المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار11
نيسان/2011

نجيل القدّيس مرقس(10/46-52)

ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق".

 

إيمان الأعمى ٱبْنُ طِيمَا الشَحَّاذٌ

بقلم/الياس بحاني

"جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون". (يوحنا 09/39)

كم بيننا من أفراد وجماعات هم حقيقة عميان بصيرة، وقليلو إيمان، وخائبو رجاء، في حين أن عيونهم من الناحية الصحية سليمة مئة في المائة، غير إن علتهم تكمن في عمى البصيرة وليس عمى البصر، فهم وإن كانت عيونهم متعافية إلا أنها تحجب عن عقولهم ووجدانهم وقلوبهم المحبة فيعشون في ظلام دامس بعيدين عن الله.

الأعمى ابن طيما الشحاذ الذي هو موضوع مقالتنا نذكره اليوم في كنائسنا المارونية ونسمي الأحد السادس هذا من الصوم الكبير باسم عجيبة شفائه، (أحد شفاء الأعمى).

يعلمنا الكتاب المقدس أن ابن طيما ولد أعمى ولم يكن يعرف الفرق بين النور والظلام، إلا أنه كان متنوراً في قلبه وضميره وإيمانه، وقوى وعنيد وثابت في رجائه. هذه العجيبة وردت في إنجيل القديس يوحنا 09(/01-41)، وفي إنجيل القدّيس مرقس (10/46-52)، وفي إنجيل القديس متى (20/29-34)

العجيبة كما وردت في إنجيل القدّيس مرقس(10/46-52): ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق".

يعطينا انجيل القديس يوحنا (09/08-34) المزيد من التفاصيل التي تبين لنا الإضطهاد والإرهاب اللذين تعرض لهما الأعمى بعد شفائه من أجل أن ينكر ما حصل: "

"فتساءل الجيران والذين عرفوه شحاذا من قبل: أما هو الذي كان يقعد ليستعطي؟ وقال غيرهم: هذا هو. وقال آخرون: لا، بل يشبهه. وكان الرجل نفسه يقول: أنا هو! فقالوا له: وكيف انفتحت عيناك؟ فأجاب: هذا الذي اسمه يسوع جبل طينا ووضعه على عيني وقال لي: إذهب واغتسل في بركة سلوام. فذهبت واغتسلت، فأبصرت. فقالوا له: أين هو؟ قال: لا أعرف. فأخذوا الرجل الذي كان أعمى إلى الفريسيين، وكان اليوم الذي جبل فيه يسوع الطين وفتح عيني الأعمى يوم سبت. فسأل الفريسيون الرجل كيف أبصر، فأجابهم: وضع ذاك الرجل طينا على عيني، فلما غسلتهما أبصرت. فقال بعض الفريسيين: ما هذا الرجل من الله، لأنه لا يراعي السبت. وقال آخرون: كيف يقدر رجل خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟ فوقع الخلاف بينهم. وقالوا أيضا للأعمى: أنت تقول إنه فتح عينيك، فما رأيك فيه؟ فأجاب: إنه نبي! فما صدق اليهود أن الرجل كان أعمى فأبصر، فاستدعوا والديه وسألوهما: أهذا هو ابنكما الذي ولد أعمى كما تقولان؟ فكيف يبصر الآن؟ فأجاب والداه: نحن نعرف أن هذا ابننا، وأنه ولد أعمى. أما كيف يبصر الآن، فلا نعلم، ولا نعرف من فتح عينيه. إسألوه وهو يجيبكم عن نفسه، لأنه بلغ سن الرشد. قال والداه هذا لخوفهما من اليهود، لأن هؤلاء اتفقوا على أن يطردوا من المجمع كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح. فلذلك قال والداه: إسألوه لأنه بلغ سن الرشد.

وعاد الفريسيون فدعوا الرجل الذي كان أعمى وقالوا له: مجد الله! نحن نعرف أن هذا الرجل خاطئ. فأجاب: أنا لا أعرف إن كان خاطئا، ولكني أعرف أني كنت أعمى والآن أبصر. فقالوا له: ماذا عمل لك؟ وكيف فتح عينيك؟ أجابهم: قلت لكم وما سمعتم لي، فلماذا تريدون أن تسمعوا مرة ثانية؟ أتريدون أنتم أيضا أن تصيروا من تلاميذه؟ فشتموه وقالوا له: أنت تلميذه، أما نحن فتلاميذ موسى. نحن نعرف أن الله كلم موسى، أما هذا فلا نعرف من أين هو. فأجابهم الرجل: عجبا كيف يفتح عيني ولا تعرفون من أين هو! نحن نعلم أن الله لا يستجيب للخاطئين، بل لمن يخافه ويعمل بمشيئته. وما سمع أحد يوما أن إنسانا فتح عيني مولود أعمى. ولولا أن هذا الرجل من الله، لما قدر أن يعمل شيئا. فقالوا له: أتعلمنا وأنت كلك مولود في الخطيئة؟ وطردوه من المجمع"

رغم أن ٱبْنُ طِيمَا كان أعمى وحاسة النظر عنده تالفة ومعطلة، غير أنه ومن خلال إيمانه وثقته بالله أدرك بعقله وقلبه أنه في حال ذهب إلى المسيح وطلب منه الشفاء فبقدرته أن يشفيه ويعيد له نعمة النظر التي حرم منهما منذ ولادته.

عندما اقترب من المسيح تمرد ورفض التقيد بتعليمات وتحذيرات الذين حاولوا منعه من تحقيق غايته فلم يأبه ولم يرتد ورفع صوته عالياً ومدوياً معلناً أن المسيح هو المخلص وأنه قادر على إعادة نظره إن رغب بذلك، وطلب من المسيح أن يشفيه فكان له ما أراد.

لم ييأس ولم يُحبط ولم يقبل بوضعية العاجز غير القادر على رؤية طريق الخلاص والسير عليها. عرّف قدرة وألوهية المسيح ولجأ إليه طالباً الرحمة والنعمة فحصل عليهما ومن ثم تبعه وتتلمذ له. رفض الإذعان لهرطقات الكتبة والفريسيين وبعناد الأبطال لم يُبدل ولم يغير كلمة واحدة عما قاله عن الأعجوبة.

اتُهم بالخيانة والعمالة للغريب إلا أنه تمسك بالحقيقة وشهد لها غير مبالي بما سيوقعه عليه رجال الدين اليهود من تحريم ونبذ وعقاب ومضايقات. مشى الطريق لأنه كان في النور وهم ضلوا لأنهم عميان بصر وبصيرة وقليلي إيمان. ولو نظرنا اليوم حولنا في زمننا الحالي نجد أن الحال لم يتغير حيث أن جماعات المؤمنين يتعرضون للمضايقات والإضطهاد والذل والأذى الجسدي في معظم بلدان العالم إلا أنهم يقاومون بعناد متكلين على الله تماماً كما كان حال ابن طيما.

ما أحوجنا اليوم كلبنانيين مقيمين ومغتربين أن نقتدي بمثال هذا الأعمى المؤمن فنسير بقوة وعناد وإيمان وثبات على طريق الخلاص ونطلب من الله نعمة النور الإيماني لينير دروبنا وعقولنا وينجينا من شر عبادة مقتنيات الأرض الفانية وأن لا يدخلنا في فخاخ الشرور والتجارب الإبليسية.

من المحزن أن دفة سفينة وطننا الأم لبنان يمسك بها ويتحكم بحركتها قادة وسياسيين ومسؤولين عميان بصر وبصير وقد أوقعوه بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم في آفات الفوضى والاضطرابات والحروب وزرعوا بين أبنائه بذور الفتنة وثقافة الموت .

يا رب نور عقولنا لندرك أنك محبة، وابعد عنا ظلمة الخطيئة ونجنا من التجارب.

 

فرنجية: كلام نصرالله يذكرني بكلام البعض لحظة سقوط الإتحاد السوفياتي 

موقع 14 آذار/لفت النائب السابق سمير فرنجية إلى انَّ "الرئيس سعد الحريري بصفته رئيساً للحكومة متضامن مع العالم العربي، وهذا الأمر مطلوب منه، ولا يسأل كيف سمح لنفسه أن يقوم به، فنحن دولة عربية، والمطلوب إدانة أي تدخل بالشأن العربي". وفي حديث لقناة "أخبار المستقبل"، شدد فرنجية على "وجوب إعادة تأكيد ثوابتنا الموجودة بنص الدستور وإتفاق الطائف"، لافتاً إلى أنَّ "امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حاول غدخال لبنان في محور الممانعة الذي هو محور غير عربي". وقال فرنجية ساخراً: "في العلاقة بين لبنان وإيران، أتصور أنَّ اللبنانيين يبالغون بتدخلهم بالشأن الإيراني وتسليح فريق إيراني، ويتكلمون عن انَّ إيران في جبهة يقودها لبنان"، مشدداً على أنَّ "لبنان لم يتدخل بشان إيران في يوم من الأيام، بل هي التي تتدخل"، واوضح في هذا السياق أنَّ "الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أدخل لبنان في جبهة الممانعة، فهناك كلام غريب، خصوصاً أنَّ المشروع الإيراني الذي يشكو لبنان والعرب منه هو على نهايته، فكلام نصرالله يذكرني بكلام البعض في لحظة سقوط الإتحاد السوفياتي".

 

مصدر سوري: اغتصاب زوجة رجل أمن رفض قتل متظاهرين

السياسة/ذكر مصدر أمني سوري, أمس, أن رئيس الحرس الجمهوري العميد الركن ماهر الأسد أعد مجموعات مسلحة في المناطق التابعة لنفوذه, انتشرت في أماكن الإحتجاجات, وأطلقت النار على قوات الأمن والجيش, كما قامت بعمليات تخريب وتحرش بالنساء, لإيهام الرأي العام بوجود "مندسين". ونقل موقع "بيروت أوبزرفر" الإلكتروني عن المصدر, الذي رفض كشف هويته, توضيحه أن عناصر قوات الأمن ينفذون أوامر إطلاق النار مكرهين وخوفاً على أرواحهم من بطش القادة الأمنيين, كاشفاً أن زميلاً له رفض تنفيذ أوامر ضابط إحدى المجموعات بإطلاق النار على المحتجين, فتم إعفاؤه من مهمته وإرساله إلى مكان إقامته. وأضاف أنه إثر ذلك, توجه الضابط مع فرقة مسلحة إلى منزل العنصر, "حيث أمر الضابط بعض العناصر باغتصاب زوجة رجل الأمن الذيب رفض تنفيذ الأوامر على مرأى منه ومن أولاده من دون أن يتجرأ على إنقاذ زوجته", مؤكداً أنه شاهد عملية الاغتصاب. من جهة أخرى, أكد النائب السابق المعارض مأمون الحمصي, في حديث إلى الموقع, أنه "خلال فترة سجنه في الأراضي السورية, وتحديداً بعد إصداره بياناً عقب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري العام 2005 اتهم فيه النظام السوري بالضلوع بالإغتيال, تعرض لأبشع أنواع التعذيب النفسي على أيدي النظام للتراجع عن هذا البيان.

وكشف أن رجال الأمن كانوا يدخلون إلى زنزانته أثناء تلاوته القرآن الكريم, لواط يمارسون الجنس أمامه بشكل مقزز, فضلاً عن تشغيل موسيقى صاخبة وأغان مؤيدة للرئيس بشار الأسد عبر مكبرات صوت. وأضاف الحمصي أن إيمانه بالله عز وجل جعله يقاوم كل أنواع الضغوط والممارسات حتى أن المخابرات السورية نشرت شائعات داخل السجن بأنه فقد عقله.

 

وثائق للمعارضة السورية تؤكد مشاركة "الحرس الثوري في المجازر  

الضغوط على أوباما تثمر توجها لمعاملة الأسد كالقذافي

حميد غريافي/السياسة

قد تكون ادارة باراك اوباما سرعت خطاها خلال الاسبوع الماضي على الطرق المؤدية الى مجلس الامن الدولي لحضه على اتخاذ خطوات جذرية ضد نظام بشار الاسد في سورية على غرار الخطوات التي اتخذها لفرض الحظر الجوي والحصار شبه الشامل على نظام القذافي في ليبيا, وذلك بعدما ارتفعت حدة الضغوط الدولية والمحلية خصوصا ضغوط الكونغرس والاستخبارات المركزية ومستشارية الامن القومي ووزراء الدفاع (البنتاغون) التي قادت حملة اعلامية في التلفزيون والصحف والاذاعات لم يسبق لها مثيل في الولايات المتحدة اظهرت ما تفعله اجهزة نظام البعث ضد المتظاهرين في درعا وحمص وحماة واللاذقية والقامشلي وعامودا في الحسكة شمال شرق البلاد ودوما وبانياس وحرستا وكفرسوسة بدمشق وعربين وداريا في ريفها.

وفيما ذكرت قنوات تلفزيونية اميركية مثل "فوكس" و"سي ان ان" و"اي بي سي" ان عدد قتلى الاسبوع الفائت ارتفع في تلك المدن والقرى الى 150 قتيلا ونحو 850 جريحا و2000 معتقل قال احد كبار المعارضين السوريين ل¯ "السياسة" في اتصال به في لندن من واشنطن امس: "إن عددا من الملثمين الذين يطلقون نار اسلحة اوتوماتيكية من سيارات ومن فوق دراجات نارية في شوارع المدن والقرى وبعض القناصة فوق سطوحها, وقع في يد المتظاهرين وتبين ان بعضهم ايراني لا يتكلم العربية وتابع للحرس الثوري, فيما اعترف اشخاص منهم بأن طائرات سورية وايرانية نقلت المئات من عناصر الحرس الثوري الى مطارات دمشق والمحافظات الاخرى خلال الاسابيع الثلاثة الماضية".

وقال المعارض السوري: إن نظام الاسد "استدعى هؤلاء العناصر من النظام الايراني بعدما شعر بتلكؤ واضح في صفوف اجهزة أمنه في تنفيذ اوامر القتل والاعتقال التي صدرت اليها ضد المتظاهرين, واعتقال العشرات من عناصر هذه الاجهزة في درعا وحماة واللاذقية والحسكة والقامشلي, رفضت استخدام الرصاص الحي ضد الثائرين, كما اطلقت سراح بعض المعتقلين الذين اوقفوا على ايدي عناصر اخرى ملتزمة اوامر حزب البعث".

ونقل المعارض السوري من قيادات المعارضة في الداخل قولها ان نظامي دمشق وطهران "يخشيان ان تتطور الثورة في سورية بحيث تتحول الى حرب مذهبية بين العلويين والشيعة من جهة والكثافة السنية التي تشكل غالبية السوريين من جهة اخرى, لذلك سارعت اجهزة محمود احمدي نجاد الى ارسال اكثر من ثلاثة الاف عنصر من الحرس الثوري الى سورية لاستخدام القوة المفرطة في محاولة لتخويف السوريين ودب الرعب في قلوبهم وهو امر تجاوزته الثورة حتى الان كاسرة حاجز الخوف بإصرارها على النزول يوميا الى الشارع وتحدي المدفع والدبابة بالشعارات السلمية". وقال المعارض ان "انتشار ظاهرة الدراجات النارية والعناصر التي تقودها مرتدية اللباس الاسود مموهة وجوهها حملت المتظاهرين والعناصر المدربة بينهم على مطاردة هؤلاء واعتقال بعضهم حيث تبين انهم ايرانيون يمارسون في شوارع سورية نفس ما يمارسونه ضد الحركات الاصلاحية في شوارع ايران على طريقة "اضرب واهرب", فيما تؤكد معلومات امنية من داخل اجهزة النظام البعثي ان لحزب الله اللبناني تواجدا ملحوظا في دمشق والمناطق المحيطة بها".

وكشف المعارض السوري في واشنطن النقاب عن ان اللوبي السوري في الولايات المتحدة, "الذي ينسق مع اعضاء الكونغرس ووزارتي الدفاع والخارجية, تمكن اخيرا من الوصول الى اوباما والمحيطين به بالمعلومات والوثائق الدامغة التي تؤكد ان ممارسة نظام بشار الاسد ضد السوريين المدنيين لا تختلف في شيء عن ممارسات القذافي في ليبيا, وهذا ما حمل الرئيس الاميركي اول من امس على توسيع نطاق انتقاداته لدمشق, داعيا نظامها الى وقف عمليات القتل والتنكيل والاعتقال ضد مواطنيها".

ونقل المعارض عن احد مسؤولي الامن القومي في البيت الابيض قوله ان الرئيس اوباما طلب بالفعل "الاسراع في توثيق المعلومات والصور والتصريحات والتصرفات التي يقوم بها النظام السوري تمهيدا لتقديمها الى مجلس الامن بمشاركة فرنسا وبريطانيا والمانيا وبعض الدول العربية, حيث يبدو ان الرئيس الاميركي لم يعد قادرا على تجاهل الضغوط الداخلية والدولية عليه للتصرف سريعا ضد نظام الاسد وعدم الانتظار اكثر بحيث يؤدي ذلك الى سقوط الالاف من القتلى من دون طائل".

 

البحرين تقاضي نصرالله أمام محكمة الجنايات الدولية ودول مجلس التعاون ترفع مستوى حماياتها لمصالحها في لبنان

المحرر العربي/حميد غريافي

كشف ديبلوماسي في السفارة البحرانية في بيروت النقاب أمس عن أن حكومة البحرين "كلّفت عدداً من المحامين العرب والأجانب لتسجيل دعوى قضائية لدى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بحق الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله وعدد من معاونيه بتهم إثارة النعرات الطائفية وتشجيع الخارجين على القانون على التطاول على الدولة وتخريب المرافق العامة والخاصة، والمشاركة المباشرة لعناصر من "حزب الله" في قيادة التمرّد في شوارع البحرين وتدريب عناصر شيعية بحرانية في قواعد الحزب الإيراني في البقاع والجنوب اللبنانيين".

وقال الديبلوماسي أن المحامي الخليجي وهو من آل السبيتي الذي يترأس لجنة المحامين المشتركة هذه، أكّد أنه "يسجّل الدعوى ضد نصرالله ونائبه نعيم قاسم وعدد من أفراد بطانتهما خلال الأيام الثمانية المقبلة بعدما اكتملت كلّ الإجراءات والوثائق والتسجيلات التي تدينهم بمحاولة إحداث انقلاب داخل مملكة البحرين بدعم من إيران، بدليل أن مجلس التعاون الخليجي سارع الى إرسال قوات مسلّحة (درع الجزيرة) الى البحرين لمنعها من الوقوع في الفوضى والاقتتال والفتنة، كما أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ندّد هو نفسه بتدخل "حزب الله" في البحرين ودول الخليج". ونقل الديبلوماسي البحراني عن الأجهزة الأمنية في بلاده تأكيدها "أن لديها معتقلين من عناصر تابعة لـ"حزب الله" شاركت في التظاهرات وعمليات التخريب في شوارع المنامة والقرى الأخرى، كما هناك مؤيدون لـ"حزب الله" من الشيعة اللبنانيين الذين كانون ينسّقون مع رجال الدين البحرانيين الشيعة والمعارضة البحرانيين في الداخل والخارج لإشعال الحريق الذي اندلع فجأة واستدعى تدخلاً سريعاً من الدول الخليجية بموجب المعاهدات الدفاعية في ما بينها، وإلا لربما كانت التفجيرات المنسّقة بين طهران وحسن نصرالله نجحت في تفسيخ المملكة وربما في اندلاع حرب مذهبية قد تنتقل الى دول خليجية أخرى في المنطقة كما فعلت إيران في اليمن في نهاية العام الماضي".

قطع العلاقات! وأعرب الديبلوماسي عن اعتقاده أن "تحذو البحرين خلال فترة قصيرة حذوَ الحكومة الكويتية في إمكانية قطع علاقاتها مع إيران وإبعاد آلاف الإيرانيين أو من أصل إيراني موجودين في البحرين منذ عقود ويقيمون فيها خلايا إرهابية تحشد السلاح والمقاتلين الذين تدرّبوا في طهران أو في لبنان بمخيّمات حسن نصرالله، وهو أمر أكثر من مشروع خصوصاً وان المملكة البحرانية تمتلك الأدلة الدامغة على التدخل الإيراني المباشر وغير المباشر في محاولات الانقلاب التي فشلت خلال الأسابيع القليلة الماضية".

وقال الديبلوماسي إن مجلس التعاون الخليجي اتخذ قراراً برفع مستويات حماية سفاراته ومصالحه الاقتصادية والتجارية في لبنان، وسوف يرسل عناصر أمنية تابعة لدوله الى سفاراتها في بيروت والمراكز التجارية العائدة لخليجيين ولحماية بعض منازل الديبلوماسيين والشخصيات الخليجية التي تزور لبنان باستمرار، على الرغم من أن وزارة الخارجية اللبنانية متباطئة جداً في الموافقة على رفع هذه الحمايات".

 

استبعد قيام طهران بعمل عسكري ضد الكويت لأسباب عدة  

روجيه إده لـ" السياسة ": أي تدخل إيراني في البحرين سيجر المنطقة لحرب عالمية

 بيروت - "السياسة":استبعد رئيس "حزب السلام" اللبناني المحامي روجيه إده "قيام إيران بعمل عسكري ضد الكويت على خلفية قرار الكويت طرد ديبلوماسيين إيرانيين بتهمة التجسس لصالح بلادهم, رغم كل التهويل الصادر عن بعض المسؤولين في الجمهورية الإسلامية". وقال ل¯"السياسة" إن :"المشكلة الأكبر لإيران هي في البحرين وليست في الكويت, لأن في البحرين نسبة معينة من الشيعة إضافة إلى أن إيران كانت مستاءة جداً من حصول تدخل عسكري من قبل دول  "مجلس التعاون" الخليجي لدعم الحكم هناك, أما الكويت فهي ما زالت تعيش حالة صراع مع العراق ويوجد فيها قاعدة عسكرية أميركية كبيرة, وبالتالي لا مصلحة لإيران بشن حرب وجاهية مع الولايات المتحدة في الوقت الحاضر, لأن لا شيء هناك اسمه صراع فارسي-عربي طالما أن إيران تجد نفسها معنية بالمحافظة على الشيعة أينما كانوا ولديها شبكة منظمة عبر العالم العربي أو عبر العالم الإسلامي". و اضاف: "عندما تتحدث عن شيعة البحرين فهي تتحدث عن "حزب الله" والجميع يعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني, خصوصاً أن طهران تدفع بثقلها إلى تصدير الثورة إلى المحيط العربي والإسلامي فتهدد من الداخل أمن الدول العربية والإسلامية".

إده أن "ورأى خطر التدخل الإيراني يتركز فقط في الدول ذات التواجد الشيعي الملحوظ كالبحرين. وهي قد تتدخل بحجة حماية  الشيعة هناك, في حال تصعيد الصراع", لكنه استبعد في الوقت الراهن "أن تقوم إيران بهذه الحماقة, لمعرفتها بعواقب مثل هذه التصرفات", مستدركاً "أن الدول التي تعيش هاجس العظمة قد ترتكب أخطاء لن تكون لصالحها, وقد تظن إيران أن انشغال أميركا بالحرب على ليبيا" وبالاستقرار في دول البحر المتوسط يمكنها من القيام بعمل عسكري في الخليج, فتكون بذلك قد ارتكبت حماقة مميتة, لأن ذلك سيسهل على مجلس الأمن الطلب من الولايات المتحدة وأوروبا التصدي للخطر الداهم على الدول الخليجية وبالتالي تكون إيران قد وقعت بالخطأ نفسه الذي ارتكبه صدام حسين عندما قام بغزو الكويت, وعندها سيكون العالم أمام حرب عالمية جديدة". وعن رأيه بتطورات الأوضاع في سورية, قال إده:" أمام سورية طريقان للتعامل مع التحرك الثوري الذي بدأت رقعته بالتوسع".

- إما من خلال الطريقة الاستباقية التي اعتمدت في المغرب كما فعل الملك محمد السادس عندما بادر إلى إصلاحات جدية وليست تخديرية كما فعل غيره. - أو بالذهاب إلى المواجهة, وهنا يكون النظام قد أوقع نفسه في الشرك".

وقال: "إن الرئيس السوري بشار الأسد يخشى من أن يواجه تجربة الرئيسين زين الدين بن علي وحسني مبارك, لذلك اتجه إلى خيار الرئيس الليبي معمر القذافي وما يشجعه في ذلك اعتقاده بأن الدول الأوروبية لن تتدخل لحماية الثورة بوجه نظامه لاعتبارات عدة, أقلها كما يُقال إن هذا قائم لاعتبارات إقليمية ودولية لكن هذا الأمر لا يلغي أن يتجاهل النظام السوري الحركة الإصلاحية وهي ذات عمق موجه, وجذورها تعود لعشرات العقود من التراكمات ومن غير الجائز كذلك عدم إجراء إصلاحات بذريعة مواجهة إسرائيل. ومن هنا كانت خيبة أمل الرأي العام الغربي من قيام تحرك إصلاحي مريح وفعال, وهذا ما كان موعوداً به الغرب قبل خطاب الأسد, ولذلك كانت نصيحة الولايات المتحدة لرعاياها بمغادرة الأراضي السورية خوفاً من تطور الأمور نحو الأسوأ". وحول مدى انعكاس ما يجري في سورية على لبنان, تمنى إده "تحييدنا عن هذا الصراع لأن المصلحة تقضي بأن يقف لبنان على الحياد من أي صراع داخلي في سورية, كون ميثاق العام 1943 نص على استقلال البلدين, وعدم التدخل بشؤونهما الداخلية, مشدداً على ضرورة :"عدم ارتكاب أخطاء تبرر التدخل في الشأن اللبناني, وعلى أهمية أن يكون في لبنان موقف إجماع بمواجهة منع انتقال الفتنة إليه", مؤكداً "أن "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني كانوا موجودين في أحداث درعا وفي المظاهرات ضد النظام, لأن "حزب الله" تحول إلى حالة إيرانية في الشرق العربي".

 

ايران طردت ديبلوماسيين كويتيين ردا على اجراء مماثل

وطنية -10/4/2011  أفاد تلفزيون العالم الايراني الذي يبث بالعربية اليوم ان ايران طردت عدة ديبلوماسيين كويتيين ردا على اجراء مماثل اتخذته الكويت. وكان وزير الخارجية الكويتي قد اتخذ هذا القرار بعدما حكمت محكمة كويتية بالاعدام على ثلاثة اشخاص بينهم ايرانيان بتهمة التجسس لحساب ايران، لكن طهران نفت اي علاقة لها بهذه القضية التي بدأت في ايار 2010 مع تفكيك شبكة متهمة بجمع معلومات ذات طابع عسكري لسفارة ايران في الكويت. وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان هذا الاتهام "لا معنى له"، واتهم "ايادي اجنبية" بالسعي الى "زرع الشقاق" بين طهران والكويت.

 

الاسد: ماضون فى الاصلاح والاستفادة من تجارب الدول الاوروبية

وطنية- دمشق- 10/4/2011 اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان سوريا ماضية فى طريق الاصلاح الشامل ومنفتحة على الاستفادة من خبرات وتجارب الدول الاوروبية. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السوري اليوم نيكولاى ملادينوف وزير خارجية بلغاريا حيث تم استعراض التطورات الجارية فى المنطقة وخصوصا الاحداث التى تشهدها سوريا.

من جهته اكد ملادينوف اهمية امن واستقرار سوريا ومساندة بلغاريا لمسيرة الاصلاحات التى تقوم بها القيادة السورية ، معربا عن استعداد بلاده لتقديم كل مساعدة ممكنة فى هذا المجال .

 

اتهم طهران ودمشق بإمداده الصواريخ بالسفن والطائرات والقطارات

جلعاد لـ «الراي»: «حزب الله» يمتلك 45 ألف صاروخ والنظام الإيراني يريد «ردكلة» الشرق الأوسط

القدس - من زكي أبوالحلاوة ومحمد أبوخضير/الراي

أكد رئيس الهيئة الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد، ان «لدى «حزب الله» في هذه المرحلة اكثر من 45 الف صاروخ، وهي تشكل خطرا على اسرائيل»، مشيرا الى ان «ايران وسورية يقدمان الدعم للحزب ويجري امداده بالصواريخ من خلال السفن والطائرات والقطارات».

وقال في تصريحات لـ «الراي» على هامش مؤتمر اعلامي شارك فيه عدد من السياسين والامنيين الاسرائيليين حول «المتغيرات في العالم العربي»، ان «لبنان دولة من دون دستور، ودستور من دون دولة، وهناك رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان لا يعرفان شيئا عما يحدث في نصف بلادهما، وفي هذا الفراغ يصعد كيان جديد نسميه «حزب الله ستان»، وهذا الكيان مستقل تماما وينشط في عمليات تهريب الاسلحة وهو لا يحتاج لموافقة الجمارك اللبنانية ولا احد يحاسبه. واذا اتصلت الان بالرئيس اللبناني (ميشال سليمان) وسألته كم عدد الصواريخ في جنوب لبنان؟ فاعتقد انه لن يجيبني لانه لا تتوافر لديه المعلومات».

ورأى ان «التحدي الاساسي بالنسبة لاسرائيل والعالم بأسره، هو الخطر النووي الايراني»، مؤكدا ان «النظام الايراني يريد ردكلة الشرق الاوسط، وهذا النظام يلجأ الى الخيار النووي العسكري للتعامل، ليس فقط مع اسرائيل وانما مع الانظمة العربية».

وأضاف ان «إيران تشكل تهديدا لدول الخليج، وللاسف المشروع الايراني سري ولكن العالم كله يجمع على ان ايران تشكل تهديدا منذ سنوات طويلة. وكل الاجهزة الاستخبارية لها التقويم نفسه، وهو ان ايران تشكل تهديدا وتريد الحصول على اسلحة نووية».

وعبر جلعاد عن رغبته بتحقيق السلام مع سورية. وقال: «نحن نريد تحقيق السلام معها، وتوقيع اتفاق، لكن هناك تعاونا وثيقا بين سورية وكل المنظمات «الارهابية مثل حماس والجهاد الاسلامي والحرس الثوري الايراني، وهذا يمنع من تحقيق السلام. فلا يوجد تعايش بين الارهاب والسلام. وسورية تؤمن بهذا الحلف علما ان هذا الحلف ضد العالم العربي».

وأضاف: «إذا كانت استراتيجية سورية هي التعاون مع ايران والمنظمات الارهابية، فأنا لست متأكدا ان ذلك سيعود على الرئيس بشار الاسد بالنفع مستقبلا، فالافضل بالنسبة لسورية ولنا ان نتوصل الى سلام. النظام السوري اعتمد على قوة البطش والانعزال من العالم، والرئيس لم ينتخب ديموقراطيا وعليه ان يظهر القيادة بمعنى اتخاذ القرارات».

وأكد جلعاد انه «غير راض عما تفعله سورية في لبنان، هذا البلد الجميل، ولدي حلم ان استطيع الحصول على صفقة سياحية لزيارة الجبال الشرقية في لبنان وبيروت الجميلة، وان نستقبل 10 ملايين من السياح من مصر ودول اخرى. وسورية الآن تنتهك السيادة اللبنانية، وهذا ليس بسر... الان الرئيس الاسد يواجه التحدي التاريخي وعليه تغيير طريقة الاداء لهذا النظام». ورأى ان «الاحداث الجارية في سورية ستنجح، لذلك على الاسد اجراء الاصلاحات وألا يقتصر النظام العلوي على العنف والقوة. فهذا النظام يشكل اقلية اي بنسبة 12 في المئة من مجموع السكان». وعما اذا كان يعتقد ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيعود الى المفاوضات في ظل الاستيطان، اكد: «يجب على الرئيس عباس ان يعود الى طاولة المفاوضات من دون شروط ولا يوجد بديل للمفاوضات السلمية. انا شاركت في كل جلسات المفاوضات واقول انه لا يوجد بديل عن مفاوضات السلام».

وعما اذا بقيت اراض لاقامة الدولة الفلسطينية عليها، رد: «طبعا هناك مجال لذلك ويجب ان يشمل ذلك ايضا دولة حماستان في غزة. اذا سألنا ابو مازن (محمود عباس) ورئيس الوزراء سلام فياض، فانهما يجيبان بانه مستحيل اقامة دولة فلسطينية من دون غزة، وهذه هي رؤية فلسطينية وليست اسرائيلية. لذلك فان الدولة الفلسطينية يجب ان تشمل الضفة الغربية وغزة».

وأكد ان «السلطة الفلسطينية ضد «الارهاب وضد حركة حماس، وهذه اول مرة تهتم بها السلطة الفلسطينية بشعبها وتقيم مصالحها حسب الازدهار والنمو الاقتصادي الذي يحل المشاكل ولكنه يوفر بيئة افضل للعيش مقارنة بغزة».

وأضاف ان «غزة تعيش اجمالا على الزكاة والمنظمات الخيرية بسبب عدم وجود حكومة حقيقية، وهنالك مشاكل انسانية ولكن لا يمكن مقارنتها بالمشاكل الاقتصادية ومهم جدا انه في الضفة الغربية، الفلسطينيون عازمون على تحسين ظروفهم الاقتصادية والامنية والتخلص من الفوضى».

وتابع ان «الفلسطينيين يريدون التوصل الى اتفاق نهائي وهم يكرسون طاقتهم في اتجاه شهر سبتمبر المقبل، اما التوصل الى اتفاق او اجبارنا من خلال المجتمع الدولي. اما بخصوص الامن وغيرها فهي خاضعة للتفاوض، وانا لا اؤمن باي خيار غير التفاوض المباشر. لذلك يجب ان نستنفد كل طاقاتنا وقدراتنا للعودة الى المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ومحاربة «حماستان» لان ما لديها يكفي من الصراحة بان اسرائيل هي ارض وقف ولا يمكن التفاوض في شأنها. والهدنة دائما من طرف واحد».

وعن المصالحة الفلسطينية، رأى انها «تشكل مدخلا لتوغل حركة حماس في منظمة التحرير والاستيلاء على جزء منها وبعد ذلك الاستيلاء عليها ثم الارتباط مع الاخوان المسلمين، وهذا ليس بسر، فهذه السياسة مكشوفة ولكن حماس فشلت في الانطلاق من غزة لان ابو مازن يحاربها مدركا انه اذا فشل فسيشق الطريق امام دولة حماستان بعكس الاتجاه التي تسعى اليه الحركة الوطنية الفلسطينية. لقد شاركت في كل المفاوضات مع الفلسطينيين وكنت اتزعم القناة الامنية، ولهم كفاءت عالية واذا استطعنا الابقاء على التعاون الاقتصادي مع الفلسطينيين سندفع بهذه المنطقة الى الامام بما في ذلك غزة».

وتطرق الى الأحداث في مصر، قائلا ان «الأنباء السارة في الشرق الاوسط تأتي من مصر. أنا مندهش من الاستقرار في مصر والتحول الذي يجري بصورة سلمية. مصر تستحق الدعم الاقتصادي والمعنوي، فهناك محاولة حقيقية لشق الديموقراطية.»

وإضاف ان «الاخوان المسلمين في نهاية المطاف سيندمجون في الحكم... هم لا يغيرون افكارهم لكنهم مرنون. هم يريدون اقامة خلافة اسلامية في كل ربوع الشرق الاوسط».

ورأى ان «منطقة سيناء حساسة لاسرائيل بسبب محاولة ايران وحزب الله استخدام هذه المنطقة الهائلة كما فعلا في لبنان، لكن سيناء ليست مثل لبنان التي ليس فيها حكومة، بينما يجري نقاش وحوار مكثف مع السلطات المصرية، لذا نحاول مواجهة هذا التحدي».

وقال: «علينا استخدام كل الفرص الكامنة بالسلام بحكمة وفي الوقت نفسه، يجب ان نستعد للتحديات العسكرية في مقدمها ايران النووية والصواريخ والقذائف الصاروخية المتزايدة على اسرائيل وان نصغي جيدا للتغييرات الحاصلة في الشرق الاوسط التي ستصبح فصولا في كتب التاريخ. يجب ان نبقي على نجاحنا ضد الارهاب الذي يشكل افة عالمية ونحن حاليا نحقق النجاحات». واعتبر ان دول الخليج «مهمة جدا في المنطقة وهي مدركة للتهديد الايراني. وهذه الدول تشكل حلف السلام، لكن ايران تشكل خطورة كبيرة على كل دول الشرق الأوسط».

 

سورية على صفيح ساخن: قتلى جدد والحكومة تتوعد بالمزيد 

دمشق - القناة + وكالات : حمل عضو البرلمان السوري عن محافظة درعا، ناصر الحريري، أجهزة الأمن السورية مسؤولية قتل المحتجين في المحافظة مطالبا بفتح تحقيق رسمي.

ووصف الحريري في حديث لمحطة الـ(بي بي سي) قتل المحتجين بوصمة عار على جبين كل من أمر وساهم في قتل الأبرياء. كما طالب النائب الرئيس السوري بشار الأسد بالتدخل لوقف ما سماه بـ(حمام الدم). يأتي هذا في الوقت الذي ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن قوات الأمن السورية استخدمت الذخيرة الحية لتفريق محتجين مطالبين بالحرية في مدينة اللاذقية.

وأشارت الوكالة إلى سقوط قتلى جدد وجرحى نتيجة لذلك. وفي درعا ذكر شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على مشيعيين بالقرب من المسجد العمري عقب جنازة ضخمة للقتلى من المحتجين الذين سقطوا يوم الجمعة.

وقال شاهد عيان إن فرق من الجيش السوري تقوم بمداهمة المنازل في درعا البلد مضيفا أن هناك انتشار لقوات الفرقة الرابعة على مدخل درعا بين شارعي دوار الحمامة ودوار البانوراما.

 المعلم: لا تهاون للحفاظ على الأمن 

وكانت وزارة الداخلية السورية قد شددت في وقت سابق على أنه لم يعد هناك مجال للتهاون أو التسامح في تطبيق القانون والحفاظ على أمن الوطن والمواطن وحماية النظام العام تحت ذريعة التظاهر. وأضاف بيان للوزارة أن السلطات ستتصدى لمن سماهم الموتورين والدخلاء المدفوعين من الخارج الذين اندسوا بين المتظاهرين وفق القانون الذي يحدد حالات استخدام السلاح. وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على مشروعية المطالب الشعبية للمواطنين السوريين وان سورية تحترم حق التظاهر السلمي وتعمل على الاستجابة لهذه المطالب وفق برنامج اصلاحي. بيد أن المعلم الذي كان يتحدث إلى السفراء المعتمدين بدمشق صباح السبت استدرك مشيرا إلى أن عناصر مخربة (حسب تعبيره) اندست بين المتظاهرين وأطلقت النار على رجال الأمن والمتظاهرين الأمر الذي سبب أضرارا كبيرة اقتصاديا وأمنيا لسورية. وأضاف أن هذا الأمر (لم يعد يمكن السكوت عنه) ويتطلب (اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار في سورية)، دون أن يوضح طبيعة هذه الإجراءات.

طرد رئيسة تحرير (تشرين)

 أقالت السلطات السورية رئيسة تحرير صحيفة تشرين الحكومية سميرة المسالمة من منصبها على خلفية لقاء أجرته مع قناة الجزيرة الفضائية حول الأحداث الدامية التي شهدتها الجمعة مدينة درعا جنوب البلاد. وتنتمي المسالمة إلى مدينة درعا.

وقالت المسالة: (تبلغت من أحد قادة الأمن قرار إقالتي)، لافتة إلى تعيين منير الوادي خلفا لها.

وأوضحت مسالمة أن قرار الإقالة تم (على خلفية لقائي مع قناة الجزيرة) حول الأحداث التي جرت في درعا (الجمعة).

وكانت المسالمة أجرت لقاء مساء الجمعة أشارت فيه إلى (أن خرقا للتعليمات قد حصل عندما حدث إطلاق للنار).

وأضافت في اللقاء (أن كان إطلاق النار قد بدا من الجهات الأمنية فعلينا فعلا أن نحاسب هذه الجهات ونبحث عن الأسباب التي جعلت هذه الجهات تخالف) لافتة إلى وجود (تعليمات رئاسية بعدم إطلاق النار).

وتابعت (أن كان هناك طرف ثالث وأنا اعتقد بطرف ثالث، فعلى الجهات الأمنية أن تقدمه إلى الناس، هذه أرواح شعب ولا يمكن التسامح فيها).

وكان الرئيس السوري بشار الاسد وجه في 31 اذار/مارس الماضي (رئيس مجلس القضاء الأعلى بتشكيل لجنة قضائية خاصة لإجراء تحقيقات فورية في جميع القضايا التي اودت بحياة عدد من المواطنين المدنيين والعسكريين في محافظتي درعا واللاذقية).

وقالت المسالمة في لقاءها مع الجزيرة (احمل قوات الامن المسؤولية، عليهم ان يمسكوا بهذه العصابات ان كانت موجودة وان يقدموها للمحاسبة).

وشهدت مدينة درعا في جنوب البلاد الجمعة يوما داميا تضاربت فيه المعلومات حول العدد الفعلي لعدد القتلى الذين بلغوا العشرات، بين الرواية الرسمية وناشطين حقوقيين، اثر اطلاق النار على تظاهرة فيها انطلقت بعد صلاة الجمعة.

وأكدت المسالمة للوكالة بأنها (ستبقى اعلامية مؤمنة بمشروع اصلاحي يقوده الرئيس) السوري.

وكانت المسالمة التي تنحدر من درعا، مركز الاحتجاجات بدات الاسبوع الماضي نواة للحوار بين جهات مقربة من السلطات السورية وبعض المثقفين السوريين بينما تدخل البلاد ثالث اسبوع من الاحتجاجات.

وأكدت المسالمة لوكالة فرانس برس حينها أنها (اتصلت مع بعض المثقفين المعارضين للسلطة لاقامة حوار يمكنهم من خلاله التعبير عن ارائهم حول الإصلاحات السياسية والحريات العامة لكي تأخذ السلطات علما بها).

37 قتيلاً على الأقل

وفي المقابل، قالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية السبت إن قوات الأمن السورية قتلت 37 شخصا على الأقل خلال احتجاجات يوم الجمعة في إرجاء سورية.

وأضافت في بيان أن 30 شخصا لاقوا حتفهم في بلدة درعا في الجنوب وذكرت أن ثلاثة قتلوا في حمص ومثلهم في حرستا احد ضواحي دمشق وسقط القتيل الأخير في دوما.

وأضافت أن قوات الأمن السورية استخدمت الرصاص وقنابل الغاز المسيلة للدموع في مواجهة المحتجين بينما ذكرت السلطات أن القتلى والجرحى الذين سقطوا في صفوف المدنيين وقوات الأمن تعرضوا لإطلاق نيران من قبل مسلحين مجهولين. كما اتهمت وسائل الإعلام الرسمية أشخاصا ملثمين، لم تحدد إلى أي جهة ينتمون، بإطلاق النار على المتظاهرين ورجال الأمن دون تمييز. وقالت الوكالة إن وزارة الداخلية أهابت بالمواطنين في درعا (عدم إيواء المجموعات المسلحة والإبلاغ عنهم فورا). مندسون وبث التلفزيون الرسمي السوري شريط فيديو يظهر مجموعة من المسلحين الملثمين تطلق النار باتجاه معين، ووصفهم بأنهم (مخربون ومندسون يطلقون النار على المدنيين وعلى قوات حفظ النظام في درعا). كما أن التلفزيون الرسمي لم يكشف عن هوية أولئك الملثمين، ولا عن الجهة التي ينتمون إليها، ولم يصدر بعد أي بيان رسمي بشأن الأحداث الدموية التي شهدتها البلاد الجمعة. وفور بث الشريط، قام محتجون بإحراق المركز الإذاعي والتلفزيوني في درعا، والتابع للتلفزيون الرسمي السوري.

مظاهرة القامشلي

وامتدت الاحتجاجات إلى مناطق ذات أغلبية كردية ففي مدينة القامشلي الواقعة شمال شرقي البلاد خرجت آلاف الأكراد في مسيرة ورددوا هتافات (كردي ولا عربي ..الشعب السوري واحد). وقال شاهد عيان لـ بي بي سي إن قوات الأمن لم تتدخل لفض المسيرة لكنها راقبت سيرها وقام رجال الأمن بتصوير المتظاهرين بهواتفهم النقالة.

وجاءت الاحتجاجات بعد يوم واحد من إصدار الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما منح بموجبه الجنسية السورية لحوالي ربع مليون كردي في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد ممن كانت قد سُحبت منهم الجنسية بموجب إحصاء عام 1962، وعوملوا منذئذٍ كـ(أجانب سوريين).

يُشار إلى أن سورية، كغيرها من العديد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تشهد مظاهرات شعبية للمطالبة بالمزيد من الحريات والديمقراطية والإصلاح.

وقد أسفرت الاحتجاجات حتى الآن عن سقوط نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، والمصري حسني مبارك. 

 

تعليمات الحريري: "الهجوم على جنبلاط وسوريا ممنوع"، فما السبب؟

موقع الكتائب/تأمل الأوساط السياسية أن يقوم النائب وليد جنبلاط بدور "الوسيط" لإذابة الجليد الذي يعتري العلاقات بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وبين كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري و "حزب الله" تمهيداً لفتح صفحة جديدة من شأنها التخفيف من حدة الوضع المتأزم الذي تعيش الساحة اللبنانية.

ففي أوج الخلاف الذي وقع بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط إثر كشف الأخير في مؤتمر صحافي أوراقاً من التسوية التي رعتها المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية وفقا للمعادلة المتعارف عليها بـ "س- س" ، لم يصدر عن الحريري في معرض نفيه لما أورده جنبلاط عن موافقته على بنود التسوية المتضمنة إلغاء لبروتوكول المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، ووقف التمويل لها وسحب القضاة اللبنانية منها ما يسيء مباشرة إلى "حليف الأمس" ، حيث لم يسمه بالاسم في الخطاب الذي ألقاه في الرابع عشر من فبراير (شباط) الماضي في الذكرى السنوية السادسة لاغتيال والده  مكتفياً بالتلميح إلى ان هناك من غدر به وخان المبادئ التي اتفق عليها وفي مقدمها الالتزام بالمحكمة الدولية.

لم يعد خافياً القول أن جنبلاط اعتبر كلام الحريري يومها موجهاً له فسارع إلى الرد عليه من دون استخدام أي "عبارات لاذعة" يتقنها صاحب الرد عندما تستدعي الحاجة ذلك. إلا ان المفاجأة كانت في تلقي الزعيم الدرزي  في اليوم التالي اتصالاً من المستشار السياسي للرئيس الحريري النائب السابق الدكتور غطاس خوري يعلمه فيه ان ما جاء على لسان الحريري في "البيال" لا يستهدفه بل ان المقصود في الكلام هو الرئيس نجيب ميقاتي المكلف تشكيل الحكومة الجديدة. وفي اتصال أجراه جنبلاط مع ميقاتي للتباحث في موضوع تأليف الحكومة تطرق الاثنان إلى موقف الرئيس الحريري في "البيال" حيث عُلم ايضاً ان ميقاتي تلقى بدوره اتصالا من مقرب من الحريري يوضح له فيه ان ما سمعه في خطاب الاخير لا يعنيه على الإطلاق بل هو موجه للنائب جنبلاط . إزاء هذه الواقعة أبدى جنبلاط انزعاجه الشديد من تصرف من وصفه ذات يوم بـ " الصديق الأزلي"، وذهب إلى حد القول أمام كاتب هذه السطور انه لن يتحدث مع الحريري بعد الآن ما لم يقدم الأخير علناً اعتذاراً لا منه فحسب بل من الرئيس ميقاتي أيضاً. لم تمضِ ثماني وأربعين ساعة على موقف جنبلاط هذا حتى توجه الرجل إلى دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد ليعود بعدها إلى بيروت مع مفاجأة جديدة تمثلت هذه المرة بالكشف عبر مصادر قريبة منه عن مبادرته إلى الاتصال بالرئيس سعد الحريري واضعاً بذلك حداً لقطيعة بينهما استمرت أسابيع.

وإذا كانت الأوساط السياسية المتابعة تساءلت ما إذا كانت وراء مبادرة جنبلاط هذه نصيحة تلقاها من القيادة السورية بضرورة إعادة وصل ما انقطع بين الزعيمين اللبنانيين تمهيداً لعودة كافة الأطراف إلى طاولة الحوار واعتماده أساسا لحل الخلافات المستحكمة حول المواضيع المتنازع  عليها  وفي مقدمها  قضية سلاح المقاومة ، فإن الظاهر بالتأكيد هو اعتماد كل من فريق الحريري وجنبلاط طوال الفترة الماضية لغة هادئة في التخاطب رغم التباعد الحاصل بينهما، الأمر الذي مهد إلى تراجع الثاني عن شرطه لمعاودة التواصل مع الأول فيما الأخير لم يعلن يوماً مقاطعته النهائية لجنبلاط بل ذهب ابعد من ذلك إلى حد التعميم على نوابه والقيادات في تياره عدم التعرض لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي  وكذلك لسوريا ، حيث يشار في هذا المجال إلى أن أحد أبرز المساعدين للحريري أبلغ "إيلاف" صراحة أن رئيس حكومة تصريف الأعمال ورغم الإساءات التي تعرض لها من الجانب السوري خصوصاً لدى إصداره مذكرات توقيف غيابية  بحق عدد من القريبين منه والمحسوبين عليه وبينهم قيادات أمنية وقضائية، أبدى حرصه على عدم المس بالعلاقات اللبنانية السورية والعودة بها إلى الوراء.

من هنا تأمل الأوساط السياسية المتابعة أن يقوم جنبلاط بدور "الوسيط" لإذابة الجليد الذي يعتري العلاقات بين الحريري وبين كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري و "حزب الله" تمهيداً لفتح صفحة جديدة من شأنها التخفيف من حدة الوضع المتأزم الذي تعيش الساحة اللبنانية. وقد جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس حول "غض طرف" الحزب عما ورد على لسان جنبلاط من من انتقادات للحزب في وثائق " ويكيليكس" وقبول اعتذاره عما صدر عنه في لحظة التخلي" يوم كان في الموقع البعيد عن توجهاته على حد قوله ، ليعزز موقع رئيس جبهة النضال والدور المشار إليه الذي بدأه قبل نهاية الاسبوع الماضي بنصح الحريري وحثه على الاتصال ببري ونصر الله قبل أن يُصدم بموقف رئيس حكومة تصريف الأعمال الأخير الذي حمل فيه على إيران ويُسارع للرد عليه من دون انفعال أيضا عملاً بالتفاهم غير المعلن بين المختارة ( مقر جنبلاط) وبين بيت  الوسط ( مقر الحريري) والقائم على إبقاء الخطوط مفتوحة بينهما.

 

الراعي توج زيارته لأبرشية انطلياس بقداس في عين الخروبة لمناسبة اليوبيل الذهبي الكهنوتي للرئيس السابق لأساقفة قبرص:

كنت رائد الاصلاح الليتورجي تستنير دائما بنور المسيح وتعليم الكنيسة

سويف: موضوعي في رؤيته قبرص جسر تواصل بين الشرق الاوسط وأوروبا

المطران الجميل: مجتمعنا بحاجة الى تضامن وتماسك لان تحديات العصر كثيرة

أمين الجميل: يجب ان نلملم شؤون البيت الماروني واملنا كبير بالبطريرك

سامي الجميل: معك والى جانبك ونأمل ان يكون عهدك مليئا بأيام مزدهرة

وطنية -المتن- 10/4/2011 توج البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي زيارته الراعوية لأبرشية انطلياس المارونية بقداس احتفالي ترأسه في كنيسة سيدة المعونات في عين الخروبة لمناسبة اليوبيل الذهبي الكهنوتي للرئيس السابق لأساقفة قبرص المطران بطرس الجميل، بمشاركة السفير البابوي غابريال كاتشيا والمطارنة الموارنة وكاهن الرعية الاب انطوان باز ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات وخدمة الفنان وديع الصافي وجوقة الرعية.

حضر القداس الرئيس امين الجميل وعقيلته السيدة جويس، النائبان سامي الجميل ونديم الجميل، الوزير السابق ادمون رزق، النائب السابق انطوان حداد، السيدة باتريسيا بيار الجميل، سركيس سركيس، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وفاعلياتها وحشد من المؤمنين من البلدة والجوار.

بعد الانجيل ألقى الراعي عظة بعنوان "وللوقت ابصر وانطلق معه في الطريق" جاء فيها: "في هذا الاحد الاخير من زمن الصوم، قبل عيد الشعانين، تتأمل الكنيسة في شفاء الاعمى الذي أبصر، وانطلق مع الرب يسوع في الطريق برؤية جديدة ومسلك جديد. ذلك للدلالة ان ثمرة مسيرة الطريق اللقاء بيسوع الذي هو نور العالم، لكي نرى حقيقة المسيح، وسر الكنيسة، ومعرفة الذات ودورها في تاريخ الخلاص، ونكسب رؤية جديدة تقود خطواتنا في تاريخ الخلاص، ونمشي في طريق جديد يرسمه أمامنا نور المسيح. نحن بدورنا، مثل الاعمى، نرجو بعد مسيرة خمسة اسابيع من زمن الصوم، ان "نبصر وننطلق مع المسيح في الطريق".

أضاف: "يسعدنا جميعا ان نحتفل اليوم مع سيادة اخينا المطران بطرس الجميل، رئيس اساقفة قبرص السابق، بيوبيله الكهنوتي الذهبي بعد مرور 52 عاما على رسامته كاهنا ( 1959-2011) فنقيم معه ذبيحة الشكر والاستغفار وتجديد العهد الكهنوتي. ويندرج هذا الاحتفال تحت نظر أمنا وسيدتنا مريم العذراء، سيدة المعونات، هنا في عين الخروبة بلدته، في اطار زيارتي الراعوية لأبرشية انطلياس التي بدأتها ظهر امس. اني احيي سيادة اخي المطران يوسف بشارة، رئيس أساقفتها، الذي تلطف ورافقني من الصرح البطريركي الى قرنة شهوان، وأحاطني بكثير من المحبة والعناية والاهتمام، وقد أسعدت بلقاء عدد غفير من المؤمنين الذين توافدوا لاستقبالي امام كنيسة القديسين الرسوليين بطرس وبولس، ومن بعدهم بلقاء كهنة الابرشية في دار المطرانية في حوار راعوي وكنسي".

وتابع: "وكم سررت باللقاء مع اعضاء المجلس الراعوي الابرشي واللجان المنبثقة منه ولجان ادارة الاوقاف وقد ملأوا قاعة المسرح الضخمة في مدرسة القديس يوسف. فأدركت حيوية الابرشية بقيادة راعيها، وحجم النشاط الروحي والراعوي والاجتماعي والانمائي الذي يقوم به الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنون والمؤمنات في حياة هذه الكنيسة المحلية ورسالتها، تحت شعارها الذي اختاره مطرانها "معا في الخدمة لبنيان الكنيسة". وأني أعرب عن تقديري وشكري لسيادة أخي المطران يوسف بشارة كل هذه الجهود التي بذلها في حياة الابرشية كرائد للعمل الكنسي ولتطبيق تعليم المجمع البطريركي الماروني وتعزيزه، الذي كان من اول الداعين اليه في الثمانينات، ورافقه خطوة خطوة في مراحل إعداده، وتولى مهمة أمينه العام فرئيس لجنة تطبيقه. واكتمل يوم امس باللقاء مع ابناء الابرشية العاملين في القطاع العام، من وزراء ونواب وقضاة وعسكريين ورؤساء بلديات ومخاتير مع مجالسهم، وسواهم من الفاعليات، وكنتم، يا فخامة الرئيس امين الجميل، على رأسهم".

وقال: "ازدادت سعادتي صباح اليوم بلقاء الاهل والابناء الاعزاء في هذه المنطقة من المتن الشمالي في كل من بكفيا وحملايا والسفيلة والمياسة وعين الخروبة، وقد غمروني بمحبتهم وبهجتهم وصلاتهم. وها نحن الآن نتوج كل هذه اللقاءات بقداس اليوبيل الكهنوتي هذا. معك ايها الاخ الجليل، المطران بطرس الجميل، نرفع صلاة الشكر لله على ال52 عاما من حياتك الكهنوتية الغنية بالثمار، وعلى ال23 عاما من رسالتك الاسقفية في أبرشية قبرص الوفيرة بنتاجها، وعلى الثلاث عشرة سنة من طفولتك وفتوتك في عين الخروبة التي كانت لك المنطلق من البيت الوالدي، وقد تربيت فيه على يدي المرحومين والديك فارس برجيس الجميل وماتيلدا امين الجميل، الى جانب اشقائك وشقيقتيك، وكان عددكم تسعة، وفي الرعية وعلى يد عمك المرحوم الخوري بطرس الجميل".

أضاف الراعي: "مذذاك الحين وانت بعمر 13 سنة "أبصرت وانطلقت مع المسيح الرب في الطريق". دخلت الاكليريكية ومشيت في سلك الكهنوت، وتزودت بالعلم والمعرفة، بالفضائل والغيرة الكهنوتية، ثم بالاختصاص بالشؤون الليتورجية من جامعات روحية، وتوزعت عطاءاتك في حقل التعليم استاذا في العلوم الليتورجية في كل من جامعة القديس يوسف في بيروت، وجامعة الروح القدس الكسليك والجامعة اللبنانية - كلية الاعلام، وفي حقل الخدمة الرعائية في رعية مار ضوميط - برج حمود، وفي حقل الكتابة والتأليف وإلقاء المحاضرات في لبنان وخارجه حتى وصلت الى الولايات المتحدة الاميركية، وتركت للاجيال إرثا نفيسا من المؤلفات ، وفي حقل الادارة الراعوية كزائر اسقفي في جزيرة قبرص عندما كانت جزءا من الابرشية، ثم كنائب عام لكل من المثلث الرحمة المطران الياس فرح وسيادة المطران يوسف بشارة".

وتابع: "ثم "أبصرت من جديد وانطلقت مع المسيح الرب في الطريق"، اسقفا مطرانا لابرشية قبرص من سنة 1988 حتى سنة 2008، عندما سلمت الوديعة الى خلفك الذي هيأت وأحببت، سيادة الاخ الجليل المطران يوسف سويف، فكنت ان أنشأت ابرشية بنيانها حجرا وبشرا، وتابعت شؤون ابنائها بعناية فائقة وخففت من محنتهم من جراء تقسيم الجزيرة وهجرتهم من قراهم، وتابعت قضيتهم لدى المراجع المدنية والدولية. ونظمت شؤون الادارة والتعليم المسيحي وتعزيز الرعايا ببناء الكنائس وإيجاد رعاة لها، فضلا عن بناء دار المطرانية، ومجمعات رعوية في نقوسيا وليماسول ولبنان. وأوكلت اليك رئاسة اللجنة البطريركية للشؤون الليتورجية، فكنت رائد الاصلاح الليتورجي في كنيستنا بتجديد القداس الالهي وسائر الرتب الاسرارية والبيعية، وانشأت مشغل الايقونات المارونية، وكنت بذلك أول رائد لها".

وقال: "على ذلك نشكر الله معك على العطايا التي أفاضها من خلالك وعلى يديك، اذ كنت تستنير دائما بنور المسيح وتعليم الكنيسة، فتبصر حقا وتنطلق في طريق الرب بوعي وعطاء وسخاء. ولا بد في قداس الشكر هذا، من الاستغفار عن كل ما صدر عنك من نقص وإهمال وسوء تصرف، شأن كل انسان، لكي تبصر من جديد بنعمة الرحمة الالهية. وهكذا ننطلق من جديد في الطريق الذي يرسمه لك المسيح الرب مع وقر الشيخوخة، تحت نظر سيدة المعونات التي رافقتك في جميع مراحل حياتك".

وختم الراعي: "يطيب لي ان أقدم التهاني لاصحاب اليوبيل في السيامة 1959: المطران بطرس الجميل، المطران يوسف ضرغام، المطران رولان ابو جودة والمطران منجد الهاشم، الكهنة الحاضرون: الاب انطوان خليفة، المونسنيور يوسف لحود والمونسنيور نعمة الله شمعون".

برجيس الجميل

وقبل القداس ألقيت كلمات استهلها شقيق المحتفى به الدكتور برجيس الجميل بكلمة ترحيبية قائلا: "لبنان مجده في حماك، والارض يؤنسها لقاك، الارض ارضك فاحتدم ليست لهذا او ذاك، عرسان ربي في عيون المنطقة، جئناك يا قدس السيادة مرحبا، جئناك نعطي عمرك من عمرنا".

سويف

ثم ألقى رئيس أساقفة قبرص المطران يوسف سويف كلمة قال فيها: "رنموا للرب ترنيما جديدا، اقيموا تسبحته في مجمع الاصفياء".

أضاف: "في هذا الاحد ترنم الكنيسة التي تلتقي حول راعيها الجديد، غبطة أبينا السيد البطريرك، مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، وترفع التسبيح والشكر معه لأنه يباركها ويعضدها، يثبت اركانها وهو الذي يجددها بروحه في حقبة جديدة، في مرحلة قوامها الشركة والشهادة لحضارة الانجيل، حضارة المحبة في لبنان والمنطقة. ومن اختبار غبطة أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ومن وحي تاريخنا العريق نقرأ علامات الازمنة ونصغي الى ما يقوله الروح لكنيستنا في لبنان ومعا للكنائس في هذا الشرق المتألم والمتجدد. ومعكم يا صاحب الغبطة والمعالي والسفراء والمسؤولين، ومع راعي الابرشية والاخوة الاساقفة، والكهنة والرهبان الكنسيين، ومع صاحب الفخامة، واصحاب السعادة والعائلة الكريمة وجمع الاحباء، يزداد الشكر في هذا اليوبيل الذهبي الكهنوتي، للاخ والراعي والمعلم ومصلح الطقوس لاجل النفوس، سيادة المطران بطرس الجميل، حفظه الله بالصحة والعافية، وظللته العذراء مريم بمعطف الحنان والمحبة".

وتابع: "نعم يا صاحب السيادة، نحيطك اليوم بروح الاخوة والمحبة، ونشاركك فعل الشكر، انت يا من قضيت العمر وسكبت كل ما سكب فيك الله من مواهب ونعم، لاجل إصلاح طقوسنا المارونية وتقديمها الى الشعب، ليتعرف من خلالها على هويته اللاهوتية، ويسبر عمق المعاني الانسانية والروحية، بالرمزية التي تبني، والحركة التي ترفع القلب والعقل الى العلى. والكلمة التي ترسخ الثوابت لاجل ايمان واع ومعمق وشخصي، واللحن الذي ببساطته وعمقه، تبرهن المارونية انها السهل الممتنع وان الخيارات كانت دوما الطريق الضيق والنهج زهدي في بساطة حياة لشعب وكهنة وعباد ورهبان ومكرسين تبعوا الكنيسة، فالمصير كان وسيبقى حمل الصليب والشهادة للمصلوب الذي من جنبه المجروح الجاري منه دم وماء ولدت الكنيسة، ولدت البشرية الجديدة لتشهد للحياة الابدية التي أدخلتها القيامة في موتنا".

وقال: "فلأجل ما صنعت ما زلت، وباسم الكنيسة التي سرت بما تم، وباسم اللجنة الليتورجية وكل المعاونين والعاملين وهم كثر، لك منا الف شكر والمشوار يتواصل وهو في بداياته، وما هدفه الا الوصول الى الفصح الذي يجدد الروح حول مائدتي الكلمة والقربان. وقبرص، عرفتها قبل ان أعرفها، سمعت عنها على الليتورجيا الى ان اصبحت خادما لليتورجيتها وأبا وراعيا لهؤلاء الموارنة الذين خدمهم سيادة المحتفى به، وانا أواصل الرسالة. قبرص تحييكم في هذا اليوبيل، وقد سبق لها واحتفلت معكم بفرح كبير: حكومة، كنيسة وشعبا، وارادت ان تقول بالعاطفة والتقدير شكرا والف شكر على السنين التي فيها دخلت معكم الابرشية الى مرحلة جديدة بعد ان انفصلت المياه عن اليابسة لخير النفوس. وبدأتم التأسيس ورسختم الثوابت في البشر والحجر، ومع الرعايا والعائلة الكهنوتية والرهبان والراهبات. وجاهدتم من اجل القرى المارونية التي هي كبؤبؤ العين واستمرارية الوجود الماروني العميق في الجزيرة والذي يشكل الانتشار التاريخي الاول للموارنة بعد تثبيت الكنيسة في الجبل العملاق، في لبنان. لاجلها تواصلتم مع البطريركية، والكرسي الرسولي والامم المتحدة وسفراء الدول".

أضاف: "لا احد ينسى كيف انكم ذهبتم في الايام الصعبة الى القرى ودشنتم هناك بيت المطرانية. اسمكم محفور يا سيدنا ليس فقط في احدى شوارع كورماجيت قرب كنيسة السيدة العذراء عربون محبة وتقدير، بل في قلوب الكثيرين المستنيرين من ابناء الابرشية، ومن لا يدهش بأهم مشروع قمتم به ليس فقط لقبرص بل للكنيسة بأسرها وهو الايقونات المارونية الحديثة المستوحاة من تراث ربولا السرياني وهو خاصتنا، والمنفتحة على الايقونغرافيا الكلاسيكية التي تطورت في المشرق البيزنطي".

وتابع: "اسمحو لي ايها الاخوة ان أشير الى موضوعية هذا الاسقف عندما يرى قبرص كجسر تواصل بين الشرق الاوسط واوروبا، وانا البارحة بالذات عدت من اجتماع أسقافة أوروبا الكاثوليك في بروكسل وقد ادخلنا الابرشية في المؤسسات الكنسية الاوروبية حيث الحضور الماروني هو واقع ايجابي وبناء، علينا استثماره لخير الكنيسة وخير لبنان".

وختم سويف: "لسنين عديدة، يا سيد Makariotate Polla Xronia، هنيئا لكم، للعائلة وللكنيسة في هذا اليوبيل، وشكر للرب على نعمه وعطاياه، ودمتم والسلام".

 

سامي الجميّل للبطريرك الراعي: اتكالنا عليك لتوحيد

 الجميع تحت عباءتك، نحن مجتمع حر والاختلاف السياسي في لبنان لا غنى عنه شرط ان يكون من ضمن المبادئ العليا ومصلحة المسيحيين

حيا منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي في كلمة القاها في كنيسة مار عبدا في بكفيا وذلك ضمن إطار جولة رعوية يقوم بها البطريرك الراعي في منطقة المتن الشمالي وقال :" اتكالنا عليك لتوحيد الجميع تحت عباءتك، نحن مجتمع حر والاختلاف السياسي في لبنان لا غنى عنه شرط ان يكون من ضمن المبادئ العليا ومصلحة المسيحيين ونحن واثقون انكم ستعملون لمصلحة المسيحيين العليا. واضاف النائب الجميل : "انتم بالنسبة الينا قائد المسيرة، وفخر كبير لنا ان تكون بطريركاً علينا ونريد ان تنتبه الى امنك، فهي المرة الأولى التي نشعر فيها ان الامور تسير في الاتجاه الذي طالما املناه". وختم مؤكداَ: "نحن جميعنا معك والى جانبك ونأمل ان يكون عهدك مليئاً بأيام مزدهرة ". من جهة أخرى، أشار النائب الجميل خلال لقاء حواري جمع البطريرك الراعي مع القيادات السياسية في مدرسة مار يوسف قرنة شهوان أمس، الى ضرورة تحقيق الشراكة بين المسيحيين والمسلمين داعياً الجميع الى وضع أنفسهم بتصرف البطريرك من أجل مواجهة الصعوبات. البطريرك الراعي بدوره، دعا المرجعيات السياسية الى الحوار من اجل التوصل الى تحقيق الكمال، مما يضمن وجودنا محلياً وفي دول الانتشار، مؤكداً ان البلد لا يستطيع الوقوف للأبد عند نقطة الجمود بين 8 و14 اذار. ودعا الدولة الى تحمّل مسؤولياتها تجاه الوطن والمواطنين. رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل وفي المناسبة عينها، دعا البطريرك الراعي الى توحيد الصف المسيحي، مؤكداً دعم الجميع له في الخطوات كافة.

 

ويكيليكس" تقسّم "8 آذار".. و"حزب الله" يخشى المزيد 

السياسة الكويتية/اتهمت أوساط في قوى "8 آذار" أمس السبت، دولة خليجية عربية فاعلة سياسياً وإعلامياً بتمويل تسريب وثائق "ويكيليكس" الخاصة بلبنان، التي استهدفت قيادات في هذا الفريق ومن بينها رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعض الوزراء والنواب المحسوبين عليه. ونفت هذه الأوساط أن يكون لـ"حزب الله" علاقة مباشرة بتسريب الوثائق على الرغم من كون الصحيفة اللبنانية التي تنشرها مؤيدة بقوة للحزب. ورأت أن هدف الدولة المذكورة، كسر تحالف "8 آذار" من خلال إثارة المشكلات بين مكوناته بإيعاز أميركي، تماماً كما فعلت في فريق "14 آذار" من خلال دعم انسحاب قوى مؤثرة منه. في سياق متصل عبر مسؤول في "حزب الله" عن استيائه من نية موقع "ويكيليكس" نشر وثائق جديدة تخص إسرائيل ومنها ما يتعلق باغتيال عماد مغنية، مبرراً استياءه بأن النشر سيكشف أموراً أمنية لها علاقة بـ"حزب الله" ونشاطاته داخل وخارج لبنان. ولكن مصدراً سياسياً متابعاً أعرب عن اعتقاده أن "حزب الله" يخشى بشكل رئيسي أن تؤكد الوثائق اتهام دمشق باغتيال مغنية، وهذا سيضر كثيراً بموقف الحزب الذي لطالما وعد بالانتقام لمسؤوله العسكري السابق.

 

الجميل: أملنا كبير في أن يجمع البطريرك الراعي شمل المسيحيين

شدد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل على "أهمية توحيد المسيحيين والحفاظ على العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد". الجميل، وفي الغداء الذي أقيم على شرف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في منزل المطران بطرس الجميل لمناسبة يوبيله الخمسيني، طالب "اليوم في هذا الظرف بالذات، بوقفة وجدانية ووقفة تأمل في هذه الظروف التي يمر بها لبنان ومسيحيوه"، قائلاً: "أنا ملء الثقة بتصرف البطريرك الراعي، وبأن غبطته سيجمع العائلة المسيحية كلها". وفي السياق نفسه، رأى الجميل أنَّه "إذا أردنا وحدة لبنان فمسيرة الاستقلال تبدأ هكذا"، مضيفاً: "أملنا كبير بغبطة البطريرك في أن نتمكن بأسرع وقت ممكن من الانطلاق بورشة العمل هذه"، معلناً أنَّه "شخصياً وحزب الكتائب بتصرف البطريريك، لنقوم  بهذه الورشة". وأمل الجميل في "هذا المخاض الذي تعيشه المنطقة" في أن "يعود لبنان واحة أمان واستقرار وسلام"، مشدداً على أنَّه "بقدر ما نكون استوعبنا دورنا كمسيحيين في لبنان وكموارنة، بقدر ما نعيد لبنان إلى سابق دوره".

 

أبوعاصي : "حزب الله" مفلس سياسياً والأمور تخطت إرادته.. ومواقف ميقاتي تسعى لاخضاعنا وتحويل لبنان لمنصة إحاكة مؤتمرات على الدول العربية  

بري يحاول خلق حالة عامة تضم أطراف 8 آذار وتتوسع لتشمل شخصيات أخرى ليشكلون جبهة وطنية تكون 8 آذار حجر الزاوية فيها

باتريسيا متى / موقع 14 آذار

وصف عضو الأمانة العام لقوى "14 آذار" الياس أبو عاصي التصعيد الناري في الخطابات بين قوى الرابع عشر من آذار والخارجية الايرانية وحزب الله بسقوط القناع وجلاء الحقيقة التي لطالما حذرنا منها من خلال لعب السياسة الايرانية على تناقضات داخل المجتمعات العربية محاولة منها لتأليب الشارع العربي ضد الأنظمة بذريعة الفساد للتسلل الى المجتمع العربي وتشريحه الى عدة شرائح للتمكن السياسية الفارسية من السيطرة.

ابو عاصي علقّ في حديث خاص لموقع 14 آذار الالكتروني على الاطلالة التلفزيونية لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على الرئيس الحريري، فقال:" الكلام نفسه يعاد ولم يتغير شيء فكالعادة يتهموننا بالتخوين وتنفيذ المخطط الأميريكي الصهيوني لضرب المقاومة فيما تناسوا بأن حكومة الرئيس السنيورة التي نالت ثقة الجميع واعترافهم بمقاومتها ومن بينهم الرئيس بري وصفت من قبل حزب الله بالحكومة التي تضر المقاومة".

هذا ولفت ابوعاصي في السياق ذاته الى" أن كل هذا الأسلوب لا يدل الا على افلاس حزب الله على صعيد هامش المناورة".

وعن موقع فخامة رئيس الجمهوررية من هذا السجال الناري، قال أبو عاصي:"فخامة الرئيس في موقف لا يحسد عليه لأنه يتلقى سهام الطرف الآخر مهما قال ومهما اتخذ من مواقف اذ ان هناك مؤامرة تستهدف رئاسة الجمهورية وهي من مفاعيل استكمال الانقلاب لجعل كل مؤسسات الدولة رازحة ومحكومة بالمراوحة ليتمكنوا من فرض وجهة نظرهم وآرائهم لافتا الى أنه سيكون لفخامة الرئيس موقف عندما نبلغ المرحلة التي تصل فيها المشاورات الى خواتيمها سلبيا أم ايجابيا لأن ما حصل لا يستهدف فقط 14 آذار بل كل مؤسسات الدولة".

أما عن موقف الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي اعتبر فيه أنه من غير المفيد اعلان مواقف متناقضة من مسؤولين لبنانيين، رأى ابو عاصي أن هامش الرئيس ميقاتي ضيق سواء تجاه الثوابت الصادرة عن دار الفتوى والتي التزم بها والذي سيكون في صدد محاربة ومناقضة نفسه ان خرج عنها اضافة الى الهامش الضيق تجاه من أتى به الى هذا الموقع".

وتابع:"هذا الموقف هو من جملة الفواتير التي يفترض على الرئيس ميقاتي دفعها لافتا الى أن هذا الكلام هو رد غير مباشر على الرئيس الحريري وكأنه يطلب منه ومن 14 آذار السكوت عما جرى في البحرين والرضوخ ليتحول لبنان منصة لاطلاق التهم على الرؤساء العرب تدريجيا واحاكة المؤامرات".

وعن موقع الرئيس ميقاتي من التشكيلة الحكومية، قال ابو عاصي:" من المفروض أن يصل الرئيس ميقاتي الى اقتناع تام بضرورة البحث جديا باعلان الاعتذار انما هو لديه منظار آخر يعمل به على الانقاذ متسائلا:" كيف يكون الانقاذ اذا قطعنا علاقتنا بالمحكمة الدولية وثبتنا السلاح الغير الشرعي الذي يضع الحكومة بمواجهة مع الشعب والمجتمع الدولي؟".

وأضاف:"أنا أستبعد أن يلجأ الرئيس المكلف الى الاعتذار الا اذا فرض عليه ذلك على لسان العماد ميشال عون الذي يخيره بين المخاطرة والاعفاء من هذه المهمة ولكن الرئيس ميقاتي لن يطرح خيار الاعتذار على نفسه".

وعن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، اكتفى ابو عاصي بالقول:"الرئيس بري يحاول خلق حالة عامة تضم أطراف 8 آذار وتتوسع لتشمل شخصيات أخرى ليشكلون جبهة وطنية تكون 8 آذار حجر الزاوية فيها".

وعن الحوادث الأمنية التي تجعل من الساحة اللبنانية الداخلية مستباحة، رأى ابوعاصي أن عملية التمرد في السجون لا يمكن أن تكون بريئة ومن يقف ورائها يقصد التصويب على شخصيات معينة من وزارة الداخلية ومسؤولي الأمن ولتحريك الشارع واستغلاله للوصول الى المطالبة بالعفو عام المطلب الخطير،أما تفجير الكنيسة فهو تمويه لحادثة اختطاف الاستونيين السبعة وتمويه لزرع بذور فتنة طائفية للتخفيف من الضغوط على موضوع السلاح".

وتابع:"أما فيما خص حادثة خطف الآستونيين السبعة فالعملية باتت كعملية جوزيف صادر الذي نسي الكثيرون أمره".

وختم ابوعاصي حديثه معتبرا أن الأمور لم تعد بيد حزب الله، خاصة بعدما تحركت الشعوب في المنطقة منها ايران وسوريا لافتا الى أن فترة الانكماش الاعلامي في الفترة الأخيرة هو لاعطاء الفسحة الكبرى لاحتساب المواقف سواء في سوريا أو ايران ولتصويب استراتيجيتهم، لأنه (اي حزب الله) منطلق من ثوابت لا يحيد عنها أولها الولاء لايران وعدم استعداده للحياد عنها وثانيها الاحتفاظ بسلاحه ولو كان الحكم بواسطة حلفائه المسيحيين منهم والمسلمين".

 

كلام نصرالله ليس إلا دفاعاً عن أسياده بطهران.. ونّوس لموقعنا: لن يُكتب النجاح للمشروع الفارسي.. وفلتان "الحزب" لم يعد مقبولاً   

موقع 14 آذار /سلمان العنداري

أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب بدر ونّوس ان "الرئيس سعد الحريري لم يتهجم على ايران بقدر ما اراد توصيف حالة قائمة في لبنان والدول العربية، اذ ان التدخل الايراني بات فاضحاً وغير مقبولاً في المنطقة، خاصةً وان سياسة طهران وتصرفها وطريقة دعمها لبعض الجماعات السياسية تتخذ طابعاً مذهبياً قذراً، من خلال ضخّ السلاح والمال، واستخدام التحريض لتنفيذ اجندتها الاقليمية في اطار صراعها في مواجهة العالم العربي". واتهم ونوس طهران بانها تشجّع على الفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة التي تغلي، "وبالتالي فتصريحات المسؤولين الايرانيين تزيد من التين بلة، وتوسّع الشرخ بين شعوب المنطقة الواحدة، وتؤزّم الامور اكثر بينها وبين الدول العربية وصولاً الى نقطة اللاعودة. "

ونوس وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني علّق على الدور الايراني في لبنان والمنطقة العربية، معتبراً ان "طهران تلعب دوراً سلبياً في الشرق الاوسط عبر تدخلها في عدد كبير من دول المنطقة من اجل تحقيق حلم اعادة الامبراطورية الفارسية على حساب الوجود العربي، فتراها تتدخل في اليمن والبحرين ومصر والامارات والكويت، وصولاً الى لبنان والعراق من اجل تنفيذ هذه الاجندة التي لن تمر ولن يُكتب لها النجاح بأي شكل من الاشكال".

هذا وطالب ونوس بضرورة عودة العلاقات الايرانية – اللبنانية الى طبيعتها والى مسارها الطبيعي على كل الاصعدة، من خلال العودة الى الاصول الدبلوماسية المؤسساتية بدل الاستمرار في التدخل في الشؤون الداخلية واثارة النعرات المذهبية البشعة، اضافةً الى الاستمرار في دعم مجموعات وفئات على حساب الدولة بالمال والسلاح والعقائد المهدمة لفكرة الدولة الجامعة لكل ابنائها". وشدد ونوس على ان "دعم الاقليات الطائفية في المنطقة واستغلال وجودها من اجل تحقيق المآرب الايرانية لن يكتب له النجاح، لأن المؤامرة الايرانية باتت واضحة للجميع، على اعتبار ان تداعياتها ستصيب تلك الاقليات او الاحزاب والجماعات قبل غيرها، والدليل ما يحصل اليوم في البحرين من ترحيل عدد كبير من المواطنين اللبنانيين، يُقال ان اغلبيتهم ينتمون الى الطائفة الشيعية الكريمة، وهو لامر مؤسف ان تدفع العائلات اللبنانية التي تبحث عن العمل والمعيشة ثمن سياسات "حزب الله" الايرانية الخرقاء".

واستغرب ونّوس "كيف انتفض "حزب الله" من بابه الى محرابه فور تصريح الرئيس سعد الحريري الذي انتقد فيه الدور الايراني في المنطقة، واذ بهم يدافعون عن النظام الذي يدعمهم بدل الدفاع عن انفسهم وعن سلاحهم الذي يهدد لبنان، وعن ممارساتهم المفضوحة المتخمة بالتهديد".

وقال تعليقاً على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله: " تعودنا على كلام نصرالله اللامنطقي والقاسي، وعلى منطقه التهديدي والتخويني البعيد كل البعد عن الحوار"، مشيراً الى ان "كل تصريحاته تدور حول ولاية الفقيه والدفاع عن مشروع اسياده في طهران". واضاف: "لقد مللنا واعتدنا لغة التخوين والتهديد وهدر الدم ورفع الاصابع والصراخ والعويل والفوقية". واستنكر ونوس لغة التخوين فقال: "الخائن هو من يقبض الاموال الطائلة من اجل تدمير البنية اللبنانية، والخائن هو من يأخذ السلاح كي يستخدمه في ازقة المدن والشوارع، والخائن هو من يضع مسدسه على الطاولة وفي رقاب بعض القيادات السياسية، والخائن طبعاً هو من يقف بوجه ارادة الشعب ويحاول اخضاع المؤسسات لمصلحة اهوائه ومصالحه الخاصة الضيقة". ورأى ونوس ان "مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من الاحداث الجارية في مملكة البحرين انعكست بشكل سلبي على مئات الالاف من اللبنانيين الذين يعملون في منطقة الخليج العربي، فدفعوا فاتورة باهظة الثمن بسبب وقوف طرف لبناني مع المشاريع الاقليمية الغربية عن المنطقة والتي تهدف الى زعزعة الاستقرار بالدرجة الاولى".

ولفت ونوس الى ان "الفريق الاخر يمارس نوعاً من "الجنون" السياسي غير المدروس من شأنه ان يودي بنا الى المجهول، فعبقرية وزير الخارجية اللبنانية اوصلتنا الى ازمة خطيرة في ساحل العاج، وهددت مصالح اكثر من مئة الف لبناني، اضافةً الى ان كلام "حزب الله" و"حراكه المشبوه" في عدد من الدول العربية وخاصة الخليجية ادى الى تهديد مصالح اكثر من 400 الف لبناني يعملون هناك"، مضيفاً: "واليوم يستمرون في الغرق في الوحول الايرانية والسياسة الفارسية التي تدمرنا وتدمرهم بشكل دراماتيكي خطير". واضاف: "استمرار فلتان "حزب الله" لم يعد مقبولاً، لاننا لم نعد نتحمل هذه الفوقية واللامسؤولية في التعاطي، لان ما يقوم به "الحزب" اضر بلبنان و انعكس سلباً على اقتصادنا واوضاع ابنائنا".

 

علوش: نصرالله يحاول تغطية سياساته الكارثية.. وهناك وضع مأزوم داخل التحالف الشيعي 

موقع 14 آذار/عقّب عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش على خطاب أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، فلاحظ وجود "وضع مأزوم إستجدّ داخل التحالف الشيعي، ما دفع بنصرالله الى البحث عن مخرج معيّن تجلى في ما قاله عن الرئيس نبيه بري"، وأوضح علوش أنّ "نصرالله عمل على رأب الصدع الذي أحدثه كشْف النقاب في وثائق "ويكيليكس" عما قاله بري عن حزب الله، وهو يعبر بكل صراحة عن لسان حال الكثيرين من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة في لبنان حيال حزب الله"، مشيرًا في هذا السياق إلى أنّ "المعايير المزدوجة التي استخدمها نصرالله تكمن في تبرير ما قاله بري والدفاع عنه، مع أن ما قاله بري لا يختلف في جوهره ومضمونه عما أدلى به باقي الزعماء والقيادت اللبنانية من الطوائف الأخرى عن حزب الله". إلى ذلك، رأى علوش في حديث لموقع "لبنان الآن" أنّ "موضوع تشكيل الحكومة لا يزال مأزوماً على رغم التدخل المباشر من قبل "حزب الله" للحلحلة في عملية التأليف"، معربًا في هذا الإطار عن اعتقاده بأنّ "الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لن يتمكن من إنجاز مهمته". وعن كلام السيد نصرالله في ما خصّ موضوع اللبنانيين في ساحل العاج، أشار علوش إلى أنّ "حزب الله يحاول من خلال الهجوم على حكومة تصريف الاعمال أن يغطي السياسة الفاشلة والكارثية التي انتهجها في ساحل العاج، اضافة الى سياسته حيال باقي الدول العربية"، وأضاف علوش: "الجميع يعلم بأن الحكومة بشخص رئيسها سعد الحريري قامت بما تستطيع ان تقوم به للتخفيف من أعباء اللبنانيين في ساجل العاج وقد بدأت نتائج جهود الرئيس الحريري تظهر بالفعل، إلا أنّ المشكلة الكبرى تكمن في السياسة الفاشلة والخاطئة التي لجأ اليها "حزب الله" وحليفه الرئيس نبيه بري والتي أدت إلى كارثة على صعيد أوضاع اللبنانيين في ساحل العاج". وعن مقاربة أمين عام "حزب الله" للوضع البحريني، أجاب علوش: "الأهم في هذا الاطار أن يتعقّل السيد نصرالله"، مشددًا في هذا السياق على أنه "لو أنه تعقل من الاساس ولم يُدخل لبنان في لعبة خطرة قوامها التآمر على الدول العربية وانتهاج الخط الايراني حيال المنطقة العربية لكان جنّب اللبنانيين، والشيعة بشكل خاص، الآثار المدمرة التي نتجت عن هذا الخط". وإذ لفت إلى أنّ "ما قاله السيد نصرالله في موضوع البحرين أثار حفيظة جميع أبناء الخليج العربي، وسبّب ارتدادات سلبية على مصالح اللبنانيين المتواجدين هناك"، شدد علوش في الوقت عينه على أنّ "التوجه الإيراني واضحة معالمه في العالم العربي كما هو الأمر مع الدور الإيراني عبر حزب الله في لبنان والذي أدى إلى حالة كارثية في بلاد الأرز، حيث كان هذا الدور السبب في إحداث الشرخ بين اللبنانيين"، مشيرًا في هذا الإطار إلى أنه "إذا كان هناك من بلد يجب أن يتحدث عن نماذج التدخل الايراني في الشؤون الداخلية العربية فهو لبنان حيث يشكل "حزب الله" الممثل الرئيسي والرسمي للنظام الإيراني في بلدنا".

 

العجوز: كلام نصرالله فوقي مليء بالمغالطات ويكشف حقيقة المأزق بين قوى "8 آذار" 

موقع 14 آذار/المفارقة تكمن في أن نصرالله تدخل في الشؤون البحرينية بشكل مباشر.. أما الحريري فطلب من النظام الإيراني عدم التدخل في الشؤون العربية واللبنانية

علقت حركة "الناصريين الأحرار" على الإطلالة التلفزيونية لأمين عام "حزب الله مساء" أمس، فاعتبرت أن "هذا التاريخ سيترسخ في أذهان كل متابع ومراقب سياسي لما تضمنته كلمة نصرالله من مواقف أشارت بكل وضوح الى حالة الإرتباك والتراجع لدى حزب الله نتيجة لتطور الأحداث في لبنان والمنطقة".

جاء ذلك في تصريح لرئيس مجلس القيادة الدكتور زياد العجوز الذي اعتبر كلمة نصرالله فوقية وتحمل الكثير من المغالطات وتكشف حقيقة المأزق بين قوى "8 آذار"، وتابع: "ليس بجديد على مصرالله أن يحاول التعمية عن الحقائق وتحويرها في الإتجاه الذي يخدم خطه السياسي"، مشيراً إلى حالة الإرباك لدى نصرالله والتناقض في مواقفه، حيث اعتبر مضمون وثائق المخابرات الأميركية "ويكيليكس" صحيحة معتمداً عليها في تخوين قيادات "14 آذار" وغير صحيحة في الوقت عبنه حين تلامس الفضائح حلفائه وتحديداً "حركة أمل" و"العونيين".

ورأى العجوز أنه "لم يعد لدى حزب الله سوى تخوين خصومه في الداخل والخارج، فقفز أمينه العام عن كل الإعتبارات السياسية والحقائق التاريخية جاعلاً من النظام الإيراني الحامي والمنقذ للبنان، فنسى وتناسى المساعدات العربية التي قدمت للبنان لمساعدته في عملية الإغائة والإعمار على إثر عدوان تموز، ولم يتذكر سوى إيران حيث قال بأنه لولا الدعم الإيراني لما تم إعادة تعمير بيت واحد مما هدمه العدوان، وهنا لا بد أن نسأل ونتساءل لماذا نكران الجميل؟ وأين دور الدول العربية الشقيقة في إعادة إعمار ما تهدم؟ وهل نسيت يا سيد حسن مقولتكم الشهيرة التي رفعتموها في كل الشوارع شكراً قطر؟".

أما حول مضمون كلمة نصرالله حول البحرين وإيران، فقال العجوز: "لم يدرك السيد حسن بأن هناك فرقاً شاسعاً بين مواقفه ومواقف الرئيس سعد الحريري، فنصرالله تدخل في الشؤون البحرينية بشكل مباشر، أما الحريري فطلب من النظام الإيراني عدم التدخل في الشؤون العربية واللبنانية وهذه المفارقة لا تسمح لنصرالله أن يتساءل هل على ايران طرد اللبنانيين كما تحاول البحرين فعله لأن الحريري وبشكل واضح لم يتدخل في الشؤون الإيرانية، هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فنقول للسيد حسن بأن أدبيات الرئيس الحريري وقوى 14 آذار هي أدبيات نابعة عن ثقافة وطنية صادقة، أما تهديدك بأنك قوى لها قيمتها على المستويين المحلي والإقليمي، فهذا لا نشكك به وحبذا لو تجمع قوتك تلك لوقف النظريات والبدء الفوري العملاني لتحرير شبعا وفلسطين العربية والتوقف عن تنفيذ الأجندة الفارسية الإيرانية في لبنان والمنطقة". وفي موضوع اللبنانيين في ساحل العاج ومحاولة نصرالله قلب الحقائق والوقائع وتحميل التقاعس في حل مشاكلهم لحكومة الحريري، قال العجوز: "حبذا لو عمل حزب الله وحركة أمل ووزير الخارجية بنصف الجهد الذي قام به الحريري لمساعدة اللبنانيين النازحين، فالأمر في هذا الشأن واضح لا يحتاج لأي تفسير". واعتبر العجوز أن "كلمة نصرالله مليئة بالمغالطات من بدايتها حتى نهايتها وحينما تطرق الى موضوع تأليف الحكومة حاول تحوير الحقائق وجعل العقلية المذهبية المعرقل لتشكيلها، وفي موضوع المساجين في رومية لم يكن موفقاً بتبريره وتحليله". من ناحية أخرى، حذر العجوز من مغبة استخدام "حزب الله" للشارع السني لتأجيجه، حيث تواترت وتوفرت معلومات بأن بعض القوى التي خلقها "حزب الله" والمحسوبة على الطائفة السنيّة عقدت اجتماعات عدة بحضور وتوجيهات قيادة الحزب لمواكبة التطورات الميدانية وجعلها رأس حربة لمشروعهم المشبوه.

 

حرب ردّ على نصرالله: لبنان ليس موضوع مساومة وهدفنا ليس السلطة 

موقع 14 آذار/أعرب وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب عن صدمته من كلام الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله بالأمس، لافتاً إلى أنه "يفترض بالسيد نصرالله قبل أن يذهب بإتهاماته أن يزين أقواله"، مشيراً إلى أن "السيد نصرالله ليس في موقع أن يدير الأحكام على الناس ولا بإتهام الناس"، مؤكداً أننا "لا نعطي صفقات على ما يسمى "لبنان"، مشدداً على أن "لبنان ليس موضوع مساومة وهدفنا ليس السلطة". حرب، وفي حديث لإذاعة "صوت لبنان"، أشار إلى أنه "يُفترض أن لا نتمادى في إتخاذ موقف من أي دولة يلحق أضراراً بالللبنانيين ويعرضهم لخسارات"، وقال: "من الأفضل أن نعيد النظر بمواقفنا وأن لا نتدخل فيما يجري في البحرين كي لا يلحق الضرر اللبنانيين هناك".

ورداً على سؤال عن توقيت ولادة الحكومة، رأى أنه "بحسب الطريقة التي تدار فيها الأمور فإن لا ولادة قريبة للحكومة"، وقال: "ميقاتي خاضع لعملية إبتزاز واضحة".

 

سعيد: كلام نصرالله لم يعد يخيف اللبنانيين.. واختار في كلمته المكتوبة موقف الضحية 

سلاح "حزب الله" جزء من منظومة غير عربية تهدد الاستقرار  

موقع 14 آذار/لاحظ منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد أن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله لم يتناول، في خطاب أمس، موضوعي المحكمة الدولية والتطورات في سوريا من قريب أو بعيد، كما أنه تحاشى أي مشكلة مع حليفيه الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون ومع النائب وليد جنبلاط، ولا حتى مع الرئيس سعد الحريري، وفي موضوع تأليف الحكومة لم يدعُ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى التعجيل في مهمته، والأهم أنه بدا كمن يبلّغ اللبنانيين الشيعة في الخليج عموماً وساحل العاج انهم امام خطر فعلي وأن حزبه عاجز عن فعل أي شيء لهم".

ورأى سعيد، في حديث لـ"النهار"، أن "نصرالله اختار في كلمته المكتوبة موقف الضحية، مستخدماً عبارة "هذا ظلم" عشرات المرات"، وقال: "صحيح أنه وجه اتهامات، لكنه نأى بنفسه عن السجال الذي بادرت إليه طهران، بعدما ردت وزارة خارجيتها على رفع الرئيس الحريري السقف السياسي بإعلانه أن سلاح حزب الله هو جزء من المنظومة التي تحركها إيران في العالم العربي وأنه بات يهدد استقرار المنطقة وليس لبنان فحسب، كلام نصرالله لم يعد يخيف اللبنانيين".

من جهة أخرى، وخلال لقاء في الجامعة الشعبية في "القوات اللبنانية" في زحلة، رأى سعيد أن "السلاح أصبح جزءاً من مشكلة أكبر من لبنان"، معتبراً أنه "لا يهدد فقط قيام الدولة في لبنان، بل هو جزء من منظومة غير عربية تهدد الاستقرار في كل العالم العربي".

ورأى أن "مسؤولية العيش المشترك تقتضي عدم الدمج بين الطائفة التي فرض عليها السلاح منحى معيناً وبين "حزب الله"، مؤكداً أن "مد اليد للعيش المشترك والحفاظ عليه أمانة في رقبة كل واحد منا"، معتبراً أن "ما يسقط السلاح هو الشجاعة والحجة والفكر والنضال السلمي والديموقراطي، وليست صحيحة المعادلة التي تقول ان السلاح لا يسقطه إلا السلاح".

وأضاف: "نحن كلبنانيين بإمكاننا أن نباهي بأننا أسقطنا أكبر نظام وصاية فرض علينا وتغلغل في أحشائنا خلال 30 سنة بمظاهرة المليون ونصف، وهذا الانجاز، هذا الربيع الذي هو ربيع بيروت، هو الذي أزهر ربيع العرب الذي نراه اليوم في كل البلدان العربية"، داعياً إلى "الحفاظ على هذا الانجاز بكل ما لدينا من قوة، من خلال بقاء هذه الحركة سلمية وديموقراطية، وأن تبقى الحجة السياسية هي أقوى من السلاح".

 

حبيب: ما نشرته "الأخبار" يؤكد تكبيل "حزب الله" لإرادة الطائفة الشيعية 

كافة مناصري "القوات" مقاتلون تحت لواء الشرعية في سبيل الدفاع عن الدولة وسيادتها وقرارها الحر 

موقع 14 آذار/رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب أن أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله لم يأت بشيء جديد في كلامه، لا على المستوى الوطني ولا على حتى مستوى المستجدات العربية، لا بل بدا متمسكا بأخذ الطائفة الشيعية الكريمة بإتجاه ما سُمي وهما بالممانعة وإستعمالها وقودا لتحقيق غايات وأهداف الدولة الإيرانية سواء في لبنان أم في المنطقة العربية ككل، مشيراً الى أن السيّد نصرالله حاول تبرير إستياء بعض النواب والوزراء الشيعة الأكارم من تصرفاته وهيمنته على الساحة اللبنانية، بطريقة لبقة إنما على قاعدة إقرأ تفرح جرّب تحزن، وذلك في محاولة منه للملمت واقع الإنقسام الشيعي حول سلاح "حزب الله" وحول هيمنته على الساحتين الجنوبية بشكل خاص واللبنانية بشكل عام.

ولفت النائب حبيب في حديث صحفي الى أن وثائق "ويكيليكس" إن دلت على شيء، فهي تدل على أن "حزب الله" بات في حقيقة الأمر شبه وحيدا في معركته ضد قيام الدولة اللبنانية، وتثبت أن تحالف الآخرين معه من حلفائه الحاليين، إما قائم على حسابات بحت إنتخابية في محاولة منهم للمحافظة على مواقعهم السياسية والشعبية، وإما على مخاوف مريرة من تمدد مهمة ذوي القمصان السود الى عكر داره للعبث بأمنها وناسها، وليس قائما على قناعة بالسياسة الإيرانية في لبنان والمنطقة، مشيرا الى أن ما نشرته صحيفة الأخبار يُؤكد تكبيل "حزب الله" لإرادة الطائفة الشيعية وغيرها من الطوائف اللبنانية وفرضه عليها خيارات لا تمت الى قناعاتها الوطنية بصلة، متسائلا والحالة تلك عمن تبقى مع السيد نصرالله لدعم سلاحه غير الشرعي في ظل تمثيل قوى "14 آذار" لأكثر من نصف الشعب اللبناني الرافض للسلاح، وفي ظل إمتعاض أكثر من نصف الطائفة الشيعية من سياسته على المستويين المحلي والخارجي، معتبرا أنه وأمام هذه الحقائق والوقائع، ما على "حزب الله" سوى مراجعة حساباته وإستدراك رفض أكثرية الشعب اللبناني لسياسته وسلاحه، وذلك بالعودة الى كنف الدولة وتسليم سلاحه الى المؤسسة العسكرية صاحبة الحق الحصري والوحيد بالدفاع عن لبنان واللبنانيين.

هذا ولفت حبيب الى أن "حزب الله" ما كان ليسارع في الردّ ببيان على موقف الرئيس الحريري من إيران، وما كان أمينه العام ليطل عبر شاشته المعهودة في متابعة للرد المذكور، لولا شعورهما بأن الرئيس الحريري وضع أصبعه على الجرح اللبناني المسبب لآلام اللبنانيين، والمتمثل بالتواجد الإيراني المسلح من خلال "حزب الله" على الأراضي اللبنانية ومن خلال "حماس"، في قطاع غزّة فلسطين، وذلك لمواكبتها إنطلاقاً من المتوسط في تهويد الساحة العربية بهدف الهيمنة عليها، وهو ما أثبته التدخل الإيراني في الشؤون البحرينية الداخلية مدعوما بخطابات تحريضية للسيّد نصرالله ضد البحرين والخليج العربي، وما أكده أيضاً وجود خلية نحل لـ"حزب اهلي" في مصر، إن لم يكن أيضا في غيرها من الدول العربية المناهضة للسياسة الإيرانية، معتبرا أن ما تقدم يكشف نوايا "حزب الله" وحقيقة المهمة التي يطلع بها سلاحه غير الشرعي، ويؤكد للقاصي والداني ولكافة المراقبين والمطلعين الدوليين بالملف اللبناني، أن هذا السلاح أبعد ما يكون عن مقولة المقاومة وعن مقارعة العدو الإسرائيلي، إنما هو سلاح إيراني بإمتياز إنكشف القناع عنه بعد توجيهه الى الداخل اللبناني وإنقلاب حامليه مع حلفائهم الجدد على السلطة في محاولة لتقديم القرار اللبناني هدية على طبق من ذهب للدولة الفارسية.

وختم حبيب مشيراً الى أن ما ألمح اليه نصرالله في كلامه عن عشرة آلاف مقاتل لدى القوات اللبنانية بحسب وثائق ويكيليكس، كلاما صحيحا لا تشوبه شائبة، معتبراً أن الكلام الأصح منه، هو أن كافة مناصري القوات اللبنانية بشيبها وشبابها هم مقاتلون تحت لواء الشرعية في سبيل الدفاع عن الدولة اللبنانية وعن سيادتها وقرارها الحر غير المرتبط والمرتهن لأي من الدول الخارجية، مستدركاً بالقول أن ما أراد السيّد نصرالله عدم ذكره وتعمية المواطنين عنه هو أنهم مقاتلون غير مسلحين إيمانا منهم بدور الدولة ومؤسستها العسكرية الوحيدة المخولة دستوريا حمل السلاح وحمايتهم من أخطار السلاح غير الشرعي إضافة الى حمايتها للحدود اللبنانية على طول إمتدادها من الأخطار الخارجية.

 

طعمة يسأل نصرالله: هل الإنتقال من فريق إلى آخر يُسقط تهمة "العمالة"؟ 

موقع 14 آذار/استغرب عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب نضال طعمة "إصرار حزب الله على تخوين شركائه في الوطن، الذين شرعوا له سلاحه في مشارق الدنيا ومغاربها يوم كان هذا السلاح مقاوماً موجهاً إلى العدو، فقد هاله أنهم رفضوا تقزيم هذا السلاح ولم يقبلوا بتحويله سلاح فتنة، بل أصروا على ضرورة إحالته إلى المرجعية الواضحة للدولة اللبنانية".

وقال طعمة في تصريح: "يتسلح الحزب بوثائق تخص الشيطان الأعظم، وقد أمسى هذا الشيطان ملاكاً مقدساً منزهاً، لا يخطىء، ولا يقدر حسب مصالحه، ونقبل كل ما يقوله دون نقاش، وإذا عطفنا كلام الرئيس نبيه بري الذي أكد أن تلك الوثائق لم تحرف كلامه سابقاً، إلى بيان حركة أمل، إلى محاضر تحدث البعض عن نشرها ولم نر شيئاً قد نشر، ندرك أن السحر قد انقلب على الساحر، وبات الفريق المأزوم في قدرته على تشكيل حكومة من لون واحد، مأزوماً في تسويق تخويناته للناس لأن شظاياها ترتد عليه".

وأشار إلى أن "مقاربة نصرالله لتحييد الوزير جنبلاط، توحي لكل الناس أن مجرد الانتقال من فريق إلى آخر، يمكن أن يسقط عنك تهمة العمالة والخيانة، فإذا كان كلام جنبلاط وهو الأكثر حدة بين قيادات 14 آذار، في تلك الفترة، قد حرض الإسرائيليين على قتل أبناء الجنوب، على حد قول نصرالله، فكيف يمكن أن يغض النظر عنه؟ هل أصبح ثمن أرواح الناس مجرد موقف سياسي؟".

وأكد طعمة أن "فريق 14 آذار يقدم أوراق اعتماده إلى الشعب اللبناني فقط، ولا يربط وجوده بمصير أية دولة خارج الحدود، هو يعتز بصداقاته وعلاقاته الدولية، كما يعتز بنفسه العروبي المناصر للقضية الفلسطينية، والذي لا يفضل مصلحة أي كان على مصالح ومصير وأرواح أبنائه المنتشرين في كل أصقاع الدنيا، ومطالبة نصرالله للرئيس سعد الحريري بألا يقارب قضايا ذات أبعاد محورية إقليمية لأنه ما زال رئيس حكومة مكلف، يبدو وكأنه يطلب ألا تكون لرجال الدولة في لبنان مواقف، بل عليهم أن يظلوا مجرد متفرجين على اللعبة، لأنه لا أولوية للدولة في لبنان، كما ان انتقاد نصرالله الموقف البحريني بإبعاد عشرة لبنانيين مقارنة مع الموقف السوري من اللبنانيين غير موفق إطلاقاً".

وقال: "يبدو الرئيس الحريري في كلامه السياسي، معبراً عن إرادة لم تعد مكبلة باضطرارها إلى تقديم تنازلات لفريق، يأخذ ولا يعطي، وكلما أعطيته يطلب أكثر، فعاد إلى قاعدته وحاضنته العربية، ليعبر عن المآسي التي تستهدف المنطقة نتيجة الأطماع التوسعية الإقليمية من خارج الحدود اللبنانية".

 

صقر: خطاب الحريري ليس هجوماً على إيران بل رداً رسمياً على حديث سابق لنجاد  

موقع 14 آذار/دعا عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر "حزب الله" لإعادة النظر في خطابه الذي يعطي الأولوية لإيران على لبنان والذي يسيء لعروبة ووطنية الحزب ولا يفيد إيران"، وقال لـ"الشرق الأوسط": "إذا كانت علاقة حزب الله بإيران علاقة تعبّد وتسبيح فهذا شأنه أما نحن لا نرضى بإيران إلا جارة تحترم أصول الجيرة وبالتالي سنواجه لبنانيا وعربيا الشطط الإيراني الحاصل وكل محاولاتها لتحويلنا محمية إيرانية". وأوضح صقر أن "حديث الرئيس الحريري الأخير لم يأت في إطار التهجم على إيران بل جاء كرد فعل رسمي على حديث للرئيس الإيراني أحمدي نجاد اعتبر فيه أن (إيران تخوض حرباً في فلسطين ولبنان والبحرين واصفاً لبنان بجزء من الاستراتيجية الإيرانية)، قاذفاً بنا ومن دون علمنا أو مشورتنا في المحاور الكبرى مما استدعى موقفاً رسمياً من قبل الحريري للتأكيد على أننا لسنا جزءاً من استراتيجيته أو محمية من محمياته". وأضاف: "نحن دققنا ناقوس الخطر لتنبه إيران لسلوكها الخاطئ عربياً وخاصة لمسعى نجاد أن يكون قورش الجديد بمواجهة العرب ككل، نحن عندما كانت إيران تقوم بأدوار إيجابية كنا أول من يشكرها ومن على المنابر الدولية، لذلك كل ما يحكى عن أن الرئيس الحريري أقحم لبنان في لعبة المحاور ليس إلا كلاما مضحكا لأن حزب الله ومنذ زمن أعلن أننا الجبهة الأمامية لصراع المحاور". وإذ أكد صقر أن "موقف الحريري لم يكن رسالة سعودية بل موقف لبناني محض"، لفت إلى "الجهود الكبيرة التي يبذلها الحريري لحماية الجالية اللبنانية في البحرين والخليج من المواقف التي أطلقها حزب الله مؤخراً والتي تستهدف أول ما تستهدف مصالح هؤلاء في الدول التي تستضيفهم".

 

السنيورة: إغفال الدور السعودي الراعي والداعم الأكبر للبنان افتراء على الحقيقة   

التحديات تتطلب منا وحدة الكلمة والعودة الى الثوابت الاساسية

لاحظ رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في حديث أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله إهمالٌ متعمّد يلجأ إليه كما يلجأ غيره للدور الكبير والرائد الذي قامت به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز"، وقال: "لقد سمعنا الكثير من هذا الإغفال لما قامت به المملكة من دعم للبنان على مدى السنوات الماضية".

السنيورة وخلال لقاء لـ"اتحاد جمعيات العائلات البيروتية" في فندق "البريستول"، ذكّر بما قامت به المملكة العربية السعودية من دعم للبنان في الوقت الذي كان فيه في أمس الحاجة لهذا الدعم ولا سيما مع الهجوم والحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان عام 2006، وقال: "لا أريد أن يفهم من كلامي أن هذا تقليلاً لدور أي من الدول والمؤسسات الصديقة التي وقفت إلى جانب لبنان، لكن أن يغفل دور الراعي الأكبر والمتبرع الأكبر والداعم الأكبر الى لبنان، فإن في ذلك افتراء على الحقيقة".

وشكر السنيورة المملكة التي "وجّهت دعمها من أجل عملية الإغاثة العاجلة ومساعدة المتضررين من الحرب، وخصّصت جزءاً من مساعداتها من أجل عدد من المشاريع في شتى المناطق اللبنانية، لا سيما في الجنوب، فنالت 220 قرية من الخدمات والمساعدات التي قدمتها المملكة ليس ذلك فقط بل كانت هي المبادرة الأولى وهي التي قدمت الدعم للاستقرار الاقتصادي والمالي في لبنان، في الوقت الذي كان لبنان بأمس الحاجة لهذا الصمود". وقال السنيورة: "نمر في هذه الآونة في ظروف دقيقة وصعبة ونتعرض لتحديات مختلفة تتطلب منا وحدة الكلمة والعودة إلى الثوابت الأساسية والتي حرص إخوان لكم في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ومن نواب أن يعبّروا عن رأيهم هذا من خلال الثوابت الإسلامية الوطنية".

 

تصغير الأحجام 

الياس الزغبي

من استمع أمس الى السيّد حسن نصرالله، سواء كان مؤيّدا أو منتقدا، خرج بانطباع أكيد أنّ الرجل خرج نهائيّا من الصورة التي رسمها ورسموها له منذ بضع سنوات.

لا شكّ في أنّ هذه الصورة ارتجّت كثيرا في السنوات الثلاث الأخيرة، خصوصا بعد تهافت اطلالاته حول المحكمة والحكومة و"شهود الزور" وضرب الأكثريّة بقوّة السلاح وتنصيب نفسه مرشدا لرئاسة الحكومة والتدخّل في شؤون البحرين والخليج وأفريقيا تحت الغطاء الايراني والمذهبي، الاّ أنّ الارتجاج تحوّل، في ظهوره الأخير، الى صدع خطير على فالق سياسي ووطني عميق، يُمهّد ليقظة ما.  من مستوى "المجابهة العالميّة" في الوثيقة السياسيّة الجديدة لـ"حزب الله"، الى مستوى جريدة فرعيّة في الضاحية.

من محرّر الشعوب في وجه الاستكبار والمشروع العالمي الخطير، الى ديوانيّات "ويكيليكس" ونوادر الصالونات. من همّ تغيير وجه المنطقة والعالم، الى همّ العائلات الشيعيّة في شاطئ العاج والبحرين.

من استراتيجيّة الردع وتوازن الرعب مع اسرائيل، الى نزلاء سجن روميه.

من زعامة المقاومة الالهيّة الى حقائب وحصص حكومة السراب.

من نموذج المدافع عن قضايا الأمّة وتصدير الثورة والممانعة، الى "لبنان قدرنا وليس لدينا خيار آخر"! 

من موقع الهجوم الدائم الى موقع الدفاع اللازم.

انطباعات أوّليّة عن خطاب نصرالله أمس. لكنّها مؤشّرات واضحة عن تراجع هموم قيادة "حزب الله" ووظائفها وأدوارها.

سبقه بساعات كلام وزير خارجيّة ايران الصالحي في السياق ذاته: محاولة الحدّ من الخسائر، وتنظيم الانكفاءات، وتقديم الكفّ الناعمة، بعد الصدمات في الخليج وتركيّا وسوريّا ولبنان وغزّة. 

ولم يكن دفاع نصرالله عن نبيه برّي وحركة "أمل" وعن عون وجنبلاط، في وثائق "ويكيليكس" سوى مظهر ثابت من مظاهر الضعف والارتباك. وكأنّه يسعى الى لملمة الخزف المحطّم في العلاقات الداخليّة مع أقرب الحلفاء، بعدما خذلته الحجّة في التمييز بين وثيقة صادقة وأخرى كاذبة. 

وكذلك محاولة تبرئة القيادة السياسيّة للشيعة من مآسي الجالية في شاطئ العاج والخليج، عبر رمي المسؤوليّة على حكومة تصريف الأعمال، لعلّ نقمة الناس تتحوّل عن هذه القيادة بما اقترفته من توريط للجالية في الصراعات الداخليّة، وما بدأت تعانيه من مآخذ ولوم.

وليس تحميله "14 آذار" مسؤوليّة ما حصل في سجن روميه سوى محاولة مكشوفة لتغطية الحروب الصغيرة البديلة التي يشنّها تمويها للعجز في حروبه الكبيرة، المستحيلة.

ولم يكن دفاعه عن الشكل في استدعاء الرئيسين كرامي وميقاتي اليه الاّ اثباتا للوصاية على الرئاسة الثالثة، فلم يبرّر لماذا جاءا اليه وليس الى سواه، بعد اعترافه بأنّه الأقلّ عددا بين كتل "8 آذار". أليس ذلك دليلا على وصايته بفعل القوّة والسلاح؟ ولماذا يُصرّ على توزير "المعارضة" السنّيّة اذا لم يكن وصيّا؟ 

أمّا دفاعه عن ايران التي "يفتخر ويعتزّ" بها، فلم يكن مقنعا تحت حجّة مساعداتها، وهي الوحيدة التي قدّمت المساعدة مباشرة لـ"حزب الله" ومن خارج الدولة، على عادتها منذ 1982. فهل هذا هو نموذج العلاقات الذي يروّج له نصرالله؟

والأسوأ في دفاعه عن ايران هو التسليم بالمحور الايراني طالما أنّ الرئيس الحريري و"14 آذار" يلتزمون المحور العربي. وهنا الخطأ الجسيم الذي يقع فيه "حزب الله" وربّما سواه في مواقع رئاسيّة مسؤولة. هناك محور ايراني، نعم. ولكن ليس هناك محور عربي. فلبنان جزء وعضو في العالم العربي وملتزم مواثيقه، ولا مواثيق اقليميّة تربطه بايران، فالأولويّة في سياسته الخارجيّة هي للعرب قبل سواهم، ولا يمكن تصنيف التزامه هذا انجرارا الى محور. والالتزام بايران محورا في مواجهة العرب يشكّل انحرافا خطيرا عن ميثاق جامعة الدول العربيّة وخرقا لالتزامات لبنان وجوهر انتمائه وفقا للدستور. واذا كان لأيّ رئيس مكلّف أو سواه كلام آخر يكون مناقضا للدستور اللبناني والتزامات لبنان.

ويبقى أنّ ارتداد نصرالله الى الهموم الفرعيّة واللبنانيّة، ولو كان نتيجة انتكاسة وتراجع، هو عودة الى الحجم الصحيح، وبداية تخلّ عن وظائف اقليميّة ودوليّة.

لعلّ هذا الضمور في الحجم والطموح يتحوّل الى سياسة ثابتة، فيعود "حزب الله" الى مداره اللبناني، ويخلع السترة الايرانيّة السوداء، ويبدأ اذذاك الأمل بالحلّ.

 

إتصالات بعشرات اللبنانيين للتوجه إلى إدارة الإقامة والجوازت.. وإمهالهم 48 ساعة لمغادرة الأراضي البحرينية"

المنامة فعّلت قرار ترحيل اللبنانيين إثر خطاب نصرالله..ومنشادات لسليمان والحريري بالتدخل

أفاد عدد من اللبنانيين المتواجدين في ممكلة البحرين في اتصالات مع موقع "NOW Lebanon" أنّه إثر إطلالة أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله المتلفزة أمس، فعّلت السلطات البحرينية المعنية اليوم إتصالاتها بعشرات اللبنانيين العاملين على الأراضي البحرينية طالبةً منهم "التوجه بأسرع وقت إلى دائرة الإقامة والجوازات إنفاذًا لقرار صادر عن السلطات المختصة بإلغاء إقامات عملهم في المملكة على أن يكون لديهم بعدها مدة 48 ساعة لمغادرة الأراضي البحرينية"، وناشدوا في المقابل "الدولة اللبنانية بشخص الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري التدخل لدى القيادة البحرينية لتأكيد عدم علاقة اللبنانيين العاملين في البحرين بما يصدر من مواقف عن أي فصيل سياسي في لبنان، سيما من قبل حزب الله، والعمل بالتالي على التوسّط لدى المسؤوليين البحرينيين لمنع قطع أرزاق العوائل اللبنانية العاملة في البحرين".

 

سوريا: لا عودة إلى الوراء

النهار/علي حماده      

اشتعلت الأوضاع مجدداً في أرض الشام بدل أن تهدأ قليلاً إثر مباشرة النظام في سوريا في اتخاذ قرارات "اصلاحية" تأخرت كثيراً. وسال دم المواطنين الابرياء العزل في جمعة الصمود، وازدادت الامور تعقيداً مع تطور العامل المخابراتي المحلي ودخوله في لعبة الدم التوريطية، من اجل حرف انتفاضة الحرية والكرامة عن مسارها السلمي للانقضاض عليها.

سال دم كثير  برصاص النظام. وكل الاعذار والروايات التي تحفل بها وسائل الاعلام الرسمية لن تقنع عاقلاً ان "المؤامرة" المزعومة هي التي تقتل الناس في شوارع درعا وحمص ودوما واللاذقية وغيرها من ميادين الحرية والكرامة في سوريا. تأخر الاصلاح، وعندما قيل انه انطلق، تحرك النظام محاولا تفتيت جبهة المطالب بمد جزرة التجنيس الى السوريين الاكراد من جهة، وبمد جزرة السماح للمنقبات بالعودة الى المدارس الرسمية من جهة اخرى، وفي النهاية لم ترفع حال الطوارئ، ولم يحصل اي تغيير حقيقي في معادلة الامن المتدخل في الحياة العامة والخاصة الى درجة ان سوريا الاسد من الاب الى الابن بقيت دولة امن ولا شيء سوى الامن. قد ادى ذلك الى اهدار كل الفرص التي اتيحت للرئيس بشار الاسد لأكثر من احد عشر عاما من الحكم، توهم خلالها ان الدور في الاقليم يتقدم على وجع الداخل، وعندما طفح الكيل ثار الناس لحريتهم وكرامتهم. ان قتل الناس في الساحات والشوارع لا ينقذ الانظمة الامنية، وخصوصاً عندما تكون الموجة معاكسة. فكل قطرة دم تراق في هذه المرحلة ثمنها باهظ، ولن تبتاع سوى القليل من الوقت قبل ان تتفاقم الامور الى حد لن يعود في امكان الاسد الابن ان يقدم اصلاحات، لأن الاصلاح الوحيد الذي سيصبح مطروحاً إذذاك على الطاولة سيكون اسقاط النظام برمته. ومن هنا، فإن الرئيس الاسد مطالَب بثورة على الذات لأن الدماء التي تسيل في سوريا منذ ثلاثة اسابيع تسجّل عليه وعلى محيطه الاقرب، ولا مهرب. ولا عودة الى الوراء ولو قتل رجال الأمن الآلاف من اقصى البلاد الى اقصاها. لا عودة الى الوراء. وعلى الحاكم ان يدرك ان من ذاق طعم الحرية ولو ممزوجا بالدم في الاسابيع الثلاثة الاخيرة لن يعود عنها أياً يكن الثمن.

 

نصرالله الإيراني والحريري العربي

النهار/احمد عياش     

أمر لا يدعو الى التبرير بل الى التباهي، ان يطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء امس للدفاع عن ايران بعد آخر اطلالة له لمهاجمة الخليج المدافع عن دولة البحرين، فهو ينتمي جهاراً الى ولي الفقيه الايراني وجيشه. وها هي ظروف هذا الانتماء تقتضي الخروج الى العلن بعدما تعرّض نظام الحكم في ايران لهجوم من رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الذي رفض أن يكون لبنان أو اي بلد عربي آخر "محمية ايرانية".

لكن ان يطل نصرالله امس بعد يوم على هجوم الخارجية الايرانية على الحريري وبعد يومين على هجوم مماثل من "حزب الله"، فإن الامر ينطوي على حالة طوارئ تستدعي هذا الاستنفار من دون حسبان كل الضغوط التي تعرض لها مَن هم في موقع السلطة كرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ومن خارج السلطة الذين يدورون في فلك الدعم الايراني الدائم لهم من اجل الانضمام الى الحملة ضد الحريري. واغلب الظن ان السلطة في طهران هالها ان هذا التغيير الذي يشهده العالم العربي يمتد الى سوريا التي تمثل البوابة الكبرى لطموحاتها الامبراطورية في الشرق الاوسط وتحديداً لبنان الذي يمثل نموذجا فريدا لممارسة النفوذ من خلال قوة عسكرية ضاربة يجسدها "حزب الله" ودولة عاجزة عن ممارسة سيادتها يجسدها الواقع الراهن للبنان. كأن طهران تعلم ان استحقاق التغيير العربي اقترب من لبنان بعدما دقت قبضته على بوابة دمشق. ولذلك نزلت بكل عدتها ومن ضمنها نصرالله الى الميدان لحماية رأس حربتها الاخيرة في المنطقة.

قبل ان يخرج "حزب الله" من كهف الصمت طوال اسابيع خلال حملة الحريري على سلاحه، كان السؤال: ألا يدور نقاش في دوائر نصرالله حول ضرورة الاخذ في الاعتبار ان مئات الالوف خرجوا في 13 ذار الماضي يطالبون بإمرة الدولة لسلاحه، ومثلهم فعل عشرات الالوف في طرابلس بعد ايام من التجمع في ساحة الشهداء؟ المعلومات تفيد أن "حزب الله" تعامل بلا اكتراث مع كل هؤلاء اللبنانيين ولم يجد في اصواتهم اي تهديد لسلاحه والنفوذ الذي يتمتع به.

الحريري الذي أطل مباشرة بعد حملة نصرالله على دولة البحرين استبق عاصفة آتية تتهدد ارزاق مئات الالوف من اللبنانيين في منطقة الخليج. فعندما يتصدى للمنطق المذهبي الذي اطلقه نصرالله على ما يجري في دولة البحرين يتولى حماية المغتربين في تلك الدولة وسائر دول المنطقة والتي تخوض اليوم مواجهة لا سابق لها منذ قيام الجمهورية الاسلامية في ايران عام 1979 مع النظام الايراني. ولمن تعوزه الشواهد يمكنه العودة الى ترحيل مليون يمني من السعودية وألوف الفلسطينيين من الكويت ابان غزو صدام حسين لتلك الدولة عام 1990 وذلك في توترات خارج التصنيف المذهبي. كما يعلم اللبنانيون ممن يملكون ذاكرة جيدة كيف كان يتم الحصول على تأشيرة دخول الى الخليج بعد صعوبات جمة في فترة الثمانينات من القرن الماضي.

كي لا يصبح مئات الالوف من اللبنانيين وقودا للصراع الايراني – الخليجي، أعلن الحريري خياره العربي بوضوح كامل. والصراع هنا ليس كالذي دار في ساحل العاج بين رئيس منتخب ورئيس منتهية ولايته مما هدد ارزاق عشرات الالوف من المغتربين هناك، بل هو صراع اعمق بكثير وستمتد آثاره الى مرحلة طويلة. خلال حرب 2006 التي شردت مئات الالوف وخصوصا من الاهل الشيعة، حدثت واقعة من المفيد تكرار ذكرها اليوم بعدما وردت في هذه الزاوية سابقا. فقد طلب وفد  التجار ورجال الاعمال الشيعة من السفير الايراني منحهم تأشيرات وتسهيلات للبحث عن مصادر رزق في ايران ريثما ينجلي غبار الحرب في لبنان. فكان جواب السفير الذي نزل كالصاعقة على رؤوس افراد الوفد: "لقد كتب الله لكم نعمة الشهادة في لبنان فكيف تتخلون عنها؟". من الطبيعي أن يكون منطق نصرالله مشابها لمنطق السفير الايراني في ذلك الزمن ومنطق الخارجية الايرانية بالامس. لكن ما هو مخالف للطبيعة ان يخرج الرئيسان سليمان وميقاتي وغيرهما بمواعظ حول سياسة لبنان الخارجية من اجل انتقاد الرئيس الحريري في حين ان القطة، كما يقال، أكلت ألسنتهم عندما تعرضت مصالح مئات الالوف من اللبنانيين للخطر عندما شن السيد نصرالله حملته الخليجية، علما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم ينضم الى الجوقة الايرانية في لبنان، وهو بالكاد يستعيد هدوءه بعد الحملة التي حملت في ظاهرها توقيع "ويكيليكس" وفي باطنها فتوى ايرانية، على ما قال ويقال في اوساط تقرأ ما بين السطور. لنصرالله الحق الكامل في اعلان انتمائه الايراني، فهذا اوله وهذا آخره. اما لبنان فحقه عند الحريري في اعلان انتمائه العربي المكرس في الدستور الذي لا يشير من قريب او بعيد الى الانتماء الفارسي. فلبنان بانتمائه العربي يستمد كل اسباب البقاء والقوة. وعلى اللبنانيين ان يتمسكوا به كي لا يغرقوا في نكبة كبرى بعد مسلسل نكبات مغلّفة بشعار: "كتبت لكم نعمة الشهادة!”.

 

حيث تنتفي المذهبية وتتقدّم الهموم الوطنية

المتن تستقبل الراعي بطريركاً

النهار/بيار عطاالله:

اشرقت الشمس صباح امس في المتن على اللافتات واقواس النصر وسعف النخل والصور المرحبة بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وغابت مساءً على لقاء البطريرك مع وجوه وشخصيات في مطرانية قرنة شهوان، بما يحمله هذا المقر من معان وما يزخر به من رمزية في تاريخ المقاومة الوطنية المدنية التي قادها البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ممثلاً بالمطران يوسف بشارة من اجل رفع الهيمنة عن لبنان.

أجواء المتن ساحلاً ووسطاً وجبلاً تحمل الكثير من المودة والحب للبطريرك الآتي من حملايا والذي يعرف اهل المتن رعية رعية وبيتاً بيتاً، من الساحل الى اعالي بسكنتا وصنين. ولم يترك الراعي منبراً الا اعتلاه مبشراً بالسينودس من اجل لبنان ومروجاً لاعماله ومقرراته ومتابعاً لاعمال المجمع الماروني ومقرّراته، وهذه العلاقة المباشرة بينه وبين الرعايا تعني الكثير في منطقة ذات غالبية مارونية ساحقة، اصبحت تمثل احد اكبر التجمعات المدينية للمسيحيين في لبنان من حيث كثافة سكانها التي تقدرها اوساط كنسية بنحو 650 الفاً، اضافة الى آلاف المؤسسات الاجتماعية والتربوية والصحية والصناعية والاقتصادية والسياحية والاعلامية، مما يجعلها القلب النابض لمحافظة جبل لبنان امتداداً الى البقاع والشمال.

وتأثير الكنيسة في المتن ليس أمراً عابراً، بدليل الدور الفاعل الذي يمارسه الكهنة والرهبان في التأثير في الرعايا والذي يكاد يفوق في بعض المناطق المتنية المحافظة تأثير الاحزاب والشخصيات السياسية المختلفة، والمقصود بالمحافظة القرى والبلدات التي لم تستقطب جماعات كبيرة من السكان من خارجها بغرض الاقامة والسكن، ولا تزال تالياً بعيدة عن المؤثرات الخارجية، مما يعني ان الاهالي يتشبثون بولاءاتهم التقليدية مثل بعض احياء برج حمود الارمنية المؤيدة للطاشناق مثلاً، او انحاء وسط المتن وقراه وبلداته المؤيدة للكتائب او للحزب السوري القومي الاجتماعي. ويشير احد المعنيين بشؤون المتن في دراسة اعدها اخيراً الى تأثير معنوي كبير للكنيسة على الرأي العام، ويشرح ان الفارق الكبير في الارقام المحصلة خلال دورتي الانتخابات النيابية 2005 و 2009 ما كان ليتحقّق لولا دور اساسي لمجموعات من الكهنة في التأثير على الناخبين.

واللافت في المتن ان الحضور الماروني الكبير في كل القطاعات والمناطق، لا يلغي وجود الطوائف الاخرى من الارمن والارثوذكس والكاثوليك والسريان وصولاً الى الناخبين الشيعة والسنة، لكن اسباب العيش المشترك والتاريخ المتواصل ادت الى انتفاء عوامل الاصطفافات المذهبية لمصلحة الموقف السياسي الذي يتحصن وراءه الرأي العام المتني. ولعل ابلغ دليل على هذه "العامية الشعبية" موقف النائب ميشال المر الذي يقدم نفسه زعيماً عن عموم المتن، الامر الذي يضعه مع النائبين سامي الجميل وابرهيم كنعان في مقدمة السبق الاحصائي الذي قامت به احدى المؤسسات قبل مدة لدرس اتجاهات الرأي العام في المنطقة، واظهر تقدماً لا بأس به للقوى الحزبية المسيحية مجتمعة في موازاة تأثير كبير للكنيسة، واذا اضيف اسم مرشح الطاشناق الارمني الى الثلاثي، فيعني ذلك ان معركة 2013 في المتن ستنحصر في التنافس على اربعة مقاعد: ارثوذكسي وكاثوليكي ومارونيان.

 

المشنوق: صحوتنا ورفضنا التنازلات جعلا منا قادرين على مواجهة السلاح

النهار/اعتبر النائب نهاد المشنوق ان  "جمهور "حزب الله" هم مواطنون لبنانيون يتمتعون بالحقوق والواجبات نفسها التي للبنانيين الآخرين، شرط ان نقرأ كتاباً واحداً، اذ لا مرجعية لنا الا الدستور. اما الذي لا يقبل، فله الحق في الاعتراض السلمي، وليس في امكانهم أخذ المدينة بشوارعها وأرصفتها".

وقال في لقاء مع كوادر منسقيات بيروت في تيار "المستقبل": "نحن أمام صحوة جديدة لاننا كنا في المرحلة السابقة امام حالة من التنازلات، وكنا على خطأ ونحن نعترف اننا كنا على خطأ منذ اتفاق الدوحة، لاننا كنا نعتقد اننا نعمل في اطار الاستقرار، فتبين لنا ان الطرف الآخر يعمل وفق مشروعه وشروطه وليس وفق المصلحة الوطنية".

وختم: "انتهت المرحلة الضبابية، ونحن قادرون على الثبات، وصمودنا اقوى من كل سلاح".

 

بلدية الحدت ترد على كرم بالوثائق: تلة مار أنطونيوس بيعت في عهدكم

النهار/تستمر قضية تلة مار انطونيوس في الحدت موضوعاً اساسياً على جدول اهتمامات اهالي البلدة وجوارها، وبلغت الحملة الاعلامية المعارضة لبيع الاراضي والعقارات عموماً في المنطقة مستوى غير مسبوق مع رفع لافتات وتوزيع ملصقات ترفض بيع الاراضي والعقارات وما تتسبب به من تأثير على العيش المشترك .

وفيما اعلن الرئيس السابق لبلدية الحدت انطوان كرم، ان تلة مار انطونيوس بيعت في 20 تموز 2010 اي بعد شهرين من تولي المجلس البلدي الجديد مهماته وليس في عهده، حصلت "النهار" على نسخ من بعض عقود البيع الاصلية، تظهر في شكل حاسم ان عملية البيع تمت بموجب وكالات خاصة غير قابلة للعزل مسجلة لدى دائرة الكاتب العدل في برج البراجنة محمد حمادة بتاريخ 24 آذار 2010 اي خلال رئاسة كرم لبلدية الحدت. وتحمل هذه الوكالات الخاصة الارقام 3395 /2010 ، و 3386/2010، و 3382/2010، و 422/2010 ، و 3384 / 2010، و3391/2010 ، و3388/2010 ، وجميع هذه الوكالات مسجلة لدى امانة السجل العقاري. كما تظهر الوثائق ان تاريخ 20 تموز 2010 هو تاريخ تسجيل هذه العقود في امانة السجل العقاري.

وجاءنا من رئيس بلدية الحدت – سبنيه – حارة البطم جورج ادوار عون التوضيح الآتي:

"تصويبا لما جاء في الرد الصادر عن رئيس بلدية الحدت السابق الدكتور انطوان كرم، حول التاريخ الصحيح لعملية بيع العقارات التي تشكل "تلة مار انطونيوس – الحدت" وزعمه ان البيع حصل بعد الانتخابات البلدية الاخيرة التي جرت في شهر ايار 2010 وتحديدا في 20 تموز 2010، يهمني التأكيد ان البيع تم بموجب وكالات غير قابلة للعزل مؤرخة 24 آذار 2010 ومسجلة لدى الكاتب العدل في برج البراجنة الاستاذ محمد حمادة، كما هو مبين في عقود البيع الرسمية والمسجلة لدى امانة السجل العقاري، وهو ما يدحض اي زعم او ادعاء مخالف ويضع حدا لاية محاولة لتضليل الرأي العام.

اما تاريخ 20 تموز 2010، فهو تاريخ اقدام امين السجل العقاري في بعبدا ماجد عويدات، على تسجيل العقارات على اسم المشترين من دون ضم افادة محتويات صادرة اصولا عن البلدية، مرتكبا بذلك مخالفة قانونية استلزمت توجيه انذار اليه تم ابلاغ نسخة عنه الى مدير الشؤون العقارية في وزارة المال بشارة قرقفي.

توخيا للدقة والحقيقة وقطعا لمحاولة الترويج للشائعات على انها حقائق ووقائع، نعلن كامل استعدادنا لابراز المستندات والوثائق الرسمية التي تثبت ما نؤكده ونصر عليه".

 

درسان في الوقت الضائع!

النهار/سمير منصور     

في زمن القحط وتراجع مستوى الخطاب السياسي وترهل المؤسسات والجدل البيزنطي الدائر منذ زمن، لعل من المفيد التوقف عند واقعتين: الاولى، الزيارة التفقدية التي قام بها قبل يومين سفير بلجيكا في لبنان يوهان فيركامن لبلدات حدودية في منطقتي النبطية ومرجعيون لمناسبة "اليوم العالمي للوقاية من أخطار الألغام والقنابل العنقودية"، والتي تفوق في أهميتها أكبر كمية من الخطب الرنانة والتصريحات العنترية للمسؤولين والسياسيين أو متعاطي السياسة ولاسيما أولئك الذين يزايدون على الجميع من دون استثناء، حتى على ضحايا هذه الالغام والقنابل! ولم يشأ السفير أن تكون جولته اعلامية – استعراضية بل أعطاها معنى ومضموناً، إذ تولّى بنفسه تفجير كمية من الألغام في حقل يقع في خراج بلدة ميس الجبل، وقد أعطى درساً للساسة اللبنانيين، مسؤولين ووزراء ونواباً، في دعم صمود الاهالي في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية ومخلفاتها، وهذا ينطبق بالطبع على ممثلي المناطق الانتخابية في الجنوب قبل غيرهم، ويسري بالتأكيد على الجميع، ولاسيما من يبالغون في المزايدة.

وخلال زيارة لـ"المركز الاقليمي اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام والقنابل العنقودية" التابع للجيش اللبناني في ثكنة عصام شمعون في النبطية، أعلن السفير تقديم بلاده هبة مالية بقيمة مليون أورو لتعزيز قدرات المركز. ولم يكتفِ بإلقاء خطاب، بل أعطى درساً لكل من يهمه الامر، محلياً وعربياً واقليمياً ودولياً، وقد سجل لبلاده الاهتمام الأبرز بعد اهتمام مماثل برزت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال. ومن حسن الحظ أن موكب السفير والوفد المرافق لم يتعرض لاعتداء أو لجريمة خطف في طريق الذهاب والإياب، كما حصل في منطقة البقاع مع الدراجين الاستونيين السبعة السيئي الحظ من دون مواكبة أمنية، ولا يزال مصيرهم مجهولاً منذ نحو عشرين يوماً!

وأما "الواقعة" الثانية، فكانت من خلال خبر ورد من لندن أمس ويشكل درساً للحكام والمسؤولين وكبار القوم في لبنان والعالم العربي وسائر العالم، وهو أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اختار للسفر الى اسبانيا مع زوجته في رحلة عائلية خطوط "رايانير" الشعبية التي لا تقدم حتى أبسط الخدمات في رحلاتها، وحلاّ في "فندق عادي متوسط الكلفة" وفق المتحدث باسم 10 داوننغ ستريت، مع الاشارة الى أن الرحلة بالطائرة من لندن الى ملقا في اسبانيا على الخطوط المذكورة تكلف 152 جنيهاً استرلينياً (245 دولاراً) للشخص الواحد. وقد اعتمد رئيس وزراء بريطانيا التقشف في رحلته وعدم اظهار البذخ احتراماً لمشاعر شعبه "في وقت تعاني الأمة خفضاً مؤلماً في الإنفاق على الخدمات العامة"! وقد أُرفق الخبر بصورة لكاميرون وزوجته وهما ينتظران موعد إقلاع الطائرة في صالة الركاب في المطار كسائر خلق الله، وأخرى لهما يتنزهان في شوارع غرناطة بلباس بسيط، بعيداً من مظاهر البهرجة والمواكبة الأمنية وإزعاج الناس. إنه بالفعل درس حقيقي، ولاسيما في الدول التي تشهد انتفاضات وثورات شعبية.

مثلان غربيان في الوقت الضائع، وفي انتظار حل العقد ومشاكل الحصص عند أصحاب الشروط تمهيداً للافراج عن الحكومة في لبنان، وجديدها بداية انفراج وحل مشكلة وزارة الداخلية على ألا تكون "من حصة" رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ولا "من حصة" الوزير الحالي زياد بارود، على أن يختار رئيس الجمهورية "اسماً مقبولاً من الجميع" وفق مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة، وهي تتوقع أن يتصاعد الدخان الابيض خلال الايام القليلة المقبلة "إذا استمرت الاجواء في المنحى الايجابي ولم يطرأ جديد"!

 

قتيلة برصاصة طائشة في برج البراجنة

النهار/افادت الوكالة الوطنية للاعلام مساء امس، انه قرابة الساعة التاسعة والنصف من مساء امس، نقلت المواطنة سعاد عبدالله بشير (47 عاما)، الى مستشفى الرسول الاعظم بعد اصابتها برصاصة طائشة في شارع عثمان في برج البراجنة. وعند الساعة العاشرة والربع فارقت الحياة اثر نزيف صاعق في رأسها. واشارت معلومات صحفية ان الرصاصة الطائشة جاءت في سياق اطلاق نار ابتهاجاً بالاطلالة التلفزيونية للسيد حسن نصرالله.

 

مرشد الجمهورية اللبنانية يصدر إرشاداته

حسان القطب/على قاعدة (انصر أخاك ظالماً كان أم مظلوماً) ظهر مرشد الجمهورية اللبنانية حسن نصرالله، في خطابه الأخير مدافعاً عن مواقف نبيه بري غير المؤيدة لقيادته ولا حتى لحزبه، التي نشرتها إحدى الصحف اللبنانية نقلاً عن وثائق ويكيليكس المسربة، فالتمس له الأعذار واعتبره أستاذاً في علم السياسة وكذا في العلم العسكري، ولكن إطالة أمد الدفاع ومضمونه يؤكد مدى عمق الضرر الذي أصاب مصداقية العلاقة، وحسن ترابطها، والثقة التي اهتزت بين جمهور الفريقين المتنافسين. وهو حين دافع عن نبيه بري ومواقفه، تحت باب وعنوان حرية الحركة السياسية للرئيس بري في محاورة الأميركيين والمجتمع الدولي إبان حرب تموز/يوليو، معتبراً أن أداء بري ومضمون كلامه كان من أساليب الحكمة السياسية التي يتمتع بها بري دون سواه من السياسيين اللبنانيين، يكون نصرالله بموقفه هذا قد اعترف بصحة هذه المعلومات وما ورد في مضمون هذه التقارير والوثائق. ولكنه في الوقت عينه وفي نفس الخطاب كان قد هاجم قوى الرابع عشر من آذار/مارس، لمواقفها غير المؤيدة لحزب الله وله شخصياً، التي وردت في نفس الوثائق والتقارير، واعتبر كلام بعض رموزها ضرباً من الكيدية والخيانة للمقاومة وجمهورها، ولم يعتبر كلام هذه الرموز تكتيكاً سياسياً أو حتى انه لم يجد مبرراً يعفيها من جريمة إصدار هذا الكلام، كما فعل بحق بري.. رغم أن نصر الله نفسه كان وفي معرض خطابٍ له إبان حرب تموز/يوليو قد ناشد كل من يحب لبنان وشعبه أن لا يرسل مساعدات بل أن يسعى لتحقيق وقف إطلاق النار رحمةً بالشعب اللبناني الذي يعاني من حرب إبادة..

كذلك أعطى نصرالله لنفسه ولفريقه حق التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية وغير العربية، باعتباره لا يمثل موقع سلطة لبنانية رسمية، بل هو قائد حزب وجمهور ومرشد سياسي أعلى لا صاحب قرار رسمي.. ونفى هذا الحق بل منعه عن رئيس مجلس الوزراء دولة الرئيس سعدالدين الحريري، وسواه من السياسيين اللبنانيين لأنهم يتبوءون مواقع رسمية..هذا الموقف شبيه جداً بما سبق وجرى ولا يزال يجري في إيران، حيث يتم التمييز بين أقوال وأفعال احمدي نجاد باعتباره رئيساً للجمهورية، ويمثل سلطة رسمية، وما يقوله (خامنئي) باعتباره مرشداً أعلى.. وإن صح هذا القول في إيران الدولة الشمولية، فإنه لا ولن يتحقق في لبنان بلد التعددية والديمقراطية والحرية..!!

حنكة الرئيس بري السياسية التي تحدث عنها نصرالله في مقدمة خطابه، كشفها عنه عندما تحدث عن مشكلة اللبنانيين المغتربين في دولة ساحل العاج، الذين يعانون الخوف والقتل والرعب وخسارة أرزاقهم وجني عمرهم، بسبب سياسة وزارة الخارجية اللبنانية التي يمسك بها بري كما يمسك بحركته (أمل) وأشار نصرالله إلى دور حركة أمل في الاهتمام بشؤون مغتربي ساحل العاج، وطالب لهم بتعويضات من الدولة اللبنانية، في محاولة لنقل هموم هذه الجالية المظلومة إلى الداخل اللبناني، وإخفاء حقيقة أن سياسة غير موضوعية اتبعها وزير الخارجية اللبنانية، بتوجيهات غير صادرة عن مجلس الوزراء مجتمعاً ولا عن رئيسه منفرداً وهذا ما لم يلحظه ولم يشر إليه نصرالله، لكنه في الموضوع الإيراني، أكد أنه يجب على رئيس مجلس الوزراء عدم الإشارة لدور إيران السلبي في البحرين وسوريا واليمن والسعودية والكويت ولبنان طبعاً لأنها تدعم حزب الله وحركة أمل، دون موافقة مجلس الوزراء، في حين أن وزيراً يتخذ قراراً يهدد مصير بل بالأحرى أضر بمصالح مئة ألف مواطن لبناني موجودين في ساحل العاج، فلا بأس لأنه من رعايانا ولا يجب مساءلته، ولا تجب محاسبته، باعتباره يخضع لمرجعية بالغة الذكاء والحنكة.. بل بالأحرى (أستاذاً) كما أشار نصرالله.. ودفاع نصرالله عن بري والوزير علي الشامي ربما كان سببه حاجة نصرالله لمن يدافع عنه أو أن لا يشير من قريب أو بعيد من محيطه ومحيط جمهوره وطائفته التي بدأت تعاني من سياسات حزب الله وحركة أمل ليس في لبنان فقط بل في العالم أجمع..عن دور حزب الله في الأزمة البحرينية، والخطر الذي أصبح يتهدد استمرار واستقرار المغتربين اللبنانيين في هذا الوطن العربي الذي يتعرض لضغوط إيرانية مباشرة وعبر إعلام حزب الله المتواجد في لبنان إلى جانب قناة العالم الإيرانية، وبإمكان أي مواطن لبناني أو عربي أن يتابع التغطية المباشرة والأسلوب التحريضي الذي يمارسه تلفزيون المنار وإعلام حزب الله بحق مملكة البحرين وسلطتها، رغم أن هذا الإعلام نفسه يتجاهل ما يجري في إيران من قمع دموي ظالم وحاقد للأقليات والأحزاب، وما يجري في سوريا من سفكٍ لدماء مواطنين أبرياء عزل، جريمتهم أنهم يطالبون بحريتهم السياسية والإعلامية، وبحقهم في محاربة الفساد والرشوة والسلطة الفاسدة، وبضرورة تحرير الأراضي المحتلة في الجولان المغتصب منذ أكثر من أربعين عاماً. وبضرورة احترام حق تداول السلطة الذي حدثنا عنه أستاذ السياسة (بري)، ومرشد الجمهورية (نصرالله).. في خطابات ولقاءات سابقة..

يبدو أن مفهوم الدولة لدى حزب الله هو ما أشار إليه نعيم قاسم حين قال: (إن حزب الله رفع شعار المقاومة والدولة وهو شعار التوأمة الذي تحققت من خلاله انجازات كبيرة)..

- هذه التوأمة المفاجئة لنا جميعاً قد أطاحت بنظرية المثلث الذهبي، وهو (الشعب، الدولة، والمقاومة) فيصبح الشعب فيما أشار إليه قاسم وجوداً مكملاً فقط ليدفع ضريبة الدم، عند كل استحقاق يرى مرشد الجمهورية ضرورة خوضه، مستنداً إلى سلطته العليا..

- والتوأمة معناها أيضاً التمازج بين كيان الدولة بكل أطيافها ومؤسساتها ومكوناتها البشرية لتكون في خدمة ما يطلق عليه (المقاومة)، لأن حزب الله امتزج بالدولة وانخرط في مؤسساتها، في حين أن الدولة اللبنانية ومكوناتها ومؤسساتها لم تنخرط بل ولا تعرف عن مؤسسات حزب الله شيئاً، فالامتزاج والتمازج، بل بالأحرى الاختراق، هو ما قد حصل، ولكن من جهة واحدة يطلق عليها جزافاً (المقاومة) وهي التي هي تمثل فقط، مكوناً لبنانياً واحداً، وليس كل اللبنانيين، وسلاحاً تمسك به طائفة واحدة دون سائر الطوائف، وتملك سياساتها الخارجية الخاصة، وهذا ما أشار إليه نصرالله في خطابه الأخير، وكذلك مؤسساتها الاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي دورها بقوة، وعندما يتحدث نصرالله عن الدعم الإيراني لا نعرف عن أي دعم يتحدث لأنه يأتي مباشرةً لحزبه ومن يتبعه، وليس لمؤسسات الدولة، إضافةً إلى المؤسسات السياسية أيضاً، حيث يزورها كل الوافدين الرسميين القادمين من الخارج للوقوف على رأيها وقراءة أفكارها.

-هذا التمازج أثمر، حيث أن لبنان دون سائر الدول لديه وزيري خارجية، علي الشامي وزير الخارجية اللبناني، وهو يمثل حركة أمل في مجلس الوزراء، وعمار الموسوي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله، وحسن عزالدين مسؤول العلاقات العربية في حزب الله، أو ما يطلق عليه نائب وزير الخارجية للشؤون العربية في الدول الأخرى..

مشكلة حزب الله ونبيه بري أنهما قد ادخلا لبنان في متاهات سياسية وصراعات إقليمية ودولية تتجاوز حجم هذا البلد الصغير وقدراته والسبب الأساس لإنشاء وتأسيس هذا الكيان، وهذه السياسات قد بدأت تؤثر سلباً على جمهور المغتربين اللبنانيين جميعاً ودون استثناء، في الدول العربية أو سواها من دول العالم، بعد ما تعرض له اللبنانيون في ساحل العاج، إضافةً إلى ما تردد عن الطلب من اللبنانيين مغادرة دولة البحرين، بسبب مواقف حزب الله وإعلام حزب الله، قامت الولايات المتحدة بإلغاء تأشيرات دخول للعديد من التجار اللبنانيين ومن مختلف الطوائف دون سبب واضح، ولكن القرار لا شك سيؤثر سلباً على مصالح اللبنانيين في لبنان وخارجه. واللبناني الذي كان يجد في دول الاغتراب ملاذاً آمناً لبناء مستقبل واعد يخدم فيه أسرته وأهله في بلاد الاغتراب ووطنه لبنان..جعلته سياسات حزب الله ونبيه بري محط ملاحقه، واضطهاد، وشك وتشكيك، وحتى حرمانه من متابعة عمله في هذه الدولة أو تلك.. وسياسة التعمية أو اتهام هذا المسؤول أو ذاك بالتقصير لن تجدي نفعاً لأن الضرر لا شك قد وقع وعدم ثقة المجتمع الدولي ومحيطنا العربي بالمواطن اللبناني قد أخذت تتسع وتتعمق، بسبب هذه السياسات

فكيف سيخرج لبنان والمواطن اللبناني من هذه الأزمة، لا يكفي إتباع سياسة الاتهام بحق الآخرين، ولا يكفي إبقاء وتفعيل المشاعر لدى هذا الجمهور بالمظلومية التاريخية والاستهداف المستمر، ومواجهة المؤامرات المحلية والدولية، لا بد من السعي الحثيث للخروج من هذه الأزمة التي تصيب شرائح واسعة من المواطنين اللبنانيين في الداخل والخارج، ولا بد من وضع آلية جدية لمعالجة هذا الواقع المرير، وهذا السؤال نضعه برسم نبيه بري وحسن نصرالله، وكل من موقعه، وبحجم مسؤوليته المباشرة وغير المباشرة عما جرى وحدث، سواء كان أستاذاً أو مرشداً..

 

النص الكامل لكلمة السيد نصر الله في الاحتفال التضامني مع الشعوب العربية

المنار/كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الاحتفال التضامني مع الشعوب العربية الذي أقامه حزب الله في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا شفيع ذنوبنا وحبيب قلوبنا ابي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السادة العلماء، السادة النواب، الإخوة  والأخوات السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

اجتماعنا اليوم هو للتعبير عن تضامننا ووقوفنا إلى جانب شعوبنا العربية وثوراتها وانتفاضاتها وتضحياتها، بالخصوص في كل من تونس، وبدأنا زمنيا ومصر والبحرين وليبيا واليمن.

هذا التضامن قيمته بالدرجة الأولى قيمة معنوية وسياسية وأخلاقية، وتأثيراته بالدرجة الأولى هي تأثيرات معنوية، لأن الأصل فيما يجري اليوم وما يمكن أن يؤدي إلى حسم مصير انتفاضة هنا وثورة هناك، مواجهة هنا ومقاومة هناك، الأصل هو ثبات الشعوب وصمودها ومقاومتها، وهذا يرتبط بالدرجة الأولى بإيمانها وبمعنوياتها وبروحيتها العالية.

أنا وانتم نذكر جيّداً في حرب تموز، في الأيام القاسية التي نشتمّ فضائحها في هذه الأيام في ويكيليكس، في تلك الأيام تذكرون جيّداً أن أي كلام في أي مكان في العالم، أي احتفال، أي تظاهرة، أي اعتصام، أي تجمّع، أي خطاب، أي بيان، أي تصريح كانت له آثار طيبة وجيّدة على معنويات المقاومة والصامدين والمهجّرين والمقاتلين. وهكذا الحال بالنسبة للشعوب الثائرة في مثل هذا اليوم.

نحن هنا اليوم لنقول لهم: نحن معكم، ندعمكم، نؤيدكم، نشد على أيديكم، نفرح لفرحكم ونحزن لحزنكم، ندعو لكم بالنصر، ونعرض أنفسنا لنقول: نحن حاضرون لنمدّ يد العون والمساعدة في كل ما قد تقتضيه مصلحتكم ومصلحتنا وقدراتنا وإمكاناتنا أن نكون إلى جانبكم.

سأتحدث أيها الإخوة في الوقت المتاح عن عناوين متعددة وعن مجموعة عناوين مشتركة بين هذه الشعوب، كلمة حول كل دولة بإيجاز شديد وسأتوقف قليلاً عند موضوع البحرين نتيجة الإشكالية الطائفية بالموضوع الخاص والتعقيد الخاص القائم هناك، المسؤوليات والمبادرات المطلوبة، ثم أترك بعض الوقت للحديث عن مستجدات الوضع اللبناني الأخيرة التي لابد من أن  أتطرق إليها.

أولاً: يجب التأكيد على أن هذه الثورات هي إرادة ذاتية للشعوب.

أي اتهام يحاول أن يقول إن أمريكا هي التي تصنع هذه الثورات، هي التي تديرها وهي التي حركتها وأطلقتها هذا اتهام ظالم لهذه الشعوب وكلام غير صحيح.خصوصاً  وإذا تحدثنا عن هذه الأنظمة الخمسة ونحن نتحدث عن أنظمة حليفة لأمريكا، أنظمة تابعة لأمريكا، أنظمة منسجمة مع أمريكا، أنظمة قدمت وتقدم خدمات للمشروع الأمريكي، أنظمة لا تشكل أي تهديد للسياسة الأمريكية التي هي إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، فهل يعقل أن الإدارة الأمريكية تأتي إلى أنظمة تابعة حليفة مطيعة منسجمة خاضعة وتنقدها وتطلق في مواجهتها ثورات شعبية؟

هذا أمر غير منطقي وخصوصاً أن أمريكا تعلم علم اليقين من خلال استطلاعات الرأي والدراسات والمعلومات العلنية والإستخبارية أن وعي هذه الشعوب وبصيرة هذه الشعوب باتت على درجة عالية من الوضوح وموقف هذه الشعوب من الإدارة الأمريكية والسياسة الأمريكية ومن وجود إسرائيل في أعلى درجات الالتزام والوعي والثبات، فكيف يمكن للإدارة الأمريكية أن تطلق ثورات شعوب واعية وذات بصيرة ووضوح في الرؤية وذات عزم من هذا النوع وهي لا تعرف ما هي النتائج التي ستتمخض عنها هذه الثورات والبدائل التي ستنتجها هذه الشعوب على مستوى الحكومات وعلى مستوى الأنظمة. إذاً هذا اتهام ظالم لا أساس له من الصحة.

نعم لو كنا نتحدث عن نظام ممانع، نظام مقاوم، نظام خارج إرادة الولايات المتحدة الأمريكية  والمشروع الأمريكي، نظام يقف في وجه إسرائيل ويتحدى إسرائيل، ثم تحصل حركات احتجاج في وجه هذا النظام يمكن لنا ويحق لنا أن نتساءل ـ ولا نريد أن نحكم مسبقاً ـ أنه إذا قيل بأن هناك من يريد يحرض أو يعمل لإسقاط النظام يكون الكلام قابلاً للنقاش، أما أنظمة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية ثم يأتي البعض ليقول لنا هذه ثورات أمريكية؟ هذا غير مقبول، وكذلك سخافة اتهام القاعدة بالثورة الليبية وسخافة اتهام إيران بقيام الشعب في البحرين.

ثانياً: أنا سأختصر بالعناوين والكلام كثير. هذه ثورات شعبية حقيقية منطلقة من الناس، من الشباب بالدرجة الأولى، من الرجال، من النساء، الصغار، الكبار، لحقت بها النخب، لحقت بها القوى السياسية، وهي تعتبر وتنطلق من إيمان ووعي وغضب وحماسة والأهم من ذلك من استعداد عالٍ للتضحية والفداء وهذا ما لا يجوز أن تغفل عنه هذه الأنظمة التي تواجه هذه الشعوب.

شاهدنا بأم العين في التلفزيونات شباباً يفتحون صدورهم أمام البنادق ويقولون لهم أطلقوا علينا النار، وتطلق عليهم النار. شاهدنا هذا في تونس، في مصر، في اليمن والبحرين، في ليبيا. ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يأتي بعد ذلك شباب آخرون ويفتحون صدورهم أمام الرصاص وأمام البنادق.

هذا ماذا يعني؟ هذا مؤشر كبير جداً وعظيم جداً. هذا يعني أن القتل والترهيب والمجازر عجزت عن إخراج الناس من الساحات ومن ميادين المواجهة وهناك سنّة إلهية، سنّة تاريخية، سنة طبيعية حاكمة في التاريخ والمجتمع وهي:

عندما يحضر شعب بهذا المستوى من العزم، بهذا المستوى من الإيمان والوعي، بهذا المستوى من الاستعداد  للتضحية وبهذا المستوى من الاستعداد للصبر على الدماء، على الشهداء، على الجراح، على دمار المنازل، هذا شعب لا يمكن أن تلحق به الهزيمة ولا يمكن أن يهزمه أحد، لا أمريكا ولا إسرائيل ولا أنظمة الطغاة في أي مكان من العالم.

هذه سنة إلَهية، هذا قانون إلهي طبيعي، ولذلك قد تكثر التضحيات، لكن مع الثبات والصمود والإصرار والعزم يكون الانتصار في نهاية المطاف. هذا ما تؤكد عليه تاريخ الثورات والانتفاضات الشعبية وحركات المقاومة في الحاضر وفي الماضي، وهنا عنصر القوة الأساسي التي نجده اليوم في هذه الشعوب الثائرة.

وبالتالي نداؤنا من لبنان المقاومة المحررة عام 2000 والمنتصرة في تموز 2006 لهذه الشعوب أن الخيار الوحيد والمتاح أمامكم والمطلوب  منكم هو أن تثبتوا وأن تصمدوا وأن تصبروا وأن تصابروا وأن تكونوا على ثقة من نصر الله سبحانه وتعالى وعونه لكم إن صبرتم وثبتم وبقيتم في ساحات المواجهة والجهاد.

ثالثا: في رد فعل هذه الأنظمة.. ماذا كان رد فعل هذه الأنظمة على ثورات شعبية محقة، مطالبها محقة وذاتية الانطلاقة والإرادة؟

بدل أن تبادر هذه الأنظمة إلى حوار صادق، إلى إجراء إصلاحات حقيقية جدية بدون مناورات ونفاق وبدل أن تبادر إلى الدخول في حوار صادق مع ممثلين عن هذه الثورات والانتفاضات، بادرت إلى القمع، إلى القتل، إلى الاضطهاد، إلى الاتهام، إلى الإهانة والإذلال. قيل عن هؤلاء الشرفاء في كل الساحات والميادين، كيلت لهم الشتائم، قيل عنهم فئران وجرذان وحبوب هلوسة وطائفيين واتهموا في مكان ما بالقاعدة وفي مكان ما بالعمالة لأمريكا وما شاكل.

هذا عقّد الأمور في كل هذه البلدان، عطّل أي إمكانية للحوار وبالتالي رفع من سقف مطالبات هذه الشعوب ومن توقعات هذه الشعوب. عندما تعظم التضحيات، يكثر عدد الشهداء والجرحى تصبح الأمور أصعب ويصبح القبول بأسقف معينة صعباً ومتعذراً على هذه الشعوب وعلى قياداتها  التي أفرزتها الميادين. لكن في كل الأحوال تحقق انتصار كبير في كل من مصر وتونس، فيما دفع النظام الليبي ليبيا إلى حرب  داخلية قاسية ووضع كل من النظام اليمني والنظام في البحرين  شعبيهما على حافة الحرب الأهلية. ولولا إصرار كلا الشعبين البحريني واليمني على سلمية التحرك في اليمن وفي البحرين لكنا اليوم أمام حرب أهلية دامية وبائسة في هذين البلدين بسبب أداء هذه الأنظمة.

رابعا: من ما يجب التوقف عنده هو  الأداء الأميركي والغربي المكشوف والمنافق في كل هذه الأحداث الجارية منذ أشهر في منطقتنا العربية، حيث يمكن ببساطة أن نكتشف أو أن نفهم السياسات المتبعة حالياً من قبل الأميركيين فيما يتعلق بهذه التحركات والثورات على الشكل التالي:

حيث يمكن الحفاظ على النظام التابع لهم مع إجراء بعض الإصلاحات الشكلية فليكن.

ثانياً: حيث يمكن إعطاء الفرصة للنظام التابع لهم ليحسم المعركة مع شعبه ولكن ضمن مهلة زمنية قصيرة ودون تداعيات خطيرة في الداخل فليفعل.

ثالثاً: حيث يبدو أن المعركة ستكون مكلفة وخسارتها كبيرة على مصالح الأميركيين تأتي الإدارة الأميركية لتضع الحكام جانباً وتطلب منهم الرحيل وتعمل على تخفيف الخسائر ما أمكن على أمل إرضاء الشعوب أو خداع الشعوب وإعادتها إلى المنازل دون تحقيق الأهداف المعلنة للثورة.

مع كل هذه السيناريوهات تحاول الإدارة الأميركية أن تظهر بمظهر المدافع عن الشعوب، عن الحقوق المدنية، عن الحريات، عن التغيير، عن الإصلاح.

المطلوب اليوم، نداؤنا في هذا اليوم ألا ينطلي هذا الخداع على أحد في عالمنا العربي والإسلامي، وهو لم ينطلِ (على أحد) بالتأكيد، لأن الشعوب باتت تمتلك وعياً وبصيرة راقية وعالية تجاه السياسات الأميركية، وشعوبنا تعرف أولاً أن هذه الأنظمة بالذات هي صنيعة أميركا وهي بحماية أميركا منذ عشرات السنين وتم تسليحها وتقويتها وصنع جبروتها على شعوبها من قبل أميركا، وبالتالي فالإدارة الأميركية شريكة في جرائم هذه الأنظمة وفي كل ما ارتكبته بحق شعوبها خلال كل السنوات الماضية.

وثانياً لأن أي كلام أميركي عن حماية شعوب منطقتنا واحترام الحقوق المشروعة والحقوق المدنية وإدانة القمع والترهيب يبقى ساقطاً وبلا مصداقية نتيجة السياسة الأميركية الدائمة والمعلنة تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم. قبل أيام قليلة وضعت الإدارة الأميركية "فيتو" على قرار منع الاستيطان في مجلس الأمن الدولي. في فلسطين شعب يقتل، يقصف، تدمر منازله وأشجاره وحقوله، يهجر ولديه11 ألف معتقل، القدس تتعرض فيها المقدسات الإسلامية والمسيحية للتهديد والخطر، والأميركيون يدافعون عن القاتل وعن المجرم وعن المعتدي وعن ساحق العظام وعن الذي يقصف بيوت المدنيين في غزة بسلاح الجو. طالما أن السياسة الأميركية تجاه فلسطين وشعب فلسطين هي هكذا فكل كلام أميركي عن خلفية صادقة ومخلصة في الدفاع عن حقوق شعب مصر أو تونس أو ليبيا أو اليمن أو البحرين أو غيرهم هو كلام منافق. هناك خلفيات أخرى للتدخل الأميركي من أجل تحسين الصورة، من أجل إدارة الأزمة، من أجل ضمان مجيء بدائل مناسبة للمشروع الأميركي حيث تسقط الأنظمة التابعة أو طمعاً في حقول النفط من أن تذهب إلى أيدي وطنية وصادقة ومخلصة. هذه هي خلفية التدخل الأميركي وليس لأن الخلفية أن إدارة أوباما هي إدارة مختلفة وأنها تريد أن تدافع عن الشعوب، لا، أنا أقول للشعوب العربية فلتبقَ عيونكم باتجاه فلسطين، طالما أن هذه الإدارة الأميركية تدعم إسرائيل في سحقها لشعب فلسطين واعتدائها على شعوب المنطقة فهي كاذبة في كل ادعاءاتها حول حقوق الإنسان والديمقراطية.

يمكن أن نعيد النظر في الإدارة الأميركية عندما نجد تحولاً جذرياً في سياسات الولايات المتحدة الأميركية تجاه فلسطين وما يجري في فلسطين وشعب فلسطين، ولذلك يجب الحذر من السياسات الأميركية واللعب الأميركي على مصادرة هذه الثورات ودماء شهدائها والمحاولات الدؤوبة لتحريف مسار الثورات الشعبية ودفع الأمور في أكثر من بلد إلى تقسيم هنا ـ وهذه مخاطر جدية ـ إلى تقسيم بعض البلدان العربية هنا، وحرب أهلية مفتوحة هناك وهذا ما يخدم المشاريع الأميركية البديلة لمنطقتنا.

رابعا: أدخل على المقطع الثاني، في تونس ومصر تحقق الانتصار ورحل الطغاة بفعل عوامل عديدة لا أريد أن أستقرئها ولكن من أهمها:

ثبات شعبي تونس ومصر وتضحياتهم الكبيرة رغم مئات الشهداء وآلاف الجرحى.

حياد المؤسسة العسكرية أيّاً تكن أسباب الحياد.

الخواء الشعبي للنظام ـ وهذا مهم جداً ـ بحيث أن نظام زين العابدين بن علي ونظام حسني مبارك لم يجد شعباً ليدافع عنه، لم يجد تظاهرة شعبية حقيقية لتدافع عنه وتتبناه ولذلك لجأوا إلى "البلطجية" واستأجروا الجمال والبغال للاعتداء على الملايين المحتشدة في الميادين، وكان الانتصار.

البعض ظن ممن يدير مواجهة هذه الشعوب في تونس ومصر أن الشعبين التونسي والمصري سيرضيان برحيل الحاكم وأسرته، وبالتالي إذا زين العابدين حمل ليلى طرابلسي ومشي وحسني مبارك حمل سوزان ومشي فالعالم ستمشي على بيوتها، وبالتالي الباقي يبقى كما كان، وهذا ما كانت تراهن عليه أميركا في سعيه لتخفيف الخسائر.

(ملاحظة) "قبل قليل أعطوني الأخوان ورقة، قالوا هناك تشويش هائل جداً جداً على كل الفضائيات ولا أدري إذا كان هذا صحيحاً أو غير صحيح، هذا دليل ضعف، إذا كان الإنسان يخاف من الكلمة، وخصوصاً من لبنان، هذه الكلمة ولبنان لا خمسين مليون ولا مئة مليون ولا عندنا نفط، وان شاء الله سيصبح عندنا نفط".

فوجئوا أن هذه الشعوب لم تذهب إلى بيوتها وإنما ما زالت تطالب بإسقاط الحكومات المسماة انتقالية وأسقطتها، تطالب بحل البرلمانات المزيفة وتم حلها، تطالب بإلغاء أجهزة الأمن القمعية والبوليسية وتم إلغاؤها، تطالب وتطالب وما زالت تطالب وهذا هو أملنا الكبير بالشعبين التونسي والمصري اللذين ندعوهما إلى التوحد والانسجام وخصوصاً في الخيارات الكبرى لأن الانقسام قد يؤدي ـ لا سمح الله ـ إلى ثورة مضادة أو إلى إعادة إنتاج الأحزاب الحاكمة أو الأنظمة الحاكمة أو المجموعات الحاكمة ، خصوصاً في مصر، بما لمصر من تأثير كبير في العالم العربي وعلى قضية المقاومة وفلسطين والصراع العربي الإسرائيلي.

إخواننا وأخواتنا في مصر يجب أن يعرفوا أنهم محط آمالنا جميعاً وأن موقعهم وموقفهم تتعدى تأثيراته حدود مصر لتصل إلى كل العالم العربي والإسلامي.

في ليبيا قام الناس كما قاموا في تونس ومصر. مجموعة شباب انطلقوا في بنغازي، تمت مواجهتهم بالرصاص وبالقتل واندفع الناس ليحتضنوهم وانتقلت الثورة من مدينة إلى مدينة، مظاهرات وعصيان مدني، وتم الرد على المظاهرات والعصيان المدني بالرصاص والطائرات والدبابات، وفرض على الثورة الشعبية السلمية والمدنية، فرض عليها الحرب. ما يجري في ليبيا هو حرب فرضها النظام على شعب كان يطالب بالتغيير دون استخدام السلاح وبالتالي أصبح هذا الشعب أمام خيار الدفاع عن نفسه، وهو ليس تنظيماً، وهو ليس تنظيماً مسلحاً، وكثير منه لا يمتلك أي خبرة عسكرية بل لا يمتلك السلاح الكافي، وبدأت الحرب المفروضة على هذا الشعب الليبي في الغرب وفي الشرق، وشاهدنا وإياكم على شاشات التلفزيون طائرات ودبابات ومدافع وراجمات صواريخ الكاتيوشا المصفوفة بما يذكرنا نحن في لبنان باجتياح 1982 وكل الحروب الإسرائيلية، هذا الذي يشنه اليوم نظام القذافي على شعب ليبيا هو نفس شكل الحرب التي كانت تشنها إسرائيل على لبنان وعلى غزة، هذه الجرائم الكبرى المرتكبة من قبل نظام القذافي يجب أن تكون موضع إدانة كل شرفاء العالم من جهة، ومن جهة ثانية يجب على كل من يقدر أن يقدم المساعدة في أي مجال من المجالات لهذا الشعب الثائر أن يقدم له مساعدة لكي يصمدوا ويثبتوا أمام الدمار وأمام المجازر .

إخواننا الثوار في ليبيا، وشعوبنا العربية يجب أن يعرفوا أن أميركا والغرب أعطيا الوقت الكافي للنظام الليبي ليسحق الثورة، كل هذا الوقت، كثرة الكلام والجلسات، لكن الناس صمدوا وثبتوا وقاتلوا وأحرجوا العالم بصمودهم وبثباتهم، لو أن الشعب في ليبيا ثورته انهارت خلال أيام أو خلال أسبوع أو أسبوعين لعاد العالم ليعترف بنظام القذافي ويرتّب أموره معه وليشتري النفط منه بالأسعار المناسبة والمطلوبة، ولعادت أموال القذافي لتدخل إلى جيوب رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء ونواب في الاتحاد الأوروبي ولغير الاتحاد الأوروبي. صمود هؤلاء الثوار هو الذي غيّر المعادلة اليوم.

في الموضوع الليبي كلمة أخيرة أقولها لكم: ليس أمام هؤلاء الثائرين سوى أن يصمدوا وأن يقاتلوا. نحن لدينا خبرة في الحروب، في القتال، في المواجهات، وفي الحرب النفسية أيضاً، وعندما ننظر إلى الوجوه نستطيع أن نعرف هل هذه وجوه خائبة؟ هل هذه وجوه خائفة؟ هل هذه وجوه يائسة؟

أنا شخصياً من خلال تجربتي، كل الوجوه التي نظرت إليها من المجاهدين الثائرين في ليبيا وجدت فيها العنفوان والمعنوية والاستعداد العالي للشهادة والعزم الكبير على عدم التراجع أو الهزيمة وهذا يدعو إلى الأمل، طبعاً بات الوضع اليوم في ليبيا معقداً جداً نظراً للتدخل الدولي الذي بدأ والذي قد يأخذ ليبيا إلى لعبة الأمم، وهذا ما يحتاج إلى وعي الثوار ووطنيتهم التي نثق بها عالياً

كلمة أخيرة أقولها لهم إنه من مقاومة لبنان التي صمدت 33 يوماً ليل نهار وفي سمائها أكثر من مائة طائرة إسرائيلية تقصف في كل المناطق تدمر وتقتل من هذه المقاومة المنتصرة أوجه ألف تحية إلى المجاهدين الليبيين الصامدين اليوم في بنغازي في أجدابيا في طبرق في مصراته في كل مدن ليبيا الصامدة والصابرة.

وما دمنا نتحدث عن ليبيا، تبقى الجريمة الكبرى التي ارتكبها القذافي في حق لبنان والمقاومة في لبنان، بل في حق المقاومة في فلسطين، بل في حق القدس باختطافه واحتجازه للإمام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه، تبقى هذه الجريمة الكبرى حاضرة وموضع إدانة وموضع متابعة من كل الشرفاء وأحباء الإمام الصدر وأبنائه، وأما كلام القذافي الأخير الذي إمتدح فيه لأول مرة الإمام موسى الصدر ثم تحدث عن أن الإمام سافر إلى ليبيا واستشهد بالقضاء الليبي ـ القذافي استشهد بحكم القضاء الليبي ـ هذا الكلام كذبٌ في كذب ونفاقٌ في نفاق، لا يمكن أن يُغيّر من حقيقة الاحتجاز والاختطاف شيئاً، ونحن نعرف مدى قوة تأثير أموال القذافي على الحكومة الإيطالية وحكومة برلسكوني وعلى القضاء الإيطالي. نبقى نتطلع إلى اليوم الذي يمكن فيه تحرير إمام المقاومة من قبضة هذا الطاغية المستبد.

أما في اليمن، وإن كانت أحداث اليمن سابقة على ربيع الثورات، وتراكم الأحداث والصراعات والحروب في اليمن أسبق مما حصل في تونس وفي مصر، لا شك أن هناك تعقيدات كبيرة في اليمن ولكن ما يجري هذه الأيام من قتل للمتظاهرين بالعشرات وإلحاق الجراح بالمئات ومن اضطهاد لهذا الشعب الذي يُطالب أيضاً بحقوقه المشروعة، لا يمكن السكوت عنه على الإطلاق، وبالتالي أيضاً نحن نُحيي صمود الشعب اليمني والمنتفضين في اليمن ونحيي أيضاً التزامهم بسلمية هذا التحرك، رغم أننا نعرف أن اليمن مليئة بالسلاح، يعني أن القبائل في اليمن ليس عندهم فقط كلاشينكوف بل عنده أيضاً آر بي جي ومدافع وعندهم دوشكا وعندهم مضاد للطائرات، ومع ذلك يُعبّرون بوعي شديد عن ضبط أعصابهم وصلابتهم وصمودهم وحرصهم على سلمية التحرك وعدم الانجرار إلى الحرب الأهلية.

يبقى كلمة أخيرة لحكام ليبيا واليمن والبحرين،عندما أنتهي من الكلام عن البحرين، أما عن البحرين، اسمحوا لي أن أتوسع قليلاً نتيجة الإشكالية الخاصة في البحرين. كلنا شاهدنا ما جرى وما يجري في البحرين، وأنا أعتقد من خلال المتابعة التفصيلية والحثيثة لكل ما يجري في المنطقة وفي البحرين أن هناك توجد مظلومية خاصة. البحرين كما تعرفون هي جزيرة صغيرة وشعبه لا يصل تعداده إلى المليون نسمة، وهو شعب مسالم ومظلوم، خرج ليطالب بحقوقه المشروعة بشكل سلمي وحضاري، ورُدّ عليه بالقتل، في اليوم الأول خرج مئات من الشباب ولم يخرج آلاف ولا عشرات الآلاف، وكان يُمكن بسهولة استيعاب هذا الحدث، كان يمكن لدعوة الحوار أن تتم مع عدم إطلاق النار على هؤلاء الشباب، وأن تبدي الحكومة حرصاً ودعوةً للحوار وتقوم بخطوات ترمم الثقة المفقودة مع قوى المعارضة في البحرين، ولكن الذي حصل أنه رُدّ على هذا التحرك الشبابي المتواضع في البداية بالقتل، وتحت القتل تمت الدعوة إلى الحوار، تحت التهديد بالقتل، قيل لهم تعالوا لنتحاور، ولكن الشعب في البحرين واصل مسيرته السلمية، وقابل الرصاص بالورود، وأكد على وحدته الوطنية وعلى إنسانية ووطنية تحركه، وعدم انتساب هذا التحرك إلى أي خلفية إقليمية أو طائفية، ولكن أُستعين عليه بالجيوش وليس بالشرطة أو بالبوليس، فقُتل مَن قُتل وجُرح مَن جُرح وأعتُقل مَن أُعتُقل.

هنا توجد مفارقة أيها الأخوة والأخوات، مفارقة عجيبة غريبة، أن جامعة الدول العربية والحكومات العربية أمام النموذج الليبي هناك شعب يُقتل ويُقصف بالطائرات وبالدبابات وبالكاتيوشا، وأمام مشهد العالم كله جامعة الدول العربية لم تُحرك ساكناً، لم تُرسل جيشاً بمعزل عما إذا كان الليبيون يريدون ذلك أم لا، لم تحرك ساكناً، ولم تُرسل جيشاً ليدافع عن مصراته وعن أجدابيا وعن بنغازي وعن الزاوية وعن ... وعن... وعن...، وهو شعب يُقتل والمدن تدمر، لم يُحرك أي ساكن، في البحرين أرسلت الجيوش لتدافع عن نظام غير مهدد بالسقوط أصلاً ، صحيح أن المتظاهرين كانوا يطرحون شعار إسقاط النظام، لكن أنتم تعرفون أن مظاهرات مسالمة في ظل أنظمة عربية من هذا النوع لا يمكن أن تُسقط نظاماً. النظام في البحرين لم يكن مهدداً بالفعل بالسقوط، والمعارضة في البحرين هي معارضة سلمية بحتة، لم تكسر زجاجاً ولم تحرق سيارةً ولم تعتدِ على ممتلكات عامة، ويُستعان عليها بالجيوش العربية.

هذه مفارقة عجيبة وغريبة، داهموا حتى المستشفيات واعتدوا على الجرحى. سمعنا أن بعض قادة المعارضة المعتقلين دُمرت بيوتهم، وبالمناسبة هذه الطريقة إسرائيلية، هذه طريقة إسرائيل، عندما يعتقلون أحداً في فلسطين من إخواننا الفلسطينيين المجاهدين يهدمون داره،.... في البحرين هكذا يعملون، ضاق صدر الحكام حتى من دوار اللؤلؤة فهدموه، حتى هذا الرمز هدموه، لأنهم لا يستطيعون أن يتحملوا.

لكن أقول لكم كل هذا يمكن الصبر عليه، لأن الوحشية هي من طبيعة الطغاة، وتقديم التضحيات هو من طبيعة المجاهدين، لكن المظلومية الأكبر هي محاصرة هذه الحقوق وهذه الدماء وهؤلاء المظلومين بحصار الطائفية البغيضة.

قبل أن أنتقد يجب أن أُوجه التحية إلى علماء السنة، إلى علماء السنة المسلمين في لبنان وفي العالم العربي والإسلامي، إلى الحركات الإسلامية السنية، لا بأس أنا مضطر أن أقول السنيّة، في لبنان وفي العالم العربي والإسلامي، إلى كل المواقف التي أخذتها أحزاب وقوى وشخصيات وطنية وقومية وعروبية، ويجب أن أقف بشكلٍ خاص أمام الموقف المميز والمعبر لرئيس وزراء تركيا الطيب أردوغان، نعم هذه البداية.

هنا أود أن أسأل البعض في العالم العربي والإسلامي، أن أسأل البعض الذي يسكت عن الظلم اللاحق بإخواننا وأهلنا وشعبنا في البحرين، "لا بأس أن نفتح الدمّلة قليلاً": لماذا السكوت عن الظلم اللاحق بهم؟ لماذا السكوت عن حقهم في المطالبة السلمية بالحقوق؟ بل الذهاب أبعد من ذلك، إدانة تحركهم، إدانة هذا التحرك، اتهام هؤلاء الشهداء وهؤلاء الجرحى، هل فقط لأنهم شيعة؟ هل إذا كان الإنسان في بلدٍ ما ينتمي إلى دينٍ ما وإلى مذهبٍ ما يُسقط عنه حقوقه الإنسانية والمدنية الطبيعية؟

هذا هو السؤال، للأسف الشديد، هل انتساب غالبية المعارضة ـ وليس كل المعارضة ـ في البحرين إلى المذهب الشيعي، يجعلها معارضة مسلوبة الحقوق ومستباحة الدماء ومهدورة الكرامة، وتصدر في حقها الفتاوى وتُنشر في حقها الاتهامات؟ أين هو الحق والإنصاف في هذا؟

أيها الإخوة والأخوات: نحن جميعاً من المسلمين والمسيحيين، ومن السنة والشيعة، وقفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني، ولم يكن يسأل أحد: ما هو مذهب الشعب الفلسطيني؟، نعرف أن في فلسطين مسلمين سنة ومسيحيين، لكن على أي مذهب من مذاهب السنة، لا أحد يسأل، ويمكن أن لا أحد يعرف أيضاً، لم يسأل أحد ما هو دين ومذهب شعب فلسطين، دين ومذهب شعب تونس، دين ومذهب شعب مصر، دين ومذهب شعب ليبيا، دين ومذهب شعب اليمن، ووقفنا جميعاً وليس في هذا منّة، هذا واجبنا جميعاً، أن ننصر المظلومين والمضطهدين، وفي المقدمة أيضاً وقفت إيران في أعلى موقع لها، سماحة الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، في موقف عالٍ جداً وكبير جداً.. إلى جانب شعب تونس.. إلى جانب شعب مصر، إلى جانب اليوم شعب ليبيا، الموقف التاريخي لإيران إلى جانب شعب فلسطين، هل خلفيته مذهبية أما أن خلفيته إيمانية إنسانية أخلاقية، أليست هذه هي الحقيقة؟

أنا أستغرب كيف يدعو البعض ويقف ويقول يجب على أهل مصر أن ينزلوا إلى الشارع، ثم في ليبيا يقف ويقول لهم اقتلوا القذافي، ولكن عندما تصل المسألة إلى البحرين حيث لا يريد أحد في المعارضة أن يقتل أحداً، ينكسر القلم ويجف الحبر وتخرس الألسنة ويصبح الكيل بمكيالين.

بكل شجاعة اليوم أنا أريد أن أسأل وأنا لم اكن في يوم من الأيام في وارد أن أقف لأتحدث عن نظام عربي هنا أو نظام عربي هناك، وأنتم تعرفون سيرة حزب الله خلال كل السنوات الماضية، ولكن أنا أريد أن أسأل: اليوم، ما هو الفارق بين نظام آل خليفة ونظام آل مبارك؟ ما هو الفارق بين نظام آل خليفة في البحرين ونظام آل القذافي في ليبيا ما هو الفارق؟ هل هناك ديموقراطية، هل هناك مراعاة حقوق إنسان، أم أن هذه أنظمة ممانعة لإسرائيل ولأمريكا؟ أنا أفهم عندما يكون هناك نظام ممانع ومقاوم وتحصل بعض المشكلات في ذاك البلد أن نقف ونقول لأهل ذلك البلد "طوّلوا بالكم" قاربوا المسائل بطريقة مختلفة، عالجوها بالحوار استعينوا بصديق، لا، التفتوا إلى هذه الأولويات، أم هذه أنظمة كلها من سنخ واحد، أنظمة تابعة، أنظمة خاضعة؟ كيف تتغير المكاييل في هذه الحال؟

على كل الأحوال، ما يجري في البحرين ليس تحركاً طائفياً وليس تحركاً مذهبياً وإنما هذا سلاح يستخدمه العاجز في مواجهة حق أي إنسان له حق، وهذا لن يثني على الإطلاق ولن ينال من إرادة الثائرين أو الأحرار في البحرين.

كلمتي للأخوة والأخوات في البحرين: لا تتأثروا بأصوات الطائفيين ولا تحزنوا من إعلامهم ولا من فتواهم لأن هناك علماء وأصوات كبيرة في العالم الإسلامي من إخوانكم أهل السنة يقفون إلى جانبكم ويدعمون حقكم. أقول لإخواننا وأخواتنا في البحرين: اصبروا وصابروا واثبتوا في الدفاع عن حقوقكم. أقول لهم (لأني أعرف الأشخاص): لديكم قيادة حكيمة وعاقلة وشجاعة في نفس الوقت فاسمعوا لها وانسجموا معها. إن دمائكم يا إخواني ويا أخواتي، إن دمائكم وجراحكم ستهزم الظالمين والطواغيت وستجبرهم على الاعتراف بحقوقكم المشروعة، وما أنتم عليه اليوم يستحق التضحية ويستحق الشهادة ويستحق العمل الدؤوب وإن طالت المدة.

أما للحكام في ليبيا والبحرين واليمن فأقول لهم: كيف تتصورون المستقبل؟ كيف تتصورون أن تستقر حكوماتكم وأن تبقوا على عروشكم وأن تدوم أنظمتكم بعد كل هذه المظالم وكل هذه الجرائم وكل هذا الإذلال وكل هذا السفك للدماء. مهما طال عنادكم مصيركم الهزيمة فاستجيبوا لشعوبكم قبل فوات الأوان.

خامساً: للدول العربية والإسلامية لتتحمل مسؤولياتها مما يجري الآن في كل بلد في العالم العربي، هنا توجد مسؤولية، نعم، من واجبهم أن يتدخلوا، لا أن يتدخلوا بأن يرسلوا جيوشهم  لتقمع شعوب وإنما لتدافع عن الشعوب. إن تحمل الحكومات العربية والإسلامية لمسؤولياتها هو الذي يمنع التدخل الأجنبي.

اليوم، للأسف الشديد، نتيجة تخلي حكّام العرب والحكام المسلمين، نتيجة تخلي أغلبهم عن المسؤولية، يفتح الباب مشرعاً أمام التدخل الأميركي والغربي في ليبيا ولا نعرف إلى أين ستتجه الأمور في ليبيا؟ يفتح الباب أمام تدخل أجنبي في كل بلد عربي وهذا قد يعيدنا إلى مرحلة الإحتلالات والاستعمارات المباشرة أو التقسيم أو ما شكل.

في هذه المرحلة التاريخية المصيرية من واجب كل قادر في هذه الأمة على أن يتدخل لإيجاد الحلول. اليوم مثلاّ في اليمن والبحرين هناك أزمة ثقة بين المعارضة وبين السلطة، ليس هناك شك أنه يوجد أناس مع السلطة وتوجد أغلبية مع المعارضة في كل من اليمن والبحرين. المعارضة لا تثق بالسلطة لأسباب في اليمن ولأسباب في البحرين، أين هي الوساطة العربية؟ أين هي وساطة منظمة المؤتمر الإسلامي؟ هناك دول في الإقليم، دول موثوقة لدى المعارضة ولدى السلطة يمكن الآن أن تلعب دوراً. الدول التي أرسلت جيوشها إلى البحرين كان ينبغي أن لا تفعل ذلك، كان ينبغي أن ترسل وزراء خارجيتها إلى البحرين من أجل القيام بوساطة جادة وحقيقية، ولكن هذا الأمر ما زال قائماً ومفتوحاً.

اليوم، أيضاً في يوم التضامن مع الشعوب العربية النداء هو وجوب أن يتحمل الحكّام في هذه الأمة، العلماء، النخب، القوى السياسية، كل من لديه قدرة على التأثير لإيجاد حلول مناسبة في هذا البلد وفي ذاك البلد مما يؤدي إلى حفظ الوحدة، وحدة البلد الجغرافية والسيادية وحقن الدماء وتحقيق الحد الأعلى من مطالبات هذه الشعوب المظلومة، يجب أن يفعل ذلك.

أنا أريد أن أتحدث أيضاً كلمة مختصرة عن وضع لبنان في الدقائق الباقية.

شهدنا في خلال الشهرين الماضيين بعد سقوط الحكومة السابقة وتكليف شخصية جديدة لتشكيل حكومة جديدة في لبنان، شهدنا دعوة مبرمجة ومنظمة ومبرمجة تحت شعار "إسقاط السلاح" وهذه الحملة ما زالت مستمرة إلى اليوم بأشكال مختلفة.

طبعاً، قيل في هذا كل ما يمكن أن يقال، يعني كل شيء يمكن أن يقال، صدق وكذب قيل. استخدمت وسائل إعلام مختلفة من إعلانات ويافطات ووسائل إعلام حتى الرسوم المتحركة، حتى موفاسا وسيمبا.

تعليقي فقط لتحديد المسؤولية، وإلا لا أريد  أن أدخل في سجال أو تعليق، تعليقي هو التالي:

أولاً في الشكل: كل ما قالوا وكل ما سمعنا والمهرجانات والتجمعات والخطابات دون أن يحصل أي أذى أو ضربة كف أو ترهيب لأحد هو دليل على كذب الإدعاء، هو دليل على أن لا مسدس في رأس أحد، ولا رشاش في وجه أحد، هذا يحصل في كل المنطقة، يعملون أقل من الذي يعملونه مع ذلك ماذا يحصل؟ أكثر من ذلك.

إلى جانب الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، قوى الأكثرية الجديدة، وبالخصوص حزب الله وحركة أمل في بيروت كانوا شركاء فعليين طوال الليل وطوال النهار لحماية من يشتم المقاومة ومن يعتدي على المقاومة ومن يسب المقاومة، هل بعد ذلك هناك حفاظ على الحرية؟ أصلاً الدليل على أنّه لا مسدس في رأس أحد هو أنكم تقولون وتفعلون وتحرّضون وتستفزون دون أن يتعرض لكم متعرض.

هذا في الشكل، أمّا في المضمون في الحقيقة خلال شهرين لم نسمع جديداً لنناقشه ونعلق عليه، كله تكرار لنفس الكلام السابق والشعارات السابقة والاتهامات السابقة، إذاً في المضمون لا جديد فيه لكي نجري مناقشة حوله.

موضوع المقاومة لا يعالج بالتحريض، نحن دائما كنّا نقول ليس لدينا أي مانع من الحوار ولا نخاف من الحوار لأنه لدينا منطق ولدينا رؤية ولدينا تجربة ولدينا أدلّة وشواهد دامغة ومدرستنا في الدفاع عن وطننا اليوم مدرسة تدرس في أعظم وأهم الكليات الحربية في العالم.

وكل هذا الضجيج، أنا أؤكد لكم، لن يؤثر شيئاً على أداء المقاومة، المقاومة مستمرة في أدائها، في التدريب والتسليح والتنظيم واستكمال الجهوزية المكتملة، لكن لرفع مستواها إلى مستوى أعلى والتعاون في  المعادلة الذهبية بين الجيش والشعب والمقاومة وهو مستمر وآخر نتائجه المنظومة التجسسية التي تمّ اكتشافها قبل أيام في جنوب لبنان...

إذن، كل هذا الصراخ لن يؤثر شيئاً، لا على معنويات ولا على أداء ولا على سلوك ولا على استعداد المقاومة، بل لن يؤثر شيئاً على إيمان جمهور المقاومة بالمقاومة، بل سيزيدهم إيماناً.

وغداً عندما تقرر أي حكومة لبنانية أنها ستحفر في البحر في الجنوب بحثاً عن النفط أو عن الغاز وتهددها إسرائيل لن نجد سوى هذه المقاومة لتفرض احترام إسرائيل والعالم للبنان ولحقّ لبنان في النفط والغاز، كيف سندافع عن نفطنا وغازنا؟ بالشِعر، باليافطات، بالقصائد، بالـ "كرافات"، يومها "خلونا نشوف الجاكيت"، هذا فقط لتلطيف الجو وإلاّ كل واحد حقه "يشلح ويلبس اللّي بدو ياه".

في كل الأحوال لهذه الحملة عدة أهداف منها جرّ المقاومة إلى سجال، لكن ـ وليكن لديكم علم ـ نحن لا يزال لدينا قرار أن لا نرد وأن لا ندخل في سجال. ماذا نفعل؟ هل نشرح للناس أهمية المقاومة وجدواها وجديتها وإنتاج المقاومة وإنجاز المقاومة، الناس تعرف ذلك وهم الذين صنعوه وليس نحن الذي صنعناه، نحن نعبّر عنه فقط.

نحن لن ننجر إلى سجال، اخطبوا قدر ما شئتم واحكوا قدر ما شئتم وناقشوا قدر ما شئتم، نعم إذا وجدنا شيئاً جديد، منطقاً جديداً، حجة جديدة جديرة أن نناقشها، نعم نحن نحترم عقول وكلام وخطاب الناس.

هناك هدف آخر للسجال هو الاستفزاز، هنا أتمنى من الشباب أن يسمعوني جيداً، حتى في الاستفزاز أحيانا يُذْهَبْ (به) إلى الموضوع الطائفي والمذهبي، نحن نرفض أي استفزاز ولا يجوز أن نستفز، خلّوا أعصابكم "رايقة قد ما فيكم"، من أعصابه لا تحمله لا يستمع ولا يحضر، ومن أعصابه تحمله يسمع ويحضر ولا مشكلة.

لا يجوز أن نستفز، اليوم عندما نقرأ وثائق ويكيليكس تعرفون أنّ هناك دائما فريقاً ما في 14 آذار وفي مكان ما من العالم يضع نصب عينيه فتنة شيعية سنية في لبنان، ويريد دفع الأمور بهذا الإتجاه. هدف الاستفزاز اليوم هو هذا الأمر، (راحوا) بموضوع المحكمة والإتهامات و(دانيال) بلمار يأملون أن يتمكنوا من خلال المحكمة الدولية والقرار الإتهامي الظالم أنّ يجرّوا لبنان إلى فتنة سنية شيعية، وأنا قلت لكم لن تكون هناك فتنة شيعية سنية بسبب المحكمة الدولية، واليوم الحمد الله وهذا القرار الظني ـ وصحيح أنه لم يعلن لكن الناس تعرف ما القصة ـ نحن نعتبر أن القرار الظني صدر وليس له أي قيمة ولم تحصل فتنة شيعية سنية في لبنان ولن تحصل فتنة شيعية سنية في لبنان. وثمن القرار الظني كان السلطة التي يتباكون عليها الآن، لكن لا ذنب لا للشيعة ولا للسنة حتى يكون هناك صراع بينهم على أمر من هذا النوع. نحن يجب أن نواجه وأن نتعاطى مع كل ما يقال في وسائل الإعلام بدرجة عالية من الصبر والتحمل والهدوء وليس هناك أساسا ما يدعو للقلق، هناك من يستفز ويغضب و"ينقهر" لكن هل هناك خطر وهل هناك شيء يدعو للقلق، لا شيء يدعو للقلق، المقاومة بخير وسلاح المقاومة بخير ووجود المقاومة بخير وجمهور المقاومة بخير والمقاومة عيونها وسلاحها دائماً وأبداً موجهة إلى العدو، "بس ما حدا يتحركش فيها"، وبالتالي ليس هناك ما يدعو للقلق على الإطلاق.

النقطة الثالثة بالموضوع اللبناني وثائق ويكيليكس، وثائق ويكيليكس في كل الأحوال تبرز حجم الرهانات على الحرب الإسرائيلية على المقاومة وحجم الآمال المعقودة، وأيضا تبرز حجم الخيبات التي حصلت نتيجة الانتصار في 14 آب. نحن سننتظر إلى نهاية الوثائق لنرى ماذا سيظهر في الآتي من الأيام، ويومها يمكن أن يكون لنا حديث.

يمكن مبدئياً وعلى عجالة أن أقسّم ما يطرح في وثائق ويكيليكس إلى قسمين:

القسم الأول هو ما ينقله (جيفري) فيلتمان أو (ميشيل) سيسون أو غيرهما عن أشخاص ويتضمن تحليلهم وعواطفهم وأمانيهم، فلا مشكلة في هذا القسم، "فليحللوا متل ما بدهم ويتمنوا اللي بدون ياه والعاقبة للمتقين والنصر تحقق وهم خابوا، ما في مشكلة".

وفي هذا القسم أيضا إذا وقفت أي شخصية سياسية أو نائب أو وزير وتقول إنّ هذا الحديث غير صحيح وهو مفترى نحن سنقبل منه ذلك، "شو بدكن أكتر من هيك".

القسم الثاني ليس تحليلاً بل طلبات، فلان يطلب من السفير الأمريكي أنّ تحتل إسرائيل بنت جبيل، فلان يطلب أن لا تقف الحرب إلا بعد تدمير حزب الله، فلان يطلب أن لا تتوقف الحرب إلاّ إذا تم الحصول على الشروط التالية: قوات متعددة الجنسيات على الحدود اللبنانية السورية، "مدري شو بتحطو على المعابر وإلاّ اوعا توقفوا الحرب لا تسمحوا لحب الله أن ينتصر"، هذا ليس تحليلا وعواطف، هذا تحريض، هناك أحد يحرض عدو لبنان الذي هو إسرائيل ـ والذي نقول عنه إننا مجمعون على أنه عدو ـ على قتل وقصف وتدمير لبنان وجزء من شعب لبنان وجزء من مقاومة لبنان وجزء من جيش لبنان، هل هذا فقط عواطف. كلا ليس عواطف، هذا موضوع مختلف.

في الشق الثاني فيما نقل عن أشخاص أيضاً أقسمه إلى قسمين : القسم الأول هناك شخصيات بعد كل الذي جرى أجرت مراجعة لمواقفها ولمسارها السياسي وغيّرت هذا الإتجاه وأعلنت وقوفها إلى جانب المقاومة، جيد نحن ماذا نريد؟ هذا الذي نريده... هناك قسم آخر ما زال يقول في العلن ويمارس ما قاله في "ويكليكس" منذ 2006، كان يحرّض وما زال يحرّض، يدعو إلى تدمير لبنان من أجل أغراض سياسية حزبية وفئوية وما زال يدعو إلى تدمير لبنان. يتآمر على المقاومة وما زال يتآمر على المقاومة.

هنا، نحن في الحقيقة نريد أن نكوّن ملفاً قضائياً، يعني لن نظم مظاهرات ولا شيء من هذا القبيل، أيضاً بشكل متمدن نحن سوف نكوّن ملفاً قضائياً، أهل بنت جبيل، أهل عيتا، أهل جنوب الليطاني، أهل شمال الليطاني، الناس الذين تعرضوا للضرب وللقصف، وبالأخص عندما يأتي شخص ويقول "اضربوهم واقصفوهم مثلاً في 15 تموز"، يعني كل الذين قتلوا بعد 15 تموز لهم مسؤولية في رقبته ليرفعوا عليه دعاوى.

سوف ننظر كيف يتصرف القضاء في هذا الملف. 

إذاً لدينا ملف جديد مثل ملف شهود الزور نريد أن نفتحه في البلد، نحن لم نفتحه.

في الـ 2006  كانت لدينا معلومات لكننا لم نكشفها، بعد 2006 من أجل أن يعرف كل العالم عندما أقول إن هذه المقاومة شريفة وأشرف الناس وأطهر الناس وأخلص الناس لأني أعرف وإخواني يعرفون كيف تواطأ من تواطأ وكيف تآمر من تآمر وكيف دّس من دّس، ومع ذلك أنا وقفت في 22 أيلول في مهرجان انتصار حرب تموز وقلت: تعالوا لنضع يداً بيد وكتفاً إلى كتف لنحمي لبنان ونعمّر لبنان، مع من؟ مع الذين نعلم أنهم تآمروا علينا وشاركوا في قتل رفاقنا وأطفالنا.

لكن اليوم أصبحت هذه الأمور على صفحات الجرائد، تشاهدونها في التلفزيونات، موجودة على مواقع الإنترنت، ومع ذلك نحن سنتصرف بكل حضارية إزاء هؤلاء الأشخاص الذين شاركوا بدمائنا ونشكّل ملفاً قضائياً ونتابع الموضوع على مستوى القضاء.

في موضوع الحكومة، أقول لكم بكلمة مختصرة، نعم هناك ضغوط.

أولاً في تشكيل الحكومة: يجب أن تبدأوا بمحاسبة الأكثرية الجديدة منذ لقاء البريستول عندما أعلنت قوى 14 آذار أنها لن تشارك، يعني نبدأ العد من ذلك اليوم وليس منذ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي.

طبعاً، هناك ضغوط كبيرة على الرئيس ميقاتي، سفراء ودول، سؤال عن طبيعة الحكومة، وبالتالي هناك ضغوط خارجية تقول: لا تشكّلوا حكومة من لون الأكثرية الجديدة، "طيّب كيف؟" هي أكثرية جديدة من حقها أن تتشكل منها الحكومة. نقاش في اللون، ضغوط على تركيبة الحكومة، ضغوط على بيانها الوزاري ، ضغوط على سياساتها المستقبلية.

الموضوع ليس موضوع عقد داخلية. في الأكثرية الجديدة هناك مطالبات وأنا برأيي هي مطالبات محقّة ويجب أن تناقش، وفي تشكيل أي حكومة في لبنان الأمور تجري بهذه الطريقة، وهذا ليس بدعاً الذي يحصل الآن، وقد يأخذ بعض الوقت، ولكن المسألة ليست فقط هذه، وإنما هي ضغوط. أنتم تستطيعون أن تسمعوا كل يوم في 14 آذار مهرجاناتهم وتصريحاتهم يطالبون الرئيس ميقاتي بتشكيل حكومة تكنوقراط؟ ماذا يعني هذا ؟ هل أنتم عندما كنتم الأغلبية كنتم ترضون برئيس وسطي يشكل حكومة تكنوقراط؟! هل الرئيس ميقاتي هو رئيس توافقي أم رئيس أفرزته أكثرية جديدة في إطار صراع سياسي قائم في البلد؟

وبالتالي لا شك أن الرئيس المكلف يتعرض لضغوط متنوعة. هذه عقد بعضها الداخلي طبيعي والخارجي هو غير طبيعي، بل يتم استجلاب الخارج وأنا أعرف وأنتم تعرفون مستوى الاستعانة بالخارج، الأميركي والفرنسي والغربي والعربي للضغط على الرئيس المكلف  وإذا احتجنا في يوم من الأيام لإظهار تفاصيل فنحن جاهزون لذلك.

لكن مع ذلك أنا في ختام الوضع اللبناني أريد أن أقول لكم: إن شاء الله الأكثرية الجديدة بكل عزم وبكل جدية سوف تعمل على تشكيل حكومة وستشكل حكومة لبنانية جديدة برئاسة دولة الرئيس نجيب الميقاتي وهذا تحدّ سياسي يجب أن نواجهه وأن نتحمله جميعاً في الأكثرية النيابية  الجديدة.

إنني في لقاء التضامن أتوجه إلى أرواح الشهداء الأطهار من تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى البحرين إلى اليمن إلى فلسطين التي سقط فيها ويسقط فيها شهداء في كل يوم بالتحية إلى أرواح الشهداء  الطاهرة إلى المجاهدين الشرفاء إلى شعوبنا الثائرة والصامدة وأقول لهم : إن ربيعكم بدأ ولن يوقفه شيء ولن ينقلكم أحد إلى خريف آخر. إن إيمانكم وصمودكم وعزمكم أقوى من كل التحديات، ستنتصرون وننتصر إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

ارسلان جال في عاليه ورد على الحريري: إلتبس عليه من هو عدو لبنان ومن هو صديقه

وطنية - 10/4/2011 جال رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان في بلدات وقرى في جرد قضاء عاليه، يرافقه نائب رئيس الحزب النائب فادي الأعور ووكيل الداخلية في الحزب الديموقراطي لواء جابر ومسؤولو الحزب في المناطق. شملت الجولة شانيه، بدغان، شارون وصوفر والتقى خلالها أهالي ورؤساء بلديات ومخاتير ومشايخ.

وكان لارسلان خلال جولته كلمة قال فيها: "في الوقت الذي يشن فيه الطيران الحربي الاسرائيلي الغارات على الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، فاجأنا الرئيس سعد الحريري بهذه الحملة الفظيعة ضد ايران، بما يذكر بغارات الرصاص المسكوب الذي سبق لايران أن شنته على غزة قبل ثلاث سنوات فحصدت مئات القتلى وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المهجرين". اضاف: "يذكرنا الرئيس سعد الحريري بأن ايران قد إغتصبت فلسطين سنة 1948 واستولت على القرى السبع اللبنانية. وفي حديثه عن الهوية العربية يذكرنا الرئيس الحريري بأن ايران شنت حروبا ضد مصر وسوريا والأردن والعراق في حروب 1956، 1967 و 1973، ناهيك عن الحرب ضد مفاعل تموز النووي العراقي الذي باعه جاك شيراك للعراق. وفي سياق مجاهرته برفض تحويل لبنان الى محمية ايرانية يذكرنا بان ايران شنت حروبا ضد لبنان، خصوصا سنة 1978 واحتلت عشرة بالمئة من الأراضي اللبنانية لمدة 22 سنة قبل أن يحررها جيش لبنان الجنوبي في أيار من العام 2000 ". وقال: "وفي تركيزه على لفظ تحويل لبنان الى محمية ايرانية يذكرنا الرئيس الحريري بأن ايران قد اجتاحت لبنان سنة 1982 واحتلت العاصمة بيروت ورفعت العلم الايراني على السراي الحكومي الكبير مقر رئيس الحكومة اللبنانية. ثم يذكرنا بأن ايران شنت على لبنان حربا رهيبة سنة 2006 لكن قوى 14 آذار الجبارة تمكنت من تحطيم اسطورة الجيش الايراني الذي لا يُقهر. وها ان ايران تحاول عبر إثارة الفتن بين اللبنانيين أن تنفذ ما عجزت عن تنفيذه في حربها ضد لبنان في العام 2006 والتي حصدت آلاف القتلى والجرحى ودمرت قرى لبنانية بأكملها وقطعت أوصال لبنان ودمرت بناه التحتية ". وتابع: "يبدو أنه قد إلتبس على الرئيس سعد الحريري من هو عدو لبنان ومن هو صديقه فشاء من خلال تصريحه الأخير أن يضع حيز التنفيذ ما قاله بالحرف في تشرين الثاني الماضي من أمام قصر الاليزيه الفرنسي: "ان ايران دولة صديقة ونرفض توجيه أي تحد لإيران". وختم: "من هنا أود إسداء نصيحة للرئيس الحريري بخصوص السلاح فأقول له: وحده سلاح الكلمة يحرض على الفتن. فما أدلى به بخصوص ايران يشبه كل شيء الا الكلام المسؤول لرجل دولة. لقد إلتبس عليه دور اسرائيل ودور إيران". وكان ارسلان قد زار بلدة رأس المتن - قضاء بعبدا في المتن الأعلى والتقى الأهالي وزار منزلي رئيس البلدية السابق والحالي مروان صالحة وعصام مكارم.

 

قاووق: التطاول على إيران تعبير عن افلاس سياسي وشعبي

الفريق الغارق في فضائح ويكيليكس يستخدم كل الأسلحة لإعاقة تشكيل الحكومة

وطنية - 10/4/2011 رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، في لقاء حواري معه حول "المشهد المحلي والإقليمي في ظل التطورات الراهنة"، في منتدى الفكر والأدب في صور، لمناسبة ذكرى مجزرة قانا 1996 واستشهاد السيد محمد باقر الصدر، "أن الفريق السياسي الغارق في فضائح ويكيليكس يعيش حالة من التوتر، وهو يستخدم كل الأسلحة من أجل إعاقة تشكيل الحكومة الجديدة التي كلما اقتربنا من تشكيلها أكثر فأكثر سيزداد توترهم ويعلو صراخهم وضجيجهم، وهو ما يدفعنا بالتالي إلى أن نستعجل في إنجاز تشكيل الحكومة"، مؤكدا "حصول تقدم حقيقي في هذا الإطار حيث وصلت عملية التشكيل إلى المراحل الأخيرة من إنجاز حكومة جديدة تقطع الطريق على كل المشاريع الأمريكية التي تريد أن تسدي الخدمات لإسرائيل، لأن أمريكا لا يعنيها في لبنان لا سيادة ولا ديموقراطية، إنما تحقيق الأهداف الإسرائيلية في الساحة اللبنانية".

وقال: "إن التطاول على إيران ليس إلا تعبيرا عن حالة الإفلاس السياسي والشعبي والإرباك الذي أصاب أميركا وأتباعها وأدواتها في المنطقة بعد تراجع وانحسار مشروعها، في مقابل ازدياد قوة مشروع المقاومة والدول الداعمة لها أكثر فأكثر. من الطبيعي أن يصابوا بحالة توتر وصداع إن لم نقل إنهم مرشحون بأن يصابوا بالجنون".

وأكد "أن محاولات توتير الأجواء الداخلية وتعميق الانقسامات ليست إلا من باب البلطجة السياسية والإعلامية التي لن تغير الواقع، وأن أعداء المقاومة في حروبهم العسكرية والسياسية والإعلامية كانوا يعملون على استهداف جناحي المقاومة أي "حزب الله" وحركة "أمل"، لأن هذا التحالف بينهما يشكل الركيزة الأساس لانتصارات لبنان أمام إسرائيل وحمايته من مشاريع الفتنة الأميركية"، وقال: "كلما استهدفوا هذه الإرادة، كلما ازدادت هذه العلاقة ترسخا وتكاملا وتوحدا وتعززت شعبيا أكثر فأكثر".

وتحدث عن "المحاولات الجارية لجر لبنان إلى محاور إقليمية فاشلة ويائسة ومفلسة كمحور عرب أمريكا الذي بات في موقع الانهيار والتداعي والذي انكشفت أوراقه وبات محورا مفلسا سياسيا وشعبيا"، ورأى "أنه بالتالي جاء استهداف الدولة التي كانت الأولى في دعمها لحق لبنان في المقاومة وهي في موقع متقدم في نصرة فلسطين أي الجمهورية الإسلامية في إيران التي كانت أول دولة إسلامية في العالم تقف إلى جانب حق لبنان في المقاومة وتقدم المساعدات لرفع آثار العدوان، وهي قدمت للبنان أكثر مما وعدت ومن الذين وعدوا ولم يفوا بالتزاماتهم حتى الآن. نحن لا يمكن أن ننسى أصدقاء لبنان والمقاومة ولا يمكن إلا أن نكون في موقع الوفاء لأهل الوفاء".

وشدد على "أن وثائق ويكيليكس وثقت وفضحت اليد التي امتدت لتطعن المقاومة بظهرها، وأن مشروع استهداف سلاح المقاومة كان يعد له منذ العام 2005. واننا بالتالي في موقع أفضل بعدما أسقطت كل الأقنعة وبعدما وصل الشعب إلى الحقيقة وبات عليه أن يحقق العدالة تجاه الذين تلطخت أيديهم بدماء شهدائها في عدوان تموز 2006. هؤلاء يجب أن يحاكموا، وهذا من موقع الواجب الوطني والإنساني والأخلاقي تجاه شهداء الوطن في تموز 2006. هناك فريق سياسي بأكمله ارتضى لنفسه أن يكون مخبرا عند الأمريكيين ومحرضا على المقاومة، وإذا قلنا إنهم مخبرون لا نكون منصفين في التسمية لأن وثائق ويكيليكس تؤكد أن ما كان يحصل من قبل هذا الفريق السياسي هو أكبر بكثير من تخاذل أو إعطاء مجرد معلومات إو تواطؤ".

وقال: "لعل ما حصل في المسارات السياسية في لبنان يدل على أن المعارضة السابقة كانت محقة في إجراء تغيير على المستوى الحكومي، ووثائق ويكيليكس تؤكد صوابية قرارها لأن المشروع الآخر كان يريد أن يجر لبنان إلى محور أمريكا في المنطقة".

وأكد "أن أمريكا التي كانت تتغنى بلبنان وبإنجازات ثورة الارز لا يمكنها اليوم أن تفعل ذلك، إذ أين هي هذه الإنجازات، بل بات يمكنها أن تتحدث عن إخفاق وخسارة مشروعها ورجالاتها المفضلين في لبنان الذي أرادوه ساحة لمكاسب سياسية أمريكية تعوض إخفاقاتهم في العراق وأفغانستان وكل المنطقة".

كما أكد "أن أمريكا تشعر اليوم بالخسارة الكبرى لها في المنطقة بعدما خسرت رجالها المفضلين في تونس ولبنان ومصر وولى مشروع التسوية والمسار السياسي لإنهاء قضية فلسطين". وشدد على "أن كل الوقائع تؤكد أن السياسة الأمريكية مسؤولة عن الدم الذي يسفك في البحرين واليمن وليبيا لأن أمريكا لا يعنيها ديموقراطية أو حرية أو حماية كرامات ومقدسات ودماء الشعوب العربية وإنما يعنيها أمران هما أمن إسرائيل وإمدادات النفط".

وقال: "تطل ذكرى حرب نيسان فيما العالم العربي يشهد تحولات تاريخية كبرى، وإسرائيل قد استيقظت على صباح أسود بمتغيرات طالت أهم العواصم العربية وبالأخص القاهرة، وقد عبروا عنها بمفاجأة تسونامي شعبية عربية اجتاحت الواقع السياسي في المنطقة. هذه الثورات كانت خارج كل التوقعات وبعيدة عن كل احتمال، بل إنها فاجأت أصحابها وصانعيها. إنها إرادة الشعوب، وإن إرادة المقاومة والروح التي تحركت في شوارع القاهرة هي نفسها روح المقاومة التي صمدت في حرب تموز 2006، وهو جدار الخوف نفسه الذي حطمناه في لبنان، تحطم في كل العواصم العربية".

أضاف: "إن إسرائيل التي فوجئت بهذه التحولات هي أكبر الخاسرين من هذه الثورات، بحيث تصدعت أسس الاستراتيجية الإسرائيلية، وإسرائيل بمستوياتها القيادية السياسية والعسكرية كلها غارقة في بحر القلق. ولا أبالغ إن قلت إن هذه الثورات سلبت النوم من عيون القادة الإسرائيليين وباتت إسرائيل أمام مسارات ومعادلات جديدة ليست كلها لصالحها. وإذا أرادت إسرائيل أن تعيد رسم استراتيجية دفاعية فهي مضطرة الآن إلى تشكيل ألوية وفرق عسكرية جديدة لتأمين حدودها في سيناء لتنتشر في تلك المنطقة".

ختم قاووق: "أمريكا استنفرت من ناحيتها كل دبلوماسيتها وأدواتها وأتباعها في المنطقة للحفاظ على ما تبقى من دور لنفوذ أمريكي فخلصت إلى العمل بكل الوسائل لاحتواء الثورات العربية كأولوية لها والعمل على الحد من الخسائر من خلال الإمساك بخيوط الأطراف المتنازعة من أجل أن تصون مطامعها في تلك الدول وأن تعمل على تعميق الانقسام والفوضى كمدخل لتعزيز دورها المحوري والإنقاذي، كما يحصل في ليبيا حيث حركت أمريكا الناتو ومجلس الأمن لابتزاز الطرفين، أي نظام القذافي من جهة والثوار من جهة حيث بات الطرفان بحاجة إلى التدخل الأمريكي للحسم سياسيا وعسكريا". أما في البحرين، فهناك قرار بقمع ثورة الشعب البحريني وتحويلها إلى مادة خلافية مذهبية ما يبرر التدخل الأمريكي ليس فقط في البحرين وإنما أيضا في كل دول الخليج وجر المنطقة إلى صراع مذهبي من جهة وصراع قومي من جهة أخرى".

 

نواف الموسوي: لن ندع وسيلة للتعبير عن وفائنا لإيران

من أصبح في مرحلة البطالة الحكومية يشتغل بمهمة إثارة الفتنة

تبين أن للمستقبل والقوات ميليشيا وحديثهما عن بناء الدولة انكشف كذبه

وطنية - 10/4/2011 رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "ثمة في لبنان من يموه بطالته الحكومية بالاشتغال بوظيفة أسندت إليه من جانب محور أمريكي إسرائيلي له امتداداته العربية، وهذا الذي أصبح في مرحلة البطالة الحكومية يشتغل في هذه الآونة بمهمة إثارة الفتنة، تارة بالفتنة المذهبية وطورا بالفتن العرقية والقومية، وكل ذلك بهدف تصديع المجتمعات العربية والإسلامية المقاومة للهيمنة الأمريكية وللعدوان والاحتلال الإسرائيليين".

وقال خلال لقاء سياسي أقامه "حزب الله" في قاعة بلدية طيردبا لمناسبة ذكرى استشهاد المفكر الإسلامي السيد محمد باقر الصدر وأخته بنت الهدى: "نفخر بالعلاقة التي تربطنا منذ قرون مع إيران والشعب الإيراني، ونقول لمن لا يفقه في لبنان أن حجم الروابط بين الأسر العاملية والأسر في النجف وقم، هو أعمق بكثير من دعاية جوفاء كاذبة أو تحليل مسطح للأمور، لا يمكن أن تختزل العلاقة بين هذه البلدان بتحليل ساذج وسطحي أو دعاية جوفاء كاذبة ومضللة مما نسمع ويقال في حملات تعتمد التزوير والكذب من أجل تحقيق أهداف إثارة الفتنة في لبنان والمنطقة".

وأشار الموسوي إلى أن "هذه المواقف ليست إلا جزءا من دور أنشىء له وأسند إليه في هذه الفترة هذا الدور واسمه محاصرة إرادة المقاومة العربية والاسلامية، وزاده حاجة إليه بعدما سقط النظام المصري بحيث أصبحت أولوية الإدارة الأمريكية اليوم تسديد ضربة موجعة إلى محور هذه المقاومة، ويعتمد من أجل تسديدها وسائل شتى تأتي في طليعتها إثارة الفتنة المذهبية واستغلال خطاب مغلق محرض من أجل إثارة الانقسامات. وهكذا تحاول الإدارة الأمريكية تعويض خسارتها ممن كان يعد أساسا في منظومة السيطرة على المنطقة، وهكذا تعوض إسرائيل كنزها الاستراتيجي المتمثل بالنظام المصري بشخص الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهكذا تعوض ما يسمى دول الاعتدال العربي خسارة شقيقها الأكبر النظام المصري الذي خلع بإرادة شعبه، وذلك عبر نشر راية الفتنة وبالتضليل والأكاذيب".

أضاف: "لسنا في حاجة إلى التذكير بأن من وقف بجانب لبنان منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 كان الإمام الخميني قده والشعب الإيراني العظيم في حين أن بعض الأنظمة العربية وقفت تتفرج على ذبح الشعبين اللبناني والفلسطيني من دون أن تحرك ساكنا، بل إن العاصمة بيروت التي استبيحت في ما بعد وحوصرت وحرمت من شربة ماء منع وصولها من هو اليوم حليف لرئيس الحكومة المنصرف. ولسنا في حاجة إلى التذكير أيضا بأنه في الوقت الذي رفع فيه أنور السادات علم إسرائيل في القاهرة أسقط الشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني علم إسرائيل من طهران". واعتبر أن "وثائق ويكيليس جاءت لتعطي الدليل لمن لا يزال يحتاج إلى دليل على التآمر الذي كان يقوم به هؤلاء مع امتداداتهم المحلية ولا زالوا حتى الآن"، وأكد أن "موقف اللبنانيين الفعلي هو التمسك بأفضل علاقات الصداقة مع جمهورية إيران الإسلامية"، وقال: "لن ندع وسيلة إلا ونعبر من خلالها عن وفائنا لشعب إيران العظيم في وقفته بجانبنا في محننا التي واجهناها ولا زلنا نواجهها لأن ذلك هو أقل أشكال العرفان بالجميل".

وتابع: "هذا الموقف الذي أطلقه رئيس الحكومة المنصرف والحمد لله، ليس إلا رطنة، لكنة، لهجة تقال باللبنانية، وليس إلا موقفا أمريكيا إسرائيليا لا زال يسعى منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران إلى عزل إيران من أجل إسقاط نظامها الثوري لإقامة نظام يكون طيعا بيد الإدارة الأمريكية. وما قاله رئيس الحكومة يشكل امتدادا للمواقف التي كشفتها وثائق ويكيليكس، وبدلا من أن ينشغل رئيس الحكومة المنصرف بإعانة المغتربين اللبنانيين في ساحل العاج عمد إلى التصرف بإهمال متعمد وتقصير مقصود بحيث حل محل الاهتمام، التحريض والتشفي والشماتة والكيدية. وهذا الدور الفتنوي الجديد شغله عن التصدي للفساد الذي ضرب الأجهزة الأمنية والقضاء في لبنان وهو ما ولد انفجارا في سجن رومية. لا يمكن تحميل مسؤولية هذا الانفجار إلى سجناء ضاقوا ذرعا بصنوف الاضطهاد والقهر، بل تتحمل المسؤولية الكاملة عنه أجهزة أمنية فاسدة وقضاء فاسد مسيس. وهذان المثالان أشارا إلى أن ليس ثمة دولة قادرة وفاعلة في لبنان يعتمد عليها في حماية المغتربين في ساحل العاج وليس ثمة أجهزة أمنية وقضاء يؤمن أن يتصرف بصورة عادلة مع سجناء في لبنان".

أضاف: "هذا يعني أن الفترة التي قضاها رئيس الحكومة هو وفريقه لم تزد لبنان إلا رجوعا إلى الوراء وتدهورا في بناء الدولة، وهذا ليس بجديد ولا سيما حين قرأنا في وثائق ويكيليكس الوقت الذي كان يصرفه رئيس الحكومة هو وحلفاؤه على تدريب ميليشياته ومليشياتهم المسلحة. ولقد تبين أن لدى حزب المستقبل وحزب القوات ميليشيا مدربة ومجهزة وكانوا يعرضون خدماتهم للسفير الأمريكي السابق ويقترحون عليه القيام بمهمة محاصرة المقاومة التي تعتبر أولوية أمريكية إسرائيلية. وكل هذا الحديث الذي كانوا يثيرونه عن بناء الدولة أو العبور إليها انكشف كذبه وزيفه حين تبين وبوضوح أن ما كانوا يبنونه هو من ناحية ميليشيا مسلحة ومدربة، ومن ناحية أخرى شركات خاصة تستولي على الدولة وتجوف مقدراتها وتحول مؤسساتها إلى واجهة لهذه الشركات أو إلى وكيل أو وسيط بين الشركات الخاصة وبين المواطنين. وهدف هذه الميليشيا المسلحة المدربة لطعن المقاومة في ظهرها، هو الهدف نفسه الذي تعمل الميليشيا الخطابية والإعلامية والسياسية لحزب المستقبل وحزب القوات اللبنانية، والميليشيا الإعلامية لهذين الحزبين تستهدف من خلال شعار حصرية السلاح، وقف المقاومة وإلغاءها والقضاء عليها".

وسأل: "بعد كل ما حصل وقيل، هل يستمر هؤلاء في كذبهم وتزويرهم بالحديث عن بناء الدولة أو بالحديث عن حصرية السلاح؟ لو كان يعتمدون الصدق أو المنطق أو الحجة في خطابهم، لكانوا توقفوا عن ذلك ولكان الأحرى بكل واحد منهم ممن انكشف تآمره على المقاومة وعمالته للادارة الأمريكية أن يخرج من الحياة السياسية مستقيلا".

وختم الموسوي: "نحن أصحاب حجة قوية دامغة لأننا أصحاب قضية الدفاع عن أهلنا في أمنهم وأمانهم وفي تحرير الارض".

 

خطاب حسن نصرالله: تعليق قبل أن يتعالى رصاص الأنصار إبتهاجاً

الشفاف/منذ ثوان انهى الامين العام لحزب الله - فرع لبنان خطابه الذي اجلّه مرارا وتكرارا على امل مستجدات أقليمية او محلية تسعفه. وفي النهاية اضطر إلى الخروج به محاولا تدارك ما لن يستطيع تداركه.

إستغرق الخطاب المسجل سابقا و المقدم تأويلا تحت اسم :"مباشر"، 81 دقيقة ودار حول ستة مواضيع هي كما اوردها:

1-وثائق ويكليكس التي تنشرها صحيفة الاخبار اللبنانيية المسيّرةمن حزب الله.

2- اللبنانيون في ساحل العاج وجلهم من الطائفة الشيعية الكريمة

3-الدفاع عن ايران ضد رئيس تيار المستقبل سعد رفيق الحريري

4 -البحرين و المعارضة الشيعية ومستقبل بقاء اللبنانيين في دول الخليج

5- التمرد الاخير في سجن رومية اللبناني

6- الوضع الحكومي في الشكل والمضمون وسبب التاخير7- وهذه لم تكن مدرحة على جدول الاعمال: التمسكن و التظلم بالتوحد مع الطائفة الشيعية اللبنانيية الكريمة واعلان تمسكه بلبنان.

كان خطابا ينسف اخره مع ما ورد من زلة لسان في وسطه. ففي اخر الخطاب اختصر نصر الله الطائفة الشيعية بـ"نحن " الملتبسة بين الطائفة وبين الحزب، فراح يتمسكن ويعزف على لحن اللبننة، لنحن المجهولة هذه، فلبنان" قدرنا وليس خيارنا"!علما انه في وسط الخطاب اورد ما ينفي هذه إذ قال وبالحرف الواحد: "لست أنا صاحب لبنان اولا". وبصرف النظر عن كون القدرية اي الجبرية هي عامل لبننته وما ينتقص ذلك من وجود مشيئة وارادة له في اللبننة، فقد عكس هذا التمسك الجديد لدى فرع الحزب الايراني بلبنان، عكس خوفا من إنعكاس التغيير في المنطقة على "نحن" الملتبسة في خطاب نصر الله.

كان واضحا من كل البنود الستة وملحقها السابع ان حزب الله قد استشعر بخطر إنفضاض الطائفة الشيعية اللبنانية الكريمة عنه، فخصص جلّ النقطة الاولى من خطابه على تسريبات ويكليكس لرفع تاثيرها على الانقسام الواضح الذي ظهر بين جمهور حزب الله وحركة امل.

استغرق موضوع ويكلس 40 دقيقة من خطاب نصرالله، توزعت كما يلي:10

10 دقائق للدفاع عن وحدة الحال بين الحزب وجركة امل .ودقيقة واحدة لما ورد في الوثائق عن نائبين في التيار العوني .

ودقيقتين عمّن ظهر فيهم عن جنبلاط.

واربعة دقائق في التبرؤ من صحيفة الاخبار المحسوبة عليه بهدف تحميل الاعلام مسؤلية الانقسام الشيعي

بينما بقية الوقت عن الوثائق خصصه نصر الله في الهجوم على سعد الحريري.

وعلى اسلوب تعاطي نصر الله مع النقطة الاولى في خطابه سار في بقية الخطاب:

توحيد الطائفة - الدفاع عن ايران (سورية كانت غائبة ،مما يعكس تباعدا سوريا عن ايران في هذه المرحلة) والهجوم على سعد الحريري.

من نقطة إلى نقطة في خطابه راح نصر الله يستعيد اسطوانة المظلومية التاريخية والتباكي والندب على الامة وتلبس الطهارة والتمسح بالاخلاق كل هذا مع نزع هذه الصفات عن "سعد الحريري" تحديدا الذي من اجل " السلطة" - حسب زعم نصر الله وفريقه، والتي خسرها "مؤخرا أو من اجل السلطة التي وعده الامركيون بها بعد خروج العسكر السوري من لبنان، فإنّ سعد الحريري حسب زعمه متورط في مؤامرة امركية، ولمصلحة اسرائيل لتجريد حزب الله من سلاحة تارة او بتقوية الجيش اللبناني بديلا عن الحزب.

في واقع الامر انّ حزب الله نفسه ومن اجل مشاريع له خارج المكان وخارج الزمان ايضا، فقد الحق كل الاضرار بالببنانيين عامة والطائفة الشيعية اللبنانية خاصة، وظهر في خطابه انه لا يستطيع إلا الهروب إلى الامام وبمزيد من الكذب على الذات والمتاجرة بكل اللبنانيين.

هو خطاب اصدقنا نصر الله فيه القول وهو الكذوب: "كل إناء بما فيه ينضح".

ولقد وضح التمسكن والتطهر عنده وكلمة "الحقد" التي لم يتوقف عن استعمالها كاسم مصدر في توصيف سعد الحريري خاصة و 14 اذار عامة.

لم يكن نصر الله يصف ويغالي بصيغ المغالاة حين يصف إلا دواخل نفسه ونفسيته وهويته القاتلة ضد الكل اللبناني الذي حماه وقدم له التغطية والمساعدة.

لم يسأل نفسه ماذا عن إغتيال الرئيس الكبير رفيق الحريري الذي اتخذ من اسمه الكبير متكئا لتاكيد شرعيته الكاذبة في دعوة اكبر رؤساء الدولة اللبنانيية من القدوم الى عنده وهو لا يملك صفة رسمية كما اكد هو .

دوما يهوى نصر الله ان يكون تلك الاصابع التي تمسك بخيوط الماريونيت ليحرك بها الدمى وهم عنده كل الاخرين.

لم بتذكر نصر الله انه هو الذي أعلن مرارا وتكرارا انّ سلاحه ليس بحاجة إلى إجماع اللبنانيين

لم بتذكر نصر الله كم مرة إستخدم سرحه ضد الداخل اللبنانني

كم مرة لوج بسرحه,

كم مرة نزّل مليشياته بالقمصان السوداء

هو صورة مصغرة عن كل هذا النظام العربي الذي يسقط

نسخة إيرانية أكثر بداوة من النسخة العربية الموجودة وإن توحدت في الالفاظ: المؤامرة الخونة العملاء و نحن" الطهّار المظلومين!!!!