهنة لا تسمح بتقليص العدد، لأن إسرائيل لا تزال تحتل بعض أراضي الجنوب وهناك حال استنفار أمني لأي ظرف قد يطرأ، وفي هذه الحال لن تتمكن القوات الدولية من ضمان إحكام سيطرتها على الوضع من حيث المقاومة أو من ناحية إسرائيل إن قلصت عديد قواتها، لذا ينبغي لها أن تأخذ بعين الاعتبار هذا القرار".

 

منسى: قمة بكركي الروحية تؤكد ثوابت العيش المشترك وتحث السياسيين على التضامن

المركزية- تتجه الانظار الى بكركي في 12 ايار المقبل، التاريخ الذي حدده البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لعقد قمة روحية هي الاولى في عهده. وفي هذا السياق، اعلن عضو لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي كميل منسى لـ"المركزية" أن الفكرة التي اطلقها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني من بكركي اثناء زيارة البطريرك احتفاء بانتخابه لاقت ترحيبا وتأييدا، ولكن لا بد من اجراء اتصالات رسمية لدعوة الرؤساء الروحيين كافة".وقال: "القمة ستخلص الى بيان يؤكد الثوابت الاساسية لناحية الحفاظ على العيش المشترك وأهميته خصوصا في ظل الظروف التي تمرّ بها المنطقة وما تعانيه من توترات وصراعات، اضافة الى حث السياسيين على ضرورة التضامن، للتصدي لما قد يتأتى على البلد من مخاطر، في ضوء التغيرات في المنطقة التي تؤثر على لبنان، في ظل وضع اقتصادي واجتماعي وسياسي غير صلب ولم نشهد له مثيلا من قبل".

 

المركزية" رصدت آراء المعنيين باللقاء المسيحي في بكركي

ديب: اللقاء طرح ملفات اكثـر من مصالحة

حبيب: بادرنا الى الاعتذار من اللبنانيين ونأمل خيراً

المركزية – عشية اللقاء المسيحي الذي دعا اليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي الثلثاء المقبل والذي سيجمع رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل، رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية استطلعت "المركزية" آراء بعض اعضاء الكتل النيابية المعنية بهذا اللقاء فأجمعت على اهمية الحوار والتواصل وعدم التمايز السياسي الى اشتباك مسلّح في الشارع.

ديب: اكد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب حكمت ديب ان اللقاء سيطرح جملة ملفات اهمها التوطين، واذا لم يتفقوا على الكل فأقله سيتفقون على الجزء او على القطعة.

وقال: مجرد اللقاء شيء ايجابي ولا يصح القول بأنه مصالحة بين القيادات المجتمعة لأن لا خصومة بينهم على المستوى الشخصي انما تمايز سياسي وهذا شيء طبيعي شرط الا يأخذ منحى الاشتباك المسلح والتوتر الامني. اضاف: رعاية بكركي لهذا اللقاء ايجابية ونجاحه مرتبط بوضع افكار جديدة تضع العمل السياسي على سكة مصالح الناس وحمايتهم على المستويات كافة. وعن موضوع بيع الاراضي وما اذا كان اللقاء سيتطرق اليه، لفت الى ان "التكتل" سبق وأعد مشروع قانون في هذا الخصوص ولكنه ما زال نائما في ادراج مجلس النواب ونتمنى على غبطة البطريرك حث المجتمعين كي يدعموا هذا المشروع.

وتابع: اما قضية صحة التمثيل المسيحي داخل السلطة التنفيذية، فنحن الآن في صدد معالجة هذا الملف وبالتالي يجب ادراجه في جدول اعمال اللقاء، مشددا على ضرورة مساعدة ودعم الافرقاء المسيحيين و "التيار الوطني الحر" على تصحيح خلل التمثيل المسيحي في الحكومة لأنه لا يجوز ابقاء سياسة التعامل مع المسيحيين داخل الحكومة كما هي عليه، اي نستعير شخصيات مسيحية معينة لا تحمل من المسيحية إلا الاسم والهوية ولا تتمتع بتمثيل شعبي لدى المسيحيين.

حبيب: من جهته رحب عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب بهذا اللقاء وقال: نحن كقوات لبنانية نقف دائما وراء بكركي وثقتنا فيها عمياء لأن مجد لبنان اعطي لها، ونقف ايضا وراء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لأنه حامي الدستور، متمنيا الا يخيب هذا اللقاء آمال اللبنانيين عشية عيد الفصح. اضاف: نحن "كقوات" نرحب بأي لقاء يجمع اللبنانيين تحت شعار لبنان اولا، وان لا احد اكبر من وطنه، وسبق وقمنا بالمبادرة اذ قدمنا اعتذارا لكل الشعب اللبناني عما حصل طيلة فترة الحرب.

 

الأفـق الحكومي مسدود والعريضي لا يرى أجواء ايجابية

عون: يعتدون على حقوقي والدستور لم ينص على حصة للرئيس

اللقاء المسيحي بيان ثوابت أم نقاش مفتوح؟

المركزية – عكست مجموعة التحركات الرئاسية والوزارية والمواقف السياسية في محطات متزامنة اتجاه الوضع الداخلي نحو مزيد من التعقيد، لتتجاوز ازمة تأليف الحكومة المألوف، بعدما استهلكت قرابة ثلاثة اشهر من الحياة السياسية اللبنانية من دون ان تلوح في الافق بوادر "ايجابيات" تخرج البلد من عنق الزجاجة التي يختنق فيها تدريجا على المستويات السياسية والاقتصادية والمعيشية الضاغطة كما الجهود الحثيثة لاستعجال الولادة الحكومية المترنحة عند عقدة مطالب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في الداخل وعقبات الحوادث الدراماتيكية في عدد من البلدان العربية ولا سيما منها سوريا في الخارج.

فغداة موقف الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من بعبدا امس الذي اطلق عبره رسالة اكدت اعطاء مهلة اضافية لتبنى الحكومة على قواعد دستورية ثابتة بعدما كان في صدد اعلان التشكيلة، بدت الجهود التي يتولاها "الخليلان" في اتجاه الرابية من دون أفق، فيما لم يغب العماد عون عن الرد وان في طريقه غير مباشرة على كلام ميقاتي، حيث اعتبر اليوم ان شروط تأليف الحكومة لم تتوفر بعد داعياً الرئيس المكلف الى ان يأخذ وقته. وفي رد على الشق المرتبط بوجوب الاستناد الى الدستور، دعا عون الى مراجعة نصوصه لجهة الحقوق والواجبات، معتبرا ان الحقوق ليست رأيا انما هي نصوص متهماً من لم يسمّهم بالاعتداء على حقوقه.

ونقلت اذاعة "النور" التابعة لـ"حزب الله" عن العماد عون قوله أن مطالبته بحصة وزارية ليست منّة من أحد بل مطلب حق واشارته الى ان مطالبة رئيس الجمهورية بوزراء وحقائب تتنافى مع النصوص الدستورية التي لم تأتِ على ذكر حصص للرئيس داخل الحكومات.

مساوئ التعثر: الى ذلك، امل وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي الذي زار عين التينة واثار مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري قضية التعدي على الاملاك العامة في الجنوب التجاوب مع الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة.

وحذر العريضي الذي تمنى "خلفة كاملة" للمولود الحكومي من عواقب تعثر التأليف، مؤكدا اننا سنكون امام تعقيدات لست ادري كيف يمكن التعاطي معها وبالتالي فإن الاجواء لن تكون ايجابية على الاطلاق.

توسل القيامة: بدوره، اكد مصدر في الاكثرية الجديدة لـ "المركزية" ان صلاة الاستسقاء التي دعا اليها الرئيس نبيه بري للاسراع في تشكيل الحكومة يبدو انها غير كافية، اذ ان التعقيدات بلغت حد توسل "القيامة من بين الاموات"، ملاحظا ان مجموعة العقبات الحائلة دون تشكيل الحكومة لا تعد ولا تحصى فمنها الداخلي وفي مقدمه مطالب النائب العماد عون للحصول على وزارات الداخلية والدفاع والاتصالات وحزمة شروط اخرى ومنها الاقليمي المؤثر في عرقلة مسار التشكيل وخصوصا حوادث سوريا ومنحاها التصعيدي. واشار الى ان المشكلة بين اهل البيت الواحد باتت تستوجب حلا سريعا، ذلك ان حال الفراغ السياسي تنعكس سلبا على اكثر من مستوى ولا سيما امنيا حيث تنكشف الساحة اللبنانية اكثر فأكثر امام مخابرات دول العالم، كما ان الازمات المتفاقمة اقتصاديا ومعيشيا تطال الموالي والمعارض في آن.

وبعيدا عن الهمّ الحكومي ومتفرّعاته، تترقب الساحة السياسية اللقاء المسيحي الخماسي في بكركي الثلثاء المقبل كمحطة اساسية في مسار الحياة السياسية على المستوى المسيحي خصوصا والوطني عموما، لما له من وقع ايجابي على الوضع في ظل الانقسام العمودي الذي تعيشه الساحة السياسية خصوصا ان بكركي تستعد ايضا لمحطة ثانية في 12 ايار المقبل حيث ستعقد قمة روحية اسلامية مسيحية لم يحسم منها حتى الساعة سوى موعدها وشكلها من دون المضمون او آليات البحث، وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة حجر رحى في زاوية الوضع اللبناني، اذ ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومنذ توليه سدة البطريركية يلعب دورا جد ايجابي وفاعلا في المحور المسيحي والوطني لرأب الصدع في جدار الخلافات المستفحلة، يذكر اللبنانيين بالدور التاريخي الذي لطالما لعبته بكركي على الصعيد السياسي والوطني اللبناني.

رهن موقف البطريرك: وسط هذه الاجواء، قالت مصادر مطلعة على التحضيرات الجارية للقاء المسيحي ان هناك اكثر من فكرة حول ما يمكن ان ينتجه اللقاء، وفي انتظار عودة البطريرك الراعي غدا يتداول المعنيون بمشروع يقضي بإعلان الحد الادنى من التفاهم حول بعض النقاط الاساسية وهو امر مجمع عليه وان كان من تباين حول الوسائل التي تؤدي الى بلوغها ومنها رفض التوطين والبت في قرار مجلس شورى الدولة والغاء مرسوم التجنيس عام 1994 والاسراع في اجراءات وزارة الداخلية لشطب من اسقطهم التحقيق على انهم فلسطينيون او هم خارج لبنان، اضافة الى عودة المسيحيين بفاعلية الى الادارات الرسمية، الا ان المصادر اكدت ان كل ذلك متوقف على موقف البطريرك الراعي ورغبته، حسب ما اشار احد الاقطاب المسيحيين لـ "المركزية" الذي اكد ان ايا من المشاركين الخمسة لم يفرض شروطا للمشاركة بعكس ما يشيع البعض. واعتبر ان احدى الافكار المطروحة هي خروج اللقاء ببيان حد ادنى من الثوابت والتفاهم بعد التجارب السابقة التي لم تحظ بالنجاح ولا بالمأمول منها.

واعتبرت المصادر ان الفكرة الثانية تقضي بإبقاء اللقاء مفتوحا على سائر المواضيع من دون الالتزام ببيان بل وضع آلية عمل وصولا الى الهدف المنشود ان من خلال تشكيل لجان متابعة او تحديد آلية تواصل.

 

الراعي يترأس قداس الشكر في الفاتيكان

وطنية - 15/4/2011 يترأس البطريرك الماوني مار بشارة بطرس الراعي منذ قليل قداس الشكرفي بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.

 

الحريري عرض الاوضاع مع السفيرة الاميركية وتسلم من ديوان المحاسبة تقرير الاعوام 2006-7-8

وطنية - 15/4/2011 استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بعد ظهر اليوم في بيت الوسط السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيللي في حضور المستشار محمد شطح، وجرى عرض لاخر التطورات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وكان الرئيس الحريري استقبل وفدا من ديوان المحاسبة برئاسة القاضي عوني رمضان في حضور الامين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي وتسلم منه التقرير السنوي لاعمال الديوان عن اعوام 2006 و2007 و 2008.

 

"14 آذار": نحذر من مسعى لإدخال لبنان في مسارات الأزمة السورية

إن كانت الإجراءات الحدودية منسقة مع دولتنا فينبغي ألا تضر باللبنانيين

وطنية - 15/4/2011 اعتبرت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" أنه "منذ إنطلاق الاحتجاجات الشعبية في سوريا، دأبت أصوات ووسائل إعلام تابعة لفريق "حزب الله" من جهة وأخرى مناهضة للإحتجاجات من داخل سوريا من جهة ثانية على فبركة أكاذيب من أجل اتهام قوى في 14 آذار بالتدخل في الأحداث السورية". وأوضحت في بيان اليوم، أنها ترى في ذلك "محاولة من النظام السوري وجماعاته لتسويق نظرية المؤامرة المتهافتة"، محذرة "من مسعى لإدخال لبنان في مسارات الأزمة السورية ما يمثل تهديدا مضافا لأمن لبنان واستقراره".

وشددت على أنها إذ "ناضلت منذ سنوات طويلة لوقف التدخلات الخارجية جميعها بما فيها التدخل السوري في شؤون لبنان الداخلية، ترفض مبدئيا التدخل في الشأن السوري الداخلي وترفض الاتهامات الموجهة إلى قوى فيها جملة وتفصيلا".

واستغربت التصريحات "التي ادلى بها السفير السوري في لبنان" واستنكرتها، وقالت: "هو لم يكتف بالبناء على اعترافات تلفزيونية مفبركة متجاوزا حتى التحقيقات المفترضة في بلاده، بل ذهب إلى مطالبة الدولة اللبنانية وقضائها بتبني الاتهامات والتحرك لملاحقة نواب لبنانيين". ورأت "14 آذار" في ذلك "تجاوزا لأصول العلاقات الديبلوماسية بين دولتين سيدتين، مما كان يوجب عليه التحدث المباشر مع السلطات اللبنانية لا مخاطبتها اعلاميا، فكيف إذا كانت تصريحاته تتضمن تهديدات مبطنة للوضع اللبناني بمجمله؟".

ورأت أن "من حق سوريا إتخاذ الاجراءات المناسبة على حدودها"، مؤكدة في الوقت نفسه أن "هذه الاجراءات، إذا كانت منسقة كما يجب مع أجهزة الدولة البنانية، ينبغي ألا تفضي الى الاضرار بمصالح اللبنانيين، سيما عندما تصبح الاجراءات موازية للإغلاق المبطن للحدود اللبنانية - السورية".

وطالبت رئيس المجلس النيابي نبيه بري، "في ظل الاتهامات الخطيرة الموجهة الى نواب في المجلس، بتحمل مسؤولياته كرئيس لكل البرلمان وليس لبعضه، حماية للنواب جميعا". وأهابت برئيس الجمهورية "الذي حرص منذ إنتخابه على إدارة ملف العلاقات اللبنانية- السورية، أن يقوم بما يلزم لوضع حد لهذه اللعبة الخطرة الجارية حاليا".

 

"المستقبل" ردت على "الحملة لاقحامها في احداث سوريا": لبنان وسوريا مرتبطان باتفاق ينظم العلاقة القضائية بينهما

الجراح طلب موعدا للقاء بري لاتخاذ الإجراءات لصيانة حقوقه

وطنية - 15/4/2011 رد المكتب الإعلامي لكتلة "المستقبل" في بيان اليوم، على "الحملة المتصاعدة والمنسقة والتي تتوخى الزج بتيار "المستقبل" وبعض نوابه في أمور ملفقة وتخرصات وجاء فيه:

"أولا: إن سعادة سفير الجمهورية العربية السورية في لبنان يعلم تماما ان الدولة السورية والدولة اللبنانية مرتبطتان باتفاق قضائي موقع عليه في دمشق بتاريخ 25/2/1951 والاتفاقية الملحقة المعقودة في 23 نيسان 1997، ينظم العلاقة القضائية بين الدولتين تنظيما دقيقا وشاملا. وعلى هذا، فإذا كان ثمة ما يقال من تورط لبناني في أحداث سوريا، فلا بد أن ينظم ملف من قبل وزارة العدل السورية ويسلم بالطرق المعروفة الى الدولة اللبنانية لكي يقوم القضاء اللبناني بمهامه، علما أن القضاء اللبناني يتحرك بعد ورود ملف إليه عن طريق الإنابة القضائية كما نصت على ذلك الاتفاقية، لأن القضاء اللبناني لا يمكن أن يتحرك تلقائيا في حال عدم وجود ملف، ولا يمكن له أن ينغمس في تحقيقات لمجرد وجود تراشق سياسي تغلب عليه المناكفات والافتراءات وتغيب عنه الوثائق.

ثانيا: إن كتلة "الوفاء للمقاومة" قد أظهرت لهفة وتسرعا لإدانة تيار سياسي لبناني واسع من غير محاكمة ولا وثائق ولا إثباتات، وهي بذلك لم تشذ عن نهجها المعروف، والقائم على إلصاق التهم وتجاهل المحاكم، بل ومحاربتها، سواء أكانت لبنانية أم دولية.

ثالثا: لقد طلب النائب جمال جراح، عضو كتلة المستقبل، موعدا رسميا للقاء دولة الرئيس نبيه بري بحكم مسؤوليته عن حصانة وكرامة وسلامة النواب، وذلك لإبلاغه بحقيقة الحملة الظالمة التي يتعرض لها النائب جمال جراح، وليطلب منه اتخاذ الإجراءات اللازمة لصيانة حقوقه الشخصية والأمنية. فالمسألة هنا لا تتعلق بالخلافات السياسية، بل هي من صميم مبدأ التكافل الإلزامي داخل المؤسسات الدستورية، والنائب الجراح بهذا لا يبحث عن لجوء أو ملاذ، بل يضع المسألة أمام رئيس مجلس النواب وهي المؤسسة التي ينتمي إليها، وبمقدار المسؤولية الدستورية لرئيس مجلس النواب.

رابعا: يهم كتلة "المستقبل"، أن تعلن للبنانيين، وللشعب السوري الشقيق، أن أيا من نوابها، أو أيا من مؤسسات تيار "المستقبل" ما تدخل ولا يمكن أن يتدخل فيما يجري الآن في القطر الشقيق والعزيز، وهي تؤكد أنها لا تتمنى للاخوة السوريين وللدولة السورية، سوى الأمان والاستقرار والازدهار، علما أن المسؤولين في تيار "المستقبل" يعلنون أنهم لا يؤمنون أصلا بهذا الأسلوب وهم لا يملكون الرغبة أو الإرادة أو المصلحة أو القدرة على تحريك أية أحداث أمنية سواء في لبنان أو في سوريا، لأنهم يشكلون تنظيما سياسيا شعبيا، ينتهج العمل السياسي السلمي المشروع، وينبذ العنف، ويرفض اللجوء إلى السلاح أو التدخل في الشؤون الداخلية لبلد عربي أو التآمر وسيلة من وسائل الممارسة السياسية".

 

الوطن": اتصالات غربية وعربية لسدّ العجز المالي فـي المحكمة

المركزية- نقلت صحيفة "الوطن" الكويتية عن مصادر دبلوماسية غربية أن هناك اتصالات دولية وغربية تهدف الى توفير الاموال اللازمة لاستمرار عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لان ما تبقى في صندوقها لا يكفي الا لتسديد نفقاتها لشهر نيسان الجاري، وقالت "ان التحرك الراهن والمشاورات الجارية بين عواصم عربية وغربية فاعلة يهدف الى جمع الاموال لتغطية النفقات حتى نهاية العام الجاري ورصد التمويل للعام المقبل 2012". واشارت المصادر الى ان لبنان تأخر في تسديد حصته في موازنة المحكمة والبالغة نحو 33 مليون دولار، اي 49 في المئة من الميزانية البالغة 67 مليون دولار، مشيرا الى ان الامم المتحدة طلبت في رسالة رسمية من لبنان تسديد حصته، الا ان تأخر تشكيل الحكومة يقف عائقا امام ذلك، مشددة على ان الامم المتحدة ستطلب بغض النظر عن شكل الحكومة المقبلة ان يسدد لبنان حصته في التمويل حسب النظام الاساسي للمحكمة. ووفقا للمصادر فإن السعودية استجابت للجهود الدولية وقررت تقديم 10 ملايين دولار، فيما قدمت كندا مليون دولار وقالت ان الاتحاد الاوروبي سيقدم 5 ملايين دولار، والولايات المتحدة 10 ملايين دولار. وفيما يخص القرار الاتهامي اكدت المصادر ان الاعلان عن اي تفاصيل ترتبط بالقرار الاتهامي بات خاضعا لمهلة جديدة ما بين ستة الاسابيع وعشرة اسابيع من تاريخ ايداع المدعي العام دانيال بلمار قرارا اتهاميا موسعا لدى قاضي الاجراءات التمهيدية في النصف الاول من آذار الماضي وليس من تاريخ ايداع القرار الاتهامي الاساسي مطلع العام، وهو يعني ان الاعلان عن التفاصيل سيكون في حزيران المقبل.

 

ميقاتي من بعبدا: قررت وسليمان ان نعطي مهل اضافية لتشكيل حكومة تحفظ الاستقرار

نهارنت/اكّد الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي انه عرض مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان "صباح اليوم المستجدات على صعيد تشكيل الحكومة، وخصوصا على ضوء اللقاءات التي عقدتها في الايام الماضية، وكان من الطبيعي ان اعلن اليوم وأزّف الحكومة الى الشعب اللبناني، ولكن بعد التشاور مع فخامة الرئيس قررنا ان نعطي مهل اضافية لكي تكون الحكومة حقيقة حكومة كما يشتهيها كل لبنان، ومثلما نحن نؤكد عليها دائما، ان تكون عنوانا لاستقرار واستمرار الاستقرار في لبنان، حكومة تبعد الفتنة عن اللبنانيين وحكومة تكون تعمل تحت سقف الدستور، نعم تكون تحت سقف الدستور لانه اذا ألفنا حكومة على القواعد السياسية، هذه القواعد هي متحركة، اما اذا شكلناها وفقا لقواعد دستورية، فهي ثابتة".

واوضح ميقاتي بعد لقاء جمعه مع سليمان انه "نحن من هذا المبدأ نريد الاستقرار ونريد ان تكون الحكومة حقيقة ميثاقية في كل ما للكلمة من معنى، ميثاقية ليس فقط على صعيد الطوائف، لان ذلك هو تحصيل حاصل، ولكن ميثاقية ايضا لادخال معظم اطياف الشعب اللبناني والمجتمع اللبناني، وهذا ما نجرب ان نفعله. وأحب ان اؤكد اليوم انه في الواقع ان هناك القليل من التريث ولكن اسمحوا لنا يا لبنانيين ان تتحملوا معنا، وانا اعي تماما الامور المعيشية والامور الاقتصادية وأتمنى ان نكون سويا ونعلن الحكومة في القريب".

وشدّد ميقاتي على انه "نحن لن نيأس، فالمهم هو لبنان، تسمعون الكثير، نعم من حق رؤساء الكتل او الكتل المطالبة بأحجام معينة، ولكن ايضا من حق فخامة الرئيس ومن حقي ان نستعمل حقنا الدستوري، وبأن تكون هذه الحكومة، حكومة جامعة تمثل مختلف أطياف الشعب اللبناني".

 

عودة تأليف الحكومة الى نقطة البداية والراعي يقترح اصدار نداء للاسراع في التشكيل

نهارنت/أوحت الاتصالات واللقاءات الاخيرة في مسار التأليف ان لا حكومة في المدى المنظور، والآمال التي نسجت عن قرب التشكيل تبخرت مع الهواء، بحيث عاد البحث كما يبدو الى نقطة البداية وعلى همة الوسطاء مجدداً وسط تراجع كبير في التقديرات المتفائلة بامكان التوصل قريباً الى أية تسوية، وخصوصاً مع اهتزاز الثقة بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون من جراء "الحرب الناعمة" الدائرة بينهما. واقترح البطريرك بشارة الراعي خلال لقاء جمعه مع الوفد السياسي اللبناني في الفاتيكان والذي ضم وزراء ونوابا وممثلين لمختلف الكتل والاحزاب والتيارات وشخصيات سياسية، توجيه نداء الى الاسراع في تأليف الحكومة، وسيرد هذا النداء في بيان يصدر اليوم عن المشاركين، بحسب ما أفادت صحيفة "النهار". وتشير الصحيفة الى ان موقف ميقاتي بموافقته على مهلة اضافية لم ينزل برداً وسلاماً على بعض حلفائه في الاكثرية الجديدة ولا سيما منهم العماد عون وربما بدرجة اقل "حزب الله"، خصوصاً ان اربع جلسات ضمّت المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل مع العماد عون لم تحرز اي تقدم. وزاد الطين بلة ان اتفاقاً مبدئياً جرى التوصل اليه بين ميقاتي والوسيطين على التوزيع الوزاري على قاعدة 11 لثلاثي سليمان وميقاتي ورئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في مقابل 19 لفريق 8 آذار لم يشق طريقه الى الرابية، إذ ظل العماد عون يتشبث بالحصول على عشر حقائب بينها الحقائب الامنية

وفي هذا الاطار، قال قيادي في 8 آذار لصحيفة "الحياة" إن ميقاتي "أخطأ في التعبير بقوله إننا قررنا أن نعطي مهلة إضافية لتشكيل الحكومة باعتبار أن الدستور اللبناني لا يقيده بمهلة وأن من تفسير موقفه هو أنه يمهل حلفاءه والأطراف التي سمته لتسهيل مهمته وإلا سيلجأ إلى تشكيل حكومة تكنوقراط في حال لم تدفع المهلة نحو ولادة الحكومة".

وأكد القيادي نفسه أن ميقاتي "قرر أن يشهر سلاح الموقف في وجه بعض الأطراف التي سمته لوقف سياسة الاستقواء التي يمارسونها عليه، لوضع حد للتجاذبات التي أوصلته إلى الاستنزاف، ودفعت ببعض حلفائه إلى مصارحته بضرورة الخروج من الانتظار، خصوصاً أن الاختلاف الذي يؤخر ولادة الحكومة يدور بين أهل البيت الواحد الذي يجمعه التوجه السياسي نفسه".

ولفت القيادي إلى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سعى أخيراً إلى تجاوز الانقسامات القائمة بين 8 آذار من خلال دعوته للانتقال إلى الجبهة الوطنية المزمع تشكيلها مع وقف التنفيذ. وقال: "كلما تفاءلنا نفاجأ بعقد جديدة تؤخر تظهير التركيبة الوزارية وهذا غير مألوف".

وسأل عن أسباب عودة المشاورات في شأن التأليف إلى المربع الأول، "بعد أن توصلنا إلى حسم الاختلاف بخصوص مسألة التمثيل في الحكومة".

وأفادت صحيفة "السفير" ان سليمان أبلغ زواره خلال الايام الماضية انه متمسك بان تبقى "الداخلية" بحوزة كتلته في الحكومة، وانه متمسك أيضا ببقاء زياد بارود على رأس هذه الوزارة، لانه استطاع ان يبني الثقة بينها وبين الناس، معتبرا ان مكامن الخلل والقصور على مستوى "الداخلية" لا يتحمل مسؤوليتها بارود وإنما هي نتاج تعقيدات الوضع السياسي.

وتساءل سليمان أمام زواره: ما الذي كان مطلوبا فعله بالنسبة الى اللواء اشرف ريفي والعقيد وسام الحسن، في ظل موقف الرئيس سعد الحريري الذي كان رافضا لمناقشة هذا الموضوع؟ مضيفا: إن أي مواجهة غير مدروسة كانت ستؤدي إما الى تحريك نعرة مذهبية، وإما الى التراجع، وفي كلتي الحالتين النتيجة سلبية. ورأى سليمان انه من الطبيعي ان تكون وزارتا الدفاع والداخلية تحت مظلته كونه بموجب الدستور القائد الأعلى للقوات المسلحة.

 

الجميل: كلام ميقاتي ناقص وما سمعناه منه كأنه يعيد تكليف نفسه

نهارنت/ندد رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل مطالبته رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مصارحة اللبنانيين بالأسباب الحقيقية التي تحول دون تشكيل الحكومة، مكرراً الدعوة الى "تشكيل حكومة تكون بمثابة هيئة انقاذ وطني تحاكي وجع الشعب ، وتكون قادرة على إدارة البلد في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر فيه لبنان والجوار".

ورأى الجميل في حديثه الى إذاعة صوت لبنان 100,3-100,5 أن "الشعب اللبناني لا يمكنه أن ينتظر الى ما لا نهاية، وإن يبقى معلقاً بحبال الهواء من دون تحديد مهلة لتشكيل الحكومة، لاسيما مع الاحداث التي تدور من حولنا والتي يمكن أن تنعكس على الوضع الداخلي" . وذّكر الجميل أنه كان "طلب منذ زمن أن يقوم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بمصارحة الشعب اللبناني بحقيقة المعوقات التي تحول دون تشكيل الحكومة، ولا سيما بعد مرور ثلاثة ـشهر على التكليف"، مشيرا الى "الفرص الحقيقية التي أمنّها فريق 14 آذار لميقاتي بغرض قيام حكومة ميثاقية". وأوضح:"مددنا يدنا وعرضنا التعاون لكننا لم نلمس التجاوب المطلوب"، لافتا الى ان كل هذه الامور تقتضي إعادة النظر بتشكيل الحكومة".

وشدد على ضرورة أن "يتحمل الرئيسان بالتعاون مع القيادات الوطنية مسؤولية المرحلة الدقيقة التي يمر بها البلد". هذا ورأى الجميل أن "الكلام الذي أدلى به ميقاتي اليوم لم يشفِ غليل اللبنانيين الذين كانوا ينتظرون منه مصارحة حقيقية"، معتبرا أن "ما سمعناه من ميقاتي جاء وكأنه يعيد تكليف نفسه دون توضيح الأسباب الحقيقية الكامنة وراء التأجيل، ولا الاعتبارات الجديدة التي يضعها كأساس لتشكيل الحكومة". وأضاف:" إن كلام ميقاتي هو كلام ناقص اذا لم تتبعه خطوات عملية من خلال التفاهم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان".

كما دعا الى "اتخاذ إجراءات استثنائية ضمن التشاور العام والعمل على تشكيل حكومة تكون بمثابة هيئة إنقاذ وطني تنتشل لبنان من المستنقع الداخلي، وتحصنه إزاء التطورات الداخلية والاقليمية." وإذ لاحظ في حديثه أن "الشعب اللبناني لا يمكنه الانتظار وأمامه استحقاقات معيشية داهمة اضافة، الى شبح الأحداث الامنية وما ينتظر لبنان من انعكاس للأزمات في الدول المجاورة"، لفت الجميل الى أن "هذه الاحداث بدأت تنعكس علينا، ومنها الاتهامات السورية بحق بعض القيادات اللبنانية والتي لا نوافق عليها". وخلص الجميل مشددا على "أننا لا نريد التدخل في شؤون أحد كما لا نريد من أحد أن يتدخل في شؤوننا الداخلية"، مستنكرا "هذه الاتهامات التي في غير محلها، وهي تظهر دقة الوضع الحالي وتأثر لبنان بما يجري من حوله". 

 

بارود لـ "المركزية": ما يجمع القادة المسيحيين اكثر مما يفرقهم

مرحلة ما بعد التشكيل اصعب من مخاض التأليف

روما من مراسل المركزية

المركزية- وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال المحامي زياد بارود ان اجمل ما في زيارة البطريرك الى الفاتيكان انها لا تشبه ما يحصل في لبنان، واعتبر ان الارشاد الرسولي الذي صدر عام 1997 لا يزال صالحا اليوم كخارطة طريق لبناء مستقبل افضل لتأمين وحياة اقرب الى قيمنا ورسال لبنان الجامعة، واكد ان مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة اصعب من مخاضها، وان ما يحصل هو جزء من شيء اكبر بكثير على مستوى البلد، مشيرا الى ان هناك عقدا وليس عقدة واحدة تعيق مسار التشكيل الحكومي.

وقال بارود في حديث اجرته معه "المركزية" في الفاتيكان على هامش مشاركته في احتفال شكر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للبابا بنديكتوس السادس عشر على قبوله الشراكة الكنسية ان اجمل ما في الزيارة انها لا تشبه ما يحصل في لبنان من انقسام ولا تشبه العرقلة في المسار السياسي التي لا نحمل مسؤوليتها الى طرف، بل هناك جو بكامله مسؤول تجاه المواطن اللبناني وتجاه جميع اللبنانيين عما آلت اليه ظروفهم، هذه الزيارة الجامعة تؤكد ان اللبنانيين يجتمعون على الخير من كل الاطراف سواء كانت سياسية او بتنوعها الطائفي، وتؤكد ايضا ان الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" الذي صدر في العام 1997 لا يزال صالحا اليوم كخارطة طريق ولا يزال من الممكن ان نستثمر فيه اذا صح التعبير لتامين حياة عامة في لبنان اقرب الى قيمنا مسلمين ومسيحيين، اقرب الى رسالة لبنان الجامعة لجميع ابنائه ولتقول ان بطريرك الموارنة هو ايضا بطريرك كل لبنان وبارادة كل اللبنانيين. ما نراه في الفاتيكان من صورة جامعة للجميع كمرافقين لغبطة البطريرك الجديد تؤكد ان اللبنانيين يريدون ان يكونوا معا وان يكونوا قلبا واحدا لبناء مستقبل افضل.

وعن قدرة البطريرك الجديد على جمع القيادات المسيحية التي تتخبط في التناقض حول الطروحات السياسية، اجاب : دور البطريرك تاريخي على مستوى جمع القيادات المسيحية واللبنانية وهو دور مستمر لا يتوقف عند محطة واي لقاء هو محطة في طريق طويل يجب ان نعمل عليه بصورة مستمرة وثابتة للوصول الى نقاط هي كثيرة لكن لا يسلط الضوء عليها، وان النقاط التي تجمعنا هي اكثر بكثير من التي لا تجمعنا، لذلك المطلوب ان نستثمر اكثر في هذه المساحات المشتركة.

وعما اذا كانت الحملات التي تشن عليه هي ثمن ضريبة نجاحه في وزارة الداخلية، قال: انا لا اخذ اي شيء على المستوى الشخصي، ما يحصل هو جزء من شيء اكبر بكثير على مستوى البلد ومن المبكر التحدث حول هذا الموضوع، وما نسعى اليه اليوم هو ايجاد الوسائل للاجتماع في لبنان على خير اللبنانيين على غرار ما يقوم به غبطة البطريرك الراعي في روما. علما ان اي حكومة ستشكل في الوقت الراهن ليست "أكلة طيبة" لانها ستواجه اليوم تحديات كبيرة وان مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة هي اصعب من مخاض تأليفها، فالتحديات كبيرة بعد ولادة الحكومة سواء على مستوى لبنان او المنطقة ولا بد من مواجهتها بتضامن داخلي اكبر اذ لا يمكن للبنانيين ان يستمروا ويعملوا من دون هذا التضامن الداخلي ومن دون هذه الرؤية المستقبلية، يجب ان نعرف الى اين نحن ذاهبون من دون حد ادنى من التخطيط وترقب الامور، ولا يجب ان نكون دائما في حالة رد فعل وعلينا ان نعرف ماذا ينتظرنا ونعرف كيف نواجهه، وهذا ما اتمناه بالنسبة الى اي حكومة ستنشأ، نعم هناك مخاض صعب في مسار التشكيل الحكومي ويمكن التحدث عنه طويلا ولكن هذا لا يؤدي الى النتيجة المطلوبة. وعما اذا كانت وزارة الداخلية هي العقدة الاساسية التي تعيق تشكيل الحكومة، اوضح ان هناك عقدا وليس عقدة واحدة، وعلى كل حال ارفض ان اكون العقدة في تشكيل الحكومة وفي اي قضية تخدم مصلحة لبنان.

 

سليمان عرض الاوضاع مع فنيش وابو فاضل واطلع من صادر على عمل مجلـس الشـورى

المركزية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال محمد فنيش للتطورات السياسية وعمل وزارته. وتناول الرئيس سليمان مع النائب فادي الاعور والنائب السابق مروان ابو فاضل الاوضاع السائدة. واطلع من رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر على عمل المجلس لجهة السرعة في بت القضايا والدعاوى المرفوعة امامه اضافة الى تحديث طرق المعالجة وتطويرها.

 

جعجع وكونيللي عرضا للتطورات

المركزية - عرض رئيس الهيئة التنتفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان مورا كونيللي، لآخر التطورات على المستويين الاقليمي واللبناني لا سيما المستجدات والأحداث التي تشهدها المنطقة، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في القوات جوزف نعمه ومستشار العلاقات الخارجية ايلي خوري.

 

حوري: دخلوا دوامة الإفتراء على " المستقبل"

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان "الاتهامات السورية لـ"تيار المستقبل" ونوابه بالتورط في الأحداث في سوريا مفبركة"، لافتا" إلى ان بعض القوى في الداخل اللبناني أدخلت نفسها في دوامة من تزوير الحقائق والافتراء على "المستقبل" ووضعت نفسها في مكان لا يليق فيها". ورأى في حديث إذاعي أن "الفريق الآخر يريد ان يشكل الحكومة التي يريد ويطلب من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ان يوافق عليها من دون ان يكون له اي سلطة عليها، ما يعني أنهم يريدون ان يكون الرئيس ميقاتي صورة، ويمكن القول بالعامية "تخينة كتير صارت" وأصبحت مكشوفة جداً".

 

"الكتلة": لم يعتبروا من 13 نيسان

نرفض جرّ لبنان الى محاور خدمة للمصالح

المركزية- اعتبر حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" أن "السياسيين اللبنانيين لم يأخذوا العبر من حرب 13 نيسان المشؤومة، فقسم منهم مهتم بالحكم كغاية تسمح له بتحقيق مصالحه الشخصية والعائلية والحزبية، أما الآخر فيتصرف وكأنّ الوطن له وحده مانحا الآخرين حقا واحدا بالتصفيق له"، مستغربا "انتقاد البعض الحكومات العربية والتباهي بعلاقاته مع ايران على حساب علاقات لبنان مع أشقائه العرب"، رافضا أن يقوم أي حزب أو طائفة بجرّ الوطن الى محاور وفقا لمصالحها". عقدت اللجنة التنفيذية للحزب إجتماعها الدوري في بيروت وأصدرت البيان الآتي:

"أوّلا، توقفت اللجنة أمام ذكرى 13 نيسان واعتبرت أن السياسيين اللبنانيين لم يأخذوا العبر من الحرب المشؤومة التي عصفت بالبلاد وما زالوا يتصرفون كما في السابق، فقسم منهم مهتم بالحكم كغاية تسمح له بتحقيق مصالحه الشخصية والعائلية والحزبية، أما الآخر فيتصرف وكأنّ الوطن له وحده مانحا الآخرين حقا واحدا بالتصفيق له. وأبلغ دليل على ذلك، هو وثائق وكيليكس التي أظهرت أن البعض يستطيع أن يعبر عن رأيه بالسلاح غير الشرعي بصراحة أمام الديبلوماسيين في الغرف المغلقة، لكنه ما يلبث في العلن أن ينكر ما جاء على لسانه للمحافظة على مكان له. منذ أربعين سنة، إعترض الحزب وعلى رأسه العميد الراحل ريمون إده على حمل السلاح خارج إطار الدولة اللبنانية، وكان وحيداً في معارضته لإتفاقية القاهرة. اليوم، تحمل فئة سلاحاً ولها تنظيماً مرتبط بإيديولجيات من خارج الحدود، مما يولد قهراً وكبتاً لباقي الفئات اللبنانية والتي ستلجأ مرغمةً الى التصدي وموازنة هذا السلاح وهذا قد يعيدنا الى ما هو أفظع مما كان عليه الوضع أواخر السبعينات. وفي هذه الذكرى، نذكر الحكومة اللبنانية بقضية المفقودين التي ما زالت عالقة، اذ لا يعقل ان لا يعلم اهالي المفقودين مصير هؤلاء. وحان الوقت لاعطائهم الجواب اليقين عن مصيرهم وإقفال هذا الملف الشائك.

ثانيا، ان الأحداث التي حصلت في سجن روميه أظهرت علنا المشكلات الجذرية التي تواجهها السجون في لبنان، فالمسؤولون على علم بالإكتظاظ والفوضى اللذين تعاني منهما منذ سنين. إلا أننا لا يمكننا أن نقبل ونتساهل مع العنف والفوضى التي مورست داخل وخارج السجون والتي نقلتها وسائل الإعلام بالصوت والصورة. إن انتظار الاعتمادات المالية لبناء سجون جديدة لا يمكن ان يشكل وحده الحل. ونعتقد انه يجب اعتماد سياسة جديدة للسجون ترتكز على الحلول الحديثة المعتمدة في العديد من البلدان ومنها التخفيف من التوقيف الاحتياطي غير القانوني وتسريع الاجراءات القضائية ووضع مهل زمنية محددة لها، وضع التعديلات القانونية الضرورية تخفف من عقوبة السجن في العديد من القضايا او تستبدلها بعقوبة بديلة كالعمل للمنفعة العامة، واستعمال التقنيات الحديثة كالسوار الالكتروني، في حالات بعض الموقوفين غير الخطرين، التي تسمح بمراقبتهم مع بقائهم في منازلهم لحين محاكمتهم او لتنفيذ عقوبة السجن في حالات أخرى يحددها القانون.

ثالثا، تستغرب اللجنة التنفيذية كيف يمكن للبعض ان ينتقد شعار "لبنان اولا" ويوجه الانتقادات الى بعض الحكومات العربية ويتباهى بعلاقاته مع ايران على حساب علاقات لبنان مع أشقائه العرب. ان لبنان وطن لجميع ابنائه وسياسته الخارجية يجب ان تحدد وفقا لمصلحة الوطن ولا يجوز لأي حزب أو طائفة جرّ لبنان الى محاور وفقا لمصالحه".

 

"الاعلى للكاثوليك": للاسراع في التشكيل والحفاظ على حقوق الطائفة

المركزية- جددت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك دعوتها إلى ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة وفق القواعد الدستورية، لأن التأخير بات يلحق اضرارا" بالمواطن اللبناني على الصعد كافة ويمس بإستقرار البلاد، مشددة على وجوب المحافظة على حقوق الطائفة مهما كان شكل الحكومة".

عقدت الهيئة إجتماعها الشهري في الربوة برئاسة البطريرك غريغوريوس الثالث وحضور نائبي الرئيس المطران يوحنا حداد وروجيه نسناس والأمين العام ابراهيم طرابلسي والأعضاء. واصدروا البيان الآتي:

أولا: توجه البطريرك بكلمة مشدداً على الوحدة والحوار بين أبناء الوطن الواحد ووجوب تقوية مناعته لإجتياز المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وأعلم غبطته المجتمعين أنه سيصار إلى تدشين المركز العالمي للحوار "اللقاء" في الربوة، برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الخامسة بعد ظهر الثلاثاء 10 ايار المقبل.

يُكرّر المجلس دعوته الإسراع في تأليف الحكومة وفق القواعد الدستورية، لأن التأخير بات يلحق أضراراً بالمواطن اللبناني على الصعد كافة ويمسّ باستقرار البلد.

يُذكّر المجلس ويصرّ على وجوب المحافظة على حقوق الطائفة مهما كان نوع وحجم التشكيلة الحكومية وإسناد وزارات سيادية وخدماتية إلى ممثليها في الوزارة المقبلة. وفي الختام يُهنئ المجلس المسيحيين واللبنانيين عموماً بعيد الفصح المجيد راجياً أن يعيده الله بالخير والبركة والسلام على الجميع، متمنياً أن تستعيد الدول العربية التي تشهد اضطرابات وأحداث أمنية استقرارها وأن تنعم شعوبها بالطمأنينة والسلام "المسيح قام حقا قام".

 

فتفت: من لديه دليل على تورط "المستقبل" في سوريا ليقدمه

المركزية - نفى عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت الاتهامات الموجهة الى "تيار المستقبل" بالضلوع في احداث سوريا، مطالباً "حزب الله" بإظهار أي دليل في هذا الشأن إذا كان يملكه. واعتبر في حديث تلفزيوني ان "اي تهريب للسلاح من سوريا الى لبنان او من لبنان الى سوريا عمل اجرامي ويتطلب ملاحقة في شكل جدي، ويعود ايضاً الى مراقبة الحدود التي تستدعي ترسيم هذه الحدود في شكل جدي". كما أشار الى ان "الحكومة اللبنانية السابقة وكل الحكومات سعت بكثير من الجهد لترسيم الحدود وكانت دائماً تلقى ردودا سلبية او جزئية من الطرف السوري"، مشدداً على ضرورة ان "ينظر للموضوع بجدية كبيرة واذا كان هناك اي تجاوز على القانون يجب اتخاذ الاجراءات اللازمة." وإذ رأى فتفت ان "ما نشره التلفزيون السوري غير جدي، قال: "اذا كان هناك اي جدية ليعرض الموضوع على طرف ثالث على قضاء مستقل يجري التحقيق، وإذا ما ثبت اي ادانة نحن لن ندافع عن احد ". كذلك، أكد ان "تيار المستقبل ليس متورطاً لا بشخص النائب جمال الجراح ولا بطرف التيار بالتدخل في الشأن السوري".

وعن كلام السفير السوري علي عبد الكريم علي عن ضرورة ان يتحرك القضاء اللبناني، قال فتفت:"اذا لديه شيء جديد ليقله، وانا اطالب بتحرك القضاء اللبناني فليأت هؤلاء الشهود امام القضاء اللبناني ليثبتوا ما قالوه على التلفزيون السوري وعند ذلك لكل حادث حديث". أما عن بيان "حزب الله" أنه غير مقتنع بنفي كتلة "المستقبل"، قال فتفت "هل لديه اية ادلة ليظهرها والا فيكون ايضاً مرتكب وهو يعتمد الافتراء"، وأشار الى ان "حزب الله يتدخل علنياً في البحرين، ويكفي ان نستمع الى ما يقوله نصر الله عن البحرين".

أضاف: "ما قاله حزب الله غير مستند الى اي دليل يملكه واذا كان لديه دليل فليبرزه فوراً، واذا لم يملك الدليل فهو يمارس الافتراء السياسي". واعتبر ان "البكائيات التي ذكرها الحزب في بيان كتلته امس "ليست من ثقافتنا وهذه البكائيات يعتمدها الان من جعل لبنان من دون حكومة لثلاثة اشهر، ويثبتون كل يوم عجزهم عن ان يكون هناك حكومة في لبنان وهذا يتحمل مسؤوليته السيد حسن نصر الله شخصياً وحزب الله في الدرجة الاولى". وتابع: "فريق 8 آذار هم من اسقطوا الحكومة وهم الان من يفشلوا رئيس الحكومة المكلف من ان يكون لديه حكومة. وهناك من يريد ان يرمي المسؤولية على اللبنانيين بينما المسؤولية شأن داخلي سوري وقلنا ذلك منذ اللحظة الاولى، هناك من يريد ان يولد فتنة في لبنان ولا يريد ان يوجد حلا في الداخل السوري". وسأل فتفت: "هل هناك قوى معينة في الداخل السوري تعرقل الرئيس بشار الاسد عندما يقول انه يريد اجراء اصلاحات، هذا هو السؤال المطروح ومع ذلك تفتعل اشكاليات امنية خصوصا مع لبنان. وختم بالقول: سبق وتحدث الاسد عن الاخطاء الكبيرة كالتي حدثت في العلاقات اللبنانية – السورية وما يحدث اليوم هو نوع من تجديد لهذه الاخطاء من الجانب الذي يفتري على تيار المستقبل".

 

السعد: ميقاتي أمام التكنوقراط أو الاعتذار

لسنا في 14 آذار بل معها ونؤيد بعض مواقف جنبلاط

المركزية - أكد النائب فؤاد السعد أن مواعيد تشكيل الحكومة لا تصدق مع الرئيس المكلف، وهو دليل الى ان ولادة حكومة متعثرة وتواجه عقبات وعقد كثيرة مؤكدا أن البلد مقسوم وخصوصاً حول السلاح والمحكمة الدولية. وأكد في حديث الى برنامج "تحت قبة البرلمان" من اذاعة صوت لبنان الذي يقدمه الزميل سعد الياس ان مشروع البيان الوزاري غير متفق عليه كموضوعي السلاح والمحكمة، إضافة الى الخلاف على الحصص والحقائب في بدايتها مطامع النائب العماد ميشال عون خصوصاً في موضوع وزارة الداخلية في ظل الهجمة على الوزير زياد بارود. وتمنى السعد تشكيل حكومة لإعادة وصل ما انقطع وترميم الجسور، مشيراً الى وجود خلاف على نوع الحكومة المقبلة أكانت سيادية أو خدماتية، لافتاً الى ان الرئيس المكلف امام خيارين إما حكومة تكنوقراط وإما الاعتذار.

وعن العلاقة مع النائب وليد جنبلاط، أكد السعد اننا لا نريد ان تكون علاقتنا مع وليد بك سوى علاقة جيدة، خاصة وأنها علاقة وثيقة وقديمة العهد يفرضها تاريخ الجبل كما تفرضها الجغرافيا والمصلحة المشتركة في اتمام وانجاح عودة المهجرين وطي ملف العودة وترسيخ العيش المشترك في الجبل كما التعاون والتنسيق الدائم في كل ما يمت بصلة الى منظقة الجبل التي هو زعيمها وقائدها. واعتبر السعد ان الاختلاف مع النائب وليد جنبلاط هو حول موقف معين لا يؤثر في علاقتنا به ولسنا ولن نكون في أي ظرف بعيدين عنه، ونفى تشكيل كتلة مستقلة من النواب الأربعة، وقال لسنا في 14 آذار بل مع 14 آذار ونؤيد بعض مواقفها كما نؤيد بعض مواقف جبهة النضال الوطني.

وعن دعوة البطريرك الراعي الى لقاء رباعي، أكد السعد أن جدول أعمال اللقاء ستضعه البطريركية ولن يكون اللقاء الا خطوة أولى تضع فيها القيادات مواضيع الخلاف، مؤكداً أن خطوة البطريرك ضرورية عندما تكون كل الطوائف موحدة حول قيادة أو قائد واحد. وعن الاتهامات السورية لتيار المستقبل بتهريب أسلحة سأل كيف يمكن لشخص أن يعرف ما يحصل في سوريا، مشيراً الى انه يمكن للقضاء أن يتحرك في هذا الموضوع ومتى فتح هذا الملف فان الفبركات الاعلامية ستظهر.

 

عراجي: اتهامنا بالتدخل في سوريا مردود

المركزية - جدد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي نفيه كل ما يشاع عن اتهام سوريا لـ"تيار المستقبل" بتهريب أسلحة اليها، مشدداً على ان "التيار يرفض التدخل في شؤون الدول العربية كما يرفض التدخل في الشان اللبناني ويدين التدخل الايراني في الشأن العربي الداخلي". وقال في حديث إذاعي: "لطالما كنا ولا نزال من دعاة عدم التدخل في شؤوننا الداخلية كما وقلنا مراراً وتكرارا إننا نرفض التدخل في الشؤون الداخلية العربية خصوصاً السورية منها، والحديث عن اننا نتدخل في شؤون غيرنا مردود لأصحابه". وفي الموضوع الحكومي، لفت الى ان "الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لن يستطيع تشكيل الحكومة"، مؤكدا "عدم القدرة على تشكيلها من لون واحد سواء برئاسة ميقاتي او غيره نظرا للظروف والاوضاع في المنطقة".

 

الصايغ: تطور في "س- س" قد يعوّم حكومة إئتلافية

المركزية- كشف وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال سليم الصايغ ان "اللقاء الذي جمع القيادات السياسية مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الوكالة البطريركية في روما تمحور حول مبادئ الشركة والمحبة وترجمتها الوطنية وعلاقة بكركي بالاحزاب والقوى السياسية في لبنان، واوضح ان اهمية اللقاء يندرج في حصول البطريرك الراعي على مبايعة مسبقة للمواقف التي ستتخذها بكركي انطلاقا من موقعها الوطني". ولفت في خلال لقاء إعلامي في روما الى ان "البطريرك الراعي قال في هذا اللقاء في شكل واضح عليكم ألا تسألوا من الان وصاعدا بكركي مع من بل من منكم مع بكركي". واوضح ان هناك اربعة ابعاد يعمل عليها سيد بكركي وهي اللقاء المسيحي – المسيحي، اللقاء المسيحي- الاسلامي، المسيحية المشرقية ودور لبنان الرسالة التي تحاكي الشرق والغرب انطلاقا من تجربة حوار الاديان في لبنان، معتبرا ان فشل مشروع الفرح الذي يعرضه البطريرك الراعي يعني خسارة وطنية اذ لا بديل عن هذا المشروع". ورأى ان عملية تشكيل الحكومة ليست داخلية وعلينا رصد ما يجري على الخط السعودي- السوري الذي قد يتطور الى احتمال اعادة تعويم حكومة ائتلافية لضبضبة الوضع وادارة الازمة اللبنانية".

 

الفرزلي زار عوده: لتقـويم دور "الأرثوذكس" في صناعة القرار السياسي

المركزية-اكد نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي أن "دور الطائفة الأرثوذكسية في صناعة القرار السياسي في لبنان أصيب بنكسات متعددة يجب تقويمها والتفكير بكيفية وضع الأمور على سكة الإنصاف والشراكة". كلام الفرزلي جاء في خلال زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، في دار المطرانية، حيث قال بعد اللقاء: "زيارة صاحب السيادة لا يمكن أن تقتصر على موضوع، وهي تطول لأنها تشمل مواضيع عديدة منها الإيمانية والثقافية والاجتماعية والسياسية. خلاصة القول ان هناك حرصا دائما ومستمرا من الكنيسة الأرثوذكسية على ثقافة الشراكة في المجتمع اللبناني والإنصاف في هذه الشراكة. ولا شك أن الإنصاف في الشراكة يحمل في طياته فكرة تأكيد الدور القيادي والريادي للطائفة الأرثوذكسية في صناعة المصالح العليا للواقع اللبناني.

 

وهبي: أداء "8 آذار" تطاول على سليمان وميقاتي

المركزية- لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب امين وهبي الى ان "اداء بعض فرقاء الثامن من آذار فيه تطاول على الحق الدستوري لرئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة المكلف نجيب ميقاتي". واستبعد في حديث إذاعي ولادة الحكومة راهنا، ملمحا الى امكانية ان يؤلف الرئيس ميقاتي بالاتفاق مع الرئيس سليمان حكومة امر واقع، لكنه يتريث لإعطاء المزيد من الوقت من اجل الحوار والنقاش وهذا ما اتفق عليه مع رئيس الجمهورية امس". ووصف اداء 8 آذار بالتعطيلي حتى ضمن الفريق السياسي الواحد ذلك ان هذه القوى تتقن اللعبة مذكراً الجميع بأن الحكومة الماضية اخذت ما يقارب الاربعة اشهر لتأليفها من اجل ارضاء "8 آذار"، بينما احتاج فريق 14 آذار نحو عشرة ايام للإتفاق على شكل الحكومة".

 

علوش: الاتهام السوري لـ"المستقبل" هروب الى الامام

حزب الله يستعجل التشكيل والسوري يتريث

المركزية-عزا عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش تأخير تشكيل الحكومة إلى عقبات داخلية تتعلّق بشهوات الحلفاء الذين انتقل الى صفهم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وأصبح تحت رحمتهم وترك الأمور تجري من دون أي تدّخل, إضافة إلى الوضع الإقليمي خصوصا" ما يجري في سوريا لافتا" إلى ان "حزب الله" الحاكم يستعجل التشكيل ليعبّر عن انتصاره داخلياً، بينما يتريث الجانب السوري في انتظار تطورات ما سيحصل في المنطقة". وقال في حديث إذاعي: "لقد تسرعوا في إسقاط حكومة الوحدة الوطنية ليعبروا عن الغلبة, و"الرئيس ميقاتي يريد أن يأتي رئيس حكومة على قياسات تؤمن له الزعامة المستمرّة، فيما النائب ميشال عون يريد حكومة يبرهن من خلالها سيطرته على السلطات بعد فشله في الوصول الى رئاسة الجمهورية، بينما الحزب الحاكم يريد حكومة تعبّر عن الغلبة السياسية في البلد والرئيس نبيه بري يريد حصة أكبر الى جانب عدم وجود الرعاية الكاملة الآن لنهج الحكومة وهو ما أوصل البلد الى الوضع الراهن". وفي سياق متصل، ردّ علوش على اتهام التلفزيون السوري للتيار بتمويل وتسليح مجموعات في سوريا الى الأزمة التي يعيشها النظام نتيجة الثورة الشعبية الحقيقية، معتبرا أنّ تلك الاتهامات تصبّ في إطار الهروب الى الأمام من خلال اتهام أطراف خارجية. وإذ أشار الى "وجود أطراف داخلية تشارك في هذا الكذب المبرمج، في محاولة للتغطية على أخطائها وفشلها على كل المستويات وإقحام لبنان في الأحلاف الخارجية". أكد حصول "انعكاسات" لهذه الحملة. وطالب السوريين بـ"تقديم المعطيات الى القضاء اللبناني حسب الأصول والإتفاقيات". في سياق آخر، تساءل كيف يمكن لـ"تيار المستقبل" أن يعتدي على الأملاك العامة في منطقة يسيطر عليها "حزب الله" أمنياً وعسكرياً وسياسياً"، واصفاً تلك المزاعم بأنّها "محاولة لكسب الشعبية بعد فشل الحزب في المشاريع الأخرى مثل البحرين وأبيدجان".

 

عون التقى فيصل كرامي: مطالبي ليست منّة من أحد والدستور لم يذكر حصصاً لرئيس الجمهورية في الحكومات

المركزية- أكّد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون أنّ "أسباب التأخير في تشكيل الحكومة ستعلن إذا لم تتألف وليس العكس"، مشيرا الى أنّ "مطالبته بحصة وزارية ليست منة من أحد، بل مطلب حقّ". ولفت الى أنّ "مطالبة رئيس الجمهورية بوزراء وحقائب تتنافى مع النصوص الدستورية، التي لم تأت على ذكر حصص له داخل الحكومات".

استقبل العماد عون صباحا في دارته في الرابية، رئيس المجلس التنفيذي في حزب "التحرر العربي" فيصل كرامي، الذي اكتفى بعد خروجه بالقول "نحن متفقون على كل شيء".

ثم تحدث عون عن الوضع الحكومي الراهن، قال "لست تعباً وشروط تأليف الحكومة غير متوفرة بعد"، و"لن نحدد للرئيس المكلف نجيب ميقاتي مهلة محددة فليأخذ وقته". وأكد أنّ "الحكومة إذا تألفت لن تعرف أسباب التأخير لكنّها ستعلن في حال لم تتشكلّ"، أضاف "سأطلّ بعد أسبوع الاعياد للتحدثّ عن موضوع الحكومة باسهاب".وعن قول الرئيس ميقاتي أنه "لن يستسلم"، قال "إنّها حرب الرئيس ميقاتي مع نفسه، والشفافية توجد عندما تكون الديموقراطية". وعن مطالبه، أكّد أنّها "حقوق وليست مطالب"، مشددا على أنّه "قد يعطي شيئا، الاّ أنّه بالتأكيد لن يطلب"، وتابع "قد اتنازل عن حقوقي فقط عندما أدرك أنّ ليس هناك جهات تشكل أي قوة مضادة". وعن تمسك رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بوزارتي الداخلية والدفاع، ختم "راجعوا الدستور والحقوق والواجبات، الحقوق ليست رأيا بل نصوصا وانا اتكلم دائما بالنصوص واحترمها، وهم يعتدون على حقوقي ومن يكون في موقع الاعتداء يحق له القيام بالتسويات". الى ذلك، نقلت اذاعة "النور" عن العماد عون قوله أن "مطالبته بحصة وزارية داخل الحكومة ليست منة من أحد، بل مطلب حق نظراً لما تمثله كتلته من نواب داخل البرلمان"، لافتا الى أن "مطالبة رئيس الجمهورية بوزراء وحقائب تتنافى مع النصوص الدستورية، التي لم تأت على ذكر حصص لرئيس الجمهورية داخل الحكومات.

 

"الاعلى للكاثوليك": للاسراع في التشكيل والحفاظ على حقوق الطائفة

المركزية- جددت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك دعوتها إلى ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة وفق القواعد الدستورية، لأن التأخير بات يلحق اضرارا" بالمواطن اللبناني على الصعد كافة ويمس بإستقرار البلاد، مشددة على وجوب المحافظة على حقوق الطائفة مهما كان شكل الحكومة".

عقدت الهيئة إجتماعها الشهري في الربوة برئاسة البطريرك غريغوريوس الثالث وحضور نائبي الرئيس المطران يوحنا حداد وروجيه نسناس والأمين العام ابراهيم طرابلسي والأعضاء. واصدروا البيان الآتي:

أولا: توجه البطريرك بكلمة مشدداً على الوحدة والحوار بين أبناء الوطن الواحد ووجوب تقوية مناعته لإجتياز المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وأعلم غبطته المجتمعين أنه سيصار إلى تدشين المركز العالمي للحوار "اللقاء" في الربوة، برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الخامسة بعد ظهر الثلاثاء 10 ايار المقبل.

يُكرّر المجلس دعوته الإسراع في تأليف الحكومة وفق القواعد الدستورية، لأن التأخير بات يلحق أضراراً بالمواطن اللبناني على الصعد كافة ويمسّ باستقرار البلد.

يُذكّر المجلس ويصرّ على وجوب المحافظة على حقوق الطائفة مهما كان نوع وحجم التشكيلة الحكومية وإسناد وزارات سيادية وخدماتية إلى ممثليها في الوزارة المقبلة. وفي الختام يُهنئ المجلس المسيحيين واللبنانيين عموماً بعيد الفصح المجيد راجياً أن يعيده الله بالخير والبركة والسلام على الجميع، متمنياً أن تستعيد الدول العربية التي تشهد اضطرابات وأحداث أمنية استقرارها وأن تنعم شعوبها بالطمأنينة والسلام "المسيح قام حقا قام".

 

حواط حذر من عرقلة التشكيل لمصالح فئوية

رواية اتهام الجراح هزيلة وغير جدية

المركزية- حذر الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان حواط من "استمرار عرقلة تشكيل الحكومة لمصالح فردية وفئوية" لافتا" إلى ان هذا التأخير بدأ ينعكس سلبيات كبيرة على الوضع الاقتصادي اقلها ما اشار اليه صندوق النقد الدولي لجهة تراجع النمو في العام الجاري الى 2,5% فلن يفيدهم في مواجهة ذلك مواصلة نقاشات عقيمة تتمسك بحقيبة من هنا وحقيبة من هناك" . وقال في تصريح: "اننا ننظر بحرص تجاه الاحداث الجارية في سوريا بسبب الواقع الخاص لهذه المسألة وبدوافع وطنية واقليمية، ونتمنى ان يعتمد النظام السوري الوسائل والاساليب الحكيمة والناجعة التي من شانها ان تحتضن وتحتوي الاسباب الفعلية والواقعية للاحداث الحاصلة بعدالة كبيرة وبانسانية شجاعة، توصلا الى عبور المرحلة الصعبة بالكفاءة المثبتة لجدارة النظام في تحقيق الاصلاحات الاجتماعية والديموقراطية تلبية لمطالب الشعب السوري، باقل الاضرار ومن دون ضحايا وخسائر ومن دون السماح في اعتماد خيارات لا تبدو جدية امثال الرواية المنسوبة الى النائب جمال الجراح وهزالة ما ورد من اقوال على لسان ما سمي بالخلية والتي لا تشبه شيئا من نوع وحجم العمليات الشعبية الجارية في مختلف الانحاء السورية والتي تعرف السلطات اسبابها تماما وتدرك طرق معالجتها". ورأى حواط ان "غياب الاصلاحات هو الذي اشعل الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن، وحرك الاحتجاجات في الاردن، وغياب هذه الاصلاحات دفع بالشعب السوري الى التظاهر والاحتجاج والمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية".

 

نحاس: مسألة رفع الحصانة عن الجراح سابقة لاوانها

وكالات/اعتبر وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال شربل نحاس في حديث الى "صوت المدى": "ان تكتل التغيير والاصلاح يحاول من دون خطاب مزدوج حسم الخيارات السياسية والمالية والاقتصادية والالتزام بها". ولفت الى "أن التكتل مازال يراهن على انسجام خيارات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مع خيارات التكتل، وللوقت ثمن"، معتبرا ان "هذا البنيان الهش الذي الحق ضررا بلبنان لا يجب ترقيعه او محاولة اعادة ترميمه". واشار نحاس الى "ان الاتهام السوري للنائب جمال الجراح بتقديم الدعم لخلية ارهابية، يستحق المتابعة ضمن الأطر القانونية المناسبة". لكنه اعتبر ان "مسألة رفع الحصانة عنه سابقة لأوانها"، داعيا الى "متابعة هذا الموضوع عبر تلقفه من الدولة اللبنانية". واستغرب نحاس "صدور تقريرين عن شركة التدقيق لكشف محاسبة مجلس الانماء والاعمار، ما يظهر اختلافا في الحسابات"، واصفا "الخطة الثانية التي عرضتها وزارة المال بغير المرضية والتي تهدف الى تعطيل مسار الحكم".

 

إرهاب بنادق صيد

ميرفت سيوفي/الشرق

في الدّاخل اللبناني هناك من يسعى ويحرص على خلق أزمة بين لبنان وسورية، أو بين سورية والرئيس سعد الحريري والطائفة السُنيّة، حتى يحجب عن المشهد اللبناني تورّط حزب الله في مملكة البحرين وفي دول الخليج العربي، فالـ«شنشنة» و«الرنرنة» التي سدّت الآفاق بالأمس عن ضبط سيارات محمّلة بالأسلحة مهرّبة إلى سورية انتهت على «فاشوش» بنادق صيد، ومع صور «القناصة» التي يبثّها التلفزيون السوري ـ ومن المفيد التساؤل هنا عن هذه السكوبات التي يحققها تلفزيون لا يجد من يشاهده حتى في سورية، وما هذه المصادفات «المشنصة» التي تتوفق بها «كاميراته» فتلتقط صور الملثّمين المسلحين والقناصّة من على أسطح المباني ـ علينا أن نتساءل ما هو مدى القنص والتخريب الذي تنجزه بنادق الصيد المهرّبة في هزّ أمن الدّاخل السوري!!

وفي الداخل السوري، هناك من يحاول الهروب إلى الأمام، فلا فرق بين ما حدث في تونس وفي مصر، وما يحدث في اليمن وفي ليبيا، وبين ما يحدث الآن في سورية، الحريّة أمر معدٍ والأنظمة تكره الحريّة والديموقراطيّة وحراك الشعوب خصوصاً في العالم العربي، فيسعى الهاربون من الواقع إلى خيال التشنيع على الرئيس سعد الحريري ربّما لأنه عاجز عن «التشنيع» على دولة عربية بعينها خوفاً من هذه المرحلة الشديدة الاهتزاز في المنطقة!!

بالطبع الرئيس الحريري ليس مكسر عصا، ولكن البعض محتاج إلى استهدافه بعد كلامه الواضح والصريح في الأسابيع الماضية، وتحديداً حزب الله!!

ولأنّ الله ميّز ابن آدم بالعقل، ومن العار أن لا يستخدم الإنسان هذه النعمة قدر طاقة استطاعته، نتساءل بسذاجة:إذا كانت الأحداث اندلعت في مدينة درعا قرب الحدود الأردنيّة ، فما هو بعد المسافة بين الحدود اللبنانيّة وهذه المدينة، وما هذه القدرة الهائلة على اختراق الدولة السوريّة عبر مئات الكيلومترات، فإذا كان الأمن في لبنان سائباً فهو ليس كذلك في سورية؟! ثمّ ما هي المسافة التي تفصل بين الحدود اللبنانيّة وبانياس السوريّة؟ ولماذا رفض أهلها بالأمس تواجد القوى الأمنية السوريّة فيها فتم الاتفاق على «أمن بالتراضي» يسمح بتواجد الجيش السوري في نقاط محدّدة متفق عليها مسبقاً؟! وما هذه الاحتفالات التي شاهدناها عبر الشاشات بعد دخول مسجد درعا والهتاف في بيت الله لغير الله؟!

إذا كان هناك تهريب بين الحدود اللبنانيّة ـ السوريّة من جهة الشمال فالمسؤول عنه سورية أولاً لأن لبنان يطالب منذ عقود بترسيم الحدود بين الدولتين والجانب السوري يسوّف ويماطل ويرفض ويدعو إلى ترسيم الحدود المائيّة أوّلاً؟! وإذا ما كان هناك تهريب لأي شيء باتجاه الداخل السوري من جهة حدود جديدة يابوس ـ المصنع، فالمسؤول عنه اثنان، الدولة السوريّة وحزب الله خصوصاً وأن هذه المنطقة تعتبر معبراً وممراً لشحنات الصواريخ الإيرانية باتجاه لبنان!!

وإذا كان صغار المهربين يهرّبون بنادق صيد ومازوت ودخّان وما سوى ذلك لـ «يسترزقوا» فهذا يحدث في معظم دول العالم،ولكن ماذا نقول عن المهربين الكبار الذين يُدخلون صواريخ رعد وزلزال ويهربون مجموعات إرهابيّة بكاملها إلى لبنان من عيّنة شاكر العبسي الذي حظيَ بعفو رئاسي سوري لم يحظَ به كبار المسجونين السياسيّين من مثقفين ومفكّرين وصحافيين؟! حتى لا يبقى لبنان «مكسر عصا» للطامعين فيه حتى وهم «يشالشون» في ضبط الأمور على أراضيهم فإننا ندعو الدولتين اللبنانيّة قبل السوريّة إلى المسارعة في بتّ موضوع ترسيم الحدود البريّة بين الدولتين حتى تكون كلّ دولة مسؤولة عن حدودها، ولا تبقى الأمور سائبة على هذا النحو فقوافل الصواريخ تعبر من سورية إلى لبنان وتتسبب في توريطه في حروب عبثيّة تحت عنوان الممانعة وتصنّف هذا دعماً، فيما يتمّ ضبط «تهريبة بواريد صيد» فيسمّى هذا إرهاباً!!

 

الرقابة المصرية تصادر أعمال جبران

(رويترز)/أفادت فدوى البستاني، رئيسة مجلس إدارة دار البستاني، وهي من أقدم دور النشر المصرية أن إدارة الرقابة على المطبوعات أبلغتها الأربعاء مصادرة كتب، منها رواية للمخرج السينمائي المصري رأفت الميهي والأعمال الكاملة للأديب اللبناني جبران خليل جبران. وقالت إن الأعمال المصادرة كانت خرجت من مصر للمشاركة في معرض أبوظبي للكتاب الشهر الماضي، ثم منعت إعادة إدخالها البلاد. وأوضحت أن الجهة التي اتخذت القرار، وهي تابعة لوزارة الإعلام التي ألغيت في التشكيل الوزاري الأخير، اعترضت على كتاب "النبي" لجبران لأن لديها بياناً بأرقام صفحات من طبعات قديمة تحمل لوحات رسمها جبران نفسه، على رغم ان الطبعة الجديدة المصادرة تخلو منها.

 

مستقلّون والمجتمع المدني في 14 آذار يتحرّكون لتظهير موقف يجمع القوى المبعثرة

النهار/بيار عطاالله     

يبدو ان جمهور الناشطين المستقلين المؤيدين لـ 14 آذار، ايقن اخيراً حاجته الى الانتظام وتفعيل حضوره السياسي، في موازاة حركة القوى الحزبية. ذلك ان احياء ذكرى 14 آذار الاخيرة أدى الى استخلاص دروس كثيرة في مقدمها ان الرأي العام المستقل يشكل رافداً اساسياً وثمة فئات واسعة تتفاعل مع 14 آذار من دون ان تلتزم اطرها الحزبية الضيقة.

وبعد لقاء اول في ضيافة الوزير ميشال فرعون، ولقاء ثان مع النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي، حيث انكب الجميل الابن على حض المستقلين وناشطي المجتمع المدني على الانتظام وتظهير حركتهم في اطر نقابية. عاد المستقلون الى الاجتماع امس في مكتب فرعون في الاشرفية،  وذلك في اطار الإعداد المتواصل للاعلان عن اطار يريده المستقلون والناشطون في عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني وهيئاته منبراً يطلون منه على القضايا الوطنية ويدلون بدلوهم في الاحداث على الساحة اللبنانية، او كما قال فرعون "التحضير لوثيقة اعلان مبادئ تشتمل على مصالحة لبنان مع نفسه وتنطلق في رؤية للمستقبل بعيداً من مواقف الاحزاب والتيارات المنضوية في 14 آذار من دون ان تتصادم معها، بل تكملها".

وفي مقاربة الناشطين ان الوثيقة التي يجري البحث في اعلانها تحاكي الوثيقة الأخيرة لـ"لقاء البريستول"، وهي على ما يقولون "تقارب الواقع السياسي ضمن اطار مشروع العودة الى الدولة اللبنانية"، والهدف دائماً على لسان الناشطين دفع جمعيات المجتمع المدني وناشطيه الى الامام لتظهير دورها وتأكيد التعددية التي تلتئم تحت جناح 14 آذار. والهدف الاهم، هو توسيع اطر المواجهة الشعبية وتعزيز رصيد "ثورة الارز" شعبياً لكي تشكل رافداً اضافياً مع الاحزاب المنتظمة فيها، ويختصر الناشطون الامر بأنه "قوة موازية تجمع الرأي العام المستقل".

لا اسم حتى الآن ينتظم جمهور المستقلين تحت رايته، وبين "التحرّك المدني المستقل" و "المنبر اللبناني المستقل" ثمة قاسم مشترك لدى من يتحركون ويجتمعون، يتمثل في الحرص على الاستقلالية عن الاحزاب المنضوية في 14 آذار، والتي لم تتمكن بعد من الاتفاق على تفاصيل تنظيم حركتها السياسية الشاملة ولا تزال غارقة في جدل بيزنطي لا ينتهي. ويشدد المستقلون على اهمية دفع التحرّك المدني وتنظيم الفاعلية السياسية وتجميع القوى المبعثرة للمجتمع المدني ضمن الحد الادنى من العمل المؤسساتي التعاوني. ويشدد المستقلون على التمييز بين اللقاءات التي تجري لدى فرعون واللقاء مع سامي الجميل. وفي رأيها ان لقاء البيت المركزي للكتائب اوضح موقف الحزب بعد حملة التشويش الممنهجة التي شنها عليه المجتمع المدني، لجهة ان ما يجري عند فرعون شيء آخر، ويهدف كما تمنى سامي الجميل، الى تنظيم المستقلين وهيئات المجتمع المدني لاطلاق ما يصفونه بالدينامية الجديدة. والرأي ان تنظيم 14 آذار قد يستغرق مدة طويلة من الزمن، ولا يمكن قوى التحرك المدني تالياً الانتظار الى ما شاء الله حتى تشكيل "المجلس الوطني" و"المنسقية العامة" بدل "الامانة العامة" او حتى الاتفاق على اطر اللقاءات بين قيادة 14 آذار العليا اذا صح التعبير. ويدرك الناشطون سلفاً، ان ثمة قيادات حزبية معينة في 14 آذار لا تستسيغ حركة المستقلين وناشطي المجتمع المدني "المستقلة" بعيداً من عباءاتهم، وهذا الموقف في رأي الناشطين يدل على سوء ادراك لآلية التعامل مع الرأي العام اللبناني ولروحية 14 آذار ووثيقة البريستول الاخيرة سواء على المستوى السياسي أو التنظيمي.

 

العلاقة الصعبة بين ميقاتي وحلفائه

عبد الكريم أبو النصر/النهار

"الحكومة الجديدة ستكون، حين تعلن تركيبتها رسمياً، وليدة التعقيدات والخلافات والتجاذبات الجدية العميقة التي رافقت عملية تأليفها، وستتميز خصوصاً بوجود علاقة صعبة بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وحلفائه الجدد في فريق 8 آذار، مما سينعكس على عمل هذه الحكومة وقراراتها وتوجهاتها. وظهر خلال المشاورات كأن ميقاتي يرفض تأليف الحكومة إذا لم يُلحق "هزيمة سياسية" بحلفائه الجدد من خلال رفضه الموافقة على مطالب أساسية يتمسكون بها، وان فريق 8 آذار لن يقبل تأليف الحكومة وتأمين الدعم النيابي لها إذا لم يلحق "هزيمة سياسية" بالرئيس المكلف من خلال دفعه الى التراجع عن مطالب أساسية يرى انها حيوية وضرورية لتأمين نجاح مهمته".

هكذا لخص مسؤول أوروبي بارز زار بيروت حديثاً جوهر "معركة" تأليف الحكومة. وأوضح ان الخلافات والتباينات بين ميقاتي وحلفائه الجدد أكثر عمقاً وجدية مما هو متداول علناً وتتناول قضايا مهمة عدة أبرزها الآتي:

أولاً - يرى ميقاتي أن العوامل السياسية الداخلية والإقليمية التي أدت الى تكليفه تأليف الحكومة يجب أن تدفعه الى الحذر الشديد، لذلك يتصرف على أساس انه مستقل وليس عضواً في فريق 8 آذار ويريد تأليف "حكومة إنقاذ وطني" ترضي اللبنانيين، كما يريد ترك باب الحوار مفتوحاً مع فريق 14 آذار وحلفائه ويرغب في أن تمهد حكومته لعقد مؤتمر حوار وطني يناقش القضايا الكبرى العالقة وأبرزها ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان وبمصير سلاح المقاومة والسلاح غير الشرعي الموجَّه الى اللبنانيين من أجل إيجاد حلول واقعية ومتوازنة لها ضمن إطار التوافق والتفاهم بين كل الأفرقاء. في المقابل يرفض فريق 8 آذار التعامل مع ميقاتي على أساس انه مستقل ووسطي بل يرى انه صار رئيساً مكلفاً بفضل دعم هذا الفريق، وان عليه تالياً الرضوخ لمطالبه لأنه ليس قادراً على تأليف الحكومة من دونه. وكما قال السيد حسن نصر الله الأمين العام ﻟ "حزب الله" في كلمة له الشهر الماضي: "هل ان الرئيس ميقاتي وصل الى التكليف لأنه وسطي أم لأن الأكثرية الجديدة أوصلته؟". ويرفض فريق 8 آذار مشروع الحكومة التي "يحلم" بها ميقاتي لأنه يريد حكومة مواجهة تركز جهودها على محاربة "الحريرية" وفريق 14 آذار وحلفائه وعلى محاولة تقليص نفوذهم.

ثانياً - يتمسك ميقاتي بصلاحيات رئيس الحكومة كما نص عليها الدستور ويرفض التفريط فيها والتنازل عنها فيصرّ على أن يتولى هو مهمة تأليف الحكومة بالتنسيق والتعاون مع الرئيس ميشال سليمان وبعد أن يأخذ في الاعتبار المطالب "المعقولة والمنطقية" لفريق 8 آذار، ويرفض منح حلفائه الجدد صلاحية تأليف الحكومة وفرضها عليه، كما يرفض منحهم ثلثي الحقائب الوزارية ويريد أن يحتفظ مع رئيس الجمهورية وكتلة النائب وليد جنبلاط بالثلث زائد واحداً في الحكومة كي يتمكن من منع إتخاذ قرارات أساسية كبيرة قد تشكل تهديداً للوضع الداخلي وتعمق الانقسام بين اللبنانيين. فمن يمتلك ثلثي الحقائب الوزارية في الحكومة يتمتع بسلطة كبيرة إذ إن الدستور ينص على أن المواضيع الأساسية الآتية تحتاج الى موافقة ثلثي أعضاء الحكومة: تعديل الدستور، إعلان حال الطوارئ وإلغاؤها، الحرب والسلم، التعبئة العامة، الاتفاقات والمعاهدات الدولية، الموازنة العامة للدولة، الخطط الإنمائية الشاملة والطويلة المدى، تعيين موظفي الفئة الأولى وما يعادلها، إعادة النظر في التقسيم الإداري، حل مجلس النواب، قانون الانتخابات، قانون الجنسية، قوانين الأحوال الشخصية، إقالة الوزراء.

في المقابل، يرى حلفاء دمشق ان ميقاتي يستطيع أن يفعل بالدستور ما يريد لكنهم هم الذين يحددون فعلاً صيغة تركيبة الحكومة وطريقة تأليفها وتوزيع معظم الحقائب فيها لأنها حكومتهم ولذلك فهم يريدون قيادتها وتحديد توجهاتها ومسارها وأهدافها منذ البداية. وعلى هذا الأساس يطالب حلفاء دمشق بالحصول على ثلثي الحقائب الوزارية والإمساك بوزارتي الداخلية والدفاع وبتعيين وزير أو وزيرين من "المعارضة السنية" لسعد الحريري، وهي مطالب يعارضها معاً سليمان وميقاتي.

ميقاتي والمحكمة

ثالثاً - يريد ميقاتي تأليف حكومة تضمن استمرار الدعم العربي والدولي الواسع للبنان في مجالات حيوية عدة، فتواصِل عملية الانفتاح على العالم العربي ككل وليس على سوريا وحدها وتحتفظ بعلاقات جيدة وقوية مع المجتمع الدولي والدول البارزة والمؤثرة فيه وعلى رأسها أميركا وفرنسا والدول الأوروبية الاخرى، وذلك لأسباب سياسية واقتصادية ومالية وتجارية وعسكرية وأمنية. وهذا التوجه يتطلب أن تلتزم الحكومة الجديدة تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وأبرزها القرار1701 والقرار 1757 الذي أنشأ المحكمة الخاصة بلبنان. وعلى هذا الأساس يرفض ميقاتي أن تتحمل الحكومة التي يرئسها مسؤولية قطع العلاقة مع المحكمة الخاصة ووقف التعاون معها، بل يرغب في أن تتم معالجة هذه القضية المهمة والحساسة ضمن إطار مؤتمر الحوار الوطني للتوصل الى تفاهم عليها يكون مقبولاً لدى كل الأفرقاء ويحظى بغطاء عربي ويمنع حصول مواجهة مع مجلس الأمن والدول البارزة. لكن حلفاء دمشق ليسوا مهتمين بالدعم العربي والدولي الواسع للبنان، بل إنهم يفضلون تقليصه لربط هذا البلد بالمحور السوري – الإيراني  ومخططاته. وقد أسقط حلفاء دمشق حكومة سعد الحريري لرفض الأخير وقف التعاون مع المحكمة. وضمن هذا السياق قال لنا ديبلوماسي أوروبي مطلع : "ان "حزب الله" وعد ميقاتي "بتفهم" موقفه من المحكمة، لكنه في الواقع سيطلب من وزراء العماد ميشال عون الإصرار على أن يتضمن البيان الوزاري بنداً يدعو الى فك إرتباط لبنان بالمحكمة ووقف التعاون معها أو إعادة النظر في هذا التعاون، فيتضامن وزراء فريق 8 آذار مع هذا الطلب مما يشكل إحراجاً كبيراً لميقاتي في حال تأليف الحكومة طبعاً.

رابعاً - يتصرف حلفاء دمشق مع ميقاتي على أساس انهم يحتاجون اليه لتأليف الحكومة ولتأمين الغطاء لقراراتهم وخططهم لا أكثر، لكنهم في المقابل، ليسوا مهتمين بموقعه وحجم نفوذه في طائفته أو بمصير علاقاته مع الدول العربية والأجنبية البارزة أو بطموحاته وحساباته ومصالحه السياسية والمالية لأنه "ليس حليفاً حقيقياً لهم بل مجرد شريك في عملية تأليف الحكومة يمكن التخلي عنه لاحقاً"، كما قال ديبلوماسي أوروبي مطلع. لكن ميقاتي يرفض أن يكون مجرد غطاء أو واجهة سنية لحكومة يرئسها ويقتصر دوره ودور رئيس الجمهورية فيها على توقيع القرارات التي يتخذها فريق 8 آذار. وذكر الديبلوماسي الأوروبي المطلع "أن حلفاء دمشق يرون انهم استعانوا بميقاتي لأنه ليست لديه كتلة نيابية كبيرة تدعم موقفه داخل الحكومة".

خامساً - القاسم المشترك الأساسي بين ميقاتي وفريق 8 آذار ان الطرفين تربطهما علاقات وثيقة بالرئيس بشار الأسد وبنظامه. غير ان هذا العامل ليس كافياً لتذليل العقبات التي تعرقل تأليف الحكومة، إذ ان الأسد طلب من ميقاتي تأليفها، لكنه في الواقع يدعم المواقف الأساسية لفريق 8 آذار لأنها مطالبه، ويريد حكومة تعيد ربط لبنان تدريجاً بسوريا وتحقق تالياً مصالحه وأهدافه وتعزيز مواقع حلفائه وتنزع الشرعية اللبنانية عن المحكمة الخاصة بلبنان وتؤمن الدعم الرسمي لسلاح "حزب الله" أو تمتنع عن المطالبة بتخليه عن قرار الحرب.

حكومتان في حكومة واحدة

ضمن هذا السياق أفادت معلومات تلقتها دولة أوروبية بارزة من سفارتها في بيروت "ان الانطباعات التي تكونت لدى ميقاتي، بعد مشاوراته المضنية والطويلة مع حلفائه الجدد وإتصالاته المباشرة وغير المباشرة مع نظام الأسد وجهات عربية ودولية معنية بالأمر، مختلفة الى حد كبير عما كان يعتقده ويتصوره ويراهن عليه حين تخلى عن تحالفه مع الحريري وخاض مغامرة تأليف الحكومة". واستناداً الى هذه المعلومات "فإن ميقاتي خائف سياسياً من الفشل في تأليف حكومة إنقاذ وطني أو حكومة مقبولة قادرة على الصمود وتجاوز التحديات الداخلية والخارجية وعلى تحقيق تطلعات اللبنانيين الى حد ما في أقل تقدير. كما ان ميقاتي خائف سياسياً من أن يصير أسير فريق 8 آذار فيقتصر دوره على تنفيذ مطالبه، وخائف سياسياً من الدخول في مواجهة مع حلفائه الجدد ومع النظام السوري، وخائف من أن يبادر الى التراجع والاعتذار عن التأليف مما يشكل نكسة لحلفاء دمشق، وخائف من أن تتهمه الدول العربية والأجنبية البارزة بأنه واجهة ﻟ "حزب الله" ولنشاطاته الداخلية والإقليمية وبأنه يشارك في تنفيذ خطط المحور السوري – الإيراني في الوقت الذي تشهد العلاقات بين الدول الخليجية وإيران تأزماً حاداً وحقيقياً ويواجه نظام الأسد مشاكل داخلية جدية وتدهوراً في العلاقات مع دول عربية وأجنبية بارزة".

وقال لنا ديبلوماسي أوروبي مطلع على الملف اللبناني: "أخطأ ميقاتي لأنه لم يصارح نفسه وحلفاءه منذ البداية. فالواضح ان الأسد وحلفاءه ليسوا راغبين في تأليف حكومة وحدة وطنية أو حكومة إنقاذ وطني لأنهم أسقطوا حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري ومنعوا تحقيق مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لعقد مؤتمر مصالحة وطنية في الرياض من أجل التوصل الى تفاهمات عادلة ومتوازنة على المشاكل العالقة تكون مقبولة لدى كل الأفرقاء اللبنانيين وتؤمن العدالة والاستقرار معاً. لقد تجاهل ميقاتي الحقيقة الأساسية وهي ان المسؤولين السوريين وحلفاءهم يريدون حكومة مواجهة في الداخل والخارج وليس حكومة الإنقاذ الوطني التي يحلم بها ويتمناها من غير أن يمتلك القدرة على التوصل اليها". وأضاف: "كان أمام ميقاتي خياران: أما أن يرفض التكليف منذ البداية ويتمسك بتحالفه مع الحريري والاستقلاليين وبعلاقاته الجيدة مع دول عربية وأجنبية عدة وينتظر فرصة ملائمة أخرى ويدعم تولي الحريري زعيم الكتلة النيابية التي تمثل الغالبية الساحقة من السنة لتأليف حكومة جديدة، وأما أن يقبل التكليف بعد أن يكون اطلع فعلاً على كل الحقائق والمعطيات فيتحمل حينذاك مسؤولياته الكاملة فيعقد جلسات مصارحة مع المسؤولين السوريين ومع قيادة "حزب الله" لمناقشة صيغة الحكومة الجديدة وطريقة معالجة المشاكل العالقة وتسوية العقد الأساسية المحتملة ويتخذ في ضوء هذه المشاورات قراره النهائي الواضح. لكن ميقاتي لم يفعل ذلك بل تصرف على أساس أن صلاحياته الدستورية وعلاقاته الوثيقة بالأسد وحاجة فريق 8 آذار اليه تمنحه القدرة على تأليف الحكومة التي يريد. لكن حسابات ميقاتي هذه لم تكن صحيحة أو وثيقة".

 

التجاذب حول مرحلة ما بعد الثورات العربية يطيل أمدها

الخوف على الحكومة بعد تشكيلها أقوى مما قبله

النهار/اميل خوري     

متى تنتهي الثورات الشعبية التي تجتاح عدداً من دول المنطقة، وأي نظام يستقر فيها؟ ذلك أن هذه الثورات تختلف ببداياتها ونهاياتها عن الانقلابات العسكرية التي تحسم الأمور خلال ساعات إذا نجحت، وإلا اعتقل القائمون بها وحوكموا إذا فشلوا.

هذا هو السؤال الذي لا جواب عنه، ففي مصر وكذلك في تونس تأخذ الثورة طريقها نحو الاستقرار وتركيز النظام الديموقراطي الجديد، وهو ما يهم الولايات المتحدة الأميركية خصوصاً ودول الغرب عموماً.

أما اسرائيل فكل ما يهمها في التغيير الحاصل في أنظمة الحكم والحكّام في المنطقة هو أن تبقى حدودها هادئة وآمنة ولا يقوم حكم جديد يعيد النظر في اتفاقات السلام المعقودة معها، وهي لذلك تراقب باهتمام وربما بقلق لمعرفة ماذا بعد الثورات العربية حتى إذا لم يكن ما يرضيها ويريح بالها، عمدت إلى تغذية أسباب استمرار الفوضى وعدم الاستقرار لتظل الدول التي تتآكلها الاضطرابات والقلاقل مشغولة بنفسها عن اسرائيل، وهو ما يحصل حتى الآن في ليبيا واليمن، ولا أحد يعرف ما إذا كانت الثورة الشعبية ستمتد إلى دول أخرى فتدخل المنطقة عندئذ في حالة فوضى عارمة طويلة تسير بها نحو المجهول وتستنزف طاقاتها الاقتصادية ومواردها المالية والطبيعية. ولم تعد الولايات المتحدة الأميركية من جهتها تخاف وصول من يوصفون بالأصولية والتطرف إلى السلطة ما دامت إرادة الشعب هي التي تسقط من توصلهم إلى السلطة إذا أساءوا التصرف مع الحرية ومع المشكلات الاجتماعية والمعيشية، وهذا ما جعل مستشارة الرئيس أوباما للشؤون الاسلامية داليا مجاهد تقول في حديث صحافي: "إن أميركا لا تخشى جماعة الإخوان المسلمين بسبب كونها جماعة اسلامية، خصوصاً أنها غير مدرجة ضمن المنظمات الارهابية. فأميركا ليست ضد الاسلاميين بدليل أنها غير قلقة من الاسلاميين في ماليزيا واندونيسيا. فالخوف من "الإخوان" سببه الخوف من زيادة التعاطف مع غزة والقضية الفلسطينية وهو بالطبع في غير صالح اسرائيل، وان طريقة تعامل أميركا مع مصر ستختلف بشكل ايجابي في المرحلة المقبلة وأنها ستتبع سياسة أقرب الى سياساتها مع تركيا، وان مصر ستصبح مثل تركيا ذات قوّة ووزن في المنطقة. ويمكن القول إن الثورة المصرية غيّرت سياسة أميركا حيال مصر، وكذلك حيال إسرائيل في المنطقة، وأن الديموقراطية في مصر ستغير المنطقة بكاملها".

وإذا كانت الأوضاع في مصر وتونس تسير رويداً نحو الاستقرار، فإن الأوضاع مختلفة في ليبيا، إذ إن كثيرين ظنوا أن التدخل العسكري الغربي بواسطة حلف شمال الأطلسي سوف يجعل النظام فيها يسقط خلال أيام، وإذا بالمعارك تطول بين من هم مع النظام ومن هم ضده، وقد يكون ثمة تجاذب بين دول الغرب وكذلك مع اسرائيل حول مستقبل ليبيا. هل تبقى واحدة موحّدة أم تقسّم؟ وان دول الغرب قد تكون مهتمة بنتائج الثورات العربية أكثر من اهتمامها بالثورات ذاتها، فلا يكفي ان تطمئن الى نتائجها بلباس رداء الديموقراطية ومكافحة الفساد والتصدي للظلم والاستبداد، إذ ربما تخفي في داخلها ما يثير الريبة خصوصاً إذا أدخلت المنطقة مرحلة المراوحة وربما الفوضى، وما الذي يحدث عندئذ لأسعار النفط ولمسار الديموقراطية ذاته، وهل تعود وتتحول الى فاشية وشمولية؟ وهذا ما يشغل بال ادارة الرئيس الأميركي وقد بات قريباً من مواجهة الانتخابات الرئاسية.

يبقى أن ما يهم لبنان بصورة خاصة هو الوضع في سوريا وفي أي اتجاه يسير، لأن لمساره تأثيراً على الوضع عندنا خصوصاً وبلدنا يواجه أزمة وزارية استعصى حلّها حتى الآن، ولا بدّ أن تأخذ الحكومة العتيدة شكل ما سيحصل في سوريا، وأن يصبح مصيرها مرتبطاً بما قد يحصل في ما بعد. فحتى الآن لا تزال القيادة السورية ممسكة بالوضع خلافاً لما كان عليه في مصر وتونس، وأن المتظاهرين لم يخرجوا بشعاراتهم عن حدود المطالبة بالاصلاح واستعجال اجرائه، ولم ترتفع أصوات تدعو الى سقوط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد. فهل يكون استعجال تحقيق الاصلاح كافياً لبقاء النظام وأهله؟

وفي المعلومات أن في داخل الادارة الأميركية انقساماً حول كيفية مواجهة الوضع في سوريا، وذلك بين من يرى الاكتفاء بتحقيق الاصلاحات المطلوبة لتخرج سوريا من الحكم الشمولي إلى الحكم الديموقراطي، ومن يرى عدم الاكتفاء بذلك وأن يكون التغيير في النظام وفي أهله أيضاً.

أما اسرائيل ففي رأي رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست النائب المعارض شاؤول موفاز كما جاء في حديث صحافي له: "إن الرئيس الأسد سيحاول التمسك بحكمه بكل قوّة ولا أحد يستطيع توقّع ما الذي ستسفر عنه التطورات. فسوريا مختلفة عن تونس ومصر وليبيا وغيرها، لكن ما يقلق هو أن إيران تزداد قوّة، ولستُ واثقاً من أن الايرانيين وحلفاءهم ليس لهم  يد في ما يجري في العالم العربي.

هل يمكن القول بعد عرض ما يحصل في عدد من الدول العربية أن لبنان سيبقى في غرفة الانتظار، وفي معزل عما يجري سواء تشكلت الحكومة أو ظل تشكيلها يتعثر، وذلك ريثما تنجلي صورة الوضع في المنطقة ولا سيما في سوريا، لان الخوف على الحكومة بعد التشكيل لا يقلّ عن الخوف الذي يواجهها في التشكيل.

 

الروس نصحوا الأسد بتجنّب خطأ غورباتشيوف!

الرهان على الإصلاحات السورية لم يسقط بعد

النهار/روزانا بومنصف     

كشفت مصادر ديبلوماسية ان الاتصالات التي اجراها عدد من زعماء الدول اوائل الاسبوع الماضي بالرئيس السوري بشار الاسد بعد ايام على الخطاب الذي ألقاه في 30 آذار المنصرم حضوه فيها على الاسراع في تقديم اصلاحات ذات معنى تمنع انزلاق سوريا الى ما انزلقت اليه بعض الانظمة العربية. وفي حين برز الاتصال الذي اجراه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بناء على تصريحات له افادت بمضمون ما كان سيقوله للرئيس السوري، فان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وفق معلومات هذه المصادر اشار على نظيره السوري بأخذ تجربة آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشيوف في الاعتبار. فهذا الاخير الذي كان وراء نشوء نظرية "البيريسترويكا" كسبيل للخروج من الازمة الشاملة التي كان يمر بها البناء الاشتراكي نتيجة الخلل والفساد الذي تراكم على امتداد عقود من الزمن استمر في التبشير بهذه النظرية على مدى ثلاثة اعوام قبل ان ينفرط عقد الاتحاد السوفياتي وتنهار دوله ويخرج غورباتشيوف من السلطة ويحل محله بوريس يلتسين.

وعلى ذمة المصادر اصحاب هذه المعلومات فان مسارعة غورباتشيوف الى تطبيق الاصلاحات التي روّج لها كانت ستوفر للاتحاد السوفياتي السابق الوصول الى اقتصاد مختلف عما حصل في مرحلة لاحقة، لكنه اجهض بنفسه المسار المفترض والطبيعي للامور مما ادى الى ضياع "ثروات" علمية وتكنولوجية كبيرة اذ أضاع 3 سنوات في الكلام على الاصلاح ولم ينفّذه كما لم يفسح لانتقال تدريجي من سيطرة الدولة الى القطاع الخاص وعدم القفز الى هذا الاخير دفعة واحدة مما سهّل اختلال روسيا والدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي قبل ان تستقر.

وبحسب المعلومات نفسها فان زعماء الدول الصديقة لسوريا كانوا حازمين في توجيه رسائل على المستوى نفسه على ان يتولى الرئيس السوري نفسه قيادة التغييرات الاصلاحية في بلاده وليس اي مسؤول آخر. معطيات مماثلة توافرت ايضا عن موقف المسؤولين الاتراك الذين لا يودون رؤية سوريا تنزلق نحو الفوضى او اي تغيير غير مدروس او غير معروف مع وجود نحو 800 كيلومتر من الحدود المشتركة بين البلدين علما ان المصادر المعنية تقول ان ليس في مصلحة اي دولة في المنطقة ان ترى انهيارا للنظام السوري والامر ينسحب على الدول الغربية التي لا تزال تؤمن بان الرئيس السوري يمكن ان يقود عملية الاصلاح في حال اراد ذلك، وهو اعلن عن نيته القيام بذلك على ان يختار الوتيرة المناسبة له وفق ما جاء في خطابه في 30 آذار. وتقول هذه المصادر انها كانت تأمل ولا تزال ان يحمي الرئيس السوري التظاهرات التي تجري في مناطق سورية عدة وان يعطي هامشا كبيرا للتحرك على ان يعمد في موازاة ذلك الى بدء عملية الاصلاح بروية لكن بما يوحي الثقة لدى الشعب السوري الذي اظهر على رغم ما حصل حتى الان من استمرار للتظاهرات والاحتجاجات انه يفسح في المجال كثيرا امام الرئيس السوري للقيام بتغييرات ويطالبه بها ولم تصل الامور بعد الى المس به. يساعده في ذلك عدم وجود وسائل اعلامية مستنفرة مثلما كانت الحال بالنسبة الى دول عربية اخرى او عدم تسليط اي من المسؤولين العرب الضوء على ما يجري في سوريا والتعاطي مع كل ذلك كأنه لا يتخطى الشأن الداخلي على غير ما كان التعاطي مع انظمة عربية اخرى . وتأمل هذه المصادر، ومع الاخذ في الاعتبار وجود خيط رفيع بات يربط بين ما يجري في دول المنطقة وتأثيرها بعضها على بعض، ان يبادر الرئيس السوري الى اعلان خطة يطمئن اليها الشعب السوري باعتبار ان اسلوب مواجهة التظاهرات يلقى صدى سلبيا يخشى معه ان يضيق هامش الدول الصديقة في التعاطي مع النظام السوري.

فالادارة الفرنسية على سبيل المثال دافعت امام مجلسي النواب والشيوخ الفرنسيين عن خطة فرنسا للتدخل في ما يجري في ليبيا باعتبارها دفاعاً عن الشعب الليبي الذي يتعرض لقمع الزعيم الليبي معمر القذافي وبطشه، علما ان هناك اسبابا اخرى ايضا، لا تستطيع الاكتفاء طويلا بمطالبة الرئيس السوري بتغيير اسلوب مواجهة المتظاهرين والتنديد بالقمع والمطالبة بالاصلاح فقط على رغم ان ليس هناك حماسة للتدخل الغربي المباشر على ما يحصل في ليبيا. وكذلك الامر بالنسبة الى تركيا وروسيا وسائر الدول الصديقة لسوريا وخصوصا انها لا تزال تعتبر ان الاسد يملك المبادرة والقدرة على القيام بما يتعين عليه القيام به على هذا الصعيد. اذ بمقدار ما تعتبر هذه الدول نفسها صديقة لسوريا فانها ترجو في المقابل ان الاصغاء الى ما يعتقد انها نظرة خارجية واقعية واستشرافية لما يجري في المنطقة وتطوره اقله من ضمن هامش لا بأس به لم يكن متاحا مع انطلاق الانتفاضتين التونسية والمصرية لاحقا باعتبار ان هاتين فاجأتا المجتمع الدولي بأسره، في حين ان ما يحصل حالياً تجاوز نطاق المفاجأة وبات يمكن ادراجه في اطار ما يمكن توقعه وفق الخيارات التي ستعتمد.

 

لئلا يتمدّد الحريق

النهار/نبيل بومنصف     

لن يجد النظام السوري في محنته المصيرية المتدحرجة من هم أوفى له من حلفائه اللبنانيين، كما لن يجد من هم حكماء في التعامل مع هذا التطور أكثر من خصومه اللبنانيين. وتبعاً لهذه القاعدة التي تمليها المصالح الكبرى للأفرقاء اللبنانيين، تغدو استعادة العدائية حيال فريق لبناني بذريعة اتهامه بالتورط في الحدث السوري أشبه بضربة سيف ضائعة في مياه هائجة.

مع ذلك، سيتعين على القوى اللبنانية ان تواجه بسرعة المضاعفات المتعاقبة لحالات الانكار التي تتعامل عبرها أنظمة عربية مختلفة مع الثورات التي تضربها. فلنقل – على سبيل التوازن مثلاً – إن الاتهام السوري لتيار "المستقبل" بالتورط في تحريك الاضطرابات السورية شبيه بالاتهام الليبي لـ"حزب الله" بالقتال الى جانب الثوار الليبيين. في الشكل على الاقل، ثمة حالة إنكار سورية مماثلة لحالة إنكار ليبية لذاتية الثورة في كلا البلدين. فحتى مع التسليم بصحة الاتهام لن يقوى عاقل على تصور قدرة "المستقبل" على دفع آلاف النسوة السوريات الى التظاهر او دفع طلاب جامعة حلب الى إسقاط جدار الخوف. وحتى مع التسليم بصحة الاتهام لن تقاس قدرة "حزب الله" بتلك الضخامة التدميرية التي تحوِّل القذافي الى نيرون ليبيا.

واذا كان النموذجان يكشفان بلا جدل الانكار المستحكم بالنظامين، فاللبنانيون ليسوا معنيين الا بما توحيه أي محاولة للزج بهم في تركة ارتباطاتهم او خلافاتهم او استدراجهم او حتى احتمال تورطهم، اذا حصل، بهذا الجحيم القلاب المتدحرج في المنطقة.

هنا تماماً تقع لحظة المقتل الداخلي، ان لم يُظهر الافرقاء اللبنانيون تفوقاً غير عادي على الموروث القديم المتهالك من الارتباط بصراعات المحيط الاقليمي وتقلباته الى حد الانتحار معه ان لم يجر استدراك هذه الشرور المبيتة. والامر لا يقف عند حدود تسفيه أي اتهام او زعم ولو كان في ذاته متهالكاً، بل يستدعي سلوكاً سياسياً داخلياً لم تظهر ملامحه بعد، خصوصاً لدى الائتلاف الأكثري الجديد. فاليوميات اللبنانية تظهر القوى اللبنانية في عالم منقطع عن حريق يضرب المنطقة ويلتهمها بلداً إثر بلد. وثمة في هذا السياق فرصة تاريخية للأفرقاء اللبنانيين لقلب الطاولة على كل القديم والاقبال على النجاة بلبنان وتحييده تحييداً ناجزاً كاملاً عن كل "الروابط" القاتلة ما دامت بلدان "المنشأ" تعاني سكرات الانهيار الواحدة تلو الاخرى. وفي مقابل الانكار القاتل هناك بات يحق للبنانيين ان يبصروا مشاهد "الاعتراف" الداخلي هنا التي قد تبدأ بمجرد سقوط للمكابرة والمبادرة الى "سرقة" لبنان من عتيقه وخطفه الى مبادرة سيادية ناجزة لا يكون فيها أي رابط إلا مع المصالح الكبرى لأهله وحدهم.

 

هل قابل جورج اورويل "الأخ الأكبر" حسن نصرالله؟

طارق نجم/موقع 14 آذار

قبيل منتصف القرن العشرين، أنهى جورج أورويل George Orwell روايته الشهيرة "1984" التي تصنف أنها من أفضل وأعمق ما كتب من روايات، وقد ترجمت هذه الرواية لأكثر من 62 لغة حول العالم، وأختارتها مجلة Time كواحدة من أفضل 100 رواية كتبت بالإنجليزية من عام 1923 وحتى عام 2005، كما منعت من الدخول لكثير من الدول على اعتبارها رواية خطره من الناحية السياسية. فسّر الكثيرون الرواية على أنها ربما تتحدث عن الاتحاد السوفيتي تحت حكم "ستالين" والذي يسبغ عليه أورويل صفة "الأخ الأكبر" ولكني أميل إلى الرأي القائل أنّ أورويل ببصيرته النافذة كان يصف في روايته ما هو قادم من أشكال الديكتاتورية، ويتكلم عن خوفه من الأنظمة الشمولية عموماً والثيوقراطية بالتحديد، المشغولة بتوجيه الناس وفق رغبتها عبر عملية "غسيل مخ" مكثفة غايتها إخضاع الفرد تجري بالإكراه، وهو ما تحاول العديد من الأطراف فعله في يومنا هذا، وحتى في أكثر البلدان التي يمكن أن نصفها بالديمقراطية.

رواية "1984" لم تجر في لبنان او في بلد واقعي على الأقل لكن اوجه الشبه بين دولة اوشيانيا (الخيالية) التي يحكمها "الأخ الأكبر" وبين دويلة حزب الله التي يقودها نصرالله ويتحكم من خلالها بلبنان، تعكس تطابقاً جديرا بالتوقف عنده ويمكن إسقاط الكثير مما جرى من أحداث في رواية 1984 على ما يجري في لبنان. إن كانت عبقرية اورويل التي سبق وأن تجلت في تحفته "مزرعة الحيوانات" قد استقى افكارها من التجارب الشمولية التي واكبها، فإن رواية "1984" تتحدث عن الشمولية القادمة بأوجهها الجديدة وأساليبها العصرية على الرغم من أنّ القدر لم يجمع جورج أورويل وحسن نصرالله في زمان واحد. كما كان يطلّ "الأخ الأكبر" من على شاشة "تيليسكرين"، يطلّ السيد نصرالله بين الفينة والأخرى من على شاشة تلفزيونه الأصفر كذلك كي يوزع على المشاهدين مواعظ وتوجيهات ونصائح تقارب الآلهيات بعباراتها وتمنح قائلها صفات المنزه عن الخطأ. وعلى غرار "الأخ الأكبر" المسيطر على جميع تفاصيل حياة سكان دولة اوشيانيا، والذي يحرض على إبقاء مشاعر الغضب و الكراهية و الشك بالذات وبالآخرين، نستذكر شخص الأمين العام المبجل الذي لا يقبل أن تنطفىء جذوة العنف الثوري بين شعوب العالم التي نصب نفسه ولي لأمرهم، تحت مسميات المقاومة والتصدي والصمود، وسائر ادبيات الديكتاتوريات المستترة تحت عباءة الممانعة.

دولة الأخ الأكبر لا تقوم بالحفاظ على الحقيقة، بل تقوم بتغيير الماضي لجعله يتوافق مع الحاضر. بمعنى أنه إذا كانت توقعات الحزب مخالفة لما هي عليه في الوقت الآني، يتم تغيير الماضي في السجلات بحيث تتطابق مع الواقع الحالي، أي أن الحزب الحاكم أو الأخ الأكبر هو بمثابة الإله: كل ما يقوم به، كل تحركاته، كل حركة وكل قرار يتخذه هو قرار حكيم وصائب وغيره خطأ. فكلمات نصرالله تغير حقيقة كل مجريات الأحداث الماضية والتي قد تدين الحزب، وهو مستعد لمسح كل الدماء التي تلوثت بها يداه على مدى سنوات وسنوات من حرب الأخوة في الثمانينات وحتى 7 أيار وبرج ابو حيدر، وتصويرها كأنها لم تحدث أبداً. وكذلك هو مستعد "لتغيير وإصلاح" كل ما من شأنه أن يلحق الضرر بسمعة حلفائه سواء ورد ذلك على "ويكليكس" أو كان ذلك من خلال الفساد المستشري في الوزارات التي اشرفوا عليها لسنوات ومجلس النواب اللذي عطلوه من دون مسوّغ.

وكما أن لا شيء حقيقي سوى "الأخ الأكبر" والحقائق التي يقصف بها محققوه عقل ونستون سميث بطل رواية 1984، فالسيد نصرالله يصرّ مراراً وتكراراً على قصف عقول اللبنانيين (من أنصاره ومن أخصامه) كي يوهمهم أنّ علاقته بالشهيد رفيق الحريري كانت كالسمن على العسل، وأن من جاء خلفاً الرئيس الشهيد هم من حادوا عن طريقه... والويل كل الويل لمن يقول غير ذلك وإلا يصبح عميلاً دنساً... في وقت يعلم القاصي والداني الحرب الشعواء التي تعرض لها الحريري قبل استشهاده من حلفاء ومعسكر المحسوبين على حزب الله. وفي الرواية تسمى تقنية السيطرة على الفكر بالتفكير المزدوج الذي يتبنى تفسيرين مختلفين للمفاهيم نفسها، ولدى حسن نصرالله أيضاً تفسيرين مختلفين لكل شيء أو على غرار مقولته الشهيرة "حمّالة أوجه" حيث التظاهرات في مصر والبحرين تختلف تماماً عن الإحتجاجات في ايران وسوريا، وكذلك فإن الوكيليكس الذي يوجب اتهامات العمالة للعدوّ للبعض، فإن نفس الوثائق تجود على آخرين بلقب "الأخ" و "الصديق" و "الأستاذ".

قد لا تتماثل تفاصيل الرواية بحذافيرها مع ما يمارسه حزب الله حرفياً ولكن الشمولية الواضحة والعمل المستمر على الإمساك بمراكز القرار تدريجياً وفرض ايديولجيات تتناقض مع الخيارات الأساسية للمواطنين، لا يمكن إلا أن تقرأ ضمن المنهج الذي يسير عليه حزب الله نحو إقامة ما يشبه الديكتاتورية العسكريتارية في لبنان. لم تنته صلاحية الرواية 1984، ولن تنتهي طالما لم تندثر الشمولية في الفكر والممارسة وستظل هذه الرواية '1984 تستعاد كلما تمّ تناول الأنظمة الشمولية ذات الحزب الواحد. فهذه الرواية كانت أشبه بالتحذير الذي قد يفرضه الفكر الشمولي على اتباعه حيث يتحوّل المؤمنون بفكر الحزب الذي يحمل هذا الإيمان إلى أنّ نهاية التاريخ قد حلّت وأنّ عليهم حشد قواهم للمعركة الأخيرة التي هي آتية لا محالة من عالم الغيبيات الذي يستعد له أتباع الحزب المخلصون.

في الفصل السابع من الرواية، تأتي مقولة البطل ونستون سميث لتمثل قمة الأمل الذي يكمن "في الشعب الذي يمكن ان تنبعث منه القوة القادرة على تدمير الحزب. لا يمكن إسقاط الحزب من داخله. ولو أرادوا لمزّقوا وأحالوا الحزب هشيماً تذروه الرياح بين عشية وضحاها، ولا بد أن يخطر لهم ذلك إن عاجلاً أو آجلاً". نعم...جورج اورويل لم يقابل حسن نصرالله أو يعش في زمن الانتصارات الآلهية ولكن دون أدنى شك فإنّ نصرالله معني بصفة الأخ الأكبر بطريقة أو بأخرى ولو أطلقها اورويل قبل 60 عاماً.

وفي نهاية الرواية، يتلقى البطل "الرصاصة التي لطالما انتظرها...واكتشف الابتسامة خلف الشارب الأسود...وبات يحب الأخ الأكبر"....ونحن في لبنان نقول: حسن نصرالله لن نحبك ابداً! المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

شبكة "رصد وسيطرة" أبطالها ...فاليه باركينغ

الجمعة, 25 مارس 2011 09:42

الجمهورية

المهمة: الرصد والإفادة والتحرك الميداني

الثانية فجرا، شاب ثلاثيني تجمّع حوله عدد من الشبان يريهم مشاهد من فيديو صوّرها بنفسه على هاتفه الخلوي، متباهيا أنه ورفاقه، ونصفهم من المتحلقين حوله، ممَّن نفذوا اقتحام بيروت في السابع من أيار وسيطروا على الشارع وأطلقوا النار على منزل فلان وركّعوا آخر وسلبوا فلانا.

هذا المشهد يختصر كيف أنشأت إحدى الجهات الحزبية شبكة أمنية مهمتها "الرصد والمراقبة والإفادة والتحرك الميداني للسيطرة في نقاط التمركز والانتشار بقوة السلاح عند الحاجة".

والمفاجأة أن "أبطال" هذه المهمة يعملون ليلا (ونهارا) بصفة "فاليه باركينغ"، ما يبعد الشبهات عنهم، لا بل العكس، يستثيرون عطف "الزبائن" الذين يسلّمونهم سياراتهم بما فيها من "أسرار وأوراق".

وقد كشف تحقيق خاص ل "الجمهورية" أنه "وبهدف السيطرة على منطقة بيروت، وضعت إحدى الجهات الحزبية (...) خطة أمنية سرية مفصلة وبدأت تنفيذها منذ فترة، وهي تقوم على البنود التالية":

1 – "الانتشار الهادئ" في كل زاوية وشارع ومحلة ومنطقة في بيروت، من المنارة إلى الأشرفية، مرورا بالحمرا والوسط التجاري ومونو وغيرها.

2 – رصد حركة المسؤولين السياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال والديبلوماسيين ومراقبتهم، وجمع كل المعلومات وبأدق التفاصيل عنهم، وذلك في أثناء ارتيادهم المطاعم والفنادق وأماكن السهر.

3 – تأمين جهوزية التحرك من الرصد والمراقبة إلى "الانتشار الهجومي"، من خلال سحب السلاح وقطع الطرق وإطلاق النار والمداهمة والتوقيف عند الضرورة".

أدوات تنفيذ الخطة

ويشير التحقيق إلى إنشاء "وحدة أمنية"، مكوّنة من مئات الشبان، يتم تشغيلهم بصفة "فاليه باركينغ"، لأنّ هذه الوظيفة لا تثير الانتباه من جهة، وتوفّر تغطية على مدى الليل والنهار، كما أن "الهدف" (الشخصية المراقَبة) يأتي إليك من تلقاء نفسه.

ويكشف التحقيق أن هؤلاء الشبان (فاليه باركينغ) مقسّمون مجموعات يراوح عدد كل من عناصرها بين خمسة وستة، (يرفع العدد إلى 10 عناصر أيام السبت والعطل) يتولى أحدهم رئاسة خليتها، ويرتبط بمسؤول آخر أعلى رتبة منه يكون بدوره مسؤولا عن منطقة فيها عدة مجموعات، ويرتبط بدوره بمسؤول أكبر لا يعرفه أحد، ويوجد في منطقة خارج بيروت.

ويضيف التحقيق أن هؤلاء الشبان مدرّبون على تقنيات الرصد والمراقبة من دون إثارة الشبهات، وعلى استخدام السلاح وحرب الشوارع، وقد شاركوا بالفعل في السابع من أيار في الهجوم العسكري والميليشيوي على بيروت انطلاقا من مراكز انتشارهم في الوظيفة.

ويكشف التحقيق أسماء عدد من المسؤولين عن هذه المجموعات، ونقاط مهماتهم، وأسلوب عملهم، وتصرفات العاملين على الأرض، ومنها:

- رئيس المجموعات في منطقة الوسط التجاري ومونو، ويلقّب بـ"بوي" (Boy)، وهو يقيم في مركز في محلة الخندق الغميق، وبحقه عدة مذكرات توقيف، إلا أن أحدا لا يراه ولا يعرف شكله.

- مسؤول مجموعات "الفاليه باركينغ" الميداني، وهو تابع لـ"بوي"، ويوجد على الأرض متنقلا بين أفراد المجموعات الموزعين أمام المطاعم والملاهي، ويلقب بـ"عنكان".

- المكلفون بإثارة المشكلات من اعتداء وفرض خوّات وإطلاق نار وشطب بالموسى "البطل"، و"أ. م. وع. ر." الذي يفاخر بعرض صوره مسلحا في إحدى الآليات العسكرية الحزبية في 7 أيار تحت إمرة الـ"بوي".

أسلوب الرصد

يتولّى أفراد مجموعة "الفاليه باركينغ":

- أخذ السيارة من الزبون لركنها، وما إن ينفرد بها في الموقف حتى يفتش ما في داخلها من هوية ودفتر سيارة او اي معلومة يمكن الإفادة عنها. مَن هو صاحبها وماذا يعمل؟

- رصد حركة الوافدين والخارجين: مَن هم؟ مَن أتى مع مَن؟ ويفيدون المسؤولين عنهم بالتفاصيل.

أما إذا أتت شخصية معروفة فإنّ الإبلاغ عنها يتم فورا بحسب التعليمات الحزبية كي يصار إلى استثمار المعلومة سريعا، إذا تطلب الأمر ذلك.

إلى ذلك، يتواصل شبان "الفاليه" المعنيون بالتحقيق، مع سائقي الشخصيات ومرافقيهم، فيمزحون معهم ويتقربون منهم بهدف الحصول على أكبر قدر من المعلومات عن رؤسائهم، وخصوصا عندما تتكرر زيارات هذه الشخصيات لهذه المؤسسات السياحية.

ويلفت التحقيق إلى أن عددا من الشخصيات امتنع عن ارتياد المطاعم في منطقة بيروت للأسباب المذكورة.

- يصوّرون بالهاتف الخلوي الزبائن وحتى النساء منهم، والسيارات وأرقامها والأوراق الثبوتية والمهمة الموجودة في داخلها.

- يفيدون عن هويات أصحاب المحالّ والموظفين وانتماءاتهم السياسية والطائفية.

كيف يعملون؟

- يقدّمون عرضا لصاحب المؤسسة السياحية لاستلام موقف السيارات لتسهيل حركة الزبائن بسبب قلة المواقف وكثرة السيارات. فإذا رفض صاحب المؤسسة طلبهم، يرسلون فريقا مؤلفا من نحو خمسين شابا على دراجات نارية فيطوّقون المحلّة وتدخل مجموعة منهم المحل وتبدأ بتحطيم محتوياته وضرب صاحبه وتهديده بالقتل إذا تقدم بشكوى إلى القوى الأمنية.

وهذا ما حصل عدّة مرات. ثم يطردون بالقوة شباب "الفاليه باركينغ" الأصيلين الذين لا ينتمون إليهم، والذين لا همّ لهم سوى العمل لتأمين لقمة العيش ، فيقطعون أرزاقهم. وبالفعل، فقد تم على مراحل تكسير عدد من سيارات الزبائن في المواقف، ما اضطر أصحاب المحالّ إلى تسليمهم إياها مرغمين.

إضافة إلى ذلك، يفرضون الخوّات على أصحاب المحال، وهي تراوح بين خمسمئة وألف دولار شهريا بحسب حجم المحل، ومَن لا يدفع يتم الاعتداء عليه، فلا يجد أمامه إلا خيارا من اثنين: إما الإقفال وإما الدفع.

ومن الحوادث التي أتى التحقيق على ذكرها، "أن "عنكان" يدخل مع أصدقائه المطاعم والحانات ويطلب ما يشاء ويغادر من دون أن يدفع الحساب أو أن يجرؤ احد على مطالبته بشيء.

وذكر التحقيق أن من المؤسسات التي اضطر أصحابها إلى بيعها او إقفالها، مؤسسة تدعى "د. ك. "، إذ إن صاحبها شُطب بالموسى في ظهره وتم تهديده بالقتل من قبل أ. م. بسبب محاولته منعه من الدخول للسهر.

كذلك حصل مع مؤسسة أخرى (مقهى ذ.) إذ أنهم دخلوا ليحتسوا البيرة مجانا، فلم يلبِّ صاحبه طلبهم، وبعد وقت قصير أتت مجموعة من نحو 50 شابا على دراجات نارية صغيرة، وانهالت عليه بالضرب وأدمته، كما حطّمت محتويات المؤسسة. وعلى رغم ذلك اضطر إلى إسقاط الشكوى، وأصبحوا من الرواد الدائمين، ولكن مجانا.

وقد حاولت هذه المجموعات التمدد أكثر شرقا، إلا أن جهات حزبية محلية تنبهت للأمر ونظّمت صفوف مجموعات مقابلة تصدّت لهم، ومنعتهم من الاستيلاء على أرزاقهم.

ويبقى السؤال: ما الذي تركوه بعيدا من لعبة الأمن والرصد والمراقبة؟ ومَن الذي يعوّض على الشبان الذين لا يجدون فرص العمل للعيش بكرامة في هذا الوطن، ويضطرون إلى العمل "فاليه باركينغ"، وعلى رغم ذلك يأتي مَن يقطع أعناقهم بقطع أرزاقهم؟

يتبع جزء ثان بمقابلات مع أشخاص تعرضوا للاعتداء والتهويل, وهم أصحاب مؤسسات وشبان "الفاليه باركنغ" الذين طردوا بالقوة.

 

ونبقى

 أنطوان نجم 

في أزمنة الاسترخاء والأهداف المحقَّقة، ننسى أنّ الشعوب تمرّ بصعود وهبوط، ونجاح وفشل، وفرحٍ ومآسٍ.

ليس في حياة الشعوب خطّ تصاعديّ دائم. خطّ حياتها متعرّج، يلتوي بين أبعاد المكان والزمان. يشوبه الإقدام والانكفاء، والسرعة والبطء، ولحظات الجمود والغليان...

فمن تصوّرَ أن الظروف تضحك له أبدًا، أو تعبس في وجهه دومًا، أخطأ كلّ الخطإ، وبَعُدَ من معرفة التاريخ وجهل ما يمكن أن تحمله الأيام الآتية.

إنّ من الضروريّ أن نُتْقنَ قراءة الأحداث في حال كنّا ملتزمين قضايا مجتمعنا وحاملين همومه. إنّ من قِيَم الالتزام ألاّ نسكر يوم النصر، ولا يُغمى علينا يوم الهزيمة. وبراعة الإفادة من السنوات العجاف تحاكي في أهمّيّتها حسن الإفادة من سنوات الخصب، وهما، كلتاهما، قُدْرتا تثميرٍ تبنيان المستقبل وتقيمانه على دعائم صامدة.

تجول في بالنا هذه الخواطر ونحن نرى غير جماعة من أبناء مجتمعنا يائسة، محبطة، متقزّزة من كلّ ذي علاقة بالشأن السياسيّ، مستقيلة من الوجود الفاعل المؤثّر.

لهؤلاء الإخوة والأبناء نقول:

1.علينا أن نتحرّر من وهْم جسيم جرّنا إلى بعض ما نحن فيه.

2.علينا أن نشفى من مرض خطر نخرنا حتى العظام.

3.علينا أن نتشبّث بأرضنا.

4.علينا أنْ نعيَ ماهيَّة قضيّتنا بدقّة.

1.منذ قرن ونصف القرن، أُدخل في روعنا زورًا أنّنا في حماية أقوياء العالم، وأنّهم في تصرّفنا، خاضعون لرغباتنا، حريصون على مصالحنا. فحملَنا الغرور والوهم والادّعاء على التخبطّ خبط عشواء في علاقاتنا، وعلى الاستهتار بارتباطاتنا، وعلى الوقوف تجاه العالَم موقف الواعظ من علُ، والناصح، وحتى المهدِّد أحيانًا، بينما نحن في أشدّ الحاجة إلى العظة والنصيحة والكفّ عن اللعب في أمورنا. وجهلنا أنّ توافق المصالح وتعارضها هو المعيار الذي يحدّد نظرة العالَم إلينا. وويلٌ لمن لا يعرف كيف يدخل في لعبة توازن القوى ومصالح الكبار والأقوياء بغية تحصين أهدافه.

2.تاريخنا مشحون بالصراع على السلطة والنفوذ، وبالأحرى على التفرّد بهما، وكأنّما الساعي إليهما اختاره الله ليكون المتقدّم الوحيد الأوحد في مجتمعه. فلم نعرف أن نقبل بعضنا بعضًا، ونسينا أنّ المجالات متيسّرة لكلّ ذي طموح. فتحالفنا حتى مع الشياطين لنغلب أخصامنا ونصل إلى غاياتنا. وحجبنا بصيرتنا عن كلّ حقّ وعدل، وتركنا حقدنا يقود خطانا. فسال الدم مدرارًا في ما بيننا، ووقعنا جميعنا في الهوّة العميقة، ودمّرنا ما بنيناه والآباء والجدود بعرق الجباه ودماء الشهداء.

إنّ التنافس من طبيعة البشر. وهو شرعيّ وضروريّ، وإلاّ لما تحقّق تقدّم. ولكن اعتبار المنافس عدوًّا لا بدّ من إزالته، وبأيّ وسيلة، هو نقضٌ لقانون التنافس وابتعادٌ عن الإنسانيّة واندفاعٌ في منزلق الهمجيّة.

التنافس يفترض القبول المتبادَل والاحترام المتبادَل والخضوع الهادئ لما تفرزه الديمقراطيّة الصحيحة بالممارسة الصحيحة.

1.والهجرة هي من أخطر ما يهدّدنا. إنّها تضعفنا عددًا وقدرات. تخلق فراغًا. والفراغ يملؤه سوانا على حسابنا. بالهجرة تزول قضيّتنا. قضيّتنا مرهونة ببقائنا هنا، بتشبّثنا بأرضنا لا في الاجتماع في الخارج. الهجرة نزيف يستلّ منّا الحياة على مهل وعلى نحوٍ مؤكّد. الهجرة ليست الموت فحسب، بل هي الاضمحلال. فكم كبيرة خطيئتنا إذا سمحنا بالهجرة، وكم هي أكبر إذا شجّعناها، فننهي وجودنا بإرادتنا ووعينا.

وفضلاً عن ذلك فإنّ للمسيحيّين دور شهادة للمسيح في هذا الشرق. إنكفاؤهم عنه هروب وخيانة وتنكّر لإيمانهم. جذورنا في هذا الشرق أعمق ممّا نتصوّر، إنّنا جزء أصيل منه. وهو جزء أصيل منّا. وفي لحظة من التاريخ كدنا نتماهى وإيّاه. فكلّ انسلاخ عنه انسلاخ عن الذات. وماذا يبقى من الذّات إنْ هي انسلخت عن ذاتها؟

1.قضيّتنا أن نحيا أحرارًا، بكلّ ما في الكلمة من جوانب وأبعاد وأعماق، في نظام ديموقراطيّ حقيقيّ يقوم على معايير الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان وسائر الشرعات المكمّلة له. إنّها من مسائلنا الأولى وهواجسنا الأساسيّة وأهدافنا المركزيّة.

الذّمّيّة، نصوصًا وأجواء، وحتى ممارسةً غير مباشرة، نرفضها رفضنا لشرّ كبير. إنّها طعن للحرّيّة، واغتصاب للحقّ، ونقضٌ للمساواة.

ترجمة الحياة الحرّة تكون بأن يحيا كلّ مواطن وفقًا لضميره ولاقتناعاته من غير أن يمسّ مواطنٌ مواطنًا آخر في حرّيّة ضميره وفي اقتناعاته، ومن غير أن يهيمن أحدٌ على أحد. لذا كان شعارنا وسيبقى: حرّية، مساواة، عدالة.

عندما تشتدّ العاصفة تأخذ في طريقها من يعاندها. المعاندة شيء، والمقاومة شيء آخر. المعاندة تشبّث بوسائل ما عادت صالحة ولا مثمرة في ظروف معيّنة وفي أحوال محدّدة. أمّا المقاومة فسعيٌ دائم للهدف، إنّما بوسائل تراعي الظروف والأوضاع المستجدّة.

السنديانة الكبيرة المتكبّرة اقتلعتها العاصفة العاتية. أمّا القصبة الهزيلة فنجت بانحنائها عند مرور العاصفة لتعود وتنتصب بعد زوالها.

هذا ما ينبغي أن نتأمّله. ونضيف إليه كثيرًا من الحكمة والأصالة والهدف. فيتوافق سلوكنا وإيماننا، ويكون مثلُنا الصالح أبلغ كلام ودعوة ورؤيا.

ألا فلنتأمّل.

 

إغواء "المستقبل"

حازم الأمين/لبنان الآن

بالأمس أمضيت نهاري محاولاً مقاومة اغراء بدأ يلح عليّ ما إنْ تصفحت الصحيفة في الصباح! كيف يمكن للبناني غير سني ان ينتمي الى تيار المستقبل؟ لبناني عادي تُغويه القوة فيرغب في الخضوع لها. لقد سبق ان كان هذا اللبناني عُرضة لاغواء مشابه بعد حرب تموز (يوليو) في العام 2006، اذ ان موجة رغبات انتابته حيال "حزب الله"، لكنه عاد وانتصر عليها لأسباب شخصية، اذ ان انتماءه للحزب كان سيتم على حساب رغبات ومتع لم يكن في حينه في وارد الاستغناء عنها.

لكن اغراء الانتماء لتيار المستقبل، ذاك الذي انتابني أمس، جاء جارفاً ولا يمكن مقاومته! ذاك ان الخبر الذي نقلته الصحف في صدر صفحاتها الأولى قلب ظهر المِجَن.

تيار المستقبل وراء حركة الاحتجاجات التي تشهدها المدن السورية. لا تستحق هذه الجملة ان تُختم بعلامة تعجب، وليس في اللغة العربية ما يعيننا على التعبير عن مستوى الذهول الذي أصابنا. انه خبر يخلف في قارئه شيئاً من اثنين: إما الإقرار بجهله المطلق بكل ما جرى في لبنان في السنوات الخمس الأخيرة، وإما ان يذهب الى أقرب مكتب لتيار المستقبل ويُسجل عضويته فيه.

ليس هذا الخبر وحده ما أحدث هذه التداعيات، فقد نقلت وسائل اعلام مؤيدة لـ"حزب الله" ان تيار المستقبل، وفي الوقت نفسه الذي كان يتولى ادارة الثورة في بانياس، كان يسمح لسكان جنوب لبنان، بالقيام بمخالفات بناء في مناطق كنا لسذاجتنا نعتقد انها مناطق نفوذ "حزب الله" وحركة "أمل"، في قرية البيسارية عينها، التي أفشل "حزب الله" فيها انزالاً عسكرياً اسرائيلياً قبل أكثر من عشر سنوات، وفي قرية الزرارية التي تجاورها، وفي بنت جبيل، وفي غيرها من القرى والمدن الجنوبية.

كيف للبناني ضعيف ان يقاوم اغراء الانتماء الى تيار سياسي يمتد نفوذه من أقصى جنوب لبنان الى أقصى جنوب سورية، مروراً بالساحل اللبناني والسوري معاً ووصولاً الى مدينة القامشلي في كردستان الكبرى. تيار سياسي يتمكن من اختراق البنى الاجتماعية والسياسية والأمنية لـ"حزب الله"، تلك التي تحطمت عند متانتها أسطورة الميركافا في بنت جبيل. تيار سياسي يتمكن أيضاً من هز نظام دمشق الاسطوري، والذي بُني بهمة حزب البعث على مدى أكثر من أربعين سنة، وهو اليوم محصن بجدار دعم اقليمي يبدأ بتركيا ويمر بالخليج العربي ويعبر ضفة المتوسط الشرقية الى الضفاف الغربية. وعلى رغم ذلك، تحدى جمال الجراح كل هذه الرغبات وأعطى اشارة الانطلاق للثورة في درعا وبانياس.

"حزب الله" وحركة "أمل" كفا عن كونهما سلطة في جنوب لبنان، ومخالفات البناء هناك تتم برعاية تيار المستقبل، فيما المدن السورية المنتفضة على السلطة تستفيد من قدرة التيار نفسه في مدها بالعون!

ثمة وجه مأسوي لهذا الوضوح في الشطط، ويتمثل في ان من يريد ان يُسرب خبراً او يبث اشاعة، يفعل ذلك آخذاً في الاعتبار معدل ذكاء متلقي هذا الخبر ومستوى معارفه وقدراته على دحضه او تصديقه. ومن أطلق هذه الاخبار فكر من دون شك بمستوى ذكائنا، ويبدو انه خلص الى قناعة انها منخفضة الى درجة تتيح له يقول ان رؤساء البلديات في جنوب لبنان، أولئك الذين من المفترض ان يُراقبوا مخالفات البناء، نقلوا ولاءهم الى تيار المستقبل، وباشروا حملة المخالفات.

الضحك المدوي لن يجدي نفعاً... ربما علينا الكف عن قراءة الصحف.

 

العلاقة بسورية وجنون... الضحك

 فارس خشّان/يقال نت

عندما أسمع شخصية من قوى 14 آذار عموما و"تيار المستقبل" خصوصا، تقول وتكرر وتجزم وتؤكد وتحسم، بأن العلاقة مع سوريا لن تعود الى الوراء، أصاب بما يسمى "الضحكة المجنونة"، التي أعجز عن ضبطها والتحكم بها!

لوهلة، أشعر أن المتكلم هو من سبق له و"شرّفنا" بانهيار العلاقة بين فئة من اللبنانيين وبين السلطات السورية.

هو، مثلا، من أقدم منذ الخمسينات، على إدخال مجموعات سرية من الجيش السوري الى مناطق لبنانية، لتكون زخما في "الثورة".

وهو ، مثلا، من أقدم منذ السبعينات على إقحام "الصاعقة" في تحريك المعارك وفي قيادة المذابح.

وهو، مثلا، من قرر إدخال الجيش السوري الى لبنان.

وهو، مثلا، من فرض على اللبنانيين قيادات من فئة "المقزِزين للنفوس".

وهو، مثلا، من قاد البلاد من مكتب في عنجر أوالبوريفاج.

وهو، مثلا، من غطى سلسلة اغتيالات، بدأت مع كمال جنبلاط وتوقفت- حتى إشعار آخر- مع بدء المحكمة الخاصة بلبنان أعمالها بالتزامن – تقريبا- مع انقلاب الموازين في البلاد، بفعل مكافأة غزاة السابع من أيار باتفاقية الدوحة!

فعلا، عندما أجري هذه المقارنة أصاب بتلك الضحكة المجنونة!

لن تعود الى الوراء. حسنا. لكن متى تقدمت الى الأمام؟

هي علاقة  بقيت دائما ... في هذا "الوراء"!

مذكرات إحضار سورية شملت 33 شخصية. جميع اللبنانيين منها ينتمون الى 14 آذار عموما والى "المستقبل" خصوصا!صدرت، قبل توجه الرئيس سعد الحريري، للمرة الأولى الى سورية.

كان هو يتقدم الى الأمام. كانت هي تصر على البقاء عالقة في هذا "الوراء".

مذكرات توقيف سورية شملت هذه الشخصيات!صدرت، بعد أيام قليلة على تصريح الرئيس سعد الحريري في "الشرق الأوسط".

كان هو يتقدم الى الأمام. كانت هي تجزم بأنها مصرة أن تبقى عالقة في هذا "الوراء".

إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، بما تعنيه من حكومة "مشاركة في القرار الحكومي" لقوى الرابع عشر من آذار.حصل ذلك، في وقت كانت الإشادات لا تتوقف بتوقف التدخل السوري في الشؤون الداخلية اللبنانية.

كانت قوى 14 آذار، تعاند للتقدم الى الأمام. وكانت سورية تعاند في الثبات في هذا "الوراء".

إندلعت الثورة السورية.

وحتى لا يعود الى الوراء، أصر "المستقبل" أن لا يرى ولا يسمع. فرغ إعلامه من أخبار الثورة. صدرت تعليمات حاسمة لكل من يمكنه أن يرى ويسمع... بألا يفعل.

ولأنها مصرة على هذا "الوراء" سارعت دمشق الى "فرقتها اللبنانية"، لتتهم "المستقبل" بإشعال هذه الثورة. كل "الفرقة" هي من زمن ...هذا "الوراء".

وبمجرد أن اكتشفت أن أهل "الوراء" لا يجدون نفعا، سارعت الى استعادة سيناريوهات من "الوراء"، فانتجت أفلاما، على يد المخرج الرديء نفسه.

"وراء" هسام هسام، كما "وراء" فيلم اعترافات فتح الإسلام، كان ماثلا، بكل قوة في فيلم اعترافات أنس كنج!

أرى كل ذلك، فتتجدد ضحكتي المجنونة.

إنني أتخيّل شخصا يشد برداء الى الوراء ومقابله شخص يُرخي الرداء حتى لا يتمزق... فإذا به يسقط أرضا ويحطّم وجهه ويكسر رأسه !