المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار
04 نيسان/2011

القدّيس مرقس 2/1-12/شفاء المخلع

"ثم دخل كفرناحوم أيضا بعد أيام، فسمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع، كشفوا السقف حيث كان. وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه فلما رأى يسوع إيمانهم، قال للمفلوج: يا بني، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم، فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيما أيسر، أن يقال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك، أم أن يقال: قم واحمل سريرك وامش ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك أقول: قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل، حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط ثم خرج أيضا إلى البحر. وأتى إليه كل الجمع فعلمهم"

 

عضو في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع لـ "السياسة": حكم السنة لسورية ينهي المطامع الإيرانية 

الكونغرس الأميركي: فوائد إطاحة الأسد أكبر بكثير من بقائه

 الكونغرس الأميركي: فوائد إطاحة الأسد أكبر بكثير من بقائه

التهديد الأكبر لنظام دمشق أن الشعب لم يعد يخاف القتل والقمع والاعتقال

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

قال أحد اعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكونغرس الاميركي امس "ان معلوماتنا الموثوقة عما حدث ويحدث في سورية على أيدي الفئة الواسعة من الشباب ضد نظام البعث هو اكبر بكثير مما يسمح هذا النظام بتسربه الى الخارج بعدما ضرب حول البلاد حصارا قمعيا لم يسبق له مثيل, اذ انه منذ اندلاع الثورات المتتالية في العالم العربي في نهاية العام الفائت, فإن بشار الأسد يرد على الثوار في الشوارع بالوسيلة الوحيدة التي يتقنها من ستراتيجية الحزب الحاكم التي وضعها اصلا والده قبل نيف وأربعة عقود من الزمن, وهي القتل والقمع والاعتقال والترهيب".

وأخذ البرلماني الاميركي في اتصال به في واشنطن من لندن امس على ادارة باراك اوباما "حياءها الشديد" في التعامل مع الثورة السورية "رغم ان معظم هذه الادارة اضافة الى الكونغرس ووكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) ووزارتي الخارجية والدفاع ومستشارية الامن القومي تؤكد غالبيتها استغلال هذه الفرصة التي قد لا تسنح بعد ذلك للاطاحة بدكتاتورية اخرى بعد ديكتاتوري تونس ومصر, خصوصا ان النظام السوري آذى الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة بشكل كبير ولطخ يديه بدماء الجنود الاميركيين في العراق".

ونقل النائب الديمقراطي الاميركي عن تقارير استخبارية اميركية وغربية تأكيدها ان "رجال الاستخبارات التابعين لحزب البعث يقتحمون المنازل فجرا في دمشق ودرعا وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس والمناطق الشرقية ذات الغالبية الكردية والشمالية الدرزية, ويقومون باعتقال المعارضين لهم رغم ان معظمهم لم يشارك في التظاهرات المناهضة للنظام, وقد تأكد لنا فعلا انه في الوقت الذي كان فيه بشار الاسد يلقي خطابه الخميس الماضي ويعلن فيه "اصلاحات" هي حبر على ورق وليست تلك التي يطالب بها الشعب, كانت اجهزة قمعه تعتقل 21 معارضا في مدينة حمص ذات الغالبية السنية وتقتل احد عشر متظاهرا بواسطة قناصتها المنتشرين على السطح في بلدة دوما الواقعة شمال دمشق, كما ان عمليات القتل والاعتقال لم تتوقف في درعا واللاذقية ومناطق اخرى".

وقال النائب الاميركي ان "أكبر تهديد يتعرض له نظام الاسد وحزب البعث عامة هو عندما لا يعود الشعب يخاف النزول الى الشارع كما حدث قبلا في ايران او يخاف القمع والقتل والاعتقال, خصوصا انه يعتقد هذه المرة ان عنقه معرض لمقصلة الشعب بشكل جدي, واذا لم يقض على اعدائه فورا فإنه سيواجه هذا المصير المحتوم".

واستنادا الى احدث التقارير الديبلوماسية التي تلقتها ادارة اوباما قال النائب الاميركي ل¯ "السياسة" ان هذه التقارير تعارض آراء بعض المقربين من الرئيس الاميركي والتي تلتقي مع آراء بعض قادة اسرائيل وهي ان لسقوط نظام الاسد - البعث فوائد   أكبر بكثير من الاستمرار في الترويج لضرورة بقائه خوفا من وصول الأصوليين والاسلاميين المتشددين الى الحكم في سورية ومن هذه الفوائد:

-توقف قتل الاميركيين في العراق والحد من موجة التفجيرات الانتحارية التي يبدو ان 80 في المئة منها يأتي من الحدود السورية.

-انهاء دور النظام السوري في عرقلة المبادرة الاميركية لحل الازمة بين اسرائيل والعرب عن طريق اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية عبر ضغوط على حركة "حماس" المقيمة قيادتها في دمشق وتهريب الصواريخ والاسلحة لها في غزة.

- فك ارتباط سورية بايران وهو الخطر الادهى مستقبلا الذي يواجه الانظمة المعتدلة في المنطقة.

-انهاء دور  "حزب الله" الايراني في لبنان واسقاط ودويلته  التي تهدد هذا البلد الديمقراطي المسالم كما تهدد شمال اسرائيل.

وقال النائب الاميركي ان الاغلبية السنية الطاغية في سورية والمرتبطة بالعالم العربي الواسع لا يمكنها اذا وصلت الى حكم البلاد من اي فئة كانت ان تتحالف مع ايران او تتعامل مع "حزب الله" وهذا ما يبرر تدخل حسن نصرالله وجماعات استخبارية ايرانية من الحرس الثوري في قمع التظاهرات في المدن السورية واكد ان ايران ستفقد آخر مواقعها في المنطقة بفقدانها الحليف السوري اذ سيعود سنة سورية الى الاندماج بمحيطهم الاسلامي واعادة تحويلها الى احدى دول الزعامات السنية في المنطقة التي ستشكل مع مصر والسعودية وتونس والمغرب ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي السد الاكثر مناعة وقوة هذه المرة في وجه المطامع الايرانية.

 

الراعي التقى شيخ عقل الموحدين الدروز واتفاق على التعاون واستكمال خط المصالحة

البطريرك استقبل قدامى "الجمهور" والصايغ وميشال ادة ووفدا من التيار الوطني وتلقى اتصالات من ساحل العاج

وطنية - بكركي - 3/4/2011 إستقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن يرافقه وفد كبير من أعضاء ورئيس المحاكم المذهبية الدرزية وأعضاء المجلس المذهبي ومدير عام المحكمة مازن شريف فياض، بحضور المطرانين رولان ابو جودة وشكر الله حرب، أمين عام لجنة الحوار الاسلامي - المسيحي حارس شهاب وعضو المجلس المذهبي الدكتور عباس الحلبي. بعد اللقاء الذي استمر 45 دقيقة قال الشيخ حسن :" جئنا لتهنئة غبطته وتمنينا له التوفيق في مهمته ورسالته، ونأمل ان يكون خير خلف لخير سلف. وفي هذه المناسبة، نأمل ايضا ان تكون بشارة خير لكل اللبنانيين من اجل تعاضدهم وتوافقهم ومحبتهم بعضهم لبعض وإحياء الحوار الجاد والبناء في ما بينهم لحل القضايا الوطنية والسياسية، واننا ندعو الى التسريع في تشكيل الحكومة المقبلة". أضاف:" لقد عبرنا لغبطته اننا نمد يد المحبة والشراكة والتعاون من اجل خير اللبنانيين جميعا، ومن اجل خير الجبل خاصة، نؤكد، نعمل، لإتمام وتكريس المصالحة التاريخية التي رعاها الرجلين الكبيرين غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ووليد بك جنبلاط، واننا نؤكد ان الجبل ولبنان لا قيامة لهما الا بقيامة الوحدة بين اللبنانيين".

رد البطريرك

ورد غبطته مرحبا بالوفد، وقال:" هذه زيارة كريمة وتشجيع وتطمين للسير معا، كما تفضل سماحته، وقد أكدت باسم صاحب الغبطة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وباسم كل مجمعنا المقدس مواصلتنا للطريق ذاته على المبادىء والثوابت الوطنية المتفق عليها بيننا جميعا على الخط التاريخي الطويل وعلى طريق المصالحة، ونشكر سماحته وصحبته الكرام ونقولها معا انطلاقة لمواصلة المسيرة الطويلة، بكثير من التنسيق والتعاون لخير لبنان وخير شعبه، ونأمل مع سماحته ايضا ان يساعد الرب المسؤولين السياسين لدينا ويقويهم ويشجعهم لتتألف الحكومة ويعملوا على تلبية حاجات الناس التي تتراكم يوميا على المستويات بكاملها".

أضاف:" انه يوم احد مبارك، ووجودكم معنا صاحب السماحة وصحبكم الكرام، ونشكر الرب الذي يجمعنا كل يوم أحد، واليوم "زاد هذه الجمعة" حتى نؤلف معا عائلة الله الواحدة في لبنان والمنطقة والعالم كله. فشكرا لحضوركم معنا وأحد مبارك للجميع".

استقبالات

بعدها استقبل البطريرك الراعي وفدا من ادارة وأساتذة وقدامى مدرسة سيدة الجمهور برئاسة ناجي خوري الذي ألقى كلمة أشاد فيها بغبطته، لافتا الى "ان المدرسة أطلقت اللقاء الاسلامي - المسيحي حول سيدتنا مريم العذراء للسنة الخامسة والذي صادف يوم توليتكم المجيدة".

أضاف:" نتمنى ان تولوا هذه الحركة الوطنية الخيرة نظرتكم الابوية لتفعيل عملها"، مطالبا "بتعزيز مرجعية الصرح بإنشاء مؤسسات فاعلة ذات برامج عصرية لتحقيق هذه الغاية، وللبلوغ بالوطن الى مستوى لبنان الرسالة كما شاءه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني".

رد البطريرك

بدوره رد البطريرك مرحبا بالوفد الذي يشكل أكثرية حضوره زملاء لنا في مدرسة الجمهور حيث نشأنا، وقال:" لا أعتقد ان هناك شيء في الحياة يأتي صدفة، كل شيء له تدبيره الالهي، وعلينا ان نعرف قراءة علامات الازمنة".

واذ عرض غبطته لبعض محطات مسيرته العلمية في مدرسة الجمهور، أكد مجددا "ان تعلمه اللغة اللاتينية بين كل رفاقه المبتدئين في الرهبنة على يد المعلم المرحوم الاب يوسف الزغبي، كان خيارا جيدا حيث شاءت الصدف - عندما قررت الرهبنة - وقف تعليم المبتدئين في غزير وإرسالهم الى مدرسة الجمهور، وكان الخيار لمن يعرف اللاتينية، وكنت أنا الوحيد الذي يعرف هذه اللغة. انها من دروب العناية الالهية حيث نلنا من روحانية الآباء اليسوعيين ومن ثقافة واخلاقية معلمينا، وخاصة الزملاء الموجودين معنا في هذا اللقاء ممن كانوا معي في الصف، وعندما ذهبنا الى روما، التعليم بأكمله ايضا كان باللغة اللاتينية. انها العناية الالهية ونشكره عليها دائما. لافتا الى ان الانسان تبدأ حياته على مقاعد المدرسة، ومشروع حياته ينطلق من هناك. انها العناية الالهية التي ترسم حياة الفرد ودوره في المجتمع".

وكان البطريرك الراعي التقى ايضا وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور سليم الصايغ، ثم الوزير السابق ميشال اده على رأس وفد من العائلة اليسوعية، ثم وفدا من أبناء الطائفة في سوريا، ووفدا من الهيئة التأسيسية "للتيار الوطني الحر" برئاسة الدكتور بسام الهاشم، والعديد من الفاعليات السياسية والحزبية والاجتماعية والنقابية ووفود المؤمنين المشاركين في قداس الاحد الذي رأسه البطريرك صفير في كنيسة الصرح.

اتصالات

على صعيد آخر، تلقى البطريرك الراعي سلسلة اتصالات من أبناء الجالية اللبنانية في ساحل العاج مهنئة إياه بتسلمه السدة البطريركية على كرسي انطاكية وسائر المشرق للموارنة وعارضين معه للاوضاع في البلاد هناك، ما دعا غبطته لإجراء سلسلة اتصالات مع المسؤولين اللبنانيين للعمل على إجلائهم من مناطق النزاع.

 

وزارة الداخلية: إهمال ملف السجون جعله قنبلة موقوتة.. والتعمية على المسببات لا يمكن أن تستمر 

صدر عن المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية والبلديات، البيان الآتي:

أولاً: بعد انتهاء أعمال الشغب التي استمرت لأكثر من 24 ساعة متواصلة في السجن المركزي في رومية، لا بد من التنويه بجهود جميع الذين ساهموا في مقاربة ما جرى بصورة هادئة وموضوعية، من كبار القضاة والضباط ورجال دين وجمعيات وأهالي سجناء، بشكل سمح بتجنب استخدام القوة ووقوع إصابات، حرصاً على سلامة السجناء بالدرجة الأولى، بمتابعة من رئيس الجمهورية. إن وزارة الداخلية، التي جهدت لمنع إراقة الدماء ونجحت مع قوى الأمن الداخلي بإشراف اللواء المدير العام ومتابعة قائد الدرك، وبالتنسيق الكامل مع حضرة النائب العام التمييزي ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية والجيش وفوج المغاوير والدفاع المدني والصليب الاحمر، مشكورين، في تجنب الأسوأ، تحذر من أن عدم معالجة الأسباب المزمنة الحقيقية الكامنة وراء ما حصل سيؤدي إلى تكراره، وقد وصلنا إلى حافة الهاوية.

ثانياً: إن ما حصل يؤكد مرة أخرى أن الإهمال المزمن لملف السجون جعل هذه الأخيرة قنبلة موقوتة ووضع عددا من المساجين في موقع الضحية بمعزل عن ملفهم القضائي. وإذا كانت مراجعات وزارة الداخلية والبلديات لكل المعنيين، مراراً وتكراراً، على مدى أكثر من سنتين، لم تنجح في الدفع إلى تغيير جدي في المقاربة من جانب الدولة بكل سلطاتها ووزاراتها وأجهزتها، فإن التعمية على مسببات واقع السجون لا يمكن أن تستمر، ولا بد للجميع من تحمل مسؤولياتهم، لاسيما لجهة التسريع في التحقيق والمحاكمات وتطبيق قانون خفض العقوبات والإسراع في تعديل المادة 108، إضافة إلى استكمال بناء سجون جديدة وتحسين أوضاع القائم منها بعد تأمين التمويل اللازم والملح.

ثالثاً: وبموازاة المسؤولية الجماعية، ثمة مسؤولية تتحملها قوى الأمن الداخلي لجهة وجود ممنوعات ضمن السجن واستعمال الهواتف الخليوية وعدم ضبط الأمور بشكل جدي وحازم.

وقد فتح تحقيق بكل هذه الشوائب يتولى الإشراف عليه شخصيا المدير العام اللواء أشرف ريفي، على أن تتخذ بحق المقصرين العقوبات المناسبة، في موازاة التنويه بالضباط والعناصر الذين تعبوا في اليومين الأخيرين، ويتعبون كل يوم، من جراء النقص في العديد وفي التجهيز وفي غياب التخصص في إدارة السجون. وستعلن الوزارة عن الخطوات المتخذة، مع التمني على أهالي السجناء مواكبة الإجراءات بإيجابية، وعند الاقتضاء مراجعة آمر السجن الذي ستعاونه إعتباراً من يوم غد مجموعة خاصة من المفتشية العامة لقوى الأمن الداخلي لمتابعة شكاويهم.

 

الشورى السعودي: إيران تؤجج نار الطائفية.. وتطاولها على المملكة "سافر وباطل" 

وكالات/قال مجلس الشورى السعودي إن البيان الصادر عن لجنة الأمن القومي الإيراني "يؤجج نار الطائفية"، مؤكداً أن المساس بأمن واستقرار أي من دول مجلس التعاون الخليج هو إضرار مباشر بأمن واستقرار جميع دوله الست. واستهجن مجلس الشورى بشدة "البيان غير المسؤول" الصادر من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، الذي تضمن ادعاءات باطلة وتطاولاً سافراً على المملكة العربية السعودية. وأعرب المجلس في بيان عن "استنكاره لهذه الافتراءات التي تتنافى مع المبادئ الإسلامية والأعراف والقوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار". ورأى البيان أن "هذه المقولات الصادرة من لجنة الأمن القومي الإيراني تؤجج نار الطائفية المقيتة التي يجب أن يترفع عنها كل عاقل يضع مصالح الأمة العليا فوق كل الاعتبارات". وأضاف: "وفي الوقت الذي نشهد فيه تدخلات إيرانية سافرة ومتعددة في شؤون المنطقة، نجد أن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني تتهم المملكة بممارسة التدخلات". وشدد البيان على أن "المساس بأمن واستقرار أي من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو إضرار مباشر بأمن واستقرار جميع دوله كما تنص عليه الاتفاقيات الموقعة بين دول المجلس". وبارك المجلس "كل المواقف والخطوات التي تتخذها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحفظ أمنها وحماية استقرارها".

 

الاسد كلف عادل سفر تشكيل الحكومة الجديدة

وطنية - 3/4/2011 كلف الرئيس السوري بشار الاسد اليوم، عادل سفر تشكيل الحكومة الجديدة خلفا لحكومة محمد ناجي عطري التي قدمت استقالتها الاسبوع الماضي. وتوقع مسؤول سوري الاعلان خلال اليومين المقبلين عن حكومة سفر الذي كان يشغل منصب وزير الزراعة في حكومة عطري. وكان الاسد قبل استقالة عطري يوم الثلاثاء الماضي بعد موجة من الاحتجاجات في سوريا. وشغل سفر منصب عميد كلية الزراعة في جامعة دمشق قبل ان يعين بمنصب سياسي هام كأمين عام فرع حزب البعث في الجامعة.

 

انتهاء عملية التمرد والعصيان داخل سجن رومية

وطنية - 3/4/2011 - أفاد المندوب الامني للوكالة الوطنية للاعلام الياس شاهين ان عملية التمرد والعصيان داخل سجن روميه، انتهت في المبنيين "د" و"ب" عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، وعاد الوضع الى طبيعته، إذ انسحبت القوى المساندة التي كانت قد وصلت ظهر امس من القوى السيارة، وعند الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم تم توزيع الطعام على غرف السجن كافة في جو من الانضباط التام للسجناء. كما أفادنا مندوبنا ان القوى الامنية لم تستعمل القوة في أي مرحلة من مراحل التمرد إنفاذا لقرار وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود الذي كان يشرف على تنفيذه المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي وفوض قائد الدرك العميد صلاح جبران التفاوض باسمه، ما أثمر إنهاء عملية الشغب والتمرد.

 

حرب: ميقاتي يتجه الى الاعتذار "الا اذا حصلت مفاجأة"

وطنية - 3/4/2011 إعتبر وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال بطرس حرب في حديث الى "صوت لبنان"، ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لن يتمكن من تشكيل حكومة في الظروف الحالية، مرجحا أن يتجه لتقديم اعتذاره عن تشكيل الحكومة "الا اذا حصلت مفاجأة نتيجة ضغط ما من الخارج تسهل عملية التشكيل". واعتبر حرب انه "في حال رضخ ميقاتي للضغوط التي تمارس عليه سيتحول الى صندوق بريد وسيكون رئيس الجمهورية مديرا للتشريفات". وقال:"كنت اعتقد ان فريق الثامن من آذار سيسهل مهمة الرئيس المكلف، الا انه يبدو وكأنه جاء كوسيلة ليمسك فريق الثامن من آذار السلطة ولتغييب دور رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة".

 

ماروني: منطق المحاصصة يؤخر تشكيل الحكومة

وطنية - 3/4/2011 رأى النائب ايلي ماروني في حديث الى "صوت لبنان" ان "منطق المحاصصة يؤخر تشكيل الحكومة، ما يؤكد أن ما يجمع فريق الثامن من آذار الولاءات الخارجية والمصالح الضيقة". ولفت الى ان كلام النائب ميشال عون الاخير حمل رسالة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي، مفادها "انه كما أوصلناك يمكننا ان نوصل غيرك".

وأشار الى "ان قوى 14 آذار قالت للرئيس ميقاتي في خلال الاستشارات النيابية ان الفريق الآخر لم يسمح له بتشكيل الحكومة التي يريدها"، مبديا أسفه "لعدم وجود قيم لتشكيل الحكومة

 

أهالي المقيمين في ساحل العاج تظاهروا أمام مبنى وزارة الخارجية

الإغتراب هو نفطنا وعملتنا الصعبة وحمايته واجب لحماية بلدنا وإقتصادنا

الشامي: يد واحدة في الداخل والخارج للدفاع عن الإنسان اللبناني وخاصة المغترب

ليس من مؤامرة تستهدف اللبنانيين وما يحدث امر طبيعي عند نشوب حروب اهلية

الدولة معبأة بكل اجهزتها وتعمل ليلا نهارا لتأمين اجلاء الرعايا ومساعدتهم

وطنية - 3/4/2011 نفذ اهالي المقيمين في ساحل العاج اعتصاما أمام مبنى وزارة الخارجية والمغتربين بهدف الطلب من الخارجية تأمين مغادرة الجالية اللبنانية من أبيدجان التي يبلغ عددها حوالي الثمانين الفا.

والتقى وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي وفدا من المعتصمين تحدث باسمهم سامر يونس بعد اللقاء الذي قال: "أتينا للقاء وزير الخارجية علي الشامي، لان اولادنا ونساءنا في ساحل العاج هم مهددون في كل لحظة، وطلبنا منه ان يصار الى تأمين بواخر لنقل اللبنانيين من ابيدجان الى أكرا في غانا، وطلبنا منه ايضا ان يتواصل مع المعنيين من اجل هذه الغاية وليس تأمين الطائرات، لانه برأينا الحل الوحيد لمشكلة الجالية في ابيدجان، اذا ان أكرا تبعد مسافة ساعة واحدة فقط عنها".

اضاف: "ان معالي الوزير وعدنا بالخير وبنقل هذه المطالب الى المعنيين. كذلك نطلب من الجميع عدم مهاجمة السفير اللبناني في ابيدجان علي العجمي، لان لحظة ذهابه الى الرئيس باغبو كانت لحظة مهمة جدا في حينها، ويجب الا ننسى ان لبنان دعم الرئيس حسن واتارا في الامم المتحدة. ووعدنا الوزير بإعطائنا الجواب غدا، وبتأمين الحماية لافراد الجالية ونقلهم من منازلهم الى البواخر في المرافىء او الى المطار. ان اللبنانيين في ابيدجان محتجزون داخل بيوتهم، وليس لديهم طعام او شراب. ونحن نناشد المعنيين مساعدتهم بسرعة".

بيان

ووزع الدكتور قيصر مصطفى باسم اللجنة المؤقتة لحماية المحاصرين في ساحل العاج بيانا جاء فيه:

"إنه الإغتراب هو نفطنا وغازنا، ورجال الإغتراب هم ذهبنا وعملتنا الصعبة، وعليه فإن حماية أهل الإغتراب واجب لا بد من القيام به لحماية بلدنا وأبنائنا وإقتصادنا".

أضاف: "لكن ما عانياه على مدى العقود المتطاولة، ومنذ أن عرف اللبناني أول سفينة حملته الى العالم الآخر، هو أنه كان يتنقل بنفسه من دون رعاية رسمية من لبنان المقيم، وهذا يعني إننا اليوم وعلى وقع ما يجري في ساحل العاج، ينبغي ان نتطلع لبناء إستراتيجية جديدة تحمي أهلنا في الغربة".

وأوضح "أننا هنا لا نعتصم حبا بالإعتصام، ولكننا نمارس حقا بالإحتجاج السلمي، لا نندفع إليه بتوجيه من أحد أو تخطيط من جهة ما".

وطالب مصطفى ب "تطبيق بروتوكول التعاون الموقع بين لبنان وفرنسا والذي ينص على انه في حال نشوب ازمة سياسية او امنية، يقوم اي طرف من الطرفين اذا كان متمكنا، من إجلاء رعايا الطرف الثاني اذا لم يكن متمكنا من ذلك".

الوزير الشامي

وخرج الوزيرالشامي من مكتبه وأعلن امام وفد ثان من المعتصمين ان خلية الازمة "تعمل على مدار الساعة. وقال متوجها لعدد من اهالي اللبنانيين في ساحل العاج: "ان هذا اللقاء هو معكم، وليس مع الصحافة ومنذ اجتماعي مع الوفد الاول منكم وضعتهم في أجواء جهودنا لإيلاء الاولوية لحماية اللبنانيين أينما كانوا، وخاصة اذا تعرضت اي دولة مضيفة لاي أحداث او لحرب أهلية، لذلك نحن نعبىء جميع سفاراتنا في الخارج والمسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء والوزارة بكل افرادها. واذا كان الاعتصام بدأ الآن، فنحن معبأون منذ الاربعاء الماضي وعلى اتصال على مدار الساعة، من خلال خلية الازمات الموجودة في الوزارة والتي تعمل منذ بدء الاحداث في ابيدجان، اي منذ 148 يوما، ونحن على اتصال يومي مع سفارتنا هناك".

تابع: "كماأنني أود أن أشكر سفيرنا وبعثتنا التي تعمل ليلا نهارا، وتبلغت الآن منذ نصف ساعة لدى خروج الوفد الأول من مكتبي، من سفيرنا في أبيدجان علي عجمي بشارة هامة، أنه تم إجلاء نحو 27 لبنانيا بطائرة عسكرية فرنسية، 18 منهم توجهوا الى اللومي، وتسعة الى السنغال عبر التوغو، واتصل السفير عجمي بقنصلنا الفخري جوزف الحاج في بوركينا فاسو وطلب منه المجيء الى الحدود البرية لإستقبال النازحين برا، والسفير عجمي يحاول الإتصال بجميع البعثات المحيطة، والتي تستطيع أن تؤمن إنتقال أي لبناني يرغب بذلك. وبالتالي فإن الحماية موجودة منذ أحداث أبيدجان وحتى الآن ونشكر الله على أن أي لبناني لم يصب بأي ضرر جسدي أو أذى معنوي، وان الأضرار اقتصرت على الماديات".

اضاف الشامي: "الدولة اللبنانية معبأة وتجهز نفسها للاتصال مع الدول الصديقة، وخاصة هيئة الأمم المتحدة والأمين العام، وتم الإتصال بسفيرنا عجمي ليتصل بمبعوث الأمم المتحدة الذي كان الإتصال به متعذرا بالأمس. وتبلغنا الأن من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، ان خطه أصبح مفتوحا، والإتصال به أصبح متاحا، كما طلبنا من سفيرنا في فرنسا بطرس عساكر أن يتصل بوزارة الخارجية الفرنسية ويؤمن خطا مفتوحا بين السفير الفرنسي في أبيدجان وسفيرنا هناك".

وعندما توجه أفراد الوفد الى الوزير بالقول عن "ان هناك مؤامرة تطال اللبنانيين"، رفض الوزير الشامي اعتبار ما يتعرض له اللبنانيون بالمؤامرة، وقال: "ليس هناك من مؤامرة، في حال نشوب حرب أهلية في اي دولة معينة فإن جميع المقيمين فيها من جاليات ومواطنين يكونون معرضين للأخطار والأحداث، فلا يجوز ان نستخدم كلمات لا تنطبق على الواقع، والخطة التي وضعتها الدولة منذ 148 يوما تركز على تأمين إجلاء الللبنانين بالتعاون مع شركة طيران الشرق الأوسط".

وبعدما اجتمع الوزير الشامي مع الوفد الثاني، ونزولا عند طلب المتظاهرين خرج الشامي الى المعتصمين، وتوجه إليهم بكلمة، وقال: "اعتبر نفسي معتصما معكم، وثانيا نشكر الله أنه ليس هناك من إصابات بين اللبنانين، نحن نعتبر أنفسنا يدا واحدة في الداخل والخارج، للدفاع عن الإنسان اللبناني وخاصة المغترب، ونحن منذ اليوم الأول اي منذ 148 يوما حتى الآن وسفارتنا ووزارتنا على أهبة الإستعاداد والتعبئة لحماية اللبنانيين، وثالثا الآن أعمل مع الرؤساء على تأمين أسطول بحري وجوي وبري، وبدأت الآن عملية نقل 27 لبنانيا في طائرة عسكرية فرنسية الى توغو والسنغال ومن هناك ينقلون برا الى بوركينا فاسو".

وأوضح الشامي: "أن الطرقات البرية غير الآمنة هي التي تمنع قوات الأمم المتحدة من المساعدة المباشرة".

 

إردوغان أيّد مطالب المعارضة: إلغاء الطوارئ، تحرير المعتقلين السياسيين ودستور جديد

الاحد 3 نيسان (أبريل) 2011

اسطنبول (رويترز) - نقلت صحف يوم السبت عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قوله انه سيضغط على الرئيس السوري بشار الاسد لتهدئة الاضطرابات باجراء اصلاحات يطالب بها الشعب السوري حين يتحدث اليه يوم الاثنين. وصرح اردوغان للصحفيين المرافقين له اثناء عودته من زيارة رسمية الى لندن "الى جانب تغيير الحكومة كانت ثمة توقعات بالغاء (العمل) بقانون الطواريء والافراج عن السجناء السياسيين و(اعداد) دستور جديد." ونشرت صحيفة حريت قول اردوغان "اذا لم تتحقق هذه التوقعات سنقول ذلك للسيد الاسد يوم الاثنين." وتحدث اردوغان هاتفيا مع الاسد مرتين منذ ان اندلعت الاضطرابات في سوريا التي تقع الى جنوب شرق تركيا في الشهر الماضي.

وقتل أكثر من 60 شخصا في سوريا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بالديمقرطية وقتلت قوات الامن يوم الجمعة ثلاثة محتجين على الاقل في احدى ضواحي دمشق فيما شارك الاف في مسيرات مطالبة بالديمقراطية في ارجاء البلاد. وقبل أسبوع أصدر وزير الخارجية التركي بيانا دعا فيه لاصلاحات سياسية واقتصادية في سوريا وضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات. وفي اول ظهور رسمي منذ بدء الاحتجاجات على حكمه المستمر منذ 11 عاما عزا الاسد الاضطرابات لمؤامرة اجنبية ولم يتحدث عن اي اصلاحات.

وفي وقت لاحق قال مسؤولون ان الاسد أمر بتشكيل لجنة لصياغة قانون لمكافحة الارهاب يحل محل قانون الطواريء المفروض منذ 48 عاما ويستخدم في التضييق على المعارضة والسماح باعتقالات تعسفية. وقال اردوغان ان تركيا تراقب رد فعل الشعب السوري على خطاب الاسد وتحركاته حتى الان.

وأطول حدود برية لتركيا مع سوريا. وحين سئل رئيس الوزراء عما اذا كانت تركيا تواجه خطر تدفق فارين من الاضطرابات عبر الحدود الى تركيا قال "لا امل ذلك.. والا ستنشأ مشاكل بالنسبة لنا." وتحسنت العلاقات بين تركيا وسوريا بشكل ملحوظ منذ تولي حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان. واوشكت حرب ان تنشب بين البلدين في اواخر التسعينات بسبب مساندة سوريا مسلحين اكرادا يقاتلون ضد الدولة التركية.

قطر أيّدت "جهود" القيادة السورية!  وفي المقابل تلقى الاسد رسالة من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، نقلها اليه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وتؤكد وقوف قطر الى جانب سوريا "في وجه ما تتعرض له من محاولات لزعزعة امنها واستقرارها ودعمها الكامل للجهود التي تقوم بها القيادة السورية من اجل افشال هذه المحاولات"، على ما جاء في بيان رئاسي سوري.

بان كي مون: على حكومة سوريا "التقيد بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان،" ابدى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قلقه البالغ إزاء الوضع في سوريا وسقوط المزيد من القتلى بين المدنيين أثناء الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، وفي حين اتهم نشطاء وشهود عيان قوات الأمن السورية بقتل المحتجين عادت دمشق لتنسب سقوط القتلى إلى "جماعة مسلحة".

وكرر كي مون، في بيانه دعوته إلى الحكومة السورية "التقيد بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان،" مؤكداً بأنه لا بديل عن إجراء حوار فوري وشامل "بشأن إصلاحات شاملة تواكب التطلعات المشروعة للشعب السوري." وأبدى المسؤول الأممي أسفه لاستخدام العنف ضد متظاهريين سلميين ودعا إلى وقف ذلك فوراً.

إدارة أوباما لا تزال مترددة في إلقاء ثقلها إلى جانب المناهضين للأسد في المدن السورية

واشنطن- ا ف ب: رغم الصعوبات التي يسببها لها منذ وقت طويل الرئيس السوري بشار الأسد, لا تزال إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما مترددة في أن تلقي بثقلها الى جانب المتظاهرين المناهضين للنظام السوري.

وكعادة واشنطن منذ بدء الاضطرابات, دعت الحكومة السورية الى احترام حقوق الإنسان والسماح بقيام تظاهرات, لكن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ذكرت خلال الايام الاخيرة أنه لا مجال للمقارنة بين الوضع في سورية وذلك السائد في ليبيا التي تشهد تدخلا عسكريا غربيا ضد نظام معمر القذافي.

وتأتي الاضطرابات في سورية بعدما اختارت الولايات المتحدة, بعد أعوام من التوتر مع دمشق, أن تعين سفيرا جديدا في ذلك البلد, في ما يعتبر رهانا على حوار مع النظام السوري الذي يثير تقاربه مع ايران قلق الدول الغربية. وقال مراقبون في واشنطن, إن الحذر الذي لا تزال الادارة الاميركية تبديه, سببه أنها لا تزال ترى حتى الآن أن الأسد ستكون له الكلمة الأخيرة في مواجهة المتظاهرين, معولا خصوصا على أجهزته الأمنية القوية. وقال المعارض السوري عمار عبد الحميد الذي يترأس "مؤسسة ثروة" ان الولايات المتحدة ستقبل بالتغيير عندما يحصل, كما رأى ان واشنطن "تخشى" حتى الآن "الا يتنحى الاسد بسهولة وان يتمكن من خلق وضع صعب قد يفضي الى سيناريو حرب أهلية".

من جهتها, ترى مديرة الأبحاث حول العالم العربي في "مؤسسة كارنيغي" مارينا اوتاواي أن الولايات المتحدة تتعامل مع الثورات العربية كلا منها على حدة, لافتة الى ان دعمها للتغيير في تونس ثم في مصر لا يعني أنها ستتبنى الموقف نفسه في سورية. وأشارت اوتاواي الى خطر ظهور التيار الاسلامي في حال تغير النظام, وذلك رغم سحق "الإخوان المسلمين" في العام 1982 ابان رئاسة حافظ الاسد والد بشار. واوضحت ان لا احد يعلم اين هم الاخوان اليوم, وخصوصا ان معلومات المسؤولين الاميركيين عن المشهد السياسي في سورية هي اقل مما يعلمه هؤلاء عن مصر وتونس. وتوقعت ان يتعاطى الجانب الاميركي ببراغماتية مع الحال السورية على المدى المنظور, لكنها تداركت "اذا تواصلت الحركة الاحتجاجية واظهرت إمكان حصول تغيير, فالأفضل للولايات المتحدة عندها ان تتعاون مع المتظاهرين". وتحدث ديبلوماسي اوروبي في واشنطن الاسبوع الماضي عن المخاوف التي تتقاسمها بلاده مع الولايات المتحدة, كما لاحظ الديبلوماسي الذي رفض كشف هويته ان في سورية "شبكات اسلامية اكثر من ليبيا, اضافة الى علاقات مع ايران وحزب الله", مؤكداً ان "الهدف ليس الإطاحة بالاسد ولا استبداله بنظام موال لإيران".

 

قباني يدعو عبر موقعنا للعودة إلى الحوار ضمن المؤسسة الأم: ميقاتي لم يصل بعد للمرحلة التي يعتذر فيها  

موقع 14 آذار/باتريسيا متى

رأى عضو كتلة المستقبل النائب محمد قباني "أن مصير الحكومة لا يزال شبه مجهول لأسباب عديدة أبرزها الأطماع فيما يتعلق بالحصص الوزارية الأمر الذي يبرز بشكل خاص عبر مطالبة تكتل "التغيير والاصلاح" بحصة تصل الى 13 وزيراً في الحكومة ما يعني تمتعه بالثلث المعطل ما يجعله قادراً على اسقاط الحكومة في أي وقت يشاء وما يعني ذلك من سيف مسلط على رئيسي الجمهورية والحكومة لتنفيذ ما يريد وإلا فإقالة الحكومة تصبح ورقة بيد التكتل منفردا وليس بيد الأكثرية الجديدة ككل في قوى 8 آذار".

كلام قباني جاء في حديث خاص لموقع" 14 آذار" اعتبر فيه أن "سبباً آخر يؤخر ولادة الحكومة ألا وهو مطالبة التكتل بحقيبة الداخلية مع العلم أن الشعب اللبناني بأكثريته الساحقة ينظر الى الوزير الحالي زياد بارود على أنه أحد أفضل وزراء الداخلية الذين عرفهم لبنان وربما لو جرى استفتاء شعبي حقيقي وموضوعي لحاز بارود على أعلى نسبة من اللبنانيين الذين يودون رؤيته مجدداً متولياً لحقيبة الداخلية".

وأضاف: "يضاف إلى ذلك الطرح السياسي الذي يحاول تحجيم موقع وصلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف وتحويلهم إلى مجرّد صاحبي توقيع ملزمين بما يقرره السياسيون الآخرون خاصة وأن التوقيعين الذين أعطاهما الدستور اللبناني للرئيسين ليسا أمراً شكلياً لأن قدرتهما تتعدى القدرة على التوقيع وإبداء الرأي الى صياغة الحلول".

قباني وإذ أبدى أسفه أن "مرسوماً بتأليف الحكومة بتوقيعين محددين لا يعطي صاحبي التوقيعين القدرة الفاعلة على تشكيل حكومة يقتنعان بأنها مفيدة للبنانيين"، وصف ذلك بـ"الطعنة في وجه مؤسستين أساسيتين هما رئاسة الجمهورية والحكومة ومحاولة لتحويلهما الى ما يشبه "الباش كاتب" الذي ينفذ تعليمات الآخرين"، لافتاً الى أن "هذا أمر خطير جداً على النظام السياسي اللبناني الذي يشكل فيه رئيسي السلطة التنفيذية عنصر الاستقرار وضمانة التصدع في حكم البلد".

وعن الأحداث العربية وخاصة في سوريا وتأثيرها على الداخل اللبناني ومسار التأليف، قال قباني: "من الطبيعي أن تؤثر الأحداث العربية التي تجري في أكثر من بلد عربي على المناخ العربي العام اليوم والتخفيف من اهتمام العرب بما يجري داخل لبنان وذلك يشمل طبعاً سوريا التي تشغلها اليوم قضيتان الأولى متمثلة بما يجري في العالم العربي حولها وأخرى تتعلق بما تواجهه في أوضاعها الداخلية، ما يوضح أن هموماً أخرى تفوق همومها اللبنانية الأمر الذي يجب أن نعرفه وبالتالي التحرك ذاتياً لحل المشاكل وليس انتظار القرار من سوريا أو سواها".

وعن تحرك ميقاتي وسط هذه الصعوبات والضغوطات أجاب قباني: "ميقاتي حتى الساعة يريد تأليف الحكومة وكذلك فريق 8 آذار الذي سماه للتأليف لأن عدم تأليفها يشكل ضربة للفريق الأكثري وللرئيس المكلف في آن معاً، لكن هذا لا ينفي أن الصعوبات المستمرة التي ربما قد توصل الرئيس المكلف إلى قناعة بأن تأليف حكومة أمر واقع يتفق عليها ورئيس الجمهورية أمر مستحيل وأن تأليف حكومة من لون واحد هو انتحار سياسي بالنسبة له ما يفرض عليه اختيار الاعتذار باعتباره الخيار الذي يخفف من خسائره ويحفظ له ماء الوجه تجاه من يريد أن يؤكد لهم أنه وسطي".

قباني الذي رأى أن "مبدأ الوسطية الذي يؤكد عليه ميقاتي لن يستمر بعد تأليف الحكومة"، لفت من جهة أخرى إلى أن "الاعتذار يبقى أحد الخيارات التي لا أعتقد أن ميقاتي قد وصل اليه حتى الآن". وتابع: "نعتقد أن البلد بحاجة لحكومة لأن الوضع الاقتصادي والمعيشي للبنانيين جامد ومعرض لمختلف الأخطار والشعب بات يعاني الكثير جراء تأخر مختلف القرارات الحكومية"، مشيراً إلى أن "تأليف الحكومة يبقى أفضل من عدم تأليفها".

وعن تصريح نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي دعا فيه إلى تنازلات، أجاب قباني: "حزب الله لم يدخل فجأة على خط التشكيلة الحكومية بل هو جهة أساسية منذ البداية وهو الحزب الأقوى ضمن تحالف 8 آذار"، لافتاً إلى أنه "من كان له الرأي الفاعل بتكليف ميقاتي ويبقى له الرأي الحاسم بالأمور المتعلقة بتأجيل الحكومة لذلك من الخطأ اعتقاد أن انكفاء حزب الله عن التصريح يعني أن لا علاقة لهم بالتأليف".

ورداً على سؤال حول مبدأ الحوار وإمكانية انعقاد طاولة الحوار، أجاب قباني: "يجب أن يكون هناك قناعة من مختلف الفرقاء بالعودة الى الحوار لأنه الطريق الأمثل لحل المشاكل المستعصية ولانقاذ لبنان"، مشدداً على "ضرورة تذكر هوية الفريق الذي عطل اجتماع طاولة الحوار وامتنع عن حضورها عائداً الى الصورة التي ظهرت قبل أشهر قليلة في بعبدا يوم عقدت طاولة الحوار برئاسة الرئيس بحضور فريق 14 آذار والرئيس بري بصفته رئيساً للمجلس النيابي فقط".

وتابع: "يجب أن يكون الحوار أمراً مستمراً بشكل عام لما فيه مصلحة البلد وأنا من الذين كان لهم ملاحظات سلبية على هذه الطاولة عام 2006 على اعتبار أن الحوار يجب أن يكون ضمن المؤسسات الدستورية أي في مجلس النواب ومجلس الوزراء، ولكن طالما أن الهيئة أنشأت فيجب أن تعمل، ومن هنا أنا أدعم وأدعو في أسرع وقت للعودة الى الحوار ضمن المؤسسة الديمقراطية الأم الا وهي مجلس النواب اللبناني"، متمنياً أن "يعقد مجلس النواب جلسات وليس جلسة واحدة لإجراء حوار ديمقراطي صريح وموضوعي بين القوى السياسية لمحاولة إنقاذ البلاد من الأزمة التي تمر بها".

أما عن تحذير الرئيس سعد الحريري من مشروع إقليمي لوضع اليد على لبنان والوطن العربي، لفت قباني الى أن "المطامع على لبنان موجودة وواجب علينا أن نكون كأمة عربية متضامنين يساعد بعضنا بعضاً لحل المشاكل بحيث ألا نترك منفذاً لغير العرب للدخول إلى صفوفنا والقيام بدور مؤثر أكثر مما يجب"، مشدداً في الوقت عينه على "المحافظة الصداقات التي نقيمها مع الدول العربية الشقيقة والجوار والدول الكبرى شرط ألا نصبح أسرى المشاريع الاقليمية الذي لا يمكن الموافقة عليه".

وختم قباني حديثه متطرقاً إلى ما يواجهه اللبنانيون من عمليات سرق ونهب في ساحل العاج في الفترة الأخيرة، فقال: "قبل تحميل المسؤولية وتوجيه الاتهامات، الأهم يبقى في إنقاذ اللبنانيين وهو أمر واجب على الدولة اللبنانية إما مباشرة أو من خلال الدول الصديقة وأبرزها فرنسا التي لديها علاقات أفريقية كثيرة من بينها علاقة ميزة بساحل العاج والتي كدولة حريصة على صداقة لبنان يمكن أن تقوم بدور كبير في إنقاذ اللبنانيين" .

وأضاف: "لا أعلم مدى قدرة القيادات اللبنانية هناك على لعب دور سياسي متوازن يعيد نوع من الاطمئنان بعد ظهور اللبنانيين وكأنهم فريق في صراع الساحل العاجي الدائر لأن اللبنانيون هم جالية خارجية يجب أن تكون حريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد سواء أكان أفريقياً أو عربياً".

 

بعد اجتياح الأمن السوري لها.. مدينة دوما تشيّع أبنائها بجنازة ضخمة 

وكالات

بعد اندلاع المظاهرات في دوما بعد صلاة الجمعة في 142011، ردد المتظاهرون شعارات لمحاربة الفساد، ولكن تطور الموقف حيث رفعوا سقف مطالبهم إسقاط النظام، وأثناء تلك المظاهرة اعتلى عدد من القناصة (حيث تدّعي الحكومة بأن هؤلاء القناصة جماعات مسلحة) اعتلوا مبنى سجن نساء دوما وقاموا بإطلاق النار عشوائياً على المتظاهرين مما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء وصل لحد الآن إلى 15 شهيد مؤكد أسماؤهم، وعشرات الجرحى، وقاموا باعتقال ما يزيد عن 61 شخص.

لم تكتفي قوات الأمن بذلك حيث داهمت المشافي وحسب شهود عيان كان في مشفى حمدان، فإن قوات الأمن قامت بكسر كاميرات مشفى حمدان ومصادرة السيرفر، واعتقلوا عدداً من الجرحى، بل وسحبوا جثث الشهداء وتم وضعهم في مشفى حرستا العسكري، وبالنسبة لتعامل قوى الأمن مع المدينة فإنهم قاموا بتكسير كافة كاميرات المراقبة الموجودة في المحال التجارية، للتعتيم وعدم نقل صور لما يحدث.

ورداً على ادعاءات الحكومة بأن هناك عصابات مسلحة أطلقت النار على المتظاهرين وقوى الأمن، فيتساءل الكثير من شهود العيان لماذا هذه العصابة المسلحة المجهولة كانت تطلق النار من سطح مبنى سجن النساء في دوما! وهل قام هؤلاء المسلحون بقتل الحرس وأفراد شرطة السجن واعتلوا سطح السجن؟! كما أنهم تساءلوا عن سبب اعتقال أجهزة الأمن للمتظاهرين وسحب الجثث كونها تدعي أن قوات الأمن تواجدت لحماية المتظاهرين، وأنها -قوات الأمن- تعرضت للقنص من قبل العصابة المسلحة أيضاً، فهل يعقل أن تترك العصابات المسلحة تهرب، وتقوم بملاحقة المتظاهرين؟!

أما في يوم السبت عاشت مدينة دوما كمدينة أشباح، المحال التجارية مغلقة، وشلت حركة الناس، وكان الناس في حالة ترقب، وفي مساء السبت وبالتحديد في الساعات المتأخرة قام الآلاف من أهالي دوما بالتجمع في ساحة البحرة لاستلام جثث الشهداء حيث تم استلام 14 جثة واستقبال المفرج عنهم من المعتقلين حيث تم الإفراج عن 25 معتقل، حيث تم استلام الجثث بالتحديد الساعة الثانية ليلاً.

وفيما يخص تشييع الشهداء، أكد أهالي دوما أنه ستنطلق مراسم التشييع بعد صلاة الظهر من مسجد دوما الكبير الواقع في وسط مدينة دوما.. وذلك بتشييع جماعي لكل الشهداء، وقد نصبوا بيتاً للعزاء عند ساحة البلدية (البحرة)، وذكر وجهاء دوما أن دوما ستعيش ثلاثة أيام حداداً على شهدائها.

على ما يبدو أن مراسم التشييع لن تخلو من حراك جماهيري كبير يرافق التشييع وخاصة أن هناك حراك جماهيري وشبابي من عدد من القرى المحيطة لدوما حيث أكدوا أنهم سيشاركون في مراسم التشييع أو ما يسمى "عرس الشهداء"..

 

أما آخر أسماء الشهداء فهي:

 

1- ابراهيم المبيض

2- أحمد رجب

3- فؤاد بلله

4- محمد علايا

5- محمد نور هرباوي

6- ياسر ابو عيشة

7- نعيم المقدم

8- عرفان الدرة

9- خالد البغدادي

10- خالد الدرة

11- محمد نور عبد الهادي

12- نزار المرجي

13- رائد عيد

14- بشير دلوان

15- ياسر ابو اليسر

أما بعض أسماء المعتقلين المصابين فهم:

*المعتقلين والمصابين في يوم الجمعة:

عدنان وهبة

عماد الدين البيسواني

فارس النخال

محيي الدين خوشان

علي وهبة

عمار تيناوي

حسن فتح الله

*وما وصلنا من أسماء الذين اعتقلوا يوم الجمعة :

عدنان طه

حسان منعم

صلاح هارون

عدنان الحنش

طارق فليطاني

محمد فليطاني

تمام العمر

 

 

 

 

 

إنقاذ 8 آذار

الياس الزغبي

غريب حقا أن يخرج صوت من "14 آذار" ينادي بانقاذ "8 آذار". ففي السياسة، اللبنانيّة تحديدا، لا مكان للرحمة والنيّات الطيّبة. خصوصا اذا كان الخصم لا يتورّع عن أشنع الأساليب وأقذعها وأفظعها. لكنّ المأزق الذي ورّط أهل "8 آذار" أنفسهم فيه، حين أقدموا على ارتكاب انقلابهم الميمون، عمّق أزمة لبنان. وهم اليوم أمام هول ما ارتكبوا، يرون أنفسهم بين مطرقة هوسهم بالسلطة ونهمهم المتلاطم حول الحقائب والمغانم، وبين سندان الأزمة العاصفة في مرجعيّتيهم:

سوريّا المضطربة وايران المنسحبة. الأولى منشغلة بداخلها، والثانية منعزلة عن محيطها من الخليج الى العراق وتركيّا مرورا بسوريّا ولبنان وغزّة، في قوس من التراجعات لم يبدّل في موازينه الجديدة تهديدها للسعوديّة، وتخبّطها في مواجهة اليقظة الخليجيّة وبدء انهيار منظومة الممانعة ونظريّتها، في وجهها السوري على الأقلّ. وهناك نوعان من الانقاذ المطلوب: عام وشخصي.

العام هو لفريق "8 آذار" مجتمعا، والخاص هو للرئيس المكلّف نجيب ميقاتي. واذا قلنا انقاذ "8 آذار" فالمعني طبعا هو "حزب الله" قائد "دولتهم ومجتمعهم" كما يقود حزب البعث الدولة والمجتمع في سوريّا منذ نصف قرن، وكما يقود الوليّ الفقيه ايران منذ 32 عاما. وليس مستحيلا انقاذ "حزب الله" من نفسه ووطأة سلاحه ومشروعه أو مشروع سواه، فليكن مصيره كمصير الحزب الحاكم في دمشق، وطهران، فمن ساواك بنفسه ما ظلمك. هو ليس أقوى وأمنع، ولا مناص من التغيير مع العصف الضارب في جناحيه، ويصحّ فيه ما يصحّ فيهما. فهل هناك بعد أدنى شكّ في انفكاك القبضة البعثيّة (والمذهبيّة) الأحاديّة عن صدر سوريّا، عاجلا أم في المدى القريب؟ وكذلك القبضة العليا الثقيلة للفقيه الايراني؟

وفي استطاعة "حزب الله" البدء باستدارة مدروسة في حركته الانقاذيّة الذاتيّة: يعترف أوّلا بلا جدوى انقلابه، ويعود ثانيا الى مربّع البحث في مصير سلاحه، ويسلّم ثالثا بأولويّة المحكمة الدوليّة وعدالتها. شروط ثلاثة صعبة بالتأكيد، لكنّ ثمنها يبقى أقلّ من مصير الأنظمة والحالات "الثوريّة" المتهاوية (البحرين كنموذج شيعيّ حيّ يتنصّل من ايران).

انّه تراجع غير قاتل، يُبقي له حالة سياسيّة ما، مع تذويب الحالة العسكريّة والأمنيّة وتفكيك حلقات الربط الاقليميّة، المتفكّكة أصلا وتباعا، الاّ اذا كان كلّ وجوده معقودا على سلاحه ووليّه. أمّا القوى السياسيّة الملتحقة به فلن يستطيع تعويمها، وهو المضطر الى التخفّف من أثقال سفينته الجانحة. هذه الأثقال هي المعرّضة، أكثر من سواها، لدفع أثمان انقاذ الربّان.

ويبقى الانقاذ الشخصي للرئيس المكلّف "الظالم والمظلوم". بين المغامرة بكلّ شيء والارتطام بكلّ الناس ولو خرج بتشكيلة ما، وبين الخروج بحدّ أدنى من السلامة يقيه الاختبار القاسي بعد سنتين في طرابلس، ويحفظ له بقيّة باقية من الأمل في المستقبل السياسي، الخيار ليس صعبا. والمخرج بسيط اذا عقل وتوكّل: يعود الى اجماعات لقاء دار الفتوى، فهي ليست فقط طائفيّة مذهبيّة، بل، في عمقها، وطنيّة تصلح لكلّ مكوّنات لبنان وتتقاطع بامتياز مع ثوابت بكركي، وهذا ما تُثبته لقاءات البطريرك الراعي والمفتي قبّاني.

من هناك ينفتح أمامه باب الخروج بأقلّ خسائر ممكنة. وعليه التنبّه للنصائح "الحامية" من بعض دائرته. فبعضهم ينهشه جوع مزمن وثأر قديم. ... وبانقاذ "حزب الله" من مشروع سواه، وميقاتي من شهيّات مكلّفيه وصداعهم السياسي، يستعيد لبنان مساره الصحيح، على توازناته السليمة وأكثريّاته القويمة، ويُعيد نسج موقعه ودوره في الآلة السياسيّة العربيّة الجديدة. لقد بلغ مدّ "الممانعين" حدّه، وبدأ الجزْر. فليُنقذوا ما سلُم من سفنهم الغرقى، قبل أن تصل حطاما الى اليابسة. الاحد 3 نيسان 2011

 

لو ينطق التمثال ويصمت الممثلون

النهار/احمد عياش 

"كلام بسيط يريد أن يوجهه المواطن اللبناني الى الاسد: لقد كان البلدان، في كثير من الحقول، كأنهما بلد واحد في بلدين، أو كما كان يقال: توأمان. أكانت الاخطاء من بيروت أم من دمشق لا فرق. لقد فعل الزمن فعله وأصبح التوأمان وكأنهما أبعد شقيقين". هذه العبارات لم تكن في سباق نص موجه الى الرئيس بشار الاسد بل في مقال كتبه ميشال أبو جوده في 2 كانون الاول 1970 لمناسبة وصول حافظ الاسد الى سدة رئاسة الحكومة السورية. في المقال يذكّر أبو جوده الاسد بأنه "الحاكم الحادي والعشرون خلال واحد وعشرين عاماً". لكن الزمن أثبت ان الاسد الأب بقي لمدة 30 عاماً الحاكم الواحد والعشرين لبلاده. ورحل الكاتب الى العالم الآخر في 17 أيلول 1992 قبل أن يتسلم الاسد الابن الرئاسة بنحو ثمانية أعوام. وها هو الآن يمضي سنته الحادية عشرة حاكماً لسوريا.

من يتأمل في ما صدر عن الرؤساء سليمان وبري وميقاتي من مديح بالاسد قبل خطابه وبعده أمام مجلس الشعب السوري الاربعاء الماضي يرى ان حكام لبنان هم من طينة زمن لم يعرفه لبنان منذ ان نال استقلاله العام 1943 وبدأ رحلة العيش مع سوريا المستقلة. فهؤلاء الحكام هم في أحسن الاحوال زملاء لاعضاء مجلس الشعب السوري الذين راحوا يتبارون في القفز فوق مقاعدهم كأنهم في "سيرك سياسي" كما وصفهم البعض، من أجل الهتاف للحاكم، فلا جملة مفيدة نطقوا بها ولا نصيحة حكيمة أسدوها في مرحلة بدأت فيها سوريا تختبر التغيير الذي يجتاح العالم العربي.

بالتأكيد ان حكام لبنان معذورون لأنهم شبوا وشابوا في تقديم فروض الطاعة والولاء لحاكم سوريا وخليفته منذ 41 عاماً. إنه زمن طويل حقاً. ومن شب فيه لا بد ان يشيب فيه ايضاً. لكن حكامنا فاتهم أمر جوهري لا بد أن يضعوه في الحسبان يتعلق بالشعب في سوريا وليس حاكمها الحالي. فقد دار الزمن دورته ولو بعد عشرات الاعوام ليعيد الى شعوب المنطقة صوتها ومن بينهم الشعب السوري. أليس جديراً بأن يصغي أي عاقل الى هذا الصوت؟ ان سوريا غداً، كما هي اليوم جارة للبنان. ومن سيبقى حتماً في سوريا هو شعبها، ومن باب الحيطة والحذر يجب التنبه الى ما سيقرره هذا الشعب إلا إذا كان حكام لبنان اليوم يتوهمون ان في سوريا حاكماً وليس شعباً الى الابد!

بعد عراضة الرؤساء الثلاثة السورية رفع رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الستار عن تمثال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في "ساحة الوحدة الوطنية" أمام السرايا على بعد أمتار من ساحة رياض الصلح في وسط بيروت. وعلى مقربة من تمثال الحريري ارتفعت عبارة على مدخل السرايا "لو دامت لغيرك لما وصلت اليك". عبارة شاء رفيق الحريري في عز كفاحه من بداية التسعينات حتى استشهاده العام 2005 من أجل النهوض ببلاده من ركام الحروب ان يزيّن بها مدخل المبنى الذي يعلم كثيرون ومنهم كاتب هذه السطور كيف كان حاله وكيف أصبح تحفة معمارية يتباهى بها لبنان. وكأني بالحريري كان مدركاً أن البشر لا بد أنهم راحلون، والمهم ان تبقى اعمالهم شاهدة عليهم. ومن هذه الاعمال الذي تطلع اليها وعمل عليها بكل كد تحويل لبنان وسوريا ساحة عمل مشترك لكل النشاطات الانسانية. فهو كما سمعناه مراراً ينظر الى لبنان وسوريا وفيهما سكان يتجاوزون الـ25 مليون نسمة. ببساطة كان يتطلع الى ان هناك شعبين وليس حكاماً فحسب، ولديهما الكثير ليتبادلاه من أجل تحقيق الرفاه المشترك. ولمن اصابه الارباك من يقظة الشعوب العربية ومنها الشعب السوري كأني بتمثال رفيق الحريري يقول: "لو نجا غيرك منها لما وصلت اليك". فالثورة التي انطلق قطارها لن ينجو منها الحكام إلا بقدر حكمتهم في التعامل معها والعمل لإنهاء معاناة شعوبهم. و"المهم ليس من يبقى أو يرحل بل المهم ان يبقى الوطن"، وهي ايضاً من افكار الحريري. بالتأكيد انه حدث أن يرتفع تمثال الحريري في زمن انهيار تماثيل الحكام في العالم العربي. لكن ما فات الذين تذاكوا فأقاموا هذه المقارنة من باب الغمز واللمز ان تماثيل الاحرار في لبنان تبقى مهما عصفت به الأعاصير. أما تماثيل الطغاة فمآلها السقوط لأنها رمز لعبودية الشعوب.

 

ما زالت أمام الأسد الابن خيارات إنقاذية

النهار/علي حماده

لم يعد وصف الوضع في سوريا يندرج تحت عنوان الاحتجاج العرضي او الموضعي الضيق. فالحراك الاحتجاجي يلامس حدود الانتفاضة السياسية ان لم نقل الثورة على الواقع السياسي بشقيه الأمني والمعيشي. والاحتجاجات كبيرة ومن غير الممكن للحكم ان يخفيها او يقلل من شأنها، او بأن يقنع احدا ان ما يحصل هو نتيجة لمؤامرة عنوانها، كما حاول الرئيس بشار الاسد ان يقول في خطابه غير الموفق عصر الاربعاء الماضي، وابعادها اقليمية متصلة بالدور السوري في المحور الممانع. فمن يتظاهرون في الشوارع وفي صحون المساجد، وفي الساحات والقرى والمدن، ومن يخرجون مكشوفي الوجه وصدورهم عارية لمواجهة الرصاص الحي والهراوات والغازات المسيلة للدموع لا يخرجون في اطار اجندة معادية للممانعة، بل انهم يخرجون ليقولوا للحاكم وللعالم اجمع انهم ضاقوا ذرعا بالطريقة التي حُكموا بها طوال اربعة عقود. يخرجون ليصرخوا وجعهم من الظلم، والقهر والفساد: انهم يخرجون لملاقاة الموت تحت شعار الكرامة والحرية لكل السوريين. إذاً لا مناص من التعامي عن الحقيقة، والتهرب من الواقع المستجد في سوريا حيث ينكسر جدار الخوف، وتصدح الحناجر وترتفع القبضات في سبيل انهاء واقع داخلي  ما عادوا يريدون ان يستمر، وخصوصا تحت شعارات عفا عليها الزمن، وانتفت قدرتها الاستقطابية، وصارت الوجه الآخر لحالة من العبودية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية المديدة. وبسقوط اول قطرة دم سوري برصاص الحكم الحي سقطت كل الشعارات دفعة واحدة. هذا ما يحصل في سوريا. وقد أتى أداء الرئيس السوري بعدما كان منسوب التوقعات الايجابية عاليا ليقنع المترددين بأن شيئا في سوريا لن يتغير طوعا، وان الشعب يحتاج الى ان يرسم بيده مستقبله ومصيره.

لا يعني ما تقدم انعدام خيارات الرئيس السوري الإنقاذية. فما زالت امامه فرص يمكنه ان يلتقطها بذكاء  اذا ما احسن الاستماع الى صوت العقل، وبالتحديد الى صوت شعبه الذي ما برح يطلق أجراس الانذار منذ ثلاثة اسابيع ونيف. ان الاصلاح الحقيقي لا يكون منطلقه مسرحية مجلس الشعب المخجلة، ولا إطلاق النار على الناس، ولا حتى إظهار القوة برفع سلاح المواجهة مع مؤامرات مزعومة أو مندسين خياليين، فبداية الإصلاح تكون بالتواضع امام الشعب واوجاعه. اننا في لبنان لا نريد التدخل في شؤون سوريا الداخلية، لكننا لا نستطيع ان نتجاهل هذه الحركة الشعبية الواسعة والمتنوعة، تماما كما لم نتجاهل الثورات  في تونس ومصر وليبيا واليمن والحراك في البحرين. واملنا هنا ان يسلك الحكم السوري طريق التصالح مع رغبات الشعب قبل فوات الاوان.

 

هواجس مسيحية على مائدة أرمنية

بيار عطاالله/النهار

ليس التكهن بما يمكن ان يكون موضوع الساعة لدى اللبنانيين عموماً بالأمر الصعب، بعدما سلمت غالبية الرأي العام عملية تشكيل الحكومة الى علم الغيب والفلك، وأيقنت ان حل ازمة ساحل العاج قد يكون اقرب من تشكيل الحكومة التي تترنح بين الرسو على مرفاً التكنوقراط او الغرق في بحر السياسيين الهائج ورغباتهم الجامحة في الاستيزار.

مدعاة هذا الكلام دعوة وجهها حزب الطاشناق الارمني الى مجموعة من الاعلاميين من اصدقاء الحزب الى غداء لمناسبة الصوم الكبير لدى المسيحيين، فاذا بالشؤون العربية والتركية تختزل غالبية الكلام، وهي في معظمها تقود الى هواجس حقيقية وتطرح جملة علامات استفهام عما يشهده لبنان ومحيطه وثقافته وما تبثه محطاته التلفزيونية، وصولاً الى التوازن في مؤسسات القطاع العام، وحسابات انتخابات 2013 وانتهاءً بـ"اختبار" الاقصاء الذي يرى الطاشناق انهم تعرضوا له منذ وقفوا بجانب قوى 8 آذار في صراعها مع حركة 14 آذار.

وطبيعي ان تحتل تطورات الاوضاع في سوريا مقدمة النقاش، وكان لكوادر الطاشناق الحاضرين رأي يستهجن تجاهل الاخطار الاسرائيلية التي تتربص بسوريا، وهم لا يترددون في التوضيح ان ثمة  150 الف ارمني في سوريا يتوزعون في مختلف ارجائها، وان قسماً منهم يحمل الجنسية اللبنانية، وقد أقاموا لهم مؤسسات واعمالاً ومدارس وفروعاً لاحزاب ويعيشون في سوريا بأمان منذ النزوح الكبير ابان المجازر الارمنية مطلع القرن الماضي. وذلك على نقيض ما كانت عليه الاوضاع المتفجرة في لبنان والتي تسببت بهجرة آلاف من الارمن الى اوروبا والولايات المتحدة الاميركية. وفي المقابل لا ينسى كوادر الطاشناق الاشارة الى معاناة الحي الارمني في مدينة القدس مع سلطات الاحتلال الاسرائيلية وسياسة التهجير القسري التي يتعرضون لها، التفوه بأي كلمة قد تؤخذ عليهم. والمسؤولة عن الاعلام آليس بوغوصيان، العقائدية جداً في تقديمها وكلامها لم تنسَ اللازمة التاريخية في كل ادبيات الارمن بالاشارة الى المجازر الارمنية ودور الاتراك فيها، ويستنكر كوادر الحزب استطراداً سيل المسلسلات التركية المدبلجة على الشاشة الصغيرة، والتي تكاد تكون اشبه بعملية تطبيع او "تتريك" ممنهجة بحيث تصبح رؤية العلم والجيش والشرطة التركية امراً عادياً وطبيعياً في اذهان الرأي العام اللبناني والعربي "الذي نسي على ما يبدو ما فعله الجيش التركي و400 سنة من الحكم العثماني في هذه البلاد". والارمن في هذا الشأن صادقون مع انفسهم في رفض محو الذاكرة الجماعية لدى شعبهم وما اصابهم من نكبات، نقيض العرب واللبنانيين من اصحاب الذاكرة القصيرة. ولا تغيب عن الكلام قضية عودة المسيحيين الى مؤسسات الدولة، والتوازن الطائفي المفقود الذي تحتاج استعادته الى قرارات نوعية وكمية في مختلف وزرات الدولة ومؤسساتها، والاهم انتخابات 2013 في تفاصيلها المتنية حيث يؤدي الطاشناق دور القوة المرجحة لهذا الطرف او ذاك وفي تشكيل هذه اللائحة او تلك، اضافة الى هموم بيع الاراضي والعقارات التي تطاول الارمن ايضاً، سواء في عنجر ام في بيروت والمتن(...).  

الاعلامية هالة حداد العاملة في "راديو فان" التابع للطاشناق أبلغت الاعلاميين ان ثمة فقرة اذاعية بالعربية مدتها ثلاث ساعات يومياً على هذه المحطة، تماماً كما تخصص وسائل الاعلام المرئي والمسموع فترة اذاعية باللغة الارمنية. وتمنت لو تستطيع استضافة الاعلاميين على اثير هذه الفقرات. وكانت كلمة للزميل حبيب شلوق باسم الاعلاميين أثنى فيها على الدور الوفاقي والتنموي الذي يؤديه الأرمن. لينتهي الامر بالختام مع كلمة مرتجلة للنائب أغوب بقرادوني عن تجربة الطاشناق مع الاعلام بعدما قرر الحزب ان يتلبنن مطلع ثمانينات القرن الماضي.

 

استحالة وجود سياسيين جديين في مكافحة الفساد

بقلم محمد مغربي/النهار

ليس في لبنان من يجهل أن الفساد منتشر، وأنه استشرى في كل الإدارات الرسمية والمؤسسات الدستورية ووسائل الإعلام وأوجد بيئة مسمومة يزدهر فيها المفسدون. وهذه البيئة المسمومة تهيمن على البلاد وتسحق عامة الناس وتقضي على حقوقهم الإنسانية والشخصية والمادية بكل تعسف وظلم ودون رحمة أو شفقة. فضاقت سبل الرزق الشريف واصبحت البلاد غير مضيافة لكل إنسان يحترم نفسه ويرغب في ان يعيش مع عائلته بما يستحق وتستحق من كرامة إنسانية. كل ذلك مما شجع على الهجرة جميع الذين يستطيعون سبيلا إلى بلد يقبل باستقبالهم. وليس من الغريب أن ما يطرحه أهل السياسة، كل مدعوما بوسائل الإعلام التي تخصه أو تؤيده، لا علاقة له بكل هذا الموضوع ولا يتصدى أبدا لمعالجة أسباب الفساد، لأنهم أي أهل السياسة هم المستفيد الأول من البيئة المسمومة التي انجبت النظام السياسي الفاسد الذي يرتعون فيه. وهم غير جديين ويستحيل أن يكونوا جديين في مكافحة الفساد لأن اية مكافحة جدية له ستتناولهم وأعوانهم. وهم لا ينفكون عن تضليل الناس وتجهيلهم وتحريضهم على ان يكون بعضهم للبعض الآخر خصوما واعداء في حين ان الناس تجمعهم المصيبة ويجب أن توحدهم قلة اسباب الحياة وانعدام شروط الكرامة الإنسانية.

لا يمكن إنهاء هذه الأحوال الشاذة دون العودة الى ما تناساه الجميع أو تم حذفه من ذاكرتهم ووعيهم وهو القانون، لأن القانون وحده يضمن حقوق الإنسان ولأن حكم القانون وحده يقدر على الدفاع عن حقوق الإنسان. لذا وجب تذكير الناس جميعا بالقانون وبأن الخطوة الأولى على طريق الخلاص هي إعادة الإعتبار للقانون سواء بالسلم أو بالثورة. وعندما نشبت الثورة الفرنسية لم يتم إعدام الملك إلا بعد محاكمة أدانته بتهم خطيرة ومنها الخيانة العظمى.

فبيت الداء الذي غفل عنه أهل السياسة عن قصد هو عدم الإكتراث العام بالقانون بل إلغاؤه عمليا. ومن جهتهم فإن السائد هو رفض تطبيق القانون بذريعة أو دون ذريعة بل وتطبيق عكسه. ولا ينافسهم في قلة الإكثرات بالقانون اللبناني ورفض تطبيقه إلا الدول الأجنبية التي تتدخل بصورة دائمة وجهرا في الشؤون الداخلية اللبنانية ضد القانون ودون أي حياء وذلك عن وعي وإدراك بأن حكم القانون لم ولن يصل الى الأراضي اللبنانية وإذا وصل فإنه يهدد مصالحها لذلك فهي تسعى لمنع وصوله. وحتى عندما يصبح تطبيق القانون أمرا محتوما داخليا او دوليا فإنه غالبا ما ينتهك ويطبق عكسه.

إن إقامة حكم القانون هي ضرورية وهي الشرط الأول للدفاع عن حقوق الإنسان ووضعها موضع الإلزام وحماية الكرامة الإنسانية لكل اللبنانيين. وإن الوسيلة الضرورية لإقامة حكم القانون هي إقامة النظام القضائي الوطني لممارسة السلطة القضائية المستقلة التي يوجبها الدستور، بالنزاهة والكفاءة والعدل. إذن فإن الهدف هو ضمان حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية على أساس من حكم القانون، والواسطة لتحقيق ذلك هي النظام القانوني الوطني الكفؤ والنزيه والعادل.

ما هو حكم القانون؟ بكل بساطة إن حكم القانون هو أن يطبق القانون ذاته على كل المقيمين على الأراضي اللبنانية بالعدل والنزاهة والمساواة، لا فرق بين كبيرهم وصغيرهم، وذلك إما طوعاً أو قهراً، وبمنطق غير خاضع للمساومة، ودون تعدد الفصول على السطح الواحد.

وليعلم أن المواطن لا يكون مواطنا والجمهورية اللبنانية لا تقوم لها قائمة ولا يكون لها الإستقلال الكامل والواجب إلا بتوافر الشروط الثلاثة مجتمعة وهي حكم القانون ونزاهة القضاء وحقوق الإنسان. فالجمهورية بحد ذاتها كيان قانوني منبثق عن الدستور الذي هو القانون الأعلى. وهي التي تضع قانونها لنفسها بنفسها. لذا لا يمكنها البقاء إلا بالإلتزام به وفي حمايته. والقانون هو في آن واحد شرط وجود السلطة ومصدرها. فعندما يغيب القانون تغيب السلطة أو تفقد شرعيتها.

يسمع الناس أحيانا الحديث عن فصل السلطات. فما هو الفصل وما هي السلطات؟ يتبع النظام الدستوري اللبناني، المنقول مشوها عن النظام الفرنسي، وبصورة نظرية لا تطبق عمليا، مبدأ فصل السلطات الدستورية الى ثلاث هي: التشريعية والتنفيذية والقضائية. وإن مهمة من يمارس السلطة التنفيذية، أي الحكومة، هي تطبيق القانون الذي يضعه من يمارس السلطة التشريعية، أي مجلس النواب. وإن أجهزة الدولة من الإدارات والقوى الأمنية المسلحة هي أدوات الحكومة لتطبيق القانون اللبناني، إما طوعاً أو قهراً إذا لزم الأمر، داخلياً وعلى كل الأراضي اللبنانية في العلاقات داخل هذه الأراضي وفي ما بين اللبنانيين واللبنانيين أو اللبنانيين والمقيمين أو كل هؤلاء وأجهزة الحكومة ودوائرها. وأما القوى العسكرية المسلحة فإنها أداة تطبيق القانون الدولي على الحدود اللبنانية، قهراً إذا لزم الأمر، في وجه كل تعد على السيادة الوطنية من مصادر خارجية. وفي الحالتين فإن السلاح يستمد شرعيته من تطبيق القانون إن داخلياً أو دولياً. وعندما يستعمل لغير هاتين الغايتين فإنه يفقد هذه الشرعية ويُلاَحق مستعمله بموجب أحكام قانون العقوبات. وعندما لا تكون للقوى العسكرية الشرعية القدرة على ممارسة الدفاع عن لبنان بحيازة الأسلحة المناسبة والتدرب على استعمالها يبقى الإستقلال منقوصاً ومهدداً من الدول الأجنبية وفي طليعتها إسرائيل، وهو الكيان الغاصب وغير الشرعي والذي يشكل خطراً مميتاً على لبنان. أما مهمة من يمارس السلطة القضائية فهي ضمان حسن تطبيق القانون والدفاع عن حقوق الإنسان من أي إعتداء، وبالتالي فإن المؤتمن الأسمى على القانون هو النظام القضائي الوطني الذي أناطت به المادة 20 من الدستور ممارسة السلطة القضائية الوطنية.

وإن قدرة الجمهورية اللبنانية على أن تكون جمهورية وديموقراطية ودولة مستقلة وتحقق حكوماتها ما يتمناه الناس تتوقف أولا على ترجمة الشروط الجوهرية المسبقة وهي تكريس حكم القانون ونزاهة القضاء وحقوق الإنسان بالخطوات التنفيذية التالية:

1- إعادة بناء النظام القضائي الوطني ليتمكن من القيام بدوره الدستوري المستقل بكفاءة ونزاهة، نظام قضائي وطني نقي صحيح البنية يحمي حقوق الإنسان ويعامل الناس بالمساواة والنزاهة ويطبق على نفسه وعليهم القانون بالتساوي في ما بينهم بمن فيهم أركان الدولة وأصحاب المراتب السياسية والدينية واعوانهم جميعاً دون أي استثناء.

2- التمسك بمبدأ المحاسبة والمساءلة وإلغاء كل الحصانات التي لا تصون إلا الفساد والتي تحول دون تطبيق القانون على كل المواطنين والمقيمين، بمن فيهم أركان الدولة الحاليون والسابقون والموظفون ورجال الدين وأصحاب المهن الحرة، وأقرباؤهم وأعوانهم، بحيث يتساوى كل اللبنانيين أمام القانون بلا استثناء ويطبق القانون عليهم تطبيقا متساويا.

3- تطبيق القوانين الجزائية دون أي تأخير في حالة كل ارتكاب للأفعال الجرمية، وبصرف النظر عن هوية المرتكبين أو المشتبه بهم ومكانتهم الإجتماعية أو السياسية ووظائفهم في الدولة، وعلى الأخص لدى وقوع أية إساءة لاستعمال السلطة أو إخلال بواجبات الوظيفة.

4- أن يكف أصحاب المراتب الدينية، وأعوانهم، عن التدخل في السياسة وأن يلتزم كل منهم اختصاصه وحدود صلاحية مرجعيته وأن يمتنع عن تغطية السياسيين كباراً كانوا أو صغاراً أو حمايتهم أو التحالف معهم أو فتح المراكز الدينية للدعوات السياسية، وذلك إما طوعاً أو بتطبيق القانون.

5- أن تكف الدول الأجنبية طوعاً، أو يتم منعها، سواء بتطبيق القانون أو السلاح، عن التعدي على لبنان أو التدخل في شؤونه الداخلية.

هذه هي الوصفة المطلوبة للمرحلة من إخراج البلاد من بيئة الفساد التي تسحق الناس وتسلبهم حقوقهم وتهجرهم من ديارهم لمصلحة المستفيدين من هذه البيئة وهم أهل السياسة والدول الأجنبية. والمطلوب من سواد اللبنانيين ومعهم من تيسر من نخب الأخيار وقفة رجل واحد للقيام بالخطوات الضرورية بكل وسيلة ممكنة. والأفضل للبلاد وللسياسيين أن يتعظوا بالتاريخ القديم والحديث ولا سيما بما جرى ويجري حديثا جدا في البلدان الشقيقة حتى يتم التغيير سلما. 

 

 المراوحـة !

النهار/سمير منصور     

مرة جديدة استطاع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الافادة من اجتماع للمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى في دار الفتوى والتأثير من خلال حضوره في البيان الذي صدر على الأثر، فكان أن دعا المجتمعون الى تسهيل مهمته. والاجتماع هو الأول بعد الاجتماع الشهير الذي عقد بعيْد تكليفه وشارك فيه معظم الرؤساء السابقين للحكومة وكذلك رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، واستطاع ميقاتي الخروج منه مدعوماً في مكان ما، بشرط "التبصّر" في مهمته ومراعاة "الرؤى والثوابت الوطنية". كما استطاع الحد من اندفاعة ذلك الاجتماع وكانت في اتجاه توقعات كثيرة، منها احتمال دعوته الى عدم قبول التكليف، وذلك تحت ضغط ما سمته يومذاك قوى 14 آذار "الانقلاب على الاكثرية النيابية بالقوة وبتأثير ضغط السلاح".

وفي مرحلة تبدو كالوقت الضائع، فاجأ ميقاتي أمس اجتماع المجلس الشرعي الاعلى بالحضور، مع انه يدعى الى كل الاجتماعات تلقائياً، شأنه شأن سائر رؤساء الحكومات وإن يكن مكلفاً بتشكيل الحكومة، فكان ان دعا البيان الصادر عن الاجتماع الى "تسهيل مهمة دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي يحظى بثقتنا وتقديرنا".

وإذا كان البيان قد ذكّر في الوقت نفسه بـ"الرؤى والثوابت" التي اشار اليها البيان السابق للقاء دار الفتوى، فإنه بعبارات الثقة والتقدير والدعوة الى تسهيل المهمة، سجل خطوة متقدمة لمصلحة ميقاتي، وضم صوته الى صوته في التمسك بالأسس الدستورية واحترام القواعد التي تحدد مهمة الرئيس المكلف وصلاحياته في تشكيل الحكومة "بما يحفظ التوازنات الوطنية والسياسية". ووفق بعض المشاركين في اجتماع دار الفتوى أمس، لم يكشف ميقاتي جديداً في ما آلت اليه مساعيه، بل تحدث مرة جديدة، وكعادته عن ايجابيات وعن مضيه قدماً في مهمته الوطنية، آملاً في ان يلاقيها سائر الاطراف بإيجابيات مماثلة، ومؤكداً للمرة الاولى "اننا قطعنا شوطاً مهماً لكن ذلك لا يعني اننا اصبحنا قريبين من التشكيل"، وقد درج على عدم التزام موعد محدد تحسباً لعقبات مستجدة وما أكثرها... وبعد الاجتماع توجه ميقاتي الى طرابلس في زيارة سريعة بعيداً من الاعلام وعاد ليلاً الى بيروت.

وهكذا تبقى عملية تأليف الحكومة أسيرة الدوران في حلقة مفرغة، في انتظار حل العقد التي تعترضها، وأكثرها تعقيداً شروط رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون وقد باتت معروفة: أكثر من الثلث، ووزارة الداخلية... أما الجديد الوحيد فهو تأكيد أوساط قريبة من ميقاتي ان "الأمور اصبحت افضل" في اشارة واضحة الى "الشوط المهم الذي قطعناه" والذي تحدث عنه الرئيس المكلف في اجتماع دار الفتوى، وهو على ما يبدو "التفاهم على النسب" وهي الكلمة الملطفة للحصص، في ظل تهافت غير مسبوق وشروط تتزايد يوماً بعد يوم. وتبقى في رأي هذه الاوساط "المرحلة الاصعب" أي التفاهم على الحقائب والأسماء. وفي مزيد من الغموض، لم تكشف هذه الاوساط عن طبيعة التفاهم على النسب التي جعلت "الامور أفضل" ولكن الأكيد أن صيغة "الثلاث عشرات" التي حكي عنها غير واردة ولم تُناقش، ومن المستبعد ان يقبل بها الرئيس المكلف. وفي الانتظار يبقى العنوان الاصلح للمرحلة: المراوحة!

 

 

الحاج حسن: الأكثرية الجديدة تقوم بالاتصالات اللازمة لإنجاز تشكيلة الحكومة

وطنية - بعلبك - 3/4/2011 اعتبر وزير الزراعة غي حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن، في كلمة ألقاها خلال احتفال تأبيني في بلدة الخضر شرقي بعلبك، ان الأكثرية الجديدة "في التحالف الذي يضم القوى الذي نحن فيها، تعمل على انجاز التشكيلة الحكومية بالاتصالات والوسائل المتاحة لتجاوز المواضيع المطروحة للوصول الى حكومة ترعى قضايا الناس وتحقق السيادة والاستقلال وتعالج القضايا المطروحة التي تهم اللبنانيين انطلاقا من مصلحة المواطن". ووصف الحاج حسن حرق القرآن من قبل بعض المتطرفين في الولايات المتحدة الامريكية، بأنه "اعتداء اجرامي". وعن التطورات في المنطقة، قال: "هناك طواغيت بدأت بالتساقط ممن باعوا فلسطين وسخروا مقدرات الامة للصهاينة، ونحن نعيش مرحلة التغيرات ونشهد التغيير الكبير في المنطقة، ونأمل ان تكون هذه التغيرات من أجل مصلحة الشعوب وقضايا الامة والمبادئ الاساسية في هذه الامة والتي برزت من خلال مواقف الشعب المصري الذي يريد الإصلاح ويؤكد على الثوابت في القدس وفلسطين وهذا مؤشر على أن حركة الشعوب هي مجموعة من المبادئ الأساسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية والاصلاحية الى جانب الحرية والسيادة". وختم بالقول "إن أكثر الأنظمة استبدادا وفسادا هي الأنظمة التي كانت مرتبطة بالولايات المتحدة الامريكية".

 

طعمة: ندعو ميقاتي للتعاون مع سليمان وتأليف حكومة على مثال قناعتيهما

لمعالجة الملف الحياتي اليومي وارتفاع الأسعار خصوصا النفط بجدية ومسؤولية

وطنية - عكار - 3/4/2011 استقبل النائب نضال طعمة وفودا وفعاليات عكارية زارته في دارته في تلعباس الغربي وتناول شؤون الساعة. وقال: "نقلت بعض المصادر تأكيد رئيس الحكومة المكلف الاستاذ نجيب ميقاتي بأنه ليس أداة بيد عون ولا حزب الله. إننا نستبشر خيرا بهذا الكلام وندعو الرئيس ميقاتي إلى التعاون مع فخامة الرئيس وتأليف حكومة على مثال قناعتيهما، ونحن واثقون أن الرجلين عندما يكونان منسجمين مع ذاتهما لن يأتيا إلا بحكومة وحدة وطنية، يحتاجها الظرف الراهن في البلاد والمنطقة، وتراعي الرغبة الشعبية العارمة باحترام لبنان التزاماته الدولية وعلى رأسها المحكمة الدولية، والسعي لفرض هيبة الدولة وسلطتها، كي لا يبقى لبنان مسرحا لأعمال الخطف وساحة تتم استباحتها كلما دعت الحاجة عند هذا أو ذاك". وأردف طعمة: "أذكر تماما كلاما جريئا ومسؤولا لدولة الرئيس ميقاتي، عندما قال انه في حال لم يفلح في جمع اللبنانيين، فإنه لن يتردد في البقاء، وأنه ليس من طالبي السلطة. إن هذا الكلام في الحقيقة يعبر عن حس كبير بالمسؤولية عند الرجل، وفي حال اضطره حلفاؤه للاعتكاف، فسنكون أول المهنئين له على موقفه الوطني، ليس لأننا نريد أن نأخذ مكانه، بل لأنه يكون بذلك قد قدم نموذجا حضاريا وعرى المعطلين لعمل الدولة أمام الرأي العام اللبناني".

وتابع: "اما الشيخ سعد الحريري، فهو انطلاقا من موقعه الوطني والشعبي، لا يحتاج إلى كراس ومواقع ليمارس عمله الوطني، وقد رأيناه يجوب العواصم، ويتصل بأصدقائه، ليثبت بعض المصالح للبنانيين التي عبثت بها تصريحات البعض، كما نراه في الداخل في حراك سياسي يعمق مكانته عند الناس، ملتمسا على أرض الواقع وقوف الناس الى جانبه. والشيخ سعد ليس بوارد القبول بالعودة إلى تشكيل حكومة إذا بقيت الظروف على ما هي عليه، لأن الحاجة اليوم إلى استعداد الآخرين لتقديم أجوبة واضحة حول مستقبل السلاح ووضعه، لا إلى تغطيته وتشريعه، وكذلك إعطاء كل الدعم للمحكمة الدولية لا عرقلتها ووضع العصي في دواليبها".

وسأل طعمة: "كيف يمكن لقوى الثامن من آذار ان تقنعنا أنها فريق منسجم، وتستطيع قيادة البلاد إلى بر الأمان، وهي إما أسيرة تعليمات خارجية في عرقلتها تشكيل حكومة تهتم بمصالح الناس، إما أنها أسيرة صراع على الحصص في ما بينها، وكأن الحكم جزرا أمنية منفصلة، ولا تكامل بينها ولا "من يحزنون". تارة تكون القضية بتوزير فلان وطورا بتوزير علان، إلى متى ستبقى المصالح الشخصية والعائلية، أهم من مصلحة الوطن؟". وأضاف: "ها هو التمرد في سجن رومية يشهر في وجه المسؤولين سيفا ذا حدين، فمن جهة التضامن الحكومي ودور مجلس الوزراء مجتمعا مطلوب لمواجهة مثل هذه المشاكل في لبنان. فماذا فعل الوزراء المستقيلون سوى إدخال البلاد في المزيد من الفراغ؟ ومن جهة أخرى حل مشاكل الاكتظاظ في السجون، والإسراع في إصدار الأحكام، وعدم ظلم الناس هي قضايا إنسانية أخلاقية. فمن المسؤول؟ وإذ نشد على يد الوزير بارود لحراكه في اتجاه الحل، نرجو أن يكتمل المشهد وتصل الأمور إلى خواتيمها، بحلول جذرية تحول دون تكرار ما يجري في المستقبل". ونبه طعمة إلى "سعي بعض المنظمات المشبوهة، كفتح الإسلام مثلا، لإعادة تنظيم صفوفها، بالتزامن مع تفجيرات أمنية ذات صلة بها في المخيمات، وبالتزامن مع الجهد الجبار التي تبذله الأجهزة الأمنية اللبنانية في البحث عن الأستونيين المفقودين، نعود ونؤكد ضرورة دعم هذه القوى بالقرار السياسي وبحكومة قادرة قوية، ونقول للذين يضيعون الوقت كفى استهتارا بالبلاد والعباد. فالملف الحياتي اليومي، وارتفاع الأسعار، وخاصة أسعار النفط ترخي بأعباء ثقيلة على كاهل المواطنين لا بد من معالجتها بجدية ومسؤولية". وختاما علق طعمة على الوضع الاقليمي العام بالقول: "اختلفت التقديرات وتنوعت الآراء في تقويم الوضع الداخلي في سوريا، ويهمنا أن نؤكد أننا كلبنانيين، لا نتمنى للأخوة السوريين إلا المزيد من الاستقرار والبحبوحة، وأننا نحترم خيارهم أيا كان، كما نؤكد رفضنا تدخل أي جهة بالداخل السوري، فليقرر الشعب ماذا يريد فوحده صاحب القرار".

 

كفوري ترأس قداس الصيام الرابع وتفقد أبناء الرعية في صور:

لا يجوز ان تكون حكومة من لون واحد ولكن اذا تعقدت الامور هناك مخارج يعرفها ميقاتي

ولا نستطيع ان نبقي البلاد رهينة مآرب وشهوات ومطالب المستوزرين والمسترئسين

وطنية - صور - 3/4/2011 ترأس متروبوليت صور وصيدا ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري، قداس الصيام الرابع، في كاتدرائية القديس توما في صور، في حضور حشد من أبناء الرعية وعاونه عدد من الآباء. وجال كفوري على أبناء رعيته في صور، يرافقه عدد من الآباء ومختار صور يولا خوري. ودعا خلال الجولة الى الإسراع في "تشكيل حكومة تكون على قدر المسؤولية، لاسيما حكومة تعنى بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية تحمل هم المواطن الذي بات على شفير الفقر"، مشددا على ضرورة الالتزام بالدستور والقوانين والأعراف "والمهم ان تنجز هذه المهمة (التأليف) لكي تتسلم الحكومة العتيدة زمام الامور لحل المشاكل المتراكمة منذ زمن وخصوصا الاهتمام بالقضايا المعيشية والاقتصادية". وقال: "هناك الألوف من القضايا العالقة بسبب عدم وجود حكومة تحكم وبسبب وجود حكومة تصريف الاعمال، يجب ان يكون هناك حل سريع، وهذا ليس بمستحيل ونحن لنا ملء الثقة برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ودولة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي يحترمه كل الشعب كونه رجل اعتدال. وآمل من الجميع ان يتعاونوا معه من أجل انجاز هذه المهمة لإراحة الناس". ورأى أن لبنان "يستطيع أن يبعد عنه الاخطار الخارجية بالوحدة الوطنية بين أبنائه وبتمسكهم بوطنهم". وقال: "اننا ضد حكومة من لون واحد ولكن هناك مخارج. الحكومة يجب ان تشمل جميع الأطراف اذا أمكن أو تكون ممثلة بالأكثرية، لا يجوز ان تكون حكومة من لون واحد ولكن اذا تعقدت الامور هناك مخارج دولة الرئيس ميقاتي يعرفها، ولا نستطيع ان نبقي البلاد رهينة مآرب وشهوات ومطالب المستوزرين والمسترئسين". أضاف: "اننا من صور، بلد التاريخ والعيش المشترك، نطلق هذه الدعوة من أجل الاسراع في تشكيل حكومة لانه لا يجوز ان يبقى البلد في تجاذبات سياسية من هنا وهناك". واعتبر "ان ما جرى في سجن رومية هو تراكم لعدم تأمين وتوسيع السجون. الدولة كانت وعدت بالماضي بإصلاح السجون، فهذا امر مؤسف يجب معالجته". وقال: "يجب ان يكون هناك اهتمام بأوضاع المساجين لان لهم حقوقا وعلينا كدولة ان نعمل في إعادة إصلاح السجون وهذا امر يجب ان ينجز بسرعة". وتطرق إلى الوضع في ساحل العاج، قائلا: "أبناء الجالية يتعرضون لمأساة ومعاناة، وهذا أمر مؤسف وحزين. وأدعو الدولة إلى ان تطلب المساعدة من الدول الكبرى التي لها نفوذ كفرنسا والأمم المتحدة، لأن الوضع في افريقيا معقد. من اجل ذلك لبنان له صداقات دولية عليه ان يستغلها لكي تساعد لبنان وأبنائه في ابيدجان لإجلائهم وحمايتهم. ونتمنى ان لا يقع ضحايا ونحن نصلي لابنائنا هناك"، مردفا "ليس هذا وقت التلهي ولمن نحمل المسؤولية، فكلنا مسؤولون، المهم ان نحمي هؤلا الناس وان نعيدهم الى وطنهم سالمين. علينا كلبنانيين ان نستغل صداقاتنا في الخارج، لان لبنان لديه صداقات كثيرة في الخارج، لبنان بلد محبوب في الخارج، وعلى أبنائه ان يتفقوا وان يستغلوا هذه المحبة لخير بلدهم". وتابع: "اذا كان هناك من تقصير فليحاسب المقصر لان حياة الناس أغلى من أي شيء آخر". وختم بالقول: "اليوم في مسيرة الصوم المبارك، اتفقد أحوال اهلنا في صور. هنا كانت كاتدرائية "ام الرب" في القرن الرابع. في صور منارة تشع يالايمان المسيحي والاسلامي على العالم عبر التاريخ".

 

الاحدب: المعركة لمصادرة صلاحيات رئيس الحكومة ومطالب عون غير منطقية

وطنية -طرابلس- 3/4/2011 اكد النائب السابق مصباح الاحدب ان الوضع الاقتصادي والمعيشي اصبح صعبا جدا، ويبدو ان هناك مصلحة للبعض ان تبقى الامور معلقة والا تحل مشاكل الناس لان لديهم آلياتهم الخاصة لحلها، لافتا الى ان الشعب اللبناني لا يقبل الاستمرار بهذه الحالة. واعتبر الاحدب في تصريح له، ان المعركة بعدما كانت لوضع اليد على آليات تكليف رئيس الحكومة اصبحت اليوم معركة لمصادرة صلاحيات رئيس الحكومة، وعلى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الثبات على موقفه وان لم يستطع بسبب الضغوط التي تمارس عليه، فيجب ان يفكر بخطوات اخرى لانه يعلم ان هناك صلاحيات لا يستطيع التنازل عنها، وهو لطالما انتقد ذلك فهي ليست ملكه بل هي صلاحيات منصوص عليها في الدستور اللبناني. وقال:" من الواضح للجميع ان المعركة لم تعد معركة احجام، فثمة فريق واحد لا يستطيع ان يتفق مع بعضه البعض فضلا عن ان الجميع يعلم ان مطالب الجنرال ميشال عون غير منطقية".

 

حبيقة ترأس قداسا إحتفاليا في ذكرى شهداء زحلة

وطنية - زحلة - 3/4/2011 ترأس راعي أبرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة، في ذكرى شهداء زحلة، قداسا احتفاليا دعا إليه مجلس أساقفة زحلة في كنيسة مقام تمثال سيدة زحلة والبقاع، عاونه فيه رئيس دير مار يوسف الانطوني الاب ريمون هاشم، بمشاركة أساقفة المدينة اندره حداد واسبيريدون خوري وبولس سفر. حضر القداس وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال سليم وردة، النائبان جوزف صعب المعلوف وايلي ماروني، مخايل ابو خاطر ممثلا والده النائب طوني ابو خاطر، النائبان السابقان ايلي سكاف وكميل معلوف، رئيس بلدية زحلة جوزف دياب المعلوف وحشد من الفاعليات الزحلية والأهالي. بعد الإنجيل ألقى حبيقة عظة بعنوان "وكان عليه أن يذوق الموت بنعمة الله لخير كل أنسان"، وقال: "زحلة اليوم كلها تتذكر شهداءها كلهم، وقد دعا مجلس اساقفتها متلائما مع فاعلياتها أحزابا وتجمعات وسياسيين وعائلات الى هذا القداس الالهي الجامع، لكي نقدم لله معا استشهاد كل من فقدنا في الايام الصعبة التي مرت بها المدينة، سواء في الدفاع عنها مباشرة او في تحمل نتائج ذلك بشكل غير مباشر، سائلين الله من أجلهم الراحة الأبدية في الملكوت السماوي على ما يليق بالنفوس الأبية التي تبذل ذاتها عن سواها، ومن أجل ذويهم لكي يتعزوا بمواعيد الله عن فقدهم ومن اجل المدينة لكي يمنحها الله باستحقاقات دماء ابنائها المراقة ايام أمن وسلام وازدهار وان يعم ذلك الوطن كله".

أضاف: "لذلك موت الشهداء يتم دائما لغاية سامية تستحق الاستشهاد من اجلها. وهذا الموت له اسباب بشرية كالطغيان من انسان في وجه انسان آخر بشكل لا انساني، او التعامل مع المسالم والبريء بالخطف والغدر وما شابه وهي أسباب ظالمة ومشجوبة ولكنها مغلوبة بفضل قيم الشهادة. يزول العدوان ويسقط الطاغي ويبقى الوطن والمجتمع ويبقى الشهيد حيا عند ربه وفقا لقول الكتاب: "ذكر الصديق يدوم الى الابد". وختم: "ذوو الشهداء، الذين خسروا احد أفراد عائلتهم وهو حبيب على قلوبهم وذاقوا مرارة الحزن عليه، فاقوا غيرهم عطاء كما فاقوهم حزنا وخسارة. وهذا هو يوم الوفاء لمن فقدوا وفقدنا ويوم التعاطف مع ذويهم واكبار تضحياتهم. فلهم مع التعاطف الشكر على تضحياتهم والمشاركة في حفظ ذكر الشهداء".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سورية انشقاقات وإعدامات في صفوف الجيش وتنازلات خطيرة لبقاء النظام معدلاً!

الأسد أبلغ أوباما عبر قنوات خليجية وأوروبية القيام بخطوات مهمة:

• استعداد نظام البعث لمقايضة رأسه برأس "حزب الله" والعلاقات مع إيران

• منع تهريب أي قطعة سلاح الى "حزب الله" في لبنان

• ترسيم فوري للحدود اللبنانية – السورية

• تسليم الأمم المتحدة وثائق ملكية لبنان مزارع شبعا

لندن ـ كتب حميد غريافي

قد تكون الثورة الشعبية على نظام البعث في سورية "بلغت نقطة اللاعودة، ودخلت مرحلة الثورات الأربع الأخرى في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وإن كانت تحركات الثوار السوريين ما زالت متباطئة بعض الشيء خشية الوحشية المعهودة لآل الأسد وحزبهم التي تجلّت في قتل آلاف المدنيين في حماة بشمال وسط البلاد في أوائل الثمانينات، ثم في تدمير لبنان منطقة تلوَ منطقة منذ العام 1976 مع بداية الاحتلال السوري في حملة منهجية دموية لم تشهد دول المنطقة مثيلاً لها في تاريخها الحديث.

وكشفت أوساط ديبلوماسية خليجية في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة لـ"المحرر العربي" أمس أن "هناك أمرين متوقّعين في أي لحظة: أولهما سقوط العقيد الليبي معمر القذافي ونظامه خلال ثلاثة أسابيع من الآن، كما يقدّر خبراء عسكريون بريطانيون وأميركيون، والآخر اكتمال حدوث الانشقاقات المطلوبة داخل الجيش السوري التي بدأت بالفعل في "درعا" و"دير الزور" وبعض الثكنات العسكرية الشمالية حيث وقعت صدامات بين وحدات متعارضة من الجيش تمّ خلالها إعدام ضباط وجنود في الشوارع، فيما قتل عدد من ضباط النظام البعثي في اللاذقية وطرطوس يوم الجمعة والسبت الماضيين وتم القبض على عسكريين آخرين من قناصة النظام في درعا والبلدات المحيطة بها، وما زال الثوار يحتجزونهم رافضين تسليمهم الى الدولة".

وذكرت الأوساط الخليجية نقلاً عن جهات عربية داعمة للثورة السورية، سبق أن اكتوت بلادها بنيران إرهابية من حزب "البعث" العربي عبر العقود الأربعة الأخيرة، قولها أن "نظام الأسد المارق الذي لم يترك دولة مستقرة في المنطقة، ولا حتى العواصم الأوروبية نفسها في بعض المراحل إلا ومارس فيها الإرهاب والتفجير والاغتيال.. أن هذه الجهات حضّت الدول الحرّة والديمقراطية في العالم وخصوصاً أوروبا، على مدّ يد العون الى معارضي نظام الأسد، لأن الظروف الراهنة قد لا تتكرر، ولأن هشاشة "البعث" وقواه المسلّحة ظهرت فجأة على السطح كتظاهرات في أماكن محصورة من سورية، إذ أن تصرفات القذافي الليبي القمعية في حرب الإبادة التي يمارسها ضد ثوار بلده، منعت نظام الأسد من استنساخ هذه التصرفات على اتساعها ووحشيتها ضد الشعب السوري وإن كان لم يقصّر حتى الآن في درعا وجوارها والشمال السوري، كما كان سبق القذافي بتسعة وعشرين عاماً في استخدام منتهى القمع والقتل العام 1982 في حماه ضد قادة الطائفة السنّية ذات الغالبية الكبرى في البلاد حيث قتل أكثر من 25 ألف شخص وهجّر الى الخارج أكثر من مليون".

أميركا تتريّث بانتظار القذافي!!

وفي اتصال بأحد أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكونغرس الأميركي علمت "الحرر العربي" أمس أن هناك "ضغوطاً هائلة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء على إدارة باراك أوباما التي لم تتحرك بالمستوى المطلوب لحمل نظام الأسد على التخفيف من استخدام قوته المفرطة ضد المدنيين، في الوقت الذي تتناقض هذه الحيادية في ليبيا مع القذافي، وترسل الطائرات والأساطيل لدكّ قواته وقواعده لوقف تجاوزاته"، وان "الأميركيين لم ينسوا بعد مناظر التوابيت التي نقلت آلاف جثث أبنائهم الذين قتلهم نظام الأسد في العراق وما يزال، لذلك فإن أعضاء الكونغرس والجزء الأكبر من الإدارة في واشنطن ينتظرون نهاية القذافي خلال الأسابيع القليلة المقبلة كي ينقلوا حملتهم من ليبيا على نظام الأسد الذي يحاول الآن تقديم تنازلات كانت مطلوبة منذ بداية عهد جورج بوش الإبن قبل أكثر من عشرة أعوام، بعدما شعر بقرب نهايته".

وقال النائب الأميركي في اتصال من لندن أن أعضاء في جناحي الكونغرس "حذّروا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من تصريحاتها المتواضعة بالنسبة للمجازر التي يرتكبها نظام البعث في سورية، آخذين عليها قولها ان ما يجري في سورية يختلف عما يحدث في ليبيا التي يستعين فيها النظام بالطيران والقنابل والمدفعية لضرب المواطنين المدنيين الثائرين، وكأن كلينتون تشجّع الأسد على ركوب مركب القذافي الدموي حتى تبرّر انتقاده".

تنازلات الأسد مقابل رأسه!

وأماط عضو الكونغرس لـ"المحرر العربي" اللثام عن أن نظام الأسد أبلغ إدارة أوباما عبر قنوات خليجية وأوروبية عدّة الأسبوع الماضي انه على استعداد – مقابل عدم نقل المعركة معه الى مجلس الأمن - كما حدث بالنسبة الى ليبيا – للقيام بعدد من الخطوات المهمة جداً من شأنها تغيير وجه النظام من أساسه. ومن هذه الخطوات:

• الابتعاد كلياً عن إيران والعودة الكلّية الى الإجماع العربي كما ظهر جلياً في تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأسبوع الماضي عندما اعتبر إرسال قوات "درع الجزيرة" الى البحرين أمراً قانونياً ومشروعاً، في الوقت الذي تندّد به طهران وحصان طروادتها في لبنان "حزب الله".

• استعداد الأسد لمنع تهريب أي قطعة سلاح الى "حزب الله" في لبنان كمرحلة أولى قد تتطوّر حسب تطورات الأوضاع في المنطقة باتجاه ضرورة نزع سلاحه بمساعدة سورية إذا وافقت إسرائيل على مقترحات المفاوضات مع سورية، واتخذ مجلس الأمن الدولي قراراً حاسماً بتطبيق قراراته في لبنان.

• إنهاء الأسد حالة الطوارئ المزمنة التي تمثل "صورة الوحش القمعي الدموي" طوال نيف و40 عاماً من الحكم الفردي.

• إطلاق المعتقلين السياسيين السوريين فوراً.

• كشف مصير المختفين اللبنانيين في السجون السورية.

 

مخاوف جدية من بنك الأهداف الإسرائيلي.. هل يتجرّأ ميقاتي على تشكيل الحكومة؟

• الرئيس المكلّف يتمسك بالثلث الضامن منعاً لـ"اللحظات الطائشة"

• 14 آذار/مارس لا تشارك في طاولة الحوار

عون يلتفّ على "أفكار" برّي: المشكلة ليست عندنا

بيروت – نبيه البرجي/المحرر العربي

هل يتجرّأ الرئيس نجيب ميقاتي على تشكيل الحكومة؟ مقرّبون منه يقولون انه يحق للرجل أن يتريّث، فهو لم يكن يتوقّع أبداً أن تكون القوى التي سمّته على هذا المستوى من التصدّع، أو على الأقل على هذا المستوى من التباعد، كما أنه لم يكن يتوقع أن يتعامل معه البعض على أنه رهينة في يدهم، ومن دون أن يتفهموا أنه آتٍ لتعويم البلد لا لتعويم شخصه..

والمقرّبون إيّاهم يقولون انه عندما خاض ميقاتي "المغامرة" (في الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني/يناير الفائت) لم يكن ليظنّ أن الأمور في المنطقة، وصولاً الى العمق السوري، يمكن أن تتطور على ذلك النحو، استطراداً، لم يعد باستطاعة أحد إغفال التداعيات على الساحة اللبنانية...

إلى أن ينجلي الغبار

إذاً، الى أن ينجلي الغبار. هذا على الرغم من أن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي لا يزال مصراً على أن الأزمة داخلية بالكامل، ومن دون أن يدخل في التفاصيل، وإن حمَلَ اليومان الماضيان معلومات حول "أفكار خلاقة" وضعها برّي، لا سيما في ما يتعلّق بحقيبة الداخلية، وبحصّة تكتل التغيير والإصلاح، ناهيك عن المعادلة التي ستعتمد. من (وماذا) لرئيس الجمهورية ميشال سليمان؟ من (وماذا؟) لميقاتي؟.

واللافت أن يتردّد في أوساط "التيار الوطني الحر" انه عندما تُسند حقيبة الداخلية الى شخصية من فريق رئيس الجمهورية لا يمكن احتسابها من حصة الطائفة المارونية لأن الرئيس، وبمجرّد أن يتسلّم منصبه، يصبح من كل الطوائف. هذا فضلاً، عن أنه لا يمتلك أي صلاحيات فاعلة أو مؤثرة لكي يستطيع أن يتدخل ويتولى تصويب الأمور إذا ما تمكّنت "مراكز القوى" داخل وزارة الداخلية من إغراق الوزير...

جبران بن شداد

استطراداً، وكما قال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون فإن حقيبة الداخلية تحتاج الى شخصية حاسمة، وان كان هناك من يعلّق متسائلاً عمّا يمكن أن يحدث في هذه الوزارة إذا ما تسلّمها الوزير جبران باسيل. في لبنان، السخرية السوداء تنتشر الآن على الشبكة العنكبوتية. وثمّة صور كاريكاتيرية تظهر الوزير وهو يطارد أسامة بن لادن بين التضاريس الأفغانية، أو هو يدخل الى مخيّم عين الحلوة بحثاً عن المطلوبين. على الفايسبوك تعليقات من قبيل "جبران بن شداد" أو "دونكيشوت وصهره جبران".

هكذا يملأ اللبنانيون الوقع الضائع، وهو ما يزعج ميقاتي الذي طالما اشتكى من أن لبنان بحاجة الى الوقت، وأكثر من أي شيء آخر، والذي طالما تمنى لو أن دمشق التي باركت دخوله الى السراي تلوي إصبع الجنرال ولو بالكلمات، وإن كان هناك ما يؤكد أن هذا الأخير ليس سوى "واجهة زجاجية" (أم فولاذية؟) لـ"حزب الله" الذي لم يستجمع كلّ إمكاناته الداخلية والخارجية، السياسية وغير السياسية، لإخراج رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من السراي..!

حصار إضافي

استطراداً، إن "حزب الله" يريد أن تكون الحكومة حكومة. وهذا ما تردّده جهات "مستقلّة" أو داخل قوى 14 آذار/مارس، فيما ميقاتي الذي على بيّنة تامة من أنه داخل الحصار يرفض أن يكون أيضاً داخل حصار إضافي، ومن قبل الذين تولّون تسميته، من دون أن يتوقّف عند أولئك الذين يسألونه ما إذا كان غافلاً، منذ البداية، عن مفعول، وخلفيات، "الانقلاب" الذي قلب، بين ليلة وضحاها، الأكثرية الى أقلية والأقلية الى أكثرية، فالحجّة الدائمة انه لو لم يقم بما قام به لبقيَ السراي خاوياً ربما الى ما شاء الله (أو الى ما شاء ... "حزب الله"؟).

كلام كثير الآن حول "صراع الأرقام"، أي أن ميقاتي ومعه سليمان، فضلاً عن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، يرفضون أن يكون ثلثا عدد الوزراء في يد أيٍّ كان، فماذا لو تمَّ التصويت مثلاً على فكّ التزامات لبنان حيال المحكمة الدولية أو على أي موضوع آخر يمكن ألا يتوافق واتجاهات الرئيس المكلّف التي تقضي باستخدام الصدمات المخملية بدل الصدمات الكهربائية التي لا قبل للبنان، قطعاً، بتحمّل نتائجها، خصوصاً في المرحلة الراهنة.

اشتباك بالكراسي

هنا يأتي من يقول أن بيد ميقاتي النصّ الدستوري. يكفي أن يستقيل حتى يتهاوى الهيكل بأعمدته الثلاثين. أما المقرّبون منه فيقولون ان هذا الأخير أتى للـ"إنقاذ" لا للَّعب، ولا لإضاعة الوقت، ولا لإبقاء البلاد عند حافة الهاوية. وعلى هذا الأساس، فهو عندما يتحدث بالأرقام إنما يرمي الى تفعيل الضوابط الدستورية التي تحول دون "اللحظات الطائشة" والوصول الى مراميها.. يكاد لا يُسأل أحد من الطبقة السياسية إلا ويعتبر أن تشكيل الحكومة لا يزال في المجهول، وأن مقترحات برّي قد لا توصل الى شيء إلا إذا استطاع أن يقنع حليفيه "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بحكومة تكنوقراط تتفرّغ لمعالجة المشكلات المتفاقمة للناس، فيما تعاود هيئة الحوار الوطني اجتماعاتها، حتى ولو وُجدت أصوات تقول إن الظروف تغيّرت كثيراً، فالصراع على الكراسي قد يحمل المشاركين على الاشتباك بالكراسي...

لكن مصادر القصر الجمهوري تؤكّد أن الحوار ضروري في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى لأن المواجهة السياسية في ذروتها، منها أن الحريري ما زال يرفع شعار إسقاط السلاح، ففي حفل رفع الستار عن تمثال والده الراحل الرئيس رفيق الحريري جانب السراي، خاطب الأخيرَ بالقول: في غيابك شهروا السلاح على بيروت، ونصبوا المضارب المسلّحة في قلبها. لكن لا بأس، بيروت تعوّدت على الصبر، ونحن على خطاك، تحمّلنا الظلم تلوَ الظلم، ورفعنا عن بيروت خط الانزلاق الى خطوط التماس من جديد".

مكان التمثال أثار انتقادات هامسة، باعتبار أن وجوده هناك سيمثّل هاجساً لكلّ من يشغل منصب رئيس الحكومة الذي إذا ما فتح نافذة مكتبه فستواجهه صورة الحريري الأب، بما تعنيه وبما يعنيه هو، واضعاً يده في جيبه، وبعبارة أخرى، فليس الابن فقط هو الذي سيلاحق من تمّ تنصيبه مكانه، وفي ظروف معروفة، الأب أيضاً. وهذا له معناه في الحياة السياسية اللبنانية...

الكوندومينيوم

أصحاب الرؤوس الباردة، وما أقلّهم في هذه الأيام، يرون أن من الأفضل بقاء الأزمة هكذا (أي من دون حكومة) على أن تنشب الأزمة بعد التشكيل، ليقولوا أن السبيل الوحيد لعودة التوازن الى الخريطة السياسية اللبنانية لا يتمثل فقط بعودة معادلة الـ"س – س" التي لم يبقَ لها أثر وإنما بالبحث مجدداً عن الكوندومينيوم السعودي – السوري، فأصداء ما يحدث، وما يحدث غداً في المنطقة تهزّ العمق اللبناني بكلّ مكوّناته، ومقوّماته، ولا مجال البتّة لـ"الماكنة الداخلية" التي تتعطل عند كل مفترق مهما كان محدوداً...

ولكن أين الرياض وأين دمشق؟ كل عاصمة منشغلة والى أبعد مدى بهمومها، إذ لا يمكن لأحد أن يتكهّن بما ستكون عليه الأوضاع في ضوء الارتجاج الجيوبوليتيكي (وربما الاستراتيجي) الذي أنتجته التطورات في عدد من بلدان عربية، في حين تكشف إسرائيل عن "بنك أهداف" يوحي بأن حكومة بنيامين نتنياهو قد تقرع الطبول في أي لحظة...

ولأن مثل هذا الأمر يفتح سوق الاجتهاد، فإن أوساطاً سياسية تعتبر ان الإسرائيليين يرون أن الوقت الراهن، وحيث الفوضى في المنطقة تتخذ أشكالاً شتى، هو الوقت المثالي لضرب الترسانة العسكرية لـ"حزب الله" بعدما تمّ تأهيل قبل المؤسسة العسكرية، كما المؤسسة الاستخباراتية! وهذا الأمر يؤخذ على محمل الجد لدى المراجع العليا في الدولة (إذا كانت لا تزال هناك دولة فعلاً). كل هذه الأجواء الملبّدة لا تمنع "باعة التفاؤل" من الترديد بأن التشكيل يقترب، وأن دمشق "تمنّت"، وقد يؤخذ بتمنيّاتها، إذا كان هناك من أحد يعرف كيف "تُعْرَبْ كلمة "وقد".. في كل الأحوال، فإن قوى 14 آذار/مارس ومهما كان شكل التشكيلة لن تتخلى عن موقفها القائل انها حكومة اللون الواحد. هذا يعني انها لن تشارك في جلسات الحوار إذا ما دعا إليها رئيس الجمهورية بعد توقيعه على المراسيم..

أفكار برّي نقلت مكوكياً، وبسريّة تامة (وهذه هي تعليماته المتشدّدة)، على أمل أن تضع الحكومة على السكّة، فالأسبوع انتهى، والكثيرون يعتقدون انه اذا لم يظهر الدخان الأبيض خلال الأيام المقبلة، فإن قراراً ما في مكان ما قد اتخذ من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه. لا حكومة. ولكن مَن بوسعه القول ان الغبار الذي ينتشر في المنطقة يمكن أن ينجلي بين "سَنَةٍ" وضحاها؟. لا أحد، وقبل أن تنقل أفكار برّي الى الرابية (مقرّ عون) كان الوزير السابق ماريو عون يلتفّ على هذا المسعى بالقول ان "التيار الوطني الحر" ما زال مصراً على مطلبه (12 وزيراً وحقيبة الداخلية)، مشيراً الى "أن المشكل في الأساس ليس موجوداً عندنا".

أضاف "ان الحكومة يمكن أن تتشكّل خلال ساعات إذا ما أخذ الرئيس ميقاتي بالاعتبار مطلب الجنرال عون"، نافياً وجود خلافات داخل الأكثرية الجديدة.

وأكد عون رفض التيار إعطاء الثلث الضامن لتحالف سليمان – ميقاتي – جنبلاط، ليشير الى "ان الخلاف لا يزال في المربَّع الأول، ولا بحث لا في الحقائب ولا في الأسماء"!.

 

مخاوف جدية من بنك الأهداف الإسرائيلي.. هل يتجرّأ ميقاتي على تشكيل الحكومة؟

• الرئيس المكلّف يتمسك بالثلث الضامن منعاً لـ"اللحظات الطائشة"

• 14 آذار/مارس لا تشارك في طاولة الحوار

عون يلتفّ على "أفكار" برّي: المشكلة ليست عندنا

بيروت – نبيه البرجي/المحرر العربي

هل يتجرّأ الرئيس نجيب ميقاتي على تشكيل الحكومة؟ مقرّبون منه يقولون انه يحق للرجل أن يتريّث، فهو لم يكن يتوقّع أبداً أن تكون القوى التي سمّته على هذا المستوى من التصدّع، أو على الأقل على هذا المستوى من التباعد، كما أنه لم يكن يتوقع أن يتعامل معه البعض على أنه رهينة في يدهم، ومن دون أن يتفهموا أنه آتٍ لتعويم البلد لا لتعويم شخصه..

والمقرّبون إيّاهم يقولون انه عندما خاض ميقاتي "المغامرة" (في الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني/يناير الفائت) لم يكن ليظنّ أن الأمور في المنطقة، وصولاً الى العمق السوري، يمكن أن تتطور على ذلك النحو، استطراداً، لم يعد باستطاعة أحد إغفال التداعيات على الساحة اللبنانية...

إلى أن ينجلي الغبار

إذاً، الى أن ينجلي الغبار. هذا على الرغم من أن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي لا يزال مصراً على أن الأزمة داخلية بالكامل، ومن دون أن يدخل في التفاصيل، وإن حمَلَ اليومان الماضيان معلومات حول "أفكار خلاقة" وضعها برّي، لا سيما في ما يتعلّق بحقيبة الداخلية، وبحصّة تكتل التغيير والإصلاح، ناهيك عن المعادلة التي ستعتمد. من (وماذا) لرئيس الجمهورية ميشال سليمان؟ من (وماذا؟) لميقاتي؟.

واللافت أن يتردّد في أوساط "التيار الوطني الحر" انه عندما تُسند حقيبة الداخلية الى شخصية من فريق رئيس الجمهورية لا يمكن احتسابها من حصة الطائفة المارونية لأن الرئيس، وبمجرّد أن يتسلّم منصبه، يصبح من كل الطوائف. هذا فضلاً، عن أنه لا يمتلك أي صلاحيات فاعلة أو مؤثرة لكي يستطيع أن يتدخل ويتولى تصويب الأمور إذا ما تمكّنت "مراكز القوى" داخل وزارة الداخلية من إغراق الوزير...

جبران بن شداد

استطراداً، وكما قال رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون فإن حقيبة الداخلية تحتاج الى شخصية حاسمة، وان كان هناك من يعلّق متسائلاً عمّا يمكن أن يحدث في هذه الوزارة إذا ما تسلّمها الوزير جبران باسيل. في لبنان، السخرية السوداء تنتشر الآن على الشبكة العنكبوتية. وثمّة صور كاريكاتيرية تظهر الوزير وهو يطارد أسامة بن لادن بين التضاريس الأفغانية، أو هو يدخل الى مخيّم عين الحلوة بحثاً عن المطلوبين. على الفايسبوك تعليقات من قبيل "جبران بن شداد" أو "دونكيشوت وصهره جبران".

هكذا يملأ اللبنانيون الوقع الضائع، وهو ما يزعج ميقاتي الذي طالما اشتكى من أن لبنان بحاجة الى الوقت، وأكثر من أي شيء آخر، والذي طالما تمنى لو أن دمشق التي باركت دخوله الى السراي تلوي إصبع الجنرال ولو بالكلمات، وإن كان هناك ما يؤكد أن هذا الأخير ليس سوى "واجهة زجاجية" (أم فولاذية؟) لـ"حزب الله" الذي لم يستجمع كلّ إمكاناته الداخلية والخارجية، السياسية وغير السياسية، لإخراج رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من السراي..!

حصار إضافي

استطراداً، إن "حزب الله" يريد أن تكون الحكومة حكومة. وهذا ما تردّده جهات "مستقلّة" أو داخل قوى 14 آذار/مارس، فيما ميقاتي الذي على بيّنة تامة من أنه داخل الحصار يرفض أن يكون أيضاً داخل حصار إضافي، ومن قبل الذين تولّون تسميته، من دون أن يتوقّف عند أولئك الذين يسألونه ما إذا كان غافلاً، منذ البداية، عن مفعول، وخلفيات، "الانقلاب" الذي قلب، بين ليلة وضحاها، الأكثرية الى أقلية والأقلية الى أكثرية، فالحجّة الدائمة انه لو لم يقم بما قام به لبقيَ السراي خاوياً ربما الى ما شاء الله (أو الى ما شاء ... "حزب الله"؟).

كلام كثير الآن حول "صراع الأرقام"، أي أن ميقاتي ومعه سليمان، فضلاً عن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، يرفضون أن يكون ثلثا عدد الوزراء في يد أيٍّ كان، فماذا لو تمَّ التصويت مثلاً على فكّ التزامات لبنان حيال المحكمة الدولية أو على أي موضوع آخر يمكن ألا يتوافق واتجاهات الرئيس المكلّف التي تقضي باستخدام الصدمات المخملية بدل الصدمات الكهربائية التي لا قبل للبنان، قطعاً، بتحمّل نتائجها، خصوصاً في المرحلة الراهنة.

اشتباك بالكراسي

هنا يأتي من يقول أن بيد ميقاتي النصّ الدستوري. يكفي أن يستقيل حتى يتهاوى الهيكل بأعمدته الثلاثين. أما المقرّبون منه فيقولون ان هذا الأخير أتى للـ"إنقاذ" لا للَّعب، ولا لإضاعة الوقت، ولا لإبقاء البلاد عند حافة الهاوية. وعلى هذا الأساس، فهو عندما يتحدث بالأرقام إنما يرمي الى تفعيل الضوابط الدستورية التي تحول دون "اللحظات الطائشة" والوصول الى مراميها..

يكاد لا يُسأل أحد من الطبقة السياسية إلا ويعتبر أن تشكيل الحكومة لا يزال في المجهول، وأن مقترحات برّي قد لا توصل الى شيء إلا إذا استطاع أن يقنع حليفيه "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بحكومة تكنوقراط تتفرّغ لمعالجة المشكلات المتفاقمة للناس، فيما تعاود هيئة الحوار الوطني اجتماعاتها، حتى ولو وُجدت أصوات تقول إن الظروف تغيّرت كثيراً، فالصراع على الكراسي قد يحمل المشاركين على الاشتباك بالكراسي...

 

لكن مصادر القصر الجمهوري تؤكّد أن الحوار ضروري في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى لأن المواجهة السياسية في ذروتها، منها أن الحريري ما زال يرفع شعار إسقاط السلاح، ففي حفل رفع الستار عن تمثال والده الراحل الرئيس رفيق الحريري جانب السراي، خاطب الأخيرَ بالقول: في غيابك شهروا السلاح على بيروت، ونصبوا المضارب المسلّحة في قلبها. لكن لا بأس، بيروت تعوّدت على الصبر، ونحن على خطاك، تحمّلنا الظلم تلوَ الظلم، ورفعنا عن بيروت خط الانزلاق الى خطوط التماس من جديد".

مكان التمثال أثار انتقادات هامسة، باعتبار أن وجوده هناك سيمثّل هاجساً لكلّ من يشغل منصب رئيس الحكومة الذي إذا ما فتح نافذة مكتبه فستواجهه صورة الحريري الأب، بما تعنيه وبما يعنيه هو، واضعاً يده في جيبه، وبعبارة أخرى، فليس الابن فقط هو الذي سيلاحق من تمّ تنصيبه مكانه، وفي ظروف معروفة، الأب أيضاً. وهذا له معناه في الحياة السياسية اللبنانية...

الكوندومينيوم

أصحاب الرؤوس الباردة، وما أقلّهم في هذه الأيام، يرون أن من الأفضل بقاء الأزمة هكذا (أي من دون حكومة) على أن تنشب الأزمة بعد التشكيل، ليقولوا أن السبيل الوحيد لعودة التوازن الى الخريطة السياسية اللبنانية لا يتمثل فقط بعودة معادلة الـ"س – س" التي لم يبقَ لها أثر وإنما بالبحث مجدداً عن الكوندومينيوم السعودي – السوري، فأصداء ما يحدث، وما يحدث غداً في المنطقة تهزّ العمق اللبناني بكلّ مكوّناته، ومقوّماته، ولا مجال البتّة لـ"الماكنة الداخلية" التي تتعطل عند كل مفترق مهما كان محدوداً...

ولكن أين الرياض وأين دمشق؟ كل عاصمة منشغلة والى أبعد مدى بهمومها، إذ لا يمكن لأحد أن يتكهّن بما ستكون عليه الأوضاع في ضوء الارتجاج الجيوبوليتيكي (وربما الاستراتيجي) الذي أنتجته التطورات في عدد من بلدان عربية، في حين تكشف إسرائيل عن "بنك أهداف" يوحي بأن حكومة بنيامين نتنياهو قد تقرع الطبول في أي لحظة...

ولأن مثل هذا الأمر يفتح سوق الاجتهاد، فإن أوساطاً سياسية تعتبر ان الإسرائيليين يرون أن الوقت الراهن، وحيث الفوضى في المنطقة تتخذ أشكالاً شتى، هو الوقت المثالي لضرب الترسانة العسكرية لـ"حزب الله" بعدما تمّ تأهيل قبل المؤسسة العسكرية، كما المؤسسة الاستخباراتية! وهذا الأمر يؤخذ على محمل الجد لدى المراجع العليا في الدولة (إذا كانت لا تزال هناك دولة فعلاً).

كل هذه الأجواء الملبّدة لا تمنع "باعة التفاؤل" من الترديد بأن التشكيل يقترب، وأن دمشق "تمنّت"، وقد يؤخذ بتمنيّاتها، إذا كان هناك من أحد يعرف كيف "تُعْرَبْ كلمة "وقد"..

في كل الأحوال، فإن قوى 14 آذار/مارس ومهما كان شكل التشكيلة لن تتخلى عن موقفها القائل انها حكومة اللون الواحد. هذا يعني انها لن تشارك في جلسات الحوار إذا ما دعا إليها رئيس الجمهورية بعد توقيعه على المراسيم..

أفكار برّي نقلت مكوكياً، وبسريّة تامة (وهذه هي تعليماته المتشدّدة)، على أمل أن تضع الحكومة على السكّة، فالأسبوع انتهى، والكثيرون يعتقدون انه اذا لم يظهر الدخان الأبيض خلال الأيام المقبلة، فإن قراراً ما في مكان ما قد اتخذ من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه. لا حكومة. ولكن مَن بوسعه القول ان الغبار الذي ينتشر في المنطقة يمكن أن ينجلي بين "سَنَةٍ" وضحاها؟.

لا أحد، وقبل أن تنقل أفكار برّي الى الرابية (مقرّ عون) كان الوزير السابق ماريو عون يلتفّ على هذا المسعى بالقول ان "التيار الوطني الحر" ما زال مصراً على مطلبه (12 وزيراً وحقيبة الداخلية)، مشيراً الى "أن المشكل في الأساس ليس موجوداً عندنا".

أضاف "ان الحكومة يمكن أن تتشكّل خلال ساعات إذا ما أخذ الرئيس ميقاتي بالاعتبار مطلب الجنرال عون"، نافياً وجود خلافات داخل الأكثرية الجديدة.

وأكد عون رفض التيار إعطاء الثلث الضامن لتحالف سليمان – ميقاتي – جنبلاط، ليشير الى "ان الخلاف لا يزال في المربَّع الأول، ولا بحث لا في الحقائب ولا في الأسماء"!.