المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار 15
نيسان/2011

رسالة يعقوب الرسول الأصحاح الخامس19 و20/رد الضالين

أيها الإخوة، إن ضل أحد بينكم عن الحق فرده أحد  فليعلم أن من رد خاطئا عن ضلال طريقه، يخلص نفسا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا قادة إيران يهربون أموالهم

 

الكتائب وعائلة ابوعاصي احيتا ذكرى الحرب

لبكي:ورثنا مساحة وطن 10452 كلم مربع وسنحافظ عليه

وطنية - 14/4/2011 اقام حزب الكتائب اللبنانية وعائلة الشهيد جوزف ابو عاصي اول شهيد سقط في الحرب اللبنانية قداسا الهيا في كنيسة مار نوهرا فرن الشباك لمناسبة الذكرى ال 36 لبدء الحرب اللبنانية في 13 نيسان 1975. احتفل بالذبيحة الالهية خادم رعية مارنوهرا - فرن الشباك الاب دومنيك لبكي، وعاونه الخوري ميشال كيروز. حضر القداس السيدة باتريسيا بيار الجميل، رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس، عضو المكتب الكتائبي رمزي ابو خالد، ميشال مكتف ومسعود الاشقر ونجل الشهيد بشير ابو عاصي واهل الشهيد.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى الاب لبكي عظة اشار فيها الى "ان القداسة تحياها بكل ماتحمل حياتنا من اخطار ومحن وتجارب وصعوبات، ونستطيع عيش القداسة على صعد الشخصية عندما نتمم ارادة الرب والعائلية لدى اهتمامنا بعائلتنا وكذلك نستطيع عيش القداسة على الصعيد الاجتماعي عندما نحب بعضنا البعض وكذلك نعيش هذه القداسة على الصعيد الوطني لدى محافظتنا على وطن الذي هو قداسة مثل على قيم توارثناها من ابنائنا واجدادنا من اجل ان نورثها لاولادنا والتي نجسدها في بناء وطن ومجتمع ليكون على مساحة حرية يتميز بها وطننا على رغم كل الصعوبات وعددية طوائفه واصطفافاته السياسية مساحة وطن 10452 كلم مربع ورثناها من اجل المحافظة عليها".

واضاف :"ان صلاتنا اليوم ليست للوطن التراب والارض وارزه فقط بل هو بشر وناس وابناء وامهات وابناء وشباب وشابات واطفال وهو كل شخص مستعد ان يبذل دمه من اجل بناء الوطن ليكون ارض قداسة ومجد ويتحقق ذلك بدماء شهدائها وصلوات القديسين الذين انبتهم". وقال: "لدى صلاتنا اليوم لراحة نفس المرحوم جوزف نتأمل بان القداسة تجبل بالشهادة للرب والوطن".اضاف:"قال يسوع لاتخافوا ممن يقتلون الجسد بل خافوا ممن يقتلون الجسد والنفس، وكل شخص قدم نفسه لهذا الوطن يبقى حيا بالنفس مع الابرار والصديقين في السماء ونخاف عندما نبيع ارضنا ونرهن قرارنا للغريب عندها نخاف ونخاف عندما تكون صلاتنا الى شهدائنا ان تكون واجبا وليس اكمال مسيرة شهادة تاريخنا يحفل بها لان شهادتنا لم تبدأ في العام ال75 بل بدأت عندما وجد المسيحيون في ارض لبنان ارض القداسة". ودعا الجميع في الختام لتجديد الايمان بالرب، وشدد ان الشهيد جوزف وكل قافلة الشهداء هم يصلون معنا من السماء من اجل خلاص وطننا وشهادتنا المسيحية في هذا الوطن والشرق. ثم توجه الجميع الى النصب التذكاري مكان الاستشهاد في عين الرمانة لوضع اكاليل من الزهر.

 

تثبيت الشركة الكنسية في الفاتيكان بين البابا والبطريرك الراعي 

الراعي: سنعمل معاً للحفاظ على ثوابت تاريخية وقيم عرفت بها كنيستنا  

أقيم في صالة البابا كليماندوس الثامن في حاضرة الفاتيكان، احتفال تثبيت الشركة الكنسية بين رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا بينيديكتوس السادس عشر ورأس الكنيسة المارونية البطريرك مار بشارة الراعي، تخلله لقاء ثنائي بين البابا والبطريرك تحول الى لقاء عام. وشارك في اللقاء ممثل رئيس الجمهورية الوزير بطرس حرب، ممثل رئيس مجلس النواب النائب عبد اللطيف الزين والوزراء جبران باسيل، سليم الصايغ، فادي عبود، جان اوغاسبيان، زياد بارود، وائل ابو فاعور، والنواب: ابراهيم كنعان، ستريدا جعجع، سامي الجميل، وليد الخوري، سيمون ابي رميا، عباس هاشم، الان عون، ايلي كيروز، روبير فاضل، اميل رحمة، رياض رحال، هادي حبيش، عاطف مجدلاني، نهاد المشنوق، السفير في روما جورج خوري، الوزير السابق طراد حمادة ممثلاً "حزب الله"، أحمد الحريري ممثلاً "تيار المستقبل"، المحامي شادي سعد ممثلاً "تيار المردة"، السيدة جويس الجميل، الكاردينال ليوناردو ساندري، الكاردينال موسى داود، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال إده، ووفد من المؤسسة، رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، ووفد من الرابطة وحشد من اللبنانيين الذي قدموا من مختلف انحاء العالم، وممثلون لوسائل الإعلام العربية والاجنبية.

الراعي

وألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: "فرح كبير لنا أن نكون أمامكم وبصحبتنا مجموعة من الاحباء اللبنانيين المسيحيين والمسلمين، للتعبير عن محبتنا وتقديرنا لقبولنا الشركة الكنسية. الكنيسة المارونية بقيمها وتاريخها تبقى متصلة ومرتبطة بالكرسي الرسولي، وخصوصاً على ضوء الارشاد الرسولي رجاء جديد للبنان الذي أصدره سلفكم، وهي تبقى باتحاد مع سائر الكنائس بروح من المحبة والتفاهم، وينضم الي صاحب النيافة مار نصرالله بطرس والاخوة المطارنة، وأضع ذاتي بتصرفكم معلنا خضوعي البنوي لقداستكم. في هذه الظروف الصعبة نعلن أننا سنعمل معا بكل مؤسسات الكنيسة وهيكليتها للمحافظة على الثوابت التاريخية والقيم التي عرفت بها كنيستنا، بشفاعة قديسنا والطوباويين. من هنا اختيار شعار شركة ومحبة، معبرين عن اتحادنا الدائم للكرسي الرسولي، وطالبين بركتكم الابوية لنا وللكنيسة المارونية ولكل مكونات الوطن اللبناني".

وشكر البطريرك البابا، واعتبر أن "هذه الزيارة ستكون التعبير الحسي عن تعلق الكنيسة المارونية بكرسي بطرس ووحدته مع كنيسة بطرس"، واعداً "بالمحافظة على قرارات هذه الكنيسة التي أعطت الكثير من القديسين، وهم مثال له في حبريته، من مار مارون الى مار شربل ورفقه وجميع قديسي لبنان"، وأكد التعاون مع الاساقفة الموارنة لمتابعة مسيرة أسلافه، وعلى رأسهم البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي سيبقى مثالا لنا في خدمته البطريركية".

البابا

بعدها كانت كلمة البابا الذي قال: "هذه الزيارة الاولى لخليفة بطرس بعد انتخابكم على رأس الكنيسة المارونية لانطاكية، وهي مناسبة مميزة للكنيسة العالمية. وإني سعيد بلقائكم مع المطارنة والكهنة والاشخاص المعنيين والمؤمنين للاحتفال بالشركة الكنسية المقدسة التي أعلمتكم بها في رسالة في 24 آذار. وقد أتى انتخابكم بعد أيام على اختتام السنة المقدسة التي أعلن عنها للاحتفال بالذكرى ال 1600 لوفاة القديس مارون كأعظم ثمرة للنعم التي حصل عليها لكنيسته".

أضاف: "أحييكم بحرارة، أنتم الذين أتيتم لتكونوا مع بطريرككم في هذه اللحظة المهمة للشركة الاخوية ولوحدة الكنيسة المارونية مع كنيسة روما، وهو ما يبرز أهمية وحدة الكنيسة الكاثوليكية. وإن وجود الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بيننا يسمح لي ان اعبر له عن محبتي وشكري له لتكريسه 25 سنة من حياته ليقود الكنيسة المارونية وسط التاريخ المضطرب".

وأكد أن "هذه الشركة الكنسية ستجد ترجمتها الاصلية قريبا في الليتورجيا الالهية، حيث ستتم مشاركة الجسد الوحيد ودم المسيح، وهنا ستظهر الشراكة التامة في أوجها بين خليفة أمير الرسل والخليفة الـ77 لمار مارون، أبي رأس كنيسة إنطاكية للموارنة، هذا الكرسي الرسولي الجليل، حيث حصل المؤمنون بالمسيح لأول مرة على اسم "مسيحيون". ولأنكم في قلب الشرق الاوسط لديكم مهمة عظيمة تجاه الانسان، هي محبة المسيح التي تحضكم على الاعلان لهم عن الخير السار، وهو الخلاص".

وقال: "خلال السينودس الذي دعوت اليه في تشرين الأول 2010، تم التذكير مرارا بالضرورة الملحة لتعريف الانجيل للاشخاص الذين لا يعرفونه إلا قليلاً، والذين ابتعدوا عن الكنيسة.مع كل القوى الحية الموجودة في لبنان وفي الشرق الاوسط، أعرف أن غبطتكم ستفرحون بإعلان هذه الشركة وكلمة الحياة وعيشهما، وذلك للعودة الى حرارة الايمان التي تمتع بها المؤمنون الاوائل الذين ثابروا في التزامهم تعاليم الرسل وكانوا أوفياء للشراكة الاخوية، لقطعة الخبز والصلوات".

ولاحظ أن "هذه المنطقة من العالم التي باركها البطاركة والانبياء والرسل والمسيح شخصياً بوجودهم وبتعاليمهم، تتوق الى السلام الدائم الذي يمكن أن ترسيه كلمة الحقيقة. ستتابعون مهمتكم من خلال إعطاء الشباب تربية انسانية وروحية، أخلاقية وفكرية، وذلك بفضل شبكتكم التعليمية التي أعرف جودتها ونوعيتها، وأتمنى أن يعترف المجتمع بدوركم في تربيتهم كي تتنقل القيم الاساسية دون تفرقة وكي يصبح شباب اليوم، رجالا ونساء، مسؤولين في عائلاتهم وفي المجتمع، وذلك ليسود التضامن والاخوة بين كل مكونات الامة".

ووجه الى شباب لبنان كل تقدير ومحبة، وذكرهم بأن الكنيسة والمجتمع في حاجة الى حماستهم وأملهم، وقال: "لذلك أدعوكم الى تكثيف تأهيل الكهنة والشباب الذين يتلقون دعوة الرب في أبرشياتكم ورهبانياتكم كي يكونوا شهودا أصيلين لكلمة الله، وفيساعدوا المؤمنين على تثبيت حياتهم ومهماتهم بالمسيح. أوجه لكم امنياتي الاخوية كي يساندكم الروح القدس خلال تأدية مهمتكم، ويعزيكم في الصعاب ويقدم لكم فرح الارتقاء بالكنيسة، إيماناً وعدداً، وفي بدء مهمتكم، أعود وأردد لكم كلمات المسيح لتلاميذة: "لا تخف أيها القطيع لأن أباك سيعطيك ملكوته".

وختم: "أحيي الشعب اللبناني، وأضعكم في كفالة سيدة لبنان لأنكم ابن الرهبنة المريمية المارونية، وأعطيكم من كل قلبي البركة الرسولية لكم وللاساقفة والكهنة وجميع مؤمني بطريركيتكم".

جعجع

ووصفت النائبة ستريدا جعجع هذا اليوم في روما "بالعظيم"، وقالت: "هذا الحدث الكنسي له معنى وطني كبير، فهو يرسخ من جديد العلاقة التاريخية بين الفاتيكان والبطريركية المارونية، ونحن هنا كقوات لبنانية الى جانب البطريرك الراعي الذي نعول عليه أهمية كبرى، وتحديداً في هذا الظرف السياسي الاستثنائي الذي نمر به في لبنان، ونحن الى جانبه لكي يوفقه الله في المهمات الجديدة التي سيقوم بها، ونحن في جو اللقاء المسيحي الذي سيعقد في بكركي، ونتمنى للبطريرك الراعي التوفيق في جمع القيادات المسيحية واللبنانية".

أحمد الحريري

وكان الراعي التقى في مقر إقامته وفداً من "تيار المستقبل" ضم الأمين العام للتيار أحمد الحريري ونائب رئيس التيار لشؤون الاغتراب النائب السابق انطوان اندراوس والمنسق العام للبترون وحبيل جورج بكاسيني، ووفداً من هيئة التيار في إيطاليا هنأه بانتخابه، وأبدى الحريري تقديره للتنوع اللبناني في الغداء الذي أقيم في إحدى قاعات الفاتيكان، وقال أن "تيار المستقبل يريد أن يكون على صورة لبنان وقياسه، وليس أن يكون لبنان على صورة الاحزاب وقياسها".

ثم قدم الحريري الى البطريرك هدية تذكارية عبارة عن خريطة لبنان من "المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير"، كما قدمت اليه هيئة التيار في ايطاليا نسخة قديمة من الإنجيل المقدس تعود الى عام 1860.

 

الراعي عقد لقاء في روما مع القيادات السياسية اللبنانية: الحبر الاعظم اكد اهمية المشاركة الجامعة لتأسيس وتفعيل العمل الوطني

وطنية - روما - 14/4/2011 عقد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في الخامسة بعد الظهر، لقاء في المدرسة المارونية في روما، مع القيادات السياسية اللبنانية.

وحضر اللقاء ممثل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري النائب عبد اللطيف الزين، ممثل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مصطفى الصلح، الوزراء في حكومة تصريف: جبران باسيل، بطرس حرب، وائل ابو فاعور، زياد بارود، فادي عبود، وسليم الصايغ، النواب: روبير غانم، سامي الجميل، ابراهيم كنعان، ألان عون، سيمون ابي رميا، هادي حبيش، رياض رحال، عاطف مجدلاني، عباس هاشم، اميل رحمة، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، الوزير السابق طراد حماده ممثلا "حزب الله"، المطرانان بولس مطر وسمير مظلوم، المحامي شادي سعد ممثلا تيار "المردة"، شوقي الدكاش ممثلا "القوات اللبنانية"، أمين عام تيار "المستقبل" أحمد الحريري، جورج بكاسيني، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه، امين اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي - المسيحي حارس شهاب، محمد السماك، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط والمحامي جوزيف أبو شرف.

استهل اللقاء بكلمة لرحمة شكر فيها "الراعي لاستضافته هذا اللقاء"، مرحبا ب"ممثلي الرئيس بري و"حزب الله" وتيار "المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي".

وتحدث الراعي عن مضامين لقائه "مع البابا بنديكتوس السادس عشر، وارتياح قداسته الى نوعية المشاركة اللبنانية وحجمها في مناسبة تثبيت الشراكة الكنسية". ونقل الراعي عن الحبر الاعظم قوله ان "المشاركة الوطنية الجامعة تؤسس طريق العمل على الصعيد الوطني وتفعله".

بعد ذلك، تحول اللقاء مغلقا واستمر حوالى ساعة.

غداء

وكان الراعي التقى الى مائدة الغداء في مقر إقامته في المدرسة المارونية في روما، عضو مجلس أمناء المؤسسة المارونية للانتشار رجل الأعمال جوزف غصوب الذي سلمه وثائق ومستندات الهبة التي حصل عليها من حكومة دبي، وهي عقار مخصص لبناء كنيسة مار شربل في الإمارة. واطلع الراعي من غصوب على أوضاع الجالية اللبنانية هناك، مقدرا "مبادرة الاهتمام ببناء الكنيسة". وأشار الى أنه "يولي هذه المسألة اهتماما خاصا"، لافتا الى أنه سوف يتابعها مع المجمع الشرقي في الفاتيكان للاسراع في مباشرة البناء".

 

الكونجرس متخوف من انخراط إيران في الثورات العربية 

واشنطن - القناة /تواصل الاضطرابات في العالم العربي, وعدم وضوح توجهات البعض منها, إلى جانب القلق المتزايد من محاولة جهات متشددة الانخراط فيها, كانت محور البحث الموسع نهاية الأسبوع في واشنطن, من قبل رؤساء مكاتب الكونجرس, وكبار المستشارين لشؤون الشرق الأوسط. ومن المقرر أن يتم تحضير ملف خاص بهذا الموضوع لمساعدة أعضاء الكونجرس على بلورة الموقف تجاه التطورات في العالم العربي. وأشار البروفيسور وليد فارس, مستشار المجموعة النيابية في الكونجرس, الذي قدم التقرير الأساسي لهذا البحث, في حديث مقتضب لـ  , إلى أن المسار الديمقراطي في العراق, شكل بداية التأثير القوي على المجتمعات العربية لجهة إسقاط الديكتاتورية, وصعود نظام ديمقراطي, بتعدد الأحزاب ووسائل الإعلام الخاصة, إلى جانب التأثر بثورة الأرز في لبنان, والثورة الخضراء بإيران, وتوسع الشبكة المعلوماتية والفضائيات. وأضاف فارس أن الكونجرس يساوره القلق من محاولة انخراط جهات متشددة في الانتفاضات العربية أو الأخرى المتصلة بالنظام الإيراني. على هذا الأساس تتم مناشدة المصادر المختصة في العالم العربي, الاستمرار في الإصلاحات السياسية والخدماتية إلى أقصى حد, والتوقف في الحال عن مزاولة العنف ضد الجماهير, كما يحدث في ليبيا وسورية.

 

دعوى قضائية لحلّ حزبَين شيعيَّين مُعارضَين في البحرين

رفعت وزارة العدل والشؤون الإسلامة والأوقاف البحرينية دعاوى قضائية لحلّ كل من جمعية "العمل الإسلامي" وجمعية "الوفاق الوطني" الشيعيّتين "نظراً لما إرتكبتاه من مخالفات جسيمة لأحكام الدستور وقوانين المملكة"، بحسب ما جاء في بيان الدعوى. وذكرت وكالة أنباء البحرين الرسمية أن وزارة العدل إتّهمت الجمعيتين "بالقيام بنشاطات أضرّت بالسلم الأهلي والوحدة الوطنية وبالتحريض على عدم إحترام المؤسسات الدستورية".(أ.ف.ب.)

 

نائب وزير الخارجية الليبي: "حزب الله" وحركة "أمل" وقطر يساندون المتمردين في ليبيا

نهارنت/اتهم نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم "حزب الله" بالانضمام الى صفوف المتمردين الذين يقاتلون ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي". ورأى كعيم أن "عدداً من أعضاء "حزب الله" يقاتلون إلى جانب المتمردين في مصراتة"، في المقابل اوضح انه لا توجد ولم تقدم أدلة تثبت ذلك". واشار الى أن "مؤيدي رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة "أمل" يدربون المقاتلين المتمردين في بنغازي". واضاف كعيم أن "قطر ارسلت مدربين عسكريين الى ليبيا وكانت تزود المتمردين في بنغازي بصواريخ من صناعة فرنسية مضادة للدبابات.

 

حزب الله" نفى اتهامات الكعيم بالمشاركة في القتال في مصراته

وطنية - 14/4/2011 نفى "حزب الله"في بيان اليوم، ما ورد على لسان نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم من اتهام لعناصر من الحزب بالمشاركة في القتال في مصراته، معتبرا "ان هذا الكلام لا أساس له وهو عار من الصحة جملة وتفصيلا".

 

ايران تساعد سوريا في قمع التظاهرات

نهارنت/افادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الخميس نقلا عن مسؤولين اميركيين ان ايران تساعد سوريا في قمع التظاهرات المطالبة بالديموقراطية عبر تامين تجهيزات لمواجهة التظاهرات ومراقبة مجموعات المعارضة. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين لم تكشف هوياتهم في ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ان طهران بدأت امداد السلطات السورية بمعدات لمراقبة الحشود ويتوقع ان ترسل المزيد. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم ان اتصالات رصدت بين مسؤولين ايرانيين تشير الى ان طهران تسعى ايضا لمساعدة مجموعات شيعية في البحرين واليمن ولزعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة في هذه الدول. وقال احدهم "نعتقد ان ايران تساعد ماديا الحكومة السورية في جهودها لقمع شعبها" مضيفا ان طهران تستعين ب"خبراتها" في قمع التظاهرات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عام 2009. وقال مسؤولون في الدفاع الاميركي للصحيفة ان السلطات الايرانية تؤمن لدمشق ايضا مساعدة تقنية لمراقبة اتصالات مجموعات المعارضة على الانترنت لتنظيم التظاهرات. وتشهد سوريا تظاهرات منذ اربعة اسابيع وقد وصلت الاربعاء للمرة الاولى الى حلب، ثاني مدن سوريا، بعد نهاية اسبوع تخللته مواجهات بين قوات الامن وناشطين وادى الى مقتل 30 مدنيا بحسب منظمات حقوقية.

 

الأسد أصدر مرسوم تشكيل الحكومة السورية الجديدة

سانا/أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً أعلن فيه تأليف الحكومة الجديدة برئاسة عادل سفر، وقد جاءت التشكيلة الحكومية على الشكل التالي:

ـ عادل سفر رئيساً لمجلس الوزراء.

ـ العماد علي حبيب وزيراً للدفاع.

ـ وليد المعلم وزيراً للخارجية والمغتربين.

ـ سفيان علاو وزيراً للنفط والثروة المعدنية.

ـ عماد عبد الغني الصابوني وزيراً للاتصالات والتقانة.

ـ محمد عبد الستار السيد وزيراً للاوقاف.

ـ عمر ابراهيم غلاونجي وزيراً للإدارة المحلية.

ـ منصور فضل الله عزام وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية.

ـ لمياء مرعي عاصي وزيراً للسياحة.

ـ محمد رياض حسين عصمت وزيراً للثقافة.

ـ جورج ملكي صومي وزيراً للري.

ـ تيسير قلا عواد وزيراً للعدل.

ـ رياض فريد حجاب وزيراً للزراعة والإصلاح الزراعي.

ـ رضوان الحبيب وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل.

ـ عبد الرزاق شيخ عيسى وزيراً للتعليم العالي.

ـ اللواء محمد ابراهيم الشعار وزيراً للداخلية.

ـ محمد الجليلاتي وزيراً للمالية.

ـ محمد نضال الشعار وزيراً للاقتصاد والتجارة.

ـ صالح الراشد وزيراً للتربية.

ـ وائل نادر الحلقي وزيراً للصحة.

ـ هالة محمد الناصر وزيراً للإسكان والتعمير.

ـ فيصل عباس وزيراً للنقل.

ـ عماد محمد ديب خميس وزيراً للكهرباء.

ـ عدنان حسن محمود وزيراً للإعلام.

ـ عدنان سلاخو وزيراً للصناعة.

ـ كوكب الصباح داية وزيراً للدولة لشؤون البيئة.

ـ يوسف سليمان أحمد وزيراً للدولة.

ـ غياث جرعتلي وزيراً للدولة.

ـ حسين محمود فرزات وزيراً للدولة.

ـ جوزيف سويد وزيراً للدولة.

ـ حسان الصاري وزيراً للدولة.

 

غرفة عمليات إعلامية مخابراتية سورية – لبنانية بقيادة سماحة وسيناريو قنديل من أبرز أفلامها إتهام الجرّاح وتيار المستقبل

خاص – بيروت أوبزرفر/كشفت مصادر مطلعة لبيروت أوبزرفر أن غرفة عمليات إعلامية مخابراتية سورية – لبنانية تم إعدادها لمواكبة الأحداث والتطورات الأخيرة على الساحة السورية وقالت المصادر أن مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان إستدعت كل من الوزير السابق ميشال سماحة والنائب السابق ناصر قنديل لتولي مهام هذه الغرفة والعمل على فبركة أخبار ودسائس ضد أحزاب وسياسيين لبنانيين وإتهامهم بالضلوع وراء تفجير الأوضاع في سوريا وقالت المصادر أن ناصر قنديل ينشط مؤخراً على القنوات التلفزيونية اللبنانية والسورية ويتحدث عن أفلام بوليسية وهمية هي من محض خياله يتهم فيها الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل ونوابه بالتنسيق مع المعارضة السورية في الداخل والخارج ودعمها بالمال والسلاح، كان آخرها أمس الفيلم السخيف الذي عرضه التلفزيون السوري لإعترافات إرهابيين سوريين تلقوا أموالاً وأسلحة وأجهزة إتصال من النائب في تيار المستقبل جمال الجراح من أجل تسيير مظاهرات ضد النظام الأمر الذي نفاه الأخير لاحقاً نفياً قاطعاً واعتبره عملاً مخابراتياً سخيفاً وسخرت المصادر من هذه الإعترافات الهزلية المليئة بنقاط الضعف التي تثبت أنها مفبركة وتظهر مدى تخبط النظام السوري

 

"لوفيغارو عن مسؤول أمني: مخلوف وماهر يرتكبان الفظائع.. ونفوذ الأسد تتراجع في "العشيرة" الحاكمة 

عشيرة الأسد امام اختبار الشارع السوري

نقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن رئيس جهاز أمني سوري قوله: "أرى اشياء خطرة للغاية يرتكبها المحيطون بالرئيس بشار الاسد، لكنني لا استطيع ان أتكلم عن الموضوع مع الرئيس لانه سيقول لي: هذا ليس شأنك، ابق بمكنبك!". وأشارت الصحيفة في تحقيق موسًع بعنوان "عشيرة الأسد امام اختبار الشارع السوري" الى ان هذا المسؤول السوري اعترف بتشاؤمة حيال هذا الوضع. وذكرت ان الثنائي رامي مخلوف وماهر الاسد اقنعا الرئيس السوري بأن يحسم الاتجاه لمصلحة الصقور في قلب العشيرة العائلية التي تقود سوريا بيد من حديد. ولفتت الصحيفة المقربة من اليمين الحاكم الى ان هذا الاتجاه حسمه الاسد قبل ساعات من إلقاء خطابه في مجلس الشعب السوري، بحيث عدل في مضمونه ليصبح خطاباً قمعياً. ووصف المقال التحقيقي الذي احتل الصفحة الثانية من "لوفيغارو" رامي مخلوف بالمضخة المالية للنظام. وقالت ان ماهر الاسد يقوم بمغامرات من موقعه كرئيس للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة المدرعة، وهما الجهازان الاساسيان في قمع دموي للتظاهرات المتواصلة. وتحدث التحقيق الموقع باسم جورج مارلبرونو، المعروف بصلاته الجيدة منذ سنوات باللواء آصف شوكت، عن ان عملاء الأجهزة الأمنية الـ17 يعملون من اجل منع اي تجمع شعبي قبل حصوله.

وفي وقائع التحقيق يرد الآتي:

ان عملاء هذه الأجهزة، يدققون بهويات الداخلين الى المسجد الاموي في دمشق، وعند انتهاء الصلاة يقسمون المصلين الى جماعات صغيرة فيخرجونها واحدة تلو الاخرى في عملية تستغرق خمس ساعات. وهؤلاء في المحافظات، حركوا العمال النقابيين المنتمين الى حزب البعث من اجل التصدي بالهراوات للمتظاهرين.

ان البوليس السري لا يلتزم بحدود عندما يرفع المتظاهرين شعارات ضد النظام، بحيث يعمد الى تنظيم اعتقالات واسعة ويقحم التظاهرة باعداد لتصرخ بشعارات مؤيدة للنظام.

ويفيد التحقيق بأن القناصة والميليشيات الموالية نشطت جدا في الايام الاخيرة في بانياس. وعن الوضع في دمشق يشير الى ان الأجواء مشحونة والناس تخرج قليلاً.

وإذ يلفت الى ان الأوضاع في العاصمة لا تزال ممسوكة ينسب الى رجل اعمال دمشقي قوله ان السبب يعود الى ان الفضل في ذلك يعود الى شبكة المصالح الاقتصاادية التي يمسك بها كل من رامي مخلوف وفراس مصطفى طلاس، لمصلحة بشار الاسد مع كبار العائلات التجارية السنية في دمشق وحلب.

ويشير التحقيق الى ان هذه الأكثرية الصامتة تمسك بمفاتيح مستقبل النظام في مواجهة الثوار. وينقل عن بشار الاسد قوله لهؤلاء: "انتبهوا، اذا سقطنا سيذبحونكم".

وينسب التحقيق الى متابع في الأجهزة الفرنسية ان رئيس الوزراء القطري الذي زار الاسد، طلب من الرئيس السوري ان يفعل ما يجب عليه فعله والا فانه لن ينجو من مصيره.

وينسب التحقيق الى احد السوريين ممن يعرفون جيدا الرئيس السوري بان بشار الاسد غير قادر على إصلاح النظام ، فهو مرتبط ارتباطا وثيقا بما هو قائم حاليا ولا يملك البنية النفسية للقيام بهذا النوع من الإجراءات! ويشير التحقيق الى ان بشار الاسد بعدما نجح في العام 2005-2006 بالتعاون مع بعض المدسوسين في تخطي المسألة اللبنانية الشائكة الناجمة عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ظهر كأنه الممسك الوحيد بالقرار، ففرض زوجته اسمى على والدته التي غادرت الى جبل العلويين حيث يرقد زوجها.

ويضيف التحقيق: الا انه في ظل الأزمة الراهنة عاد الاسد مجرد مساهم في الهولدينغ الاسدي.

 

على خلفية قطع الزرقاوي رأسي مقاولين أميركيين في العراق «بدعم من دمشق»

«لوكربي سورية» تنذر بتصعيد أميركي ضد دمشق

واشنطن - من حسين عبد الحسين/الراي

لفت الباحث في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى» ديفيد شنكر، الى قضية حكمت بموجبها محكمة فيديرالية على الحكومة السورية بتسديد ما يقارب نصف مليار دولار كتعويضات لعائلتي مقاولين اعدمهما «تنظيم القاعدة في العراق» في 2004، هما جاك ارمسترونغ وجاك هنسلي، فيما عمدت دمشق الى توكيل محامي صدام حسين رامزي كلارك الذي قام باستئناف الحكم. وفي التفاصيل، ان عائلتا الضحيتين تقدمتا بدعوى مدنية العام 2006 ضد «الحكومة السورية، والرئيس بشار الاسد، والاستخبارات العسكرية ومديرها آصف شوكت»، متهمة دمشق بتقديم «الدعم المادي والموارد» للارهابيين في العراق. وعقدت المحكمة اولى جلساتها في يناير 2008 على مدى ثلاثة ايام ادلى فيها اربعة خبراء بشهادتهم عن كيفية تسهيل سورية لانتقال «الجهاديين» إلى العراق، وكيفية تقديم نظام الاسد الدعم والملاذ الآمن لشبكة الاردني ابو مصعب الزرقاوي. وروى الخبراء «كيف كان النظام - وتحديدا الرئيس وصهره شوكت -- على علم بانشطة الزرقاوي وتنظيم القاعدة». بدورها، اهملت الحكومة السورية الدعوى، ولم تظهر في المحكمة. وفي سبتمبر 2008، أصدرت المحكمة المحلية لمقاطعة كولومبيا الأميركية مذكرة كتبتها القاضية روز ميري كولير، وجاء فيها ان المدعوين اثبتوا «بادلة مرضية للمحكمة، ان سورية قدمت مساعدة ضخمة للزرقاوي وتنظيم القاعدة في العراق»، ما «ادى الى مقتل جاك آرمسترونغ وجاك هينسلي بقطع رأسيهما». وورد في الحكم: «تُظهر الادلة ان سورية دعمت، وحمت، وآوت، وقدمت العون المالي لجماعة ارهابية كانت طريقتها في العمل هي استهداف الاميركيين والعراقيين والتعامل معهم بوحشية وقتلهم». ويعتبر شنكر، «ان القاضية كولير خلصت إلى انه وفقا لسابقة، يمكن أن تُعتبر دمشق في الحقيقة مسؤولة عن التعويضات عن الضرر بموجب قانون حصانات السيادة الأجنبية، وبناء على المبدأ الدولي للحصانة السيادية، اذ فيما لا تتمتع المحاكم الاميركية بسلطة قضائية على الدول الأجنبية، هناك بعض الاستثناءات المعدودة في التشريع الفيديرالي لهذا القانون».

وقال شنكر لـ«الراي»، ان «قضايا الارهاب الذي ترعاه الدول هي إحدى الاستثناءات في القانون التي تسمح للمحاكم الاميركية بتجاوز مبدأ حصانة السيادات»، وانه «اعتبارا من 28 يناير 2008، استغنى القانون الأميركي عن الحصانة السيادية للدول التي ترعى الارهاب، ورحب بالنظر في دعوى الحق الخاص ضد مثل هذه الدول». وبناء على الحكم، منحت المحكمة تعويضات، طالب بها ورثة آرمسترونغ وهينسلي، عن الاضرار الاقتصادية - كالدخل المفقود الذي سببه الموت المبكر - حيث كان التعويض منخفضا نسبيا، وبلغ اكثر من مليون بقليل لكل عائلة. الا ان «طريقة الإعدام الوحشية، والمعاناة التي نتجت عن ذلك للضحايا وافراد الاسرة الاحياء، ادت الى زيادة في مبالغ التعويضات عن الأضرار... على أمل أن هذه التعويضات الكبيرة ستردع تقديم المزيد من الرعاية السورية للإرهابيين».

بذلك، حكمت المحكمة في المحصلة النهائية بمنح كل أسرة مبلغ 50 مليون دولار عن «الالم والمعاناة، و150 مليون دولار كتعويضات مادية». ووصل اجمالي التعويضات المتوجب على دمشق تسديده، حسب الحكم النهائي للمحكمة، نحو 414 مليون دولار. ورغم من لا مبالاتها الاولية، الا ان الحكم الاميركي اثار اهتمام دمشق التي عينت، بعد اقل من شهر على صدوره، اي في اكتوبر 2008، رامزي كلارك ليترافع باسمها بالاستئناف. دفاع كلارك تركز بدوره على تقديم الدفوع الشكلية، فاعتبر اولا انه لم يتم تبليغ الحكومة السورية، وان «حصانة السيادة» تمنح موكليه، الحكومة السورية والاسد وشوكت، «حصانة ضد الملاحقة القانونية لمحاكم الدول».ويعتقد شنكر ان محكمة الاستئناف ستؤكد الحكم وترفض حجة سورية المطالبة بتطبيق استثناء «قانون حصانات السيادة الأجنبية». ويقول انه «كما هو الحال مع ايران، فان انتزاع اصول من سورية، للوفاء بالتعويضات لعائلتي آرمسترونغ وهينسلي، سيثبت ايضا بانه يشكل تحديا» اذ «لدى دمشق اصول قليلة نسبيا في الولايات المتحدة، كما لا يمكن التصرف بممتلكاتها الديبلوماسية». بيد ان المحامي ستيفن بيرليس، طرح امكانية «التركيز على الأصول السورية في اوروبا حيث تقر عدد من الدول بالتعويضات عن الأضرار، إن لم تكن مادية، الصادرة من محاكم أميركية. ويقول شنكر ان القضية تظهر ان «سلوك سورية لا يشكل فقط مشكلة لدول اخرى، بل هو مشكلة لواشنطن كذلك». ويضيف: «بينما من الممكن في النهاية الوفاء بهذا الالتزام السوري، على غرار الترتيب الذي تم التوصل إليه مع ليبيا، بحيث يتخلى فيه الأسد عن دعمه للإرهاب ويُنهي سعيه للحصول على اسلحة نووية ويُغير توجهه الاستراتيجي مقابل إعادة التقارب مع واشنطن، الا ان هذا النوع من الصفقات لا يزال بعيدا». ويختم: «في الوقت الحالي الحكم مفيد ليذكرنا بان الدعم السوري للارهاب يقتل الأميركيين».

 

إيران تصدر (القمع) لسورية.. والجيش يستعد لدخول بانياس 

دمشق - وكالات : أعلن ناشط حقوقي الخميس عن اتفاق بين القيادة السورية ووفد من أهالي بانياس الساحلية يقضي بدخول الجيش إلى المدينة لحفظ النظام ومحاسبة المسؤولين عن الاحداث التي جرت خلال الايام الماضية في المدينة واطلاق كافة المعتقلين على خلفيتها. وأعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس (أكد لي مشايخ مدينة بانياس انه تم الاتفاق بين وفد من أهالي بانياس ووفد مسؤول عن القيادة على دخول الجيش في اي لحظة). وأوضح أن (الجيش سينتشر في نقاط محددة من المدينة لحفظ الأمن فيها). وأشار إلى أنه (سيتم منع العناصر الامنية من دخول الاحياء لتنفيذ حملات اعتقال فيها). وتابع أن (أهل المدينة رحبوا بدخول الجيش) مشيرا إلى أن (إحدى الهتافات التي كانت النسوة يطلقنها خلال اعتصامهن كانت +الله سورية والجيش والشعب). وكانت آلاف النسوة يتحدرن من قرية البيضة (ريف بانياس) والقرى المجاورة لها اعتصمن على الطريق العام بين بانياس وطرطوس الأربعاء للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين الذين اوقفوا امس (الثلاثاء) خلال الحملة الامنية التي شنتها القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها وتضامنا مع مدينة بانياس المحاصرة. ويأتي الاعتصام غداة تعرض قرية البيضة الواقعة جنوب شرق بانياس (280 كلم شمال غرب دمشق) لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الامن السورية ورجال مسلحين اوقع خمسة جرحى على الاقل، بحسب ما افاد شهود عيان.

وأضاف عبد الرحمن (كما تم الاتفاق على اطلاق سراح كافة هؤلاء المعتقلين) مشيرا إلى أن (عددهم يقدر بالمئات). وتابع رئيس المرصد أن (وفد القيادة وعد بملاحقة العناصر التابعة للعصابات المسلحة التي عملت على إثارة الفتنة الطائفية ومحاسبة الجهات الأمنية التي غضت الطرف ولم تتخذ الإجراءات الكفيلة بإيقاف الأعمال التي كادت تشعل المدينة طائفيا).

كما وعد الوفد (بتنفيذ كافة المطالب الخدمية للأهالي) بحسب عبد الرحمن. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن مواجهات وقعت الثلاثاء في مدينة بانياس الساحلية بين الجيش وقوات الأمن من جهة و(مجموعات مسلحة) من جهة أخرى أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص بينهم عنصر من الجيش. وكان شهود عيان أكدوا الأحد مقتل أربعة متظاهرين وجرح 22 آخرين برصاص قوات الأمن في حين أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تعرض وحدة من الجيش لكمين مسلح ما أدى إلى مقتل تسعة عسكريين بينهم ضابطان وإصابة جنود آخرين بجروح.  من جانبه، قال ناشطون الخميس إن قوات سورية شنت حملة على جامعات بعد أن شارك طلاب جامعيون للمرة الأولى في مسيرة في حلب ثاني أكبر المدن في سورية ضمن احتجاجات لم يسبق لها مثيل ضد حكم حزب البعث. وسار حوالي 150 طالباً في مسيرة احتجاج مطالبين بحريات سياسية في حرم جامعة حلب وذلك حسبما قال مدافعون عن حقوق الإنسان كانوا على اتصال معهم. وسارعت عناصر متنكرة من أعضاء حزب البعث إلى تفريق الطلاب الذين كانوا يهتفون (بالروح بالدم نفديكي يا درعا).

ويشير الهتاف إلى التضامن مع مدينة درعا الجنوبية حيث بدأت المظاهرات المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد وحزبه قبل ثلاثة أسابيع ونصف. وامتدت الاحتجاجات منذ ذلك الحين إلى ضواحي دمشق في الشمال الشرقي والى المنطقة الساحلية على البحر المتوسط ومناطق في الداخل. وقال أحد النشطاء (سارع الشبيحة إلى تنظيم مظاهرة مؤيدة للأسد وبالطبع جاء التلفزيون السوري لتصويرها) مضيفاً أن بضعة محتجين تعرضوا للضرب وان ثلاثة طلاب القي القبض عليهم. وقال الناشط (النظام يدرك انه لا يمكنه أن يسمح للحرم الجامعي بأن ينفس عن نفسه...لقد شاهد ما الذي أمكن لحركة طلابية جريئة أن تفعله في مناطق اخرى). ولم تمتد الاحتجاجات الكبيرة إلى مدينة دمشق نفلسها أو إلى حلب في ظل وجود كثيف للشرطة السرية وتأييد خطباء المساجد الذين يحصلون على أجورهم من الدولة للأسد وعدم مشاركة طبقة التجار السنة.

وحرم هذا المحتجين من انضمام حشود كبيرة إليهم مثلما حدث في الانتفاضتين اللتين أطاحتا برئيسي تونس ومصر في وقت سابق هذا العام. وفي العاصمة شارك بضع مئات من الطلاب في احتجاج للمطالبة بالديمقراطية في جامعة دمشق لليوم الثاني. وقال نشطاء إن أفراداً من الشرطة السرية تجمعوا في مطعم قبالة البوابة الرئيسية وشنوا غارات متقطعة على الحرم الجامعي للقبض على أشخاص. وفي وقت سابق الأربعاء شاركت مئات من النساء من بلدة سورية تعرض رجالها لاعتقال جماعي في مسيرة على الطريق الساحلي الرئيسي في سورية للمطالبة بالإفراج عنهم. وقال نشطاء إن قوات الأمن السورية وقوات من الشرطة السرية داهمت بلدة البيضة الثلاثاء وانتقلت من منزل لأخر واعتقلت الرجال حتى سن الستين بعد أن شارك أهالي البلدة في الاحتجاجات التي تتحدى حزب البعث الذي يحكم سورية بقبضة حديدية منذ 1963.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نساء من البيضة شاركن في مسيرة على الطرق السريع المؤدي إلى تركيا وهن يرددن هتافات تطالب بإطلاق سراح حوالي 350 رجلاً.

وقالت جماعة إعلان دمشق وهي الجماعة الرئيسية المعنية بالحقوق في سورية أن عدد قتلى الاحتجاجات التي تنادي بالديمقراطية وصل إلى 200 شخص.

ورد الأسد على الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الرابع بمزيج من القوة ووعود غامضة بالإصلاح. ووصفت السلطات الاحتجاجات بأنها جزء من مؤامرة خارجية لإثارة الفتنة الطائفية في سورية وألقت باللائمة في العنف على مجموعات مسلحة لم تحدد هويتها. إلى ذلك، نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) اليوم الخميس عن مسئولين أميركيين قولهم إن إيران تساعد سورية في قمع التظاهرات المطالبة بالديمقراطية عبر تأمين تجهيزات لمواجهة التظاهرات ومراقبة مجموعات المعارضة.

وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولين لم تكشف هوياتهم في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن طهران بدأت إمداد السلطات السورية بمعدات لمراقبة الحشود ويتوقع ان ترسل المزيد.

ونقلت الصحيفة عن المسئولين قولهم إن اتصالات رصدت بين مسئولين إيرانيين تشير إلى أن طهران تسعى أيضا لمساعدة مجموعات شيعية في البحرين واليمن ولزعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة في هذه الدول. وقال احدهم : (نعتقد أن إيران تساعد ماديا الحكومة السورية في جهودها لقمع شعبها) مضيفا أن طهران تستعين بـ(خبراتها) في قمع التظاهرات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عام 2009. وقال مسئولون في الدفاع الأميركي للصحيفة إن السلطات الإيرانية تؤمن لدمشق أيضا مساعدة تقنية لمراقبة اتصالات مجموعات المعارضة على الانترنت لتنظيم التظاهرات. وتشهد سورية تظاهرات منذ أربعة أسابيع وقد وصلت أمس الأربعاء للمرة الأولى إلى حلب، ثاني مدن سورية، بعد نهاية أسبوع تخللته مواجهات بين قوات الأمن وناشطين وأدى إلى مقتل 30 مدنيا بحسب منظمات حقوقية. 

 

سيناريو الإنكار واتهام الآخرين مستمر.. دمشق: لا توجد مظاهرات ولا احتجاجات 

دمشق - القناة + وكالات : سعت دوائر النظام السوري إلى إنكار وجود انتفاضة شعبية في كثير من المدن السورية محملاً مسؤولية ما أسمته إضرابات إلى أطراف خارجية.

ونفت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري وجود مظاهرات في جامعات أو مدن واقعة تحت الحصار الأمني حاليا مثل بانياس، واعتبرت أن الأخبار المنتشرة في كل وسائل الإعلام العربية والعالمية مجرد (فبراكات). ولم تستطع هذه المصادر إعطاء تفسيرات مقنعة لوجود مئات الحالات من الاعتقالات بين الناشطين والمفكرين والمثقفين والطلاب الذين اعتقلوا في الأيام الأخيرة لأسباب لم تعلم. وفي إطار سيناريو الإنكار وتحميل المسؤولية للخارج عرض التلفزيون الرسمي السوري ما أدعى أنه اعتراف لعضو في خلية تابعة للإخوان المسلمين في سورية، كما عرض مجموعة من المسدسات والقنابل اليدوية والبنادق الآلية قال التلفزيون إنها صودرت من تلك الخلية. كما أتهم التلفزيون النائب اللبناني عن كتلة المستقبل (جمال الجراح) بتزويد هذه الخلايا بالسلاح وقد نفت حركة الإخوان المسلمين السورية هذه الادعاءات كما نفى النائب الجراح الإدعاء السوري.

 مظاهرات في حلب ودمشق 

وتظاهر العشرات من الطلاب في كلية الآداب بجامعة حلب في مدينة حلب ثاني اكبر المدن السورية في أول تحرك من نوعه تشهده المدينة منذ اندلاع حركة الاحتجاجات في اكثر من منطقة سورية. وأظهرت صور على موقع يوتيوب عشرات من الطلاب أمام كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة حلب يرددون هتافات تدعو إلى الحرية.

من جهة أخرى قال شاهد عيان في جامعة دمشق إن عشرات الطلاب تجمعوا أمام كليتي الشريعة والحقوق مطالبين بالحرية والديمقراطية، لكن متظاهرين مؤيدين للنظام ما لبثوا أن تجمعوا في المكان ذاته. وتعد مظاهرات الأربعاء التحرك الثاني من نوعه للجامعات في سورية. كما نقلت الأنباء عن شهود عيان قولهم إن آلاف النساء قطعن الطريق السريع بين مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين السورية وهن يرفعن أغصان الزيتون للمطالبة بإطلاق سراح ذويهن من الرجال الذين اعتلقوا الثلاثاء. وأفادت مصادر في المعارضة السورية أنه تم الإفراج عن 150 من المعتقلين بيد أن النساء رفضن إنهاء اعتصامهن قبل الإفراج عن الجميع. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان اتهم السلطات باعتقال 350 شخصا من قريتي البيضة وبيت جناد القريبتين من مدينة بانياس الساحلة بعد حملة مداهمة جرت خلال الأيام القليلة الماضية. وقامت قوات الأمن بتطويق قرية وداهمت المنازل جميعها واعتقلت جميع الرجال حتى عمر 60 سنة حسب رواية المرصد.

 النظام يجبر المعتقلين على الهتاف للأسد 

 ونقلت وكالة (رويترز) عن أحد المحامين في بانياس أن السلطات الأمنية أرغمت المعتقلين على ترديد هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد أمام كاميرات التلفزيون السوري يوم الثلاثاء. وكانت القرية قد شهدت إطلاق نار كثيف في وقت سابق من يوم الثلاثاء ومقتل شخص حسبما أفاد أحد الشهود من القرية. لكن مصدرا مسؤولا سوريا أعلن أن القوى الأمنية لاحقت مجموعة مسلحة قامت بأعمال قتل في بانياس واعتدت على وحدة عسكرية قبل أيام قليلة وان المواجهة مع المجموعة أسفرت عن مقتل ثلاثة من أفرادها وإصابة عدد أخر ومقتل عنصر من الجيش وإصابة عدد أخر بجراح حسب جاء في بيان لوكالة الأنباء الحكومية السورية سانا. وفي دمشق قال شاهد عيان في جامعة دمشق إن تظاهرة احتجاجية من عشرات الطلاب هتفت للحرية والديمقراطية أمام مبنى كلية الشريعة والحقوق في الجامعة. وما لبثت أن تجمعت تظاهرة مؤيدة للحكومة في المكان ذاته الأمر الذي أدى إلى اشتباك بين المجموعتين مما دفع بالأمن الجامعي للتدخل والفصل بين المجموعتين. ولم يسجل حسب الشاهد وقوع إصابات في صفوف اي من الطرفين.

 حصار بانياس 

ويفرض الجيش السوري طوقا مشدد على بانياس التي تعاني نقصا في الطعام وقطعت عنها الكهرباء والاتصالات حسبما افاد سكان المدينة. ونقلت فرانس برس عن أحد نشطاء الاحتجاجات في المدينة قوله إن الجيش يطوق المدينة فيما يقوم عناصر الامن والشبيحة بعمليات اعتقال. ونقل شاهد عيان أن المساجد في مدينة بانياس أذاعت قرارا للرئيس السوري بشار الأسد مفاده أن الجيش لن يدخل مدينة بانياس إلا إذا تعرض لإطلاق النار أو الأذى، وأن الرئيس شكل لجنة للبحث في مطالب أهالي بانياس والتحقيق في الأحداث الأخيرة. وقال الشيخ انس عيروط إمام مسجد بانياس في مقابلة مع محطة الـ( بي بي سي) إن مدينة بانياس أصبحت محاصرة مشيرا إلى أن السلطات السورية تمنع وصول المواد الغذائية أو نقل المصابين إلى المستشفيات. وأفاد نشطاء حقوق الإنسان في بانياس أن المجموعات المسلحة الموالية للسلطة والتي تسمى باسم (الشبيحة) قد قتلت الأحد الماضي أربعة أشخاص في المدينة. من جهة أخرى دان البيت الأبيض ما اعتبره تصعيدا في قمع المشاركين في المظاهرات بسورية ووصفه بأنه (أمر فظيع)، معربا عن القلق من أنباء تحدثت عن حرمان مصابين من تلقي العلاج والإسعافات. وقال السكرتير الصحفي للبيت الابيض جاي كارني: (نحن قلقون من الأنباء التي تحدثت عن سوريين جرحى منعت الحكومة علاجهم أو الحصول إلى الرعاية الصحية). وأضاف أن (قمع الحكومة السورية المتزايد أمر فظيع، والولايات المتحدة تدين بقوة الجهود المستمرة في قمع المحتجين سلميا). ونفت الحكومة السورية قيامها منع الطواقم الطبية من الوصول إلى المصابين ووصفت هذه الأخبار بأنها عارية عن الصحة. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أفادت أن قوات الأمن السورية منعت الطواقم الطبية في مدينتين على الأقل من الوصول لمعالجة الجرحى من المتظاهرين حين اندلعت مواجهات خلال تظاهرات مناهضة للحكومة الأسبوع الماضي. ووصفت المنظمة التي تتخذ في نيويورك مقرا لها هذا الإجراء بأنه (غير إنساني) و(غير مشروع) موضحا انه حصل في درعا وحرستا قرب دمشق. 

 

متظاهرون من درعا يقطعون الطريق المؤدي إلى الحدود السورية الأردنية

قطع متظاهرون سوريون من قرى محافظة درعا الطريق العام المؤدي الى الحدود الاردنية، وفق ما أفاد شاهد عيان لوكالة "فرانس برس"، الذي أوضح أن "نحو مئة شخص من القرى المجاورة لمدينة درعا (جنوب البلاد) قاموا بسدّ الطريق المؤدّي إلى الحدود الاردنية وأشعلوا إطارات سيارات". وأشار الشاهد إلى أن "نقطة تجمّع المتظاهرين تبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن مركز نصيب الحدودي"، دون أن يشير إلى أي مطالب او هتافات نادى بها المتظاهرون. (أ.ف.ب.)

 

ميقاتي بعد لقائه سليمان في قصر بعبدا : لقليل من التريث واسمحوا لنا يا لبنانيين ان تتحملوا معنا

قررنا ان نعطي مهلة اضافية لكي تكون الحكومة ميثاقية

من حق الرئيس ومن حقي ان نستعمل حقنا الدستوري كما الكتل

بعد ثلاثة اشهر اقول لن أيأس وانا مستمر والهدف حكومة مقبولة

وطنية - 14/4/2011 -زار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري وعرض معه التطورات الراهنة والاتصالات في شأن تشكيل الحكومة.

ميقاتي

اثر اللقاء، قال الرئيس ميقاتي: "عرضت مع فخامة الرئيس صباح اليوم المستجدات على صعيد تشكيل الحكومة، وخصوصا في ضوء اللقاءات التي عقدتها في الايام الماضية، وكان من الطبيعي ان اعلن اليوم وأزف الحكومة الى الشعب اللبناني، ولكن بعد التشاور مع فخامة الرئيس، قررنا ان نعطي مهلة اضافية لكي تكون الحكومة حقيقة حكومة كما يشتهيها كل لبنان، ومثلما نحن نؤكد عليها دائما، ان تكون عنوانا لاستقرار واستمرار الاستقرار في لبنان، حكومة تبعد الفتنة عن اللبنانيين وحكومة تكون تعمل تحت سقف الدستور، نعم تكون تحت سقف الدستور لانه اذا ألفنا حكومة على القواعد السياسية، هذه القواعد هي متحركة، اما اذا شكلناها وفقا لقواعد دستورية، فهي ثابتة. ونحن من هذا المبدأ نريد الاستقرار ونريد ان تكون الحكومة حقيقة ميثاقية في كل ما للكلمة من معنى، ميثاقية ليس فقط على صعيد الطوائف، لان ذلك هو تحصيل حاصل، ولكن ميثاقية ايضا لادخال معظم اطياف الشعب اللبناني والمجتمع اللبناني، وهذا ما نجرب ان نفعله. وأحب ان اؤكد اليوم انه في الواقع ان هناك القليل من التريث ولكن اسمحوا لنا يا لبنانيين ان تتحملوا معنا، وانا أعي تماما الامور المعيشية والامور الاقتصادية وأتمنى ان نكون سويا ونعلن الحكومة في القريب".

وقال: "نحن لن نيأس، فالمهم هو لبنان، تسمعون الكثير، نعم من حق رؤساء الكتل او الكتل المطالبة بأحجام معينة، ولكن ايضا من حق فخامة الرئيس ومن حقي ان نستعمل حقنا الدستوري، وبأن تكون هذه الحكومة، حكومة جامعة تمثل مختلف أطياف الشعب اللبناني".

حوار ثم دار بين الرئيس ميقاتي والصحافيين الحوار الاتي:

سئل: هل العراقيل التي تواجه الحكومة محلية او خارجية وما أبرزها؟

اجاب: "في الحقيقة، ان الحكومة تتألف في لبنان، ونحن نؤلفها في لبنان، ونحن ننظر من خلال المنظار اللبناني وفق التركيبة اللبنانية، وكما قلت بالنسبة للعراقيل، هناك بعض كتل تطلب حجما معينا وحقائب محددة، ولها الحق في ان تطلب، وانا لا انكر الحق لأحد، ولكن لنا الحق ايضا فخامة الرئيس وانا بأن نكون المؤتمنين على هذا الموضوع ونحن ننظر الى تركيبة هذه الحكومة لكي تكون متوازنة باقصى الحدود. انا لا اريد ان ارفع من مستوى التوقعات عند الشعب اللبناني ولكن مقاربتي لهذا الموضوع هو ان تكون الحكومة نخبوية بغض النظر عن الانتماءات السياسية، والامر الثاني ان تكون هذه الحكومة تحت سقف الدستور، اذ ليس من المستحب ان تستمر بخرق الدستور وايجاد اعراف جديدة، فهذا ليس هو الواقع الثابت، انما الثابت هو اتباع الدستور وان تكون هذه الحكومة وفق نص الدستور."

سئل: الى متى التريث؟

اجاب: "كما قلت كنت اتمنى ان أعلن الحكومة للبنانيين اليوم، ولكن بعد البحث اليوم فخامة الرئيس وانا، قررنا ان نعطي مهلة اضافية، فبعدما اقتربنا من الثلاثة اشهر، والحقيقة ان الوقت يمر بثقل علي وعلى اللبنانيي، ونحن لا نستخف بهذا الموضوع، ولكن نفضل ان تكون الحكومة الافضل وتضم من سماني ومتكاملة، وليس حكومة لا نعلم الخطوات التي ستليها. فالهدف من الحكومة هو ان تكون لحل المشاكل وليس ان تكون مشكلا اضافيا في البلد. وهذا هو السبب الذي يؤخرنا. فعندما نشعر ان الحكومة التي ستتشكل هي بالحقيقة ستبقى تحافظ على الاستقرار ومنع الفتنة وتحت سقف الدستور سنعلنها في اقرب وقت".

سئل: هل لديك من فيتو على اسناد حقائب أمنية الى تكتل التغيير والاصلاح وهل لديك موقف سلبي من المعارضة السابقة ولا سيما المعارضة السنية؟

اجاب: "اؤكد انه وخلال الاشهر الثلاثة الماضية لم أدخل في أي سجال ولم أكن أسيرا لاي موقف ولا أضع فيتو على احد، الهدف واحد بالنسبة لي وهو المصلحة الوطنية، واين تكون هذه المصلحة، وجميعنا نتزاحم لخدمة هذه المصلحة، ولا فيتو على احد والكل يعلم انه من خلال تعاملنا مع مختلف الاطراف لا أضع فيتو ولكن دائما اريد المناسب وان اطل على اللبنانيين بحكومة مقبولة بدرجة معينة، فبالتالي انا لا أدخل في سجال مع احد ولا في اي شكل من اشكال المهاترات مع احد، لان الهدف هو تشكيل حكومة مقبولة من جميع اللبنانيين. وأردت اليوم ان أتحدث الى اللبنانيين بعد ثلاثة اشهر لكي اقول انا لن أيأس وانا مستمر بإذن الله".

 

سليمان تسلم من لحام دعوة لحضور تدشين مركز "لقاء حوار الحضارات": الاوضاع في لبنان والمنطقة تؤكد الحاجة للحوار سبيلا وحيدا للتفاهم والتلاقي

رئيس الجمهورية اطلع من وردة وعواد على عمل وزارة الثقافة والتفتيش المركزي

وطنية - 14/4/2011 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الذي سلمه دعوة الى حضور تدشين مركز "لقاء لحوار الحضارات" الثلثاء 10 ايار المقبل في مقر البطريركية في الربوة.

وهنأ الرئيس سليمان البطريرك لحام على هذه الخطوة، معتبرا ان "الاوضاع في لبنان والمنطقة تشير الى الحاجة الى الحوار الذي يبقى السبيل الوحيد للتفاهم والتلاقي".

وزير الثقافة

وعرض الرئيس سليمان مع وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال سليم وردة للاوضاع العامة وعمل وزارته في هذه المرحلة.

رئيس التفتيش المركزي

واطلع رئيس الجمهورية من رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عواد على عمل التفتيش في ضبط الاوضاع في الادارة اللبنانية.

 

 

أمين الجميل: على ميقاتي مصارحة اللبنانيين بحقيقة الازمة لتشكيل حكومة بمثابة هيئة انقاذ وطني تحصن لبنان إزاء التطورات

وطنية - 14/4/2011 اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" 100,3-100,5، ان "الشعب اللبناني لا يمكنه ان ينتظر الى ما لا نهاية وان يبقى معلقا بحبال الهواء من دون تحديد مهلة لتشكيل الحكومة، لا سيما مع الاحداث التي تدور من حولنا والتي يمكن ان تنعكس على الوضع الداخلي". وقال: "كنت طلبت منذ زمن ان يقوم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بمصارحة الشعب اللبناني بحقيقة المعوقات التي تحول دون تشكيل الحكومة ولا سيما بعد مرور ثلاثة اشهر على التكليف". وذكر ب"الفرص الحقيقية التي امنها فريق 14 آذار للرئيس المكلف بغرض قيام حكومة ميثاقية"، وقال: "مددنا يدنا وعرضنا التعاون لكننا لم نلمس التجاوب المطلوب". ولفت الى ان "كل هذه الامور تقتضي اعادة النظر بتشكيل الحكومة وان يتحمل الرئيسان بالتعاون مع القيادات الوطنية مسؤولية المرحلة الدقيقة التي يمر بها البلد". أضاف: "ان الكلام الذي ادلى به الرئيس ميقاتي اليوم لم يشف غليل اللبنانيين الذين كانوا ينتظرون منه مصارحة حقيقية، الا ان ما سمعناه جاء وكأن الرئيس المكلف يعيد تكليف نفسه دون توضيح الأسباب الحقيقية الكامنة وراء التأجيل ولا الاعتبارات الجديدة التي يضعها كأساس لتشكيل الحكومة". واعتبر ان "كلام الرئيس ميقاتي هو كلام ناقص اذا لم تتبعه خطوات عملية من خلال التفاهم مع رئيس الجمهورية"، داعيا الى "اتخاذ اجراءات استثنائية ضمن التشاور العام والعمل على تشكيل حكومة تكون بمثابة هيئة انقاذ وطني تنتشل لبنان من المستنقع الداخلي وتحصنه ازاء التطورات الداخلية والاقليمية". ولفت الى ان "الشعب اللبناني لا يمكنه الانتظار وأمامه استحقاقات معيشية داهمة اضافة الى شبح الأحداث الامنية وما ينتظر لبنان من انعكاس للازمات في الدول المجاورة"، مشيرا الى ان "هذه الاحداث بدأت تنعكس علينا ومنها الاتهامات السورية بحق بعض القيادات اللبنانية والتي لا نوافق عليها". وقال: "لا نريد التدخل في شؤون احد كما لا نريد من أحد ان يتدخل في شؤوننا الداخلية. هذه الاتهامات في غير محلها، وهي تظهر دقة الوضع الحالي وتأثر لبنان بما يجري من حوله".

 

صقر ادعى على متهمين بالتعامل مع العدو وطلب الاشغال الشاقة لثالث

وطنية - 14/4/2011 ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اليوم، على شخصين احدهما موقوف (لبناني) والثاني فار من العدالة الى إسرائيل، في جرم التعامل مع العدو الإسرائيلي والإتصال به ودس الدسائس لديه وإعطائه معلومات عن مراكز وصور للجيش اللبناني و"حزب الله" وصور لأشخاص بهدف تجنيدهم، سندا الى المادتين 275 و278 عقوبات وهما تنصان على العقوبة القصوى الإعدام. وطلب قاضي التحقيق العسكري عماد الزين في قرار اتهامي أصدره عقوبة الأشغال الشاقة من 3 الى 15 سنة للموقوف جهاد سليم الزين في جرم التعامل مع العدو الإسرائيلي والإتصال به. وأحاله أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.

 

منظمة العفو الدولية تدعو لبنان الى كشف مصير مفقودي الحرب الاهلية

نهارنت/دعت منظمة العفو الدولية الخميس السلطات اللبنانية الى كشف مصير الاف الاشخاص الذين فقدوا خلال الحرب الاهلية التي شهدتها البلاد من 1975 الى 1990.

وجاءت هذه الدعوة في الذكرى السادسة والثلاثين لاندلاع الحرب الاهلية في لبنان. وجاء في بيان لمدير منظمة العفو في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مالكوم سمارت "حان الوقت كي تقوم السلطات اللبنانية بخطوة الى الامام لاقفال هذا الملف المؤلم جدا". واضاف "من الملح الان تشكيل لجنة تحقيق تضم بين اعضائها ممثلين لعائلات المفقودين".

كما حضت المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان ومقرها لندن، السلطات اللبنانية على اجراء فحوصات الحمض النووي الريبي لعائلات المفقودين لمقارنة النتيجة مع الحمض النووي الريبي الذي اخذ من بقايا بعض الضحايا الذين سقطوا في النزاع. وبدأت الحرب الاهلية التي اوقعت اكثر من 150 الف قتيل والاف المفقودين، بين فصائل فلسطينية مدعومة من حركات يسارية واحزاب مسيحية قبل ان تتحول نزاعا ذا طابع طائفي تدخلت فيه سوريا واسرائيل. واندلعت الحرب في 13 نيسان 1975 عندما تعرضت حافلة تنقل فلسطينيين لاطلاق نار في احدى ضواحي بيروت اعتبر في حينه ردا على مقتل عناصر من حزب الكتائب المسيحي. ولا تزال بعض عائلات المفقودين تعتبر انهم معتقلون منذ الحرب في سوريا التي انتشرت عسكريا في لبنان منذ العام 1976 ثم مارست وصاية سياسية عليه حتى العام 2005. ويشكل هؤلاء المفقودون الذين تقدر منظمات لبنانية غير حكومية عددهم ب650، ملفا شائكا بين البلدين. وتنفي دمشق وجود مثل هؤلاء الاشخاص على اراضيها ولكنها افرجت في الماضي عن سجناء وردت اسماؤهم على لوائح المفقودين. وقالت امينة عبد العاشوري (78 عاما) التي فقدت ابنها في العام 1986 "اريد ان ارى ابني. نريد كلنا عودة ابنائنا حتى في نعوش".

 

7مذكرات وجاهية و5 غيابية لمتهمين في قضية خطف الاستونيين

نهارنت/استجوب قاضي التحقيق العسكري فادي صوان، اليوم الخميس، سبعة موقوفين بينهم سوري، وأصدر مذكرات وجاهية بتوقيفهم، كما أصدر مذكرات غيابية بتوقيف خمسة فارين من وجه العدالة في قضية الاشتراك والتدخل في خطف الدراجين الاستونيين السبعة في 23 آذار الماضي واخفائهم في مكان لا يزال مجهولا حتى تاريخه، وعلى اطلاق النار من اسلحة حربية غير مرخصة على دورية من شعبة المعلومات اثناء مطاردتهم، محاولين قتل عناصرها ما ادى الى اصابة الدركي محمد فواز برصاصتين في رجله.وكشفت مصادر قضائية في لبنان متابعة لقضية الخطف أن التحقيقات أثبتت أن الرهائن لا يزالون لدى خاطفيهم وهم ثلاثة لبنانيين: و. ع وك.ي وم.ج والسوري م. أ المعروف بـ ح.ظ، وأن الخاطفين كانوا يعتقدون أن السياح من الجنسية البريطانية أو الفرنسية وأن بإمكانهم مقايضتهم بفدية باهظة قبل أن يتأكدوا من حقيقة جنسيتهم. وأوضحت المصادر أن على رغم انتهاء عمليات الدهم التي نفذتها الأجهزة الأمنية والعسكرية وبعد إجراء مسح كامل لمنطقة البقاع التي خطفوا فيها ولم يعثر عليهم فإن التحريات والاستقصاءات مستمرة، وتبين أن هناك رابطاً بين الخاطفين الذين وردت أسماؤهم وبين اللبناني درويش خنجر المطلوب للأجهزة الأمنية والقضائية والمصنف "من أخطر المطلوبين" الذي قُتل في مواجهة مع دورية لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ليل الأحد الماضي في بلدة مجدل عنجر. وأشارت المصادر المذكورة إلى أن التحقيقات بينت أن و.ع والسوري ح.ظ كانا برفقة خنجر أثناء وقوع الاشتباك وتمكنا من الفرار عقب مقتله، ولفتت إلى أن صاحبة السيارة المسروقة التي كان فيها خنجر تعرفت إلى صوره وع وظ، مؤكدة أنهم هم من استولوا على سيارتها في منطقة عميق بعدما هددوها بالسلاح قبل الاشتباك بساعة. ورحجت المصادر القضائية أن يكون الخاطفون نفذوا عملية الخطف لأسباب مالية بهدف الحصول على فدية مرتفعة، إلا أن حجم القضية والحصار والمطاردات التي تعرضوا لها عقدت المسألة بالنسبة اليهم. وأشارت المصادر إلى أن المعلومات المستقاة من التحقيق الذي أجري مع الموقوفين السبعة في القضية، تفيد بأن المدعو ع الفار من وجه العدالة كان وعد زملاءه بمكافآت. ولفتت صحيفة "النهار" ان ثمة شبهات واضحة لدى أجهزة أمنية لبنانية في تهريب الأستونيين السبعة الى سوريا، مما يفتح الملف الأمني بين البلدين على صفحة مشوبة بالاخطار وسط الفراغ السياسي الحاصل.

 

تحكم عقدة "الميشالين" بتأليف الحكومة.... والعراقيل لن تدفع ميقاتي إلى الاعتذار

نهارنت/عادت اجواء المراوحة تطارد عملية تأليف الحكومة مع تحكم عقدة "الميشالين"، إذ لم يحمل لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالمعاون السياسي لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الوزير جبران باسيل، أمس الاربعاء، أي جديد، على صعيد حل عقدة "الداخلية". وعقد امس الاربعاء لقاء في فردان بين الرئيس ميقاتي والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل تناولوا خلاله ما آلت اليه الاتصالات لحلحلة عقد التأليف، بالاضافة الى الجهود المبذولة مع العماد عون. وأعلنت أوساط ميقاتي لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "أجواء لقائه بالخليلين كانت إيجابية، وأن الرئيس المكلف مثابر ومصر على تأليف الحكومة ولو تأخرت ولادتها بعض الشيء". وأضافت المصادر أن "التبدل الذي يطرأ في المواقف لن تدفع الرئيس ميقاتي إلى اليأس أو الاعتذار، إنما تزيده تصميما على تحمل مسؤولياته الوطنية وتكثيف لقاءاته ومشاوراته مع الجميع لإزالة كل العقبات والوصول إلى حكومة قادرة على النهوض بالبلد ومواجهة الأخطار المحدقة به". وأفادت صحيفة "النهار" ان لقاء مسائيا ضم الوزير جبران باسيل وحسين خليل في اطار لقاءات بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" تمهيدا للقاء مرتقب يجمع عون والسيد حسن نصرالله.

وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "النهار" أن اللقاءات التي عقدها رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي في الساعات الاخيرة أبرزت التحاق أطراف آخرين بالعماد عون في مسلسل الاشتراطات، بحيث باتت عملية تأليف الحكومة محاصرة بالعقد ذات الحجم الكبير على غرار مطالب العماد عون من جهة وتعقيدات أخرى جديدة تتصل بتوزير المعارضة السنية ومطالبة رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان بحقيبة الدفاع، رافضا وزارة دولة، الى مطالب مماثلة أخرى. ولفتت الى ان هذه الموجة الطارئة من التعقيدات طرحت تساؤلات عن الوضع الذي آلت اليه الاكثرية الجديدة، وما اذا كان الامر يتصل بـ"أمر عمليات" معين للضغط على ميقاتي وإقناعه بالتسليم نهائيا بحكومة يغلب عليها "اللون الواحد" بمعنى أرجحية الكلمة لقوى 8 آذار، أم أن إرباكا كبيرا أصاب فريق الاكثرية من جراء التطورات المتسارعة في سوريا ونشوء حسابات مختلفة تماما عن الحقبة السابقة. وأعلن عضو تكتل "التغيير والإصلاح"، النائب حكمت ديب، أن "هناك من يوهم الناس يوميا بقرب ولادة الحكومة العتيدة، في حين أن العماد ميشال عون ونواب التكتل كانوا يصارحون اللبنانيين بحقيقة مسار التأليف والعراقيل التي تؤخر ولادة الحكومة". وقال لـ"الشرق الأوسط" إن "بالتأكيد مشكلتنا في الموضوع الحكومي ليست مع حزب الله ولا مع الرئيس نبيه بري، بل مع من يتولى مهمة التأليف أي الرئيس نجيب ميقاتي".

وإذ أشار إلى أن "التيار الوطني الحر لم يصل بعد إلى مرحلة الندم على تكليف ميقاتي"، أكد أن "الفريق المسؤول عن عرقلة تأليف الحكومة ليست الأكثرية الجديدة، بل الفريق الذي يسمي نفسه وسطيا أو مستقلا مثل سليمان وميقاتي، هذا الفريق الذي يحاول الحصول على كتلة وزارية كبيرة، وهو ما نرفضه لأننا لا نقبل إعادة تجربة الحكومة السابقة التي جاهدنا كثيرا لإسقاطها". وأشار ديب إلى "وجود بطء وغموض متعمدين في مسار التأليف من قبل الرئيس المكلف وتواصل غير جدي مع ممثلي الكتل الكبرى في الأكثرية النيابية الجديدة".

وأوضح أن عون "وضع عناوين ومعايير يجب أن تحترم في عملية تأليف الحكومة بحيث يمثل كل فريق بحسب ثقله وحجمه السياسي والنيابي، وإذا لم تحترم هذه المعايير سنرفض الأمر بكل هدوء، فالعماد عون لا يمكنه التنازل عن والوكالة التي منحه إياها الشعب في الانتخابات النيابية".

 

ميقاتي من بعبدا: قررت وسليمان ان نعطي مهل اضافية لتشكيل حكومة تحفظ الاستقرار

نهارنت/اكّد الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي انه عرض مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان "صباح اليوم المستجدات على صعيد تشكيل الحكومة، وخصوصا على ضوء اللقاءات التي عقدتها في الايام الماضية، وكان من الطبيعي ان اعلن اليوم وأزّف الحكومة الى الشعب اللبناني، ولكن بعد التشاور مع فخامة الرئيس قررنا ان نعطي مهل اضافية لكي تكون الحكومة حقيقة حكومة كما يشتهيها كل لبنان، ومثلما نحن نؤكد عليها دائما، ان تكون عنوانا لاستقرار واستمرار الاستقرار في لبنان، حكومة تبعد الفتنة عن اللبنانيين وحكومة تكون تعمل تحت سقف الدستور، نعم تكون تحت سقف الدستور لانه اذا ألفنا حكومة على القواعد السياسية، هذه القواعد هي متحركة، اما اذا شكلناها وفقا لقواعد دستورية، فهي ثابتة".

واوضح ميقاتي بعد لقاء جمعه مع سليمان انه "نحن من هذا المبدأ نريد الاستقرار ونريد ان تكون الحكومة حقيقة ميثاقية في كل ما للكلمة من معنى، ميثاقية ليس فقط على صعيد الطوائف، لان ذلك هو تحصيل حاصل، ولكن ميثاقية ايضا لادخال معظم اطياف الشعب اللبناني والمجتمع اللبناني، وهذا ما نجرب ان نفعله. وأحب ان اؤكد اليوم انه في الواقع ان هناك القليل من التريث ولكن اسمحوا لنا يا لبنانيين ان تتحملوا معنا، وانا اعي تماما الامور المعيشية والامور الاقتصادية وأتمنى ان نكون سويا ونعلن الحكومة في القريب".

وشدّد ميقاتي على انه "نحن لن نيأس، فالمهم هو لبنان، تسمعون الكثير، نعم من حق رؤساء الكتل او الكتل المطالبة بأحجام معينة، ولكن ايضا من حق فخامة الرئيس ومن حقي ان نستعمل حقنا الدستوري، وبأن تكون هذه الحكومة، حكومة جامعة تمثل مختلف أطياف الشعب اللبناني".

  

"الوفاء للمقاومة" عن "المستقبل" وأحداث سوريا:بيتكم من زجاج فلا ترشقوا الناس بالحجارة

نهارنت/شنت كتلة "الوفاء للمقاومة" هجوما عنيقا على تيار المستقبل إذ قالت:"قرأنا بكائيات كتلة "المستقبل" على خروجها من السلطة، تنساب قلقا مفتعلا وتشكيكا بالآخرين، ومزيدا من المكابرة والديماغوجية والافتراء والتضليل". وشددت الكتلة في بيان أصدرته الخميس على أنه "حتى اللحظة لم تصل فترة تأليف الحكومة المرتقبة إلى المهلة الزمنية التي استغرقها تأليف حكومتي حزب المستقبل السابقتين" سائلة:"لماذا العويل والتهويل وإثارة الشكوك والتحريض، ولمصلحة من؟".  كما ذكرت الكتلة أن "التعقيدات الاعتيادية معروفة إزاء كل عملية تأليف ودولة الرئيس المكلف (تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي) يخطو خطوات واثقة لإنجاز حكومته، وجميع قوى الأكثرية متعاونة معه في ذلك وتمارس حقها المشروع في إبداء مطالبها ووجهة نظرها من دون أي ضغط أو ابتزاز أو تملق أو تكاذب". واعتبرت أن "ما يطول البلاد اليوم من سلبيات ومشكلات ليست إلا نتائج سياسات حزب "المستقبل" وحكوماته السابقة التي حولت لبنان إلى مزرعة سائبة يتقاسمها كل من له مصلحة في وضع البلاد تحت تصرف الإدارة الأميركية ومن يذعن لمشروعها ويقدم اليها طقوس الولاء والطاعة".

ورأت في "تولي كتلة "المستقبل" الدفاع عن سياسات القمع والظلم والقهر الذي يمارس ضد شعب أعزل من شعوب منطقتنا العربية، يترجم بالدقة حقيقة النهج السياسي المستبد الذي تلتزمه، والذي لا يمكن تغطيته بالتصفيق لنجاح انتفاضة الشباب في تونس ومصر". وإذ ذكرت أن "الإعلام الرسمي في سوريا عرض عينة من تورط حزب "المستقبل" المريب في الشؤون الداخلية لسوريا ولم يقنع نفيكم أحدا" توجهت إلى "المستقبل" بالقول:"إن بيتكم من زجاج فلا ترشقوا الناس بالحجارة".

وأردفت:"لا تتحدثوا عن محاور، فأنتم صناعة بعضها، وفكروا كيف تحفظون الاستقرار في هذا البلد بتصرفات ومواقف مسؤولة". كما لاحظت أن "ما نشرته وثائق "ويكيليكس" عن بعض أنفاسكم، ليس إلا قرينة على صحة تقويمنا لما ارتكبتموه من خطايا في حق المقاومة والوطن" مضيفة:"لسنا ديانين، لكن ماذا نفعل إذا كانت ارتكاباتكم مفضوحة وظاهرة للعيان؟". وعن كلام "سماحة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله" جزمت انه "لم يكن تدخلا في شأن داخلي وإنما كان تحسسا إزاء أخطار هذا الأداء وانعكاساته السلبية على مناعة الاستقرار في كل منطقتنا العربية". وأضافت في السياق عينه:"لقد اتخذ سماحته الموقف الحق والمشرف، من دون أن تثنيه محاولات البعض في لبنان لتوظيف هذا التحسس الإنساني النبيل بهدف تحريض هذا النظام أو ذاك ضد بعض اللبنانيين لإخراجهم علهم يضغطون عندنا فنسكت عن ممارسات وانتهاكات ظالمة لا مبرر لها إطلاقا ولا جدوى منها أيضا". وقد أعلنت الأربعاء ما سمتها سوريا بـ"خلية إرهابية" أنها تلقت دعما ماديا وأسلحة من عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب جمال الجراه، الأمر الذي نفته الكتلة في اليوم عينه. من جهته نفى الجراح قائلا:"الاعترافات السورية مبرمجة ومدبلجة ومشوهة القصد منها الاساءة لفريق سياسي واذا كا لديهم اثباتات فليخاطبوا بها الدولة اللبنانية عبر وزارة الخارجية".

 

مصادر "14 آذار" تردّ على كتلة "حزب الله": محاولة التعمية على تعثّر تشكيل الحكومة لا تنطلي على أحد 

ردّ مصدر بارز في قوى "14 آذار" على كتلة "الوفاء للمقاومة" التي شنّت هجوماً على تيار "المستقبل"، فأكد أن "محاولة حزب الله التعمية على تعثر فريقه في تشكيل الحكومة لا تنطلي على حد وخصوصاً على من اعتاد سياسات الحزب ومواربته في مقاربة الأمور". وقال لـ"المركزية" أن "التذرع في تأخير التشكيل بالمدى الزمني الذي استلزم 4 أشهر لحكومة الرئيس سعد الحريري بعيد كل البعد عن المنطق ولا يبرر للأكثرية تأخرها، فالحريري كان يشكل حكومة وحدة وطنية في ظل انقسام عامودي حاول عبرها الجمع بين التناقضات وسار في حقول الشروط من الطرفين فيما لا ينطوي واقع التشكيل اليوم على أي من هذه المعطيات". أضاف المصدر: "فالحكومة من لون واحد تشكلها جبهة واحدة تبدو عاجزة حتى عن تقريب وجهات النظر بين أقطابها ومكوناتها الأساسية المتنازعة على حقيبة من هنا ومقعد إضافي من هناك، وقد شهد شاهد من أهل البيت حين انتقد وزير الأشغال غازي العريضي هذا الواقع علناً، ما حمل مصدر قريب من النائب وليد جنبلاط على السؤال عن كيفية مواجهة الحكومة العتيدة الاستحقاقات الكبيرة المقبلة فيما أركانها الأساسية عاجزة حتى الساعة عن تشكيلها؟".

وعن اتهام سوريا "المستقبل" بالتدخل في حوادثها تحريضاً وتمويلاً، أكد المصدر أن "لا جديداً سورياً يقرأ، فممارسات هذا النظام أزاء لبنان عهدناها سابقاً وندرس بجدية كيفية الرد"، مشدداً على أن "التطورات السورية المتسارعة فاجأت حلفاءها اللبنانيين وأوقعتهم في شرك الخلافات على الأحجام التمثيلية في الحكومة وتناتش الحقائب وهم يتخبطون في دخول صراعهم وسط انكفاء سوري عن مد يد العون للانشغال الواسع بالأحداث الداخلية".

 

حزب الله" وحركة "امل" يتهمان الفريق الآخر بإستعمال مسألة المشاعات لإثارة الفتنة المذهبية

نهارنت/اكّد مصدر أمني معني لصحيفة "السفير"، ان "ضخامة موضوع وضع اليد على المشاعات، هي أكبر من كونه مخالفة او محضر ضبط وتوقيف مخالفين". واشار المصدر الامني الى "اننا نقف في مواجهة قرى بأسرها بشيبها وشبابها". وكشف المصدر عن وجود "ألغام كبيرة أمام القوى الأمنية غير القادرة على ضبط ما يجري وخاصة لناحية قدراتهاوإمكاناتها اللوجستية والبشرية". كما اكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي للصحيفة عينها، إن "ما حصل عبارة عن فتيل انفجار أشعله الفريق الذي خرج من السلطة، من خلال إيحائه المريب لموالين له بالبناء غير القانوني في المشاعات، وتلك واحدة من الخطوات التي يقوم بها الفريق الآخر في إطار سياسة إثارة الفوضى والفتن والمشكلات بعدما خرج من السلطة". وشدد الموسوي على ان "الهدف هو تظهير صورة سقوط الدولة من باب انه اذا لم يكن هو في السلطة فلن تكون هناك دولة، وعلى قاعدة انا الدولة او لا دولة، وأخطر الاهداف محاولة إثارة الفتنة المذهبية من خلال تأليب متجاورين منذ عقود على بعضهم البعض، ومن جهة ثانية إثارة مشكلات في كل قرية عبر اثارة الضغائن بين العائلات او داخل كل عائلة بسبب تنازع على أسبقية البناء او الحق بالبناء. وبطبيعة الحال، الاساءة الى دور القيادات الامنية في الجنوب التي تصرفت بحكمة بالغة ومسؤولية عالية".

واوضح الموسوي ان "ما فعله الفريق الآخر في مسألة المشاعات كان بمثابة قنبلة أراد تفجيرها في وجه "أمل" و"حزب الله". وأكد أن "الحركة والحزب في حال استنفار لمعالجة الآثار الناشئة عن عاصفة المشاعات، وهناك تعليمات مشددة بوجوب الالتزام الصارم بالقوانين ورفض مخالفة قانون البناء في الاملاك الخاصة فكيف الامر بالمشاعات العامة". وذكر الموسوي بوجود عدد من اقتراحات القوانين امام اللجان النيابية المختصة لمعالحة مشكلات الشيوع ودور البلدية في إعطاء رخص البناء.

واتهم نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم فريق الرئيس سعد الحريري من دون أن يسميه، بالتخريب وقال في كلمة ألقاها في المعهد الفني الاسلامي امس الاربعاء انه، "حرام أن يعمل البعض على تخريب لبنان، وعلى محاولة ضرب المؤسسات، أو كما حصل منذ أيام عندما قامت شخصية معروفة في جنوب لبنان من طرف لا تُعجبه التغيُّرات التي حصلت في الواقع القائم، وأعطت إذناً وضغطت بشكل مباشر لبناء عشوائي في المشاعات من هنا وهناك، وتمَّ إرسال الشركة التي جهزت التفاصيل من أجل أن يكون هناك فوضى". وذكر رئيس مجلس النواب نبيه بري امس انه يوجد "غايات اخرى كامنة خلف هذه المسألة القصد منها إثارة الفوضى والفتنة". وقد تقدّمت هذه الظاهرة الى منطقة الأوزاعي وبئر حسن، في العاصمة بيروت، امس الاربعاء ما ادى الى وقوع إشكال بين عدد من المواطنين والقوى الأمنية خلال محاولتها قمع مخالفات بناء على أرض مشاع. وعمد المواطنين الى إقفال الطريق نحو الجنوب بالاتجاهين، فيما كان مواطنون في طير دبا يقطعون الطريق في اتجاه صور احتجاجا على منعهم من البناء في مشاعات البلدة، فيما كان آخرون من بلدة البرغلية يقطعون طريق صيدا ـ صور الرئيسية عند محلة شوران بالإطارات المشتعلة، للسبب ذاته.

ونأت حركة "أمل" و"حزب الله" بنفسيهما عن التعديات وإعلنتا رفع الغطاء عن المخالفين سعيا منهما لضبط هذه المسألة، خاصة أن المسألة تتعدى كونها مخالفة بناء على ملك عام أو خاص، بل هي تفتح على مشكلات غير محسوبة وغير منتظرة قد لا تبقى محصورة ضمن نطاق قرى المشاعات المستهدفة. وفي إطار الاعتداء على عناصر قوى الامن الداخلي، فقد سجلت حادثتان فجر اليوم، الاولى حصلت في محلة برج البراجنة اثناء محاولة قمع مخالفة بناء في منطقة الرمل العالي لشخص من آل شحادة طوق حوالي مئة شخص سيارتين لقوى الامن الداخلي نوع "باترول ونيسان - رباعيتي الدفع" واقدم عدد من الشبان والنساء برشق الحجارة والضرب بالعصي كما اطلق البعض عددا من العيارات النارية ماادى الى كسر الزجاج الخلفي لسيارة الباترول واصابة سيارة النيسان عند مقدمتها وعلى جوانبها عندها اضطرت القوة الى الانسحاب مع السيارات المتضررة من دون تمكنها من قمع المخالفة ولم يصب احد من العناصر الامنية باذى وقد اعلمت السلطات المختصة بالوقائع. وفي حادث آخر في الاوزاعي، واثناء قيام دورية من الفصيلة بمحاولة الاستماع الى افادة ( أ.ز.ك - والدته زهرة - مواليد 1962) بصفته بائعا لمواد البناء التي تستخدم في ورش مخالفة للقانون ولدى وصول القوة مقابل الهيئة الصحية اقدم عد من الشبان من آل غسان وآل شمص على التهجم على الدورية وصرح أحد المهاجمين بأنه ينتمي الى احدى التنظيمات في المنطقة ما دفع بالقوة الى الانسحاب قبل ان يتم تطويقها وقد اعلمت السلطات المختصة بالوقائع.

 

الجراح ينفي تورطه بحوادث سوريا: الاعترافات مبرمجة ولسنا بوارد التدخل بالشأن السوري

نهارنت/ردّ عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح على اتهامه من قبل خلية ارهابية سورية مؤلفة من 3 أشخاص بالوقوف وراء الحوادث الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق السورية بالقول "نحن واثقون من موقفنا ولسنا في وارد التدخل في الشأن السوري كما لا نريد لاحد ان يتدخل في شؤوننا". وكان التلفزيون السوري قد بث فجر اليوم الاربعاء اعترافات خلية إرهابية مؤلفة من ثلاثة أشخاص تورطت في الحوادث الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق السورية وأكدت أنها تلقت أموالاً تفوق التوقعات من جهات خارجية أبرزها النائب الجراح إضافة إلى أسلحة فردية قناصة ومسدسات وقنابل يدوية وهواتف نقالة متطورة جداً تعمل على شبكة "الثريا" وذلك بهدف التحريض على التظاهر والدعوة إلى إسقاط النظام في سوريا والقيام بأعمال تخريبية من شأنها المساس بأمن سوريا. وراى الجراح في اتصال مع "الجديد"ان الاعترافات السورية مبرمجة ومدبلجة ومشوهة القصد منها الاساءة لفريق سياسي واذا كا لديهم اثباتات فليخاطبوا بها الدولة اللبنانية عبر وزارة الخارجية. ولفت الى ان هناك محاولة لصرف الأنظار عن الكوارث التي تسببها البعض للبنانيين في الخارج" واضاف "نعرف مدى العلاقة بين إعلام "8 آذار" والنظام السوري، ولكننا لسنا في وارد التدخل في الشأن السوري ولا نريد في المقابل لأحد ان يتدخل في شؤوننا". وفي اتصال مع الـ"ال بي سي" أكد الجراح ان موقف "تيار المستقبل" فيما يتعلق بسوريا واضح وصريح بعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي. واعترف أفراد الخلية، بحسب التلفزيون السوري، بتجنيد أشخاص آخرين من عدة مناطق مقابل مبالغ مالية وتصوير مشاهد عبر جهاز الموبايل لإرسالها إلى ما يسمى موقع "الثورة" الإلكتروني لنقلها إلى قنوات فضائية اعتمدت في مادتها الإخبارية على هذه المشاهد. وأقر رئيس الخلية الإرهابية أنس الكنج بأنه على اتصال بأحمد عودة من جماعة الأخوان المسلمين ويتردد كثيراً على لبنان والذي بدوره زوده بأموال وقناصات وروسيات للقيام بعمليات تخريبية وتحريض الناس على التظاهر والهتاف بشعارات الحرية. وكشف أنس أن أحمد كان صلة الوصل مع النائب الجراح من طرابلس وقال له أن جمال كريم ويساعد عائلته بالمال، وسيزودهم بأسلحة متطورة يتم نقلها من لبنان عن طريق الرشوة وتدريبهم عليها من قبل خلايا أخرى لا يعرفها وإنما يعرفها أحمد، ووعده بأن يلتقي جمال ولكنه لم يستطع بسبب انشغاله المتواصل.

 

 الحريري توجّه الى الرياض لتقديم العزاء الى الملك بوفاة شقيقته

نهارنت/غادر رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بيروت اليوم متوجها الى الرياض للمشاركة في مراسم تشييع وتقديم العزاء بوفاة الاميرة صيته بنت عبد العزيز شقيقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. ويرافق الحريري في الزيارة مدير مكتبه نادر الحريري والمستشار هاني حمود للمشاركة.

 

الفرزلي يواصل فضح رئيس الحكومة المكلف: ميقاتي قال لمقرب منه ان اغتيال الحريري اراحه

يقال نت/رفع النائب السابق  ايلي الفرزلي من مستوى فضح رئيس الحكومة المكلف نجيب مبقاتي، الى مستوى بات يتطلب توضحيا لا بل أكثر. جديد الفرزلي نسب كلام الى ميقاتي وفيه ان اغتيال الرئسش رفيق الحريري خفف الضغط عليه، أي أنه أراحه وكان لمصلحته. وقال الفرزلي ان ميقاتي ابلغ احد المقربين منه في العام ٢٠٠٥ ان اغتيال الرئيس رفيق الحريري خفف عني ضغطا. وأضاف الفرزلي: هناك شخص قريب منه في ال2005 ولا يزال هذ الشخص حيا ، فقال له ان موت رفيق الحريري خفف عني ضغط وطلعة سوريا خففت عني ضغط فانا المرتاح وانا فتى الفتيان." ولفت الفرزلي في حديث الى برنامج "نهاركم سعيد" عبر المؤسسة اللبنانية للارسال الى وجود علامات استفهام حول دور ميقاتي وأوراق الاعتماد التي يقدمها والوظيفة السياسية التي يقوم بها. وقال : "لدي قناعة أن لا احد يملك رأس مال منتشر في العالم هو بريء من الارتباطات في الخارج". واعتبر الفرزلي أن حزب الله صادق في ارادته لتشكيل الحكومة لانه يريد الاستقرار التي تحمي معركته السياسية وهي المواجهة مع اسرائيل، مشيراً الى أن التوهم بانتظار التغييرات الاقليمية والدولية ولّى الى غير رجعة. وأضاف الفرزلي ان ميقاتي يعيش عقدة الدونية السياسية في الساحة السنية تجاه ابن الحريري.

 

اده: اذا كان من تدخل في دمشق فهو درس لها

المركزية/استغرب عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده دعوة السفير السوري علي الكريم علي السلطات اللبنانية الى التحرك بعد الاعترافات التي عرضها التلفزيون السوري. واوضح انه :اذا كان هناك من تدخل مزعوم لشخصيات لبنانية في القضايا الداخلية السورية، فهذا يمكن ان يكون مثابة درس لسوريا نتيجة ما عاناه اللبنانيون طوال الـ35 عاما من تدخل سافر في شؤونه ومن حرب اهلية". ولفت الى ان من الضروري ان يكون هناك مساواة في التعامل بين الدوليتن والشعبين، مشيرا الى انه لا بد من ملاحظة مدى اساءة التدخل السوري في الشؤون اللبنانية. وراى اده ان دعوة القضاء اللبناني الى اخذ الاجراءات هو دليل الى ان السلطات السورية لديها الثقة وتحترم القضاء اللبناني، اما بالنسبة الى ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية فقد بحثنا عن القانون السوري ولم نجده

 

اللقاء الرباعي في بكركي: خوف منه وعليه!

الجمهورية/بقدر الآمال المعقودة على اللقاء الروحي - السياسي الماروني الرباعي الذي يرعاه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يوم الثلثاء المقبل في الصرح البطريركي في بكركي، ليكون بداية لعهد جديد في العلاقات بين القيادات المارونية، هناك مَن يخشى على اللقاء ومنه. لذلك، فالبحث فيه وما هو متوقع منه مزروع بالهواجس والأخطار الى حدود الخشية عن الكتابة عنه، قبل أن يعقد فينفضّ، ويصدر ما يمكن أن يصدر عنه.

مما لا شك فيه أن كثيرين لم يصدقوا الحديث عن مثل هذا اللقاء، لا في توقيته ولا في أبطاله الأربعة، في ضوء سلسلة من التجارب السابقة التي خاضها سلفه البطريرك مار نصر الله بطرس صفير في اكثر من مناسبة، ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي عمل جاهدا وبعضا من فريق عمله، منذ أن تسلّم مهامه قبل ثلاثة اعوام، في تدبير بعض المصالحات، فنجح في ترتيب بعض اللقاءات الثنائية، ولم ينجح في استكمال ما تبقى منها، ليجمع اثنين على الأقل من اربعة ممّن سيلتقون الثلثاء المقبل في الصرح البطريركي.

بالتأكيد، ليس هناك مشكلة في لقاء يعقد بين رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون، ولا بين الجميل والنائب سليمان فرنجية، ذلك أن هناك مَن تمكّن من جمع القياديين الثلاثة في مناسبات وحقب عدة، وإن كانت في معظمها مأسوية للغاية، والتي انتهت الى علاقات مهادنة وحوار بين وقت وآخر، أنتجت تفاهمات على كثير من الملفات الخلافية التي طُرحت في مجلس النواب وغيره من المؤسسات الدستورية.

على هذه الخلفيات، يكتسب لقاء الثلثاء المقبل أهمية بالغة من حيث الشكل والتوقيت، كما في المضمون، لذلك كان من الضروري أن تجرى الاتصالات الضرورية كلها لحماية اللقاء من الكثير من المطبات التي لا تنتظره كلقاء في حد ذاته، إنما البلد على خلفية استمرار التوتر بين مكوناته المسيحية بشكل خاص كما بالنسبة الى ما تعانيه باقي الطوائف التي تعيش نزاعات مذهبية تجلّت في موجات العنف على خلفية الثنائية السنية – الشيعية التي كان البلد برمته على شفير تداعياتها السلبية فترة طويلة من الفراغ الرئاسي، والتي امتدت من 24 تشرين الثاني 2007 الى 25 ايار 2008، حيث تم اكتشاف اهمية موقع رئاسة الجمهورية بالنسبة الى انتظام العلاقة بين المؤسسات الدستورية في البلاد.

وعليه، فقد اشارت قيادات شاركت البطريرك الجديد مشروع الدعوة والتحضير الى مثل هذا اللقاء، إلى أن الفكرة انطلقت من محطة الإجماع المارونية، كما الوطنية، على انتخابه بطريركا جديدا، وفي محطة أعقبت حرص القادة الموارنة الذين كانوا على خصام مع سلفه البطريرك صفير على طي صفحة الماضي، عندما سجّلوا ما يمكن اعتباره "زيارات الاعتذار" عن "كل إساءة غير مقصودة" لحقت بالبطريرك المستقيل.

أضف الى ذلك، فقد اعتقد من أسهم في بلورة الفكرة الى ان فترة الصوم المبارك مناسبة لترتيب اللقاء، وانه ليس بمقدور أي كان ان يقول لا لمثل هذا اللقاء في حال عبّر البطريرك الجديد عن رغبته في ذلك. فاقترح سيّد بكركي اللقاء في بداية أسبوع الآلام، وكلّف من كلّف نقل الدعوات الى القيادات الأربع ومناقشتها كل على حدى في مضمون جدول اعمال "الثلثاء الاستثنائي". وبعد حصوله على الأجوبة الإيجابية، اختار ثاني ايام أسبوع الآلام، يوم الثلثاء في 19 الجاري، فاقترح خلوة روحية قصيرة ترفع فيها الصلوات، تواكبها ترويقة بطريركية فقداس على نيّة مسيحيي لبنان ولبنان، فخلوة سياسية.

وانطلق البطريرك الراعي في مسعاه، وفي اثناء ترتيب عناوين الخلوة السياسية، مستندا الى سلسلة من الوثائق التي صيغت في بكركي وبمسعى منها، وتحديدا من وثيقة "السينودوس الخاص بلبنان" ومن "وثيقة الثوابت المسيحية" و"شرعة الكنيسة المسيحية" ومن "ميثاق الشرف" الذي كان قد وضعته لجنة مشتركة عملت بإشراف البطريرك صفير، سعيا وراء الحد الأدنى من كسب الإجماع المسيحي حولها. لذلك، تبلغت القيادات المسيحية الأربع أنه من المستحسن ان يكون لكل منها وثيقة او ورقة عمل بالمواقف الفضلى من العناوين التي تحتاج الى مقاربة مسيحية شاملة على خلفيتها الوطنية.

ومن دون ان يكون هناك جدول اعمال واضح للملفات السياسية التي يمكن ان تتناولها الخلوة السياسية، ظهر لدى معظم الأطراف أنها ستركز على سلسلة من الملفات والقضايا الكبرى التي باتت مطروحة على جداول أعمال اللقاءات الوطنية الكبرى. وعليه، يبدو ان الخلوة ستبدأ بالنقاط التي يمكن ان تشكل قواسم مشتركة قبل الولوج الى الملفات الخلافية الكبرى التي وضعت المسيحيين في معسكرين مختلفين تستقطبهما المواجهات السياسية.

لذلك، من البديهي أن يتناول البحث في ما يمكن ان يجمع عليه المسيحيون بالدرجة الأولى، وإن اختلفت الوسائل التي يراها بعضهم انها الفضلى التي تؤدي الغاية المطلوبة. ومن هذه الملفات ما يتصل:

- برفض توطين الفلسطينيين في لبنان، الأمر الذي يقود بالدرجة الأولى إلى التعاطي مع قرار مجلس شورى الدولة الخاص بإبطال مرسوم التجنيس الصادر العام 94 وضرورة تزخيم العمل الجاري في وزراة الداخلية لفرز الملفات والسعي الى ابطال جزء منه يتصل بتجنيس الفلسطينيين بالدرجة الأولى، على رغم أن هؤلاء المجنّسين قد بدأوا الإفادة من مفاعيله منذ 24 حزيران العام 2004 بعد مرور 10 سنوات على إصداره. وهنا، قد يتطرق بعضهم الى ما هو مطروح على مستوى استعادة اللبنانيين المهاجرين جنسيتهم الأصلية في ضوء ما تقوم به مؤسسة الانتشار الماروني بالتنسيق مع ابرشيات الموارنة في هذه الدول، وقانون جديد للجنسية. كما سيتناول البحث ايضا القلق المتنامي "بنسب سياسية" الناجم عن بيع اراضي المسيحيين والتغييرات الديمغرافية التي تسببت بها (والتي ستعرض جداول مقارنة بالأرقام المخيفة بشأنها في اللقاء) وخصوصا أن هناك من يدفع اموالا طائلة من اجل تملّك أراض وتلال استراتيجية في كثير من المناطق، وخصوصا في الضاحية الجنوبية التي باتت تفتقد الأملاك العامة وأملاك الرهبانيات، ومن كفرشيما الى طريق صيدا القديمة وفي جزين ومناطق أخرى من لبنان، ومنها في وسط البقاع بين بر الياس وتعلبايا وسعدنايل، كما في الجنوب، والتي فقدت جزءا كبيرا من هويتها الديمغرافية الأساسية بسبب تبدل الملكيات اولا ونقل النفوس من بعلبك وتجنيس العرب الرحّل شيعة وسنّة من دون استثناء لتغيير الواقع الديمغرافي فيها. وتضاف الى لائحة الهموم هذه، ما يتصل بالعمل على إبعاد البلاد عن منطق الاستقطاب والحياد به وتجنيبه أخطار الانزلاق الى سياسة المحاور التي لا يحتملها لبنان عندما تكون المواجهات بين دول كبرى وأخرى في المنطقة تفوق لبنان قدرة على تحمل سلبيات مثل هذه المواجهة القاسية. وضرورة العمل بالوسائل كلها من اجل عودة المسيحيين الى الإدارة الرسمية لاستعادة توازن مفقود بقوّة بات يهدد من جعل بعض الدوائر وكأنّها من اجل طوائف ومذاهب وليست للبنانيين كلهم.

- وعلى مستوى الملفات التي تحتمل الكثير من الجدل، قد يقاربها المجتمعون ولو لماما، على ان يكون هناك متسع من الوقت للتعمق فيها عن طريق لجان قد تشكل او لقاءات أخرى تعقد على هذا المستوى لتوفير المخارج المقبولة من الجميع. ومنها ما يتصل بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وبالعلاقات اللبنانية - السورية وترسيم الحدود، والتي يمكن ان يتم التفاهم على تفويض البطريرك ليكون شريكا في ورشة المعالجة في ظل الترتيبات الجارية من اجل زيارة يقوم بها الى العاصمة السورية في أثناء زياراته الى ابرشياتها الثلاث – إذا سمحت الظروف الأمنية التي تعيشها سوريا بمثل هذه الزيارة التاريخية الكبيرة إن حصلت - والتي يمكن ان يكون له فيها لقاءات على اعلى المستويات مع القيادة السورية. ومن الطبيعي ان تضاف الى هذه اللائحة ما يتصل بمصير "السلاح غير الشرعي" اللبناني والفلسطيني كما يراه بعضهم، او "سلاح المقاومة" كما يراه بعضهم الآخر، كما بالنسبة الى قانون جديد للانتخاب يحافظ على فرادة لبنان في التنوع ويكرس الوسائل من اجل تمثيل حقيقي للمسيحيين.

مهما انتهى اليه اللقاء الثلثاء المقبل، يبقى انه سيكرّس ما يمكن اعتباره إجماعا على ان الحوار هو اقصر الطرق الى تقريب وجهات النظر وليس من المستبعد ان يلتقي القادة الأربعة على عناوين عدة مهمة. وهي بالنتيجة مهمة وطنية بامتياز وليست قضية مارونية او مسيحية فحسب، فالبلاد بحاجة الى الحد الأدنى من الثقة بين المسيحيين انفسهم وما بينهم وإخوانهم في الوطن، ليبقى، كما قيل عنه، "وطن الرسالة". فهل يكرّس هذا اللقاء هذه المعادلة؟ يوم الثلثاء المقبل ليس ببعيد وسيحمل الجواب!

 

الحجار: نريد علاقات أخوية مع سوريا تحترم سيادة واستقلال الدولتين

وطنية - 14/4/2011 أعرب النائب محمد الحجار، في حديث الى إذاعة "الشرق" اليوم، عن إستهجانه للاتهام الذي وجهته السلطات السورية للنائب محمد الجراح بتمويل ودعم بالسلاح لخلية سورية ضد الحكم في سوريا. وقال الحجار :"ان الاتهام المزعوم يثير التساؤل، وهذه كذبة كبيرة، وبالنسبة لنا ولتيار المستقبل التعليمات تقضي بعدم التدخل، وعدم التعليق على أي أحداث تجري ليس في سوريا فحسب إنما في أي دولة عربية أخرى", لافتا الى أنه في "الموضوع السوري تحديدا قلنا مرارا وتكرارا بأننا نريد علاقات أخوية بين لبنان وسوريا، تحترم سيادة واستقلال الدولتين", ومضيفا "ان استقرار سوريا يعنينا تماما مثل استقرار لبنان لأن عدم الإستقرار في سوريا سيكون له انعكاسات سلبية على لبنان".

وشدد على "اننا في الفترة الماضية عانينا الأمرين من التدخل في شؤوننا ولا نسمح لأحد ولا لأي صديق ينتمي الى تيار المستقبل أو على علاقة بالتيار أن يتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي, وهذا يندرج أيضا في الموضوع السوري". ورأى "ان الحديث عن جمال الجراح وربطه بطرابلس، والكل يعرف أن الجراح نائب عن البقاع، يوحي وكأن هناك من يريد إقحام طرابلس عمدا في الموضوع وكأنها ملجأ للارهاب ومرفأ لتصدير السلاح". ورفض النائب الحجار ربط ما يقال في التلفزيون السوري بالحقيقة, واصفا هذه "الإدعاءات بأنها لا تفيد وأن تيار المستقبل لن ينجر"، ومبديا خشيته من "انعكاس هذه الإدعاءات على العلاقة اللبنانية -السورية"،كما اكد "العلاقة الأخوية المبنية على الإحترام المتبادل".

وفي موضوع تشكيل الحكومة رأى النائب الحجار "ان أطراف الفريق الواحد يتخبطون في ما بينهم بفعل المشاكل وتطورات الظروف ما يثبت عدم أهليتهم لحكم البلد", وقال: "انهم يتحدثون عن اقتراب ولادة الحكومة خلال يومين ثم نسمع الشيخ نعيم قاسم يتحدث عن وجود تناتش على الحقائب، ويشير صراحة الى أن كل طرف يريد تحسين شروطه وكل ذلك على حساب الوطن والطرف الآخر". ولاحظ "أن العماد عون حين يسأل عن الحكومة ينفي عدم الوصول الى أي اتفاق داخل الأكثرية الجديدة", كما لاحظ "ضغطا داخليا يمارس على الرئيس المكلف ما يعني وجود عدم القدرة على التشكيل نظرا لعدم وجود توافق في ما بينهم وهم غير عابئين بمصلحة الوطن وأبناء الوطن لأن الأمر ينعكس على الأحوال الإقتصادية والمعيشية".

وعن الإعتداء على الأملاك العامة في الجنوب، واتهام تيار المستقبل بها قال الحجار:"ما يحصل فعلا هو اعتداء على الأملاك العامة والمشاعات، وهناك سرقة عبر وضع اليد عليها والبناء عليها، ونعلم أن الأملاك العامة ليست ملكا لفرد أو مجموعة بل ملكا للشعب اللبناني", واوضح "اننا نسمع من البعض أن السلطات الأمنية تتحمل المسؤولية, وليعلم هذا البعض أن هؤلاء محميون لأن التعديات يشارك فيها بعض النواب وبعض رؤساء البلديات", مضيفا:"ان هناك من يمنع القوى الأمنية من التوجه الى مكان بناء الأملاك العامة والمشاع"، ومطالبا قوى الأمن الداخلي ب"منع هذه التعديات ومنع المخالفات وإزالتها".

 

فتفت: نؤيد الشعوب العربية ونرفض ان نكون طرفا في اي نزاع

وطنية - 14/4/2011 علق النائب احمد فتفت على "الاتهامات السورية الموجهة الى النائب جمال الجراح بشأن ضلوعه في ما يجري في سوريا"، فشدد على ان "ما يجري هو افتراءات على العلاقات اللبنانية ـ السورية". واكد في حديث الى "اخبار المستقبل": إن "موقف "تيار المستقبل" من الوضع في سوريا واضح ولا علاقة لنا بما يجري. نحن نؤيد قرارات الشعوب العربية ولسنا طرفا في أي نزاع داخلي في اي منطقة. وكما نحن ضد التدخل السوري في لبنان نحن ضد اي تدخل لبناني في سوريا ايضا". ورأى فتفت ان "هناك قسما كبيرا من الشعب اللبناني تجاوب مع العنوان لاسقاط السلاح وايداعه في عهدة الدولة اللبنانية"، مضيفا: "اصبحنا مدركين انه لا يمكن العبور الى الدولة وانه لا يمكن ان يكون هناك دولة ديموقراطية في لبنان بوجود سلاح متمثل بميليشيات تستعمله لتفجير المواقف السياسية". وأسف ل"عدم اقتناع الفريق الاخر بأن هذا السلاح سيكلف اللبنانيين الكثير من المآسي"، مشددا على ضرورة "بناء شراكة حقيقية في وطن حقيقي". وتطرق فتفت الى اختيار الامانة العامة لقوى "14 اذار" مدينة طرابلس لعقد اجتماعها الاسبوعي، فأوضح انه "خيار سيتمدد الى كل المناطق اللبنانية".

وقال: "اختيار طرابلس يأتي لما تمثله من وحدة وطنية واسلامية - المسيحية. الموضوع تأسيسي كي يشعر الناس ان قوى "14 اذار" تهتم بهم".

 

دو فريج دعا عون الى ترك ميقاتي "يقوم بعمله": الإتهامات السورية دليل ضعف السلطات لتبرير ما يحصل من تظاهرات

وطنية - 14/4/2011 - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب نبيل دو فريج في حديث الى قناة "أخبار المستقبل"، انه مع تشكيل حكومة اليوم قبل الغد، ليقوم بدوره المعارض في المجلس النيابي، داعيا النائب ميشال عون الى "ترك الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يقوم بعمله". ولفت الى أن "الفريق الآخر عندما أسقط الحكومة السابقة لم يكن ذلك من أجل إعادة التشكيلة عينها بل لإبعاد 14 آذار وعدم إشراكها ما يدل على أن هذا الفريق لا يريد الشراكة الفعلية". وعن المقارنة بين تشكيل حكومة الرئيس ميقاتي الآن وبين تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري السابقة، رأى ان "الحكومة السابقة كانت أصعب من الحكومة المفترض تشكيلها اليوم لأنها كانت حكومة وحدة وطنية". وقال: "موقف تيار "المستقبل" واضح جدا، ونحن مع استقرار تام في سوريا، لأننا نعرف ان ذلك ينعكس على الداخل اللبناني". أضاف: "لا أحد ينكر ان هناك مشكلة بيننا وبين النظام السوري، وهذه الادعاءات التي قاموا بها أكبر دليل ومن قالوا أن هناك أسماء اضافية هم على علم بأنهم يكذبون".

وتساءل: "ما الفائدة من اقامة المهرجانات دعما لشعوب أو انظمة؟، وشدد على ان "فريقه ضد إخراج اللبنانيين من وظائفهم في الخليج لأسباب طائفية أو حزبية"، لافتا الى ان "المعالجة تتم مباشرة مع الحكومة البحرينية". وعن موضوع اللبنانيين في ساحل العاج، أوضح ان "موفد رئاسة الحكومة سيقول قريبا ماذا فعلت الحكومة للبنانيين هناك"، مستنكرا "تصرف وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال علي الشامي الذي لم يستشر أحد قبل اتخاذ قراره، بتكليف سفير لبنان في أبيدجان علي العجمي حضور احتفال تنصيب الرئيس العاجي المنتهية ولايته لوران غباغبو. واشار الى ان "هذا الموضوع لم يمر مرور الكرام، وتم الحديث عنه وذلك أزعج رئيس مجلس النواب نبيه بري لأن وزير الخارجية مقرب منه"، مذكرا بأن "الاغتراب اللبناني لم يدخل يوما في الشؤون الداخلية اللبنانية، ولكنه اليوم يدفع ثمن الداخل كما حصل في الامارات". وختم دوفريج معتبرا أن "ما يمنع عودة 13 نيسان 1975 أي الحرب الأهلية، هو التذكير الدائم بما حصل وبأن السلاح لا يوصل لأي نتيجة". وفي حديث اخر، الى اذاعة "صوت لبنان،الحرية والكرامة"، اعتبر النائب دو فريج إن "الإتهامات التي وجهتها سوريا لأطراف لبنانية بالتدخل بما يجري من تظاهرات في مدنها، يدل على ضعف لدى السلطات السورية التي تحاول إطلاق الأكاذيب لتبرير ما يحصل من تظاهرات". وسأل :"هل لدى تيار "المستقبل" كل هذه القدرات لإنزال عشرات أو مئات الآلاف الى الشوارع في محافظات عدة؟"، مؤكدا"ان حجم الأكذوبة يظهر ان الموضوع مفبرك"،ومشددا على ان "كل ذلك يأتي في إطار حملة النظام السوري على الرئيس سعد الحريري". وقال: "سمعنا في الآونة الأخيرة أحد عملاء سوريا في لبنان، يشير الى ان السلطات السورية ستصدر أسماء وإثباتات أخرى"، ورأى "ان هذه الأمور تتوقف فقط عندما يصبح لدى سوريا وسائل إعلام حرة". وعن تشكيل الحكومة قال: "لحسن الحظ هذه المرة لا يمكن توجيه الإتهام الى قوى 14 آذار التي لا تتدخل في الحصص أو الحقائب"، لافتا الى انه "من الواضح ان هناك خلافا على الحصص، بما ينعكس سلبا على كل لبنان"، مستشهدا بتقرير صندوق النقد الدولي حول لبنان والذي توقع بأن يتراجع النمو خمسة في المئة في العام 2011، فضلا عن تراجع المؤشرات الإقتصادية". ودعا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ورئيس مجلس النواب الى التنبه الى "تأثير هذه التصرفات على الوضع الإقتصادي في لبنان، وبالتالي على كل الافرقاء في البلد".

 

تخوين

أيمن جزيني/لبنان الآن

الوزير السابق عبد الرحيم مراد يقول إن "فيلتمان" وجهات خارجية وراء تأخير تشكيل الحكومة. نحن نعرف أن الوزير السابق عمدة من أعمدة فريق "8 آذار"، ولطالما منّى النفس في الوصول إلى السرايا، وقد يصل طبعا، إذا ما استمرت الأمور في سيرها الانحداري. وهذا يوجب علينا القول أو الاعتراف بأن ما يقوله الوزير السابق والمرشح للرئاسة الثالثة لا يقال جزافا وعرضا. فيلتمان يؤخر ولادة الحكومة وجهات خارجية اخرى، إذا يجب علينا ان نسأل، إذا كان السؤال لا يعرضنا إلى تهمة الخيانة والعمالة، من الذي يستجيب لرغبات السيد فيلتمان؟ وما الذي يعنيه هذا الاتهام؟ لقد دأبت قوى "8 آذار" على اعتبار العلاقة مع فيلتمان أو أي مسؤول أميركي بمثابة خيانة للبنان، وجعلت من أمر اللقاء به أو اللقاء بأي مسؤول أميركي جريمة يجدر بالقضاء اللبناني أن يحاسب مقترفها ويسومه أشد العقوبات وأقساها. وحيث أن الوزير السابق ينزه البعض ممن هم في "8 آذار" عن كل زلل، وهذه حال "حزب الله" وحليفه العوني المدلّل، فإن التهمة تصبح محصورة بثلاثة أطراف على الأكثر، استنادا إلى القوى القادرة على التعطيل، رئاسة الجمهورية والرئيس المكلف ورئاسة المجلس ومن تمثله وتنوب عنه. ليس في وسعنا، ولا نريد أصلا أن ندخل في متاهات اتهامات الأكثرية المبيضة، فهذا يكاد يكون وظيفتها السياسية الحصرية. ذلك أن العمل السياسي بالنسبة لهذه الأكثرية يقوم على مبدأ محدد تحديدا دقيقا: كل من يخالفنا الرأي أو الموقف أو المصلحة إنما يفعل ذلك بتحريض أميركي أو إسرائيلي أو الاثنين معا، وعليه كل من يخالفنا الرأي هو عميل وخائن لوطنه استنادا إلى هذه المعادلة البسيطة والمبسطة. وتالياً فإن اتهام فيلتمان بتعطيل وتأخير تشكيل الحكومة الحالية هو في حد ذاته اتهام لبعض القوى التي تستعد للمشاركة في الحكم، بعد إقصاء الأكثرية السابقة، بالعمالة لفيلتمان وتاليا بالوقوع في موقع المعارضة المخونة والتي تساق في حقها كافة أنواع الاتهامات من استيراد الدبابات وتوزيعها على أعداء الممانعين عربا وعجما، إلى تمويل المخططات الجهنمية لضرب استقرار سوريا ودول الممانعة. لقد خاب ظن الرئيس ميقاتي حين ظن أن قوى "8 آذار" تعمل في السياسة بالنزاهة التي تسمح للمعارضة أن تقوم بدورها وللموالاة أن تقوم بعملها، وهو ظن خائب في ما يبدو. إذ إن تهمة العمالة والخيانة مطاطة إلى الحد الذي قد تطاول أوثق الحلفاء.

 

احترموا عقل الشعب السوري قبل الشعب اللبناني! 

  الشرق /ميرفت سيوفي

تستطيع الأنظمة أن تدفن رؤوسها في الرّمل كالنعامة وأن تغمض عينيها حتى لا ترى الحقيقة، ولو أرادت الأنظمة الاعتبار لاعتبرت من صدّام حسين ونهايته، إلا أنّه لا حياة لمن تنادي، يوم رشق العراقيون تمثال صدام حسين بالأحذية و»الشحاحيط» كتبنا في هذا الهامش عام 2003 «المشهد الذي تريده أميركا»، بعد ثمانية أعوام على هذا المشهد بتنا في مرحلة «المشهد الذي تريده الشعوب»، ومن الواضح أن لا شيء سيوقف الشعوب الغاضبة، ومن يريد الاعتبار ما عليه إلا أن يقرأ في نهاية حقبة الرئيس السابق حسني مبارك، ولكن يقيننا أن الطغاة لا تسمح لهم تركيبتهم النفسيّة بالاعتبار فهم ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم «الجبّار المنتقم»، حتى يأتيهم الله من حيث لا يعلمون ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر.

الإعلام «المؤدلج» فاشل وعاجز، ونظرة على الإعلام التونسي ثم المصري ثم اليمني ثم الليبي ثم السوري تؤكّد أن الإعلام الناطق بلسان الدولة واهي الحجّة فاقد القدرة على إقناع حتى المواطن الساذج بما يقوله، سبق وأعاد التلفزيون السوري نفس الخطأ الذي ارتكبه التلفزيون المصري عندما أحضر مدوّنة تتلو اعترافات عمالتها لأميركا وإسرائيل والمؤامرة المحاكة ضد مصر، وتجنيدهما لها لتشعل ثورة فيها، هكذا كلام يساهم في سرعة سقوط الأنظمة لأنها تجد من يخترع لها كذبة وتقع هي في فخّ تصديقها، والأنظمة بهذا تحتقر نفسها وشعوبها، فتصوروا مصر مبارك بكل هيلمانها الأمني التاريخي هزت أركانها فتاة واحدة قدّمت على أنها «أداة الجريمة» ولكن انتصرت الثورة، وانتصر الشعب المصري .

نفس الخطأ ارتكبه إعلام النظام السوري، أولاً عندما أخرج مواطن مصري وقدّمه على أنه عميل إسرائيلي ثمّ اضطر لإطلاق سراح هذا العميل المتآمر على سورية ونظامها وتركه حراً طليقاً بريئاً!! نفس الخطأ أعيد ارتكابه أمس إنما بصورة أكثر كاريكاتوريّة، تصوّروا هذا النظام العاتي بأجهزته الأمنية المطّلع على ما يقوله الزوج لزوجته في غرفة نومهما ـ على الأقل هكذا تم تقديم صورته لنا على مدى أربعة عقود ـ هزّته من أقصاه إلى أقصاه «خلية إرهابيّة مكوّنة من 3 أشخاص فقط لا غير»!!

لا يستحقّ هكذا خيال مريض وعاجز حتى عن صياغة «أوهام مقنعة» لشعبه التعليق عليها، ولكن المحزن في هكذا كلام أن هكذا إعلام لا يحترم عقل المشاهد السوري ولا يحترم دماء الشهداء الذين سقطوا، ولا يحترم كلّ الأحاديث الواهية عن الإصلاح، الثورات الشعبيّة ككرة الثلج تنحدر لتكبر وتكبر وتبتلع كل ما يحاول وقف تدحرجها وتسحقه، ولا يوجد في العالم كلّه من بمقدوره صدّ طوفان الشعوب، هكذا كلام دليل إفلاس أولاً، وعجز عن أي إصلاح ثانياً، وحقد دفين على لبنان ثالثاً وهذا أمر قد اعتدناه ولا جديد فيه!!

احترموا عقل ودماء الشعب السوري، نظام الممانعة الطويل العريض الذي هزم كلّ المؤامرات الأميركيّة هزّت أركانه ودفعته إلى المسارعة للإصلاح خلية إرهابية من 3 أفراد «ولك لو كانوا 30 شو كان صار»؟! محزن جداً كان المشهد أمس للرئيس المصري وعائلته، نتمنّى أن يعتبر من كان له بعد فسحة من وقت للاستدراك والاعتبار من المشهد العربي، ما حدث مع الرئيس المصري السابق يؤكد أن الشعوب العربية لا تنسى وأنّ القمع حوّلها إلى شعوب تطلب ثأرها ممن قمعها وأذلها، وأنها لم تعد عاطفية أبداً، بل أصبحت شعوباً شديدة قسوة القلب غير مستعدة للمسامحة!! عسى أن يتنبّه مفبركو روايات الإعلام السوري إلى ركاكة ما يفبركون خصوصاً إذا كانوا يتكلون على «القنديلين» غالب وناصر، فالأخوان المخابراتيان لا علاقة لهما بالإعلام من قريب أو بعيد، كفى الله الشعب اللبناني أحقادهما وتبعيتهما!!

 

 خوفا من انهيار النظام

هدى الحسيني/الشرق الأوسط

تحمل القلاقل في الشرق الأوسط تغييرات استراتيجية كثيرة، وستكون منطقة الخليج، على امتدادها، مركز الثقل وساحة التجاذبات. اللافت تداخل هذه الأزمات بعضها ببعض، إذ بعد أربعة أسابيع من المظاهرات في سورية، دب القلق في عقول الكثير من القادة الإيرانيين خوفا من تداعيات ما يسمى «عامل الدومينو». لذلك، دخلت القيادة الإيرانية في نفق الصراع مع الزمن ومحاولة استباق الأحداث للالتفاف عليها، إذا ما استطاعت. يوم الاثنين الماضي، صدر تصريحان إيرانيان يكشفان عن الكثير من الارتباك المخفي ويؤكدان صدمة الخطأ في الحسابات، إذ قال رئيس تكتل الثورة الإسلامية في البرلمان الإيراني روح الله حسينيان: «إن الحكومة الإيرانية يجب ألا تتردد في الاستعداد عسكريا بينما السعودية تنشر جيشها في البحرين، وكان على وزارة الخارجية الإيرانية أن تبذل جهودا أفضل وترفع دعاوى دولية ضد السعودية، وأن تطلب مساعدة منظمة الدول الإسلامية (...)».

أما قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، فأعلن أن وحدات ومهمات الحرس ستخضع قريبا لإصلاحات هيكلية، وأن التغييرات ستقوم على تحليل كل التطورات. وحث الحرس على أن يكونوا أكثر دقة في تحليلاتهم للأوضاع. عندما أقدم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على قمع المظاهرات التي خرجت بقوة تنديدا بفوزه، كانت التوقعات بأن إيران ستعمل على إثارة القلاقل في دول أخرى، كوسيلة للهرب من نقمة الشعب. هذا المخطط حصل بالفعل، وسوف يستمر بطريقة أعنف للتغطية على ما يجري حاليا في إيران. عدد كبير من كبار القادة المحافظين هربوا، في الأيام الأخيرة، مئات الملايين من الدولارات خارج إيران لتخوفهم من انهيار النظام، ولشعورهم بأن موجة المظاهرات التي تعم دولا عربية قد تدفع بالجماهير الإيرانية إلى الشوارع. هذا السيناريو من الأحداث يمكن أن يؤدي إلى حالات شغب داخلية تكون أعنف من الحالات الماضية، ويمكن أن يفقد الأمنيون السيطرة عليها وتؤدي إلى قلب النظام.

تضاعف قلق القيادة الإيرانية بسبب الإحباط الذي يشعر به الشعب الإيراني في وجه القمع الذي لحق به إثر رد فعله على انتخاب أحمدي نجاد، في حين أن الجماهير في تونس ومصر نجحت في قلب نظامين تربعا فوق السلطة المطلقة عشرات السنين، تماما كما حال النظام الإيراني.

هذا القلق العميق دفع شخصيات كبيرة من الطرف المتشدد، وخصوصا القريبة من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، وقادة من «الحرس الثوري» إلى تهريب مبالغ من حساباتهم المالية في أكبر مصارف إيران (ميللي، وميلات، وسيباه وصادرات) إلى تركيا وبعض الدول الإسلامية في آسيا الوسطى (باكستان وتركمانستان) وجنوب آسيا (إندونيسيا وماليزيا). وبحسب مصادر مالية، على علاقات وثيقة بالمحافظين الإيرانيين، فقد وصل إلى ثلاثة مصارف تركية مبلغ بقيمة 180 مليون دولار من حسابات مسؤولين محافظين كبار من «بنك سيباه». وأضافت هذه المصادر أنه تم تحويل مبلغ 220 مليون دولار إلى مصرفين في ماليزيا وإندونيسيا من حسابات مسؤولين إيرانيين في «مصرف ميللي» و«بنك صادرات».

الأموال التي تم تهريبها من إيران، هي من الثروات الخاصة لمسؤولين في الطرف المحافظ بمن فيها شخصيات كبرى في مؤسسات النظام الاقتصادية كالمصرف المركزي، وبعض كبار العاملين في المؤسسات الإنسانية التابعة مباشرة لمكتب خامنئي مثل: «مؤسسة المضطهدين وضحايا الحرب»، «مؤسسة الشهداء»، «مؤسسة الإمام الخميني للإغاثة»، و«مؤسسة 15 خورداد». وتؤكد المصادر المالية المطلعة، أن رؤساء عدد (وليس كل) هذه المؤسسات هربوا أموالهم من إيران في الأيام الماضية، وأن رؤساء واحدة من هذه المنظمات يشاركون بعمق في مسألة التهريب.

ويبدو أن شخصيات محافظة أخرى طلبت من المصرف المركزي توضيح إجراءات تحويل أموالهم إلى دول غير إسلامية في جنوب شرقي آسيا كالصين (بما فيها هونغ كونغ) التي لديها نشاطات مالية قوية مع إيران وارتباطات وثيقة مع المصارف الإيرانية. منذ بدء الأزمات في تونس ومصر، حاولت القيادة الإيرانية استغلال الأوضاع لصالحها، وما كان يمكن أن يعتبر حركة مطالب وطنية في البحرين، خربه التدخل الإيراني عبر الباب المذهبي. ترغب إيران في استعمال كل نفوذها وشبكاتها للتشجيع على القلاقل في البحرين، وأيضا في الكويت، كجزء من حملتها لزعزعة الوضع في المنطقة. عندما خرجت المظاهرات في البحرين، ومع الدعوة إلى طاولة حوار، اعتمدت إيران على الشق المذهبي في محاولة للتسبب في قلاقل متتالية قد تنتشر لاحقا إلى مناطق اخرى في المنطقة، فكان الرد الخليجي هو إرسال قوات عسكرية إلى البحرين.

لا تتردد إيران في البحث عن ثغرات يمكن أن تحركها كي تبقى السعودية في حالة من عدم التوازن، إنما ليس إلى المدى الذي تقنع فيه أميركا بضرورة الإبقاء على قواتها في العراق.

هدف الإيرانيين استغلال الأزمات بإثارة ما يكفي من القلاقل في منطقة الخليج، لإجبار الأميركيين والسعوديين على الموافقة على تسوية حسب الشروط الإيرانية، أو لتصديع العلاقات الأميركية - السعودية، وبالتالي حمل واشنطن على التفاوض معهم لإنهاء الاضطرابات قبيل الانسحاب من العراق. هذا لن يحدث، لأن إيران، بسبب تدخلها في البحرين والكويت، عمقت الحذر منها في كل دول مجلس التعاون الخليجي، من هنا ستواجه وقتا صعبا لإثارة القلاقل في المنطقة، لأن أغلب دول الخليج صارت تعرف أن الخطر الإيراني يستهدف كل دول مجلس التعاون. لهذا السبب، ولأسباب إيرانية داخلية، قد تلجأ القيادة الإيرانية إلى ساحات أخرى لاستغلال الثورات العربية، وفي كل ساحة ستواجه مشاكل، حتى في العراق؛ فهي إن حاولت التحريض على المشاكل المذهبية فإنها تخاطر بتأخير الانسحاب الأميركي وتنسف أمن الجناح الغربي لها على المدى الطويل.

قد تجد إيران في ما يجري في اليمن فرصة جيدة للتدخل. فمع تآكل نظام علي عبد الله صالح، ومع التعقيدات المحيطة في المفاوضات حول انتقال السلطة، فإن قبضة صالح ستتقلص لتغطي العاصمة صنعاء فقط، مما يسمح لثورات المناطق الأخرى بالاشتعال أكثر؛ الحوثيون في الشمال يوسعون حكمهم في المناطق المحاذية للسعودية، وهذا يستدعي القيادة السعودية لاتخاذ قرار حاسم يتعلق بأمنها القومي. والثورة القائمة في جنوب اليمن، وكذلك انبعاث الحرس الإسلامي القديم في الجهاز الأمني المعارض لصالح، سيوفران الفرصة أمام «قاعدة» الجزيرة العربية لتوسع دوائر عملياتها. ثم إن الإزاحة الحتمية لصالح، وهي الهدف الذي يوحد كل أطراف المعارضة اليمنية، ستفاقم الأوضاع، لأن كل طرف بعد ذلك سيعود إلى المطالبة بأولوياته. ولأن السعودية بحكم موقعها ووزنها ستعمل مع الاطراف الاخرى على حل الأزمة في اليمن، فإن المخطط الإيراني التالي، بعد البحرين والكويت، قد يتركز على اليمن.

هناك ارتباك إيراني واضح، النظام يسارع الزمن. كبار المسؤولين الإيرانيين يهربون أموالهم إلى الخارج. حليفا إيران، في لبنان حزب الله وفي غزة حماس، خسرا الكثير، وبالذات حزب الله عندما أعطى موقفا تجاه البحرين مؤيدا لإيران، إذ دفع اللبنانيون الثمن، أما «حماس» فإنها تبحث عن وقف لإطلاق النار. ثم إن أي تدخل عسكري إسرائيلي في غزة، سيضاعف الضغوط على النظام العسكري الجديد في مصر الذي فتح الباب أمام تقارب محتمل مع إيران. أما النظام السوري، فإنه مشغول بما يخطط له. إذا كانت الأشهر الماضية حملت مفاجآت عربية، فإن الأشهر القليلة المقبلة قد تحمل مفاجآت في المنطقة، غير عربية.

 

سورية في ورطة..

ديانا مقلد/الشرق الأوسط

رغم الضمادات والكدمات الظاهرة في وجهه، لم يتردد مواطن سوري في رواية شهادته عن الضرب الذي تعرض له في مدينة دوما، على يد عناصر أمنية من خارج المدينة، كما يقول، والتي بحسبه شملت ضابطا برتبة عميد لم يسلم هو ومحتجون آخرون من هراوات وعصي تلك المجموعة الأمنية.. شهادة المواطن السوري هذه سجلتها الفضائية السورية، التي وكما قال الرجل إنها لن تسمح ببث روايته. كان الرجل على حق، فهذه الشهادة لم تبث عبر الفضائية السورية، ما خلا المقطع الذي تحدث فيه عن تعرض عميد في الشرطة للضرب، أما باقي الشهادة التي تروي تفاصيل الاعتداء واللكم من قبل عناصر أمنية لأحياء وجثث أموات من الضحايا فقد انتشرت عبر مواقع إلكترونية، بعد أن تمكن محتجون كانوا قرب الرجل وهو يدلي بشهادته من تسجيلها وبثها كاملة بعد أن اختزلتها الفضائية السورية.. يبدو أن التعامل الرسمي الإعلامي السوري قد انزلق عدة مرات خلال الأسبوع المنصرم من الاحتجاجات، فمن إقالة رئيسة صحيفة «تشرين» سميرة المسالمة، بعد تصريحات لها تحمّل فيها القوى الأمنية مسؤولية سقوط ضحايا، إلى الرواية الركيكة للتلفزيون السوري بشأن لقطات قيل إنها لمسلحين مندسين يطلقون النار على المحتجين، وصولا إلى صور مروعة لعناصر أمنية تنكل بجثث ضحايا في الشارع وتضرب محتجين بعنف، والتي بالطبع امتنع الإعلام الرسمي عن بثها أو الاعتراف بها. وهنا يصبح الجدل السوري الرسمي بشأن «المؤامرة» و«المندسين» كلاما فارغا لا معنى له، خصوصا مع انتشار صور فيديو لأولاد تعرضوا لضرب وتعذيب مبرح، فما قصة هذا النظام مع اعتقال وتعذيب الأولاد؟

لم تكن الأحداث الآنفة معزولة، إذ لا يزال النظام السوري يقيّد حرية حركة الإعلام والصحافة في تغطية الحدث السوري الراهن. واستمرار تعمية من هذا النوع تشي كم أن الأنظمة التي من هذا الطراز تزدري الحقائق والوقائع وتمارس الخداع ليس بإخفاء الوقائع الحقيقية فحسب وإنما بمحاولة تزييفها مقرنة ذلك بترهيب الناس لتجبرهم على تقبّل ذلك التزييف وأحيانا الترويج له. هذه الممارسة من شأنها تعطيل القدرة على الحكم الصحيح لأنها تضفي تعتيما على جميع القضايا التي من شأنها أن تخلق وعيا ورأيا عاما فاعلا.

نحن، المتابعين للحدث السوري، نرغب وبصدق أن نميّز بين الموالين للحكومة حبا وطوعا وبين الخاضعين لها بسبب الترويع والتلقين، وهذا لن يتحقق باستمرار المقاربة الرسمية السورية للحدث وبضغطها الأمني الواضح إزاء زاوية محددة للتحليل والرؤية ومنع أي تغطية إعلامية موضوعية لحراك الشارع. وهنا تستمر تلك الوجوه الجامدة التي يطالعنا بها أهل النظام لتبرير قتل متظاهرين وسجنهم في ترديد ذرائع منافية للعقل والأخلاق ومنافية لما نراه..يوما بعد يوما تزداد جرأة الشارع على النظام رغم قسوته وقمعه الظاهر. وهؤلاء المحتجون قادرون على إيصال أصواتهم رغم محدودية إمكاناتهم. هؤلاء يدركون تماما أن الهيمنة الحاصلة تكبلهم وتجبرهم على توقع مستقبل وحيد هو أنه لن يكون هناك مستقبل إذا استمرت الأمور على هذا الشكل..

 

إنها كارثة إذا كان في سورية من يفكر بهذه الطريقة!

صالح القلاب/الشرق الأوسط

ليس في مصلحة نظام الرئيس بشار الأسد الذي يبدو أن لا خلاف عليه لو أنه غير محاط ببطانة لا تزال متوقفة عند لحظة تاريخية غدت بعيدة جدا وترفض الانتقال من دائرة ستينات القرن الماضي إلى دائرة العشرية الثانية من هذا القرن الجديد، أن يدخل في اشتباكات جانبية سياسية وإعلامية مع بعض دول الجوار القريب والبعيد ومع بعض أطراف المعادلة اللبنانية الداخلية، وأن يهرب من مواجهة حقائق الأمور في بلاده، ويسعى بطريقة لا يمكن أن يصدقها حتى صاحب نصف عقل، إلى تحميل هذه الأطراف كلها مسؤولية انفجار هذه الثورة الشعبية التي بدأت بدرعا ثم انتقلت غربا وشرقا وشمالا ووسطا فشملت معظم المناطق والمدن السورية. ما المصلحة في أن تعلَّق هذه الأحداث، التي أعطتها بعض مراكز القوى في نظام الرئيس بشار الأسد طابعا دمويا منذ اللحظة الأولى، على مشجب خارجي، وأن يُعطى سعد الحريري وحزبه وتجمعه كل هذه الهالة باتهامه بأنه مشارك في تأجيج نيران هذه الثورة العارمة التي غدت تجتاح سورية كلها؟ وأيضا ما المصلحة في الغمز من جانب الأردن والقول فور انفجار الأحداث في مدينة درعا إن بعض الأسلحة التي استخدمت قد جاءت عبر الحدود الأردنية؟!

وأيضا ما المصلحة، بالنسبة لنظام الرئيس بشار الأسد، الذي لا يزال مقبولا من قطاع من الشعب السوري ومحترما من العديد من الدول العربية والأجنبية، في أن يحمَّل هذا العنف الدموي، الذي حصد خلال نحو أسبوعين أرواح أكثر من مائة وسبعين مواطنا سوريا كل ذنبهم أن خرجوا للتظاهر السلمي والمطالبة بالإصلاحات التي كان وعد بها رئيسهم قبل أعوام عدة، لعصابات وهمية مجرمة كانت تقوم، للمزيد من تأجيج الأمور، بإطلاق النيران مرة على المتظاهرين ومرة أخرى على رجال الأمن؟ فهل يعقل أن يحدث هذا في دولة بوليسية تعرف الأجهزة الاستخبارية المتعددة فيها كل شيء وتخال حسب أبو الطيب المتنبي: مناجاة الضمير تناديا..؟

ثم، والأسوأ من كل هذا التخبط، كانت آخر إبداعات هذه البطانة التي تحيط بالرئيس بشار الأسد حبكة استخباراتية طفولية وبائسة ومن غير الممكن أن تنطلي حتى على أصحاب أنصاف العقول تتحدث عن أن وراء كل هذه الأحداث مؤامرة أميركية يقوم بتنفيذها جهاز «تخريبي» يديره الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز وله «شبكات لوجستية تعمل بكل حرية على الأراضي الأردنية»!!

إنها حبكة استخباراتية رديئة هدفها؛ من جهة، التأثير سلبا على العلاقات السعودية – الأردنية، ومن الجهة الأخرى، الإيحاء ربما لإيران ولـ«الأصدقاء» الذين يخيطون بالمسلة الإيرانية بأن النظام في سورية الذي لا يتورع بعض أصحابه عن إشعار الشعب السوري بأنه نظام فئة معينة، مستهدف من قبل الأنظمة السنية في المنطقة، وهذا في حقيقة الأمر يؤشر، بل يؤكد، على أن الطائفة «العلوية»، التي من غير الجائز، بل هي جريمة وطنية، أن يتم تحميلها مسؤولية نزوات بعض رموز مراكز القوى في هذا البلد العزيز على قلب كل عربي، غير موحدة وأنها كجزء من الشعب السوري فيها اتجاهات سياسية متعددة ولا تُجمع على موقف طائفي واحد، وبالتالي، فإن أصحاب هذا «السيناريو» الرديء والبائس أرادوا إشعار هذه الاتجاهات بأنهم مستهدفون أيضا وأن مصيرهم، رغم معارضتهم للنظام القائم، هو مصير هذا النظام وأنهم سيتعرضون لما سيتعرض له.

تضمن هذا «السيناريو» الذي هو لعبة استخبارية مكشوفة والذي بثه موقع «شام برس» الحكومي بالتزامن مع بثه من قبل موقع إسرائيلي اسمه: «إسرائيل اليوم»، روايات تشبه روايات «آرسين لوبين»؛ من بينها أن مصدر معلومات هذا الموقع هو ضابط مخابرات أردني «لا يزال في الخدمة، لكنه معارض للتورط في سورية ورافض لنشاطات بندر بن سلطان في الأردن، حيث له شبكات لوجستية تعمل بكل حرية فوق الأراضي الأردنية، وهي شبكات تستغل حدود الأردن للنفاذ إلى الداخل السوري لتهريب السلاح والمتفجرات والمقاتلين والمدربين»!! وفورا، بعد هذه المقدمة، يقول هذا «السيناريو»، على لسان ضابط المخابرات الأردني الوهمي هذا: «إنه من السخرية أن يعلن الأردن مثلا وقوفه مع سورية في محنتها ثم لا تفعل السلطات هنا (في الأردن) شيئا لمنع شركات الخلوي، وبخاصة شركة أمنية للاتصالات، من تقوية الإرسال في اتجاه الأراضي السورية، حيث إنها سمحت بتركيب أجهزة تقوية تجعل الهواتف الأردنية تعمل بشكل طبيعي حتى حدود العاصمة دمشق».

«قال شو عرَّفك إنها كذبة؟ قال من كبرها» ولعل ما لا يعرفه بعض الأشقاء العرب أن دمشق تبعد عن الحدود الأردنية بنحو ثمانين كيلومترا فقط، وعن عمان بنحو مائة وثلاثين كيلومترا، وذلك في حين أن مدينة العقبة الأردنية الجنوبية تبعد عن العاصمة الأردنية بنحو ثلاثمائة وخمسين كيلومترا، وهذا يعني أن العاصمة السورية تقع ضمن دائرة بث شركات الهواتف الجوالة الأردنية أساسا، وكل هذا وهناك خدمات «فيس بوك» و«تويتر» التي يبدو أن كاتب هذا «السيناريو» الرديء لم يسمع بها بعد.

وهكذا، ولعل هذا هو بيت القصيد، فإن ضابط المخابرات الأردني الوهمي، الذي هو بطل هذه الحبكة «الجيمسبوندية» الرديئة قد وصل إلى استنتاج بأن المستهدف بهذا كله هو العميد حافظ مخلوف: «المكلف من قبل بشار الأسد بالسهر على ملاحقة أي مسؤول أو ضابط مندس يعمد إلى التلكؤ في تنفيذ أوامر الرئيس القاضية بعدم التعامل بالسلاح أو بالقوة والعنف مع المتظاهرين»!! والمضحك فعلا أن هذا «السيناريو»، يقول أيضا على لسان ضابط المخابرات الأردني الوهمي: «لقد نجح العميد حافظ مخلوف، بما له من مسؤولية في مدينة دمشق وريفها في محاربة عدد من الاختراقات، وأمسك ببعض المندسين الذين قتلوا المتظاهرين». فهل هذا يعقل؟ وهل أن ضابط المخابرات الأردني هذا يعمل تحت إمرة العميد حافظ مخلوف؟ أم تحت إمرة قادة الجهاز الذي ينتمي إليه؟ هل توجد رداءة أكثر من هذه الرداءة وكذبة أكبر من هذه الكذبة؟!

وكأن ضابط المخابرات الأردني هذا محلل سياسي رديء أو مراسل صحافي مبتدئ، فهذا السيناريو «الجيمسبوندي» ينقل عنه حرفيا: «من بين المقربين من الرئيس الأسد، هناك عدد من الشخصيات التي لا يتوقف بندر و..... الأميركيون عند حد الوصول إلى تحويلهم ضحايا لعملية إعلامية تربك النظام وقياداته الأمنية التي يعول عليها في الشدائد، فيضطر إلى إبعاد أكثر رجاله إخلاصا إرضاء للمتظاهرين. وبحسب ما لدي من معطيات وتقارير (والكلام لضابط المخابرات الأردنية الوهمي) فإن ما يمثله الضابط المشهور (المقصود هنا هو حافظ مخلوف) بحربه الشرسة على الفساد وتفكيكه لشبكات التجسس الإسرائيلية، تجعل المحرضين على الاضطرابات من الخارج يسرعون في الإجراءات التي يرون أنها كفيلة بالإطاحة به».. يا سلام!! فهل يعقل يا ترى أن تصل الأوضاع في سورية إلى هذا الحد من الانهيار والارتباك والذعر؟ ثم ما دخل الأمير بندر بن سلطان في هذه الأمور؟ ولماذا حُشِرَ اسمه في هذا «السيناريو» المخابراتي الرديء حشرا؟ وأيضا، هل يعقل أن يكون في المخابرات الأردنية، الشهيرة بأنها من أكثر مخابرات العالم كفاءة وأشدها انضباطا، مَنْ مِنْ الممكن أن يتحول إلى محلل سياسي لحساب حافظ مخلوف وأن يعتبره مستهدفا بالعزل إرضاء للمتظاهرين لدوره في ملاحقة الفاسدين.. والمعادين المحرضين من الخارج؟!

 

سورية الأمن في صفوف الطلاب؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

على أثر الاحتجاجات التي اندلعت في جامعة دمشق قبل أيام أفاد طلاب في كلية العلوم بأن عناصر الأمن السوريين قد انتشروا بكثافة في الكلية ومحيطها، وأن عناصر كثراً منهم قد حضروا الدروس في قاعات المحاضرات! والطريف، وشر البلية ما يضحك، فقد سخر ناشطون سوريون على موقع «فيس بوك» الاجتماعي، من هذه التصرفات الأمنية حيث قالوا: «لقد جعلناهم على مدار الأسبوع معنا يصلون جماعة، ويحضرون خطبة الجمعة، والآن يتعلمون معنا في الجامعة»، آملين أن «يجعلهم ذلك يتحضرون في تعاملهم مع المحتجين» في المدن السورية. فهل يعقل أن تقوم دولة، أي دولة، بنشر الأمن في الجوامع، وتفرز المصلين بالهويات، كما تنشر الأمن في صفوف الجامعات، والمقاهي، ثم تقول إن سيارات يقودها ملثمون مجهولو الهوية تطلق النار على الناس في الشوارع، لتعزيز نظرية المؤامرة؟ فهل هذه هي الطريقة المثلى لاستتباب الأمن ومعالجة أزمة قد تقود إلى نتائج كبرى على النظام برمته؟ أمر لا يعقل. والإشكالية ليست في دخول الأمن صفوف الجامعات فقط، بل أيضاً انتشار ما يسمى بالشبيحة؛ مجموعة من العناصر المسلحة التي ينظر إليها السوريون على أنها فوق القانون، إذ تقوم هذه المجموعة بأداء مهامها لإخضاع المواطنين لكل طلباتها تحت رعاية الأجهزة الأمنية، وهذه تبدو ليست إشكالية النظام السوري وحده، فقد رأينا كيف استعان الأمن المصري بالبلطجية إبان ثورة 25 يناير في مصر، ورأينا قبلهم ما سمي بفدائيي صدام في العراق، ونرى اليوم ميليشيات أبناء معمر القذافي في ليبيا، فيبدو أن الأنظمة العربية البوليسية تقوم على ميليشيات وليس مؤسسات، مثلهم مثل الميليشيات المنتشرة في إيران لقمع المواطنين.

والسؤال: إذا كانت هذه هي عقلية الأنظمة البوليسية في إدارة الأمن، والتعامل مع مواطنيها، فكيف تكون نظرتها أساساً لحقوق المواطنين، ناهيك عن حفظ كراماتهم، وكيف تكون نظرة تلك الحكومات لمطالب الإصلاح، وتحسين مستوى حياة المواطن، طالما أنه يؤدب من خلال عصابات. صحيح أن كل دول العالم، والمحترمة تحديداً، لديها أجهزة أمنية متطورة وصارمة، من مكافحة المخدرات وحتى مكافحة الإرهاب، ولكنها مؤسسات، وليست ميليشيا أو بلطجية أو مرتزقة، على غرار ما نرى في ليبيا. وإذا كان استتباب الأمن، وضبط المواطنين، يتم على أيدي الخارجين عن القانون أصلا، والبلطجية والمرتزقة، فأي قيمة للقضاء، أو المؤسسات في تلك الدول، بل كيف ستقوم سورية، مثلا، بإلغاء قانون الطوارئ؟ ولذا فلا غرابة في أن يكسر المواطن العربي جدار الخوف والصمت، ويخرج على الأنظمة البوليسية، التي جاءت بانقلابات، وقمع، بعد كل هذه السنين، فما نراه اليوم خلال هذه الأزمات كان يعيشه المواطن العربي طوال سنوات! ومن هنا فيوماً تلو الآخر، وأزمة بعد أزمة، يتأكد لنا أن الزلزال الحادث في منطقتنا هو زلزال يستهدف الجمهوريات التي تحولت إلى ملكيات، وفي سبيل احتفاظ حكامها بكراسيهم فإنهم لا يتوانون عن استخدام كل الأساليب، لكن السؤال هو: من الذي يستطيع تحدي دورة الأيام، والواقع؟ الإجابة: لا أحد!

 

مبارك أول رئيس عربي سابق يُعتقل بتهم «القتل» و«الفساد»

القاهرة - محمد صلاح/الحياة

في أول محاكمة من نوعها لرئيس عربي سابق وافراد من عائلته، في ظل حكم وطني ومن دون تدخل خارجي، أمر النائب العام المصري أمس بحبس الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال 15 يوماً على ذمة تحقيقات تجرى معهم في اتهامات بـ « قتل المتظاهرين» و»الفساد المالي». وتزامن ذلك مع اعلان «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية عن مصدر في مستشفى شرم الشيخ ان الحالة الصحية للرئيس السابق «غير مستقرة... وأنه يوجد في غرفة عناية مركزة».

وسيقضي مبارك فترة الحبس على ذمة التحقيقات في مستشفى شرم الشيخ الدولي حيث يعالج، بينما رحلت النيابة العامة نجليه علاء وجمال إلى سجن المزرعة في طره جنوب القاهرة.

ولن تتوقف الملاحقات القانونية ضد عائلة مبارك عند الاتهامات بالتحريض على قتل المتظاهرين والإضرار بالمال العام واستغلال النفوذ، اذ من المتوقع أن يبدأ «جهاز الكسب غير المشروع» تحقيقات أخرى موازية مع الرئيس السابق ونجليه خلال الأيام المقبلة في قضية اتهامهم بتحقيق ثروات طائلة لا تتناسب مع حجم دخلهم الشرعي. وكان محيط مستشفى شرم الشيخ ومبنى المحكمة شهد احتشاد المئات في تظاهرات طالبت بـ «طرد مبارك ونجليه من المنتجع». وعكست ردود الفعل على قرار النائب العام ارتياحا عاما، فأعلن «ائتلاف شباب الثورة» تعليق تظاهرة غد (الجمعة)، وإعادة النظر في قرار تعليق حواره مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهي الخطوة التي تبنتها أيضاً «حركة شباب 6 أبريل» و»الجمعية الوطنية للتغيير» و»جماعة الإخوان المسلمين» وعدد من الأحزاب السياسية. ووصف الإئتلاف قرار حبس مبارك ونجليه، بـ «تطور مهم... قد يكون جاء متأخراً ولكن يجب أن نحييه». وفي ميدان التحرير، احتشد المئات الذين رفعوا لافتات تطلب «الاعدام» لرجال النظام السابق وفي مقدمهم مبارك ونجليه ودعوا إلى محاكمتهم في شكل «علني».

وتحدث مصدر داخل سجن طرة لـ «الحياة» عن تفاصيل الساعات الاولى بعد وصول نجلي الرئيس السابق الى السجن فجر أمس. اذ دخلا أولاً غرفة مأمور السجن الذي أنهى معهما الإجراءات، ثم سلمهما ملابس السجن البيضاء ونقلا الى عنبر في الطابق الثاني يقيم فيه أمين الحزب الوطني في الجيزة الدكتور شريف والي، وسلم كلاهما سريره. وبعد أن أشرق الصباح أتاهما أحد ضباط السجن لينقلهما الى عنبر آخر وحدهما بعدما لاحظت إدارة السجن أن عنبر السجناء الجنائيين في حال هياج احتجاجاً على وجودهما.

وجلس جمال  وحده بينما خرج علاء بمجرد فتح الأبواب لـ «فسحة» الصباح بعدما شاهد رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المقيم في زنزانة مجاورة متجهاً إلى حيث مكان الإفطار وجلس معه. وكان وزير الإعلام السابق أنس الفقي يتناول إفطاره في زنزانته، فطلب من اثنين من السجناء يتوليان رعايته، مقابل سجائر ومبالغ نقدية، أن يأتيا له بالشاي على أن يزيد كوبين أرسلهما إلى علاء وجمال قائلاً: «الشاي ده لجمال وعلاء بيه». في غضون ذلك، أمر جهاز الكسب غير المشروع بحبس رئيس مجلس الشعب (البرلمان) الدكتور فتحي سرور على ذمة التحقيقات التي تجرى معه بتهمة «الفساد المالي». وبدأ الجهاز أمس تحقيقاته مع سرور في تهم تتعلق بتضخم ثروته واستغلال النفوذ السياسي في تحقيق ثروات لا تتناسب مع مصدر دخله وإقرار الذمة المالية.

 

تظاهرة تضامنية في جامعة حلب واعتصام نسائي لاطلاق معتقلي البيضا

دمشق، عمان - «الحياة»، ا ف ب، رويترز

أكد مصدر سوري رسمي أمس سقوط عدد من القتلى في مواجهات وقعت الثلثاء في بانياس بين الجيش وقوات الامن من جهة و»مجموعات مسلحة» من جهة اخرى. في حين افادت معلومات بان «نحو 5 آلاف سيدة اعتصمن أمس على الطريق العام بين بانياس وطرطوس» للمطالبة باطلاق سراح معتقلين أوقفوا الثلثاء في بانياس وبلدة البيضا المجاورة. وسجلت اولى التظاهرات في مدينة حلب (شمال) منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في سورية في 15 آذار (مارس).

وللمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات بث التلفزيون الرسمي السوري أمس ما قال انه اعترافات لـ»خلية إرهابية» مكونة من ثلاثة أفراد اكدوا انهم على ارتباط بـجماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة في سورية والنائب اللبناني جمال الجراح بهدف القيام بـ»أعمال تخريبية»، الأمر الذي نفاه الأخير و»تيار المستقبل» الذي ينتمي اليه.

من جهة أخرى، نفى مصدر سوري رسمي ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن «منع السلطات السورية وصول الجرحى الى المشافي واسعافهم»، مؤكداً انها «اخبار عارية عن الصحة»، واتهم «مسلحين» بالقيام بذلك.

وفي غضون ذلك، تجري عملية وضع «اللمسات الاخيرة» على تشكيلة الحكومة الجديدة التي كلف وزير الزراعة السابق عادل سفر بتشكيلها، التي يتوقع ان تضم مستقلين، فيما ذكرت معلومات ان اللجنة التي تشكلت بـ»توجيه» من الاسد لاعداد تشريعات تمهد لـ»رفع» حال الطوارئ قبل 25 الشهر الجاري «شارفت على الانتهاء» من عملها الذي يتضمن اعداد مسودة قانون للامن الوطني وآخر للتظاهر السلمي. وعلى الصعيد الميداني، صرح مصدر رسمي سوري أمس بان مواجهات وقعت الثلثاء في بانياس بين الجيش وقوات الامن من جهة و»مجموعات مسلحة» من جهة اخرى اسفرت عن مقتل عدد من الاشخاص، بينهم عنصر من الجيش، موضحاً ان بين القتلى ثلاثة من «افراد العصابة الاجرامية» و»عدد من المدنيين»، بالاضافة الى جرح اكثر من 16 شخصاً بينهم 8 من المسلحين و6 من عناصر الأمن. وأوردت وكالة «سانا» للأنباء الرسمية ان «القتلة المجرمين اعتدوا على القوى الامنية (في بانياس) وحاولوا قطع الطرق العامة واطلقوا النار بشكل عشوائي لترويع الناس، ما ادى الى وفاة عدد من المدنيين الابرياء وجرح عدد آخر من القوى الامنية التي طلبت المساعدة من الجيش». واضافت الوكالة انه «تم التصدي للمجرمين ومداهمة اماكنهم مع الحرص الشديد على تفادي وقوع اصابات بين المدنيين العزل، وتمت ملاحقة فلول افراد المجموعة المسلحة الى خارج القرى والتجمعات السكنية». وذكرت انه تم «القبض على عدد من المخربين والمشتبه بهم وتقديمهم الى العدالة والاستيلاء على سيارة سياحية يستخدمها اربعة من المخربين».

وكانت وحدة تابعة للجيش تعرضت الاحد لمكمن مسلح على طريق قرب بانياس، ما ادى الى مقتل تسعة عسكريين بينهم ضابطان واصابة عدة جنود بجروح.

وكان نشطاء حقوقيون اكدوا ان مئات من النساء في بلدة البيضا خرجن الى الطريق السريع الساحلي الرئيسي، للمطالبة بالافراج عن معتقلين.

وافاد هؤلاء بان قوات الامن السورية، وبينها قوات من الشرطة السرية، داهمت البلدة أمس وانتقلت من منزل الى آخر، واعتقلت نحو 350 رجلا، وذلك بعد انضم الاهالي اول من امس الى الاحتجاجات. الى ذلك، ذكر رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (الراصد) رديف مصطفى ان «تظاهرة طلابية قامت في كلية الاداب التابعة لجامعة حلب شارك فيها 500 طالبا تضامنا مع درعا وبانياس وللمطالبة باطلاق الحريات». واضاف ان «قوات الامن قامت بتفريق المتظاهرين»، مشيرا الى ان «الامن تشابك مع الطلاب بالايدي واعتقل اربعة اشخاص».

 

للبنان ما يكفيه من متاعب

النهار/علي حماده     

بمرور الايام واستمرار الاحتجاجات على النظام في سوريا، يتأكد تجذر الحالة الاعتراضية التي تلامس حالة الثورة على الواقع المقفل سياسيا حيث تغيب كل المعالجات الجدية والعاقلة من طرف نظام دأب على اعتماد الحلول الامنية المخابراتية بديلا من الاصلاح الذي لم يعد ممكنا التهرب من موجباته الفورية. بمعنى ان الاصلاح الجدي والعميق والجذري يجب ان يتم الآن قبل الغد. فتمدد الاحتجاجات وتجذرها، بالرغم من التصدي البوليسي لها لن يتوقّفا، بل سيتوسعان كلما أمعن النظام في ادارة ظهره لواقع بسيط مفاده ان كيل السوريين قد طفح، وان لا عودة الى ما قبل الخامس عشر من آذار ولو قتل الآلاف في الساحات والطرق والمساجد. نقول هذا الكلام وعيننا على ما يجري من محاولات دؤوبة لإقحام لبنان في الصدام الداخلي في سوريا. ومن المؤسف ان يكون لبنانيو المطبخ الاعلامي – السياسي – المخابراتي المشترك اياه من يضطلعون بفبركة الروايات وتقاسمها مع الاعلام الرسمي للنظام في سوريا بهدف دعم المزاعم ان الاحتجاجات في سوريا مجرد مؤامرة، وانها مسيرة من الخارج، في حين ان الشعب السوري الذي يواجه بالصدور العارية اعتى آلة امنية في المنطقة هو اداة عاملة في سياق مخطط تآمري على دور سوريا "الممانعة" او في عملية الاقحام المفبركة هذه، ما يمثل خطرا على اكثر من صعيد: فهو خطر لناحية اختراعه دورا تآمريا للبنانيين يعرضهم في سلامتهم الشخصية وهم ابرياء، وخطر لانه يزيد سلبية صورة فريق لبناني لدى الشعب السوري المنتفض على النظام باعتباره متواطئا في قتل المدنيين عبر التحريض عليهم اعلاميا وسياسياً وتقديم التبريرات لذلك. واخيرا وليس آخرا انه خطر جسيم لكون التدخل المشار اليه يؤدي الى جعل لبنان رهينة التطورات الداخلية في سوريا بدل ان يكون مصدر استقرار لا للنظام وحده بل لسوريا الوطن والشعب قبل اي شيء آخر. ان الحملة الاعلامية الامنية الطابع التي تصوّر ما يحصل في سوريا على انه مؤامرة، لا تلغي الحقائق على الارض، كما ان اقحام الخارج ولا سيما لبنانيين في قضية كان يمكن معالجتها بالحكمة والتبصر لن يغيّر في المعطى الذي استجد منذ اربعة اسابيع في بلاد الشام، لان طعم الحرية مثل الهواء لا يُمنع، ومثل الضوء لا يُحجب مهما ارتفعت جدران القمع. ان اللبنانيين لديهم ما يكفيهم من المتاعب مع تدخلات الخارج كي لا يتدخلوا في ما يمكن ان يتسبب بالاذى. وعليه، المطلوب من فريق بعينه ان يتلبنن ويكف عن أذية ابناء جلدته.

 

بعدما نجحت في جمع الزعماء المسيحيين حول الثوابت

هل تنجح بكركي في تحقيق العبور إلى الدولة؟

اميل خوري  

النهار/السلاح خارج الدولة سبَّب حرب عام 1975، والخلاف على وجود القوات السورية في لبنان أشعل "ثورة الأرز" و"انتفاضة الاستقلال" بعد سلسلة اغتيالات استهدفت الرئيس الحريري وخيرة رجال لبنان. فأي ثمن سيدفعه لبنان إذا استمر الخلاف على سلاح "حزب الله"؟

لقد انتهت حرب عام 1975 بالتوصل الى "اتفاق الطائف" وبدخول قوات سورية الى لبنان أوقفت الاقتتال وأخرجت المسلحين الفلسطينيين من لبنان الى تونس، وخرجت هذه القوات من لبنان بعد نضال سياسي بدأ مع أول نداء شهير صدر عن بكركي يدعو الى خروج هذه القوات من أجل استعادة السيادة والحرية والاستقلال، وتكوّن حول هذا النداء ودعماً له ما عرف بـ"لقاء قرنة شهوان" الذي ضم شخصيات مسيحية بارزة من دون أية شخصية اسلامية الى أن تحوّل هذا اللقاء لقاء جامعاً عرف بـ"لقاء البريستول" وضم شخصيات مسيحية واسلامية، وكان ذاك اللقاء بداية الحركة الشعبية الفاعلة، التي أدت الى انسحاب القوات السورية من كل لبنان.

وإذا كان الكاردينال صفير صار بطريرك الاستقلال الثاني لأنه اطلق أول نداء لبكركي دعا فيه الى انسحاب القوات السورية من لبنان، فهل يكون الراعي بطريرك تحقيق العبور الهادئ الى الدولة القوية الواحدة القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها؟

لقد أجمع الزعماء المسيحيون في الماضي على الوقوف في وجه السلاح الفلسطيني عندما تحول الى الداخل، لكنهم لم يجمعوا على اتخاذ موقف واحد من بقاء القوات السورية في لبنان خلافاً لاتفاق الطائف، فاعتبر بعضهم أن هذا البقاء "شرعي وضروري وموقت" لحفظ الأمن والاستقرار ولا يشكل انتهاكاً للسيادة الوطنية، فيما اعتبر بعضهم الآخر خلاف ذلك. فهل يتفقون الآن على اعتبار سلاح "حزب الله" ليس خارج الدولة فحسب بل خارج إمرتها، وهو "شرعي وضروري وموقت" في نظر بعضهم وغير شرعي وغير ضروري وليس موقتاً في نظر بعضهم الآخر؟

في الماضي كان السؤال الذي يطرح على القيادة السورية هو: متى تقرر سحب قواتها من لبنان، فكان الجواب تارة بالقول: عندما تطلب الحكومة اللبنانية ذلك، وتارة أخرى: عندما تطلب السلطة اللبنانية ذلك وأخيراً عندما يطلب الشعب اللبناني ذلك...

والسؤال الذي ينبغي أن يطرح على قيادة "حزب الله": متى يتخلى الحزب عن سلاحه.؟ وهل عندما يتحقق السلام الشامل والعادل مع اسرائيل؟ هل عندما يتحقق السلام مع اسرائيل من جهة ولبنان وسوريا من جهة اخرى؟ هل عندما تنسحب اسرائيل من بقية الاراضي اللبنانية التي يحتلها وهو ما اشار اليه الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في إطلالته التلفزيونية الاخيرة، والذي يناقض قول نائبه الشيخ نعيم قاسم عندما اعلن ان سلاح الحزب باق حتى وان انسحبت اسرائيل من بقية الاراضي اللبنانية التي تحتلها، وكأنه يريد ان يقول ان هذا السلاح باق الى ان يتحقق ليس السلام الشامل في المنطقة فقط، بل الى ان يتم التوصل الى تفاهم مع ايران حول برنامجها النووي؟

لذلك مطلوب من "حزب الله" ان يجيب عن سؤال: متى يتخلى عن سلاحه، او هل يقبل ان يضع هذا السلاح بإمرة الدولة الى ان يتحقق السلام مع اسرائيل كي يصير في الامكان اتخاذ موقف في ضوء هذا الجواب؟

ان المحادثات حول الاستراتيجية الدفاعية ظلت تدور في حلقة مفرغة في اجتماعات هيئة الحوار الوطني، وقدم معظم المتحاورين مشاريع وافكارا حول هذه الاستراتيجية ما عدا "حزب الله" وكأنه يريد ان يبقي الوضع على ما هو ومحكوما بمعادلة مكتسبة يتكرر ذكرها في البيانات الوزارية وهي: "الجيش والشعب والمقاومة"، وان زعماء مسيحيين هم مع هذه المعادلة ومع بقاء سلاح "حزب الله" ما دامت الدولة ضعيفة، والجيش غير مجهز تجهيزا كافيا كي يستطيع التصدي لأي عدوان اسرائيلي، وطالما ان الدول الصديقة وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية لا تزوّده اسلحة ثقيلة وحديثة بضغط من اسرائيل، كي لا يبقى عندئذ مبرر لبقاء سلاح في يد المقاومة. لقد اختلف الزعماء المسيحيون حول بقاء الوجود العسكري السوري في لبنان، وهم مختلفون اليوم حول وجود السلاح في يد "حزب الله" وخارج امرة الدولة. فهل يتوصلون الى اتفاق على موقف واحد من هذا السلاح بحيث تتحقق عندئذ وحدة الهدف اذا تعذر تحقيق وحدة الصف؟ هل ينجح البطريرك الراعي في تحقيق وحدة الموقف والهدف بين الزعماء المسيحيين ليس حول الثوابت الوطنية فحسب بل حول اعطاء مفهوم واحد لها، وفي رأس هذه الثوابت الاتفاق على سبيل العبور الى الدولة لان السلاح خارج الدولة لم يكن في اي يوم من الايام هو الحل او هو البديل منها، وقد جربت كل المذاهب والطوائف حمل هذا السلاح فكانت نتيجته وبالا عليها وعلى الوطن. عسى ان ينجح البطريرك المقدام بشارة الراعي في تحقيق العبور الى الدولة فيكون بطريرك هذا العبور، كما نجح سلفه البطريرك الكاردينال صفير في استعادة سيادة لبنان واستقلاله وحرية قرار الوطن فكان بطريرك الاستقلال الثاني.

 

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

بقلم نديم قطيش/النهار

الازمة تستدعي مصارحة من نوع مختلف. فالكثير مما قلته عن نيات البعض ورغباتهم وعواطفهم واحلامهم صحيح. لكنهم لا يختلفون عن بيئة "حزب الله" نفسها عام 1982...

سماحة السيد، لن أضيع وقتك بلعبة مضجرة حول رد التهم التي رميت بها أكثر من نصف الشعب اللبناني، بالتآمر عليك وعلى "حزب الله" إبان حرب تموز، وبعد هذه الحرب. اللعبة المضجرة، تقتضي الإنخراط في ردود عصبية تطعن في التخوين، وتنفي المرتكزات التي ينهض عليها، كما تستدعي النبش في الماضي والحاضر والمستقبل، ربما، عن شواهد وحوادث وادلة للمزايدة عليك بالمقاومة وبتاريخ الإنتساب اليها، بل وبالاسبقية في حمل البندقية في مواجهة إسرائيل. سأضع هذا جانباً، ليس لنقص في صدقية تلك السجالات أو الردود وبعض أصحابها فعلاً من اهل المقاومة المبكرة، بل لأن طبيعة الأزمة التي بتنا امامها تستدعي مصارحة من نوع مختلف. أسمح لنفسي، يا سماحة السيد، أن لا أدخل في هذه اللعبة وأن أصارحك بأن في الكثير مما قلته عن نيات، ورغبات، وعواطف، واحلام،... وربما أفعال البعض في لبنان حيال "حزب الله" صحيح. وهؤلاء ليسوا قلة عابرة لا يقام وزن لنياتها ورغباتها وعواطفها واحلامها... وربما أفعالها. نعم يا سماحة السيد. ثمة لبنانيون راهنوا على هزيمة "حزب الله" في حرب تموز بقدر ما خافوا من إنتصار الحزب فيها. وثمة لبنانيون لم يفهموا لماذا عليهم وعلى دولتهم أن تحمل عبء حرب لم يكونوا شركاء في إتخاذ قرارها ولا كان في وسعهم مساءلة من إنخرطوا فيها. كما لم يفهموا لماذا ينبغي ان يقع على عاتقهم تحمل اكلاف إعادة إعمار الدمار المخيف للحرب.

بل ثمة لبنانيون كثر رغبوا لو يعاقب جمهور "حزب الله" على نتائج الحرب التي غادروا ساحتها ملوحين بالاعلام البيضاء وعادوا اليها رافعين شارات النصر، وهاتفين بشعار "فدى السيد حسن". هم أنفسهم اللبنانيون الذين فتحوا بيوتهم ومدارسهم وساحات قراهم ومدنهم لإستقبال أكثر من مليون نازح من جنوب النار والدمار في تلك الحرب.

نعم يا سماحة السيد. ثمة لبنانيون يخافون من "حزب الله" ولا يمانعون أن يتبدد سبب خوفهم بأي طريقة متوافرة، هم الذين يختبرون يومياً أن الحزب المخيف لا يمانع في أن يوفر لهم الاسباب والبراهين التي تعزز من صدقية هذا الخوف. فكيف إذا كان الحزب هو من جر على نفسه وعلى البلد سبل الاضعاف والإنهاك؟!

هؤلاء اللبنانيون، لم يقولوا أكثر مما قاله الوزير محمد خليفة حين عبر عن اقتناع بتورط "حزب الله" في الاغتيالات والتفجيرات في لبنان، وهذه شهادة تتجاوز في قيمتها السياسية اي قرار ظني مرتقب... قال خليفة "إذا فشلت سوريا في التوصل إلى ترتيب مع لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة ومحكمة الحريري، فإن حزب الله سيجعل حياتنا جحيماً، وستكون هناك عودة إلى السيارات المفخخة والهجمات الإرهابية".

هؤلاء اللبنانيون لم يسعوا الى أكثر مما تحدث عنه الوزير والنائب ياسين جابر، من ايجاد السبل لوقف تهريب السلاح، ليس لأنهم متآمرون، بل لأنهم، كما السيد جابر، مؤمنون أن الحزب "دمر سبل العيش". نعم يا سماحة السيد، ثمة لبنانيون كثر فازوا في الإنتخابات النيابية الشرعية مرتين متواليتين ولا يشاطرون "حزب الله" إقتراحه حول نوعية الصراع مع إسرائيل. بل أصارحك القول إنني سمعت من كثر من هؤلاء ما يثبت أن حساسيتهم حيال السلاح أعلى بما لا يقاس من حساسيتهم حيال إسرائيل، لأن هؤلاء مقتنعون بأن الطائرات الاسرائيلية لن تَغير على لجان فرز الاصوات في أقلام الاقتراع إذا ما بدت النتيجة مغايرة لشهوات تل ابيب، بقدر إقتناعهم ان "حزب الله" لن يتردد لحظة في استخدام سلاحه من أجل تغيير نتائج العملية الديموقراطية، وهو لم يتردد.

هؤلاء يا سماحة السيد يشعرون، فعلا، ان الخطر الحقيقي اليوم هو على النظام السياسي والحياتي والإجتماعي والاخلاقي وليس متأتياً عن اي إجتياح اسرائيلي محتمل. نعم النظام نفسه: المهترىء، والضعيف، وغير العصري، والمانع لتمثيل اقل حدةً في نتانته المذهبية... لكن، ايضا، النظام، الذي وإن لم يدخلنا جنة الحداثة المرجوة، ما زال قادرا على حمايتنا من جحيم اللادولة... بل ثمة، يا سماحة السيد، لبنانيون اليوم يعتبرون بصدق أن هذا السلاح نفسه هو ما يستدعي الحروب الاسرائيلية على لبنان، ليس لأن إسرائيل لا تريد بنا شرا، بل لأن لبنان، وبكل بساطة، انهى عبر سلسلة معقدة من الديناميات السياسية والعسكرية، ومنذ العام 1985، ما يمكن تسميته الرهان السياسي للمغامرة الاسرائيلية العسكرية في لبنان.

نعم يا سماحة السيد إن في الكثير مما قلته دقة في توصيف واقع الناس. جل هؤلاء ما عادوا يشعرون أن المقاومة تمثل حالة وطنية وظيفتها الدفاع عن لبنان في لحظة ضعف الدولة ومؤسساتها كما جاء في خطاب قسم فخامة رئيس الجمهورية، بل باتوا موقنين ان المقاومة تحولت الى مشروع منفصل وخاص وعقيدة مغلقة يتحايلون كل يوم في ابتكار أساليب التعايش القسري معها. أجزم لك يا سماحة السيد ان بين هؤلاء عملاء وخونة ارادوا الشر بحزب الله من أجل عائدات وضيعة، أو نتيجة ضعف خطير في مستوى الإنتماء الوطني لديهم، وهم ممن لا تخلو المجتمعات منهم في كل الدنيا.

ولكن أجزم لك، باليقين نفسه، أن أكثرية هؤلاء مواطنون لبنانيون صالحون محبون لبلدهم ولأبنائه ولا يريدون له الا كل الخير. ناس وطنيون لم تمسسهم اي علاقة مريبة بسفارة او جهة استخباراتية... ناس يا سماحة السيد مجرد ناس، وصلوا في لحظة من اللحظات الى الكفر بأحد أهم الاعصاب المؤسسة للعقد الاجتماعي بين مجموعة من البشر وهو مبدأ التكافل والتضامن الاجتماعي... ناس لا يختلفون في مواقفهم وعواطفهم الراهنة عن بيئة "حزب الله" نفسها التي في العام 1982 رحبت بإسرائيل حين بدا أن الخيار الاسرائيلي يخلصها من سطوة السلاح الفلسطيني الذي أمعن اعتداء على كراماتهم واعراضهم وارزاقهم ومستقبلهم. لا يختلفون عن البيئة التي عبرت عن غزل علني مع اسرائيل طوال عشرة اشهر تلت الغزو الاسرائيلي للبنان... البيئة نفسها التي عشية إختفاء الامام موسى الصدر كانت على إشتباك يومي مع مجموعات الفدائيين وليس مع اسرائيل، وذلك على اقرب الخطوط الى فلسطين المحتلة... عليه، اعتقد يا سماحة السيد أنك طرحت في خطابك الاخير، علينا وعليك، السؤال الاساس وربما الاهم، ليس منذ التحرير عام 2000، بل منذ نشأة حزب الله عام 1982... "كيف يمكن بناء بلد إزاء مثل هذا المنطق؟". هذا هو السؤال الذي ينبغي أن لا يتقدم عليه سؤال اليوم، كما لا تنبغي للإجابات عنه ان تتلون بأي لون من ألوان التحايل او التزلف او الإسترضاء أو الرهانات الرغبوية. طبعا ليست هذه الرسالة المكان المناسب لاقتراح الاجابات ولكنها للقول إن حل هذه المعضلة ليس بالتأكيد عبر المزيد من التعبئة، وهنا ليست صدفة ان مؤسسات "حزب الله" التي تترجم "عقل الحزب" تنتمي الى فئة التعبئة أكانت اعلامية او طالبية او نسائية... كما الحل ليس بسن الحجج وشحذها من أجل حشد الناس خلف المقاومة، وليس، بالتأكيد، بالقفز فوق الإجماع الوطني الذي تكابر المقاومة في عدم الحاجة اليه... فسؤالك يا سماحة السيد، الدقيق والصادق، يقول إنه من دون إجماعات مؤسسة لا تبنى الاوطان...والتفاهم مع الحزب على حاضر ومستقبل سلاحه ومشروعه لا يقع خارج هذه الاجماعات المؤسسة، إذ أن مثل هذا الخلاف ليس بالتأكيد من نوع الاختلافات التي تتكفل في الدول الديموقراطية مؤسسات البرلمان والمحاكم والجيش علاجها. هؤلاء الناس، يا سماحة السيد، ليسوا فئة ضالة مغرراً بها، بل مواطنون حازوا على غالبية برلمانية مرتين متواليتين وفيهم الكثير الكثير من الذين ينبغي لمواقفهم وعواطفهم اليوم ان تطرح عليك السؤال "لماذا وصلنا الى هنا؟" بدل ان تكون "الهنا" مجرد ذريعة للإستقواء والتخوين والطعن، أو بإعتبار هذه "الهنا" تحصيل حاصل في بلد مكتوب له ان يبقى مقسوماً الى فسطاطين... خونة ومقاومين!!**صحافي      

 

المهادنة الأميركية تدفع دمشق الى الحذر

النهار/روزانا بومنصف  

من يتابع السخط الاعلامي الاميركي وحتى الاوروبي على الولايات المتحدة الاميركية بالنسبة الى موقفها من الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في سوريا، والتزامها الكلام النمطي حول هذه الاحتجاجات من دون توظيفها او استغلالها من أجل الضغط على الرئيس بشار الاسد كما فعلت مثلا مع الرئيس المصري حسني مبارك او مع الزعيم الليبي معمر القذافي، يدرك وفق ما تقول مصادر سياسية مدى اهمية امتناع دمشق عن الدفع لتأليف حكومة من قوى 8 آذار في لبنان في الوقت الراهن. اذ يعتبر كتّاب وديبلوماسيون سابقون معروفون ان الادارة الاميركية تهادن النظام السوري وتصمت عما يقوم به من قمع عنيف للمعترضين من الشعب السوري تحت وطأة خوف هذه الادارة من بدائل غير واضحة او غير متوافرة من هذا النظام او من انعكاسات التغيير السوري المحتمل على اسرائيل والمنطقة كلها.

وكلام وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الدوحة قبل يومين حافظ على وتيرة مطالبة زعماء الدول العربية التي تشهد اضطرابات بضرورة تقديم اصلاحات لا اكثر ولا اقل، مما فهم منه استهداف اليمن والبحرين وحتى سوريا بهذه الدعوة على نحو يستمر في اراحة النظام السوري نسبيا في المواقف الخارجية وتحديدا الاميركية مما يجري في سوريا، بحيث يفترض المعنيون السياسيون ان ليس في مصلحة الرئيس السوري التسبب في ما يمكن ان يثير حفيظة واشنطن عبر حكومة لبنانية يرجح فيها القرار لـ"حزب الله" وحلفائه. لذلك ليس واضحا ما اذا كانت هناك مصلحة قوية في وجود حكومة في المرحلة الراهنة ما دام لها اثمان يمكن ان تنعكس على النظام السوري في شكل او في آخر او تؤثر على الاحتمالات المتاحة امامه. وقد عاد بعض حلفاء سوريا ليقولوا صراحة وعلنا ان ليس هناك ضوءا اخضر يتيح تأليف الحكومة حتى الآن، مسلّمين بأن سوريا هي التي تعطي هذا الضوء وانها مشغولة راهنا بما يجري في المدن والقرى السورية أكثر من اهتمامها بتأليف الحكومة في لبنان.

هذه المعطيات راجحة منذ بعض الوقت لدى مصادر سياسية متعددة ترى ان هذا الاتجاه في منحى تأليف الحكومة بات يتأكد اكثر فاكثر في الآونة الاخيرة. اذ ان الخيار بات، في ظل التطورات المستجدة في المنطقة وفق ما يعتقد، تحت عنوان اي سيناريو هو الافضل: وجود حكومة تتخذ قرارات يمكن ان تتسبب بمشكلات كبيرة مع المجتمع الدولي،، او عدم وجود حكومة مع حكومة تصريف اعمال لا تستطيع اتخاذ القرارات. وحتى الآن لا يناقض التقدم الذي يحكى عنه في بت الحصص هذه المعطيات.

  

إيّاكم وفخُّ المحاور

النهار/الياس الديري   

لأكثر من تجربة، لأكثر من حرب، لأكثر من جيل، قالت الأحداث والنتائج الكارثية إنه ليس من مصلحة لبنان الدخول في لعبة المحاور. ولا الانحياز الى هذه الدولة العربية ضد تلك. ولا ان يكون ملكيّا أكثر من الملك. هذه العقود الأربعة، التي طويناها مع أعاصيرها وهزاتها ومآسيها، تؤكّد لكل ذي بصيرة ان البلد الصغير سلامته في ان يبقى جزيرة المنطقة، واستراحتها، ومصيفها، والنموذج التعددي الذي به تقتدي. لا قوّته بضعفه. ولا ضعفه بقوة سواه. بل ان قوته وسلامته وامنه في بقائه بعيدا من المحاور، وعلى مسافة واحدة من الصراعات والمتصارعين. باستثناء الموقف الثابت والنهائي الى جانب القضية الفلسطينية في كل حالاتها، على لبنان ان يلزم حدوده اذا صارت له ثمة حدود. ولينتبه الى وضعه الهش، وتركيبته الحساسة، وركاكة الشعور الوطني لدى السواد الأعظم من رعاياه الذين لم يرتقوا بعد الى رتبة المواطنة. وقد لا يصيرون مواطنين ولا يصير لهم بلد مُصاب بأهله. بمسؤوليه. بسياسييه. بزعماء آخر زمان الذين تعمي الانانيات والشهوات قلوبهم. بقيادات ومرجعيات وجاهليات تجعله قاصرا، عاجزا، يحتاج دائما الى من يأخذ بيده. فكيف، اذاً، ينحاز الى هنا او هناك؟ وكيف يجاهر ويفاجر ويتاجر بالدفاع عن هذه الدولة العربية في وجه تلك؟

بلدُ مسكينُ، معطوبُ، يهرع في كل حالاته وحالات الزمان عليه الى العرب طالباً نجدتهم:

لدى تأليف حكومة جديدة، مثلا. لدى دنو موعد استحقاق رئاسي، مثلا. لدى انسحاب اي حزب او كتلة نيابية او تيار من حكومة وحدة وطنية... ولو في الشكل، وتمويها. لدى تعيين او نقل بعض موظفي الفئة الاولى وبعض السفراء، مثلا. لدى تشكيل اي وفد رسمي لمرافقة رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة في احدى الزيارات، مثلا. لدى محاولة إقرار اي مشروع قانون للموازنة، مثلا... بلدُ يتشكّل ويتألّف من طوائف ومذاهب لا رابط بينها، ولا جامع، ولا قاسم ولا طارح. بلد افرقاء، وولاءات مختلفة ومتعاكسة:

فريق يتحمّس حتى الهوس اذا تعرّضت إيران لمساءلة او مؤاخذة او معاتبة من الشرعية الدولية. فريق يفرح ويمرح ويرقص اذا سارت تظاهرة اصلاحية مطلبية في السعودية. فريق لا يستطيع كتمان سروره وغبطته اذا حصلت اضطرابات وسقط ضحايا في سوريا. فريق لا يتردّد عن التصفيق وهو يتابع تطورات المواجهات الدامية في ليبيا واليمن وسواها. ناهيك بتونس ومصر والبحرين والجزائر... فكيف يمكن بلدا هذا واقعه ان يعرف الاستقرار والازدهار يوما؟

 

لبنان أولا أو الحرية أولا

شارل جبور: موقع القوات اللبنانية

رب قائل إن لا تناقض بين العنوانين، وهذا صحيح، باعتبار أن ما أعطى لبنان هذه الميزة التفاضلية عن سائر دول المحيط هو الحرية زائد العيش المشترك، ومن دون هذه الحرية ينتفي مبرر وجود لبنان دورا ورسالة، ولكن المقصود بالمفاضلة المطروحة أعلاه أمر مختلف تماما، وقبل تفصيله ينبغي المرور سريعا وبشكل مبسط على معنى "لبنان أولا"، أي في حال حصل تناقض بين المصلحة اللبنانية وأي مصلحة أخرى أكانت سورية أو عربية أو إيرانية أو غربية تبقى الأولوية للقضية اللبنانية، وهذا من دون إغفال أن ثمة وجهة نظر وازنة، ولا سيما داخل البيئة المسيحية، تنطلق من معادلة "لا شرق ولا غرب"، وتقول بتحييد لبنان عن صراعات الخارج وتناقضاته وإقفال النافذة اللبنانية أمام الرياح الخارجية وتركيز الجهود والهموم على القضايا اللبنانية البحتة من دون الالتفات إلى ما يجري من حولنا.

لقد كنت، وفي فترة زمنية معينة، من أنصار هذه النظرية ومن المؤمنين بلبنان أولا على أساس هذه الخلفية، ولكن ما أثبتته الحوداث التاريخية هو أن مشروع "لبنان أولا" لم ينجح، حيث استمر هذا البلد منذ نشوئه بصيغته النهائية، أي لبنان الكبير، يتخبط بأزمات متتالية، ما تكاد تطوى أزمة حتى تفتح أخرى، وهكذا دواليك، والسبب ليس عائدا إلى تنوع المجتمع اللبناني، هذا التنوع الذي وفر الديمقراطية بحدودها المعروفة، وحال، ويا للأسف، في الوقت نفسه، دون تطوير بنية النظام اللبناني، غير أنه في كل الأحوال جسد ميزة لبنان ومصدر اعتزاز اللبنانيين بتجربتهم الغنية في ممارسة الحرية والديمقراطية والعيش المشترك، وهذا ما جعل من لبنان وطن الرسالة بالنسبة إلى البابا يوحنا بولس الثاني، والوطن النموذج بالنسبة إلى الدول الغربية، والتجربة الغنية التي يجب تعميمها بالنسبة للتواقين في العالم العربي إلى عيش الحرية والتنوع والانفتاح.

ولعل ما أثبتته الحوداث التاريخية أن فكرة تحييد لبنان غير قابلة للترجمة العملية أو الحياة، وما تحقق في هذا السياق في حقبات زمنية معينة كان موقتا وظرفيا، وطالما أن التحييد مسألة مستحيلة يعني أن مصير لبنان غير منفصل عن مصير محيطه، أي مرتبط حكما بمصائر الدول التي تؤثر على بنيته وتركيبته جراء تأثر بعض الجماعات المكونة لهذا اللبنان بسياسات هذه الدول وتبديتها مصالح هذه الدول على المصلحة اللبنانية، وبما أن مصير لبنان مرتبط، في الوقت نفسه، بمصائر هذه الدول فلا حل للقضية اللبنانية إلا بعد انتقال "عدوى" الديمقراطية إلى هذه الدول.

فالمساكنة بين الديمقراطية والديكتاتورية مستحيلة، خصوصا إذا ما اعتبرت الأنظمة المستبدة أن الديمقراطية تشكل تهديدا وجوديا لها، وهذا ما يدفعها إلى تدمير هذه التجربة لئلا تنتقل عدواها إليها، وهذا تحديدا ما حصل في لبنان وما زال مستمرا عبر استباحة سوريا لأرضه وتحويله من وطن إلى ساحة وإبقاء دولته معلقة وضرب حريته واستهداف ديمقراطيته ومحاولة القضاء على دوره وخصوصيته. ولعل بارقة الأمل الكبرى لتي لاحت في الأفق الذي كان يبدو مقفلا حتى الأمس القريب هي هذه الثورة التغييرية الديمقراطية التي تجتاح العالم العربي من المحيط إلى الخليج، مطالبة بحق الانسان العربي في الحرية والكرامة والعدالة.

ولعل أهمية هذه الثورة أنها أسقطت أوهام كثيرة عملت إسرائيل وإيران وحتى الولايات المتحدة على ترويجها من قبيل المخاوف من حكم الإسلاميين عبر تصوير الأنظمة متقدمة على شعوبها الغارقة في تخلفها وأصوليتها وجموحها نحو الحرب لا السلم، بينما ما أظهرته هذه الثورة غير ذلك تماما، لجهة أن اهتمامات هذه الشعوب وطنية لا قومية ولا إسلامية، وبدت حريصة على التمسك بحريتها وإنجاح تجربتها وتحقيق النقلة المطلوبة في دستورها ونظامها وممارستها السياسية وتثبيت استقرارها وترسيخ سلامها الداخلي، وهذا أكبر دليل على الوعي السياسي للنخب العربية والشارع العربي في آن معا. وحتى الأخوان المسلمين لم يظهروا أي توجه معادي للديمقراطية والتغيير، لا بل بدا سلوكهم مرنا وسلسا بعيدا عن أي تضخيم في دورهم وحجمهم، إذ أظهرت الانتخابات الطالبية، على سبيل المثال، في جامعة القاهرة، وهي من أكبر الصروح الجامعية في مصر، أن حجم الأخوان لا يتعدى الـ8%، وهي إشارة بالغة الدلالة في وسط الشباب الذي يميل معظمهم إلى التيارات المدنية والتغييرية.

ولعل الحقيقة المرة التي لا يمكن إغفالها ولا إنكارها ولا التهرب منها هي أن النظام السوري صادر حرية ثلاثة شعوب في آن واحد: حرية الشعب السوري، وحرية الشعب اللبناني، وحرية الشعب الفلسطيني، وإن دلت التجربة على شيء فعلى أن ما قاله الشهيد سمير قصير يجسد الحقيقة الساطعة في هذا السياق من أن لبنان لا يمكن أن يستقر في ظل نظام استبدادي في سوريا، وهذا التحول الذي تشهده سوريا يشكل بداية تحرير هذه الشعوب الثلاثة، كما بداية النهاية لمشروع إيران في العالم العربي ولبنان.

فالمشترك الأبرز بين الشعوب العربية اليوم هو الحرية، هذه الحرية التي تشكل المدخل الأساس للسلام والاستقرار ولوحدة اقتصادية عربية، فلا سبيل للعبور إلى "لبنان أولا" أو "مصرا أولا" أو "سوريا أولا" إلا بعد تثبيت خيار الحرية أولا بجعله خيارا معيوشا وقائما بذاته. فالأولوية إذا اليوم هي لمعركة الحرية، وعلى كل انسان عربي، أينما وجد، المساهمة في هذه المعركة وصولا إلى دول سيدة وحرة وديمقراطية تحتكر قوة السلاح ويتساوى داخلها المواطنون في الخضوع لسلطة القانون حيث القضاء مستقل عن السلطة السياسية.

شارل جبور-دائرة التحليل السياسي - المركز اللبناني للمعاومات- لبنان