المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
14 نيسان/2011

إنجيل القدّيس لوقا 11/37-48/

وَفيمَا هُوَ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَٱتَّكأ. وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الغَدَاء، فَتَعَجَّب. فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: «أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا. أَيُّها الجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا. لَكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ وَالسَّذَابِ وَكُلِّ البُقُول، وَتُهْمِلُونَ العَدْلَ وَمَحَبَّةَ ٱلله. وَكانَ عَلَيْكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ وَلا تُهْمِلُوا تِلْكَ. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الفَرِّيسِيُّون! يَا مَنْ تُحِبُّونَ صُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، وَالتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات. أَلوَيْلُ لَكُم، لأَنَّكُم مِثْلُ القُبُورِ المَخْفِيَّة، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ عَلَيْها وَلا يَعْلَمُون». فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّوْرَاةِ وَقَالَ لَهُ: «يا مُعَلِّم، بِقَوْلِكَ هذَا، تَشْتُمُنا نَحْنُ أَيْضًا». فَقَال: «أَلوَيْلُ لَكُم، أَنْتُم أَيْضًا، يا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً مُرهِقَة، وَأَنْتُم لا تَمَسُّونَ هذِهِ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُم. أَلوَيْلُ لَكُم! لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وَآبَاؤُكُم هُمُ الَّذِينَ قَتَلُوهُم. فَأَنْتُم إِذًا شُهُود! وَتُوَافِقُونَ عَلَى أَعْمَالِ آبَائِكُم، لأَنَّهُم هُمْ قَتَلُوهُم وَأَنْتُم تَبْنُونَ قُبُورَهُم.

 

ذكرى 13 نيسان وبوسطة عين الرمانة
بالصوت/ذكرى 13 نيسان وجماعات الوجاهة الفارغة/الياس بجاني/13 نيسان/11/اضغط هنا

http://www.eliasbejjani.com/elias%20audio11/elias.ain%20remani13.4.11.wma
بقلم/الياس بجاني/منذ 36 سنة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وشعبه وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه وجماعات وشعارات وأطر مختلفة.
الهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه وتفكيك مجتمعاته وتهميش هويته وتزوير تاريخه وإرهابه وسرقة ممتلكاته ودفعه للهجرة القسرية أو رضوخه وقبوله بالذل والهوان كأهل ذمة دون قرار وحرية وكرامة. بدأت المؤامرة مع بوسطة عين الرمانة وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم استُبدل بجيش حزب الله الإرهابي وسلاحه ودويلته. قاوم اللبناني والمسيحي تحديداً بالإيمان والرجاء والمحبة وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة طرواديين واسخريوتيين من أمثال ميشال عون وربعه. إلا أن المواجهة مستمرة وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله وسيفشل الأبالسة في هرطقاتهم.  لن ندع الشر يغلبنا، بل سنغلبه بالخير، وسوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل اعطوا مكاناً للغضب". "لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي". لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم.
هذا ما جرى في عين الرمانة الأحد 13 نيسان 1975/نبيل يوسف/13 نيسان/11

http://www.10452lccc.com/special%20studies/ain%20remani%20n.youssef.htm
.

 

 

المبعدون من البحرين زوّروا وثائق رسمية لتغيير طوائفهم... والجالية اللبنانية تطالب الرئيس الحريري بزيارة سريعة  

طارق نجم/موقع 14 آذار

افادت مصادر خاصة بموقعنا أن عدداً من المبعدين اللبنانيين من البحرين قد لجأوا إلى تزوير اوراق ثبوتية للبقاء في المملكة ولكن السلطات البحرينية سرعان ما اكتشفت هذا الإحتيال وأمرت بتسفيرهم في مهلة ثلاثة أيام. وقد أوردت هذه المصادر الخاصة بموقع 14 آذار أنّ لبنانياً من بلدة كيفون يدعى (أ. ج.) حصل اصلاً على فيزا للعمل في المملكة منذ عدة سنوات مدعياً أنه مهندس في حين أنه لا يحمل شهادة في الهندسة. كما لجأ إلى تقديم إخراج قيد مزوّر إلى السلطات هناك وإلى المؤسسة التي يعمل بها قد غيّر فيه الطائفة من مسلم شيعي إلى مسلم سني. وإذ لم تشر تلك المصادر إلى إحتمال تورط هذا الشخص في الاحتجاجات المناوئة للمملكة والتي أنطلقت الشهر الماضي، فإنه من المعروف عن المدعو (أ. ج.) أنه من مناصري حزب الله والداعمين له والمؤيدين لسياسته علناً.

هذه المعلومات يمكن ربطها بسهولة بما نقل عن صحيفة الوطن الكويتية في الشهر المنصرم نقلاً عن مصدر أمني بحريني أنّ الأجهزة الأمنية في المملكة ألقت القبض على عدد من المواطنين اللبنانيين في دوار اللؤلؤ أثناء إقتحامه. وقد اظهرت التحقيقات معهم انهم ينتمون الى حزب الله اللبناني الذي دربهم وحرضهم على الاشتباك مع قوات الأمن في البحرين. وقد دخل هؤلاء الأشخاص المنامة بجوازات سفر مزورة تحمل أسماء اوهمت رجال الامن بأنهم مسيحيين وأن زيارتهم هي بقصد التجارة والسياحة فحسب. كما كشفت السلطات الامنية البحرينية عن عثورها على كمية من الاسلحة الخفيفة والذخائر والمتفجرات في مطعم البيروتي المملوك للبنانيين محسوبين على حزب الله ومدرسة لبنانية.

وتعتبر هذه المصادر أنّ حزب الله أثبت ضلوعه فيما قبل بعمليات تزوير اوراق رسمية أستعملت في تمرير عدد من عناصر الحزب على شاكلة سامي شهاب (واسمه الأصلي محمد منصور من مواليد بلدة حداثا) والذي دخل مصر منذ العام 2005 بجواز سفر مزوّر يثبت أنه فلسطيني مقيم في سورية، وقد تكتم على أنه شيعي المذهب. وكانت مهمته الأساسية إنشاء مكتب سري تابع لحزب الله في القطر المصري ومراقبة قناة السويس وتدريب عناصر استعداداً للقيام بعمليات تخريبية في مصر، كما افادت التحقيقات التي نشرتها سلطات الأمن المصري أثر افتضاح الخلية التابعة له عام 2009.

من جهة أخرى، أفادت مصادر الجالية اللبنانية المقيمة في البحرين في حديث خاص إلى موقع 14 آذار الألكتروني عن وجود جوّ من الحذر والتخوّف وسط أفرادها بعد طلب السلطات البحرينية من 20 لبنانياً مغادرة البحرين على وجه السرعة من بين من ثبت تورطهم في الأحداث الأخيرة التي شهدتها المملكة ومن هم على علاقة بحزب الله اللبناني. وكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قد شن هجوماً إعلامياً منتصف شهر آذار على مملكة البحرين وأعلن عن وقوفه إلى جانب المحتجين المناوئين للسلطات البحرينية مقدماً دعماً غير محدود للمعارضة البحرينية. وهذا الفعل اعتبرته المملكة تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية وتحريضاً على العنف والإقتتال الداخلي.

وتقول مصادر الجالية اللبنانية أن السلطات البحرينية ما زالت تتعامل بقدر كبيرمن التحضر والإحترام تجاه اللبنانيين المقيمين، وأنهم يلقون كل تقدير واهتمام من جانب المملكة التي لها الفضل الكثير عليهم خصوصاً أنها قدمت لهم ما لم يقدمه لهم بلدهم الأم أي لبنان. وقد أعربت الجالية اللبنانية عن ولاءها لمملكة البحرين ولأمنها مطالبة السلطات بوضع حدّ للمخربين اياً كانوا. كما كرر افراد الجالية دعوتهم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لضرورة قيامه بزيارة على وجه السرعة إلى أرض البحرين لدعم موقف اللبنانيين ولإظهار تأييد رسمي لبناني للمملكة وسيادتها على أراضيها. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ وزارة الخارجية اللبنانية غائبة تماماً عن موضوع اللبنانين والبحرين وقد أثبتت فشلاً ذريعاً في التعاطي مع مأساة اللبنانيين في ساحل العاج.

وكان الرئيس سعد الحريري المصدر الرسمي شبه الوحيد الذي أتخذ موقفاً واضحاً تجاه أحقية البحرين في الحفاظ على سيادتها أمام التدخلات الإيرانية، بعد أن شكل الموقف المعادي للبحرين الذي اتخذه السيد حسن نصرالله استفزازاً وقحاً للمملكة وتحريضاً عليها. كما أجرى الحريري اتصالاً منذ يومين بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أكدّ خلاله وقوف الحكومة والشعب اللبناني إلى جانب سيادة مملكة البحرين واستقرارها مطالباً الملك عدم اعتبار أي موقف من أي تشكيل سياسي في لبنان موقفا للدولة اللبنانية أو للشعب اللبناني اللذين يتمسكان بأفضل المشاعر الأخوية بين البلدين الشقيقين. وبحسب ما افادت صحيفة الراي الكويتية فإنّ ملك البحرين شكر الرئيس الحريري على موقفه ووعده بإيلاء المسألة عنايته كما تم الاتفاق على زيارة يقوم بها الحريري قريباً للبحرين لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وحالياً، يمنع دخول اللبنانيين إلى البحرين حتى إشعار آخر مما يشكل حرماناً لطالبي العمل اللبنانيين من الحصول على وظائف هناك وكذلك يعتبر تهديداً لمعيشة آلاف من العائلات اللبنانية التي تعمل هناك. ويعود "الفضل" الأول والأخير في هذه الأزمة التي كان لبنان وأهله بغنى عنها لحزب الله وأمينه العام حيث مازال اللبنانيين يجنون ثمار ما زرعه نصرالله.

 

بعثة عربية لـ"تقصّي الحقائق" الى سورية مع بدء النظام خطة حصار شامل لتجويع المدنيين

حميد غريافي/السياسة

قد تكون واشنطن وباريس ولندن وبرلين من بين من سمعوا "نداء الاستغاثة" الذي وجّهه إمام جامع الرحمن الشيخ أنس عيروط من مدينة بانياس السورية المحاصرة أول من أمس مطالباً فيه بـ"التدخل السريع للجيش السوري لوقف عصابات السلطة البعثية المتمثلة بأشخاص معروفين يمكن القبض عليهم وتمشيط مناطقهم في القوز وضهر محيرز والقصورى، وهي أماكن في بانياس يستخدمها من وصفهم أحد قادة حركة الاحتجاج أنس الشهري بـ"شبّيحة النظام الذين يتمركزون فيها ويطلقون النار على الأحياء السكنية في المدينة" تماماً كما كان عملاء نظام بشار الأسد يتمركزون في تل محسن المشرف على طرابلس اللبنانية ويطلقون النار منه على باب التبانة السنّي خلال الاشتباكات الأخيرة قبل حوالى عامين في محاولة لنشر الفتنة والفوضى والاقتتال. وفيما دعت العواصم الغربية الأوروبية الأربع نظام الأسد في سورية الى "الكفّ فوراً عن استخدام القوة ضد المتظاهرين"، ونددت بـ"أعمال العنف التي ارتكبتها قوى الأمن ضدهم، ودانت "أعمال العنف الدامية للنظام التي تثير السخط والقلق"، ودعت الى "احترام حق الشعب السوري في حرية التعبير والاحتجاج السلمي"، أكدت أوساط نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الذي يتحدّر من بانياس، "قيام ذئاب السلطة بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف مؤيديه رغم عدم تدخلهم في ما يحدث في المدينة، وبينهم أبرز مساعديه وهما محمد علاء بياسي وأحمد موسى، واقتيادهما الى مكان مجهول"، معربة عن مخاوفها من اخفائهما نهائياً إما بزجّهما في أحد المعتقلات المشهورة بعزلتها أو بتصفيتهما جسدياً، وهي أمور دأب النظام البعثي منذ تسلمه حكم البلاد بالقوة قبل حوالى أربعة عقود من الزمن على انتهاجها للخلاص من خصومه في الداخل والخارج" في اشارة الى المختفين اللبنانيين والأردنيين والعراقيين في سجون الأسد في قبوره الجماعية.

خطة الحصار الخانق!!

وقال أحد قادة المعارضة السورية في بروكسل لـ"المحرر العربي" أمس أن قوات الجيش وأجهزة الأمن البعثية التابعة للنظام وميليشيات مسلحة ترتدي اللباس المدني وتغطي وجوهها وتقود سيارات ودراجات نارية، باشرت منذ فجر الأحد الفائت العمل بخطة حصار المدن والقرى التي تشهد الثورة الشعبية تعتمد على:

• قطع الكهرباء والمياه والهاتف السلكي العادي والنقّال.

• منع الأفران من تقديم الخبز الى المواطنين بعد قطع الكهرباء عنها.

فرض إقفال المحلات الغذائية بالقوة بعد توجيه القذائف إليها لمنع الناس من شراء حاجياتهم وحليب أطفالهم. وفي هذا الشأن، قال أحد قادة المتظاهرين في بانياس في بث إلكتروني التُقِط في باريس أمس: "ان خطة النظام هي تجويع الشعب وقتل الأطفال كي يرضخ في النهاية الى وقف المطالبة بحريته وحقوقه".

• إطلاق القوات المسلحة والميليشيات وأجهزة الاستخبارات النيران على سيارات الإسعاف لمنعها من الوصول الى مسارح الأحداث لنقل القتلى والجرحى الى المستشفيات، وإطلاق كثيف لقذائف الهاون والآر.بي.جي. على مداخل تلك المستشفيات ومحيطها وأحياناً اقتحام بعضها لاعتقال مصابين في أسرّتهم من المتظاهرين.

وأكد المعارض السوري في العاصمة البلجيكية المعلومات الخارجة من المدن والقرى الثائرة التي تحدثت عن إعدام عدد من الضباط والجنود في الجيش غير المنتسبين الى حزب البعث حاولوا منع "الشبّيحة" وهو لقب مماثل لما أطلقه المصريون الثائرون على ميليشيات حسني مبارك حيث وصفوها بـ"البلطجية"، من إطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين أو مارسوا أقصى درجات العنف غير المبرر مع متظاهرين آخرين، كما ان مدينة بانياس "عُزِلَت عن العالم كلياً وهي محاصرة ومطوّقة بالدبابات وبأكثر من وحدتين من الجيش يزيد عدد أفرادهما على الستماية عنصر بعثي وبأكثر من 50 قناصاً من الميليشيات يطلقون النار على المتظاهرين عشوائياً، فيما أكد أحد الأطباء في مستشفى بانياس أن معظم الإصابات كانت في الرؤوس أو الأكتاف أو الأعناق، ما يعني أن هدف النظام هو إنزال أكبر عدد من المتظاهرين قتلى لبثّ الرعب في صفوفهم".

بعثة عربية لـ"تقصّي الحقائق"!!

وفيما منع معظم دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من الدول العربية رعاياه من السفر الى سورية بسبب "الأحداث الدامية والفلتان الأمني"، كشفت مصادر ديبلوماسية خليجية في لندن النقاب لـ"المحرر العربي" أمس عن أن جامعة الدول العربية "تتعرّض لضغوط دولية وعربية هائلة من أجل تشكيل لجنة تحقيق أو تقصّي حقائق تنتقل الى دمشق للوقوف على حقيقة ما يجري في سورية، خصوصاً بعدما لامست الحملة الغربية على نظام الأسد حدود التهديدات باستخدام القوة لحماية الشعب السوري كما حدث في ليبيا".

وقالت المصادر إن فرنسا وبريطانيا اقترحتا مشاركة أوروبية في هذه اللجنة العربية، إلا أن الولايات المتحدة نصحتهما بعدم التدخل الآن قبل ذهاب اللجنة العربية كيلا يتذرّع بشار الأسد بمضمون التقرير الذي سيصدر عنها للقول بأنه من عمل أعدائه الغربيين".

الاتصال بزوجة الأسد!!

ونقلت المصادر الديبلوماسية الخليجية عن مسؤول في الخارجية البريطانية في لندن قوله إن "هناك في مجلس العموم (البرلمان) من تقدّم الى حكومة ديفيد كاميرون باقتراح يدعو الى قيام الديبلوماسية البريطانية بالاتصال المباشر بزوجة الرئيس السوري أسماء الأخرس البريطانية المولد والهويّة أو بوالدها ووالدتها المقيمَيْن في العاصمة البريطانية، من أجل أن ينقلوا الى الأسد نصائح تجنّبه الانزلاق في الدرب الذي يسير عليه القذافي راهناً، والمؤدي الى الهلاك المحتوم".

وقال المسؤول إنه "حتى مساء الثلاثاء (أول من أمس) لم تكن الحكومة البريطانية اتصلت بعائلة زوجة بشار الأسد في لندن لعلمها بأن السيدة السورية الأولى قد تزور بريطانيا خلال نهاية هذا الأسبوع".

ووساطة قطرية!!

كذلك ذكرت تلك المصادر الخليجية أن حاكم دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أو رئيس وزرائه وابن عمه الشيخ حمد بن جبر قد يقوم أحدهما بزيارة مفاجئة الى سورية شبيهة بالزيارة التي قام بها الأخير الى بغداد واجتماعه بصدام حسين قبيل بدء الحرب العام 2003، ولم يفلح في إقناع الرئيس العراقي السابق بترك العراق الى بلاد أخرى مع إعطائه ضمانات له ولأفراد عائلته ولمعاونيه الذين لاقى معظمهم مصيرهم الأسود إما شنقاً أو قتلاً بعد ذلك..

 

الحكومة: صلاة الاستسقاء...! برّي: انتظروا يوم القيامة..

• تراجع الثقة بين ميقاتي والأكثرية

• حقيبتا الداخلية والدفاع قضيّتان إقليميّتان ودوليّتان

• هل كان المستشارون يستعملون اللغة الهيروغليفية؟

• وهاب: لا حكومة إلا بالـ"س – س"

بيروت ـ نبيه البرجي/المحرر العربي

حكومة من 30 علامة تعجّب أو من 30 علامة استفهام. دائماً ثمّة كلام عن "القطبة المخفية" في الثوب الحكومي. هل أن كلمة السرّ أصبحت: لا حكومة...

حين تناهى الى الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي قول رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون "لا جديد" اعتراه الذهول فعلاً، فهل كان المستشارون الذين ينتقلون مكوكياً ويأتون، بين الحين والآخر، بـ"أحلى الكلام"، يتحدّثون بالهيروغليفية مع الجنرال؟.

ليس أهم من الحريري

لم تعد المشكلة في الداخلية، بل في الاتصالات أيضاً، فعون الذي يعرف ما هو المفعول المالي، والأمني، لهذه الحقيبة، لن يتخلى هو وحلفاؤه عنها. ميقاتي يأخذ المالية التي هي أم الوزارات، والتربية والتعليم العالي، وهو ليس أكثر أهمية من الرئيس سعد الحريري الذي اكتفى بهاتين الحقيبتين (إضافة الى حقيبة البيئة)، فبأيّ حق يريد أكثر عندما لا يكون له سوى نائب واحد (أحمد كرامي)، فيما يقود الحريري كتلة هائلة من عشرات النواب..

إذا كان عون يطرح هذا السؤال، ففي أوساط الأكثرية الجديدة أسئلة أكثر حساسية: إذا كنا نحن من جاء بميقاتي لترؤس الحكومة، وهو يريد أن يفرض شروطه علينا حتى قبل أن ترى الحكومة النور، فماذا سيكون موقفه غداً إذا ما طرحت المسائل الحساسة، مثل المحكمة الخاصة بلبنان، وسلاح "حزب الله"؟.

تراجع الثقة

مبدئياً، تراجعت الثقة بين جهات فاعلة داخل الأكثرية والرئيس المكلّف. حلّ محلّها الشك. وهذا الحديث لم يعد في الظل، بل إن المواقف بدأت تظهر بوضوح، ومعها تساؤلات حول "تعاطف" البعض في المعارضة الجديدة مع ميقاتي، وإطلاق تصريحات داعمة له...

ثانياً، عاد الحديث عن "حصان طراودة". هذا يثير كثيراً رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الذي أزعجته الى حدّ بعيد، وثائق ويكيليكس، ولكن في فمه ماء (أم حنظل؟)، فهو قال بالجبهة الوطنية التي تضم تحت جناحها رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط الذي أعلن أنه مستقل وليس وسطياً، وقال إنه لم يعد في 8 آذار/مارس، على أساس أن مثل هذه التعويذة السياسية تؤدي الى الحد من الاصطفاف الطائفي والمذهبي، كما أنها تتجاوز لعبة المعادلات المعقّدة في التشكيل...

الوضع في سورية

برّي منزعج أيضاً لأن كلامه ذهب مع الريح. لا بدّ من بعض الوقت لتجاوز آثار ويكيليكس، ولكن هناك في "حزب الله" من يخبئ في صدره. وهذا الوضع لا بد أن ينعكس بصورة أو بأخرى. وثمّة من يسأل الآن، هل يقال شيء لبعض الأكثرية ويقال شيء آخر للبعض الآخر. ولماذا؟

ولا يعرف ما إذا كان الحديث الذي يسمع في الكواليس شديد الغرائبية أم شديد الواقعية. الحكومة تنتظر تطور الوضع في سورية، فإن تم استيعاب التطورات كانت هناك لغة في التشكيل، وإن امتدت الحرائق، والاحتجاجات، لن تعود هناك حاجة الى الحكومة لأن أحداً لن يستطيع التكهن بالوضع الذي ستؤول إليه الساحة اللبنانية.

قضيّتان دوليّتان وإقليميّتان

وفي الكواليس أن ميقاتي يدرك جيداً أن الجمهورية تحت المجهر، وأن حقبيتي الداخلية والدفاع تحوّلتا الى قضيّتين دوليّتين وإقليميّتين في آن. الداخلية لن تسلّم الى عون، حليف "حزب الله" وواشنطن التي دفعت مئات ملايين من أجل مساعدة الجيش اللبناني لن تقبل بأي شخصية لتسلّم حقيبة الدفاع إلا إذا كانت واثقة من عدم معاداتها أو مجافاتها لواشنطن التي قال عون ان الشعب اللبناني سيلوي ذراعها..

لكن الواضح الآن، ومهما علت الأصوات وتعالت، أن أحداً لا يريد (أم لا يستطيع؟) أن يلوي ذراع واشنطن، خصوصاً في لبنان الذي تحيط به الاحتمالات من كل حدب وصوب، حتى أن القطاع المصرفي اعتمد أسلوباً بالغ الدقة في التعامل، وأحد المصرفيين لا يتورّع عن القول "كما لو أن عقوبات لا مرئية فُرضت علينا".

أزمة المنطقة

وحين يدلي الديبلوماسيون بدلوهم يقولون ان المنطقة كلها في أزمة، ولبنان هو جزء من المنطقة، وأزمته جزء من الأزمة، أي أن الحكومة لا تشكل بمساعي "الخليلين" (مستشارا برّي ونصرالله)، ولا بمرونة الجنرال أو "استقلالية" برّي. وبعبارة أخرى، فإن الديناميكية الخارجية التي كانت تساهم في إنتاج الحكومات غير متوافرة. واستطراداً، لا حكومة إلا إذا قُبلت صلاة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي التي أشار إليها وهو في طريقه الى الفاتيكان.

ويقول اللبنانيون إن الساحة اللبنانية في حال انعدام الوزن لأن المنطقة كذلك، فالمشكلات الكبيرة تضغط بقوة، والدول الكبرى عادت الى العمل بمصالحها وخلافاتها، ومن دون الاستهانة بالوضع في سورية، إذ أن الخارطة الإقليمية ستكون، على المستوى الاستراتيجي، عرضةً لاهتزازات دراماتيكية لا يستطيع أحد تحديد مداها إذا لم يتم احتواء الوضع على الأرض.

لكن اللبنانيين مستمرون في "اللهو السياسي". مواقف، وتصريحات، أوركسترالية كل يوم، لا أحد يأخذ بالاعتبار أي احتمالات قد تطيح بكل شيء، فيما الناس في ضياع عام. وفي كل يوم ملفّ حساس، ولا يقفل، من خطف الأستونيين السبعة الذين تردد أنهم أصبحوا بين يدي تنظيم "القاعدة"، الى انفجار سجن رومية المركزي، ومشكلة لبنانيي ساحل العاج، حتى وإن اعتبر البعض أن الأمور تمشي من دون حكومة أفضل من أن تكون هناك حكومة.

لا معجزة..

أيضاً هذا الأسبوع، لا مؤشر على حصول معجزة.

الحديث عن موعد آخر. ما بعد القمة الرباعية المسيحية الأسبوع المقبل، وتحت عباءة البطريرك. الرئيس أمين الجميّل، والعمال ميشال عون، وسمير جعجع والنائب سليمان فرنجية. حتى أن أحد المطارنة، وعندما سُئل عن اللقاء استخدم، ضاحكاً، تعبير "القديسين الأربعة"، واصفاً اللقاء بـ"الأعجوبة" التي قد تمهّد السبيل للأعجوبة الأخرى: الحكومة!!.

وقد يكون من المفيد، في هذا الجوّ الغامض، نقل رأي الوزير السابق وئام وهاب الذي قال "إن الحكومة لن ترى النور إلا إذا تحركت (المعادلة السعودية – السورية) الـ"س – س"، وهو ما سيحصل إذا التقى الرئيس السوري بشار الأسد والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، إذ سيتم التطرّق الى الملفات العربية من لبنان الى البحرين، ولكن لا يمكن التكهّن بالنتائج لأن التحديات كبيرة على الساحة العربية".

برّي: يوم القيامة

حتى برّي الذي احترف إطلاق التوقعات المتفائلة خرج من عنده نواب "لقاء الأربعاء" بانطباع بأن التشكيل يحتاج الى صلاة استسقاء".

على أن يعاونه النواب في ذلك، مع احتمال أن ينتظر اللبنانيون يوم القيامة لتبصر الحكومة النور.

وخلال اللقاء أثار برّي ما خرجت به بعض وسائل الإعلام أمس حول فوضى البناء على الأملاك العامة في مناطق الجنوب، و"تكثيف جهوده لمعالجة هذه القضية المثيرة للفوضى وللفتنة معاً"، ملقياً باللوم في قيام العشوائيات على "السلطات الأمنية المسؤولة عن قمع المخالفات والتي لم تفعل شيئاً رغم الاتصالات المكثفة التي أجراها في هذا الصدد".

 

مصادر "14 آذار": عون وصل اليوم إلى "تقشيط" سليمان ما تبقى له من صلاحيات 

نقلت وكالة "أخبار اليوم" عن مصادر "14 آذار" انه رغم عدم تشكيل الحكومة فالوضع جامد، معتبرةً ان السؤال الأساسي، عما هي مطالب الفئة التي أتت بالريس المكلف نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة، مضيفة: الكل يعلم الأجندة التي تسير وفقها قوى 8 آذار، فهي تريد من رئيس الحكومة ان يكون "حجر داما" بين يديها. ورأت ان الأمور أبعد من تأليف الحكومة، متوقفة عند تصريح العماد ميشال عون الذي قال انه لا يحقّ لرئيس الجمهورية بنواب او وزراء، في حين ان هذا الموقف بالأمس مختلف تماماً عما كان يدلي به عند انتخابات رئاسة الجمهورية منذ نحو 3 سنوات، إذ كان لا يريد رئيساً للجمهورية دون كتلة نيابية فاعلة. واستغربت المصادر هذا التناقض في الخطاب بين اليوم والماضي القريب، سواء أكان بالنسبة الى رئيس الجمهورية او بالنسبة الى الدفاع عن صلاحيات الرئيس في السابق واليوم "تقشيطه" ما تبقى له من صلاحيات لا سيما ورقة تشكيل الحكومة. ورأت أن عون يقصد ان يكون "لولب الحركة" في ظل الفراغ السياسي او الفراغ في القرار. ولفتت الى أنه عندما يأتي القرار من الجهة المعنية بتشكيل الحكومة الى الفريق الذي أصبح اسمه الأكثرية، فعون سينصاع مثله مثل غيره وتُزال كل العقبات من أمام تشكيل الحكومة. وأسفت المصادر الى أنه حتى الآن لا يوجد قرار من الراعي الإقليمي الذي يوجه فريق الأكثرية الجديدة لتشكيل الحكومة، وقالت: لذلك يجد عون أمامه ساحة ليرفع سقفه ويظهر نفسه بأنه صاحب القرار وهو العقدة التي يجب حلّها لتشكل الحكومة. علماً ان كل الأفرقاء يعلمون انه عندما تأتي كلمة السّر، الجميع سينصاع لتشكيل الحكومة وفق ما تأتي عليه الرؤية الخارجية. ورأت مصادر 14 آذار، ان مواقف عون اليوم هي "بالونات في الهواء" والهدف منها الشعبية الداخلية والضحك على الناس.

 

مقدمة ال "ام تي في "

13 نيسان 2011 , لبنان بكلِ جوارحِه وبمعظمِ شرائحِه يقاوم البوسطةَ المشؤومة ويسعى إلى صيانةِ فراملِها بالحدِ الأدنى أو نزعِ إطاراتِها، ما دام إقناعُ من إستولى على مِقوَدِها بالتعقلِ ليس أمرا سهلا حتى الساعة. من هنا الدعواتُ الحارةُ يطلقُها رئيسُ الجمهورية ورئيسُ حكومةِ تصريف الاعمال وكلُ القوى الحية في المجتمع من اجل تسليم امورِ اللبنانيين وشجونِهم الى الدُستور والى مؤسساتِ الدولة والى القوى الامنيةِ الشرعية وحدَها، في ما يشبه الى حدٍ بعيد تلكَ الصرخاتِ التي اُطلقت من حناجرَ كثيرة مُخلصة عشيةَ 13 نيسان 1975 واطفأتها رصاصاتُ القرارِ المجرم باسقاطِ لبنان- الدولة

في الحاضر الشأنُ الحكومي بعد الضربةِ التي سدّدها اليه النائب ميشال عون يراوح مكانَه، والعلاجاتُ المنتظرة قد تأتي من لقاءٍ قيل إنه سيجمع العماد عون بالسيد نصرالله الليلة، ويُتوقع ان يضع الامينُ العام لحزب الله ثقلَه ومخزونَ العلاقةِ الجيدة التي تربطُه بالعماد عون ليُقنعه بالتخلي عن بعض شروطِه لجهة عددِ الحقائبِ وتوزعِها تسهيلاً لإخراج عمليةِ التأليف من عنق الزجاجة. وكان سبق هذه المعلومات لقاءٌ في فردان بين مستشارَي الرئيس بري والسيد حسن نصرالله، والرئيس ميقاتي سعياً الى التوصل معه الى صيغة او صيغتين متكاملتين يمكن تسويقُهُما لدى العماد عون قبل اللجوء الى آخِر الدواء أي حكومةِ التكنوقراط التي لا تزال تراودُ الرئيس ميقاتي

 

الجميل: 13 نيسان بدأت باغتيال مرافق بيار الجميل

المخطط كان مدبرا لتحقيق التوطين ولجعل لبنان وطنا بديلا

وطنية - 13/4/2011 قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" عن ذكرى 13 نيسان 1975: "ننسى دائما ان 13 نيسان بدأت باغتيال جوزف ابو عاصي مرافق الشيخ بيار الجميل الذي كان يدشن يومها كنيسة في عين الرمانة". وأوضح ان "الشهيد الاول لم يكن في البوسطة بل من حراس الشيخ بيار، وأدى الحادث الى ردة الفعل"، وقال: "لا نعرف بأي سحر مرروا البوسطة في هذا المكان بالذات". واعتبر ان "المخطط كان مدبرا من الألف الى الياء، حيث بدأ التفجير في باب ادريس مستهدفا اماكن اناس قريبين من حزب الكتائب كآل ابي راشد وغيرهم، بينما العدة كانت جاهزة لدى ما يسمى بالحركة الوطنية في ذلك الوقت بقيادة ياسر عرفات عسكريا، وبغطاء كمال جنبلاط في الحركة السياسية". وتابع الجميل: "كانت العدة جاهزة فورا بعد قضية عين الرمانة، وفجأة حصل احتلال لأجزاء من بيروت وتعد على الناس، وفي اليوم الاول قتل عدد من الأشخاص".ولفت الى انه "كان هناك توجه عند السوريين لخلق الفوضى في لبنان"، مشيرا الى انه "بسبب وجود سوريا على حدودنا وامكانياتها بدعم هذا الانقلاب او الثورة مباشرة، خلقت ما يسمى بالصاعقة مع رئيسها زهير محسن للاطاحة بياسر عرفات، لانها كانت تريد ان يرأس زهير محسن منظمة التحرير الفلسطينية بدلا من ياسر عرفات".

اضاف: "دفعت سوريا بكل قواها لإشعال الثورة في لبنان من جهة اولى، ومن جهة ثانية لإعطاء الدعم لزهير محسين كي تستلم دمشق قيادة العمليات كلها".

وقال: نعرف تماما ان لسوريا هدفين على الصعيد العربي، من جهة الامساك بالورقة اللبنانية ومن جهة ثانية الامساك بالورقة الفلسطينية، وكان الهدف اشعال ثورة في لبنان".

ورأى أن "الذي خرب الحسابات السورية هو ان الجو العربي لم يكن متعاطفا مع دمشق من جهة اولى، ومن جهة ثانية كانت الصاعقة منها فئة لسوريا وللعراق وليبيا وغيرها، ومن ناحية اخرى كان ياسر عرفات ممسكا بمفاصل منظمة التحرير بشكل ان سوريا لم تستطع ان تفرض قيادة جديدة على تلك المنظمة".

وذكر الجميل بأنه "في تلك الفترة كان هناك قوتان على الساحة اللبنانية تستطيعان الوقوف بوجه الثورة، أولا الجيش اللبناني وثانيا الكتائب. فمنذ 1969 كانت موجودة في مناطق التماس في تل الزعتر". وقال: "حينها بدأت معاناتنا ومعاناتي أنا شخصيا، منذ سنة 1969 استخدمنا البنادق لنمنع هجمات الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر كي لا يتقدموا باتجاه القرى المجاورة كجسر الباشا او سن الفيل او الدكوانة او المنصورية. واعتقد ان المخطط كان يهدف الى كسر الجيش الذي وقف على رجليه، فالشعب الى جانبه وتمكن من المقاومة. اما العنصر الثاني فكان حزب الكتائب. وعندما وقعت حادثة 13 نيسان كان التوجه لتحميل الحزب مسؤولية الحادثة، ومحاولة عزل الكتائب من جهة وكسر شوكة المقاومة لدى اللبنانيين والتي كان يجسدها حزب الكتائب والرئيس المؤسس بيار الجميل". اضاف: "بهذه الطريقة اعتقدوا انهم يستطيعون كسر الجيش والكتائب ولكن الكتائب صمدت والتف الشعب اللبناني حولها وخصوصا الرئيس كميل شمعون، وتكونت جبهة لبنانية". وأكد ان "قوى مسيحية ومسلمة وقفت الى جانب الشيخ بيار، حتى ان هناك قوى اسلامية كانت تعترض على منطق العزل، وأولها الامام موسى الصدر الذي نبه من خطورة عزل الكتائب لأنه يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين".

واردف: "الخطوة التي أقدم عليها كمال جنبلاط الذي كان وراء العزل، ومشت خلفه الحركة الوطنية، وكذلك حاول ان يقود الحكومة خلفه برئاسة رشيد الصلح يومها، كانت ملفتة، الا ان العزل فشل، فعلى العكس قوى الكتائب أكثر فأكثر، واكد انها الممثل الشرعي والشعبي والمعترف به من قبل السواد الاعظم من اللبنانيين".

واعتبر الجميل ان "تاريخ 13 نيسان مخطط واضح وصريح، فهناك من دبر كل الأحداث لإشعال الفتنة في لبنان"، لافتا الى انها "كانت الخطوة العملانية لتحقيق التوطين ولجعل لبنان الوطن البديل". وذكر ب"الحركات الوطنية "الظاهرية" بحسب قوله لكل من كمال جنبلاط ومحسن ابراهيم وغيرهما من القيادات في الشارع الإسلامي واليساري"، مشيرا الى ان "القوى المنفذة على الأرض كانت واضحة بتبعيتها لحركة ياسر عرفات"، موضحا ان "لا الدروز ولا الحزب الشيوعي نزلوا الى الساحة بل قوى عرفات في البداية ومن ثم التحقت بها فيما بعد مجموعات من القوى الفلسطينية لا سيما الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية والصاعقة".

 

الامانة العامة ل14 آذار اجتمعت في طرابلس بذكرى 13 نيسان:

خطر الحرب الاهلية لا يزال قائما ما دام السلاح غير الشرعي موجودا

وطنية - 13/4/2011 عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الدوري في مقر منسقية تيار "المستقبل" في طرابلس، لمناسبة 13 نيسان ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية، في حضور النواب: سمير الجسر، أحمد فتفت، عمار حوري، نضال طعمة، خضر حبيب، بدر ونوس، معين المرعبي وخالد الضاهر، منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش، القيادي في حزب "القوات اللبنانية" إدي أبي اللمع، الأمين العام لحزب الوطنيين الأحرار الياس ابو عاصي وشخصيات من قوى 14 آذار.

وعقب الاجتماع، أدلى علوش باسم المجتمعين ببيان قال فيه: "تجتمع الأمانة العامة لقوى 14 آذار اليوم في طرابلس مدينة العيش المشترك التي حاول أفرقاء محليون وإقليميون بشتى الطرق فصلها عن الوطن ولكنها أكدت في 14 آذار 2005 أنها الرائدة في انتمائها الوطني، ونجتمع في 13 نيسان في ذكرى الحرب الأهلية لنؤكد على أن إرادة المصالحة أصبحت في ضمير اللبنانيين بعد العهد الذي التزموا به في 14 آذار بأن يبقوا معا موحدين، مسلمين ومسيحيين".

أضاف: "13 نيسان ليس مجرد ذكرى مؤلمة في عقول اللبنانيين، بل هي عبرة نحتتها الآلام والمآسي عندما أمعن السلاح غير الشرعي قتلا وتدميرا في جسد وطننا بشرا وحجرا. لا تزال ذاكرة من عايش تلك السنوات المشؤومة تضج بصور وأصوات طوابير المتجمعين حول الأفران والأوصال المقطعة وعويل النساء ويتم الأطفال وقصص المخطوفين والطرق التي يحكمها القناصون، ونيران القصف العشوائي، والحواجز الطيارة والقتل على الهوية وأكياس الرمل والمتاريس. بالمحصلة فقد خسرنا خمس سكان لبنان بين شهيد وجريح ومعوق وخسرنا قرابة عقدين من عمر وطننا ووقعنا تحت الإحتلال والوصاية". وتابع: "قد تكون لهذه الحرب أسباب متعددة، داخلية وخارجية أو إجتماعية وإقتصادية، ولكن الحقيقة الصارخة هي أنه لم تكن لهذه الحرب أن تقع لولا انتشار السلاح غير الشرعي بين الأزقة والبيوت، ولولا وجود الميليشيات المتعددة التي لبست لبوس المقاومة في مراحل شتى". وأردف: "في 14 آذار 2005 تلا اللبنانيون جميعهم فعل الندامة عندما اعتذروا من وطنهم عن الأذى الذي لحق به، إذ اكتشفوا أن الوحدة المسيحية - الإسلامية هي السبيل الوحيد لتحقيق الإستقلال وبناء وطن آمن ومستقر يتساوى مواطنوه في الحقوق والواجبات في ظلال الدولة الواحدة التي لا يستقوى عليها السلاح غير الشرعي. واليوم، وبعد ست وثلاثين سنة من ذكرى إندلاع الحرب الأهلية المشؤومة نرى أن خطر هذه الحرب لا يزال قائما ما دام السلاح غير الشرعي موجودا، ومن خلال استقواء فئة من اللبنانيين بهذا السلاح وفرض وقائع سياسية بالإكراه تشكل تهديدا كبيرا للحرية وللسلم الأهلي كما أنها تدخل لبنان في محور إقليمي ينسف إنتماءه العربي". وختم: "إن إصراركم أيها اللبنانيون على المواجهة السلمية والديموقراطية لهذا المشروع هو حق لكم وواجب عليكم لأنه ضمانة لكي يعيش أبناؤكم في وطن آمن ومستقر ومزدهر، فلا ترهبكم أبدا حملات التخوين والتهويل والحق معكم والمستقبل لكم."

 

الحريري في ذكرى الحرب الأهلية: للكفّ عن جعل السلاح وسيلة للتخاطب.. والعبرة من الذكرى أن تبقى من الماضي 

وكالاتـ في ذكرى الـ36 لإندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، أدلى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بالبيان التالي:

يعود هذا اليوم على اللبنانيين بذكريات موجعة، تردهم الى واحدة من أصعب التجارب ومراحل الانقسام في حياتهم الوطنية. مرحلة ساد فيها الاقتتال والتهجير والخطف على الهوية، وأقحمت لبنان في صراعات طائفية ومذهبية وإقليمية، أسست لضرب مقومات الدولة وإضعاف مؤسساتها، ونشرت الفوضى في كل أرجاء الوطن. هذه الذكرى تكشف عن حقائق الظلم الذي وقع على اللبنانيين، طوال اكثر من ثلاثين عاماً، وأدى في ما أدى إليه، الى قيام الدويلات الطائفية والحزبية المسلحة، وتقطيع الدولة الى إمارات تتوزعها الميليشيات ومواقع النفوذ الداخلي والإقليمي. إن العبرة الحقيقية من هذه الذكرى، تتلخص في أن تبقى من الماضي، وأن لا تتحول الى قاعدة تتكرر في مسار العلاقات التاريخية بين فئات المجتمع اللبناني، وذلك لن يكون بغير الالتزام بالدولة، كإطار جامع لكل اللبنانيين، مسؤول عن إدارة الشأن العام وحماية السيادة الوطنية وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية. إن أي شراكة للدولة، من أي جهة أو حزب أو طائفة، في مسؤولياتها الدستورية والقانونية والإدارية والأمنية والوطنية، يشكل اقتطاعاً فئوياً من دورها، يضع الجهة او الحزب او الطائفة في موقع الوصاية السياسية على كل اللبنانيين، وهذا في حد ذاته، يجعل من ذكرى الثالث عشر من نيسان، نافذة تطل بالخطر على لبنان في كل زمان ومكان.

إننا ننبه في هذا اليوم، الى أن الانتقال من ذهنية 13 نيسان الى ذهنية السلام الوطني الحقيقي، باتت تتطلب رؤية حقيقية تحدد مكانة الدولة في حياة اللبنانيين، ووقف مسلسل الطغيان الطائفي والمذهبي على مقتضيات العيش الوطني المشترك، والكف عن جعل السلاح، وسيلة للتخاطب وتنظيم قواعد الحوار بين اللبنانيين. إننا نقف في هذا اليوم، خاشعين أمام ذكرى اللبنانيين الذين سقطوا في ساحات الحروب الداخلية، ونبتهل الى الله عز وجل أن يحمي لبنان، ويرد عن شعبه الظلم، ويفتح أمامه سبل الاستقرار والتقدم

هذا ما جرى في عين الرمانة الأحد 13 نيسان 1975
نبيل يوسف
 إعتباراً من ظهر الأحد 13 نيسان 1975 راح الناس يتناقلون معلومات مصدرها عين الرمانة في ضاحية بيروت الشرقية. بعضها يقول أن رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل تعرض لمحاولة إغتيال هناك وإستشهد مرافقه، وأخرى تقول أن مقاتلين فلسطينيين خرجوا من مخيم تل الزعتر وحاولوا إقتحام عين الرمانة. وفي بيروت الغربية سرت إشاعات أن مقاتلي حزبي الكتائب والأحرار إرتكبوا مجزرة بحق العشرات من المدنيين الفلسطينيين. سرعان ما رافق هذه الاشاعات إطلاق زخات كثيفة من الرصاص وتفجير أصابع الديناميت في العديد من شوارع بيروت وضواحيها.
فقد الناس عقولهم، فعندما تبدأ أصوات الرصاص والديناميت والقنابل والصواريخ تملأ الأسماع، وتستفز الناس لحمل السلاح، لا يستطيع أحد أن يسمع صوت العقل.
ولكن ماذا حدث تحديداً في عين الرمانة قبل ظهر ذلك الأحد؟

1- كان مقرراً أن يبدأ عند الساعة الحادية عشر من قبل الظهر إحتفال تدشين كنيسة سيدة الخلاص للروم الكاثوليك في شارع مار مارون المتفرع من شارع بيار الجميل، بحضور رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل.

2- طلبت قوة للمحافظة على السير، فحضر عناصر من مفرزة السيّار المحلية.

3- في الوقت ذاته كانت منظمة التحرير الفلسطينية تحتفل بمهرجان تأبيني لشهداء الثورة الفلسطينية أقيم في مخيم صبرا ، اشتركت فيه جميع الفصائل الفلسطينية.

4- نحو الساعة العاشرة تقريباً، وصلت إلى عين الرمانة سيارة فولكسفاغن يقودها لبناني إسمه منتصر احمد ناصر، كانت لوحتها مكشوفة ومعروفة بأنها تابعة للكفاح المسلّح الفلسطيني.

5- حاول رجال السير منعه من التقدم إلى حيث يقام الاحتفال فتجاوزهم، ليصطدم بشباب الكتائب الذين حاولوا أيضاً منعه من المرور، لكنه لم يذعن وأكمل طريقه بسرعة، فأطلقت عليه النار، فتوقف ونزل من سيارته بسرعة، وإذ به يسقط على الأرض ويجرح في كفه.

6- نقل الجريح إلى مستشفى القدس الذي تشرف عليه المقاومة الفلسطينية. وبحسب تقرير قوى الأمن الداخلي إختفى من المستشفى صباح اليوم التالي.

7- بعد ثلثي الساعة تقريباً أي قبل بدء الاحتفال بنحو ربع ساعة، وصلت إلى مكان الاحتفال سيارة فيات حمراء غطيت لوحتها الأمامية بأوراق تحمل شعارات فلسطينية، فيما نزعت اللوحة الخلفية. وداخلها أربعة مسلحين، فتجاوزت حاجز الدرك الذي أقيم إثر عملية إطلاق النار السابقة، وأخذ من فيها يطلق النار عشوائياً على الناس المتجمعين عند مدخل الكنيسة فسقط شهيداً كل من: جوزف كميل أبو عاصي مرافق الشيخ بيار الجميل وكتائبي آخر هو أنطوان ميشال الحسيني وديب يوسف عساف وإبراهيم حنا أبو خاطر. وأصيب سبعة أشخاص. تجدر الإشارة إلى أن الطفل بشير جوزف أبي عاصي كان سيتقبل بعد الظهر سر العماد المقدس

8- ردّ أبناء المحلة ومن بينهم عناصر من حزبي الكتائب والأحرار بالرصاص على السيارة عندما حاولت الهرب، فقتل فدائي وأصيب اثنان نقلتهما قوى الدرك إلى مستشفى القدس، بينما نقل الجرحى من أبناء عين الرمانة إلى مستشفى الحياة.

9- فور وقوع الحادث شاع الخبر بأن مسلّحين فلسطينيين إستهدفوا الشيخ بيار الجميل في محاولة لإغتياله ومن ثم إنتشر المسلحون، الذين كانوا موجودين بكثافة في المنطقة، في الشوارع المحيطة.

10- في هذا الجو المشحون والمتوتر جداً وبعد أقل من ساعة على مقتل الواقفين أمام الكنيسة، وفيما الأهالي ما زالوا مذهولين مما جرى ويحاولون لملمة آثار ما حدث، والرجال يقفون على أعصابهم المشدودة، إقتحمت فجأة الشارع الخالي حافلةٌ مزدحمة بالمسلّحين الفلسطينيين كانوا متوجهين إلى مخيم تل الزعتر، وبنادقهم وثيابهم المرقطة وأعلامهم ظاهرة من نوافذ الأوتوبيس، وهم ينشدون الأناشيد الحماسية. فاعتقد الأهالي أن هجوماً مفاجئاً تتعرض له عين الرمانة.

11- لحظات وإنهال الرصاص على الحافلة، الأمر الذي أدّى إلى مقتل 27 راكباً ونجا السائق واثنان من رجال المقاومة بأعجوبة بعد أن غطتهم الجثث.

12- على أثر حادث الأوتوبيس أقيمت حواجز في عين الرمانة وفرن الشباك، وأشعلت دواليب كاوتشوك لقطع الطرق، وانتشر المسلحون في الشوارع.

13- خلال ساعات معدودة، امتلأت المناطق المسيحية بالإشاعات، تدب الصوت قائلة: أن الشيخ بيار الجميل تعرض للإغتيال على أيدي الفلسطينيين، واثنين من مرافقيه قتلا. بينما راحت الاشاعات تنتشر في المناطق الإسلامية تقول أن الكتائب هاجمت مخيم تل الزعتر.

14- من عين الرمانة توجه الشيخ بيار الجميل إلى البيت المركزي في الصيفي، حيث تلقى إتصالاً من رئيس الحكومة رشيد الصلح الموجود في مبنى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي يتمنى عليه الحضور إلى المقر مع وزيري الكتائب لويس أبو شرف وجورج سعاده للتداول فيما حصل.

16- بعد وصوله إلى البيت المركزي أدلى الشيخ بيار الجميل بأول تصريح أعلن فيه أننا نلاحظ منذ شهرين أن هناك أيادي مجرمة قد لا تكون فلسطينية تعمل على إشعال الفتنة في لبنان. معدداً الحوادث التي حصلت قبل أيام قليلة من محاولة خطف الشيخ أمين الجميل إلى نسف خمسة مراكز للحزب في مناطق مختلفة إلى إطلاق النار على شبان من سيارة مرسيدس مسرعة وإصابة أحدهم بجروح في عنقه. وختم تصريحه مؤكداً أن العقلاء الفلسطينيين لا يريدون ذلك ولا يقدمون على مثل هذه الأعمال. ولم يستبعد أن تكون اسرائيل هي التي تحاول إشعال الفتنة لضرب لبنان.

17- بهدف السعي لتطويق ما يجري غادر الشيخ بيار الجميل البيت المركزي يرافقه وزيرا حزب الكتائب ورئيس إقليم عاليه الكتائبي طانيوس سابا.

18- في مقر قيادة قوى الأمن الداخلي كان رئيس الحكومة والوزراء: ميشال ساسين، فيليب تقلا، نديم نعيم، محمود عمار، عباس خلف، زكي مزبودي، سورين خان أميريان، إضافة إلى مدعي عام التمييز والمدعي العام العسكري ومدير عام الأمن العام والمدير العام لقوى الأمن الداخلي وعدد من ضباط الجيش وقوى الأمن والمحققين.

19- خلال الإجتماع وصلت أخبار عن تدهور الوضع في منطقة فرن الشباك فغادر الشيخ بيار الجميل إلى هناك يرافقه ممثل حزب الأحرار الوزير ميشال ساسين والسيد طانيوس سابا وكانت الساعة تشير إلى نحو الخامسة والنصف من بعد الظهر. فيما استمر باقي الوزراء في اجتماعهم.

20- خلال المداولات راح عدد من المسؤولين الأمنيين يضعون المجتمعين في الأجواء الحقيقية للحادثة، كلٌّ بحسب المعلومات التي وصلته والتي كانت متناقضة في غالبيتها، وكان يستدل من البحث الجاري أن الهم الأوحد خاصة لدى رئيس الحكومة البحث عن مخرج للأزمة وافتداء ما حصل بضحية دون البحث عن الأسباب الحقيقية للحادثة في حد ذاتها.

21- حاول وزيرا الكتائب الدخول إلى عمق ما جرى، فسألا المسؤولين الأمنيين صراحة لماذا اتخذت عين الرمانة طريقاً للاوتوبيس وبالشكل الاستفزازي المعروف؟ مع أن مديرية الأمن الداخلي كانت تلقت برقيات من المسؤولين عن الأمن وقبل حصول الحادثة تحذر من كارثة قد تحصل بعد ما رافق مرور سيارة الفيات. لكن أسئلة الوزيرين بقيت من دون أجوبة.

22- خلال الاجتماع قال المحقق العسكري: "مع علمي بأن الكتائب ليست هي البادئة بالعملية فأنا أطلب إلى ممثلي الكتائب التعاون لتظهير صورة ما جرى". فيما طلب الرئيس الصلح من وزيري الكتائب تسليمه "كم شخص" متعهداً بتسلم العناصر التي أطلقت الرصاص من سيارة الفيات. فأكد الوزيران سعاده وأبو شرف أن لا معلومات لدى الحزب عن الذين شاركوا في أحداث عين الرمانة معلنين التزام الحزب تسليم أي كتائبي تثبت علاقته بالموضوع. فطلب رئيس الحكومة من المدير العام لقوى الامن الداخلي تحضير لائحة ببعض الأسماء "كيفما كان" استعمالاً للاخراج التمويهي الذي خطط له منذ البدء وقال بوضوح أن المقصود تقديم بعض الأشخاص للتهدئة.

23- غاب المدير العام لقوى الأمن وعاد قرابة منتصف الليل ومعه لائحة بسبعة أسماء، فطلب الرئيس الصلح قطع مذكرات توقيف بحقهم، فاعترض وزيرا الكتائب وسأل الدكتور جورج سعاده عن الأدلة بحق هؤلاء الأشخاص، وإن كانوا فعلاً على علاقة بما جرى في عين الرمانة، فصمت المدير العام لقوى الأمن الداخلي قليلاً ثم قال: "لا لكن هذه الأسماء موجودة في الأرشيف لأشخاص من عين الرمانة، ولا دليل عليهم والأسماء أخذت من الملفات وهي لبعض القبضايات".

24-  في هذا الوقت عاد الوزير ميشال ساسين ليبلغ الحاضرين أنه تمت تهدئة الحالة في منطقة فرن الشباك وتم وضع الرئيس شمعون الموجود في السعديات بالأجواء. وكان رئيس الأحرار يشارك يومها في جناز أقيم في دير القمر للدركي ناصيف بويز الذي كان قتل أواخر شهر آذار في الشياح، وفور تبلغه ما جرى في عين الرمانة انتقل إلى السعديات وأجرى سلسلة اتصالات لاحتواء الأزمة. وبحسب عماد يونس في كتابه "سلسلة الوثايق الأساسية للأزمة اللبنانية" الجزء الثالث صفحة 82 فقد اتصل الرئيس شمعون بآمر فصيلة درك عاليه الذي يتسلم قيادة سرية بعبدا بالوكالة بسبب غياب قائد السرية العقيد سليم درويش في مصر في مهمة، وطلب منه العمل على تعزيز قوى الأمن في عين الرمانة لمحاولة احتواء الوضع. وعصراً دخلت إلى عين الرمانة قوة من الدرك تمركزت في شارع بيار الجميل، لكن مساءً اتصل الرئيس الصلح بقيادة الدرك وطلب سحب القوة وأعفى آمر فصيلة عاليه من قيادة سرية بعبدا وعيّن الضابط ميشال خوري قائداً للسرية بالوكالة.

25- رفض الأطباء اطلاع الرئيس سليمان فرنجية الذي كان أدخل نهار السبت 12 نيسان إلى الجامعة الأميركية لإجراء عملية إستئصال المرارة، على ما حصل خوفاً من تدهور صحته.

26- رغم تحفظهم على طريقة معالجة الوضع، غادر وزيرا الكتائب، يرافقهما وزراء حزب الأحرار: ميشال ساسين ونديم نعيم ومحمود عمار إلى البيت المركزي حاملين الأسماء المطلوبة، وهناك كانت القيادة الكتائبية مستنفرة، وكانت تباشير الفجر بدأت تلوح. فيما بقي الرئيس الصلح في مبنى السيّار مع عدد من الوزراء والقادة الأمنيين الذين بقوا على اتصال دائم مع البيت المركزي.

27- قدم الوزير سعاده للمسؤولين في الحزب لائحة بأسماء المطلوبين فتبين أن أحدهم موجود خارج لبنان منذ أكثر من شهر ونصف، وآخر يعالج منذ أسبوع في إحدى المستشفيات، والمضحك أن أحد الأسماء قد تكون لشخص متوفٍ. ومن بين الأسماء السبعة يوجد فقط كتائبيان لم يكونا في عين الرمانة ساعة وقوع الحادث. من هنا وضحت الطريقة التي تعالج بواسطتها الأحداث الضخمة.

28- بعد حصوله على هذه المعلومات إتصل الوزير سعاده فجراً برئيس الحكومة وأطلعه على معلومات الكتائب فرجاه الرئيس الصلح تسليم الكتائبيين مع الوعد الجازم بتسليم المسؤولين من الفريق الآخر متعهداً بإطلاقهما خلال أيام معدودة في محاولة لإطفاء المشكل.

29- راحت الأخبار تصل تلك الليلة إلى البيت المركزي عن أصوات طلقات تسمع في محيط سيّار الدرك وعدة أحياء في بيروت. كما مرت سيارة أطلق من فيها الرصاص على الواقفين أمام سينما سلوى على كورنيش المزرعة، وتعرضت محلات نعوم أبي راشد في محلة باب ادريس للتفجير. وتعرض بيت الكتائب في حارة حريك لانفجار عبوة بالقرب منه. وراحت أصوات الانفجارات تزداد مع تقدم الوقت، والإشاعات تنتشر بين الناس بسرعة البرق ومعظمها لا أساس له من الصحة.     

30- في مقابل ذلك، دعا قادة الأحزاب اليسارية إلى إجتماع عقد السادسة من مساء ذلك الأحد في منزل الزعيم كمال جنبلاط، لكن بسبب إنقطاع الكهرباء إنتقلوا إلى منزل محسن دلول. شارك فيه: كمال جنبلاط وتوفيق سلطان وداود حامد وعبد الله شيا (الحزب التقدمي الأشتراكي)، نقولا الفرزلي ورغيد الصلح (البعث العراقي)، اسامة فاخوري وعزت حرب وعصام نعمان (الهيئات الاسلامية)، انعام رعد (رئيس الحزب القومي)، جورج حاوي (أمين عام الحزب الشيوعي)، محمد قانصوه (البعث السوري)، محسن إبراهيم وحكمت السيد (منظمة العمل الشيوعي)، وجان عبيد.

31- أصدرت القوى اليسارية المجتمعة بياناً هاجمت فيه حزب الكتائب، وإتهمته بتدبير ما أسمته مجزرة عين الرمانة، وتوصلوا في النتيجة إلى قرار عزل الكتائب، وطالبوا بحلّه.

32- لم تكد تشرق شمس الاثنين 14 نيسان 1975 حتى كانت جميع طرق ضاحية بيروت الجنوبية قطعت، بسبب الإنتشار الكثيف للمسلحين وأحراق الدواليب. وبدأ توسع القتال. وهكذا اندلعت الحرب اللبنانية.

هذه كانت تفاصيل ما جرى ذلك الأحد بحسب ما روته الصحف الصادرة يومها والكتب التي أرّخت للحرب اللبنانية، ولكن يبقى ذكر خلفيات وأسرار ما جرى يومها التي انكشف بعضها فيما البعض الاخر ما يزال يلفه الغموض.

فما هي أسرار ما جرى يومها؟.

1- في تحليل هادئ للأحداث التي جرت في عين الرمانة ذلك الأحد، تبين لاحقاً أن السلطات الأمنية اللبنانية، تحسباً منها لما قد يحدث ذلك النهار (الإحتفال الفلسطيني وإحتفال عين الرمانة)، كانت وقّعت نهار 2 نيسان اتفاقاً مع ممثلي المنظمات الفلسطينية (تمثلت فتح بأبو حسن سلامة)، منع بموجبه مرور المواكب الفلسطينية في عين الرمانة ذلك النهار.

2- لمن يعرف المنطقة فالمتوجه من مخيم صبرا حيث كان الاحتفال الفلسطيني إلى مخيم تل الزعتر حيث كانت متوجهة الحافلة، لم يكن ليمر في عين الرمانة، وتحديداً في هذا الشارع.

3- من هنا يصبح السؤال ملحاً، لماذا سلك سائق الحافلة وهو لبناني يعرف طرقات المنطقة جيداً هذه الطريق التي تمر في عين الرمانة؟

4- السؤال الأهم لماذا لم تخطره القيادة الفلسطينية بتجنب المرور في أحياء عين الرمانة وهو ما تمّ الاتفاق عليه قبل أيام؟.

5- من بين الأجوبة كان جواب سائق الحافلة، الذي أوضح في التحقيق معه أنه سلك هذا الطريق بتوجيه من أحد رجال الشرطة البلدية وذلك حين وصلت الحافلة إلى مفترق شارع غنوم – مارون مارون وشارع سعيد الأسعد.

6- من هو هذا الشرطي البلدي وما قصة وجوده في ذلك الموقع؟

7- يقول الدكتور فريد الخازن في كتابه تفكك أوصال الدولة اللبنانية في الصفحة 381 أن ذلك الشرطي البلدي لم تعرف هويته إطلاقاً ولا أحد عرف كيف وجد في تلك النقطة وكيف أختفى منها فجأة، كما لو كان شبحاً. وبقي سرّه لغزاً من ألغاز الحرب اللبنانية لا تفسير له.

8- حاولت السلطات اللبنانية أن تذهب في التحقيق إلى عمق الأحداث، لا الوقوف عند مظاهرها. فتبين لها أن منتصر أحمد ناصر راكب سيارة الفولكسن فاغن، الذي افتعل المشكل هو من الجنوب من مقاتلي جبهة التحرير العربية المدعومة من العراق، كذلك هم معظم ركاب الأوتوبيس.

9- يقول الصحافي نقولا ناصيف في كتابه "المكتب الثاني حاكم في الظل" في الصفحة 497 أنه على أثر شريط الأحداث الذي حصل نهار الأحد 13 نيسان 1975 أظهرت المعلومات المتوفرة للشعبة الثانية في الجيش اللبناني وجود عناصر عملت على تأزيم الوضع كلما مال إلى الهدوء، مدفوعة من جهات غريبة. ففي أثناء الأحداث إعتقل ضابط في الجيش العراقي منتدب للعمل في جبهة التحرير العربية مع ثلاثة أغراب هم أردنيان وفرنسي ينتمون إلى الجبهة المذكورة. ولبنانيان ينتميان إلى الجناح العراقي في حزب البعث كانا يحاولان سرقة سيارات لإستعمالها في التخريب

10- فيما خص سيارة الفيات التي كانت تقل المسلحين الأربعة، التي أطلقت النار على جوزف أبو عاصي ومن معه، فبقيت مجهولة الهوية، لأن الجريح الذي نقل منها إلى مستشفى القدس، اختفت آثاره، ولم يعرف من هو، وبالتالي إلى أي فصيل فلسطيني ينتمي، بل هل ينتمي أصلاً إلى المقاومة؟، وإصطدم التحقيق بجدار تهريب الدليل، الذي قد يكون مفتاحاً لمعرفة منشأ الحادثة.

11- من أطلق الرصاص على ركاب الحافلة؟.

يقول جوزف أبو خليل في كتابه "قصة الموارنة في الحرب" في الصفحة 20: "لم يكن بين مطلقي النار في عين الرمانة أي كتائبي ملتزم، بل كانوا مجموعة من الأهالي الذين ما أن رأوا الموكب الفلسطيني المسلح حتى هبّ كل ّ إلى سلاحه، وقد ظنوا أنهم يتعرضون لهجومٍ، وراحوا يطلقون النار بشكل لا يعبر عن شجاعة بقدر ما يعبر عن ذعر. ولقد كانوا كلهم تقريباً لا يتبرأون من الكتائب ولا الكتائب تستطيع التبرؤ منهم. وعلى هذا النحو أصبح حزب الكتائب مسؤولاً عن حادث لم يشارك فيه ولا كانت له يد في أي واقعة من وقائعه".

12- يبقى السؤال الأهم: ما كان الهدف مما جرى في عين الرمانة يومها؟. هل كان الهدف إغتيال الشيخ بيار الجميل؟، أم إيجاد الشرارة المطلوبة لاندلاع الحرب بعد أن فشلت الشرارة الأولى في صيدا (إغتيال معروف سعد)، وبقيت مؤسسات الدولة لا سيما الجيش اللبناني متماسكة؟.        

بالفعل. نجحت حادثة عين الرمانة بأن تشكل الشرارة المطلوبة، "فها هي قوى الإنعزال والفاشية في لبنان العاملة في خدمة الإمبريالية الأميركية والصهيونية تسعى لمحاولة تصفية الثورة الفلسطينية". هكذا قرأت القيادات الفلسطينية واليسار اللبناني الأحداث.

في الختام

ما حدث يومها في عين الرمانة لم يشكل مفاجأة لكل الذين كانوا يتابعون عمليات التعبئة الطائفية، وشحن النفوس بالحقد والإثارة خلال الأسابيع السابقة. لقد كانوا يتوقعون الانفجار، بغض النظر عن حجمه وشكله وأسبابه. فعندما يكون المكان مليئاً بالمواد المشتعلة، يكفي أن تنطلق شرارة ولو من عقب سيجارة لتشتعل النار، وتمتد إلى مختلف الأرجاء.

وبدأت التفجيرات تشعل نار الفتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين، وبين اللبنانيين وأخوتهم اللبنانيين أيضاً، وبدأ لبنان يحترق والضحايا تتساقط بعشرات الآلاف، في حوادث لم يشهدها تاريخه الحديث في التفنن في الإجرام كالخطف على الهوية والقتل بعد تعذيب الضحية، فضلاً عن السلب والنهب والتدمير والتشريد، فيما خيراته ترحّل إلى البلاد المجاورة، وخيرة شبابه تحزم حقائبها وتتيه في جهات الأرض الأربع تبحث عن وطنٍ يأويها.

وكانت الحصيلة مفجعة: مئآت آلافٍ ضحايا، مئات آلاف أخرى هاجروا من دون عودة. آلاف المفقودين والمعتقلين في السجون الغريبة، ومثلهم من الشهداء الأحياء الذين لم يعد لهم غدٍ يحلمون به. إقتصاد مدمّر، خسائر بمليارات الدولارات. قرى وبلدات مدمرة بالكامل. عائلات مفككة، شباب تائه في وطنه يبحث عن منزل وفرص عمل.

بحسب تقرير أوردته صحيفة الحياة في عددها الصادر في 10 آذار 1992 فقد سقط خلال سنوات الحرب اللبنانية 144240 قتيلاً، و197506 جريحاً، و17415 مفقوداً. أما بطرس لبكي وخليل أبو رجيلي فأوردا في كتابهما "جردة حساب الحروب من أجل الآخرين على أرض لبنان" الصادر عام 2005 في الصفحة 151 أن الحرب منذ عام 1975 ولغاية آخر عام 1990 أوقعت 71521 قتيلاً و97627 جريحاً و9627 معاقاً و19860 مفقوداً، وهاجر من لبنان بين العامين المذكورين 894711 شخصاً معظمهم من فئة الشباب  

يبقى تحقيق صحفي عما جرى ذلك الأحد من المهم ذكره:

نشرت مجلة مجلة النهار العربي والدولي في عددها رقم 363 الصادر في 16 نيسان 1984 تحقيقاً عن حادثة عين الرمانة جاء فيه أن ليل 13 نيسان 1975 باشرت مجموعات فلسطينية من مخيم تل الزعتر بمحاولة اقتحام عين الرمانة، فتصدى لها الأهالي. وبعد ساعات من التراشق بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة تراجعت تلك المجموعات إلى داخل مخيمها تاركة في أرض المعركة عدة جثث لمقاتليها. ويضيف التحقيق أنه وجدت في ثياب أحد القتلى خريطة لعين الرمانة مع أمر عمليات باقتحامها من ثلاثة محاور: الأول من كنيسة مار مخايل - قصر الطيار، الثاني من شارع أسعد الأسعد باتجاه مارون مارون، الثالث من مشاتل شمص نحو الطيونة. وفي التحقيق أنه بعد سنوات على حادثة البوسطة حصلت مراجع لبنانية عليا على تقرير سري رفعه مساء 13 نيسان 1975 رئيس محطة الاستخبارات الاميركية في بيروت إلى قيادته يشير فيه إلى أن سقوط الحكم في لبنان سيتم في اليوم الثامن بعد 13 نيسان 1975 على أبعد تقدير، واعتبر المسؤول الأميركي أن الحصار المضروب على عين الرمانة وفرن الشباك وسن الفيل سيؤدي إلى سقوطها في أيدي المنظمات الفلسطينية وبالتالي سقوط العاصمة بيروت في يد المقاومة الفلسطينية وسقوط الحكم اللبناني. ويختم التحقيق: "بعد مدة قصيرة تم نقل المسؤول الأميركي من بيروت".

وبعد ثلاثة عقود على إنطلاق الحرب اللبنانية، التي كانت عين الرمانة شرارتها الرسمية، وصل هذا الوطن المصلوب إلى الإنتفاضة، وكان 14 آذار 2005 ذروة إنتفاضة جماهير ثورة الارز، الذين وقفوا بالملايين يهتفون لحرية وسيادة وإستقلال وطنهم، فأدهشوا العالم، وبدأت رحلة الإستقلال الثاني المجبولة بالدم وبنضال سنوات الاحتلال والقهر والعذاب.

 

36 سنة على 13 نيسان: السلام بيننا أو على لبنان السلام  

اللواء/في 13 نيسان 2011، اللبنانيون يهتفون للسلام كما في كل سنة: لا للعنف، لا للفتنة، لا للحرب، لا للانقسام، لا للتباعد، وسواها من العبارات المماثلة· 13 نيسان، الكلام فيه لا يكفي! والحديث عن تداعياته ترداد واسترجاع لواقع مرير نخشى إن أغفلنا ذكراه أن يتكرر العنف الذي وصمه مرّة أخرى· 13 نيسان، يوقظ ذاكرة الندم ليقضي على ذاكرة الحقد، ويفتح أبواب الغفران وقد أقفلها تعب السنوات·13 نيسان، أكثر من ذلك، هو وقفة نقد ذاتي ومحاسبة شخصية لكل مواطن في الموقع الذي هو فيه، أكان مسؤولاً سياسياً، أو دينياً، أم كان اعلامياً أو عاملاً أو فناناً· كل مواطن يقف بصدق وشفافية أمام وطنه وانسانيته ليضع في الميزان افعال التقارب والتباعد، سلوكيات الفتنة وسلوكيات السلام، مواقف المواجهة العنيفة وهدم الاخر مقابل مواقف مد الجسور وبناء المشترك والتفاهم· 13 نيسان، يسقط حاجز الخوف من الآخر المختلف بالمعتقد الديني أو السياسي، لأنه يجدد الالتزام بالمواطنية ويؤكد على ضرورة بنيانها·13 نيسان، هو يوم للرجاء لغد يعتز بأننا شعب علّمه ماضيه أن يرذل بشاعة دمرته ليجهد في سبيل لبنان الواحد، المتنوع في الوحدة، الحر والعادل·13 نيسان، يوم للذاكرة، وذاكرة ليجدد المواطن كل يوم مسؤوليته والتزامه بالسلم وبالوحدة وبالإنسان· ملحم خلف <فرح العطاء

 

13 نيسان... هل تذكرون؟

لوسيان عون/النهار

بعد انقضاء ستة وثلاثين عاماً على اندلاع الحرب الاهلية في لبنان ثمة اقتناع لدى الشريحة الكبرى من اللبنانيين أن مجموعة من المغالطات والاضاليل والتركيبات مورست ولا تزال تمارس على الشعب اللبناني تهدف الى امرار أفكار وعناوين براقة ومشاريع مختلفة، في ما بين 13 نيسان 1975 و 13 نيسان 2011 تشابه في الشكل والمضمون.

فبين التاريخين، تاريخ حافل يعج بالاحداث الاليمة ومسلسل دموي يضج بالتهجير والقتل والتدمير وتقطيع أوصال الوطن، ومع ذلك فان المواطنين يشعرون بالتشاؤم حيال مستقبل لبنان. ففي محصلة لما جرى على الساحة اللبنانية، انطلقت شرارة الحرب الاهلية في لبنان من منطقة عين الرمانة على اثر تبادل اطلاق النار بين مجموعة مسلحة فلسطينية تستقل حافلة للركاب، ومجموعة من عناصر تابعة لحزب الكتائب. لكن الصراع لم يقتصر على الفريقين، بل عم كل لبنان من اقصاه الى أقصاه وأخذ بعداً طائفياً ومذهبياً، وسياسياً وفكرياً وعقائدياً، ويكاد لم يبق جهاز أمني أو استخباراتي، شرقي أو غربي لم يتدخل في الحرب الدائرة بين اليمين واليسار والغرب والشرق حتى تحول لبنان ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية.

لكن المفارقة أن ثمة شبهاً بين سيناريوهات عام 1975 وتلك التي تعدّ اليوم، بحيث كثر الخداع من جانب العديد من زعماء لبنان، وجعل العديد من هؤلاء من الشعب مجموعات يسخرونها من أجل مصالحهم الخاصة الى درجة تحولت مشاريع هؤلاء خططاً تأخذ الطابع التجاري هدفها الرئيسي جني الاموال الطائلة واستعطاف المقتدرين لاستجرار المساعدات تحت شعارات زائفة وخادعة، اذ سائر هؤلاء يريدون السيادة والاصلاح والتغيير والتطوير وتعديل النظام نحو الافضل، ومحاربة الفساد، لكن ما يفاجأ به المواطن يوماً بعد يوم أن „المافيات“ تغلغلت أكثر فأكثر داخل الدوائر والوزارات، الى أن باتت أقوى من ذي قبل الى درجة قضمت والتهمت نيرانها دعاة الاصلاح، وفي بعض الاحيان استوعبت الاصلاحيين حتى بات عدد من هؤلاء جنود في جيش الفساد والفاسدين يعملون في خدمته.

ما أشبه الامس باليوم، فبالامس، دويلات داخل الدولة، وبالامس فساد وهدر وسمسرات، وبالامس حض على الاقتتال الطائفي وتحريض مذهبي، بالامس شتائم متبادلة بين المسؤولين، وادعاء بالغبن والحرمان.

بالامس خطف وقتل على الهوية، بالامس يأس واحباط، وشباب تحلم بالهجرة في سبيل عيش كريم وتحسين للوضع المعيشي، بالامس مناطق خارجة عن نفوذ الاجهزة الامنية وسلطة الدولة، بالامس فلتان امني.

ستة وثلاثون عامأً لم تكف للاعتبار والاتعاظ بما جرى. وثمة من يتمنى أن يحكم لبنان الاجنبي، ثمة من يحلم بــ“فيزا“ الى دولة أجنبية حيث فرص العمل أكثر، وثمة من يحلم بـ“جنسية“ أم بـ“جواز سفر“ يحترم أكثر من الجواز اللبناني...

ثمة من يطلب الدواء ولا يجده، ثمة من يحلم بالطبابة المجانية والتعليم المجاني لابنائه، وثمة من يحلم بالنظام والعدالة والمساواة واحترام الفرد وضمان الشيخوخة.

مئتا ألف قتيل لم يكف استشهادهم لتأسيس دولة على غرار الدول المتطورة، هل هو قدر اللبنانيين أم أنه نتاج ايديهم، أم قصاص؟

لا بد من وقفة تأمّل في ما جرى، والتوقف عند الاسباب التي أوصلتنا الى ما نحن عليه.

وحدها الجرأة في قول الحقيقة، والحكمة في تحليل أحداث السنوات الغابرة يقود الى رسم معالم لبنان الجديد المعافى بعيداً عن كل مؤثرات أحداث ما بين النيسانين... وعدم نسيان ما حصل، لان ما جرى يحتّم اصلاح الخلل، وتحاشي الوقوع في أخطاء ارتكبها اللبنانيون، كي لا ندفع مستقبلاً أثماناً باهظة، وباهظة جداً.

 

13 نيسان 1975: شعلة أحرقت نارها لبنان... 13 نيسان 2011: شعلة تنذر بإحراق لبنان 

باتريسيا متى/يوم 13 نيسان من العام 1975... لبنان بلد الانفتاح والتمدن يتحول الى بلد الدمار والدماء والإستشهاد...

يوم 13 نيسان... انه اليوم الذي لا يمكن محوه من ذاكرة كل لبناني... ففي هذا اليوم يقول اللبناني "الحرب الأهلية..."تنذكر وما تنعاد". جراء هذا النهار تلوعت قلوب أمهات وتيتم أطفال وترملت نساء... كيف لا وهي الحرب التي ودعها اللبنانيون بكلمة "الله لا يوفقهن قتلوا ابني" أو بجملة "بكرهن حرموني من زوجي" او عبارة "ما تعرفت على بيي من وراهن" اضافة الى عبارات اخرى تعبت الأعين من التلويح بها وتعبت الضمائر من التفكير بها لن نوفق بتعدادها لأن الألم يعصر القلوب والحسرة تفوق الكلمات... فمن "يأكل العصي ليس كمن يعدها في النهاية"... العبارة التي تجمع كل اللبنانيين اليوم ودائما هي العبارة شبه الوحيدة التي تجمع الشفاه على البوح بها والتي تجمع فريقي الثامن من آذار والرابع عشر من آذار والمسلم والمسيحي والصغار يبادرون الى الادلاء بها لدى سماعهم رشقات نارية أو دوي انفجار فيقول الجميع "تنذكر وما تنعاد" لشدة ما سمعوا عن هول الحرب اللبنانية ومآسيها ورغبتهم بعيش طفولتهم البريئة كغيرهم من أطفال العالم غير عابئين بهموم المستقبل وغير مخططين للبلد الذي سيستقبلهم لدى بلوغهم سن الرشد وبدء حياتهم العملية بعد الانتهاء من الدراسة...

لنعد بالذاكرة الى تلك الحرب التي دفع اللبنانيون فيها ثمن عشرين عاما من الاقتتال والقنص والميليشيات نحو 200 ألف قتيل و300 ألف جريح ومعوق اضافة الى مليون مهجر و100 مليار دولار خسائر مادية... كيف يمكن نسيان هذه الحرب وهي التي لا يزال عدد هائل من ضحاياها مفقودين في سجون دولة اعتبرنا أن صفحة الماضي قد أقفلت ومرحلة جديدة بدأت في التعاطي معها... هي التي لا تزال أمهات هؤلاء الأشخاص يفترشن خيمة على أرض بيروت التي تعتبر ام الدنيا للمطالبة بأبنائهن ممن إختفوا قسرا في همجية تلك الحرب وبربريتها... ففي هذه الذكرى السؤال الأساسي الذي يتبادر على الذهون هو "وينن"؟؟" ما مصيرهم"؟ وللأسف الشديد يبدو أنه لا اجابة تشفي غليل الأمهات وتقنع من يسأل عن مصيرهم ومن ترغب بضم ابنها وتقبيل بدل تقبيل وجنتا الصورة التي تغرف بين ذراعيها وتبيل ألوانها جراء الدموع... ولا اجابة لأم وزوجة تحاكي خيال وطيف ابنها المفقود في كل عيد وكل مناسبة... وتحلم في الليلة ألف حلم وحلم ترى فيه ابنها يناديها لتخلصه من براثن المجهول ويقول لها: "اشتقتلك" وهو يغني أحن الى خبز أمي...

ان أسهبنا في سرد مآسي ونتائج تلك الحرب...فلن نتوصل الى اجابات تريح من عانى والى حوادث وأقاويل تدمي الجروح وتبدد الأحزان...لأننا لن نجد سوى الضياع والأسف في دهاليز الماضي ومآرب عشرين عاما من الدم والخوف والرصاصات الطائشة... لنعود ونقول من جديد وبصوت صارخ ومع دموع الأمهات "تنذكر وما تنعاد"...

ولكن وقفة صريحة من لبناني لا بد له من التمعن بحقيقة الواقع والأحداث... ما هي التي تنذكر وما تنعاد؟ هل هي الحرب اللبنانية؟ هل هو الخلاف الداخلي بين اللبنانيين أم بوسطة عين الرمانة التي شكلت المدماك الأول لسهام الغدر والحرب التي أدمت قلب الوطن؟؟ هل قد نشهد حياة مماثلة لحياة أهالينا بين عامي 1975و1990...

والاجابة تأتي صريحة وواضحة من خلال الفترة الأخيرة التي يعيش فيها لبنان ظروفا أقسى بكثير من دماء الحرب واستشهاد اللبنانيين برصاص الأحزاب اللبنانية وأقوى ايلاما من الرصاصة الطائشة التي تخترق قلب لبناني فيسقط شهيد لبنان... ففي هذه الفترة ومنذ ما يقارب الأسبوع الاتهامات تتبادل والخطابات النارية تبلغ أوجها والجميع في ترقب للأحداث المقبلة ولتشكيل الحكومة... علّ في هذا التشكيل تسييرا لأمور اللبناني المثقل بالهموم وأعباء المعيشة...وللأسف فمنذ العام 2005 وحتى هذا اليوم الذكرى والمشاهد والاتهامات والانقضاض على كرامة اللبنانيين تتواصل... بدءأً التفجير الذي أودى بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفكرة الحرب تلوح في أفق كل لبناني على الرغم من انجاز الاستقلال الثاني واخراج جيش الوصاية من لبنان... ولكن ما النفع ان أخرجت أداة الجريمة القاتل لا يزال يتنزه في أحياء لبنان بدون أي خجل ومتخفيا بأقنعة صنعت في لبنان!!ومع توالي التفجيرات وتصاعد وتيرة الخطابات والمآسي تزداد والخوف ينهش قلوب اللبنانيين وعقولهم من اعادة الكرة وارتكاب جريمة الماضي واعادة لبنان الى مرحلة خطت مصير اللبنانيين بكلمات الغدر والخوف والخيانة...والسؤال الذي يشرق تلقائيا من هذه الذكرى هو: الى متى؟ وهل من يصعد في الكلام ويحدد مصير اللبنانيين ولبنان بنفسه يدرك الى أين يقود البلاد؟ هل سيستطيع أقطاب لبنان تلقف كرة النار والشعلة التي أحرقت قلوب اللبنانيين وتحويلها الى شعلة أمل تقتصر أضرارها ونارها على الانذار بمستقبل بلد عشقه المغترب قبل ابنه ليعاد لحياة اللبناني نبضها الحقيقي؟؟كلها أسئلة وتساؤلات وحدها الأيام والمواقف وتعقل اللبنانيين كفيلة بالاجابة عنها...وفي انتظار الاجابة وما قد يفضي اليه الواقع...لا يتسنى لنا القول سوى: تنذكر وما تنعاد... المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

في ذكرى الحرب

زياد ماجد/لبنان الآن

يحلّ علينا تاريخ 13 نيسان هذا العام، وبلدنا يتخبّط في أزمات تتداخل فيها، على ما صارت العادة منذ زمن، العوامل الإقليمية والداخلية، وتجد لها في الاصطفافات الطائفية والسياسية من جهة، وفي الخلل المؤسساتي من جهة ثانية، مواضع تُقيم فيها، وتُديم بواسطتها حالات التوتر في البلاد. ولعلّه يمكننا اليوم بعد 21 عاماً على انتهاء الحرب، وبغير عناء، أن نعدّد أزمات وعلامات احتقان ليست جميعها مقطوعة عن إرث الحرب ونتائجها.

- فالسلاح ما زال موجوداً، ولو أنه يتركّز لدى طرف وحيد. والطرف هذا طرف أهلي-طائفي، يستقوي بنيرانه الافتراضية كل ما أراد تعديل توازن قوى أو التأثير في خيارات سياسية أو مجرّد التخويف من تبعات نقده أو هجائه، فيعزّز بالتالي المنطق الذي يعتبر العنف أو التلويح به أمراً مشروعاً في بلاد لا قدرة للدولة على احتكار استخدام القوة فيها.

- والاحتقان الطائفي يحوّل على الدوام النزاع السياسي الى حال من التعبئة تضيق معها التمايزات ومحاولات الوصول الى أرضيات مشتركة تسهّل من إدارة النزاع داخل المؤسسات وتمنع تصديره للشارع.

- وخطاب التخوين مُستسهل يُرجم به المختلف بالسياسة أو المعارض لموقف ولنهج.

- والصراعات الخارجية ما زالت تبعث الانقسام بين اللبنانيين فيتمترسون تجاهها ويختلفون حولها بحدّة ونزق.

وإذا أضفنا الى ذلك أن واحداً من أكثر ملفّات الحرب مأساوية، وهو ملف المفقودين والمخطوفين، لا يزال مفتوحاً من دون أن يقدّم أحد الى ذويهم اعتذاراً أو توضيحاً أو أن يُجري محاكمة أخلاقية ومراجعة صريحة لممارسات الصراع المسلّح وإجرامه، وإذا أضفنا أيضاً أن الانجذاب الى منطق التمرّد على الدولة بحجة "ظلمها" وهشاشتها ما زال حيًّا في نفوس أطراف عديدين، وصلنا الى استنتاج مفاده أن ما أحدثته الحرب من أضرار بنيوية في المجتمع السياسي اللبناني لم يتعاف منه اللبنانيون بعد، ولم يتمكّنوا من الشفاء من آثاره.

وهكذا استنتاج هو بالطبع مقلق. ولولا بعض المساحات الثقافية والمواطنية التي ما زالت تبعث الأمل وتعين على تخطّي التردّي المسيطر، لكان يمكن للعديد من أحداث السنوات الماضية أن تحوّل القلق المذكور الى كوابيس تشبه ذكريات 13 نيسان 1975، وتبقينا باستمرار في دوّامة الخوف منها.

 

سليمان في ذكرى الحرب اللبانية: المطلوب تصحيح الإشكالات الدستورية في الطائف

نهارنت/رأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن من المنطقي أن تشكل ذكرى 13 نيسان عبرة لدى المسؤولين والمواطنين على السواء، لعدم تكرارها، آسفاً لأن القلق والخوف ما زالا يسودان الواقع اللبناني لأننا منذ ذلك الحين لم نستطع أن نقيم دولة بالمفهوم العصري تحمي نفسها، وتسهر على مصالح أبنائها. ولفت سليمان في حديث لصحيفة "النهار" الى أن "الخطوات التي تحققت في هذا مجال إقامة الدولة ضئيلة جداً، وعلى رغم أن هذه الذكرى التي كانت الشرارة التي أطلقت الحرب الأهلية في لبنان فهي انتهت إلى إقرار وثيقة الوفاق الوطني في الطائف. فلم نتمكن حتى الآن من استكمال تطبيق هذه الوثيقة والدستور المنبثق منها، بل على العكس، تعمدنا تشويه المفاهيم الدستورية وحولناها وسيلة للمحاصصة، وأكبر دليل على التراجع والعودة إلى الوراء هو قانون انتخاب 1960 أي النظام السياسي الذي أسس لاندلاع هذه الشرارة البغيضة". وأضاف: "المطلوب من القوى السياسية استكمال تطبيق اتفاق الطائف بكل بنوده واعتماد الحوار السبيل الوحيد لمناقشة المواضيع الخلافية، والعمل على تصحيح الإشكالات الدستورية التي ظهرت وستظهر في التطبيق، وخصوصاً بعدما أصبحنا منذ ثلاث سنوات مسؤولين عن إدارة أمننا وسياستنا واقتصادنا بمفردنا من دون مساعدة أو تدخل أي جهة خارجية". وذكر سليمان "الجميع بمسؤوليتهم في تطبيق ميثاق العيش المشترك المنصوص عليه في البند "ي" من مقدمة الدستور"، مشيراً الى أن هذا الميثاق لا يهدف الى توزيع الحصص بين الطوائف بل يلقي مسؤوليات جساماً على عاتق هؤلاء المسؤولين والمرجعيات، أقلّها المشاركة في واجب احترام الدستور وتطبيق القوانين وتطويرها وعصرنتها لينتقل وطننا من واقعه الراهن إلى دولة المواطنة". ورأى سليمان أنه "علينا المبادرة فوراً الى تأليف الحكومة والخروج من منطق المحاصصة الى التقيد بالدستور الذي لا ينص على توزيع الحصص بل يضع آليات منصوصاً عليها فيه، كذلك علينا التزام نصه وروحه من حيث توكيل المسؤوليات الى السلطات الدستورية".

 

بعد 36 عاماً على اندلاعها: ملامح بوسطة وخطوط تماس جديدة... فهل انتهت الحرب؟ 

سلمان العنداري

قبل 36 عاماً من اليوم، افتتحت بوسطة عين الرمانة مأساة لبنانية طويلة استمرت لاكثر من 15 عشر عاماً متتالية، انتشر فيها الرعب والخوف والقتل والدماء في وطن قيل انه "سويسرا الشرق" ولؤلؤة العالم العربي... حينها افترشت المتاريس الرملية والحديدية كل الشوارع والازقة والساحات. فارتسمت خطوط التماس بين "شرقية" و"غربية"، وضاعت التسميات والهويات والانتماءات، فاصبحت قاتلة، مدمرة، متلهّفة لإلغاء اعمى، مصحوب بالتراكمات وبكمّ هائل من التحريض والحقد. اكثر من ثلاثة عقود مضت، وكأنها البارحة، وقصص خطوط التماس ما تزال تختلج افكار الشباب والكهول، واجيال المحاربين والميليشيات التي لا تتوقف عن الحديث عن بطولاتها الوهمية بين جبهات بلد ممزق، وعلى ارض قيل انها ساحة لصراعات الآخرين لا اكثر ولا اقل. وبين الاشرفية والسوديكو ورأس النبع والبسطة، والمتحف والعدلية، وبين محمصة صنين والطيونة، وعين الرمانة والشياح... خطوط تماس قديمة تقف شاهدة امام ذاكرة مكان لذاكرة حرب قتلت الحياة وعززت ثقافة الموت والترقب والحذر. وفي هذه الذكرى يتكلم مجموعة من الشباب اللبناني من مختلف الانتماءات والاتجهات. يتناقشون عن خطوط التماس القديمة – الجديدة ومعانيها في ذاكرتهم الحيّة. فيتبادلون التجارب والافكار. ويسألون: "هل انتهت الحرب، وهل تجاوزنا الماضي، واي دور تلعبه الطائفية والمذهبية والسلاح غير الشرعي في اعادة اجواء الاقتتال والتفرقة والدمار، وما السبيل الى البدء من جديد واخذ العبر قبل فوات الاوان؟".

خطوط التماس ... صور نمطية وصراعات جديدة

ميرنا نصر الدين، صحافية تعمل لدى موقع "نهارنت" الاخباري، تعتبر ان "خطوط التماس القديمة ترمز الى حدة التفرقة وهاجس الخوف من الآخر وعدم تقبله، وشعور الكراهية والحقد بكل ما في هذه العبارات من أبعاد مخيفة ومدمرة للإنسانية والمجتمعات". ولا تستطيع ميرنا الا ان تتوقف عند هذه العبارة "مذعورة وخائفة" ومتسائلة عن مصير وطن ممزق يتقاتل فيه الشركاء كل يوم تحت عدة عناوين وشعارات. من جهته، اراد الطالب فراس دبّاغ ان يمحي الصورة النمطية "للبنان الحرب" من ذاكرته. فنشط في الجمعيات الاهلية، واختلط بكل شرائح المجتمع حرصاً منه على ان يكون "لبنان لكل اللبنانيين" وان لا تفرقة بين مسيحي ومسلم، او بين سني وشيعي ودرزي وماروني. الا ان الحديث عن خطوط التماس يعيده الى "بيروت الشرقية والغربية والى صورة تحمل ألماً كبيراً لا يُنسى"، والى زمن مضى "عندما كانت فيه المعارك تدور في الازقة والاحياء مستهدفةً الابرياء".

ادهم الحسنية، شاب يدرس الهندسة في جامعة الحريري الكندية، ملّ الصراع الطائفي والمذهبي في البلاد، ليخوض مع رفاق له معركة قاسية لالغاء النظام الطائفي ولاسقاط رموزه السياسية في بلد تم استغلاله بخيراته ومقدراته وطاقات شبابه لمصلحة هذا الزعيم او ذاك، اذ يعتبر ادهم ان "عبارة خطوط التماس تذكرني بزمرة اشرار جروا "ناس" ابرياء الى حرب ليست حربهم، و الى قضية ليست قضيتهم"، لدرجة انه كلما يمر في الشوارع والمناطق "المختلطة" التي شهدت ما شهدته من دمار وخراب على مدى 15 عاماً من الحرب الاهلية يسأل نفسه "هل يُعقل ان امراء الحروب والمجازر تحولوا اليوم الى زعماء وقادة يهتف لهم الشعب ويصفّق؟".

يسكن علي منصور في منطقة الضاحية الجنوبية، ويعيش كغيره من الشباب اللبناني يوميات الصراع الداخلي المتفجّر في البلاد، اضافةً الى الكباشات السياسية التي لا تنتهي بين هذا الحزب او ذاك، وبين هذه الجماعة او تلك. فالحرب بالنسبة لعلي لا تعني له شيئاً "إلا كونها ذكرى مأساوية ومعيبة اقترفها اللبنانيون". ويعتبر علي ان خطوط التماس كثيرة وعديدة في لبنان، ومن بينها خط الشياح - عين الرمانة الذي يُعتبر الخط الاخطر على هذا الصعيد". ويأسف علي لمقولة شرقية وغربية، مشيراً الى ان "الاصطفافات المذهبية الجديدة كرّست خطوط تماس جديدة، اذ تسمع بين الحين والاخر من يتكلم عن الضاحية الجنوبية بمواجهة طريق الجديدة، وهذا لأمر مريب".

ميليسا لوقية، شابة عابقة بالحياة والنشاط والامل، تحاول بناء مستقبلها على اسس صحيحة متحررة من تبعات زمن غابر، ومن تصرفات خاطئة كادت ان تودي بلبنانها الى الهاوية، تعتبر ان خطوط التماس كانت الخط الفاصل بين طائفتين من اللبنانين: المسيحية والإسلام. اما اليوم وبعد 21 عاماً من انتهاء الحرب وسكوت اصوات المدافع والرشاشات، فقد ارتسمت خطوط تماس جديدة تفصل بين فريقين متخاصمين، اي 14 آذار، و8 آذار".

الطائفية ... بوسطة عين الرمانة الجديدة

يتّفق الشباب على دور الطائفية والمذهبية السلبي في استمرار مفاعيل الحرب النفسية والمعنوية الى هذه اللحظة، اذ يصفها علي بانها "ورم سرطاني خبيث اوصلنا الى الخراب والدمار والجهل واعصب أعيننا مما ادى الى تدمير البلد على كافة المستويات ولهذا فلا بد من استئصاله باسرع وقت ممكن". اما ادهم فيعتبر ان "الطائفية عار وجهل و اسوأ من القبلية والعشائرية وهي عصبية بائدة يجب القضاء عليها، خاصةً وان اكثر من 4 مليون خط تماس بات يحيط كلّ واحد منا في هذا البلد".

والوضع مشابه بالنسبة لميرنا التي تتأكد يوماً بعد يوم ان "لا شيء يدمرنا ويدمر بلدنا اكثر من الطائفية بكل أبعادها، على اعتبارها تخلق خطوط التماس التي نخشاها، وتحصن وتحمي كل قاتل وسارق وناهب ومهدد، ومجرم، كما انها تجعل من القاتل قتيل ومن الصياد فريسة".

توافق ميليسا على التوصيف، فترى انه "على الرغم من أن تعدد الطوائف في لبنان يعتبر من إحدى سماته الايجابية، غير أنها تساهم اليوم في تدمير البلاد، خاصة وان هذه الطوائف (بزعمائها) تسعى إلى تأمين مصالحها بدلاً من السعي وراء مصلحة الوطن واهله". اما فراس فيختار تعبيراً "اكثر قساوة" من رفاقه، واصفاً الطائفية "بالدعارة"، على اعتبار "أنها تشتّت الجميع وتقسّم وتنهش ما تبقّى من أجسادنا وعقولنا، خاصةً وان النّظام اللّبناني قائم على تعدّديّة في الشّكل وتعصُّب طائفي في المضمون، وهو ما يسمح باستمرار هذه العقلية رغم انتهاء الحرب وعودة السلم الى البلاد". وترى ميرنا "ان الطائفية هي التي تشرع لغة التخوين ورفع الأيادي بوجه الآخر، كل هذا بسبب احتمائنا بالطوائف التي نفشل في استخدامها فتصبح طائفية مدمرة... وباختصار، فالطائفية هي كارثة حقيقية على الوطن والإنسان".

السلاح غير الشرعي ... استمرار للخوف والرعب والقتل

مما لا شك فيه ان السلاح غير الشرعي يلعب دوراً اساسياً في استمرار لغة الحرب ومفاهيمها على الساحة اللبنانية. ففي العام 1990 وبعد توقيع اتفاق الطائف، تمّ تسليم كل سلاح ميليشياوي للجيش اللبناني، وبدأت الدولة "الناشئة" باعادة بناء ما تهدم بعد سنوات من التقاتل الرخيص. الا ان اسلحة اخرى لم يتم نزعها، فبقت عائمة في دويلات مستكبرة، ومتعالية على منطق الشرعية. وفي هذا الاطار تشير ميرنا الى ان "انتشار السلاح يساهم بخلق خطوط تماس بين أبناء البلد الواحد. وإن كان هناك شيء مثير للخوف ومشرع للفلتان هو السلاح الخارج عن سلطة الدولة والجيش". السلاح يعني أنا أملك الحق ان اقول ما اريد، وان اتصرف كما اشاء، وان اقتل من يقول لي كلا... وللسلاح هذا سجل طويل في التاريخ اللبناني. اذ ان تسلّح القوى اللبنانية في اواخر الستينات، وفي اواسط السبعينات سرّع من عجلة الدمار وخلّف ما خلّفه من قتلى وجرحى ومفقودين ومخطوفين ومآسي.

السلاح الذي بحوزة "فئة لبنانية" يزيد الامور تعقيداً، ويعيق بناء الدولة الحقيقية الجامعة، ويطيح بالمساواة بين كل المواطنين دون اي تفرقة. لانه يكرس امراً واقعاً وخوفاً مستمراً، وقلقاً متزايداً من الاخر. وهذا من شأنه ان يعيدنا الى الحرب التي نرفضها اليوم، والتي نحتفل بذكراها ال36 المشؤومة.

يشير علي الى "السلاح الفردي المنتشر في البيوت"، مشدداً في الوقت نفسه "على ان عدم ضبط السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وسلاح حزب الله من شأنه ان يؤدي الى خراب الدولة وجعلها دولة منتهكة بلا قانون". اما فراس فيقول: "لن تقوم دولة إذا بقي الجميع يهلّل لسلاحه ويعتبرهُ مُنزَلاً ومقدّساً"، بينما تطالب ميليسا ان "يكون السلاح بيد الدولة والجيش اللبناني، المسؤول الوحيد عن حماية الأرض والوطن وتأمين الأمن والسلام لكل المواطنين". الحرب الاهلية ليست قدراً ...بعد 36 عاماً من اندلاعها، يمكن القول ان الشباب اللبناني بمختلف انتماءاته بات واعياً لما يمكن ان تتسبب به الحرب – اي حرب - من مآس دموية قذرة قد تعيدنا مجدداً الى الوراء، وتُدمي ذاكرتنا الحبلى بالاحداث. الا ان جيل اليوم (على ما يبدو) حريص على عدم العودة الى الماضي الاسود، والى رأب كل التصدعات، من اجل بناء وطن قادر على العيش بدل الاحتضار، وعلى التطور بدل الانكسار، وعلى التعلّم من العبر والتجارب بدل الاستمرار في الغرق بوحول طغيان المذهبية والطائفية والحقد والكره والافكار المسبقة. الخلاصة تقول بأن الحرب الاهلية ليست قدراً، انها حدث نصنعه بأيادينا ونستدرجه نتيجة جهلنا وضياعنا وتعاستنا، وعدم تقديرنا لمستقبلنا ولحاضرنا. ولهذا فقد حان الوقت لنتعلم من تجاربنا كي لا نقع مرة اخرى في فخ الحرب ودهاليزها المدمرة... تنذكر وما تنعا

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

حرب الـ 1975» تطلّ ذكرى على لبنان الغارق في «حرب باردة»

بيروت - «الراي»/اليوم تحلّ على لبنان الذكرى 36 لاندلاع حرب الـ 15 عاماً التي ركبت «بوسطة عين الرمانة» في 13 ابريل 1975 وفجّرت «قلوباً مليانة» سرعان ما ارتدَت «المرقّط» وارتدّت على «سلامٍ ملغوم» شكّل العامل الفلسطيني «صاعق تفجيره».اليوم ذكرى 13 ابريل، التاريخ المشؤوم الذي دخل التاريخ والذي يعود كل سنة «كي تنذكر (الحرب) وما تنعاد». يخرج من روزنامة الماضي و«دفاتره السود» ويطلّ على لبنانَ يحمل بعض ملامح «طبعة الـ 1975» مع 3 فروقات اساسية، هي: أفول العامل الفلسطيني، وغياب الانشطار الطائفي المسيحي ـ الاسلامي، و«العسْكرة» الجزئية للوضع اللبناني من خلال وجود السلاح في يد فئة دون الآخرين. اما المكوّنات المشتركة لـ «وصْفة الانفجار» فلا تزال، وإن من منطلقات مختلفة، تتمحور حول عناوين النظام السياسي وحصة الطوائف و«المذاهب» فيه، والسلاح خارج الشرعية وتموْضع لبنان في الصراع العربي ـ الاسرائيلي كما في لعبة المحاور التي تستعر من حوله.

اليوم تطفئ الحرب «شمعتها» الـ 36 رغم ان «وفاتها» أُعلنت فعلياً في اكتوبر 1990 حين بات الطريق معبّداً امام انطلاق «جمهورية الطائف» التي كان تم «اغتيالها»، بما هي مرآة لتوازن دقيق، محلي - عربي ـ اقليمي ـ دولي، يوم تفجير «رئيس الطائف» رينيه معوّض في 22 نوفمبر 1989، اي بعد شهر على إبرام وثيقة الوفاق الوطني في الطائف السعودية والتي اقرت اصلاحات دستورية وأرست «خريطة طريق» تتعلق بالوجود العسكري السوري في لبنان وآلية إنهائه.

ثلاثة عقود ونيّف، و«البلد الصغير»، يلاطم «الأعاصير» التي اتخذت بين 1975 و1990 شكل الحرب الأهلية التي تَشابك فيها ملف احتلال الجنوب واجتياحيْ 1978 و1982 الاسرائيلييْن وما أفرزاه من ظهور مقاومة ومن شرخ داخلي «تعمّد بالدم» في محطات عدة.

أما اليوم، وتحت عنوان «السلاح غير الشرعي» (لـ «حزب الله» كما يوصَف) والمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وفي غمرة انكشاف «الكباش» السني ـ الشيعي، يبدو لبنان في قبضة «حرب باردة» بين معسكريْ 8 و14 آذار ومن خلفهما المحاور المتصارعة على طول خط الأزمات المتفجرة في المنطقة وعرضها، وكأنه يسير فوق «حبل مشدود»، اذا انقطع سقط البلد، القابع في «فم التنين»، في «نار» تغلي تحت... الرماد. ولعلّ هذا الواقع هو الذي جعل ذكرى 13 ابريل تطلّ برأسها هذه السنة، كما في العام الماضي، تحت عنوان «السلام بيننا أو على لبنان السلام»، مع برنامج «احتفالي» تتخلله محطات عدة لـ «العبرة» اليوم، أبرزها:

* توجيه جمعية «فرح العطاء» بالاشتراك مع تجمع «وحدتنا خلاصنا» رسالة «من جيل الحرب الأهلية الى شباب اليوم، الهدف منها إطلاق دعوة اللبنانيين كافة الى التفاعل مع مضمونها والمساهمة في نشرها، ومشاركة التجمع في الآراء والمقترحات انطلاقا من ان تحصين السلم الأهلي مسؤوليتنا جميعا».

علماً انه سيتم توزيع الرسالة، التي تعرض التجربة الأليمة والمآسي التي عاشها اللبنانيون خلال الحرب وتدعو إلى تضافر الجهود للحؤول دون تكرارها، على مواقع التواصل الاجتماعي كما ستوزع نسخ مطبوعة مباشرة باليد مع ورود في 30 نقطة اشتهرت في حرب الـ 15 عاماً من دون إغفال عملية التوزيع «من الجو» وتحديدا فوق الجامعات في بيروت الكبرى.

* صدور الصحف اليوم، بمانشيت موحّد على الصفحة الأولى بالعنوان التالي: «36 سنة على 13 نيسان: السلام بيننا أو على لبنان السلام»، على ان يتبع ذلك بعد الظهر حلقة تلفزيونية من على درج المتحف الوطني في بيروت تبدأ عند الرابعة والنصف من بعد الظهر وتستمر حتى السادسة وتتضمن عدة محاور حوارية تبث على جميع القنوات لتتكلل بدعاء مشترك مع 16 رجل دين من الطوائف اللبنانية كافة.  * تلاوة الرسالة من جيل الحرب الأهلية الى شباب اليوم يلي ذلك «نص المصالحة والمصارحة» الذي يبدأ بـ «أنا اللبناني، أعتذر منك أنت أخي اللبناني مهما كان انتماؤك الديني أو الحزبي أو السياسي أو الفكري أو الاجتماعي وذلك لعدم قبولي باختلافك عني (...)». وعشية هذه الذكرى، اعلن الرئيس ميشال سليمان ان «من المنطقي أن يشكل تاريخ 13 ابريل عبرة لدى المسؤولين والمواطنين على السواء، لعدم تكرارها»، متداركاً لصحيفة «النهار» التي صدرت امس، بحلّة جديدة في الشكل والمضمون، «لكن للأسف ما زال القلق والخوف يسودان الواقع اللبناني لأننا منذ ذلك الحين لم نستطع أن نقيم دولة بالمفهوم العصري تحمي نفسها، وتسهر على مصالح أبنائها. فالخطوات التي تحققت في هذا المجال ضئيلة جداً، ورغم أن هذه الذكرى التي كانت الشرارة التي أطلقت الحرب الأهلية، فهي انتهت إلى إقرار وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، من دون ان نتمكن حتى الآن من استكمال تطبيق هذه الوثيقة والدستور المنبثق منها، بل على العكس، تعمدنا تشويه المفاهيم الدستورية وحولناها وسيلة للمحاصصة».

 

في ذكرى الحرب اللبنانية ...تذكير بمن قاوموها: شريف الأخوي رمزا

 زينة شريف الأخوي/يقال نت

في الذكرى السنوية للحرب التي اجتاحت لبنان، بدءا بـ13 نيسان 1975، لا قيمة لأن نتذكر ما حصل وكيف حصل، لأن كل تفصيل محفور إما بالذاكرة وإما بالجسد.

ولأنه لا بد من ذكرى، لماذا لا نتذكر، بالمناسبة، واحدا ممن قاوموا الحرب حتى صرعتهم؟ لماذا لا نتذكر وجوه الرموز المقاومة للموت حتى نحيي فينا روح مقاومة القتل لا روح استعادة الجريمة الكبرى. شريف الأخوي... هو النموذج. ولد شريف الأخوي في 8 نوفمبر 1928 ورحل في 9 نيسان1987

تخرّج من الجامعة اليسوعية حائزا" على ليسانس في الادب العربي

 التحق بوزارة التربية كاستاذ في الادب العربي وترجم عدد كبير من الكتب الاجنبية وحولها الى سيناريوهات اذاعية قام بتقديمها لاذاعة الشرق الادنى تاركا" مهنة التعليم وهكذا بدأ مشواره الاذاعي

عند توقف اذاعة الشرق الادنى انضم الى اسرة الاذاعة اللبنانية مع زوجته يمن وكانا من الفريق الذي شارك بنهضتها . كانت كل برامجه تحاكي الشعب من كل النواحي ( السياسية, الانسانية , الثقافية, الفنية والسياحية) وكانت جميعها افكار جديدة من نوعها ولاول مرة تستحدث في الوطن العربي مثل : "الكلمات المتقاطعة" عبر الاذاعة ," شكاوى الناس" مع مهاجمة المسؤولين والمعنيين بالاسماء والتفاصيل ," نتائج الامتحانات الرسمية" لأول مرة على الهواء واشهر تلك البرامج برنامج "نزهة" بالتعاون مع رفيقة دربه الاعلامية يمن الاخوي ومحمد وثريا نور الدين ." نزهة" كان برنامج اسبوعي يعرّف من خلاله المواطن والسائح على كل المناطق اللبنانية , من عاداتها , تقاليدها وصولا" الى مهرجاناتها وكان البرنامج الوحيد لتعريف اللبنانيين على كافة المناطق والقرى اللبنانية

 في اواخر عام 1973، قام بانشاء غرفة اتصالات في مديرية قوى الأمن الداخلي في بيروت، تشمل كافة المناطق اللبنانية، هدفه منها خدمة المواطن. الفكرة كانت الاولى في العالم العربي، ساهم تنفيذها بتوجيه المواطنين الى اسرع الوسائل وافعلها لحل مشكلاتهم، سواء في الدوائر الرسمية المبتلية بالروتين الاداري والفساد، او على الطرق، حيث الازدحام وليد سوء التصرف وانعدام الاخلاقيات وكثافة الحركة اليومية. كان يقول الاشياء كما هي على الهواء. يحشر كبار الموظفين وصغارهم، بالاسم ليرغمهم على القيام بواجباتهم

 مع اندلاع الحرب عام 1975 تغيرت الوظيفة اللوجستية للفكرة، وان بقيت مكرسة لخدمة المواطن. فقد بادر شريف الاخوي الى تحويل غرفة الاتصالات الكاملة التجهيز في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الى غرفة عمليات تنقل على مدى 24 ساعة يومياً وقائع الاحوال الأمنية المتفجرة مباشرة على الهواء حيث اصبح شريف الاخوي قابضاً على الخريطة الأمنية في لبنان عبر برنامج «سالكة وآمنة» وهي اشهر عباراته لمن يريد ان يتجنب الموت على دروب الوطن، و«مجدداً نحن معكم» كانت عبارته الافتتاحية للبرنامج الذى حمل مع الاسف صورة تشاؤمية في اغلب الاحيان، لان دوره كان ينبثق من قلب الحرب ويذكر المستمعين بها. كان الاخوي عيون الناس ورادارهم والى جانب عبارة «سالكة وآمنة»، التي اصبحت مرادفاً لاسمه، ابتكرعبارات اخرى يصعب حصرها، منها : "تنذكر ما تنعاد", "الغربية والشرقية" للدلالة على انقسام بيروت على نفسها بين فريق مسيحي وآخر مسلم، و"الحواجز الطيارة " و" الهدوء الحذر" و"الخطف على الهوية" و"القصف العشوائي" و"القناص" .. طوال سنتين ونصف السنة حمل شريف الاخوي مسؤولية أمن المواطن «مباشرة على الهواء»، كانت نبرة صوته ميزان السلامة او الخراب ومقياس التفاؤل والتشاؤم . ترك بيته وأقام في غرفة العمليات لقوى الامن الداخلي, يتلقى التقارير ويعرف من خلال اجهزة التنصت مخابرات الوطن بأكمله يشارك في حل الألغاز و«الشيفرات» المستخدمة. يسجل التحركات المشبوهة للمقاتلين ويحذر الناس من عبور المناطق المشتعلة. يتنقل في عربة مصفحة ليرى عائلته عندما تسمح ازمنة «الهدوء النسبي» بذلك. يشهّر بالسياسيين وقادة الميليشيات على الهواء و يفضح مشاريعهم التخريبية . يعلن ان منطقة ما هي آمنة ليفاجأ بعد دقائق انها تحولت الى جبهة قتال لان المسلحين يريدون حصد المزيد من الابرياء الواثقين بارشادات شريف الاخوي , الامر الذي فرض عليه معظم الاحيان الخروج في المصفحّة (الملالة) مع الميكروفون وفريق من قوى الامن الداخلي ليتفقد كل طريق قبل الاعلان عن امانه بنفسه

 كل فريق اتهمه بأنه يعمل لحساب الفريق الآخر. خوّنوه وحاولوا افشال مهمته, ووصل الامر الى محاولة اغتياله عام 1976 على يد مسلح تنكر في زي كاهن ودخل مبنى مديرية قوى الأمن الداخلي يسأل عنه, لكن القوى الأمنية لاحظت ارتباك الكاهن المزيف وفتشته لتعثر على مسدس مخبأ, وتخضعه الى تحقيق اعترف خلاله بأنه مكلف بقتل شريف الاخوي والمرة الثانية اختطف من قبل مسلحين ولكنه رمى بنفسه من السيارة حيث تعرّض لرضوض كبيرة .. لم تنهه هذه المحاولات والعديد من التهديدات له ولعائلته عن هدفه، ولم تغير من قناعاته مع ان رئيس الجمهورية آنذاك سليمان فرنجية، استدعاه الى القصر وقدم له كل الدعم بعد اطلاقه مبادرته .. لم يوفر الأخوي احداً ممن اعتبر انهم يغتالون البلد. كان يخاطبهم بصوت متهدج قائلاً «يا معدومي الضمير والقلب والعقل ارحموا الشباب والاطفال والنساء والشيوخ».

 حاول كسر الحرب طالبا" دق اجراس الكنائس واذان الجوامع في وقت واحد داعيا" الناس في غرب بيروت وشرقها, الى الخروج والتلاقي عند احد محاور الحرب الاكثر توتراً في منطقة مار مخايل التي تحولت الى خط يقسم العاصمة. لبى البعض نداءه ووصلت جماهير ترفض الحرب في تظاهرة عفوية الى مكان اللقاء، لكن الرصاص كان بانتظار المتظاهرين، فسقط بعض القتلى وهرب الباقون، فاعتكف شريف الاخوي رافضاً مواصلة مهمته، ما اسفر في حينه عن خوف جماعي الزم الناس بيوتهم بعد فقدانهم بوصلة امانهم الوحيدة الشريف والاخوي ، ليسارع رئيس الجمهورية فرنجية ويرسل اليه موفداً يطلب منه العودة عن قراره. وهكذا كان , عاد شريف الاخوي الى غرفة العمليات والى مناكفة كل من يعتبره مسؤولاً عن تقصير

 عُرضت عليه مبالغ كبيرة ليغض النظر عن بعض عمليات السرقة والنهب وصفقات المسؤولين التي كان يعرف بها عبر تقارير جهاز التنصت ويكشفها على الهواء عبر تسجيلات، ورشاوى مقابل خدمات يريدها اصحاب مصالح لانقاذ ممتلكاتهم من حريق او تخريب، بمساعدة قوى الأمن الداخلي. لكنه لم يكن يقبل اي هدية مهما كانت بسيطة. كان يرشد الناس الى وسائل الحصول على الخبز والماء والوقود خلال الازمات الحادة مع الاشارة الى ان عمله في غرفة العمليات كان من دون مقابل مادي ولاحقا" حجز على راتبه الاذاعي وحاول بعضهم تحويله الى المجلس التأديبي لفضح فسادهم على الهواء لكن صرخة الشعب وتمسّكهم ببوصلة أمانهم عبر مظاهرات كانت أقوى .

شكل الاخوي حالة وظاهرة لم ولن تتكرر جذبت حينها العديد من المراسلين من اليابان والصين وبريطانيا وفرنسا واميركا ةغيرها واحتل اغلفة المجلات العالمية منها التايمز والنيوزويك وصولا" الى الجيروزاليم بوست التي رشحته لجائزة نوبل للسلام ولكنه رفض بالطبع لانه كان لبناني الهوية, والانتماء , والمذهب .. العديد من المحطات الاجنبية كفرنسا, بريطانيا , اميركا وغيرها قامت بانتاج افلام وثائقية وبلغات عديدة وصولا" الى كتب بالروسية عن تلك الظاهرة التي اطلق عليها اسم : شريف واخوي

 عند اجتياح الاذاعة اللبنانية في ال 1978 من قبل الميليشيات ترك الاذاعة لان هويتها لم تعد لبنانية بل حزبية ميليشياوية .. حينها تلقى عروض عديدة منها : اتصال الراحل الشيخ بيار جميل طالبا" منه الانضمام الى اسرة صوت لبنان وعروض من اميركا, لندن , هولندا وفرنسا مع اغراءات مادية على بياض لكنه رفضها متمسكا" بلبنان. فقام وزوجته يمن بتأسيس شركة انتاج للبرامج الوثائقية, الثقافية والفنية , التلفزيونية والاذاعية للدول العربية كافة وما زالت زوجته يمن الاخوي تديرها لغاية اليوم منتجة برامج عديدة للدول العربية

 في السبعينات كان ايضا" المستشار الاعلامي بلبنان لجامعة الدول العربية وقدّم مع زوجته برامج عديدة لاذاعة هولندا باللغة العربية  و BBC

 نال وزوجته العديد من الجوائز والدروع من وزارات اعلام عربية واجنبية من خلال اعداد وتقديم العديد من البرامج لاذاعاتهم

 ما زالت زوجته يمن منذ رحيله تكمل المسيرة بمفردها عبر برامج اذاعية خاصة لشركتها الانتاجية تباع لعدد من الدول العربية وهي أيضا" في لجنة تحكيم مهرجان الاذاعة والتلفزيون في مصر منذ 15 سنة حيث كرّمت مؤخرا" بفضل عطاءاتها و انجازاتها في مهرجان القاهرة للاعلام العربي الخامس عشر ويذكر بانه عادة" تقوم كل دولة بترشيح روادها لكن يمن الاخوي لم ترشح من دولتها بل من اتحاد الاذاعة والتلفزيون العربي ككل ..  عند وفاته في ال 1987 وبرعاية رئيس الجمهورية , اقيم له حفل تأبيني

في الجامعة الاميريكية بحضور الشخصيات السياسية , الاعلامية , الفنية والاحباء والاصدقاء حيث منح وسام الارز وكان يوم حداد في كافة المناطق اللبنانية ولكن التكريم الأهم بالنسبة لنا كعائلته , هو محبة الناس له ولغاية اليوم من جميع الفئات والأجناس والانتماءات

 اشتقنالك .. وكم نحن بحاجة اليوم الى شريف وأخوي

 

كل يوم "بوسطته" معه !

الياس الديري/النهار

نعم، الخوف موجود في كل مكان. وفي كل المنازل. وفي كل النفوس. وعلى كل المستويات. والقلق على الاستقرار والأمن والمصير ولقمة العيش موجود أيضا. وبكثافة. لكن الدولة لم تنوجد بعد. لا الدولة القديمة التي ورثناها عن الانتداب الفرنسي في هيكليتها الاولية، ولا الدولة التي حاول الرئيس فؤاد شهاب بناءها على أسس عصرية.

لقد دمّرت الحروب القذرة كل ما كان. ولا نزال نحاول، ومع كل عهد وكل فرصة، الانتقال من الموقت الى الدائم، ومن الهدنة الى الاستقرار والطمأنينة، ومن اندفاعات الطوائف والمتزعمين والطواويس والزعانف في اتجاه الهيمنة. ووضع اليد. والاستئثار. إنما دون جدوى. فمن المنطقي، والطبيعي، وتحصيل الحاصل، ان تشكل ذكرى بوسطة عين الرمانة عبرة لمن اعتبر. وعبرة للمسؤولين والسياسيين واصحاب الرؤوس الحامية والمهووسين بالمناصب والقصور والرئاسات والكراسي... وتحديدا اولئك الذين لا يرون من لبنان الا صورتهم. والكل يعرفونهم. واحداً واحداً. وبالاسماء والألقاب والاصوات والمفردات والسمات.

منذ ستة وثلاثين عاماً أُطلقت زخات ورشقات من الرصاص الغادر على بوسطة تنقل أناساً بسطاء طيبين ينشدون السترة ولا يطلبون من ربهم سوى ان يعطيهم كفاف يومهم.

تفجّرت أجساد هؤلاء البسطاء، وتحوّلت دماؤهم مكمناً انتحارياً لذلك البلد الذي شُبّه بـ»الولد الأزعر» الذي ضاق بازدهاره وانتشاره وعمرانه واقبال الدنيا عليه، وضاقت أعين حاسديه، فكان المكمن – الفخ، وكانت تلك الشرارة التي اغتالت لبنان.

وكأنما هناك دائما 13 نيسان. وبوسطة تمر في عين الرمانة او في اي حي وضاحية. ومكمن. ومسلحون يمطرون الناس البسطاء بوابل من رصاص الغدر والقتل والموت.

وكلما توهّمنا او شبّه لنا أننا نجونا من الفتن والمؤامرات والفخاخ، نكتشف كم نحن واهمون، وكم لا نزال ندور في حلقة البوسطة ذاتها. وفي المناخ ذاته. وفي فلك الأهداف ذاتها.

وكلما حاولنا ان ننتقل من مرحلة الهدنة القصيرة او الاستراحة الموقتة، ومن أزمة تأليف حكومة الى مرحلة الانطلاق في ورشة التطور والإنماء والتجدّد واستعادة ما كان من دور واقتصاد وازدهار، نفاجأ بـ»بوسطة» ما.

فنعود حالاً وسريعاً الى خانة الصفر. والى حيث الجمود الشامل والشلل الكامل والكساد والفراغ والفشل والوجوه المقفلة في انتظارنا.

فإلامَ وعلامَ هذه الدوامة المرعبة، والى متى يظل لبنان رهين البوسطات والشروط العرقوبية والشهوات؟

لا دولة، لا حكومة، لا مجلس نواب، لا مؤسسات. بل اننا «تعمّدنا تشويه حتى المفاهيم الدستورية الواردة في وثيقة الوفاق الوطني»، يقول الرئيس ميشال سليمان. ألا تسمعون طبول الغضب وأصوات الثائرين وهي تقرع فضاء لبنانكم؟

وزراء ونواب غادروا الى روما للمشاركة في احتفالات تثبيت الراعي
المركزية ـ أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الموجود راهنا في روما إنه سيطلب فور عودته الى لبنان إعادة تفعيل لجنة الحوار الخاصة بين بكركي و"حزب الله" كاشفاً انه طلب الى وفد الحزب الذي زاره مهنئاً في الصرح البطريركي استرجاع نشاط هذه اللجنة. وشدد الراعي في حديث إذاعي على ضرورة استئناف لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي عملها مشيراً الى أنه سيزور أبرشيتي صيدا وصور.، متمنيا على المسؤولين السياسيين في لبنان الخروج من غوغائية الغاء الطائفية السياسية رافضاً التهديد ومعلناً تأييده للإلغاء. وعن وضع المسيحيين في لبنان والشرق أكد أن الكنيسة وشعبها في حاجة لشركة روحية وللاتحاد بالله. وقال نحن مدعون بالشركة لعيش اتحاد عميق بالله متوقفاً عند الجهل المدقع والمخيف لدى المسيحيين بدينهم المسيحي.
لليوم الثالث على التوالي واصل البطريرك الراعي زيارته للفاتيكان والتقى في العاشرة والنصف بتوقيت روما وزير الخارجية الايطالية فرانكو فراتيني. في غضون ذلك، تتواصل التحضيرات للقاء يوم غد يجمع البطريرك الراعي بقداسة الحبر الأعظم البابا بندكتوس السادس عشر وشكره على الكتاب الذي ارسله فور إنتخابه بطريركا ولتأكيد الشركة بين الكنيسة المارونية والكاثوليكية في العالم.
حفل خوري: وكان البطريرك الماروني لبى دعوة السفير اللبناني لدى الكرسي الرسولي جورج خوري الى حفل استقبال في صالة "ريتز - الغراند اوتيل" في روما، اقيم على شرفه والوفد المرافق له، وشارك فيه وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال بطرس حرب ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال سليم الصايغ والنواب: هادي حبيش، رياض رحال، عباس هاشم والسفراء العرب المعتمدون في روما وحاضرة الفاتيكان، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية علي ناصري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردي ساندري، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في روما كريم خليل وعدد من الكرادلة المسؤولين لدى الكرسي الرسولي، اضافة الى وفد من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة الوزير السابق ميشال اده، وفد من المجلس العام الماروني برئاسة الوزير السابق الشيخ وديع الخازن، ممثل رئيس تيار المردة المحامي شادي سعد والرؤساء العامون والرئيسات العامات للرهبانيات، وحشد من المطارنة والكهنة وابناء الجالية اللبنانية في روما.
السفير خوري: بداية القى خوري كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي، وقال:"كنتم من السباقين في ايطاليا والفاتيكان بشكل خاص، لقد جئتموها دائما لغايتين،الاخذ والعطاء. اخذتم ما يغني لبنان والكنيسة بشكل عام والكنيسة المارونية بشكل خاص، وكان عطاؤكم اكبر وسخيا في كافة المجالات ".
اضاف:"نعم، اعطيتم يا صاحب الغبطة، اكثر مما اخذتم منذ بداية حياتكم الكهنوتية في لبنان والفاتيكان، وفي كل مكان حللتم فيه وعلى امتداد الزمن، فكان عطاؤكم مثمرا، وعندما لم يتسن لكم الذهاب بالجسد الى حيث تريدون اوصلتم صوتكم بمحبة. ناديتم بالمحبة.ناديتم بالحوار وبمحبة، ناديتم بالشراكة وبمحبة، ناديتم بالاصلاح وبمحبة ايضا، نعم بمحبة تعملون، ومن هنا شعاركم شركة ومحبة".
الراعي: ورد الراعي منوها بالجهود التي يقوم بها السفير جورج خوري من خير تمثيل للبنان في الفاتيكان، "والذي يعكس وجه لبنان الحقيقي بكل طوائفه، وجه المحبة الذي يؤمن به ويعمل في سبيله سعادة السفير خوري". وقال:"نشكل في روما عائلة لبنانية واحدة عنوان اجتماعها الدائم شركة ومحبة، اننا في لبنان، كنيسة وشعبا، نتابع بقلق كبير ما يجري في عدد من البلدان، ونصلي ونضرع من اجل الاستقرار والهدوء والسلام في هذه الدول لكي تعيش شعوبها بأمان، ويؤدون رسالتهم في الاسرتين العربية والدولية".
غداء: كذلك أقامت الرهبانية الانطونية في روما مأدبة غداء على شرف البطريرك الراعي في ديرها حضره الكاردينال ساندري والكاردينال موسى داوود وعدد من المطارنة والاباء والمشاركون في الايام المارونية في روما. وخلال الغداء القى رئيس الدير الاب داود الرعيدي كلمة لفت فيها الى ان "المحبة وشركة عنوان كبير لا يدعو الى العمل فحسب، بل يعتبر الجميع جزءا من العمل، والجميع وكل المهنئين بحسب ما تابعنا في وسائل الاعلام، وضع نفسه في تصرفكم عن ايمان بالقضية والاغلبية الساحقة بينهم صادقون، فهنيئا لكم هذه الثقة وهذه المحبة". ساندري: وقال الكاردينال ساندري:"انني سعيد لأن اتكلم هنا في هذه البقعة الصغيرة التي تمثل لبنان، وسعيد لأن اشارك معكم في هذا الاحتفال بانتخاب البطريرك الجديد للموارنة، وللكنيسة الكاثوليكية، في حضور ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية وسفير لبنان لدى الفاتيكان واحد اركان السفارة المسلمين وانا فرح لأعرب لكم عن تقديري". وحيا الكاردينال ساندري "البطريرك والاساقفة وممثلي القيادات الرسمية، وقال:"انهض يا لبنان مع البطريرك الجديد، وكلنا رجاء بأنكم ستنقذون لبنان".
الراعي: اما الراعي فقال:"نشكركم على عاطفتكم النبيلة تجاهي وتجاه كنيسة لبنان ووطننا لبنان. وسعداء لاننا نحيي نيافة الكاردينال، ونحيي رئيس الدير، والاساقفة والرؤساء العامين. كذلك نحيي السفير جورج خوري والشيخ سركيس سركيس الذي قدم الطائرة وتكاليف الوفد المرافق وهو مثال الرجل الذي يعطي مما اجاد الله عليه من نعم". اضاف:"التقينا اليوم الكاردينال ساندري الذي عبر عن فرح الكرسي الرسولي بانتخاب مجمعنا المقدس بطريركا بالاجماع. نرفع المجد للرب الذي يحمي الكنيسة ويرافقها". وتابع:"انتقلنا لزيارة المطران فيلوني الذي ثمن دور كنيستنا في المشرق العربي، وانه يحب تعميم اختبارنا على كل الدول العربية".وحيا وسائل الاعلام "التي تنقل بموضوعية اخبار كنيستنا وبلدنا لبنان، ونوجه تحية خاصة الى اذاعة صوت المحبة وتلفزيون تيلي لوميار لأنهما سلاح الكنيسة على طريق البشارة". وختم الراعي شاكرا باسم الجميع الاب العام بولس التنوري ورئيس الدير والاباء، وقال:"انتم في الكنيسة قلبها ومحركها". وفي الختام، شرب الكاردينال ساندري نخب البطريرك.
الى روما: الى ذلك، غادرت طائرة خاصة بيروت اليوم متوجهة الى روما وعلى متنها كل من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود، وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال وائل ابو فاعور، الوزير السابق طراد حمادة والنواب:اميل رحمة، روبير فاضل، وليد خوري وعبد اللطيف الزين والنائب السابق منصور غانم البون، وذلك للمشاركة في احتفالات تقليد البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي درع التثبيت. وللغاية نفسها، غادرت فجر اليوم بيروت طائرة اخرى الى روما ضمت النواب ستريدا جعجع، ايلي كيروز، ابراهيم كنعان، سامي الجميل وآلان عون.

المؤسسة المارونية للانتشار أقامت غداء تكريميا في متحف الفاتيكان
الراعي: الحرب اعطتنا درسا لانطلاقة جديدة لنتعلم من الماضي ولا نكرر الاخطاء
لبنان الجديد يولد من رحم الآلام ولا ولادة من دون معاناة وبعد المخاض القيامة
وطنية - الفاتيكان - 13/4/2011 أقامت المؤسسة المارونية للانتشار حفل غداء تكريمي في متحف الفاتيكان، حضره الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال بطرس حرب، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب عبد اللطيف الزين، ممثل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري النائب نهاد المشنوق، ممثل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مصطفى الصلح، ممثل رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال وائل ابو فاعور، النائب سامي الجميل ممثلا حزب الكتائب اللبنانية، شوقي الدكاش ممثلا "القوات اللبنانية"، الامين العام لتيار "المستقبل" احمد الحريري يرافقه نائب رئيس التيار لشؤون الاغتراب ومنسق عام البترون وجبيل جورج بكاسيني. كما شارك في الاحتفال الوزراء في حكومة تصريف الاعمال: زياد بارود، جان اوغاسبيان وسليم الصايغ، النائب هادي حبيش، رياض رحال، روبير فاضل، عاطف مجدلاني، روبير غانم، أمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان ونواب التكتل: آلان عون، وليد خوري، عباس هاشم، سيمون ابي رميا واميل رحمة، ممثل رئيس الجمهورية في الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم، سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، ممثل دار الفتوى محمد السماك، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، النائب السابق منصور البون، الملحق العسكري في السفارة اللبنانية في روما العميد سمير معلولي، رئيس بلدية جبيل زياد حواط ومدير مكتب "طيران الشرق الاوسط" في روما مروان عطالله.

وشارك عن الكرسي الرسولي، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور دومنيك مومبارتي، المسؤول عن الشؤون الداخلية في حاضرة الفاتيكان الكاردينال جيوفاني لاتولو، الرؤساء العامون للرهبانيات الاباتي سمعان ابو عبده وطنوس نعمة وبولس التنوري وايلي ماضي ولفيف من المطارنة والكهنة والفاعليات الدينية والسياسية والكنسية والاجتماعية والانسانية.
افرام
بداية تحدث نائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار المهندس نعمت افرام فقال: "نحن مجتمعون اليوم بكل اطيافنا ومن كل طوائفنا، مجسدين صورة حية لوطننا الحبيب لبنان، بل صورة عن الشرق كله". أضاف: "ان غنانا الثقافي والتاريخي الذي طالما ادهش العالم، الا وهو حلم تلاقي الشرق مع الغرب، كأنه رسالة من السماء وتساؤل هل تكون صرخة الوحدة النابعة من لبنان تتويجا لهذا الحلم ولهذا التوق". ودعا افرام الى "العودة الى جذورنا والى قيم اجدادنا الرائدة، لنبني اساس لبنان على وحدتنا ضمن تنوعنا في دولة توافقية ومنتجة تحرر طاقات اولادنا العظيمة". ورأى ان "الاهم هو ان نجهد سويا لنكون للشرق كله مثلا حيا لوطن تعددي مبني على طموحات شعبه الحقيقية والمشروعة"، آملا ان "يكون الصراخ المتصاعد اليوم من منطقتنا صوت تجدد وأمل وليس صوت تشرذم ويأس".
اده
من جهته، رأى رئيس المؤسسة الوزير السابق ميشال اده ان "الالتفاف والاحتضان من كل حدب وصوب، انما ينطوي على الامل الكبير الذي يعقده اللبنانيون بجميع طوائفهم ومذاهبهم على صاحب الغبطة وعلى صلابة لبنانيتكم وموقعكم وانفتاحكم ودوركم في الخروج بهذا الوطن المعذب من المخاطر الكيانية والمجتمعية العاصفة الى بر الامان والسلام". وقال: "اللبنانيون المسيحيون، كما اللبنانيون المسلمون يعرفونكم، ولقد تسنى لهم ان ينتبهوا الى دوركم واعمالكم في السينودس الذي خص به لبنان قداسة الراحل الكبير يوحنا بولس الثاني، ومثلما يقدرون مساهمتكم الفعالة في السينودس من أجل الشرق الأوسط مع قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر. والى ذلك كله، فهم يدركون حق الادراك الدور التاريخي الذي نهضت اليه البطريركية المارونية في صنع هذا الوطن، واستمرارها دائما في المحافظة على حقيقته الجوهرية الأولى في العيش المشترك والحرية والديموقراطية. لذا، تراهم مطمئنين إلى أنكم الحصن المنيع والسند الراسخ بالرؤية والعمل من أجل الكنيسة ولبنان". وتمنى أن "تتغلب قضايا الانتشار على كل الصعاب التي تواجهها برعايتكم على مستوى تسجيل الزيجات والولادات، وتمكين المنتشرين من استعادة جنسيتهم اللبنانية، وسوى ذلك من أمور تتعلق بتمتين أواصر التواصل بين المنتشرين مع كنيستهم الأم".
رحمة
وثمن الفنان رودي رحمة للبطريرك الجديد دوره، متمنيا "أن يجد لبنان الخلاص ويصل إلى شاطىء الأمان".
لاتولو
ولفت الكاردينال لاتولو إلى "الفرح الذي يعتلي صدور الحاضرين واللبنانيين جميعا لانتخاب المجمع المقدس البطريرك الراعي على كرسي انطاكيا وسائر المشرق للموارنة".
ساندري
أما رئيس المجمع الشرقي الكاردينال ليوناردو ساندري فهنأ "اللبنانيين بانتخاب الراعي"، معتبرا "هذا الانتخاب غنى للبنان".
الراعي
من جهته، قال الراعي: "إن البابا يوحنا بولس الثاني ذكر بأهمية لبنان الرسالة، ودعا إلى أن يعضدد الله المسؤولين فيه ليتمكنوا من الوصول به الى شاطىء الأمان، مركزا على دور لبنان المتنوع في الوحدة والتعددية والعيش المشترك". وإذ شكر الموجودين على حضورهم، قال: "هذا هو فسيفساء لبنان وتنوعه وغناه، العائلة الواحدة التي تجتمع بالشركة والمحبة". وتوجه الراعي الى رئيس الجمهورية شاكرا له "حضوره عبر ممثله الوزير بطرس حرب، وللوزير بارود الذي رافقه من بكركي الى المطار، وقال: "نريد تحميلكم كل صلاتنا وتمنياتنا وشكرنا للرئيس سليمان". كما حيا ممثلي الرؤساء بري والحريري وميقاتي وكل النواب ومن يمثلون من رؤساء أحزاب وكتل نيابية وممثل دار الفتوى وكل المسلمين في قياداتهم العليا والكرادلة والسفراء الحاضرين. وقال: "هذا هو لبنان بكل صدقه وعفويته وايمانه، ومحبته وبالشركة التي نعيشها مع بعضنا البعض. نعم، نمر في صعوبات كثيرة، الصعوبات تشد من قوانا، نقع في المشاكل فتنضجنا أكثر، وأنا مؤمن بأن لبنان الجديد يولد من رحم الأحزان والآلام، ولا ولادة جديدة من دون معاناة. وكل الآلام التي نمر بها هي آلام المخاض، وبعد المخاض القيامة، قيامة لبنان". وعلق الراعي خلال لقاءاته الصباحية في مقر اقامته في الوكالة البطريركية في روما على ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية التي تصادف اليوم، فاعتبر ان "هذه الذكرى وان كانت اليمة جدا بالنسبة الينا كلبنانيين، فانها اعطتنا درسا لانطلاقة جديدة لنتعلم من الماضي، وان لا نكرر الاخطاء عينها في الحاضر والمستقبل". واستكمل الراعي زياراته للدوائر الفاتيكانية برفقة عدد من الاساقفة، فزار قبل الظهر راديو الفاتيكان، حيث التقى الكاردينال روبيرتو توتش والاب فيديريكو لومباردي مدير عام الاذاعة والناطق الرسمي بإسم الكرسي الرسولي والدكتور غاسبارتي منظم رحلات قداسة البابا، فاطلع على نشاطات العمل الاذاعي واقسامه التي تصل الى اربعين لغة بما فيها اللغة العربية.
بعدها زار الراعي محكمة الروتا الرومانية، حيث التقى الكاردينال ادمون بورك رئيس محكمة التوقيع الرسولي الذي رحب به، معربا عن سعادته "لوصول رجل قانون الى السدة البطريركية"، واطلع الراعي من المطران دانيليبس امين سر محكمة التوقيع الرسولي على سير الدعاوى الشرقية، وخصوصا المارونية والصعوبات التي تواجه البت بها".
على صعيد آخر، لم يحصل اللقاء بين الراعي ووزير خارجية ايطاليا فرانكو فراتيني الذي كان مقررا قبل ظهر اليوم لاضطرار فراتيني للسفر الى قطر، غير ان الراعي زار كبار المسؤولين في القصر الحكومي الايطالي.

سامي الجميل من الفاتيكان: نأمل الكثير من اللقاء المسيحي الموسع
وطنية - 13/4/2011 شارك منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل الغداء الذي اقامته المؤسسة اللبنانية للانتشار على شرف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والوفد المرافق في متحف الفاتيكان، وقال على هامش الغداء: "ان منح البطريرك الراعي درع التثبيت يشكل رسالة من الفاتيكان الى مسيحيي لبنان، بعد مبادرة رفع تمثال مار مارون في حاضرة الكثلكة، وذلك لرفع معنوياتهم ودفعهم الى الصمود والتمسك بهويتهم وأرضهم". وقال في حديث لاذاعة "صوت لبنان 100,5": "ان مناسبة تثبيت البطريرك الراعي تأخذ رونقا آخر مختلفا عن وضع التمثال، لأن كل ما يحصل اليوم في حضور المطران الراعي، واليوم كلنا ملتفون حوله، ونتمنى أن تكون هذه المناسبة فرصة لتلاقي كل النواب والفاعليات المسيحية حول سيدنا". واشار الى انه "قد يصار الى وضع بعض الافكار خلال اللقاء المسيحي الذي يعقد الثلثاء في بكركي، ونأمل منه الكثير"، واصفا خطوة الراعي هذه ب"المباركة لأنه يسعى الى جمع كل القوى السياسية والتوفيق في ما بينها".

شهيد السراديب

أحمد الجارالله/السياسة

 للمرة الثانية يتجاهل حسن نصرالله في خطابه ما يجري في سورية ويذهب آلاف الكيلومترات ليصب جام غضبه على مملكة البحرين ودول"مجلس التعاون", الغريب أن زعيم"حزب الله" الذي لم ير ما يجري في سورية من قتل بدم بارد للمتظاهرين المطالبين بحقهم في الحرية, استطاع ان يرى من مخبئه ما يجري في مملكة البحرين التي مارست حقها المشروع للحفاظ على سيادتها واستقرارها, وهو ما يعتبره نصرالله "ظلما وبطشا", أما عشرات القتلى الذين يسقطون يوميا في الدولة الشقيقة برصاص قوات النظام فلا قيمة لهم في حساباته. ربما يكون العيش في السراديب اصاب الزعيم الميليشياوي بقصور نظر, ولم يعد يرى ما يجري على بعد بضع عشرات الكيلومترات من مخبئه, وبات شوقه الى ضوء الشمس يدفعه الى تخيل المؤامرات في الدول العربية الاخرى. مجدداً ومن جحره الذي يلتصق به, أطل حسن نصرالله من خلف شاشة التلفزيون كالعادة, ليعلن ما تمليه عليه قيادة الحزب اللاهي. لكن هذه المرة لم تكن كسابقاتها, اذ لم يرفع سبابته مهددا ومتوعدا, بل مارس التقية وادعى المظلومية, مبررا تهجمه على أنظمة الحكم في البحرين واليمن والسعودية والكويت بالقول إنه "حامل هموم الأمة", لا ندري, هل احتكر هذا الهم لنفسه وباتت كل هذه الامة غير قادرة على تحمل همومها? أو هي الامة التي ارتكب فيها حزبه اعمالا ارهابية واغتيالات او زرع شبكات التخريب بين ظهرانيها, كما جرى في مصر والبحرين وبعض الدول الاخرى? اللافت في خطاب زعيم "حزب الله" الاخير تبريره للعيش في الجحور, وهو الذي يقول دائما إنه"مشروع شهيد", ما يعني انه يجب الا يخاف الاغتيال, ولا يترك غيره يفديه بنفسه, فقدوة نصرالله الامين العام السابق ل¯"حزب الله" عباس الموسوي الذي اغتالته اسرائيل هو وزوجته وابنه في وضح النهار لم يخف الموت , وقبل نصرالله هناك عشرات القادة واجهوا الموت, وابرزهم معلمه ومرشده علي خامنئي الذي يعتبر نصرالله نفسه جنديا في صفوفه, فالرجل يلقي خطبه علنا ويقابل الناس, وهو تعرض لمحاولات اغتيال عدة, وفي واحدة منها أصيب بيده ولايزال يعاني منها حتى اليوم, لهذا كله لا تبدو مبررات عاشق السراديب مقنعة, بل هي محاولة مكشوفة للتعمية على الحقيقة, وكأن زعيم "حزب الله" يتقمص شخصية ادولف هتلر في الحرب العالمية الثانية حيث اتخذ من احد سراديب برلين مكانا للاختباء, وكان يستدعي القادة والزعماء والشخصيات السياسية الى هناك ليملي عليهم طلباته وأوامره, تماما كما يفعل نصرالله الآن, ما يعني ان التخفي ليس وساما على صدره كما يقول, بل هو ادانة له ودليل على تضخم ال¯"أنا" الى درجة تثير الغثيان. هتلر انتحر برصاصة من مسدسه بعد أن منيت مخططاته النازية بالفشل, فهل يتكرر السيناريو نفسه مع حسن  نصرالله?!

 

حملة إلكترونية في أميركا ضد <فاسونابل> لإتهامها بالتعاون مع <حزب الله>!

اللواء/كشفت صحيفة <ذا دنفر بوست> الاميركية ان ممثلين قانونيين لشركة <فاسونابل> faconable، الماركة الفرنسية الشهيرة للالبسة التي يملكها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، تقدموا امام احدى المحاكم الفدرالية في مدينة دنفر الاميركية بدعوى قضائية طالبين تبيان هوية مجموعة من مستخدمي الانترنت كتبوا معطيات خاطئة عن الشركة في موقع <ويكيبيديا> المعلوماتي·وقال الوكلاء القانونيون لـ <فاسونابل> المملوكة من مجموعة <ام 1> التابعة للرئيس ميقاتي وشقيقه وابنائهما، ان مستخدمي الانترنت كتبوا في الموقع المذكور في آذار الفائت ان الماركة الفرنسية الشهيرة تدعم <حزب الله> المصنف اميركيا على انه منظمة ارهابية·اضافوا ان <النشر المتكرر للبيانات الشهيرية في ويكيبيديا تسبب باضرار لحقت بالعلامة التجارية <فاسونابل> وان هذا الضرر سيستمر قائما>·واشارت الصحيفة الى ان <فاسونابل> نفت الرابط مع <حزب الله>، لافتة الى ان الدعوى رفعت في دنفر بعدما تبين للوكلاء القانونيين ان مستخدمي الانترنت استخدموا خدمات شركة <سكايبيم> المسجلة كأحد مزودي خدمات الانترنت، وتتخذ دنفر مقرا لها، واستعملوا اسم جون دوز·وعلق مسؤول في شركة الانترنت على طلب مسؤول في شركة <فاسونابل> الام معطيات عن مستخدمي الانترنت> بالقول: <معلومات من هذا القبيل من الضروري طلبها من خلال وكالة إنفاذ القانون المحلية>· وكانت الشركة قد لاحظت في آذار الفائت ان مجموعة من مستخدمي الانترنت دخلوا على صفحتها في موقع <ويكيبيديا>، واضافوا تنبيها موجها الى متصفحي الصفحة يحذر الارتباط المفترض بين <فاسونابل> و<حزب الله>·يذكر ان للشركة فروعاً اميركية في اتلانتا وبيفرلي هيلز وكورال غيبلز وسان فرنسيسكو ونيويورك ودالاس وكوسيتا ميسا واورلندوز·

 

إن لم تستح فكن مسؤولا إيرانيا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

في الوقت الذي منح فيه الرئيس السوري صفة الشهداء لبعض ضحايا العنف الحكومي ضد المتظاهرين في سورية، خرج المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية ليقول إن ما يحدث في سورية مؤامرة غربية! ففي مؤتمره الصحافي قال المتحدث الإيراني رامين مهمان إن الاحتجاجات في سورية تجيء في إطار مؤامرة غربية لزعزعة حكومة تؤيد «المقاومة» في الشرق الأوسط. وإنها، أي المظاهرات، «عمل شرير ينفذه الغربيون خاصة الأميركيين والصهاينة». ويقول المتحدث إن من يتآمرون «يريدون الانتقام من بعض الدول مثل إيران وسورية التي تدعم المعارضة»! والأدهى أن المتحدث الإيراني يقول إن المتآمرين أيضا «يحاولون بمساعدة إعلامهم خلق احتجاج مصطنع في مكان ما، أو المبالغة في مطلب لجماعة صغيرة وعرضه باعتباره مطلب الأغلبية وإرادتها. فهل بعد هذه وقاحة؟ فالمسؤول الإيراني يقول إن مطالب السوريين ما هي إلا عمالة للخارج، والجميع يعلم أن مطالب السوريين حقيقية في دولة هي الأقدم في قانون الطوارئ القمعي، ودولة تنعدم فيها كل الحريات، بل إن الرئيس السوري نفسه لا يزال يعد بالإصلاح، فلماذا الحديث عن الإصلاح طالما هو مطلب عملاء، ولماذا قررت الحكومة زيادة الرواتب، ولماذا يمنح الرئيس صفة الشهداء، وهذا أمر لافت، وقصة بحد ذاتها في دولة علمانية، طالما أن المتظاهرين عملاء؟

والأمر الآخر أن إيران تقول زوراً إن من يتظاهرون في سورية جماعة صغيرة، فهل يعقل أن تخرج المظاهرات في قرابة سبع مدن سورية على مدى ثلاثة أسابيع، ومع عدد قتلى بلغ المائتين أو أكثر، وتصل المظاهرات إلى جوامع، وجامعة دمشق، ويكون المتظاهرون فئة صغيرة، وأقلية، رغم أن السنة هم الأكثرية الساحقة في سورية، والقضية ليست طائفية، بل هناك مظاهرات من جل مكونات المجتمع السوري، بل إنها بدأت من الريف، وتحديداً درعا، الحليف الرئيسي في تركيبة القوة في سورية؟ أمر لا يستقيم بكل تأكيد.

أما حديث المتحدث الرسمي الإيراني عن المقاومة، فهذا هو المضحك المبكي، فيبدو أن طهران، وحلفاءها، لم ينتبهوا بعد أن المواطن العربي شبع من الشعارات المزيفة، والأكاذيب؛ فكل المطالب داخلية وطنية في كل العالم العربي اليوم، فأي مقاومة التي يتحدث عنها الإيرانيون؟ سورية لم تقتل حمامة في معركة المقاومة، ومنذ أكثر من ثلاثة عقود، بل لم ترد حتى على الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها، ودائماً ما تحتفظ بحق الرد، بدون رد. وهاهو سلاح حزب الله في لبنان قد ارتد على اللبنانيين، وتحديداً سنة بيروت، وأرهب باقي الفصائل، وبات نصر الله هو من يعين رئيس الوزراء السني في لبنان! وحتى حماس باتت تقمع المتظاهرين ضدها في غزة، وإن كان الإعلام لم يركز على ذلك لانشغاله بالمسرح المفتوح في العالم العربي. أما إيران نفسها فلم نعهد منها دعماً للمقاومة، حيث لم تطلق رصاصة دفاعاً عن دم عربي، وكلنا يذكر نهي خامنئي للإيرانيين عن الذهاب لغزة إبان الحرب الأخيرة!

وعليه حق لنا أن نقول إنه إن لم تستح فكن مسؤولا إيرانيا!

 

الجارديان تؤكد ما نقتله القناة حول إعدام جنود سوريين 

لندن - وكالات:  ذَكرَت صحيفة (الجارديان) البريطانيَّة أن عناصر القوات السوريَّة الذين قتلوا في أحداث بانياس أطلق عليهم الرصاص من قِبل قوات الأمن بعدما رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين. وكانت  قد علمت من مصادر بالمعارضة السورية يوم الأحد أن مجموعة من الحرس الجمهوري قامت وبأمر مباشر من بشار الأسد بإعدام مقدم من الفرقة التاسعة من مدينة حلب: هو وعشرة عساكر رفضوا ضرب متظاهرين في بانياس. ونقلت الصحيفة عن صحفي في دمشق قوله: إن مراقبي حقوق إنسان حدَّدوا اسم الجندي المجند مراد حجو، من قرية مضايا، كأحد الذين أطلق قناصة الأمن النار عليه. ويقول مراقب حقوق الإنسان وسيم طريف: إن عائلة حجو وبلدته يقولون إنه رفض إطلاق النار على أهله.

وكانت وسائل الإعلام الرسميَّة السوريَّة أعلنت أن تسعة جنود سوريين قتلوا في كمين لجماعة مسلحة في بانياس، إلا أن النشطاء يؤكِّدون أن كل الجنود الذين قتلوا ليسوا ممن رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين. ويضيف طريف: (نحقِّق في أنباء أن بعض الناس كانوا يحملون أسلحة شخصية واستخدموها في الدفاع عن النفس). ويشير تقرير الجارديان أيضًا إلى فيديو على موقع يوتيوب على الإنترنت يظهر فيه جندي مصاب يقول إنه أطلق عليه الرصاص في الظهر من قِبل قوات الأمن بينما يظهر فيديو آخر جنازة محمد عوض قنبر، ذكرت مصادر أنه قُتل لرفضه إطلاق النار على المحتجين.

 

سورية: آلاف النساء يقطعن الطريق بين اللاذقية وطرطوس 

دمشق - وكالات : 13/4/2011 

  قال شهود عيان إن آلاف النساء قطعن الطريق السريع بين مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين السورية وهن يرفعن أغصان الزيتون للمطالبة بإطلاق سراح ذويهن من الرجال الذين أعتقوا. وأفادت مصادر في المعارضة السورية أنه تم الإفراج عن 150 من المعتقلين بيد أن النساء رفضن إنهاء اعتصامهن قبل الإفراج عن الجميع. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان اتهم السلطات باعتقال 350 شخصا من قريتي البيضة وبيت جناد القريبتين من مدينة بانياس الساحلة بعد حملة مداهمة جرت خلال الأيام القليلة الماضية. وقامت قوات الأمن بتطويق قرية وداهمت المنازل جميعها واعتقلت جميع الرجال حتى عمر 60 سنة حسب رواية المرصد. وقد نقلت وكالة رويترز عن أحد المحامين في بانياس أن السلطات الأمنية أرغمت المعتقلين على ترديد هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد أمام كاميرات التلفزيون السوري أمس الثلاثاء. وكانت القرية قد شهدت إطلاق نار كثيف في وقت سابق من أمس الثلاثاء ومقتل شخص حسبما أفاد أحد الشهود من القرية.

حصار بانياس

ويفرض الجيش السوري طوقا مشدد على بانياس التي تعاني نقصا في الطعام وقطعت عنها الكهرباء والاتصالات حسبما أفاد سكان المدينة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد نشطاء الاحتجاجات في المدينة قوله أن الجيش يطوق المدينة فيما يقوم عناصر الأمن والشبيحة بعمليات اعتقال. ونقل شاهد عيان أن المساجد في مدينة بانياس أذاعت قرارا للرئيس السوري بشار الأسد مفاده أن الجيش لن يدخل مدينة بانياس إلا إذا تعرض لإطلاق النار أو الأذى، وأن الرئيس شكل لجنة للبحث في مطالب أهالي بناياس والتحقيق في الأحداث الأخيرة. وقال الشيخ انس عيروط إمام مسجد بانياس في مقابلة مع (بي بي سي): إن مدينة بانياس أصبحت محاصرة مشيرا إلى أن السلطات السورية تمنع وصول المواد الغذائية أو نقل المصابين إلى المستشفيات. وأفاد نشطاء حقوق الإنسان في بانياس أن المجموعات المسلحة الموالية للسلطة والتي تسمى باسم (الشبيحة) قد قتلت الأحد الماضي أربعة أشخاص في المدينة.

وبث التلفزيون السوري أمس الثلاثاء ما وصفه باعترافات خلية (إرهابية) تلقت المال والسلاح من نائب لبناني مقرب من رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري بهدف القيام بإعمال مسلحة في سورية. من جهة أخرى دان البيت الأبيض ما اعتبره تصعيدا في قمع المشاركين في المظاهرات بسورية ووصفه بأنه (أمر فظيع)، معربا عن القلق من أنباء تحدثت عن حرمان مصابين من تلقي العلاج والإسعافات. وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جاي كارني: (نحن قلقون من الأنباء التي تحدثت عن سوريين جرحى منعت الحكومة علاجهم أو الحصول إلى الرعاية الصحية). وأضاف أن (قمع الحكومة السورية المتزايد أمر فظيع، والولايات المتحدة تدين بقوة الجهود المستمرة في قمع المحتجين سلميا). ونفت الحكومة السورية قيامها منع الطواقم الطبية من الوصول إلى المصابين ووصفت هذه الأخبار بأنها عارية عن الصحة. وكانت منظمة (هيومن رايتس ووتش) أفادت أن قوات الأمن السورية منعت الطواقم الطبية في مدينتين على الأقل من الوصول لمعالجة الجرحى من المتظاهرين حين اندلعت مواجهات خلال تظاهرات مناهضة للحكومة الأسبوع الماضي. ووصفت المنظمة التي تتخذ في نيويورك مقرا لها هذا الأجراء بأنه (غير إنساني) و(غير مشروع) موضحا انه حصل في درعا وحرستا قرب دمشق. وتشهد سورية موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة في عدة مدن منذ 15 آذار/ مارس للمطالبة بإصلاحات وإطلاق الحريات العامة وإلغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين.

إعلان دمشق

وتقول جماعة (إعلان دمشق)، ائتلاف المعارضة الرئيسي، إن عدد قتلى الاحتجاجات التي بدأت قبل أقل من شهر وصل إلى 200 ودعت جامعة الدول العربية إلى فرض عقوبات على النظام الحاكم.

وقالت في رسالة يوم الاثنين إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية (إن انتفاضة سورية تصرخ لسقوط 200 شهيد ومئات المصابين وعدد مماثل من الاعتقالات).

وأضافت الرسالة أن النظام (يطلق العنان لقواته كي تحاصر المدن وتروع المدنيين في حين أن المحتجين في كل أنحاء سورية يرددون هتافا واحدا هو (سلمية.. سلمية).

وطلبت الرسالة من الجامعة العربية فرض عقوبات سياسية ودبلوماسية واقتصادية على النظام السوري الذي وصفته بأنه (لا يزال الحارس الأمين لإرث الرئيس الراحل حافظ الأسد) في إشارة إلى حكم القبضة الحديدية للرئيس السوري السابق والد الرئيس الحالي بشار الأسد.

ومع مواجهته احتجاجات لم يسبق لها مثيل ضد حكمه المستمر منذ 11 عاما رد بشار بمزيج يجمع بين القوة -حيث أطلقت قواته الأمنية النار على متظاهرين عزل حسبما ذكر شهود- ووعود غامضة لتخفيف القيود على الحريات مثل استبدال قانون الطوارئ بقانون لمكافحة الإرهاب.

وتطالب الاحتجاجات -التي اندلعت في مدينة درعا بجنوب البلاد الشهر الماضي قبل أن يتسع نطاقها- بحرية التعبير والتجمع والقضاء على الفساد.

وقالت السلطات إن عصابات مسلحة و(مندسين) هم المسؤولون عن أحداث العنف وأن جنودا من الجيش والشرطة لقوا حتفهم أيضا.

 

الجراح نفى إتهامات التلفزيون السوري: ليس لدينا القدرة أو النية للتدخل بالشأن الداخلي السوري

وكالات/نفي عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح ما بثته محطة "lbc" نقلاً عن التلفزيون السوري عن "إعترافات لخلية تخريب بتلقي أموال من الجراح وآخرين وانه في الايام المقبلة سيتم بث المزيد". وقال: "نحن لسنا بوارد التدخل في الشأن السوري الداخلي، وليس لدينا القدرة أو النية، وعندما تدخل الآخرون بالشأن اللبناني رفعنا الصوت عالياً ضد هذا التدخل". الجراح، وفي حديث لمحطة "lbc"، أضاف: "لا نسمح لأحد بالتدخل بالشأن الداخلي اللبناني، وإذا كان لديهم أي ملف يمكنهم مخاطبة الدولة والقضاء عبر وزارة الخارجية اللبنانية"، لافتاً الى ان "الحملة على رموز 14 آذار بدأت من لبنان وليس من سوريا، وثمة أسماء في 14 آذار جرى استهدافها في هذا المسلسل الطويل في محاولة للإساءة اليها، وثمة أطراف لبنانية وبعض وسائل الاعلام تشارك في هذه الحملة"، وأردف: "نحن كنّا نتوقع اشتدادها بعد خطاب الرئيس الحريري عن تدخل ايران في البحرين". وأشار الجراح ان ما بثه التلفزيون السوري "نسخة مكررة من الذي قاله هسام هسام، وهذه اساليب رخيصة يتم التعاطي بها"، متوقعاً "المزيد من الفبركات". وفي حديث آخر لقناة "الجديد"، أكد الجراح أن موقف "تيار المستقبل" فيما يتعلق بسوريا واضح من هذا الأمر وصريح بعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي، مشيراً إلى أن ما نُشر عنه "هو جزأ من حلقة متكاملة بدأت في لبنان وانتقلت الى سوريا، وهي بالتالي انعكاس لما حصل ويحصل في لبنان". وقال: "لا نريد ان يتدخل احد ولن نسمح لأنفسنا بالتدخل بشؤون سوريا باعتبار انه ليس لدينا القدرة ولا الرغبة بالتدخل، و مسألة الاعترافات المبرمجة والمدبلجة التي يقصد منها الاساءة لفريقي السياسي ولي شخصيا، لا تعنينا، واذا كانت لديهم دلائل فليخطروا الدولة اللبنانية والقضاء اللبناني سيأخذ مجراه". ولفت الى ان هناك علاقة شخصية بينه وبين النائب الاسبق للرئيس السوري عبدالحليم خدام، لكنه ملتزم بقرارات تيار "المستقبل"، "فأنا مش فاتح دكانة على حسابي داخل التيار". وأضاف: "سأصدر بياناً في هذا الموضوع اوضح فيه الامور، ولكن موقف"تيار المستقبل" عنه عبر لسان الامين العام للتيار أحمد الحريري".

 

 سجين دمشق

ياسين الحاج صالح/ (الشرق الاوسط)،

طوال سنواتي الخمسين، لم أمتلك جواز سفر. وعدا زيارة لبنان، لم أغادر سورية منذ عام 2004 عندما مُنعت من مغادرة البلاد. وقد حاولت مرات عديدة الحصول على جواز سفر، لكن دون جدوى. قضيت ستة عشر عاما من شبابي في سجون بلادي متهما بالانضمام إلى جماعة شيوعية مؤيدة للديمقراطية. وخلال الاحتجاجات الأخيرة اعتقل العديد من أصدقائي - غالبيتهم من الشباب - بموجب قانون الطوارئ. حالة الطوارئ التي تعيشها سورية منذ 48 عاما، زادت من تغلغل سلطة النخبة الحاكمة في كل مناحي الحياة العامة والخاصة للشعب السوري، ولم يعد هناك من رادع للنظام من استغلال هذه السلطة في إهانة هذا الشعب. واليوم تتوالى الوعود واحدا تلو الآخر لرفع هذه القيود القمعية. لكن على المرء أن يتساءل: هل سيتمكن حزب البعث من حكم سورية دون حالة الطوارئ التي فرضها طوال هذه المدة؟

الذريعة الرسمية التي يتحجج بها النظام السوري لتبرير قانون الطوارئ هي أن البلاد في حالة حرب مع إسرائيل، بيد أن تقييد حرية السوريين لم تُجدِ نفعا في حرب 1967، التي انتهت باحتلال مرتفعات الجولان، كما لم تكن معينا في أي مواجهة مع الدولة اليهودية، أو أي حالة طوارئ حقيقية، ونتيجة لأن كل شيء في نظر الدولة خلال الخمسين عاما الماضية كان حالة طوارئ، لم تكن هناك أي حالة طوارئ. النضال السوري ضد عدوانية إسرائيل شجع على عسكرة الحياة السياسية في البلاد - وهو تطور لقي ترحيبا من جانب حكم الحزب الواحد، وتعليق حكم القانون خلق بيئة مشجعة لنمو طبقة حاكمة جديدة.

في عام 2005، قرر حزب البعث، دون أي مناقشات جادة، التحرك قدما باتجاه ما وصف بأنه اقتصاد السوق الاجتماعي. والذي يفترض أن يعمل على مزج المنافسة والشركات الخاصة مع الإجراء الجيد للاجتماعية التقليدية. حقيقة الأمر، كما كررت الحكومة دائما، ظهر العديد من الاحتكارات وتراجعت جودة البضائع والخدمات.

ولأن المحاكم المحلية تفتقد الاستقلالية، فقد ساد الظلم في أرجاء البلاد، أضف إلى ذلك البيروقراطيين الخاملين والمرتشين وأصبحت الإصلاحات الاقتصادية المقترحة تبريرا لتخصيص القوة الاقتصادية لصالح الأغنياء وأصحاب النفوذ.

لم يكن التحرر الاقتصادي مرتبطا بأي شكل من الأشكال بالتحرر السياسي، وبعد نصف قرن من الحكم الاشتراكي، نشأت طبقة أرستقراطية في سورية لا تقبل مبدأ المساواة والمحاسبة أو حكم القانون. ولم تكن مصادفة أن تستهدف المظاهرات التي شهدتها مدينتا درعا واللاذقية هذه العقارات الخاصة بهذه الطبقة الأرستقراطية المهيبة والممقوتة من قبل الشعب السوري، خاصة تلك المرتبطة بالرئيس بشار الأسد.

استولت الطبقة الحاكمة اليوم في سورية على القوة السياسية والمادية بصورة غير مستحقة، فانسحب أعضاؤها، بصورة أساسية من وقائع الحياة اليومية لغالبية السوريين ولم يعودوا يسمعون الأصوات المكبوتة. وخلال السنوات الأخيرة سادت ثقافة الازدراء تجاه السوريين بين هذه الطبقة..

وعلى الرغم من ادعاء البعض بأن هذه المظاهرات ذات خلفية دينية، فإنه لا توجد مؤشرات على أن الإسلاميين لعبوا دورا رئيسيا في الاحتجاجات الأخيرة، على الرغم من بداية الكثير من هذه المظاهرات من المساجد. والمساجد هي أماكن التجمع الوحيدة التي لا يمكن للحكومة تفريقها، وكانت النصوص الدينية هي آراء لا يمكن للحكومة أن تقمعها. وبدلا من الشعارات الإسلامية، كانت أكثر الشعارات انتشارا في جامع الرفاعي في دمشق في الأول من أبريل (نيسان) «واحد، واحد، واحد، الشعب السوري شعب واحد». السوريون يريدون الحرية وهم مدركون تماما أنها لا يمكن أن تزرع أو تنمو في تربة الخوف، التي وصفها مونتسكيو بأنها أصل كل الشرور. ونحن نعرف هذا أكثر من أي فرد آخر.

البحث عن المساواة والعدالة والكرامة والحرية - لا الدين - هو ما أجبر السوريين على المشاركة في هذه المظاهرات اليوم. وقد دفعت الكثيرين منهم إلى التغلب على خوفهم من الحكومة وجعلوا النظام في حالة دفاع.

يتمتع النظام السوري بتأييد أكبر مما كان لحسني مبارك في مصر أو زين العابدين بن علي في تونس. وكان هذا أحد مصادر القوة والعنصر الذي يبدو أن الأسد لا يلتفت إليه عندما يركن إلى القوات الأمنية لقمع المتظاهرين. وإذا أراد النظام الحفاظ على شرعيته المعيبة إلى حد بعيد، فإن عليه الاستجابة لمطالب المتظاهرين وأن يدرك أن الشعب السوري متعطش للحرية والمساواة.

مهما كانت نتيجة المظاهرات فإن الشعب السوري يواجه مسارا صعبا، فعليه أن يختار بين ألم القمع ومصاعب التحرير، وأنا بطبيعة الحال أفضل الأخير. وبصورة شخصية أنا لا أرغب أن أعيش في أي مكان آخر غير سورية على الرغم من تطلعي للحصول على جواز سفر لزيارة إخوتي في أوروبا والذين لم أرهم في أوروبا منذ 10 سنوات، كما أرغب أخيرا في أن أشعر في النهاية بالأمن.  

 

استبعد حكومة المحور وانتقد الاستجداء في الشام

بيضون يدعو ميقاتــــي للاعتــــــذار

المركزية- إعتبر الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون ان "الطريقة التي يتم بها تشكيل الحكومة محاولة لجعل لبنان تحت وصاية المحور السوري – الايراني"، مشيرا الى أنه "اذا شكل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي حكومة محور لن تصمد وستسقط في الشارع، إذ أنه وعد بأنه لن يأتي بحكومة من لون واحد، كما أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان رفض توقيع مرسوم حكومة لون واحد".

وقال في حديث لـ موقع "المستقبل الإلكتروني": اذا تراجع الرئيسان سليمان وميقاتي عما سبق أن تعهدا به في ظل حديث عن اتفاق على تشكيل حكومة موزعة كالآتي: 10 وزراء لـ (رئيس الجمهورية - والنائب وليد جنبلاط والرئيس ميقاتي )، و19 وزيراً لـ(حزب الله وحلفائه)، ووزير مشترك (وزير خديعة جديدة)، فهذا يعني أن الحكومة سيكون لونها فاقعا، إذ يحكى أنها ستضم شخصيات من أحزاب متموضعة في المحور الآخر".

وإذ ذكر بـ"أن اتفاق الطائف تحدث عن عروبة لبنان وليس الالتزام بالسياسة الايرانية"، لفت إلى أن "المحور السوري - الايراني يضع يده على لبنان ويتهم الآخرين بأنهم مسؤولون عن سياسة المحاور"، مستبعدا "أن يقدم الرئيس ميقاتي على تشكيل هكذا حكومة، لانه سيجر عندها كارثة على البلد في السياسة والاقتصاد".

واستغرب كيف أن "نجوم هذه المرحلة كلما ارادوا التقدم باقتراح في شأن الحكومة ذهبوا الى الشام يستنجدونها لحل الازمة وكأنهم يقولون إن لبنان في حاجة دائمة الى الوصاية، معتبرا أن "مجموعة "8 آذار" تستجلب الوصاية الى لبنان". وفي سياق متصل أوضح بيضون أن مواقف الرئيس سعد الحريري الأخيرة ليست ضد ايران، إنما تعارض تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، وبالتالي موقفه مشتركة مع الدول العربية ومنسجمة مع ميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة".

أضاف: "لا أحد يستطيع سلب رئيس الحكومة صلاحياته الدستورية"، والرئيس ميقاتي يشدد على أنه يدافع عن صلاحيات رئيس الحكومة بينما هو "يضربها بهذه الطريقة وينضم الى تيار أو مجموعة تحاول القول إن رئيس الحكومة لا ينطق باسمها ولا يمثل لبنان". وتابع: "من المعيب أن يعطي موظف في الخارجية الايرانية دروسا في الوطنية لرئيس وزراء لبنان ويقول له: "انت تمثل المصالح الاميركية الاسرائيلية وأنك ضد المصالح الوطنية". و على رغم ذلك لم تتحرك الخارجية اللبنانية ولم تستدع السفير الايراني ولم تعطنا أي توضيحات"، معتبرا "أن كل هذه الضجة في شأن تصريح الرئيس الحريري في الحقيقة إهانة للدولة اللبنانية". واستغرب كيف يطلب الرئيس ميقاتي من الرئيس الحريري أن "يأخذ موقفاً فيه اجماع في حين أنه هو نفسه لم يأتِ بإجماع، لذا الحريّ به أن يعتذر عن التكليف"، لافتا الى "وجود تناقض واضح وازدواجية في المعايير في طريقة تعاطي الرئيس المكلف، وهذا ضد مصلحة الدولة".

وطالب "حزب الله" بأن يقرر ما اذا كان مقاومة ضد العدو الإسرائيلي أو ذراعا من أذرع السياسة الايرانية في لبنان. وقال: "كلام الحزب يظهره واجهة للسياسة الخارجية الايرانية، بينما عليه أن يلتزم فقط بدوره كمقاومة وأن يسقط المشاريع والطموحات الاقليمية ليثبت أنه ليس جزءا من سياسة ايران الاقليمية، واذا كان غير ذلك فمن الطبيعي أن يتساءل اللبنانيون الى أين يجرنا "حزب الله"؟

 

ميقاتي: لتكن ذكرى الحرب حافزا لنا لنستلهم العبر ونسعى الى تجاوز الخلافات ومعالجة قضايانا الخلافية بالحوار

وطنية - 13/4/2011 رأى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي في تصريح اليوم "أن ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية الأليمة التي تصادف اليوم يجب أن تكون درسا وحافزا لنا جميعا لكي نستلهم العبر مما أصاب وطننا وشعبنا، ونسعى لتجاوز الخلافات التي تعصف بنا حاليا، ونعمل بروح المسؤولية الوطنية على تحصين وطننا ومعالجة قضايانا الخلافية بالحوار والتفاهم". وقال: "إننا على اقتناع بأن الغالبية الساحقة من اللبنانيين ترفض العودة الى منطق الحرب والانقسام الداخلي، وقد انطلقت فعلا في مسار الانصهار الوطني الفعلي، لكن إنهاء الحرب لا يكون فقط بوقف إطلاق النار أو بالتناسي، بل باستخلاص العبر من دروس الماضي، ونأمل أن يكون الأطراف السياسيون المتصارعون قد استخلصوا العبر مما حصل في الماضي القريب ومن كل الحقبات الأليمة في تاريخ لبنان، وباتت على اقتناع بوجوب الإنطلاق معا نحن اللبنانيين لتحصين البنيان الوطني وحماية وطننا من التجاذبات الإقليمية والدولية التي حذرنا دائما من إنعكاساتها السلبية على الوحدة الوطنية". ودعا إلى "الإتعاظ من تجارب الماضي الأليم التي علمتنا أن لا أحد في لبنان قادر على إلغاء أحد، والإبتعاد عن لغة التصعيد التي تباعد بين الناس وتزيد الشحن في النفوس، في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة إلى ما يقرب بين اللبنانيين ويحقق المصالحة الشاملة التي لا بديل منها مهما باعدت الخلافات بين أبناء الوطن الواحد". وناشد القيادات السياسية كافة "الاقدام بشجاعة على خطوات تقرب المسافات بين اللبنانيين والتنازل في سبيل مصلحة الوطن والتضحية، لأن القرارات الشجاعة هذا أوانها، وهي وجه من وجوه الصمود الوطني الذي يحفظ للبنان قوته ومنعته ووحدته ويمكنه من مواجهة التحديات والمؤامرات على أنواعها".

وحض الشباب اللبناني خصوصا على "الاتعاظ من دروس الماضي القريب والبعيد ورفض استخدامهم وقودا في أي معارك عبثية لا تؤدي الا الى المزيد من اليأس والهجرة".

وناشدهم "أن يمسكوا أقدارهم بأيديهم وأن يعملوا على بناء لبنان المستقبل، قولا وفعلا، برؤى مستقبلية رائدة".

إستقبالات

وكان ميقاتي استقبل بعد ظهر اليوم وفدا من "الحزب الديموقراطي اللبناني" ضم نائبي الرئيس النائب فادي الاعور والنائب السابق مروان أبو فاضل. وأشارا في بيان الى أنهما "أبلغا الرئيس ميقاتي إصرار الحزب على التمثل في الحكومة الجديدة بحقيبة أساسية وعدم قبول وزارة دولة واحدة". وسئل ميقاتي موقفه من مطالبة الطائفة العلوية بتمثيلها في الحكومة الجديدة، فقال: "إنني مع تمثيل كل الطوائف والفئات اللبنانية في الحكومة إنطلاقا من عدم جواز التمييز بين اللبنانيين في الحقوق والواجبات، وسنسعى الى معالجة هذا الموضوع بروح إيجابية بناءة بالتعاون مع الجميع".

 

أسارتا ترأس الاجتماع العسكري الثلاثي عند معبر الناقورة

سينغ :البحث تناول مواضيع الخط الازرق والامن البحري والغجر

وطنية - 13/4/2011 أعلن المتحدث باسم "اليونيفيل" نيراج سينغ ان "القائد العام لليونيفيل الجنرال ألبرتو أسارتا ترأس اليوم اجتماعا عسكريا ثلاثيا ضم كبار الضباط في الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي في موقع الامم المتحدة عند معبر رأس الناقورة، تم خلاله بحث امور متعلقة بمهمة اليونيفيل ومن ضمنها الوضع على طول خط الانسحاب والخروقات والحوادث".

اضاف: "كذلك، تم البحث في موضوع الانسحاب الاسرائيلي من شمال قرية الغجر، وفي موضوع الأمن البحري، وقد أعرب الطرفان عن دعمهما الكامل والتزامهما بالعمل مع اليونيفيل من اجل تطبيق البنود ذات الصلة المتعلقة بقرار لمجلس الامن 1701".

 

 سليمان عرض الأوضاع مع عفيش وباسيل ودو فريج: 13 نيسان للتبصر في ما حصل من انقسام بين اللبنانيين

لا سبيل الى قيام الدولة إلا بالحوار تحت سقف الدستور

وطنية - 13/4/2011 أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن أمله أن تكون محطة 13 نيسان "في ضمير اللبنانيين وعقولهم ذكرى وعبرة. والذكرى هي للتبصر في ما حصل من انقسام واقتتال بين اللبنانيين وما رافق ذلك من خراب ودمار لا يزال البعض منه ماثلا الى اليوم. وأما العبرة فهي في أن يعي اللبنانيون أن لا سبيل لقيام الدولة التي يصبون اليها إلا بالحوار والتفاهم والتلاقي تحت سقف الدستور وميثاق العيش المشترك واحترام القوانين والاعتراف المتبادل من أجل قيام الدولة القوية القادرة التي تحمي الوطن والمواطنين وتؤمن الاستقلال والكرامة الوطنية".

عفيش

وفي نشاطه، تابع سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم أوضاع السجون واطلع من وزيرة الدولة في حكومة تصريف الاعمال منى عفيش على سلسلة من الاقتراحات العملية الهادفة الى تحسين أوضاع المسجونين والابنية، بدءا من تخفيف الاكتظاظ عبر إجراء التحقيقات والمحاكمات بسرعة وصولا الى خطوات آيلة الى تعزيز النواحي الانسانية والاجتماعية والرياضية للسجناء بغية إعادة تأهيلهم تمهيدا لاندماجهم مجددا في المجتمع عبر برامج إجتماعية وتثقيفية وتربوية تساهم في هذه العملية وقتل الفراغ الذي يعيشونه راهنا في الزنزانات التي تفتقر الى أبسط مقومات الحياة الانسانية.

وكرر سليمان أمله في "أن يحظى هذا الموضوع من جوانبه كافة بأولوية إهتمامات الحكومة المقبلة، بما يساعد في إقفال هذا الملف بكل بنوده وتشعباته وتفاصيله".

وزير الطاقة

وعرض رئيس الجمهورية مع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل للأوضاع الراهنة على الساحة الداخلية إضافة الى عمل وزارته في هذه المرحلة.

دو فريج

وتناول مع النائب نبيل دو فريج التطورات والشؤون السياسية المطروحة.

إتحاد الجمعيات والروابط

وزار القصر الجمهوري السيد راجي الحكيم مع وفد اتحاد الجمعيات والروابط والهيئات البيروتية، سلم الى رئيس الجمهورية شتلة زيتون من شعب غزة تحية له وتقديرا لمواقفه.

 

"الراي": مرتبة متقدمة في توزيع الحصص واختبار نهائـــي حاسم للأكثريــــة

المركزية- أعلنت صحيفة "الراي الكويتية" أن الاوساط القريبة من الاكثرية الجديدة في لبنان، تبدو في أجواء الشوط النهائي من عملية تأليف الحكومة الجديدة، من منطلق ان اكتمال التوزيع السياسي في تركيبتها انجز في شكل شبه كامل ولم تبق سوى عقدة وزارة "الداخلية" وحدها لكي ينجز الامر، ويجري الاتفاق على توزيع الاسماء وإسقاطها على الحقائب.

ونقلت الصحيفة عن اوساط مطلعة على المشاورات السياسية الجارية تأكيدها الوصول الى مرتبة متقدمة في توزيع الحصص، لكنها رأت في المقابل دفعاً اعلامياً ومعنوياً ضاغطاً على رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي يتجاوز الوقائع لحمله على التسليم بسرعة ببعض ما تبقى من شروط ضمنية لدى قوى 8 آذار لكي يحصل زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون على الحد الاقصى من مطالبه، ومن ضمنها ان تؤول اليه وزارة الداخلية ولو بطريقة غير مباشرة". وأضافت: "ان اليومين المقبلين سيبلوران طبيعة المساعي التي يتولاها المفاوضون عبر لقاءات واتصالات كثيفة تجري غالباً بعيداً من الاضواء من اجل استعجال بت هذه المشكلات، علماً ان قوى الاكثرية الجديدة في مجملها تنحو كأنها في مناخ كلمة سر ضمنية بضرورة استعجال تأليف الحكومة في اقرب وقت".وتعتقد الاوساط المطلعة ان لهذا الاستعجال بعداً داخلياً يتعلق بالمحاذير الضخمة التي بدأت تترتب على صورة الاكثرية كلما طال امد تأليف الحكومة وظهرت التباينات بين اطرافها، كما ان هناك بعداً اقليمياً يتمثل في خشية هذا الفريق من تفاقم التطورات المتلاحقة في سوريا وامكان تأثيرها بقوة على الوضع في المنطقة وخصوصاً في لبنان. وأشارت الى ان في ضوء هذين البعدين، من غير المستبعد ان تكون الايام القليلة المقبلة بمثابة اختبار نهائي حاسم للاكثرية لان حلول الاسبوع المقبل من دون تأليف الحكومة او بلورة مشروعها النهائي سيحمل مزيداً من التعقيدات والصعوبات التي لا مصلحة للاكثرية في انكشافها امامها.

 

القبس": لا سقف زمنياً للتأليــف الاعجوبة الحكومية ليست مستحيلة

المركزية- أعلنت صحيفة "القبس الكويتية" ان التطورات الاقليمية لم تمنع مصادر رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من الاحتفاظ بتفاؤلها المعهود، من دون الإشارة الى سقف زمني للتأليف، الذي ربما يستهلك أياما أخرى، أو أسابيع أخرى، حتى ولو كان ايقاع الاتصالات أكثر سرعة وكثافة. ونقلت الصحيفة عن المصادر ان لقاء حاسماً سيعقد بين ميقاتي ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، خصوصا في ضوء الموقف السوري الذي تجاوز "التمنيات الحارة" بالتظهير السريع لصورة الحكومة العتيدة، في وقت لا تريد فيه مصادر بري الحديث عن سقف زمني، حتى لا تسقط مرة أخرى في التوقعات الخاطئة، وهي تقول ان لا تفاهم حتى الآن حول الحقائب، مع ان معلومات اليومين الفائتين تحدثت عن اختراق ما. ولفتت الصحيفة الى ان لعبة الكر والفر لا تزال في أوجها، ولكن للتأكيد على ان الاتصالات المكوكية قائمة على قدم وساق. واعتبرت ان الأمور ستبقى تدور حول نفسها اذا لم يتراجع عون عن شروطه، فتكون العودة الى نقطة الصفر، لافتة الى ان "الأعجوبة الحكومية" ليست مستحيلة

 

زهرا: على البيان الوزاري ان يتضمن جوابين حول السلاح والمحكمة الدولية

وطنية - 13/4/2011 - توقع عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان- الحرية والكرامة"، "مزيدا من الضغوط على رئيس الحكومة المكلف لتطويعه ما قد يؤدي الى الإستمرار في تأخير تشكيل الحكومة". وإعتبر ان "رئيس الحكومة المكلف ليس فقط امام عقدة التمثيل والأحجام بل أمام السؤالين اللذين يجب ان يتضمن البيان الوزاري جوابين عليهما، حول السلاح والمحكمة الدولية". ورأى ان "موقف الإعتذار يعود الى ميقاتي وحده إذ لا توجد آلية دستورية تفرض عليه هذا الأمر".

وعن دعوة الكتائب الى تشكيل حكومة إنقاذ وطني، شدد على ان "هذه الدعوة تنبع من الحس الوطني والإرادة الخيرة لديها ولدى 14 آذار، لكن الأمور منوطة فعليا بالإرادة السياسية للغالبية الجديدة".

 

"البلد في أزمة حكم مفتوحة تتعدى التشكيــل"

الصايغ: الراعي يهيء المناخات للقاء المسيحي

حكــــــومة ميقاتي حبة "اسبرين" للوضع

روما- من مراسل الوكالة المركزية /المركزية- اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور سليم الصايغ ان زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان هي اكثر من عادية اذ يحمل وزنات مسيحيي الشرق والتحديات التي يواجهونها في هذه المنطقة ويبرز بالتالي دور رسالة لبنان ليكون منارة حقيقية لكل هذه الشعوب التي تستنهض ذاتها، واكد ان البطريرك يعمل على تهيئة المناخات للقاء المسيحي المرتقب ويلعب دورا تاسيسيا كما لعب البطريرك الحويك في زمن ما، معتبرا ان حكومة الرئيس ميقاتي كيفما شكلت ستكون حبة "اسبرين" للوضع. وقال في حديث الى "المركزية" "ان هذه الزيارة تندرج في اطار المتابعة لما قام بتأسيسه البطاركة عبر الازمان مع مركز الكاثوليكية في العالم والتأكيد على ان الكنيسة الشرقية المارونية هي جزء لا يتجزأ من منظومة الكاثوليكية العالمية، وبالتالي تأتي في وقت تجتاز فيه المنطقة العربية والمسيحية المشرقية الكثير من التحديات الوجودية حيث هناك انحسار الوجود المسيحي السياسي والفاعل في البلدان العربية فضلا عن التهديد الذي يضرب الكيان اللبناني الحاضن لمشروع الحرية وتفاعل المسيحيين مع بيئتهم، ولذلك فان هذه الزيارة هي أكثر من تقليدية عادية في زمن عادي حيث يحمل البطريرك الراعي آمال وكل وزنات مسيحيي الشرق والتحديات التي يواجهونها في هذه المنطقة التي تعيش مفترقات مهمة ليؤكد ضرورة تفعيل القيم اللبنانية ليكون هذا البلد منارة حقيقية لكل هذه الشعوب التي تستنهض ذاتها على اساس الحق والعدالة والقيم لبناء سلام حقيقي في المجتمعات وبين الشعوب. كما يريد البطريرك ابراز دور لبنان الرسالة بمعنى ان هذا الوطن لديه ما يعطيه للعالم وليس فقط طلب المساعدة ولا سيما على مستوى الانحدار الى الماديات وتفكك المجتمعات والعائلة وتقهقر دور الانسان، فيكون بذلك لبنان فرصة لاوروبا كما كانت اوروبا فرصة للبنان .

وعن المصالحة المسيحية والدور الذي يمكن ان يلعبه الفاتيكان على هذا الصعيد، قال: ديناميكية المصالحة المسيحية يجب ان تأتي من الداخل اللبناني ولا نستطيع تحميل الفاتيكان أكثر مما يستطيع تحمله". وأشار الى ان تماسك المسيحيين في لبنان اكثر من مشروع اذ يتطلب رؤية ونفسا وروحا ومن ثم اطلاق ديناميكية التشبيك والتلاقي، وهذه هي النهضة الحقيقية. لكن بذور الثورة التي اشعلها البابا يوحنا بولس الثاني في بولونيا ضد الطغيان لا بد ان يبدأها البطريرك الراعي عبر اطلاق ديناميكية توحيد المسيحيين ضد طغيان التصلب والفساد والتبعية والزبائنية والعبثية لان البطريرك هو الحامل الحقيقي للوديعة التاريخية لعملية تطوير وتغيير وتجديد وبناء عهد جديد والا سنبقى في اطار مقاربة تقنية لعملية المصالحة التي يجب ان تكون خلاقة وشراكة عامودية ليس فقط بين الله والانسان بل بين بكركي والانسان المسيحي وهذا اكبر تحدي لانقاذ مشروع الحرية الذي بدونه لا وجود للمسيحيين في لبنان ولا في الشرق .

وعن اللقاء المسيحي المرتقب، قال: البطريرك يعمل على تهيئة المناخات وزرع البذار لهذا اللقاء والتحدي الكبير للبطريرك ان يوظف رأسماله المعنوي والروحي ليعطي الدفع لالية المصالحة انطلاقا من مبادئ السينودس وتوصيات المجمع الماروني وشرعة العمل السياسي للكنيسة، ورأى ان المقاربة عميقة وقد تكون آلياتها على مراحل تتضمن لقاءات وتقنيات الحد من الخسائر وترتيب امور البيت وغير ذلك واذا لم يتم اطلاق هذه الديناميكية الكبرى سيبقى اللقاء محاولة من بين محاولات مفعولها لن يكون بمستوى التحدي التاريخي الذي تواجهه المسيحية في الشرق ولبنان .

تفويض الراعي: وعما اذا كان التفاف جميع القوى الحية حول البطريرك الراعي يعني تفويضا له على غرار التفويض الذي اعطي للبطريرك الحويك، قال: رأينا رؤساء الطوائف سلمت سيد بكركي نوعا من هذه الامانة واعطته الكثير من الثقة بغض النظر عن القوى السياسية التي ليست جميعها حرة وقادرة على اعطاء مثل هذا التفويض.

ولفت الى ان البطريرك يمثل الضمير اللبناني في ما يطمح اليه اللبنانيون ويحمل وزنات الوطن والدولة اللبنانية والمسيحية المشرقية وهو ليس برئيس دولة لكن يجسد امال هذا الشعب عبر دعوته الى صيانة المؤسسات الدستورية والاسراع بتشكيل الحكومة المنشودة والتداول في الحياة السياسية وان يكون هناك سلطة واحدة بحيث شكل بطروحاته جسرا بين احلام الشعب اللبناني والدولة اللبنانية، ويلعب دورا تأسيسيا جديدا تماما كما لعب البطريرك الحويك في زمن ما ولكن من دون الغاء القائم انما لتفعيله وتجديده واستنهاضه واعطى اشارات واضحة الى كل المسؤولين لكي لا يفرطوا بالنظام الديمقراطي والحريات .

أزمة مفتوحة: وعن الوضع الحكومي وتعقيداته، قال: البلد وصل الى ازمة مفتوحة اكثر من ازمة حكومة بل ازمة حكم، فهناك انتظام السلطة وازمة لدور كل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة حيث ان احدا منهم لا يلعب دوره بالكامل وهناك تعطيل اساسي واستقواء في الداخل اللبناني واليوم لا تكون سلطة في لبنان من دون ان يكون حزب الله قابضاً عليها بصورة واضحة وهذا ما تفهمه الرئيس ميقاتي الذي كان يرغب ان يكون رئيسا توافقيا للحد من الخسائر وابعاد الازمة والفتنة عن لبنان ولكنه دخل في نفق مظلم واصبح امام حائط مسدود لكن علينا اليوم الاستفادة من انشغال كل الاطراف الاقليمية بمشاكلهم والابتعاد عن موازين القوى للحظة حتى نتمكن من اعادة الحكم على قاعدة الدستور اللبناني حيث لا امكانية لتغيير هذا النظام في ظل السلاح والتهديد بموازين القوى لان اصل المشكلة هي قضية سيادة الدولة على ارضها، هذا هو الدور التاريخي المنوط بالبطريركية وليس فقط عقد قمة روحية او لقاء زعماء من دون ان يكون هناك حل لجوهر المشكلة . وحكومة الرئيس ميقاتي كيفما شكلت ستكون حبة اسبرين للوضع ولن تستطيع ان تحكم ضد نصف الشعب اللبناني اقله ولا ضد طائفة في لبنان مهما كانت التغطيات .

وعن الحل العملي لهذا الوضع الذي يشل المؤسسات، قال: "المبادرة تبقى بيد رئيس البلاد، شاء من شاء وابى من ابى، الذي يستطيع ان لا يوقع على تشكيلة حكومية لا تنسجم مع قناعته. فبعد كل الزخم الذي اعطاه رئيس الجمهورية لموقعه وبعد التواصل مع سيد بكركي لديه فرصة مهمة ان يكون جديا رئيسا للبلاد وليس حاصل موازين القوى الداخلية لانه اصبح في حالة ارتقاء وترقي لكل القوى التي افرزت هذا الرئيس في الانتخابات الرئاسية وهناك فرصة مهمة ايضا تسمح ان يبدا الرئيس سليمان عهده من جديد من اعتباره ان هناك استحالة لتاليف الحكومة في الظرف الحاضرة ويستطيع القيام بخطوات دستورية والدعوة تالى مبادرة برعاية بكركي تضم سائر الطوائف اللبنانية لعقد مؤتمر اسلامي مسيحي حقيقي وهذه الافكار يتم التداول بها بشكل جدي لاطلاق النداء الانقاذي والتاسيسي والتجديدي للبنان بحيث يكرس دور رئيس الجمهورية اكثر من اي وقت مضى وتضع هذه القمة الخطوط التي تنتج حكومة وحدة وطنية كما نحن نطمح.

وفي ضوء شلل المؤسسات ليس لدينا حل الا تلقف الغضب الشعبي والثورة الكامنة في قلب كل لبنان تجاه هذا الوضع من قبل القيادات الروحية الفاعلة ومن هنا نتطلع الى دور سيد بكركي الضامن تللدولة المدنية في لبنان وانتاج التوافق بين هذه الطوائف التي تعيد ضخ الحياة في الدستور وتفعيل ما يجب تفعيله من بنود واعطاء الطمانينة للجميع وفك الارتباط بين قوة السلاح والنفوذ السياسي ووضع الية تعطي للبنان الافق والوسائل التي تجعل من الدولة اللبنانية الدولة المسيطرة والوحيدة المتملكة والمتمنكة من كل القرارات ولا سيما القرارات الامنية والادارية.

 

سعدالله الخوري: توزيع الحصص غير وارد دستوريا ويتم بالتفـــاهم وحسن التعـــــامل بين الكتل

المركزية- أعلن الرئيس السابق لمجلس شورى الدولة القاضي يوسف سعدالله الخوري أن الدستور اللبناني لا ينص على توزيع الحصص الوزارية على الكتل النيابية لا لـ"زيد ولا عمر"، موضحا أن التوزيع يتم بالتفاهم وحسن التعامل بين الكتل ونسبة للعدد. وقال في حديث لـ"المركزية": "المادة 53 من الدستور تنص على ان من يشكل الحكومة هو رئيس الجمهورية بالاشتراك مع رئيس الحكومة المكلف، أي بالتفاهم بينهما على ان يوقع رئيس الجمهورية مرسوم التشكيل". أضاف:" أما موضوع توزيع الحصص فيتم حسب التفاهم السياسي بين الكتل، ومن خلال حسن التعامل بين بعضها البعض، وأما القول ان الدستور اعطى حصة لزيد او عمر فهذا غير صحيح، موضحا ان للدستور والقانون الطابع الشامل العام الموضوعي، وهما لم يأتيا يوما على ذكر حصص ذات طابع شخصي خاص، وتاليا، فتوزيع الحصص بين الكتل النيابية يجب ان يحصل بالتفاهم كي تفوز الحكومة بثقة النواب في البرلمان.  واشار الى ان "من الناحية القانونية الصرف الدستور لا ينص على أي حصص، وليس من نص قانوني يقضي بتوزيع الحصص، لا في رئاسة الجمهورية ولا في الحكومة ولا في الكتل النيابية، مشيرا الى ان من لديه السلطة في تشكيل الحكومة او عدمه هو رئيس الجمهورية والرئيس المكلف". من جهة اخرى، أعلن الخوري ان الدستور لم يضع مهلة ملزمة لتشكيل الحكومة، مشيرا الى ان الرئيس المكلف يأخذ وقته ولا احد يستطيع ان يسحب منه التكليف بعد الاستشارات الا اذا اعتذر هو بنفسه عن التكليف. واعتبر ان التأخير في التشكيل مرده الى انعدام التوافق الى حين تاريخه، لافتا الى ان الامور تتقدم مرة ثم تتراجع نتيجة عراقيل ما، آملا في ان يكون هذا التأخير لمصلحة البلاد.

 

التلفزيون السوري بث اعترافات اتهمت لبنانيين بحوادثها

الجــــراح: هجومهم هدفه التبـرؤ مــن كوارثــهم

"المســتقبل": نحتفظ بحق الإدعـــاء على المدبــرين

المركزية- في اعقاب ما بثه التلفزيون السوري فجر اليوم من "اعترافات نسبها الى خلية ارهابية مؤلفة من ثلاثة أشخاص ادعوا انهم زودوا بالمال والسلاح من جهات خارجية وتحديدأ من جماعة الإخوان المسلمين وعضو كتلة "المستقبل" اللبنانية النائب جمال الجراح إضافة إلى هواتف متطورة وسيارات تشبه سيارات الشرطة للتحريض على التظاهر والقيام بأعمال تخريبية من شأنها المساس بأمن سوريا على أن يتم في الأيام المقبلة بث المزيد من الإعترافات سجلت في لبنان ردود فعل استنكرت الإعترافات قابلها مواقف أكدت صحتها.

الجراح: فقد نفى المعني الأول بالإتهامات النائب الجراح ما ذكره التلفزيون السوري عن ان "تيار المستقبل" وقوى "14 آذار" يتدخلان في الشأن السوري، مشدداً على ان "لا قدرة أو نية لنا للتدخل في الشؤون الداخلية السورية". وقال في أحاديث تلفزيونية "إن الهجمة التي يشنها الاعلام السوري وبعض اجهزة الاعلام اللبناني على التيار و"14 آذار" تهدف الى نقل المشكلة الداخلية السورية الى نطاق اكبر اضافة الى التبرؤ امام جماهيرهم من الكوارث التي تسببوا بها". اضاف: "مسألة الاعترافات المبرمجة والمدبلجة التي يقصد منها الاساءة لفريقي السياسي ولي شخصيا، لا تعنينا، واذا كانت لديهم دلائل فليبلغوا الدولة اللبنانية والقضاء اللبناني سيأخذ مجراه".ورداً على سؤال، أعلن الجراح ان هناك علاقة شخصية بينه وبين النائب الاسبق للرئيس السوري عبد الحليم خدام، لكنه ملتزم بقرارات "تيار المستقبل ومش فاتح دكانة على حسابي داخل التيار".

وذكّر بأن الامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري "كان واضحاً في هذا الامر وأصدر بياناً اعتبر فيه ان لا علاقة لنا في كل ما يجري في سوريا من احداث، ونحن نحرص كل الحرص على امن سوريا واستقرارها". ختم: "نحن لا نملك القدرة ولا الرغبة في التدخل في الشأن السوري، ونطالب دائماً بعدم التدخل السوري في شؤوننا الداخلية".

كتلة "المستقبل": بدورها اكدت كتلة "المستقبل" ان لا علاقة لها او لأي نائب من نوابها لا من قريب او بعيد بأي تدخل في الأحداث التي تشهدها المدن السورية، مشددة" على انها تحتفظ في حقها القانوني كاملا" بما في ذلك الإدعاء على الأشخاص الذين اختلقوا ودبروا واطلقوا هذه الإتهامات.

وقالت في بيان: إزاء هذه الإدعاءات الباطلة، يهم كتلة المستقبل أن توضح وتكرر، أن لا علاقة لها أو لأي نائب من نوابها لا من قريب أو بعيد في أي تدخل في الأحداث التي تشهدها المدن السورية لا في شكل مباشر أو غير مباشر. والكتلة كانت قد أعلنت مرارا أنها لا ترغب ولا تؤيد التدخل في الشؤون الداخلية السورية، وهذا الأمر ينطبق على نوابها وأعضاء تيار المستقبل كافة". اضافت: "من هنا تنفي الكتلة نفيا باتا ما ذكر من اتهامات باطلة في حق النائب الجراح وتحتفظ في حقها القانوني كاملا بما في ذلك الادعاء على الأشخاص الذين اختلقوا ودبروا وأطلقوا هذه الاتهامات الباطلة والمرفوضة، وتعتبر أن هذا الاتهام الكاذب يهدف لتعكير العلاقات اللبنانية السورية الأخوية والزج بتيار المستقبل في اتهامات مختلقة ضده التي هو بعيد عنها كل البعد". فتفت: من جهته، اكد عضو كتلة " المستقبل" النائب احمد فتفت في حديث متلفز ان "الكلام عن تدخل بعض الاطراف في لبنان بالشؤون الداخلية السورية يشكل محاولة لجر لبنان الى الفتنة، وهو كلام مفبرك ولا اساس له من الصحة، السوريون يريدون ان يدفعوا بالأمور في اتجاه لبنان".

قانصو: في المقابل اعتبر رئيس المكتب السياسي في "الحزب السوري القومي الاجتماعي" الوزير الاسبق علي قانصو ان نفي عضو كتلة "المستقبل" النائب الجراح لما نقله التلفزيون السوري ليس حجة كافية على عدم التورط بالاحداث في سوريا، مشيرا الى انه "لا أحد ينتظر من المتورطين ان يأكدوا ذلك".

واذ توقع في حديث تلفزيوني ان تشهد الايام المقبلة المزيد من الاعترافات، تمنى ان لا يكون هناك فريقا" لبنانيا" متورطا" بالاحداث الامنية والعسكرية في سوريا.

 

قاووق: فريق فضائح ويكيليكس يعيق التشكيـل والتطاول على ايران تعبير عن الافلاس والارباك

المركزية – اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن الفريق السياسي الغارق في فضائح ويكيليكس يعيش حالة من التوتر وهو يستخدم كل الأسلحة من أجل إعاقة تشكيل الحكومة الجديدة التي كلما اقتربنا من تشكيلها أكثر فأكثر سيزداد توترهم ويعلو صراخهم وضجيجهم وهو ما يدفعنا بالتالي إلى أن نستعجل في إنجاز تشكيل الحكومة، مشيراً إلى حصول تقدم حقيقي في هذا الإطار حيث وصلت عملية التشكيل إلى المراحل الأخيرة من إنجاز حكومة جديدة تقطع الطريق على كل المشاريع الأمريكية التي تريد أن تسدي الخدمات لإسرائيل لأن أميركا لا يعنيها في لبنان لا سيادة ولا ديموقراطية وإنما تحقيق الأهداف الإسرائيلية في الساحة اللبنانية.

ولفت قاووق خلال لقاء حواري معه حول المشهد المحلي والإقليمي في ظل التطورات الراهنة في منتدى الفكر والأدب في صور لمناسبة ذكرى مجزرة قانا 1996 واستشهاد السيد محمد باقر الصدر إلى أن التطاول على إيران ليس إلا تعبيراً عن حالة الإفلاس السياسي والشعبي والإرباك الذي أصاب أميركا وأتباعها وأدواتها في المنطقة بعد تراجع وانحسار مشروعها، في مقابل ازدياد قوة مشروع المقاومة والدول الداعمة لها أكثر فأكثر، ورأى أنه من الطبيعي أن يصابوا بحالة توتر وصداع إن لم نقل إنهم مرشحون بأن يصابوا بالجنون.

وأكد الشيخ قاووق أن محاولات توتير الأجواء الداخلية وتعميق الانقسامات ليست إلا من باب البلطجة السياسية والإعلامية التي لن تغير الواقع مشيراً إلى أن أعداء المقاومة في حروبهم العسكرية والسياسية والإعلامية كانوا يعملون على استهداف جناحي المقاومة أي "حزب الله وحركة أمل" لأن هذا التحالف بينهما يشكل الركيزة الأساس لانتصارات لبنان أمام إسرائيل وحمايته من مشاريع الفتنة الأميركية، وقال: كلما استهدفوا هذه الإرادة، كلما ازدادت هذه العلاقة ترسخاً وتكاملاً وتوحداً وتعززت شعبياً أكثر فأكثر.

وأشار إلى المحاولات الجارية لجر لبنان إلى محاور إقليمية فاشلة ويائسة ومفلسة كمحور عرب أميركا الذي بات في موقع الانهيار والتداعي والذي انكشفت أوراقه وبات محوراً مفلساً سياسياً وشعبياً ، ورأى أنه بالتالي جاء استهداف الدولة التي كانت الأولى في دعمها لحق لبنان في المقاومة وهي في موقع متقدم في نصرة فلسطين أي الجمهورية الإسلامية في إيران التي كانت أول دولة إسلامية في العالم تقف إلى جانب حق لبنان في المقاومة وتقدم المساعدات لرفع آثار العدوان، وهي قدمت للبنان أكثر مما وعدت ومن الذين وعدوا ولم يفوا بالتزاماتهم حتى الآن. وأضاف: نحن لا يمكن أن ننسى أصدقاء لبنان والمقاومة ولا يمكن إلا أن نكون في موقع الوفاء لأهل الوفاء.

وشدد الشيخ قاووق على أن وثائق ويكيليكس وثقت وفضحت اليد التي امتدت لتطعن المقاومة بظهرها مشيراً إلى أن مشروع استهداف سلاح المقاومة كان يعد له منذ العام 2005، وأضاف أننا بالتالي في موقع أفضل بعد أن أسقطت كل الأقنعة وبعدما وصل الشعب إلى الحقيقة وبات عليه أن يحقق العدالة تجاه الذين تلطخت أيديهم بدماء شهدائها في عدوان تموز 2006، مشيراً إلى أن هؤلاء يجب أن يحاكموا وهذا من موقع الواجب الوطني والإنساني والأخلاقي تجاه شهداء الوطن في تموز 2006. ولفت إلى أن هناك فريقاً سياسياً بأكمله ارتضى لنفسه أن يكون مخبراً عند الأمريكيين ومحرضاً على المقاومة واجتياح أرض الوطن وسيادته، وأضاف: إذا قلنا إنهم مخبرون لا نكون منصفين في التسمية لأن وثائق وفضائح ويكيليكس تؤكد أن ما كان يحصل من قبل هذا الفريق السياسي هو أكبر بكثير من تخاذل أو إعطاء مجرد معلومات إو تواطؤ.

ورأى الشيخ قاووق أنه لعل ما حصل في المسارات السياسية في لبنان يدل على أن المعارضة السابقة كانت محقة في إجراء تغيير على المستوى الحكومي مشيراً إلى أن وثائق ويكيليكس تؤكد صوابية قرارها لأن المشروع الآخر كان يريد أن يجر لبنان إلى محور أميركا في المنطقة.

وأكد أن أميركا التي كانت تتغنى بلبنان وبإنجازات ثورة الارز لا يمكنها اليوم أن تفعل ذلك إذ أين هي هذه الإنجازات، بل بات يمكنها أن تتحدث عن إخفاق وخسارة مشروعها ورجالاتها المفضلين في لبنان الذي أرادوه ساحة لمكاسب سياسية أميركية تعوض إخفاقاتهم في العراق وأفغانستان وكل المنطقة.

وأكد أن أميركا تشعر اليوم بالخسارة الكبرى لها في المنطقة بعد أن خسرت رجالها المفضلين في تونس ولبنان ومصر وولى مشروع التسوية والمسار السياسي لإنهاء قضية فلسطين. وشدد على أن كل الوقائع تؤكد أن السياسة الأمريكية مسؤولة عن الدم الذي يسفك في البحرين واليمن وليبيا لأن أميركا لا يعنيها ديموقراطية أو حرية أو حماية كرامات ومقدسات ودماء الشعوب العربية وإنما يعنيها امران هما أمن إسرائيل وإمدادات النفط.

وقال الشيخ قاووق: تطل ذكرى حرب نيسان فيما العالم العربي يشهد تحولات تاريخية كبرى، وإسرائيل قد استيقظت على صباح أسود بمتغيرات طالت أهم العواصم العربية وبالأخص القاهرة وقد عبروا عنها بمفاجأة تسونامي شعبية عربية اجتاحت الواقع السياسي في المنطقة.

ورأى أن هذه الثورات كانت خارج كل التوقعات وأبعد عن كل احتمال ، بل إنها فاجأت أصحابها وصانعيها. وقال: إنها إرادة الشعوب، وإن إرادة المقاومة والروح التي تحركت في شوارع القاهرة هي نفسها روح المقاومة التي صمدت في حرب تموز 2006، وهو جدار الخوف نفسه الذي حطمناه في لبنان، تحطم في كل العواصم العربية. وأضاف أن إسرائيل التي فوجئت بهذه التحولات هي أكبر الخاسرين من هذه الثورات، بحيث تصدعت أسس الاستراتيجية الإسرائيلية، وإسرائيل بمستوياتها القيادية السياسية والعسكرية كلها غارقة في بحر القلق، وقال: لا أبالغ إن قلت إن هذه الثورات سلبت النوم من عيون القادة الإسرائيليين وباتت إسرائيل أمام مسارات ومعادلات جديدة ليست كلها لصالحها. وإذا أرادت إسرائيل أن تعيد رسم استراتيجية دفاعية فهي مضطرة الآن إلى تشكيل ألوية وفرق عسكرية جديدة لتأمين حدودها في سيناء لتنتشر في تلك المنطقة.

ورأى أن أميركا استنفرت من ناحيتها كل دبلوماسيتها وأدواتها وأتباعها في المنطقة للحفاظ على ما تبقى من دور لنفوذ أمريكي فخلصت إلى العمل بكل الوسائل لاحتواء الثورات العربية كأولوية لها والعمل على الحد من الخسائر من خلال الإمساك بخيوط الأطراف المتنازعة من أجل أن تصون مطامعها في تلك الدول وأن تعمل على تعميق الانقسام والفوضى كمدخل لتعزيز دورها المحوري والإنقاذي، كما يحصل في ليبيا حيث حركت أميركا الناتو ومجلس الأمن لابتزاز الطرفين أي نظام القذافي من جهة والثوار من جهة حيث بات الطرفان بحاجة إلى التدخل الأمريكي للحسم سياسياً وعسكرياً .

أما في البحرين فرأى الشيخ قاووق أن هناك قراراً بقمع ثورة الشعب البحريني وتحويلها إلى مادة خلافية مذهبية ما يبرر التدخل الأمريكي ليس فقط في البحرين وإنما أيضاً في كل دول الخليج وجر المنطقة إلى صراع مذهبي من جهة وصراع قومي من جهة أخرى.

 

هل يضع التعثر ميقاتي والاكثريــة امام "التكنوقراط" مجددا؟

لقاء نصرالله – عون مساء والخليلان الى مائدة الرئيس المكلف

بري يؤدي صلاة استسقاء لولادة الحكومة قريبــــــــاً

المركزية – على رغم بعض المظاهر الايجابية التي طفت على سطح الازمة الحكومية مطلع الاسبوع، ذاهبة الى حد توقع اعلان حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في نهايته، الا ان معطيات الساعات الاخيرة تكشفت عن استمرار الدوران في الحلقة المفرغة وان بخطوات اسرع في اتجاه خرق الغلاف الخارجي للازمة، ما حمل رئيس مجلس النواب نبيه بري الى طلب صلاة استسقاء لولادة الحكومة تعاون مع نواب لقاء الاربعاء على ادائها "علها تتشكل في اقرب وقت ممكن".

ووسط التعثر الحكومي، تمر ذكرى 13 نيسان على اللبنانيين وسط مخاوف من تكرار التجربة المرة التي امل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان تكون محطة في ضمير اللبنانيين وعقولهم كذكرى وعبره. الذكرى للتبصر في ما حصل من انقسام واقتتال بين اللبنانيين وما رافق ذلك من خراب ودمار لا يزال البعض منه ماثلا الى اليوم. اما العبرة فهي في ان يعي اللبنانيون ان لا سبيل لقيام الدولة التي يصبون اليها الا بالحوار والتفاهم والتلاقي تحت سقف الدستور وميثاق العيش المشترك واحترام القوانين والاعتراف المتبادل من اجل قيام الدولة القوية القادرة التي تحمي الوطن والمواطنين وتؤمن الاستقلال والكرامة الوطنية.

الحريري ومشروع الدولة: من جهته، استغنم رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري المناسبة لتجديد تأكيد نهج الدولة اطاراً جامعا لكل اللبنانيين، لافتا الى ان "اي شراكة للدولة، من اي جهة او حزب او طائفة في مسؤولياتها الدستورية والقانونية والادارية والامنية والوطنية يشكل اقتطاعا فئويا من دورها، يضع الجهة او الحزب او الطائفة في موقع الوصاية السياسية على كل اللبنانيين.

وغمر من قناة "حزب الله" مشيرا الى ان الانتقال من ذهنية 13 نيسان الى ذهنية السلام الوطني الحقيقي بات يتطلب رؤية حقيقية تحدد مكانة الدولة في حياة اللبنانيين ووقف مسلسل الطغيان الطائفي والمذهبي على مقتضيات العيش الوطني المشترك والكف عن جعل السلاح وسيلة للتخاطب وتنظيم قواعد الحوار بين اللبنانيين.

بييتون والحكومة: الى ذلك، حضر التعثر الحكومي اليوم في المحور اللبناني – الفرنسي خلال زيارة السفير دوني بييتون الى الرئيس ميقاتي من زاوية الهواجس المحيطة بالتشكيل وتداعيات الفراغ، اذ اوضح بييتون ان ملف التعيينات الادارية الاساسية الذي يتطلب وجود حكومة متوازنة وواسعة التمثيل يشكل هاجساً اساسياً لدى الرئيس المكلف الراغب في حكومة متوازنة يمكنها مواجهة الاولويات اللبنانية، ونقل مدى ادراك ميقاتي لخطورة المرحلة المضطربة سياسيا والملابسات الاقتصادية وما يواجهه الاقتصاد اللبناني من ضغوطات تستوجب حكومة جديدة في لبنان.

لقاء عون – نصرالله مساء: وفي سياق المساعي المبذولة لدفع عملية التشكيل قدما، علمت "المركزية" من مصادر سياسية مواكبة واستنادا الى ما عاد به زوار دمشق من اجواء تحث على التشكيل السريع، ان لقاء امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون سيعقد مساء اليوم للبحث في الوضع برمته في المنطقة عموما وملف تشكيل الحكومة خصوصا، في ضوء التصور الذي وضعه الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة انطلاقا من الثوابت والمعايير الدستورية التي يعتمدها اساساً في اي تشكيلة ويختار استنادا اليها، اسماء الوزراء ويوزع الحقائب مع اسقاط منطق الـ "فيتو"، باعتبار ان اختيار الاسماء يعود اليه وليس الى اي طرف سياسي، علما ان لا اسماء ثابتة او مثابة مسلمات في اجندة الرئيس ميقاتي في حين اشارت مصادر سياسية الى ان لقاء نصرالله وعون عقد مساء امس.

واشارت المصادر الى ان الرئيس المكلف اجتمع ظهر اليوم الى الخليلين، النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل في اطار استكمال المشاورات، غير ان اي معلومات حول تقدم في البحث لم تسجل حتى الساعة.

في انتظار الاجوبة: في غضون ذلك، اعتبر بعض زوار فردان ان مسار التشكيل يقف في مدار انتظار رد قوى 8 آذار على اقتراح الرئيس المكلف المتضمن معايير واسس التشكيل، ليبنى على الشيء مقتضاه، متوقعة الا يطول زمن الانتظار نسبة للضغوطات التي تحكم المسار من جهة واوضاع البلاد من جهة ثانية، بفعل الفراغ السياسي وارتداداته السلبية على المستويات الادارية والاقتصادية والتزامات لبنان المالية والدولية والخشية المتنامية من تعميم حال الفراغ في الدولة.

واكد الزوار ان ميقاتي وفي ضوء نوعية الاجوبة التي قد يحصل عليها من الاكثرية، سيلجأ الى واحدة من صيغ عدة يملكها، من بينها خيار حكومة "تكنوقراط" تعتبرها مصادر سياسية صيغة فضلى للمرحلة تتوافق ونظرة الرئيس المكلف وطموحه لحكومة تعنى بشؤون اللبنانيين وتنصرف الى معالجة هواجسهم بعدما ظهر جليا من خلال الحكومات المتعاقبة ان صبغتها السياسية حالت دون الاهتمام بالمصالح الحيوية للمواطن والتلهي عنها بالخلافات السياسية. وتوقع هؤلاء، في حال وصل الرئيس المكلف الى حافة الخيار الحاسم، ان يصدر موقفا يضمنه ايضاحات حول هدف حكومة التكنوقراط وابرزها ملء الفراغ وتحريك عجلة الدولة وتفعيل عمل المؤسسات وفرض سلطة القانون والتجاوب مع التزامات لبنان على ان ترفع الملفات السياسية لا سيما الخلافية منها الى طاولة الحوار. ولفتوا الى ان ميقاتي تلقى اصداء جد ايجابية حول حكومة "التكنوقراط" التي تلقى استحسانا في الاوساط كافة وخصوصا انها تضع الرجل المناسب في الوزارة المناسبة.

وختم الزوار: ازاء الضغط المحلي والخارجي في اتجاه حسم ملف التشكيل، تبقى قيادات الاكثرية امام خيار من اثنين اما التجاوب مع معايير الرئيس المكلف والا فحكومة تكنوقراط تواجه الجميع موالاة ومعارضة وتضعهم امام مسؤولياتهم.

 

إيران ومتغيّرات المنطقة

إيلي فواز/لبنان الآن

لم يكد ينتهي الرئيس الحريري من خطاب انتقد فيه التدخل السافر لايران في الشأن العربي, حتى تتالت ردود الفعل من كل حدب و صوب، وكانت الخارجية الايرانية السباقة الى اتهامه "باتخاذ مواقف مضللة وفي اطار مصالح المحور الأميركي-الصهيوني، لا تصب في مصلحة لبنان، وتشكل تحدياً لاستقرار المنطقة واستقلالها".

من الواضح ان الناطق باسم الخارجية الايراني لا يتابع تطورات المنطقة التي باتت تنام على اخبار القتل العشوائي لمواطنيها على ايدي حراس الهيكل، من سوريا مرورا بليبيا وصولا الى اليمن، وتصحى على صخب جنازة ضحايا الامس، وربما فاته ان المنطقة على فوهة بركان يمكن وصفها بالكثير من الاوصاف الا بالمستقرة، وهذا من دون الاشارة الى ايران الثورة الخضراء التي هي كالجمر من تحت الرماد. ولكن السؤال، كيف لتصريح يعبر عما يشعر به فعلا العرب - وليس تنديد الجماهير العربية بايران بالذات خلال تظاهرتها والتي يصلنا صداها عبر الشاشات سوى غيض من حنق تفشي موجة تصدير الثورة ومفاهيمها الى اكثر من مجتمع عربي - كيف اذا للتصريح ان يهدد الاستقرار في لبنان بالذات اكثر من تصدير الات الموت لـ"حزب الله" في تحد سافر للمجتمع الدولي وقراراته. ثم اي تحد لاستقلال واستقرار المنطقة اخطر: تصريح الرئيس سعد الحريري او  احتلال ثلاث جزر اماراتية منذ عقود؟ واي استقلال للمنطقة تتحدث عنه ايران وهي مذ ان ابصرت النور دأبت على تصدير ثورتها وايديولوجيتها لاكثر من دولة عربية من دون احترام سيادتها وخصوصية مجتمعاتها؟ الم يستقبل لبنان الاف المقاتلين الايرانيين مطلع الثمانينات عبر الاراضي السورية وبرضاها رغم اعتراض الوزير بطرس انذاك؟

اما قصة الاتهامات بالتعامل مع المحور الاميريكي- الصهيوني كلما تجرء احد وانتقد سياسة ايران او سياسة اذرعها في المنطقة، فهو امر مردود. لان سجل ايران في التعامل مع الولايات المتحدة واسرائيل حافل. ربما سهى عن بال وزارة الخارجية الايرانية ان فضيحة ايران – كونترا الشهيرة منتصف ثمانينات القرن الماضي ما زالت حاضرة في الاذهان والتي بموجبها تكشف للعالم ان ايران تشتري اسلحة من الولايات المتحدة بواسطة اسرائيل، وليست قصة تحرير بعض الرهائن المحتجزين لدى "حزب الله" الا تبريرا لا يشبع نهم المتعطش لمعرفة حقيقة العلاقات والصفقات تلك. قليل من الاحترام لعقولنا يا سادة، فليس خوف ايران على استقلال المنطقة واستقرارها هما ما يحركانها وليس ما تدعيه من مواجهة الغرب واميركا بالتحديد يفسر تتدخلها في شؤون العرب، انما صراع خفي من اجل السيطرة على ثروات المنطقة. وهنا نفهم مدى اهمية وارتباط الاذرع التي انشأتها ايران في اكثر من بلد خدمة لسياستها الخارجية واستراتيجيتها التوسعية، ولو اتت في بعض الاوقات على حساب ارزاق الناس في بلاد انتشارهم، وقد تكون ساحل العاج اخر ارهاصاتها. طبعا لا يمكن ان نغفل مساهمة ايران في تحرير الجنوب اللبناني واعماره، ولكن هذا لا يخولها تحويل لبنان الى اقليم تابع لها، والطائفة الشيعية الكريمة الى فيلق ملحق بالحرس الثوري.

والخوف كل الخوف ان تسعى ايران اشعال شرارة حرب مع اسرائيل، في محاولة للتخفيف عن الديكتاتوريات الصديقة في وضعها المأزوم، آملة ايقاف المتغيّرات الاتية لا محال والتي لا تبدو انها تصب في مصلحتها وتواجهاتها الاستراتيجية. ان العقول الديكتاتورية والافكار الشمولية متشابهة الى حد، فهي تظن ان خلاص الانسانية بيدها، فتراها تعيش في عالم موازي لا يمت للواقع بصلة، يخلق اعداء وهميين ومعارك وهمية وانتصارات ملحمية تؤكد صحة توجهات وخيارات تلك العقول. وهي اذ تحيا على التبجيل، لا تقبل معارضة من اينما اتت حتى تأتي ثورة وتقتلعها، ولكن في انتظار الافضل كم من حياة تضيع.

 

مصادرة آلاف الدونمات من الأملاك العامة في الجنوب...وبارود لا يغطي احداً

نهارنت/اكّد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود ان "موقف وزارة الداخلية هو الإصرار على تطبيق القانون، وهذا ما لا يعجب البعض، إن على الاملاك العامة، او على الاملاك الخاصة من دون استيفاء شروط الترخيص". واشار بارود لصحيفة "السفير" الى ان "الوزارة بالنسبة الى الاملاك العامة تعي وجود حالات شيوع، وتعرف ان في بعض المناطق لم تكتمل عملية التحديد والتحرير والفرز، ولكن هل يعني ذلك السماح بالبناء بصورة عشوائية، وهل يعني ذلك مخالفة قانون البناء لجهة إلزامية موافقة المكتب الفني في التنظيم المدني التابع لوزارة الاشغال؟" واضاف ان "التعليمات المعطاة للقوى الأمنية تقضي بمنع كل الاعمال المخالفة، واذا كانت هناك من شكوى على القوى الأمنية فهناك المفتشية العامة، وانا لا اغطي أي مرتش واي مرتكب". وذكر بارود تلقيه منذ أشهر "كتاباً من وزير الاشغال غازي العريضي يتقاطع مع موقف وزارة الداخلية"، موضحاً ان "الحلّ يكون بتسهيل شؤون المواطنين الواقعين في حالة من الشيوع في الملك، او في مناطق يصعب فيها الحصول على موافقة المكتب الفني، لكن ذلك يجب ان يكون الاستثناء، وهذا الاستثناء لا يمكن القبول به إلا من خلال تعديل تشريعي في مجلس النواب، وثمة اقتراح قانون من مادة وحيدة أعدّ بالتوافق مع عدد من الكتل النيابية، وهو ينتظر انعقاد جلسة تشريعية في مجلس النواب".

كلام بارود جاء على خلفية الاوضاع المستجدة في منطقة جنوب صيدا باتجاه صور وصولاً إلى العرقوب نتيجة وضع اليد على الأملاك والمشاعات آخذين من الأزمة المعيشية او السكنية عنواناً لتشريع المخالفات وتبريرها في هذا المكان أو ذاك. كما ان البعض يرجع السبب الى قرار وقف رخص البناء الصادرة عن البلديات الذي سبق وأصدره وزير الداخلية زياد بارود في شباط العام 2010، لكي لا تشكل تلك الرخص عامل استفادة للبلديات ورؤسائها انتخابياً على أبواب الانتخابات البلدية الماضية، إلا انه استظل بالسياسة بشكل عام واخذ بعداً مذهبياً وكيدياً في مناطق معينة، تفشت معه ظاهرة البناء العشوائي على آلاف الدونمات من الأراضي العامة، وباتت معه الواجهة الساحلية البحرية خاصة في الصرفند وعدلون مهددة بالباطون المسلح. وذكرت صحيفة "السفير" ان "هناك من لجأ الى ارتكاب مخالفة، منتهزاً فرصة تشريعها بقرار سياسي من هنا او هناك، الا ان ذلك لا يبرر ما قيل عن دخول بعض اصحاب الاموال على الخط ووضع اليد على مساحات من الأملاك العامة".

واضافت ان "هناك آلاف الدونمات من الأملاك العامة قد تمّ اجتياجها، وشيّد عليها حتى الآن نحو ألف وحدة سكنية، فضلاً عن المخالفات على الأبنية القائمة التي زيدت عليها طبقات اضافية في غير مكان". واشارت الى ان "القوى الامنية عاجزة عن القيام بدورها المطلوب في مكافحة هذا الفلتان، بسبب النظرة الملتبسة اليها من قبل المواطنين، وافتقارها الى التجهيزات والعدد المطلوب من العناصر، وتواطؤ بعض العناصر مع المخالفين بالرشوة وتلقي الاموال. وعجزها الأكيد يتبدى امام القرار السياسي الذي يشكل مظلة الحماية لتلك المخالفات".

وشدّدت على ان "الشرارة انطلقت من منطقة الزهراني وتحديداً في الاملاك العامة التابعة لبلدة البيسارية التي يقطنها مهجرون من يارين الحدودية، وسبب اشتعالها ما اعتبره اهالي تلك المنطقة تمرير عدد من الابنية المخالفة بتغطية من قيادة قوى الأمن الداخلي في الجنوب وذلك بناء على طلب من أحد نواب مدينة صيدا قام براجعة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي الذي طلب بدوره تسهيل اعمال البناء خاصة بعدما سعى احد كبار المسؤولين الأمنيين الرسميين في الجنوب الى منع تلك المخالفات".

وذكر ابناء تلك المنطقة ان "عدداً من ابناء البيسارية المحسوبين ثارت ثائرتهم بعدما عرفوا بأمر السماح لغيرهم بالقيام اعمال البناء والتي طالت مشاع البلدة، فباشر بعض اهالي البلدة بالبناء على اسطح منازلهم المبنية اساساً في الاملاك العامة".

وفي المعلومات ان "صداماً كبيراً وقع بين الاهالي وقوى الامن التي واجهت صعوبة بالغة في وقف تلك المخالفات، وهدد أحد الشبان بإحراق نفسه، فيما بقيت وحدات الجيش المنتشرة جنوباً على الحياد ولم تتدخل تخوفاً من ارتدادات لا تحمد عقباها، وذلك على الرغم من الطلبات المتكررة لقوى الأمن بتدخل الجيش في قمع المخالفات ووقف اعمال البناء العشوائية، حيث كان جواب الجيش ان وحداته تؤازر الدرك في حال اندلاع مشاكل وليس له التدخل في قمع مخالفات البناء".

والعجز في منع المخالفات سرّع من اعمال البناء على الأملاك البحرية في عدلون وانصارية والنجارية وسواها من القرى الساحلية وامتداداً الى منطقة الزراعة والمساكن الشعبية وطيرفلسيه شرق صور وبلدات مجاورة وصولاً الى المنصوري.

وقد شهدت المنصوري أمس الثلاثاء مواجهة بين القوى الامنية والاهلية على خلفية بدء اعمال البناء في الاملاك العامة كان يقوم بها بعض ابناء بلدة مجدل زون المجاورة.

واوضحت الصحيفة عينها، ان حركة "امل" و"حزب الله" اعتصما بالصمت حيال ما يجري، ما خلا إعلان الحركة مؤازرتها للقوى الأمنية في منع اعمال البناء على املاك وزارة الزراعة في حي الزراعة. وكذلك "حزب الله" الذي عمّم على عناصره عدم التعدي على اراضي الدولة وترك خيار اضافة البناء على المنازل القائمة.

واوضح مصدر أمني رسمي في الجنوب، للصحيفة ان "المسألة تعود الى نحو عشرين يوماً، بعد بروز ظاهرة البناء العشوائي في حي يارين في البيسارية".

واشار المصدر الى ان "القوى الأمنية استنفدت قوتها وإجراءاتها في مواجهة هذه الظاهرة، ولكنها لم تستطع كبح جماح هذه الظاهرة، وذلك لاتساع رقعة المخالفات وحجمها، حيث أحصي حتى الآن ما يزيد عن 500 مخالفة في الجنوب ولا سيما في عدلون والصرفند والبيسارية (حي يارين) والزرارية والسكسكية، وهناك احتمال ان تتوسع الى مناطق أخرى وتحديدا في صور ولا سيما في زبقين والمنصوري ومجدل زون، بالاضافة الى مخالفات اخرى سجلت في مناطق النبطية والعرقوب، وكان قد سبقها وضع اليد على بعض المشاعات في منطقة بنت جبيل ومرجعيون في سياق أعمال المسح والتحديد والفرز والتحرير التي تقوم بها الدوائر العقارية في وزارة المال".

واكّد المصدر ان "السبب الرئيسي في عدم تمكن القوى الامنية من ازالة المخالفات ومنعها هو الضغط الذي مارسته قوى سياسية نافذة الى جانب المخالفين".

واضاف ان "كل الاجراءات التي اتخذناها كانت عاجزة عن المعالجة نتيجة الضغط السياسي". ولفت الى ان "قوى الامن الداخلي اتخذت عدد من الاجراءات، حيث اوقفت العديد من المتورطين في الاعتداء على المشاعات، كما حجزت العديد من الآليات من جرافات وجبالات وغيرها التي تستخدم في اعمال البناء، بالاضافة الى فصل عدد من الضباط والعناصر ممن تتورطوا في هذه المسألة".وذكر المصدر ان "اجتماعات عدة حصلت في سرايا صيدا حضرها المحافظ وممثلون عن قوى الامن وهيئات بلدية واختيارية وقوى سياسية واحزاب لكنها لم تؤد الى نتيجة ملموسة بعد، سوى الاتفاق على العودة الى قانون الـ120 متراً".

 

 شبيحة" النظام وعناصر المخابرات جمعوا رجالاً وأولاداً في أرض خالية وأجبروهم على ترديد هتاف "بالروح بالدم نفديك يا بشار "  

بانياس تتحول "سجناً كبيراً" وتعاني نقصاً في الخبز والوقود ورصاص "كزخ المطر" في هجوم عشوائي على قرية مجاورة لها

(ا. ب)دمشق - ا ف ب, رويترز: شدد الجيش السوري, أمس, حصاره على مدينة بانياس الساحلية شمال دمشق, فيما تعرضت قريتا البيضة وبيت جناد المجاورتان لها لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن ورجال مسلحين أوقع خمسة جرحى على الاقل.

وأفاد شهود عيان أن قرية البيضة الواقعة جنوب شرق بانياس تعرضت لاطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن ورجال مسلحين, أدى إلى إصابة خمسة أشخاص على الأقل.

وقال أحدهم ان "القرية تتعرض لهجوم بالرشاشات بشكل عشوائي من قبل قوى الامن والشبيحة", وهو تعبير يطلقه المحتجون السوريون على مسلحين مدنيين من أنصار النظام, فيما أضاف آخر "الرصاص على البيضة مثل زخ المطر".

وأكد ناشط ان بعض سكان القرية يملكون أسلحة, مشيراً إلى اندلاع مواجهات مسلحة, وسط عجز سيارات الإسعاف عن دخول القرية لنقل المصابين.

كما قامت قوات الامن والمسلحون "باعتقال العشرات رجالاً وأولاداً وجمعتهم في أرض خالية داخل القرية وأجبرتهم على ترديد هتاف بالروح بالدم نفديك يا بشار".

وقال ناشط حقوقي "يرجح ان يكون سبب الهجوم عزم السلطات على اعتقال أنس الشهري المتحدر من البيضة" مع معاونين له, في اشارة إلى أحد أبرز قادة الاحتجاجات في بانياس.

ونتيجة تشديد الحصار, بدأت بانياس تشهد أزمة خبز نتيجة انقطاع التيار الكهربائي الذي عطل عمل المخابز.

وقال أنس الشهري ان "قوات حفظ النظام والجيش ما زالا يحاصران المدينة ونحن لا ندري ماذا يحضرون لنا", مشيرا الى "نقص في مادة الخبز في المدينة والى انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الاتصالات الهاتفية في اغلب الاحيان".

وقال احد الشهود ويدعى عبد الباسط (فني كهرباء) "ان الوضع صعب للغاية في بانياس لقد أعاد الجيش انتشاره عند مداخلها, كما قامت قوات الامن وشبيحة النظام باعتقالات عدة", مضيفا "لا حياة في المدينة والمحلات التجارية مغلقة".

وذكر احد التجار ويدعى ياسر "أن بانياس محاصرة بالدبابات فلا احد يمكنه الخروج او الدخول, لقد اصبحت كالسجن", مضيفاً "لم نعد نجد خبزاً في بانياس, لقد تمكن البعض من جلب بعض الخبز من طرطوس (40 كلم جنوب بانياس) الا ان ذلك ليس كافيا", لافتا الى ان "محطات الوقود مغلقة".

واعتبر ان "من قتل عناصر الجيش هم عناصر الأمن لانهم رفضوا الاعتداء على المدينة", في اشارة الى مقتل تسعة عناصر من الجيش السوري الاحد الماضي وإصابة عدد اخر بجروح في "كمين مسلح" على طريق بانياس حسب ما ذكرت وكالة الانباء الرسمية "سانا".

من جهته, قال خطيب احد مساجد بانياس الشيخ محمد "لقد نقلت عدة عائلات نساءها واطفالها الى القرى المجاورة", مشيرا الى انهم "يسكنون في حي راس النبع الذي استهدفه إطلاق النار الصادر من منطقة القوز", مؤكداً أيضاً ان "مخابز المدينة لم يعد لديها خبز".

وفي شمال سورية, تظاهر "نحو 700 شخص" في منطقة عين العرب (160 كلم شمال شرق حلب) بعد ظهر امس, مطلقين هتافات "تنادي بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وحريات الاحزاب".

وأفاد رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (الراصد) رديف مصطفى أن "قوات الامن لم تتدخل لتفريق التظاهرة", التي جاءت تلبية لدعوة وجهتها مجموعة على موقع "فيسبوك" الى التظاهر من جديد مساء امس في "كافة انحاء سوريا الحرة" وفاء "لدماء الشهداء والجرحى والمعتقلين".

وذكر نص الدعوة "سنخرج وفاء لكل الشهداء والمعتقلين ووفاء لمطالبنا السلمية التي انطلقت منذ اليوم الأول للثورة, سنخرج بعد السادسة مساء (أمس) في كل المناطق والمحافظات السورية لنقول اننا مستمرون ولا مجال للعودة الى الوراء".

واضافت الدعوة "سنعلن وفاءنا لدرعا وبانياس ودوما والمعضمية واللاذقية وكل المدن السورية, اليوم سنقول دم الشهداء ما بيروح هباء".

واشار المنظمون الى ان "ملامح قضيتنا واضحة للجميع, ثورة شعبية من الشعب والى الشعب, مطالبها محقة ولا يختلف عليها شريف وطريقها السلمية وهدفها الحرية وسنصل لها رغم الظالمين".

من جهة أخرى, دانت ست منظمات حقوقية سورية "باقوى العبارات", أمس, "الاعتداء الآثم" الذي استهدف الأحد الماضي, وفقا للرواية الرسمية, وحدة من الجيش بالقرب من مدينة بانياس, وطالبت السلطات بالكشف عن هوية الفاعلين وتقديمهم الى القضاء والعمل على وقف دوامة العنف.

ودعت المنظمات إلى "تشكيل لجنة تحقيق قضائية محايدة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية تقوم بالكشف عن المسببين للعنف والممارسين له وعن المسؤولين عن وقوع ضحايا (قتلى وجرحى) سواء أكانوا حكوميين أم غير حكوميين وإحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم".

 

مثقفون يحذرون من دخول سورية "حقبة مظلمة" 

البيت الأبيض يدعو الأسد إلى احترام حقوق شعبه

 واشنطن, دمشق - ا ف ب, د ب أ: دان البيت الابيض, أمس, القمع "المشين" للتظاهرات في سورية, وجدد دعوته للرئيس بشار الاسد الى احترام "حقوق السوريين".

وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما "اننا قلقون جدا من معلومات مفادها ان جرحى سوريين اصيبوا على ايدي حكومتهم لا يحصلون على العلاج".

واضاف في بيان "ان تصعيد الحكومة السورية للقمع مثير للاشمئزاز والولايات المتحدة تدين بشدة محاولات قمع المتظاهرين المسالمين", داعياً "الرئيس الاسد والحكومة السورية إلى احترام حقوق السوريين الذين يطالبون بأبسط الحريات التي حرموا منها".في سياق متصل, رفض عشرات الكتاب والأدباء والفنانين السوريين في بيان مفتوح موجه إلى الرأي العام المحلي والعربي والدولي قرار السلطات السورية الذي يقضي باستخدام العنف لوقف حركة الإحتجاج السلمية.

وجاء في نص البيان الذي كتبه المفكر السوري برهان غليوني "اتخذ جهاز الأمن القومي للنظام في سورية قرارا يقضي بالقضاء بالقوة المسلحة على انتفاضة الكرامة والحرية التي عمت منذ جمعة الصمود في الثامن من أبريل (الجاري) جميع مدن وقرى سورية, وأعلن القرار وزير الداخلية في اليوم نفسه ورد فيه أن السلطة لن تسمح بعد الآن بالمظاهرات وستقضي عليها بأي ثمن". وحذر الموقعون على البيان من أن "رفض النظام السوري الاستجابة لمطالب الشعب في إصلاح ديمقراطي جدي وتبني سياسة كسر إرادة حركة الاحتجاج بالقوة والعنف في المقابل يعني إدخال سورية في حقبة مظلمة وخطيرة" . وقال برهان غليوني "إنني والموقعين على البيان نحمل السلطات السورية السياسية والعسكرية والأمنية المسؤولية الكاملة أمام الشعب والتاريخ عما يمكن أن ينجم عن هذه السياسة من تهديد لوحدة الوطن والشعب, ونهيب بجميع القوى والشخصيات الوطنية أن تتحمل مسؤوليتها في العمل على وقف هذه السياسة المغامرة وغير المسؤولة".وأضاف "نتوجه بشكل خاص إلى مثقفي سورية وفنانيها وكتابها وممثلي ضميرها أن يتخذوا الموقف الوطني الذي يليق بهم في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ شعبهم المكافح الذي لا يزال ينتظر منهم كلمة الحق والمسؤولية".

 

إيران: الاحتجاجات في سورية "مصطنعة" وعمل غربي "شرير"

طهران - رويترز: عزت إيران المظاهرات المناهضة للنظام في سورية إلى "مؤامرة غربية" لزعزعة حكومة تؤيد "المقاومة" في الشرق الاوسط. وفي أول تعليق لها على الأحداث في سورية, اعتبرت إيران, على لسان المتحدث باسم خارجيتها رامين مهمانبراست, ان الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري, ليست حدثاً تلقائياً بل نتاج تدخل أجنبي.

وقال مهمانبراست "ما يحدث في سورية عمل شرير ينفذه الغربيون خاصة الاميركيين والصهاينة", مضيفاً "يحاولون بمساعدة إعلامهم خلق احتجاج مصطنع في مكان ما أو المبالغة في مطلب لجماعة صغيرة وعرضه باعتباره مطلب الاغلبية وارادتها, يجب ألا تنطلي على أحد هذه اللعبة التي يلعبها الاميركيون". واعتبر أن القوى الغربية قلقة من احتمال فقد نفوذها في شرق أوسط يعاد تشكيله, وتسعى للاضرار بنظامي طهران ودمشق. وعلى عكس الانتفاضات في مناطق أخرى من العالم العربي التي أشادت بها ايران باعتبارها "صحوة اسلامية" للشعوب ضد حكام طغاة يدعمهم الغرب, لم تحظ الاحتجاجات في سورية, بتغطية إعلامية كبيرة أو تعليقات رسمية تذكر في إيران.

 

دعت النظام السوري إلى وقف الأعمال غير الإنسانية والكف عن استخدام القوة المفرطة  

"هيومن رايتس" تدين بشدة منع قوات الأمن طواقم طبية من الوصول لمعالجة متظاهرين

 نيويورك - ا ف ب, يو بي اي: كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ان قوات الامن السورية منعت الطواقم الطبية في مدينتين على الاقل من الوصول لمعالجة الجرحى من المتظاهرين, حين اندلعت مواجهات خلال تظاهرات مناهضة للحكومة الاسبوع الماضي. وأكدت المنظمة, التي يوجد مقرها في نيويورك, ان المنع "غير الانساني" و"غير المشروع" لوصول الطواقم الطبية حصل في مدينة درعا (جنوب) التي شهدت موجة احتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد, وحرستا قرب دمشق. وقالت مديرة "هيومن رايتس ووتش" للشرق الاوسط ساره لي ويتسون ان "منع الناس من العناية الطبية اللازمة يسبب معاناة خطيرة او حتى اذى لا يمكن اصلاحه", وان "منع الناس المصابين من علاج طبي ضروري أو يمكن ان ينقذ حياتهم هو امر غير انساني وغير شرعي". وحضت السلطات السورية على السماح للمحتجين الجرحى بتلقي العلاج الطبي, ووقف الاستخدام غير المبرر للقوة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة. وأوضحت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان انها استقت معلوماتها من اطباء وكذلك متظاهرون مصابون واقرباؤهم في درعا وحرستا وبلدة دوما, مؤكدة أن 28 شخصاً قتلوا في المدن الثلاث الجمعة الفائت حين أطلقت قوات الامن النار على المتظاهرين.

وقالت ويتسون ان "قادة سورية يتحدثون عن الاصلاح السياسي لكنهم يجابهون بالرصاص مطالب شعبهم المشروعة بالإصلاح".

وأفاد شهود في درعا ان آلاف المتظاهرين كانوا يسيرون بعد صلاة الجمعة حاملين اغصان الزيتون, وحين اقتربوا من حاجز يديره عناصر من قوات الامن تلقوا أوامر بالتوقف, ثم اطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي فيما فتح قناصة نيرانهم من على اسطح المباني. ونقلت المنظمة عن شهود قولهم ان قوات الامن لم تسمح لسيارات الاسعاف بالاقتراب من الطريق لنقل المصابين وواصلت اطلاق النار حين حاول متظاهرون آخرون نقل الجرحى. وأشارت إلى أن إطلاق النار رفع عدد القتلى من المتظاهرين في درعا والقرى المحيطة بها منذ 18 مارس الماضي الى 130 على الاقل, استناداً الى لوائح جمعتها منظمات حقوق انسان سورية ومعلوماتها. وفي اليوم نفسه في حرستا, ذكرت المنظمة ان حوالي ألفي متظاهر غادروا المسجد الرئيسي بعد صلاة الجمعة حاملين اغصان الزيتون أيضاً. وقال متظاهرون انهم قوبلوا بمجموعة كبرى من قوات الامن تغلق الطريق, وتبادل الطرفان رشق الحجارة واضافوا ان رجالا باللباس المدني قدموا فجأة من شارع فرعي وفتحوا النار برشاشات الكلاشنيكوف من دون سابق انذار. وأفاد طبيبان للمنظمة ان كلا منهما عالج اربعة مصابين من المتظاهرين في حرستا, وانه كان من المتعذر نقل المصابين الى المستشفى لأنها كانت مطوقة من قبل قوات الامن. وقال طبيب "كنت في المستشفى بعد الظهر حين بدأت أتلقى اتصالات من اشخاص يطلبون المساعدة", مضيفاً "أعرف انه لم يمكن نقل الجرحى لان المستشفى كان محاصرا من قبل قوات الامن. كما لم نتمكن من ارسال سيارة اسعاف خوفا من ان تعمد قوات الامن لاطلاق النار كما حصل في اماكن اخرى".

 

نفى وجود أي علاقة له بتيار "المستقبل"  

ريبال الأسد: إيران تمنع سقوط النظام السوري

السياسة/أكد ريبال رفعت الأسد, ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد, أن النظام الإيراني يمنع سقوط النظام السوري, الذي يواجه موجة احتجاجات عارمة منذ ثلاثة أسابيع, مبدياً تخوفه من سعي بعض الأطراف "الفاسدة" إلى حرب أهلية, كما نفى وجود أية علاقة له ب¯"تيار المستقبل" اللبناني. وقال ريبال الأسد الذي يدير "منظمة الديمقراطية والحرية في سورية" من لندن, خلال حديث إلى موقع "14 آذار" الإلكتروني نشر أمس, إن "النفوذ الإيراني في سورية هو من يدعم النظام حالياً ويشد أزره ويمنعه من السقوط, فالجمهورية الإيرانية لن تسمح بسقوط النظام الحاكم لأن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على مصالح طهران في لبنان والعراق وقطاع غزة وشواطئ المتوسط, والمجتمع الدولي على دراية تامة بالغايات الإيرانية الداعمة لهذا النظام من خلال الدعم العسكري وارسال التعزيزات وعبر جماعاتهم في العراق لشد اواصر الحكم الحالي". ولفت إلى أن "الاسباب (وراء الاحتجاجات) معروفة, ومن المستغرب أن النظام يضع دائماً الحق على جهات غربية, وما حصل في الحقيقة هو أن الشعب السوري شاهد ما جرى لدى الشعب المصري وكذلك الليبي والتونسي واليمني, وشكل ذلك قدوة له للمطالبة بحقوقه البديهية في العيش الكريم والمطالبة السلمية في الحرية والديمقراطية, ومن المستهجن القول ان هناك من يقف خلف تحركات الشعب السوري للسعي وراء هذه المطالب الأساسية". وعما اذا كانت الاصلاحات التي وعد بها الرئيس الأسد كافية, قال ريبال الأسد "إن الشعوب في سورية ولبنان والمشرق بشكل عام هي خليط من الانتماءات والفئات المذهبية والدينية والعرقية والاثنية المختلفة والمتنوعة, وبالتالي فالديمقراطية تبدو هي الحل الوحيد والمنطقي للتعبير عن تطلعات هذا الخليط من الجماعات المتنوعة. وبشأن محاولة اطراف لبنانية كالنائب السابق ناصر قنديل, زج اسم ريبال الأسد كمحرض على الاحتجاجات, قال ابن عم الرئيس السوري "إنها ادعاءات فارغة تماماً وعارية عن الصحة, وخصوصاً تلك المتعلقة بعلاقتي وتنسيقي مع "تيار المستقبل", فأنا لا أعرف أحداً في التيار, ولا أعرف شخصياً أحداً من آل الحريري سواء (رئيس حكومة تصريف الأعمال) سعد الحريري أو (شقيقه) أحمد الحريري أو غيرهم, وأتحدى أن يأتي أحد بإثباتات تؤكد أنني على علاقة بهم".

 

فرار 15 جندياً سورياً مع أسلحتهم

"السياسة" - خاص:كشف ناشط حقوقي لـ"السياسة", أمس, أن 15 عسكرياً فروا من كتيبتهم في الجيش السوري, بعد تلقيهم تعليمات بالتوجه إلى بانياس للمشاركة في ما يسمى "عمليات حفظ الأمن". وأكد الناشط, الذي طلب عدم كشف هويته, أن العسكريين جميعهم مجندون في الخدمة الإلزامية وعرف عنهم بأسمائهم الأولى وهم: محسن وعبد الله وسلطان وعبد الله وعلي ومحمد وحسن وعلي وعسان ومحمود وفرهاد وأحمد وبهزاد وأزاد وقاسم, موضحاً أنه لا يستطيع كشف أسماء عائلاتهم حفاظاً على مصادره في داخل سورية.

وأضاف ان المجندين هم من صفوف الكتيبة العاشرة, وهي إحدى كتائب القوات الخاصة الموجودة في القابون, مشيراً إلى أنهم فروا مع أسلحتهم إلى جهته مجهولة, عقب تلقي كتيبتهم أوامر بالتوجه إلى بانياس للمشاركة في ما يسمى "عمليات حفظ الأمن".

 

 

أكدوا سعيهم إلى بناء دولة مدنية  

"الإخوان المسلمون" الأسد يلعب على المخاوف الطائفية ليبقى في السلطة

 عمان - رويترز: أعلن المراقب العام لجماعة "الاخوان المسلمين" المحظورة في سورية محمد رياض شقفة, دعمه للمحتجين المؤيدين للديمقراطية الذين خرجوا في مواجهة السلطات السورية, مؤكداً أن حملة القمع العنيف ساهمت في إذكاء الاضطرابات. وقال شقفة من منفاه في السعودية إن "الإخوان", لا يقفون وراء الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع في سورية, ولكنهم يؤيدون مطالبة المحتجين بمزيد من الحريات. وأضاف شقفة الذي أنهت جماعته في العام الماضي هدنة مع الاسد دامت 18 شهرا "نحن مع مطالب الشعب وبياناتنا موجهة للجميع وليس لدينا تنظيم في الداخل بسبب القانون 49 لعام 1980 الذي يحكم بالإعدام لمجرد الانتماء ل¯"الإخوان" مع أن لنا امتدادا شعبيا واسعا". واعتبر أن الوعود الغامضة الخاصة بالإصلاح من جانب الاسد ما هي إلا "بعض المسكنات وبعض الرشاوى لتفكيك اجماع الشعب", مطالباً بإلغاء قانون الطوارئ وانهاء احتكار "حزب البعث" للسلطة والإفراج عن آلاف المعتقلين السياسيين وإجراء انتخابات حرة. واتهم شقفة, الاسد ب¯"اللعب على المخاوف الطائفية ليبقى في السلطة", مؤكداً أن "الاخوان" لا يريدون أن تحول سورية إلى دولة إسلامية.وقال "الواضح أن المستبدين كلهم ينسجون على منوال واحد, فكلهم اتهموا شعوبهم بالخضوع لمؤامرة خارجية واستعملوا العنف وتدرجوا بالمراوغة حتى خرجوا صاغرين". ولفت إلى أن "تلويح بشار (الأسد) بالفتنة الطائفية لن يفيده لأن الشعب واع لهذه المكيدة ويشارك في الاحتجاجات بكل فئاته وطوائفه". وبشأن النظام الذي يريده "الاخوان المسلمون" إذا امتدت الثورات العربية لتشمل سورية وأزالت هرم السلطة, قال شقفة "نسعى الى بناء دولة مدنية يتمتع فيها المواطنون بالحرية وبحقوق المواطنة كاملة دون تمييز, ونؤمن بالتعددية السياسية وبالتداول السلمي للسلطة والاحتكام لصناديق الاقتراع, وبعد الوصول الى هذه المرحلة نقدم برنامجنا للشعب المبني على حكم مدني بمرجعية اسلامية وللشعب أن يختار".

 

أمل نجاح اللقاء المسيحي وكشف عن تعيينات أمنية لـ"التيار العوني"  

معلوف لـ"السياسة": نصرالله لم يترك أي دور لسليمان وميقاتي في تشكيل الحكومة

بيروت - "السياسة": لاقت الدعوة التي وجهها البطريرك الماروني بشارة الراعي لعقد لقاء في بكركي الثلاثاء المقبل للقيادات المارونية, يضم رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية, ترحيباً على مستوى القاعدة الشعبية لدى المسيحيين عموما والموارنة على وجه التحديد, فيما تحفظت عليها أوساط قيادتي "التيار الوطني الحر" و"تيار المردة" بانتظار معرفة جدول أعمال اللقاء, وما إذا كان سيشهد مصالحة أم مصارحة, أو الاكتفاء بالتحية بين المتخاصمين, وبالأخص بين جعجع وفرنجية".

وفي هذا السياق, رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جوزف معلوف في هذه الدعوة بادرة خير من قبل البطريرك الراعي, وقال ل¯"السياسة": "إذا كانت هذه إرادة البطريرك فيقتضي على القيادات المارونية أن تلبي الدعوة", معرباً عن أمله أن تتم المصالحة بين الجميع وتنتهي القطيعة بين جعجع وفرنجية.

وأضاف "كلنا أمل أن تحل كل مشكلاتنا كلبنانيين, لأن لا أحد يمكن أن يساعدنا على حل مشكلاتنا إذا لم نتصرف تصرفاً حكيماً ونجلس مع بعضنا لنتصارح ونتفاهم على كل شيء, ونحن لدينا القدرة إذا كنا أسياد أنفسنا أن يكون القرار بيدنا وليس خارج الأراضي اللبنانية, ومفروض علينا أن يكون عندنا القدرة للتواصل مع الآخر, فإذا كان هذا الآخر لديه الحرية للتعاطي بمسؤولية مع الأمور الخلافية, فإن كل الاستحقاقات قابلة للحل". وفي موضوع الاتهامات الموجهة ل¯"القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل" بامتلاكهم السلاح والقيام بتدريبات عسكرية في أكثر من منطقة لبنانية, أبدى المعلوف أسفه لهذه الاتهامات التي تطلق جزافاً ضد فريق "14 آذار" بكل مكوناته, "لأن سلاحنا هو سلاح الموقف والكلمة على عكس الفريق الآخر الذي يفاخر ويجاهر بهذا السلاح مع ما يشكله من خطر على سلامة المواطنين".وقال: "من المؤسف أن يعمد التيار الوطني الحر لإلصاق هذه التهم بالقوات اللبنانية وتيار المستقبل, في وقت ليس لهذه الأحزاب مسؤولون أمنيون كما هي الحال في التيار العوني الذي عين في كل منطقة مسؤولاً أمنياً, لأنه أينما يوجد السلاح يقتضي تعيين مسؤول أمني. ففي مدينة زحلة يوجد مسؤول أمني للتيار, معنى ذلك أنهم لا يتعاطون فقط بالسياسة. وبالرغم من كل ذلك نحن نرحب بأي تلاق بين القيادات اللبنانية, ليس لإلغاء الآخر كما يريد البعض بل لتقبل الآخر كما نريد نحن". وعن التأخير في تشكيل الحكومة, اعتبر المعلوف أن الأمر بات واضحاً وهناك عوائق داخلية وخارجية, لأن بعض من هم في قوى "8 آذار" أعلنوا أنهم في انتظار الإشارة من الخارج, مضيفاً "كلنا نعرف أن لا وجود لتفاهم بين مكونات 8 آذار ولا توجد لديهم رؤية موحدة, لأن تشكيل الحكومة بالنسبة إليهم لا يتعلق بالكفاءات بل بالمحاصصة التي هي أقرب إلى "الدكاكنة". ورأى في كلام الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله بهذا الخصوص محاولة لفرض الهيمنة على المؤسسات وإلغاء دور رئيس الجمهورية ميشال سليمان المؤتمن على الدستور والرئيس المكلف نجيب ميقاتي, مع أن الدستور يعطى لكل منهما الحق الأول في عملية التأليف وأن الانطباع لدى المواطن اللبناني أن السيد نصر الله لم يترك للرئيسين سليمان وميقاتي أي دور في عملية التأليف.

 

اصطفافه إلى جانب سورية وإيران و"حزب الله" ألحق أضرارا بشركاته في الخليج وأوروبا والولايات المتحدة 

ميقاتي خسر 40 في المئة من مصالحه الاقتصادية منذ تكليفه تشكيل الحكومة

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

أكدت مصادر اقتصادية لبنانية في دول مجلس التعاون الخليجي ان المشرفين على مؤسسات رئيس الحكومة اللبناني المكلف نجيب ميقاتي هناك "بدأوا يشعرون بالضغوط وبنوع من التجاهل والاهمال لمصالحهم من المؤسسات الحكومية والخاصة الخليجية من خلال اسلوب جديد من التعامل تراجع مستواه بشكل مؤثر, وذلك تعبيرا  عن عدم رضا الانظمة الخليجية التي تدعم قوى "14 آذار" الديمقراطية عن قفز الميقاتي من الصف الذي اتى به نائبا في البرلمان الراهن الى صف "حزب الله الايراني" وداعميه الاخرين مثل "حركة أمل" والتيار الوطني الحر العوني المسيحي وشراذم الاحزاب والمجموعات المدعومة من سورية بشكل خاص".

وقالت المصادر الاقتصادية في دبي ل¯ "السياسة" امس ان بعض المشرفين على شركات ومؤسسات ميقاتي واشقائه التي تتعامل مع دول الخليج بمئات الملايين من الدولارات "حذروا رئيس الحكومة المكلف من امكانية اصابة مصالحه هناك باضرار جسيمة حتى ان بعض المقربين منه في ابو ظبي نصحه بالتراجع عن خوض هذه التجربة المؤلمة التي قد تتسبب له ببلوغ حدود اضطراره الى الانسحاب من بعض للميدانية الاقتصادية الخليجية اذا ما استمرت الضغوط على مصالحه في دول مجلس التعاون بالوتيرة نفسها التي هي عليه الان".

وفي السياق نفسه اماطت جهات قريبة من مؤسسات وشركات ميقاتي الذي تقدر ثروته هو واشقاؤه ما بين 3 و4 مليارات دولار موزعة بين الدول العربية واوروبا والولايات المتحدة واماكن اخرى من العالم اللثام ل¯ "السياسة" في بيروت عن ان "الضغوط الخليجية على مصالحه وصلت الى بعض الدول الاوروبية التي تتعاطف مع دول الخليج في معركتها الراهنة مع ايران وجماعتها في لبنان في "حزب الله" وقيادته التي تقف ضد دول مجلس التعاون وخصوصا ضد البحرين اذ ترى تلك الدول الاوروبية ان ميقاتي بقبوله تشكيل الحكومة التابعة لايران وسورية التي جاءت بالغش والخداع والتآمر على انقاض الحكومة الديمقراطية التي كان يؤيدها المجتمع الدولي برمته يكون اختار الوقوف الى جانب الدولتين المارقتين الوحيدتين في المنطقة وهما ايران وسورية لا لشيء الا لملء فراغ في طموحه السياسي بأن ينافس ال الحريري الذين اعادوا اعمار لبنان وفتح ابوابه مجددا على العالمين الدولي والعربي وساهموا في وقف حروبه الدموية ومساعدة اهله على تخطي الكثير من العقبات التي ما كان لامثال ميقاتي ان يحققوها".

واكدت اوساط ميقاتي في بيروت ان "هناك تراجعا ملحوظا في مصالحه في دول الخليج واوروبا والولايات المتحدة بمعدل قد يصل الى 40 في المئة خلال الشهرين الماضيين الذين اعقبا قبوله تشكيل حكومة "حزب الله" وحلفائه في لبنان", كاشفة النقاب عن ان معاونيه في بيروت والعواصم العربية والغربية, اضافة الى اصدقاء له داخل انظمة تلك العواصم, كانوا نصحوه مرات عدة بعدم ركوب هذا المركب الوعر في قبوله التعامل مع "حزب الله" وتغطية ارتكاباته ضد الشارع السني العريض الذي يمثله سعد الحريري والمفتي محمد رشيد قباني ورموز سنية بارزة اخرى, وكذلك وقوفه ضد 75 في المئة من الشارع المسيحي الذي يمثل جناحا واسعا داخل قوى"14 اذار" و"ثورة الأرز" التي خلقت العام 2005 هذا المد الثوري الذي تشهده المنطقة العربية. ووافقت الجهات القريبة من ميقاتي ما ذكرته مراجع روحية اسلامية في بيروت اخيرا من ان »خسائره المادية والمعنوية والأخلاقية من قبوله تشكيل حكومة تابعة ل¯ "حرب الله" وحلفائه سوف تكون اضعافاً مضاعفة في حال تمكن فعلاً من تشكيل تلك الحكومة وساهم في تشجيع قوى "8 اذار" على التمادي اكثر فأكثر في تحويل لبنان الى الدولة المارقة الثالثة في المنطقة, وفي محاولة القضاء على مفاعيل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري ونخبة من شخصيات لبنان, ومساندة "حزب الله" في التمسك بسلاحه الموجه الى صدور اللبنانيين خصوصا السنة في الداخل ومساعدته على وأد طاولة الحوار حول الستراتيجية الدفاعية الهادفة الى وضع هذا السلاح تحت امرة الدولة والجيش ودعم توجهات سياسية الخارجية لصالح طهران ودمشق في حال أصبح صاحب الكلمة الاولى في الحكومة الجديدة.

 

طهران تبدأ إنتاج صفائح الوقود النووي  

"الأوروبي" يفرض عقوبات على 32 مسؤولاً إيرانياً

لوكسمبورغ, طهران - ا ف ب, يو بي اي: أعلن الاتحاد الاوروبي خلال اجتماع لوزراء خارجية دوله في لوكسمبورغ, أمس, تجميد أصول 32 مسؤولاً إيرانياً وحرمانهم من تأشيرات دخول الى دول الاتحاد, بسبب تورطهم في انتهاكات لحقوق الإنسان في ايران. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان هؤلاء المسؤولين الايرانيين هم في غالبيتهم أعضاء في الجسم القضائي أو أشخاص "نعتقد أنهم متورطون مباشرة" في قمع الناشطين في مجال حقوق الانسان والمعارضين لنظام طهران. ومن أبرز المشمولين بالعقوبات, وبينهم وزراء حاليون وسابقون, ستنشر قائمة بأسمائهم قريباً في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي, قائد "الحرس الثوري" محمد علي جعفري والنائب العام السابق في طهران سعيد مرتضوي.

وكان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اتفقوا في مارس الماضي على اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه, على غرار الولايات المتحدة التي قررت في سبتمبر 2010 فرض عقوبات هادفة بحق مسؤولين عن خروقات لحقوق الانسان في ايران. من جهة أخرى, أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية والذي يشغل ايضا منصب نائب رئيس الجمهورية فريدون عباسي أن منظمته بدأت العمل على تركيب الاجهزة المتعلقة بإنتاج صفائح الوقود النووي المخصب بنسبة 20 في المئة, والتي تستخدم كوقود لتشغيل مفاعل طهران النووي.

وقال في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية "ارنا" ان إنتاج صفائح الوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعل طهران وتدشين مفاعل أراك من اولويات برامج منظمته خلال العام الجاري, مشيراً إلى أن عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة "تتم حالياً على قدم وساق" من خلال جهازين للطرد المركزي في محطة ناتنز النووية وسط البلاد. واضاف ان الانشطة في مجال إنتاج صفائح الوقود النووي تتمركز حاليا بمرحلة تغليف الوقود بمادة "الزيركونيوم". من جانبه, قال كبير مستشاري الرئيس مجتبى ثمره هاشمي ان إيران ستنضم قريبا الى الدول الكبرى المنتجة لصفائح الوقود النووي. وقال "اننا في المرحلة النهائية لانتاج هذه الصفائح المخصبة بنسبه 20 في المئة", مشيراً إلى اكتشاف مناجم جديدة من اليورانيوم في منطقة ناريغان بمحافظة يزد.

 

موقف سليمان من المحاصصة:الضرب على الطاولة بالدستور

النهار/أوضح زوار قصر بعبدا امس ان موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي اعلنه في "نهار" امس من ضرورة الخروج من منطق المحاصصة الى التقيد بالدستور ينطلق من تشديده على التزام الدستور نصا وروحا، اذ يؤكد الرئيس سليمان في هذا الصدد ان "الدستور يعهد الى رئيس الجمهورية مسؤولية السهر على احترام بنوده والمحافظة على استقلال لبنان ووحدة أراضيه كما انه يسميه القائد الاعلى للقوات المسلحة وناط به التفاوض وعقد المعاهدات وابرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة، بالاضافة الى مسؤوليات اخرى في عمل مجلس الوزراء. كذلك يلقي على عاتق رئيس مجلس الوزراء مسؤوليات عديدة في تأليف الحكومة وادارة جلسات مجلس الوزراء ومتابعة اعمال الادارات والمؤسسات وتطبيق سياسة الدولة العامة. وانطلاقا من الدستور، يمارس رئيس الدولة صلاحياته التي ائتمنه عليها بالمحافظة على دور السلطات والفصل في ما بينها وتوازنها وتعاونها. من هنا فالضرب على الطاولة هو في تطبيق الدستور وضمن القيود التي يسردها بهدف التوصل الى نتيجة ايجابية وليس لزيادة الانقسام والاصطفاف، استدراكا لمصلحة الوطن وشبابه الذي سيضرب على الطاولة مطالبا بالتغيير اسوة بالشباب العربي كل ما تمادينا باهدار حقوقه وافقاده فرص التقدم والتطور والنمو".

 

العلاقات اللبنانية – الإيرانية والعربية رهن تراكمات وحروب الهوية

النهار/ريتا صفير     

ابعد من الاهداف "اللبنانية" الطابع التي ربطت هجوم رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري على طهران ، فان وتيرة المواقف التصاعدية التي اطلقها رئيس "تيار المستقبل" في اتجاه ايران وسلاح "حزب الله" والتي استكملها رئيس كتلته النيابية فؤاد السنيورة بانتقاده تغاضي الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن الدور السعودي، اعادت الى الواجهة ملفا أشمل، عنوانه العريض العلاقات اللبنانية - الايرانية والعربية – الايرانية وانعكاساتها المحتملة ولا سيما انها تظهر في جانب منها التباين المزمن حيال موقع لبنان في محيطه.

واذا كان ملف العلاقات اللبنانية - الايرانية قد شهد سلسلة خطوات "ترميمية" العام الفائت تمثلت في زيارتي الرئيس سعد الحريري الى طهران والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى بيروت، في مرحلة "شهر عسل" عربي عكسه ضخ الروح المتكرر في معادلة الـ "س. س."، فان الكلام الذي أطلقه قياديو "المستقبل" ردا على مجموعة مواقف لنصرالله يكاد يوحي بسقوط "ورقة التين" في هذا الملف. وهي ورقة اخفت سلسلة "مواقف تراكمية"، على قول "الآذاريين"، اساسها ملامح التدخل الايراني المستمر في الشؤون اللبنانية، الامر الذي دفعهم الى اعادة تصويب "بوصلة" ثوابت دستورية – سياسية – اقتصادية في هذا الشأن.

ورغم ان الفصل يبدو صعبا بين المواقف الاخيرة ولعبة المحاور المتفاعلة في ظل التوترات التي تشهدها الدول الخليجية والعربية، القريب منها والبعيد، فان ارتفاع وتيرة السجال يثير سلسلة علامات استفهام من زوايا عدة: اي خلفية للتوتر الايراني – اللبناني وما هي تداعياته، في وقت ترسل الانظمة العربية الناشئة ولا سيما منها مصر اشارات ايجابية في اتجاه طهران عكسه كلام وزير الخارجية نبيل العربي عن اعادة فتح صفحة جديدة مع طهران؟ وهل يعزز ذلك مقولة البعض لجهة دخول لبنان لعبة اضعاف المحور الايراني – السوري، على وقع "حروب هوية" الخليج العربي او الفارسي؟ وأي ترجمة لهذا السجال لبنانيا، في ظل التوتر السني - الشيعي المتصاعد في المنطقة؟

تجيب مصادر "آذارية" ان الرئيس الحريري اعطى منذ فترة طويلة فرصة في اتجاهين. الاولى، لتنظيم موضوع السلاح والحد من غلبته في السياسة، فيما ركزت الثانية على تنظيم العلاقات اللبنانية - الايرانية كجزء من العلاقات الايرانية - العربية. وفي اعتقاد هذه المصادر ان خاتمة الموضوعين اتسمت بسلبية بالغة اضطرت الحريري الى اعلان موقفه المعروف من السلاح على مراحل، بدءا من ذكرى 14 شباط مرورا بمحطة وثيقة 14 آذار في "البريستول"، وصولا الى المواقف المعروفة والتي برزت في ساحة الحرية. ولم تغب عن هذه المحطات طبعا "السقوف" التي رسمتها المذكرة التي تقدمت بها "كتلة المستقبل" الى رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي.

أما في ملف العلاقات اللبنانية - الايرانية، فان التوتر الحاصل يكاد يكشف النقاب، بتعبير المصادر نفسها، عن ملامح تدخل ايراني، ظاهر ومستتر. من تجلياته، آثار زيارة الحريري الى طهران . ففي تعبير مطلعين، جاء موقف رئيس الحكومة واضحا لجهة ضرورة ايقاف التدخل الايراني في الشؤون الداخلية العربية. ولعل اكثر ما استفز "الآذاريين" في هذا المجال، الكلام المستمر للرئيس احمدي نجاد ومسؤولين إيرانيين عن حلف يجمع ستة قادة شعوب في المنطقة، ولبنان واحد منها، من دون ان يؤخذ رأيه في هذا الصدد. والكلام هذا ترافق مع اشارات متواصلة عن مناطق "تواجه" بها ايران "الشيطان الاكبر"، ولبنان احد ساحاتها. ولئن كان الموقف الذي اعلنه نصرالله حيال البحرين جسد "تناغما" واضحا مع طهران، إلا أنه شكل في أحد أوجهه تجاوزا للدستور والميثاق الوطني الذي يعتبر لبنان جزءا من الامة العربية، "ويبدو منطقيا نتيجة ذلك، ان يكون موقف لبنان الطبيعي في الصراعات جزءا من مواقف المجموعة العربية".

مجلس التعاون

وفيما يشهر "الآذاريون" سلاح موقف مجلس دول التعاون الخليجي المتضامن مع البحرين والذي يعكس في جانب منه وحدة عربية حيال الملف عززها الموقف السوري، لا يخفى عن المراقبين ان مجلس التعاون الخليجي نفسه كان قدم موقفا "تعاضديا" واضحا مع ميقاتي، بعيد تكليفه، الامر الذي يجعل التعميم في هذا المجال صعبا.

تعزو المصادر "الآذارية" الموقف الخليجي المؤيد للتكليف الى معطى تأييد لبنان كدولة والشرعية الدستورية فيه، وتستوقفها في هذا الشأن مجموعة "صفات حكومية" تضمنها البيان، في مقدمها أهمية قيام حكومة وفقا للأسس والثوابت الوطنية، وحصيلتها ان الدعم هذا جاء مشروطا وليس مفتوحا.

نفي قاطع يسوقونه ايضا لجهة ترددات المواقف التصاعدية المحتملة على اقحام لبنان في لعبة المحاور ولا سيما ان لبعض هذه الدول "ملفا مثقلا" مع طهران: "الخطاب ما قبل الاخير لنصرالله ادخل لبنان في هذه المنظومة بعرضه مساعدة قسم من الشعب البحريني ضد حكومته. من مصلحتنا ألا يتدخل احد في شؤوننا الداخلية وعلينا ألا نتدخل في شؤون الآخرين".

 

اهتمام ديبلوماسي مشوب بالقلق ارتباطاً بتطوّرات سوريا

حكومة لبنان مهمّة أم غير مهمّة؟

النهار/روزانا بومنصف     

باتت مصادر ديبلوماسية في بيروت اكثر حذرا ازاء الوثوق في المواعيد التي تحدد لولادة الحكومة العتيدة بعدما كانت حصلت في وقت سابق على تأكيدات تنفي كل مزاعم التأخير والعرقلة او الخلافات داخل الصف الواحد وتبين لاحقا عدم صحتها او عدم مطابقتها للواقع. ولم تعد هذه المصادر تستبعد ان ترى الحكومة مؤجلة او غير ممكنة التأليف فيما تتابع يوميا عبر وسائل الاعلام ان الحكومة باتت قاب قوسين او ادنى من الولادة ولا ترى في الواقع اي نتيجة في ظل تساؤلات اذا كانت الاسباب التي أخرت ولادتها قد زالت الآن ام انها لا تزال قائمة. فهناك اسئلة تثار لدى الاوساط السياسية تتصل بما اذا كان تأليف الحكومة يبقى مهما في ذاته في ظل تصاعد التطورات في سوريا باعتبار ان سوريا هي التي كانت وراء اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وهي من كان وراء تزكية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، ولو ان «حزب الله» تولى قيادة الدفة لبنانيا من اجل ان تبقى دمشق بعيدا عن واجهة التدخل في الشؤون اللبنانية. كما تثار اسئلة تتصل بزوال الاسباب السورية التي حالت دون تأليف الحكومة في ظل اعتقاد بان مونة سوريا على حلفائها كفيلة بان تساهم في ولادة الحكومة في اقل من 24 ساعة فيما لو ارادت ذلك علما انه يفترض ان يلحظ المعنيون في لبنان انه كلما زاد امد التاخير في تأليف الحكومة برزت عقبة جديدة في المنطقة. وهناك عدة مؤشرات لذلك يتمثل ابرزها في الموقف العربي الوحيد الذي صدر عن دول مجلس التعاون الخليجي مرحبا بالرئيس نجيب ميقاتي ومقدما له فرصة تأليف حكومة متوازنة سرعان ما اتت التطورات لاحقا لتنسف هذا الدعم او تضعه على المحك الى حد بعيد بعد ما خلفه موقف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الداعم للمعارضة البحرينية والمعارضات في المنطقة بحيث باتت تثار شكوك حيال امكان وجود اي تغطية عربية للحكومة العتيدة في ظل هذه التطورات. اذ فيما اكد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي امام زواره اخيرا ان الازمة التي نشأت مع البحرين على اساس الكلام الصادر عن السيد نصرالله هي في طريقها الى الحل، فان المصادر المعنية تخشى الا تكون هذه التوقعات في محلها شأنها شأن التوقعات التي سادت قبل التأليف عن القدرة على اقناع الدول العربية بطبيعة التغيير الذي حصل عبر اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، بدليل رد الفعل البحريني المتكرر على كلام الامين العام للحزب وما تركه هذا الكلام من انعكاسات.

المؤشر الاخر الذي يمكن الاعتداد به سببا يجعل الحكومة صعبة جدا في ولادتها وأصعب في قدرتها على ان تقلع هو التوتر المتصاعد بين دول الخليج العربي وايران على خلفية سياسية وطائفية في حين ان حكومة لـ"حزب الله" فيها الكلمة المرجحة والتقريرية لن يسهل الامور في هذا الاطار. وليس واضحا اذا كان ذلك يساعد الرئيس المكلف. ان موقع الرئيس ميقاتي بات اكثر تعقيدا في سياق التوتر العربي الخليجي الايراني الحاصل وخصوصا اذا ما اتصل اي موقف للبنان بالحصول على دعم حكومته في وجه التجاوزات الايرانية في المنطقة. ناهيك بموضوع الاضطرابات في سوريا التي برزت في الاسابيع الاخيرة وهي الاكثر تأثيرا بالنسبة الى لبنان ليس فقط في الموضوع الحكومي على اهميته،انما بجملة امور وعوامل اخرى ابرزها ما يتعلق بالقلق من تفاعل ما يجري على الارض في سوريا ميدانيا في لبنان. فمع ان التقديرات حتى الان حول تصاعد الاضطرابات واتساعها في سوريا لكي تشمل اكثر من مدينة ومنطقة لا تذهب الى حد رؤية مخاطر حقيقية تتهدد النظام السوري في المدى القصير على الاقل باعتبار ان الرهان لا يزال على ان الفرصة لا تزال سانحة امام الرئيس السوري للاصلاح على رغم ان هذه الاضطرابات وتوسعها تضعف نظامه نتيجة عدم الاستقرار الذي تتسبب به، فان المخاوف الحقيقية هي من المنحى الطائفي في حال برز في التطورات السورية بحيث يستبعد ان يبقى لبنان في منأى عن التفاعل والتأثر بهذا البعد.

 

في ذكرى الجلاء وذكرى البلاء

سمير عطاالله/الشرق الأوسط     

«السياسيون قوم، عندما يرون ضوءاً في نهاية النفق يخرجون ويشترون المزيد من الأنفاق؟

جون كوينتون

تعرض «الفضائية اللبنانية» كل مساء، قبيل نشرة الاخبار، صوراً ومشاهد من لبنان الطبيعي والتاريخي. في الطبيعة، ثمة تنوع أكثر غنى من تركيا(1)، التي تكبره مساحة 76 مرة. في التاريخ، يكاد يكون التنوع في حجم الامبراطوريات. فأين المشكلة اذاً؟ انها في الحاضر وفي المستقبل. الحاضر تكرار لتشوهات الماضي والنفوذ الخارجي، والمستقبل مرهون بمتغيرات الآخرين وليس بثبات الأهلين: من مسألة التوطين، الى تصاعد الصراع العربي الايراني، واستطرادا الى تزايد الحروب الاهلية في أفريقيا.

في الحاصل الصورة مقلقة: تأليف الحكومة ينتظر مناخاً وقراراً خارجياً، ومأساة في حجم مأساة أبيدجان، تركناها للجيش الفرنسي الذي نحتفل كل سنة بذكرى جلائه عنا. وقد خصصنا لذلك لوحة مكتوبة بالخط النسخي، الى جانب اللوحات الأخرى، التي تروي حكايات التناوب في حركة الوصول والخروج.

في الماضي كان للداخل والخارج بلاطة ونحّات. الآن تتم الامور بالحبر السري، او بقوة الدفع. واذ تمر الامة، من اقصاها الى أدناها، في متحولات لم نعرف مثلها منذ اوائل القرن الماضي، نجد أنفسنا في باطل الاباطيل: من يقتحب هذه الحقيبة ومن يقتحب تلك. وفي الماضي كان المقياس في الرجال وأي قيم وأي تاريخ يمثلون، والآن الحرب حول أي حقيبة يعطون. بلد بلا دروس وشعب بلا عظة. فنحن اليوم ندون مرور نحو أربعة عقود على نيسان الذي بدل ان يحمل الينا موسم البنفسج والبيلسان حمل أعماق الجحيم وأبواق الغربان. وبدا الانزلاق خلف النعاة سهلاً كأنما الجميع كانوا في انتظار الاشارة وكلمة السر. وتحول البلد المباهي بالتحضر والتقدم والجامعات الى غرائز همجية، لن تتفوق عليها إلاّ رواندا. التي، فقط للمناسبة، كان أصل اسمها «بني ارواندا»، لعلاقة ما مع الروح العربية الأبية.

وقد كان على لبنان، بسبب تكارم بنيه وميوع دولته، ان يخوض باقي حروب العرب وكل حروب الامم. وما بدأ نضالاً شعبياً للحفاظ على حقوق صيادي السمك، ما لبث ان حوّل بيروت الى هانوي العرب، فيما العواصم الاخرى تتمتع باصطخاب هونغ كونغ وحساء سمك القرش. وتعرضت بيروت لأن تعرف وحدها العارين التاريخيين، وصول أرييل شارون الى سرايا بعبدا، والحاق مذبحة صبرا وشاتيلا بـ»الميليشيات المسيحية».

ها نحن نبحث عن الاحلام بين الاقدام. لم نرَ في ما جرى حولنا من زلازل سوى فرصة للقيام ضد النظام الطائفي. جورج نقاش، القادم من عالم الهندسة والزوايا الحادة، كان يسمي الميول الرومانسية «صبيانيات»، مستخدما التعبير الانكليزي. وعندما نرى هؤلاء الشبان والصبايا يخالطهم أحياناً رجال دين باثوابهم غير الطائفية، نتذكر ان الدعوات الى الغاء الطائفية بدأت في القرن التاسع عشر (2) وحملها رجال مثل ناصيف اليازجي، ثم تلقاها العام 1908 أسد رستم وتحولت الدعوة الى موجة بأقلام نعيمة والريحاني وجبران والشاعر القروي». وربما لا يعرف هؤلاء الشبان والصبايا ان دستور 1926 نص على الغاء «الآفة» في ما بعد. وفي ما بعد، في بلد مثل لبنان، تعني الابدية وما تلاها، والازل وما عداه.

شعب غير قادر على تفسير دستوره الوطني كيف سينزع من نفسه علة التصادم مع الآخر والتفوق عليه والغائه من صيغة الوجود. اذ يتعثر الرئيس ميقاتي في تشكيل حكومته، كي لا يتحول الحل الى مشكلة، ننسى انه يتعذر على الدولة حتى اجراء التعيينات والتشكيلات. ومن المصادفات ان السفارة في أبيدجان لم تكن خالية من موقع السفير وأخشى اننا سوف نعتاد غياب الديبلوماسيين كما تعودنا غياب الديبلوماسية والسياسة الخارجية. وربما كان ذلك من حسن الحظ، على ندرته وكثرة السيىء فيه. ففي التجاذب الذي نحن عليه كيف يمكن ان تكون لنا سياسة خارجية واحدة ونحن أعجز من الاتفاق على سياسة داخلية واحدة. لم يبق من علامات الانقاذ سوى حسن المصادفات، كأن يكون المؤهل الذي أردى مطلوب مجدل عنجر من البلدة نفسها. تخيل قطع الطرق وهدم الجسور لو أنه لم يكن.

يريد كل فريق ان يأخذ الدولة الى صفه، لا الى نقطة الوسط التي تلتقي عندها الامم. ويعتمد كل فريق تفسيراً أحادياً للدستور، الذي صار موضع اقتتال بدل ان يكون مرجعية الحلول.

ويغيب عنا اننا جزء من أمة غارقة اليوم في يم البحث عن الذات، بين ما هو جذور وما هو تطلع. والحقيقة اننا لسنا في حاجة الى اعادة النظر في الانظمة التي قامت على ثقافات وظروف ومقاييس منتصف القرن الماضي وانما الى التأمل في مكونات ومقاييس المجتمع العربي اليوم.

لقد نمت مصر من 20 مليوناً الى 84 مليوناً. وهناك 20 مليوناً يسكنون القاهرة وضواحيها. واذا كان طه حسين قد ولِّي «عميدا للادب العربي» يوم عاد حاملاً الدكتوراه من السوربون، فإن الآف العرب ينالون الدكتوراه كل سنة في شتى العلوم. وليس مهماً انه ليس بينهم طه حسين آخر. فالارحام خصبة بالكثرة، مقلة بعباقرة الزمان.

لم تتغير أولويات الجيل العربي الجديد، ولكن أضيفت اليها أولويات كثيرة أخرى. وهذه ليست أولويات العرب وحدهم بل أولويات البشر عبر الارض. في نقاش (3) تلفزيوني حول ابقاء جثمان لينين في الكرملين، قال الخالع فلاديمير جيرينوفسكي إنه يجب اخفاؤه. وسئل طالب في السادسة عشرة عن رأيه، فقال إن موضوع «رئيس سابق» لا يعنيه، وكل ما يريد هو تأمين اقساط الدراسة.

لعل طالب 1960 كان سيقول إنه يحلم بأن يصير للاتحاد السوفياتي كفايته من القمح، وهو طموح زعيم الحزب نيكيتا خروشوف الذي بنى جدار برلين في مرحلة العداء الحار مع الغرب. وفي مرحلة مختلفة جداً، سقط الجدار من تلقاء نفسه. ليس لأن الزعيم قد تغير بل لأن العالم برمته هو الذي تغير.

نصف الأمة – على الاقل – في الشوارع والميادين. وللوهلة الاولى هذا دليل جيد، أو جديد، على الاقل. ولكن في التأمل المبسَّط، هذه حالة من الغموض. الشارع له قدرة الهدم، لكننا لا نعرف عن دولة بناها متظاهرون، أو عن دستور كتب فوق الارصفة. ومن السهل جداً القول إن المليارات التي خسرتها مصر في أربعة اشهر، ليست بالأمر المهم. لكن القول يصير صعباً عندما نعرف ان تعويض هذه الخسائر لن يتم في 40 شهراً. ولا يفيد القول إن اليمن بلد عاطل عن العمل في أي حال، وموارده في الفقر أكثر من موارده في العمل. فالعيش في شوارع صنعاء وتعز تماد في الفقر وفي نشر البطالة واعاقة الاقتصاد. وسيد التمادي اليوم هو الرئيس الذي يكرر مشهد لوران غباغبو وربما مشاهد القذافي في توسل القوى القبلية.

إنها الحرب بالساحات التي بدأناها هنا في بيروت. وفنون الاعتصام، التي أيضاً ابتدعناها هنا، وفي نهاية اعتصام شل العاصمة سنتين وافلس وسطها، خرج نائب من نواب الشعب العنيد يقول ان ذلك كان «انتصاراً للعروبة». لا ندري إن كانت العروبة ضحكت أم بكت وهي تسمع بهذا النصر يعلق عليها. ولعلها، العروبة، هي أحوج ما تكون اليوم الى التأمل واعادة النظر. عروبة تتسع لجميع فئات الأمة وطبقاتها وأعراقها. وتنزع من النفوس تلك المخاوف التي تجعل كل عربي يحلم بالهجرة أو بالقسمة. عروبة تلغي ثقافة المتفجرات والمكامن والحرائق، وتبحث عن الحلول في اعالي النفس البشرية. وكم كان كلوفيس مقصود راقياً عندما انتبه الى الامتلاء الانساني الرائع في تونس التي استقبلت، برضى ومحبة، 200 الف لاجئ من جحيم معمر القذافي، الذي لا يزال يقصف جرذان مصراتة واجدابيا والبريقة والزنتان ويهتف باسماً: الى الامام، الى الامام.

1 – Middle East Patterns, Colbert c. Held

2 – الدكتور وليم الخازن: «الشعر والوطنية في لبنان والبلاد العربية» دار العلم للملايين

3 – «الموند ديبلوماتيك»، طبعة جريدة «الاخبار».

 

صفر مشاكل... صفر صراعات»!

عبد الوهاب بدرخان/النهار

في أي وقت، قد تولد الحكومة الجديدة، تكنوقراطية، من لون واحد، أو مطعمة، وقد لا تولد. لكن هذه لم تعد هي المسألة. فأمراض هذه الحكومة باتت معروفة سلفاً. إذ بات قطباها الداعمان، «حزب الله» و»التيار العوني»، يرى كل منهما نفسه أكبر من أي حكومة، وأي دولة، وأي بلد. وهما لم يخوضا معاركهما الداخلية ليأتيا، أو ليؤتى لهما، برئيس حكومة لا علاقة له بالصراع السياسي الدائر، بل جلس سنوات يتفرج منتظراً سقوط الثمرة بين يديه، من دون أن يتحمّل دماً ولا أوجاعاً.

أما لماذا لم تعد هذه هي المسألة، فلأن حكومة مستندة الى أكثرية كهذه لم تعد ذات معنى، كان الهدف من «الانقلاب» تغيير إدارة الأزمة بتوجه هجومي على امتداداتها الاقليمية والدولية. لكن الأقلية السابقة، بعدما أصبحت أكثرية، بفعل التدخل السوري – الايراني، فقدت كما فقد عرّابوها سلاحها الأمضى وهو الابتزاز الذي مارسته ضدّ الأكثرية السابقة والحكومة السابقة، وضدّ رئيسها، وضدّ من يردعمه اقليمياً ودولياً. والأهم الآن أن الجو الاقليمي نفسه تغير. سوريا تدرك شيئاً فشيئاً أن لديها مشكلة داخلية،وقد لا يكون نظامها مهدداً أو آيلاً الى السقوط قريباً. إلا أنه كلما حاول مصالحة المشكلة جدياً سيكتشف أنها أكثر عمقاً مما يتصور أو مما يريد الاعتراف به. لن يفقد النظام قوّته وسطوته بل سيزداد تمسكاً ببنيته الأمنية.

ورغم ان اللعب بـ»الورقة اللبنانية» يبقى متاحاً، إلا أنه سيتطلب من دمشق مراجعة وإعادة تفكير في الأهداف. فهي تستطيع الاستمرار بدورها ما دام هناك راغبون لبنانيون يستدعونها، لكنها ستحتاج بالضرورة غطاء عربياً، بالأحرى سعودياً ومصرياً، وهو متعذر بوجود الشراكة السورية – الإيرانية في لبنان.

ذاك ان البيئة المتوترة في الخليج قاربت المواجهة العربية – الايرانية، او السنية – الشيعية، وحتى لو لم تتطور الى مواجهة فعليّة فانها أشاعت أجواء لا يمكن سوريا ان تتجاهلها. ثم عودة العلاقة بينها وبين مصر الى مسار عادي، تفرض على دمشق أخذ مواقف القاهرة في الاعتبار في شؤون لبنان وفلسطين والامن الاقليمي، خصوصاً مع توجّه مصر الى نزع الطابع الاشكالي عن علاقتها مع إيران، من دون أن تكون راغبة في دخول الحلف السوري – الايراني. وهناك، طبعاً، الولايات المتحدة وفرنسا وسواها، التي تراقب السلوك السوري تحديداً في الشأنين اللبناني والفلسطيني. نظراً الى الظروف التي تمرّ بها سيكون على سوريا أن تكتفي الآن بما يمكن ان تكسبه، أي بحكومة يرأسها رجلها ومرشحها، وسيكون عليها أن تكبح جماح حلفائها، وقد تدفعهم الى تنازلات ربما يتعلق بعضها بمسألة السلاح في الداخل. سترى دمشق مصلحة في استعارة مصطلح «صفر مشاكل» التركي، وتضيف اليه «صفر صراعات» لتعطي الضوء الأخضر للحكومة الجديدة، بمعزل عما إذا كان ذلك يعني حكومة فاعلة أم لا.

 

الانسحاب الأميركي من العراق يرسم أطر المواجهة

لبنان وسوريا حدّان بين السعودية وإيران  

النهار/هيام القصيفي 

تتداخل احداث المنطقة وتدور في حلقة اقليمية مرتبطة بموعد دقيق وحيوي، هو الانسحاب الاميركي من العراق، الذي يشكل سقفا رئيسيا لكل تطورات المواجهة بين خطين عربي وايراني، ولا سيما في الدول ذات المصالح المشتركة، ولبنان أولاها. وفيما كانت القوى السياسية تتابع اخبار الحقائب الوزارية، رصدت دوائر سياسية لبنانية الحدث الاميركي الذي كان محور زيارة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس للعراق والبحرين والسعودية، من زاوية تعامل جميع الافرقاء معه ولكن من دون التطرق اليه صراحة. فالاشهر الفاصلة عن هذا الموعد، ستكون حبلى بالاحداث والتطورات التي ترسم معالم الشرق الاوسط الجديد، وفق روزنامة بدأت ترتسم معالمها من غزة الى لبنان والى حدّ ما سوريا وغيرها من دول المواجهة.

بدا واضحا الى الان ان ما يجري في الساحات العربية لم يكن وليد تخطيط ومؤامرات معدة في مجالس الادارة الاميركية، التي تفاوت تعاملها مع هذه الاحداث. فكانت تصطدم احيانا برؤية دول المنطقة السنية وعلى رأسها السعودية في اسلوب مقاربتها التطورات الميدانية، كما حدث في مصر واليمن والبحرين وسوريا. والتعامل الاميركي مع الواقع العربي المستجد بدءا من تونس وصولا الى ليبيا، أوجد نوعا من الشرخ مع الرياض التي استفادت من سيئات تجربة اليمن، لتعيد طرح برنامج عمل في مجلس التعاون الخليجي، لمواجهة المد الايراني، ليس في الخليج فحسب وانما على امتداد دول المنطقة. وحظيت السعودية بدعم  الاردن، ومصر، على رغم غرقها  في ترتيب اوضاعها الداخلية، وتفاهم غير مباشر مع تركيا، لتحديد استراتيجية عمل قائمة على رسم حدود التدخل الاميركي بعد سلسلة من التباينات حول البرنامج النووي الايراني واسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.  والاهم جدولة عناصر المواجهة مع ايران بدءا من دول الخليج وصولا الى البحر المتوسط وغزة.

دخلت سوريا للمرة الاولى منذ عقود، الى خريطة المواجهة ليس كلاعب انما كعنصر من عناصر التفجير الاقليمي. فالسعودية تريد استباق وضع اليد الايرانية على العراق، بعد الانسحاب الاميركي منه، وضم سوريا الى محور  المواجهة مع ايران. من هنا اهمية متابعة احداث سوريا من زاوية امنية وسياسية دقيقة، لان ما يجري حتى الان لا يزال مضبوط الايقاع، فلا السعودية ولا الاردن اللتان تمونان على القبائل العربية، ولا تركيا بما لها من دالة على "الاخوان المسلمين"، ولا حتى واشنطن، مارست تأثيرها الفعال والمباشر على الجهات الفاعلة والمتحركة على الارض. وتخفي الرياض في تحكمها باللعبة من خلف الستارة، حرصا على استيعاب حكم الرئيس بشار الاسد، وتطويعه الى جانبها في مواجهة المد الايراني. وثمة من يعتبر ان الرغبة السعودية في انتزاع الاسد من حضن طهران اصبحت ناضجة بما يكفي للتأثير السعودي على الرئيس السوري واحداث ثقوب في الثوب الايراني، ناهيك عن اعادة شد العصب المناوئ لطهران في لبنان عبر الحركة الشاملة التي يقودها رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، الذي توجها بهجومه الحاد على طهران وهو امر فعل فعله في ايام قليلة. فايران التي انكشف الصراع الخليجي معها في البحرين، لم تقف مكتوفة، في انتظار بلورة اكثر عمقا لما سيؤول اليه وضع القوات الاميركية في المنطقة. وهي راغبة في عدم ذهاب الامور نحو التفجر الكبير، ما لم تضمن كل اوراق نجاحها. وفي الانتظار تكثف الرسائل السياسية.

بدأ الرد الايراني من لبنان، حين اطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مستعجلا تشكيل الحكومة، وبذلك تحول لبنان مجددا ساحة الصراع مع السعودية بعد فترة تريث كانت ضرورية لجلاء صورة المواقف العربية. اما بعد التموضع الاخير لكل القوى في المنطقة، فبدأت ايران تكشف اوراقها: لن تترك سوريا مستفردة، ولن تتخلى عن لبنان ولا عن غزة. وهنا جوهر الصراع المقبل، فإلى اي مدى يمكن سوريا، بما تشكل من ثقل سياسي واهمية جغرافية لمشروعي الصراع، ان تصمد في مواجهة طرفين يشدانها اليهما؟ وهل يمكن ان تتكيف مع المتغيرات الامنية والسياسية، لتعيد تثبيت دورها مع طهران في التحكم بمفاتيح اللعبة في لبنان وغزة والعراق، ام تحاول مجددا الامساك بالعصا من نصفها فلا تنقاد الى السعودية وتترك هامش المناورة مع طهران مفتوحا؟  والى اي مدى يمكن لبنان ان يتحمل عناصر التفجير المحتملة فيه، وهي كثيرة نسبة الى عدد اللاعبين فيه. وقد بدا النائب وليد جنبلاط حريصا في حديثه الاخير الى صحيفة "الفيغارو" على ان يعكس مخاوف جدية مغايرة لما  كان متعارفا عليه سابقا بقوله "امن لبنان من امن سوريا"، داعيا الى "حوار ايراني - عربي بواسطة سوريا"، لانه يدرك تماما ان لبنان وسوريا صارا معا صندوقي الرسائل. واهمية كلام جنبلاط انه يدرك جيداً مدى الثقل الذي يشكله من الآن وصاعدا في ترجيح كفة على كفة، حتى لو احتسبه الآخرون اليوم في خانة الفريق الوسطي، عند قيام استحقاقات خطيرة وحساسة. 

وهنا لا يعود توزيع الحقائب الوزارية الجديدة امرا جوهريا، ما دامت اللعبة قد صارت اكبر من حجم الحكومة المقبلة، وما دام ثمة مظلة رئيسية يعيش لبنان تحت ظلها ولو رغب اللبنانيون في تناسيها، اي القرار الاتهامي. وهو القطعة الرئيسية لتشكيل البازل اللبناني بصيغته الجديدة بين لاعبين محنكين، السعودية وايران. وصدوره في وقت لا يتوقعه احد سيزيد عناصر التفجير الاقليمية المتعددة اصلا.  

 

جنبلاط بدل موازين القوى فأخرج 14 آذار من نقابة المهندسين

كمال ريشا/الشفاف

أظهرت الارقام النهائية لانتخابات نقيب المهندسين في بيروت مفارقات عدة ابرزها خسارة قوى الرابع عشر من آذار لهذا المنصب بفعل تحول الهوى الجنبلاطي من 14 الى 8 آذار.

وقبل الدخول في تشريح الارقام لا بد من التوقف عند الاحصاءات الاولية التي رافقت عملية الاقتراع امس كما وزعتها القوات اللبنانية. إن قراءة الارقام تشير الى ان المسيحيين صوتوا بنسبة قاربت 61 في المئة لصالح مرشح قوى الرابع عشر من آذار ولكن نسبة التجييش المسيحي للمشاركة في الانتخابات وإن كانت مرتفعة نسبيا إلا أنها بقيت دون سقف الخمسين في المئة ولم تقارب نسبة التجييش السني التي بلغت اعلى نسبة وصلت الى 54 في المئة. ومع ذلك تشير احصاءات أخرى الى ان القوات اللبنانية هي الاكثر تنظيما بين الفرقاء المسيحيين ومن ثم باقي الاحزاب حيث تضم دائرة المهندسين في القوات اللبنانية 1211 مهندسا في حين ان مهندسي الكتائب عددهم 97 مهندسا يليهم 83 مهندسا لحزب الكتلة الوطنية و 44 مهندسا لحزب الوطنيين الاحرار و17 مهندسا لحركة التغيير والباقي هم من المستقلين الذين يشكلون الكتلة الانتخابية الاكثر عددا بين المهندسين المسيحيين المنتمين الى ثورة الارز. تشير الاحصاءات ايضا ان تيار المستقبل ما زال يحافظ على الغالبية في صفوف الطائفة السنية بحيث إقترع 75 في المهندسين السنة لصالح مرشح ثورة الارز في حين شكل إجتماع المعارضة السنية من قوى مختلفة ما نسبته 25 في المئة من الهندسين السنة.

أما أسباب الخسارة فتعزوها قوى الرابع عشر من آذار الى إنقلاب النائب وليد جنبلاط حيث خرج عن القرار الجنبلاطي خمسة في المئة فقط من المهندسين الدروز فصوت خمسمئة مهندس لصالح المرشح العوني ما اعطى الارجحية للنقيب ايلي بصيبص . وإن كان من نافل القول ان المهندسين الشيعة لم يخرجوا على التكليف الشرعي بالتصويت للمرشح المدعوم من حزب الله وحركة امل، فإن أقل نسبة تصويت جاءت من المهندسين الدروز الذين صوت من بينهم 28 في المئة، ما يعني عمليا ان قرابة 22 في المئة من الهندسين الدروز فضلوا البقاء في المنزل وعدم التصويت خلافا لإرادة جنبلاط، إلا أنهم في الوقت نفسه لا يريدون التصويت لصالح مرشح قوى 8 آذار. وتضيف مصادر قوى الرابع عشر من آذار أن من بين المكاتب الهندسية الكبرى التي غيرت في معادلة التصويت لصالح مرشح قوى 8 آذار مكتب خطيب وعلمي وهم بالمناسبة من سنة إقليم الخروب، الذي كان على لائحة حكومة الرئيس السنيورة سابقا كإستشاري موثوق في حين انه حاليا على لائحة وزارة الاشغال العامة والنقل التي يتولاها الوزير غازي العريضي ما يعني ان شبكة مصالح هذا المكتب تحولت بفعل التحول الجنبلاطي وكذلك المهندسين العاملين مع النائب نعمة طعمه والعالمين في شركة موركس . مراقبون اعتبروا ان مؤشرات انتخابات نقابة المهندسين أعطت الوزير جنبلاط نفسا بحيث اصبح قادرا على إستخدام هذا المؤشر ليعّـلم على قوى الرابع عشر من آذار وأنه الاقوى والاقدر على إدارة الطائفة الدرزية والنحو بها في أي إتجاه يريد.

فجنبلاط إستطاع ان يثبت أنه الاقوى والمطاع فلم يشذ عن قراره سوى خمسة في المئة فقط من المهندسين في حين ان تحالفه مع العماد عون يكسبه ايضا اربعين في المئة من اصوات المسيحيين أقله حتى الآن، إضافة الى خمسة وعشرين في المئة من أصوات السنة في إقليم الخروب، ما يعني ايضا ان قوى الرابع عشر من آذار لن تستطيع التعويل على هذه الارقام لتقول لجنبلاط ان مواقعه النيابية في خطر نتيجة تحوله من 14 آذار الى الوسطية ومنها الى 8 آذار.

 

الجمهورية : عون يفاجىء "المؤلفين" بمواقف خفّضت التفاؤل بالتأليف

الأكثرية: لا تطوّر ولا تقدّم ولا تشكيل هذا الأسبوع

الجمهورية قالت : تبخّر التفاؤل بولادة وشيكة للحكومة بموقف مفاجىء عبّر عنه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون بعد ظهر أمس، أنكر فيه أن يكون قد حصل تقدّم في مسار التأليف شاعت أخباره خلال الأيام القليلة المنصرمة، فيما ظلت الأنظار مشدودة إلى التطوّرات الجارية عربيّا، وخصوصا في سوريا ودول عربية أُخرى، والتي يتوقع أن تكون لها انعكاسات مباشرة أو غير مباشرة على لبنان في المرحلة المقبلة، خصوصا إذا ظلت البلاد تدور في فراغ حكوميّ لمدة طويلة.?

فبعد تقاطع المعلومات عن حصول خرق جدّي في مسار التأليف في ضوء الاتفاق على توزيع الأعداد وحصر الخلاف في توزيع الحقائب، مع تأكيد بقاء عقدة الداخلية عصيّة على الحلّ، فاجأ رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون المعنيّين مساء أمس بموقف أكّد فيه "أننا نسمع أخبارا أنّ هناك زحمة عمل، ولكن حتى الآن، إن شاء الله، يكون هناك تقدّم ولكن لم نعرف بالتقدم الذي حصل"، لافتا إلى "أنّ البعض يتحدّث عن صيغة 10 ـ 10 ـ 10 وهناك من يقول إذا وافق العماد عون تمشي الحكومة، يعني أنّ المشكلة موجودة، وما يزال بعضهم لا يريد تأليف الحكومة، بل رمي المشكلة عندنا ". وواصل حملته على رئيس الجمهورية، فقال:" نريد رئيسا حَكَما"، سائلا "لماذا نريد أن نعطيه وزراء ولديه 30 وزيرا له".

وردّت أوساط ميقاتي مؤكّدة أنه فوجئ بموقف عون واعتبرت "أنّ بعض ما قاله لا يعكس المعطيات التي كانت أفرزتها الاتصالات التي أجريت خلال الأيام الماضية مع مكوّنات الأكثرية الجديدة والتي وضعت التأليف على سكّة الحلّ بعد التوافق على جملة معايير في تركيبة التشكيلة الوزارية العتيدة". وأشارت إلى "أنّ ميقاتي مع إدراكه وجود صعوبات تؤخّر عملية التأليف، إلّا أنه ماضٍ في استكمال الاتصالات المناسبة مع الأطراف المعنيين وصولا إلى تأليف حكومة منتجة ترضي اللبنانيين ويستند تأليفها إلى القواعد الدستورية".

وإلى ذلك حافظت مصادر بعبدا على نسبة عالية من الصمت إزاء جديد الملفّ الحكوميّ، وقالت أن لا تطوّرات يمكن الوقوف عندها في انتظار الاتصالات التي يجريها ميقاتي والذي حافظ على النسبة عينها من الصمت، واكتفى منذ فترة برصد التسريبات حول صيغ حكومية لا علم له بها، أو أنّ بعضها كان مطروحا قبل أسابيع ثم طوي، أو أنه لم يعرض جديدا على رئيس الجمهورية ولا على أيّ طرف آخر؟.

وحرصت هذه المصادر على الإشارة إلى أنّ الاتصالات متواصلة بعيدا عن الأضواء، ولن يعلن شيء قبل أوانه. لكنها استغربت مضمون مواقف عون أمس واكتفت بالقول إنها لا تعكس ما بلغته المساعي الحميدة.

واستغربت مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي تصعيد عون، مشيرة إلى "أنّ ما قاله لا يعكس التقدم الذي حصل في الأيام الأخيرة في الملفّ الحكومي". وأملت في أن يكون الموضوع "مجرّد شدّ حبال سياسيّ لتحسين شروط التفاوض".

مواقف "متشائلة"

واللافت أنّ هذه الموقف العونيّ سبقته مواقف "متشائلة" عبّر عنها نوّاب عونيّون منهم ألان عون الذي أمل في أن تكون الحكومة الجديدة "عيديّة"، وقال: "ما يحصل الآن يجب أن ينتهي إمّا سلبا أو إيجابا، إمّا أن ندفنها في الجمعة العظيمة، أو تولد في العيد الكبير". وأعلن أنّ العماد عون "أصبح لديه تصوّر لأسماء عدّة، وسيحسم أمره عند التوصل إلى التأليف، ولديه تصوّر لحقيبة الداخلية، ولديه أسماء عديدة يمكن أن يكون أحدها مفاجئا ولا يتوقّعه أحد". بدوره الوزير أبراهام دده يان قال من الجنوب: "إنّ الحكومة لن تبصر النور قبل شهرين أو 3 أشهر"، مستغربا الاستعجال، ومؤكّدا "أنّ العجلة لا تفيد".

لقاء مفصلي

وفي ضوء هذه التطورات تسارعت الاتصالات المعلنة والبعيدة من الأضواء، وتردّدت معلومات عن لقاء مفصلي سيعقد بين أقطاب الأكثرية الجديدة، أو بين قطبين بارزين فيها، لكن عملانيّا لم يظهر شيء على أرض الواقع، فيما أكّد قطب بارز في قوى 8 آذار لـ"الجمهورية" مساء أمس أن "لا تفاؤل ولا تطوّر ولا تقدّم ولا تشكيل هذا الأسبوع، وأنّ كلّ ما يكتب ويقال هو "حكي فاضي" .

وفي الوقت الذي توسّعت فيه رقعة التسريبات المبنيّة على كثير من التمنّيات والرغبات من دون المعلومات، قالت مصادر مطّلعة إنّ ما يجري التداول في شأنه عن مُهل لتشكيل الحكومة العتيدة ليس دقيقا، وكذلك الحديث عن عقبات داخلية.

دمشق والحكومة

وعلى هذه الخلفيات نقل زوّار دمشق خلال الساعات الـ 48 الماضية معلومات متناقضة عن التوجهات السورية للمرحلة المقبلة. وقال أحدهم إنّ العاصمة السورية نصحت بالإسراع في التأليف بلا تسرّع، وبالتفاهم بين أقطاب الأكثرية الجديدة. ولفت إلى أنّ دمشق التي تبدو لبعض الخارج منشغلة بملفّيها الأمني والحكومي، لديها كثير من الوقت للاهتمام بالملفّ اللبناني، لكنها لا ترغب في كشف تدخلها في كثير من التفاصيل الحكوميّة اللبنانية، أو على الأقل، لا تريد أن يكون هذا الانطباع لدى البعض، وخصوصا الأميركيين والأوروبيين الذين ينتظرون تشكيلة ميقاتي ليقيسوها بمقاييس الولاء لسوريا ولحزب الله".

ولذلك تقول مصادر تواكب الاتصالات إنّ العقد الداخلية ليست حقيقية، إنما اختيرت بعناية لسدّ المنافذ وتغليف التدخلات الخارجية التي انعكست على المواقف السياسية على نحو غير مسبوق، مع التأكيد أنّ أجواء التوتر مهما بلغت لن تصل إلى الشارع ولن تكون لها أيّ مفاعيل أمنية على الإطلاق.

أسباب إشاعة التفاؤل

وسط هذا المشهد، لاحظت مصادر مطلعة أنّ الحديث عن تقدم في التأليف لم يترجم بعد، وقالت لـ"الجمهورية" إذا لم تتألف الحكومة من اليوم وحتى بعد غد الجمعة، فإنّ المعنيين يكونون قد أشاعوا أجواء التفاؤل لأسباب منها: تزايد مطالبة الرئيس المكلف بالاعتذار وحسم موقفه، وشيوع أخبار عن خلافات داخل فريق 8 آذار، واتّهام الأكثرية الجديدة لميقاتي بأنه ينتظر ضوءا خارجيّا، ما حدا به وببعض مَن في فريق 8 آذار إلى الحديث عن تأليف وشيك". وأضافت: "أنّ تأكيد الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله أخيرا حرصه على أن تتألف الحكومة في أقرب وقت ممكن"، اعتُبر مؤشّرا قويّا لقرب ولادة الحكومة، لكن على أرض الواقع لم تبرز بعد دلائل عملية على تأليف وشيك، فالخلاف بين ميقاتي وفريق 8 آذار ما يزال قائما، شأنه شأن الخلاف بين رئيس الجمهورية والنائب ميشال عون".

وأشارت المصادر إلى أنه إضافة إلى هذه العوامل هناك إعادة تفاوض مع رئيس "جبهة النضال الوطنيّ" النائب وليد جنبلاط حول تموضعه، فهو قد أعلن "رغما عنه" أنه مع خط المقاومة وسوريا، أي إنه مع فريق 8 آذار، في حين أنّ أطرافا تريد وضعه في الوسط. ومن هنا لا تضمن صيغة 3 عشرات لسليمان ولميقاتي الثلث الوازن أو الثلث المعطل، كما لا تضمن لهما ذلك معادلة 19 ـ 11. وفي كلّ الحالات فإنّ الصيغ المطروحة كلّها هي صيغ 8 آذار، وما يجري هدفه إلهاء الرأي العام بصيغ حكومية وبخلاف على حقائب، واللبنانيون غير معنيين به، إذ إنّ كلّ صيغة ما تزال في إطار حكومة اللون الواحد.

تحذيرات متجدّدة

وفي هذا السياق، كشفت المصادر "أنّ أطرافا دوليين دخلوا مجدّدا على الخط، لا سيّما بعد عودة السفيرة الأميركية مورا كونيللي إلى بيروت، والتي غادرت أمس إلى الدوحة التي سيصل إليها اليوم وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه، وجدّدوا تحذيراتهم لسليمان وميقاتي من مغبّة تأليف حكومة اللون الواحد وإدخال لبنان في الأحداث السورية، لا سيّما بعدما اتخذت سوريا قرارا بوضع الإصلاحات جانبا ومواجهة الانتفاضة بالقوة، من هنا تحتاج دمشق لخلفية لبنانية من خلال تأليف حكومة، لكن لبنان غير قادر على مجاراتها والسير في حكومة اللون الواحد. وعليه، فإنّ عملية التأليف لم تحسم بعد، وما يجري ليس أكثر من عملية خلط أوراق بهدف كسب مزيد من الوقت. وما الكلام عن ولادة حكومية وشيكة إلّا لذرّ الرماد في العيون ليس إلّا".

قضية الأستونيين

من جهة ثانية، وفيما لا يزال مصير الأستونيين السبعة الذين خطفوا في البقاع قبل أسابيع مجهولا، علمت "الجمهورية" أنّ وفدا أستونيّا موجود حاليّا في لبنان لمتابعة قضيّة هؤلاء، وأشارت إلى أنّ الوفد المؤلف من مستشارين لوزيري الخارجية والداخلية الأستونيين ومن عدد آخر من الخبراء يتخذ من السفارة الفرنسية مقرّا له لإدارة الاتصالات بالدولة اللبنانية، وذلك بسبب عدم وجود سفارة معتمدة لأستونيا في بيروت. وأضافت المعلومات أنّ الوفد يجري اتصالات سياسية وأمنية للإفراج عن الأستونيين، وهو ينسّق لهذه الغاية مع أجهزة الأمن اللبنانية لحصر كلّ المعطيات ومراجعة الحكومة الأستونية، وبالإضافة إلى التنسيق مع لبنان طلبت عبر الأقنية الديبلوماسية دعما سوريّا للمساعدة في كشف الغموض في هذه القضيّة والإفراج عن الأستونيين. وفي الإطار نفسه تحقق أجهزة الأمن اللبنانية في احتمال مشاركة بعض العناصر الذين نفّذوا اختطاف الأستونيين في المكمن الذي استهدف المؤهّل في فرع المعلومات راشد صبري وسط احتراز أمنيّ شامل في منطقة مجدل عنجر وجوارها، وتأتي هذه الإجراءات للتضييق على حركة هذه العناصر ورصدها.

 

راشد أيوب صبري كان يتولى التحقيق في خطف الأستونيين الـ7: هل اغتيل اغتيالا؟

 الثلاثاء, 12 أبريل 2011 06:11

وفي اليوم الـ 18 على خطف الاستونيين السبعة في منطقة زحلة، اتخذ هذا الملف بُعداً يمكن وصفه بأنه «دراماتيكي» مع «اغتيال» المؤهل الاول في فرع المعلومات راشد ايوب صبري (مواليد 1964) الذي اشارت معلومات الى انه يتولى التحقيق في القضية، والتقارير عن امكان ان تكون تمت «تصفية» المدعو درويش خنجر، الذي جرت معاودة ربطه بالعملية مع كل من وائل عباس ومحمود حمود المعروف بـ «محمد ظريفة»، الفاريْن من وجه العدالة واللذين يُعتبران «رأس» الشبكة التي قامت بخطف الاستونيين لمصلحة جهة أخرى لم يتم تحديدها بعد.

«عملية نوعية» لفرع المعلومات، او «ضربة» له وللتحقيق في قضية خطف الاستونيين «المختفين» منذ 23 مارس الماضي. قراءتان متناقضتان لما حصل مساء الاحد في بلدة مجدل عنجر البقاعية، والذي زاد من غموضه تضارُب المعلومات حول ملابسات «المكمن» الذي تعرّض له المؤهل الاول صبري لدى خروجه من مسجد مجدل عنجر وظروف مقتل خنجر المطلوب اساساً في قضية قتل الرائد في الجيش عبدو جاسر والرقيب زياد الميس في 21 نوفمبر الماضي، كما انه يُعتبر الرأس المدبر لمجموعة من ثمانية اشخاص اوقف خمسة منهم لاتهامهم بالتخطيط لضرب عناصر من الجيش وباص يقل ايرانيين لإثارة النعرات الطائفية. ورغم ان المديرية العامة لقوى الامن الداخلي اوضحت في نعيها «شهيدها» انه سقط «لدى قيامه بمهمة أمنية مهمة حيث تعرض لكمين مسلح نصبته عصابة يتزعمها درويش خنجر أحد أخطر المطلوبين الذي قُتل خلال تبادل إطلاق النار كما اصيب مواطن في يده صودف مروره بالمحلة»، فان بعض المصادر الموثوقة تحدثت عن ارتباط ما حصل بملف الاستونيين، اذ وصفت خنجر بانه «مشتبه به» في القضية، علماً ان قادة أمنيين كباراً كانوا نفوا بعيد عملية الخطف علاقة مجموعة خنجر بالعملية، الامر الذي قرأته دوائر مراقبة على انه من باب «التكتيك» ومحاولة متعمّدة ومدروسة لـ «طمأنة» درويش الى انه خارج الشبهة كي يتسنى تعقُّبه بعيداً من اي اجراءات تحوُّط يتخذها، وتالياً الامساك بمزيد من الخيوط علّها تتيح كشف مصير المخطوفين الذين تبّنت حركة مجهولة تطلق على نفسها اسم «حركة النهضة والاصلاح» عملية احتجازهم مطالبة بفدية مالية. وفي الرواية شبه المتقاطعة بين مخنلف وسائل الاعلام في بيروت، انه ليل الاحد ولدى خروج المؤهل صبري من مسجد مجدل عنجر بعد انتهاء صلاة العشاء وركوبه السيارة، فوجئ بمكمن نصب له من خنجر برفقة شخصين آخرين كانا يستقلان سيارة هوندا «سي.ار.في» سُرقت قبل وقت قليل، وبدأوا بإمطاره بالرصاص، فترجل من سيارته وتبادل معهم إطلاق النار ما أدى إلى مقتل خنجر، وقام رفاقه بإمطار المؤهل صبري بوابل من الرصاص فأردوه على الفور.

علماً انه نُقل عن مصدر أمني ان خنجر قتل اثناء تبادل اطلاق نار بينه وبين دورية لشعبة المعلومات بقيادة صبري، كانت تبلغت بأن الاول اقدم على سلب سيارة للسيدة سوزان عيد جبارة (الهوندا سي.ار.في) على طريق عميق ـ البقاع الغربي بقوة السلاح، فطاردته الدورية وجرى تبادل اطلاق نار فقتل خنجر وصبري واصيب شخص ثالث.

مع الاشارة الى ان السيارة التي استُخدمت في المكمن عُثر عليها فجر امس في المنطقة الصناعية في زحلة اي في البقعة التي تم منها خطف الاستونيين السبعة.

على ان البارز كان ما أورده تلفزيون «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، نقلاً عن معلومات أمنية من ان خنجر قُتل برصاص الشخصين اللذين كانا معه في السيارة واللذين يرجح انهما كانا وائل عباس ومحمد ظريفة، مشيرة الى ان خنجر مصاب برصاصة واحدة في صدره، فيما تعرض المؤهل الاول لرصاصات عدة اصابته في البطن والصدر.