المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار10
نيسان/2011

إنجيل القدّيس مرقس 07/31-37/

وخَرَجَ يَسُوعُ أَيْضًا مِنْ نَوَاحِي صُورَ ومَرَّ بِصَيْدَا، وأَتَى إِلى بَحْرِ الجَلِيلِ عَابِرًا في وَسَطِ المُدُنِ العَشْر. وحَمَلُوا إِلَيْهِ أَصَمَّ أَخْرَسَ وتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْه. فأَخَذَهُ عَلَى ٱنْفِرَادٍ بَعِيدًا عَنِ الجَمْع، ووَضَعَ إِصْبَعَيهِ في أُذُنَيْه، وتَفَلَ ولَمَسَ لِسَانَهُ. ورَفَعَ نَظَرَهُ إِلى السَّمَاء، وتَنَهَّدَ، وقَالَ لهُ: «إفَّتَحْ، أَيْ إِنْفَتِحْ!». وفي الحَالِ ٱنْفَتَحَتْ أُذُنَاه، وٱنْحَلَّتْ عُقْدَةُ لِسَانِهِ، وأَخَذَ يَتَكَلَّمُ بِطَريقَةٍ سَلِيمَة. وأَوْصَاهُم يَسُوعُ أَلاَّ يُخْبِرُوا أَحدًا بِذلِكَ. ولكِنْ بِقَدَرِ مَا كانَ يُوصِيهِم، كَانُوا هُم يُذِيعُونَ الخبَرَ أَكْثَرَ فَأَكْثَر.وَبُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا: «لَقَدْ أَحْسَنَ في كُلِّ ما صَنَع! فَإِنَّهُ يَجْعَلُ الصُّمَّ يَسْمَعُون، والخُرْسَ يَتَكَلَّمُون!».

 

السيد نصر الله: هناك صفقة بين اميركا و14 آذار نعيطكم السلطة مقابل رأس المقاومة

موقع حزب الله/اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كان شريكا اساسيا في مواجهة العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 كما كان الاخوة في حركة امل شركاء في هذه الحرب سواء في المشاركة في الميدان او بتقديم الشهداء او بتحمل نتائج العدوان. واضاف انه "خلال الحرب كان هناك توزيع في المسؤولية والمهام بيننا وبين الرئيس بري والاخوة في حركة امل".

واشار السيد نصر الله في كلمة له على قناة "المنار" مساء السبت الى ان "حرب تموز ساهمت في زيادة التلاحم بين حركة امل وحزب الله"، وشدد على ان "هذه العلاقة أقوى وأصلب من أن ينال منها احد خصوصا اننا ابناء امام واحد هو الامام موسى الصدر وان كنا حزبين منفصلين لنا آراءنا المتنوعة خول مختلف القضايا".

ولفت السيد نصر الله الى انه "كان هناك رهان عند من يستهدفون المقاومة وموقعها وقوتها على العمل على موضوع التفرقة بين امل وحزب الله"، وتابع "اقول لكل هؤلاء عليهم ان ييأسوا من هذا الامر لأن التعاون والتكامل الذي تم تكريسه خلال 20 عاما جعل العلاقة اعمق من ان ينال منها احد".

وحول ما نشر من وثائق "ويكيليكس" لفت السيد نصر الله الى ان "الرئيس بري منذ بداية العدوان على لبنان في تموز 2006 قال لنا إن له اسلوبه الخاص في التعاطي مع الاميركيين وكيفية التواصل واسلوب الحوار الذي يتبعه معهم".

واسف السيد نصر الله "لمحاولات البعض تحميل حزب الله مسؤولية ما نُشر في جريدة الاخبار ولما اشيع في لبنان من ان جريدة الاخبار تابعة لحزب الله وما يكتب فيها يتم بعلم حزب الله ورضاه وهذا امر خطأ"، واوضح ان "جريدة الاخبار وان كانت تسير في خط المعارضة السابقة ونحن ونتعاطف معها ولكن بالحقيقة لها سياستها الخاصة".

واشار سماحته الى انه "كيف يُعقل اذا كانت صحيفة تابعة لنا ان تكتب مقالات تمس بنا وبحلفائنا"، مؤكدا ان "حزب الله يتحمل مسؤولية فقط عما تقوله اذاعة النور وتلقزيون المنار وصفحات الانترنت التابعة للحزب اما الصحف والاذاعات الصديقة والتلفزيونات الصديقة فلا نملي عليها واحيانا نختلف معها"، داعيا "من يهمه الامر ان لا يبني اية حسابات خاطئة على ما تقوله هذه الصحف".

ولفت السيد نصر الله إنه "عندما علمنا ان هناك طريقا ما بين جريدة الاخبار وموقع ويكيليكس للحصول على الوثائق الاميركية شجعناهم اذا كان هناك امكانية للحصول على وثائق عن حرب تموز تحديدا ولكن لم نتدخل بالحصول على وثائق ولا بنشرها كما اننا لم نحصل على نسخة من الوثائق".

وحول وثائق ويكيليكس التي تناولت شخصيات من فريق "14 آذار"، لفت السيد نصر الله الى ان "لم يصدر من هذا الفريق نفي واضح حول مضمون هذه الوثائق بل صدر تأكيد احيانا لما تضمنته"، واضاف انه "بشكل عام هناك مضمون واحد يوصل الى نتيجة واحدة عندما نستنتج نجد اننا كنا امام واقع خطير جدا هو ان فريق 14 آذار منذ بداية 2005 وحتى اليوم وما زال بعد تحقيق هدف خروج سوريا من لبنان يعمل لتحقيق هدف مركزي وربما الوحيد هو ضرب المقاومة ونزع سلاحها وعزلها والنيل منها وكيف يتم الاجهاز على المقاومة"، سائلا "ما سبب عمل هذا الفريق لتحقيق هذا الهدف وخدمة لمن وما هو الثمن؟"، مشيرا الى ان "الثمن عندي واضح وهو ان هناك صفقة بين قوى 14 آذار واميركا نعيطكم السلطة في لبنان مقابل رأس المقاومة لذلك كل المخطط متركز حول نقطة كيف ننهي هذه المقاومة في لبنان".

واوضح السيد نصر الله ان "الهدف من عدوان تموز كان تدمير حزب الله وكل فصائل المقاومة"، وتابع ان "ويكيليكس اظهرت ايضا انهم ارادوا بناء المنازل لمحاصرة المقاومة والحصول على مزارع شبعا لتحصل حكومة السنيورة على قوة بوجه حزب الله والهدف ايضا ابعاد بري عن حزب الله وتحطيم العماد عون وليس هناك اقتراح لوقف الاعتداءات الاسرائيلية".

وسأل السيد نصر الله "اليس امرا مؤلما اننا في بلد بعض قياداته السياسية تطلب من اميركا واسرائيل ان يعاقب المقاومة وحزب الله لانه شوكة في مشروع اسرائيل وجريمته انه يحمل همّ الامة"، وتساءل "هل هذه العقلية تحمي لبنان بكل المخاطر بالمنطقة والتهديد الاسرائيلي اليومي وهل هذه العقلية كفؤوة لايجاد استراتيجية دفاعية وهل هذه العقلية تحمي لبنان وسيادته وعزته وهل هي بهذا المستوى من الحقد وتدني التعبير والاخلاق يمكن ان تبني دول حديثة وتحقق الامن والازدهار؟".

وشدد السيد نصر الله "هل هذه العقلية وهذه المجموعة يمكن ان تعبر بلبنان الى الدولة وهل هكذا تُكافأ المقاومة لتحريرها الارض واعادة كرامة لبنان والحقت الهزيمة باسرائيل بهذا الكم من الغدر"، مشيرا الى ان الحصيلة كانت بأن بقيت المقاومة وذهبت السلطة"، مؤكدا انه "لم تستطيعوا ان تفعلوا شيئا مع المقاومة لا انتم ولا اسرائيل ولا المال ولا اقوى جيش بالمنطقة ولن تستيطعوا القيام بأي شي".

ودعا السيد نصر الله "من خسروا السلطة في لبنان ان يقوموا حرصا ومحبة واخلاصا بهذا البلد والشعب بمراجعة وان لا يذهبوا بعيدا بارتكاب الاخطاء وبالتخلي عن هذه العقلية التي لن توصل الى مكان ولن تنقل هذا الفريق الا من فشل الى فشل"، ولفت الى ان "لا مصلحة لاحد في لبنان بإلغاء احد وان مصلحة اللبنانيين بتجاوز مشاكلهم والتطلع الى المستقبل"، واكد ان "هذا لا يتنافى ان تذهب الناس الى القضاء ومن يريد اخذنا الى قضاء فنحن جاهزون"، وتابع "قالوا إنهم يريدون تحضير ملف عن اعتقالنا لجنديين اسرائيليين فليحضروا ونحن ايضا لدينا ملف قضائي".

ومن جهة ثانية تناول السيد نصر الله في كلمته الازمة التي تعرض لها اللبنانييون في ساحل العاج، واسف "لفتح سجال حول هذا الموضوع لان الجالية اللبنانية هناك فيها من كل المناطق والطوائف ونحن امام كارثة وطنية وانسانية وعشرات آلاف العائلات اللبنانية تعيش في ابيدجان ورزقها هناك"، وسأل "اين كانت الحكومة عندما كانت حكومة فعلية واين خلية الازمة وما هي السياسات التي رُسمت".

واشار السيد نصر الله الى انه "كان هناك غياب تام في موضوع ساحل العاج ولكن عندما يكون هناك خطر على اللبنانيين بدل ان نتعاون كدولة لمواجهة هذه الكارثة الوطنية يتم فتح النار من قِبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ونوابه على الخارجية هل هذا وقته اليوم؟ هذا يظهر عقلية ادارة قضايا وطنية بهذا الحجم"، داعيا "الجميع لوضع الخلافات جانبا لان هناك آلاف العائلات اللبنانية المنكوبة ويجب الوقوف الى جانبهم"، مؤكدا ان "اي كلام تعاطف يبقى عاجزا امام ما عانته هذه العائلات واليوم هذه العائلات تطلب من المسؤولين اللبنانيين ان يكونوا الى جانبهم في مواجهة هذه المحنة لمواجهتها على كل صعيد".

كما تناول السيد نصر الله في كلمته الموقف والكلام الاخير لرئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عن ايران، قال السيد نصر الله "نحن نفتخر ونعتز بعلاقتنا مع بإيران وتحالفنا معها وعلاقتنا وتحالفنا مع سوريا ودول اخرى"، واضاف "لن تجدوا لنا ويكيليكس لان ما نقوله بالعلن هو ما نقوله بالسر"، وتابع "لكن لا يمكن السكوت عندما يُساء الى دولة وقفت الى جانب لبنان على كل صعيد"، مذكرا انه  "لولا مساعدة إيران ولولا وقوفها الى جانب لبنان لما تعمر لبنان"، مشيرا الى انه "اذا كان هناك احد ما زعلان لأننا اسقطنا حكومته فلا علاقة لايران بالموضوع".

عن الوضع في البحرين، لفت السيد نصر الله الى ان "الانباء الواردة من البحرين تشير الى ان السلطات هناك ستطرد 10 لبنانيين"، معتبرا ان "هذا يدل على ضيق صدر حكومة البحرين وانها لا تتصرف بعقل ومسؤولية"، واضاف انه "إذا كانوا يعتقدون أنه من خلال الضغط على اللبنانيين في البحرين ان هذا الامر يمكن ان يعدل من مواقفنا فهذا خطأ"، داعيا "حكومة البحرين الى عدم الاقدام على هذه الخطوة الخاطئة لانها لن تحقق اي هدف من اهدافها سوى المزيد من التعقيد".

وحول الاحداث التي شهدها سجن رومية، أسف السيد نصر الله "لادعاءات فريق 14 آذار بأن حزب الله هو من حرك هذا الموضوع وحرض اهالي السجناء"، وشدد على ان "المشكلة الحقيقة في السجون ان الكثافة كبيرة ولا تساع السجون لهذه الكمية من المسجونين ويجب تحّمل المسؤوليتة ومعالجة الموضوع وتحسين الادارة والقيام بالعديد من الخطوات وإلا سيبقى هذا الجرح مفتوح"، مؤكدا "الجهوزية للقيام بكل جهد للمساعدة لأن هذا الموضوع انساني بالدرجة الاولى".

في موضوع تشكيل الحكومة، رأى السيد نصر الله انه "منذ اليوم الاول وعندما حصلت الاستشارات استُخدمت لغة مذهبية"، واشار الى انه "بحسب اتفاق الطائف الذي ترفع رايته قوى 14 آذار هناك غالبية نيابية تسمي رئيس حكومة"، مضيفا انه "بالشكل تقدم الموضوع كأن الشيعة يسمون رئيس الحكومة السني وهذا غير صحيح بل هناك كتل نيابية تشاورت فيما بينها"، مؤكدا انه "من المعيب على قوى 14 آذار وتيار المستقبل ان يستخدموا هذا الموضوع بسياق غير منصف"، مضيفا ان "الجميع يعرف ان هذه كذبة ولن تؤدي الى نتيجة وسياسة التحريض لن تؤدي الى نتيجة".

وشدد السيد نصر الله على انه "ليس حزب الله من يشكل الحكومة بل نحاول ان نساعد كما غيرنا والكل حريصون على ان تشكل الحكومة باقرب وقت ممكن"، ولفت الى ان "هناك خطوات تقدمنا وتقريبا وصلنا الى نتيجة".

 

الراعي التقى المكرسين والرهبانيات ودعا الى الوحدة بالمسيح واعلاء شأن الكنيسة

وطنية - بكركي - 9/4/2011 ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا في "كابيلا القيامة - البطريرك صفير" في الباحة الخارجية للصرح البطريركي بمناسبة لقائه المكرسين والمكرسات والرهبانيات النسائية والرجالية في لبنان، عاونه فيه المطران منجد الهاشم والرؤساء العامين للرهبانيات اللبنانية، وخدمت القداس جوقة الروح القدس - الكسليك. بداية ألقى الرئيس العام للرهبانية الانطونية الاباتي بولس التنوري كلمة لفت فيها الى أهمية المكرسين والمكرسات في الكنيسة، وقال:" الكنيسة دون الحياة المكرسة لا تكون كنيسة كما أرادها السيد المسيح. وقد جئنا اليوم لكي نعبر عن تضامننا مع غبطتك وجميع البطاركة والاساقفة، ولكي نسمع ونعيش توجيهات الكنيسة لكي نحقق رغبة المسيح فينا من خلال تعاليمكم، ولنكون مقدامين في نشر رسالة الشركة والمحبة في قلب العالم".

العظة

وبعد قراءة الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة جاء فيها:"استودعنا الرب يسوع كوصية أخيرة عزيزة على قلبه، قبيل موته لفداءنا وخلاصنا، ترك لنا وصية الوحدة به، ان نكون واحدا به، نحن المؤمنين والمؤمنات به، وحدة عزيزة على قلبه لان بها يتكون جسده السري الذي هو الكنيسة، بغنى المواهب، والاعضاء، وبغنى الاعمال والخدم، عزيزة على قلبه الوحدة لانها تعطي مصداقية لرسالتنا في إعلان سر المسيح الذي هو مبدأ وحدتنا جميعا. وكون وحدتنا أساس شهادتنا للمحبة التي تجمع كل الناس. هذه صلاته يستودعها قلوبنا اليوم لنكون واحدا فيه، كما هو مع الآب واحد". وتابع:" لقد تفضل قدس الاب العام بولس التنوري وتكلم باسم الجميع وباسم مجلس الرؤساء العامين ومكتب الرئيسات العامات، لافتا الى ان اللقاء هذا يأتي من أجل الصلاة والتضامن والالتزام. الصلاة مع الكنيسة من اجل نجاح الرسالة التي أوكلت الى البطريرك الجديد، والتضامن معه ومع الكنيسة في حياة كنيستنا ورسالتنا والالتزام للانطلاق لعملنا الرسولي المشترك". واذ حيا جميع الحاضرين باسم "مجمعنا المقدس وباسم أبينا صاحب الغبطة - البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الذي قاد كنيستنا خمسا وعشرين سنة، بمحبة واخلاص وجد وفتح أمامنا مجالات واسعة للرسالة، أكان في لبنان أم في بلدان المشرق وبلدان الانتشار"، طلب البطريرك الراعي من المشاركين في القداس "الصلاة له وللرسالة التي ألقيت على كاهله، ودعوتهم ومؤازرتهم وتعاونهم من أجل إعلاء شأن الكنيسة، لتكون واحدة، وإعلان سر المسيح الذي يجمعنا وإعلان سر المحبة".

أضاف:" "شركة ومحبة" عنوان خدمتي البطريركية وهما في صميم الحياة المكرسة. الاتحاد بالله والوحدة في ما بيننا، وكلها تهدف في عيش المحبة الكاملة".

وعاهد البطريرك الرهبان والراهبات والمكرسين والمكرسات والعلمانيين والعلمانيات "الصلاة والعمل من أجل إعلاء شأن الحياة المكرسة الرهبانية في الأديار والمكرسة في العالم". واصفا إياهم "بالكنز الكبير في كنيستنا وكنائسنا جميعا"، فالرهبانيات "قلب الكنيسة النابض، اذ لولاها لكانت الكنيسة مشلولة".

أضاف:" تفخر الحياة المكرسة بانها أهدت الكنيسة ليس فقط رهبانا وراهبات تجلت فيهم نعمة المسيح ومحبته وأعطت للكنيسة وجوها مسيحية مشرقة، وكهنة ورهبانا وراهبات وأساقفة وبطاركة وقديسين وقديسات". وتطرق غبطته الى ما جاء في توصيات السينودس من أجل الشرق الاوسط متوقفا عند "العناصر الاساسية للحياة الرهبانية التي تشكل جوهرها لتكون في خدمة الشركة والمحبة. والالتزام باتباع يسوع المسيح، السير على خطاه، التشبه بفضائله، ولا سيما بفقره وطهارته وطاعته التي وصلت به الى قمة المحبة ببذل ذاته عنا على الصليب، والعنصر الثاني هو أمانتنا لروحانية ورهبانياتنا التي تصل شخصية كل واحد منا لكي يكون مثل حجر حي في بناء الكنيسة".

وشدد على ان "الحياة الرهبانية سعي الى القداسة"، داعيا الى "التنقية المستمرة، كي ترفعنا عن شهوات الدنيا التي تفسد العالم، شهوة العين وشهوة الجسد وكبرياء الحياة، وهذه التي نحن التزمنا بها عبر نذورنا الثلاثة، شهوة العين هو نذر الفقر، شهوة الجسد نواجهها بالعفة، وكبرياء الحياة بنذر الطاعة. لكي نستيطع ان نستنير مصغين الى كلام الله وندخل في عمق مشروعه الخلاصي". وتساءل: ماذا تريد الكنيسة منا؟ وأجاب:" الكنيسة تطلب المشاركة في عملها الرعوي وهنا دور الرهبان والراهبات عبر التنسيق الكامل والتعاون مع مطارنة الابرشيات، لان الرهبانيات هي في قلب الكنيسة ورسالتها. ومن أجل العمل الرعوي والرسولي".

وشدد على ضرورة "ان نكون حاضرين في كل مكان، وهذا يتطلب حسن توزيع الاشخاص في المؤسسات من أجل التنسيق والتعاون بين الرهبانيات والابرشيات ومن أجل خدمة أفعل وأشمل في المناطق المحرومة من حضورنا في لبنان، ملتزمون بهذا العالم العربي، فنحن ننتمي اليه بالعمق ولنا مسيحيون فيه، هم ايضا بحاجة الى رهبانيات نتطلع الى الدائرة الأوسع عالم الانتشار حيث كل أبناء كنائسنا منتشرة هنا وهنالك". وختم شاكرا للرب على الدعوات الرهبانية، راجيا "ان تزدهر وتنمو وتتكاثر، لان الحصاد كثير يقول الرب والفعلة قليلون، لكن رب الحصاد هو الكفيل بان يرسل فعلة الحصادة".

 

استقبال حاشد للبطريرك خلال زيارته الراعوية إلى أبرشية أنطلياس

الراعي: نحن بحاجة لمؤازرة الجميع لبناء الكنيسة وهكذا نبني جسد المسيح الواحد

بشارة: ورشة الاصلاح منوطة بالاساقفة والكهنة وعلى عاتقهم يقع عبء التوجيه

وطنية - 9/4/2011 - بدأ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم زيارة راعوية لأبرشية انطلياس المارونية تستمر يومين. وعلى وقع قرع الاجراس وموسيقى الجيش اللبناني وصل الراعي الى كنيسة مار بطرس وبولس في قرنة شهوان يرافقه راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران يوسف بشارة وكان في استقباله رئيس بلدية قرنة شهوان - بيت الككو جان بيار جبارة واعضاء المجلس البلدي والمخاتير، كاهن الرعية الاب موسى الحلو ولجان الاوقاف وعدد من الكهنة والرهبان والجمعيات الكنسية وحشد من ابناء المنطقة والجوار. بعد الصلاة في الكنيسة قدم رئيس البلدية للبطريرك مفتاح البلدة الذهبي وتوجه الراعي الى الجموع بكلمة فقال:"أشكركم على هذا المفتاح الذهبي ولكن قبل ذلك انا استلمت مفتاح قلوبكم الذهبية خصوصا القلب الذهبي لسيدنا المطران يوسف بشارة راعي هذه الابرشية الذي كان قلبه الذهبي المفتاح لهذه الزيارة اليوم".

أضاف:"أشكر كل من حضر لهذه الزيارة وأحيي أطفالنا الذين يحملون شعار "مستقبلنا بين يديك" وأحيي أهلهم وكل من يهتم في تربيتهم وعلينا ان نحمل جميعا مستقبلهم بين أيدينا لان لا مستقبل لنا من دون الاطفال ومن دون الشبيبة. معكم اليوم نبدأ زيارة راعوية لابرشية انطلياس وأحمل معي محبة سيدنا البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ووجوده معنا في البطريركية ضمانة كبيرة لنا وأحمل معي عبر سيدنا المطران يوسف وانا كل تحية ومحبة مجمعنا المقدس وكل المطارنة الذين بنعمة الروح وبصلواتكم اختاروا بطريركا جديدا ووقع الاختيار علي انا". وقال:"أشكر صلاتكم التي رافقتنا في خلال المجمع الانتخابي والتي ساهمت في ان يكون الروح القدس حاضرا معنا وعشنا ايام فرح ومحبة ما جعلني أختار شعار لبطريركيتي "شركة ومحبة". بدأنا اليوم مسيرتنا وأشكر كل من هنأنا في بكركي وأشكرهم على محبتهم للكنيسة ولشخص البطريرك، لكن في الوقت نفسه، هناك هموم وتطلعات وانتظارات، نحن نطلب صلاتكم ومؤازرتكم كلنا معا يدا بيد انطلاقا من مجمعنا ومع مطارنتنا والكهنة والرهبان والجمعيات، ونحن اليوم في أبرشية تمتاز بحيويتها ومطرانها هو عراب المجمع البطريركي الماروني وأحيي كل أبناء أبرشية انطلياس ونضع هذه الزيارة تحت حماية أمنا العذراء وتحت عناية الرسولين بطرس وبولس ليكونوا لنا حماية في ايماننا المسيحي لنعيش شركتنا بالاتحاد بالله ويحملون روابط محبتنا لبعضنا البعض".

في المطرانية

ومن كنيسة مار بطرس وبولس شق البطريرك الراعي طريقه وسط الجموع متوجها الى مطرانية قرنة شهوان حيث استقبله كهنة رعايا الابرشية الذين رافقوه الى الكنيسة على وقع الترانيم الدينية.

بشارة

وبعد رفع الصلاة ألقى المطران يوسف بشارة كلمة فقال: "يسرنا ولفيف الكهنة ان نرحب بكم في زيارتكم الاولى للابرشية التي بها تدشنون عهدا جديدا في زيارة الابرشيات لتلتقوا بابنائها وتطلعوا على احوالهم وتحملوهم توجيهاتكم الابوية والراعوية، ولقد عبرت الوفود التي تقاطرت الى بكركي لتهنئتكم عن ارتباطها العميق بالبطريركية وبشخصكم الكريم واعربت عن تمنياتها بنجاح رسالتكم على الصعد الكنسية والوطنية. وتجاوبتم مع اماني الشعب المؤمن اذ اعربتم لهم في كلماتكم العفوية وبخاصة في خطاب التولية عن عزمكم على بدء ورشة الاصلاحات في الهيكليات الكنسية والمجالات المتنوعة للعمل الرسولي، تطبيقا لمقررات وتوصيات المجمع البطريركي والارشاد الرسولي رجاء جديد للبنان وسائر المجامع ولا سيما المجمع الفاتيكاني الثاني". وأضاف:"تدركون تماما يا صاحب الغبطة ان ورشة الاصلاح منوطة بالدرجة الاولى بالاساقفة ومعاونيهم الكهنة، فعلى عاتق الاساقفة يقع عبء التوجيه وخلق الاطر الملائمة للعمل وعلى عاتق الكهنة يقع عبء التنفيذ بالتعاون مع العلمانيين الملتزمين بايمانهم وبحياة الكنيسة، وهذه مهمة دقيقة وشاقة لانها تتطلب اقتناعا ومثابرة اقتناعا بان الكنيسة جسم متكامل الاعضاء تأتمر بالرأس وتسهم في خير الجسد كله على تنوعه، ومثابرة لأن التوجيه أو العمل الذي لا يتابع يسقط ولا يأتي بكبير فائدة".

وتابع: "على صعيد أبرشيتنا، حاولنا أن نطلق هذه الورشة منذ سنوات عندما اتخذنا شعارا "معا في الخدمة لبنيان الكنيسة"، فعقدنا مجمعا أبرشيا لتطبيق المجمع البطريركي انطلق في سنة 2006 وأعلنا توصياته في احتفال كبير في 7 تشرين الثاني 2010 وأسسنا المجلس الأبرشي الراعوي والمجالس الرعوية في عدد من الرعايا منذ اقرت انظمتها في تسعينيات القرن الماضي، وهذا يدل على تجاوب الكهنة أبرشيين ورهبانا مع التوجيهات الكنسية وانضباطهم في تطبيقها وانخراطهم وفرحهم في الخدمة الرعوية وهذه مناسبة لاجدد لهم الشكر وادعو لهم بدوام الصحة والتوفيق". وقال:"تتولى اجتماعاتنا الشهرية التي يعدها المجلس الكهنوتي الذي ينعقد شهريا ويدرس أوضاع الكهنة والابرشية ويختار مواضيع رياضات الصوم وفي رصيده اطلاق صندوق تقاعد الكهنة في بداية سنة 2002، وتغيير نمط الرياضات السنوية الكهنوتية فبدلا من ان تكون جماعية اصبحت موزعة على عدة رياضات صامتة مبدئيا وتضم عددا محددا من الكهنة لمزيد من الفائدة الروحية الشخصية، وترسيخا لروح الاخوة والتعاون الرعوي قسمت الابرشية الى ستة قطاعات يجتمع كهنة كل قطاع شهريا للتداول في العمل المشترك". وختم:"أشكر لغبطتكم هذه الزيارة المباركة معربا لكم باسمي وباسم الكهنة عن مشاعر التقدير والصلاة على نيتكم حتى تتابعوا رسالة البطاركة العظام لما فيه خير الكنيسة والوطن".

الراعي

ورد البطريرك الراعي بكلمة شكر فيها المطران بشارة والجسم الكهنوتي في أبرشية انطلياس التي ينتمي اليها، معتبرا نفسه "هدية الابرشية للكنيسة الذين اختاروه بنعمة الروح وثقة المطارنة ومحبتهم". وقال:" انا سعيد بهذه الزيارة الراعوية التي أفتتح فيها خدمتي البطريركية مع اخوتي المطارنة في المجمع المقدس، وانا سعيد ان أكون اليوم في رعية وأبرشية الجذور، التي فيها تعمدت وتثبت ونشأت وانطلقت الى الحياة الرهبانية، وكانت مرجعنا الكبير وكنا محظوظين بمطارنة أحببناهم وأحبونا ونذكر المطران فرنسيس ايوب الذي تثبت على يده كطفل في حملايا وأذكر محبته الكبيرة وروحه التنظيمية في الكنيسة، ولا يمكننا ان ننسى حبيب القلوب المطران الياس فرح الذي، حتى آخر لحظة في حياته، كان يوجهنا نحو المستقبل وكنا نغرف من محبته وتوجيهاته كل محبتنا الكهنونية وكان رائدا في تثقيف الكهنة وانطلاقتهم وتربيتهم". أضاف:"النعمة الالهية أرسلت لنا المطران يوسف بشارة الذي تربطني به صداقة كبيرة وأحييه ونحن نحتفل معا هذه السنة باليوبيل الاسقفي الفضي وأتمنى لك سيدنا كل السنين الحلوة الغنية. لقد أغنيت الكنيسة وإذا أردنا أن نختصر بكلمة سيدنا يوسف بشارة نقول "هو محب الكنيسة". وتابع:" في هذه الأبرشية كلنا نعلم كيف انطلق بشعار "معا لبنيان الكنيسة"، وفي المجمع كنا نستمد القوة من بعضنا ونحن روح واحدة وقلب واحد وفكر واحد وأشكره على الصورة التي اختارها وضم شعار "شركة ومحبة" الى شعار الابرشية "معا في الخدمة لبنيان الكنيسة". انا اليوم سعيد في تجديد هذا الايمان وفي تجديد هذه المحبة للكنيسة".

وتوجه الى المطران بشارة قائلا:"أعاهدك اليوم ان كل همومك وتطلعاتكم للكنيسة مسكوبة في قلبي وسنحملها معا "في الخدمة لبنيان الكنيسة"، وأؤكد أن ضمانة تطبيق المجمع البطريركي بهيكليته وأبعاده في لبنان وفي العالم العربي وبلاد الانتشار هي وجود سيدنا المطران يوسف بشارة. نحن بحاجة لمؤازرة الجميع لبناء الكنيسة وهكذا نبني جسد المسيح الواحد وكلنا حجارة في الكنيسة ولكل منا دوره ومكانه ولكن سيد الكنيسة كلها هو المسيح وبانيها هو المسيح".

 

سليمان التقى بارود ووفد ديوان المحاسبة وشدد على وجوب تهدئة الخطاب السياسي وتغليب لغة الحوار

وطنية - 9/4/2011 رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وجوب تهدئة الخطاب السياسي وتغليب لغة الحوار، داعيا المعنيين بالشأن العام من مسؤولين ومرجعيات وقيادات الى تغليب المصلحة العامة للبنان التي تجسد الارادة الوطنية الجامعة لابنائه وتلك المقررة في مجلس الوزراء. وجدد التأكيد ان الامور الداخلية لا تعالج الا بالحوار وروح التعاون والوفاق الوطني، مكررا الدعوة الى تحاشي السجالات التي ثبت ان لا طائل منها، والمواقف التي تزيد الامور تعقيدا على المستوى الداخلي من حيث ترسيخ السلم الاهلي والاستقرار الامني والاقتصادي ومصالح اللبنانيين، او على المستوى الخارجي إذ ترتكز سياسة لبنان الخارجية على مبدأ الابتعاد عن المحاور وتلافي جعله ساحة للصراعات الاقليمية والدولية وتنطلق من ثابتة اساسية هي السعي الدائم لتعزيز التقارب والتضامن والعمل العربي المشترك والحفاظ على العلاقات المميزة مع دول المنطقة.

بارود

وفي نشاطه، عرض سليمان مع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود للاوضاع الامنية والمعالجات ذات الصلة بمسألة السجون.

ديوان المحاسبة

وتسلم من وفد مجلس ديوان المحاسبة برئاسة القاضي عوني رمضان التقرير السنوي عن أعمال المجلس.

 

كبارة: نطالب ايران بوقف تدخلها السافر في شؤوننا

وطنية -طرابلس- 9/4/2011 رد النائب محمد كباره امام زواره في مكتبه في طرابلس على الكلام الذي صدر عن المسؤولين الايرانيين وقال:"غريب أمر إيران، نطالبها بوقف التدخل السافر في شؤوننا وشؤون المجتمعات العربية فترد بتأكيد تدخلها، وتحاول أن تعطينا دروسا كيف نتعامل مع شعبنا". وأضاف:"غطرسة إيران، بل عدم ترددها في تأكيد تدخلها في شؤوننا، لا يشبه سوى غطرسة حزبها المسلح الذي يحتل أجزاء من لبنان، عندما لم يتردد في اعتبار اعتداءاته على حرمات المنازل والآمنين والنساء والأطفال في 7 أيار العام 2008 بأنها "يوم مجيد". نطالب إيران بعدم التدخل في شؤوننا، ونعلن رفضنا التحول إلى محمية فارسية، فترد باتهامنا بأننا نخدم المحور الصهيوني - الأميركي. نقولها بصراحة لمن يريد أن يفهم في الدولة الايرانية، ولمن يريد أن يسمع من وكلائها المحليين: نحن لا نريد شيئا من أحد سوى عدم التدخل في شؤوننا. نحن لا نعادي إلا من يعتدي علينا، نعادي إسرائيل وكل من يعتدي علينا، ونعادي أي سلاح يوجه إلى سيادتنا واستقلالنا وهويتنا اللبنانية العربية". وأردف كبارة: "نحن لسنا أتباع فارس، كما لسنا أتباع إسرائيل أو أميركا. وإذا كانت دولة الفقيه تريد أن تواجه مشروعا أميركيا مزعوما فلتواجهه على أرضها، وبشعبها، وبمصالحها، وليس على حساب سيادتنا وشعبنا ولحم أهلنا وكرامتنا الوطنية. فلتفهم إيران أننا لا نتدخل في شؤونها، ولتفهم أن من ينتقد تعامل الدول الأخرى مع شعوبها عليه أولا أن يعترف بإساءاته إلى شعوبه التي تعيش على ما يسمى حتى اللحظة بالأرض الإيرانية". وأكد انه "على الدولة الايرانية أن تحسن التعامل مع مشاكلها الداخلية، عليها أن تمتنع عن اضطهاد شعوبها، عليها أن تسمح للايرانيين بممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وممارسة هوياتهم الثقافية بحرية، وممارسة حقوقهم في التعبير بحرية. وإذا فعلت ذلك، فستتوقف تلقائيا عن التدخل في شؤوننا. فلتفهم دولة الفقية الفارسي أنها لن تقدر على إخضاع اللبنانيين، ولن تقدر على طمس هويتنا الوطنية وثقافتنا القومية لأننا لبنانيون عربا، ولسنا فرسا من أتباع ولاية الفقيه". وختم كبارة:"نكرر مع دولة الرئيس سعد الحريري رفضنا للتدخل الإيراني السافر، نعم السافر، في شؤون خصوصيات مجتمعنا، ولن نتحول يوما إلى محمية تحت إرهابها. لذلك على إيران أن تتعظ هي من ثورات الشعوب في المنطقة، لا أن تهددنا بها. فهذه الثورات ستصيبها وتصيب أتباعها حتما، وإن غدا لناظره لقريب".

 

حد أبرز شيوخ قبائل سوريا أكد "ألا رجوع للوراء حتى تحقيق الحرية": النظام السوري عصابة

شنّ أحد أبرز شيوخ القبائل في سوريا، شيخ قبيلة البكارة نواف البشير هجوماً لاذعاً على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، داعياً إيّاه إلى "إطلاق حوار وطني" مع المحتجين المطالبين بإطلاق الحريات بدلاً من "الإيغال في اراقة دماء الشعب السوري". وقال البشير عبر الهاتف لوكالة "فرانس برس" من مدينة دير الزور: "أرى أن ما زال هناك أمل اللحظة الأخيرة قبل ان يوغل النظام في إراقة الدماء، وعلى النظام السوري ان يطلق حواراً وطنياً بين السلطة والشعب وعلى رأسه شباب الثورة، ضمن جدول اعمال وزمن محدد". وأضاف البشير: "نؤمن بالتغيير الديمقراطي السلمي"، مشدداً على ان الحوار الوطني الذي اقترحه يجب ان يفضي الى "قانون أحزاب وصحافة جديد وإلى إلغاء المادة الثانية من الدستور" التي تكرس هيمنة حزب البعث على السلطة. وسخر البشير من اتهام السلطات لـ "عصابات مسلّحة" بإطلاق النار على المتظاهرين وقوى الأمن خلال الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ منتصف الشهر الماضي والتي اوقعت عشرات القتلى، وقال: "إن ثورة الشباب ثورة سلمية لا تستعمل القوة، بل إن بلطجية النظام وأزلامه الأمنيين هم من يطلقون النار على المتظاهرين، وإذا كان هناك عصابة، فهذا النظام هو العصابة ولكنها عصابة يحميها القانون". وتابع البشير: "لقد استعبدونا، عشنا اربعين عاما من الذل والمهانة والقتل العشوائي والسجون، ولكن اليوم لم نعد نخاف من هذا النظام". كما أكد أن التظاهرات ستستمر في سوريا "حتى يسترد الشعب السوري حريته وكرامته والعدالة التي حرم منها، لا رجوع الى الوراء". هذا ويشار إلى أن عدد أفراد قبيلة البكارة يبلغ بحسب البشير أكثر من 1,5 مليون شخصاً ينتشرون من شرق سوريا الى غربها. وبسبب نشاطاته المعارضة فإن البشير ممنوع من السفر، كما يؤكد، منذ 16 عاماً، كما استدعي للتحقيق خلال السنوت الاخيرة "اكثر من 75 مرة". (أ.ف.ب.)

 

درعا تغرق في بحر دماء والنظام يتعلل بالمخربين 

نيقوسيا - القناة + وكالات : 9/4/2011 

  قامت قوات الأمن السورية أمس الجمعة بمجزرة بشعة في مدينة درعا بعد أن قامت بإطلاق وابل من الرصاص الحي على المتظاهرين بعد خروجهم من صلاة الجمعة للتظاهر ضد حزب البعث الحاكم، فيما أعلن التلفزيون الرسمي السوري مقتل 19 شرطياً على يد عصابات مسلحة تسللت داخل المتظاهرين. ويقول مراقبون: إن (الفبركة الحكومية) بقتل 19 شرطياً على يد عصابات مسلحة ما هي إلا (لعبة مكشوفة) للتهرب من المسؤولية عن مقتل أكثر من 30 متظاهراً في مدن عدة بسورية على يد قوات الأمن. إلى ذلك، أكدت مصادر من المعارضة السورية أن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات واسعة فى مدينة دير الزور في شرق البلاد. وفي التفاصيل، أكدت مصادر مسؤولة مقتل 30 مدنيا في تظاهرات درعا السورية الجمعة. وكان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية قد أعلن مقتل 19 عنصرا وجرح 75 عنصرا من قوات الشرطة والأمن إثر إطلاق (مجموعات مسلحة) النار عليهم في درعا التي تقع على بعد 100 كلم جنوب العاصمة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن المصدر أن (عدد الشهداء من قوات الشرطة والأمن ارتفع إلى تسعة عشر شهيدا وخمسة وسبعين جريحا بإطلاق النار عليهم من مجموعات مسلحة في مدينة درعا الجمعة).  وانطلقت تظاهرات حاشدة في العديد من المدن السورية بعد صلاة الجمعة، والتي أطلق عليها (جمعة الصمود)، تطالب بالحرية تلبية لنداءات ناشطين. وفي مناطق شرق سورية التي يقطنها غالبية كردية اندلعت احتجاجات حاشدة، وذلك بعد يوم واحد فقط من عرض الرئيس بشار الأسد منح أكراد كانوا يصنفون على أنهم أجانب الجنسية السورية. وقال الناشط الكردي حسن كامل، وهو عضو بارز في الحزب الديمقراطي الكردي، في تصريحات لوكالة رويترز، إن لفتة المواطنة التي عرضها الأسد لم تؤد إلا لإشعال الشارع، موضحاً أن القضية الكردية قضية ديمقراطية وحرية وهوية ثقافية.

 وشهدت مدينة درعا الواقعة أقصى جنوب سورية أعنف المظاهرات وأكثرها دموية، حيث تجمع حوالي عشرة آلاف متظاهر في ساحة السرايا في منطقة درعا المحطة بالرغم من التواجد الأمني غير المسبوق في المنطقة وحصار قوات الأمن لها لمنع المتظاهرين في درعا المحطة من الالتقاء بمظاهرة درعا البلد.

وقال أحد الشهود رأيت بركا من الدماء وثلاث جثث في الشارع ينقلها أقارب في منطقة المحطة. وأفاد شهود أن محتجين أشعلوا النار في مقر لحزب البعث وحطموا تمثالا لباسل الأسد الشقيق الراحل للرئيس بشار في المدينة. وأفاد شهود عيان عن وقوع العديد من الإصابات إثر إطلاق نار كثيف استهدف المتظاهرين. وفي اللاذقية هناك تجمعات لتظاهرات حاشدة في منطقتي الشيخ ضاهر والصليبة. وخرج المئات من منطقة سري كانيي في محافظة الحسكة استجابة لنداء حركة الشباب الكردي (جوانين كرد)، وقد انضمت إليهم أعداد كبيرة من العرب.

وفي عامودا خرج حوالي 3000 شخص يرفعون العلم السوري، وفي مدينة القامشلي خرج 10 آلاف شخص إلى الشوارع، وردد المتظاهرون شعارات أبرزها أن الحركة الكردية هي الممثل الشرعي للشعب الكردي، وأن العشائر لا تمثل الشعب الكردي, وهتافات (الحرية، الشعب السوري واحد، الشهيد لا يموت). وفي حمص انطلقت المظاهرات من دير بعلبة والوعر باتجاه المدينة، ووجهت نداءً إلى جميع القرى وأبناء المدينة للالتحاق بهم، ولا يوجد أي إطلاق نار أو غازات حتى اللحظة.

ويقول مراقبون وناشطون إن تظاهرات الجمعة التي عمت العديد من المدن السورية هي رسالة واضحة للنظام في دمشق، يقرأ منها أن جملة الإصلاحات التي أعلنت عنها القيادة السياسية دون مستوى تطلعات الشارع السوري. ويؤكد ناشطون من تجمع (شباب الانتفاضة) الكردي، وهو المحرك الرئيس للحركة الاحتجاجية في المدن الكردية، أن الحرية هي المطلب الرئيس للأكراد لا الجنسية. ويقول أحد نشطاء التجمع، لقناة العربية الفضائية : (لا نقبل الرشاوى، وليس بإمكان أحد تحييد الشباب الكردي عن حركة الشارع السوري برمته).

وكان الناشط يقصد مرسوماً رئاسياً سيتم بموجبه إعادة تجنيس الأكراد الذين جردوا من هوياتهم السورية في إحصاء استثنائي جرى عام 1962. وأبلغ نشطاء آخرون أن (دائرة التظاهرات اتسعت في المدن الكردية هذا الأسبوع لتشمل مدينتي الدرباسية وديريك، إلى جانب القامشلي وعامودا التي تشهد جميعها مظاهرات الجمعة). ورفع المتظاهرون، لافتات كتب عليها (من يعوضني عن فقداني الجنسية 49 عاماً)، (وجهاء العشائر لا يمثلون الشعب الكردي، فلهم من يمثلونه)، (الحرية لا الجنسية)، لا لقانون الطوترس نعم لتغيير الدستور. 

 

المعلّم: المخرّبون يريدون جرّ العنف لسوريا وهذا ما لم يعد ممكناً السكوت عنه

(سانا) اجتمع وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل ظهر اليوم بسفراء الدول المعتمدين في دمشق وتناول معهم الأحداث التي جرت يوم أمس في مدينة درعا، بحسب ما أفادت وكالة "سانا" السورية الرسمية للأنباء. وقد أكد المعلم على "مشروعية المطالب الشعبية وعلى ما سبق أن أعلنته سوريا من أنها تعمل للاستجابة لها وفق برنامج إصلاحي يشمل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية وإصلاح القضاء ومحاربة الفساد"، كما شدد على أن "سوريا تحترم حق التظاهر السلمي احتراماً تاماً"، لكنه لفت إلى أن "عناصر مخرّبة استطاعت بحسب ما ظهر من الأحداث الاندساس بين صفوف المتظاهرين وقامت بإطلاق النار على المتظاهرين ورجال الأمن معاً".وإذ اعتبر أن هدف هؤلاء "المندسين" أن "يجروا العنف وأن يحدثوا الفوضى، وهو الأمر الذي أدى إلى خسائر مادية وبشرية مؤسفة"، قال المعلم: "إن مثل هذه الحوادث تؤدي للإضرار الكبير باقتصاد البلاد وسلامة المواطنين وأمنهم، كما أنها محاولة للإساءة إلى سمعة سوريا الدولية، وهذا ما يهدف إليه المخربون الأمر الذي لم يعد يمكن السكوت عنه ويتطلب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار وسلامة الوطن ومواطنيه".

 

الحريري يؤكد وقوف لبنان إلى جانب البحرين‏ 

بيروت - وكالات : 9/4/2011 

طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري من ملك البحرين الجمعة (عدم اعتبار أي موقف من أي تشكيل سياسي في لبنان) موقفا للدولة اللبنانية، في إشارة إلى موقف حزب الله من الحركة الاحتجاجية الاخيرة. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري أن رئيس حكومة تصريف الأعمال (أجرى اتصالا هاتفيا بعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة) جرى خلاله البحث بالعلاقات بين البلدين الشقيقين والتطورات على الساحة العربية. وأكد الحريري لملك البحرين (وقوف الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني إلى جانب سيادة مملكة البحرين واستقرارها)، مضيفا أن (اللبنانيين المقيمين في البحرين يقدرون الضيافة الأخوية التي يحظون بها منذ زمن طويل).  وتابع أن اللبنانيين في البحرين (شأنهم شأن جميع الجاليات اللبنانية في الانتشار عموما والدول العربية الشقيقة خصوصا يحترمون قبل كل شيء قوانين الدول التي يقطنون فيها ولا يقحمون أنفسهم في القضايا الداخلية لهذه الدول بأي شكل من الأشكال). وطلب الحريري من الملك حمد (عدم اعتبار أي موقف من أي تشكيل سياسي في لبنان موقفا للدولة اللبنانية أو للشعب اللبناني متمنيا على القيادة البحرينية عدم تعميم تداعيات مثل هذه المواقف المؤسفة على علاقة البحرين باللبنانيين القاطنين فيها أو بلبنان وشعبه).  وشكر الملك حمد بن عيسى آل خليفة (الحريري على موقفه هذا ووعده بإيلاء المسألة عنايته. كما تم الاتفاق على زيارة يقوم بها الرئيس الحريري قريبا الى البحرين لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين) حسب ما جاء في البيان. وشهدت البحرين التي تحكمها اسرة آل خليفة السنية منذ حوالى مئتي عام، اخيرا حركة احتجاجية كبيرة للمطالبة بالاصلاح السياسي. وأنهت السلطات بالقوة قبل اسبوعين اعتصاما استمر لشهر في المنامة. وقتل في الاحتجاجات التي قادها الشيعة، 24 شخصا بينهم رجال امن، بحسب ارقام وزارة الداخلية. ودعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في 19 آذار/مارس المعارضين في البحرين إلى الثبات حتى تحقيق مطالبهم -والانتصار على الطواغيت-، عارضا عليهم المساعدة ومنتقدا إرسال جيوش عربية إلى المملكة. ودانت البحرين تصريحات نصرالله الذي قالت انه -يمثل منظمة ارهابية-. واوقفت هيئة شؤون الطيران المدني في البحرين رحلات شركتي طيران الخليج وطيران البحرين من والى لبنان ردا على -التدخل في الشؤون الداخلية- للمملكة من جانب حزب الله.

 

ككرة الثلج تكبر كرة النار التي يتقاذفها حزب الله - المستقبل لتمدّها إيران، بمزيد من الوقود "الخصب"! اين لبنان ومصالحه في الحرب المفروضة ؟

المعادلة الجديدة لحزب الله : من يعادي ايران يخدم اسرائيل

موقع الكتائب/ككرة الثلج تكبر كرة النار التي يتقاذفها حزب الله – المستقبل لتمدّها ايران، الكبريت التي اُشعلت بها النار،  بمزيد من الوقود "الخصب"!

فبعد رفض الرئيس سعد الحريري ان يكون " لبنان محمية ايرانية" واشارته الى ان ايران  تخطف تدريجياً المجتمعات العربية ، وبعد ردّ حزب الله عليه بموقف تخويني اعتبر فيه ان " موقف رئيس حزب المستقبل ترجمة أمينة لما سمعناه  "وزير الحرب الأميركي" روبرت غيتس من الرياض حول الدور الإيراني في المنطقة" ، دخلت ايران على الخط  فردّت بدورها متبعة اسلوب حزب الله نفسه...

حرب السجالات في لبنان متوقع لها ان تتوسع، خصوصا وانها دخلت رسميا خضم الصراع العنيف الدائر بين السعودية وايران، والاكيد ان "معركة" قاسية من حلقات الحرب هذه  ستسجلّ مع اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المسائية ."

وسط هذا الواقع المستجد الملتهب يطرح السؤال : هل لدى حكومة يتقدم صفوفها حزب الله وحلفاؤه فرصة ولادة خصوصا وان الرئيس السنيّ المكلف تشكيلها دخل بدوره ساحة الحرب ولو بطريقة غير مباشرة عبر غمزه من قناة الحريري من دون ان يسميه، واعتباره "انه من غير المفيد اعلان مواقف من مسؤولين لا تعكس موقفا لبنانياً واحداً ولا تعبر فعلاً عن ارادةٍ لبنانية جامعةٍ خصوصا اذا كانت المواقف التي تعلن اليوم تختلف عما سبق ان اعلنه المسؤولون انفسهم في مناسبات سابقة"؟ وهل تستطيع تلك الحكومة ان تبصر النور في وقت تعيش المنطقة العربية على فوهة البركان؟

وفي وقت ترتفع السنة نار السجالات في لبنان، يطلق النار على المتظاهرين في سوريا الذين ردوا على "اصلاحات الاسد" في "جمعة الصمود"، حيث احتشدوا في مدن سورية عدّة مطالبين بالحرية، وسط قمع تمارسه بحقهم القوى الامنية ما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى.

ايران تردّ على الحريري وتدعوه الى فهم اسس الثورات الشعبية

اذاً رد الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست على مواقف الرئيس سعد الحريري حول السياسة الإيرانية في المنطقة، فرأى أنَّ "اتخاذ مواقف مضللة وفي اطار مصالح المحور الأميركي – الصهيوني لا تصب في مصلحة لبنان فحسب بل تشكل تحدياً لاستقرار المنطقة واستقلالها". ودعا الحريري إلى "فهم أسس الثورات الشعبية في الشرق الأوسط العربي بشكل صحيح وأن يعتبر بأنَّ أساس الحكم يكمن في احترام عزة الشعوب وشموخها واستقلالها وتجنب التبعية للغرب لاسيما أميركا والصهيونية."

والحريري يردّ على الردّ

بدوره ردّ الحريري على الردّ الايراني ببيان  صدر عن مكتبه الاعلامي معتبرا ان "الاتهامات التخوينية الصادرة على لسان الناطق باسم الخارجية الإيرانية بشأن اندراج كلام الرئيس الحريري في إطار مصالح المحور الأميركي - الصهيوني ما هي سوى هروب للأمام ومحاولة للتغطية على المشاكل الحقيقية بشعارات ممجوجة ومكررة بمناسبة أو من غير مناسبة.  واضاف البيان:" المطلوب من النظام الإيراني، عوضا عن تكريس وقته وجهده للرد على المسؤولين في لبنان والبحرين والعراق وفلسطين والكويت ومصر واليمن والمغرب والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، الكف عن التدخل في شؤون هذه البلدان وإثارة النعرات بين أبنائها والعودة إلى شروط حسن الجوار".

قاووق: من يعادي ايران يخدم اسرائيل

الردود المحلية على كلام الحريري اتت بالجملة ايضا، فرأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "إيران تشكل شريكا أساسيا في كل إنجازات وانتصارات المقاومة في لبنان"، مشيرا إلى أن "الذين يريدون إيران عدوا بديلا لإسرائيل إنما يخدمون مشاريع أعداء الأمة".

وهاب: كلام الحريري اكبر من ان يتحمله

بدوره اعتبر رئيس حزب "التوحيد العربي" الأسبق وئام وهاب ان الحريري "ينفذ اجندة اميركية - سعودية لأن الكلام اكبر من ان يتحمله هو ولبنان"، لافتا الى ان "ايران تدخلت في لبنان لدعم المقاومة والتحرير ولكن الفتنة نعرف من دفع اموالها ودفعها، اما السعودية فدفعت الصراع الطائفي والمذهبي في لبنان الى اقصى مداه".

جنبلاط: لا لسياسة المحاور

اما رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط  فدعا الى "الابتعاد عن سياسة المحاور التي لا تفيد وأن نعود بعد تشكيل الوزارة الى طاولة الحوار وهيئة الحوار، على قاعدة لا لاستخدام السلاح في الداخل، ونعم لبناء استراتيجية دفاعية واضحة تستوعب تدريجياً سلاح المقاومة في الجيش والدولة، وهذا الامر لا يحل في لحظات، وهذا الأمر يحتاج  أشهر أوربما سنوات !!!".

فتفت ل Kataeb.org: كلام الحريري ردة فعل

في المقابل، اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت لموقع kataeb.org ان "كلام الرئيس الحريري هو ردة فعل على التصاريح الايرانية الاخيرة التي اعتبرت ان المدى الحيوي لها يمتدّ من باكستان وافغانستان مروراً بالبحرين والمملكة العربية السعودية وصولا الى لبنان"، مضيفاً ان كلامه اعقب ايضا التدخل في شؤون البحرين ما ادى الى الاساءة للاغتراب اللبناني.

واعتبر انه كان من الضروري في ظلّ التدخل الايراني الفاضح في لبنان ان " يوّضح الحريري الموقف اللبناني من خلال انتماء لبنان العربي"، مشيراً الى ان " ردة فعل حزب الله على موقف الحريري كانت غريبة اذ ردّ فجأة بعد صمت التزمه حيال ملف سلاحه ليدافع عن ايران وكأنه يتكلم بلسانها." ورأى ان الحزب يريد سلخ الشيعة عن العالم العربي، " علما ان هذه الطائفة الكريمة اساس فيه." وشدد على ان مشكلة حزب الله هي اعتباره ايران المرجعية الوحيدة.

وعن الردّ الايراني اعتبر انهم لا يملكون سوى لغة التخوين، معتبرا ان حزب الله افقد المواطنية مفهومها عبر نعته من لا يملك حصرية استعمال السلاح بالخائن.

وفي الموضوع الحكومي توقع ان تطول الازمة لأن فريق 8 آذار اثبت فشله.

ميقاتي بتفاؤل: نتقدم!

اما في المشهد الحكومي فقد لفت تفاؤل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اذ اكدّ امام زواره "إن المشاورات تسير بخطى وطيدة نحو إنجاز التشكيلة الحكومية التي ينتظرها اللبنانيون"، مشيرا الى ان "الاتصالات حققت تقدما مهما وهي تجري في أجواء ايجابية وأن  كل الاطراف يدركون ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة وفق القواعد الدستورية وعلى أساس تمثيل القوى السياسية والكفاءات لتكون الحكومة منسجمة وقادرة على القيام بالعمل المطلوب على الصعد الاجتماعية والحياتية والخدماتية والاقتصادية والانمائية ".

وأضاف :" إن ما يتم تداوله في وسائل الاعلام  من صيغ حكومية ومن تحليلات للتوازنات داخل الحكومة غير  دقيق، لان منطلقات تشكيل الحكومة لا تقوم على المحاصصات الضيقة وإنما تستند بشكل رئيسي على  احترام القواعد الدستورية التي يجب العودة للالتزام بنصوصها واحترام مضامينها ،لانها تشكل صمام الامان الذي يحمي كل مكونات الشعب اللبناني ويحافظ على الاستقرار الذي أطلقه اتفاق الطائف، لا سيما وأننا خبرنا التجاوز والقفز فوق الاصول والنصوص القانونية والدستورية ووجدنا الى أين وصلت البلاد نتيجة ذلك ، فهل نكرر الخطأ بخطأ آخر ؟ ".

عون لميقاتي: لا تنزع حصص غيرك

الى ذلك بدا الايحاء بأن بوادر حلحلة  برزت على خط الرابية – فردان غير دقيق ، اذ توجه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الى الرئيس ميقاتي بالقول:" خذ الحصة التي تريدها ولكن لا تنزع حصص غيرك"،  معتبرا ان على الرئيس المكلف القبول بالمخاطرة أو ان يستقيل، مشيرا الى ان اسبابا كثيرة معلنة تسبب تأخير تشكيل الحكومة، انما التأخير الحقيقي سيتمحور حول انتظار احداث معينة خارجية." ولفت الى ان الوحدة الوطنية أهم من رئاسة الجمهورية، نافياً تدخل سوريا في موضوع تأليف الحكومة.

الداخلية لا تصلح الا للتيار؟!

وما يؤكد ان لا تقدم ملموسا في عقدة الداخلية اعلان النائب ابراهيم في حديث لاذاعة "صوت لبنان" الحرية والكرامة  ان وزارة الداخلية تحتاج الى حضور سياسي قوي يوفره تكتل التغيير والإصلاح لأنه قادر على فرض الإصلاح ، لافتا الى انه يجب على التكتل إما ان يتولى مواقع يسعى من خلالها تحقيق تقدم ما وإما ان يبقى في المعارضة

مجازر في سوريا

وبالعودة الى "الحدث" الذي يحصل في سوريا، فقد شهدت مناطق دوما وحرستا في ضواحي دمشق ودرعا وحمص  تظاهرات احتجاجية احياءً لذكرى الضحايا الذين سقطوا أثناء الموجهات التي حصلت خلال الاسبوعين الماضيين .وردد المتظاهرون بعد صلاة الجمعة شعارات تطالب بالحرية والديموقراطية ، وبحسب شهود فان قوات الامن السورية اطلقت عيارات نارية لتفريق المحتجين ما ادى الى سقوط عدد من الضحايا.

وفي حديث لقناة "BBC" الناطقة باللغة العربية، أكد "محمد المسالمة" وهو شاهد عيان  من مدينة درعا أنَّ "29 شهيداً من المتظاهرين سقطوا،" وأنه أسماءهم بحوزته. وبشأن ما بثّه "التلفزيون السوري" الرسمي من مشاهد لملثّمين يطلقون النار على المحتجين، قال الشاهد: "لقد تم إستئجار أشخاص منذ أيام برواتب كبيرة من أجل تنفيذ تمثيلية إطلاق النار على المتظاهرين والأمن معاً"، وأعلن أنَّه "في مدينة درعا المحطة هناك مجزرة كبيرة حيث أكثر من 150 قتيلاً على الأرض، ولا يمكن الوصول إليهم بسبب القنّاصة"، لافتاً إلى أنَّ "الغضب عارم لدى المتظاهرين المسالمين، فيما الأمن العسكري والسياسي السوري يطلق النار بلا رحمة"، مضيفاً قبل انقطاع الاتصال الهاتفي معه: "لقد رأيتهم يقتلون طبيباً ومسعفاً".

 

سليمان: سياسة لبنان الخارجية ترتكز على الابتعاد عن المحاور وتلافي جعله ساحة للصراعات الاقليمية والدولية

نهارنت/شدّد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على "وجوب تهدئة الخطاب السياسي وتغليب لغة الحوار". ودعا المعنيين بالشأن العام من مسؤولين ومرجعيات وقيادات الى "تغليب المصلحة العامة للبنان التي تجسد الارادة الوطنية الجامعة لابنائه وتلك المقررة في مجلس الوزراء".  واكّد سليمان ان "الامور الداخلية لا تعالج الا بالحوار وروح التعاون والوفاق الوطني"، مكررا الدعوة الى "تحاشي السجالات التي ثبت ان لا طائل منها والمواقف التي تزيد الامور تعقيدا على المستوى الداخلي من حيث ترسيخ السلم الاهلي والاستقرار الامني والاقتصادي ومصالح اللبنانيين، او على المستوى الخارجي حيث ترتكز سياسة لبنان الخارجية الى مبدأ الابتعاد عن المحاور وتلافي جعله ساحة للصراعات الاقليمية والدولية وتنطلق من ثابتة اساسية هي السعي الدائم لتعزيز التقارب والتضامن والعمل العربي المشترك والحفاظ على العلاقات المميزة مع دول المنطقة". وعرض سليمان مع وزير الداخلية في حكومة تصريف المال زياد بارود للمعالجات لوضع السجون.

 

"الديار": شقيق ميقاتي عاد من دمشق بمعطيات تدعو للتريث   

ذكرت صحيفة "الديار" أن "المعلومات الأخيرة أشارت الى تقدم في الموضوع الحكومي عبر اعطاء 11 وزيراً للرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط، على أن يكون الوزير الحادي عشر هو الوزير الملك ويحظى بموافقة جميع الاطراف، وأن اسم النائب السابق جان عبيد يتقدم ويحظى بدعم كامل من الرئيس نبيه بري، وأن إسم وزير الداخلية سيحظى ايضا بدعم جميع الاطراف مع معاودة الاتصالات بالنائب سليمان فرنجية للقبول بها". وأضافت الصحيفة أن "الاتصالات الحالية ربما تكون الفرصة الأخيرة لتشكيل حكومة سياسية مطعمة بتكنوقراط، وإذا فشلت الجهود، فإن موضوع حكومة التكنوقراط ربما يطرح مجدداً في ظل ميل الرئيس ميقاتي الى هذا الخيار والعودة الى الطرح الاول على ان يتم اختيار الوزراء من بين مجموعة من الشخصيات الناجحة في اعمالها والقريبة من القوى السياسية". لكن "الديار" قالت إنه رغم كل هذه المعلومات فإن مصدراً مواكباً لتشكيل الحكومة اعتبر أنه "لا تقدم على صعيد تشكيل الحكومة"، ولفت إلى أن "شقيق الرئيس ميقاتي عاد من دمشق بمعطيات تؤشر الى التريث في تشكيل الحكومة"، وأوضح أن "حزب الله لم يدخل عمليا على خط تأمين مطالب العماد ميشال عون".

 

صيغة جديدة لحكومة ميقاتي...ويجب إبقاء حقيبتي الدفاع والداخلية بعهدة سليمان

نهارنت/ذكرت صحيفة "النهار" ان "الصيغة التي تمّ التوافق عليها لتأليف الحكومة هي، 10 وزراء للعماد ميشال عون، 11 وزيراً لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف والنائب جنبلاط، 9 وزراء لقوى 8 آذار الاخرى. على ان يجري تعيين وزير للداخلية يوافق عليه الجميع ولا يحتسب في حصة اي طرف ولا يشكل وديعة لاي طرف".

واوضحت الصحيفة انه "تردد ان اتفاقاً تمّ على مخرج وسطي لعقدة وزارة الداخلية بحيث تسند الحقيبة الى سفير لبنان لدى الفاتيكان جورج خوري الذي كان مديراً للمخابرات في الجيش". واكّدت أوساط شاركت في اتفاق الدوحة أن المرجعية السياسية لوزارتي الدفاع والداخلية "يجب أن تسعى إلى تكريس مساحات التفاهم والتلاقي وعدم خلق مجالات جديدة للانقسام والتباعد". واشارت الاوساط لصحبفة "السفير" الى ان "إحجام فريق "14 آذار" عن المشاركة في الحكومة لأسباب واعتبارات معروفة، لا يعني تبدل كل المعطيات التي تتحكم بتشكيل الحكومة وتحديدا لجهة حقيبتي الدفاع والداخلية انطلاقا من وجوب النأي بهما عن التجاذبات بين القوى، لكي تستمرا في أداء دورهما الوطني المرتبط بأمن الوطن والمواطن".

واضافت ان "الدستور اللبناني الذي نصّ في بند صلاحيات رئيس الجمهورية على أنه رئيس كل المؤسسات حدّد بوضوح أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تشمل الجيش وقوى الامن الداخلي وأمن الدولة والامن العام وكل ما له طابع أمني وعسكري ورئيس المجلس الاعلى للدفاع الذي يضم في عداده أعضاء حكميين بينهم وزيرا الدفاع والداخلية، وهذا الامر وحده كاف لكي تكون الحقيبتان في عهدة رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور والحامي لوحدة البلاد."

ودعت الاوساط الى عدم "التعاطي مع هذا الموضوع بانفعالات شخصية أو حسابات ضيقة بل النظر الى الأبعاد الإيجابية لبقاء الدفاع والداخلية في عهدة رئيس الجمهورية لعدة أسباب ابرزها، ذكرت منها انه اولا: "المجيء بوزيرين وفاقيين للدفاع وللداخلية سيحد من محاولات استهداف المؤسسة العسكرية والقوى الامنية، لا سيما على صعيد برامج المساعدات الخارجية التي هي حاجة للبنان الى حين وضع خطة برنامجية لتجهيز وتسليح الجيش والمؤسسات الامنية وفق خطة خمسية أو عشرية، وهذا ما وضع الأسس له رئيس الجمهورية وتحديدا بعد مواجهة العديسة بين الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي في الصيف الفائت." ثانيا ان "لبنان يتصف بتتابع الاستحقاقات الدستورية فيه، الانتخابية والنقابية وغيرها، وهذا الامر يتطلب بقاء الاجهزة والمؤسسات المعنية بهذه الاستحقاقات خارج منطق الانقسام السياسي، تأميناً لأقصى حدود النزاهة والشفافية، ما يحد من أي تشكيك أو اتهام، خصوصا أن هذه الحكومة سيكون من أولوياتها إعداد قانون عصري للانتخابات يلبي طموحات الناس ويتوافق مع ما نص عليه الدستور ويؤمن أوسع تمثيل لشرائح المجتمع اللبناني كافة." واعتبرت الاوساط "ان التفسيرات والاجتهادات الآنية للدستور والتي يتمّ إطلاقها حسب الظرف السياسي، لا يمكنها أن تتجاوز الحقائق الثابتة المكرسة دستوريا لجهة كيفية تشكيل الحكومات بعد الطائف، اذ يصدر مرسوم التشكيل بالتفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وهذا الأمر يرتب على رئيس البلاد مسؤوليات استثنائية لجهة مواءمته بين الواقع السياسي والطابع الميثاقي، اذ عليه تأمين التوازن بين جميع الافرقاء داخل الحكومة وخارجها". واكّدت الاوساط نفسها أن التبصر قليلا في هذا الامر ومن دون مواقف مسبقة، "سيظهر للجميع أهمية النأي بالحقائب السيادية الحساسة عن التصنيف السياسي، لأن ذلك سيكون له مردوده الإيجابي على من هم في الحكم اولا، وتاليا على من هم في المعارضة، علما أن الاخيرة من مصلحتها التصويب على الاكثرية تحت أي عنوان تجده مناسبا لحملتها على أبواب الاستحقاق النيابي في ربيع العام 2013 والذي سيعقبه الاستحقاق الرئاسي في السنة التالية".

 

جنبلاط يدعو الحريري لفهم تركيبة "حزب الله": الحملة التي يقودها فريق 14 آذار على السلاح لن تنفع

نهارنت/اكّد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط انه منزعج من عودة السجال السياسي والإعلامي بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري و"حزب الله".

واشار جنبلاط لصحيفة "النهار" الى ان السجال "ارتفعت حدته بعد اتساع الهوة بين الجانبين، والتي لم ينقصها إلا التطرق الى شريط الخلافات بين إيران وبلدان الخليج، والذي يعود إلى ما قبل نجاح الثورة الإسلامية في طهران عام 1979." ودعا جنبلاط "من موقع "المجرب، الذي خبر الحزب والطائفة الشيعية، رئيس حكومة تصريف الأعمال الحريري الى فهم التركيبة الثقافية والعقائدية عند الحزب وارتباطها بنظرية ولاية الفقيه". واوضح جنبلاط انه في الاتصال الاخير الذي اجراه مع الحريري طلب منه "العودة الى فتح قنوات الحوار مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة "حزب الله" وعدم السير في طريق القطيعة مع الشيعة". واضاف انه قال له: "انا عندي شوية خبرة سابقة مع هذه الطائفة، وانصحك بالتحدث مع قياداتها".

واشار الى ان ردّ الحريري جاء بأن "لا تنس ماذا فعلا بي، بري ونصر الله". واكّد جنبلاط أن "الحملة التي يقودها فريق 14 آذار على سلاح المقاومة لن تنفع وهي من دون افق". وشدّد انه على "الرئيس الحريري وسواه ان يعرفوا ان هذا السلاح هو حماية لابن الجنوب". ورفض بشدة كلام رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن ان "هذا السلاح يشجع اسرائيل على شن عدوان على لبنان"، وردّ قائلا "اسرائيل لا تحتاج الى حجج لتنفيذ اعتداءات وتهديدات تستهدف اللبنانيين، ولا سيما ابناء الجنوب، ولا تزال تواصل خرقها اليومي للقرار 1701، ولم تنسحب حتى الآن من الغجر". وأمام فضائح "ويكيليكس" دعا الجميع الى "الاقلاع عن السجالات وعدم العودة الى الصفحات السود من تاريخنا".

 

الحريري يتصل بملك البحرين طالبا عدم تعميم تداعيات المواقف "المؤسفة" على لبنانيي المملكة

نهارنت/أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري إتصالا هاتفيا ظهر الجمعة بملك ممكلة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة جرى خلاله البحث بالعلاقات بين البلدين والتطورات على الساحة العربية. وقد أكد الحريري وفق مكتبه الإعلامي للملك "وقوف الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني إلى جانب سيادة مملكة البحرين واستقرارها" مضيفا أن "اللبنانيين المقيمين في البحرين يقدرون الضيافة الأخوية التي يحظون بها منذ زمن طويل". كما شدد على أن "جميع الجاليات اللبنانية في الانتشار عموما والدول العربية الشقيقة خصوصا يحترمون قبل كل شيء قوانين الدول التي يقطنون فيها ولا يقحمون أنفسهم في القضايا الداخلية لهذه الدول بأي شكل من الأشكال". وقد طلب الحريري من الملك حمد "عدم اعتبار أي موقف من أي تشكيل سياسي في لبنان موقفا للدولة اللبنانية أو للشعب اللبناني اللذان يتمسكان بأفضل الأخوية بين البلدين الشقيقين". وتمنى في الوقت عينه على القيادة البحرينية "عدم تعميم تداعيات مثل هذه المواقف المؤسفة على علاقة البحرين باللبنانيين القاطنين فيها أو بلبنان وشعبه".

وقد شكر الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحريري على موقفه هذا ووعده بإيلاء المسألة عنايته، كما تم الاتفاق على زيارة يقوم بها الرئيس الحريري قريبا إلى البحرين لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين دائما بحسب المكتب الإعلامي للحريري. وتوترت العلاقات البحرينية اللبنانية منذ أقل من شهر وذلك بعد إعلان مملكة البحرين استنكارها كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ووصفته حينها أنه "يمثل منظمة إرهابية حافلة بسجل زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة". كما نعتت الخارجية "تدخل" نصرالله "بالسافر في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين والتهجم مجاهرا على رموزها وشعبها" بحسب ما جاء في بيان للخارجية". وكان قد اتهم نصرالله في احتفال نظمه حزب الله للتضامن مع الشعوب العربية جامعة الدول العربية أنها "لم تحرك ساكنا أمام النموذج الليبي حيث شعب يقتل ويقصف بالدبابات ولم ترسل جيشا للدفاع عن المدن الليبية وهو شعب يقتل أما في البحرين أرسلوا الجيوش للدفاع عن نظام أصلا غير مهدد بالسقوط". وإذ جزم أن المعارضة البحرينية "هي سلمية بحتة لم تكسر زجاجا ولم تعتد على أحد" أبدى اعتقاده أن "المظلومية هي محاصرة الدماء بحصار الطائفية".

وعليه توجه إلى المعارضين البحرينيين قائلاً:"لا تحزنوا من فتاوى الطائفيين لأن هنالك أصوات كبيرة من أهل السنة يقفون إلى جانبكم".

 

عون يؤكّد ان الوحدة الوطنية اهم من الرئاسة: ليقبل ميقاتي المخاطرة أو يستقيل

نهارنت/اكّد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون ان "الوحدة الوطنية اهم من رئاسة الجمهورية". واوضح عون بعد لقائه وفدا من منظمة الشباب العربي الاشتراكي في الرابية ان "العلاقة مع سوريا جيدة اليوم ولكننا لم نطلب منها اي تدخل وليست سوريا من تؤلف لنا حكومتنا ولا نحن نؤلف حكومتها". واشار عون الى انه "كل العالم تتمرجل على لبنان، وهذا الوطن هو سيلوي الذراع الاميركي في المنطقة". وعن تأليف الحكومة ذكر عون انه "على رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ان يقبل المخاطرة أو يستقيل". وشدّد على ان "اسباب كثيرة معلنة حول تاخير تشكيل الحكومة، انما التأخير الحقيقي سيتمحور حول انتظار احداث معينة خارجية". وختم عون ان "الثقة بين الافرقاء لا تبنى الا على النظافة لنصل الى مرحلة ينطلق فيها لبنان".

 

بري يستنجد بقطر... وصول دفعة جديدة من لبنانيي ابيدجان

نهارنت/وصلت في السابعة والنصف من صباح الجمعة الى مطار بيروت، دفعة ثالثة من اللبنانيين المغتربين في ساحل العاج، على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط والتي اقلت 244 راكبا بينهم 95 لبنانيا قادمون من ابيدجان. وأفادت صحيفة "السفير" أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، أجرى، أمس الخميس، اتصالا بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتمنى عليه وضع الأسطول الجوي القطري بتصرف الحكومة اللبنانية من أجل إجلاء اللبنانيين في أبيدجان. وقالت مصادر بري انه تلقى وعدا بالتجاوب مع الطلب اللبناني.

ولم تختلف حال اللبنانيين الوافدين من ابناء الجالية الللبنانية القادمين من ابيدجان عن الذين سبقوهم لجهة المعاناة والظروف الصعبة التي واجهوها قبيل وصولهم الى بيروت والذين كانوا قد انتقلوا الى اللومي عاصمة توغو بمساعدة القوات الفرنسية وعبر طائرات عسكرية فرنسية اقلتهم الى توغو لتنقلهم بعد ذلك احدى طائرات طيران الشرق الاوسط .

وقد تحدث عدد من ابناء الجالية اللبنانية عن خسارتهم الكبيرة في ابيدجان بسبب الاوضاع السائدة هناك، فاشار السيد علي قعفراني من بلدة طورا الذي يعمل هناك في تجارة السيارات منذ اكثر من 18 عاما الى ان خسارته المادية ضخمة هذا عدا عن ضياع سنوات عمره وحسرته عندما كان يشاهد بام العين تخريب وتكسير وسرقة محاله.

اما المواطن جعفر شور (من بلدة طورا) لم يختلف حاله عن حال العديدين، فاكتفى بمعانقة والدته في المطار طالبا منها عدم البكاء وشكر الله على وصوله بالسلامة بعد الخسارة والخراب الذي لحق باعماله هناك.

اما المواطن جمال سقلاوي فكان من الاشخاص القليلين الذين وصلوا الى المطار وهم يضحكون اذ انه لم يستطع الحصول من منزله الا على "سروال" اضافة الى قبعة يضعها على راسه.

وكانت قد وصلت طائرة "الميدل ايست" ظهر الخميس تنقل على متنها عددا من اللبنانيين القادمين من ساحل العاج، حيث بلغ عددهم 262 راكبا بينهم 176 راكبا من اللبنانيين حضروا بمساعدة القوات الفرنسية الموجودة على الأرض، كما وصلت قبلها صباح الاربعاء طائرة على متنها 136 لبناناً.

الى ذلك، تبلغ وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي، مساء أمس الخميس، من السفير اللبناني في باريس بطرس عساكر أن السلطات الفرنسية طلبت منه أن ينقل للجهات الرسمية اللبنانية أن مطار أبيدجان أصبح آمنا، وباستطاعة الطائرات اللبنانية أن تهبط فيه. وقال رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت لصحيفة "السفير" إن الشركة تبلغت من شركات التأمين أنها ترفض الإجازة بهبوط الطائرات المدنية التي تغطيها في مطار أبيدجان بوصفه مطارا "غير آمن حتى الآن".

وأضاف "نحن نتابع مع الجهات المعنية في لبنان والخارج الموضوع لحظة بلحظة، وفور تبلغنا موافقة شركات التأمين سنحرك أسطولنا باتجاه العاصمة الاقتصادية لساحل العاج، وفي كل الأحوال سنواصل إرسال طائرات الميدل ايست إلى كل من أكرا ولومي لإجلاء من وصلوا إلى هناك"، آملا التوصل إلى نتائج ايجابية في الساعات المقبلة، وواعدا بأن تبذل الشركة كل إمكانياتها في سبيل إنهاء مأساة لبنانيي ساحل العاج. وفي السياق ذاته، استنفرت البعثة الدبلوماسية اللبنانية سفارات وقنصليات لبنان في أفريقيا، من أجل حجز أكبر عدد ممكن من شركات الطيران الداخلية (تشارتر)، نظرا لسهولة تأمينها على عكس شركات الطيران العالمية، بحيث تنتقل كل طائرة يتم استئجارها من البلد المعني إلى أبيدجان لإجلاء اللبنانيين المتجمعين في المطار أو الذين سينتقلون إليه في الساعات المقبلة، حيث تم تزويدهم، أمس بالمؤن والمياه وحليب الأطفال، عن طريق السفارة اللبنانية.

وأفادت "السفير" أن عددا من المتمولين ورجال الأعمال اللبنانيين في القارة السوداء وضعوا طائراتهم بتصرف بعثة وزارة الخارجية للانتقال إلى أبيدجان، ونقل اللبنانيين من هناك. ومن المقرر أن تصل فجر اليوم إلى مطار بيروت طائرة "ميدل ايست" تقل حوالي 200 لبناني كانوا قد نقلوا من توغو إلى أكرا، فيما تواصلت المبادرات الفردية بالانتقال من أبيدجان إلى بوركينا فاسو، عبر البر، في مخاطرة تستغرق حوالى العشر ساعات.

 

السياسة": بحرينيون طالبوا "حزب الله" بوقف تحريضاته

المخابرات السورية في لبنــــان تبحث عن معارضين

المركزية- أعلنت صحيفة "السياسة" الكويتية أن قيادات بحرينية مُعارضة طلبت "بشكل واضح ومباشر" من "حزب الله" وقف "الدعاية التحريضية" التي تمارسها وسائل إعلامه ضد الحكم في مملكة البحرين "لأن هذه الحملة تضر بمطالب المعارضة البحرينية وقضيتها". ونقلت الصحيفة عن هذه القيادات أن "الأساس في التحرك الشيعي في البحرين، هم أبناء البحرين، لكن أطرافاً خارجية دخلت على الخط لاستغلال الأزمة من أجل تحقيق أهداف إقليمية، وتأتي حملة "حزب الله" الإعلامية في هذا الإطار". من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة أن "المخابرات السورية كثّفت في اليومين الفائتين تحركاتها على الأراضي اللبنانية بحثاً عن معارضين سوريين بهدف منعهم من القيام بأي عمل دعماً للاحتجاجات ضد النظام في دمشق وسائر المدن السورية". ولفتت الى إن "التحريات الاستخباراتية السورية تجري بالتعاون الوثيق مع قوى محلية لبنانية لرصد أي علاقة محتملة بين المعارضين وبين جهات لبنانية مناوئة".

 

انتخابات نقابة المهندسين في بيروت على حماوتها غداً: واكيم لـ"ثورة في الأداء" وبصيبص لـ"التغيير والشفافية"

المركزية- يتوجه نحو 12 ألف مهندس غداً إلى صندوق الإقتراع في نقابة المهندسين في بيروت لانتخاب نقيب جديد، إضافة الى 5 أعضاء في مجلس النقابة الذي يضمّ 15 عضواً.

وفيما تضمن قوى 8 آذار فوز عضوين من الفرعين الأول والسابع في ضوء المرحلة الأولى من الإنتخابات التي جرت في 6 آذار الفائت، أعلن أمس المرشح لمركز النقيب بشارة سماحة انسحابه من المعركة الإنتخابية "بعد تعرّضه لضغوط" على حدّ ما أعلنه في مؤتمر صحافي عقده في بيت المهندس. في غضون ذلك، انحصرت المنافسة على منصب النقيب بين المرشح المدعوم من قوى 8 آذار المهندس إيلي بصيبص، ومرشح 14 آذار المهندس عماد واكيم.

وقبل ساعات قليلة من بدء العملية الإنتخابية، يواصل المرشحان جولاتهما ويكثفان لقاءاتهما مع زملائهم لدفعهم إلى التصويت بكثافة غداً.

واكيم: المرشح واكيم قال رداً على سؤال لـ"المركزية" عن عنوانه الإنتخابي: إنها انتخابات نقابية في الأساس، لكنها تأخذ طابعاً سياسياً نتيجة الوضع السياسي القائم في البلد، إنما يبقى الشق النقابي يبقى في صلب العملية الإنتخابية، إذ هناك عدد كبير من المهندسين غير محازبين مباشرة.

وإذ أوضح أنه استناداً إلى تجربته في العمل النقابي كونه شغل منصب رئيس الفرع المدني وفي الوقت ذاته أميناً للسر أربع مرات، استطاع "تخطي الحواجز السياسية"، قال: على رغم ارتفاع الوتيرة السياسية للمعركة، فعندما تنتهي الإنتخابات سننصرف إلى العمل النقابي لا غير.

وعن العناوين العريضة لبرنامجه الإنتخابي، قال واكيم إنه اختار عنوان معركته "ثورة في الأداء" وقرّر المضي في "القيام بثورة بيضاء في النقابة، نظراً إلى المشكلات الكثيرة الموجودة فيها، محاولاً تجنّب النقاط الروتينية التي تشملها في كل مرة، البرامج الإنتخابية المتعاقبة، باستثناء حل مشكلتين أو ثلاث، والباقي يبقى يدور في حلقة مفرغة"، معتبراً أن "مجلس النقابة أصبح مجلساً إدارياً أكثر منه مهنياً"، مقترحاً فكرة "تفويض صلاحيات للجان عبر أنظمة العمل، حيث يلعب النقيب دور المراقب ليصبح بمثابة محكمة الإستئناف"، من دون أن يغفل "ضرورة التخفيف من ضغط الإنتخابات التي تشهدها ولاية مجلس النقابة على مدى ثلاث سنوات".

بصيبص: من جهته، أعلن المرشح بصيبص لـ"المركزية" أنه اختار "التغيير والشفافية" عنواناً لبرنامجه الإنتخابي.

وحدّد العناوين العريضة لبرنامجه، بالآتي:

- أولاً: التوجهات المهنية والنقابية التي تتضمن تفعيل دور الفروع وهيئة المندوبين، إدارة النقابة واللامركزية، تحسين الأداء المهني، مالية النقابة والتقديمات.

- ثانياً: دور النقابة في الشأن العام.

 

هل يدفع تمادي الازمة رغم التعقيدات الى ولادة الحكومة؟

افق التأليف المسدود يواجه ضغط الخارج وشروط الداخل

رسالة سليمان الـــى المتساجلين: ابتعدوا عن المحاور

المركزية – لم تفلح جهود الخمسة وسبعين يوما على التكليف في اخراج مسار التشكيل من دوامة العقد الحائلة دون تجاوزها الى مرحلة متقدمة تغوص في توزيع الحقائب والاسماء، وظلت المساعي لتدوير الزوايا ومحاولة اجتراح صيغة توفيقية تجمع مطالب القوى السياسية وتلبي طموحات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وثوابته المعلنة في آن، من دون افق.

ومع ان الرئيس ميقاتي يلتزم التحفظ الشديد في تعامله مع هذا المناخ فإن اوساطا سياسية مراقبة بدأت تثير شكوكا في ما اذا كان التعثر في اكمال حلقات الولادة الحكومية يرتبط بأسباب داخلية صرفة وفق ما تؤكد الاكثرية الجديدة ام انها تتجاوز النطاق الضيق الى الاقليمي الواسع حيث تتخبط دول عربية في ثوراتها الشعبية ولا سيما في سوريا حيث لا تؤشر معطيات الساعات الاخيرة على ساحتها الى اتجاه نحو الاستقرار واعادة الامور الى نصابها.

التوجه السياسي: وفي ظل غياب الرهان على اختراق ازمة التشكيل المتمادية في ضوء سقوف الشروط غير القابلة حتى الساعة للانحسار والخفض، وخصوصا على صعيد معالجة مطالب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وشروطه، التي يستدل اليها من مواقف نواب التكتل اليوم، اوضحت مصادر مطلعة على مسار التشكيل لـ "المركزية" ان عقدة الشروط على اهميتها لا تشكل العقبة الاساس المتمثلة في غياب رؤية موحدة بين الاكثرية الجديدة والرئيس المكلف حول التوجه السياسي لهذه الحكومة، فهل ستكون حكومة مواجهة العرب والغرب ام التواصل معهم وهل ستسير في طريق الاعتدال ام في مسلك الممانعة؟

الضوء الاخضر: ولعل مؤشر التشكيل او الضوء الاخضر الخارجي غير المتوافر حتى اليوم يزيد عقد التأليف عقدة، طالما ان الاحوال العربية ليست على ما يرام. فانفجار الخلاف بين تيار المستقبل وحزب الله وفق المصادر ليس الا دليلا اضافيا الى مدى ارتباط المسرح اللبناني بمحيطه العربي داعية الى انتظار المستجدات في دمشق وخصوصا شكل الحكومة الجديدة وما اذا كانت ستعكس رغبة الثورة الشعبية ام ستأتي بصورة منقحة عن المستقيلة.

ولاحظت اوساط متابعة للملف الحكومي انه كان الاجدى بالرئيس المكلف تشكيل حكومته في الاسبوع الاول على تكليفه، ذلك ان التأخر اقحمه ومساره التشكيلي في دهاليز يصعب الخروج منها، ليس لتباين وجهات النظر بينه وبين القوى السياسية المعنية فحسب وانما للتمايز الواسع داخل هذه القوى وفي ما بينها على خلفية اكثر من مطلب وشرط.

الاحتقان والامل: لكن تمادي الازمة، حمل اوساطا عليمة في الشأن الحكومي الى القول لـ "المركزية" ان تراكم الاستحقاقات الداخلية والخارجية الضاغطة للتعجيل في تأليف الحكومة والخشية من امكان تفلت الامور من عقالها على المستوى الامني، بعد حال الاحتقان الاخير ترفع نسب التفاؤل في امكان احداث الخرق المطلوب في

الجدار الحكومي في الايام المقبلة من خلال رفع مستوى استنفار العاملين على خط الوساطات لتحقيق الهدف واخراج الحكومة الى اللبنانيين في بحر الاسبوع المقبل.

سليمان والمحاور: وفي انتظار مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته مساء اليوم والتي وصفت بالقوية والقاسية وخصوصا في الشق المتصل بحملة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري على الحزب وايران، دخل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على خط التهدئة، داعيا الى تغليب لغة الحوار والمصلحة العامة للبنان التي تجسد الارادة الوطنية الجامعة، مؤكدا ان الامور لا تعالج الا بالحوار وروح التعاون.

واعتبر ان لا طائل من السجالات والمواقف التي تزيد الامور تعقيدا على المستوى الداخلي من حيث ترسيخ السلم الاهلي والاستقرار الامني والاقتصادي او على المستوى الخارجي حيث ترتكز سياسة لبنان الخارجية الى مبدأ الابتعاد عن المحاور وتلافي جعله ساحة للصراعات الاقليمية، وهو موقف لاحظ فيه المراقبون السياسيون رسائل واضحة للطرفين المعنيين.

نصرالله والحريري: وتوازيا، اخذت اوساط في الاكثرية على الرئيس سعد الحريري جنوجه الى هذا المدى في انتقاد ايران واقحام لبنان في محور اقليمي هو في غنى عنه وذكرته بأنه وان لم يعد رئيسا للحكومة، غير انه يمثل، حتى تشكيل الحكومة العتيدة، لبنان من خلال موقعه ولا يحق له جرف لبنان واللبنانيين الى حيث لا يريدون.

في المقابل، ذكر مصدر في قوى 14 آذار من يأخذ على الرئيس الحريري تسمية الامور بأسمائها ووضع حد للمراوغة بمواقف السيد نصرالله من الحوادث الاخيرة في البحرين والتي يحصد اللبنانيون اليوم نتائجها تضييقا ومحاصرة وطردا، واعلانه جهارا انه يفتخر ان يكون جنديا في ولاية الفقيه. وسألت: الا تشكل مجموعة هذه المواقف استفزازا للبنانيين وقالت: هو بدأ لعبة المحاور والبادي اظلم.

 

عون وميقاتي إلى فراق أكيد 

الجمهورية/أسعد بشارة

أمام اقتراب ساعة الحقيقة بالنسبة إلى الأكثرية الجديدة، لجهة قدرتها على تشكيل الحكومة أو فشلها، يحرص كل طرف على تعميم التفاؤل بهدف تفشيل الاتهام بالتعطيل، إذا لم يترجم هذا التفاؤل الى تشكيل سريع للحكومة. ويبدو أنّ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي كان الأبرز في اليومين الماضيين الذي اعتمد هذا التكتيك، في حين استمر العماد عون في القصف المركّز على ميقاتي، وكانت آخر طلقاته ما قاله أمس عن تخيير ميقاتي بين التشكيل أو الاستقالة. الواضح أن العماد عون وضع لحلفائه الجدد خارطة طريق لم يحِد عنها منذ بداية التشكيل، وهو ملتزمها، مع علمه أنّ حليفه حزب الله يكاد ينفد صبره جرّاء تعطيل تشكيل الحكومة. ومَن يعتقد أن عون يريد نيل الثلث المعطل، فقط من أجل المشاكسة وتشذيب اندفاعة ميقاتي في استعادة هيبة موقع رئاسة الحكومة، سوف يجد نفسه مخطئا، لأنّ عون، من خلال خطته هذه، يريد ان يضع بين يديه اداة تنفيذية لضبط ايقاع قرارات الحكومة المقبلة على قياس ما يريد من مكاسب ومطالب ومواقع، وذلك من ضمن خطة لقطف ثمار الحصص كلها المخصصة للمسيحيين في الإدارات العامة.

ولهذا، فإن تمترس عون خلف الثلث المعطّل يهدف الى المطالبة، فور تشكيل الحكومة، بالمواقع الادارية الشاغرة كلها، التي ستُطرَح على طاولة مجلس الوزراء. وفي احصاء بسيط يتبيّن أن هنالك عشرين موقعا شاغرا في وظائف الفئة الاولى، يطمح عون إلى توزيعها على مَن سيسميهم هو كوكيل حصري للحصة المسيحية، كما انه يتبين ان نحو ثمانين موقعا آخر في المصالح المستقلة والإدارات يريد عون ان يسمّي مَن سيشغلونها. لذلك فهو يريد ان يقول كلمته في كل اسم مسيحي يُطرَح لملء موقع شاغر في التعيينات الادارية على المستويات كافة، وهذا لن يستطيع فعله اذا ما عجز عن نيل الثلث المعطل، لأنه يتوقع منذ الآن ألا يذهب حزب الله الى دعمه كاملا نظرا إلى توزع تحالفات الحزب وإلى حاجته الى انتهاج سياسة متوازنة في دعم الحلفاء وأولهم الرئيس نبيه بري.

والمفاوضات حول تشكيل الحكومة التي اصبحت في مرحلة دقيقة وحاسمة، لن تكون رحلة سهلة، ذلك ان عون امتنع في اللقاءات الأخيرة مع الخليلين عن إبداء اي مرونة في حصته الوزارية، وهو طلب احد عشر وزيرا صافيا (من دون توزير إرسلان)، ولكنّه ترك الباب مفتوحا، ولو على ضيق، ملمّحا الى امكان القبول بعشرة وزراء شرط نيله وزارة الداخلية، التي يحضر لها مشروعا متكاملا يبدأ بتنفيذ قرار مجلس شورى الدولة القاضي بشطب اكثر من عشرة آلاف ملف للمجنسين الجدد، ويمر بقضية نقل النفوس ولا ينتهي بملف فرع المعلومات.

ويبدو عون في الأيام الماضية كأنه يحاول استثمار مأزق حزب الله الساعي لتشكيل حكومة بأسرع ما يمكن، وفي المفاوضات الأخيرة تعمّد طرح اوراق عدة وضع في كل منها مطلبا لا يمكن قبوله، وهذا التكتيك يهدف الى حشر حليفه حزب الله كي يمارس المزيد من الضغوط على رئيس الجمهورية وعلى الرئيس ميقاتي، والهدف من ذلك كله نيل الحصة المسيحية الكبرى، والبدء بالتحضير لملء الفراغ الإداري بحصة وازنة تكون بداية للإمساك بمفاصل الادارة، وللتحضير الجيد للانتخابات النيابية المقبلة. والمفارقة أن هذا التشكيل سيؤدي، اذا نجحت الجهود المبذولة، الى نتائج لا تترك مجالا لمعادلة اللاغالب واللامغلوب. فبعد مرحلة السقوف العالية والتوقعات المتفائلة، ستؤدي ولادة حكومة الاكثرية المركّبة الى ولادة منتصرين، وسقوط شهداء، بما سيسهم في انتقال الصراع الى طاولة مجلس وزراء فقدت الثقة بين مكوناته.

 

الطوق على إيران 

نصير الأسعد/لبنان الآن

لا شكّ في أنّ المخاض الذي تعيشه المنطقة العربيّة لم ينتهِ بعد وهو مستمر. وإذا كانَ لكلّ ثورة إيقاع يختلف عن إيقاع الثورة الأخرى بإختلاف الأوضاع والخصوصيّات في كلّ بلد، فإنّ المسار العام للثورات يؤشّر منذ الآن الى ملامح مرحلة عربيّة جديدة بكلّ معنى الكلمة. وعلى هذا الأساس، يمكنُ الحديث بالفعل عن مشتركَين رئيسيين بين الثورات العربيّة.

وفي هذا السياق، لا جدالَ في أنّ المشترك الأول – المتحقّق – هو تحطيم ما يُسمّى "جدار الخوف"، وإنطلاق ديناميّات شعبيّة "هائلة" من أجل التغيير الديموقراطيّ.

ويقتضي الأمر القول هنا إنّ اللبنانيين في مقدّم الشعوب العربيّة تحطيماً لجدار الخوف، خصوصاً في معركتهم السياسيّة ضد "سلاح حزب الله" لكن على الأخصّ في تطوّر الخطاب السياسيّ للرئيس سعد الحريري الذي أعطى البُعد الوطنيّ – العربيّ لهذه المعركة في تأكيده رفض جعل لبنان "محميّة إيرانيّة" والتمدّد الإيراني في الدول العربيّة.

أمّا المشترك الثاني فيتمثل في الوعي العميق الذي تُظهره هذه الثورات للرابط بين إنجاز التغيير الديموقراطيّ في بلدانها من جهة وإستعادة الوضع العربيّ ككّل إلى موقع القوّة والفعل والتأثير في المنطقة إنهاءً لـ"الفراغ العربيّ" الذي كان سائداً حتّى الآن من جهة ثانية.

في هذا الإطار، فإنّ ملاحظة عدم حضور عنوان القضيّة الفلسطينيّة والصراع مع إسرائيل "مباشرة" من ضمن عناوين الثورات العربيّة الجارية، هي ملاحظةٌ في محلّها. بيدَ أنّ ذلك لا يطعن في وعي الثورات للخطر الإسرائيلّي. فعلى العكس إنّ الوعي بالخطر الإسرائيليّ، هو الدافع – غير المعلن أو غير الظاهر– نحو تغيير ديموقراطيّ يعزّز مواجهة ذلك الخطر، إذ تقوى الدولة ونظامها السياسيّ بالديموقراطيّة. أي أنّ الثورات تحسمُ بالضّد من ثنائيّة المواجهة (و"الممانعة")- الديكتاتوريّة، التي فرضتها الأنظمة منذ أكثر من أربعة عقود وفرضت على أساسها قوانين الطوارئ هنا وهناك. حتّى في سوريّا لم يرفع "المحتجّون" هذا العنوان، ولم يهتف "مؤيدو النظام" لـ"الممانعة" فلم يصرخوا مثلاً "بالدم بالروح نفديكِ يا ممانعة"!.

في الوقت نفسه، فإنّ عدم حضور عنوان القضية الفلسطينيّة والصراع مع إسرائيل، يعني أنّ الثورات العربيّة تتواصل خارج التأثّر بأحد جوانب "الايديولوجيا الإيرانيّة".

ولا يستطيع أحدٌ أن ينسى أنّ "الوعد الإيراني" للمنطقة منذ سنوات (وبشكل أكبر بعد حرب تموز 2006) هو وعدٌ بـ"شرق أوسط إسلامي جديد". لا بل إنّ مرشد الجهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة علي الخامنئي تسرّع بالحديث عن ذلك "الشرق الإسلامي" عند أول شرارة تونسيّة.. قبل أن يصمت بعد ذلك.

هذا في حدّ ذاته أمرٌ معبّر وبالغ الدلالة.

فبالإضافة الى حقيقة أنّ الشعب السوريّ المحتج هتفَ ضدّ إيران و"حزب الله" في بلد يفرض نظامه تحالفاً إستراتيجياً "مقدساً" مع إيران، فإنّ الموقف في مصر كانَ على درجة عالية من الوضوح.

فـ"الإخوان المسلمون" في مصر سارعوا إلى تأكيد رفضهم "النموذج الإيراني" ورفضهم لـ"دولة دينية". ثمّ ذهب المجلس العسكري الحاكم الذي يدير المرحلة الإنتقاليّة ويشرف على الإنتقال إلى المرحلة الجديدة، إلى ما هو أشدّ وضوحاً عندما أكد أنّه "لن يكون مسموحاً بأن يحكم خمينيّ آخر مصر". وتزامناً مع تبادل حسن النوايا بين القاهرة وطهران بشأن العلاقات وإستئنافها، فإنّ "الدولة المصريّة" تؤكّد أنّ مصر عائدةٌ إلى موقعها ودورها "القياديين" في العالم العربيّ لوضع حدّ للنفوذ الإيراني الذي إستفاد من "الفراغ العربيّ" في السنوات الماضية.

وفي فلسطين – نعم فلسطين – يضغط الشعب الفلسطيني بعنوان وحيد هو إنهاء الإنقسام والعودة إلى الوحدة الوطنيّة. والمسألة هناك تدورُ حول التوحّد في إطار عمليّة سياسيّة ديموقراطيّة، تزامناً مع عمل نضاليّ سياسيّ – ديبلوماسيّ تقوده السلطة الوطنية نحو فرض قيام الدولة الفلسطينيّة بإعتراف ديبلوماسيّ دوليّ.

غير أنّ الأكثر دلالةً كان، في خضمّ الثورات المتواصلة، إعلان دول "مجلس التعاون الخليجي" بالاجماع المواجهة العربيّة مع إيران، في ضوء تدخّلاتها السياسيّة والأمنيّة في دول المجلس. وإذا كانت "البداية" في إرسال قوّات من "درع الجزيرة" إلى البحرين، فإنّ الشبكات الإيرانية المكتشفة كما في الكويت، شكّلت التتّمة لدخول العلاقات الخليجيّة و(العربيّة) مع إيران مرحلةً من التوتر والكباش بعد ذلك.

إنّ ما قامت به دول "مجلس التعاون" في العمق هو إعتبار إيران خطراً على المنطقة العربيّة. وما كانَ لهذه الدول ومصر أيضاً أن تنتقل إلى هذا الوضوح لولا نبض الثورات العربيّة وروحها ما فرضَ في حقيقة الأمر إنتقالاً من الإنتقادات والتلميحات الخجولة إلى التحديد الصريح. بين تحطيم "جدار الخوف" كمشترَك أوّل وبينَ المنحى العام المناقض لإيران كمشترَك ثانٍ، فإنّ الوجهة العامّة للتطوّرات العربيّة هي مشرق عربيّ ديموقراطيّ قويّ لا "شرق أوسط أميركي" ولا "شرق أوسط إسلامي". وعلى هذا الأساس، على إيران إعادة حساباتها.

تصرّفت إيران منذ فترة طويلة بوصفها "مركزاً" لإدارة نفوذها في المنطقة العربيّة ولـ"التسيّد" على هذه المنطقة. أنشأت لنفسها أذرعاً. حوّلت الشيعة في المنطقة إلى "جاليات إيرانيّة" وإلى "خلايا"، وإشتغلت بـ"التشيّع السياسيّ" فضلاً عن "التشيّع الدينيّ". وذلك كله لن يبقى ومآله الإنحسار.

بسقوط جدار برلين عام 1989 ثمّ بالتحوّلات الديموقراطيّة في أوروبا الشرقيّة، أي في دول "المنظومة الإشتراكيّة"، وبالتأزّمات داخل الإتحاد السوفياتي.. إنهارت الإمبراطوريّة السوفياتيّة التي لم ينفعها لا إمتلاكها النوويّ ولا حتّى تفوّقها على الولايات المتّحدة في التسلح والفضاء و"حرب النجوم". وعلى إيران أن تستفيد من التجارب الماضية، لكن عليها أن تعتبر ممّا يجري منذ بضعة أشهر في بلاد العرب. .. أما هنا في لبنان، وبالعلاقة مع كلّ المقدّمات الآنفة، فقد عبّر الرئيس سعد الحريري في الأياّم الماضية، عن إدراك تام للعلاقة بينَ لبنان والتطوّرات العربيّة. فإذ شدّد على أنّ ثمّة مشروعاً إقليمياً إيرانياً لوضع اليد على البلد والمنطقة، كانَ ربطُه واضحاً لتطوّر لبنان في إطار التطوّر العربّي، مؤكداً بالتالي أنّ القضيّة اللبنانية قضيّة عربيّة أيضاً وترتبط مباشرةً بمضامين الثورات العربيّة.

 

المطبخ التآمري

عماد موسى/لبنان الآن

دقّوا بسمعة "الإستيذ". لامسوا رمزاً وقدساً من المقدسات الوطنية. حملوا على رئيس مجلس النواب وعلى  الأطهار الدائرين في فلكه من محرومين أثرياء في أخلاقهم وعلى حلفاء وامتدادات نيابية للحركة، على ما جاء في بيان دسم للمكتب الإعلامي لـ"حركة أمل". بدايةً: سحقاً للمتحاملين الأقزام "العملاء المسعورين" كيف جرؤوا! أما بعد...

يبدو أن المكتب الإعلامي غضب غضباً شديداً عقب وصول موس "ويكيليكس" إلى ذقن "الحركة" رئيساً وحلفاء، وأصدر بياناً شديد اللهجة تجنب فيه تكذيب تقارير العزيز جيفري فيلتمان وهي نفسها التي يعوّل عليها "حزب الله" لمقاضاة المتآمرين على "المقاومة الإسلامية" والمنشورة تباعاً على صفحات بيض الصحائف: الأخبار.

حمل المكتب على المطبخ السياسي التآمري وعلى المطرودَين من حركة أمل (أي الوزير السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون ومدير عام وزارة الإعلام الموضوع بالتصرف محمد عبيد) لكلامهما حول تراجع شعبية دولة الرئيس ووصفه بأنه "الشريك الأصغر" للأمين العام لـ"حزب الله" وبأنه يتلقى 400 ألف دولار شهرياً من إيران، فيوزع ربعها للحفاظ على مناصريه ويترك الباقي في جيبه. وبحسب عبيد تُقدر ثروة بري بملياري دولار.

أين التآمر؟

صيت غنى ولا صيت فقر. وكان الحري بالمكتب أن يواجه الأكاذيب بنفي واضح أو بكشف حساب، كما فعل ذات يوم الرئيس رفيق الحريري بنشر تقرير كامل عن ثروته. فهل يخشى الرئيس بري من صيبة عين إن أُدرِج اسمه إلى جانب آل الحريري والأخوين ميقاتي على لائحة مجلة فوربس الأميركية لأغنى أغنياء العالم.

أم أن المكتب يريد التعمية على محاضر اجتماعات فيلتمان مع النائب في كتلة "التنمية والتحرير" ياسين جابر ووزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة، وعلى همسهما وبوحهما وما نقلاه مشافهة، وكل ما قيل يشير بوضوح إلى أن الأزمة الوطنية لا يترجمها اصطفافا 14 و8 آذار، بل تظهر أن "حزب الله" يمثل طرفاً مسيطراً من جهة، وسائر اللبنانيين يقفون في الجهة النقيضة. والفرق الأساسي أن فئة من السياسيين اللبنانيين تهمس خوفاً وفئة تجهر بقناعاتها. وما كلام خليفة عن ضرورة اندماج "حزب الله" مع الجيش اللبناني وتوقعه بأن الحزب سيحوّل "حياتنا جحيماً وستكون هناك عودة للسيارات المفخخة إذا فشلت سورية بالتوصل إلى ترتيب حول محكمة الحريري" سوى عينة مما قيل ويُقال في الدوائر الضيقة.

ولا يمكن لمكتب "أمل" الإعلامي دحضه سوى بكلام خطابي شبيه بكلام الحاج محمد رعد المنبري الساكت اليوم على كلام ذوي القربى الأمضى من شفرات الغدر. أما كلام النائب ياسين جابر عن ان بري "طلب من حزب الله عدم اعمار المنازل في مناطق نفوذ أمل، ذلك كي يتمكن بري من القيام بالمهمة والحفاظ على ولاء مناصريه". فيمكن دعمه بالشكوك حول ثروة مستجدة هبطت على نائبين "أمليين" بعد العام 2006...أن يتحدث بيان مكتب "أمل" عن "المطبخ التآمري" من دون ذكر كبير الطباخين فهذا يعني جهلاً وتجهيلا وخوفاً على الإلتحام المصيري بين أثرياء "الحركة" وحركة الممانعة في لبنان وسورية وإيران.

 

الزغبي لموقعنا: "حزب الله" في مرحلة ضعف وإرباك أثبتها كلام بري.. وتركيز ميقاتي منصبّ على مستقبله السياسي أكثر من الحكومة 

موقع 14 آذار /باتريسيا متى

وسط تصاعد الخطابات النارية بين فريقي "14 آذار" و"8 آذار" بقيادة "حزب الله" والمراوحة التي يمنى بها مسار تأليف الحكومة بعد أن كلف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، لفت الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي إلى أن "التخوين يأتي من جهة حزب الله فقط، فالحزب الذي يتقن هذا الفن منذ سنوات على اعتبار أنه يضع العناوين في الواجهة لينقض على أخصامه السياسيين الا أن هذه الوسيلة باتت مكشوفة وغير مجدية لأنها تتواجه وحقائق تغير الواقع أو الافتراض الذي يتحدث عنه حزب الله".

الزغبي وفي حديث خاص لموقع 14 آذار، اعتبر أن "حزب الله كشف أوراقه بشكل سافر ووأضح في الآونة بأنه ذراع للمشروع الإيراني على ساحل المتوسط وتحديداً لبنان لأن حزب الله لم يخرج عن صمته ولم يرد بشكل قاس من خلال بيان تهديدي شديد اللهجة على الرئيس الحريري إلا حين تناول الأخير التدخل الإيراني في الشؤون العربية وخاصة لبنان والبحرين والكويت وكل ما يقال عن عناوين أخرى كالمقاومة والتصدي لإسرائيل مجرد شعارات تخفي ورائها المشروع الإيراني الذي يلتزم حزب الله تنفيذه".

هذا ورأى الزغبي أن "حزب الله الآن في حالة ارباك شديد ليس فقط بسبب صمود قوى 14 آذار منذ شهرين ونصف وتزايد الثقة الشعبية بسياستها بل بسبب ضعف جناحيه السوري والإيراني لأن الأول في وضع دقيق ومرتبك ومنصرف إلى شؤونه الداخلية والثاني بات يسجل تراجعات حادة وواضحة في الأوراق التي جناها واكتسبها في السنوات الماضية خصوصاً في العراق ولبنان والخليج العربي وتركيا الدولة الأهم على اعتبار أن إيران تخسر شريكاً حاولت توظيفه بشكل أو بآخر في تغلغها في الشرق الأوسط وخيارات أنقرة باتت مختلفة عن المرحلة السابقة فهي تحاول إنقاذ النظام السوري شرط انفصاله عن إيران إضافة إلى أنها تمدّ يد المساعدة إلى الشعوب العربية التي انتفضت على أنظمتها".

الزغبي وإذ أشار إلى "خسارة إيران وتراجعها على مستويات عدة"، شدد على "التراجع الأخطر التي تمنى به إيران والمتمثل بخسارتها لشريكها العميق في الاستراتيجية أي للنظام السوري الذي بدأ يتخذ مواقف مغايرة ومناقضة لموقفها وتحديداً فيما خص البحرين والقضايا العربية"، مشيراً إلى أن "حزب الله بات عالقاً بين إحباط سوري وتراجع إيراني ما يجعله يشعر بهذه الورطة ويخرج عن صمته وتريثه الذي كان يعتمده منذ أشهر ليشنّ حرباً شعواء على الحريري، وكلامه دليل ضعف وارتباك وليس قوة، فحزب الله في مرحلة دقيقة وعليه إعادة حساباته ليستطيع الاستمرار أقله كحالة سياسية في لبنان".

دعوة جنبلاط للحوار صرخة في واد عميق وبحث عن تموضع جديد

أما حول كلام رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي دعا الى الحوار كحل وحيد مشدداً على الابتعاد عن سياسة المحاور، قال الزغبي أن "جنبلاط كما الجميع يعلمون أن فرص الحوار معدومة وهي نظرية غير قابلة للترجمة في المرحلة الحالية بسبب مكابرة حزب الله في التسليم بضرورة وضع سلاحه بشكل جدي على طاولة الحوار إضافة إلى محاولة تملصه من المحكمة الدولية فأي حوار سينجح طالما أن حزب الله يتهرب من طرح موضوعين أساسيين لذلك فإن دعوة وليد جنبلاط في هذا الإطار تبدو كأنها صرخة في واد عميق".

"جنبلاط يدعو إلى الحوار لأنه لا يملك أية وسيلة أخرى من وسائل التموضع، هو كان متموضعاً بشكل أساسي في 14 آذار وخرج منها ليتركز في الوسط فوجد نفسه عالقاً في براثن 8 آذار وسوريا وهو يشعر الآن بارتباك سوريا و8 آذار ما يجبره على البحث عن تموضع جديد عله يحن الى السابق ولكنه لا يجرؤ الآن لاتخاذ مثل هذه الخطوة في ظل غموض وضعي إيران وسوريا".

تلويح ميقاتي بورقة الاعتذار الثمينة يربك "حزب الله" أكثر

هذا وعلق الزغبي على المشهد الحكومي وموقع قوى "8 آذار" بعد تنفيذهم الانقلاب، فقال أن "أسوأ ما تعرض له فريق 8 آذار هو عجزه عن التوافق والالتقاء على فكرة أو مشروع واحد وحالة هذا الفريق مرتبطة بشكل أساسي بالمرجعية السورية التي ستضعف 8 آذار طالما هي معطلة إذ أن ميقاتي يملك ورقة ثمينة في وجه حزب الله و8 آذار هي ورقة الاعتذار، والتلويح بهذه الورقة سيزيد من إرباك حزب الله لأن الأخير لن يستطيع تأمين أكثرية جديدة لأي مرشح".

وأضاف: "ميقاتي يستشعر اليوم أنه في وضع أفضل بعدما استحوذ على غطاء من اجتماع دار الفتوى وبات أكثر قدرة على مواجهة طلبات 8 آذار وهذا ما سيؤدي حكماً إلى إطالة عمر ولادة الحكومة علماً أنه ليس في الأفق ما يشير لقرب إبصارها النور بالشروط المطروحة سواء بموقف رئيس الجمهورية أو المكلف أو الفريق المشكل لهذه الحكومة فكل يوم يمر يكشف عن زيف تجمع 8 آذار وهشاشته ويضعف ورقته السياسية والوطنية لأنه غير مبني على أهداف واضحة ومحسومة بل فقط على مشروع الانقلاب والانقضاض على السلطة دون أي تصور بديل للحكم".

الزغبي الذي اعتبر أن "أطراف 8 آذار مصعوقون أمام هول النتائج"، لفت إلى أن "الانتصار الذي يدعون تحقيقه كان عبئاً عليهم بسبب فقدانهم لمشروع أو خطة واضحة ما يجعلهم بحاجة للانقاذ، فحزب الله بحاجة لانقاذه من سلاحه وسوريا منشغلة بذاتها و÷يران بتراجعاتها العربية وها إن حزب الله متروك إلى قدره لذلك فعليه عدم الذهاب بعيداً في المكابرة على طريقة الرد التي يستعملها ضد 14 آذار".

تركيز اهتمام ميقاتي اليوم هو على مصيره السياسي المستقبلي أكثر من الحكومة

أما حول تحرك ميقاتي باستعمال ورقة الاعتذار، فقال الزغبي: "لا أتوقع أن يلجأ ميقاتي الى الاعتذار في المدى القريب لأن الاعتذار ورقة للتهويل بوجه 8 آذار وليست للتنفيذ لأنه يتمسك بتكليفه لرئاسة الحكومة وهو يركز اليوم اهتمامه على مصيره السياسي في طرابلس بعد سنتين وعلى امكانية الحفاظ على اسمه أكثر مما يركز على الاسراع في تشكيل الحكومة".

بري يحاول أن يجد لنفسه مخرجا ويثبت وهن وضعف "8 آذار"

وعن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نعى فيه قوى "8 آذار" واصفاً حالة الفريق بالمؤلمة، اعتبر الزغبي أن "كلام بري ليس إلا دليل على مدى الوهن والضعف الذي يعصف بـ8 آذار"، لافتاً الى أنه "يؤسس لنفسه مخرجاً ما بعد أن استشعر اتجاه حزب الله إلى مزيد من الضعف والنظام السوري إلى تغير جذري وتراجع الأداء الايراني، فكلام بري عن جبهة وطنية ضمنها جنبلاط وكل من ليس في 14 آذار غير صحيح لأن قصد بري تمحور من جديد في الوسط السياسي".

الحوادث الأمنية حروب بديلة يشنها "حزب الله" لتغيير مجرى الأمور وتحويل الإهتمامات

وفيما خص الأحداث الأمنية التي يتخبط بها لبنان في الفترة الأخيرة، رأى الزغبي أن "حوادث سجن رومية وخطف الأستونيين وتفجير كنيسة السيدة في زحلة وكل برامج التحرك في الأيام القليلة الماضية ليست إلا حروب بديلة وعمليات إلهاء يشنها "حزب الله" وحلفائه ليغير موقع الاهتمامات إلى أمور فرعية أخرى لتغيير مجرى الأمور نظراً للمجرى السياسي الذي يضيّق الخناق على "حزب الله".

كلام قاسم مردود عليه وعلى حلفائه.. والدليل البحرين وساحل العاج

هذا وتطرق الى كلام نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي لفت في احتفال ديني أن مشروع "14 آذار" هو العبور بالدولة وليس إلى الدولة معتبراً أن السلاح صدر من "14 آذار"، أكد الزغبي أن "كلام قاسم ينطبق على حزب الله الذي أخذ الدولة بسلاحه ودمرها في حرب تموز من العام 2006 كما ضرب الأسس الديمقراطية لهذه الدولة التي لا تبنى بقرارغير شرعي وباستنساب المواقف السياسية كما حصل في قضيتين رئيسيتين اتخذ فيهما حزب الله وبري مواقف مناقضة للشرعية وللدولة أي في ساحل العاج والبحرين حيث دفعت الجالية اللبنانية ثمن تدخلهما في شؤون البلاد الداخلية". وأضاف: "هذان الخطآن الخارجان عن الشرعية يؤكدان أن ما قاله قاسم يرتد عليه وعلى فريقه السياسي قبل سواه".

النظام السوري الى زوال سواء بالثورة أو بالاصلاحات

وختم الزغبي حديثه متطرقاً إلى الاحتجاجات التي شهدتها سوريا والتي حاول الرئيس الأسد إيقافها بإعلانه عن بعض الإصلاحات، فرأى أن "سوريا دخلت خطأً غير مرتد فالرئيس السوري بات أمام خيارين إما الإلتزام بإصلاحات فعلية حقيقية سياسية تؤكد الحريات والديمقراطية وتغير النظام المعروف منذ 40 عاماً سلمياً عبر انتخابات ديمقراطية قد تأتي بغير الأسد وإلا فإن الثورة والانتفاضات ستكون لهم بالمرصاد ومن الأفضل أن يتم تصفية النظام الحاكم بشكل سلمي على اعتبار أنه سيتغير سواء بالاصلاحات أو عبر الثورة".

 

أبادي كشف المستور أمام سليمان عشية استقالة وزراء المعارضة.. مصدر دبلوماسي أوروبي لموقعنا: إيران هي التي دفعت بـ"8 آذار" للإطاحة بحكومة الحريري 

موقع 14 آذار/أكد مصدر دبلوماسي أوروبي أنه يضيق الأفق أكثر فأكثر أمام التدخل الإيراني في العالم العربي ولبنان بعدما انضمت قطر كلياً إلى الموقف العربي الذي يرفض أي تدخل من هذا القبيل. ولفت المصدر المذكور لموقع "14 آذار" الألكتروني، أن "الموقف العماني كان خير تعبير عن ذلك مع أن الكثيرين لم يكونوا يستبعدون أن يتحلى سلوك سلطنة عمان بشيء من الليونة والخصوصية في موضوع الصراع العربي الإيراني والخليجي الإيراني بشكل خاص، أما تركيا فترى أنه يجب سحب سوريا من التحالف مع إيران وهي تعمل على خطي الترغيب والضغط على النظام السوري في الوقت نفسه".

ورأى المصدر أن "أنقره تعتبر أنه بقدر ما يقدم الرئيس الأسد على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ويستجيب لمطالب المعارضة السورية، وبقدر ما تتم طمأنة النظام السوري، بقدر ما ستتشجع دمشق على القيام بخطوات وسلوكيات سياسية ودبلوماسية تصب أكثر فأكثر في سياق الابتعاد عن الالتصاق الوثيق بإيران والإقتراب من العالم العربي وتركيا شيئاً فشيئاً".

وأوضح المصدر أن "القيادة التركية كانت قد بادرت إلى الإتصال بالرئيس سعد الحريري للتباحث معه في شكوى سورية مفادها أن هناك تدخلاً واضحاً ضد النظام السوري بتشجيع من تيار المستقبل وأطراف لبنانية أخرى"، موضحاً أن "الحريري أكد للمسؤولين الأتراك أن قوى 14 آذار ترفض التدخل في شؤون الدول الأخرى انطلاقاً من احترام سيادة كل دولة ومثلما ترفض أي تدخل في الشؤون اللبنانية".

وحسب المصدر، يراهن الأتراك على فصل سوريا عن إيران إلا أنه يبقى مجرد رهان وستظهر الأيام الطالعة إلى أي حد سيذهب هذا الأمر باتجاه الواقعية والتحقق إضافة إلى أنه ليس واضحاً ما إذا كان الأتراك قد أخذوا العبر من تجارب الآخرين أو لا، وكانت الـ"س-س" آخر محطة من هذا القبيل.

وتابع المصدر قائلاً: "قد يكون هذا الرهان اقرب الى الواقعية بفعل الضغوط التي يقف أمامها النظام السوري إنما من داخل سوريا، أي من قبل المعارضين والشعب السوري قبل أي عامل آخر من خارج الحدود".

أمام هذا الواقع دائماً حسب المصدر المذكور، يجب ترقب التطورات في الداخل السوري حيث يمكن توقع كل شيء، فلا المعارضة ستتراجع ولا الأسد سيرضخ لكنه لن يذهب إلى المواجهة الكبرى وهو سيوضح بعض الأمور في خطاب له قريباً.

وأشار المصدر إلى أن "هناك تشكيل الحكومة السورية الجديدة وهناك تجنيس الأكراد، إلا أن المسؤول عنهم قال ما إن انتهت هذه الخطوة أنه يجب أن يطالب الأكراد بمزيد من الحقوق بعدما باتوا مواطنين سوريين".

وأضاف المصدر أن "التطورات في الداخل السوري تدفع أكثر فأكثر إلى توقع ارتفاع الإحراج الذي يتعرض له حزب الله، فالسوريون لن يحسموا مواقفهم من مجمل القضايا المحلية والإقليمية التي تعني لبنان والحزب والتحالف السوري الإيراني على حد سواء، بالتالي فإن حزب الله سيُحرج أكثر في التعاطي مع موضوع تشكيل الحكومة، فهو لن يمارس ضغوطاً كبيرة على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي كذلك على رئيس الجمهورية ميشال سليمان".

إلا أن المصدر أكد أن "حزب الله" محرج جداً من جراء الهجوم الإيراني على الرئيس سعد الحريري ومن مواقف النائب ميشال عون من تشكيل الحكومة ومما جلبته له سياساته في موضوعي البحرين وساحل العاج، إضافة إلى الخلاف مع الرئيس نبيه بري، ويبدو أن إيران هي التي بادرت مطلع العام الجاري إلى حسم الخيار بإسقاط الحكومة اللبنانية ومنع عودة الحريري إلى الرئاسة الثالثة.

وأوضح المصدر أن "السفير الإيراني في لبنان غضنقر ركن أبادي قال حينذاك أمام سليمان أنه يجب ألا يعود الحريري إلى رئاسة الحكومة"، وبفعل هذا القرار الإيراني تابع المصدر: "فقد شن الحريري هجومه على إيران في الأيام الأخيرة ولعل ردة فعل حزب الله هي التي أوصلت السجال بينه وبين الحريري إلى ما وصل إليه".

وكان النائب ياسين جابر قد استغرب أن تنشر جريدة "الأخبار" ما نشرته عن وثائق "ويكيليكس"، وهو ينقل عن بري أن لا خلاف بينه وبين "حزب الله"، إلا أن الغاية من وراء ذلك كله قرار إيراني استباقي بإفهام دمشق أنه ممنوع عليها أن تلتف على حليفتها والساحة اللبنانية صندوقة البريد الممتازة لذلك، وكان بري قد قال عن "حزب الله" أكثر بكثير مما نشر عن "ويكيليكس".

أمام هذا كله، لفت المصدر إلى أن ميقاتي أمام 3 خيارات، أولها أن يعتذر، وهو احتمال ضئيل من حيث المبدأ، أما الخيار الثاني فيقوم على تشكيل الحكومة بسرعة وهو احتمال ضئيل ايضاً، ويبقى الخيار الثالث أن تستمر الأوضاع على ما هي عليه وهو الاحتمال الأكثر ترجيحاً حتى إشعار آخر، وإذا اعتذر ميقاتي وتحددت استشارات جديدة، فإن الأكثرية سترشح الرئيس فؤاد السنيورة تحت عنوانها التقليدي أي "السلاح".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

سوريا: ليس أقلّ من إصلاح جذري

النهار/علي حماده     

عندما اندلعت الاحتجاجات في درعا السورية كان اعتقاد القيادة انها موضعية ومحدودة، ويمكن معالجتها بالطرق التقليدية (القتل والترويع). ومع تساقط الشهداء المدنيين العزل وارتفاع أعدادهم، بدا ان الشارع ذاهب الى مواجهة مفتوحة مع النظام، فاستمر الصدام في الشارع وارتفع سقف المطالب بسرعة هائلة ليلامس في شكل او آخر حدود الدعوة الى اسقاط النظام. ومن ينظر في المطالب المرفوعة في الساحات العامة وصحون المساجد، يكتشف بسرعة ان جوهر المطالب هو اسقاط الاسس التي قام عليها النظام منذ 1963، ثم تصلب مع حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد، وصولا الى حكم ابنه بشار الاسد. فإلغاء قانون الطوارئ واطلاق كل سجناء الرأي البالغ عددهم نحو 5000، واطلاق الحريات الاعلامية كاملة كجزء من حرية التعبير والتظاهر، ومنع تدخل المخابرات في الحياة السياسية العامة والخاصة، كلها مطالب تؤدي في نهاية المطاف الى تقويض الاسس الصلبة التي قام عليها نظام اعتمد القوة والعنف والترهيب لضبط الداخل. وفي ناحية اخرى، فإن خلو المطالب من اي اشارة الى المعطى الخارجي ( الممانعة) يفيد أن حنق الداخل بعذر المواجهة مع اسرائيل ما عاد مجديا. ولعل حرق صور الامين العام لـ"حزب الله" في ساحات درعا وريف دمشق وغيرها من المدن السورية يشي بأن السوريين يرفضون البقاء عبيدا لشعارات الممانعة التي دفعوا ثمنها في حرياتهم وكراماتهم. ومن هنا فإن تهمة العمالة التي كانت لازمة النظام في مواجهة اي حراك سقطت، وصارت من الماضي. وبات يتعين على الرئيس بشار الاسد الذي اخفق اخفاقا كبيرا في ملامسة نبض الشارع في خطابه الاخير قبل اسبوع ان يبحث عن خطاب آخر غير خطاب "المؤامرات" القديم.

مطلوب من الاسد الابن ان يدرك انه يواجه اخطر ازمة في 11 سنة من حكمه قد تنتهي بسقوطه، وهو مدعو الى حمل بلاده نحو مرحلة اصلاحية جذرية تطلق الحريات العامة، وتحرر الحريات الخاصة، تنهي اربعة عقود من السجن العربي الكبير الذي خنق السوريين بمقدار ما اضر بالمحيط الاقليمي من العراق الى لبنان مرورا بفلسطين.

 لقد انتهى زمن الانتفاخ الاقليمي، فالسوريون اولى بالحرية والكرامة.

 

سوريا الأسد إلى أين؟

بقلم/يوسف امين

لا نريد من حيث المبدأ التطفل على أمور سوريا الداخلية ولا نحب أن نفرض رأينا على الشعب السوري الجار أو قيادته فيما يتعلق بطريقة الحكم ونتائجها كما فعلت هذه القيادة عندما تدخلت لتفرض علينا احتلالا مقيتا ومنظومة مأجورين حاولوا اذلال الشعب اللبناني طيلة 30 سنة. ولكننا من الناحية الانسانية نتمنى أن يسود الاستقرار سوريا وينتشر فيها نفس الحرية الذي ينشده كل مواطن ويشعر الشعب هناك بأن من يحكمه يمثل تطلعاته ولا يختبئ خلف شعارات وهمية ونظريات بالية لم تعد تغني ولا تعمي أبصار الناس كما كان يجري خلف الستار الحديدي الذي تتلمذ جهابذة النظام السوري على أيديه.

لا نريد بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء تحرك الشارع السوري وسقوط أكثر من مئة قتيل برصاص قوى الأمن عدا عن من أدخلوا إلى المعتقلات، أن نصب على النار مزيدا من الزيت كما كان يفعل حكام دمشق كلما تصعدت أزمة في لبنان. ولكننا نهيب بهم أن يتعلموا من الواقع ومن خبرات الغير في هذه المنطقة التي ملأتها الأنظمة القصيرة النظر ظلما واستبدادا وتفننت سجونها بالتعذيب وأجهزتها بالملاحقة حتى بات الناس لا يعرفون معنى ابداء الرأي في أي موضوع خوفا من الملاحقات وإذا بالمجتمعات المنصاعة للرهبة والمنقادة بالتهديد تتخلى عن حيويتها لتفتقد إلى الألوان والحركة وتنام تحت عبئ الفاقة والعوذ أو يهرب من استطاع من أبنائها إلى بلاد الله الواسعة سعيا خلف أجواء ربما تكون أقل ضغطا وأخف ظلما.

الرئيس الأسد لم يفِ بتطلعات السوريين الذين حلموا بأن من درس وعاش لفترة من الزمن في بلد عريق بالديمقراطية ربما سيعرف أن يبدأ التغيير ولذا تأمل البعض على مضض بأن يتقبّل خريج لندن مفهوم الاعتراض ويحس بمعنى الظلم وعدم فائدة التهديد ويفهم ربما بقليل من الحس النقدي الذي لا بد تعلّمه في الجامعات البريطانية معنى رفع حالة الطوارئ مثلا أو معنى فتح السجون واطلاق سراح معتقلي الرأي أو معنى إعلان مبدأ تعددية الأحزاب وحرية الانتخابات ومفهوم الديمقراطية وتبادل المواقع.

هو لم يقبل أن يجرّب لبنان هذا المفهوم لينقله رويضا إلى سوريا بتكلفة أقل بل سارع إلى فرض الطريقة السورية الضاغطة على اللبنانيين الذين أعلنوا المطالبة بالمزيد من التحرر والحق بابداء الرأي والتناوب على السلطة. لقد قبل هذا، الذي يعتقد البعض بأنه عاش أجواء الديمقراطية الغربية طيلة حوالي العقد من الزمن، أن يتدخل مساعدوه في وطن الأرز ليفرضوا الحكومة والرؤساء ويذلّوا الشعب ثم يقرروا بأن يعدّلوا الدستور مرة تلو الأخرى ليجددوا لمن يشاؤون الجلوس على الكراسي رغما عن إرادة اللبنانيين وفي النهاية سمح بقتل زعماء المعارضة وإشاعة أجواء الارهاب في بلد جار عرف عن شعبه تعلقهم بالحرية وسعيهم المتواصل إلى الديمقراطية.

اليوم وبعد أن طرقت أبواب دمشق رياح التغيير التي هبّت في بلاد العرب كلها فهل له أن يمنعها بوصد الأبواب وزيادة العنف والقهر ومحاولة التمسك بطرق بالية لم تنفع غيره من الأنظمة؟ فهي لم تنفع تشاوشيسكو في رومانيا ولم تنفع السوفيات في روسيا ولن تنفع القذافي الذي يقاتل شعبه في ليبيا وهي بالتأكيد لن تنفع زعماء دمشق المتحالفين مع طهران ضد مشيئة ومصلحة شعبهم ويقاومون حركة التاريخ بوسائل أقل ما يقال فيها بأنها أصبحت بالية قديمة لن تقنع الشعب الذي بدأ يغلي.

إن مصير الشعوب لا بد أن تقرره هي وليس حكامها ولا آراء الخارج أو تدخلاتهم. من هنا فإننا لا نريد أن نملي آراءنا أو نصائحنا على السوريين ولكننا نهيب بمن يجلسون على الكراسي هناك التقليل من الحقد الذي يعبأ وعدد الجرائم التي قد يحاكمون عليها.

 

يقول البعض بأن هذه الثورة المتصاعدة هي ثورة الموبايل فإذا ما قطعت الاتصالات سوف تتوقف الثورة أو أن هذه الثورة هي وليدة الصحافة العالمية فإذا ما منعت هذه الصحافة لا بد أن يحكم النظام قبضته من جديد. نقول بأن المسؤول عن شعب يجب أن يشعر معه ويعرف بأن الظلم إلى نهاية وأن الحياة تتجدد وتتطور وأن الطبيعة لها قوانينها كما للتاريخ أحكامه وإذا ما بدأت التحركات ضد نظام ما فإنها كلما طالت وزاد عدد ضحاياها ستكبر أكثر وستعظم المسافة بين المظلومين وأسيادهم إلى أن ينفجر الوضع بوجه من يحاول السيطرة عليه.

رسالتنا إلى الرئيس الأسد أن يتنحى قبل فوات الأوان إذا لم يستطع القيام بتنازلات جدية لمصلحة الديمقراطية كأن يفتح السجون ويطلق المعتقلين وينهي حالة الطوارئ بدون استبدالها بقانون جديد ويحاكم المسؤولين عن القتل ويفتح باب المعارضة في الصحافة والمؤسسات ويسمح بتعدد الاحزاب ويعلن تركيزه على شؤون سوريا الداخلية وتحسين الأوضاع المعيشية ليس فقط بزيادة الرواتب بشكل ملغوم يعرف الناس مسبقا بأنها خطوة لشراء سكوتهم بينما يستمر المرض ينهش الدولة. وإذا كان هناك من يقنعه بالقدرة على السيطرة على الأمور فليتركه يجرب حظه في مواجهة الناس وحده قبل أن يتحمّل هو كل مشاكل سوريا التي ورثها عن والده ومن سبقه من جماعات الانقلابيين البعثيين، فهذا النظام البالي هو صنيعة حقبة طويلة تراكمت فيها الأخطاء ومصيرها اليوم الانفجار ليس لأنها الموضة بل لأن هذه هي النتيجة الطبيعية لعملية القهر المستمر.

السوريون أمام أيام سوداء ما لم يبادر قادتهم إلى التنازل عن العنجهية والقيام بمبادرات خلاقة والنزول إلى الأرض للتحاور مع الشعب الذي يريد التغيير.

من هنا السؤال سوريا الأسد إلى أين؟

فهل يعقل زعيم سوريا ويقوم بمبادرة جدية تجاه شعبه أم أن الزمن سبقه والأحداث تسارعت وأصبح الجرح أكبر من أن يعالج؟

يوسف أمين

المركز الماروني للدراسات الستراتيجية

تورونتو - كندا

8 – نيسان - 2011       

 

المنظمة الإيرانية: قوات المالكي ارتكبت "مجزرة" في معسكر أشرف بأوامر من خامنئي 

31 قتيلاً و320 جريحاً من "مجاهدي خلق" برصاص الجيش العراقي

http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/134473/reftab/76/Default.aspx#startframe

 بغداد - وكالات: اتهمت منظمة "مجاهدي خلق", كبرى الحركات المعارضة للنظام الإيراني في المنفى, أمس, الجيش العراقي بارتكاب "مجزرة" في معسكر أشرف حيث يقيم 3500 من عناصرها, خلال هجومه الدامي على المدنيين والذي أسفر عن سقوط 31 قتيلاً بينهم 7 نساء, وإصابة 320 جريحاً 12 منهم في حال الخطر الشديد.

وأكد المتحدث باسم المنظمة محمد إقبال في بيانات عدة تلقت "السياسة" نسخاً منها, أن "قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي واصلت لساعات عدة فجر أمس قصف المناطق السكنية ومواقع التجمعات في أشرف بالمدرعات, كما اعتدت بالضرب والشتائم على السكان, ودهست الافراد بواسطة العجلات المدرعة", مشيراً إلى أنها "دمرت ممتلكات السكان ونهبت كل ما لا يمكن نهبه".

وأعلن أن "عدد الشهداء في أشرف اثر الهجوم الاجرامي للقوات المؤتمرة بإمرة المالكي وصل إلى 31 شخصاً بينهم 7 نساء إضافة إلى 320 جريحاً, غالبيتهم أصيبوا بإطلاق رصاص حي", مشيراً إلى معلومات اختطاف القوات العراقية عدداً من الجرحى.

وأكد أن حالة 19 من الجرحى خطرة, و"لا يمكن للمخيم العناية بهم بسبب عدم وجود الامكانات الطبية في اشرف الذي كان تحت حصار اجرامي شامل منذ اكثر من سنتين".

وذكر أسماء عدد من الشهداء بينهم نسترن عظيمي, وفائزة رجبي, وشهناز بهلواني, وخليل كعبي, وورقا سليماني, ومحمد رضا بيرزادي وفريدون, وآسية رخشاني, وضياء بورنادر, ومهدية مددزاده, بالإضافة إلى فائزة رجبي (20 عاماً) التي استشهد والدها عبد الرضا رجبي في اكتوبر 2008 في غياهب سجون ايران تحت وطئة التعذيب.

بدوره, قال متحدث آخر باسم "مجاهدي خلق" شهريار كيا, إن "القوات العراقية المجرمة أطلقت النار على سكان اشرف بالمسدسات والبنادق الآلية ورشاشات المدرعات", مضيفاً ان "رئيس الوزراء المجرم وبأمر من (آية الله علي) خامنئي يرتكب جريمة غير مسبوقة في اشرف حيث تطلق القوات المؤتمرة بإمرته النار بالمسدسات وبنادق آلية ورشاشات المدرعات على السكان في عملية ابادة تستهدف المجاهدين".

واوضح ان "بين القتلى ست نساء ووقع عدد من سكان المخيم اسرى بيد الجيش ولا نعرف مصيرهم, لا دواء لدينا لمعالجة الجرحى نطالب المنظمات المستقلة بإخلائهم لتلقي العلاج".

من جهته, أكد مصدر طبي في مستشفى بعقوبة العام تلقي "ثلاث جثث لايرانيين و14 جريحا من المعسكر كما اصيب ستة من الجيش العراقي بجروح احدهم ضابط برتبة مقدم".

وقال الرائد في الجيش حسن التميمي من غرفة عمليات ديالى, إن "الاشتباكات وقعت بالسلاح الابيض والحجارة والقناني الزجاجية والعصي, جراء قيام الجيش باتخاذ مواقع داخل مقبرة تابعة لمعسكر اشرف", مؤكداً "مقتل ثلاثة من مجاهدي خلق واصابة 14 اخرين بجروح واصابة ستة جنود عراقيين بجروح".

وكانت "مجاهدي خلق" اعلنت قبل خمسة ايام ان الجيش العراقي "احتل اجزاء من مخيم اشرف بواسطة ارتال من المدرعات بلغ عددها ثلاثين".

ونددت ب¯"الاحتلال العسكري لمخيم اشرف وهو منطقة مدنية منزوعة السلاح تماماً, وبتوغل القوة مسافة 12 مترا وقص الشريط الحديدي الذي يحمي المعسكر".

وفي حين طالبت زعيمة المنظمة الايرانية المعارضة مريم رجوي, وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن تأمر على الأقل المستشفى الأميركي الواقع قرب المخيم بمعالجة الجرحى, وخاصة النساء, أعرب وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس, عن "القلق الشديد" حيال وقوع قتلى وجرحى في المواجهات داخل معسكر أشرف, داعيا السلطات الى "ضبط النفس ومعاملة سكان أشرف وفقاً للقوانين العراقية والالتزامات الدولية".

ويقيم نحو 3500 من انصار "مجاهدي خلق" في المعسكر الذي يبعد ثمانين كلم عن الحدود الايرانية وقد سمح الرئيس السابق صدام حسين ل¯"مجاهدي خلق" بالاقامة هناك لحملهم على مساندته في محاربة النظام الايراني خلال الحرب بين العراق وايران (1980-1988), ولكن بعد سقوطه, نزعت القوات الاميركية اسلحة هؤلاء المعارضين وسلمت السيطرة على المعسكر الى قوات الامن العراقية التي يقيم قادتها علاقات وثيقة مع نظام طهران. واواخر نوفمبر 2010, طلب البرلمان الاوروبي من وزيرة الخارجية كاثرين آشتون ان "تطلب من الامم المتحدة تأمين حماية عاجلة للمعارضين الايرانيين المنفيين في معسكر اشرف", متهماً السلطات العراقية بفرض "حصار بلا رحمة" على المكان.

 

"لا نريد ان يملي احد هيمنته على بلد عربي"

السنيورة: لا مؤشرات كافية في اتجاه طريق التأليف والمطلوب حكومة متفهمة لإلتزامات لبنان

المركزية- اعتبر رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة أن لا مؤشرات كافية تبين اننا فعليا نسلك الطريق المؤدي الى تأليف الحكومة، لافتا الى ان المطلوب تشكيلة متفهمة لالتزامات لبنان الوطنية والدولية، مشيرا الى ان الإنجراف نحو تقوية سلطة قوى الأمر الواقع يؤدي الى تلاشي الدولة، وقال:" لا نريد أن يستقوي علينا احد أو أن يملي أحد هيمنته على أي بلد عربي".

عرض السنيورة مع وفود من مدينة صيدا والجوار في مكتبه في الهلالية لشؤون انمائية وبيئية وحياتية وقال: "بعد كل الملابسات التي أحاطت بعملية التكليف، والملابسات المتزايدة التي تحيط بعملية التأليف، والممارسات التي تتوخى أحيانا مخالفة الدستور في ما يتعلق بصلاحيات الرئيس المكلف في تأليف الحكومة، وصلاحيات رئيس الجمهورية، والتعدي على هذه الصلاحيات، نأمل من الرئيس المكلف أن يقدم على التأليف، فدستورنا واضح وبالتالي الرئيس المكلف يتشاور مع الكتل النيابية المختلفة التي رشحته، ولكن في النهاية عليه ان يؤلف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية" .

ورأى السنيورة أن "المطلوب تشكيل الحكومة من مجموعة متناسقة متفهمة لإلتزامات لبنان، بالشرعية وبدور الدولة، وبمسؤوليتها عن بسط سلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية، وان قيام مثل هذه الحكومة يسهل موضوع الحكم ويسهل العلاقة السوية التي يجب ان تسود بين المعارضة وما بين الحكومة، اما عندما تتنكر الحكومة لإلتزامات لبنان ولدور الدولة ولقدرتها على بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، فإن هناك إيغال واستمرار في تكبير حجم المشكل الذي يعاني منه لبنان".

واعتبر السنيورة ان هذا الإنجراف باتجاه تقوية سلطة قوى الأمر الواقع على الدولة اللبنانية، لا يستفيد منه اللبنانيون ولا تستفيد منه البلاد على الإطلاق، بل يؤدي الى مزيد من الترهل ومزيد من التلاشي للدولة التي يريد المواطن عودتها لأنه يرى في عودتها أمانا واطمئنانا له ولأبنائه ولأولاده ولعائلته ولمستقبله ومستوى عيشه، ولفرص العمل التي يتوخاها الشباب،

واشار الى أن هناك استقواء على العرب، وقال:" لا نريد أن يستقوي علينا احد، ولا نريد لأحد في المنطقة أو خارجها ان يملي هيمنته على أي بلد عربي ولا على العرب. نريد أن نكون متعاونين مع جيراننا في المنطقة باقتدار وباحترام لهم ولنا، مؤكدا أن محاولة التفريق ما بين السنة والشيعة بأي شكل من الأشكال هو مضرة للعرب جميعا، وأن تصنيف مجموعة على أنها منتمية الى بلد معين وأخرى منتمية الى بلد معين آخر هو امر مضر ايضاً، وقال: نحن جميعا في لبنان منتمون الى لبنان، ومصلحتنا بأن نعمل لمصلحة لبنان السيد الحر المستقل الذي يقوم على مصلحة ابنائه ويبني مستقبله استنادا الى قراره الحر وليس الى قرارات مستوردة من هنا او من هناك" .

تعثر تشكيل الحكومة: من جهة اخرى لفت السنيورة الى ان ما حصل كان انقلابا ولم يكن هناك دراسة وتقدير كبير وسليم وشامل لكل المعطيات، ولا سيما ان المجموعة المنتمية الى الثامن من آذار كانت لكل واحدة منها افكار واهداف مختلفة، وبالتالي عندما اقدمت على القيام بهذا العمل لم تحسب حسابا لكافة العوامل التي تكتنف عملية تأليف الحكومة، وايضا للإستحالة للتوفيق احيانا بين الأهداف التي قد تكون متعارضة، ولا سيما فيما يتعلق بتأليف الحكومة. وقال:" بالاضافة الى ذلك هناك متغيرات كبيرة طرأت خلال هذه الفترة، مما جعل ايضا عملية تشكيل الحكومة تبدو صعبة او متعذرة للغاية، مشيرا الى ان هناك أمورا عدّة ينبغي التنبه لها وبالتالي المشكلة لدى أهل البيت من الذين شاركوا في العملية الانقلابية، ووصلوا الى النقطة التي لا يستطيعون فيها التوصل الى اتفاق".

أضاف: قوى الرابع عشر من آذار وضعوا جملة من الأسئلة لم يتلقوا حتى الآن جوابا شافيا وشاملاً وواضحاً في شأنها، ناهيك عن هذه الظروف المستجدة التي تعم العالم العربي، ويتأثر لبنان بها كثيراً والتي تؤثر على عملية تأليف الحكومة، لا أرى بعد مؤشرات كافية لكي تبين لنا اننا فعليا نسلك الطريق المؤدي الى تأليف الحكومة، ونأمل أن تتألف الحكومة". واشار الى ان مجموعة تيار المستقبل وكذلك المجموعة المنتمية الى 14 آذار أبدت موقفها بشكل واضح، وبأنها ستتخذ ايضاً موقع المعارضة الواضحة، استنادا الى المبادىء التي شرحتها في المناسبات التي مرت، والتي تبين على مقدار التمسك بعودة الدولة وبسط سلطتها الكاملة، وعودة إمرة وإدارة السلاح الموجه باتجاه اسرائيل، لأنه ليس هناك من تخل على الاطلاق، بل هناك التزام كامل بأن اسرائيل هي العدو، ولا يحتكر اي فريق من اللبنانيين موضوع المقاومة والتصدي لأي عدوانية من عدوانيات اسرائيل، وبالتالي هذا الأمر يجب ان يكون بإمرة الدولة اللبنانية، وايضا في المواقف التي تعود في ما يختص بتطبيق العدالة، بحيث ان هناك التزام من هذه المجموعة باستمرار تمسك لبنان، بأن لبنان ملتزم بقرارات الشرعية الدولية في ما يتعلق بالمحكمة الدولية، اذاً، هناك أمور عدّة عبرت عنها قوى الرابع عشر من آذار بما يتعلق بعودة الدولة وبسط سلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية، وتصديها أيضا من خلال مؤسساتها للعدوانية الإسرائيلية ولإسرائيل، وايضا بما يتعلق بالعدالة وبالسير قدما من اجل معالجة هذا الكم الكبير من المشاكل الذي تراكم على مدى السنوات الماضية، والسير من اجل معالجة قضية النمو والتنمية .

ورأى السنيورة أن هناك تأثيرات كبيرة جدا لتأخر تأليف الحكومة، وقال: لا يمكن الظن بأننا نستطيع أن نضيع المزيد من الوقت، نحن نعلم اننا منذ العام 2005 عملياً مجلس النواب معطل بأكثر من نصف هذه الفترة، ولم يستطع ان يبت في الكثير من القضايا والمسائل ومشاريع القوانين التي أحيلت عليه. وايضا الحكومة بسبب فترات من المناكفات السياسية التي أدت الى تعطيل عمل الحكومة، هناك كم كبير من المشاكل التي تقتضي معالجتها، وبالتالي ان تستقيم عملية الحكم من خلال وجود حكومة ووجود معارضة تتصدى بشكل موضوعي وعلمي وبعيد عن المهاترات والمناكفات، نحن لا نريد ان نكرر المرحلة التي مررنا بها في الماضي، طبيعي كل هذا تقتضي طبيعة تشكيل الحكومة، هل هي مشكّلة من مجموعة متناسقة متفهمة للإلتزامات التي على لبنان، أكان ذلك في ما يخص موضوع الشرعية الدولية او في ما يتعلق بدور الدولة، وفي مسؤوليتها عن بسط سلطتها الكاملة على الاراضي اللبنانية، هذه الحكومة اذا كانت موجودة فبالتالي يسهل موضوع الحكم ويسهل موضوع العلاقة السوية التي يجب ان تسود بين المعارضة وما بين الحكومة، اما عندما تتنكر الحكومة اذا افترضنا عندما تشكل، تتنكر لإلتزامات لبنان وتتنكر لدور الدولة ولقدرتها على بسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية، فإن هناك إيغال واستمرار في تكبير حجم المشكل الذي يعاني منه لبنان".

وتابع: "لا شك ان استمرار الوضع على ما هو عليه يؤثر على النمو الإقتصادي وعلى قدرة لبنان على معالجة المشاكل التي يعاني منها، وهي كبيرة وتتراكم يومياً، ونحن نشهد كيف ان هذه الممارسات التي نسمع عنها والتدخلات من هنا ومن هناك، كل ذلك يؤدي الى التأثير على الاقتصاد اللبناني، على النمو الاقتصادي، على التنمية في المناطق اللبنانية، على معالجة الكم من المشاكل الحياتية التي يعاني منها لبنان، هذا الإنجراف باتجاه تقوية سلطة قوى الأمر الواقع على الدولة اللبنانية، لا يستفيد منه اللبنانيون ولا تستفيد منه البلاد على الإطلاق، بل يؤدي الى مزيد من الترهل ومزيد من التلاشي للدولة اللبنانية، المواطن يريد عودة الدولة اللبنانية لأنه يرى في عودتها أمانا واطمئنانا له ولأبنائه ولأولاده ولعائلته ولمستقبله ومستوى عيشه، ولفرص العمل التي يتوخاها الشباب من عندنا، كما انها هي التي تضمن حريات الناس وممارستهم بشكل سليم ومفيد. نأمل من الرئيس المكلف بعد كل الملابسات التي أحاطت بعملية التكليف التي جرت، والملابسات المتزايدة التي تحيط بعملية التأليف التي نراها، وهذه الممارسات التي تتوخى أحيانا مخالفة الدستور في ما يتعلق بصلاحيات الرئيس المكلف في تأليف الحكومة، وصلاحيات رئيس الجمهورية، والتعدي على هذه الصلاحيات، دستورنا واضح وبالتالي الرئيس المكلف يتشاور مع الكتل النيابية المختلفة التي رشحته، ولكن في النهاية عليه ان يقدم، وبالتالي ان يؤلف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية، وبالتالي الذين يعترضون بإمكان مجلس النواب ان يحجب الثقة عن الحكومة. هناك جملة من المشاكل التي لم يعد بإمكاننا ان نتغاضى عنها، وهي تتعلق بأمور كثيرة، أكان ذلك في الأمن، أو في الاقتصاد، أو في المالية، أو في مستقبل البلاد، أو في المشاريع الحيوية والبنى التحتية التي نتوخاها، فبالتالي هذه الأمور لم يعد بالإمكان وضعها جانباً، بل هي في جوهر حياة المواطنين ويتوخون نتائج في هذا الشأن .

الوضع العربي والإقليمي: وردا على سؤال حول الوضع العربي الراهن قال:" هناك قول مشهور قديم يقول: انك لا تستطيع ان تضع يدك في مياه نفس النهر مرتين"، العالم يتغير، وعلينا ان نتأقلم ونتكيف مع هذا التغير، فالعالم يسير نحو مزيد من الشفافية والافصاح والمشاركة والحريات، ومزيد من دور الدولة الناظم ولكن المفسح في المجال لرأي الآخرين ولكن بالتعبير عن مواقفهم وحرياتهم بحيث لا يكون هناك تعد على حريات الآخرين. اي ان مبدأ الحرية الكلاسيكي ان حريتك تبدأ وتنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين . فبالتالي هناك متغيرات في العالم، وهذا الأمر الذي جرى بداية في تونس وانطلق الى مناطق اخرى في العالم العربي هو امر اظن انه تأخر اكثر من عشرين سنة، وهناك عوامل عديدة . وبداية من ان مكونات شعوبنا العربية الجزء الأكبر منها هي شباب، وبالتالي علينا ان نتفاعل ونفهم هؤلاء الشباب وكيف يمكن ان نتعامل معهم وكيف نلبي طموحاتهم. وهم يشكون من العديد من الأمور، من قلة في الحريات وقلة في الممارسة الديمقراطية وعدم الشفافية وعدم تحسن اوضاعهم الاقتصادية، وعدم امكانيتهم للمشاركة، وايضا يعانون من انظمة بيروقراطية وانظمة يتفشى فيها الفساد وقلة الانتاجية، وايضا في جوهر مشاكلنا التي نعاني منها ولكن لا يجوز ان نجعلها مشجبا نضع عليه كل مشاكلنا وهي مشكلة الصراع العربي الاسرائيلي واستمرار حالة الإذلال التي يتعرض لها العرب من اسرائيل باستمرار عدم التوصل الى حل .

وأضاف: خلال السنوات الماضية كان هناك منطق سائد في العامل العربي بأن لا صوت يعلو فوق صون المعركة، وبالتالي هذا الأمر استند اليه بحيث انه جرى تأجيل كل قضايا الاصلاح الى أن تحل هذه المشكلة. هذه المشكلة مر عليها اكثر من سبعين سنة، خلال هذه الفترة كنا نضع مشاكلنا جانبا ولا نقوم بحلها، لا مسألة الحريات ولا مسألة الانتاجية ولا مسألة الشفافية ولا تحسين مستويات المعيشة بالقدر الذي تسمح به امكاناتنا وفرصنا. وهنا ايضا الفرص التي ستتاح لنا يجب أن نعرف كيف نستغلها. هناك اصلاحات اساسية في انظمتنا السياسية في موضوع الانتخاب والمشاركة من قبل الناس. هناك مبدأ أساسي يجب أن نفهمه جيدا، أن الاصلاح ينبغي القيام به عندما نستطيع ذلك، وليس عندما نكون مجبرين على القيام به. وهذا يقتضي من كل انظمتنا ان تدرك وترقأ وتستشف الأمور وتبادر الى القيام بهذه الاصلاحات، لا أن تؤجل هذا الأمر لكي تتفاقم هذه المشاكل، اعتقد ان ما جرى في عالمنا العربي خلال هذه الفترة، ولنزيل ما يتراكم من انتقادات من هنا ومن هنا، واقتراحات او تحسينات او شبه ذلك، انه في مصحلة الأمر هو امر صحي، وهذه عودة الى جمهور الشباب والمواطنين من اجل المشاركة الحقيقية في عملية الاصلاح على كل الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتمهيد لمزيد من المشاركة الفاعلة في صنع المستقبل .

واعتبر السنيورة أن ما شهدناه في تونس وفي مصر ونشهده في أماكن اخرى، وسيلة للتغيير ولكن من خلال التغيير السلمي. وقال: اعتقد أن المتغيرات التي شهدناها في عالم التكنولوجيا وعالم الاتصالات، اسهمت كثيرا في تواصل الناس، هذه الثورة التكنولوجية كسرت حدود ما يسمى المكان والزمان، واسهمت في انها كسرت حاجز الخوف. كل هذه المتغيرات اعتقد انها متغيرات ايجابية علينا أن نتفاعل معها لا ان نصدها، لا ان نتصادم معها، بل علينا أن نتفاعل ونواكب هذه المتغيرات ونحاول أن نأخذها الى الأمكنة التي تستطيع أن تطور امكانات الناس والشعوب باتجاه التغيير الذي يصب في مصلحة الناس في النهاية، وفي مصلحة العيش الأفضل وبالإستغلال الأفضل للمقدرات والموارد المتاحة للبلدان العربية، وايضا تصب في المحصلة في عودة بعض البلدان الى العالم العربي، ولا سيما انا اقول في عودة مصر الى العالم العربي لكي تقوم بدورها الهام والفعال الى جانب الدول العربية الأخرى في المغرب العربي، وحتما في المشرق العربي وفي المملكة العربية السعودية، هذه العودة لمصر للقيام بهذا الدور، يعيد طرح الأمور بأننا امة عربية موزعة في بلدان تحترم استقلال بعضها بعضا، وتحترم انظمة بعضها بعضا، ولكن منتمية الى هذا المجموع العربي الذي يستطيع ان يأخذ العرب الى المكان الذي يستحقون فيه احترامهم لأنفسهم واحترام الآخرين لهم .

أضاف: "خلال هذه السنوات بسبب غياب الطرح العربي الصحيح وبسبب هذه المواقف الاسرائيلية واحيانا المواقف الغربية غير المتفهمة للطروحات العربية، شهدنا كيف أن هناك استقواء على العرب، نحن لا نريد أن يستقوي علينا احد، ولا نريد لأحد في المنطقة أو خارجها ان يملي هيمنته على اي بلد عربي ولا على العرب. نريد أن نكون متعاونين مع جيراننا في المنطقة باقتدار وباحترام لهم ولنا. وايضا نريد أن نصل الى حل للمشاكل التي تعاني منها منطقتنا ولا سيما مشكلة الصراع العربي الاسرائيلي ولكن على اساس الحفاظ والاحترام لحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وعودة الأراضي التي احتلها اسرائيل من البلدان العربية ولا سيما ما تحتله في لبنان وفي سوريا وفي الأردن وفي اماكن اخرى ما زالت تحتلها اسرائيل ، في عودة هذه الأراضي حسب منطق المبادرة العربية للسلام. هذه المرحلة التي نعيشها انا اعتقد اننا نشهد ولادة جديدة تبين أنه لا زال في هذه الأمة خير وانها قادرة على التعافي، وبالتالي علينا أن يكون لدينا هذه الإرادة وهذا الصمود وهذا الثبات على المواقف، وأننا كلما اكدنا على انتمائنا العربي نعود ونجعل هذه الأمراض التي تفتك بالجسم العربي، ولا سيما امراض المذهبية والطائفية التي طفت على السطح بسبب غياب هذا الطرح القومي الجامع المبني على المشتركات التي تجمع بين جميع الدول العربية وجميع العرب أكانوا منتمين الى الاسلام ام الى المسيحية، أكانوا منتمين الى المذاهب المسيحية المختلفة، ام الى المذاهب الاسلامية المختلفة، أكانوا من السنة أم كانوا من الشيعة، كلاهما عرب وكلاهما ينتمي الى هذه الأمة، ومحاولة التفريق ما بين السنة والشيعة بأي شكل من الأشكال هوم مضرة للعرب ومضرة لهم جميعا، ومحاولة أن نصنف مجموعة بأنها منتمية الى بلد معين وأخرى منتمية الى بلد معين آخر، نحن جميعا منتمين في لبنان بدياة أننا منتمون الى لبنان، وان مصلحتنا بأن نعمل لمصلحة لبنان السيد الحر المستقل الذي يقوم على مصلحة ابنائه ويبني مستقبله استنادا الى قراره الحر وليس الى قرارات مستوردة من هنا او من هناك .

وقال: كما اننا ايضا في هذا العالم العربي هناك ايضا اعراق مختلفة ومذاهب مختلفة يجب أن ندرك ونعمل على احترام الآخرين حتى ولو اختلفوا معنا، لا أن ننطلق من وجهة نظر أن الذي يختلف معنا مباشرة تهمة الخيانة جاهزة، لا. ليس لأحد قدرة وليس لأحد مصلحة ايضا، في ان يطلق التهم جزافا على الآخرين، الاختلاف يجب أن نجعله في صف الثروة التي لدينا في هذا التنوع ، وليس انه نقيصة نعاني منها، اعتقد ان هذا التنوع الذي لدينا سنة وشيعة، السنة والشيعة هم عرب، وهذا ما يجمعهم اساسا، وهذا التباين في كيفية اداء بعض الشعائر الدينية لا يجعلهما اعداءا، بل يجعلهما مكملين لبعضهما بعضا وليس العكس، أعتقد أن هذه المرحلة التي نمرّ بها في العالم العربي يجب أن نستخلص منها دروسا وعظات كبيرة، لأننا نواجه كمية كبرى من التحديات لا نستطيع ان نواجهها في حالة الخلاف والخصام الذي هو سائد، ولا حالة تعظيم الخلاف في ما بيننا، الاختلاف لا يجب أن يتحول الى خلاف هذا التباين في بعض الأمور هو ثروة لنا بتنوعنا يجب أن نبني عليها حتى ننطلق الى المستقبل لمصلحة ابنائنا .

مشكلة النفايات: وردا على سؤال حول مشكلة النفايات والموضوع البيئي في صيدا ومنطقتها قال الرئيس السنيورة: "مشكلة النفايات في لبنان مزمنة، وجميع الحلول التي اعتمدت حتى الآن مؤقتة، وليس هنالك من حل دائم. هناك محاولة التي نعمل من اجل انجاحها لأن يكون هناك حلا دائما لمشكلة النفايات في مدينة صيدا، وذلك من خلال هذا المعمل الذي يجري الآن التفاوض من اجل كيفية تشغيل هذا المعمل بأفضل الشروط الملائمة للمدن والبلدات المستفيدة من موضوع هذا المعلم. الحقيقة ان قصة النفايات في صيدا عمرها خمسون سنة، وخلال خمسين سنة، ومنذ ان بدأ عدد سكان صيدا يكبر، لجأت صيدا الى أسلوب أن يكون لديها مكب على شاطىء البحر.

هذا المكب توسع بحيث انه لم يعد هناك من امكانية على الاطلاق لأن نضيف عليه اي شيء. بل على العكس، كلما ارتفع الموج يحمل قسما من هذه النفايات وينثرها على كل الشاطىء اللبناني من صيدا الى شمال لبنان، ويلوث البحر الأبيض المتوسط الذي هو مصدر حياة. نحن انطلقنا على عدة مسارات: مسار يتعلق بمعالجة المكب الذي بلغ حجمه كما نشهده جبلين من النفايات، وهذا الأمر ومن خلال ما حصلنا عليه من هبة من المملكة العربية السعودية من خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز بمبلغ عشرين مليون دولار مودعة في مصرف لبنان بإسم هذا المشروع الذي جرى العمل من اجل بناء حاجز بحري يستطيع أن نردم مساحة تتعدى الـ550 ألف مترا مربعا من المياه التي يمكن لبلدية صيدا، وهي ارض للدولة اللبنانية يمكن لمدينة صيدا ان تستفيد من هذه الأرض المردومة، لا سيما وان خمسين الى ستين في المائة من جبل النفايات هو حجارة مردومة ورمل وتراب يمكن استخدامها في عملية الردم، وبالتالي جرى الاعلان عن مناقصة وجرة تلزيم المتعهد لهذا المشروع، ومنذ يومين فقط في السادس من نيسان 2011 جرى اصدار المرسوم الذي يسمح لمجلس الانماء والاعمار أن يعطي امر المباشرة للمتعهد في البدء بعملية الردم . اذا وضع موضوع الردم على الطريق الصحيح، ومن الآن تبقى عملية المتابعة لكيفية عمل المتعهد من اجل القيام بهذا الشأن.

وبعبارة اخرى ينشىء الحاجز البحري وتكون هناك عملية فرز على الطريقة التي استعملت في مكب النورماندي في بيروت بحيث يستعمل جزء من هذه الأتربة والرمول في الردم، والمواد الثانية تعالج بطريقة ثانية .

وأضاف: بالنسبة للموضوع المتعلق بالنفايات اليومية، عمليا مدينة صيدا الادارية تنتج حوالي 80 طنا في اليوم ، والمواطن اللبناني في المعدل ينتج كيلو غراما واحدا من النفايات، فبالتالي يجب أن نجد حلا، بلدية صيدا تنتج يوميا 80 طنا ، وعين الحلوة 40 طنا، وبالتالي كل البلدات التي التي جزء كبير من اهالي صيدا يقطنون فيها، يجب أن نقوم بشيء بالاتفاق بيننا وبين المعمل الذي يعالج هذه النفايات ويحول جزءا منها الى سماد عضوي والجزء الآخر يتم فرزه، هذه العملية سنقوم بشيء مماثل لما هو معمول في بقية البلديات في لبنان. هناك اتفاق مع بلدية بيروت وبلديات جبل لبنان وبلديات في الشمال والبقاع ، على اساس انه جزء من مسؤولية البلديات تعاون فيها ايضا الدولة اللبنانية في عمليات المعالجة وما شابه، فبالتالي الحل بأن يكون هناك اتفاق بين البلديات ومع المعمل بالتعاون مع الصندوق البلدي المستقل على اساس الترتيب المعمول به مع الآخرين. أن الصندوق البلدي المستقل يدفع كلفة هذه العملية للمتعهد او للمعمل ثم يستوفي الصندوق البلدي المستقل 40% من واردات البلديات ليستوفي جزءا من الكلفة، والباقي يؤجل الى أن يكون له حل، هنا اناس انطلقوا من ان المكب موجود وطالما انه موجود فهم مرتاحون وبالتالي لا داعي لأن يقوموا بأي عمل، لكن اذا لم يكن هناك تحسسا بأن هناك مشكلة علينا كلنا اينما كنا، اكنا مواطنين في مدينة صيدا الادارية أم في البلدات المحيطة، علينا ان نتنبه الى انها مشكلة وعلينا أن نبادر الى ايجاد حل لهذا الموضوع بالطريقة التي جرى التعامل على اساسها مع بلديات أخرى، واعتقد أننا الآن نسير في الاتجاه الصحيح، موضوع المكب ابتداء من 6 نيسان بدأن الرحلة باتجاه الحل.

وموضوع النفايات اليومية، هناك مفاوضات تتم، وسنتابع السيدة بهية وانا في هذا الشأن مع بلدية صيدا للتوصل الى حل لهذا الموضوع أعلم ان اهالي مدينة صيدا واهالي البلدات المجاورة يعانون الأمرين وأتفهم هذا الأمر، لكن آجلا ام عاجلا سنواجه هذه المشكلة وعلينا ان نجد لها حلا.

 

نعيم قاسم: مسؤوليات الحكومة الجديدة كبيرة بسبب تراكمات الأخطاء والفساد والتقصير

الثورات العربية أمام تحد كبير اسمه السرقة الأميركية لإنجازاتها

وطنية - 9/4/2011 اعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، خلال رعايته افتتاح معرض الكتاب السنوي للمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم/ مدارس المهدي، في ثانوية المهدي- شاهد، طريق المطار، "ان اميركا تحاول جاهدة أن تتدخل في كل أمر، صغير أو كبير، لتتحكم بمسار الإدارة السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية في كل البلدان الموجودة في منطقتنا، لتستثمرها لمصالحها، ولم تتدخل أمريكا في بلد إلا وخربته، وإذا فتشنا عن أسباب الفتن والمشاكل والانهيارات والتوترات والفوضى، سنجد أن أمريكا وراءها، هذا ما رأيناه في أفغانستان والعراق، وفي هذه المنطقة بأسرها، وعلى رأس هذه المشاكل مشكلة إسرائيل المدعومة من قبل أمريكا، وقد تدخلت أمريكا في لبنان عبر بعض زبانيتها أحيانا أو مباشرة أحيانا أخرى، ووجدنا أن كل التوترات التي نشأت في لبنان كان مصدرها التوجيه الأمريكي والإدارة الأمريكية".

وقال قاسم:"اليوم الثورات العربية أمام تحد كبير اسمه السرقة الأمريكية لإنجازاتها، وكذلك التدخل الأمريكي في بعض الأحيان لإسقاط قدرة الثورة كما يحصل في اليمن وليبيا والبحرين. خير لحكام العرب أن يلتفتوا إلى مطالب شعوبهم، وأن لا يتكوا على الدعم الأمريكي لأن أمريكا تتهاوى، ولأن هذه الشعوب لم تعد قابلة لأن ترضى بالظلم والقهر والضغط وقمع الحريات، وعدم إعطاء المصالح لجميع الناس، وتمييز المحاسيب على غيرهم، على هذه الأنظمة أن تقوم بإصلاحات، وأن تلتفت إلى المطالب الحقة. أما مع إسرائيل، فالعالم كله يعرف بأن إسرائيل متبناة بكل سيئاتها وكلها سيئات من قبل أمريكا بالكامل، لدرجة أن (الرئيس الإسرائيلي شيمون) بيريز أمس يطلب من الأمم المتحدة أن توقف الصواريخ التي تطلق من غزة على الكيان الإسرائيلي! بينما المطلوب أن تتحرك الأمم المتحدة لإلغاء الإحتلال الإسرائيلي الذي سبب المقاومة وردات الفعل وإطلاق الصواريخ، هم يزحفون إلى النتائج العادية والمحدودة وينسون أنهم ظلمة ومعتدون، وأن العالم المستكبر للأسف يدعم هؤلاء ويقف إلى جانبهم".

أضاف: "من حق المقاومة في أي بلد وفي أي مكان أن تكون قوية وعزيزة، فكيف إذا كانت مقاومة للاحتلال الإسرائيلي والعدوان، من حق المقاومة أن تكون قوية ومسلحة، وقد أثبتت جدارتها بإنجازاتها الساطعة أمام العالم، لم تكن إسرائيل لتخرج من لبنان عام 2000 لولا المقاومة، ولم يكن عدوان تموز 2006 ليفشل لولا المقاومة، ولم يكن لبنان في مأمن من القصف الجوي اليومي والاعتداء على القيادات والناس لولا المقاومة، ولم يكن بالإمكان أن يرفع لبنان رأسه عاليا أمام الناس ويصبح محط أنظار لولا هذه المقاومة، هذا شرف موجود أمام الجميع. كفى أولئك الذين يتباكون ويستسلمون بحجج مختلفة، وكفى مواعظ من أصحاب النفوس المريضة والمهزومة، وكفى أحاديث ترجح التخلي عن القوة لمصلحة مواجهة إسرائيل من موقع الضعف، فإسرائيل هي المعتدية وأصبح المطلوب منا أن نجرد أنفسنا من القوة حتى نحرج إسرائيل أمام المجتمع الدولي، إسرائيل احتلت وتوسعت ودعمها المجتمع الدولي، هي لم تقف إلا بالمقاومة، لأن المجتمع الدولي ومجلس الأمن وأمريكا كلهم متآمرون مع إسرائيل، إذا لا يوجد حل إلا أن نكون أقوياء. على هؤلاء الذين يطلبون ضعفنا لمواجهة إسرائيل أن يبحثوا عن مطالب أخرى ومع غيرنا، لأننا لا يمكن بعد أن ذقنا طعم العز والكرامة والتحرير والاستقلال والسيادة أن نعود إلى التبعية والذل والاستسلام والارتهان للأجنبي أو لإسرائيل".

تابع: "كانت لدينا في لبنان حكومة سابقة، وأصبحت حكومة تصريف أعمال، بكل وضوح إدارة الحكومة السابقة فشلت فشلا ذريعا في المجالات المختلفة، والآن لو طلبنا منها أن تقدم جدول إنجازات لرأينا الورقة بيضاء خالية من الإنجازات، ولكنها سوداء من كثرة الإساءات التي تحققت، هذه الإدارة فشلت فشلا سياسيا ذريعا لأنها أبقت حالة التوتر في لبنان، وغلبت المصالح الفئوية على مصلحة الوطن، وبدأت تستغل موقعها لقهر الفئات اللبنانية المختلفة باسم الإدارة وباسم الرئاسة المختصة بالحكومة. وفشلت اجتماعيا وتراكم القضايا المختلفة منها قضية سجن رومية والسجون الأخرى، ومنها تقصير القضاء في كيفية إجراء المحاكمات، ومنها الأعمال التي ركزت على الفساد والرشى وكان هذا بإشراف المسؤولين الذين كانوا يديرون البلد آنذاك".

وقال: "نحن نعلم أن مسؤوليات الحكومة الجديدة كبيرة جدا، بسبب تراكمات الأخطاء وتراكمات الفساد والتقصير الذي حصل من حكومات سابقة وخاصة من سنة 2005 حتى الآن، نعم المطلوب أن نسرع كأكثرية جديدة لتشكيل الحكومة، ونحن نسعى لذلك، ونعلم أن التأخير ليس مناسبا لا على المستوى المعنوي ولا على المستوى العملي، ولكن هناك ظروفا موضوعية تتطلب بعض الصبر للوصول إلى الحلول، لكن نتمنى أن يخفف جماعة 14 آذار من نصائحهم لنا، كان الأولى أن ينصحوا أنفسهم عندما كانت تتشكل الحكومات على زمانهم، وكان الأولى أن يراجعوا حساباتهم في كيفية العمل في لبنان".

ختم قاسم: "للأسف جماعة 14 آذار اليوم تسعى لتخريب البلد لأنها ليست في السلطة، وتسعى لإحداث الفوضى لوجود الأكثرية النيابية والشعبية في مكان آخر، وتعمل للتحريض الإقليمي والدولي ولجعل لبنان مسرحا للخلافات، وساحة لا ينتفع منها لبنان لمجرد أن الأمور ليست بيدهم وأنهم لا يتحكمون بمقادير الأمور، هل الخروج من السلطة يستدعي تخريب لبنان؟ هل عدم القدرة على إقناع الفئات المختلفة بأن يكون الحكم بأيدي شخص أو جهة معينة يستلزم إحداث الفوضى وتخريب الواقع الاقتصادي والسياسي في لبنان؟ على كل حال الناس ترى ونحن ننبه ونوضح وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته أمام الله وأمام الناس".

 

إرسلان علق على كلام الحريري عن إيران: يشبه كل شيء إلا الكلام المسؤول لرجل دولة

وطنية - 8/3/2011 أكد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان في بيان اليوم أن "ما أدلى به رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بخصوص ايران يشبه كل شيء إلا الكلام المسؤول لرجل دولة". وقال:" لقد فاجأنا الرئيس الحريري بهذه الحملة الفظيعة ضد إيران بمناسبة الغارات التي يشنها الطيران الحربي الايراني على الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، بما يذكر بغارات الرصاص المسكوب الذي سبق لإيران أن شنته على غزة قبل ثلاث سنوات فحصدت مئات القتلى وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المشردين، ودمرت وحرقت الأخضر واليابس".

أضاف:"يذكرنا الرئيس الحريري بأن إيران قد اغتصبت فلسطين سنة 1948 واستولت على القرى اللبنانية السبع. وفي حديثه عن الهوية العربية يذكرنا بأن إيران شنت حروبا ضد مصر وسوريا والاردن والعراق في حروب 1956 و 1967 و 1973 ناهيك عن الحرب ضد مفاعل تموز النووي العراقي الذي باعه جاك شيراك للعراق. وفي سياق مجاهرته برفض تحويل لبنان إلى محمية ايرانية يذكرنا الرئيس الحريري بأن إيران شنت حروبا ضد لبنان، خصوصا سنة 1978 واحتلت عشرة بالمئة من الأرض اللبنانية لمدة 22 سنة قبل أن يحررها جيش لبنان الجنوبي في أيار من العام 2000".

وتابع:"في تركيزه على رفض تحويل لبنان إلى محمية ايرانية يذكرنا الرئيس الحريري بأن ايران قد اجتاحت لبنان سنة 1982 واحتلت العاصمة بيروت ورفعت العلم الايراني على السراي الحكومي الكبير حيث مقر رئيس الحكومة اللبنانية. ثم يذكرنا بأن إيران شنت على لبنان حربا رهيبة عام 2006 لكن قوى 14 آذار الجبارة تمكنت من تحطيم اسطورة الجيش الايراني الذي لا يقهر. وها أن إيران تحاول عبر إثارة الفتن بين اللبنانيين أن تنفذ ما عجزت عن تنفيذه في حربها ضد لبنان في العام 2006 والتي حصدت آلاف القتلى والجرحى ودمرت قرى لبنانية بكاملها وقطعت أوصال لبنان ودمرت بناه التحتية".

وختم:" يبدو أنه قد التبس على الرئيس الحريري من هو عدو لبنان ومن هو صديقه فشاء من خلال تصريحه الأخير أن يضع حيز التنفيذ ما قاله بالحرف في تشرين الثاني الماضي، من أمام قصر الاليزيه الفرنسي: "إن إيران دولة صديقة... ونرفض توجيه أي تحد لايران. وأود كصديق إسداء نصيحة للرئيس الحريري بخصوص السلاح فأقول له: وحده سلاح الكلمة يحرض على الفتن. فما أدلى به بخصوص ايران يشبه كل شيء إلا الكلام المسؤول لرجل دولة. لقد التبس عليه دور اسرائيل ودور ايران".