المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم  الجمعة 18 حزيران/06/10

إنجيل القدّيس متّى 18/15-20

وإِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوك، فَٱذْهَبْ وعَاتِبْهُ بِيْنَكَ وبَيْنَهُ على ٱنْفِرَاد. فَإِنْ سَمِعَ لِكَ رَبِحْتَ أَخَاك. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ ٱثْنَيْن، لِكَي تَثْبُتَ كُلُّ كَلِمَةٍ بِشَهَادَةِ ٱثْنَيْنِ أَو ثَلاثَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَقُلْ لِلْكَنِيسَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْكَنِيسَةِ أَيْضًا، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالوَثَنِيِّ والعَشَّار. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاء. وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم».

 

شهود جدد أمام التحقيق في جريمة الحريري 

ديبلوماسي عربي: المحكمة الدولية تتفاعل بقوة كالنار تحت رماد "الملفات الوهمية"

بيروت - "السياسة": أكد مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت أن قضيتين بارزتين ستشغلان اللبنانيين هذا الصيف وتضيفان إلى حرارته الطبيعية سخونة سياسية وأمنية, يصعب التكهن بنتائجها النهائية. القضية الأولى تخص المحكمة الدولية التي من المتوقع أن يصدر عنها قرار اتهامي سيشكل محور الحركة السياسية في البلد, والقضية الثانية تتمثل في إطلاق هجوم مضاد من المتضررين من هذه المحكمة, يستهدف أطرافاً لبنانية بارزة.

وقال المصدر "إن اللبنانيين العاديين منشغلون هذه الأيام بالمونديال الكروي, وبملفات مختلفة هي بمثابة ملفات وهمية مثل, مناكفات إقرار الموازنة, مع ما تستدعيه من فتح ملفات مالية قديمة, وبتداعيات الانتخابات البلدية على تيارين سياسيين كبيرين في لبنان, هما "المستقبل" و"التيار العوني", وبمصير طاولة الحوار الوطني حول سلاح "حزب الله", مضافاً إليها بعض المناوشات تحت عنوان المطالب العمالية, إلا أن السياسيين اللبنانيين يعرفون أن بواطن الأمور ليست كظاهرها, وأن الصراع الحقيقي ليس في إثارة هذه المسألة أو تلك, وليست في معرفة ما إذا كانت الحرب الإقليمية الإسرائيلية-الإيرانية والسورية ستقع على الأرض اللبنانية هذا الصيف, إنما هي في مصير الوضع الداخلي اللبناني برمته".

وأضاف ان "قضية المحكمة هي المسألة الأساس التي تتفاعل بقوة كالنار تحت رماد "الملفات الوهمية", وتطغى المحكمة على كل اللقاءات والاجتماعات الداخلية لأطراف لبنانية حليفة لسورية وإيران, كما تطغى على القمم واللقاءات الإقليمية والدولية. والسؤال الذي يعمل عليه الجميع هو كيف سيكون القرار الاتهامي المرتقب صدوره في غضون أسابيع أو أشهر أو أكثر. ومن سيتهم"?

وأشار إلى أن فريقي رئيس الحكومة سعد الحريري وأطراف لبنانية أخرى يلتزمان الصمت المطبق عند مقاربة الموضوع إعلامياً, ولكن في الاجتماعات المغلقة بينهما يجري تفاوض غير مباشر بين الجهتين لمناقشة السيناريو الذي نشرته إحدى المجلات الأوروبية, باعتباره فرضية موجودة في عمل المحكمة الدولية, ويستند بشكل أساسي على عمل استخباراتي غربي, مستقل في الأساس عن عمل لجنة التحقيق الدولية, ولكن الأخيرة استفادت منه وتابعته. وتتركز المباحثات في اجتماعات بيروت بين أطراف عدة معنية بالموضوع, على تفنيد المعلومات الواردة في المجلة, في وقت كشفت مصادر قريبة من التحقيق عن التوصل إلى أسماء جديدة متورطة, أو على الأقل مشتبه بتورطها, ولم يسبق لأي وسيلة إعلامية أن نشرتها.

ووفقا للمصدر, فإن عدداً من الشهود الجدد قدموا إفادات وافية لمحققي مكتب المدعي العام الدولي, وأجابوا عن كل الأسئلة التي طرحت عليهم, ولكن تقييم مضمون الإجابات يبقى ملكا للمحققين, ولن يظهر إلا بظهور القرار الاتهامي عندما يصدره القاضي دانيال بلمار.

وأكد المصدر أن أحداً لا يعرف كيف ستتطور هذه المسألة, وهل يمكن للتسويات السياسية أن تمرر قراراً اتهامياً لا يتهم أحدا في الواقع, لأن الكلام عن تورط أفراد من دون معرفة الجهة السياسية التي أعطت الأمر بالاغتيال, يعقد المشكلة ولا يحلها, لأنه لا يكشف الحقيقة ولا يحقق العدالة, وكأنه تسليم وقبول بأسلوب الاغتيالات كوسيلة من وسائل العمل السياسي.

ويُخشى في المقابل من أن تقوم بعض الجهات اللبنانية وبدعم إقليمي بافتعال مشكلة سياسية أمنية قضائية كبيرة, للتغطية على قضية المحكمة وحرف الأنظار عنها, وصولاً إلى تعطيلها وإلغائها.

وختم المصدر الديبلوماسي العربي في بيروت بالقول "ثمة في الأفق اللبناني هجوم قضائي دولي آت, سيقابله هجوم قضائي محلي مضاد, وبين الهجومين سيصبح الهم الأول للمسؤولين اللبنانيين, ولرعاتهم الإقليميين والدوليين, الحفاظ على الاستقرار الهش, والتوازن السياسي الدقيق, بتسويات جديدة فتضيع القضايا الأساسية التي تهم فعلاً مصير لبنان, مثل العدالة وحصرية السلاح الشرعي".

 

لقاء ساركوزي لم يبدل مخاوف البطريرك صفير حيال هشاشة الأوضاع في المنطقة 

قواعد بحرية لـ "حزب الله" على الساحل اللبناني تضم زوارق إيرانية

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

لم تحسر زيارة البطريرك الماروني نصر الله صفير للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصره الرئاسي بباريس اول من امس, ظلال الشك والقلق في صور سيد بكركي اذ "ان كل ما سمعه من مضيفه في الاليزية لم يتجاوز التطمينات الفرنسية التقليدية بأن لا حل في المنطقة على حساب لبنان وبأن فرنسا تدعم سيادته واستقلاله وقراره الحر, من دون الحصول على أجوبة شافية حاسمة تضن بها مختلف الدول الغربية والعربية التي زارها البطريك ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال اشهر التأزم والاحتقان الخمسة الماضية الناجمة عن التهديدات المتبادلة بين اسرائيل وكل من حسن نصر الله والنظام السوري.

وقال احد المراجع الروحية يرافق صفير في زيارته ساركوزي ولقاءاته كبار المسؤولين الفرنسيين ان "مخاوف بكركي مازالت كما كانت عليه قبل هذه الرحلة اذ ان التلميحات التي سمعها من الرئيس الفرنسي وبعض هؤلاء المسؤولين عن هشاشة الاوضاع على الحدود اللبنانية والسورية مع اسرائيل وامكانية حدوث تطور سلبي ما بصورة مفاجئة قد يقذف بالمنطقة الى اتون الخراب والدمار, خصوصا - حسب برلماني فرنسي كبير - ان لمختلف الاطراف المتأزمة اوضاعها في الشرق الاوسط مصالح متضاربة في تفجير الاوضاع هربا من ازماتها الداخلية او الاقليمية او الدولية, مثل ايران التي يتوقع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية القيادية ان تهرب من العقوبات الدولية التي فرضت عليها في الايام القليلة الماضية باتجاه دفع "حزب الله" الى خوض "مغامرة انتحارية" هذه المرة عبر التحرش بالاسرائيليين عن طريق "اساطيل الحرية" الى غزة التي يشارك فيها مباشرة او بالواسطة, او عن طريق "الاستفاقة" الى الانتقام لمقتل زعيمه العسكري عماد مغنية بعد سنتين وخمسة اشهر, او سورية المتضعضعة ما بين 3 اتجاهات تتنازعها محاولات العودة الى الصف العربي المعتدل من دون ان تلقى تجاوبا حاسما لا من مصر ولا من المملكة العربية السعودية, ومحاولات السير في التيار التركي المستعرب فجأة على حساب علاقاتها مع ايران التي تنظر بعين الريبة الى التوسع الاردوغاني في المنطقة على حسابها هي ايضا, ثم محاولات اعادة العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا اللتين تشككان بنويا نظام دمشق استنادا الى تجاربهما السابقة المريرة معه".

ونقلت اوساط اللوبي اللبناني في واشنطن الذي قام قادته في مطلع هذا الاسبوع بجولة واسعة على المسؤولين الاميركيين والامانة العامة للامم المتحدة في نيويورك "ان مستشارية الامن القومي الاميركي تمتلك معلومات خطيرة عن وجود قواعد بحرية سرية تابعة لحزب الله على امتداد الساحل اللبناني من بيروت الى جنوب صيدا, تم الحصول عليها من مصادر مختلفة في بيروت وتل ابيب بعد تهديد حسن نصر الله الشهر الماضي بضرب البحرية الاسرائيلية اذا دخلت المياه الاقليمية اللبنانية".

وقال مسؤول في المستشارية ان "هذه المعلومات تتحدث عن وجود ما بين خمسة او ستة ثغور بحرية ممتدة على نحو 100 كلم من بيروت الى الجنوب, يستخدمها "حزب الله" لاخفاء زوارق حربية ايرانية تسلم قطعها على دفعات عدة خلال العامين الماضيين واعاد جمعها وتجهيزها للانطلاق متى دعت الحاجة وبعضها مزود بصواريخ بحر - بحر اضافة الى صواريخ "سيلكورم" الكورية الشمالية التي كان الحزب استخدم احدها لتدمير الزورق الحربي الاسرائيلي قبالة شاطئ بيروت خلال حرب 2006".

واكدت المعلومات ان لدى "حزب الله" عددا اخر من الزوارق الحربية الايرانية المزودة بالصواريخ راسية في احد احواض ميناء طرطوس السوري تقدر بما بين ثمانية واثني عشر زورقا يشرف عليها عناصر من الحزب بقيادة ثلاثة من الحرس الثوري الايراني".

وحذرت المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات الاسرائيلية ايضا من "ان تكون الزوارق الحربية التابعة للحرس الثوري الايراني التي هدد مرشد الثورة علي خامنئي بارسالها لحماية "باخرتي الحرية" الايرانيتين الى غزة ليست سوى زوارق "حزب الله" المخفية على الشاطئ اللبناني, مما قد يؤدي ضربها الى اشعال الحرب الجديدة بين اسرائيل ولبنان".

 

صفير: صيغة لا غالب ولا مغلوب لا ترضي جميع الدول المجاورة للبنان

الخميس 17 حزيران 2010

رأى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير أن "الأوضاع الداخلية في لبنان تحتاج إلى الإستقرار، والمسؤولون الفرنسيون يراقبون لبنان عن كثب ويعرفون النزاعات القائمة مع بعض الطوائف، سواء الشيعية أو السنية أو المارونية، وفي لبنان 18 طائفة، وليس من تضامن دائم بينها، وهم يحاولون إحلال السلام بين هذه الطوائف وفي المنطقة على وجه الإجمال"، داعيًا اللبنانيين إلى "التفكير بمصالح لبنان الوطنية وليس مصالحهم الشخصية". وقال: "هناك من يخطب ود هذه الدولة او تلك باعتبار انها ستوصلهم الى مآربهم، وهذا خطأ".

صفير، وفي حديث إلى محطة "أخبار المستقبل"، أوضح أن "زيارته إلى باريس غايتها تمتين العلاقة بين لبنان وفرنسا، معتبراً أنّ العلاقة بين البلدين يجب أن تعود إلى ما كانت عليه منذ زمن"، مؤكدًا أن "الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والدولة الفرنسية يناصران لبنان ويؤيدانه، وهما يفعلان ما بوسعهما لكي يبقى لبنان بلداً حراً مستقلاً، وهذا لا يعني أن فرنسا ستقطع علاقاتها مع الدول الأخرى".

وردّاً على سؤال، عبّر البطريرك صفير عن إعتقاده بأنّ "ساركوزي لن  يقوم بمبادرة لإحياء العلاقات اللبنانية السورية"، معتبراً أنّ "المبادرة هي أن يكون هناك علاقات جيدة بين لبنان وسوريا". وقال: "لبنان بلد صغير وكغيره من البلدان، هناك بعض التحفظات وإنشاء الله أن تُزال هذه التحفظات ويعود الأمر إلى وضعه الطبيعي، ويكون هناك بلدان مستقلان يتضامنان في سبيل خير كل منهما، ونحن نأمل خيراً مع سوريا دائماً".

وعمّا إذا كان سيزور دمشق قريباً، أجاب صفير: "في الظرف الحاضر، ما من دافع لزيارة دمشق، فقد زرناها في السابق أكثر من مرة، أما اليوم فما من دافع للقيام بهذه الزيارة، وليس من شروط حقيقية واضحة  للقيام بها، ولا أعتقد أنّ القيام بها ستساعد على توطيد العلاقات بين لبنان وسوريا"، موضحًا في مجال آخر أنّ تزامن زيارته إلى فرنسا مع زيارة رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع إليها كان "من باب الصدفة".

على الصعيد اللبناني الداخلي، تمنى صفير أن "يحصل خير في الحوار الوطني وأن يكون هناك توافق بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وفئات الشعب اللبناني"، مضيفاً: "لكنّ فئات الشعب هي التي قد لا تنسجم فيما بينها، ونأمل أن يكون هناك تعاضد في سبيل خير لبنان ككل". وشدّد في معرض حديثه عن سلاح "حزب الله" على أن "أبناء الوطن يجب أن يكونوا سواسية أمام القانون وأنّ السلاح يجب أن يكون في يد القوى الشرعية، والقوى غير الشرعية يجب أن يكون وضعها كباقي المواطنين وهذا لا يحصل في لبنان، لكن هذا شأن يخصّ اللبنانيين أكثر مما يخص سواهم".

وعن الإنقسام بين المسيحيين، رأى صفير أنّه "في السياسة هناك أهداف، والانقسام نجده في جميع الطوائف، فالسنة هناك من بينهم من هم مع المجرى السياسي القائم والشيعة كذلك، لكنّ الفرق أن الذين لا يرضون عن السياسة القائمة بين الشيعة والسنة ساكتون، ولا يواجهون بطريقة علنية، لكن بين المسيحيين هناك من يواجه".

على صعيدٍ آخر، رأى صفير انّه "إذا كان هناك من توتر في المنطقة، فالمسؤول عنه هم أبناء المنطقة وليس الفرنسيين وغيرهم، لذلك نجد أن هناك صعوبات في سوريا وإيران وفلسطين وغيرهم، ولذلك على أهل البلد إيجاد دواء لهذا التوتر، لكن لا نعرف ما تخبئه السياسة". وأضاف: "لا يمكننا أن نتنبأ بما ستقوم به إسرائيل، وإذا وجَدَتْ أنّ الوضع يقضي بأن تهاجم فستهاجم، ولكن هاجمت من قبل ولم تنجح في هذا الهجوم، وأعتقد أنّ ذلك سيدفعها إلى التفكير أكثر من مرة قبل أن تقوم بهجوم جديد".

وتعليقًا على موقف لبنان في مجلس الأمن حيال العقوبات على إيران، قال صفير: "كل يريد لبنان ان يكون إلى جانبه، ولكن لبنان لا يستطيع أن يكون مع هذه الدولة ضد اخرى، فموقف لبنان هو مع التوازن وفي هذه الحال من الصعب ان يرضي التوازن جميع الناس". مشيرًا إلى أن صيغة لا غالب ولا مغلوب لا ترضي جميع الدول المجاورة للبنان والتي يوجد من بينها من يريد أن يكون لبنان إلى جانبهم فقط وهذا مستحيل ان يقف لبنان إلى جانب دولة واحدة".

 

هيئة الحوار الوطني حددت 19 آب موعدا لجلستها المقبلة

الرئيس سليمان استهل لقاء اليوم بعرض المستجدات داخليا واقليميا ودوليا

البيان الرسمي:الهيئة تابعت مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وفق تصورات الاقطاب

وطنية - 17/6/2010 - حددت هيئة الحوار الوطني تاريخ 19 آب المقبل موعدا لجلستها المقبلة.

فقد التأمت الهيئة في جلستها العاشرة في الساعة الحادية عشرة والدقيقة العاشرة من قبل ظهر اليوم، في قاعة الاستقلال في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وحضور اقطاب الحوار الذين غاب منهم بداعي السفر الرئيس فؤاد السنيورة، الوزير محمد الصفدي والدكتور سمير جعجع. واستكملت مناقشة الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان وفق التصورات التي يقدمها اقطاب الحوار.

واستهل الرئيس سليمان الجلسة بكلمة تناولت المستجدات الداخلية والاقليمية والدولية منذ آخر جلسة للهيئة في الخامس عشر من نيسان الماضي.

البيان

وصدر بعد انتهاء الجلسة البيان الاتي:

"استأنفت هيئة الحوار الوطني أعمالها في مقر رئاسة الجمهورية في بعبدا بتاريخ 17/6/2010 برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبمشاركة جميع افرقاء الحوار الذين غاب عنهم دولة الرئيس فؤاد السنيورة، ومعالي الوزير محمد الصفدي والدكتور سمير جعجع بداعي السفر. وتابعت الهيئة مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وحددت الجلسة المقبلة بتاريخ 19 آب المقبل".

الوصول

وكان اقطاب الحوار وصلوا تباعا: النائب وليد جنبلاط، النائب سليمان فرنجية، الدكتور فايز الحاج شاهين، النائب اسعد حردان الذي سئل عن الحقوق المدنية للفلسطينيين فقال " من المفترض ان تطرح قضية الحقوق المدنية للفلسطينيين"، النائب محمد رعد الذي سئل عما اذا كان سيقدم تصور حزب الله فقال "سنرى اليوم"، الوزير جان اوغاسبيان، النائب طلال ارسلان، الرئيس نجيب ميقاتي، النائب اغوب بقرادونيان، الرئيس امين الجميل الذي سئل عن مواقف النائب جنبلاط حول اليمين الغبي فقال:" سنذهب الى كوريا الشمالية، ونترحم على حائط برلين"، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزير ميشال فرعون، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سئل عن الذي سيطرحه خلاله الجلسة فقال: "سنرى كوارث الطيران اليوم. وعن موضوع الحقوق المدنية للفلسطينيين قال الرئيس بري :" هذا الامر في جلسة مجلس النواب التشريعية في 13 تموز"، النائب ميشال عون، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر ، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

 

صفير: العلاقات مع سوريا ليست ثابتة دائماً و"حزب الله" لديه وجهات نظره الخاصة عن لبنان   

١٧ حزيران ٢٠١٠ /وكالات

  اعتبر البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير أن "من مصلحة لبنان أن تجمعه علاقة جيدة مع كل جيرانه لا سيما سوريا، لأنها تقع على حدوده"، مشيراً الى أن "هذه العلاقات ليست ثابتة دائماً وهي تشهد تقلبات". ولفت صفير في حوار له في مجلس النواب الفرنسي كذلك إلى أن "هناك صعوبات مع إيران التي تدعم "حزب الله" في لبنان".

واعتبر البطريرك صفير أن "حزب الله" لديه وجهات نظره الخاصة عن لبنان"، مشيراً الى أن "لدى الحزب جيشه الخاص ويتلقى المساعدات من جيرانه الذين يزودونه بالأسلحة". وأكد صفير أنه يحاول التدخل لجمع كل اللبنانيين، لافتاً الى أن "بعض الطوائف تحرص على علاقاتها مع بلدان أخرى أكثر من علاقتها مع أبناء الوطن".

 

القوات اللبنانية" تصف لحود وسعد و"القومي" بـ"الجثث السياسية" و"المومياوات المُحنطة"

بيروت - "السياسة" والوكالات:

أشارت "القوات اللبنانية" في بيان صادر عن دائرتها الإعلامية, أمس, إلى أنها "آلت على نفسها عدم الإنجرار الى سجالاتٍ سياسية مع بعض الجثث السياسية والمومياءات المُحنطة على غرار (الرئيس السابق) اميل لحود ومن لف لفه, أما وأن تبلغ وقاحة لحود وفجوره هذا الحد, فهو أمرٌ لم يعد يعني "القوات اللبنانية" وحدها, وإنما تعداها ليشمل شريحةً واسعة من الرأي العام التي استفزها صاحب سجل الخيانة والعمالة الكاملة بحسب معايشة معظم اللبنانيين له ولعهده المشؤوم". وأعادت التذكير "انطلاقاً من ذلك, وقبل تفنيد جرائم إميل لحود, بالطريقة التي فُرض بها هذا الأخير رئيساً من قبل سورية رغماً عن إرادة اللبنانيين, فإن المجرم يا اميل لحود هو من اضطهد وقمع آلاف الشابات والشبان السياديين على مدى عقود عمالته للنظام الأمني". وشددت على أن إميل لحود "هو الذي أرسل رعاعه لضرب واعتقال شابات وشبان التيار السيادي في 7 أغسطس 2001, وأن المجرم الحقيقي هو قاتل رمزي عيراني, وفوزي الراسي حيث هناك دعوى قضائية مرفوعة من أهل الشهيد الراسي بحق لحود وزمرته المأجورة, وقاتل رئيس الوزراء الحقيقي هو من نُفذت على عهده وتحت أنظاره جريمة اغتيال الرئيس الحريري وتم العبث بمسرحها, وهو الذي نبذته عائلة الحريري واللبنانيين".

ولفتت "القوات" إلى أن "قاتل رئيس الوزراء الحقيقي هو من حاول عرقلة قيام المحكمة الدولية, وان المجرم الحقيقي يا لحود, هو من اعتدى على الحريات العامة والخاصة وحرية الإعلام, فأقفل محطة "ام. تي. في." في سبتمبر 2002, وأطلق الصواريخ على تلفزيون "المستقبل" بتاريخ 15 يونيو 2003, ولاحق الصحافيين والصحافيات وعلى رأسهم الشهيد سمير قصير". واعتبر البيان, شديد اللهجة, أن "الحزب السوري القومي هو آخر من يحق له التطاول على "القوات اللبنانية", وهو المعروف عنه إجرامه وتعامله مع الغرباء وسعيه الدؤوب للإنقضاض على نهائية الكيان اللبناني". أما بالنسبة للنائب السابق أسامة سعد, فذكر البيان "لا ندري من أين جاء باستنتاجاته القيمة من أن "القوات" تنفذ مخططات أميركا, ولا شك في أن سعد يردد ما يتم تلقينه له من خلف الحدود دون عناء البحث عن حقيقةٍ من هنا أو احترامٍ لمصداقية من هناك".

 

نواب أميركيون يلوحون لتركيا بالاعتراف بالإبادة الأرمنية

واشنطن - يو بي آي, أ ش أ: حذر أعضاء في مجلس النواب الأميركي, من الداعمين لإسرائيل, تركيا من احتمال أن يصوتوا على الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن بعد تقربها من إيران وسعيها لفك الحصار عن قطاع غزة, فيما علقت واشنطن اجتماعا لبحث التعاون مع أنقرة في مكافحة الإرهاب. ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن النائب الجمهوري مايك بنس, ممثل ولاية إنديانا, قوله في مؤتمر صحافي, مساء أول من أمس, "سيكون ثمة ثمن لبقاء تركيا في توجهها الحالي المتنامي إلى القرب من إيران وخصومة دولة إسرائيل", مضيفاً "يجب أن يفهموا أنه سيكون ثمة ثمن في ما يتعلق بالقرار حول الأرمن". من جهته, قال النائب الجمهوري عن نيويورك بيتر كينغ إنه يدرس معارضته السابقة في ما يتعلق بالتصويت ضد قرار تبني مجلس النواب قرار الاعتراف بالإبادة الأرمنية على يد السلطنة العثمانية. واشار إلى أنه وعدد من النواب الأميركيين يؤمنون بوقوع الإبادة الأرمنية, غير أنهم ترددوا في دعم القرار بسبب العلاقة الستراتيجية بين الولايات المتحدة وتركيا, مضيفاً "أظن أن ذلك سيتغير". بدوره, وصف النائب الديمقراطي عن نيويورك أليوت أنجل التصرفات التركية ب¯"الشائنة", لأنها دولة عضو في "حلف شمال الأطلسي", فيما قالت النائب الديمقراطية عن نيفادا شيلي بيركلي إنها ستعارض بشدة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي, مؤكدة أن (الأتراك), "لا يستحقون ذلك الاعتراف ولا يستحقون أن يكونوا جزءاً من الاتحاد الأوروبي, قبل أن يبدأوا بالتصرف أكثر كالدول الأوروبية, وأقل تماثلاً من (تصرفات) إيران".

وتدهورت العلاقات التركية- الإسرائيلية بشكل حاد بعد الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية", الذي كان يحمل مساعدات لقطاع غزة المحاصر, ما أدى إلى مقتل 9 ناشطين أتراك, كما عارضت تركيا فرض عقوبات على إيران في مجلس الأمن بسبب تمسكها ببرنامجها النووي.

وصوتت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي في مارس الماضي, بفارق صوت واحد على تبني القرار, ولكن لم تتم مناقشته حتى الآن في مجلس النواب بكامله, كما كانت تركيا قد استدعت سفيرها من واشنطن احتجاجاً على القرار. في غضون ذلك, ذكرت مصادر ديبلوماسية تركية, أن واشنطن قررت تعليق اجتماع لبحث التعاون مع تركيا في مجال مكافحة الإرهاب, كان سيعقد, أمس, على مستوى رفيع بين منسق شؤون مكافحة الإرهاب, الأميركي دانيال بنيامين, ومدير إدارة الشؤون الأمنية في وزارة الخارجية التركية إيدن سيزغين. وأكدت المصادر أن واشنطن أرجعت عدم حضور بنيامين إلى إسطنبول للقاء المسؤول التركي, إلى ازدحام جدوله, على أن يتم تحديد موعد آخر للاجتماع في وقت لاحق.

 

جعجع: من المُلح التوصل لوضع قرار الدفاع عن لبنان في يد الحكومة حماية للبنان ارضاً وشعباً ومؤسسات   

١٧ حزيران ٢٠١٠/وكالات

في اطار جولته الخارجية، وصل رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الى محطته الثالثة "اسبانيا" تلبية لدعوة رسمية من الحكومة الاسبانية حيث استهل لقاءاته بالاجتماع الى السفراء والديبلوماسيين العرب في "البيت العربي" في مدريد. وقد حضر اللقاء الى جانب ممثل جامعة الدول العربية في مدريد السفير حسين بو زيد، وسفير لبنان شكري عبود، سفراء وديبلوماسيي كل من المملكة العربية السعودية، تونس، الاردن، قطر، المغرب، سلطنة عمان، الجزائر، السودان وفلسطين. وأطلع جعجع الحاضرين ان "الوضع المستقر نسبياً في لبنان يخفي شوائب عديدة من ابرزها تقاسم السلطة في لبنان بين الدولة وحزب الله. فمن الناحية المبدئية الدولة تعني ارض وشعب وسلطة. فاذا تعددت السلطات ادت الى خطر انقسام في الشعب والارض وانهيار للدولة. واذا ما اضفنا لذلك وجود قرار استعمال سلاح حزب الله خارج الحدود، يتضح لنا مدى دقة الوضع في الوقت الحاضر". واضاف " وبالمناسبة نحن لا نقبل معادلة "اما ان تكون مع سلاح الحزب او تكون مع اسرائيل". فنحن دون مواربة ضد اي سلاح خارج الشرعية اللبنانية وبالطبع نحن ضد اسرائيل".

وذكّر جعجع الحاضرين ان "طاولة الحوار معقودة في نفس الوقت في بيروت وانه اصبح من المُلح التوصل لوضع قرار الدفاع عن لبنان في يد الحكومة حماية للبنان ارضاً وشعباً ومؤسسات".

وحول الموضوع الفلسطيني، اكّد جعجع على "ضرورة وقف المزايدات والمتاجرة بالقضية الفلسطينية المحقة وبدماء الشعب الفلسطيني ومعاناته وأنه على جميع المهتمين بهذا الشأن أن يتذكروا بأن الفلسطينيين هم المعنيون الأساسيون بهذا الموضوع، وان يساندوهم بصدق لا ان يحلوا مكانهم".

وشرح جعجع رؤيته للواقع العربي والاقليمي بهذا الشأن، حيث هنالك ما يُعرف بـ "محور الممانعة" المتمثل بإيران وسوريا وهنالك خط الاعتدال وفيه المملكة العربية السعودية ومصر، مؤكداً ان "ما يُعرف بمحور الممانعة ساهم عبر السنين بوضع المجتمع الدولي الى جانب اسرائيل، مُسدياً بذلك اكبر خدمة للدولة العبرية. فأي مقاربة لا تأخذ بعين الاعتبار اجتذاب المجتمع الدولي وتحديداً اوروبا وروسيا والولايات المتحدة الاميركية لصالح القضايا العربية المحقة، محكومة بالفشل".

واعطى مثالاً على ذلك "تسليح الاميركيين للجيش العراقي في الخمسينات والموقف الاميركي من حرب السويس في الفترة ذاتها، رغم معارضة اسرائيل الشديدة لذلك. فللعرب ثقل اقتصادي واستراتيجي بامكانهم توظيفه تجاه الدول الكبرى لصالح قضاياهم المحقة".

وشدد في هذا المعرض على "ضرورة الحفاظ على المبادرة العربية للسلام باعتبار ان سحبها يكون بمثابة هدية مجانية للحكومة الاسرائيلية".

واجاب بعدها جعجع على اسئلة الديبلوماسيين العرب الحاضرين حول زيارته لكل من مصر وفرنسا كما عن الوضع الاقتصادي في لبنان وسبل تعزيزه.

ورداً على سؤال القائم بالاعمال الفلسطيني في اسبانيا، اكّد جعجع "ان القوات اللبنانية مع كل ما من شأنه تسهيل حياة الفلسطينيين في لبنان شرط ان يبقى التوطين خطاً أحمراً". وصارح الحضور بأن ما حصل في الجلسة الاخيرة للمجلس النيابي اللبناني "يعود لتعقيدات زواريب السياسة الداخلية اللبنانية وليس لرفض احد اعطاء الاخوة الفلسطينيين التسهيلات اللازمة في حياتهم اليومية"، ملتزماً السعي للحصول على اوسع اجماع وطني حول مقاربة القوات اللبنانية لهذا الملف.

ورداً على سؤال السفير اللبناني في مدريد شكري عبود، كشف جعجع ان الرسالة الاساسية التي ينوي ايصالها لوزير الخارجية الاسباني ميغل انخيل موراتينوس والمسؤولين الاسبان الذين سوف يلتقيهم هي "كيفية المساعدة في حماية لبنان وشعبه من اية تداعيات اقليمية محتملة للواقع الحالي". 

 

 معاريف": الجيش الاسرائيلي و "اليونيفيل" يرسمان حدود القطاع الشرقي

المركزية - كشفت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان قوات من الجيش الاسرائيلي والأمم المتحدة، بدأت سرا يوم أمس بترسيم القطاع الشرقي على السياج الحدودي بين "إسرائيل" ولبنان، في إطار الأعمال التي تجرى في منطقة مستوطنة "يفتاح" حيث وضعت القوات الاسرائيلية براميل زرقاء تحدد الخط الأزرق الحساس الذي يسبب أحيانا حدوث توتر أمني وخلافات بين "إسرائيل" ولبنان. وكان رسم الخط الأزرق مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في أيار من العام 2000 مما كان يسمى سابقا بـ "الحزام الأمني"، وقام خبراء من الأمم المتحدة بتحديد الخط الحدودي المستحدث وفقا لقرار مجلس الأمن الرقم 425. وبعد وقت قصير على الانسحاب تم وضع علامات على الحدود بواسطة براميل زرق واستمر ذلك إلى اليوم، حيث تقوم قوات الاحتلال الاسرائيلي بين الحين والآخر بتعليم مقطع آخر.وقالت مصادر في الجيش الاسرائيلي لصحيفة "معاريف" أن "تحديد القطاع الغربي انتهى وهذا الصباح بدأت أعمال ترسيم القطاع الشرقي بهدف الترسيم في شكل فيزيائي وتبيان الخط الحدودي". وهو ما أكده الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ايضا.وتوقعت الصحيفة أن "يتفاقم التوتر بسبب ترسيم الحدود كلما تقدمت قوات الاحتلال نحو الشرق في اتجاه قرية الغجر المقسّمة ومزارع شبعا".

 

"الوطن الكويتية": تركيا أقرب الى الغرب منه الى المحور السوري – الإيــراني

المركزية- في وقت تلقت تركيا تحذيرات من أعضاء جمهوريين وديموقراطيين في الكونغرس من مغبة الاستمرار في سياسة العداء مع إسرائيل، أكدت مصادر اوروبية لصحيفة "الوطن" الكويتية "ان تركيا اقرب في توجهاتها واهدافها الأساسية الى الدول العربية المعتدلة والغرب منها الى المحور السوري - الإيراني بقطع النظر عن المواقف والتصريحات النارية واللهجة الهجومية لزعمائها في التعامل مع إسرائيل بعد هجومها على "اسطول الحرية"، ذلك ان القيادة التركية مقتنعة بأن ضمان المصالح التركية الحيوية يستلزم تعزيز استقرار المنطقة والاحتفاظ بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة والغرب والبلدان العربية المعتدلة".

وشددت المصادر على ان تركيا تدعم حل النزاع العربي - الإسرائيلي سلميا وتؤيد مبادرة السلام العربية وترفض الانقسام الفلسطيني وتعارض امتلاك إيران السلاح النووي مشيرة الى "ان تركيا تعطي الأولوية لاعتماد الدبلوماسية الاستباقية اي العمل على تطويق الأزمات والخلافات في عدد من الساحات الإقليمية ومنع توسعها وامتدادها ونشوب المواجهات المسلحة كونها تريد الاستثمار في السلام وليس في الحروب والمواجهات كما تفعل دول اخرى في المنطقة".

وتقول المصادر نفسها، ان حكومة اردوغان تسعى الى تحقيق خمسة اهداف اساسية خلال السنوات المقبلة وهي "الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في شكل كامل لتصبح دولة ذات نفوذ مؤثر فيه وتحقيق اندماجها الكامل في منطقة الشرق الاوسط من خلال تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي والأمني مع دولها ومواصلة دورها النشط لتسوية مشاكل المنطقة ونزاعاتها من طريق الحوار وبالوسائل الدبلوماسية و لعب دور محوري في آسيا الوسطى والساحة الدولية عموما وليس في الشرق الاوسط بحيث تصبح من بين الدول العشر الأكثر نموا وتطورا وقوة اقتصادية وسياسية في المرحلة المقبلة". واشارت "الى ان زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب اردوغان يملك طموحات كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومن هذا المنطلق فهو لا يريد قلب الأوضاع في الشرق الأوسط، بل تسوية مشاكله عبر لعب دور دبلوماسي محوري وتصدير أفكار تركيا السلمية الى الأطراف المتنازعين".

 

"الخليج" الإماراتية: جولة للاسد على اسـبانيا وأميركا اللاتينية

المركزية- ذكرت صحيفة "الخليج"الاماراتية نقلا عن مصادر مطلعة في وزارة الخارجية السورية ، ان الرئيس بشار الأسد سيقوم بجولة خارجية قريبا تشمل إسبانيا والبرازيل وفنزويلا والأرجنتين وكوبا، موضحة ان محادثاته في هذه الدول تتناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إلى جانب التطورات في الشرق الأوسط، وخصوصا ما يتعلق بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والملف النووي الإيراني.

 

"الوطن" السورية: السنيورة وجعجع يستهدفان المقاومة وغيابهما يحول دون النقاشات الحامية

المركزية- مع انطلاق الجولة العاشرة لهيئة الحوار الوطني، اعتبرت صحيفة"الوطن" السورية ان الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يتقاطعان في موقفهما عند مطالبة الدولة "بأن تحزم أمرها وتتولى أمر السلاح وقرار السلم والحرب"، وهو موقف أرادا من خلاله استهداف سلاح المقاومة بما يعتبر رأس جسر مع الضغوط الدولية لنزع هذا السلاح، علماً أن قائد القوات أثار هذا الموقف في القاهرة التي زارها يومي الإثنين والثلاثاء فزعم أن "الدفاع عن لبنان إذا انحصر في أي مواجهة محتملة مع إسرائيل بحزب الله، فستخرج إسرائيل من المواجهة منتصرة"، وعاد إلى إثارته في باريس بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، بدعوته إلى "وضع قرار الدفاع عن لبنان في يد الحكومة اللبنانية". ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي كبير "إن غياب كل من السنيورة وجعجع عن جلسة هيئة الحوار الوطني، قد يغيّب أو يحجب أي نقاشات حامية سبق أن شهدتها الجلسات السابقة على خلفية المداخلات التي كان يتقدم بها الرجلان، كمثل تلك التي قدمها السنيورة في الجلسة ما قبل الأخيرة حين رفض أن يتضمن البيان النهائي الصادر عن الجلسة أي إشارة إلى ثلاثية الجيش والمقاومة والشعب، وهي الثلاثية التي باتت مرادفاً لنجاح لبنان في الدفاع عن استقلاله وسيادته وأرضه ضد أي اعتداءات إسرائيلية، والتي رسختها حكومة الإنماء والتطوير، برئاسة سعد الحريري، في بيانها الوزاري الذي على أساسه نالت الثقة النيابية".

 

تقارير صحافية: اسرائيل لا تستبعد "مخربين" في السفن اللبنانية المبحرة الى غــــزة

المركزية - أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "الجهات الأمنية الاسرائيلية المختصة "تتهيأ لاحتمال تواجد مخربين انتحاريين أيضا على ظهر السفن التي تعتزم التوجه من لبنان الى غزة نهاية الاسبوع الجاري" موضحة ان المعلومات الاستخبارية التي تملكها اسرائيل تشير الى وقوف حزب الله وراء تنظيم رحلة السفن اللبنانية".

وأضافت الصحيفة الاسرائيلية ان وزير الدفاع إيهود باراك ترأس أمس جلسة طويلة قدمت خلالها الجهات الامنية المختصة تقارير عن الاستعدادات الجارية في اسرائيل على قدم وساق للتصدي لرحلة السفن اللبنانية المرتقبة والسفن الإيرانية التي ستليها.

وقالت "يديعوت" ان البحث في هذه الجلسة قد جرى على أساس القرار الذي لا يقبل التأويل والقاضي بمنع وصول السفن الى قطاع غزة، الى ان بعد عملية الاستيلاء الأخيرة على سفينة "مرمرة" تعرضت الهيئات الاستخبارية الاسرائيلية مثل الموساد والشاباك لانتقاد من جهات مختلفة أخذت عليها عدم قيامها بجمع المعلومات الاستخبارية اللازمة قبل تنفيذ العملية الامر الذي يفسر حضور عدد من كبار مسؤولي الأذرع الاستخبارية: الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي وقائد سلاح البحرية وضباط كبار من الأركان العامة ومندوبو وزارة الخارجية. في الجلسة الى جانب الوزيرين دان مريدور ويوسي بيلد.

ولفتت "يديعوت أحرونوت" ان المساعي الدولية من قبل اسرائيل تستمر في الوقت عينه لإقناع جميع الجهات المهتمة برحلة السفن اللبنانية -بما فيها الحكومة اللبنانية- بمنع لإبحارها نحو غزة. معاريف": بدورها افادت صحيفة"معاريف"اليوم ان "اسرائيل تحرص هذه المرة على توجيه رسائل تهديدية توضح فيها ان النشطاء الذين سيعتقلون لن يتم إبعادهم هذه المرة بعد 24 ساعة على حساب دافعي الضرائب في اسرائيل بل سيقدمون للمحاكمة وسيودعون السجن".

وكشفت في هذا السياق أن "اسرائيل" وجّهت رسائل تحذيرية شديدة اللهجة الى بيروت جاء فيها ان اسرائيل ستحمّل لبنان المسؤولية عن أي حادث قد يتطور خلال الرحلة البحرية المرتقب انطلاقها من الشواطئ اللبنانية نحو قطاع غزة. وان هذه الرسائل وجهت بالقنوات الدبلوماسية عبر الولايات المتحدة والأمم المتحدة وفرنسا".

 

"الوطن" السعودية: الانقسامات اللبنانية طائفية لا سياسية

المركزية_ تحت عنوان: "لبنان والانقسام العمودي" كتبت صحيفة"الوطن"السعودية اليوم: "تفرقت التحالفات السياسية واصطف اللبنانيون وراء عواطفهم الدينية والمذهبية، حتى بات المشاهد من بعيد يستذكر مقدمات الحرب الأهلية قبل 35 سنة" قائلة: اختلف نواب الشعب في البرلمان على الحقوق المدنية للإنسان الفلسطيني، من عارضها برر نفسه بمعارضته التوطين، ومن أيدها بررها بالمساواة وشرعة حقوق الإنسان. لكن الفريقين انطلقا من منطلقات متناقضة في الأساس حول الوجود الفلسطيني في لبنان.

وأضافت: لم تنفع التحالفات والاصطفافات بين 14 آذار و8 آذار في الحفاظ على حلفاء الأمس. فها هم نواب حزب القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية يتعارضون مع حليفهم الرئيسي تيار المستقبل، حتى النواب المسيحيون في تيار المستقبل وقفوا مع القوات والكتائب في رفض مشاريع القوانين المعجلة للنائب وليد جنبلاط في شأن الحقوق المدنية للفلسطينيين. ولم يكن الأمر أفضل في تجمع 8 آذار. حزب الله وحركة أمل وقفا إلى جانب المشاريع إضافة إلى تيار المستقبل، فيما عارضها نواب التيار الوطني الحر الحليف اللدود لحزب الله، لا بل إن أحد النواب المسلمين في التيار وقف إلى جانب المشاريع، ليتأكد أن الانقسام اللبناني - اللبناني ليس سياسيا بل طائفي، رغم كل المساحيق وعمليات التجميل التي أريد لها أن تحيد هذا البلد عن الصراع الطائفي". وختمت: هناك خوف من البعض من توطين الفلسطينيين في لبنان إذا ما منحوا امتيازات، هي في الأساس، حقوق لا يختلف عليها عاقلان، وطالما بقي هذا الخوف هاجسا لدى هذا البعض فإن الخطر سيبقى محدقا, والثقة ستبقى مفقودة بين أطياف الشعب اللبناني وطائفه.

 

"المركزية" تنشر كلمته في هيئة الحوار مكاري: هـل هنـاك ما يمنـع الجيش من امتلاك القدرة على ردع إســرائيل

المركزية- علمت "المركزية" من مصادر قريبة من نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ان الأخير اقترح خلال اجتماع هيئة الحوار الوطني اليوم الخميس "أن يطلب من الجيش اللبناني ان يقدم (...) رؤية واضحة وبرنامجا محدداً يتعلق بتمكين الجيش اللبناني من تكوين قوة ردعية صاروخية"، و"أن تتم أيضا وفي الوقت المناسب، برمجة زمنية لعملية وضع القدرة العسكرية والصاروخية لحزب الله في تصرف الجيش اللبناني"، داعياً "حزب الله" الى "أن يعلن ويُعلِم من يجب ان يعلم، بان سلاحه وقوته الردعية، حتى لو لم تكن بعد انتقلت الى عهدة الدولة االلبنانية، هي حصرا وفقط للدفاع عن لبنان في حال الاعتداء عليه، وغير مرتبطة بأي نزاعات او احلاف او محاور اخرى، بغض النظر عن موقف لبنان او موقف حزب الله من تلك النزاعات"، وحذر من "ان القوة الرادعة الموجودة الآن، تصبح مصدر خطر على لبنان اذا اعتبرت جزءا من النزاع الواسع بين ايران والغرب".

وحصلت "المركزية" على نص الكلمة التي ألقاها مكاري خلال الاجتماع، وقال فيها:

"قد يرى البعض في اجتماعاتنا المتقطعة تحت سقف قصر بعبدا مجرد تقطيع للوقت أو في أحسن الأحوال محاولة للحؤول دون انقطاع التواصل بين مختلف الأطراف، وقد لا يعتبرها هؤلاء أكثر من عملية تذكيرية أو قد لا يتوقعون لها أن تفضي الى أية نتيجة.

لقد يكون هؤلاء محقين في تشاؤمهم، ولكني أرى أنه، حتى لو كان شكّهم صحيحاً، فان اجتماعاتنا في هيئة الحوار تساهم على الأقل في منع اهتزاز الأمن الوطني بسبب الاختلافات، في شأن مسألة الاستراتيجية الدفاعية، وفي ابقاء هذه الاختلافات دائماً بعيدة عن أي تشنج او أي انزلاق الى مواجهة.

على هذا الأساس، نحن مقتنعون بأن مجرد اجتماع هيئة الحوار الوطني كل فترة هو أمر مفيد ومطلوب. طبعاً، يبقى الهدف هو التوصل الى حل للاختلاف في شأن الاستراتيجية الدفاعية، يكرّس ثلاثة مبادىء أستعيرها من النقاش الدائر حول الموازنة العامة:

* الأول هو شمولية المقاومة، بحيث لا تكون توجهاتها ملكاً لفريق من اللبنانيين، أو لحزب منهم، أياً كانت تضحياته، بل تتشارك في تحديدها كل مكونات الوطن، وبحيث يكون سلاحها عنصر موازنة مع العدو لا عامل اخلال بالتوازن الوطني.

* الثاني هو عدم ادخال الوطن في أَنفاق (بفتح الألف) من خارج "الموازنة السياسية" المتفق عليها بين كل اللبنانيين، ومن خارج مؤسسات الدولة، وعدم التسبب للبنان بدفع المزيد من الاثمان الباهظة نيابة عن هذا الطرف أو ذاك المحور.

* الثالث هو عدم اهدار أرواح اللبنانيين وممتلكاتهم واقتصادهم وانجازاتهم في أي مغامرات غير محسوبة.

لذلك، اذا كان متعذرا، على الأقل في المدى المنظور، الوصول الى اتفاق واضح وعملي وقابل للتنفيذ في شأن الاستراتيجية الدفاعية، فأنا أعتقد أن في الامكان التركيز على مسار يعزز حماية لبنان ويجعلنا في وضع افضل من الوضع الراهن، حتى ولو لم يصل كل منا الى تحقيق ما يعتبره حماية كاملة للبنان.

انا اعتقد ان هناك امكانية بالفعل للتقدم وللقيام بعدة خطوات من شأنها تعزيز حماية لبنان وأمنه الوطني، وخصوصا في هذه المرحلة التي تزداد فيها حدة النزاعات في المنطقة، وترتفع بالتالي درجة خطر أن يعود لبنان مسرحا لتلك النزاعات او سلاحا يستعمله الاطراف بعضهم ضد بعض.

وفي هذا الاطار، أعتقد أن هناك تحديداً ثلاث خطوات يمكن البحث فيها:

أولا- ان الدفاع عن بلد مثل لبنان، بحجمه وقدراته المحدودة، يقوم بالدرجة الاولى على أن تكون لديه القدرة على الردع او الايذاء في مواجهة أي عدو، وقوة الردع هذه هي التي تجعل العدو الاسرائيلي، في حالة لبنان، يفكر مرتين لا بل عشر مرات قبل ان يقوم بعدوان يكلّفه غالياً. وهذا الأمر تعكسه المواقف التصريحات الاسرائيلية التي تظهر القيمة الردعية للقوة وتحديدا للقوة الصاروخية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو الآتي: هل هناك أي سبب يمنع الجيش اللبناني من أن تكون لديه هو أيضاً القدرة على ردع العدو؟

اقترح أن يطلب من الجيش اللبناني ان يقدم الى هيئة الحوار او الى الجهات المسؤولة، اي وزارة الدفاع ومجلس الوزراء، رؤية واضحة وبرنامجا محدداً يتعلق بتمكين الجيش اللبناني من تكوين قوة ردعية صاروخية، وهناك وسائل ومصادر عديدة للحصول على ما يحتاج اليه الجيش من هذه المعدات والتدريب عليها، وهذا الأمر غير محظور على لبنان ولا يطاله اي حظر او اي قرارات دولية.

ثانياً- من الممكن أيضاً، استطرادا، أن تتم أيضا وفي الوقت المناسب، برمجة زمنية لعملية وضع القدرة العسكرية والصاروخية لحزب الله في تصرف الجيش اللبناني، بحيث نحتفظ بهذه القوة الرادعة، لا بل نعززها، وفي نهاية المطاف نصل الى سلطة واحدة على هذه القوة الرادعة وعلى القوى العسكرية.

ثالثاً- قد لا نكون بالضرورة على الحياد تماماً في النزاعات المستجدة في المنطقة، ولكن لا نعتبر ان هناك توافقا على ان يكون لبنان، خارج اطار الدولة اللبنانية والتزامات الدفاع المشترك العربية، مرتبطا بصورة عسكرية ومباشرة في تلك النزاعات. أنا أدعو حزب الله أن يعلن ويُعلِم من يجب ان يعلم، بان سلاحه وقوته الردعية، حتى لو لم تكن بعد انتقلت الى عهدة الدولة االلبنانية، هي حصرا وفقط للدفاع عن لبنان في حال الاعتداء عليه، وغير مرتبطة بأي نزاعات او احلاف او محاور اخرى، بغض النظر عن موقف لبنان او موقف حزب الله من تلك النزاعات.

ان هذه القوة الرادعة الموجودة الآن، تصبح مصدر خطر على لبنان اذا اعتبرت جزءا من النزاع الواسع بين ايران والغرب. غير ان اعلاناً من هذا النوع من حزب الله، هو رسالة الى المعنيين وتحديداً الى الغرب ومجلس الامن، مفادها اننا لا نسعى فقط الى ايجاد حل لموضوع سلطة الدولة وثنائية السلاح، ولكن ايضا، الى جانب كل ذلك، ان القوة الموجودة عند حزب الله الآن هي قوة للردع فقط ومرتبطة فقط بردع اي اعتداء على لبنان ولن تستعمل بأي شكل من الاشكال في نزاعات اخرى خارج لبنان، وهذا الأمر كفيل بتقليل احتمالات المخاطر على لبنان، وأعتقد أننا جميعاً لا نريد أن نعرّض بلدنا وشعبنا للخطر، وأن نضع اللبنانيين في قلب العاصفة التي تلوح في الأفق".

 

معلوف لـ "المركزية": زيارة صفير رعوية وسنواكبه في كل ارجـــــاء زحلــة

المركزية – أعلن عضو كتلة نواب زحلة النائب جوزف المعلوف أن "زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لزحلة الأحد المقبل رعوية بامتياز بعيدا من أي طابع سياسي"، مؤكدا أن "نواب زحلة سيواكبونه في كل خطواته وسيكونون في استقباله عند وصوله صباحا".

ولفت في حديث الى "المركزية" الى أن "نواب زحلة تسلموا دعوة لاستقبال البطريرك صفير"، موضحا أن "المطران منصور حبيقة أراد التأكيد في مؤتمره الصحافي امس أن البطريرك صفير لم يتلق دعوة سياسية لزيارة زحلة ولم يقصد ان اي دعوات سياسية لم توجه للمشاركة في استقباله"، وأشار في هذا السياق الى أن "النائب السابق الياس سكاف يحاول الإيحاء بأنه من نظم الزيارة ونشر لافتات في المدينة تدعو الى الحشد ما ازعج الأهالي"، مؤكدا أن "ممثلي الرؤساء الثلاثة سيكونون في الاستقبال الى جانب نواب ووزراء سابقين وفاعليات زحلية".

ولفت الى أن "من أهداف الزيارة تدشين ومباركة كاتدرائية مار مارون التابعة لمطرانية الموارنة في زحلة"، مشددا على أن "المطران منصور حبيقة هو المسؤول عن التنظيم وانه هو من تمنى ألا تسيّس الزيارة"، داعيا الى "إعطاء الزيارة طابعها الصحيح"، وختم: البطريرك ليس للطائفة المارونية وإنما للجميع ونحن نعرف تماما موقعه في ضمير الوطن وفي خياراته ليبقى محافظا على العيش المشترك لذا من واجبنا جميعا أن نلتف حوله بغض النظر عن انتماءاتنا المذهبية والطائفية والسياسية".

 

الاسد ينفي تسليح حــــزب الله: مجزرة المتوسط زادت فرص الحرب

المركزية - قال الرئيس السوري بشار الأسد إن دهم القوات الإسرائيلية سفن الإغاثة التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة الشهر الماضي قضت على فرص الوصول إلى سلام في منطقة الشرق الأوسط في المستقبل المنظور، متهماً في حوار مع مراسل شؤون الشرق الأوسط في ال"بي بي سي" الحكومة الإسرائيلية بانها "مهووسة بافتعال الأزمات" وأنها أقل اهتماما بالتوصل لاتفاقية سلام في المنطقة مقارنة بالإدارة الإسرائيلية السابقة.

ورأى أن الهجوم الإسرائيلي على سفن الإغاثة زاد احتمالات نشوب حرب في منطقة الشرق الأوسط التي تمر "بمرحلة تغيير" مؤكدا انه كان يعمل على تجنب نشوب حرب إقليمية، لكنه استبعد التوصل لأي اتفاق سلام مع الحكومة الإسرائيلية الحالية التي لا تمثل شريكا في عملية السلام في الوقت الحاضر.

وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على "قافلة الحرية" الذي أسفر عن مقتل تسعة من النشطاء الأتراك المدنيين ستكون له عواقب وخيمة، نافيا من جهة اخرى الاتهامات بأن دمشق أرسلت أسلحة لحزب الله في لبنان. وذكر المراسل إن الرئيس السوري لا يبدو مستعدا في الوقت الحالي للاستجابة للمحاولات الأميركية باستمالته بعيدا عن إيران حليف سوريا الاستراتيجي. لكن الاسد قال إنه لا يمانع في العمل مع الولايات المتحدة، لكن طهران ستبقى حليفة دمشق.

 

مكاري: هل هناك ما يمنع الجيش من امتلاك القدرة على ردع إسرائيل؟ 

١٧ حزيران ٢٠١٠

علمت "المركزية" من مصادر قريبة من نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ان الأخير اقترح خلال اجتماع هيئة الحوار الوطني اليوم الخميس "أن يطلب من الجيش اللبناني ان يقدم (...) رؤية واضحة وبرنامجا محدداً يتعلق بتمكين الجيش اللبناني من تكوين قوة ردعية صاروخية"، و"أن تتم أيضا وفي الوقت المناسب، برمجة زمنية لعملية وضع القدرة العسكرية والصاروخية لحزب الله في تصرف الجيش اللبناني"، داعياً "حزب الله" الى "أن يعلن ويُعلِم من يجب ان يعلم، بان سلاحه وقوته الردعية، حتى لو لم تكن بعد انتقلت الى عهدة الدولة االلبنانية، هي حصرا وفقط للدفاع عن لبنان في حال الاعتداء عليه، وغير مرتبطة بأي نزاعات او احلاف او محاور اخرى، بغض النظر عن موقف لبنان او موقف حزب الله من تلك النزاعات"، وحذر من "ان القوة الرادعة الموجودة الآن، تصبح مصدر خطر على لبنان اذا اعتبرت جزءا من النزاع الواسع بين ايران والغرب".

وحصلت "المركزية" على نص الكلمة التي ألقاها مكاري خلال الاجتماع، وقال فيها: "قد يرى البعض في اجتماعاتنا المتقطعة تحت سقف قصر بعبدا مجرد تقطيع للوقت أو في أحسن الأحوال محاولة للحؤول دون انقطاع التواصل بين مختلف الأطراف، وقد لا يعتبرها هؤلاء أكثر من عملية تذكيرية أو قد لا يتوقعون لها أن تفضي الى أية نتيجة.

لقد يكون هؤلاء محقين في تشاؤمهم، ولكني أرى أنه، حتى لو كان شكّهم صحيحاً، فان اجتماعاتنا في هيئة الحوار تساهم على الأقل في منع اهتزاز الأمن الوطني بسبب الاختلافات، في شأن مسألة الاستراتيجية الدفاعية، وفي ابقاء هذه الاختلافات دائماً بعيدة عن أي تشنج او أي انزلاق الى مواجهة.

على هذا الأساس، نحن مقتنعون بأن مجرد اجتماع هيئة الحوار الوطني كل فترة هو أمر مفيد ومطلوب. طبعاً، يبقى الهدف هو التوصل الى حل للاختلاف في شأن الاستراتيجية الدفاعية، يكرّس ثلاثة مبادىء أستعيرها من النقاش الدائر حول الموازنة العامة:

* الأول هو شمولية المقاومة، بحيث لا تكون توجهاتها ملكاً لفريق من اللبنانيين، أو لحزب منهم، أياً كانت تضحياته، بل تتشارك في تحديدها كل مكونات الوطن، وبحيث يكون سلاحها عنصر موازنة مع العدو لا عامل اخلال بالتوازن الوطني.

* الثاني هو عدم ادخال الوطن في أَنفاق (بفتح الألف) من خارج "الموازنة السياسية" المتفق عليها بين كل اللبنانيين، ومن خارج مؤسسات الدولة، وعدم التسبب للبنان بدفع المزيد من الاثمان الباهظة نيابة عن هذا الطرف أو ذاك المحور.

* الثالث هو عدم اهدار أرواح اللبنانيين وممتلكاتهم واقتصادهم وانجازاتهم في أي مغامرات غير محسوبة.

لذلك، اذا كان متعذرا، على الأقل في المدى المنظور، الوصول الى اتفاق واضح وعملي وقابل للتنفيذ في شأن الاستراتيجية الدفاعية، فأنا أعتقد أن في الامكان التركيز على مسار يعزز حماية لبنان ويجعلنا في وضع افضل من الوضع الراهن، حتى ولو لم يصل كل منا الى تحقيق ما يعتبره حماية كاملة للبنان.

انا اعتقد ان هناك امكانية بالفعل للتقدم وللقيام بعدة خطوات من شأنها تعزيز حماية لبنان وأمنه الوطني، وخصوصا في هذه المرحلة التي تزداد فيها حدة النزاعات في المنطقة، وترتفع بالتالي درجة خطر أن يعود لبنان مسرحا لتلك النزاعات او سلاحا يستعمله الاطراف بعضهم ضد بعض.

وفي هذا الاطار، أعتقد أن هناك تحديداً ثلاث خطوات يمكن البحث فيها:

أولا- ان الدفاع عن بلد مثل لبنان، بحجمه وقدراته المحدودة، يقوم بالدرجة الاولى على أن تكون لديه القدرة على الردع او الايذاء في مواجهة أي عدو، وقوة الردع هذه هي التي تجعل العدو الاسرائيلي، في حالة لبنان، يفكر مرتين لا بل عشر مرات قبل ان يقوم بعدوان يكلّفه غالياً. وهذا الأمر تعكسه المواقف التصريحات الاسرائيلية التي تظهر القيمة الردعية للقوة وتحديدا للقوة الصاروخية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو الآتي: هل هناك أي سبب يمنع الجيش اللبناني من أن تكون لديه هو أيضاً القدرة على ردع العدو؟

اقترح أن يطلب من الجيش اللبناني ان يقدم الى هيئة الحوار او الى الجهات المسؤولة، اي وزارة الدفاع ومجلس الوزراء، رؤية واضحة وبرنامجا محدداً يتعلق بتمكين الجيش اللبناني من تكوين قوة ردعية صاروخية، وهناك وسائل ومصادر عديدة للحصول على ما يحتاج اليه الجيش من هذه المعدات والتدريب عليها، وهذا الأمر غير محظور على لبنان ولا يطاله اي حظر او اي قرارات دولية.

ثانياً- من الممكن أيضاً، استطرادا، أن تتم أيضا وفي الوقت المناسب، برمجة زمنية لعملية وضع القدرة العسكرية والصاروخية لحزب الله في تصرف الجيش اللبناني، بحيث نحتفظ بهذه القوة الرادعة، لا بل نعززها، وفي نهاية المطاف نصل الى سلطة واحدة على هذه القوة الرادعة وعلى القوى العسكرية.

ثالثاً- قد لا نكون بالضرورة على الحياد تماماً في النزاعات المستجدة في المنطقة، ولكن لا نعتبر ان هناك توافقا على ان يكون لبنان، خارج اطار الدولة اللبنانية والتزامات الدفاع المشترك العربية، مرتبطا بصورة عسكرية ومباشرة في تلك النزاعات. أنا أدعو حزب الله أن يعلن ويُعلِم من يجب ان يعلم، بان سلاحه وقوته الردعية، حتى لو لم تكن بعد انتقلت الى عهدة الدولة االلبنانية، هي حصرا وفقط للدفاع عن لبنان في حال الاعتداء عليه، وغير مرتبطة بأي نزاعات او احلاف او محاور اخرى، بغض النظر عن موقف لبنان او موقف حزب الله من تلك النزاعات.

ان هذه القوة الرادعة الموجودة الآن، تصبح مصدر خطر على لبنان اذا اعتبرت جزءا من النزاع الواسع بين ايران والغرب. غير ان اعلاناً من هذا النوع من حزب الله، هو رسالة الى المعنيين وتحديداً الى الغرب ومجلس الامن، مفادها اننا لا نسعى فقط الى ايجاد حل لموضوع سلطة الدولة وثنائية السلاح، ولكن ايضا، الى جانب كل ذلك، ان القوة الموجودة عند حزب الله الآن هي قوة للردع فقط ومرتبطة فقط بردع اي اعتداء على لبنان ولن تستعمل بأي شكل من الاشكال في نزاعات اخرى خارج لبنان، وهذا الأمر كفيل بتقليل احتمالات المخاطر على لبنان، وأعتقد أننا جميعاً لا نريد أن نعرّض بلدنا وشعبنا للخطر، وأن نضع اللبنانيين في قلب العاصفة التي تلوح في الأفق".

 

 خليفه لموقعنا: الترسيم البري للحدود اللبنانية-السورية ينتظر صدور التقرير التقني 

١٧ حزيران ٢٠١٠ /وكالات

  قال وزير الصحة محمد جواد خليفه ان المسؤولين السوريين يقاربون الشؤون اللبنانية وقضايا العلاقات الثنائية بين البلدين من زاوية استراتيجية وهم يتفادون التفاصيل التي لا يزال بعض اللبنانيين يغرقون بها. واكد خليفه لموقع "14 آذار" الإلكتروني، ان الخطاب السياسي الذي طبع المرحلة الماضية لم يعد موجوداً حيث اثبتت التجربة خلاف ما كان يدعو اليه البعض فالامور عادت الى طبيعتها بين لبنان وسوريا.

واضاف خليفه: خلافاً لما اشار اليه البعض في لبنان وللصراعات اللبنانية الداخلية فقد اكد الرئيس السوري بشار الاسد الحرص التام على موقع رئاسة الجمهورية وهو ما كان حصل بعد اتفاق الطائف لئلا يسود ظن بان عملية الاصلاح السياسي التي وضعت يومذاك تضعف فريقاً وتقلل من حجم مشاركته في الحكم وفي ادارة شؤون البلد.

ولفت خليفه الى ان المسؤولين السوريين اكدوا انه اذا كانت الرئاسة الاولى تشكل ضمانة لفريق من اللبنانيين فان الحفاظ على كل ذلك هو مطلب اسلامي على حد سواء الامر الذي يتجلى في التوازن بين السلطات بموجب اتفاق الطائف والذي يشكل ميزة للبنان وللمنطقة معاً.

وتابع خليفه:عندما تم التطرق الى المسائل الاقتصادية في القمة اللبنانية السورية في دمشق فقد اظهر السوريون انهم ينظرون اليها انطلاقا منً مجمل العلاقات بين البلدين لا من مجمل التقنيات عبر بعض المعاهدات.

واشار خليفه الى ان المسؤولين السوريين يدعمون العمل المؤسساتي بين الوزارات في البلدين.

ورداً على سؤال اوضح خليفه ان المباحثات المفتوحة في هذه القمة لم تتطرق الى معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق التي تحكم العلاقات بكل اوجهها بين لبنان وسوريا لافتاً الى ان رئيسي الجمهورية في البلدين هما رئيسا المجلس الاعلى وهما القادران على تقرير ما يريانه ملائماً بالنسبة الى المصالح المشتركة.

واضاف خليفه: خلافاً لما قيل ان لا لزوم للمجلس الاعلى بعد انشاء السفارت فقد تبين ان عمل هذه السفارات يندرج من ضمن عمل هذا المجلس واي تعديل في اي موضوع كان سيحصل من خلال القنوات الرسمية بين الدولتين وكان لبنان طلب ترسيم الحدود البحرية لانه مقبل على سن قانون للنفط فابدى الجانب السوري كل الاستعداد مع هذا الامر.

ولفت خليفه الى ان الترسيم البري للحدود ينتظر صدور التقرير التقني الذي يتم وضعه في الوقت الحاضر حيث يجب ان تؤخذ كل العوامل التقنية في الاعتبار والا يقتصر الامر على مجرد عمل مساح. واوضح خليفه انه لم تتطرق المحادثات الى عقد المجلس الاعلى وان الرئيس ميشال سليمان وجه دعوة الى نظيرة السوري لزيارة لبنان مشيراً الى ان الاسد وعد بتلبيتها في اقرب وقت من دون ان يكون اي موعد قد تحدد.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 مشيرا الى قدرة حزب الله لادخال السلاح عبر دعم عربي

وكالات/البطريرك صفير: غالبية اللبنانيين لا تؤيد نظرة حزب الله لجهة وجود جيشين في دولة واحدة وايران تمارس ضغوطا عبره زار البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الفرنسي واستقبله نائب رئيسها رينو موزيلييه، ثم رئيسها أكسيل بونياتوفسكي. وتحدث البطريرك صفير بحضور المطران رولان ابوجودة والسفير بطرس عساكر والمونسنيور سعيد سعيد وبعد ترحيب بونيا توفسكي به، تناول البطريرك تاريخ العلاقات المميزة القائمة بين لبنان وفرنسا مقدرا وقوف فرنسا الدائم الى جانب لبنان. وعن العلاقات اللبنانية السورية جدد البطريرك صفير ا"لقول اننا نريد علاقات جيدة مع كل الجيران ولا سيما الاقرب الينا سوريا، لكن هذه العلاقة لم تكن دائما كما يجب. وأشار الضغوط الايرانية بواسطة حزب الله الذي له استراتيجيته وحسابات". وعن الطائفية السياسية قال المطلوب الغاء الطائفية من النفوس قبل النصوص. ونوه البطريرك صفير بتجربة العيش المشترك الواحد القائم بين مختلف الطوائف ال 18 المتواجدة في لبنان. وحول موقف اللبنانيين جميعا من نظرة حزب الله الى الوضع اللبناني، قال البطريرك صفير ان غالبية اللبنانيين لا تنظر نظرته لجهة وجود جيشين في دولة واحدة، واشار الى ان الحزب قادر على ادخال السلاح الى لبنان بدعم عربي. وتناول البطريرك صفير موضوع السينيدوس الخاص بالشرق الاوسط مشيرا الى ان اسباب هجرة المسيحيين هي عدم الاستقرار السياسي والامني وتنامي الحركات الاصولية، لافتا الى اوضاع الاقباط في مصر والكلدان والسريان في العراق، ووصف البطريرك صفير مواقف رجال الدين العرب بأنها ايجابية وعاقلة ومسهمة في احلال السلام وترسيخ الاستقرار في المنطقة، كما هي ايضا مواقف رجال الدين في كل من سوريا ولبنان. وحول السلاح النووي قال البطريرك صفير انه يخيف العالم. البطريرك صفير: غالبية اللبنانيين لا تؤيد نظرة حزب الله لجهة وجود جيشين في دولة واحدة وايران تمارس ضغوطا عبره زار البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الفرنسي واستقبله نائب رئيسها رينو موزيلييه، ثم رئيسها أكسيل بونياتوفسكي. وتحدث البطريرك صفير بحضور المطران رولان ابوجودة والسفير بطرس عساكر والمونسنيور سعيد سعيد وبعد ترحيب بونيا توفسكي به، تناول البطريرك تاريخ العلاقات المميزة القائمة بين لبنان وفرنسا مقدرا وقوف فرنسا الدائم الى جانب لبنان.

وعن العلاقات اللبنانية السورية جدد البطريرك صفير ا"لقول اننا نريد علاقات جيدة مع كل الجيران ولا سيما الاقرب الينا سوريا، لكن هذه العلاقة لم تكن دائما كما يجب. وأشار الضغوط الايرانية بواسطة حزب الله الذي له استراتيجيته وحسابات".

وعن الطائفية السياسية قال المطلوب الغاء الطائفية من النفوس قبل النصوص. ونوه البطريرك صفير بتجربة العيش المشترك الواحد القائم بين مختلف الطوائف ال 18 المتواجدة في لبنان. وحول موقف اللبنانيين جميعا من نظرة حزب الله الى الوضع اللبناني، قال البطريرك صفير ان غالبية اللبنانيين لا تنظر نظرته لجهة وجود جيشين في دولة واحدة، واشار الى ان الحزب قادر على ادخال السلاح الى لبنان بدعم عربي. وتناول البطريرك صفير موضوع السينيدوس الخاص بالشرق الاوسط مشيرا الى ان اسباب هجرة المسيحيين هي عدم الاستقرار السياسي والامني وتنامي الحركات الاصولية، لافتا الى اوضاع الاقباط في مصر والكلدان والسريان في العراق، ووصف البطريرك صفير مواقف رجال الدين العرب بأنها ايجابية وعاقلة ومسهمة في احلال السلام وترسيخ الاستقرار في المنطقة، كما هي ايضا مواقف رجال الدين في كل من سوريا ولبنان. وحول السلاح النووي قال البطريرك صفير انه يخيف العالم.

 

الرئيس الفرنسي أكد وقوفه إلى جانب لبنان، البطريرك صفير: بحثنا في ما يمكن ليبقى بلدنا سيداً      

النهار/توّج البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير زيارته الرسمية لفرنسا، بلقاء عقده مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وتركز على البحث في لب القضايا الداخلية والاقليمية، ومدى تأثير التطورات في المنطقة على الشأن الداخلي اللبناني، وامكان بذل الجهود الدولية لمساعدة لبنان والحؤول دون ان تكون الحلول على حسابه.

والبطريرك الماروني الذي يعوّل كثيراً على الدور الفرنسي نظرا الى العلاقة التاريخية التي تربط الدولتين منذ قيام لبنان، حض في معلومات لـ"النهار" الدولة الفرنسية على عدم ترك هذا البلد "يغرق مجددا" في بحر الخلافات والنزاعات الدولية والاقليمية التي بدأت تذر قرنها، وتطل من الافق.

كذلك استمع البطريرك صفير الى شرح مفصل للموقف الفرنسي ووعده بدعم لبنان في شتى المجالات، ولا سيما منها الديبلوماسية في المحافل الدولية، اضافة الى ما يمكن ان تقدمه فرنسا من أجل مساعدة لبنان انمائيا وثقافيا.

وعلم ايضا ان البطريرك صفير شكر للرئيس الفرنسي ما تبذله قوات بلاده عبر "اليونيفيل" في الجنوب، مقدراً للجنود الفرنسيين تضحياتهم في سبيل عودة السلام والاستقرار الى البلد.

وشرح البطريرك الماروني وجهة نظره ومخاوفه من بعض التطورات الحاصلة، مشددا على ضرورة المساعدة على ايجاد المناخ الملائم لانطلاق الدولة وترسيخ سلطتها بقواها الذاتية، الرسمية، بحيث يتأمن الاستقرار وتخف الهجرة التي تطاول جميع اللبنانيين ومنهم المسيحيون "لان للمسيحيين دوراً يلعبونه على صعيد "لبنان الرسالة"، ليس في الداخل اللبناني فحسب وانما ايضا على صعيد الوجود المسيحي في الشرق الاوسط بكامله". ورأى انه "اذا استمرت الهجرة فان ثغراً تفتح وتهدد التوازن الديموغرافي، وتفقد لبنان ميزته".

وفهم هنا ان الرئيس الفرنسي أكد حرصه على صيغة العيش المشترك وتعايش المعتقدات بين جميع اللبنانيين، وهذا ما تعمل له فرنسا الداعمة للبنان بكل شرائح مجتمعه. بينما اكد البطريرك صفير تمسك اللبنانيين عموما والمسيحيين والموارنة خصوصا بالعلاقة التاريخية الجيدة مع فرنسا، معربا عن ثقته الكاملة بما يمكن ان تقدمه الدولة العظمى الى الدولة الصديقة الصغيرة.

في الاليزيه

وكان البطريرك الماروني وصل الى قصر الاليزيه، الخامسة والنصف بعد ظهر أمس، فاستقبله الرئيس الفرنسي أمام القصر مرحبا، ثم عقدا اجتماعا شارك فيه المعاون البطريركي الماروني المطران رولان ابو جودة والمعتمد البطريركي في باريس المونسنيور سعيد الياس سعيد والسفير اللبناني بطرس عساكر والسفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون ورئيس البيت اللبناني – الفرنسي الوزير السابق ابرهيم الضاهر والدكتور طوني غزال.

وشملت موضوعات البحث الاوضاع اللبنانية الداخلية وأوضاع المسيحيين في الشرق وسبل دعم لبنان لئلا تأتي الحلول على حسابه، ودعم السيادة والاستقلال اللبنانيين. ووعد الرئيس ساركوزي بدعم لبنان في كل قضاياه.

"الأم الحنون"

و"الأم الحنون"، بدا الرئيس ساركوزي متمسكا بها، ولبنان في رأي أحد المشاركين في اللقاء هو "قضية" تلتزمها فرنسا، وعدد بعض مواقف لبنانية داعمة لفرنسا، مشيرا الى انه يريد ان يحافظ على "تمتع" بلاده بمثل هذه المواقف.

في أي حال، كان البطريرك الماروني "في بيته" والعلاقة بين فرنسا والبطريركية المارونية يشهد لها قداسان، رسخهما "سان لويس" منذ القرن الثالث عشر، الاول في بكركي في اثنين الفصح والثاني في مطرانية بيروت المارونية في مصيفها في كفرا – عين سعادة يوم عيد انتقال العذراء في 15 آب من كل عام.

تصريح صفير

وبعد اللقاء الذي دام نصف ساعة قال البطريرك: "نحن نشكر فخامة الرئيس لاستقباله ايانا، وقد تبادلنا الحديث في ما خص لبنان على وجه عام، وهو يعرف الوضع اللبناني كما نعرفه نحن، وأكد أن فرنسا لا تتأخر عن مساعدة لبنان بما لديها من وسائل. وشكرنا فخامة الرئيس على عاطفته هذه ونأمل في ان تبقى هذه العلاقات دائما مثلما كانت سابقا بين لبنان الصغير وفرنسا الكبيرة".

وسئل هل تلقى تطمينات من الرئيس عن عدم حصول اعتداءات على جنوب لبنان؟ فأجاب: "هذا على ما أعتقد لا يتعلق به شخصيا، انما نحن نأمل في ألا تكون هناك اعتداءات، لأن هذه الاعتداءات أذت لبنان".

وهل بحثوا في موضوع مسيحيي الشرق؟ أجاب: "نعم. نعم. وعدد مسيحيي الشرق يتناقص في هذه الايام، ولكن نأمل في أن تستتب الاحوال وأن يعود بعضهم من حيثما هم الى حيث كانوا".

وهل وعد الرئيس ساركوزي بأن تفعل فرنسا شيئا ما من أجل لبنان؟ أجاب: "وعد بأنه سيكون دائما الى جانب لبنان في كل قضاياه".

وهل هو مرتاح الى الدعم الذي ستقدمه فرنسا؟ أجاب: "نحن مرتاحون الى وقوف فرنسا الى جانب لبنان، وهي دائما كانت الى جانبه".

وماذا بحثوا ايضا؟ اجاب: "في الوضع اللبناني وفي الصداقة القديمة والجديدة بين فرنسا ولبنان".

وهل بحث في الدور الفرنسي لجهة تفعيل العلاقة مع سوريا، وهل المشكلات لا تزال قائمة؟ اجاب: "نحن بحثنا في وجه عام في ما في استطاعة فرنسا ان تقدمه الى لبنان ليبقى بلد الحريات وبلد السيادة. والباقي رهن بأوقاته".

الى مجلس النواب

ومن القصر الجمهوري الى مجلس النواب حيث استقبله رئيس المجلس برنار اكواييه امام "اوتيل دولاساي"، وعقد معه اجتماعا لنصف ساعة حضره الوفد المرافق وعدد من النواب، وكان بحث في كل الشؤون المحلية والاقليمية والدولية وسبل مساعدة لبنان على تخطي ما يمكن ان يهدده، او يتسبب له بأي اضرار.

الكي دورسيه

وفي التاسعة مساء اقام وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مأدبة عشاء في الكي دورسيه على شرف البطريرك، وكانت كلمات في المناسبة.

الشؤون الخارجية

وسبق زيارة القصر الجمهوري والاجتماع بالرئيس ساركوزي زيارة البطريرك صفير للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، واستقبله نائب رئيس اللجنة رينو موزيلييه، ثم رئيسها اكسيل بونياتوفسكي، وانتقل الجميع الى مقر اللجنة حيث تحدث البطريرك صفير الى اعضائها في حضور المطران رولان ابو جودة والمونسنيور سعيد والسفير اللبناني بطرس عساكر والدكتور طوني غزال.

واستهل بونياتوفسكي اللقاء بالترحيب بالبطريرك "الذي قبل دعوتنا"، وقال: "انتم تحافظون على التوازن في لبنان، والجميع يعرف عنكم مقاومة الوجود السوري بقوة منادين بالسيادة اللبنانية".

ثم تحدث البطريرك فشكر رئيس اللجنة على الاستقبال، واكد "الروابط التاريخية بين لبنان وفرنسا"، لافتا الى "علاقات الصداقة القائمة بين البلدين"، وآملا في ان تتوطد وتستمر مستقبلا كما كانت في الماضي "وخصوصا ان اعدادا كبيرة من الشبان اللبنانيين يتابعون تحصيلهم في الجامعات الفرنسية"، مشيرا الى ان فرنسا "كانت دائما الى جانب لبنان ونتمنى ان تثمر علاقات الصداقة نتائج جيدة للبلدين".

وعن العلاقات اللبنانية – السورية قال: "نحن نريد علاقات جيدة مع كل الجيران ولاسيما الاقرب الينا سوريا، لكن هذه العلاقة لم تكن دائما كما يجب وثمة "طلعات ونزلات"، ثم هناك مصاعب مع ايران حيث انها تمارس ضغطا من خلال "حزب الله"، الا ان لبنان هذا البلد الصغير يحاول رسم طريقه رغم كل الصعوبات".

وعن الغاء الطائفية السياسية، قال: "اذا ازلنا الطائفية السياسية من النصوص، فلا اعرف اذا كانت تلغى من النفوس. من هنا لا نؤكد نجاحها".

وعن العيش المشترك بين الطوائف: "في لبنان 18 طائفة تعيش معا، وحصلت ازمات معينة بينها، ولكن الوضع اليوم حسن".

وعن "حزب الله" قال: "حزب الله" شيء آخر، اذ له حساباته ومعطياته، ويتصرف على هذا الاساس، الا ان غالبية اللبنانيين لا تنظر نظرته لجهة وجود جيشين في دولة واحدة، وهذا يخلق مشاكل، علما ان الحزب قادر على استيراد ما يريد من سلاح، وتسهل بعض الدول العربية وصول هذا السلاح. ان حزب الله موجود منذ زمن، وله استراتيجيته وهو مدعوم من دول عربية عدة".

وجدد تأكيده "اننا نريد علاقات جيدة مع سوريا، ولكن ليس على حساب سيادة لبنان"، ملاحظا ان ذلك مطلب غالبية عظمى من اللبنانيين".

وتحدث عن السينودس الخاص بالشرق الاوسط، شارحا اوضاع المسيحيين في الدول العربية، ومنهم الاقباط في مصر والسريان في العراق، لافتا الى ان بعض الجماعات اتت من دولة عربية وسكنت في لبنان مثل الفلسطينيين، و"على رغم ذلك نحاول العيش معا رغم الصعوبات".

ولفت الى ان اقباط مصر "هم في بحر مسلم"، اما في لبنان فوضعهم حسن, ولكنهم قلة".

واذ اكد ان المتطرفين الاسلاميين يتصاعد عددهم، عزا هجرة اعداد من المسيحيين في الدول العربية مثل العراق، الى تصاعد هذه الموجة والاضطهاد ضدهم، واشار الى ان قسما كبيرا من المسيحيين غادروا لبنان في السنوات الاخيرة ومعظمهم من الشبان لأكثر من سبب، "ومن هذه الاسباب عدم وجود فرص عمل لهم". ولم ينف عودة البعض من الهجرة ولو "ان العودة خجولة".

وردا على سؤال قال: "اعمل ما في استطاعتي لجمع كل اللبنانيين رغم الاختلاف في الرأي"، مشيرا الى وجود "اكثر من علاقة بين البعض والخارج". ووصف مواقف رجال الدين العرب في لبنان وسوريا بأنها "طبيعية"، و"ليس لهم الكثير ليقولوه، لان السياسة تتكلم".

واشار في رد على سؤال الى "ان السلاح النووي يخيف ليس المحيط فقط وانما العالم"، وقال: "هذا واقع".

استقبالات

وكان البطريرك الماروني التقى منذ الصباح في مقر اقامته في فندق "رافاييل"، عددا كبيرا من مراسلي وسائل اعلام عالمية، وبين هذه الوسائل التلفزيون الكاثوليكي الفرنسي (KTO)، ومحطات عربية وعالمية، اضافة الى مندوبي صحف واذاعات.

كذلك استقبل رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا مارون كرم الذي وصل الى باريس للقاء البطريرك، وعرض معه الاوضاع.

واستفسر صفير من كرم عن احوال ابناء الجالية اللبنانية وتمنى عليه نقل تحياته وبركته اليهم.

ومن زوار البطريرك ايضا وفد من "تيار المستقبل" في فرنسا لم يتمكن من الحضور مع وفود الاحزاب والتيارات التي استقبلها البطريرك يوم الثلثاء، ثم وفد الجمعية الطبية الفرنسية الذي ضم" البروفسور جمال الايوبي، البروفسور رولان اسمر، البروفسور طوبيا زخيا، البروفسور جورج نصر، الدكتور كميل طويل، الدكتور طوني غزال، وحضر اللقاء الدكتور المونسنيور سعيد سعيد المعتمد البطريركي الماروني في فرنسا.

وظهرا تناول البطريرك صفير الغداء بدعوة من رئيس مجلس ادارة البيت اللبناني – الفرنسي الوزير السابق ابرهيم الضاهر، في حضور عدد من المدعوين.

شيراك

وابرز لقاءاته اليوم، مع الرئيس السابق جاك شيراك الذي يزور البطريرك صفير في مقر اقامته في فندق "رافاييل".  

 

انزعاج سوري من سليمان

السفير/في موقف سوري نسبت جريدة السفير إلى مصادر تقول أنه وعلى الرغم من حرص القيادة السورية على إحاطة رئيس الجمهورية بقدر كبير من الود والدعم، إلا أنها فوجئت بتركيز سليمان خلال المباحثات على موضوع ترسيم الحدود الذي بدا بمثابة البند الجدي الوحيد في مفكرة الرئيس. وأشارت المصادر إلى أن هذا الطرح أثار شيئاً من الاستغراب والامتعاض لدى القيادة السورية، خصوصا أنه لا يمكن فصل ملف الترسيم عن الضغوط التي يمارسها الأميركيون وتيري رود لارسن من أجل مراقبة الحدود اللبنانية مع سوريا، بمعزل عن نيات الرئيس سليمان ومقاصده. ولفتت الانتباه إلى أن الإلحاح على الترسيم لا يُنظر إليه في سوريا باعتباره مطلبا لبنانيا مجرداً، بل انطلاقا من كونه يشكل في القاموس الغربي مرادفا للضغط على دمشق وحزب الله في إطار استهداف المقاومة. وأوضحت المصادر ان الرئيس سليمان سمع من الرئيس السوري كلاما واضحا حول موقف سوريا وفحواه ان لا مانع من المباشرة في الترسيم بدءا من الحدود البحرية، شارحا في الوقت ذاته نظرة دمشق الى الخلفيات الكامنة خلف التحريض الدولي على الترسيم البري، ومشددا على ضرورة التنبه الى مخاطره. وأكدت المصادر ان دمشق أبدت امام سليمان تشجيعها للحوار بين اللبنانيين من أجل معالجة المسائل الخلافية وتمتين الوحدة الوطنية.

 

تصريف أعمال حتى آذار ٢٠١١

بكركي تغربل مجلس مطارنتها

كلير شكر /السفير

ليست انتخابات البطريرك الماروني في لبنان أو أحد مطارنته، وحدها التي تتمّ بسريّة تامة، وإنما حركة الكنيسة الداخلية بكليّتها، تطوّق عادة بجدار من الكتمان الشديد، وهو الأمر الذي يثير فضول أبناء الكنيسة ورغبتهم في اختراق أسوار بكركي والوقوف عند أدق تفاصيلها. أما العلاقة «الرفيعة الخيط» التي تجمع بين الكنيسة المارونية ومرجعيتها اللاهوتية في روما، فهي واحدة من «أسرار بكركي»، التي تتسلل أخبارها بـ«القطّارة»، إلى خارج قنواتها الرسمية، والتي تعكس اما مدى التناغم، أو مدى التباعد بين الفريقين، ربطاً بالظروف المحيطة، علماً بأن طبيعة تلك العلاقة، تحكمها قوانين الكنيسة التي أعطت للبطريركية المارونية هامشاً واسعاً من الاستقلالية، يتّصل بتاريخ هذه الكنيسة المارونية وموقعها اللبناني والمشرقي.

استحقاقات ثمانية مطارنة، بلغوا السنّ القانونية، أعادت تلك العلاقة «العابرة للدول» إلى الضوء، من باب رغبة السلطات الفاتيكينة، في تسريع الانتخابات، وضخّ دم جديد في «جسد» مجلس المطارنة البلغ عدده نحو 36 مطراناً، في ضوء محاولات جرت للتمديد لهؤلاء، لسنة جديدة، تبعد «كأس» الانتخاب خلال مدّة قصيرة.

كرة الثلج، لم تكبر، إلا بعدما خطا المطارنة يوسف بشارة، سمير مظلوم، اميل بولس سعادة وغي نجيم «العتبة» القانونية ذاتها، التي فتحت باب احتمال استقالة بعض المطارنة. بعضهم أبدى استعداده للإقدام على هذه الخطوة وفقاً للقاعدة القانونية، افساحاً في المجال أمام وصول كهنة جدد إلى مرتبة مطران. بعضهم الآخر ربط مصيره بمصير «القاعدة الممدّدة» لـ«الولاية المطرانية»، بعد بلوغه السنّ القانونية. فيما تركّزت الأنظار على الوضعية القانونية للمطران رولان أبو جودة، الذي بدا أنه خارج دائرة «الاستهداف القانوني»، علماً بأن سنّه تخطى الخامسة والسبعين.

لم تغب الميول السياسية لبعض الكهنة، عن طاولة مجلس المطارنة، وهذا الواقع أفضى الى تأويلات كثيرة حول نية استبعاد مطارنة يغرّدون خارج سرب بكركي السياسي، عبر دفعهم باتجاه تقديم استقالاتهم، علماً بأن مصادر كنسية تؤكد أن بكركي تعتمد سياسة المساواة في تعاطيها مع المطارنة جميعاً، ولا صحّة للكلام عن تميز بين كاهن وآخر، وأن الاعتبار السياسي غير موجود في حساباتها، مشيرة إلى أن للمطران أبو جودة وضعية خاصة تتصل بكونه نائباً بطريركياً عاماً غير مكلّف بإدارة شؤون أي أبرشية، حيث يجوز لرأس الكنيسة المارونية، أن يختار نائبه مهما كان سنّه، فلا تنطبق عليه قاعدة «التقاعد». أما دخول الفاتيكان على خطّ «التمني» فليس إلّا من باب الحرص أولا والخشية من «تضخّم» عدد المناصب المرشحّة للانتخاب ثانيا. يردّ البعض أن ما يسري على أبو جودة يفترض أن يسري أيضاً على البيسري ومظلوم، كونهما نائبين بطريركيين أيضاً، الأول نائب بطريركي عام على جبة ـ بشري، والثاني نائب بطريركي عام على رعية اهدن زغرتا، ولا بدّ بالتالي من تطبيق القاعدة ذاتها، التي تلحق بأبو جودة. ولهذا يرفع الغامزون من قناة التمييز في «الحرم البطريركي»، شعار التباين السياسي، الذي يشكّل بنظرهم دافعاً لغربلة «مجلس بكركي». مطرانان انضما أخيراً إلى «مشروع التقاعد»، مطران طرطوس يوسف مسعود مسعود، لأسباب صحيّة، ومطران كندا يوسف خوري الذي بلغ السنّ القانونية. وعلى هذا الأساس كُلّف المطارنة الذين تخطوا الخامسة والسبعين، كما تؤكد المعلومات، تصريف الأعمال في أبرشياتهم، حتى شهر آذار المقبل، موعد انتخاب بديلين عنهم. وقد تمّ تحديد هذا الموعد، كونه يتزامن مع اختتام السنة اليوبيلية للقديس مار مارون، والذي يفترض أن يشارك فيه كلّ مطارنة الاغتراب والداخل، وستكون فرصة لالتقاء مجلس المطارنة بكامل أعضائه. كلير شكر

 

المستوطنات هي «البجعة السوداء».. و«العقوبات» أزالت خيار الحرب

الخبير في السياسة الأميركية أكرم الياس: سلاح «حزب الله».. من ضمن حل شامل

غراسيا بيطار/السفير

ليست المرة الأولى التي تضع فيها إسرائيل عينها في عين العالم وتقول له «سأظلم ولا أحد يردعني». وليست المرة الأولى التي يأتي فيها الموقف الأميركي، «متفهما» لـ«مذبحة» إٍسرائيلية. تلون «الأبيض المتوسط» بدماء رافضي الحصار، ولفت التصريحات المستنكرة أرجاء العالم، وكان أبهتها الموقف الأميركي.

أين هو إذاً التغيير الذي قال باراك أوباما انه سيحمله بيده السوداء مرفوعة في بداية السنة والعهد لتقسم يمين الولاء للولايات المتحدة بسياسات العدل والحوار والانفتاح على دول العالم، وخصوصا منطقة الشرق الأوسط التي خصها بأكثر من خطاب وزيارة من القاهرة إلى اسطنبول وما بينهما. وماذا ستتضمن «جردة الحساب» للرئيس الشاب في ما يعرف بـ«state of the union « التي يقتضي التقليد الأميركي بأن يلقيها في خطاب سنوي مباشر في كانون الثاني أمام الكونغرس الأميركي.

تتسلح الإدارة الأميركية في تفسير موقفها بعاملي «التعقل» و«الحكمة». فهي تدرك، بحسب الخبير في السياسة الأميركية، أكرم الياس، «مدى حساسية الجو السياسي في المنطقة». ويتابع: «الأطراف الرئيسية للصراع في المنطقة لا تريد حرباً، ولكنها متخوفة بعضها من بعض وبسبب هذا التخوف اعتمدت جميع هذه القيادات سياسة التخويف مما يفسر الخطاب «الحربوي» الذي يعم المنطقة». الخشية أنه في ظل هذا الجو «قد تقوم بعض العناصر المتطرفة بعملية ما قد تسبب حرباً شاملة». وجراء الضغط الدولي والإقليمي الكبير على إسرائيل «آثرت الإدارة الأميركية أن تحذر اسرائيل سراً حول أسلوب التعامل مع أسطول الحرية ونهج الإدارة الأميركية هذا يمكنها من التواصل مع اسرائيل بهدف حثها على تليين موقفها».

وأما في سلاح «الحكمة» فالقراءة الأميركية تقول: «لو ضغطت الإدارة الأميركية علناً على اسرائيل قد تفسر بعض العناصر المتطرفة الموقف الأميركي بأنه تخلٍ عن اسرائيل، مما يشكل فرصة لهم للقيام بعملية ما. ومن ثم إن نهج الإدارة الأميركية هذا يعطيها فرصة أكبر لمحاولة إقناع اسرائيل في ضرورة إيجاد حلٍ بديلٍ للحصار المفروض على قطاع غزة».

واللافت للانتباه أن الموقف التركي تضعه الإدارة الأميركية في خانة أن «تركيا والقوى المؤيدة للقضية الفلسطينية تسعى إلى إعطاء «أسطول الحرية» بعداً تاريخياً شبيهاً بالبعد التاريخي الذي حظت به سفينة «أكزودس» Exodus عام 1947. ومن المعروف أن هذه السفينة أبحرت في 11 تموز 1947 من مرفأ قريب من مدينة مرسيليا في جنوب فرنسا وعلى متنها أكثر من أربعة آلاف يهودي، بهدف خرق الحظر الذي فرضته السلطات البريطانية على هجرة اليهود إلى فلسطين. وفي الثامن عشر من الشهر نفسه اعترضت القوات البريطانية السفينة «أكزودس» قرب ساحل فلسطين، ولكن في المياه الدولية، فأدى الاشتباك بين القوات العسكرية البريطانية والمهاجرين الى قتل ثلاثة أشخاص وجرح أكثر من ثلاثين. ويقول الياس إن هذا الحدث تحول رمزا لنداء «العودة» من جانب الحركة القومية الصهيونية».

ترفع الإدارة الأميركية لواء «إعادة نقطة التوازن» الى السياسة الخارجية الأميركية. ففي عهد جورج بوش «كان التركيز على الداخل اللبناني وتحديدا سلاح حزب الله وتغيير الأنظمة وفي مقدمها النظام الإيراني». أما أميركا - أوباما فتقارب المنطقة من خلال نقطتين: أولا، إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لناحية ضرورة إيجاد حل نهائي وليس السير في مشروع سلام لا ينتهي.

وثانيا، إيجاد الظروف لبدء الحوار مع إيران وإزالة الخيار العسكري عليها وإخراجها بالتالي من «موقع الشر» وصولا الى التطبيع معها فالهدف من العقوبات الدولية على إيران هو تقوية شروط المفاوضات معها. ومن خلال العقوبات تحقق أميركا أمرين: تثبيت دورها السياسي بالمنطقة وإرسال إشارة ضغط لإسرائيل لتحريك المسار الفلسطيني.

وماذا عن لبنان، يجيب الياس «أنه لم يعد مسرحا في الحسابات الأميركية وحتى مسألة السلاح (في لبنان) يجب أن تقارب من زاوية الحل الإقليمي الأشمل».

إضافة الى «حساباتها» النفطية، تنشر أميركا حوالى 600 ألف جندي في المنطقة (العراق وأفغانستان وباكستان بالدرجة الأولى) ولعل هذا ما جعلها تمضي في «التغيير» الذي ترجم في محطات عدة أبرزها خطاب أوباما الموجه الى الحكومة الإيرانية في عيد النوروز في 19 آذار 2009 وخطابه من القاهرة عن سعي بلاده الى تعزيز العلاقات الثنائية مع العالم العربي والإسلامي. هذا في الخطاب وأما في التطبيق فـ«السعي الأميركي جدي الى إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على رغم كل الصعوبات وإلا فإن المنطقة متجهة نحو انهيار شامل».

تنقسم المجموعات الأميركية اليهودية في الولايات المتحدة الى مجموعتين رئيسيتين: «إيباك» وهي المجموعة التي تسير حرفيا بما تقوله إسرائيل كـ«دولة» و«جاي ستريت» التي تتظر الى إسرائيل من منطلق أنها فسيفساء كبيرة وبالتالي لا غالبية فيها لأي حزب، فترى أن على الولايات المتحدة لعب دور أكبر في الضغط عليها أو حثها الى اتخاذ القرارات الصعبة نحو حل قضية الصراع الفلسطيني ـ الإسـرائيلي.

الى أي مدى ترضخ أميركا لهذا الضغط بوضع إسرائيل الخطر الإيراني كأولوية قبل حل القضية الفلسطينية؟ يجيب الياس: «لن تستخدم الإدارة الأميركية خيار الحرب بل الدبلوماسية الدولية ولكي تنجح تجد لزاما عليها انشاء ائتلاف إسلامي عربي (محور الاعتدال) وأحد شروط نجاحه ايجاد حل ما للقضية الفلسطينية». ويذهب الى حد القول: «أميركا تقول لإسرائيل لن تأخذي البيضة وقشرتها».

إذاً من الذي انتصر في موضوع المستوطنات «إيباك» أو أوباما؟ «لم ينتصر أحد»، يقول الخبير في الشوؤن الأميركية في واشنطن «فالمستوطنات كانت بمثابة ما يسمى البجعة السوداء التي أوقعت الجميع في ورطة ونتيجتها أنها وضعت القدس موضوع الساعة علما أنه كان في خاتمة مشروع السلام».

بعد العراق، أصبح المشروع الأميركي في المنطقة مبنيا على عمودين: الأول، تعزيز العلاقات الثقافية والتجارية والأمنية مع دول المنطقة والعالم الإسلامي. والثاني، الحفاظ على تأمين الاستقرار في الشرق الأوسط لأن أي اضطراب في المنطقة من شأنه أن يقدم طبقا من ذهب لتدخل الصين والبحث عن دور يطيح الدور الأميركي. في أفغانستان، تعمد أميركا الى تطبيق ما فعله ديفيد بترايوس في العراق من خلال مساعدة الحكومة الأفغانية في شتى المجالات والتركيز عسكريا على تنظيم «القاعدة».

في أروقة الكونغرس الأميركي، يستبعد النواب حصول حرب في المنطقة لأن جميع الأطراف لا يريدونها «وإن كان الخوف قائما من «بجعة سوداء» أو أي حدث غير منتظر». يؤكد الياس استمرار الدعم الأميركي للبنان «إذ لا تراجع عن المساعدات بل هناك المزيد منها. وإذا كانت الإدارة الأميركية لم تعد تقارب سلاح حزب الله إلا في إطاره الإقليمي فهي لا تنفي ضرورة «بقاء السلاح في يد الدولة في نهاية المطاف». غراسيا بيطار

   

جنبلاط: تجاوزنا الأزيز وننتظر الجلسة المقبلة

السفير/أسف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، «لأننا لم نستطع أن ننجز ونعطي الشعب الفلسطيني اللاجئ في لبنان الحد الأدنى من الضمانات الاجتماعية وحق العمل، نظراً لأننا أدخلنا في دوامة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد، وهي دوامة التوطين». وتمنى أن يكون هناك جو ألطف وبعيد عن التشنج في الجلسة المقبلة التي وعد بري بإجرائها بعد شهر، من أجل إعطاء هذا الشعب الحد الأدنى من حقوقه الإنسانية والمعيشية في انتظار قيام حقه المشروع في دولة فلسطين». ورداً على سؤال، قال جنبلاط: «اليمين يبقى يميناً، اليمين يصنع الحروب والفتن، ليس فقط في لبنان بل في كل العالم. اليمين يدمر المجتمعات، كما أنه ببعده الاقتصادي والاجتماعي لا شيء». أضاف: «كنت أتمنى، في لبنان، أن لا نعود إلى هذه النغمة القديمة البالية، ولكن على أي حال لن أقف عند بعض الأزيز أو بعض الخربشة التي صدرت، لقد تجاوزنا هذا الأمر، على أمل أن تذوب تلك المفاصل في الجلسة المقبلة». وكان جنبلاط قد استقبل وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، الذي عرض معه خطة الوزارة للنهوض في قطاع الطاقة والكهرباء.

 

هل يعلن المشنوق استقالته الليلة من "المستقبل"؟

داني حداد/ليبانون فايلز

"تيّار المستقبل" في أزمة. لعلّ التوصيف الذي ذهب إليه بعض الإعلام المناهض لـ "الأزرق" يحمل الكثير من المبالغة، خصوصاً حين بلغ البعض حدّ تحويل أحمد فتفت الى عصام أبو جمرا جديد. لم يتحوّل فتفت الى أبو جمرا، إلا أنّ ما يشهده "المستقبل"، وإن كان لم يبلغ مستوى "الأزمة"، يجدر التوقّف عنده خصوصاً أنّ قضيّة فتفت ليست الأولى وهي، كما يبدو، لن تكون الأخيرة. يطلّ نائب "المستقبل" نهاد المشنوق، أحد رفاق درب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عبر شاشة المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال ليحلّ ضيفاً على برنامج "كلام الناس" مع الإعلامي مارسيل غانم، بعد غيابٍ عن الإعلام منذ فترة. تأتي الإطلالة، بعد أيّامٍ من استقالة فتفت الإعلاميّة، لتلقي الأضواء على احتمال أن يحذو المشنوق حذو فتفت، ولو أنّه يملك أسباباً مختلفة عن تلك التي أعلنها زميله الشمالي والمرتبطة حصراً بالانتخابات البلديّة في المنية الضنيّة وما يتّصل بها.

وتشير معلومات موقع "ليبانون فايلز" الى أنّ استقالة المشنوق من "المستقبل" أو تعليق عضويّته فيه خياران مطروحان وقد يعلن أحدهما اليوم، خصوصاً إذا صحّت المعلومات عن إطلالة كان يُعَدّ لها على شاشة "المنار" لإعلان قرار الاستقالة، إلا أنّ قيادة حزب الله فضّلت ألا يعلن مثل هذا القرار من على شاشتها، منعاً للتفسيرات.

وعدا عن "القنبلة" التي فجّرها فتفت، وتلك التي يحتمل أن يفجّرها المشنوق، أثبت الاستحقاق الانتخابي البلدي الأخير مدى تأثير الحضور الشخصي للرئيس سعد الحريري الذي كان يجول بين عاصمةٍ خارجيّة وأخرى أثناء إتمام العمليّة الانتخابيّة، ما أدّى الى حصول اختراقات في مناطق تعتبر مراكز نفوذ للمستقبل، خصوصاً في البقاع والشمال، ناهيك عن الإقبال الانتخابي الخجول في بيروت. من هنا، يواجه الحريري، المنشغل بالملفات الحكوميّة والمزدحمة مفكّرته بالزيارات الخارجيّة، القريبة والبعيدة، تحدياً داخليّاً في التيّار الأقوى على الساحة السنيّة خصوصاً أنّ اللجنة التي تمّ تشكيلها بهدف تنظيم التيّار تواجه أكثر من تحدٍّ وقد ارتفعت أصوات مستقبليّة، منها صوت المشنوق، معترضةً على مسار عمل اللجنة.

ليس "المستقبل" في أزمة بالتأكيد، فالحريري، متى قرّر وتفرّغ، قادر على لمّ الشمل وغسل قلوب "الزعلانين"، إلا أنّ صوت الاعتراضات بدأ يعلو، وما كلام نهاد المشنوق الذي سيطلقه الليلة سوى "البارومتر" على ما تتّجه إليه الأمور...فهل تبقى سماء "المستقبل" زرقاء أم ستتلبّد بالغيوم، ولو صيفيّة؟

 

زواج المطلقين فصل خطير في مسلسل اضطهاد المسيحيين

جوزيف بشارة / 2010 الخميس 17 يونيو

ايلاف/عرفت المسيحية الاضطهاد واختبرته وعايشته منذ ميلادها قبل ألفي عاماً. حاولت قوى الشر عبر هذه القرون الطويلة القضاء على المسيحيين أينما وجدوا ولكنها لم تنجح أبداً. كان النصيب الأكبر من الاضطهاد الذي نالته المسيحية في منطقة الشرق الأوسط حيث ظهرت وترعرعت بالعكس لرغبة القوى المعادية لها. وقد ساعد الاضطهاد المسيحية كثيراً في الثبات على العقيدة والتمسك بالإيمان، حتى أن المسيحية أصبحت تعرف بأنها تبلغ ذروة قوتها في أوقات الشدة والضيق والأزمات. نال المسيحيون الشرقيون نصيباً كبيراً من الاضطهاد طوال القرون العشرين الماضية حيث تم قتلهم والتنكيل بهم وتشريدهم وقطع أرزاقهم، فضلاً عن حرمانهم من حقوقهم وتجريدهم من إنسانيتهم وفرض الجزية الظالمة عليهم منعهم من بناء الكنائس وإجبارهم على إنكار المسيحية إضافة إلى مهاجمة عقيدتهم والتشكيك فيها. ورغم كل أنواع البشاعات هذه وغيرها إلا أن أحداً لم ينجح في القضاء على المسيحية أو الوجود المسيحي في أية بقعة من بقاع المسكونة. ورغم الفشل الزريع الذي أصاب محاولات أعداء المسيحية إلا أنهم لم يتوقفوا عن اختراع طرق وأدوات ووسائل لمحاربة المسيحية وأرهاب الكنيسة. وفي هذا الإطار جاء حكم المحكمة الإدارية العليا المصرية مؤخراً بإلزام الكنيسة بتزويج المطلقين من أبنائها.

لم يأت حكم المحكمة الإدارية العليا ليحقق عدالة غائبة أو ليمنح إنساناً حقاً ضائعاً، ولكن المحكمة وقاضيها كانت لهما أهدافهما الخاصة التي رغبا في تحقيقها عن طريق الحكم. هدفت المحكمة من حكمها بإلزام الكنيسة المصرية بإصدار تراخيص زواج للمطلقين إلى أولاً: هدم مبدأ مهم من المبادئ التي تعتمدها المسيحية منذ نشأتها. ثانياً: إزلال الكنيسة عبر إجبارها على مخالفة تعاليم السيد المسيح الواضحة بشأن وحدانية الزواج والامتناع عن الطلاق. ثالثاً: إغراء المسيحيين بالزواج لمخالفة تعاليم المسيحية. رابعاً: تطبيق الشريعة الإسلامية على المسيحيين في مسائل الأحوال الشخصية ومن ثم التضييق عليهم وإنكار حقهم في نطبيق ما يتلائم ويتوافق مع تعاليم دينهم. خامساً: فتح الباب أمام أحكام مستقبلية تتناول مسائل عقيدية مسيحية وتتعارض مع التعاليم المنصوص عليها في الكتاب المقدس.

تعود مسألة رفض الكنيسة لفكرة الزواج الثاني إلى نصوص كتابية عديدة واضحة ولا لبس فيها. من هذه النصوص وما ورد على لسان السيد المسيح في إنجيل متى الأصحاح الخامس العدد الثاني والثلاثين"أما أنا فأقول لكم: كل من طلق زوجته لغير علة الزنى، فهو يجعلها ترتكب الزنى. ومن تزوج بمطلقة، فهو يرتكب الزنى." المسألة إذاً واضحة ولا تحتاج إلي نقاش. ومن يتبحر في المسيحية يدرك أن فكرة الزواج الواحد في المسيحية تعود إلى عدة أسباب من أهمها اولاً: الرغبة في السمو بالجسد الإنساني إلى أعلى المراحل والدرجات وهي الرغبة التي عبر عنا السيد المسيح صراحة ومن دون مواربة حين قال "كونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم السماوي هو كامل (متى 5 : 48) وقال الرسول بولس "فإنكم مازلتم جسديين. فمادام بينكم حسد وخصام (وانقسام)، أفلا تكونون جسديين وتسلكون وقفاً للبشر؟" (1 كورنثوس 3 : 3) ثانياً: المحبة الإلهية التي يجب أن تربط أبناء المسيحية المؤمنين بعضهم ببعض والتي تجعل منهم وحدة واحدة يستحيل معها حدوث انقسامات "مجتهدين أن تحافظوا على وحدة الروح برابطة الوفاق. فإنما هناك جسد واحد وروح واحد" (أفسس 4 : 3)، ولذا يصر الكتاب المقدس على ضرورة زواج المؤمن من مؤمنة "لا تدخلوا مع غير المؤمنين تحت نير واحد" (2 كورنثوس 6 : 14) ثالثاً: يشبه الكتاب المقدس الاتحاد الروحي الذي يربط بين الزوج والزوجة بالاتحاد الروحي بين السيد المسيح والكنيسة "فإن الزوج هو رأس الزوجة كما أن المسيح أيضاً هو رأس الكنيسة" (أفسس 5 : 23). ولأن المسيح والكنيسة لا ينفصلان أبداً فبالمثل الزوج والزوجة لا يمكن أن ينفصلا.

تسببت مسألة الزواج الثاني في المسيحية في إحداث نوبات من الجدل الواسع عبر تاريخ المسيحية الطويل، وكان مسيحيون غير مؤمنين أو مسيحيون بالوراثة لا بالإيمان شاءت ظروفهم أن يكونوا أزواج تعساء لم ينعموا بحياة زوجية سعيدة هم دوماً من أثاروا المسألة. وصمدت الكنيسة أمام كل الضغوط التي تعرضت لها لإباحة الزواج الثاني. وربما كان صراع الملك هنري السادس عشر (1491-1547) ملك بريطانيا العظمى مع الكنيسة الكاثوليكية للحصول على ترخيص بإلغاء زواجه الأول والحصول على ترخيص بالزواج الثاني من أهم المعارك التي خاضتها الكنيسة للوقف ضد مسألة السماح بالزواج. وقد أضطر الملك هنري السادس عشر للانفصال عن الكنيسة الكاثوليكية وتشكيل كنيسة خاصة في انجلترا حتى يتمكن الزواج من آن بوليين بعدما رفض البابا كليمنت الخامس عشر بابا روما عندئذ رفضاً باتاً فكرة منحه ترخيصاً بإلغاء زواجه الأول من الملكة كاثرين.

لم يكن موقف الكنيسة المصرية بقيادة البابا شنوده الثالث الرافض لفكرة التصريح بالزواج الثاني غريباً أو مفاجئاً. فما تتمسك به الكنيسة وما يصمم عليه البابا هو من صميم العقيدة المسيحية التي لم يحد عنها المؤمنون الحقيقيون على طوال القرون العشرين الماضية. ربما كانت هناك أخطاء ارتكبت في الماضي في غفلة من الضمير، وربما كانت هناك غفوات سقط فيها البعض في غياب الوعي السليم، ولكن الثابت في جميع الكنائس المستقيمة هو رفض الزواج الثاني إلا لعلة الزنا كما أوصى السيد المسيح. الغريب والمفاجئ هنا كان تدخل المحكمة في ما لا تختص به وإصدارها حكماً نهائياً يتعارض مع الإيمان المسيحي السليم. وقد قيل أن المحكمة استندت في حكمها على قرار للمجلس الملي العام، الذي يدير شئون الطائفة الأرثوذكسية في مصر، صدر عام 1938 ويفتح بموجبه الباب أمام الزواج الثاني لأسباب مختلفة. ولكن البابا فند أسس القرار الذي مضت عليه ما يزيد على السبعين سنة مشدداً على أن المجلس الملي عندئذ كان منفصلاً عن الكنيسة ولم يعبر عنها، ومذكراً بأنه نجح في تعديل القرار بصورة رسمية في عام 2008.

المثير أن العديد من ردود الأفعال الصادرة عن المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في مصر استخفت بمشاعر المسيحيين مما يعكس عدم استيعاب الكثيرين لمدى خطورة حكم محكمة القضاء الإداري. وقد خرج أحد رؤساء المحاكم السابقين في مصر على شاشات التلفزيون ليؤكد على ضرورة تنفيذ قرار المحكمة معلناً أن مصر حذت خطوات سبقتها لها دول العالم المتحضر في اعتبار الكنيسة هيئة عامة تخضع خضوعاً كاملاً للقانون ومحذراً من عقوبات قد تنزل بحق رجال الكنيسة في حال لم ينفذ القرار. وقد تجاهل رئيس المجكمة السابق أن أياً من محاكم الدول المتحضرة لم تتدخل في الشئون العقيدية للكنيسة، وأن الكنيسة الكاثوليكية في مختلف أركان العالم ترفض رفضاً باتاً التصريح بالزواج الثاني من دون أن يجبرها قانون أو يتطفل عليها قرار محكمة لإثنائها عن عقيدتها وإيمانها.

القضية جد خطيرة وهي كذلك ليس فقط لأنها تجبر المسيحيين على مخالفة تعاليم دينهم ولكنها خطيرة لأنها دليل جديد على مدى توغل جماعات التطرف في المجتمع المصري ومؤسساته بما فيها المؤسسة القضائية التي ينظر إليها على أنها العدالة. وحكم المحكمة القضاء الإداري هو حلقة من سلسلة أحكام صدرت في السنوات تنتقص من حقوق المسيحيين. فقد صدرت في السابق أحكام جائرة تمنع الاعتراف بالمتحولين أو العائدين للمسيحية، وصدرت أحكام تجبر أطفال مسيحيين على اعتناق الإسلام، وها هو حكم محكمة القضاء الإداري يجبر المسيحيين على الزواج الثاني المخالف لتعاليم الكتاب المقدس. ولا يعلم أحد ماذا ينتظر المسيحيين من أحكام ظالمة في الغد.

ومن المؤكد أنها لن تنتهي بالحكم الذي أصدره قاض محكمة القضاء الإداري لأن المسيحيين لن يتراجعوا خطوة واحدة عن تنفيذ تعاليم السيد المسيح. وقد أحسن البابا شنوده حين جلس في مؤتمره الصحفي للتأكيد على موقف الكنيسة من الزواج الثاني تحت الآيتين الكتابيتين اللتين تقولان "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" و"السماء والأرض تزولان ولكن كلمة واحدة من كلامي لا تزول" لأن البابا أوضح للجميع تمسكه الثابت بتنفيذ التعاليم المسيحية. الخروج من الطريق المسدود الذي وضع فيه قاضي محكمة القضاء الإداري كل المصريين يبدو أنه سيتطلب وقتاً وربما تدخلاً غير مسبوق من قبل المؤسسة السياسية لوقف العمل بالحكم. فتنفيذ الحكم عمل مستحيل، وتدخل المؤسسة السياسية لإلغاء حكم قضائي سيبدو غير مستحب من قبل الكثيرين. وربما كان الحل الوحيد، إذا أراد النظام المصري الحاكم، هو إقرار قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين الذي قال البابا شنوده أن الدولة تحتفظ به في أدراجها منذ عام 1980، وهو القانون الذي سيمكن الكنيسة من الإمساك بخيوط الأمور في مسائل الزواج والطلاق.

josephhbishara@hotmail.com

 

المرارة الأرمنية من اتساع المساحة التركية على الساحة اللبنانية : الأحزاب مربكة وانتقاد لذاكرة اللبنانيين المفقودة      

السفير /تعيش الأحزاب والطوائف الارمنية في لبنان اياما صعبة. فالانفتاح اللبناني والعربي المتزايد على تركيا، وكيل المدائح لها، والمساحة الواسعة التي باتت تحتلها في السياسة المحلية والإقليمية يرفع من إحساس الأرمن بالمرارة والعجز معا. موالاة ومعارضة، متحالفين مع «تيار المستقبل» او «الإصلاح والتغيير»، كلهم في الهم ارمن. يستمعون إلى المسؤولين الاتراك يستخدمون تعابيرهم وجملهم. يطالبون اسرائيل بالاعتراف بارتكابها مجزرة بحق اتراك مدنيين عزل على «اسطول الحرية» ويطالبونها بالاعتذار. ويسألون أين الاعتراف التركي بما اصابهم؟ واين الاعتذار؟ عقدت الاحزاب الارمنية الثلاثة «الطاشناق» و«الرامغفار» و«الهنشاك» اجتماعا لتنسيق الموقف وردود الفعل لكنها لم تستطع التوصل الى صيغة ملائمة للتعاطي مع هذا الموضوع لشدة دقته وتعقيداته. «فقد تحول الاتراك الى ابطال قوميين يحملون راية الدفاع عن القضية العربية والفلسطينية ونسي الجميع اعواد المشانق التي رفعت في العواصم العربية لخنق اصوات الاحرار في هذه الامة» كما يردد اكثر من مسـؤول حزبي ارمني.

يتساءل مسؤولون أرمن بحدة «كيف ينطلي على العرب واللبنانيين العداء المفاجئ لاسرائيل وهي ثاني دولة مسلمة في العالم اعترفت بالكيان الصهيوني واقامت افضل العلاقات معه. وكيف ينسون انها تحظى، كما اسرائيل، بالرعاية الاميركية الكاملة وتجمعهم معا شبكة مصالح وعلاقات حيوية»؟ ويقول هؤلاء في معرض انتقادهم «ان حسابات تركية داخلية املت على الحكم اتخاذ مثل هذا الموقف اضافة الى حسابات خارجية ابرزها انسداد افق الانضمام الى الاتحاد الاوروبي».

يراهن المسؤولون الأرمن «على الايام لتظهر انه لا يمكن الاتكال على تركيا التي تتصرف كدولة عظمى تحاول توسيع نفوذها والتمدد في العالم العربي بعدما تعذر عليها الدخول الى العالم الاوروبي».

لكن في الانتظار تعيش الأحزاب الارمنية احدى اصعب المراحل.

فجأة وجد ممثلوها انفسهم يقفون دقيقة صمت عن ارواح الشهداء الاتراك.

فحين دعت «كتلة تيار المستقبل» إلى اجتماع استثنائي للبحث في الاعتداء على «أسطول الحرية» تغيّب النواب الأرمن الثلاثة. وفي الاجتماع الدوري في اليوم الذي تلا وقف الجميع مجددا دقيقة صمت، أحرج النواب ووقفوا. برروا لأنفسهم ان «في القافلة شهداء غير أتراك والقضية محقة». لكن ذلك لم يمنع المرارة من أن تتصاعد الى الحلق. وحين سجل نواب أرمن بعض الملاحظات، داعين إلى عدم المبالغة في الدور التركي أبدى كثر من زملائهم استياءهم. واخذ الكلام في بعض وجوهه منحى طائفيا خلص إلى المفاضلة «بين دور إيران الشيعية وتركيا السنية». هذا وضع «الهنشاك» و«الرامغفار» والأرمن الموجودين في فلك «قوى 14 آذار». أما «الطاشناق» فليس حالهم أفضل. فهم في الموضوع التركي يعتبرون أنفسهم الأكثر تشددا. ولكنهم يقفون اليوم بين مطرقة علاقاتهم الداخلية وسندان العلاقة التركية - السورية.

فالحزب مرتبك في صياغة موقف وحتى سلوك من التطورات المتسارعة للدور التركي. يتابع بانزعاج مسار العلاقات المتحسنة باضطراد بين سوريا وتركيا ويدرس انعكاساتها عليه وعلى القضية الارمنية. يسترجع محطات محددة آخرها ذكرى إحياء المجازر الارمنية في 24 نيسان حيث تغيّب ممثلو الرؤساء الثلاثة عن الحضور والمشاركة. يومها فهم الإشارة لكنه حاول عدم تحميلها اجتهادات خاصة. اليوم يقرأها بصورة مختلفة. صورة غير مطمئنة. لكنه لا يملك وسائل الرد. يسمع من حلفائه «نصائح» عن ضرورة «تجاوز الماضي وعن اهمية السياسة البراغماتية والواقعية وعن ضرورة تغليب لبنانيته على ارمنيته». يجيب المعنيون باقتضاب وتزداد المرارة في الحلق. «فبعد كل هذا العمر لم نستطع أن نجعل مواطنينا اللبنانيين يتحسسون وجعنا» يقول «المعتدلون» بينهم. اما الأكثر تشددا فيعلنون في مجالسهم الضيقة «اصبح مفهوما اليوم لماذا وضع لبنان والعرب على هذا المنوال. انهم شعوب بلا ذاكرة». وما يزال «الطاشناق» و«الهنشاك» و«الرامغفار» يبحثون عن سبل المواجهة ويتحضرون للأسوأ «ماذا لو قرر السيد حسن نصرالله ان يزور تركيا فعلا؟ كيف يمكننا تقبل استقبال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان استقبال الأبطال في لبنان كما يقال ويتم التحضير له؟ كيف ُنفهم سائر اللبنانيين ان إسرائيل وتركيا مبنيتان على خلفية عنصرية واحدة وان الاتراك يستغلوننا جميعا وفقا لمصالحهم ولاجندتهم الخاصة التي لا تندرج فيها مصالحنا على الاطلاق وان بدا للحظة انها تتقاطع معها».

لكن الارمن لا يجدون اللغة التي يخاطبون بها شركاءهم في وطن يبدو ان لكل فئة وطائفة وحزب فيه همومه الخاصة وقضاياه الخاصة ومرارته الكامنة.

 

انزعاج من تقرير أميركي عن لبنان وإدارات رسمية تهيّئ ردوداً عليه

النهار/خليل فليحان     

تحرص وزارة الخارجية الاميركية على إصدار تقارير سنوية تتناول مسائل داخلية لبعض البلدان كالحريات العامة و"الاتجار بالافراد" والظروف التي يعمل وسطها بعض الاجنبيات في لبنان من خدم وفنانات ونواحٍ معيشية أخرى. صحيح أن تلك التقارير تتناول مثل هذه العناوين في دول كثيرة منتشرة في العالم، لكن مضامين بعضها تؤذي سمعة لبنان ولا تعود بالفائدة على الولايات المتحدة الاميركية، وخصوصاً أن الدوائر المختصة التي تعد تلك التقارير معروفة، وتبلغ المآخذ بالطرق الديبلوماسية الى وزارات الخارجية بهدف تصحيح الخلل، بل تنشر تلك التقارير على الموقع الالكتروني للخارجية في واشنطن.

ويوضح المسؤولون الاميركيون الغرض الكامن وراء هذه الانتقادات في تقرير رسمي كتبت مقدمته وزيرة الخارجية، ويأتي الجواب في كل مرة ان هذه توصيات غير ملزمة بل ترمي الى تقويم الاعوجاج وفقاً للمقاييس الدولية المعترف بها. وتأتي هذه الايضاحات في كل مرة تتحرك الوزارات المعنية التي انتقد التقرير قضايا متصلة باختصاصها. والمستهجن أن طلب السلطات اللبنانية الكف عن تناول الهنات المطروحة وعدم نشرها لم يؤد الى تجاوب المسؤولين في الخارجية الاميركية مع هذه الرغبة لجهة تدخل دولة كبرى في شؤون لبنانية داخلية وتربطها بلبنان علاقات ديبلوماسية تاريخية ويمكن وصفها في السنوات الخمس الأخيرة بأنها جيدة على الأقل اذا لم يكن أكثر.

وتوقعت مصادر مسؤولة ان تتحرك وزارة الداخلية للرد على العديد من الانتقادات حول قضايا تعود الى اختصاصها، وأيضاً وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية، وما اذا كانت صحيحة أو خاطئة أو ما بين بين أو مبالغاً فيها وتفتقر الى الدقة لجمعها في وزارة الخارجية لتقوم بدورها بابلاغها الى الدائرة التي أصدرت هذا التقرير في الخارجية الاميركية.

وأعربت عن انزعاجها لاتهام لبنان بأنه "يخدم نقطة ترانزيت للنساء والأولاد من أوروبا الشرقية الذين يرغمون على ممارسة الدعارة في الشرق الأوسط". وتوقفت عند اهتمام واضعي التقرير بإيراد احصاء عن عدد النساء اللواتي يدخلن لبنان بتأشيرات "artiste" بلغ نحو 4518 امرأة يحملن مثل هذه التأشيرات من أوروبا الشرقية وتونس والمغرب للعمل في "صناعة الترفيه" في لبنان أي "الاتجار بالجنس". واستغربت زعم التقرير ان لبنان لا يروج فقط لما يسميه "الدعارة القسرية" بل أيضاً للعمالة القسرية وكأنه يتهم العائلات اللبنانية باساءة معاملة الخادمات في منازلها من جنسيات فيليبينية واثيوبية وسري لانكية ومدغشقرية. وأكدت ان هذه التهمة مبالغ فيها. صحيح ان هناك شواذاً للقاعدة وعائلات تهين الخادمات اللواتي يعملن لديها، لكن ذلك محدود ولا يجوز التعميم، ويمكن التأكد من ذلك من المكاتب التي تؤمن مجيء هؤلاء.

ولاحظت ان التقرير اعترف بأن الحكومة اللبنانية تبذل الجهود الجدية لالغاء الاتجار بالافراد، لكنه اتهمها في الوقت عينه بعجزها عن توفير الضمانات الكافية لحماية الافراد، وكذلك فهي لا تمتثل كلياً للحد الأدنى من المقاييس ذات الصلة بذلك النوع من الاتجار. ويطالب التقرير بمعاقبة المتهمين بارتكاب جرم "العمالة القسرية"، وقد فنّد أسباب التقصير اللبناني الرسمي ومن بينها الجمود الذي نشأ بفعل الانتخابات النيابية التي جرت في حزيران الماضي والفراغ الحكومي في الفترة الواقعة بين شهري حزيران وتشرين الثاني.

وسألت بأي حق تنصّب وزارة الخارجية الاميركية نفسها المرجعية للتدقيق والمحاسبة بمثل هذه الملفات الداخلية اللبنانية؟ واذا كان ذلك مشروعاً ومسموحاً فلماذا لا تحذو حذوها وزارات خارجية الدول الكبرى الروسية والفرنسية والبريطانية والصينية؟ ولفتت الى ان الكثير من وزراء الخارجية اللبنانيين الذين تعاقبوا في السنوات الأخيرة، أثاروا مع الجانب الاميركي "التشهير والسمعة السيئة عن بعض مكونات المجتمع اللبناني"، ودعوا الى التعاطي الثنائي به عبر القنوات الديبلوماسية. ويتكرر الجواب الاميركي الرسمي بأن "توصيات التقرير غير ملزمة والمهم معالجة الثغرات في الميادين التي كانت موضع انتقاد من أجل تصويبها". وسألت بالفم الملآن: أين القيادات السياسية المدافعة عن سمعة البلاد وصيتها؟

 

جنبلاط بعد زيارة شكر لبري: اليمين يصنع الفتن ويدمّر المجتمعات

النهار/استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في السابعة والنصف مساء امس رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي قال بعد اللقاء: "مرت فترة لم استطع ان ازور دولة الرئيس بري فقط لانشغالي ببعض السفر، لكن اتيت اليوم خصوصا لأشكر دولته على موقفه في ما يتعلق بتسهيل العيش الكريم للاجئ الفلسطيني في لبنان. وصحيح بالامس لم نستطع ان ننجز ونعطي الشعب الفلسطيني اللاجئ في لبنان الحد الادنى من الضمانات الاجتماعية وحق العمل نظرا الى اننا ادخلنا في دوامة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد، وهي دوامة التوطين، طبعا ادخلها البعض، لكن ان شاء الله بعد شهر كما وعد الرئيس اتمنى ان يكون هناك جو ألطف وبعيدا عن التشنج من اجل اعطاء هذا الشعب الحد الادنى من حقوقه الانسانية والمعيشية في انتظار قيام حقه المشروع في فلسطين في دولة فلسطين. هذا كل ما احببت ان اقوله كما شكرت بالامس بعض من تيار المستقبل وحزب الله من خلال الاستاذ حسن فضل الله".

سئل: اتهمت الفريق اليميني في لبنان بانه اغبى يمين؟

اجاب: "اليمين يبقى يمينا، اليمين يصنع الحروب، اليمين يصنع الفتن ليس فقط في لبنان بل في كل العالم. اليمين يدمر المجتمعات، اليمين ببعده الاقتصادي والاجتماعي لا شيء، لكن طبعا في لبنان كنت اتمنى ان لا نعود الى هذه النغمة القديمة البالية. على اية حال لن اقف عند بعض من الازيز او بعض من الخربشة التي صدرت، لا بأس لقد تجاوزنا هذا الامر من بعيد، فلنر في الجلسة المقبلة، على امل ان تذوب تلك المفاصل".

سئل: هل سيؤثر هذا الازيز على الجلسة المقبلة؟

اجاب: "لا يؤثر شيئا. القافلة تسير والتاريخ يتقدم، والعالم بأسره ما عدا اميركا واسرائيل وبعض الاصوات السخيفة هنا وهناك في اوروبا وغير اوروبا المرعوبة من ان تسمي الامور باسمائها، ومرعوبة من قضية الهولوكوست لكن العالم كله مع قضية الحق، قضية فلسطين".

سئل: ما هي شروطكم على الاقتراحات الجديدة لكي تكون مستوفية وتحقق العيش الكريم للشعب الفلسطيني في لبنان؟

اجاب: "لا شيء، اننا نطلب ضمانا اجتماعيا وحق العمل. لدينا في لبنان عشرات الآلاف من العمال العرب وغير العرب يعملون في لبنان ومن خلالهم الاقتصاد اللبناني والزراعة تتقدم، الا يحق للفلسطيني ان يعمل كغيره؟ لكن هناك افقا ضيقا".

وكان بري استقبل رئيس المحاكم الجعفرية الشيخ حسن عواد، ومفتي صور الشيخ حسن عبد الله، فالمدير العام لادارة حصر التبغ والتنباك ناصيف سقلاوي.

كذلك، التقى وزير الصحة محمد جواد خليفة وناقشا شؤون الوزارة.

 

استفراد قوى سياسية كالسابق يستدعي رسائل ديبلوماسية

أبعاد مسيحية وسورية للاستقبالات في العاصمة الفرنسية

روزانا بومنصف/النهار

حين استقبلت الخارجية الاسبانية قبل مدة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في مدريد، لم يخف سفراء في المجموعة الاوروبية عدم تحبيذهم لهذه الخطوة انطلاقا من فتح الباب امام حتمية دعوة اسبانيا ممثلي كتل اخرى لزيارتها، خصوصا المسيحيين منهم، علما ان الدعوات شملت اكثر من رؤساء الكتل المسيحية. وكان الامر مصدر عدم ارتياح نظرا الى اعتبار آخر يتمثل في ان مثل هذه الاستقبالات يمكن ان تسحب من الدول الاوروبية او الغربية عموما ورقة مطالبة سوريا بالكف عن استخدام التعامل مع لبنان من خلال فتح ابواب جانبية مع نواب وسياسيين لبنانيين تتعامل معهم دمشق تحت ذريعة العلاقات العائلية بين الشعبين على نحو مواز للسلطة اللبنانية، وفق ما كان يجري في السابق من حيث امتلاك دمشق القدرة على التحكم في الوضع من خلال هذه العلاقات المباشرة والشخصية، في حين ان التعاطي ينبغي ان يتركز على نحو رسمي وبين المؤسسات وعدم تجاوز هذه الاخيرة او جعل حلفاء دمشق سلطة رديفة لسلطة مؤسسات الدولة. كما ان الامر يمكن ان يحرج دولا اوروبية اخرى متى طلب زعماء لبنانيون زيارتها ولقاء مسؤولين فيها علنا، إن من حيث اضطرارهم الى اعتماد مبدأ الشمولية في الدعوات او الاستقبالات، فتطول هذه الاخيرة غالبية الزعماء او رؤساء الكتل النيابية، او من حيث اضطرارهم الى خرق مبدأ رسمي وبروتوكولي عبر هذه الاستقبالات غير المعهودة.

لذلك فان استقبال العاصمة الفرنسية قبل يومين لرئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع، على رغم اندراجها ضمن جولة شملت دولا عربية واوروبية، وضعتها مصادر سياسية في اطار عاملين:

الاول يتصل بسوريا في الدرجة الاولى باعتبار ان استقبال مسؤولين فرنسيين لجعجع، والذي تزامن واستقبال الرئيس السوري بشار الاسد لنظيره اللبناني ميشال سليمان في دمشق، يفيد بعدم رضى باريس عن عدم التزام سوريا وعودا كانت قطعتها للعاصمة الفرنسية من حيث التزامها عدم التدخل في شؤون لبنان، إن من حيث تصنيف اللبنانين او استهداف البعض منهم على مواقفهم متى كانت متناقضة مع مواقف افرقاء لبنانيين آخرين. وهي الرسالة التي تفيد بوعي العاصمة الفرنسية هذا الواقع وعدم تجاهله ولو ان القيادة السورية لا تتقدم الى الواجهة في هذه المسألة، كما تفيد الرسالة ان العودة الى السابق غير مقبولة، وهو الامر الذي يسري على زيارات جعجع للعواصم الاخرى اذ ان لها مغزى من حيث توقيتها. وهذا المغزى يكمن في واقع ان استفراد قوى معينة كما جرى في السابق غير مسموح، مثلما هو الامر بالنسبة الى عدم التدخل مجددا في لبنان وشؤونه الداخلية واللعب على توازنات القوى السياسية فيه. وكانت الاستهدافات من جانب قوى وشخصيات حليفة لسوريا لرئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" اعادت الى الواجهة سيناريوات العام 1994 واستدرجت سيناريو آخر في المقابل يواجه هذه الاستهدافات ويفترض ان يضع حدا لها من حيث المبدأ. والواقع ان الامور ليست متروكة على غاربها في لبنان، وهي لا تزال تحت المراقبة والمتابعة على حد سواء وإن بنسب مختلفة عن الاعوام الاخيرة.

وتجدر الاشارة الى ان ابرز التحفظات الاميركية عن تطور الحوار مع سوريا يتصل بعودتها الى محاولة استرجاع نفوذها في لبنان من خلال اعتماد الآليات نفسها كما في الماضي وبالطموحات نفسها، بغض النظر عن مدى القدرة على ذلك او مدى الدعاية ومقدارها في مثل هذا الامر الذي يساهم في استسلام المعنيين للواقع القديم المستجد.

وقد حملت هذه الزيارات لرئيس الهيئة التنفيذية ابعادا باعتبار ان تحضيرات رسمية كانت تجرى لزيارة زعماء ومسؤولين آخرين، فيما قفزت الى الواجهة زيارة لجعجع لم يتوقعها كثر، ولبعض العواصم تحديدا. اضف الى ذلك ان البعض اعطى بعدا اضافيا لوجود البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير في باريس تزامنا مع زيارة جعجع، وهو البعد المتصل بخصوصية الوضع المسيحي وضرورة عدم المس به خصوصا متى كان تعبيرا عن الرأي مخالفا لرأي الآخرين من حلفاء دمشق.

والامر الآخر يتصل بما سبق ان ابلغ به بعض الزعماء اللبنانيين وما شكلته زيارة جعجع لباريس في هذا الاطار. وفي ضوء سعي الرئيس السوري منذ بضعة اشهر الى تأمين استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للعماد ميشال عون وتمييزه على نحو مختلف عن زعماء الكتل النيابية اللبنانية الى حد تكريسه الزعيم المسيحي الاساسي في وجه بكركي وسائر القوى الاخرى، بمن فيهم موقع الرئاسة الاولى، مثلما سعت دمشق الى القيام بذلك، فان الرسالة الفرنسية هي ان استقبالات الاليزيه محصورة بالرؤساء وبالبطريرك الماروني متى كانت تتعلق بالرئيس الفرنسي، في حين ان زيارات الزعماء المسيحيين سيتم التعامل معها على مستوى وزارة الخارجية الفرنسية، ويمكن الراغبين من هؤلاء ممن يحتفظون بعلاقات مع مستشاري ساركوزي ان تفتح ابواب الاليزيه لهم، لكن ليس للقاء الرئيس الفرنسي.

وتاليا فإن في هذه المسائل الصغيرة الكثير من الاشكاليات اللبنانية الداخلية الطوائفية، اذا صح التعبير، وكذلك من الاشكاليات المتعلقة بالعلاقة مع سوريا وفق ما تظهر جميع المؤشرات.

 

علاقات لبنانية - سورية متحررة من عقد الماضي ؟

علي حماده/النهار

كانت القمة اللبنانية – السورية ناجحة بكل المقاييس وفق ما اشيع من الجانب اللبناني بعد عودة الرئيس ميشال سليمان من دمشق. فقد اعتبرت اوساطه ان القمة حققت اربع نقاط مهمة، اولها، تلقي سليمان جرعة معنوية – سياسية من نظيره السوري في ما يتعلق بدور الرئاسة في "ضمان السلم الاهلي الداخلي". وثانيها اعلان نيات سورية للدفع قدماً بأعمال اللجنة التحضيرية المشتركة بين البلدين، وثالثها، قرار انعقاد المجلس الاعلى اللبناني – السوري قريباً، وآخرها وعد الرئيس السوري بتلبية دعوة خطية قدمها اليه الرئيس سليمان لزيارة لبنان "في الوقت المناسب".

طبعاً جرى حديث عن اهمية المجلس الاعلى استناداً الى المثال السوري – التركي الذي اورده الرئيس السوري كعامل مهم في تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وطبعاً كانت الاشادة "الابوية" بمسيرة الرئيس سليمان منذ كان قائداً للجيش، وهذه مسائل ايجابية اذا ما اخذنا في الاعتبار ان العلاقات بين البلدين عبرت مرحلة حرجة في السنوات الخمس الاخيرة. ولكن هل هذا كل ما يحتاج اليه البلدان لتحسين علاقاتهما؟ بالطبع لا.

لقد جرت الاشادة بالرئيس سليمان، وهذا اضعف الايمان لما يتصف به الرئيس اللبناني من مقومات وايجابيات في العديد من الميادين، ولا سيما في ميدان تحليه بروح المسؤولية. ولكن هل كانت الاشادة نتيجة مواقف اتخذها سليمان في المدة الاخيرة في شأن خلافي كبير في البلاد مثل موضوع "حزب الله"؟ فقد كان للرئيس اللبناني موقفان خلافيان في الآونة الاخيرة كاستعادته قولاً عن "المقاومة" باعلانه انه يحميها برموش العين! او اعلانه موقفاً يقفز فوق الخلاف الوطني الكبير بتثبيت مقولة دور الجيش والشعب والمقاومة في الدفاع عن لبنان بشكل متواز، بخلاف ما كان اعلنه قبلاً من ان المقاومة تبدأ حيث يعجز الجيش عن الدفاع عن الوطن!

امر آخر يستدعي ايضاحات، ولا يتوقف عند الرئيس سليمان وحده بل يشمل كل اركان الدولة ولا سيما رئيس الحكومة، هو امر المجلس الاعلى اللبناني – السوري الذي كان ولا يزال مسألة مقلقة ولا سيما ان قياسها على المجلس السوري – التركي لا يستوي في ظل العلاقات اللبنانية – السورية التي لم تتحرر من المنحى "الابوي" السوري بما يجعل المجلس الاعلى بين البلدين اشبه بمجلس كونفيديرالي في غياب ارادة لبنانية جامعة بالتحرر من التطلع الى وراء الحدود. ومن هنا فإن تثبيت المجلس كمرجعية مؤسساتية بين البلدين يلغي حكماً دور السفارات بين البلدين، ويحيلها الى دور ادنى من دور بروتوكولي. لا نقول هذا الكلام تركيزاً على سلبيات دون ايجابيات، بل للقول ان ثمة قضايا اخرى وجبت معالجتها، مثل ترسيم كامل الحدود بما فيها مزارع شبعا، وطلب مساعدة حقيقية من الجانب السوري لتفكيك القواعد الفلسطينية التابعة له واستعادتها الى ما وراء الحدود نهائياً، واخيراً وليس آخراً المضي في مراجعة ملف الاتفاقات بين البلدين مع الحرص على ان بنوداً متعلقة بحرية الاعلام لا يجوز ان تكون موضع بحث او مراجعة، او بنوداً متعلقة بالجانب الامني ولا يجوز ان تصير بمثابة اجازة مفتوحة لتحويل اجهزتنا الامنية الوطنية اجهزة تابعة تحت شعار المصالح الامنية المشتركة بين البلدين. اننا من أشد المؤيدين لقيام علاقات متينة بين لبنان وسوريا بصرف النظر عن الحكم القائم في دمشق. والمهم هنا ان يعي المسؤولون اللبنانيون ان القبول مرة جديدة بقيام علاقات غير متوازنة سيكون استثماراً في علاقات ستبقى في المستقبل معرضة للاهتزازات في كل مرة تتحول فيها رياح المنطقة. نحن نريد علاقات لبنانية – سورية متحررة من عقد الماضي، لبنانية كانت ام سورية.

 

الحركة اللبنانية الحرة": الحملة على النائب فتفت "مبرمجة ومفبركة"

وطنية - 17/6/2010 - هنأ المكتب السياسي ل"الحركة اللبنانية الحرة" في بيان اليوم، كاظم الخير بفوزه بالمقعد النيابي في قضاء المنية - الضنية، معتبرا ان "هذا الفوز انتصار لمبادىء السيادة والحرية والاستقلال والكفاءة". واعتبر البيان ان "الضجة التي رافقت الانتخابات والتي طالت بشظاياها النائب احمد فتفت ما هي الا "زوبعة في فنجان"، وان الحملة التي تعرض لها على خلفية الانتخابات البلدية "مبرمجة ومفبركة"، وفي جزء منها "استهداف شخصي له، نظرا لمواقفه الوطنية".

 

رد دعوى "سوسييتيه جنرال" ضد OTV وتضمين المدعي الرسوم والنفقات الثانوية

وطنية - 17/6/2010 - أصدرت قاضية الامور المستعجلة في بيروت زلفا الحسن قرارا معجل التنفيذ في دعوى شركة "سوسييتيه جنرال" ضد تلفزيون "او.تي.في." في موضوع تصفية غرامات. وقضى الحكم بالآتي: - رد الدفع لعدم الاختصاص المكاني. - رد الدفع لعدم الاختصاص النوعي. - قبول الطلب الاضافي شكلا. - رد الدعوى بما فيها الطلب الاضافي. - رد طلبي فتح المحاكمة. - رد سائر الاسباب والمطالب الزائدة او المخالفة. - تضمين المدعي الرسوم والنفقات الثانوية.

 

 

فيلتمان ومئات ملايين الدولارات التي رصدت لتشويه صورة المقاومة في لبنان 

تقرير خاص قناة المنار – منى طحيني / 17/06/2010

فيما لم يخفت بعد بريق الاتفاقية الأمنية التي وضعت سيادة لبنان في مرمى العين الأميركية، ها هي السيادة اللبنانية توضع مجدّداً تحت السكين الأميركية، ولكن من خلال مئات الملايين من الدولارات رصدت لتشويه صورة المقاومة.

فمع فضيحة جديدة ببصمة أميركية كان لبنان على موعد في الثامن من هذا الشهر... جيفري فيلتمان سفير الولايات المتّحدة الأميركية في لبنان سابقاً ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى حالياً بقّ بحصة سيكون لها حصّة كبرى من الاستفسار والتعليق في أروقة وزوايا دوائر القرار اللبناني...

ففي شهادة أمام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأدنى وجنوب ووسط آسيا في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قدّم فيلتمان شهادته حول حزب الله وموقعه في لبنان... لكنّ الأهمّ في تلك الشهادة، كان الاعتراف الذي سجّله بصراحة سيكون لها أكثر من نتيجة ونتيجة.

وقال فيلتمان في شهادته تلك: "الولايات المتحدة تقدّم المساعدة والدعم في لبنان للتخفيف من  جاذبية حزب الله لدى الشباب اللبناني وذلك عبر الوكالة الأميركية للتنمية ومبادرة الشراكة الشرق أوسطية. وقد أسهمنا بأكثر من 500 مليون دولار لتحقيق هذا المسعى".

 ويقول عضو كتلة الوفاء للمقاومة في لبنان النائب نواف الموسوي لقناة المنار في هذا الاطار: "بحسب معلوماتنا وهذا الامر ممكن معرفته من خلال ما قاله فيلتمان فهو قال ان الولايات المتحدة دفعت هذا المبلغ  والذي هو اكثر من 500 مليون دولار عبر الوكالة الاميركية للتنمية وعبر مبادرة الشراكة الشرق الاوسطية وهذه الاموال لمن تدفع، انها تدفع لوسائل الاعلام، احزاب ، جمعيات وشخصيات. لذلك بامكاننا القول ان هناك الكثير من سيل الكلمات والخطابات والبرامج التي نالت من حزب الله بانها برامج مدفوعة الثمن من الادارة الاميركية".

النائب الموسوي كشف عن هذه الفضيحة في مجلس النوّاب وعلى مسمع من نوّاب الأمّة، والمطلوب اذا خطوة بحجم هذه الأمّة.

ويقول النواب الموسوي في هذا المجال: "ما حصل فضيحة والصمت عليها يساوي ايضاً فضيحة لاننا اليوم ضبطنا وبالجرم المشهود مجموعات في لبنان قد قبضت من الاميركيين ولا يقولن احد لنا ان هذه اتهامات وتخوين. نحن في هذا الموضوع سنعرضه في كل اللجان التي يتواجد فيها نواب لحزب الله والتي تعنى بالامر اي ان عملها يتصل بعمل الوكالة الاميركية للتنمية وبعمل مبادرة الشراكة الشرق اوسطية. وكل لجنة نحن موجودون فيها لها علاقة بالهيئتان اللتين تحدث عنهما فيلتمان سوف نفتح الملفات وسنقول نريد التحقق والتدقيق ونريد معرفة خلفية هذا الموضوع ولماذا والى اين انتهى هذا الموضوع".

وبدل العمل بالتورية بمنافذ أوروبية أو عربية أحيانا، جهرت الادارة الأميركية بعملها المباشر على تشوية صورة حزب الله الايجابية لدى شباب لبنان ... صورة اعترف الأميركي قبل غيره بصعوبة التخفيف من جاذبيّتها.

 

أين الحوار؟

أيمن جزيني

لبنان الآن

الخميس 17 حزيران 2010

أن لا يطلب الرئيس فؤاد السنيورة او الدكتور سمير جعجع من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان تأجيل انعقاد طاولة الحوار إلى حين عودتهما إلى لبنان لهو أمر مفهوم. أما ان لا يبادر الرئيس سليمان إلى التأجيل من تلقائه بسبب غياب ركنين أساسيين من أركان طاولة الحوار عنها، فهو أمر غير مفهوم، حتى لا يدفعنا تتبع المنطق إلى قول رأي آخر.

بعض أركان الحوار، ونِعم الحوار، يعلن من دون تردد: الحوار افضل بلا جعجع. الزعيم الوطني لزغرتا واقضيتها سليمان فرنجية يريد حواراً مع من يوالونه. هكذا نفهم ان الحوار المطلوب هو حوار في تفاصيل الخطة التي أقر "حزب الله" خطوطها العامة. كأن يبلغ رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد كل عضو من أعضاء الحوار ما هي المهمة التي يرتئيها "حزب الله" له بما يخدم الخطة العامة.

المعلن في القول والمستتر في استمرار الدعوة من دون تأجيل، يوحي ان ثمة ارتياحًا ما لدى فريق من اللبنانيين لغياب اثنين من صقور 14 آذار. وتالياً من الأفضل لهذا الفريق ان يحاور الحمائم بدلاً من الصقور، لعل وعسى.

الارتياح من حق اي كان، لكنه في السياسة يعني ان بعضاً من القادة اللبنانيين يريد ان يتخلص من خصومه المزعجين. اصلاً لم تتوقف الحملات المنظمة على الرجلين، متهمة اياهما بالخيانة العظمى تلميحاً وجهراً.

ومعنى ان يرغب بعض القادة اللبنانيين بالتخلص من خصومه المزعجين، يفيد اولاً وآخراً ان هذا البعض لا يرى الحوار حواراً. انه تحصيل حاصل من اثنين: اعتراف بالهزيمة ومترتباتها ومقتضياتها وتالياً الافتراض ان ليس ثمة ما يحتاج اللبنانيون للتحاور بشأنه، طالما ان بعضهم يمثل الشعب اللبناني وبعضهم لا يمثل أحداً. والحاصل الثاني ان للحوار هدفًا واحدًا اوحدًا، هو ان يقتنع المعترضون على تعاظم ادوار "حزب الله" في تقرير المصير اللبناني بحقه في حيازة هذا الدور.

لكن العكس ليس صحيحاً، إذ ما من قوة او سبب او حجة تستطيع ان تقنع "حزب الله" بتقليص رقعة ادواره في لبنان براً وبحراً وجواً وخارج لبنان أيضاً. إذاً، تنعقد طاولة الحوار في غياب اثنين من أبرز اعضائها لعل الكثرة تغلب القلة بحجتها هذه المرة، وينجح موالو "حزب الله" في تجنيب البلد ازمة داخلية متجددة.

اما حظ القلة في إقناع الكثرة بوجاهة رأيها وصواب منطقها، فليس له محل من الإعراب.

إذاً يجتمع اركان الحوار على الطاولة، ليس لأن كل ركن منهم له رأيه الذي يجب اخذه في الاعتبار، بل لأن ثمة رغبة صادقة لدى بعض حلفاء "حزب الله" في إقناع من يرونه مضللاً وغير مدرك لمصلحته من الطرف الآخر بجدوى اتباع منطقهم ورأي رأيهم. وهذا أمر يكون أسهل على هؤلاء حين يكون بعض اركان الجانب الآخر غائبين.

الحوار افضل بلا جعجع، تعبير يخفي تعبيراً أفدح: البلد أفضل بلا جعجع. هل ثمة طريقة مناسبة للتخلص منه دون ان يسبب لنا وجع رأس؟ فليهاجر إلى البرازيل مثلما نصحه احد اركان الدولة منذ زمن. على هذا ثمة من يعتبر الحوار الأمثل هو الحوار الذي قد يقوم بين الزعيم الزغرتاوي سليمان فرنجية وقادة "حزب الله". هذا حوار يخفف وجع الرأس، لأن الطرفين متفقان على كل شيء تقريباً. اللهم ما عدا عدد الصلوات في اليوم الواحد

 

جنازتان وعرس

محمد سلام/لبنان الآن

الاربعاء 16 حزيران 2010

تكونت الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط في النصف الأول من القرن العشرين من ثلاثة مشاهد: جنازة، وعرسان. الواقع اليوم انقلب ليعكس واقعا مناقضا يتكون من جنازتين وعرس.

 القرن الماضي شهد جنازة الامبراطورية العثمانية بما هي آخر دولة إسلامية-أممية برئاسة خليفة. كما شهدت بداياته، تحديدا في العام 1916، عرس الأمبراطورية العربية (الثورة العربية الكبرى) الذي استعيد وجدانيا، لا واقعيا، مع ناصر في العام 1952 قبل أن ينتهي محافظا على مراسم العرس في "أوبريت الحلم العربي" التي غابت حتى عن المسارح واستقرت في أقراص مدمجة ألقيت على رفوف مكتبات بعض النوستالجيين كي يغلفها الغبار.

 العرس الثاني الذي ميز القرن الماضي، على الرغم من تحفظ كاتب هذه السطور على الوصف المستخدم، كان "عرس" قيام دولة إسرائيل.

واستقرت الخارطة الجيوسياسية للمنطقة على المشاهد الثلاثة إلى أن طفا على السطح الواقع الجديد.

 *الجنازة الأولى:

إسرائيل، التي كانت قد أقامت عرسها في القرن الماضي على جثث ضحايا المحرقة النازية، تشهد اليوم جنازة الضحية، بمعنى أنها تحوّل - بقرار منها وبمحض إرادتها وبموجب خطة ممنهجة أعدتها - صورتها من ضحية مزعومة إلى جلاد أكيد.

 الجنازة الإسرائيلية، أو جنازة الضحية، أطلقتها إسرائيل رسميا، وبتعمد، يوم قررت (وأشدد على قررت) مهاجمة أسطول الحرية التركي المدني وقتل من قتلت من الناشطين المدنيين العزل على متن إحدى سفنه.

 لماذا قررت إسرائيل دفن صورة الضحية؟

 ببساطة، لأنها بدأت تنعكس سلبا عليها، وتصيب الأساس الفكري لوجودها، وهو يتلخص بعبارة "إسرائيل هي الأرض الآمنة لليهود".

 على أساس تلك العبارة، أقامت إسرائيل مجتمع الضحية وعملت على حمايته بموجب صيغة "التفوق" العسكري على مجمل محيطها.

 ولكن عندما وصل تهديد الصواريخ إلى كل إسرائيل وفق ما أعلنه السيد حسن نصر الله في شباط الماضي، قررت إسرائيل أن تحول وضعية مجتمعها من ضحية إلى جلاد، كي لا ينعكس التهديد، حتى وإن لم ينفذ، هجرة معاكسة من إسرائيل إلى خارجها، وثانيا، كي تبرر لشعبها ولجماعات الضغط اليهودية وعبرها للعالم ما تعتبره حقها في الدفاع عن مجتمعها، حتى وإن وصل الأمر إلى "إبادة" مجتمع، أو مجتمعات، "العدو".

وكان الهجوم على أسطول الحرية بمثابة إعلان رسمي لهذا التحول، بل بمثابة إصدار شهادة ولادة رسمية لإسرائيل الثانية.

 *الجنازة الثانية:

إيران، التي بقيت خارج الحدث السياسي للشرق الأوسط خلال سبعة من عقود القرن العشرين، تمر بحقبة جنازة "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" التي أنتجها الإمام الخميني في الفصل الأخير من القرن الماضي. 

تلك الجمهورية، التي أرادها الخميني "إسلامية إيرانية"، حصرا، أي محدودة الانتشار الجغرافي ضمن حدودها الوطنية، دفنتها مؤسسة الحرس الثوري بعدما حولتها إلى منصة انطلاق لإمبراطورية فارسية تستلحق أولا الشيعة من غير الفرس، وتخضع المسلمين من غير الشيعة ومن غير الفرس وتهدد مصالح الغرب.

 المواجهات التي شهدتها إيران في حقبة ما بعد الانتخابات الرئاسية الثانية لمرشح الحرس الثوري محمود أحمدي نجاد، في جوهرها، كانت بين خمينيين-إسلاميين-إيرانيين، من جهة، وأباطرة فرس "ثوريين"، من جهة أخرى.

في تلك المواجهات رفع عسس الحرس الثوري نعش الجمهورية الخمينية تمهيدا لإعلان ولادة الإمبراطورية الفارسية، رسميا، بعد دفن الجثمان في التراب.

مسيرة الجنازة مستمرة، الجثة في النعش، والطريق إلى المقبرة لا تبدو قصيرة، وفرقة موسيقى الإمبراطورية الفارسية تعزف نشيد الموت فرحا برحيل جمهورية أرادها الخمينيون، أو من نجا منهم من محاولات الاغتيال، نموذجا لحلمهم بديمقراطية إسلامية.

 *العرس:

بعد مرور أقل من قرن على جنازة الإمبراطورية العثمانية وخروج تركيا الكمالية من الحدث السياسي في الشرق الأوسط، غصت شوارع المدن التركية بعرس العودة إلى الجغرافيا السياسية في منطقتها الأم. 

العرس التركي الحاشد واكبته أعراس صغيرة في بعض مدن المنطقة، ما يذكر بأفراح بنت السلطان، أو ولي عهده، التي كانت مناسبة احتفالية في مختلف أراضي السلطنة.

 والتزاما بطقس شرق أوسطي يعود إلى الحقبة الوثنية، استند العرس التركي إلى مشهد دم "الأضحية" (لا الضحايا) الذي سال على "مرمرة" أسطول الحرية المدني في البحر المتوسط قبل أن يكمل رحلة "حج العودة" إلى غزة-فلسطين.

 السؤال الإشكالي ينطلق من مشهد الأضحية المشترك بين جنازة الضحية الإسرائيلية والعرس التركي: من يفرح بالدم، ذابح الضحية أم صاحب القطيع الذي باع الشاة يوم العيد؟

وللتوضيح فقط نذكر أن الأضحية هي القرابين التي تذبح في المناسبات الدينية، كانت آدمية في الحقبة الوثنية، وتحولت إلى مواش مع هبوط الأديان. أما الضحايا فهم دائما ... من البشر.

 مشهد الأضاحي المشترك بين الجنازة والعرس يثير، بل يستثير، أكثر من تساؤل سياسي. أهو طقس تأهيلي للارتقاء باليهودي من مرتبة الضحية إلى مستوى الجلاد، أم هو حفل تخرج للإسلام التركي المتدرج في مدرسة العلمانية الكمالية؟

 يقرأون في الغرب "أربعة إسلامات" ثلاثة منها سقطت، وواحد قابل للنجاح. 

-الإسلام "العربي"، يقولون، سقط لأن مدرسته أنتجت "إرهابا" تجلى في فكر "القاعدة".

-الإسلام "الباكستاني"، يقولون أيضا، سقط لأن مدرسته الحقانية أنتجت "إرهاب" طالبان الأفغانية.

-الإسلام "الفارسي"، يضيفون، سقط لأن مدرسته أسقطت ديمقراطية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأنتجب "إرهاب" الحرس الامبراطوري الفارسي.

-الإسلام "التركي"، وأيضا من وجهة نظر الغرب، نجح لأنه تخرج من مدرسة مصطفى كمال أتاتورك "العلماني" الذي يسجل له ذلك العالم "فضل" إنهاء دولة الخلافة الإسلامية الأخيرة، كما يسجل لمدرسته نجاحها، حتى الآن، في تخريج الإسلام "الحديث" غير الإرهابي ... وغير الإسلامي.

 ذلك ببساطة يعني، أن أردوغان، سليل عثمان، لن يسمح له يوما بالارتقاء إلى مرتبة "السلطان". قد يسمح له، أو قد يكون مطلوبا منه، نشر أعلامه الحمراء لرفعها فوق أراض كانت يوما تحت حكم السلطان، ولكن فقط لتقوم بمهمة تحمل اسما حركيا هو "نشر السلام ومكافحة الإرهاب".

 *الجمهور:

من خارج الإطار العام للحراك القيمي الثلاثي البعد –جنازتان وعرس- يقف الجمهور العربي مشدوها، محاولا التقاط مشهد إما بالانضمام إلى جنازة باكيا، لاطما، مندفعا للحصول على دور في حمل النعش، أو منتظرا دعوة إلى عرس للقيام بمهمة نقل الكراسي والماء للمدعوين.   

العالم العربي يخوض تجربة الاختلاف على خيارين: خاتمة الأحزان، أم لا زالت الأفراح في دياركم زاهرة.

القاسم المشترك بين الخيارين هو أن دور العربي الحائر يقتصر على العبء الجسدي الناتج إما عن اللطم أو الحمل، في الجنازة كما في العرس.

أما موقف الرئيس نبيه بري الداعي إلى التلحف بالموقف التركي فهو ليس أكثر من محاولة لتغطية رفضه السير في جنازة جمهورية الخميني، كما رفضه الانضمام إلى جوقة الحرس الإمبراطوري الفارسي، التي لا تمارس حتى الآن سوى عزف نشيد الموت.

 بعض العرب ممن اعتنق خيار الامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي 1929 لفرض عقوبات على إيران يرى أن إسلام أردوغان الأتاتوركي أقل ضررا من كلتا الأمبراطوريتين، العثمانية التي لن تعود، والفارسية التي يأمل أن تستمر في الموكب الجنائزي حتى تسقط هي في القبر قبل أن يكتمل ظهورها.

 وبانتظار توجيه دعوة جديدة إلى جنازة أو عرس، يبقى العربي يمارس اللطم والبكاء ... أونقل الكراسي والماء.

 

السياسة بين الغباء والمزايدة!

ميرفت سيوفي/الشرق

عندما قرر النائب وليد جنبلاط العودة إلى لغة فلسطين والعروبة، استعاد من جملة ما استعاد من "خشبيات تلك اللغة تقنيته السياسية، والتي زل لسانه عندما كشف تكتيكها بأنها مجرد مزايدة، ومن خشبيات تلك المرحلة في ستينات وسبعينات القرن الماضي استعاد وليد بيك "الإشتراكي - الأرستقراطي ـ الإقطاعي" وهي خلطة عجيبة، استعاد من "أدبيات" تقسيم اللبنانيين إلى معسكرين كلاهما لم يعد موجوداً، فلا يسار شيوعي سوفياتي يقف اليوم في مواجهة معسكر اليمين لبناني، يتجاهل وليد بيك أن الخارطة السياسية للمعسكرات الدولية انهارت منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، ونظن أن الاشتراكية الدولية التي اعتاد جنبلاط الحديث عنها هي من أكثر داعمي لبنان السيد الحر المستقل، لا لبنان الذي يريد جنبلاط إيقاعه في مغطس محاور المنطقة الإقليمية!!

يحتاج وليد جنبلاط إلى تعويم نفسه سياسياً، وإلى "فتح مشكل" مع مسيحيي 14 آذار تحديداً ليحسن وضعه السياسي ويعيد الالتفاف الدرزي من حوله على طريقة ثمانينات القرن الماضي، وهو مدرك حجم القلق الدرزي من تحويله رؤوس جبل الباروك إلى منصات للصواريخ، وحتى الساعة يفشل في جرهم إلى "مشكل" لأنهم قرروا عدم الانجرار إلى هذا الفخ!! فجنبلاط استعاد صورته القديمة في مهاجمة الآخرين، فتصريحاته في ثمانينات القرن الماضي لاتزال ماثلة في الذاكرة في حملاته المتتالية على البطريرك صفير والمفتي حسن خالد ورئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي ورئيس الجمهورية أمين الجميل وصولاً إلى هجومه على اتفاق الطائف، فالثلاثي الذي وقف ضد اتفاق الطائف عام 1990 كان ميشال عون ووليد جنبلاط وحزب الله...

لم يعد كلام "البيك" يثير ردود فعل عند اللبنانيين، بسبب اعترافاته الصادقة التي انقلب عليها، وعاد إلى اختيار ما أسماه وضع الغشاوة على عينيه، فجنبلاط لم يستفز أحداً عندما وصف "اليمين في كل العالم بالغباء، وأن اليمين اللبناني الأكثر غباء"، وحتى نفهم جيداً استراتيجية جنبلاط الجديدة في انقلابه على نفسه وعلى الداخل اللبناني، علينا استخراجه من كلام جنبلاط نفسه، ففي حديث له منذ أشهر لجريدة "الرأي" قال جنبلاط مهاجماً حليفه السابق سمير جعجع: "جعجع يكشف نفسه يوماً بعد آخر ويستخدم كلاماً مقلقاً، ولا يريد أن يتعلم من تجربة الماضي، لو كنت مكانه، لالتزمت الصمت أو لزايدتُ على كلام المقاومة"!!

ولم ينسَ جنبلاط يومها تهديد الوجود المسيحي بـ"تطفيشه من لبنان" مبطناً بكلامه تساؤلاً تهديدياً: "إذا استمرّ كذلك - أي جعجع - فلا أعرف كيف يمكن المحافظة عندئذ على ما بقي من وجود مسيحي في لبنان. إذا دبّت الفوضى فستهاجر البقية، عندئذ ماذا سيفعل الآخرون"..

رأيه الجديد في ما أسماه اليمين اللبناني من "خشبيات عهد الاشتراكية السوفياتية البائدة"، "كل يمين في العالم غبي فكيف باليمين اللبناني السخيف الذي لم يتعلّم من دروس التاريخ شيئاً؟" - صح النوم يا بيك لم تعد المزايدة على فلسطين تنفع في زمن الانقسام الفلسطيني الذي يدمّر القضية بيديه، وصح النوم يا بيك فالعروبة تعفنت من كثرة ما نعف فساد الأنظمة "العروبية" فيها، أما "أسلوب المزايدة والتحريض بالقول: "مجرد القول إن سلاح المقاومة هو ذريعة للعدوان، فإن هذا الشخص أو هذه الحال تحرض على العدوان على لبنان لا أكثر ولا أقل"، وشدّد على أن "سلاح المقاومة هو ضمانة للدفاع عن لبنان والانتصار، تحت شعار الشعب والدولة والمقاومة (...) أما مَن يذهبون ويقفون على المنابر العربية والآن الدولية لمجرد التحريض فأسألهم لماذا لا نناقش بهدوء الموضوع على طاولة الحوار ونستفيد من هذا السلاح» وسقى الله أيام اعتبر جنبلاط أن الخطأ الأكبر الذي ارتكبته "المرحومة" الحركة الوطنية هو عزل حزب الكتائب، فإذا به يعود إلى الزمن الحجري لمفردات مجها اللبنانيون ليتهم الآخرين من الانعزالية فيهاجم"أصحاب الأفق الضيق والمتآمر والغبي والانعزالي".

ولم ينسَ البيك أن يتحسر لأن إيران لم تستقبله حتى الآن.

ما لم يفهمه وليد جنبلاط أيضاً أن ثمّة فارقاً كبيراً بينه وبين كثير من اللبنانيين وقياداتهم السياسية يرفضون أن يكونوا مجرد مزايدين و"طبالين زفة" في الدفاع عن سلاح حزب الله، وأن الغباء كل الغباء في أن يظن المزايدون الذين يريدون من الآخرين أن يصمتوا أو يزايدوا مثلهم أن اللبنانيين أو حزب الله أو إيران وسواها يصدقون مزايدتهم وأنهم لا يعرفون أنهم و"على حسب الريح ما يودّي الريح" ستتبدّل بوصلة مزايدتهم... أليس غباءً أن يمارس البعض السياسة واستراتيجيته الوحدة فيها "المزايدة"، وهذا هو الاسم "المهذب والتجميلي" لمصطلح "نفاق سياسي"... و"على حسب الريح ما يودّي الريح.. وياه أنا ماشي.. ماشي ولا بيدّي"!!

 

الشرق": عون يحول الاعتداء على البنوك الى معركة حريات؟!

المصدر: الشرق

عجيب امر التعبئة الذي يحاول الجنرال ميشال عون القيام بها بحجة ادعاءات ومزاعم حول ما يصفه بالاعتداء على الإعلام وعلى الحريات وعلى الصحافة، والحقيقة الناصعة والواضحة انه لا يوجد أي اعتداء على الإعلام والصحافة.

عون وجماعته ومن لف لفهما يثيرون الضجيج، ومحطته التلفزيونية الـOTV تقوم بتحوير الحقائق، وقد تم تأسيس هذه المحطة بكلفة خمسين مليون دولار كما هو معروف، والمبلغ لم يكن من التبرعات بل جاء مكافأة من جهة تقديراً منها لخدمات عون ولتوقيعه وثيقة مار مخايل.

والحقيقة انه بتاريخ 5/3/2010 بثت محطة الـOTV إعلان عن برنامج OVRIRA الذي كان مزعم عرضه حوالي الساعة 8:30 من ذلك النهار، وفي هذا الإعلان الترويجي لتلك الحلقة كانت المحطة تبث فقرة تشير الى ان مدير الموظفين في بنك Société Anti Général يطلق النار على إحدى الموظفات لأنها ترتدي جوارب برتقالية.

تبعاً لذلك، تم التقدم بطلب أمر على عريضة أمام قاضي الأمور المستعجلة في بيروت لوقف هذه الفقرة، فصدر قرار ذلك حوالي الساعة الخامسة من بعد الظهر ورتب غرامة بقيمة 50.000.000ل.ل. (خمسين مليون ليرة لبنانية) في كل مرة يجري مخالفة هذا القرار، تبلغت المحطة القرار وعلى رغم ذلك بثت هذه الفقرة لأكثر من اربع مرات على شاشتها.

ومن جهة اخرى، قامت بتسريب هذه الفقرة من البرنامج الى موقع You Tube وموقع tayyar.org، وجرى مشاهدة شريط هذه الفقرة من أكثر من 10.000 (عشرة آلاف) مشاهد على موقع الـYou Tube وحده. فيما بعد، تقدمت محطة OTV بدعوى للاعتراض على هذا القرار وجرى ردّها بتاريخ 8-4-2010، لم يستأنف الخصم ما يعني انه رضخ لهذا القرار.

تبعاً لذلك، تم التقدّم بدعوى تصفية غرامة إكراهية وعيّن موعد لإصدار الحكم في17-6-2010. هذه هي وقائع القضية، ولا يوجد أي وقائع قانونية أخرى. تجدر الإشارة الى انه صدر قرار بإلقاء حجز احتياطي على موجودات المحطة ضمانة لمبلغ 50.000.000ل.ل. (خمسين مليون ليرة لبنانية فقط) ولم يتم تبليغه لأحد لعدم إعادة الغوص في أي جدل إعلامي. كان من الواجب التمييز بين الشخص والمؤسسة المالية الكبيرة، لأن الاذى والخطر لم يعد على الشخص بل على المؤسسة المالية والتي تعتبر من ركائز الاقتصاد اللبناني.

والجميع يعلم ان ميشال عون يعرف انه خسر معركته ضد القضاء لذلك يحاول تحريف الحقيقة وتحويلها الى معركة حريات، ونذكر هنا إن نفعت الذكرى ان الجنرال هو الذي سبق له أن شتم وحاول تهشيم تلفزيون "المستقبل" وجريدة "النهار"، وهو نفسه الذي منع الصحف من الصدور يوم كان رئيساً للحكومة العسكرية الموقتة وتحديداً في 6/1/1990 وصادر كل صحيفة توزع في المنطقة التي يسيطر عليها لمجرد انها رفضت تغطية حروبه العبثية ومحاولاته لتفريغ الدولة من مؤسساتها، وكان في ذلك الوقت متمترساً في قصر بعبدا.

والقضاء اللبناني المشهود له بنزاهته عندما يتخذ قراراً بحق محطة حاولت تشويه سمعة مصرف لبناني عريق، فإن هذا القضاء قد حقق العدل وليس من الجائز على الاطلاق أن يقوم عون بتحويل معركة الاعتداء على المصارف الى معركة حريات.

 

هل يُعيد وليد جنبلاط الفلسطينيين جيشاً للدروز

ابراهيم جبيلي /الديار

قبل ان يتمكن النائب وليد جنبلاط، اقناع الجميع من حوله في الطائفة الدرزية بصحة استدارته، اتجه صوب الحلقة الاضعف، اعتقاداً منه بأن «الجنس العاطل» لا يزال من دون اية فعالية أو قوة، وبالتالي فان الضرب بالمسيحيين ورهاناتهم، يكمل لجنبلاط جسر العبور الى الضفة الاخرى، ويحرق آخر مراكبه الراسية في ضفة اليمين منذ خمسة اعوام. هذه المرجلة وهذا الضرب لا يجلبان له اوجاع الرأس، كالتي يعانيها من شركائه الاقوياء الاخرين في الوطن. فاذا تجرأ مع الشيعة مثلا، يشهرون سيوف القوة في مناطقه، واذا اقدم مع اهل السنة، فان حنفيات التمويل المضبوطة الاعيرة في الاجتماع المسائي كل احد في بيت الوسط تنضب.

والزعيم الاشتراكي ماهر، يمارس السياسة ويلتزم بأصولها، ويدرك كثيراً أخطار لعبة الامم، فلا يطيق وظيفة في الجبل سوى وظيفة الحاكم الناهي، فاستطاع منذ أواخر السبعينات حتى العام 2005 الرئيس الرابع في الترتيب الرئاسي المذهبي، فأوثق علاقاته مع السوريين لترسيخ ترتيبه، وعرف جيداً مكانته في دمشق فتدلل، وعند الحاجة كان يستعين بالاتحاد السوفياتي لقضاء حوائجه، لذلك لم تظهر عليه عوارض الاقلية، بل استمر يرفع بطائفة الدروز الى مصاف المذاهب الكبرى، لان شخصيته طغت على الاحجام والارقام المتواضعة في طائفته.

«الله يوجهلو الخير» للسفير الكسندر سولداتوف، هذا الدعاء كرره جنبلاط في اكثرمن مناسبة، وهو دائماً كان يعرّج لتفقد احوال صديقه سولداتوف في كل زياراته الروسية، حاملاً اليه اصنافاً عديدة من المونة اللبنانية، لأن صديقه السفير كان يستطيب ولائم الطعام الصحي في دارة المختارة من لبنة وزعتر وحلوى من التين المطبوخ، هذه العلاقات الصحية، دفعت بالروس الى رسم خط احمر سميك حول الزعيم الدرزي ومنعت أياً كان من اختراقه او تجاوزه.

اذا استمر وليد جنبلاط من خلال علاقاته الاقليمية والدولية، بلعب الدور الأكبر في المفاصل الاساسية، وأدخل طائفته رقماً صعباً بين سائر الطوائف اللبنانية، بعد أن حماها بكافة أنواع الاتفاقات مع الاقوياء في منطقة الشرق الاوسط. وبقي طيلة توهجه في الزعامة شبه الأحادية، حريصاً على وحدة الشارع الدرزي، خصوصاً في عزّ همروجة 14 آذار، ولطالما اشتبك ونهر الصقور من محازبيه الذين هددوا بالتعرض للزعماء الدروز الآخرين، اذا تجرأوا وتجولوا في قراهم.

واكتشف الزعيم الدرزي متأخراً مدى الخطأ الكبير الذي ارتكبه في خطابات ساحة الحرية، فوجد أتباعه معبّئين بكافة أشكال «الانعزال»، يرددون شعارات غريبة عن ثقافاتهم، فشعر بالخطر على الطائفة التي لم تحمل يوما سوى الهموم القومية ليجدها للمرة الاولى في تاريخها بعيدة عن قضايا الامة العربية، وحين صارح قيادات حزبه في البوريفاج قائلا: أخطأنا، نريد ان نصحح الخطأ، وسنعود سوياً الى الحضن العربي الدافئ اي الى سوريا، قوبلت توبته بالاستهجان، لكنه نجح اخيرا في اعادتهم الى الجادة التي يعتقدها صواباً، علماً ان البعض يهمس: نحن مع الزعيم جنبلاط لكننا ضد سياسته.

هذه المعادلة التي تسري وسط الاشتراكيين، رضي بها وليد جنبلاط، آملاً أن يستعيد الجميع الحكمة التي كانت دائما دليلاً للعقل الدرزي، فالتسوية الحالية وجدها جنبلاط سبيلاً أفضل بكثير من الاصولية الدرزية التي ظهرت للمرة الاولى في تاريخ الجبل عشية 7 أيار، فأصبح حيث الداعية عمار الذي قضى في الاشتباكات التي حصلت مع حزب الله يكبر وينتشر في القرى والبلدات الدرزية. فرغم ان مجموعة الداعية عمار، واسمه الحقيقي الشيخ علام ناصر الدين من بلدة ديرقوبل، قليلة العدد وتبقى في ميزان القوى الدرزية حالة متواضعة، لكن الأتباع رفضوا المشاركة في المصالحة التي تمت في الشويفات، رغم تمنيات وحضور المشايخ والنائبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان. واللافت ان مجموعة الداعية عمار اقامت في 7 أيار الماضي احتفالا للذكرى، وبثت عبر مكبرات الصوت شريط فيديو يتضمن خطاباً للداعية عمار.

هذا الايقاع المضطرب داخل الطائفة الدرزية، أقلق كثيرا زعيمها، فحاول اللجوء مع طائفته الى الأمكنة الآمنة، لأنه يدرك بأن الحروب المذهبية سوف تفضح الأقلية الدرزية الأضعف وبالتالي ستجر عليه وعليها الويلات، وحتى يقنع الاتباع المستمرين في ساحة 14 أيار، خلق لهم بداية العدو في مناطقهم، فحاذرهم من التمرد القواتي داخل القرى في الجبل، ثم انتقل في الأمس الى الهجوم على «اليمين المسيحي الغبي» يقيناً منه بأن معركته مع الخيارات المسيحية ستؤمن الاطمئنان والركون اليه لدى القوى الفاعلة في 8 آذار، كذلك ستحقق المعركة الانسانية التي يخوضها من اجل المخيمات، التفافاً فلسطينياً ويعيد الفلسطينيين جيشاً... للدروز.

 

واشنطن تعتمد سياسة كسب الوقت مع طهران

العقوبات مؤلمة وتساعد على التغيير الديموقراطي

نزار عبد القادر/ الديار

بعد سنة ونصف السنة من الجهود الديبلوماسية المضنية التي قادتها الولايات المتحدة مع كل من روسيا والصين، صدر قرار مجلس الامن الدولي رقم 1929 الذي يقضي بتشديد العقوبات على ايران على خلفية الاستمرار في عمليات تخصيب اليورانيوم، والسعي الى الحصول على السلاح النووي.

لكن لم يحصل هذا القرار على الاجماع الذي حصلت عليه قرارات العقوبات السابقة، حيث صوّت 12 عضواً لمصلحة القرار فيما عارضه عضوان هما البرازيل وتركيا وتغيّب لبنان.

لا بدّ من الاشارة الى ان العقوبات الجديدة لا تتسم بالحدة والصرامة التي كانت الولايات المتحدة قد توختها في البداية، لان القرار قد جاء نتيجة مساومات صعبة من اجل التغلب على التحفظات الصينية والروسية. لا يمكن القفز فوق الاضرار التي سيتسبب بها القرار الدولي للاقتصاد الايراني، وخصوصاً لما يعود لاستيراد ايران للتكنولوجيا الحديثة سواء في المجال النووي او في مجال التسلح او المعدات المتعلقة بالصناعات النفطية، بالاضافة للاضرار التي يمكن ان تلحق بالقطاع المصرفي الايراني، وبعمليات عدد كبير من الشركات التي يديرها الحرس الثوري الايراني.

لكن كل ذلك لا يعني ان القرار سيتسبب بتغيير محسوس في سياسة ايران العامة والنووية، لا بل هو يقطع الطريق على اي محاولة اميركية للانفتاح على ايران في المستقبل المنظور. سيكون من نتائج هذا القرار حصول مزيد من التدهور في العلاقات الاميركية - الايرانية، وقد ينعكس ذلك سلباً على التواجد الاميركي في كل من العراق وافغانستان، وخصوصا في مسار الحرب في هذه الاخيرة، حيث عكست آخر شهادة للجنرال باتريوس امام لجنة القوات المسلحة اجواء تشاؤمية حول الاوضاع الامنية السائدة في المناطق الجنوبية و حول قندهار تحديداً.

لا يمكن وضع قرار العقوبات الجديد خارج أطر السياسة التي كان ينتهجها الرئيس بوش تجاه ايران، بل هو استمرار للنهج نفسه الذي قضى بممارسة الضغط المتصاعد ضد طهران، تجاوز الرئيس باراك اوباما كل الوعود التي بدأ بها عهده بضرورة الانفتاح على ايران من خلال اعتماد العمل الديبلوماسي، مع تقديم كل المغريات اللازمة لطهران، من اجل اقناعها باعتماد سياسة مرنة في تعاملها مع مطالب المجتمع الدولي واخضاع برنامجها النووي لرقابة صارمة.

تبدو الامور بعد صدور القرار 1929 اكثر تعقيداً مما كانت عليه قبل سنة، وذلك بعد ان اقتنعت القيادة الايرانية بقدرتها على السيطرة على «الحركة الخضراء» التي تشكلت على اثر الانتخابات الرئاسية والتي يقودها مير حسين موسوي ومهدي كروبي. ولا تستطيع الولايات المتحدة اتخاذ موقف علني بدعم «الحركة الخضراء» الساعية الى التغيير من خلال اعتماد الاساليب الديموقراطية، لان ذلك سيؤدي حتماً الى اتهامها بالعمالة لواشنطن.

يبدو ان واشنطن قد اقتنعت بعدم وجود حل جذري للبرنامج النووي الايراني، في ظل عدم توافر الظروف السياسية والجيو - ستراتيجية الملائمة للقيام بهجوم جوي واسع على المنشآت النووية، وبأن البديل يتركز في العمل على خطين متوازيين :

الاول : يقضي بتشديد العقوبات ضد ايران، بحيث لا تقتصر على ما نص عليه القرار الدولي 1929، بل بفرض المزيد من العقوبات الاميركية والاوروبية ضد ايران، مع التوجه نحو فرض ما يشبه الحصار البحري عليها من خلال تفتيش السفن المتجهة نحو الموانئ الايرانية.

وهناك مباحثات مستمرة مع كل من الصين وروسيا من اجل اقناعهما باعتماد سياسات ضاغطة على طهران، وخصوصاً لجهة وقف الصادرات الصناعية الحيوية باتجاه ايران.

الثاني: اتخاذ كل الخطوات والتدابير الممكنة من اجل ابطاء سير العمل في البرنامج النووي الايراني، وذلك ضمن سياسة كسب الوقت. تفيد بعض التقارير بأن الولايات المتحدة تسعى الى اغراء عدد من العلماء النوويين الايرانيين للهرب الى خارج البلاد، وبالفعل فقد جرى الحديث عن اختفاء احدهم، وتبين بأنه موجود في الولايات المتحدة. وسرت ايضاً معلومات عن جهود اميركية لتخريب البرنامج النووي الايراني من خلال تصدير تقنيات ومعدات «ملغومة»، وغير قادرة على تأدية العمل المطلوب.

في العودة الى القرار الدولي الجديد يبدو ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يجهدان لتجاوز نقاط الضعف في القرار المذكور والتي جاءت نتيجة المساومة مع روسيا والصين وذلك من خلال اعتماد تدابير ثنائية وجماعية تستهدف الاقتصاد الايراني. ويبدو ان القرار قد فتح الباب امام امكانية اتخاذ خطوات اضافية ضد ايران، وذلك من خلال استهداف مؤسسات ايرانية او مؤسسات تتعاون في الاعمال «غير المشروعة» لمصلحة ايران، غير تلك التي عددها الملحق الخاص المصحوب بالقرار.

لا تتركز الدعوة التي وجهها القرار الى جميع الدول لاتخاذ كل تدابير الحيطة لمنع تسرب المعدات الخاصة بالبرنامج النووي او ببناء الصواريخ باتجاه ايران، بل هناك دعوات حثيثة لمحاصرة المؤسسات المالية الايرانية، من خلال تفعيل عمل المؤسسات الخاصة بغسل الاموال وانتقالها بطرق غير مشروعة. وبات من المعروف ان ايران تستعمل العديد من المؤسسات المالية المتمركزة في دول الخليج وبعض الدول الاسلامية هرباً من رقابة المؤسسات الاميركية والاوروبية. وتطالب الولايات المتحدة بقوة كل الدول بتشديد تدابير الرقابة المطلوبة سابقا بموجب القرارين الدوليين السابقين 1737 (2006) و1803 (2008) على كل التحويلات المالية التي تجريها المؤسسات المالية الايرانية الى الخارج.

ستنعكس هذه التدابير التي تعرقل التحويلات الايرانية سلباً على تجارة ايران الخارجية، وسيؤدي ذلك الى انسحاب جميع الشركات الدولية الكبرى من عقودها مع ايران.

في مقابل ذلك ستعمل ايران على زيادة عقودها مع الصين وبعض الدول الآسيوية مثل ماليزيا واندونيسيا، ولكن ذلك لن يعوّض عليها ما تحتاجه من معدات تستوردها من الغرب سواء في حقل صناعات التسلح او الصناعات النفطية.

من المؤكد ان جميع التدابير والعقوبات المؤلمة التي فرضها القرار 1929 والقرارات السابقة له، بالاضافة الى مجمل التدابير والعقوبات الثنائية او الجماعية التي يجري الاعداد لها، لن تكون كافية لاقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي، ولكنها تشكل خطوة مهمة وفاعلة على طريق اضعاف الحكم في طهران، بانتظار تهيئة الظروف المناسبة للتغيير الديموقراطي المنتظر.

 

العلامة السيّد علي الأمين لـ"الشفّاف": لم نسمع في الدنيا أن رموز الدّولة يدافعون عن سلاح خارج عن سلطة الدولة

الشفاف/

حينما كانت الدولة اللبنانية، ممثلة برئيس حكومتها الشجاع فؤاد السنيورة محاصرة في "السرايا الكبير"، لم يتردّد مفتي صور السيّد علي الأمين في إمامة الصلاة في قلب السراي المحاصر رافعاً راية "شيعية" لبنانية غير مرتهنة للخارج ورافضة لولاية الفقيه الإيرانية على شؤون اللبنانيين.

وحينما غزا حزب الهع بيروت، نشر قصيدة "بيروت معذرةً"، و فيها: خابت ظنوني بمن قد كنت أحسبهم.. لا يظلمون ذوي القربى إذا اقتدروا..

في نظر اللبنانيين، السيّد علي الأمين ما زال مفتي صور "الشرعي" رغم "الغزو" الذي قامت بها حركة "أمل" لمركز الإفتاء في صور، ورغم قرار العزل غير القانوني الذي صدر عن المجلس الشيعي الأعلى. وكما حدث غالباً منذ يوم 7 أيار المشؤوم، فلم تعترض الدولة اللبنانية المغلوبة على أمرها على قرار غير قانوني يطال شخصية دينية وقفت إلى جانبها في محنتها!

بعد مفاجأة الإنتخابات البلدية الأخيرة، التي فشل فيها حزب الله وحركة أمل في منع شيعة لبنان من ممارسة حقّهم في اختيار ممثّليهم، توجّهنا إلى العلامة الأمين بالأسئلة التالية:

في الانتخابات البلدية الأخيرة في لبنان بدا أن جزءاً من الطائفة الشيعية اعترض على سياسة ثنائي (أمل و حزب الله) ولكن لم يتبلور هذا الاعتراض أو بالأحرى لم يترسخ في صناديق الاقتراع ،لماذا؟

لقد كشفت الانتخابات البلديّة عن وجود حالة اعتراضية داخل الطائفة الشيعية وهذا ما كنّا نقوله في السّابق بأنّ الطّائفة الشيعيّة ليست مختزلة بالثنائي ( أمل وحزب الله) بل هناك اكثرية صامتة وقد تمكّن بعضها من التعبير عن آرائهم المخالفة لقوى الأمر الواقع عبر صناديق الاقتراع وإن كان ذلك لن يغيّر من واقع السيطرة الثنائية التي تمسك بالسّلاح وبالخدمات الحزبيّة وبخدمات الدّولة المعطاة لها حصراً بحيث لا يمكن للمواطن أن يحصل على حقوقه وخدماته من الدّولة إلاّ عبر الوكالة الحصرية للطائفة المتمثلة بالثنائي ( أمل وحزب الله). وعدم النّجاح في الكثير من تلك البلديات بسبب عدم توفر المناخ الذي يجمع المعترضين والذي يشكل لهم الحماية خارج إطار الضّغط الذي يولّده السّلاح وارتباط مصالحهم ولقمة عيشهم بالقوى الحزبيّة المهيمنة على الطائفة والتي تحتكر الخدمات الوظيفية والاجتماعية التي لا تقدمها الدولة إلا من خلال القوى الموجودة في السلطة. وبعض قوى الاعتراض التي نجحت في مواجهة الثنائي (أمل و حزب الله) في بعض البلدات ستجد نفسها مضطرة للرجوع إلى الثنائي لأنها سوف لن تحصل على الخدمات البلدية من الدولة مباشرة لأن الدولة كما أسلفنا لا تقدم خدماتها إلا من خلال القوى الحزبيّة المسيطرة ممّا يعزّز سيطرتها على القواعد الشعبيّة.

هل الإرهاب السياسي يضيق على المعترضين؟ في حال كان الأمر كذلك ، ما الحلّ من أجل إيصال صوتهم؟

لا شكّ بأن قوى الاعتراض تعاني من الترهيب المتمثّل بوجود السّلاح مع قوى الأمر الواقع ونفس وجود السلاح مع فريق دون فريق آخر يعني عدم تكافؤ الفرص في العملية السياسية فكيف و قد استخدم هذا السلاح في السابع من آيار 2008 في بيروت و الجبل وفي الجنوب كما جرى معنا في مدينة صور عندما اقتحموا دار الإفتاء الجعفري بقوة السلاح في تلك الفترة ولا يزالون يحتلونها حتى اليوم و يحتجزون مكتبتي وأغراضي الشخصيّة وقد قصدوا بذلك اعطاء درس لكل من يعارضهم سياسيا داخل الطائفة الشيعية ولكن مع ذلك فإن حركة الإعتراض على الثنائي هي في اتساع وازدياد.

والحلّ في اعتقادنا يكون ببسط الدولة سلطتها الكاملة وحماية المواطنين من الضغوطات الحزبيّة وقيام العلاقة المباشرة بين الدولة و المواطنين بدون توسّط القوى الحزبيّة ليفهم الناس بأن الخدمات تقدّمها الدولة اللبنانية وحدها وليست الزعامات السياسية حتى يترسّخ ولاء المواطن للدّولة وليس للقوى الحزبيّة المرتبطة بالمشاريع الخارجيّة.

بعض شيعة لبنان أصبحوا مرتبطين بمشاريع من خارج لبنان، كيف السبيل إلى إعادتهم لتكون أولوياتهم وطنية وليس غير ذلك؟

إن السبب في ظهور أحزاب داخل الطائفة وغيرها لها ارتباطات بمشاريع خارجة عن المصلحة اللبنانية هو ضعف الدولة اللبنانية التي لم تتمكن أن تبسط سلطتها على كامل أراضيها رغم المساعدات الدولية الكبيرة وهذا ممّا جعل من لبنان ساحة نفوذ لدول اقليمية باحثة عن دورٍ لها في المنطقة وقد استفادت تلك الدول من ضعف الدولة اللبنانية وقد قويت تلك الأحزاب على حساب الدولة اللبنانية وغطّت وجودها وارتباطها الخارجي بالمشاركة في السلطة لأخذ الغطاء القانوني وللاستفادة من موارد الدّولة في تعزيز نفوذها في مناطق تواجدها.

ما هو دور الدولة في هذا السياق؟ وهل المطلوب أن تمارس حضورها الإنمائي أكثر كي يخرج المواطن في الجنوب من دائرة الاستزلام لمن يقدم المعونة له؟

المواطن في الجنوب كالمواطن في الشمال والجبل وبيروت وسائر المناطق اللبنانية يريدون جميعاً الدولة اللبنانية أن تكون السيادة لها وحدها على الشعب والأرض وهم يريدون أن تكون علاقتهم بالدولة علاقة مباشرة بدون أحزاب أو زعامات تستخدم خدمات الدولة في مشاريع خارجيّة ولكن على الدولة أن تحزم امرها وأن تطبق قوانينها دون الرضوخ الى تلك الزعامات والأحزاب المسلّحة.

عن سلاح (حزب الله) كيف تقرأ موقف رئيس الجمهورية الأخير؟ وما نفع طاولة الحوار؟

لقد فاجأ تصريح رئيس الجمهورية اللبنانيين اللذين كانوا لا يزالون ينتظرون حلاً لمسألة السّلاح من خلال طاولة الحوار وقد أظهر هذا التّصريح أن طاولة الحوار قد وجدت لإعطاء غطاء قانوني للسلاح الخارج عن سلطة الدولة ولسحب التّداول بشأنه وإعطائه المزيد من الوقت خارج منظومة الدولة اللبنانية. وهذا مثار للإستغراب والإستهجان حيث لم نسمع في الدنيا أن رموز الدّولة والحكم يدافعون عن سلاح خارج عن سلطة الدولة يقرّر مصير البلاد في الحرب والسّلم!

هل صحيح أن حزب الله لم يعد بحاجة إلى ميشال عون بعد كلّ التحولات السياسية التي حصلت مؤخراً؟

حزب الله كان ولا يزال بحاجة إلى فريق لبناني يدافع عن سلاحه وعن ارتباطاته الخارجيّة وهذا ما حصل عليه من خلال ورقة التفاهم مع الجنرال عون، ولذلك لا أرى تغييراً في المدى المنظور والقريب في العلاقة القائمة بين الطرفين لاستمرار الحاجة لكلّ منهما للآخر.

ماذا عن النفوذ السوري العائد إلى لبنان؟

لا أرى أسباباً لعودة النفوذ السوري إلى لبنان كما كان في الماضي خصوصاً وأن المسؤولين السوريين عبّروا عن ذلك في مناسبات مختلفة وقد اعترفوا بأن العلاقة كانت تشوبها جملة من الأخطاء التي تحتاج إلى تصحيح. وقد كان تبادل السفارات بين البلدين خطوة على الطريق الصحيح التي تؤدي إلى علاقات سليمة بين الدولتين الشقيقتين ونحن نتطلع إلى التبادل الطبيعي للزيارات بين مسؤولي البلدين وهذا ممّا يساهم في إيجاد مناخات الثقة بين الجانبين ويبعد هواجس النفوذ ويعمل على إرساء القواعد الثابتة للعلاقة المميّزة بين البلدين التي يجب أن تقوم على أسس من الاحترام و السيادة و المصالح المشتركة.