المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 13 حزيران/06/10

انجيل القدّيس لوقا 18/9-14

وقالَ أَيْضًا هذَا المَثَلَ لأُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين: «رَجُلانِ صَعِدَا إِلى الهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، أَحَدُهُما فَرِّيسيٌّ وَالآخَرُ عَشَّار. فَوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ يُصَلِّي في نَفْسِهِ وَيَقُول: أَللّهُمَّ، أَشْكُرُكَ لأَنِّي لَسْتُ كَبَاقِي النَّاسِ الطَّمَّاعِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاة، وَلا كَهذَا العَشَّار. إِنِّي أَصُومُ مَرَّتَينِ في الأُسْبُوع، وَأُؤَدِّي العُشْرَ عَنْ كُلِّ مَا أَقْتَنِي. أَمَّا العَشَّارُ فَوَقَفَ بَعِيدًا وَهُوَ لا يُرِيدُ حَتَّى أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاء، بَلْ كانَ يَقْرَعُ صَدْرَهُ قَائِلاً: أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ! أَقُولُ لَكُم إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا، أَمَّا ذاكَ فَلا! لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»

 

التايمز: السعودية تفتح أجواءها أمام إسرائيل لمهاجمة مواقع إيران النووية

12 حزيران 2010

النشرة/نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا تحت عنوان: "السعودية تفتح اجواءها امام اسرائيل لمهاجمة المواقع الايرانية النووية"، أشارت فيه الى ان "السعودية بدأت بالفعل في التدرب على ايقاف وتعطيل دفاعاتها الجوية للسماح بمرور الطائرات الحربية الاسرائيلية عبر اجوائها لقصف مواقع ايرانية نووية". ونسبت الصحيفة، التي تقول انها تنفرد بنشر الخبر، الى خبراء دفاع في منطقة الخليج قولهم إن "الرياض، وفي أسبوع فرض عقوبات دولية جديدة على ايران، وافقت على فتح مجال جوي محدود وضيق ضمن اجوائها في شمالي البلاد بهدف تقليص المسافة التي تحتاجها الطائرات الحربية الاسرائيلية للوصول الى اهدافها في العمق الايراني في حال تقرر المضي قدما في تنفيذ الضربة الجوية المحتملة". ولفتت "التايمز" الى انه "من اجل تسهيل مرور تلك الطائرات، قامت الرياض بتدريبات عسكرية لضمان ايقاف عمل دفاعاتها الجوية ومنظومات الصواريخ، على ان تعود تلك الدفاعات الي عملها فور مرور الطائرات الاسرائيلية". ونقلت الصحيفة عن مصدر أميركي متخصص في شؤون الدفاع أن "السعوديين اعطوا موافقتهم للاسرائيليين، وقالوا لهم ان سيغضون الطرف، وان الامر تم بموافقة وزارة الخارجية الامريكية والتنسيق معها". كما نسبت "التايمز" الى مصادر داخل السعودية قولها إنه "بات من الشائع القول داخل اوساط المهتمين بشؤون الدفاع في البلاد ان هناك اتفاق قائم حول الموضوع في حال قررت اسرائيل تنفيذ ضربتها الجوية المحتملة ضد المواقع الايرانية". وأوضح أحد مصادر "التايمز" أنه رغم التوتر بين اسرائيل والسعودية، الا انهما متفقتان على بغض وكره النظام في ايران، وان هناك خوفا مشتركا من طموحات طهران النووية، وان هذا الامر معروف وليس سرا "ونحن سندعهم يمرون، ونغض الطرف".

 

تقارير عن تفكيك شبكة تجسس إيرانية في الكويت تثير انزعاج دول الخليج  

١٢ حزيران ٢٠١٠/سينثيا جونستون/المصدر : رويترز

تشعر دول الخليج العربية التي تستضيف قواعد عسكرية أميركية وغربية بالخوف من أن اكتشاف شبكة تجسس إيرانية مزعومة في الكويت سيجعل من الصعب عليها البقاء خارج حلبة أي حرب بسبب برنامج إيران النووي. وأشارت وسائل إعلام كويتية في أيار الماضي إلى إن السلطات اعتقلت عددا من الكويتيين والأجانب للاشتباه في أنهم يتجسسون لحساب إيران وقالت صحيفة القبس اليومية المستقلة إنهم اتهموا بجمع معلومات عن مواقع عسكرية في الكويت. وحظرت الكويت التغطية الإعلامية للقضية وقالت إنها تحتجز عددا من الأشخاص في تحقيق أمني لم تحدده وإن التفاصيل المنشورة في وسائل الإعلام لم تكن دقيقة ولم توضح الكويت الأمر.

وبينما لا تزال المعلومات عن الاعتقالات الكويتية شحيحة إلا أن التوترات الناجمة عنها قد تعمق الاستقطاب بين دول الخليج العربية وإيران غير العربية فيما يحتدم الصراع العالمي بسبب طموحات إيران النووية.

كذلك قد تدفع الأنباء عن الاعتقالات في الكويت إذا تأكدت إلى إجراءات أمنية صارمة تفرضها دول الخليج للكشف عن أي جواسيس محتملين تخشى الحكومات من أنهم ربما ينقبون في أراضيهم بحثا عن مواقع يمكن استهدافها في ضربات انتقامية في حالة توجيه ضربة أميركية لإيران.

قال تيودور كاراسيك من معهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج "ما يبحثون عنه هو ألا يقعوا في تقاطع للنيران في أي هجوم عسكري محتمل على إيران." وأضاف: "عندما توجد شبكات تجسس في ظل هذا النزوع بدرجة أكبر ناحية الموقف الغربي فإن ذلك يجعل الوضع أكثر خطورة إلى حد ما."

وتنفي إيران وجود أي جواسيس يعملون لحسابها في الكويت التي تحسنت علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية بعد أن تسممت أثناء الحرب العراقية الإيرانية في الفترة من 1980 - 1988 بسبب الدعم الكويتي للعراق.

ولكن الولايات المتحدة وإسرائيل التي يعتقد أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط لم تستبعدا إجراء عسكريا ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية. وذلك يشير إلى الخطر المحدق بدول الخليج العربية المتحالفة مع الغرب التي لا يفصلها عن إيران سوى مياه الخليج حيث هددت إيران بالرد بتوجيه ضربات لإسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج إذا تعرضت للهجوم. وكثفت الولايات المتحدة بالفعل من وضع أنظمة الدفاع الصاروخي في البر والبحر في عدد من بلدان الخليج للتصدي لما ترى أنه تهديد صاروخي متنام من قبل إيران.

وقال مصطفى العاني من مركز الخليج للأبحاث إن دول الخليج العربية هذه "تفترض الآن أن الحرس الثوري الإيراني له وجود بالفعل على أراضيها"، مضيفاً ان "إذا ثبتت الاتهامات الكويتية، اعتقد أننا سنشهد نظرة كبيرة فاحصة من قبل المخابرات في كل دولة."

والولايات المتحدة لديها عدد كبير من المنشآت الجوية والبحرية في دول الخليج العربية ولا يبعد بعضها مسافة تزيد على 200 كيلومتر عن ساحل إيران. وتحتفظ القيادة المركزية الأميركية بمقر قيادة أمامي في قطر وتستضيف البحرين البحرية الأميركية. وتستضيف الكويت معسكر عريفجان وهو قاعدة أميركية كبيرة للإمداد والتموين تستخدم كنقطة إنطلاق للقوات الأميركية التي ترسل للعراق.

ونظرا لأن الاعتقالات حدثت في الكويت التي تعد علاقاتها مع إيران الأفضل بين دول الخليج فإن من شأنها أن تثير الانزعاج لدى دول أخرى في الخليج علاقاتها مع إيران أكثر توترا.

وترى السعودية أن طهران منافسا على النفوذ الإقليمي وأخذ النزاع بين إيران والإمارات العربية المتحدة على ثلاث جزر في الخليج قوة دفع جديدة في الأشهر الأخيرة على الرغم من العلاقات التجارية القوية بين الدولتين. ونشب خلاف قصير في العام الماضي بين البحرين وطهران بعدما نقل عن مستشار للزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله إن لإيران سيادة على المملكة الصغيرة حيث تحكم أسرة سنية أغلبية شيعية.

وقالت جالا رايان محللة الشرق الأوسط في مؤسسة "آي.إس.إتش. غلوبال انسايت": "الخوف هو أن إيران إذا تسلحت بقنبلة نووية ستكون قادرة على تحقيق تصورها عن نفسها كقوة إقليمية كي تكون قادرة على تطويع دول مجلس التعاون الخليجي لإرادتها." وأضافت: "وفي حالة وقوع هجوم إسرائيلي على إيران فإن دول مجلس التعاون الخليجي ستتراجع على الأرجح عن نهجها الأهدأ الذي تجيده تماما حيث تصبح أولويتها هي تجنب إشعال الموقف." وتابعت: "وقد يرحب بعضهم سرا بهجوم قد يؤخر البرنامج النووي الإيراني."

كذلك تخشى دول الخليج التي يقودها السنة ولديها غالبا أقليات شيعية مهمشة من النفوذ الذي تتمتع به إيران على الشيعة في تلك الدول. وإذا ثبت وجود شبكة تجسس إيرانية في الكويت فإن دول الخليج سترد بقوة.

وقال دبلوماسي مطلع على التحقيق إن الشبكة تضم ثمانية أشخاص جميعهم شيعة من بينهم كويتيون ولبنانيون وبحرينيون.

واعتقلت الكويت في السابق شيعة للاشتباه في ضلوعهم في مؤامرات في الثمانينات لزعزعة استقرار البلاد من بينها محاولة لاغتيال حاكم الكويت وخطف طائرة كويتية للمطالبة بالإفراج عن سجناء شيعة. وقامت الكويت في عامي 1985 و1986 بترحيل حوالي 27 ألفا من الأجانب معظمهم إيرانيون وعززت الأمن بعدما أطلقت طهران صواريخ على منشآتها النفطية وهاجمت ناقلات نفط كويتية. وقال محللون إن دول الخليج قد تشدد القيود على الدخول أو الإقامة على الإيرانيين ويعيش عدة مئات الآلاف منهم في دول الخليج. وقد يجري ترحيل بعضهم بشكل انتقائي. ولكن إيران التي اعتبرت وزارة خارجيتها إن التقارير محاولة من قبل أعداء مثل إسرائيل لإثارة الانقسامات الإقليمية ستشعر على الأرجح أنها في حاجة لأن تراقب ظهرها. وقال العاني: "يتعين عليهم جمع معلومات عن القواعد أو قدرات دول مجلس التعاون الخليجي لأنها قد ترى أن هناك شيئا في الأفق سيحدث إن عاجلا أو آجلا." ولكن دبلوماسيا عربيا كبيرا في الرياض قال إنه قد تكون هناك مبالغة في التقارير عن حجم خلية التجسس وأهميتها مشيرا إلى "جنون الارتياب العام" بشأن دور إيران في المنطقة. ولكنه استطرد قائلا: "إذا تأكدت هذه القضية فإنها ستدفع أيضا دول الخليج التي يشكل السنة العرب الأغلبية فيها إلى وضع الطوائف الشيعية فيها تحت رقابة أكبر."

 

صفير: ما يعانيه بعض الكهنة في الكنيسة الكاثوليكية في هذه الأيام من شذوذ يعود على الكنيسة جمعاء بالضرر الكبير

 السبت, 12 يونيو 2010 13:12

اعتبر البطريرك الماروني مار نصرالله صفير ان ما يعانيه بعض الكهنة في الكنيسة الكاثوليكية في هذه الأيام من شذوذ يعود على الكنيسة جمعاء بالضرر الكبير لافتا الى ان هذا يتطلب منا جميعا الكثير من الصلاة والتضحيات لتبقى الكنيسة على نقاوتها، والكهنة على ما تنتظره الكنيسة والشعب المسيحي المؤمن منهم من مثل طيب، وقدوة صالحة.

صفير وفي عظة القداس الذي ترأسه في كنيسة السيدة في بكركي بعد اختتام الخلوة السنوية للأساقفة الموارنة، شكر "الله على انه اتاح لنا هذه السنة ان نجتمع للقيام بهذه الرياضة التي لا ندري ما إذا كانت ستكون الأخيرة بالنسبة الى هذا أو ذاك من بيننا"، مشددا على وجوب الاستعداد للمثول أمامه لتأدية الحساب عن كل صغيرة وكبيرة أتيناها "وهو قد دعانا لنقوم بعمله لدى النفوس، ونكون لها قدوة صالحة على طريق الخلاص، ولن يرخي بنا الأيدي ولنجدد ثقتنا به واتكالنا عليه، وهو لن يخيب أملنا، ولنقل مع بولس الرسول: "ان حيينا فللرب نحيا، وان متنا فللرب نموت، فإن حيينا اذن أو متنا فللرب نحن". وبعد القداس استقبل البطريرك صفير وفدا كبيرا من "تجمع ابناء مريم للحفاظ على الأخلاق"، انطلق في مسيرة حج الى معبد سيدة لبنان-حريصا وزار بكركي لأخذ بركة البطريرك صفير الذي رحب بالوفد، داعيا الى التشبه بطهارة مريم العذراء وبقداستها وبنذرها نفسها للهوالى تلاوة السبحة السبحة دائما وطلب معونتها .

 

المطارنة الموارنة: يبقى على الدولة واجهزتها ومؤسساتها ان تكون اكثر فعالية وان تخرج من مرحلة التعثر الراهنة التي تؤخر اقرار الموازنة وملء الشواغر

وكالات/اعتبر المطارنة الموارنة في ختام خلوتهم السنوية ان الاوضاع الراهنة المستقرة والمائلة الى الافضل على ما يأمل ابناء السينودوس فيُرجى ان تقود الى حالة ثابتة على ابواب هذا الصيف الواعد الذي سيعيد الينا عدداً من مواطنينا لقضاء بعض الوقت مع ذويهم في ربوع الوطن كما سيحمل الى الاصطياف في لبنان عدداً من رواده العرب وسواهم مما سيساهم في تحريك عجلة الاقتصاد. واضاف المطارنة الموارنة في بيان: "يبقى على الدولة واجهزتها ومؤسساتها ان تكون اكثر فعالية وان تخرج من مرحلة التعثر الراهنة التي تؤخر اقرار الموازنة وملء الشواغر الملحة في بعض المراكز وتحسين البنى التحتية تدريجاً وسائر الخدمات العامة. وسأل الاباء الله لرئيس البلاد وحكامها ومسؤوليها التوفيق في تأدية دورهم الوطني بالتعاون والتوفق في ما بينهم ويجددون لمناسبة السنة الكهنوتية ثقتهم بأبنائهم الكهنة ويثمنون خدماتهم للمؤمنين ويحضونهم على مزيد من العطاء، ويستشفعون مار مارون في سنته اليوبيلية من اجل حفظ هذا الشرق ومحافظته على تنوعه الغني ويدعون ابناءهم وكل المواطنين الى الاطلاع على اعمال سينودس الاساقفة من اجل الحضور المسيحي في الشرق والمساهمة في انجاحه بصلواتهم وابداء رأيهم ويستمطرون عليهم وعلى الجميع بركات الله ونعمه.

 

زيارة صفير لباريس اولى خطوات مسار فرنسي جديد لتحقيق المصالحة وتحصين وضع المسيحيين في لبنان

المركزية- تعلق اوساط عربية في العاصمة الفرنسية اهمية بالغة على زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الى باريس مطلع الاسبوع، وتعتبرها اولى الخطوات في مسار سياسي جديد تعتزم دوائر الاليزيه انتهاجه ازاء الوضع اللبناني الداخلي بعد توافر معطيات جديدة على الساحة الاقليمية تبدو فرنسا مصرة على استثمارها الى اقصى الحدود وتوظيفها بما يخدم اجواء الوفاق التي تحكم لبنان راهنا. وتشبه الاوساط هذا المسار بمؤتمر سان كلو من زاوية الاهداف المرجوة، لكن بصيغة المفرق ،بحيث تنوي توجيه دعوات الى عدد من الاقطاب السياسيين اللبنانيين تبدأ بالمسيحيين منهم في محاولة لارساء مصالحة تبدو جهود الاطراف اللبنانيين عاجزة عن بلوغها حتى الساعة. وتشير الى ان محادثات البطريرك مع المسؤولين الفرنسيين ستتركز على محورين اساسيين: الاول توفير مناخات ملائمة لتحقيق المصالحة الداخلية بين القوى السياسية كافة تواكب اجواء الوفاق التي انطلقت مع انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بما يمكن لفرنسا ان تلعب من دور محوري في هذا المجال بعدما فتحت قنوات التواصل بين العاصمتين الفرنسية والسورية بحيث تستخدم علاقاتها للتاثير ايجابا على محاولة تقريب وجهات النظر بين الاطراف المتباعدة. اما المحور الثاني فديني محض، اذ يبدي الرئيس ساركوزي اهتماما بالغا بوضع المسيحيين في لبنان عموما والشرق خصوصا وينوي االتحرك في اتجاه الخارج لتعزيز الوجود المسيحي في المنطقة وتحصينه في وجه محاولات تقليصه وتحجيمه. وللغاية عينت فرنسا جوزيف ميلا مديرا لدائرة الديانات في وزارة الخارجية الفرنسية لمتابعة الامر، انطلاقا من قناعة فرنسية بان غياب المسيحيين من المنطقة يسقط مفهوم التعايش وصيغة العيش المشترك التي تواجه الاصولية ودول التطرف. وتؤكد الاوساط ان هذين المحورين سيحتلان جزءا مهما من محادثات صفير مع وزير الخارجية برنار كوشنير واعضاء لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية، كما سيتطرق البطريرك الى الموضوع في مؤتمره الصحافي في نادي الصحافة العربية في باريس الذي يتولى منصب نائب الرئيس فيه اللبناني سمير تويني.

 

الوفد الاداري والتقني برئاسة اوغاسبيان في دمشق

وكالات/وصل الوفد الإداري ـ التقني برئاسة وزير الدولة جان اوغاسبيان الى دمشق لاستكمال البحث في الإتفاقات المطروح تعديلها والإتفاقات الجديدة بين لبنان وسوريا تمهيدا لتحديد جدول أعمال هيئة المتابعة والتنسيق وتوقيع الإتفاقات من قبل رئيس الحكومة سعد الحريري خلال زيارته المرتقبة الى دمشق. وأكد أوغاسابيان أن تطوير التعاون بين لبنان وسوريا سيثمر إيجابيات تدفع باتجاه تمتين العلاقات بما فيه مصلحة البلدين والشعبين مشيرا الى أن المسؤولين السوريين يتعاطون بكل إيجابية وانفتاح في المواضيع المطروحة. وشدد أوغاسابيان اثر ترؤسه صباح اليوم اجتماعا في السراي الحكومي حضره الوفد الإداري والتقني على ان ما تم التوصل إليه حتى الان من شأنه التأسيس لمرحلة جديدة من التعاون على أسس متينة تعزز الثقة بين الطرفين, مبديا ثقته أن ما سيتوصل إليه الوفد يعتبر خطوة أساسية ومهمة لتطوير العلاقات الثنائية على مستوى المؤسسات.

 

حزب الله يسترد 120 مليون دولار من رجل الأعمال اللبناني عز الدين 

بيروت -  : 12/6/2010/  القناة

ذكرت مصادر مالية غربية أنه بعد تبخر أكثر من 2,4 مليار دولار، من أموال المودعين، نتيجة إفلاس رجل الأعمال اللبنانى ، المقرب من (حزب الله) ، صلاح عز الدين والصدمة التى خلفتها فى لبنان عامة، ولدى المستثمرين من أبناء الطائفة الشيعية و (حزب الله) خاصة. استطاع حسن فضل الله، نائب (حزب الله) فى البرلمان اللبنانى، ونعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب، استرداد مبلغ 120 مليون دولار، والتى تغطى مجموع المبالغ التى كان الاثنان قد استثمراها لدى الحاج صلاح، دون أن يعرف ما إذا كانت أموالا خاصة أم لـ(حزب الله). وقد نجح الاثنان فى استعادة هذا المبلغ من حساب سرى لشركة East Line General Traging، وهى إحدى شركات الحاج صلاح، فى جنيف بسويسرا بعد أن أدت التحريات المكثفة التى أجرتها الوحدة الأمنية بـ(حزب الله) إلى الكشف عن هذا الحساب السرى فى أحد المصارف السويسرية، ولم يعلم (حزب الله) السلطات اللبنانية المسؤولة عن ملف عز الدين بأمر حساب East Line السرى فى جنيف. وكان مبلغ 120 مليون دولار قد تم تحويلها، من المصرف السويسرى، على دفعتين لحساب مصرفى بإفريقيا ومنه إلى الشيخ نعيم قاسم الذى تقاسم حصة الأسد مع النائب فضل الله ووزعوا المبلغ المتبقى على مقربين فى (حزب الله) من الذين تضرروا نتيجة إفلاس عز الدين. وتمت (الصفقة السويسرية) نتيجة الضغوط النفسية والوعود التى قطعها قاسم وفضل الله لصلاح الدين بأن يمارسا نفوذهما ونفوذ (حزب الله) على المودعين لسحب دعاواهم والعمل على إيقاف أى ملاحقات ضد عائلة الحاج صلاح.

حمل ثقيل على القضاء اللبنانى

وكانت قضية عز الدين قد أصبحت حملاً ثقيلاً على القضاء اللبنانى بسبب مئات الدعاوى التى أقيمت ضده فى فترة قصيرة جدًا، بعد أن وصلت مساعى المصالحات بين الطرفين إلى طريق مسدود، وفى ظل فقدان أمل المودعين بتعويضات ولو نسبية من (حزب الله)، كانوا قد وعدوا بها إثر تفجر أزمة إفلاسه المفاجئة، حسبما أكد عدد من وكلاء الدائنين الذين اعتبروا أن الحزب خص كوادره ومحازبيه والمقربين منه بهذه التعويضات، ونفض يده من الآخرين الذين ما وثقوا بعز الدين وما استثمروا قرشًا واحدًا معه إلا بعد يقينهم أن هذا الرجل مسؤول فى (حزب الله)، ومقرب جدا من الحلقة الضيقة فى قيادة الحزب ومركز القرار فيه، وكشفت مصادر قضائية أن -الدوائر القضائية باتت تغص بدعاوى المودعين التى تجاوز عددها الـ270 دعوى مسجلة أمام الهيئات القضائية فى بيروت وجبل لبنان والجنوب والبقاع، من أصل ما يزيد على 400 مودع، ما يعنى أن هذه الأعداد من الشكاوى المتزايدة ضد عز الدين ستزيد من عبء القضاء اللبنانى المنهك أصلا بمئات آلاف الدعاوى التى ينتظر أصحابها الأحكام فيها منذ سنوات-، فى هذا الوقت أعلنت مصادر المودعين -أن أفق المصالحة مع رجل الأعمال الموقوف أقفلت وباتت أى تسوية مع عز الدين مستبعدة، بعدما وضع شرطا قاسيا على خصومه مفاده أن استعادة أموالهم المترتبة بذمته هى رهن إسقاط الدعاوى عنه، بما يتيح له الخروج من السجن واستئناف عمله التجارى والاستثمارى وتحقيق الأرباح من جديد ومن ثم دفع المستحقات إلى أصحابها-.

وبرأى المودعين، فإن عز الدين -يفاوض من موقع قوة على الرغم من توقيفه، ومن غير المستبعد أن يكون هذا الرجل يدير أعماله فى الخارج من داخل السجن بعدما أقدم عن سابق تصور وتصميم على نقل مئات ملايين الدولارات إلى خارج لبنان قبل أن يفجر أزمة إفلاسه، ويحول زبائنه الميسورين إلى ضحايا لا يملكون تأمين مصاريف عيالهم-، وأبدى هؤلاء خشيتهم -من أن يتمكن عز الدين من الفرار من السجن، لأن ثمة محاولة من هذا القبيل حصلت منذ مدة، ولكن فشلت-.

وفى موازاة ازدياد عدد الدعاوى يوما بعد يوم، بدأت القرارات الظنية تصدر ضد عز الدين عن قضاة التحقيق المولجين النظر فى ملفاته، وفى جديدها صدور 16 قرارا ظنيا عن قاضى التحقيق فى جبل لبنان فوزى خميس بدعاوى احتيال وإعطاء شيكات مصرفية من دون رصيد وبأرقام مرتفعة جدا، ما يعنى أن الأموال المترتبة فى ذمة هذا الرجل تفوق المليار ونصف المليار دولار، باعتبار أن أول غيث هذه الملفات القضائية يوحى بأن المبالغ ضخمة للغاية وربما تفوق هذه القيمة.

وتضمنت القرارات الظنية اتهام عز الدين بالاحتيال وإعطاء الشيكات المفتقدة للمؤونة، وكذلك اتهام مساعده يوسف فاعور و-مؤسسة عبر الخليج للتجارة والصناعة- بالجرم نفسه، وتشير مضامين القرارات إلى أن عز الدين أعطى شيكات من دون رصيد لكل من: محمد كامل صالح بقيمة 302 ألف دولار أميركى، ومريم حسن فرحات بقيمة 100 ألف دولار، ونجاة شاهين 100 ألف دولار، ويوسف محمد صعب 3 ملايين و725 ألف دولار، وياسمين مهنا 495 ألفًا و743 دولارًا ومحمد حسين صعب 110 آلاف دولار وبارتا جميل شاهين 50 ألف دولار وسوسن محمد بسما 200 ألف دولار، وحسن على ناصر الدين 20 ألف دولار، وحافظ غشام 300 ألف دولار، وحسن على ناصر الدين 30 ألف دولار، وعباس صالح صالح 400 ألف دولار، وحسن يوسف كورانى 124 ألف دولار، ومحمد قاسم مطر 390 ألف دولار، وصباح شاهين مليون و744 ألف دولار وحبيب محمد صالح بقيمة مليونين و56 ألف دولار.

كذلك أصدر قاضى التحقيق فى جبل لبنان عماد قبلان 8 قرارات ظنية بحق عز الدين، بإعطاء شيكات من دون رصيد لعدد من المدعين، وتضمنت وقائع القرارات الظنية أن المدعى عليه عز الدين -أوهم المدعين بأن لديه مشاريع تجارية داخل لبنان وخارجه تدر عليه أرباحًا طائلة، وهو بحاجة إلى مزيد من الأموال لاستثمارها فى مشاريع كبرى-.

  

"إنعطافة" موقع الرئيس

  نصير الأسعد

لبنان الآن

لا جدالَ في أنّ "الحدث اللبنانيّ" هذا الأسبوع، كانَ تصويتُ وزراء رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان إلى جانب وزراء الثامن من آذار في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء الأربعاء الماضي لتحديد موقف لبنان من القرار الدوليّ بفرض "عقوبات رابعة" على إيران.

لم يكُن التصويت مطروحاً على أساس موقفَين أحدهما مع العقوبات على إيران وثانيهما ضدّها، بل كانَ ـ التصويتُ ـ مطروحاً لـ"الفصل" بين موقفَين: الأوّل ضدّ العقوبات والثاني للإمتناع، أي الحياد. ومع ذلك إختار رئيس الجمهوريّة "الإقتراع" لموقف لبنانيّ ضدّ العقوبات علماً أن الإمتناع ـ الحياد ليسَ موقفاً مع العقوبات.

ومن أجل تظهير "فداحة" ما يمكن تسميتُه "التصويت الرئاسيّ"، لا مفرّ من ملاحظة الفارق الجوهريّ بينَ الموقف الداعي إلى الوقوف ضدّ قرار العقوبات في مجلس الأمن الدوليّ من جهة والموقف الداعي إلى الإمتناع، أي الإمتناع عن تأييده وعن معارضته في آن من جهة ثانية.

الأوّل ـ ضدّ العقوبات ـ يعني الوقوف بصفّ إيران في وجه المجتمع الدوليّ بكامله، أي الإنحياز بجانب طهران في "الكباش" بينها وبينَ الشرعيّة الدوليّة. أمّا الثاني ـ الإمتناع ـ فيعني النأي بلبنان عن الصراع الدوليّ ـ الإيرانيّ، فضلاً عن كونه متلائماً مع المحصّلة العربيّة المفترض بلبنان أن يمثّلها وأن ينطق بإسمها في المنظّمة الدوليّة. وللتذكير، فإنّ الإمتناع لم يكنُ موقفاً "متعاوناً" مع الولايات المتحّدة ودول القرار، لأنّ لبنان كانَ مطالباً دولياً بموقف صريح مع العقوبات.

إذاًَ، إنّ الفارق الجوهريّ يتمثّل بالآتي: التصويتُ ضدّ العقوبات إنحيازٌ إلى إيران ووقوفٌ على خطّ نقيض مع المجتمع الدوليّ، فضلاً عن كونِه إدخالاً للبلد في صراع المحاور وإنحيازاً ضدّ فئة كبيرة من اللبنانيين، أي فضلاً عن كونِه تحميلاً لـ"الصيغة اللبنانيّة" التي يكلّف الدستور رئيس الجمهوريّة بالسهر عليها، ما لا تحتملُه، في حين أنّ التصويت بالإمتناع ينسجم مع مصلحة لبنان بألاّ يكون طرفاً كي لا يكون ساحةً للصراع تالياً، ويتيح لرئيس الجمهوريّة إدارة التوازن الداخليّ الدقيق حتّى بلوغ إجماعات وطنيّة من ضمن منطق "الصيغة". الفارق الجوهريّ هو إذاً أنّ التصويت الأوّل يكشف لبنان بينما التصويت الآخر يحميه. والسؤال المطروح: أين مصلحة رئيس الدولة في أن يوجّه إلى اللبنانيين وإلى العالم بإسره في لحظة إقليميّة ـ دوليّة "دقيقة" رسالةً بتموضع إلى جانب إيران؟.

بعدَ جلسة مجلس الوزراء، نقلَت وسائل إعلام عدّة روايةً نسبتها إلى مصادر رئيس الجمهوريّة، مفادُها أنّ "التصويت الرئاسيّ" على هذا النحو أنقذ البلد من أزمة كبرى، موحيةً ـ الرواية ـ بأنّ التصويت المذكور كانَ نوعاً من "الإخراج" المدروس من قِبل الرئيس بما "يفوّت" المشكلة. ومع أنّ التصويت، خاصة في مجلس الوزراء مركز القرار، هو تصويت سياسيّ ـ أي خيار سياسيّ ـ فعلى إفتراض أنّ ما تسوّق له الرواية عن إخراج مدروس صحيحٌ، أي انّه من أجل "تفويت" مشكلة، ألم يؤسّس "تفويت" المشكلة على هذه الطريقة لمشاكل كبيرة "منظورة" بدليل أنّ فريق 8 آذار إنطلقَ ممّا حصل ليصعّد خطواته ومواقفه؟. ثمّ كيف لرئيس الجمهوريّة أن يقبل بـ"مخرج" يزجّه في خيار سياسيّ معيّن وأن يقبل أن يكون اللاقرار برعايته هو "المخرج" وأن يكون الإمتناع في مجلس الأمن نتيجة "عمليّة" لا سياسيّة ومشروحاً على انّه إمتناع عن "المشاركة في التصويت"؟.

إنّ المقدّمات الآنفة تهدف إلى التشديد على أنّ "التصويت الرئاسيّ" خيارٌ سياسيّ.. أيّاً تكن ظروفه و"ملابساته"، وهو مؤشّر على "إنعطافة" في موقع رئيس الجمهوريّة.

والحال أنّ الرئيس، قبلَ جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، أعطى مؤشراً مهمًّا إلى تموضعه في إطار الخيار السياسيّ المنوّه عنه.

قبلَ أيّام، أطلقَ الرئيس موقفاً مفادُه أنّ الإستراتيجيّة الدفاعيّة تلخّصها معادلة "لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته"، ما يعني عملياً الحسم من جانب واحد بمصير الحوار الوطنيّ، بما أنّ "أصل" الحوار ـ والإستمرار فيه ـ هو أنّ الإستراتيجيّة الدفاعيّة والسلاح وسيادة الدولة مواضيع خلافيّة بينَ اللبنانيين.

وللتذكير، فإنّ رئيس الجمهوريّة وعشيّة إستئناف الحوار بعد إنتخابات 2009، كانَ أعلن موقفاً مغايراً أكّد في حينه انّه يراه "حاكماً" للحوار. قالَ الرئيس يومَها إنّ "المقاومة تبدأ عندما يبدأ الإحتلال وعندما يعجز الجيش عن آداء دوره". وأكّد خلالَ إستقباله وفد الأمانة العامّة لقوى 14 آذار الذي زاره يومذاك للتشاور في شؤون الحوار أنّ الإستراتيجيّة الدفاعيّة لا يمكن أن تكون إلاّ "بقيادة الجيش". فأين ما كان يقولُه الرئيس ممّا يقولُه اليوم أو ممّا "يحوم" حوله؟.

إنّ تسجيل هذا المعطى "الجديد" أيضاً في سياق الحديث عن "إنعطافة" في موقع رئيس الدولة، هوَ بهدف التأشير إلى خيار تبدو كلفتُه فادحة.

مرّة أخرى، إنّ حسم الرئيس بالإستراتيجيّة الدفاعيّة على النحو المشار إليه، ليس فقط يفرض السؤال عن جدوى الحوار الوطنيّ بل عن مصيره، لكنّه يضع لبنان في وجه المجتمع الدوليّ وقراراته التي ما فتئت الدولة تكرّر إحترامها لها وإلتزامها بتنفيذها بكامل مندرجاتها.

حيالَ القرار 1559 يكرّر لبنان الرسميّ القول إنّه لم يتبقَّ منه إلاّ موضوع "سلاح حزب الله" وإنّ هذا الموضوع على طاولة الحوار اللبنانيّ.. علماً أنّ بنوداً كثيرة من ذلك القرار الدوليّ لم تنفّذ هي أيضاً (السلاح خارج المخيّمات الفلسطينيّة مثالاً).

لكنّ الأفدح أنّ حسم الرئيس في الإتجاه الذي يجري الحديث عنه، يتعارض مع القرار 1701، الذي لم يطعن أحدٌ في لبنان رسمياً به حتّى الآن. ذلك أنّ الـ1701 يلزم الدولة الملتزمة به بأنّ تكون الجهة الوحيدة السيدة على الأرض اللبنانيّة.. وعلى السلاح، أي أنّه يلزمُها بإقرار إستراتيجيّة دفاعيّة لـ"الدولة".

ويحصل ذلك، فيما أطلق لبنانَ منذ شهور بمبادرة من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري حركةً ديبلوماسيّة ـ سياسيّة خارجيّة بعنوان حماية لبنان من الإعتداءات الإسرائيليّة، حماية "بواسطة" الشرعيّة الدوليّة وقراراتها. وللإنصاف فقد قام رئيس الجمهورية بحركة نشطة هو أيضاً بالمضامين نفسها.

كيفَ تستقيم حماية لبنان مع التعارض والقرارات الدوليّة؟ بل كيف تستقيم حمايةُ لبنان مع كشفه وإنكشافه؟.

كيف لكلّ ذلك أن يحصل ولبنان على مفترق توتّر إقليميّ كبير حوله؟

كيف و"إتفاق الدوحة" ألزم الأطراف اللبنانيين الموقعّين عليه بحوار وطنيّ هدفُه بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها واضطلاعُها وحدها بالأدوار السياديّة؟.

وعلى سيرة "إتفاق الدوحة"، إنّ "الإنعطافة" المنوّه عنها في موقع الرئيس سدّدت "ضربة قاضية" لمفاعيل ذلك الإتفاق، المفاعيل التي إعتُمدت في تشكيل "حكومة الوحدة الوطنيّة". وهكذا، بين إتفاق الطائف "المعلق" على تفسيرات 8 آذار من خارج نصوص هذا الإتفاق وروحه وبين السقوط العمليّ ـ الآن ـ لـ"إتفاق الدوحة" أي لمفاعيله، فإن لبنان في أدقّ وأخطر ظرف داخليّ. فهل تكون المشكلة "فوّتت" بالفعل أم أنّ المشاكل على الأبواب؟.

فخامة الرئيس، إنّ كلّ ما يجري منذ فترة لا يقع في خانة "حُسن التدبّر"!.

 

الرئيس سليمان ترأس اجتماعين تحضيريين لزيارته الى دمشق وانعقاد هيئة الحوار واستقبل وزير البيئة ومدعي عام التمييز

وطنية- 12/6/2010 رأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اجتماعا تحضيريا لفريق العمل المكلف الاعداد لزيارة دمشق الثلاثاء المقبل حيث يعقد قمة مع الرئيس بشار الاسد تتناول مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية على المستويات كافة وفي شتى المجالات، اضافة الى تنسيق المواقف حيال الملفات والتحديات الاقليمية المطروحة ومتابعة تمتين التضامن العربي. كذلك، رأس الرئيس سليمان اجتماعا لمتابعة التحضيرات لانعقاد هيئة الحوار الوطني في بعبدا في 17 الجاري لمواصلة البحث في الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان.

وزير البيئة

وفي نشاطه، استقبل رئيس الجمهورية وزير البيئة محمد رحال وعرض معه للاوضاع العامة وعمل وزارته واجواء ونشاطات اسبوع البيئة الذي ينتهي اليوم، وتناول معه مشاريع القوانين والمراسيم المتعلقة بالحفاظ على البيئة.

مدعي عام التمييز

واطلع رئيس الجمهورية من مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا على عمل القضاء عموما والمحاكم خصوصا لجهة السرعة في بت الدعاوى المتراكمة.

ممثل دار الفتوى في استراليا

وزار بعبدا المعتمد الديني وممثل دار الفتوى في استراليا الشيخ مالك زيدان مع وفد اطلع الرئيس سليمان على اوضاع اللبنانيين هناك وطلب منه مساعدته في الايعاز لمن يلزم من اجل تسهيلات وسرعة اكبر في موضوع الاحوال الشخصية.

قطار

وتناول الرئيس سليمان مع الوزير السابق دميانوس قطار شؤونا ومواضيع عامة.

 

جعجع التقى ابو الغيط والمباحثات تناولت الوضع في الشرق الأوسط

تأكيد على أن الوضع لن يستقيم في قطاع غزة إلا بعودة السلطة الشرعية إليه وتوافق على أن قرار العقوبات هو لدفع ايران لمفاوضات جدية حول ملفها النووي

وزير الخارجية المصري أكد دعم بلاده الكامل للبنان وسلطته الشرعية

وطنية - 12/6/2010 أعلن المكتب الاعلامي لرئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في بيان بعد ظهر اليوم، أن جعجع وفي إطار زيارته الرسمية لجمهورية مصر العربية، إلتقى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في المقر الأساسي والتاريخي لوزارة الخارجية، وحضر اللقاء الوفد المرافق لجعجع والمؤلف من النائبين ستريدا جعجع وأنطوان زهرا، مسؤول العلاقات الخارحية في القوات المحامي جوزيف نعمة ورئيس مجلس إدارة إذاعة لبنان الحر أنطوان مراد.

وذكر المكتب الإعلامي أن اللقاء استمر نحو ساعتين ونصف الساعة "وتميز بحفاوة بالغة وطابع ودي، وقد بدأ في مكتب الوزير واستؤنف إلى مائدة الغداء في الوزارة، في حضور السفير حسام زكي وعدد من كبار موظفي وزارة الخارجية. وتناولت المحادثات الوضع في الشرق الأوسط ولا سيما بعد القرار الدولي الأخير بفرض عقوبات جديدة على إيران، وتم التوافق على أن الهدف من القرار هو دفع إيران إلى مفاوضات جدية حول ملفها النووي، وإذا لم ينجح هذا الأمر، فإن المنطقة متجهة إلى مزيد من التصعيد".

أضاف: "أما في ما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، فاعتبر الجانبان أن إرسال الأسطول كان خطوة جريئة وفي محلها، أحرجت إسرائيل ووضعتها في الزاوية محاولة البحث عن مخارج".

وحول عملية السلام "أكد الجانبان أن القضية الفلسطينية لن تعود إلى الواجهة قبل إنجاز المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، كما أن الوضع لن يستقيم في قطاع غزة إلا بعودة السلطة الشرعية الفلسطينية إليه. وقر الرأي على أن أول خطوة نحو المصالحة تكون بتوقيع حركة حماس مع السلطة الفلسطينية على ورقة المصالحة التي أعدتها السلطات المصرية بعد أشهر طويلة من المساعي والمفاوضات".

وبالنسبة إلى الوضع في لبنان "ثمن الطرفان جهود الحكومة اللبنانية لتثبيت الإستقرار الحالي، واعتبرا أن موقف لبنان في مجلس الأمن الدولي هو الموقف اللبناني الطبيعي، نظرا لتركيبة لبنان ودوره في المنطقة والعالم. كما اتفقا على أهمية دعم السلطة الشرعية ووضع قرار الدفاع عن لبنان داخل الحكومة اللبنانية، خصوصا في خضم المخاض الأقليمي الصعب".

ونقل عن الوزير أبو الغيط إعادته التأكيد "على دعم مصر الكامل للبنان وسلطته الشرعية ولاتفاق الطائف والديموقراطية والحريات فيه".

وكان الوزير المصري قد قدم في بداية اللقاء هدية تذكارية لجعجع وزوجته النائبة ستريدا جعجع كناية عن سجادة من الحرير الطبيعي من صنع حرفيين مصريين، فيما قدم جعجع للوزير أبو الغيط المجموعة الكاملة لجبران خليل جبران في علبة من خشب الأرز، فضلا عن كتاب مصور عن جمالات لبنان الطبيعية والتراثية.

وبعد اللقاء دعا الوزير أبو الغيط جعجع والوفد المرافق إلى جولة في مختلف أرجاء المقر التاريخي لوزارة الخارجية المصرية، وأطلعهم على ما يضمه من تحف ومقتنيات قيمة يعود معظمها إلى عهد النظام الملكي، حيث ضمها متحف خاص في أحد أجنحة الوزارة، فضلا عن القاعات الخاصة بحفظ الوثائق التاريخية، واللوحات الخاصة باسرة محمد علي باشا وملوك مصر، ونوه الجانبان بأهمية المحافظة على التراث الوطني والمعالم التاريخية بمعزل عن تغير الأنظمة والحكومات. وقد رافق أبو الغيط جعجع إلى المدخل الخارجي للوزارة مودعا وآملا بتجدد اللقاء في المستقبل.

 

النائب المعلوف: القوات اللبنانية مترسخة في الارض ولها حضور اقليمي

خطاب النائب فرنجية لا يمت الى واقع زغرتا التاريخي ودورها الوطني الاستقلالي

وطنية- 12/6/2010 اعتبر عضو تكتل "القوات اللبنانية" النائب جوزف المعلوف ان وجود رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في جمهورية مصر اليوم، هو دليل قاطع على الموقع المتقدم للقوات اللبنانية التي لا يقتصر دورها فقط على متابعة مسيرة بناء الوطن إنما اصبح لها حضور اقليمي ينطلق من موقعها المترسخ كممثل اساسي لوجود الشعب اللبناني على هذه الارض. مواقف النائب معلوف جاءت في الكلمة التي ألقاها خلال تمثيله رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية في العشاء السنوي الاول لمنطقة النمورة في القوات في مطعم بيبلوس بالاس - جبيل، حضره ممثل حزب الكتلة الوطنية جوزف ضو، رئيس اقليم كسروان الفتوح الكتائبي سامي خويري، بالاضافة الى فاعليات سياسية، صناعية، تجارية ونقابية وعدد من رؤساء واعضاء المجالس البلدية والمخاتير. وأكد النائب المعلوف أن كل محاولات ضعضعة 14 آذار باءت بالفشل، وأعلن أن ثورة الأرز ما زالت تعطي ثماراً على الرغم من كل التحديات التي واجهتها، ورأى أن الهجوم على القوات اللبنانية اليوم هو دليل قاطع على نجاحها المتصاعد مشبهاً إياها بالشجرة المثمرة التي كلما أثمرت كلما رميت بالحجارة، واضاف:" ان رَميِنا بالحجارة هو دليل اننا نعطي ثماراً مميزة تجاه تثبيت الوجود الذي نطمح به في لبنان وتجاه العيش المشترك الذي ننادي به"، مؤكداً "ان وجود القوات اللبنانية يكبر اكثر فأكثر في مواجهة محاولات الغائها وهي لن تصل الى حدود الخطاب الذي نسمعه عند الآخرين اذ اساس خطابنا هو فكري ثقافي وحضاري يبني للمستقبل". ورد النائب المعلوف على الهجوم الذي يشنه النائب سليمان فرنجية على القوات اللبنانية، فأسف "لوجود أصوات خارجية تنطق بها ادوات محلية"، معتبراً "ان هذه الادوات اصبحت مرفوضة في المنطقة الموجودة فيها"، مشدداً على" ان الخطاب الذي يعتمده فرنجية لا يمت بصلة لواقع زغرتا التاريخي والحالي ولا لدور زغرتا الوطني الاستقلالي الذي لعبته عبر التاريخ وما زالت تلعبه حتى اليوم". وأكد النائب المعلوف "اننا نمر في تجربة محاولة الانقضاض على الاستقلاليين المتمثلين بالقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية والوطنيين الاحرار والكتلة الوطنية وتيار المستقبل وباقي أقطاب 14 آذار، الا ان هذه التجربة تعطينا عزيمة كي نستمر بإيماننا بالخط السيادي والدولة القادرة التي تملك قرار السلم والحرب والتي لا يوجد على ارضها الا الجيش اللبناني" . وختم بالتأكيد "ان الانتخابات البلدية والاختيارية اثبتت ان الشعب اللبناني بأكثريته الساحقة ضد الفكر الشمولي وضد اي ممارسات ميليشياوية التي يجسدها من يعمَد على استغلال مؤسسات الدولة بدل العمل على بنائه"ا. وبعد كلمة ل"قوات النمورة" ألقاها ساسين خيرالله، ألقى المسؤول السياسي في كسروان - الفتوح شوقي دكاش كلمة أشار فيها الى النجاحات والانتصارات التي حققتها القوات اللبنانية مع حلفائها في الانتخابات البلدية في كسروان معرباً عن اعتزازه وفخره بنتائجها والتي كان آخرها انتخابات اتحاد بلديات كسروان - الفتوح. ووجه دكاش تحية الى ابناء النمورة "الذين كانوا شعاع الحقيقة الكسروانية في وجه الظلمة التي حلت على كسروان عقب الانتخابات النيابية عام 2005" ، مؤكداً ان القوات اللبنانية "ستبقى ثابتة في كسروان وستستمر حتى تحقيق آمال الكسروانيين في الاستحقاقات الآتية".

 

الوزير اوغاسبيان ترأس الجانب اللبناني في اجتماع اللجنة التحضيرية اللبنانية- السورية وبحث مع عطري علاقات التعاون والاخوة بين البلدين

تشكيل لجان مختصة لتطوير الاتفاقيات وتعميق التعاون والتنسيق

وطنية - دمشق - 12/6/2010 بدأت في دمشق اليوم فعاليات الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية اللبنانية السورية، برئاسة وزير الدولة رئيس الوفد اللبناني جان اوغاسبيان ورئيس هيئة تخطيط الدولة رئيس الوفد السوري عامر حسني لطفي، في حضور الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري الخوري وسفير لبنان فى دمشق ميشال خوري واعضاء الوفدين.

الوزير اوغاسبيان

واكد الوزير اوغاسبيان "ان هذه الزيارة للوفد الاداري والتقني اللبناني الى دمشق تهدف الى استكمال ورشة تفعيل العلاقات اللبنانية السورية، بعدما درس الجانبان طيلة الفترة الماضية ملفات التعاون الثنائي من خلال مراجعة كافة الاتفاقيات الموقعة بينهما، ووضعا اقتراحات تطويرية عليها اضافة الى بحث في اتفاقيات جديدة، ونحن نتطلع الى التوصل الى مسودة نهائية للاجتماع المرتقب لهيئة المتابعة والتنسيق برئاسة رئيسي حكومتي البلدين للتوقيع على الاتفاقات".

اضاف في كلمة له في بدء الاجتماع "ان ما تم التوصل اليه حتى الان من شأنه، في حال تنفيذه، ان يحدث نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، علما ان التوقيع على الاتفاقيات ليس نهاية المطاف، انما هو بداية لوضع اطار قانوني مشترك يسمح للطرفين بتنفيذ محتوى كل الاتفاقيات وتحويلها الى حقائق".

وقال "ان التحدي يكمن في ايجاد آلية وبرامج تنفيذية في كل الوزارات تنعكس ايجابا على كافة القطاعات في كل من البلدين"، كما اكد "ان التعاون اللبناني السوري سيكون بمثابة ورشة عمل مستمرة"، وقال: "نرحب بما ابدته الحكومة السورية من استعداد للتعاون في مختلف المجالات الامنية والاقتصادية وقطاعات الخدمات". اضاف: "ان العمل على تطوير العلاقات هو بمثابة خطوة جريئة في الاتجاه الصحيح ايذانا ببدء مرحلة جديدة، وترجمة المواضيع السياسية والاقتصادية الى خطوات عملية من خلال المؤسسات الدستورية اللبنانية والسورية، من شأنه ترسيخ التعاون الثنائي على اسس متينة وثابتة ترتقي بالعلاقات الى المستوى الذي تفرضه الروابط التاريخية والمصالح المشتركة بين الشعبين والبلدين وقواعد الثقة والمساواة والاحترام المتبادل".

واكد الوزير اوغاسبيان "ان الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تولي الاهتمام الكبير لتعزيز العلاقات مع سوريا لما لذلك من تأثير ايجابي على الوضع الداخلي اللبناني وتطوير اواصر التعاون مع سوريا والمساهمة في تمتين الصف العربي لمواجهة التحديات التي تحفل بها المنطقة، بدءا من التهديدات الاسرائيلية والارهاب الى الازمات المالية الكبرى والحاجة الى ارتقاء الاقتصادات العربية الى مستوى تنافسي يحسن نوعية حياة المواطنين". وقال: "نحن مستمرون على هذا النهج خصوصا ان المرحلة المقبلة تتطلب عملا دؤوبا وجادا لمعالجة موضوعية لكافة المسائل العالقة والقضايا التي قد تطرح مستقبلا".

الخوري

من جهته اشار الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري الخوري في كلمة مماثلة الى ما تحقق خلال الاجتماع السابق وهذا الاجتماع من تطورات على صعيد الملاحظات التي ابديت حول بعض الاتفاقيات بهدف تطويرها او تعديل بعض المواد الواردة فيها. واكد "انه تم بذل جهد كبير في الاجتماعات السابقة وتم توثيق ذلك في محضر اجتماع مشترك، وقام الجانب السوري بدراسة جميع الملاحظات وارسل عبر الامانة العامة الردود على مختلف الاقتراحات الواردة من الجانب اللبناني". وقال "ان الجانب اللبناني من جهته اطلع ودرس هذه الملاحظات ووافق على قسم منها، وقسم منها مطروح للنقاش اليوم".

واعرب عن امله "ان تتمكن جميع اللجان من انهاء المناقشات والملاحظات والاتفاقيات"، مشيرا الى "ان 11 وثيقة اصبحت جاهزة حتى الان".

كما امل ان تكون نقاشات اللجان اكثر ايجابية لتطوير الاتفاقيات والوصول الى تعميق التعاون والتنسيق بين البلدين ، باعتبارها ارادة سياسية وشعبية في البلدين ، مشيرا الى الاجواء الايجابية التي تسود الاجتماعات .

وتم انشاء لجنة لكل اختصاص، كلجنة شؤون الدفاع والامن ولجنة الداخلية، وهنا اشار الخوري الى ان الجانب اللبناني وافق على التعديلات التي اقترحها الجانب السوري حول اتفاقية المخدرات وبالتالي هي شبه نهائية، ولجنة الشؤون الخارجية ولجنة العدل ولجنة الشؤون المالية والاقتصاد ولجنة النقل ولجنة الزراعة و لجنة التربية والتعليم ولجنة السياحة ولجنة العمل ولجنة التعليم العالي و لجنة الصحة ولجنة الثقافة ولجنة الطاقة والغاز ولجنة البيئة ولجنة الصناعة. اما الاتصالات فتم تاجيل بحث موضوعها الى اجتماع يحدد لاحقا .

لطفي

من جهته اعرب الوزير لطفي عن سعادته بعقد هذا الاجتماع الثاني التحضيري لهيئة المتابعة والتنيسق ، وقال انه من خلال المتابعة التي حصلت في الفترة الماضية تبين ان هناك الكثير من الملاحظات البسيطة في الموضوعات المختلفة والتي يمكن ان نتجاوزها بالاتفاق ،في كثير من القضايا التي تربط علاقات التعاون بين البلدين . واضاف انه اكثر من ذلك تبين ان هناك اضافات خلال اجتماعات اللجنة التحضيرية ، هذه الاضافات نتجت من خلال الملاحظات من خلال الاجوبة التي تمت بين الطرفين . واعرب لطفي عن امله في ان يتم التمكن من انتاج اكبر عدد ممكن من الاتفاقيات او الوثائق التي قد تاخذ شكل مذكرات تفاهم ترجمة لهذه الاتفاقيات والانتهاء من اعداد مسودة مشروع جدول اعمال هئية المتابعة التي من المفترض ان تعقد في اقرب وقت بعد انتهاء هذه اللجنة التحضيرية . وتجتمع هذه اللجان حاليا كل لجنة على حدة ، لمناقشة الموضوعات الخاصة بها ، والتي من المقرر ان تستمر على مدى يومين. عطري

وبحث رئيس مجلس الوزراء السوري ناجي عطري مع الوزير اوغاسبيان علاقات التعاون والاخوة التى تجمع بين سوريا ولبنان والرغبة المشتركة فى تطوير افاقها فى المجالات المختلفة . واطلع عطرى من الوزير اوغاسبيان والدكتور عامر حسنى لطفى رئيس هيئة تخطيط الدولة على ما تم بحثه بين الجانبين خلال الاجتماع الثانى للجنة التحضيرية السورية اللبنانية حول قضايا التعاون المشترك وسبل تطويرها والارتقاء بها فى ميادين الاقتصاد والتجارة والصناعة وتفعيل العلاقات الاقتصادية ودور رجال الاعمال فى البلدين الشقيقين . حضر اللقاء الامين العام للمجلس الاعلى اللبنانى السورى نصري خوري وسفير لبنان فى دمشق ميشال خوري .

 

الشيخ قاسم: مجلس الأمن تحول الى موقع رسمي عالمي للظلم الدولي

من عناوين الوحدة هو دعم حق الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الاسرائيلي

لا يمكن أن نكون وحدويين دون تراص الصفوف ضد مشاريع أميركا والفتن المذهبية

وطنية - 12/6/2010 ألقى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلمة في اللقاء العلمائي الذي أقامه "تجمع العلماء المسلمين" و"جمعية الصادق الثقافية" بالتعاون مع "مجمع التقريب بين المذاهب حول التقريب في فكر الإمام الخميني" في مطعم الساحة على طريق المطار، ومما جاء فيها:

"ان الامام الخميني هو رائد الوحدة في القرن العشرين، وهي مسؤولية ملقاة على عاتقنا كمسلمين في أي بقعة من بقاع الأرض ولا عذر لأحد أن يكون خارج هذه الدائرة مع التوجيهات الإسلامية. لقد وجدت أن أخرج عن دائرة التنظير إلى دائرة التطبيق العملي ليكون لدينا مقياس مستفاد من الإمام الخميني في تطبيق علامات الوحدة، وأعتقد أن علامات الوحدة ثلاثة، إذا لم تتوفر في أي داعية أو عالم أو جماعة فإن أحاديثهم عن الوحدة لا معنى لها على المستوى العملي"

تابع: "أمَّا العنوان العملي الأول لتطبيق الوحدة فهو دعم حق الشعب الفلسطيني ومقاومته بكل أشكالها من أجل تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي، وهذا واجب على كل المسلمين تأييدا ودعما بكل أشكال الدعم، وبالتالي تعتبر القضية الفلسطينية عنوانا عمليا تطبيقيا لهذه الوحدة، فمن أدار الظهر للقضية الفلسطينية، أو من أثار المشاكل والتعقيدات لإضعافها أو إضعاف الفلسطينيين هو بعيد كل البعد عن الوحدة ولو تحدث عنها بالمجلدات والخطب والمواقف المختلفة، فلسطين عنوان أول من عناوين الوحدة، يجب أن نكون معها لا بالعاطفة فقط، وإنما بالدعم العملي بكل الأشكال، وليس بالكلمة فقط وإنما بأن يشعر الفلسطينيون أننا معا، شهادة العمل للقضية الفلسطينية تصدر من عند الفلسطينيين ولا يمكن لأحد أن يعطي الشهادة لنفسه إذا كان بعيدا عن هذا الأداء".

تابع: "التطبيق الثاني من تطبيقات الوحدة الإسلامية: اجتماع الأمة على مواجهة مخططات أميركا لمنعها من السيطرة على منطقتنا وتفتيتها، وبالتالي لا يمكن أن نكون وحدويين من دون أن نكون متراصين في موقف واحد ضد مشاريع أميركا الاستكبارية التي تريد أن تنهب ثرواتنا وتقسم بلداننا وتحتل عددا من هذه البلدان كما فعلت في أفغانستان والعراق، وتدعم الإسرائيليين الذين عاثوا بالأرض الفساد، وتعمل من خلال المواقع المختلفة لتضيِّق علينا، وتحاول أن تحاصر إيران بالعقوبات وغيرها، وأن تضع حدا للموقف السوري الممانع، وكل هذه العناوين المختلفة هي عناوين تحاول أميركا من خلالها أن تعيق تقدمنا وتفتتنا وتضعف مكانتنا، فإذا أردنا الوحدة الإسلامية على المستوى العملي يجب أن نترجمها اتفاقا واضحا في مواجهة المشروع الأميركي الذي يعتدي علينا، فنحن في المواجهة مدافعون لا نريد منهم شيئا، ولكن لا يجوز أن نسمح لهم أن يخترقوا حياتنا وفكرنا وسلوكنا وبلداننا وإمكاناتنا ليعيثوا فيها فسادا وهذه مسؤولية المسلمين في أن يقفوا موحدين في مواجهة المشروع الأميركي".

تابع: "ثالثا، من تطبيقات الوحدة العملية: رفض الفتنة المذهبية، ورفض دعاته، ورفض التكفير وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وبالتالي إذ أردنا أن نكون موحدين فلننظر إلى خطابنا، كيف نخاطب جمهورنا الخاص؟ وكيف نعبئ المحازبين؟ وكيف نكون مع من ينتمون مذهبيا إلينا؟ هل نخاطبهم بإثارة النعرات أم بالدعوة إلى الوحدة؟ هل ندعوهم للحفاظ على موقعهم المذهبي أم نسعى لتثبيت موقع الأمة؟ هل نثير قضايا الخلاف الجزئية بين المسلمين أم أننا نعطي الأولوية لمواجهة الأعداء والخصوم الذين يواجهون ديننا وإسلامنا وحياتنا؟ هل نقف موقفا يؤدي إلى التقسيم دائما على قاعدة تنمية الخصوصية ولو على حساب الأمة أو أننا نضحي ببعض الخصوصية لمصلحة وحدة الأمة؟".

وقال: "نحن أمام قضية حساسة لها علاقة بفرض مجلس الأمن العقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحت عنوان برنامجها النووي، ولكننا رأينا الانحياز الفاضح لمجلس الأمن لمصلحة إسرائيل وضد الشعوب الحرة والحكومات التي تريد أن تكون عزيزة مستقلة بعيدة عن الانقياد إلى الغرب والشرق. بكل وضوح: تحول مجلس الأمن إلى موقع رسمي عالمي للظلم الدولي، ولم يعد محلا للعدالة وليس محلا لتسوية قضايا الشعوب بإنصاف وأخلاقية، وبالتالي هذا المجلس أصبح ألعوبة بيد أميركا وأداة تنفيذية لاستعمار الشعوب المستضعفة، وبالتالي فقد معنى وجوده الذي وجد من أجله تحت عنوان حماية السلام الدولي ورعاية السلام الدولي، أي سلام يصنعه مجلس الأمن وهو لا يقبل أن يهين إسرائيل على جرائمها العدوانية، وآخر الجرائم قتل عدد من الأتراك لأنهم جاؤوا بطريقة سلمية لفك الحصار عن غزة المجاهدة، أي موقف مشرف لمجلس الأمن عندما يستخدم فيه حق الفيتو دائما في كل المواقع التي تهم إسرائيل ونراه مرتفعا للضغط على الشعوب المستضعفة وعلى البلدان الحرة، مجلس الأمن فقد دوره، وبالتالي ليس ممثلا للسلام العالمي بل هو ممثل للاستعمار العالمي بوجه آخر وبصورة أخرى مختلفة عن طرق الاستعمار التي كانت تستخدم سابقا".

اضاف: "إن المشكلة مع إيران ليست في وجود النووي العسكري أو عدم وجوده، لا يريدون لإيران الاستقلال عن الشرق والغرب، ولا يريدون لإيران التطور ومساندة المستضعفين، ولأنهم عاجزون عن إيقاف عن تطور إيران وحب الشعوب لها، ولأنهم عاجزون عن سوق إيران إلى المعسكر الشرقي أو الغربي، ولأن إيران تحولت إلى دولة كبرى مهابة الجانب، ولها آفاق مستقبلية واعدة جدا، فهم يريدون ضرب إيران ولا يتحملون هذا الأمر فيدعون حجة اسمها النووي العسكري لينفذوا من خلالها لإيذاء إيران ووضع حدود لها والتضييق عليها".

تابع الشيخ قاسم: "وهنا لا بد أن نطل قليلا على التصويت الأخير الذي جرى في مجلس الأمن من قبل لبنان، حيث كان الأفضل للبنان الرسمي أن يصوت ضد العقوبات على إيران الإسلام لسببين كبيرين:

الأول: وفاء لإيران لما قدمته من خدمات للبنان ولموقفها الشريف المؤيد للمقاومة ولاستقلالنا وحق المقاومة واستقلال الشعوب في المنطقة.

الثاني: أن هذه السابقة في مجلس الأمن ستطال في يوم من الأيام لبنان والدول المستضعفة، فالأولى بهؤلاء المستضعفين أن يقولوا: "لا" في هذه اللحظة التاريخية التي قالت فيها دول أخرى "لا"، من أجل أن نمنع التمادي الاستكباري في مواجهة شعوبنا ومنطقتنا، مع ذلك أقول لكم: كنا نتمنى أن يصوِّت لبنان إلى جانب رفض العقوبات، لكن على الرغم من صورة عدم التصويت لعدم لمصلحة رفض العقوبات فإنَّ الواقع اللبناني أقوى بكثير من هذه الصورة التي رأيناها، فلبنان بشعبه ومقاومته وجيشه ضد فرض العقوبات على إيران، وبالتالي الواقع القوي أفضل بكثير من الصورة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، نحن لا نرى أننا خسرنا بما حصل، بل نرى أن الذين لم يصوتوا هم الذين خسروا، أمَّا نحن فلا نحتاج إلى شهادة في الموقف المقاوم، ولا يحتاج الشرفاء إلى موقف أصيل يعبِّرون من خلاله عن قناعتهم بمواجهة الاستكبار فهذا موجود بالتطبيق العملي، الواقع أقوى من الصورة ونحن نريد الواقع".

 

اصحاب الكسارات في عين دارة ردوا على النائب فتوش: حديثه تغطية لمكاسب مادية بحتة ويزرع الفتنة بين ابناء المنطقة إقحام اسم الوزير شهيب في الموضوع ليس واقعيا ونأسف للتجني بحقه

وطنية - المتن الأعلى - 12/6/2010 عقد اصحاب الكسارات في عين دارة- ضهر البيدر مؤتمرا صحافيا في حمانا، للرد على الكلام الذي ادلى به النائب نقولا فتوش امس، وقد تلا فادي صليبي بيانا، باسم اصحاب الكسارات في ضهر البيدر- عين دارة، جاء فيه:

"ردا على الكلام الذي جاء على لسان النائب نقولا فتوش بالامس، يهمنا كأصحاب مقالع وكسارات ان نوضح ما يلي: - ان الكلام الطائفي الذي اطلقه بالامس النائب فتوش ليس سوى تغطية لمكاسب مادية بحتة، وان إقحام اللغة الطائفية في هذا الموضوع يأتي في هذا الاطار، اذ انه في الوقت الذي استباح فيه اراضي المنطقة، يتمادى في كلامه هذا بزرع الفتنة بين ابناء المنطقة من مسيحيين ودروز، وهذا ما لا نقبل به على الاطلاق. - ان إقحامه اسم الوزير أكرم شهيب في هذا الموضوع ليس واقعيا على الاطلاق، لان الوزير شهيب تحمل معنا طيلة الوقت لوأد الفتنة التي افتعلها بيار فتوش شقيق النائب فتوش بحضوره الى منطقة الكسارات برفقة أربع سيارات مسلحة.

اننا اذ نأسف لهذا التجني بحق الوزير شهيب الذي كان دوره على الدوام ان يكون المعيار واحدا في التعاطي بملف الكسارات، منطلقا من حفاظه على البيئة والحجر والبشر وحفظ حقوق الناس وابناء المنطقة على اختلاف مذاهبهم، نستنكر كلام فتوش أشد الاستنكار ونستغرب ان يقحم نفسه بهجومات نفطية تعودنا عليه، ومنصبا نفسه عالما بيئيا وخبير اراض وحاكما يحكم بالعفة، مع العلم ان هذه القضية تتولاها وزارات مختصة. لذلك اقتضى التوضيح لإظهار الحقيقة للرأي العام الذي لطالما سعى النائب فتوش وشقيقه بيار الى اخفائها".

وختم البيان: "نقول للنائب فتوش كفاك إمعانا بالتفجير والتهجير وتحجير العقول وتنجير المقالب لابناء المنطقة الواحدة".

بدر

ثم تحدث أحد اصحاب الكسارات ادوار بدر فقال: "الكسارات في عين دارة ليست للدروز فقط، انما هي للدروز والمسيحيين. والكلام الذي أدلى به النائب فتوش فيه تجن على كل الناس، ولطالما كانت عين دارة وجبل عين دارة جبل العيش المشترك، لم نفرق يوما بين الدروز والمسيحيين".

ابو غادر

وتحدث سمير ابو غادر عن "الاشكال الذي حصل امس"، فقال "انه خلال شهر شباط هذا العام انهارت الطريق التي تؤدي الى كسارات فتوش، وخلال غيابنا عن الكسارات في ضهر البيدر، قام النائب فتوش بشق طريق بارض لنا وقلع الاشجار، وبعد تدخل قائد منطقة جبل لبنان، سمحنا له بالمرور بأرضنا لمدة اسبوع الى حين إصلاح الطريق، واذ به يضرب بعرض الحائط كل الوساطات والمسؤولين والقيادات، وفرض امرا واقعا بأرضنا وطريقنا، والاشكال الذي حصل هو بسبب مروره بأملاكنا التي لن نسمح له بعد الآن بالمرور بها، فليشق طريقا بأملاكه وليس هناك من إشكال معه".

سعيد

ثم تحدث جناح سعيد فقال: "نحن متوقفون عن العمل في الكسارات من تاريخ 20/6/2009، نريد من النائب فتوش ان يخبرنا عن الشروط التي حصل بموجبها على ترخيص لمدة 25 سنة وفي اية ظروف، تحدث عن هدر المال العام من قبلنا ونحن متوقفون عن العمل. هذا الالتواء الذي يعمل عليه اصحاب النفوذ والمال ليقطعوا لقمة عيشنا لم يعد مسموحا به بعد الآن، عندما نجوع لا نعود ننظر الى احد ولا نرد على احد".

 

المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى دعا الحكومة الى الوحدة والتضامن في اتخاذ المواقف والقرارات

وطنية - 12/6/2010 عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني حيث بحث في الأوضاع الإسلامية والوطنية، ودرس الشؤون الدينية والوقفية المدرجة على جدول أعماله واتخذ بشأنها القرارات المناسبة، وبعد التداول أصدر المجلس بيانا تلاه عضو المجلس الشيخ محمد أنيس اروادي الآتي نصه: أولا: يدعو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أعضاء حكومة الوفاق الوطني إلى الوحدة والتضامن في اتخاذ المواقف والقرارات التي تحفظ للبلاد سلامتها واستقرارها خاصة في القرارات المصيرية. ثانيا: أكد المجلس بان الحكومة اللبنانية تعمل بخطوات ثابتة على الخروج من منطق المحاور الإقليمية والدولية، وتتكامل مع أشقائها العرب في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بشأن المنطقة. ثالثا: يناشد المجلس القيادات والقوى السياسية على تنوعها أن تتضافر جهودها، من أجل بناء الدولة اللبنانية على الصورة الحضارية التي يتطلع إليها المواطنون، فلبنان لا ينهض إلا بالتفاهم، والتوازن والتعاون، وبالوحدة الوطنية بين أبنائه، والعمل سويا على بناء دولة المؤسسات، والاهتمام بحاجات المواطنين المعيشية والاجتماعية، وما يعانونه من نقص في الطاقة، وغلاء للمعيشة، وازدياد في البطالة، وهجرة متزايدة للشباب. رابعا: يطالب المجلس جميع اللبنانيين تجاوز الخلافات والتشنجات التي ظهرت خلال الانتخابات البلدية والاختيارية، داعيا الجميع إلى وحدة الصف والالتفات إلى الإنماء في المناطق كافة. خامسا: ينوه المجلس بالجهود الكبيرة التي يقوم بها رئيسا الجمهورية والحكومة في جولاتهما العربية والإقليمية والدولية، العاملة على إيجاد مظلة واقية للبنان لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة. سادسا: يؤكد المجلس في هذه الظروف التي تمر بها البلاد على أهمية الدور الوطني الذي قام به الرئيس فؤاد السنيورة خلال توليه سدة رئاسة الحكومة وانه سيبقى رمزا وطنيا يدافع عن لبنان والمصالح الوطنية العليا. سابعا: يدعو المجلس المجتمع العربي والدولي، وخاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إلى ضرورة العمل على رفع الحصار الظالم عن فلسطين وأهلها، وخاصة قطاع غزة والذي تجاوز حصاره كل المقاييس، ويعتبر المجلس هذا الحصار الغاشم هو استمرار للعدوان على الشعب الفلسطيني، واعتداء صارخ على حقوق الإنسان، وجريمة إرهابية تعاقب عليها القوانين والأنظمة والمواثيق الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة، لحفظ حقوق الشعوب وحريتها وحقها في الحياة.

 

"الوطن" الكويتية: دمشق ردت على الكونغرس وسحبت سفيرها من الولايات المتــــحدة

المركزية – نقلت صحيفة "الوطن" الكويتية عن مصادر دبلوماسية غربية ان هناك توترا متناميا بين الادارة الأمريكية والنظام السوري، مشيرة الى ان دمشق سحبت سفيرها في واشنطن عماد مصطفى رفض الكونغرس الأميركي ارسال روبرت فورد الذي اختاره البيت الابيض سفيرا للولايات المتحدة في العاصمة السورية. واعتبرت المصادر غياب السفير السوري او سحبه من واشنطن، ولو من دون ضجة "توترا او على الاصح جفاء في العلاقات بين الطرفين الأمريكي والسوري، لم يتطور اعلاميا او سياسيا حتى الآن مشيرة الى "ان ادارة اوباما لا تعارض قيام وفود من الكونغرس على رغم هذا التوتر، بزيارة دمشق، بل تشجع على حصولها لأنها تنقل مواقف الادارة من الدور السوري في المنطقة، بحيث لا يتوهم القادة السوريون ان ثمة مواقع سياسية مختلفة في الرأي في واشنطن كما كان حاصلا في عهد الرئيس بوش". ورجحت المصادر ان تربط دمشق عودة سفيرها الى واشنطن بوصول السفير الأمريكي الى دمشق الذي تتطلع الى حدوثه كونه يمثل في رأيها يمثل "خطوة اساسية على طريق عودة العلاقات الثنائية بين البلدين وتكريس الانفتاح الأمريكي على سورية مجددا".

وحددت المصادر اسباب الجفاء مشيرة الى ان احدها يرتبط بالعراق على خلفية عدم التزام سوريا التعهدات التي قطعتها لتسهيل عملية تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات التي اسفرت عن فوز اياد علاوي وتعقيد عملية تكليفه وفق الدستور بذلك والقيام بدلا من ذلك بتوفير الظروف امام ايران لتأخذ مداها في هذه العملية، اضافة الى المعلومات التي تحدثت عن تسليمها حزب الله صواريخ سكود وتقنيات حربية متطورة.

 

"المصري اليوم": إسرائيل تريد رأس المقاومة وسوريا تدخل الحرب لأسباب داخلية

المركزية- كتبت صحيفة "المصري اليوم" أن "الاستنزاف" هو "عنوان المعركة الجديدة التى تدق إسرائيل طبولها منذ أسابيع، من خلال المناورات العسكرية، والتصعيد ضد قوافل كسر حصار غزة"، مشيرة إلى أن "الحرب التى يكاد يتفق المراقبون على اندلاعها ويختلفون على توقيتها وجبهاتها المحتملة، هدفها الأساسى تقليم أظافر المقاومة المسلحة فى غزة وجنوب لبنان، اللتين تتهمهما إسرائيل بإعادة تسليح نفسيهما وتحديث بنيتيهما التحتية بعد الحربين الأخيرتين فى لبنان ٢٠٠٦ وفى غزة ٢٠٠٨".

وتساءلت: "إذا كانت غزة والجنوب اللبنانى هما الجبهتان الأكثر سخونة ميدانياً، فإن التوتر السياسى الإيراني المتصاعد مع الغرب والولايات المتحدة الأميركية على خلفية برنامجها النووى لا يجعلها في منأى عن تصورات المراقبين لشكل المعركة المقبلة التي ستكون فيها إيران كما في كل مرة طرفا غير مباشر".

وختمت: "في وقت تتأثر الجبهة السورية نفسيا بحديث الحرب، بحكم التوترات التقليدية واتهامات تهريب صواريخ الـ«سكود»، فإن النظام نفسه يبدو غير معني بخوض حرب عسكرية فى المستقبل المنظور، لأسباب سياسية داخلية".

 

المصري: القرار 1929 يلزم لبنان تعليق التعامل مع المصارف الإيرانية

المركزية- أكد الخبير القانوني الدكتور شفيق المصري "ان قرار مجلس الأمن الرقم 1929 القاضي بفرض عقوبات جديدة على إيران يستند الى الفصل السابع وتالياً يلزم الدول كلها بما فيها لبنان". ولفت في حديث الى "المركزية" الى "ان في القرار بنوداً ملزمة وأخرى تركت لكي تسعى الدول الى تطبيقها، مشدداً على ان مخالفة القرار غير واردة على الإطلاق".

وعن العقوبات المالية التي فرضها، أوضح المصري "ان القرار كان واضحاً في تحديد المصارف الإيرانية وفروعها في الدول الأخرى التي يجب تعليق التعامل معها وتالياً فإن الدول ملزمة تطبيق الإجراءات الزاجرة التي فرضها ولا يمكن للبنان ولا لأي دولة أخرى التملص منه". وشرح ان تعليق التعامل مع بعض المصارف لا يعني مطلقاً وقف التعامل المالي والاقتصادي مع إيران أو قطع العلاقات على كل المستويات، إنما يعني وقف التعامل في شكل موقت مع المصارف المذكورة الى ان يعدّل في القرار.

حركة النقل: أما بالنسبة الى حركة المطار والطائرات المدنية، فأوضح المصري "ان هناك مراقبة عادية وروتينية في كل مطارات العالم قبل الإقلاع وبعده، إلا ان المشكلة وحسب ما ورد في القرار هي في تفتيش السفن، الأمر الذي أثار جدلاً ولا تزال آليته مبهمة، بحيث لم يوضح القرار من هي لجنة المراقبين ومِمَن تتألف وهي ستحصل على تفويض من مجلس الأمن، ما يتطلب المزيد من الإيضاحات من مجلس الأمن. وأكد ان لا مشكلة في هذا الأمر مع لبنان لأن قوات "اليونيفيل" تتولى حراسة الحدود البحرية.

 

رزق لـ"المركزية": الإمتناع تسوية من حكومة مصطنعة والضجيج مجرد رســائل سياســـية الـى الخـارج

المركزية- أكد النائب والوزير السابق ادمون رزق في حديث الى "المركزية" ان نتيجة الحراك في جلسة مجلس الوزراء تسوية سياسية لا علاقة لها لا بالدستور ولا بالأصول، فالوزراء الـ14 الذين صوتوا لرفض العقوبات هم ممثلو 8 آذار مضافاً اليهم المحسوبون على رئيس الجمهورية، والوزراء الـ14 الذين صوتوا للامتناع في مجلس الأمن هم الوزراء المحسوبون على 14 آذار. فالاستخلاص هو تسووي ولا علاقة له، لا بأصول ولا بدستور كأنما يدخل في صلب التسوية. ما تبع التصويت من ضجيج كان المقصود به تبليغ رسائل الى الخارج، لا أكثر، مع التذكير بأن لبنان ما كان يجب أن ينفرد بموقف مخالف للموقف العربي لأنه يمثل العرب في مجلس الأمن ويجب ان يعكس رأيهم المنقسم على نفسه.

وأشار رزق رداً على سؤال الى أن تركيبة الحكومة من الأساس مصطنعة ويشوبها عنصر الإكراه في التأليف لذلك فإن الاصطفاف الإقليمي وتفاعلاته وإسقاطات التأثير الخارجي تجعل الحكومة عاجزة عن أخذ مواقف مبدئية.سواء أكان لجهة المواضيع الاساسية التي حسمها اتفاق الطائف وأكدتها طاولة الحوار وبقيت الحكومة عاجزة عن تنفيذها، لعلّة في تكوينها.

وقال: نعايش حالة أمر واقع وتجنباً لإشهار العجز (قياساً على إشهار الإفلاس) يتم الهروب الى البدائل. إذاً الامتناع هو خير القرارات في غياب المقاييس الوطنية الحقيقية وطغيان الضغط الخارجي... وبعبارات أوضح ان وضع الحكم في لبنان محكوم بما يجري بين أفرقاء خارجيين، إقليميين على الأخص وتحديداً لبنان محكوم بمسار العلاقة السعودية – السورية في شكل أساسي وتفرّعاته الثانوية الممتدة من أنقرة الى طهران.

ورأى رزق ان المطلوب في هذه المرحلة هو تحاشي التصادم، لذلك يتم إمرار القرارات البديلة.

وختم أن لبنان ليس في وضع الدولة المستقلة ولا السيّدة ولكنّه لا يقرّ بذلك ولا يجوز ان يفعل أملاً في حصول متغيّرات إقليمية ودولية. المقلق ان لبنان هو في دائرة الخطر، فعسى ألا يكون من جديد ضحية للانقسامات البنيوية التي تعصف به. انه بحاجة الى تأكيد وحدته إيجابياً وليس فقط بأخذ قرارات سلبية.

 

 

المجلس الماروني لثورة الأرز التقى لارسن

المركزية- زار وفد من المجلس العالمي لثورة الأرز في رئاسة جو بعيني مسؤولي حقوق الانسان في الأمم المتحدة في نيويورك والبعثات الديبلوماسية لا سيما بعثات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وبعثتا لبنان وفلسطين، والتقى المسؤول عن متابعة القرار الدولي 1559 تيري رود لارسن، مركزاً على متابعة الشؤون اللبنانية خصوصا تنفيذ القرارات التي تتعلق باستقلال لبنان وسيادته في ظل الكلام على الاخطار المحدقة والتطورات المتسارعة في المنطقة.

ولمس الوفد تفهماً لدى بعثات فرنسا وبريطانيا وايطاليا للموضوع اللبناني ومساندتهم الدولة في تأمين الهدوء وتأييد دولهم سيادة لبنان واستقراره ودور الأجهزة ومؤسسات المجتمع المدني في حماية حقوق الانسان في الحرية والكرامة والأمن وبناء المستقبل بكل ثقة بعيداً من أجواء العنف التي تسود المنطقة.

 

حراك في الخارج وحذر في الداخل من ترددات الـ1929 اللجان في دمشق والقمة الثلثاء والحوار فـــي موعده جعجع التقى ابو الغيط وموسى وصفير والمر الى فرنسا

المركزية- لبنان في كثير من مفاصله الاساسية، يتحرك الاسبوع المقبل في اكثر من اتجاه اقليمي ودولي ،وسط حال من الحذر في الداخل تسوقه قوى الاقلية المستاءة من قرار الامتناع عن التصويت في مجلس الامن ،وحال من التحدي في الخارج تسوقه ايران المستاءة من قرار العقوبات الذي اتخذته المنظمة الدولية بموافقة روسية وصينية.

الاكثرية: وأعربت مصادر في الاكثرية لـ"المركزية" عن مخاوفها من ان تكون الحملة التي تقودها قوى الثامن من آذار على ما وصفته بسياسة "اللاموقف" في مجلس الوزراء ،مقدمة لما هو ابعد من الكباش السياسي، محذرة من ان تعمد هذه القوى الى استغلال ما جرى في مجلس الوزراء للقيام بما قامت به في السابع من ايار العام 2008 لاعادة الامور الى مكان تراه مناسبا في مواجهة ما ترى انه مواجهة وشيكة او حتمية في الشرق الاوسط.

واضافت المصادر ان قوى الاقلية تعكس في ما يبدو ما لم ترغب ايران في اظهاره علنا بعد امتناع لبنان عن التصويت ضد العقوبات وهو الرد في شكل "يضبط" الاكثرية من جهة ويمنع تعزيز النفوذ الايراني مجددا في لبنان، بعدما عجزت تقريبا عن النيل من "الاكثرية" في موضوع "الاتفاق الامني" المبرم بين بيروت وواشنطن وفي موضوع الموازنة، ولاسيما موضوع الـ 11 مليار دولار.

اليونيفيل: وفي وقت ترفض الاقلية الربط بين موقفها وما يجري على الجبهة الايرانية-الدولية، ذكرت مصادر ديبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان ما يجري من حوادث بين الاهالي في الجنوب وقوات اليونيفيل يثير الكثير من التساؤلات والشكوك، معربة عن خوفها من ان يكون ذلك نوعا من الضغط غير المباشر على الامم المتحدة التي تستعد للتجديد للقوات الدولية والتي يتهمها المحور الايراني- السوري بانها باتت "العصا" التي ترفعها الولايات المتحدة في وجه العرب كلما تعرضت اسرائيل لخطر ما او احراج تماما كما حدث في البحر المتوسط الاسبوع الماضي. والواقع، انه وحسب المصادر ان العقوبات الجديدة على ايران لن تقود الا الى واحد من أمرين:اما دفع طهران الى التفاوض من موقع ضعف وهذا امر لا يبدو واردا في الحسابات الايرانية ،واما دفعها الى تفجير الوضع الامني في المنطقة ،وهو امر وارد لكنه يحتاج الى دراسة متأنية ،خصوصا بعدما فقدت الجمهورية الاسلامية ما كانت تعتبره مظلة سياسية مهمة من موسكو وبكين.

قمة دمشق: وحركة لبنان في اتجاه الخارج تتوزع على اكثر من محور وتبدأ اولى محطاتها من دمشق التي يتوجه اليها الرئيس ميشال سليمان الثلثاء المقبل للقاء نظيره بشار الاسد في قمة هي الاولى بعد التطورات الداهمة المحيقة بالمنطقة نتيجة حدثي "اسطول الحرية" والعقوبات على ايران المتوقع ان يظللا المحادثات على المستوى الاقليمي من زاوية انعكاسهما المباشر على الوضعين اللبناني والسوري ،اضافة الى تنسيق المواقف حيال الملفات والتحديات الاقليمية المطروحة ومتابعة تمتين التضامن العربي. وللغاية، رأس سليمان اليوم اجتماعاً تحضيرياً لفريق العمل المكلف الإعداد للزيارة. وقالت مصادر وزارية قريبة من رئيس الجمهورية لـ"المركزية" اليوم ان ابرز مواضيع البحث هي :تطوير العلاقة بين البلدين، مصير معاهدة الاخوة والتنسيق والتعاون وكيفية التعامل معها، الصراع العربي - الاسرائيلي والتهديديات المتكررة للبنان، الملف النووي الايراني والعقوبات، المجلس الاعلى المقترح للعلاقات اللبنانية-السورية – التركية - الاردنية. ولفتت الى ان اجتماع المجلس الاعلى اللبناني – السوري يبقى رهن اتفاق الرئيسين، ذلك ان المجلس هو في عهدتهما، مستبعدا انعقاده قريبا باعتبار ان لا جديد يستدعي ذلك فمجرد انعقاد القمة يعني احياء المجلس في طريقة ما خصوصا ان الرئيس الحريري يزور دمشق ويبحث الامور تفصيليا في شكل منظم وممنهج، والمطلوب راهنا في العلاقات بين البلدين التعاطي بدقة وروية لا عقد لقاءات لمجرد المناسبات. وشددت على ان الرئيسين لن يتطرقا الى المواضيع الداخلية التي تتولاها اللجنة الوزارية برئاسة الوزير جان اوغاسبيان الموجودة في دمشق ،نافيا ما تردد عن ان سليمان سيتابع مع الاسد ما يبقى عالقا من هذه القضايا. واكد ان اللجنة ستنهي كل ما هو منوط بها خصوصا ان البحث يتم للمرة الاولى بهدوء وبشكل مقنع مراعيا مصالح الجانبين.

الحوار في موعده: وفي خطوة تعكس اصرارا رئاسيا على مواصلة الحوار الوطني وتدحض تكهنات البعض بارجاء موعد الجلسة المقررة الاسبوع المقبل بفعل غياب الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع عنها ، اعلن المكتب الاعلامي في قصر بعبدا ان الرئيس سليمان رأس اجتماعاً لمتابعة التحضيرات لانعقاد هيئة الحوار الوطني في بعبدا في 17 الجاري لمواصلة البحث في الاستراتيجية الوطنيّة للدفاع عن لبنان.

وفي هذا المجال، قالت المصادر لـ"المركزية" ان موعد الجلسة الحوارية ثابت ولن يتغير مستبعدا اي انعكاس او ارتداد لما حدث في مجلس الوزراء بخصوص التصويت على العقوبات .واكدت ان لا علاقة لهذا الامر بالتضامن الحكومي فما جرى في مجلس الوزراء انتهى داخل الجلسة واكبر دليل الى ذلك استكمال المجلس مباشرة موضوع الموازنة ومتابعة البحث في كل جدية وفي الروحية نفسها التي سادت الجلسات السابقة .

ورفضت الحديث عن اهتزاز الوضع الحكومي او تهديده بالانقسام معتبرة ان لا وجود لمخاطر مماثلة في ظل الجو التوافقي الذي يحكمه في انتظار قانون جديد للانتخابات على قاعدة النسبية يرسي تعددية لكل طائفة ويعيد الاعتبار للنظام السياسي .

آخر الجلسات: وعشية القمة الرئاسية، يتابع مجلس الوزراء مساء الاثنين جلساته المخصصة لمشروع موازنة الـ2010 بعدما قطع شوطا كبيرا من النقاشات .وتوقعت اوساط مطلعة ان تكون الجلسة المقبلة هي الاخيرة بعد التعديلات التي ادخلتها اللجنة الرباعية المؤلفة من الوزراء: ريا الحسن، جان اوغاسبيان، شربل نحاس وسليم الصايغ والتي قضت بادخال موازنات المجالس والصناديق الى متن مشروع الموازنة على ان يبقى موضوع السدود الذي تعذر التوافق بشأنه نتيجة ضيق الوقت الى موازنة العام 2011.

صفير– ساركوزي: ويشهد خط لبنان – فرنسا حركة ناشطة اعتبارا من يوم غد، ففي حين توجه اليها وزير الدفاع الياس المر للقاء كبار المسؤولين والبحث في سبل تفعيل المساعدات العسكرية للجيش اللبناني لتعزيز قدراته الجوية، يبدأ البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير زيارة رسمية اليها الاثنين تلبية لدعوة الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يبدي اهتماما خاصا بلبنان ويفرز حيزا مهما لوضع المسيحيين فيه كما في سائر بلدان منطقة الشرق الاوسط. وتتخلل الزيارة لقاءات مع عدد من المسؤولين للاطلاع من البطريرك على اخر تطورات الاوضاع اللبنانية ورؤيته الى واقع الحال.

وقبيل زيارته الفرنسية كان موقف للبطريرك عبر عنه بيان المطارنة الموارنة بعد اختتام خلوتهم السنوية حيث اعتبروا ان "على الدولة وأجهزتها ومؤسساتها ان تكون أكثر فاعلية وأن تخرج من مرحلة التعثر الراهنة التي تؤخر إقرار الموازنة، وملء الشواغر الملحة في بعض المراكز، وتحسين البنى التحتية تدريجيا وسائر الخدمات العامة. واملوا "ان تقود الاوضاع الراهنة المستقرة والمائلة الى الافضل، إلى حالة ثابتة على ابواب الصيف الواعد".

جعجع: وفي المحطات الخارجية ايضا، زيارة بدأها جعجع الى مصر اليوم من ضمن جولة عربية واوروبية طويلة تشمل دولا عدة من بينها اسبانيا يتداخل فيها الرسمي بالخاص ، وهو اجتمع ظهرا الى وزير الخارجية احمد ابو الغيط ليلتقي بعد ذلك الامين العام عمرو موسى ،على ان يستقبله الرئيس المصري غدا او بعد غد.

واوضحت اوساط قريبة من جعجع لـ"المركزية" ان اهمية زيارة مصر تكمن في نوعية الدعوة الموجهة الى جعجع والمحادثات التي يجريها مع كبار القيادات في الجمهورية المصرية التي تلعب دورا فاعلا على المستويين العربي والاقليمي مؤكدة انها ستتناول التطورات في المنطقة في ضوء الحوادث الاخيرة وانعكاساتها من مختلف الاتجاهات. وعلى خط لبنان مصر ايضا، زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة احمد نظيف الى بيروت الخميس المقبل لترؤس اجتماعات اللجنة الاقتصادية اللبنانية - المصرية بحيث تشكل مناسبة للاطلاع على نتائج قمة دمشق من دون استبعاد احتمال ان يلعب لبنان دورا وسيطا في مجال ترميم العلاقات السورية المصرية المتصدعة.

الانتخابات الفرعية: اما في الداخل، فالشمال على موعد غدا مع جولة انتخابات نيابية فرعية في المنية- الضنية لانتخاب نائب عن المقعد الشاغر بفعل وفاة النائب هاشم علم الدين. وسجلت الساعات الاخيرة ارتفاعا في منسوب السجال وحرب البيانات بين القوى المعنية وخصوصا على خط تيار المستقبل الداعم للمرشح كاظم صالح الخير وكتلة "الوفاق الوطني" التي تضم النائبين محمد الصفدي وقاسم عبد العزيز التي تبنت الحياد. وفي المقلب الاخر تقف قوى 8 اذار داعمة للمرشح كمال الخير، على ان تبقى الكلمة الفصل في نتائج صناديق الغد.

 

الأساقفة الموارنة اختتموا خلوتهم السنوية في بكركي: يرجى أن يقود الاستقرار إلى حالة ثابتة تساهم في تحريك الاقتصاد

على الدولة الخروج من مرحلة تعثر تؤخر الموازنة وملء الشواغر نسأل الله لرئيس البلاد وحكامها التوفيق في تأدية دورهم الوطني

البطريرك صفير ترأس قداسا في نهاية الخلوة واستقبل "أبناء مريم": لنصل من أجل أن تبقى الكنيسة على نقاوتها ويظل الكهنة قدوة صالحة

وطنية - 12/6/2010 اختتم الأساقفة الموارنة خلوتهم السنوية التي كانت بدأت الإثنين الماضي، وتلا أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق البيان الختامي وجاء فيه: "دعا صاحب الغبطة والنيافة، الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى، مطارنة الكنيسة المارونية، في النطاق البطريركي وفي بلدان الانتشار، إلى عقد مجمعهم السنوي في الصرح البطريركي في بكركي. فالتأموا برئاسته من 6 إلى 12 حزيران، واتموا رياضتهم الروحية بعون من روح الرب، وعالجوا في ضوء الهاماته امورا كنسية محلية وعامة، وانكبوا على قضايا وطنية راهنة لتدارسها، واستشرفوا واقع الكنيسة ومستقبلها في هذا الشرق".

أضاف: "يقع هذا الاجتماع في السنة اليوبيلية التي تذكر بمرور 1600 سنة على انتقال شفيع كنيستهم مار مارون إلى بيت الآب السماوي، وفي السنة الكهنوتية، وفي غمرة الاستعداد لانعقاد الجمعية الخاصة لأساقفة الكنيسة الكاثوليكية بموضوع "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط، شركة وشهادة"، وكلها مناسبات تحمل المعنيين بها على إحيائها للافادة من أبعادها الروحية. وقد جعل المجتمعون محور تأملاتهم كلام الرب يسوع في صلاته الكهنوتية :"لأجلهم اقدس نفسي ليتقدسوا هم ايضا في الحق" (يوحنا 17/ 19) . وقد ألقى عليهم مواعظ الرياضة الاب مالك بو طانيوس ، المرسل اللبناني، وبعد ان استلهم الآباء كلمة الحياة هذه وعالجوا على ضوئها المسائل المطروحة، أصدروا البيان الآتي:

"وجه غبطة السيد البطريرك إلى آباء السينودس كلمة ترحيب، بعد صلاة الصباح، عبر فيها عن ارتياحه للدخول في هذه الرياضة معهم ، وتمنى لهم جني الثمار الروحية والتدبيرية المتوخاة من عقدها. وفي إطار هذا المجمع ، عكف الآباء على دراسة شؤون ليتورجية ، لما لها من اهمية في حياة الكنيسة بوصفها الوسيلة الفضلى لعيش الايمان ونقله . ومن الضروري ان يفهمها المؤمنون ويكتشفوا غناها لبناء شخصيتهم الروحية والتعبير عن شهادتهم الايمانية. واطلعوا على ما أعدته اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية من مشاريع كتب ، أخصها كتاب صلوات الساعات اليومية وجناز الاحبار وجناز الكهنة ورتبة صلاة الغفران التي تقام يوم سبت النور، متوِّجة بروح التوبة والندامة مسيرة الآلام المقدسة التي تحمل المؤمن على الموت مع المسيح عن الخطيئة للقيامة معه إلى حياة النعمة. ووضع رئيس اللجنة بتصرّف المجتمعين نسخاَ عن المشاريع المعدة للطبع وأثار مسألة اختيار مرتلين وقرّاء لكل رعية ، ووزّع استمارة لاستطلاع الرأي عن مواضيع طقسية مختلفة".

وتابع: "اطلع الآباء على حصيلة زيارة السيد البطريرك الاخيرة إلى الاردن لتكريس كنيسة مار شربل الرعائية في عمان، ووضع حجر الاساس لمشروع كنيسة جديدة ومركز راعوي عالمي قرب المغطس في غور الاردن. بعد ذلك اهتم الآباء بمعالجة وضع أبنائهم الراعوي في بلدان الخليج العربي. وهم يحتاجون إلى خدمة دينية منتظمة ، وإلى مرجعية كنسية خاصة بهم ورعايا وكنائس توفّر لهم فرصة القيام بواجباتهم الروحيةب حسب طقوسهم. وقد اهتم الكرسي الرسولي بجانب من هذه الحاجة، ويتم تدارس بروتوكول تعاون بإشراف الكرسي الرسولي بين البطريركية والنائبين الرسوليين هناك لتمكين كنيستنا من القيام بدورها تجاه أولادها. ورفعت تقارير عن المعاهد الاكليركية المارونية الاربعة : مار مارون (غزير) ، ومار انطونيوس البدواني (كرم سدّه) ، ومار اغوسطينوس (عين سعاده) ، وسيدة لبنان (واشنطن) ، وعن التربية الاكليريكية التي يقتضيها عالم اليوم ، لكي تلبي حاجاته الروحية والراعوية المختلفة، في عالم متعدد الثقافات، يحتاج إلى مزيد من التلاقي حول القيم المشتركة، وإلى تطوير الحوار المسكوني والحوار بين الأديان والى قيم صحيحة تلتقي حولها العائلة وأبناء الاجيال الجديدة".

وقال: "بعد ان شكر الآباء نعم الله على كنيستنا، وأخصها بروز طوباويين وقديسين من بين ابنائها وبناتها، وآخرهم الاخ اسطفان نعمة، الراهب اللبناني، الذي سيطوب في 27 حزيران الجاري أثير موضوع شهادة الشهداء المسابكيين الثلاثة الذين قبلت شهادتهم رسميا من الكنيسة، ويمكن اعتبارهم علمانيين شفعاء مؤمني كنيستنا، ومكملين لحلقة قديسينا الحديثين التي تضم رهبانا وراهبة وبطريركا، بقصد الدعوة الى نشر تكريمهم تمهيدا للمطالبة بإعلان قداستهم".

أضاف المونسنيور طوق: "توقف الآباء على وضع المحاكم الكنسية واستلموا تقريرا إحصائيا عن عدد الدعاوى وحالتها والاسباب المدلى بها وغير ذلك من معلومات. ولاحظوا ان عدد الدعاوى المقدمة سنويا على غير تناقص كما كانوا يأملون مما يوجب بذل مساعٍ راعوية إضافية للمحافظة على وحدة العائلة، كما يرتب على المؤمنين مزيدا من التضحية للصبر على ما في الحياة المشتركة من صعوبات في بعض الاحيان. ثم اوصوا بزيادة عدد القضاة للبت في الدعاوى ضمن المهل القانونية بدون تأخير".

وتابع: "اطلع الآباء على نظام إدارة الاوقاف الممكنن والحديث المتبع في البطريركية، وهو يسمح بضبط مستندات الاوقاف وملفاتها وحساباتها وفقا لأحدث الطرق. ودعا غبطته المجتمعين إلى الاستفادة منه في ابرشياتهم، مما لاقى استحسانا وتقديرا عندهم. وتناولوا أمورا إدارية وتدبيرية مختلفة، منها مشروع صندوق تقاعد الكهنة، وخدمة بعض الاسرار في المزارات الدينية، كما اطلعوا على أعمال مركز التوثيق والابحاث الذي قدم خدمات مشكورة وما زال يتابع أعماله وفقا لبرنامجه. وكان لمطارنة الانتشار تقارير عن عملهم الراعوي في البلدان التي فتحت ابوابها في وجه أبنائنا في اميركا الشمالية والجنوبية كما في اوروبا وأفريقيا واستراليا. وقد أثنى الآباء على نشاطات هذه الابرشيات والرسالات، وأعربوا عن ضرورة ربط صلات وثيقة ما بين البطريركية وعالم الانتشار. كما طالبوا بأن يكون هناك توزيع عادل للكهنة لتأمين رسالة راعوية اوسع وأنجع في كثير من البلدان المعنية".

أضاف: "عالج الآباء آلية التحضير الكنسية للمشاركة في أعمال الجمعية الخاصة لسينودوس الاساقفة التي دعا إليها قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر والتي ستعقد في روما من 10 إلى 24 تشرين الاول 2010 بعنوان "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط: شركة وشهادة"، "وكان جماعة المؤمنين قلبا واحدا وروحا واحدة" (أعمال 4/32). وقد تسلم صاحب الغبطة مع سائر بطاركة الشرق الكاثوليك ورقة العمل التي تبدأ بها المرحلة الاعدادية المباشرة للمجمع في روما، خلال زيارة الحبر الاعظم الرسولية إلى قبرص في الاسبوع الفائت. وتشكل الدعوة لهذا السينودس لكل المعنيين به وللرأي العام فرصة للتبصر في مستقبل هذا الشرق، مهد الحضارات والديانات، والسعي للمحافظة على تنوعه وفرادته وعيش قيمه بحرية".

وتابع: "أما الاوضاع الراهنة المستقرة والمائلة الى الافضل، على ما يأمل آباء السينودس، فيرجى أن تقود إلى حالة ثابتة على ابواب هذا الصيف الواعد، الذي سيعيد إلينا عددا من مواطنينا لقضاء بعض الوقت مع ذويهم في ربوع الوطن، كما سيحمل إلى الاصطياف في لبنان عددا من رواده العرب وسواهم مما سيساهم في تحريك عجلة الاقتصاد. يبقى على الدولة وأجهزتها ومؤسساتها ان تكون أكثر فاعلية وأن تخرج من مرحلة التعثر الراهنة التي تؤخر إقرار الموازنة، وملء الشواغر الملحة في بعض المراكز، وتحسين البنى التحتية تدريجيا وسائر الخدمات العامة".

وختم المونسنيور طوق: "يسأل الآباء الله، لرئيس البلاد وحكامها ومسؤوليها، التوفيق في تأدية دورهم الوطني، بالتعاون والتوافق في ما بينهم، ويجددون بمناسبة السنة الكهنوتية، ثقتهم بأبنائهم الكهنة، ويثمنون خدماتهم للمؤمنين، ويحثونهم على مزيد من العطاء. ويستشفعون مار مارون في سنته اليوبيلية من أجل حفظ هذا الشرق، ومحافظته على تنوعه الغني، ويدعون أبناءهم وكل المواطنين إلى الاطلاع على أعمال سينودس الاساقفة من اجل الحضور المسيحي في الشرق والمساهمة في إنجاحه بصلواتهم وإبداء رأيهم، ويستمطرون عليهم وعلى الجميع بركات الله ونعمه".

قداس

وفي نهاية الخلوة، ترأس البطريرك صفير قداسا في كنيسة السيدة في بكركي بمشاركة أساقفة الطائفة ومعاونة المطران رولان ابو جودة والأب مالك ابو طانوس وفي حضور السفير البابوي المونسنيور غابريال كاتشيا ورئيس اساقفة سان باولو-البرازيل الكاردينال اوديلو شيرير.

بعد الإنجيل، ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان "سيكون لكم في العالم ضيق، ولكن ثقوا انا غلبت العالم"، قال فيها: "أنا نشكر الله على انه أتاح لنا أن نجتمع في هذه الروضة الروحية، مثلنا في كل سنة، وقد أتيتم، ايها الإخوة الأجلاء، من بلدان عديدة وبعيدة لا حاجة بنا الى تعدادها. وانا نأسف شديد الأسف لكون بعض من إخواننا المطارنة قد منعهم وضعهم الصحي من الإشتراك معنا في هذه الرياضة، ولا شك في اننا نذكرهم في صلاتنا لكي يمن الله عليهم بالعافية وطول البقاء. وإنا نشكر حضرة الأب المرشد، الأب مالك ابو طانوس، المرسل اللبناني، الذي ألقى علينا مواعظ هذه الرياضة، وقد تعمق في شرح ما جاء في إنجيل القديس يوحنا من خواطر روحية مفيدة".

اضاف: "الرياضة هي وقفة تأمل امام الله والذات، وصلاة خاشعة، وفحص ضمير سنوي دقيق، لا بد منه لكل كاهن وأسقف واكيريكي، على ضوء الإيمان بالله، وتعاليم السيد المسيح الذي قال: "ان الكلام الذي كلمتكم انا به هو نور وحياة". وقد كلمنا السيد المسيح منذ أن دعانا الى الكهنوت المقدس، ودخولنا المدرسة الاكليريكية، وقبولنا الدرجة المقدسة، وقيامنا بالوظيفة الكهنوتية والأسقفية التي شرفنا بمنحنا إياها، لقد جعلنا قادة الخراف، فبات لزاما علينا ان نسلك سلكوه تجاهها، بحيث نقدر ان نردد معه قوله "أني أبذل نفسي عن خرافي".

وتابع: "ان ما أخذناه من زاد روحي من هذه الرياضة الروحية يجب أن يرافقنا مدى السنة المقبلة فنقتات منه، ونتقوى لنقوم بواجبنا تجاه النفوس الموكولة رعايتها الينا، وتعرفون ما يقوله النبي حزقيال عن الراعي الصالح، وهو "انا أرعى غنمي، وأنا أربضها، يقول السيد الرب، فأتطلب المفقودة، وأرد الشاردة، وأجبر المسكورة، وأقوي الضعيفة، وأحفظ السمينة والقوية، وأرعاها بعدل". والخراف الموكولة رعايتها الينا سيحاسبنا الله عليها يوم الحساب. ولير كل منا، على ضوء الإيمان بالله، وتحت نظره تعالى، ما اذا كان قد قام بما يقوم به الراعي الصالح تجاه غنمه".

أضاف: "لا نجهل ولا تجهلون، أيها الأخوة الأجلاء، ما يعانيه بعض الكهنة في الكنيسة الكاثوليكية في هذه الأيام من شذوذ يعود على الكنيسة جمعاء بالضرر الكبير. وهم يخونون عهودهم التي قطعوها على نفوسهم أمام الله والكنيسة جمعاء، ويثيرون الشكوك والعثار الكبير لدى الشعب المؤمن. وهذا يتطلب منا جميعا الكثير من الصلاة والتضحيات لتبقى الكنيسة على نقاوتها، والكهنة على ما تنتظره الكنيسة والشعب المسيحي المؤمن منهم من مثل طيب، وقدوة صالحة. لذلك ان الكنيسة تعلمنا ان ندعو اليه تعالى ان يرسل الى كنيسته كنهة قديسين، ولا تجهلون ما يقوله سفر الرؤيا في هذا المجال: "انا عالم بأعمالك، انك لست باردا ولا حارا، وليتك كنت باردا أو حارا، ولكن بما انك فاتر، لا حار ولا بارد، فقد أوشكت ان اتقياك من فمي". وان من دعانا الى القيام برسالته فلن يتركنا، وهو من قال لنا: "سيكون لكم في العالم ضيق، ولكن ثقوا أنا غلبت العالم".

وختم البطريرك صفير: "فلنشكر الله على انه اتاح لنا هذه السنة ان نجتمع للقيام بهذه الرياضة التي لا ندري ما إذا كانت ستكون الأخيرة بالنسبة الى هذا أو ذاك من بيننا. وعلى كل، نحن بين يديه تعالى، ويجب أن نكون مستعدين للمثول أمامه لتأدية الحساب عن كل صغيرة وكبيرة أتيناها. وهو قد دعانا لنقوم بعمله لدى النفوس، ونكون لها قدوة صالحة على طريق الخلاص، ولن يرخي بنا الأيدي، على ما نقول في صلاة الشحيمة المارونية. ولنجدد ثقتنا به واتكالنا عليه، وهو لن يخيب أملنا، ولنقل مع بولس الرسول: "ان حيينا فللرب نحيا، وان متنا فللرب نموت، فإن حيينا اذن أو متنا فللرب نحن".

استقبالات

بعد القداس استقبل البطريرك صفير في الباحة الداخلية للصرح وفدا كبيرا من "تجمع ابناء مريم للحفاظ على الأخلاق"، انطلق في مسيرة حج الى معبد سيدة لبنان - حريصا وزار بكركي لأخذ بركة البطريرك صفير الذي رحب بالوفد وقال: "ندعو امنا العذراء لكي تسهر عليكم وتتشبهوا بطهارتها وبقداستها وبنذرها نفسها لله. عليكم أن تتلوا السبحة دائما وتطلبوا معونة العذراء لتكون معكم ومع عيالكم، واننا نسأل الله بشفاعة العذراء مريم ان يبارككم ويبارك مسيرتكم ويبارك عائلاتكم وان يكون دائما وابدا معكم".

 

وجود الصفدي في كندا ساهم في تثبيت معادلة لا غالب ولا مغلوب

البحث في غياب وزير محسوب على رئيس لبنان عن جلسة العقوبات

إبراهيم عوض /ايلاف

السبت 12 يونيو /لم تستبعد أوساط على معرفة جيدة بوزير الاقتصاد والتجارة اللبناني محمد الصفدي المتواجد حاليًا بكندا أن يعمد الأخير في حال كان حاضرًا في جلسة مجلس الوزراء المقبلة الى التصويت ضد فرض العقوبات على ايران، وعندها لا بد للحكومة اللبنانية ان تُسمع مجلس الأمن كلامًا آخر أكثر وضوحًا وحسمًا.

بيروت: حجب الانقسام الذي شهدته الحكومة اللبنانية عند التصويت على ما يجب ان يكون عليه موقفها في مجلس الأمن من قرار العقوبات على ايران، مسألة غياب وزيرين عن الجلسة التي انعقدت يوم الاربعاء الماضي، وإذا ما كان حضورهما لو حصل يشكل تبدلاً في نتيجة التصويت التي جاءت متعادلة، اذ اعلن 14 وزيرًا تأييدهم لامتناع لبنان عن التصويت، وطالب الوزراء الباقون وعددهم 14 ايضًا بالوقوف الى جانب تركيا والبرازيل في رفضهما العقوبات على ايران.

واذا كانت محصّلة التصويت هذه قدترجمت رجحانًا لكفة الفريق الأول الذي ضم وزراء من الاكثرية ومعهم وزراء اللقاء الديمقراطي الذي يتزعمه النائب وليد جنبلاط، وعبر عنه مندوب لبنان الدائم في الامم المتحدة السفير نواف سلام الذي ابلغ مجلس الامن عدم توصل الحكومة اللبنانية الى قرار بشأن العقوبات معلنًا في الوقت نفسه امتناعه عن التصويت بصفته عضوًا في مجلس الأمن، فإن المراقبين توقفوا بصورة خاصة عند انضمام الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية، اي وزيري الدفاع والداخلية الياس المر وزياد بارود ووزيري الدولة عدنان السيد حسين ومنى عفيش، الى وزراء المعارضة العشرة المطالبين برفض العقوبات على ايران، متسائلين في الوقت نفسه عن سبب غياب وزير آخر محسوب على رئيس الجمهورية ايضا هو وزير الدولة عدنان القصار، واذا ما كان هذا الغياب متعمدًا أو متفقًا عليه لتجنب اختراق معادلة (14-14) او ما بات متعارفًا عليه بقاعدة "لا غالب ولا مغلوب".

الا ان اوساطًا سياسية مطلعة تمتلك نظرة اخرى مفادها ان الوزير القصار الذي لم يكن خارج لبنان، كما حال زميله وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي الموجود في كندا والذي تعذر عليه حضور جلسة مجلس الوزراء، آثر عدم المشاركة في هذه الجلسة كي يتجنب احراجين. الأول تفادي الخروج عن توجه الرئيس سليمان بالتصويت ضد العقوبات على ايران كما فعل وزراؤه الاربعة وما قد يستتبع ذلك من تفسيرات وتشكيك بعدم صحة ادراجه في حصة سليمان الوزارية، خصوصًا ان معلومات صحافية تحدثت قبل الجلسة عن ان القصار يحبذ امتناع لبنان عن التصويت في مجلس الامن. اما الاحراج الثاني فيتعلق بوضعية القصار  نفسه الذي يعد واحدا من ابرز رجال المال والاعمال في لبنان ويملك شبكة واسعة من المصارف في الداخل والخارج مع ما يعني ذلك من حرص على تجنب الصراعات والدخول في تجاذبات سياسية  والحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الاطراف.

وفيما لاحظ المراقبون امتناع القصار عن الادلاء بأي تصريح يشرح فيه حقيقة موقفه مما حصل ويضع حدا للاقاويل التي بدأت تثار عن الدافع الرئيس لعدم حضوره "جلسة العقوبات" كما اسماها بعضهم، فانهم بالمقابل توقفوا عند غياب زميله الوزير الصفدي عن الجلسة المذكورة لكن من منطلق آخر خصوصًا بعد ان تبين لهم ان الأخير الموجود في مهمة رسمية في كندا غير بعيد عن موقف الوزراء الاربعة عشر الرافضين للعقوبات على ايران ، بعد ان عبر عن ذلك اكثر من مرة في تصريحات اكد فيها دعمه لما توصلت اليه تركيا والبرازيل من تفاهم مع ايران في الموضوع النووي، ورفضه كل ما من شأنه زيادة الاضطراب والتوتر في المنطقة.

هذا ولم تستبعد اوساط على معرفة جيدة بالوزير الصفدي ان يعمد الاخير في حال كان حاضرًا في جلسة مجلس الوزراء، الى التصويت ضد فرض العقوبات  على ايران مما يؤدي الى تبدل في نتيجة التصويت بحيث تصبح 15 لصالح الفريق المؤيد للطرح السابق، مقابل 14 صوتًا يؤثر اصحابها الامتناع عن التصويت، وعندها لا بد للحكومة اللبنانية ان تُسمع مجلس الأمن كلامًا آخر اكثر وضوحًا وحسمًا لا التلطي تحت مظلة اللا قرار.

 

مريم» تُبحر الى غزة

الديار/تعقد السيدة سمر الحاج بصفتها ممثلة اللجنة التحضيرية لسفينة الحق «مريم» النسائىة الى غزة، مؤتمرا صحافيا في الساعة الواحدة من بعد ظهر الاحد 13 حزيران الجاري في فندق السفير - الروشة تشرح فيه للاجراءات التحضيرية التي قطعتها مرحلة الاعداد لرحلة كسر الحصار على غزة من ضمن اسطول الحرية2، كما تعرض لآلية استقبال طلبات الراغبات في المشاركة ونوعية المساعدات التي ستحملها السفينة على متنها.

 

الريس: امتناع لبنان عن التصويت على القرار 1929 خطوة مدروسة وثابتة

12 حزيران 2010/النشرة/اعتبر مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس، ان امتناع لبنان عن التصويت على القرار 1929 القاضي بفرض العقوبات على ايران، كان لتجنيب لبنان الاحتكاك مع اميركا، مشيراً إلى أن الامتناع عن التصويت هو خطوة مدروسة وثابتة. الريس وفي حديث تلفزيوني، لفت إلى انهم كانوا الفريق الوحيد الذي لم يكن راغباً بترأس لبنان لمجلس الأمن نظراً لما سيترتب عليه. واوضح ان التجارب السابقة التي مر لبنان فيها عبر التاريخ، اكدت انه غير قادر على ان يكون خارج الصراع الاقليمي لافتاً إلى أن هذا الأمر يفرض على الافرقاء ضرورة الاتفاق حول الاوضاع الإقليمية، والعمل على ايجاد توازن مع الصراع، مع التأكيد على موقف لبنان الواضح من العداء لاسرائيل.

وأشار إلى أن عدم التوافق الدخلي على موضوع التصويت على قانون العقوبات من شأنه خلق بعض العثرات على مستوى الداخل اللبناني. واكد ان العلاقة بين رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، وسوريا جيدة جداً، معتبراً انه من المهم في موضوع العلاقات اللبنانية- السورية، أن يتم توظيف مناخ جديد ايجابي بين البلدين يتيح اعادة بناء علاقات جديدة بين البلدين حسب ما نص عليه الطائف، إضافة إلى افساح المجال لتطبيق الإتفاقيات بين البلدين.

 

المعركة الفرعية لانتخابات المنية تنحصر بين <المستقبل> والمعارضة

كاظم الخير يتقدّم وبشير علم الدين يتجه إلى الحياد خلال ساعات

اللواء/محمّد الحسن: يتوجه الناخبون في قضاء المنية - الضنية إلى صناديق الاقتراع لانتخاب خلف للنائب الراحل هاشم علم الدين، ويدعم تيّار <المستقبل> لهذه الغاية الشاب كاظم صالح الخير منفرداً هذه المرة في مواجهة المعارضة ممثلة بالمرشح كمال الخير، وفي ظل حياد جاف للوزير محمّد الصفدي ومعه النائب قاسم عبد العزيز وشبه جفاء من قبل <الجماعة الاسلامية>، أو على الأقل من قبل النائب السابق أسعد هرموش الذي سارع إلى انتقاد تزكية <المستقبل> للخير·

ماذا أولاً على جبهة المستقبل - الصفدي عبد العزيز؟·بالفعل فقد تقدّم هذا الملف على هامش احتدام الأمور في المنية، فبعدما بدا بيان الحياد من قبل الصفدي وعبد العزيز عادياً عادت الأمور لتأخذ منحى آخر أمس بعد البيان المباشر من قبل تيّار المستقبل والذي انتقد موقف الرجلين واعتبر انهما ما كانا ليدخلا إلى البرلمان لولا أصوات المستقبل· وكان الموقف هذا آثار جدلاً حتى داخل تيّار <المستقبل> في ظل معارضة حادّة من قبل رموز بارزة تمنت لو تلافى التيار هذا الموقف·

مصادر عبد العزيز والصفدي أكدت من جهتها الاستمرار بالحياد المعلن، واعتبر أن موقفها يخضع لمعايير توجهات أهالي المنية، وأكدت هذه المصادر أن الكتلة لم تكن تعلم اصلاً بنية المستقبل دعم كاظم الخير· وعكست الاتصالات في ساعات متأخرة من الليلة الماضية توتراً سياسياً بين الجانبين يجري العمل على معالجته·

الجماعة الإسلامية بدت محايدة في حين أظهر هرموش مواقف لا توحي حتى بالحياد، الا أن الساعات المتقدمة من نهار اليوم السبت قد تسفر عن إعلان موقف ضمني للجماعة داعم <للمستقبل>، الا أن ذلك يبقى امراً فرضياً خاصة في ظل تفاقم التوتر بين هرموش وأطراف عدّة في تيّار المستقبل، وهو ما عكس نفسه في بيان الجماعة الذي أعلن الوقوف على الحياد السلبي·وفي هذه الاثناء تراجع عدد المرشحين أمس إلى 14 مرشحاً من أصل 19 قدموا ترشيحهم رسمياً إلى وزارة الداخلية، وأبرز المنسحبين بسام رملاوي، ويعتبر انسحابه خطوة جديدة لتدعيم حظوظ كاظم الخير، والرملاوي يتمتع اساساً بحضور مميز في أوساط المنية الشعبية وفي أوساط المثقفين في تيّار المستقبل· وايضاً جرت على خط الاتصالات محاولات حثيثة من قبل تيّار المستقبل لثني شقيق النائب الراحل بشير علم الدين عن الاستمرار بترشحه والحصول منه على انسحاب بدا وارداً أمس، وقد يعمد علم الدين إلى الإعلان عن توجه منه ومن عائلته لاعتماد حياد إيجابي لصالح <المستقبل> التيار ولصالح مصلحة المنية السياسية· وكان علم الدين قد اعتمد مؤخراً لهجة تصعيدية مع <المستقبل> آثار حفيظة مسؤولين كبار في التيار· الآن وفي ظل مجموع المعطيات الراهنة بدا تيّار المستقبل أمس منفرداً في مواجهة المعارضة التي كانت تتمنى في جزء من تركيبتها السياسية دعم علم الدين توافقياً، وتتوجه الآن لخوض مباراة سياسية وشعبية شيقة في المنية والضنية، والرغبة من ذلك تحقيق هدف مباشر في مرمى حصة <المستقبل> من النواب السنّة أولاً ومن ثم تسجيل هدف شعبي في المنية والضنية عطفاً على أهداف أخرى سجلت في الملعب الانتخابي البلدي·

وفي ظل الحياد المعلن من الصفدي وحليفه عبد العزيز وكذلك الجماعة الإسلامية، والحياد غير المعلن من الرئيس نجيب ميقاتي، يبدو الذهاب إلى حسم التوقعات امراً من ضروب المبالغة السياسية، خاصة بعد تحقيق الرئيس ميقاتي حضوراً لافتاً في عدد من البلديات التي فاز انصاره فيها برئاسة عدد من البلديات·

ويضاف إلى هذه المادة الموقف الضمني لعدد من عائلات المنية الرافضة لعودة زعامة دارة النائب السابق صالح الخير إلى الواجهة ومن هؤلاء من تربطهم صلة قرابة بصالح الخير ومنهم المرشح السابق للانتخابات خالد الخير الذي لم يخف توجهه للامتناع عن دعم قريبه الخير ولو فضل هذا الأخير الامتناع أيضاً عن دعم نسيب صالح الخير المرشح المعارض كمال الخير· باختصار، مواجهة سياسية بامتياز في المنية - الضنية تخوضها المعارضة في مواجهة تيّار <المستقبل> الذي يحتاج إلى ما هو أكثر من رص صفوفه الداخلية لصالح كاظم الخير الذي ينضوي تحت راية المستقبل بعد ولاء والده طيلة العقد المنصرم لسوريا وقيادتها· وكان المعيار العائلي قد تراجع أمس لصالح معيار السياسة، ليبدو نهار غد الأحد نهاراً حاراً وكل الاحتمالات واردة فيه·

 

المعارضة تأخذ المنية إلى معركة انتخابية غداً

اللواء/اعلامياً، تبدو كل الانظار مشدودة الى مباريات <المونديال> التي افتتحت رسمياً في جنوب افريقيا امس، لكن سياسياً، ورغم الاجازة التي فرضتها <المونديال> فقد بقيت الانظار متعلقة بمجموعة الاستحقاقات التي يواجهها لبنان الرسمي، على مستويين حكومي ونيابي، ابتداء من مطلع الاسبوع المقبل، وشعبي على مستوى تحرك الاتحاد العمالي العام يوم الخميس المقبل، بعدما تمكنت الحكومة، وضمنها وزير التربية، من احتواء تحرك الاساتذة الثانويين والمهنيين، من خلال تراجعهم عن خطوة مقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية·

وباستثناء الانتخابات النيابية الفرعية التي ستجري غداً الاحد في دائرة المنية - الضنية لملء المقعد النيابي الشاغر بوفاة النائب هاشم علم الدين، والتي اتخذت بعداً سياسياً مفاجئاً، بعدما انحصرت المعركة عملياً بين <تيار المستقبل> الذي تبنى ترشيح نجل النائب السابق صالح الخير الشاب كاظم، وبين مرشح المعارضة نسيبه كمال الخير، فإن أجندة الاسبوع المقبل تبدو حافلة بالاستحقاقات على الصعيدين الحكومي والنيابي، من دون اغفال موضوع العلاقات مع سوريا، والذي يفترض ان يتصدر محادثات القمة اللبنانية - السورية يوم الثلاثاء المقبل في دمشق، بالاضافة الى تداعيات الحزمة الجديدة من العقوبات على ايران، انطلاقاً مما جرى في مجلس الوزراء من انقسام على مسألة التصويت على هذه العقوبات·

وفي حين يتوقع أن تنحسر تدريجياً الإرتدادات السياسية لمشهد العقوبات الدولية على إيران، وبالتالي تجاوز الإنقسام الحكومي، فإن المواقف المعترضة على اللاقرار في مجلس الوزراء، لم تخفف، وبرزت ملامح حملات على الحكومة عكست إنزعاجاً ضمنياً مما انتهت إليه الأمور خلال التصويت على مشروع القرار الأميركي، كان أبرزها، أمس، من عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الذي انتقد <الخطوة غير المضيئة على المستوى السياسي>، كاشفاً أن الأمين العام لـ <حزب الله> السيّد حسن نصر الله أبلغ رئيس الحكومة سعد الحريري عندما التقاه ليل الاثنين الماضي، بأن الموقف اللبناني من مسألة العقوبات لا يجوز أن يتجاوز الموقف التركي، فيما أبدى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان أسفه واستهجانه لقرار مجلس الوزراء الذي قال إنه <لا يليق بلبنان كوطن وشعب ودولة لديها مقاومة شريفة>، معتبراً بأن الحكومة باتت <غير موجودة وعاجزة وفارغة المضمون>·

الجلسة التشريعية وتتخوّف مصادر نيابية، أن تشهد الجلسة التشريعية النيابية يوم الثلاثاء المقبل، تراشقاً على خلفية ما حصل في مجلس الوزراء، إذا لم تنجح الاتصالات في لملمة ذيول ما حصل وحصر تداعياته، خصوصاً وأن الأجواء النيابية تبدو مؤاتية لهذا التراشق، في ظل انقطاع المجلس عن عقد جلسات عامة ما يقارب الثلاثة أشهر، وفي ظل الملفات الشائكة المطروحة، سواء على خط الموازنة، ولا سيما ما أثاره الرئيس نبيه بري عن صرف 11 مليار دولار من خارج القاعدة الاثني عشرية، والاتفاقية الأمنية مع واشنطن التي احالها رئيس الجمهورية إلى هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، أو المشاريع المجمدة منذ حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى، رغم أن جدول اعمال الجلسة لا يتضمن بنوداً خلافية·

وعلمت <اللواء> أن دوائر المجلس تبلغت أمس مرسوم فتح الدورة الاستثنائية والتي بدأت اعتباراً من الثاني من حزيران الحالي، وهي موصولة بالعقد الثاني العادي الذي يبدأ في تشرين الأوّل المقبل من أجل مواكبة دراسة مشروع الموازنة العامة للعام 2010· وعلى هذا الصعيد، توقعت مصادر نيابية أن تتمكن اللجنة الوزارية الرباعية التي شكلها مجلس الوزراء من إيجاد مخرج لموضوع الموازنة بحيث تأخذ طريقها إلى الإقرار تباعاً في الجلسة التي ستعقدها الحكومة يوم الاثنين المقبل، ويمكن أن تستكمل في جلسة أخرى تعقد الأربعاء في بعبدا، على اعتبار أن جلسة عادية ستعقد الثلاثاء في السراي الحكومي بدل الجلسة التي لم تعقد يوم الأربعاء الماضي، بسبب جولة الرئيس الحريري العربية، والتي استكملت بزيارة اسطنبول امس الاول·

ويشهد خط بيروت - دمشق، اعتباراً من اليوم، حركة ناشطة تبدأ مع توجه الوفد الإداري والتقني برئاسة وزير الدولة جان اوغاسبيان الى العاصمة السورية للمشاركة في اجتماعات اللجان المشتركة على مدى يومين، وتتوج بالقمة اللبنانية - السورية بين الرئيسين ميشال سليمان وبشار الاسد الثلاثاء المقبل·

واشارت اوساط سياسية متابعة الى ان وفداً وزارياً مصغراً سيرافق الرئيس سليمان الى دمشق لن يتعدى الوزيرين·

انتخابات المنية في غضون ذلك، استأثرت الانتخابات الفرعية التي ستجري غداً في المنية باهتمام خاص، نظرا للظروف السياسية والعائلية التي تكتنفها، واعلان نائب الضنية احمد فتفت ان بعض الاطراف السياسية فرض على تيار <المستقبل> معركة في هذا القضاء، في اشارة الى المعارضة التي رشحت كمال الخير، في مواجهة مرشح <المستقبل> كاظم صالح الخير، واعلان قوى سياسية اخرى، مثل الوزير محمد الصفدي والنائب قاسم عبد العزيز والجماعة الاسلامية وقوفها على الحياد، الامر الذي حصر المعركة بين <المستقبل> والمعارضة، رغم ان المرشحين لملء المقعد النيابي الشاغر بلغ حتى مساء امس 13 مرشحا، وابرزهم شقيق النائب الراحل بشير علم الدين الذي يتجه الى الحياد في موقف يعلن خلال الساعات المقبلة·

وكان خمسة مرشحين، ابرزهم بسام الرملاوي اعلنوا انسحابهم من المعركة، مما عزز حظوظ فوز كاظم الخير مدعوما من <المستقبل> لكن اعلان الصفدي وعبد العزيز اللذين كانا يفضلان مرشحاً من عائلة علم الدين، وقوفهما على الحياد، أزعج <المستقبل> الذي أصدر بياناً إنتقد فيه هذا الموقف، معتبراً أنهما ما كانا ليدخلا إلى البرلمان لولا أصوات التيار، في حين بدا أن <الجماعة الإسلامية> غير متفقة حيال الموقف من هذه الإنتخابات، إذ سارعت إلى نفي بيان منسوب إلى الجماعة في الضنية - المنية دعا إلى الوقوف على الحياد، مشيرة إلى أن هذا البيان لم يصدر عنها، موضحة أن الموقف من الإنتخابات سوف تعلنه خلال زيارة المرشح كاظم الخير لأمين عام الجماعة قبل ظهر اليوم·

وفهم أن إتصالات تجري لإعلان الجماعة عن دعم مبطن لمرشح المستقبل·

 

شطح: زيارة الحريري لإيران قريبة وليست تحدياً للمجتمع الدولي

السبت 12 حزيران 2010/رأى مستشار رئيس الحكومة للشؤون الدوليّة محمد شطح أن "الرئيس سعد الحريري اتبع سياسة منفتحة مع الجوار ومع كل الدول الصديقة، وأن على كل مسؤول لبناني أن يحمي المصالح اللبنانيّة من ضمن الخطوط الواضحة في مسار الصراع العربي الإسرائيلي".

وإذ وصف شطح للـ"mtv" إيران بـ"البلد المهم في المنطقة، وله علاقات مهمة مع كثير من الدول، ومنها لبنان التي ترتبط مجموعات فيه بعلاقات خاصة مع إيران"، أكد أن "مبدأ زيارة الحريري الى إيران كان موجوداً، وأنا أعتبرها زيارة طبيعيّة، وفي أي حال فإن زيارة الحريري الى طهران باتت قريبة"، وقال: "لا أعتقد أن زيارة من هذا النوع تحدٍ للمجتمع الدولي، فالمقياس الحقيقي للزيارة هو المصالح اللبنانية". شطح الذي اعتبر أن "عدم تصويت لبنان في مجلس الأمن جاء نتيجة غياب الأغلبية في مجلس الوزراء"، أشار إلى أن "أهمية القرار هي أنه عبّر عن استقلالية القرار اللبناني، إذ ليس هناك من يقول إن قرار لبنان جاء رغبة لأي طرف في الخارج، وأنا لم أسمع بلداً عربياًّ يُجاهر بأنه مع العقوبات على إيران، لذلك فإن القرار اللبناني يعكس المصالح اللبنانية والمصالح العربية معاً، ويتماشى مع موقف مجلس الوزراء".

وحول التشبّه بالموقف التركي، قال شطح: "إن تركيا بلد مهم وموقفها في مجلس الأمن مع البرازيل نابع من الإتفاق الثلاثي الذي حصل بين تركيا والبرازيل وإيران، ولم يُعطَ فرصةً من وجهة نظرهم، في حين أن لبنان لا يستطيع أن يتصرف وكأنه تركيا في مجلس الأمن".

 

ضغوط عربية وأميركية مورست على «الأكثرية» لعدم الالتزام بالموقف التركي من العقوبات على إيران

سوريا غير مرتاحة للتصويت مع الامتناع في مجلس الوزراء.. والمعارضة مع تجاوز التداعيات الداخلية

حسن سلامه /الديار/رغم سعي قوى المعارضة المشاركة في الحكومة لاستيعاب تداعيات الموقف الذي اتخذه رئيس الحكومة سعد الحريري ووزراؤه الى جانب وزراء اللقاء الديموقراطي في جلسة مجلس الوزراء بخصوص التصويت لمصلحة الامتناع في مجلس الامن من العقوبات على ايران، الا ان هناك تساؤلات كثيرة حيال ما حصل في الجلسة والخلفيات التي انتهت اليها عملية التصويت على خلاف ما كان جرى الاتفاق عليه مبدئياً قبل الجلسة.

وفي المعلومات المتداولة لدى مصادر سياسية مختلفة - داخل المعارضة - فان الساعات التي سبقت جلسة مجلس الوزراء في بيروت وانعقاد مجلس الامن في نيويورك شهدت عجقة اتصالات بين المراجع اللبنانية وبين كل من رئيسي الجمهورية والحكومة ومسؤولين في كل من سوريا وتركيا وعواصم اخرى حول الموقف الذي يفترض ان يتخذه لبنان من العقوبات على ايران. وفي المعلومات المتداولة لدى هذه المصادر فان الاتصالات التي حصلت قبل جلسة مجلس الوزراء تمخضت على التالي:

- اولا: في خلال اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة سعد الحريري مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طرح بوضوح العقوبات وموقف لبنان منه، لكن لم يتم التوصل الى رؤية موحدة، الا ان الشيء الوحيد الذي كان حوله نوع من التفاهم يقضي بأن ينتظر لبنان الموقف الذي ستتخذه تركيا وفي ضوء ذلك يتقرر موقف لبنان بحيث اكد الحريري على ان الموقف يجب ان ينبع من مصلحة لبنان وعلاقاته العربية والدولية.

- ثانيا: في اللقاء مع الرئيس بري تكرر الامر نفسه تقريبا مع شبه توافق اولي بأن يكون الموقف قريبا من موقف تركيا وبالتالي يقف لبنان خلف الموقف التركي في هذا الاطار.

- ثالثا: في اللقاء مع رئيس الجمهورية الذي سبق جلسة مجلس الوزراء، كانت الانظار ما تزال متجهة حول الموقف الذي ستعتمده تركيا، لان الاخيرة لم تقرر موقفها نهائياً الا قبل وقت قليل من انعقاد جلسة مجلس الامن، حيث كانت القيادة التركية لا تزال تجري اتصالات مع البرازيل وبعض عواصم القرار لتقرير الموقف النهائي، وعندما تبلغ الرئيسان ان الموقف التركي بالتصويت ضد العقوبات جرى نقاش بين الرئيسين سليمان والحريري حول هذه المسألة والموقف الذي يفترض ان يتخذه لبنان ونتيجة لذلك حصل تباين ما بين الرجلين حول الاتجاه الذي يجب ان يسلكه لبنان في مجلس الامن وبالتالي، ذهبت الامور في جلسة مجلس الوزراء نحو التصويت.

رابعا: في خلال الاتصالات التي جرت ما بين بيروت ودمشق وانقرة، وتحديدا ما بين رئيس الجمهورية وبعض المستشارين في القصر الجمهوري مع مسؤولين في الدولتين كان هناك توافق مبدئي بأن يقف لبنان خلف الموقف التركي، سواء ذهب نحو التصويت ضد العقوبات او الامتناع.

وانطلاقاً من ذلك،فان هناك سؤالين اساسيين يطرحان في التداول السياسي والحزبي، الاول يتعلق بالاسباب التي ادت الى اتخاذ الرئيس الحريري موقفا بالامتناع عن التصويت، والسؤال الاخر هو لما حصل من تداعيات داخلية؟

وفي الاجابة على السؤال الاول تقول معلومات لدى مصادر في المعارضة ان هناك معطيات لم تتوضح حتى الآن حول الخلفيات التي ادت الى التصويت «الاكثري» مع الامتناع، مع انه كان هناك توافق مبدئي بأن يلتزم لبنان بالموقف التركي مهما كان سقف هذا الموقف، لكن المصادر تؤكد ان تدخلات عربية واميركية حصلت في اكثر من اتجاه ادت الى تراجع فريق «تيار المستقبل» عن الوقوف خلف الموقف التركي، ولذلك تعتقد المصادر ان ضغوطاً كبيرة مورست باتجاه «قوى الاكثرية» لاعادة النظر بموقفها حيث ساهمت السفيرة الاميركية بدور اساسي في هذه الضغوط.

وفي الاجابة على السؤال الثاني تقول المصادر انه نتيجة ما حصل من اتصالات في الساعات الاخيرة، فان هناك «شبه مخرج» للازمة داخل مجلس الوزراء بحيث يغيب الوزيران الصفدي والقصار عن جلسة مجلس الوزراء، لأن ارجحية التصويت مع الوقوف ضد العقوبات كانت ستكون له تداعيات كبيرة في الداخل اللبناني بحيث سيشعر الحريري بأنه تعرض لضربة سياسية واما اذا كانت الارجحية مع الامتناع او التصويت مع العقوبات ستكون تداعياتها اكبر بكثير.

الا ان ما انتهت اليه جلسة مجلس الوزراء من «عدم موقف» ازعج المعارضة ورئيس الجمهورية، لان التصويت ضد العقوبات يجب ان يكون من ضمن الثوابت ليس فقط لان ايران وقفت مع لبنان، بل لان هذا الموقف يدعم احقية لبنان بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي واطماعه.

واما بالنسبة الى النظرة السورية حيال ما حصل فان المصادر تقول ان ما حصل في الجلسة لا يريح سوريا لكن دمشق تدرك انها لم تصل الى تفاهم كامل مع الرئيس الحريري في كل الامور الاستراتيحية وان كان الحريري بدأ يقترب من رؤية دمشق الاستراتيحية لكن هذه العلاقة لم تبلغ حتى الآن ما كانت عليه العلاقة مع والده الرئيس رفيق الحريري خصوصا ان دمشق تعتبر ان العبرة في التنفيذ وليس في الوعود والكلام السياسي.

وعلى هذا الاساس توضح المصادر ان ما حصل في جلسة مجلس الوزراء من جانب فريق «المستقبل» وان كان ازعج المعارضة لكنها حريصة على ان لا تكون له تداعيات في الشأن الداخلي خصوصا ان سوريا وايران يدركان ابعاد اللعبة اللبنانية، وما يتعرض له لبنان من ضغوط خارجية لم يستطع فريق الاكثرية حتى الآن ان يكون بعيدا عن تأثيراته.

 

ايران تثني على موقف لبنان في مجلس الامن وحلفاؤها يعترضون 

 التاريخ: ١٢ حزيران ٢٠١٠/توقفت "الحياة" الصادرة اليوم (السبت) عند ما سمته "تعارض المواقف" بين إيران وحلفائها اللبنانيين إزاء الموقف من امتناع لبنان في مجلس الأمن عن التصويت على قرار العقوبات على طهران، لافتة إلى أن السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي ثمن بعد لقائه نقيب الصحافة أمس "الدور الذي اتخذه لبنان في مجلس الأمن بالامتناع"، بينما دانت الأحزاب الحليفة لطهران الموقف الرسمي اللبناني، وأدلى عدد من رموز المعارضة بتصريحات تنتقد الامتناع اللبناني واصفة إياه بأنه "خضوع للإملاءات الأميركية" و "لا طعم ولا رائحة له":

اعتبر النائب حسن فضل الله أن "صورة اللاموقف اللبناني من خلال الامتناع عن التصويت تعكس صورة الدولة التي لم تستطع أن تأخذ لها موقعاً بين الكبار"، قائلاً: "كان من الأفضل ألا تكون الدولة اللبنانية في مجلس الأمن لأن لا طعم ولا رائحة ولا لون لها عبر الموقف الذي اتخذته". ولفت الى أن "أصحاب موقف الامتناع عن التصويت ارتكبوا خطأ سياسياً وخطأ في التقدير، لحسابات معينة"، مشيراً الى أن ""موقف النائب وليد جنبلاط من العقوبات لا يعكس الاصطفافات السياسية، ونحن لم نتفق معه في هذا الموضوع ولا في موقفه ضد الرئيس (الإيراني) محمود أحمدي نجاد، وهو يتحمل مسؤولية موقفه".

من جهته، أكّد النائب طلال أرسلان أن "لبنان ليس محايدا ابدا، وسياسة النعامة لم يعد لها محل في لبنان، ولن نسمح بأن يكون لها موطئ قدم فيه"، ورأى أنّ جلسة الأربعاء أثبتت "أن هذه الحكومة عاجزة عن اتخاذ أيّ قرار أو مبادرة، أو أيّ موقف يصوّر حقيقة موقف الشعب".

قال النائب عباس هاشم "لم نفهم لماذا لم ينسحب مندوب لبنان في مجلس الأمن تعبيراً، أوّلاً، عن رفضه لهذه الازدواجية في الحكومة. وثانياً لعدم اعتماد أيّ من الخيارات التي جرى التصويت عليها". وأعلن أنّ "هذا الموضوع سيتابَع لتحديد مفهوم الدولة وتحديد مفهوم العدو من الصديق أيضاً".

في هذا السياق، استغربت مصادر رسمية لـ"الحياة" الموقف الانتقادي لبعض القوى السياسية اللبنانية في المعارضة، في وقت أنهى رئيس البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة السفير محمد خزاعي كلمته في مجلس الأمن بتوجيه الشكر الى كل من تركيا والبرازيل ولبنان على "الموقف التاريخي" الذي أخذوه بعدم التصويت على فرض العقوبات.

واعتبرت مصادر "الحياة" أن "البعض يتصرف على انه ملكي أكثر من الملك ويغمض عينيه على حقيقة المواقف الإقليمية والدولية حيال امتناع لبنان، ويصر على سياسة فرض رأيه، فيما أثبتت ردود الفعل الخارجية أن الموقف اللبناني كان محل تقدير وتفهم كاملين".

 

خطباء الجمعة نوّهوا بحكمة الإمتناع عن التصويت ضد إيران

صلح: لبنان أكد رفضه الدخول في لعبة الأمم

الكردي: لماذا يسمح لإسرائيل بإمتلاك النووي دون غيرها

اللواء/تفاوتت مواقف خطباء الجمعة من موقف لبنان الرسمي تجاه التصويت على العقوبات ضد إيران بين مؤيد لموقف لبنان الممتنع عن التصويت ومنتقد لهذا الموقف داعياً الى رفض هذه العقوبات·وفي هذا الاطار أشاد مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد صلح بموقف الحكومة اللبنانية الحكيم بتصويتها بمجلس الامن بالامتناع عن التصويت لان لبنان بهذا الموقف يؤكد رفضه الدخول في لعبة الأمم وتصفية الحسابات في هذه اللعبة على الساحة اللبنانية فلبنان الشعب والمؤسسات والحكم والحكومة هم طليعة الدول الرافضة لأسلحة الدمار الشامل والاسلحة النووية وعلى المجتمع الدولي ان يجتمع على تجريد الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين المدجج بالاسلحة النووية والاسلحة المدمرة·

وانتقد الموقف الاميركي الذي يكيل بمكيالين فهو مع الاسلحة النووية في اسرائيل وضد الاسلحة النووية في ايران فالموقف العادل يجب ان يكون رافضاً لوجود الاسلحة النووية في كافة دول الشرق الاوسط لا ان يباح لدولة ويحرم على اخرى·

ورأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان <أن المنطقة بأسرها تمر في مرحلة من التعقيد والتشابك والتوتر الإقليمي والدولي وعلى اللبنانيين وبالخصوص المسؤولين منهم، أن يكونوا على أعلى درجة من التنسيق والتكامل في اتخاذ المواقف والقرارات التي تحصن لبنان وتجعله أكثر منعة في مواجهة التحديات، لاسيما التحدي الصهيوني الذي دللت كل الوقائع السابقة والحاضرة على أن إسرائيل دولة خارجة على القانون، وقائمة على الإرهاب، ولن تتخلى عن عدوانيتها ضد المنطقة وشعوبها، ولن تقبل بأقل من استمرار هذا الواقع المتوتر والآيل إلى الانفجار في أية لحظة مهما قدم لها من تنازلات وانحناءات>·

اضاف: < لقد بينت التجارب أن مظلة المجتمع الدولي وقراراته تكون دائما في خدمة الكيان الصهيوني ومن أجل حمايته أما حينما يكون الأمر متعلقا بحقوق دول وشعوب أخرى نجد بأن هذه المظلة معطلة وقراراتها غير نافذة بل نجد فيها انحيازا تاما إلى جانب إسرائيل التي لم يعد يفيد معها كل الحراك السياسي والديبلوماسي القائم حاليا، ولم يعد جائزا التعاطي معها إلا باللغة التي تفهمها وتجيد استعمالها>·

وناشد القاضي الشيخ احمد درويش الكردي قادة العرب والمسلمين <ضرورة التمسك بتضامنهم وتكاملهم لإبعاد منطقة الشرق الأوسط عن مخاطر الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل>·

ودعا أميركا ومجلس الأمن الى <النظر بعين واحدة إلى خطر الأسلحة النووية وأن يمنع منعا باتا تواجدها في أي دولة من دول المنطقة وخصوصا الكيان الصهيوني في فلسطين، وإلا لما يباح لإسرائيل امتلاك الأسلحة النووية ويمنع هذا السلاح عن الدول الأخرى>·

وأشاد بالموقف اللبناني الأخير في مجلس الأمن بالامتناع عن التصويت، لان قرار مجلس الأمن في الأساس هو قرار ظالم، في حين ان الكيان الصهيوني يباح له امتلاك هذا السلاح الفتاك بل ويغذى بالمال والخبرات والمعلومات>·

وحيا عضو مجلس أوقاف بيروت الشيخ احمد البابا موقف الحكومة اللبنانية في مجلس الأمن، مشيدا بالخطاب الهام الذي ألقاه رئيس الحكومة سعد الحريري في اسطنبول ودعوته لتمتين الشراكة العربية - التركية وبالأجواء المفتوحة بين لبنان وتركيا، مؤكدا <ان العلاقة اللبنانية التركية والتركية العربية هي حجر الزاوية في محاصرة النفوذ الصهيوني في المنطقة العربية>·

ودعا الدول العربية الى <الاقتداء بالموقف التركي المتقدم وخصوصا موقف الرئيس اردوغان الذي قال ان القدس كاسطنبول وغزة كأنقرة وأخذ على عاتقه فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وعن قطاع غزة تحديدا>·

وطالب القيادات اللبنانية <ان تعمل على توحيد الصفوف ودعم الحكم والحكومة لتتمكن الدولة من الخروج من أزمة المنطقة بأقل قدر ممكن من الخسائر، فلبنان بحجمه وإمكاناته لا يستطيع أن يكون جزءا من لعبة الأمم وصفقاتها التي تدفع أثمانها الدول الصغيرة>· واعتبر إمام <مسجد القدس> في صيدا الشيخ ماهر حمود ان الحياد السلبي الذي اتخذه لبنان بالامتناع عن التصويت ضد العقوبات على ايران أدى لاضعاف الموقف اللبناني·

وقال: كان من المفترض أن يعبر لبنان عن شكره وامتنانه للدعم الإيراني الذي أدى بشكل من الأشكال إلى تحرير الجنوب اللبناني والى استرجاع السيادة والكرامة اللبنانية··· ولكن للأسف الشديد فإن الذين صوتوا في مجلس الوزراء للامتناع عن التصويت، مع احترامنا لمبدأ التصويت، إنما خضعوا لحسابات ضيقة·

وسأل العلامة الشيخ عفيف النابلسي كيف تفسر امتلاك اعضاء مجلس الامن ترسانة نووية معدة لقتل الانسان ويحظر على ايران الاستفادة من الطاقة النووية لاغراض سلمية؟

ووصف الموقف اللبناني من القرار الدولي بأنه ينم عن العقلية التجارية وليس الوطنية، داعياً الى ان يكون الموقف اللبناني جريئاً ومبدئياً في رفض العقوبات على ايران·

ودعا امين عام المجلس الاسلامي العربي العلامة السيد محمد علي الحسيني الى وقف الاستغلال السياسي لكل حدث او استحقاق للتحريض والتجاذب، وآخر الامثلة ما حصل في مسألة التصويت في مجلس الامن· فالحكومة اتخذت بعد دراسة قراراً متوازناً من الناحية القانونية والسياسية، فمارس لبنان دوره في المجلس كممثل للمجموعة العربية، ولعب دوراً سياسياً وسطياً في معمعة الصراعات الدولية متجنباً الدخول فيها، ولا يجوز في هذه الحال على أي طرف سياسي ان يستغل الحدث ليزعزع أسس حكومة الوحدة الوطنية، او ليرفع سيف التهديد بتخريب الاستقرار السياسي في البلد·

وشدد السيد علي فضل الله <أن يعمل على تحصين المجتمع في وجه المتغيرات، على مستوى معالجة المشاكل الاجتماعية، ابتداء بمشكلة الفقر، والتعليم والمعلمين، وموارد الطاقة وما إلى ذلك، إضافة إلى تمتين عناصر القوة في مواجهة الكيان الصهيوني، بواقعية وبعيدا عن الشعارات والطروحات التي تخفي وراءها لبوس الخضوع لكل تهويلات المستكبرين>·

واعتبر مدرس الفتوى في قضاء الضنية الشيخ فؤاد اسماعيل، ان الجهود الكبيرة التي يقوم بها رئيس الحكومة تعتبر صمّام أمان للوطن والمواطن وحيّا موقف رئيس الحكومة التركي القاضي لرفع الحصار عن غزة والذي حرك العالم كله العربي والاسلامي والعالمي وآن للاحتلال اليهودي ان ينتهي وكفى بالظلم ان يستشري

 

القرار اللبناني الحكيم : اللاقرار

طهران تهدد بـ»أيام مجنونة« في الشرق الأوسط

فوضى عارمة في العراق وأفغانستان... ماذا عن لبنان!

التفسير الأميركي لخلفيات القرار:  

منع إسرائيل من الحرب وفتح ملفها النووي

 بيروت - »المحرر العربي«: إيرانياً، أسوأ من القنبلة النووية. هذا ما قالته التعليقات الأوروبية التي ذهبت إلى حد التوقع »أن يكون آيات الله أكثر جنوناً في التعاطي مع الملفات الحساسة، والساخنة، في الشرق الأوسط«. هل يعني هذا: لا هدوء في العراق، لا بل إن الضبابية الدموية ستغدو أشد هولاً، في أفغانستان أيضاً حيث يمكن لحركة »طالبان« أن تدق أبواب كابول ثانية؟ ماذا عن لبنان الذي هو أيضاًً داخل حلقة النار؟ لبنان الذي قد يعود إليه الاصطفاف السياسي، والمذهبي، بصورة أكثر ضرواة، مع أن رئيس الحكومة سعد الحريري تصرف كرجل دولة يدرك تماماً ما يحيط ببلاده، وأين هي مصالحها على المستوى الداخلي، كما على المستوى الاستراتيجي. اليد السورية أساسية هنا بالنسبة إلى الموضوع.

الصوامع النووية

لا أحد في لبنان يغفل أن على بعد كيلومترات من حدوده توجد صوامع نووية يمكن أن تدمر العالم العربي، أو مدنه الرئيسية على الأقل. وموقف إدارة الرئيس باراك أوباما كان لافتاً في مؤتمر مراجعة اتفاقية عدم الانتشار النووي. الترسانة الإسرائيلية أصبحت في الضوء، وهذا ما يُلاحظ من ردات الفعل الهستيرية داخل الدولة العبرية، فيما يتسع داخل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ذلك التيار الذي يدعو إلى المباشرة بمطاردة أوباما وإلى حد إخراجه من البيت الأبيض لأنه لامس المحرمات اليهودية، وبعدما كان رافاييل ايتان، وهو رئيس سابق للأركان، وصف مفاعل ديمونا في صحراء النقب بـ»الهيكل الثالث«...

من يمس بالترسانة النووية الإسرائيلية كمن يمس بقدس الأقداس في المعتقد اليهودي...

التفسير الديبلوماسي الأميركي

هذا مع التوقف عند تفسير ديبلوماسي أميركي لما حصل في مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء، فالعقوبات الصارمة والتي وضعها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في سلة المهملات قد تكون الرادع الأساسي للسيناريو الذي وضعه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع نجوم الائتلاف الآخرين: ايهود باراك (حزب العمل)، أفيغدور ليبرمان (إسرائيل بيتنا)، إيلي بيشاي (حركة شاس) لضرب إيران حتى لو أدى ذلك إلى استخدام الرؤوس النووية...

وبحسب التفسير الديبلوماسي الأميركي، فإن قرار مجلس الأمن يشق الطريق أمام البيت الأبيض لفتح ملف الأسلحة النووية في الشرق الأوسط...

بالطبع، لا أحد في إيران (ناهيك عن أصدقائها في المنطقة) جاهز لتقبل هذا الكلام، فالنظام هناك الذي يعرف حدود المأزق الاستراتيجي الأميركي يعتبر أنه مستهدف هو بالذات، وهو يتصرف انطلاقاً من هذه القناعة، ومع معرفته التامة بنقاط الضعف الأميركية، لا بل إن الإيرانيين يعتبرون أنه بعد المواقف الأخيرة لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان فإن المأزق إياه ازداد حدة...

أكثر من مصدر ديبلوماسي في بيروت يعتبر أن المنطقة وبعد القرار، دخلت، ثانيةً، في النفق، فيما تتخبط إدارة أوباما على ذلك النحو العجيب، وهي تسير على الخيط الديبلوماسي الرفيع الذي حمل الصقور في واشنطن على طرح الأسئلة حول الأسباب التي تجعل الرئيس ضعيفاً إلى هذا الحد...

هذا الكلام وصل، بالتأكيد، إلى المكتب البيضاوي. أوباما استعمل في مجلس الأمن العصا الغليظة. عقوبات. عقوبات فقط. لكن طهران التي استخفت بالقرار اعتبرته، من جهة أخرى، إعلان حرب. هي أيضاً قد تتعرض لسفن إذا ما تعرضت إحدى السفن المتجهة إليها للتفتيش..

المعايير المزدوجة

وبالطبع ليس الإيرانيون الذين تحركهم مصالحهم بطبيعة الحال، فيما يُستخدم الملف الفلسطيني أو أي ملف آخر تكتيكياً، »قادرين« أو عازمين على التراجع.

وهم يطرحون، وإلى أبعد مدى، مقولة المعايير المزدوجة.

 مقاربة مخملية للترسانة النووية في إسرائيل التي يحكمها المجانين أيضاً، وفيما تتم ملاحقة الاحتمالات الإيرانية، مع أن الولي الفقيه، أي مرشد الجمهورية علي خامنئي أفتى بتحريم صناعة القنبلة..

لبنان أمام واقع جديد. اللاقرار في مجلس الوزراء كان قراراً حكيماً. هكذا اعتبره مرجع في 8 آذار على الرغم من الموقف المعاكس في وسائل الإعلام، فالوضع بالغ الدقة، والخيار ليس أخلاقياً إلى حد المقارنة بين إيران وإسرائيل. ولكن في تل أبيب هناك حكومة بنيامين نتنياهو، كما أن أميركا، وبما تعنيه أميركا للبنان والعرب وللعالم، هي عرابة القرار...

بين المعارضة والامتناع

حتى أن الخبراء في القانون الدولي يتحدثون عن الهامش الضيق جداً بين المعارضة والامتناع. على المحتجين داخلياً وخارجياً أن يأخذوا بالاعتبار ظروف لبنان، وظروف العرب التي لا تخفى على من في وجهه نظر.  

رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع معارضة القرار. رئيس الحكومة سعد الحريري مع الامتناع. النتيجة 14 وزيراً في مقابل 14 وزيراً. على من يتتبع المشهد قراءة ذلك بدقة، مع التمني على المحتجين اعتبار أن قرار اللا قرار هو الأفضل، لا بل إنه القرار الذكي الذي يضع أمام واشنطن كما أمام طهران صورة عن لبنان الذي كما تقوم صيغته على التوازن، يفترض أن تقوم سياساته الخارجية والداخلية على السواء على التوازن، حتى أن مندوب إيران لدى المنظمة الدولية محمد خزاعي شكر مندوب لبنان نواف سلام الذي قال: »قامت حكومة بلادي بدراسة موضوع التصويت المهم المعروض أمامنا اليوم. ولما لم يتبلور موقف نهائي لديها في اللحظة التي نجتمع فيها، لذلك فإن لبنان امتنع عن التصويت«.

لكن سلام تفوه بذلك الكلام البالغ الدلالة والذي قد يُفسر بأنه تجاوز للامتناع باتجاه المعارضة »إن معالجة الملف النووي الإيراني تكون بالمزيد من الحوار وليس بسلوك نهج العقوبات«.

على أمل ألا يكون لبنان مسرحاً لهزات ارتدادية قد تكون خطيرة فعلاً. قرار مجلس الأمن أحدث واقعاً جديداً إلا إذا خطا أوباما خطوته الكبيرة في اتجاه الترسانة الإسرائيلية....

 

إيران على خطى عراق صدام  

١٢ حزيران ٢٠١٠

طارق الحميد/المصدر : الشرق الأوسط

مثلما أن البعض يقول إنه من التبسيط القول بأن العقوبات الأخيرة المفروضة على إيران ستكون مؤثرة على النظام بشكل سريع، فإنه من الخطأ أيضاً القول بأن العقوبات غير مؤثرة، وغير خطرة على طهران. فالعقوبات تضع أرضية لعقوبات أشد سواء من قبل واشنطن، أو أوروبا، كما أنها من الممكن أن تكون أرضية لقرار حرب. وهنا يجب أن نتذكر القرارات والعقوبات، التي فرضت على عراق صدام حسين، وكان دائما ينظر إليها بالاستهتار، حتى جاء انفجار 11 سبتمبر الإرهابي بأميركا، مع وجود إدارة أميركية متلهفة لإسقاط النظام العراقي السابق، وبعدها حدث ما حدث. في حالة إيران ليس الهدف إسقاط النظام الحالي، فهو نظام مرفوض إيرانياً، قبل أن يكون للمجتمع الدولي رأي في ذلك، وإنما قد تجد إيران نفسها في مواجهة دولية عسكرية تعيدها إلى الوراء بعقود، وتؤثر على نظام الفقيه نفسه.

فخطورة العقوبات الرابعة أنها أفقدت نظام الملالي قيمته الخارجية والداخلية؛ فعلى المستوى الدولي، من شأن العقوبات تكريس نبذ إيران، وسيتخلى عنها الجميع قريباً، فالمصالح هي التي تحكم في النهاية، ولن يبقى لها إلا قطاع الطرق، أي الجماعات المسلحة المنبوذة أصلا، وكذلك تجار الشنطة. كما أن من شأن العقوبات التعريض بسمعة الدولة الإيرانية، حيث ستصبح سفنها، مثلا، عرضة للتفتيش، سواء في أعالي البحار، أو في البحر الأحمر، وحتى البحر الأبيض المتوسط، وفي ذلك إهانة بالغة للنظام. وفوق هذا وذاك، فإن الوضع الاقتصادي الإيراني سيعاني أكثر مما هو عليه، ناهيك عن قطاع الطاقة المتخلف، والخطر الذي سيطال مقدرة إيران على التسلح.

أما داخلياً فإن النظام الحالي لا يحظى بشعبية، بل يتهم بأنه اختطف الانتخابات الرئاسية، والدليل على عدم شعبيته هو تصريح رئيس الحرس الثوري بأن مظاهرات الأشهر الثمانية بعد الانتخابات الأخيرة كانت أشد خطراً على الجمهورية الإسلامية من حرب السنوات الثماني مع العراق أيام صدام حسين. وهذا يعني أن قيمة النظام وهيبته، في الداخل الإيراني نحو تصدع كبير. صحيح أن النظام سيزداد في قمعه الداخلي، لكن علينا أن نتذكر أن نظام الشاه لم يتداع في ليلة وضحاها، بل في عمل متواصل يشبه ما يحدث في الداخل الإيراني اليوم. والفرق بين إيران وغيرها من الدول المنبوذة أن هناك حركة شعبية داخلية حقيقية، ولها تاريخ، من شأنها أن تشكل ضغطا حقيقيا على نظام الملالي مثلما أسقطت الشاه وهو في قمة غروره.

وعليه، فمهما قال الرئيس الإيراني بأن مصير العقوبات هو القمامة، فإن الحقيقة هي أن النظام الإيراني سيعاني كثيرا من العقوبات. صحيح أن البعض يقول إن واشنطن طاردت الهند وباكستان لمنعهما من امتلاك السلاح النووي ولم تفلح، لكن علينا أن نتذكر كيف أن الاتحاد السوفياتي قد سقط، من الداخل، ومن دون رصاصة خارجية. كما علينا أن نتذكر أن هناك طرفاً مهماً في معادلة الصراع مع إيران ويجب أن نراقبه بحذر وهو إسرائيل. لذا فإن العقوبات خطر على إيران، مهما قيل ويقال.

 

ثلاث دول لا دولة واحدة    

١٢ حزيران ٢٠١٠

إلياس حرفوش/المصدر : الحياة

لا يمكن أن يُشتمّ من حديث الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن «تآكل حل الدولتين» إلا شعوره بالمرارة حيال ما تعانيه القضية الفلسطينية في هذه المرحلة على يد إسرائيل بالدرجة الأولى، وعلى يد قسم من أبناء القضية أنفسهم من جانب آخر.

وإذا كان طبيعياً أن تفعل حكومة نتانياهو ما تفعله بهدف القضاء على فرصة قيام الدولة الفلسطينية، وهي الحكومة التي ينهض البرنامج الايديولوجي لعدد من أحزاب ائتلافها على اعتبار «يهودا والسامرة» جزءاً من «أرض إسرائيل»، فان من المستهجن أن تتحول الأرض الفلسطينية، المنقسمة بين الضفة وغزة، الى ساحة للصراع بين حركتي «فتح» و «حماس»، سوف ينتهي إذا استمر، الى تكريس انفصال دائم تتعزز معالمه يوماً بعد يوم في السياسة والاقتصاد والتعليم وسلوكيات المجتمع والأنماط الداخلية لإدارة شؤونه، وهو انفصال لا يقل خطره عن الخطر الذي شكّلته سيطرة الحركة الصهيونية على فلسطين.

يزيد من مخاطر هذا الانفصال ما حذّر منه مسؤولون في السلطة الفلسطينية من أضرار النهج الذي تسلكه حركة «حماس» في مقاربتها لمسألة فتح المعابر، لتسهيل حركة مرور الأشخاص والبضائع من القطاع وإليه. فبدل توظيف الفلسطينيين للضغوط التي تتعرض لها حكومة نتانياهو بعد عدوانها على «أسطول الحرية»، في سبيل استعادة وحدتهم وإنهاء الانقسام المعيب في ما بينهم، نجد أن الخلافات في شأن تنظيم فتح هذه المعابر تبدو أكثر حدة داخل الصف الفلسطيني مما هي بين إسرائيل والمجموعة الدولية، التي باتت مقتنعة بأهمية تخفيف الحصار المفروض على غزة. فبينما تدعو السلطة الفلسطينية الى فتح جميع المعابر وإعادة الترتيبات عند معبر رفح الى ما كانت عليه قبل سيطرة «حماس» على القطاع قبل ثلاث سنوات، تصر هذه الحركة على إشراكها في الترتيبات في رفح ولا تمانع في فتح الممر البحري الذي عرضته إسرائيل في اتجاه شاطئ غزة في ظل رقابة دولية، من غير الحديث عن المعابر الأخرى التي تشكل صلة الوصل بين جناحي الدولة الفلسطينية الموعودة. وهو ما يعني، لو تحقق، انقطاعاً كاملاً بين الضفة وغزة، إذ يؤمّن القطاع حاجاته عبر البحر والأراضي المصرية، وتنتفي الحاجة لأي اتصال داخلي بين الفلسطينيين، وتتكرس بالتالي هوية سياسية واقتصادية للقطاع مختلفة عن الضفة، وهو ما يعني على أرض الواقع «استقلالاً» غير معلن.

هكذا نكون عملياً أمام ثلاث دول بدل الدولة الواحدة التي يخشاها الرئيس الفلسطيني والتي لا توجد فرصة واقعية لقيامها على الأرض، والفضل لإسرائيل هذه المرة. فالقادة الإسرائيليون الأقل تهوراً من نتانياهو وليبرمان وشركائهما يدركون أن مشروع الدولة الواحدة، الذي يقتضي سيطرة إسرائيل الكاملة على أراضي وسكان المناطق الفلسطينية المحتلة، هو مدخل الى نظام «ابارتايد» معلن، تسيطر عبره الأقلية اليهودية على الأكثرية الفلسطينية. ويعرف هؤلاء الإسرائيليون انه إذا كان قد بات صعباً عليهم تسويق احتلالهم للأراضي الفلسطينية وإجراءات القمع التي ينفذها جيشهم في هذه المناطق، فسيكون أكثر صعوبة إعادة إحياء نظام فصل عنصري، حاربته الأسرة الدولية بنجاح في جنوب أفريقيا وانتصرت عليه.

من هنا إن ما هو أكثر خطورة من فكرة الدولة الواحدة سوف يكون استمرار الانقسام بين الفلسطينيين على حاله. والمؤسف أن المشاريع الخارجية التي تدعو الى إنهاء هذه الحالة الشاذة بين الفصيلين الفلسطينيين الكبيرين تبقى محسوبة على طرف من دون الآخر، ما يعني انعدام فرص نجاحها، وما يعني فوق ذلك أن المخرج الوحيد سوف يكون من خلال استعادة الوحدة على قاعدة المصلحة الوطنية وحدها. نقول هذا على رغم ادراكنا الكامل أن كلاماً من نوع «المصلحة الوطنية» بات يصنّف في إطار البلاغة الأدبية أكثر مما يعكس الحاجة الحقيقية للفلسطينيين.

 

التفاف إيراني على تركيا.. »باخرتا حرية« إيرانيتان تحاولان تحجيم »نصر« أردوغان وتضعان جنوب المتوسط على كف عفريت إسرائيلي!!

 لندن - »المحرر العربي«: دخلت إيران مباشرة على موضوع »بواخر السلام« لفك الحصار عن قطاع غزة بعدما ضمنت انتقال تركيا إلى خطوط المواجهة الأولى مع إسرائىل التي كانت حكومة خامنئي وحرسه الثوري تضطلع بمسؤولياتها من جنوب لبنان، فتراجعت إلى الخطوط الثانية مفسحة في المجال أمام رجب طيب أردوغان ليمارس »دوره الجديد« في دعم فصائل وأحزاب وتنظيمات المقاومة العربية الإسلامية في وجه ما وصفه بـ»حكومة القراصنة« في إسرائيل، محاولاً انتزاع القيادة الإسلامية - العربية من بين أيدي أصحابها أمثال مصر والمملكة العربية السعودية ودول الخليج والمغاربية العربية، في خطوة يحلم بأن »يرث بها جمال عبد الناصر« كما تلمّح صحفه في أنقرة وإسطنبول.

إلاّ أن دخول الإيرانيين على خطّ تسخين الجبهات المحيطة بإسرائىل من وراء ظهر تركيا، قد يعجّل في انفجار الوضع في وجههم لأن »المبررات خطيرة« حسب ديبلوماسي بريطاني إذا صمّموا فعلاً على إرسال »باخرتي حرية« تابعتين للهلال الأحمر الإيراني لفك الحصار عن غزة، ترافقهما زوارق حربية إيرانية تابعة للحرس الثوري ولعناصر من »حزب الله« اللبناني للتصدي لأي اعتداء إسرائىلي عليهما تحت طائلة »الاشتباك« الذي ستنجم عنه »إهانة أخرى« بعد إهانة أردوغان باستهداف سفينته »مرمرة« وقتل عدد من مواطنيه من دون أن يتمكن من الرد، إذ أن إسرائىل - كما يضيف الديبلوماسي البريطاني - »لن تتردد للحظة واحدة بجنونها في تدمير السفينتين والزوارق المواكبة لها في حال عدم امتثالها لأوامر البحرية العبرية«. وقال الديبلوماسي البريطاني لـ»المحرر العربي« إن إعلان خامنئي عن إرسال باخرتيه إلى غزة في نهاية هذا الأسبوع محروستين بعدد من القطع البحرية الإيرانية، »قد يرمي إلى تفجير أكبر مع الإسرائىليين في البحر يقتنص من كفّي أردوغان المكاسب المعنوية التي حققها كـ»زعيم إسلامي كبير في المنطقة« بمجرّد دخوله هذا النزاع العنيف مع الدولة العبرية، إذ أن هذا »التطويب« في الشارع العربي امتص الجزء الكبير من الرحيق الإيراني الذي عملت حكومات خامنئي على نشره في المنطقة بالترغيب والترهيب طوال العقود الثلاثة الماضية من عمر الثورة الخمينية«.

ورأى الديبلوماسي في تطرّق الأمين العام لـ»حزب الله« حسن نصرالله الأخير »المفاجئ وغير المتوقّع« لموضوع »تدمير البحرية الإسرائىلية حتى في مياهها الإقليمية إذا قامت بحصار لبنان«، مسألة »جرى البحث فيها حتماً مع القيادة الإيرانية وإلاّ لما جاء ذكرها على لسانه، وبالتالي فإن أي صدام بحري يجري بين إسرائىل والحرس الثوري قبالة غزة، لن يعفي جماعة »حزب الله« من مسؤوليتهم في المشاركة فيه سواء فعلوا ذلك أم لم يفعلوا، بعد تصريحات زعيمهم هذه، وبالتالي فإن إسرائىل قد تكون وجدت المبرّر الأكثر واقعية ومنطقية لشن حرب على لبنان تحقق بها هدفيها الأساسيين: القضاء على الترسانة الصاروخية الإيرانية على حدودها الشمالية بعمليات شديدة الإفراط في القوة بحيث تُنسِي العالم مسألة »أسطول الحرية« التركي وكل »أساطيل الحرية« المنوي إرسالها بعده«.

وكان ممثل خامنئي داخل الحرس الثوري علي شيرازي، أعلن الأحد الماضي أن »نُخَباً من الحرس الثوري باتت جاهزة لمواكبة سفن إيرانية تستعد لكسر الحصار على غزة، وأن هذه النخب ستستخدم كل ما لديها من قوى وكفاءات«. إلاّ أن الديبلوماسي البريطاني استبعد المعلومات المسرّبة في بعض الصحف التركية عن أن »أردوغان سيشارك شخصياً في »أسطول الحرية« الجديد الذي يجري تجميعه من أوروبا والشرق الأوسط، وهي معلومات قد يكون أعداؤه الداخليون ودوائر السفارة الإيرانية في أنقرة سرّبتها لإحراجه«.

 

مخاوف »عراقية - أميركية« حقيقية من فترة ما بعد الانسحاب الأميركي؟..  

تقرير استراتيجي أميركي أمام الكونغرس: الزعماء العرب يسعون لإعادة »البوابة الشرقية« لصد التمدد الإيراني

احتواء النفوذ الإيراني: بالعمل السياسي لا العسكري والسعي لإبرام سلام بين العرب وإسرائيل

طهران مستاءة من سحب تركيا بساط فلسطين من تحت قدميها

 بغداد- أربيل- واشنطن-  خاص »المحرر العربي« :

ساهم قيام قوات »الحرس الثوري الإيراني« في 5 الجاري بالتوغل في منطقة »حاج عمران« التابعة لمحافظة »أربيل« عاصمة إقليم كردستان العراق، ولمسافة 5 كلم، وقيامها ببناء معسكر تدريب ومخفر حدودي هناك، وكذلك طردها المواطنين الأكراد، الذين تتعرض قراهم منذ أسبوع لقصف شديد من قبل المدفعية الإيرانية، في تسريع »الكونغرس« الأميركي مناقشة تقرير قدمته مؤسسة »راند« التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بهدف وضع حد لتجاوزات إيران المتكررة، حيال سيادة العراق وسلامة أراضيه التي تتعرض للانتهاك، تارة من حقل »فكة« النفطي في جنوب البصرة المجاورة لإيران، وتارةً أُخرى لمحافظة أربيل المجاورة لإيران، بذريعة وجود مقاتلي منظمة »بيجاك« الكردية الإيرانية الإنفصالية فيها، بحسب ما جاء في البيان الرسمي الصادر عن وزارتي الدفاع والخارجية الإيرانيتين، اللتين أكدتا قيام البيشمركَة بتدريب مقاتلي »بيجاك« في دورات عسكرية مكثفة في منطقة »حاج عمران«.

وأشار تقرير مؤسسة »راند« خلال مناقشته في الكونغرس، إلى أن غاية قوات حرس الحدود والحرس الثوري الإيراني من احتلال مناطق عراقية حدودية في كردستان العراق ولمسافة 5 كلم وبناء معسكر تدريبي هناك، هو سعي طهران للحفاظ على ماء وجهها، بعدما سحبت أنقرة بساط مساعدة فلسطينيي غزة من تحتها، عبر تسليط كافة وسائل الإعلام أضواءها على المبادرة الإنسانية التركية حيال فلسطينيي غزة المحاصرين منذ 3 أعوام من قبل إسرائيل. بالإضافة لسعي طهران إلى إشغال العالم برمته وتحديداً الولايات المتحدة، والمنظمات الدولية بموضوع كيفية إقناع قواتها بالانسحاب من الأراضي العراقية المحتلة ومن ثم الحصول على مكاسب بعد مساومة الحكومتين العراقية والأميركية بمسألة إشراكها وبقوة في عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وكذلك وقف واشنطن والمجتمع الدولي أي دعم للمعارضة »الإصلاحية« الإيرانية التي قررت النزول برفقة قواعدها الشعبية »المليونية« إلى الشارع الإيراني لإحياء الذكرى السنوية الحزينة التي تصادف في 15 الجاري لتجديد ولاية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالتزوير العام الماضي.  

فحوى تقرير »راند«

تناول تقرير مؤسسة »راند« الاستراتيجية الأميركية الذي تمت مناقشته في 6 الجاري من قبل »الكونغرس« الأميركي، المحاور التالية:

1- ينظر غالبية الشعب العراقي إلى الحراك السري الإيراني داخل بلادهم على أنه يتصف بالثبات، وبقوة التمويل، والتسليح، والدعاية الإيديولوجية، والتنظيم، وكذلك بالسرّية والكتمان لإبقاء قيادات »الطابور الخامس« الإيراني تتحرك في أي منطقة عراقية بشكلٍ محصن.

 2- غالباً ما يُشبه حضور إيران في العراق حضور »المنظمات السرية« في العالم. ويُرجع نخبة من الخبراء العراقيين »المهجرين« سبب نفوذ إيران وميليشياتها المسلحة المتنامي داخل بلادهم، على أنه بداية فاعلة لانتشار مخاطر »التشيُع الفارسي« وتحوله من الدعوة »السرية« إلى »العلنية«، انطلاقاً من الساحة العراقية التي ساهم الاحتلال الأميركي بقراراته الخاطئة في تسلل النفوذ الإيراني اليها، وبسبب »الغياب العربي« الذي سجله الشارع العراقي منذ الغزو الأميركي في 2003 وحتى يومنا هذا.  

3- تسبب انتشار »التشيع الفارسي« بنوباتٍ من الخوف والهلع لدى قادة دول المنطقة »السنية« خصوصاً بعد امتداده الى لبنان وسورية واليمن ومحاولته اختراق مصر والسعودية، ناهيك عن كشف دول المغرب، البحرين، الإمارات والكويت خلايا تجسسية إيرانية تعمل بشكلٍ سري وبتواطؤ مع بعض عناصر وقادة هذه الدول الأمنيين. والغاية منها القيام بأعمال تخريبية تزعزع استقرار هذه الدول والمنطقة العربية برمتها، على غرار ما يجري يومياً في العراق، وفي لبنان بين الفينة والأُخرى، ما يزيد من نفوذ إيران وأوراقها التفاوضية في وجه أميركا والمجتمع الدولي في هذه المناطق.  

الرعب الإيراني المسيس

ويرى خبراء أمنيون أميركيون، أن النفوذ الإيراني بات رُعباً مسيساً، بفعل تأثيرات البروبوغاندا الإعلامية، إذ بات الزعماء الخليجيون يخشون من رحيل القوات الأميركية من العراق، ويؤكدون أن هذه القضية أصبحت مثار نقاش واسع النطاق في الغرف السرية للحكومات الخليجية مع أنها كانت تصطف مع مصر والسعودية في وصم العراق بأنه دولة محتلة، وليست ذات سيادة حتى الآن، وأنهم ينتظرون تحرر العراق الكامل من القوات الأميركية.  

 هذه الازدواجية جعلت الزعماء العرب يقعون في ضبابية الرؤية، كما يقول الخبراء الإيرانيون والأميركيون، ما دفعهم تحت ضغط الاضطرار والخوف الى اعتماد وسائل دعم بالمال والسلاح لكبح جماح »النفوذ الإيراني« في أخطر مواقعه العراق، قبل اليمن ولبنان، أو غيرهما.  

وما يعكس التشتت والغموض والحيرة التي تكتنف مواقف الزعماء العرب، تلك الملامح التي برزت بقوة حالياً لندم زعماء الإقليم العربي السُنّي على إجماعهم (بتأييد بعضهم العلني أو السري والتزام بعضهم الآخر الصمت) على دعم عملية دعم الغزو الأميركي لإسقاط نظام صدام حسين، فها هم الآن يبحثون عن وسائل لزيادة النفور العراقي من النفوذ الإيراني، وإعادة العراق إلى الحاضنة العربية وبقوة، أو كما كانت الأنظمة العربية ونظام صدام حسين يسمي العراق »البوابة الشرقية« لصدّ هجمات النفوذ الإيراني، الذي يحاول ابتلاع الشرق الأوسط، وربما تقاسم الهيمنة فيه مع إسرائيل. وبحسب التقرير الأميركي، لطالما كانت القدرات العراقية، التي يُفترض أن توازي التأثير الإيراني في المنطقة خلال السنوات الـ15 التي سبقت غزو 2003 موضع شك، لافتاً إلى التأثير النفسي الدراماتيكي الذي نتج عن إزالة »حُكُم سُني عربي« قوي، واستبداله بحكومة تحت سيطرة »شيعية« ذات روابط قديمة مع إيران، مهدت لطهران نشر نفوذها متعدد الأوجه داخل العراق.

 وأكد التقرير أن ما هو مقلق على وجه الخصوص، بالنسبة لـ»القادة العرب« هو أن النفوذ الإيراني لم يتسع فقط قرب حدوده (العراق)، ولكنه امتد أيضاً عبر المنطقة الأوسع إلى شواطئ »البحر الأبيض المتوسط«.  

وكشفت مؤسسة راند نقلاً عن باحثيها الميدانيين، عن تنامي المد الشيعي المدعوم من إيران في الدول المسلمة التي تتبنى المذهب السني، مؤكدةً أن نسبة الشيعة في »مصر« وصلت إلى 75 ألفاً وأن العدد يتزايد. ونوه التقرير إلى »تأهب« الحكومات السنية في شمال »أفريقيا« لمواجهة ظاهرة التشيع داخل مجتمعاتها. وذكر التقرير أن هناك ظاهرة لافتة وهي أن ما يميز الشرق الأوسط اليوم هو اندحار سلطة الدولة الوطنية العربية لصالح سلطة الطائفة والقبيلة والعشيرة. كما أصبح التباعد السني- الشيعي من أبرز ما يميز السياسات الإقليمية لدول المنطقة، وهو ما يمكن ملاحظته في رد فعل »السنة« تجاه »المد الشيعي« الفارسي في المنطقة، ما أدى الى بروز صراع سياسي له جذوره الطائفية التي ظلت لفترة طويلة تحت السطح الى أن أججت نيرانها حرب احتلال العراق وسيطرة الأغلبية الشيعية على مقاليد الحكم فيه وبدعمٍ أميركي.  

مخاوف أميركية؟

واعتبرت مؤسسة »راند«، والتي ساهمت في صناعة قرار غزو أفغانستان والعراق، في تقريرها أنه من الضروري تلافي مسألة ملء قوات إيران العسكرية فراغ نظيرتها الأميركية في حال انسحابها من العراق مطلع أيلول/ سبتمبر القادم.  

 وأكدت أن النفوذ الإيراني لا يزال غامضاً على الرغم من تيقن الزعماء الخليجيين بأن »العراق« قد سقط بالفعل بيد الايرانيين، وأن الرهان الآن، هو على كبح جماح هذا النفوذ في أماكن أُخرى مثل لبنان وغزة واليمن.

 ورأى التقرير أن الفراغ الأمني الذي ستخلفه القوات الأميركية في العراق، في حال انسحابها منه، سيعزز من موقع ونفوذ إيران من أجل أن تناور بحرية أكبر في الشؤون الخليجية انطلاقاً من العراق.  

 ورأت مؤسسة »راند«، أن حقيقة القوة الإيرانية »محدودة« أكثر مما توحي به هذه التصورات، فقد اعتبر أن الاضطرابات العسكرية والاقتصادية والسياسية التقليدية في داخل إيران تحد من قدرتها على نشر تأثيراتها خارج حدودها.  

 واستشهد التقرير بما حصل عقب »الانتخابات الرئاسية« التي جرت في إيران بتاريخ 15 حزيران/ يونيو من العام الماضي، والتي تسببت بتشويه »البريق« الإيراني بين الشعب الإيراني والشعوب العربية. وما يزيد الطين بلة، هو أن إيران، بحسب الباحثَين، تواجه صداً حتى من أكثر حلفائها متانة في العراق، وحتماً من قبل حلفائها من اللاعبين الدوليين وغير الدوليين، الذين يتبعون برامج محلية لا تتلاءم كلياً مع المصالح الإيرانية.  

 كما اعتبرت، أن »المخاوف العربية« من »إيران« زادت خصوصاً من جراء تآكل صورة الولايات المتحدة الأميركية القوية، بالإضافة إلى تنامي خيبة الأمل، من تعثر إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في إحداث خرق في عملية السلام، التي تعتبر حاسمة في تقويض النفوذ الإيراني.

التوصيات

وخلص تقرير »راند« الى وضع مجموعة من التوصيات، أهمها :  

١- إيجاد حل لاحتواء التأثير الإيراني عبر المعركة السياسية لا العسكرية، والسعي لإبرام سلام بين العرب وإسرائيل، ومنع انهيار الدول المتحالفة مع أميركا، وتشجيع الإدارة الرشيدة، باعتبار أن ذلك قد يثبت أنه أكثر فاعلية في تقليص التدخل الإيراني، وتقليص قدرة الأنظمة العربية على استغلال الشبح الإيراني من أجل مآرب محلية وسلطوية.

٢- ترك فسحة من التحرك والمناورة لأي نظام مناهض لواشنطن وتل أبيب، بغية تسهيل تحركه ومراجعة سياساته الخاطئة - كما تتصور واشنطن وحلفاءها - تجاههم، بسبب استغلال النظام الإيراني لكافة أنواع الحصار الذي تفرضه واشنطن وهيئة الأُمم المتحدة على هذا النظام أو ذاك، حيث استغل النظام الإيراني الحصار الأميركي- الدولي المشدد الذي خضعت له أنظمة ومنظمات مسلحة (العراق- ليبيا- السودان- حماس) طيلة فترة عقد الستعينات والذي لم ينته بعد، رغم تخفيفه، عبر مدها ساحات هذه الأنظمة والمنظمات عبر حلفاءٍ لها، بما تتطلب من مساعداتٍ إنسانية ولوجستية، مقابل صمت هذه الأنظمة عن مسألة نشر التشيع الفارسي في بلدانها.

 

حرب ضروس حول... المطارنة

 بيروت - »المحرر العربي«: ما يجري وراء الستار يمكن وصفه بـ»حرب ضروس« بدأت حول تعيين ستة مطارنة موارنة محل المطارنة الذين توفوا في السنوات الأخيرة وبقيت مراكزهم شاغرة بسبب الخلافات الشديدة حول الأسماء. أما سبب تلك »الحرب«، فهو أن المطارنة الجدد سيكون لهم الدور الحاسم في انتخاب البطريرك الجديد الذي يحل محل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي تخطى التسعين من العمر، وهو أبلغ الفاتيكان أنه في صدد اتخاذ الترتيبات الخاصة بالخلافة والانتقال إلى روما للانصراف إلى مهام كنسية.

وكما هو معروف، فإن قوى سياسية مارونية دأبت على اتهام البطريرك صفير بالانحياز إلى جهة دون أخرى وإلى زج الطائفة في خلافات تتعدى الحدود، فيما ترى قوى أخرى أنه لعب دوراً محورياً في استعادة لبنان سيادته وحريته أو أنه العراب الروحي لحركة 14 آذار التي أعقبت اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.

وبحسب المعلومات، فإن الاتجاه الآن إلى انتخاب بطريرك يكون قريباً من شخصية البابا بنديكتوس السادس عشر، أي أقرب إلى المجال اللاهوتي منه إلى المجال السياسي.

 

 دخان بلا نار

المحرر العربي

> يؤكد سفير دولة عربية »مؤثرة« في بيروت أن المهمة التي يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري خلال جولاته العربية والإقليمية والدولية تتجاوز، من حيث حساسيتها وأهميتها، ما يتم تداوله في الأوساط السياسية والإعلامية على السواء. > مصدر ديبلوماسي في العاصمة الفرنسية باريس قال إن طهران التي صدمها تنامي الدور التركي في الشرق الأوسط على ذلك النحو المثير، حاولت الاتصال مع واشنطن عبر بعض القنوات بما فيها القناة الروسية، لكن الرد جاء سلبياً..

> نواب في »حزب الله« وصفوا اللقاء الأخير بين رئيس الحكومة سعد الحريري والأمين العام لـ»حزب الله« حسن نصرالله بأنه الأهم، على الأصعدة كافة، بين اللقاءات كافة التي عقدت بين »الشيخ سعد« و»سماحة السيد«. النواب أشاروا إلى أن الرئيس الحريري خرج من اللقاء الذي انتهى بعشاء »مرتاحاً للغاية« بالنسبة إلى أكثر من مسألة تشغل اهتمامه.

> ما سبق وأوردته »المحرر العربي« حول لجوء إسرائيل إلى الحرب الاستخباراتية لتنفيذ عمليات خطيرة في دول عربية، وذلك سنداً لتقرير ورد إلى باريس، أكدته اتصالات جرت أخيراً بين أنقرة وعواصم عربية، وانطوت على تحذيرات من سيناريوات وضعها »الموساد« وقد تنفذ خلال هذا الصيف.

> تيار سياسي معارض (سابقاً) بدا يشتكي من أداء أحد الوزراء الذي كان يراهن علىه كثيراً، حتى أن أحد القياديين في هذا التيار قال إن الوزير المقصود يصل إلى منتصف الطريق في معالجته ملفات حساسة، ولا يلبث أن يضيع في النصف الآخر من الطريق.

> مسؤول كبير في دولة عربية معنية بلبنان صدم شخصيات سياسية لبنانية معارضة في مناطق البقاع الغربي وعكار والضنية - المنية عندما أبدى استغرابه الشديد حيال التحالفات التي عقدوها خلال الانتخابات البلدية الأخيرة.

استغراب المسؤول إياه رافق الشخصيات المذكورة حتى... الباب!

> مراسل غربي بارز قال لـ»المحرر العربي« أنه ذهل من موجة التعاطف في المناطق الشيعية، بما في ذلك ضاحية بيروت الجنوبية، مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، على الرغم من كل وسائل التعبئة التي لجأت إليها طهران وعلى امتداد سنوات طويلة.

> ينقل مقربون عن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط توقعه أن تشهد المنطقة مفاجآت مثيرة في الأشهر المقبلة، ناصحاً العرب بالوقوف »الجماعي« إلى جانب... الخيار التركي.

> سئل رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي ما إذا كان التوافق البلدي الذي حصل في كل من طرابلس والميناء سيتكرس في الانتخابات النيابية عام 2013، فكان جوابه »هذا السؤال يوجه إلى فيصل وليس لي«. والمقصود ابنه الذي كان على تواصل مع مقرر اللجنة الخماسية في تيار المستقبل أحمد الحريري خلال الإعداد للائحة التوافقية.

> عضو في البعثة الإسرائىلية إلى نيويورك، أبلغ صحافياً أميركياً أن بلاده تنوي الاعتراض على مشاركة تركيا في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، لكنه ما لبث أن طلب سحب التصريح بحجة أنه تجاوز صلاحياته.

> استشير أحد المراجع في شأن إرجاء جلسة الحوار الوطني بسبب تغيب كل من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في »القوات اللبنانية« سمير جعجع، فكان جوابه »بل اقترح تقديم الموعد للإفادة من المناخ الذي أحدثته العملية العسكرية ضد »أسطول الحرية««.

 

توضيح »القوات« حول انتخاب نقيب الأطباء

 بيروت - »المحرر العربي«: رداً على الانتقادات التي وجهت إليها بأنها قدمت منصب نقيب الأطباء هدية إلى قوى 8 آذار، من خلال التمسك بمرشحها، قالت مصادر »القوات اللبنانية« إن »القوات« التي تواجه حملات عاصفة، داخلية وخارجية، من أجل تحجيمها أو حتى إلغائها، كانت تأمل بتبني مرشحها الدكتور نبيل جهشان تعبيراً عن التضامن معها في هذا الوقت بالذات واعترافاً بقيادتها لـ»المعسكر المسيحي«. وكان موقف »القوات« التي رفضت سحب مرشحها لمصلحة مرشح 14 آذار قد أدى الى فوز المرشح القريب من التيار الوطني الحر الدكتور شرف أبو شرف، وهو نجل القيادي الكتائبي النائب الراحل لويس أبو شرف. وعلمت »المحرر العربي« أن اتصالات تجري حالياً من أجل معالجة الانعكاسات التي خلفتها انتخابات الأحد والعودة إلى التنسيق الأوركسترالي بين قوى 14 آذار لأن أي خلل سينعكس سلباً على الحركة بأكملها. وأشارت المعلومات إلى أن الاتصالات قطعت شوطاً في اتجاه رأب الصدع.

 

هل باستطاعة »وليد بك« الاختفاء عن المسرح السياسي؟

 بيروت - »المحرر العربي«: بات بحكم المؤكد أن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يزمع التخلي عن مقعده النيابي لنجله تيمور الذي تقول أوساط قصر المختارة بأنه بات مؤهلاً لدور قيادي، وإن كان السؤال يبقى: هل باستطاعة »وليد بك« أن يختفي فعلاً عن المسرح السياسي؟ وهل بإمكانه الانتقال إلى خارج لبنان والإقامة في بلد آخر؟

الأوساط إياها تقول إن النائب جنبلاط يشعر بأن السنوات الأخيرة التي يصفها بـ»الهائلة« فرضت عليه مواقف أثرت على وضعه الشخصي والسياسي وحتى النفسي، فالمرحلة الجديدة تتطلب وجهاً جديداً، ومعتبراً أن الظروف الراهنة هي ظروف انتقالية، وإن كان يكتنفها الضباب الكثيف المفتوح على كل الاحتمالات. وعلى هذا الأساس فإن الوضع ملائم لدخول نجله تيمور المعترك السياسي. وأشارت الأوساط إلى أن جنبلاط الابن يشترط أن يبقى جنبلاط الأب رئيساً للحزب التقدمي الاشتراكي وعدم الانسحاب من الساحة السياسية إذا كان مصراً على الانسحاب من الندوة البرلمانية..

 

الى وليد بيك مع كل الحب والتقدير  

الشراع/ حسن صبرا 

من موقع الحب والتقدير الشخصي والسياسي نتوجه الى الزعيم وليد جنبلاط، لنقول له مباشرة، انت حر في ان تختار السياسة التي تريد، والتي تعتقدها مريحة لك ولجمهورك الكبير، فأنت كنت زعيم ثورة شعبية هزت اركان المنطقة كلها، عندما رفعت عمود الوعي الغائب من صدمة اغتيال صديقك المظلوم رفيق الحريري، وانت الذي سمعت منه قولاً واضحاً: يا وليد انهم لا يستطيعون قتلي، لكنني خائف عليك انت، وكان ردك الشهم: اذهب يا ابا بهاء واقترع للتمديد لاميل لحود.. فأنا لن امدد له. من حقك من حقك ان تصالح اميل لحود، وان تدعوه الى الغداء في المختارة او تلبي دعوته للغداء في نادي اليخوت في الكسليك. من حقك من حقك ان تتغدى عند هذا المخبر وان تستقبله في دار الكرامة التي تمثلها، وان تزور هذا الضابط الامني الذي تعرف عمق كراهيته لك واحتضانه لكل خصومك التافهين. ومن حقك من حقك ايضاً ان تدافع عن الضباط الاربعة او واحد منهم تحديداً، وان ترفض تسييس المحكمة الخاصة بلبنان، او اي محكمة لها صلة بأي شأن لبناني سواء كان المتقاضون فيها لبنانيين او لبنانياً وأجنبياً او من اي فريق سياسي او طائفي او مذهبي كان. ومن حقك من حقك ان تقول في تصريحاتك وكتاباتك ومقابلاتك الاعلامية اي شيء حتى لو كان نقيضاً نقيضاً لكل ما سبق لك وقلته وكتبته وأعلنته. كل امر من حقك في السياسة. لكننا نلفت الانتباه فقط الى اننا حريصون عليك وعلى مكانتك وتاريخك من اي خطأ يصدر عنك في القانون مع تقديرنا بأنه ربما يكون جاء سهواً، او ربما لاندفاعك لاظهار حسن نواياك في الموقع الذي اخترت الاعلان عنه ابتداء من 2/8/2009. فنحن نريد لفت الانتباه الى ان مطالبتك باستدعاء محمد زهير الصدّيق بصفته شاهد زور، باتت اشبه بالخطأ الشائع الذي من كثرة ترداد قوله، بات كأنه صواب صحيح. يا وليد بيك، بغض النظر عن مكانة وأهمية او لا اهمية محمد زهير الصدّيق، فإن القانون واضح في ان محمد زهير الصديق هو شاهد او يصح أن يكون شاهداً أو لا هو امر لا يمكن البت فيه الا اذا عقدت المحكمة الخاصة بلبنان.. والجميع يعرف ان المحكمة التي شكلت منذ نحو سنة وشهرين لم تنعقد حتى الآن.. لم تستدع شهوداً.. لم يحضر اليها محمد زهير الصدّيق، لم تقل لنا المحكمة التي لم تنعقد ولم تستدع الصدّيق او غيره اذا كان يصح ان يكون شاهداً او اذا كان شاهد عدل او شاهد زور.

اما اذا كانت المطالبة بمثوله امام القضاء اللبناني فقد اجابنا المختصون القانونيون اللبنانيون منذ اكثر من سنة، بأن الدولة اللبنانية تنازلت عن حقها للمحكمة الدولية (الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الارهابية) في كل ما يتعلق في هذه الجريمة.. وهذا ما اعلنه وزير العدل الدكتور ابراهيم نجار مؤخراً في حديث لـ((صوت لبنان)).

قال البروفيسور نجار بالحرف: ((لقد اصبح دورنا مساعداً فقط في بعض الامور اللوجستية والتنفيذية من خلال الاتفاقات المعقودة مع الامم المتحدة ولا نستطيع ان نقول اننا نعلم اي شيء لا يفصح عنه)). يا وليد بيك، اذا اردت ان تساند حزب الله في تخوفه من تسييس المحكمة الدولية، وكنت السبّاق في رفض معلومات مجلة ((دير شبيغل)) الالمانية التي نشرت تفاصيل ادوار قيادات امنية في الحزب في ارتكاب هذه الجريمة، فإن موقفك مفهوم في السياسة وهذا حقك، ولكننا ننصح ان تسأل مستشاراً قانونياً تثق به ليقول لك ان المطالبة بمحاكمة محمد زهير الصدّيق هو في صلب السياسة.. وأن لا حضور له في المنطق القانوني.. ابداً.   

 

هل مطلوب الانتحار لدى المسيحيين؟

لوسيان عون/ايبانون فايلز/بين ما قرّره الرئيس الايراني أحمدي نجاد منذ يومين عندما أعلن أن خيار ازالة اسرائيل من الوجود ليس بالضرورة بالطرق العسكرية مع ما يعني ذلك التراجع عن منطق القوة ولغة العنف وسلوك الطرق الدبلوماسية والسياسية، وبالرغم من أن هذا الكلام الذي تفوَه به ربما لم يعجب الكثير من مؤيّديه داخل ايران وخارجها لما يحمله من تراجع وفرملة بالمقارنة مع ما كان يعلنه من قبل، وبين ما قرّره القادة المسيحيّون مسافات بعيدة عندما عادوا ليتمسّكوا بمنطق العنف وزيادة التوتر وشحن النفوس مع ما يحمله ذلك من مؤثرات سلبيّة باتجاه الاحباط والهجرة المسيحيّة وهو ما حذّر منه البابا أثناء زيارته الجزيرة القبرصية .

فعلى الرغم من كل ما أصاب المسيحيين من ويلات وخراب ودمار عادت المناطق المسيحية لتتحوَل معسكرات مشتتة ومقسَمة، ليعود معها الشحن والتوتر ويعود معهما عدد القتلى والشهداء الى الازدياد الى أن وصل في الايام الاخيرة الى حدّ التهديدات حتى يكاد لا يخلو أي تصريح  للقادة المسيحيين من كلمة "الدم"، وهو ما ينبىء بأشد العواقب، وكأنّ الحرب لم تنته بين الشمال وجبل لبنان، فنعود بعقارب الساعة الى الوراء يوم اغتيل المسؤول الكتائبي جود البايع وتكرَ المسبحة لنعود بعد مئات القتلى والجرحى لنتساءل من البادىء ومن المحرَض ومن المشترك وما هي دوافع كل جريمة من الجرائمة المرتكبة ...؟

والأكثر غرابة في الامر هو دفع المسؤولين من مختلف الافرقاء، على اثر وقوع كل مجزرة، الى تهدئة الاجواء وحقن الدماء في وقت تتابع وسائل اعلام كل فريق عمليّة التعبئة المنظمة ضد الخصوم، فيخيّل أن ليس من عدو للمسيحي إلا مسيحيّ آخر، في حين أنّ الطوائف الاخرى – والحمد لله – أكانت الشيعيّة أم السنيّة أم الدرزيّة، أجادت في إنتاج التفاهمات داخلها في حدها الادنى، ونجحت التحالفات التي أنجزتها على مستوى الانتخابات البلدية في وقتٍ كانت المعارك على أشدّها ضمن المناطق المسيحية قبل أن تخرج مختلف القوى المسيحية المتصارعة منهكة، همّها الأوحد تعداد عدد المخاتير الذين يدينون الولاء لهذا أم ذاك، ولا ندري إن بقي مئة ألف أم مائتي ألف مسيحي في لبنان، فما عدد المخاتير الذي سيستحقّونه...

في المحصلة، يتساءل المرء: هل من مخطط لتهجير المسيحيين على يد المسيحيين أنفسهم وبأدوات تخصهم، وبواسطة إعلام  يمتلكونه هم، أم أنها أنجح الانجازات عندما يدفع الخصم خصمه عن طريق الضغط النفسي الى الانتحار، علماً أن المسيحيين لم يتعلموا حتى تاريخه أقانيم وثوابت لا يمكن تغييرها وهي أن أحداً منهم لا يمكنه إلغاء الآخر أم إسكاته كما أنّ الحروب المدمرة التي تخاض على الاراضي المسيحيّة لا تنتج الا الدمار والهجرة والاحباط واليأس !

مختصر مفيد، وهو أنّ ما لم تستطع جحافل الغزاة الاجهاز عليه خلال الحرب في لبنان ينفّذه بعض المسيحيين بأيادٍ مسيحية وأدواتٍ مسيحية، وهو أشبه بعملية دفع المسيحيين الى الانتحار عبر ضرب بعضهم البعض وتهجير طاقاتهم والقضاء على ما تبقّى منهم .

بقلم  المحامي لوسيان عون

 

منطق التأديب بالقوة هو الدافع إلى هجوم مجموعة من الشياح على عين الرمانة الذي أدى الى مقتل جورج أبو ماضي

 يقال نت/السبت, 12 يونيو 2010

"الهجوم"على عين الرمانة الذي أدى الى قتل المواطن اللبناني جورج أبو ماضي،بات واضح المعالم بعد أقل سنة من حدوثه.

هو هجوم شنته مجموعة من الشياح،ولكن لا بعدا سياسيا له،بقدر ما تظهر الوقائع أن له بعدا يتمثل باستقواء هذه المجموعة بمنطق "التأديب بقوة السلاح".

طبعا،ما قاله العماد ميشال عون يومها عن أن خلفية الجريمة هو "خلاف على القمار"،ظهر مجرد "فبركة"للدوافع،على اعتبار أن التحقيقات بينت بأن مجموعة الشياح هجمت لتأديب مجموعة من شباب عين الرمانة "أهانت"كرامة فرد،دفاعا عن فتيات تعرضن من قبله للتحرش في عين الرمانة.

إذن،أصدرت الهيئة الاتهامية في جبل لبنان امس برئاسة القاضي رياض ابو غيدا وعضوية المستشارين مصطفى ترو وبيتر جرمانوس قرارها الاتهامي بالاجماع في حادث عين الرمانة الذي حصل في السادس من تشرين الاول الماضي وادى الى قتل المواطن جورج ابو ماضي طعنا بسكين. واعتبرت "ان دوافع الجريمة محض شخصية". وطلبت عقوبة الاعدام للموقوف علي حسن ياسين لجهة اقدامه على قتل ابو ماضي عمدا تربصا بواسطة خنجر ومحاولة قتل آخرين. كما طلب العقوبة نفسها للموقوفين سميح موسى حمود والفلسطيني علي حسين بلال وعلي حسين السيد حسين لجهة تدخلهم في جريمة القتل والمشاركة في محاولة قتل آخرين.

وظن بالمدعى عليهم حسين كمال الشناوي وابرهيم محمد ياسين ويحيى نايف يحيى وعباس محمد زهوي وقاصرَين بجنحة المادة 554 من قانون العقوبات لجهة ضرب عدد من المدعين وايذائهم، وبجنحة المادة 72 من قانون السلاح. وقرر تخلية الستة بكفالة 600 الف ليرة لكل منهم، مانعا المحاكمة عن المدعى عليهم جميعا من تهمة اثارة النعرات مشيرا الى انهم قاموا باعمال وتجمعات للشغب على الطرق العامة.

وذكرت الوقائع ما يأتي:

"تبين انه في 6/10/2009 حصل اشكال مروع في محلة الشياح – عين الرمانة – تقاطع محمصة صنين، وسارعت القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي فور حصوله الى الانتشار في المنطقة درءا لانتشار الاشكال والى توقيف مفتعلي الشغب. وساهم هذا التحرك العام والشامل والحازم في وضع الجريمة التي اودت بحياة المرحوم الشاب جورج ابو ماضي واصابة اشخاص آخرين بجروح متفاوتة، في اطاره الخاص الامر الذي اعاد الثقة باجهزة الدولة وقدرتها على ضبط الامن. وانتقلت في حينه دورية من رجال الدرك الى مسرح الجريمة حيث تمت مشاهدة تجمهر من الناس وثلاث دراجات نارية متروكة في منتصف الطريق، فيما عمد الصليب الاحمر الى نقل المصابين ومنهم المرحوم ابو ماضي في حالة طارئة الى مستشفى جبل لبنان.

وتبين من مجمل التحقيقات ان المدعى عليه سميح حمود كان قبل نحو اسبوع من ارتكاب الجريمة في 6/10/2009 يمر بدراجة نارية برفقة المدعى عليه علي بلال في محلة عين الرمانة حيث نشب اشكال بينهما وبين احد الاشخاص الذي اتهمهما بالتحرش باحدى الفتيات اللواتي صدف مرورهن في المحلة، مكيلا لهما سيلا من الشتائم والسباب مما دفع بسميح حمود الى ان يرد عليه بالمثل قبل ان يغادر ورفيقه وفي نيتهما العودة لاحقا للانتقام لكرامتهما المهانة.

وتبين ان المدعى عليه سميح حمود اخبر سائر المدعى عليهم وهم: علي حسين ياسين، علي حسن السيد حسين، حسين كمال الشناوي، ابرهيم محمد ياسين، يحيى نايف يحيى، وعباس محمد زهوي وقاصران، بما حصل معه من اشكال مهين للكرامة في محلة عين الرمانة واتفق معهم على الانتقام وذلك بالتوجه على متن دراجات نارية الى تلك المحلة. وعند العاشرة ليلا تقريبا، تجمعوا بالقرب من محل حلويات عند طريق صيدا القديمة بين منطقتي الشياح وعين الرمانة، وقد صعد سميح حمود خلف قاصر على متن دراجة الاخير وذهبا في جولة استطلاعية داخل احياء عين الرمانة السكنية واستكشفا المنطقة بما فيه حي صنين، ثم عادا ادراجهما واخبرا الباقين بانهما قد قاما بافتعال مشكل مع مجموعة من الشبان هناك، فاقدموا عندها جميعهم بالانطلاق وهم مزودون ادوات مختلفة للايذاء من سكاكين وخناجر وبوكسات حديدية وعصيا وكرباجا مصنوعا من الاسلاك الكهربائية وذلك على متن خمس دراجات نارية.

واقدم المدعى عليهم على الدخول بموكب واحد الى داخل شوارع عين الرمانة وتحديدا الى حي نصنين حيث كان يقف عدة شبان عرف منهم المرحوم الشاب جورج ابو ماضي لكون منزله يقع بالقرب من المكان، والمدعون سليم بولس، جان الهبر، مازن متري، جورج منصور، موسى عبد الاحد، جان بيار حبيب وغيرهم. وبوصول الموكب المهاجم بالقرب من هؤلاء اقدم سميح حمود على الترجل من الدراجة النارية وبيده بوكس حديدية وهجم وهو يصرخ على الشبان الواقفين. وتبعه سائر المدعى عليهم وانهالوا بالضرب على الواقفين، وقد اسفر الهجوم عن اصابة المرحوم جورج ابو ماضي بطعنة خنجر دخلت من الناحية اليسرى من صدره ونفذت الى رئته وقلبه مما ادى الى اصابته بنزف حاد وصاعق ادى الى وفاته سريعا. كما ادى الاعتداء الى اصابة المدعي سليم بولس في اسفل بطنه مما ادى الى تعطيله ثمانية ايام عن العمل. واصيب جان الهبر بطعنة خطيرة في خاصرته اليمنى وبجروح مختلفة. واصيب مازن متري بجروح في رأسه ادت الى تعطيله اسبوعا، وجان بيار حبيب بطعنات في ظهره وتحت ابطه مما ادى الى تعطيله مدة 14 يوما عن العمل، وموسى عبد الاحد بجروح في رأسه مما ادى الى تعطيله اسبوعا واحدا عن العمل، وجورج منصور بجرح من جراء ضربة بواسطة عصا حديدية.

وتبين من مضمون التحقيقات الاولية المجراة من رجال الضابطة العدلية، ان المدعى عليه علي ياسين كان يحمل خنجرا كبيرا واقدم على طعن المغدور جورج ابو ماضي الامر الذي ادعى الى احداث الوفاة، وان المدعى عليه علي ياسين اقدم كذلك على طعن سليم بولس وجان الهبر وانه كان يتباهى بعد حصول الحادث بقوله: "عملت فيهم العبايب وخزقتن". كما تبين ان المدعى عليه علي السيد حسين اقدم ايضا على المشاركة بطعن العديد من المدعين بواسطة سكين كان يحمله معه وانه تباهى امام رفاقه بافعاله التي لا تقل اهمية عن افعال علي ياسين. وتبين ان سائر المدعى عليهم شاركوا ايضا في الضرب والايذاء والطعن كما ثبت من اقوالهم واعترافاتهم. وقد تعرف المدعي سليم بولس الى اثنين من المعتدين وهما المدعى عليهما علي ياسين وعلي خليل عبد النبي؛ وافاد انه حضر الى مطعم صديقه طوني ابي راشد وطلب منه ان يحضر له بعض المأكولات وان يقوم بايصالها الى منزل والده بالقرب من مطعمه الكائن في محلة عين الرمانة، وبعد تجهيز الطلبية توجه سيرا الى منزل صديقه، وقبيل وصوله شاهد على التقاطع بالقرب من كاليري بارودي بعض الشبان يقومون بطعن احد الاشخاص، ولما تقدم نحوهم رأى شخصا يحمل خنجرا مسننا يقوم بطعن جان الهبر، وحاول الدفاع عنه فتعرض بدوره لطعنة في خاصرته من الشخص نفسه، اي المدعى عليه علي ياسين. فيما اكد المدعى عليه علي حسين  ان علي ياسين اخبره ليلة حصول الجريمة بأنه هو من اقدم على طعن المغدور جورج ابو ماضي بواسطة خنجره.

وافاد المدعي جورج منصور امام عناصر مخابرات الجيش انه في 6/10/2009 وفيما كان واقفا مع ابن خالته جورج ابو ماضي (الذي كان يتهيأ قريبا للزواج) وكل من طوني ابي راشد وسيرج، القى طوني  المذكور بمحارم ورقية على الارض وصودف مرور دراجة نارية فتوقف السائق سائلا عن سبب رمي المحرمة فتدخل سيرج وطلب منه متابعة طريقه، وبعد دقيقتين عاد السائق وتوقف على خط صيدا القديمة وراح يصرخ "تعو تعو"، عندها تنبه للامر المغدور ابو ماضي وقال ان في نية سائق الدراجة النارية احداث اشكال فتوقف عدد من الشبان معه وبعد مرور دقائق شاهد عددا كبيرا من الدراجات النارية على متن كل واحدة منها راكبين، يحملون العصي والسكاكين، وان والد جورج ابو ماضي سأله عن ابنه واتجها معا الى منزله حيث كان الناس يصرخون ان جورج قد سقط في الزواريب. وادلى بأن الشخص الاشقر الذي شاهده في الاشكال يقوم بدفع المرحوم ابو ماضي كان قد شاهده قبل عشر دقائق يخرج من محل للقمار ويستقل دراجته النارية قبل ن يعود مع باقي المهاجمين.

وفي القانون:

حيث يتبين من هذه الوقائع ومن ظروف القضية الراهنة، ومن الادعاءات المقدمة في الشكوى وافادات بعض المدعين، والتقارير المبرزة واقوال المدعى عليهم سميح يوسف عبود، علي حسين بلال، علي حسين ياسين، علي حسن السيد حسين، حسين كمال الشناوي، ابرهيم محمد ياسين، يحيى نايف يحيى، وعباس محمد زهوي والقاصرين ومجمل التحقيقات المجراة؛ انه في 6/10/2009 في محلة عين الرمانة نشب خلاف فردي مع المدعى عليهما سميح حمود وعلي حسين بلال في محلة عين الرمانة تطور بسببهما وفعلهما الى إشكال بين المدعى عليهم من جهة والمرحوم جورج ابو ماضي وسائر المدعين من جهة اخرى دفع الى اقدام المدعى عليهم على دخول محلة عين الرمانة – تقاطع محمصة صنين، على متن دراجاتهم النارية ومهاجمة المدعين العزل بالاسلحة البيضاء التي كانت في حوزتهم وهي كناية عن احزمة وبوكسات حديدية، فيما كان يحمل المدعى عليه علي حسين ياسين خنجرا وعلي حسن السيد حسن سكيناً مما تسببت بسقوط المغدور ابو ماضي بطعنة خنجر وجهها له المدعى عليه علي ياسين الذي تسبب كذلك باصابات عدة لسائر المدعين الذين حاول قتلهم اضا بالطريقة نفسها بمشاركة وتدخل من المدعى عليه علي حسين.

وحيث ان فعل المدعى عليه علي حسين ياسين لجهة اقدامه على قتل المرحوم جورج ابو ماضي عمدا وتربصا بواسطة خنجر وعلى محاولة قتل المدعين عمدا، يؤلف الجرم المعاقب عليه بمقتضى المواد 549 و549/201 عقوبات والمادة 73 اسلحة.

يراجع:

L'intention homicide, dont l'appréciation appartient aux juges, peut s'induire de la circonstance que l'auteur des coups portés et des blessures faites volontairement a fait usages d'une arme dangereuse et frappé la victime sur une partie du corps particulièrement exposée. (Crim. 5 févr. 1957, Bull. Crim. No 110. 13 nov. 1990. Rev. sc. Crim 1991. 345, obs. Levasseur).

يراجع كذلك:

V. l'article 296 du Code pénal: "Tout meurtre commis avec préméditation ou guet-apens sont distinctes l'une de l'autre du code pénal, et si le guet-apens suppose nécessairement la préméditation, celle-ci peut exister sans guet-apens (Crim. 19 oct. 1977, Bull. Crim. No 312.)

حيث ان فعل المدعى عليهم سميح موسى حمود، علي حسين بلال (اللذين تسببا اصلا بالاشكال وشاركا في المكمن الذي اودى بحياة المغدورجورج ابو ماضي) وعلي حسن السيد حسين (الذي كان يحمل سكينا معه عند ارتكاب جريمة القتل)، لجهة اقدامهم على التدخل في جريمة قتل المرحوم ابو ماضي عمدا على المشاركة في محاولة قتل المدعين، يؤلف الجرائم المعاقب عليها بمقتضى المواد 549/219 و549/201 "عقوبات والمادة 73 من قانون الاسلحة.

يراجع كذلك:

Les circonstance de préméditation et de geut-apens sont des circonstances morales, personnelles à chacun des coauteurs d'un même homicide volontaire; elles doivent donc être constatées par des questions distinctes pour chaque accusé, à peine de complexité. Crim. 26 juill. 1995, Bull. Crim. No 369.

Mais la loi n'impose aucun ordre dans la position de ces questions, dès lors que l'une ou l'autre de ces deux circonstances aggravantes suffit à elle seule à conférer aux faits consitutifs du meurtre la qualification d'assassinat. (Crim. 21 avr. 1982 Bull. Crim. No 97; Rev. Sc. Crim. 1983. 79 obs. Levasseur).

وحيث ان فعل المدعى عليهم حسين كمال الشناوي، ابرهيم محمد ياسين، يحي نايف يحيى، وعباس محمد زهوي والقاصرين لجهة اقدامهم على ضرب وايذاء المدعين بواسطة بوكسات وادوات حادة وتعطيلهم عن العمل مددا لا تزيد عن العشرة ايام يشكل جنحة المادة 554 من قانون العقوبات وليس جناية المواد 549/219 و549/201 من قانون العقوبات معطوفة على القانون رقم 422/2002 بالنسبة الى القاصرين لعدم ثبوت نية المشاركة في القتل عندهم، بل ان نيتهم اتجهت فقط الى الايذاء، كما يقتضي الظن بهم بمقتضى المادة 73 من قانون الاسلحة؛ معطوفة جميعها على القانون رقم 422/2002 بالنسبة الى القاصرين؛ ويقتضي بالتالي تخليتهما لقاء كفالة مالية قدرها 600 الف ليرة لكل منهم ذات ثلاثة اقسام متساوية، وعلى ان يصار الى اطلاقهم فور ورودها في حال لم يكونوا موقوفين لداع آخر.

يراجع:

Le crime d'homicile volontaire implique que celui auquel il est reproché ait eu la volonté de tuer. (Crim. 8 Janv. 1991 Bull. Crim. No 14; D. 1992 – 115, note Croisier-Nerac; Rev. Sc. Crim. 1991. 760 et 1993. 100, obs. Levasseur).

وحيث يقتضي منع المحاكمة عن المدعى عليهم العشرة من جرم المادة 317 عقوبات معطوفة على القانون رقم 422/2002 بالنسبة الى القاصرين كونه لم يثبت انهم اقدموا على فعلتهم بقصد اثارة النعرات الطائفية او الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الامة، بل ان الجريمة كانت دوافعها محض شخصية وقد ادت الى الحادث المؤسف الذي اودى بحياة الشاب جورج ابو ماضي؛ والظن بهم بمقتضى المادة 346 من قانون العقوبات معطوفة على القانون رقم 422/2002 بالنسبة الى القاصرين، لاقدامهم على القيام بأعمال وتجمعات للشغب على الطرقات العامة.

تقرر بالاجماع:

اولا" : اتهام المدعى عليه. علي حسين ياسين بالجناية المعاقب عليها في المواد 549 و549/201 من قانون العقوبات. واتهام المدعى عليهم: سميح موسى حمود، علي حسين بلال، وعلي حسن السيد حسين. بالجناية المعاقب عليها في المواد 549/219 و549/201/213 من قانون العقوبات. واصدار مذكرة القاء قبض بحق كل منهم وسوقهم الى محل التوقيف الكائن لدى محكمة الجنايات في جبل لبنان ليحاكموا امامها بما اتهموا به.

ثانيا": الظن بالمدعى عليهم سميح موسى حمود، علي حسين بلال، وعلي حسن السيد حسين بجنحة المادة 73 من قانون الاسلحة، والظن بالمدعى عليهم حسين كمال الشناوي، ابرهيم محمد ياسين، يحيى نايف يحيى، وعباس محمد زهوي وقاصرين بمقتضى المادتين 554 من قانون العقوبات و73 للأسلحة معطوفتين على القانون رقم 422/2002 بالنسبة الى القاصرين والظن بهم جميعا بمقتضى المادة 346 من قانون العقوبات معطوفة كذلك على القانون رقم 422/2002 بالنسبة الى القاصرين، ومحاكمتهم بها امام محكمة الجنايات تبعا للجناية للتلازم.

ثالثا: "منع المحاكمة عن المدعى عليهم حسين كمال الشناوي، ابرهيم محمد ياسين، يحيى نايف يحيى، وعباس محمد زهوي والقاصرين من الجناية المعاقب عليها بمقتضى المواد 549/219 و549/201 من قانون العقوبات معطوفة على القانون رقم 422/2002 بالنسبة الى القاصرين؛ وتخليتهم لقاء كفالة مالية قدرها 600 الف ليرة لكل منهم ذات ثلاثة اقسام متساوية، على ان يصار الى اطلاقهم فور ورودها في حال لم يكونوا موقوفين لداع آخر.

رابعا": منع المحاكمة عن كل المدعى عليهم العشرة من جرم المادة 317 من قانون العقوبات معطوفة على القانون رقم 422/2002 بالنسبة الى القاصرين للأسباب والعلل المذكورة آنفا.

خامسا": تدريك المدعى عليهم الرسوم والنفقات القضائية.

سادسا": ايداع الاوراق جانب النيابة العامة لإحالتها امام المرجع المختص.

 

النائب أيوب حميّد لـ»المحرر العربي«:

»بري لم يقصد القول إن الـ11 ملياراً ذهبت إلى بعض الجيوب«

سورية لا تستطيع إلا أن تكون وراء تركيا من دون أن تقفل نهائياً الحديث عن أبواب السلام

نعيش حالة اللاتوازن في موقع ودور لبنان

القيمة الاقتصادية لما يمتلكه لبنان من غاز تصل إلى ٣٠ مليار دولار يوم كان سعر برميل النفط بين 30 و40 دولارا

موقف »أمل« الرافض لعقوبات على إيران مبدئي، لكننا نلتزم بقرار الحكومة.

الحصار ليس نتيجة تهريب السلاح بل بسبب خيار الشعب الفلسطيني

»التفتيش الدولي« أكذوبة اعتمدتها إسرائيل لتضليل العالم

الحراك الديبلوماسي من دون وجود القوة قد لا يؤتي بثمار

تسليح الجيش يجب أن يتخطى الخطوط المرسومة من بعض الدول الكبرى

أصبح عمر الحكومة سنة، فمتى تنتج؟

 أجرى الحوار: ماريو عبود/المحرر العربي

فعلتها الدول الكبرى وفرضت العقوبات القاسية على إيران التي لم تشفع لها علاقاتها الوطيدة بالصين ولا مصالحها الحيوية مع روسيا. وحين شبك الكبار أيديهم بعد تقاسم المصالح، وقع الزلزال وانتهى اللعب عند حافة الهاوية.

المنطقة تضع يدها على قلبها. ولا ترفعها إلا لتزيل العرق عن جبينها. فالهزات الارتدادية آتية لا محال، لكن جغرافيتها ربما تخضع لعنصر المفاجأة. على هذه الوقائع التقينا النائب أيوب حميد، وزير الطاقة الأسبق الذي شهد على دراسات لمياهنا الإقليمية حول نفطٍ وغازٍ يطفئ ديون لبنان في وقت يُشعل النفط والغاز أماكن أخرى في العالم، ولو كانت كل الأحاديث بالمستوى الذي يتحدث فيه معاليه، لما طالنا أي حريق.

> على الرغم من كل هذا الوهج الإعلامي لأسطول الحرية؛ ما الذي يضمن أن الحصار سيُفكُّ؟

- ليس من ضمانة على الإطلاق في ارتداع إسرائىل عن حصار غزة وما يُمارس في الضفة الغربية من اقتلاع لـ»عرب 48«. قد تكون هذه الدماء، التي سقطت في مياه المتوسط والعربدة الإسرائىلية في وجه العالم وتجاوزها كل القوانين الدولية والحصار الجائر على غزة، أحرجت القيادات الإسرائىلية وأساءت لصورتها التي تحاول إظهارها على أنها ديموقراطية في ظل صحراء من اللاديموقراطية على مستوى المنطقة. من دون أن ننسى محاولات حماية إسرائىل من نفسها مع اعتقادي أن تلك المحاولات الأوروبية والأميركية لن تصل إلى النتيجة المرجوة لجهة إقناع إسرائىل بوقف هكذا ممارسات.

> هل تعتقدون أن »التفتيش الدولي« الذي يتحدث عنه نتنياهو قادر على امتصاص المساعي لفك الحصار؟

- التفتيش كذبة اعتمدتها إسرائىل ولا تزال من خلالها تحاول تضليل الرأي العام العالمي، فهي رفضت نتائج الانتخابات التي جرت في غزة في حضور المراقبين الدوليين وشهاداتهم التي أكدت نزاهة الانتخابات، بعيداً عن منطلقات »حماس« التي قد تتفق أو تختلف معها في بعض الأمور، هذا إضافة إلى رفض أميركا ومَن يدور في فلكها نتائج هذه الانتخابات لتبدأ عندها خطوة الحصار، من هنا نستنتج أن الحصار ليس نتيجة إدخال السلاح أو تهريبه إلى الداخل، بل نتيجة خيار الشعب الفلسطيني في رفعه الصوت لرفض مجريات أوسلو وما بعد أوسلو التي أثبتت أنها من دون جدوى لتحقيق الآمال والأحلام.

السفن الجديدة قيد الدرس

> قيل إن هناك سفينتين ستنطلقان الأسبوع المقبل إلى غزة، فهل سنرى نواباً من »أمل« و»حزب الله« على متن السفينتين؟

- هذا قيد الدرس ويتعلق بتوجهات القيادة السياسية لدى الحزب أو الحركة، وفي الوقت نفسه نكرر أن ما حصل يجب ألا يتوقف نحو مزيد من الحملات الداعمة لأبناء فلسطين والسعي إلى فك الحصار، والموقف هو ضرورة الاستمرار لنصل إلى هذه النتيجة.

> هل ترى نفسك موجوداً على متن السفينة؟

- أفتخر وأعتز بأن أكون واحداً من هؤلاء ولكن الموضوع لا يتعلق بي شخصياً بل بقيادة الحركة.

> النائب محمد رعد يرى أن »الاعتداء على أسطول الحرية مؤشر لإمكان الاعتداء الإسرائىلي على لبنان في أي لحظة إن لم يكن محصناً بالمقاومة«، فما الذي يمنع أن تشكل سفينة تنطلق من لبنان مجالاً للتحرش الإسرائيلي بلبنان لاستدعاء رد لبناني على إسرائىل؟

- واضح تماماً إلى أين تريد أن تصل لناحية أن الإسرائىلي يحاول أن يجد الذرائع. من خلال التجارب الماضية تصل إلى أمر مبدئي يقول إن إسرائىل ليست في حاجة إلى ذرائع، وأذكِّرك بما حصل قبل اجتياح 78 والحجة الإسرائيلية (محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن) علماً أن لبنان لم يكن معنياً بذلك. ومع ذلك قامت بالاعتداء، أذكِّرك بعام 82 وإبعاد صواريخ الكاتيوشا، أذكرك بعام 2006 وحجة خطف جنودها وتنسى وجود المعتقلين اللبنانيين في سجونها. إذاً، أي موقف يقوم به لبنان من قبل المجتمع المدني لدعم صمود أبناء فلسطين عبر بواخر المساعدات قد تتخذه إسرائيل ذريعة للنيل من لبنان.

> هل تتحسّبون لهكذا أمر! ماذا لو اعتقلت لبنانيين؟

- هذا الموضوع موجود دائماً في تفكيرنا.

الحراك لن يتوقف

> البديل؟

- لن نستسلم؛ وهل النبض اللبناني والعربي وغيره يجب أن يتوقف. لن يتوقف الحراك، وحتى لو خَفَت قليلاً فلن يقف ودائماً سيكون هناك حراك يستهدف الوصول إلى فك العزلة والحصار.

> هل ترون أن »الهجوم الإنساني« الإيراني على غزة في هذه اللحظة الدقيقة إيرانياً يعود بالفائدة، أم يضعضع التوازن في المنطقة؟

- موقف إيران المبدئي من وجود الكيان الصهيوني يختلف عن الواقعية التي تُمارس. فالموقف المبدئي هو ضد وجود الكيان الصهيوني، أما في ما يتعلق بالواقعية التي تُمارس في السياسة العامة، فإسرائىل موجودة؛ وهناك وجهات نظر لإيران في ما يتعلق »بالمسار السلمي« والسلبية التي عادت على الشعب الفلسطيني نتيجة هذا المسار التسووي الذي لم يصل إلى نتيجة، إضافة إلى الإدراك أن أميركا لن تكون يوماً إلى جانب إعادة الحق الفلسطيني، والدليل ولايتا بوش الابن والسنة الأولى من عهد أوباما بحيث لا نجد موقفاً أميركياً حازماً لعودة بعض الحقوق للفلسطينيين، ناهيك عن الموقف الأخير لنائب الرئيس الأميركي الذي قدم تبريراً وشهادة حسن سلوك للمجزرة الإسرائىلية ضد الباخرة التركية. إذاً، كيف يعقل للإيراني أن يقف مكتوف الأيدي من دون التحرك حتى في الموضوع الإنساني في وقت يمتلك كل هذه المنطلقات العقائدية تجاه إسرائىل ككيان مغتصب، لذلك من الطبيعي أنها عندما ترى هذه الحملات الدولية من أوروبا وتركيا ولبنان وبعض الدول العربية، أن تقوم بهكذا مبادرة، وأضعف الإيمان أن تكون إيران في الاتجاه نفسه الذي يتحرك به الغير.

> كم بالحريّ إذا كان ثمة من ينافسها على النفوذ؟

- يمكن للبعض أن يفكر في أن هناك تنازع أدوار ومسعى لتقاسم نفوذ على مستوى المنطقة، لا بل دولياً يجب ألا ننسى موقع إيران الجيو - سياسي وإمكانياتها، ولا ننسى موقع تركيا الجيو - سياسي ودورها الأوروبي الأطلسي ونفوذها وتاريخها، كل هذه الأمور يُنسج حولها تنافس على موقع أو دور، وثمة من يربط هذا الحراك التركي المستجد برسائل تتوجه إلى أميركا وأوروبا والداخل التركي والجوار العربي. كل هذه الأمور هي في مجال التحليل وهناك محاولة لاستشراف ما يفكر به حزب »العدالة والتنمية« التركي.

> إذا ما قارنت ما حققه الأسطول التركي في أسبوع مع ما حققته »حماس« وإيران في سنوات، ترى أن الحملة الديبلوماسية حققت لغزة ما لم يكن أحد يتوقع؛ إذاً، الديبلوماسية لها وقعها أيضاً؟

- لا يمكن إغفال ما قد تؤدي إليه الديبلوماسية، ولا يعني ذلك الركون الدائم إلى الديبلوماسية الهادئة أو الهادرة، من هنا يُفترض التحضير على مستويات عدة. لا أقلل من أهمية الدعم العربي أو الإيراني لموضوع فلسطين، فالعرب يسيرون خلف مسار عنوانه الاعتدال العربي وضرورة الركون إلى ما تقدمه الإدارة الأميركية في أي حل، والحرص على السلام في المنطقة واستقرارها، وكل هذه الأمور قد يكون لها تأثيرها في مكان ما، ولكن في الوقت نفسه، هناك واقع يتحدث عن حق القوة الذي يسود وليس قوة الحق.. لذلك لا أستطيع أن أتجاوز ما يمكن أن يكون لدور القوة من أثر لتدعيم واقع ولإعطاء مزيد من القدرة حتى على الحراك الديبلوماسي والسياسي، لأن الحراك الديبلوماسي من دون وجود القوة قد لا يؤتي بثمار.

> الرئيس الأسد يقول: »إن دمشق مستعدة للسير بأي إجراءات تقررها تركيا رداً على الهجوم الإسرائيلي«. ألا ترون أن هذا موقف حكيم بحيث أن سورية لم ترسل سفناً وجنبت نفسها أي احتكاك مباشر بإسرائىل قد يشعل جبهتها؟

- الموقف السوري كان دائماً ممانعاً للغطرسة الإسرائىلية والحلول الاستسلامية. وهنا يُسأل سؤال: إذا كان التركي قد وصل إلى هذا الحد الرافض للعنجهية الإسرائيلية. فما هو الحري بالعرب أن يفعلوه؟ إذاً، هناك حكمة لدى سورية لأنها لا تريد أن تقفل نهائياً الحديث عن أبواب السلام. وفي آن معاً لا تستطيع أن تكون إلا خلف الموقف التركي، وهذا يعزز أيضاً الموقف السوري.

> وفي الوقت نفسه تحمي نفسها من أي حرب مع إسرائيل؟

- سورية لم تقل يوماً إنها ستبادر إلى حرب. الاستراتيجية السورية تتحدث دائماً عن حقوق عربية والسلام العادل، وهذا قائم منذ أيام الرئيس حافظ الأسد إبان مفاوضاته مع إسحق رابين، وحتى ما بعد رابين كان الحديث عن صفقة تتضمن عودة الحقوق الفلسطينية وأراضي 67، ومناطق متوازنة تكون فيها رقابة دولية من دون التفريط بعودة الجولان كاملاً ولا حتى ببعض الأمتار عند بحيرة (طبريا).

> قسم من الشعب اللبناني لم يقتنع بأن سؤال الرئيس بري عن الـ11 مليار دولار دليل على عدم معرفته بأمكنة صرف هذا المبلغ؟

- الرئيس بري له موقع متقدم على المستوى الوطني وحتى الإقليمي والدولي، هو رئيس السلطة التشريعية ورئيس حركة مطلبية. هناك سنوات خمس عجاف، والحكومة التي كانت قائمة تجاوزت الدستور وتحديداً في الإنفاق المالي، لذلك وجبت المساءلة. قد لا يكون الموضوع (تمريك) على الطريقة اللبنانية، إنما لفتح كوة في هذه المخالفات وما جرى فيها. نحن لا نقول إن الأموال أنفقت بطريقة غير مسؤولة أو ذهبت إلى جيوب معينة، ولكن حصل تجاوز للقانون والدستور، لذلك يجب أن تُصوَّب المرحلة التي لم يكن فيها للحكومة مشروعية على مستوى القانون. فُتِحَ الباب للتصويت لا لفتح حسابات، ولوضع الأمور في نصابها والحد من هكذا ممارسات غير قانونية.

> سؤال من هذا النوع يوتر البلد إذا ما طُرح في الإعلام، لكنه يبقى في إطاره الطبيعي لو طُرح في مجلس النواب. فلماذا الخيار الأول؟

- وهل هذا الموضوع من الطلاسم الذي لا علم لأحد فيه أو لا علم لأحد في الإنفاق؟

> أجابوكم بأن الأرقام ظاهرة على صفحة وزارة المال؟

- حتى لغة الأرقام تحتاج إلى منجِّم ليفهم قصد الرئيس السنيورة ووزراء المال الذين تعاقبوا خصوصاً في ما يتعلق باحتساب الدين العام أو احتساب الإنفاق، لأن هناك ألف حيلة يُدخلك فيها الرئيس السنيورة من دون أن تعلم قيمة العجز الحقيقية. نحن نحاول من خلال سؤال الرئيس بري إخراج الموازنة ووضعها على السكة الصحيحة.

> ثمة من يرى أنكم بدأت التصويب على حقبة معينة لتصلوا إلى ما يتعلق بالمحكمة؟

- موضوع المحكمة بات وراء ظهورنا لأنه موضوع دولي. وأي فذلكة تطلق للربط بين مسار وأداء الحكومة وموضوع المحكمة، محاولة لاستغباء الناس ليُطمس واقع استمرار المخالفات.

> في الواجهة نرى »صراعاً« بين (التيار الوطني الحر) و(المستقبل) حول ما يتعلق بالموازنة. وهناك شعور أنكم تحيدون أنفسكم عن هذا الصراع. لماذا لسنا حياديين في ما يتعلق بممارسة المسؤولية الملقاة على عاتق الحكومة؟

- نحن وإن كنا جزءاً من الحكومة فهذا لا يعني أن نغمض أعيننا عن الممارسات الخاطئة أو التعثر أو التلكؤ والتباطؤ في ما يتعلق بإنفاذ البيان الوزاري، وكثيرة هي المرات التي تعرض فيها مشاريع قوانين لدى اللجان المختصة فيوافق وزراؤنا ولكن يكون لنا رأي آخر كنواب انطلاقاً من حقنا في المراقبة، مثلاً (الاتفاقية الأمنية، والموضوع المتعلق بقانون البلديات) والمحاسبة.

> هل تسلِّمون أمركم للوزير شربل نحاس؟

- نقدر النظرة الموضوعية التي ينطلق منها ومقاربته لكيفية تحضير الموازنات والسياسة الاقتصادية التي يمكن أن تُعتمد لجهة تصويب المسار الذي عمره عشرات السنين.

> ولكن لا يبدو حتى الساعة أنه فرض نقلة نوعية في المسار، بدليل اتفاقه مع الوزيرة ريا الحسن خلال ساعات؟

- هو يتحلى بنظرة نوعية وخبرة هي محل تقدير، وإذا كان يمتلك رؤية معينة لتصويب الأداء فهذا لا يعني أننا لسنا معه في الخندق نفسه.

> إذا كنتم تؤمنون إلى هذا الحد بنظرته فلماذا الاحتكاك بين (نحاس) و(خليفة) داخل الجلسة؟

- إطلاقاً، هذا لم يحدث والوزير خليفة أصدر توضيحاً يتعلق بما أشيع. إذا عرض أمر وحصل تصويب له فهذا لا يعني الخلاف.

> هل سيسير الرئيس بري في المشروع الذي طرحه لإلغاء الصناديق؟

- منذ البداية قلنا إننا مع إلغائها بعد أن تؤدي المطلوب منها، لنعود إلى وزارة تصميم يكون من خلالها عمل بناء على مستوى الوطن. وهذا ما نتمسك به.

> بما أنكم ذكرتم وزارة التصميم نسأل ماذا سيفعل مجلس النواب إزاء سرقة إسرائىل للغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، وهل من مخطط؟

- أنا عايشت موضوع الدراسات التي أكدت وجود (الهيدروكاربون) على امتداد الشاطئ اللبناني وفي مياهنا الإقليمية، وفي تلك المرحلة أعلنت أكثر من مرة كوزير للطاقة (2003 - 2004) أن الدراسات تشير إلى أن القيمة الاقتصادية لهذه المكونات من غاز ونفط كانت في حدود 30 مليار دولار (يوم كان سعر برميل النفط بين 30 و40 دولاراً) وللأسف لم نستطع الوصول إلى ما كنا نصبو إليه لجهة البدء بعملية التنقيب. الآن مضت 6 سنوات وقوانين التنقيب عن النفط تتعثر، نأمل من هذه الحكومة بالتعاون مع المجلس إنجاز قانون عصري للتنقيب عن النفط واستثمار هذه الموارد الطبيعية. قد يكون هناك شيء شبيه بالكهف داخل المياه الإقليمية اللبنانية، يمكن ثقبه والبدء بعملية استثماره. كنا نخطط في تلك المرحلة لرسم الحدود التي تمكننا من الاستفادة من تلك البقعة (الكهف) بعد تسوية مع قبرص وسورية. اليوم قد يكون الإسرائىلي سبق لبنان في عملية شفط هذه الكميات المقاربة للحدود مع فلسطين المحتلة.

> ما العمل؟

- هناك دور مسؤول للديبلوماسية اللبنانية من خلال الهيئات الدولية المختصة، وهناك قوانين ترعى مثل هكذا حالات ويجب على لبنان ألا يتباطأ في تحريك قنواته لكي يحفظ حقه الطبيعي في هذه الثروة، وإذا لم يبادر بالسرعة الممكنة، قد نصل إلى مرحلة تالية يصبح معها السعي غير ذي جدوى.

> من الذي منعك من تنفيذ المخطط؟

- أعتقد أن عهد الحكومة آنذاك أيام الرئيس لحود لم يمكنني شخصياً من متابعة هذا الموضوع. وبعد تلك الفترة، الحكومات المتعاقبة لم تكن لديها قدرة أو نية، فتعثر الأمر.

> الرئيس بري يقول إن فترة السماح للحكومة انتهت وسنبدأ بالمحاسبة على الانتاجية، وبالأمس الوزير حسن منيمنة قال إن بعض الوزراء يقول شيئاً داخل الحكومة ويفعل شيئاً آخر خارجها؛ فكيف تريدون لهذه الحكومة أن تعمل؟

- في المبدأ، عمر الحكومات في لبنان قصير، وأحد الأقطاب كان يقول إن عمر الحكومات في لبنان كعمر الورود. وللأسف منطق الاستمرارية في الإدارات يكاد يختفي خصوصاً مع تغيير الوزراء. اليوم أصبح عمر الحكومة سنة، فمتى تنتج. إذاً فترة السماح انتهت منذ مدة مع الإشارة إلى أن البيان الوزاري يتحدث عن هموم الناس ومقاربتها، فمتى تتم المقاربة بطريقة علمية وصحيحة.

> واستطراداً، هذه الحكومة لن تعمِّر!!!

- ليس بالضرورة أن تكون هذه النتيجة. ولكن هناك مراوحة في عمل الحكومة، وهناك ملفات كثيرة كان من المفترض أن تنجز وقد سبق وذكرت أن الحكومة تتحرك تحركاً سلحفاتياً.

> بدأت فترة المحاسبة؟

- المحاسبة لا تعني قلب الطاولة، نحن نحث الحكومة على مقاربة هموم الناس وإلاَّ لكل حادث حديث، ولكن نركز على ضرورة تسريع تصويب الأداء الحكومي في ما يتعلق بهموم الناس.

> يرى الرئيس بري أن الاتفاقية الأمنية غير دستورية، فيرد النائب عمار حوري إن هذا قرار فرد لا قرار لجنة الاتصالات النيابية؟

- اللجان النيابية تستطيع أن تصدر توصيات، وأن ترد مشاريع قوانين أو اقتراحات قوانين أو تعدلها وهي قامت بجهد كبير، ورئيس اللجنة رفع تصوره. ورئيس المجلس عندما يعطي موقفاً، قد لا يكون هذا الموقف ملزماً للحكومة للأخذ به، ولكن حينما لا يؤخذ بهذا الموقف، خصوصاً إذا كان ثمة تجاوز لموقع رئاسة الجمهورية، فهذا يعني أن الموضوع باطل في الأساس وهناك مسعى لتصويب ما بني على باطل.

> هل أنتم مع العلاقة الندية بسورية؟

- تعبير الندية استفزازي في بعض الأحيان، خصوصاً في الفترة الماضية حيث كان البعض الذي ليس في حاجة إلى فحص الدم، يستعمل هذا التعبير. نحن مع العلاقة الطبيعية بين البلدين لأن هذا الواقع الطبيعي يجب أن يكون سائداً وليس علاقات التصادم والتشاحن. انظر ماذا يجري في منطقتنا من كسر للحدود والتبادل وإلغاء التأشيرات، فكيف يمكن للبنان الذي يحده عدو من الجنوب، والبحر وسورية أن يتصرف، وأي اتجاه سيسلك. لذلك نحن نؤيد العلاقات الطبيعية.

> العلاقات الطبيعية تأتي من داخل المؤسسات؟

- لا مشكل بذلك.

> إذاً، كيف تفسر زيارة (حسين خليل) و(علي حسن خليل) لسورية لبحث كيفية مواجهة التهديدات الإسرائىلية المستمرة، من خارج المؤسسات؟

- عندما يكون أحد النواب مدعواً في زيارة رسمية للولايات المتحدة، فهل تستطيع أن تخبرني ما سبب ذهابه. علاقاتنا بسورية ليست مربوطة بأشخاص أو خاضعة لفترة زمنية. هي علاقة أخٍ بأخيه، وإذا كان هناك تشاور في أمرٍ ما، فليس جريمة ولا خروجاً على دور المؤسسات.

> رئيس الجمهورية يقول إنه مستعد لتسليح الجيش من أي مكان، وزير الدفاع يقول إن أي مساعدة للجيش تأتي لن نرفضها، ورئيس الحكومة يقول الكلام نفسه. فلماذا لا يتسلح الجيش من إيران، هل لأنها تفرض شروطاً؟

- الجمهورية الإسلامية بادرت إلى عرض ما لا يحلم به لبنان في ما يتعلق بتعزير قدراته العسكرية والدفاعية في مواجهة العدو الإسرائيلي؛ لبنان الرسمي قد يكون له اعتبارات، ليست مقبولة أحياناً عند فريق كبير من اللبنانيين، المشكلة أننا نعيش مرحلة اللاتوازن في موقع ودور لبنان، فحتى بعض الدول العربية التي ساعدت مشكورة مؤسسة الجيش بالمعدات، كانت المعدات لا تصل إلى ما نصبو إليه من قدرة. وهذا موضوع مرتبط بعلاقات هذه الدول بالولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والمحاذير التي تضعها هذه الدول. هناك موقف لبناني متأرجح في حسم الخيارات، وأنا لا أدعو إلى تصنيف لبنان ضمن محاور، ولكن في ما يتعلق بتعزيز قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا وتعزيز مؤسسة الجيش، فهذا موضوع يجب ألا يتوقف عليه أحد بل أن يتجاوز الخطوط الكبرى المرسومة من بعض الدول الكبرى.

> لماذا استبق الرئيس بري موقف الحكومة اللبنانية في ما خص فرض العقوبات على إيران؟

- بالنسبة إلينا كحركة لها ارتباطاتها مع الناس، نحن مع رفض العقوبات بالمطلق لا الامتناع. والموقف الرسمي يصدر عن مجلس الوزراء.

> وهكذا تكونون قد سجلتم موقفاً!

- نحن ضد أن تُفرض إجراءات عقابية على إيران.

> لكنكم بهذه الطريقة تخرجون عن البيان الوزاري الذي يضع لبنان ضمن المجموعة العربية!

- قد يكون هذا مخرجاً للبنان، ولكن حينما تعود إلى طريقة التعاطي الدولي مع الملف الإيراني، تجد أن إيران تقول سياسة وشرعاً وممارسة إنها ضد امتلاك سلاح نووي عسكري، في وقت يسلط العالم أضواءه على الملف الإيراني وينسى إسرائىل ومفاعلها في ديمونا وما تمتلكه منذ أكثر من نصف قرن من ترسانة نووية تدميرية. لماذا التركيز على إيران خصوصاً أنها وقّعت اتفاقاً مع تركيا والبرازيل، ولماذا الانحياز؟ من هنا على المجموعة العربية أن تكون منسجمة مع الحديث القائل بضرورة جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي. أين الضغط الذي مارسه العرب لكي نصل إلى هذه النتيجة. موقف (أمل) مبدئي لكنه يلتزم بقرار الحكومة.

> الرئيس بري يرى »أن التصويت بأقل من موقف تركيا على العقوبات ضد إيران هو دعم لإسرائىل«. تركيا صوتت ضد العقوبات ولبنان امتنع؛ فهل هذا يعني أن لبنان داعم لإسرائيل؟

- حين يقول الرئيس بري هكذا كلام فهو يتحدث عن نبض الشارع العربي. وحين تتقدم تركيا على العرب في مواقفها إزاء العدوان الإسرائىلي، وحين تتخد تركيا هذه المواقف الداعمة لفلسطين فليس على العرب ولبنان أن يكونا خارج هذا الموقف أو بعيدين عنه.

> إذاً، ما الذي حصل اليوم؟

- ما حصل هو تراجع عن موقف، على العرب أن يكون السبّاَقين إلى اتخاذه خصوصاً بالنسبة إلى الجمهورية الإيرانية، البلد الجار للدول العربية والصديق والداعم لقضية العرب الأولى، فلسطين. أولى بالعرب أن يكونوا مع أنفسهم.

 

مؤسسو «التيار الوطني الحر» لا يندمون.. و«جنرالهم» دفنوه في باريس

المستقبل 2008/11/14

أيمن شروف وعبد السلام موسى

عون لم يتغير بل أدركوا حقيقته.. فخرجت الرهينة عن طوع خاطفها مؤسسو «التيار الوطني الحر» باتوا خارجه بملء إراداتهم، لم يغرهم «التيار العوني» الجديد، ولا «جنرالهم الباريسي» العائد الى لبنان بزخم «صفقة سورية»، اكتشفوها لاحقاً، ضاعوا كما يقولون، بين «مهندس التحرير» و»قائد الجيش» الطامح دوماً ليكون رئيساً للجمهورية، ضاعوا في «أحلام» و»أوهام» انسان غامض، داس على نضال 17 عاماً من أجل استقلال لبنان وسيادته، وصعد على أكتافهم الى عالم السياسة، فاحتكرها لنفسه، ولصهره وزير الاتصالات جبران باسيل، وللمقربين في تكتل «التغيير والاصلاح»، الذي تفوح منه رائحة «الفضائح».

مشكلتهم مع ميشال عون، انه «باع القضية، وتمرد على ضميره ووجدانه، وبات يقاس بالمال». يعتبرون انه «خان لبنان»، ويستغربون كيف تحول «منقذهم» الذي كانوا يرونه «خشبة الخلاص»، الى «مجرد أداة يحركها «حزب الله» ومن خلفه السوري والايراني كيفما يشاء، ومجرد غطاء مسيحي لسلاح غير شرعي لا يخدم لبنان أولاً، بل إيران وسوريا، ويبرر (قائد الجيش سابقاً) اغتيال ضابط طيار تجرأ على التحليق في هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني فوق مناطق محظورة من دون أن يأخذ إذناً؟».

لم يتغير العماد عون بنظرهم، بل زالت الغشاوة عن عيونهم، فرأوا الجنرال على حقيقته، رجلاً لا يزال يلعب دور العسكري الآمر الناهي، ويحيط نفسه بمجموعة من الضباط المتقاعدين الذين يوصلون اليه الاخبار المخابراتية حتى عن اعضاء التيار أنفسهم.

انتهى «الزمن الابيض»، و»التيار العوني» بنظرهم متجه الى الانحلال، وخسارتهم مواقعهم في النقابات، التي كانت تشكل نقطة الثقل في الوجود السياسي للتيار، وخسارتهم في الجامعات، خير دليل على التحول الكبير في المزاج المسيحي..

يقسم «صقور» التيار سابقاً، القاعدة العونية الى 3 فئات: الفئة الأولى، تنتظر انتخابات الـ2009 لدخول المجلس النيابي «كي لا يذهب عمرهم في خدمة عون وحاشيته هدراً»، واذا لم تحصل على هذا «الشرف» ستترك التيار، و»على عون السلام». والفئة الثانية تستفيد من وجودها في «التيار العوني» مادياً من «المال النظيف والطاهر»، ومن مصلحتها البقاء بغض النظر عن المشروع السياسي الذي يمثلونه، «فهؤلاء طارئون على الحياة السياسية، ومروا على النضال مرور الكرام، ويفاخر عون في أحد مجالسه حين يضرب المثل بصهره الذي «كان يعمل ويجمع الاموال، فيما كنتم (قياديو التيار) ترفعون الشعارات وتتظاهرون...! أما الفئة الثالثة التي لا تزال تؤمن بمبادئ «تيار أيام زمان»، وتشكل القاعدة الاساسية، فهي في مسار انحداري، طالما توقن يوماً بعد يوم، أن الناطق الرسمي باسم المسيحيين في لبنان والشرق ميشال عون ذاهب بهم الى الهاوية.

ليسوا نادمين على «نضال» من أجل لبنان، يفاخرون بأنهم أول من قاوم «الاحتلال السوري»، ويكفيهم شرفاً انهم «صنعوا» المرحلة البيضاء لـ»التيار الوطني الحر»، والأهم انهم خرجوا من «الحالة العونية»، التي باتت تتسم بالشمولية، وتؤله «القائد المفدى»، الى حالة وطنية جامعة، تحفظ لهم ولتاريخهم أنهم كانوا ولا يزالون صقوراً في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله.

 

بين هذه السطور، يروي بسام خضر الآغا، وعبد الله خوري، وايلي محفوض، حكايتهم مع «الجنرال»، ولو كانت التجربة «غنية» جداً، ويلزمها صفحات وصفحات لتسليط الضوء على واقع مفاده أن رجلاً كان ولا يزال، يرى لبنان واللبنانيين وسيلة للوصول الى كرسي في قصر بعبدا، لم يصله، ولن يصله.

[الآغا.. «الخيانة بتهد رجال»

بسام خضر الآغا، مسلم سني خاض مع «الجنرال» معركة الاستقلال منذ 17 عاماً، حينها لم يكن «التيار الوطني الحر» قد تأسس. يقول: «كنا مجموعة عونية تعد على الاصابع، تتعرض للاعتقالات دائما، في سجون وزارة الدفاع والبوريفاج، ولكن واصلنا نضالنا دفاعاً عن القضية، وكنا نرى ميشال عون بمثابة المنقذ أو المخلص.. للأسف كان يخدعنا».

أين القضية اليوم؟.. يجيب: «لا تزال القضية أمانة في أعناقنا، فالاستقلال ليس ناجزاً بعد، ولا أزال مقاوماً من اجل مبادئي، وليس من أجل ميشال عون، الذي باع القضية، وتمرد على ضميره ووجدانه، وبات يقاس بالمال، ميشال عون خان لبنان». وتعقيباً على الخيانة، يلفت الآغا الى انه حين قدم استقالته، ختمها بعبارة لطالما كان يرددها «الجنرال» الذي «مات في باريس»، على مسامعنا، وتقول: «يا جنرال.. الخيانة بتهد رجال.. وبتمحي الابطال».

الآغا أحد مؤسسي «التيار الوطني الحر»، وكان عضو هيئته السياسية العليا قبل استقالته، ينعى «جنرال باريس» الذي «طلع على كتافنا»، وتحول الى «النائب ميشال عون في لبنان، والى مخبر صغير لدى سوريا وإيران، مخبر سيئ، لن نسامحه، مهما عظم شأنه، واشتد عظمه، سنحاسبه هو والزمرة التي تحيط به».

[الانسان الغامض

يصف عون بـ»الانسان الغامض في علاقاته غير المنظورة»، ويضيف: «اكتشفنا خداعه بعد أن جمعنا المعلومات منذ استقالتنا واطلعنا على محاضر الجلسات السرية، بات مؤكداً أن قصة عون ليست جديدة، بل قديمة جداً، ومن يقرأ مذكرات محسن دلول، والبير منصور، يتيقن تماماً من ارتباط عون بالسوريين منذ العام 1989، حين كان قائداً للجيش، فهو أعلن حرب «الالغاء والتحرير» بطلب وقرار سوري، بهدف القضاء على «القوات اللبنانية»، وكي يقطف الوعد السوري بالوصول الى رئاسة الجمهورية، لكن السوريين عندما عرفوا انه موتور وغير طبيعي، أبلغوا دلول أنهم لا يريدون عون رئيساً للجمهورية».

يستذكر الآغا ما كان يقوله عون عن «حزب الله»، وولد لديه حقداً وكرهاً لهذا الحزب، ويقول «كان ينعته دائماً بالارهاب، ويردد أنه لا يقبل بأي سلاح ميليشياوي ... ولكنه تغير بسبب المال، لم أكن اتوقع ان يكون ثمن ميشال عون مالاً، يحدد حركته السياسية، ويمنعه من التعاون مع الخط السيادي والاستقلالي». ويعتبر «ان التحالف الرباعي كان بدعة لاستنهاض المسيحيين خلف عون، وكان خدعة مفبركة لتعويمه مسيحياً».

في هذا السياق، يوضح «أن «حزب الله» لا يقبض ميشال عون، لأن مشروعه ليس لبنان، لكنه أحكم السيطرة على تياره، الذي يشهد حالات تمرد واسعة». ويكشف من دون ذكر اسماء «ان أحد المنسقين في التيار الوطني الحر يقول في مجالسه الخاصة، انه لا يكترث لقرار العماد عون بترشيحه الى الانتخابات أم لا، لأن «حزب الله» ضامن لترشيحي»، ويعلق ساخراً «شوف وين صار التيار».

[انحدار .. وكرامة !

لا يتخيل أن «الجنرال» أصبح بمستوى ناصر قنديل، أو وئام وهاب.. ، ويروي ما حصل معه في انتخابات العام 2005، «حينها رشحني عون في قضاء المنية ـ الضنية، لأقف بوجه النائب أحمد فتفت، وكنت مرشح «التيار الوطني الحر» الوحيد في تلك المنطقة، ولكن نتيجة ظروف سياسية، ودخول المال على الخط، قبض ثمن ترشيحي مبلغاً كبيراً، وطلب مني الانسحاب، لكن انسحابي لم يرق لمرشح كان على اللائحة التي سأخوض المعركة الانتخابية من خلالها، فتحدث الى النائب السابق وجيه البعريني، الذي قال لي ان اتصالاً من العماد عون يعيدني الى اللائحة، فاتصلت به، وفاتحته بالموضوع، فقال لي» يا بسام هل تقبل ان أتصل برجال مافيا وتهريب ومخابرات من أجل موضوع كهذا؟»، كرامته لم تسمح له بذلك، فوافقته الرأي، وإذ بي أرى في أيام لاحقة البعريني في الرابية يشيد بميشال عون»!!.

لا يستغرب الآغا التحريض المستمر لميشال عون ضد «تيار المستقبل»، ويقول:» كان عون حاقداً على الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل اغتياله، كان يقول لنا دائماً ان الحريري حبل مشنقة حول رقبتنا، اقطعوه قبل أن يقطعكم، واعتقد أن لجنة التحقيق الدولية يجب أن تدقق في الخلفية السياسية لهذا الكلام».

يسأل «هل تتخيل ان عون ذاهب الى سوريا؟ هل هو ذاهب ليكسر رأس حافظ الاسد كما كان يقول دائما؟ وهو الذي قال في محاضرة في جامعة فرساي في العام 2002، ان النظام السوري هو العراب الاول للارهاب في المنطقة والعالم، فما الذي تغير يا ترى؟!».

باختصار شديد، يرى الآغا «أن عون ذاهب بمن تبقى معه من المسيحيين الى الهاوية»، ويختم كلامه بالاشارة الى انه لا يشعر بالندم، بل يعتز بتجربته من أجل استقلال بلده، ويفخر بأنه جعل طرابلس «نظيفة» من «التيار الوطني الحر»، بعد انقلاب عون على المبادئ والاسس.

[خوري .. من تيار «حر» الى «عوني»!

عضو الهيئة التنفيذية في «التيار الوطني الحر»، ومسؤول التعبئة العام السابق عبد الله خوري، كتب في أكثر من مناسبة عن الفارق بين «التيار الحر» و»التيار العوني» الحالي، «فالنهج لم يعد كما كان والهدف الذي من أجله بدأنا النضال انتهى».

حين بدأ في العام 1988 العمل السياسي والنضالي، يومها «كان الخطاب السياسي هو الذي شكل لدينا القناعة في خوض المعركة من أجل استقلال لبنان».. يقول: «جيّرنا كل جوارحنا وامكاناتنا للعماد، ورغم الحروب التي خضناها والمعاناة والخسائر التي تكبدناها، الا أننا كنا نعيش الزمن الابيض».

العام 2003 كان بالنسبة الى خوري، تاريخ انتهاء ذلك «الزمن الابيض»، حين بدأ العماد عون اتصالاته بالنظام السوري، والتي توجها بعودته الى بيروت، ولعل مواقفه اليوم هي اضاءة على الماضي القريب، وعندما يتذكر «الهدف الذي من أجله أسسنا التيار، أدرك تماماً ان المرحلة لم تعد بيضاء، فكيف لنا ان نسدل الستار على تاريخنا ونضالنا ودماء شهدائنا ونصفح عن النظام السوري كما يفعل العماد عون اليوم؟»..

ببساطة «لم يعد هناك تيار وطني حر»، هناك «تيار عوني» لا يربط بينه وبين التيار الوطني الحر اي رابط»، بحسب خوري، الذي لا يزال يعتبر نفسه في جذور التيار «فطالما الامور لا تزال قائمة على التسويات، وطالما السوري لم يتركنا حتى اليوم، تارة يتدخل في شؤوننا، وتارة أخرى يعطل البلد، وطوراً يزرع الرعب والارهاب، لهذه الاسباب واكثر وثيقة التيار لا تزال قائمة».

[حين يصبح الخلاف على «العقيدة»

يروي خوري انه «في العام 2003 ظهرت مشكلة تنظيمية في عمل التيار نتيجة لاتساعه، فطلبت من العماد عون ان نقوم بعملية تنظيم واسعة، في بادئ الامر وافق، لنفاجآ بعد ذلك انه أوكل المهمة الى أقاربه، الذين هم دون سواهم في العمل السياسي وفي النضال، رفضت هذا الامر لأننا حالة وطنية ولسنا تجمعاً عائلياً، لنكتشف بعدها انه يتصل بالنظام السوري»، حينها لم يعد الخلاف على تنظيم، بل اكثر من ذلك، تحول الى خلاف عقائدي. عندها قرر خوري فك ارتباطه بالتيار العوني، والبقاء في النضال الذي من اجله وجد «التيار الوطني الحر».

يقسم مسؤول التعبئة السابق التيار اليوم الى 3 فئات: «الأولى انتظارية، تنتظر انتخابات الـ2009 للحصول على مقعد نيابي، واذا لم تحصل على هذا الشرف ستترك التيار، والثانية مصلحية بحت، تستفيد من وجودها في التيار العوني مادياً ومن مصلحتها البقاء بغض النظر عن المشروع السياسي الذي يمثلونه، والثالثة وطنية لا تزال تؤمن بمواقف التيار، وهذه الفئة التي تشكل القاعدة الاساسية للتيار هي في مسار انحداري».

[مرحلة بيضاء ألغاها عون بـ»اتصال»

خوري منفرداً، لا يستطيع المواجهة، ولكنه مع الرفاق الذين عاش معهم الايام البيضاء في التيار واجهوا لوائح العماد عون في انتخابات 2005، وفي الانتخابات الفرعية في المتن في العام 2007، دعموا الرئيس امين الجميل، وجهدوا لتجيير اكبر عدد من الاصوات لمصلحته، على الرغم من ان المرشح المنافس للرئيس الجميل هو ابن عم خوري .. «وعلى الرغم من هذا دعمنا الرئيس الجميل لأن المعركة، ليست مع اشخاص بل مع النهج المنحرف للعماد عون».

بنظره، «التيار العوني» متجه الى الانحلال والسنوات الاخيرة خير دليل على ذلك، خسروا مواقعهم في النقابات التي كانت تشكل نقطة الثقل في الوجود السياسي للتيار، وها هم اليوم يخسرون في الجامعات، وما ذلك الا دليل على التحول الكبير في المزاج المسيحي.. الذي يشكل نواة التيار على الرغم من ادعاءاتهم سعة التمثيل وعدم اقتصاره على الشارع المسيحي الذي يشكل الواقع الكياني للتيار، في حين أن أسهم «القوات اللبنانية» تصاعدية.

يتألم لما حصل في العام 1990، اي الحروب التي خاضها مع التيار، وهو اليوم ليس مع سمير جعجع، ولكن يؤيد طروحاته التي هي الطروحات نفسها لـ»التيار الوطني الحر» في مرحلته البيضاء.

من 13 تشرين العام 1990 في الساعة الـ7:15 صباحاً الى العام 2004 تاريخ ظهور الخلاف العقائدي مع طروحات زعيم التيار.. مرحلة ناصعة البياض ألغاها العماد عون باتصال مع النظام السوري.

[محفوض..»تيار من دون مشروع»

ما يعزي رئيس «حركة التغيير» ايلي محفوض، الذي كان في يوم من الايام من مؤسسي «التيار الوطني الحر»، أن «هناك اليوم من يجعل الشباب المندفع نحو الحالة العونية واعياً، ويجعلهم يعودون الى رشدهم، ولديهم اليوم فرصة افضل من التي كانت لدينا». ويشبه هؤلاء الذين لا يزالون يصرون على الاستمرار في النهج العوني بـ»الرهينة، التي حين يفرج عنها تبقى متعلقة بالخاطف، وهي حالة نفسية بسيكولوجية».

بنظر محفوض «ان «التيار العوني» اليوم عاجز عن تقديم مشروع سياسي، بل بالاحرى لا يملك مشروعاً سياسياً، ولا حتى كتاب مبادئ، واكبر دليل على ذلك انه ليس هناك من انتخابات داخل التيار، ومصيرها دوماً هو التأجيل، وبالتأكيد سيبقى الوضع على ما هو عليه، لأن العماد عون يدرك تماماً ان ليس من مصلحته اجراء انتخابات حزبية».

ولأن من كان ايام «النضال» يدرك تماماً معنى ان تكون في «التيار العوني» اليوم، بحسب محفوض، فهو ينكب «من تلقاء نفسه على توعية الذين لا يزالون يؤمنون بميشال عون كزعيم، من اجل اعادتهم الى رشدهم، فالحقيقة اصبحت دامغة، ولا أحد يستطيع انكارها، ولكن من هم عونيون، جدل بيزنطي ان تتواصل معهم لأنهم متعلقون بشخص ميشال عون.. اما الباقون فهم المقربون من عون، والذين نتفهم مصلحتهم الشخصية في الترشح الى الانتخابات، فضلاً عن طموحهم في تبوؤ المراكز في ادارات الدولة والتي وعدهم بها منذ سنوات».

[نضالنا لن يشوّه

ينقل محفوض عن احد الوزراء التابعين لميشال عون قوله «اريد ان اكون وزيراً، واذا تركت العماد عون لن تستطيعوا إيصالي الى الوزارة»، هذا مثال على الحالة التي وصل اليها التيار في الآونة الاخيرة. «ونحن (والكلام لمحفوض) الذين اعتقلنا عشرات المرات، وصدرت بحقنا الاحكام العسكرية والقضائية، لن نسمح للجنرال المغتصب نضالنا، ان يشوه تاريخنا الناصع».

واكثر من ذلك يروي محفوض «أن العماد عون وفي احدى الجلسات مع قياديي التيار الذين كانوا يعانون من ضيق مادي توجه اليهم بالقول وبالحرف الواحد «ماذا افعل لكم؟ عندما كنتم ترفعون الشعارات وتتظاهرون، كان جبران باسيل يعمل ويجمع الاموال».

الايام المقبلة ستشهد «فرط حبات العنقود»، يقول محفوض، «إن ما يحدث في التيار ليس مجرد تبديلات داخلية كما يدعون، فليس هناك من نظام داخلي كي يكون هناك تبديلات، واكثر من ذلك هم ينتقدون الحزب الواحد والاقطاعي، ويتصرفون بهذا المنطق، وها هو رئيسهم اليوم يملك القرار الاول والاخير».

[الآمر الناهي

«العماد عون لم يتغير بل نحن من أدرك حقيقته، لا يزال يلعب دور العسكري الآمر الناهي، ويحيط نفسه بمجموعة من الضباط المتقاعدين الذين يوصلون اليه الاخبار المخابراتية حتى عن اعضاء التيار أنفسهم»، يقول محفوض، ويؤكد «أن أكثر ما لا يدركه العماد عون هو العمل السياسي الحضاري».

ويتابع أنه مهما حدث سيسجل التاريخ له ولرفاقه انهم «كانوا من مطلقي الحركة الثورية التي قاومت الاحتلال السوري، وعلى الرغم من اننا كنا مخدوعين بشخص ميشال عون، ولكننا اصحاب مبادئ بعكس اولئك الذين كانوا يعلمون ان عون يتواصل مع جميل السيد منذ العام 1993 وبقوا متكتمين».

يختم محفوض حديثه برواية لم تكن تعني الكثير حينها، ولكن اليوم تعكس حقيقة ميشال عون «ففي عز الوجود الامني السوري كنا نجتمع في مطعم القلعة في المنصورية على مقربة من مركز المخابرات السوري آنذاك، كنا نعتبر اننا نقوم بانجاز ونتحدى الاحتلال، اليوم نتساءل او بالاحرى أنا شبه متأكد انهم كانوا يعلمون بكل تحركاتنا».