المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 29 تموز/10

إنجيل القدّيس متّى23/23-26

أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ والشُّومَارِ والكَمُّون، وقَدْ أَهْمَلْتُم أَهَمَّ مَا في التَّورَاة، أَيِ العَدْلَ والرَّحْمَةَ والأَمَانَة. وكَانَ عَلَيكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ ولا تُهْمِلُوا تِلْكَ. أَيُّهَا القَادَةُ العُمْيَان! إِنَّكُم تُصَفُّونَ المَاءَ مِنَ البَعُوضَة، ولكِنَّكُم تَبْلَعُونَ الجَمَل! أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ والإِنَاء، ودَاخِلُهُمَا مَمْلُوءٌ بِمَا كَسِبْتُم بِالنَّهْبِ والطَّمَع. يَا فَرِّيسِيًّا أَعْمَى! طَهِّرْ دَاخِلَ الكَأْسِ أَوَّلاً، لِيَصِيْرَ خَارِجُهَا أَيْضًا طَاهِرًا.

 

المفاجآت ستكون أكبر على "حزب الله" وسورية 

حملة نصر الله على المحكمة الدولية قربت موعد صدور القرار الظني

 لندن- كتب حميد غريافي: السياسة

يبدو ان الحملة الدراماتيكية الاستباقية, التي شنها امين عام "حزب الله" حسن نصر الله على المحكمة الدولية واصدار حكمه هو عليها بأنها مشروع اسرائيلي ضد الحزب قد اعطت نتائج عكسية اذ ذكرت اوساط في مقر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في نيويورك امس ان هذه الحملة قد تكون قربت موعد صدور القرار الظني الى اواخر اغسطس او مطلع سبتمبر المقبلين بضغوط على اعضاء مجلس الامن الدولي دائمي العضوية الخمسة على المدعي العام الدولي دانيال بلمار من اجل وضع حد نهائي للتكهنات وعمليات الرجم بالغيب وتشويه صورة هذا الاخير الذي وصفه احد حلفاء سورية في لبنان وئام وهاب اول من امس بانه "اسرائيلي" (قال المحكمة اسرائيلية والمدعي العام اسرائيلي) مكررا وصف نصر الله لها.

ونقل ديبلوماسي خليجي عن اوساط مون امس تأكيدها ان حملة نصر الله على المحكمة "موحى بها من طهران التي انبرت اول من امس لدعمه في رفضها جملة وتفصيلا متهمة الولايات المتحدة بانشائها للنيل من الجمهورية الاسلامية الايرانية وتشويه صورتها امام الشعوب الاسلامية خصوصا".

وقال الديبلوماسي ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن ان حزب الله قد يفاجأ من القرار الاتهامي بشكل اكبر من توقعاته الراهنة خصوصا لجهة مزاعمه بأن الاتهامات التي كانت ستوجه الى النظام السوري انتقلت الى اتهام عناصره وقيادييه هو بها من خلال صفقة عقدها سعد الحريري مع بشار الاسد مهد لها السعوديون, كما ان حسن نصرالله سيخيب ظنه ويصاب باحباط شديد لا يملك حياله اي شيء عندما ستصدر الاسماء والتهم بالوثائق والصور وهي تضم عددا من جماعته ومن اولئك المساهمين معه في الحملة على المحكمة الان.

واعرب الديبلوماسي الخليجي عن قناعته بان هناك قياديين اخرين في "حزب الله" و"حركة امل" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" وبعض التيارات الاصولية المتحالفة مع ايران وسورية داخل المخيمات الفلسطينية, سوف يجلبون الى المحكمة في لاهاي تباعا استنادا الى الشهود القدامى والجدد وان احدا من المتهمين لن يكون بمقدوره الهروب الى ما لا نهاية من الاعتقال والمحاكمة خصوصا اذا اعلن نصر الله عصيانه على تسليم جماعته كما قد تفعل سورية, اذ ان مثلي الرئيسين الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش والبوسني رادافان كاراديتش مازالا ماثلين للعيان بعدما اعتقلا بعد فرار استمر سنوات من استحقاق المحكمة الدولية وكذلك سيكون مصير الرئيس السوداني البشير مهما تهرب من الحكم الصادر بحقه.

ونقل الديبلوماسي عن مستشاري مون تأكيدهم المعلومات التي نشرت اخيرا عن ان احد الشهود الاساسيين يسلم بلمار قبل اسابيع قليلة اشرطة مكالمات هاتفية بين جميل السيد وعدد من رجال الاستخبارات السورية.

واكد الديبلوماسي ان رفض الامين العام لحزب الله تسليم اي متهم او "شاهد" الى محكمة رفيق الحريري سيجعله خارجا مع حزبه على القانون الدولي في نظر مجلس الامن صاحب قرار تشكيل المحكمة الدولية وبالتالي فان هذا المجلس قد يضطر لعقد جلسات خاصة يصدر خلالها تحت قوة البند السابع من قانون الامم المتحدة قرارات ضد "حزب الله" تشرع  مطاردة قادته والمطلوبين منه الى المحاكمة في اي مكان في العالم ما سيثبت عليه صفة الارهاب الدولية".

 

انتحار مسؤول نقابي سوري

دمشق - يو بي آي: انتحر رئيس الاتحاد المهني للصناعات النفطية في سورية عيسى الناعم, أمس, بإطلاق النار على رأسه من مسدس حربي, في ساحة المستشفى الوطني بمدينة حمص أمام المارة. ونقل موقع "عكس السير" الالكتروني عن شهود قولهم إنهم سمعوا صوت طلق ناري داخل سيارة سوداء خاصة, ورأوا شخصاً ينزل منها وبيده مسدس ورأسه مغطى بالدماء.

وأضافوا أنهم "سمعوا أصوات أشخاص كانوا يطلبون منه عدم إطلاق النار على نفسه, ولكنه وضع فوهة المسدس في أسفل رأسه وأطلق النار, وأن أطباء المستشفى حاولوا إسعافه, لكنه فارق الحياة بعد حوالي ساعتين". وكشف مصدر, فضل عدم الكشف عن اسمه, أنه "عثر على رسالة بحوزة المنتحر تفيد بأنه قام بتسليف مبلغ 5 ملايين ليرة سورية لأحد الأشخاص من خزينة الاتحاد, وأن الأخير رفض إعادة المبلغ الأمر الذي دفعه للانتحار".

 

خاص الأوبزرفر: النظام السوري وراء التسريبات التي تدين حزب الله في جريمة الحريري

 كشفت مصادر دبلوماسية لموقع بيروت أوبزرفر الإلكتروني أن النظام السوري هو من سرب إلى لجنة التحقيق الدولية في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري، معلومات خطيرة قد تدين عناصر من حزب الله في الجريمة وقالت المصادر أن هذه المعلومات من شأنها إدانة النظام الإيراني أيضاً نظراً لإرتباطه الوثيق مع حزب الله

وأضافت المصادر أن النظام السوري قرر أخيراً الكشف عن هذه المعلومات، التي تؤدي حكماً إلى فك إرتباطه مع إيران ورفع الغطاء عن حزب الله وذلك ثمناً لعودته مجدداً إلى مضمار المجتمع الدولي، إذ أنه وبحسب المصادر فإن إثبات تورط حزب الله في هذه الجريمة الكبيرة من شأنه أن يدق المسمار الأخير في نعشه ويعيد إلى الساحة مجدداً تنفيذ القرار 1559 الذي ينص على نزع السلاح من كافة الميليشيات في لبنان إلا أن المصادر لم تستبعد تورط النظام السوري أيضاً في الجريمة عن طريق بعض الضباط الذين تولوا الملف اللبناني الأمني في زمن الوصاية، كما شككت في إمكانية أن يأخذ مدعي عام المحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار هذه المعلومات على محمل الجد، لإدراكه أن النظام السوري قد يفعل أي شيء كي يبتعد عن دائرة الشبهات وينقذ رقبته من مقصلة المحكمة

 

سليمان التقى اوغاسابيان وسفير كندا

وطنية - 28/7/2010 - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع وزير الدولة جان اوغاسابيان للأوضاع الراهنة على الساحة الداخلية.

وزار القصر الجمهوري وزير الدولة للشؤون الخارجية في صربيا ميركو ستيفافيتش الذي سلم الى الرئيس سليمان رسالة خطية من نظيره الصربي بوريس تاديتش، تتعلق بطلب دعم لبنان كونه عضوا في مجلس الامن الدولي لعدم انفصال كوسوفو عن صربيا.

واستقبل رئيس الجمهورية السفير الكندي مارسيال باجيه مودعا لمناسبة انتهاء مهمته في بيروت. وتقديرا لدوره في تعزيز العلاقات الثنائية، منحه الرئيس سليمان درع رئاسة الجمهورية متمنيا له التوفيق في مهمته الجديدة.

 

صفير عرض مع زواره في الديمان التطورات المحلية

"ثورة الارز":فلتقر الحكومة بندا يتيح لها طلب تدخل مجلس الامن

وطنية - 28/7/2010 عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مع زواره، اليوم في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، التطورات الراهنة محليا واقليميا لا سيما قضية اللاجئين الفلسطينيين والمحكمة الدولية. واستقبل وفدا من "المجلس الوطني لثورة الأرز" برئاسة أمينه العام المهندس طوني نيسي، وضم المسؤول عن العلاقات الدولية الياس خليل والمسؤول عن الاعلام بسام ضو. وبعد اللقاء وزع الوفد بيانا جاء فيه: "1 - قدم الوفد مذكرة عن واقع الفلسطينيين في لبنان، وتتضمن الرفض الكلي اعطاء اللاجئين الفلسطينيين أي حقوق على الاراضي اللبنانية، ويعتبر "المجلس الوطني لثورة الارز" ان من واجب الدولة اللبنانية وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي العمل على اعادة هؤلاء الى اراضيهم عملا بالقرار 194، وان أي اجراء غير هذ يخدم مصلحة دولة اسرائيل، ويقضي على القضية الفلسطينية.

2 - بحث الوفد مع غبطته في الوضع العام في البلاد، وعبر عن خوفه من التعقيدات والعراقيل التي تواجه الحكومة اللبناينة التي تأتي من الاطراف المتمثلين داخلها. وتخوف الوفد من حوادث على غرار 7 أيار تزامنا مع صدور القرار الظني في قضية اغتيال الرئيس الحريري، واعرب عن قلقه من معاودة تقديم استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة، مع زملائهم في "التيار الوطني الحر"، وبالتالي تصبح الحكومة بحكم المستقبلية على قاعدة الثلث المعطل، لذا طالب الوفد غبطته بالعمل مع الخيرين على استباق الامر وضبط الامور، قبل استفحالها ووصولها الى الشارع، وطالب الوفد الحكومة بضبط الوضع السياسي العام في البلاد، واقرار بند على جدول اعمال الجلسة الوزارية يسمح لها الطلب من مجلس الامن التدخل تحت اطار الفصل السابع كي لا نقع في المحظور". وختم: "قدر الوفد دعم المجتمع الدولي للمؤسسات اللبنانية، اذ ثبت بشكل لا يقبل الالتباس ان المجتمع الدولي يهمه استقرار الوضع في لبنان، وبالتالي مهتم لمسألة قيام الدولة في لبنان وبسط سلطتها وسيادتها على كل اراضيها. وطلب من صاحب الغبطة، لما له من مكانة، مساعدة الحكومة اللبنانية لتوسيع علاقاتها الدولية وتوثيقها عبر اتفاقات وتعاون في كل المجالات بما يحفظ الحقوق اللبنانية، وبشكل تحترم هذه الحكومة هذه الاتفاقات وان تلتزم وتنفذ ما توقعه".

والتقى البطريرك صفير وفدا من مدرسة السلام الانطوني في زحلة فالمغترب توفيق بعقليني.

 

قمة لبنانية-سعودية-سورية" في بيروت وخطاب نصرالله" محط اختبار لمساعي التهدئة 

موقع 14 آذار/علم موقعنا من مصادر لبنانية مطلعة أن الرئيس السوري بشار الأسد سيصل الى بيروت قبل نهاية عطلة الأسبوع، حيث أكد مصدر لبناني رفيع المستوى أن زيارة الأسد ستتزامن مع زيارة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي بدأ جولة عربية من مصر، فسوريا وهي ستتكلل على الأرجح بقمة ثلاثية "سعودية-سورية-لبنانية" في بيروت.

هذا وأكدت المصادر لموقع "14 آذار" الإلكتروني، أن المساعي اللبنانية التي يقودها رئيسا الجمهورية ميشال سليمان والحكومة سعد الحريري ستتلاقى مع الجهود العربية التي تقودها السعودية وسوريا، إذ من المتوقع أن يتحول لبنان نهاية الأسبوع الى غرفة اتصالات لمتابعة الوضع اللبناني الدقيق منعاً من انزلاق لبنان الى المحظور او ملامسة حالة التأزم المطلق وبالتالي صار من المؤكد أننا ذاهبون الى تهدئة من غير المعلوم مدتها الزمنية وقد يكون خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم الثلثاء المقبل محط اختبار لهذه الهدنة المنتظرة.وبات شبه مؤكد أيضا وهو ما يندرج من ضمن ثمار اللقاء اللبناني العربي في بيروت أن الخشية من افق التدهور السريع مرورا بشل المؤسسات والحياية السيباسية وصولا الى اسقاط الحكومة، قد تأجل وان مؤقتاً. بغض النظر عن المساعي التي تبذل، فإن من المعلوم أن أحداً لن يتمكن من توقيف مسار المحكمة والأهم أن احداً لا يعلم بمضمون التقرير الظني للمحكمة الدولية قبل صدوره كما يحاول أن يروج له البعض.

 

الأمانة العامة لـ"14 آذار" ترى أن ما يثار من اعتراضات حول المحكمة ينبغي أن يُطرَح أمام المحكمة نفسها وفقا للآليات القانونية المعتمدة 

عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الدوري وأصدرت البيان التالي:

أولاً: توقفت الأمانة العامة أمام نجاح المؤتمر التأسيسي لتيار المستقبل واعتبرته نموذجا حضاريا من الممارسة الديمقراطية. كما أثنت على ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر وخاصة حول أهمية وحدة واستمرار 14 آذار التي انطلقت بانتفاضة شعبية إثرَ استشهاد الرئيس رفيق الحريري.

ثانياً: رحّبت الأمانة العامة بالخطوة الضرورية التي أعلنت عنها الدولة اللبنانية بإرسال وحدات عسكرية إلى جنوب الليطاني ، وهي تعتبر أن هذه الخطوة تأتي في إطار الإلتزام بقرارات الشرعية الدولية ولا سيما القرار 1701. كما نددت الأمانة العامة بالتهديدات الإسرائيلية للدولة والحكومة اللبنانيتين والتي من شأنها وضع لبنان مجددا في عين العاصفة الإقليمية.

ثالثاً: رحّبت الأمانة العامة لقوى 14 آذار بتضامن العرب مع استقرار لبنان بصفته جزءاً رئيساً من إستقرار المنطقة، وهي تعتبر أن وقوف الأخوة العرب إلى جانب لبنان هو موضع تقدير لدى كل الشرائح اللبنانية.

رابعاً: تُذكّر الأمانة العامة بأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي مطلب لبناني قدّمت قوى 14 آذار في سبيله العديد من التضحيات وهي تجدّد ثقتها الكاملة بهذه المحكمة. وترى الأمانة العامة أن ما يثار من اعتراضات حول هذه المحكمة ينبغي أن يُطرَح أمام المحكمة نفسها وفقا للآليات القانونية المعتمدة.

خامساً : تُعرب الأمانة العامة عن حزنها لغياب دولة الرئيس كامل الأسعد الذي كان رجلَ دولة مُلتزِماً بالدستور والسيادة الوطنية، وتتقدّم من اللبنانيين وأسرة الفقيد بأحرّ التعازي..

 

جرح عامل سوري في انفجار قنبلة في مرآب للسيارات في نقابة المهندسين

نهارنت/أُصيب عامل سوري في انفجار قنبلة عند الحادية عشرة من قبل ظهر الأربعاء في المرآب الخارجي للسيارات التابع لنقابة المهندسين في بئر حسن. افادت معلومات صحفية ان قنبلة يدوية وراء الانفجار والاضرار افتصرت على إصابة عامل سوري وتضرر 7 سيارات كانت مركونة في الموقف. وعلى الفور، حضرت الى المكان القوى الامنية والخبير العسكري للكشف على مكان الانفجار. واستنكر نقيب المهندسين بلال العلايلي الإنفجار. ورفض العلايلي في حديث لـ"أخبار المستقبل" التعليق على الموضوع، قائلاً: "لأننا لا نريد أن نستبق التحقيق ولنترك الموضوع إلى القوى الأمنية التي باشرت التحقيقات". وتعليقا صدرعن النقابة بيانا تلاه النقيب العلايلي في مؤتمر صحافي عقب الانفجار دانت فيه أي عمل يطال استقرار وأمن الجسم الهندسي والذي ينعكس سلبا على استقرار البلاد، تضع ما حصل في عهدة الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية، متمنية على الجميع وبالأخص على السادة السياسيين عدم أخذ هذا الحادث إلى أي ضفة من ضفاف السياسة الداخلية، وترك العمل الجاد للمختصين بأمن وسلامة المواطنين لأخذ الإجراءات اللازمة لمعرفة جميع الأسباب الكامنة وراء هذا الحادث المدان على جميع المستويات". وأفادت اذاعة "صوت لبنان" ان دوافع الانفجار شخصية، وكشفت انه اثناء انطلاق معقّب المعاملات ناصر موسى مهنا من المرآب بسيارته من نوع جيب هوندا انفجرت قنبلة يدوية دفاعية كانت موضوعة داخل كيس تحت احد اطارات الجيب العائد له.

وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان "القنبلة تايدوية انفجرت في موقف للسيارات يستخدمه موظفو النقابة في منطقة وطى المصيطبة من دون ان يؤدي ذلك الى وقوع اصابات بشرية". ونقلت الوكالة عينها عن شاهد عيان ان صوت انفجار القنبلة سمع من على بعد حوالى 100 متر من موقع التفجير "لكن حركة السير ظلت عادية، والاضرار المادية بدت محصورة ببعض السيارات" وياتي الحادث قبل يومين من وصول العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى بيروت.

 

درس عقد لقاء بين الأسد ونصرالله والحريري لمعالجة موضوع المحكمة

نهارنت/نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر سياسية مواكبة إشارتها إلى أن العديد من الأفكار طرح لتكريس التهدئة وإطلاق حوار جديد حول معالجة تداعيات صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية إذا كان سيتناول أفراداً من "حزب الله" ويتهمهم بالتورط في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. وذكرت هذه المصادر أن الأفكار أخذت تتوالى عند غير جهة من أجل إيجاد قنوات استثنائية لهذا الحوار، بالتزامن مع زيارة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بعد غد الجمعة، والتي تليها زيارة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني. أشارت مصادر سياسية اطلعت على بعض الأفكار المطروحة لمعالجة الخلاف حول موضوع المحكمة، في ظل تراجع حدة التجاذب نتيجة جهود سليمان وسوريا وقطر، الى أن "من بين هذه الأفكار أن يعقد اجتماع بين الرئيس السوري بشار الأسد ونصرالله والحريري، أو أن يرعى أحد الضيوف العرب الذين يتوقع زيارتهم لبنان مثل هذا اللقاء حيث تردد أن قطر أبدت استعدادها لذلك، إلا أن أياً من المصادر المعنية المتصلة بالفرقاء لم يؤكد هذه الأنباء"، حسب ما أفادت الصحيفة.

وأضافت إن "المصادر السياسية المطلعة على هذه الأفكار أشارت الى إن من طرحوا هذه الأفكار توقفوا عند قول نصرالله في كلمته الأخيرة الأحد الماضي أنه ليس مستعداً للجلوس مع أي كان على قاعدة أن ثمة من هو متهم منا ولإيجاد مخرج لذلك"، كموقف يحول دون ترتيب مثل هذا اللقاء. كن أوساطاً أخرى أكدت للصحيفة عينها أنه بغض النظر عن الأفكار المطروحة والمساعي العربية، فإن فكرة عقد اجتماع بين الحريري ونصرالله ومن دون حضور فريق ثالث مطروحة، خصوصاً أن الحريري ركز على الحوار والتهدئة في تصريحاته الأخيرة وأن جهات عدة نصحت نصرالله بتكثيف التواصل مع رئيس الحكومة لأن الحوار هو الذي يجنب لبنان الفتنة التي يحذر منها الحزب مهما كانت الاعتبارات. 

 

قمة عربية في بعبدا الجمعة لاحتواء الأزمة وتدارك الانفجار

نهارنت/أفادت صحيفة "النهار" ان التحضيرات في قصر بعبدا تأخذ في الاعتبار، اضافة الى استقبال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بعد غد الجمعة، كذلك استقبال الرئيس السوري بشار الاسد، اضافة الى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وقالت مصادر بارزة معنية بهذه التحضيرات إن شخصيات رسمية وقيادية ستكون بين المدعوين الى قصر بعبدا للمشاركة في استقبال الضيوف العرب. واكدت "ان الاهمية تكمن في ان العرب يلتقون في لبنان تداركاً لانفجار قد تطاول شظاياه المنطقة باعتبار ان الملف اللبناني هو الاكثر حماوة في هذه الفترة". ورأت انه من "باب الايجابيات ان تثار كل المسائل المتعلقة بالمحكمة قبل فوات الاوان، علماً ان التركيز هو على ايجاد مناخات التهدئة وليس على التدخل في عمل المحكمة، وإلا كان هو في ذاته تسييساً لعمل المحكمة". ورأت اوساط سياسية متابعة لزيارة العاهل السعودي لبيروت ان المهم في هذه الزيارة هو توقيتها، وخصوصاً بعد الحديث الذي يشغل لبنان ألا وهو الاختلاف على ما سيتضمنه القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وقالت الاوساط لصحيفة "النهار" إنه بعد الزيارة ستتضح امور كثيرة حيال مسار المحكمة والقرار الظني، متوقعة دخول العاهل السعودي وامير قطر في هذا الموضوع.

وكشفت مصادر سياسية متابعة لصحيفة "اللواء" أن زيارة الملك السعودي إلى بيروت ستستغرق ثلاث ساعات فقط وليس خمس ساعات كما تناقلت ذلك وسائل الإعلام ذاته سيلتقى الرؤساء الثلاثة في القصر الجمهوري الذي يتناول فيه الغداء بحضور حشد من القيادات السياسية التي ربما يلتقى البعض منها. وفي حين تردد انه ستتزامن زيارة الرئيس السوري بشار الاسد مع زيارة الملك عبدالله مع ترجيح ان يحضرا معاً من دمشق على متن طائرة واحدة، استبعدت مصادر سياسية مقرّبة من المعارضة السابقة في تصريح لصحيفة "اللواء" حصول الزيارة المشتركة للرجلين الى لبنان لاعتبارات واضحة جداً تتصل بأن الرئيس الأسد تلقى أكثر من دعوة رسمية من الرئيس سليمان لزيارة لبنان، وأن مثل هذه الزيارة سيكون لها مفعول ومردود إيجابي أكثر على لبنان بالدرجة الأولى خصوصاً في هذه الظروف.

واشارت المصادر عينها الى أن مواكبة الأسد للملك عبد الله في زيارته يوم الجمعة إحتمال ضعيف إلا إذا حصلت تطورات فوق العادة تستدعي ذلك، من أبرزها إشارات سعودية حاسمة بخصوص المحكمة الدولية والتأكيد على المرجعية السورية برعاية الوفاق اللبناني. وفي مفارقة ذكرت صحيفة "السفير" ان الاتصالات المكثفة التي جرت أمس الثلاثاء على أكثر من خط محلي وإقليمي حسمت الاتجاه نحو القمة الثلاثية، وبالتالي فإن الملك عبد الله والرئيس الاسد سيصلان معا الى بيروت ظهر الجمعة. وعُلم ان الملك عبد الله سيلتقي رؤساء الكتل النيابية، ومن بينهم رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد.

وذكر مسؤولون سعوديون ان الملك عبدالله سيجري محادثات مع الاسد في دمشق قبل ان يتوجه الى بيروت للقاء الرئيسين سليمان والحريري وزعماء سياسيين لبنانيين مؤيدين للغرب.

وقال ديبلوماسي عربي في الرياض إن زيارة العاهل السعودي لبيروت من شأنها ان توحي باستقرار الوضع هناك، واضاف: "انها لشجاعة منه ان يذهب الى هناك في غمرة التوتر السياسي، وهي تبيّن ان المملكة تتزعم ديبلوماسية اقليمية عربية تأخذ زمام المبادرة".

ومن المنتظر ان يستأثر الوضع في لبنان بجانب مهم من محادثات القمة المصرية – السعودية اليوم في اطار التشاور المستمر بين الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله.

وافادت وكالة "انباء الشرق الاوسط" المصرية ان مصر "تحرص على تحقيق الاستقرار في هذا البلد العربي الشقيق وعدم تعرضه لما قد يهدد السلم والامن هناك".

وجرى أمس الثلاثاء تأكيد لكون زيارة العاهل السعودي لبيروت لا علاقة لها بزيارة امير قطر التي كانت مقررة منذ اشهر، اذ سبق له ان تلقى دعوة رسمية من الرئيس سليمان، كما وجه اليه الدعوة ايضا الرئيس بري اكثر من مرة ليشارك في تسلم مفاتيح القرى التي شيدتها دولة قطر بعد عدوان تموز.

وافادت صحيفة "النهار" ان وفداً من الحرس الجمهوري والجهاز الامني الخاص بالامير تفقدا امس المناطق ومحطات زيارته للجنوب السبت المقبل وسيقيم له الرئيس بري مأدبة غداء في دارته بالمصيلح. ونقل عن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قوله: "انا حريص على التحدث الى الجنوبيين والتعرف الى اوضاعهم عن قرب"، في اشارة الى تفضيله اللقاءات الشعبية والابتعاد عن البروتوكولات.

وذكرت صحيفة "السفير" ان موفدين من الجهاز الامني لأمير قطر قاموا الثلاثاء ومراسم البروتوكول لديه وممثلون عن رئاسة الجمهورية بمسح للمناطق التي سيزورها في الجنوب.

وأبلغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان زواره ان زيارات قادة السعودية وسوريا وقطر المرتقبة الى لبنان من شأنها ان تساهم في معالجة التناقضات وتهدئة الجو، لكن هناك مسؤولية لبنانية ايضا في هذا المجال يجب ان يتحملها الجميع. وكلف رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل والقيادي في حركة "أمل" احمد بعلبكي مواكبة تنظيم الزيارة. وتلقى اتصالات من اتحادات البلديات في النبطية ومرجعيون وبنت جبيل من اجل اقامة "حواجز محبة شعبية" على الطرق التي سيمر بها امير قطر. وعلم ان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة هو الذي طلب تأجيل زيارته للبنان والتي تزامن موعدها مع زيارة العاهل السعودي، افساحا في المجال للملك عبدالله لانجاح زيارته لكن زيارة عاهل البحرين لا تزال قائمة وسيحدد موعدها لاحقاً.

 

جعجع: عون ينتقد قوى "14 آذار" في حين يتغاضى عن المظاهر العسكرية لقوى "8 آذار"  

كلّ شهود الزور سوريون وأكثريتهم الساحقة تعمل في أجهزة المخابرات السورية

وكالات/يس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع خلال دردشة اعلامية على ان لا شيء سياسي يسري على المحكمة الدولية بغض النظر عن كل ما يُثار من تكهنات، لافتاً الى ضرورة انتظار نتائج معادلة الـ "سين – سين" على صعيد لبنان والمنطقة ككلّ "ولكن معلوماتي تقول ان هذه المعادلة اعطت ما يجب اعطاءه وعلى الفرقاء اللبنانيين الالتزام بالهدوء والنظام الديمقراطي والسلم الأهلي باعتبار ان لا احد بإمكانه مساعدتهم".

ورداً على سؤال حول اثارة موضوع شهود الزور، أوضح جعجع ان الفريق الآخر هو "من يُثير هذا الموضوع منذ 5 أشهر"، مشيراً الى "ان هذه المسألة تحتاج الى مراجع قضائية وقاضي تحقيق لإثبات اذا ما كانوا شهود زور أم لا". وقال "ان الضباط الاربعة أخلي سبيلهم ليس لأنهم بريئون بل لعدم كفاية الدليل"، سائلاً "هل المتهم هو من يُصنّف شهود الزور؟".

وشدد على ان "كلّ شهود الزور هم سوريون والأكثرية الساحقة منهم تعمل في أجهزة المخابرات السورية بدءاً من هسام هسام وصولاً الى محمد زهير الصدّيق"، مشيراً الى ان "هؤلاء الشهود قد جلبهم البعض واقنعهم بالمال للإدلاء بشهاداتهم امام المحكمة ومن ثم يخرجون ليعقدوا مؤتمرات صحافية يُعلنون خلالها أنهم شهود زور، فهل تُصدَق مثل هذه الرواية؟"، مستنتجاً ان "المُرسل" هو الفريق الآخر من أجل ضعضعة التحقيق وبثّ اجواء غير سليمة".

واضاف "ان الشاهد هسام هسام موجود في سوريا فاذا كان بالفعل قد شهد زوراً على بلده ألا يجب ايقافه والتحقيق معه ولاسيما ان مكانه معروف، بل على العكس يُقيمون له مؤتمرات صحافية ليقول انا شاهد زور"، واصفاً هذه العملية بـ"مسرحية كبيرة" لا أنا ولا من يتناولها يستطيع الجزم بها".

واعتبر انه "لمعرفة وجود او عدم وجود شهود زور يجب انتظار وعدم استباق القرار الظني الذي يوضّح كل الملابسات"، سائلاً "ما أدراهم ان هؤلاء الشهود قد ضللوا التحقيق، وماذا اخذت المحكمة من اقوالهم في ظل سريّة التحقيقات؟". ورأى جعجع ان "مسألة الاستقالات من المحكمة الدولية ليست مؤشراً كافياً لتسييسها"، داعياً الى "وجوب انتظار القرار الظني للاطلاع عليه جميعاً، ولن نقبل بأي نظرية الا بالحكم الفعلي وفي حال تبيّن ان القرار الظني "خنفشاري" وغير مبني على وقائع وأدلة سنرفضهُ جميعاً"، مقترحاً على حزب الله الذي يُبشّر بمؤامرة فتنة جراء هذه المحكمة، ان يُنبّهنا منها وأن يدعونا الى الجلوس سوياً للبحث بهذا القرار".

ولفت الى ان "كل الفرضيات قد طُرحت ومنها فرضية اتهام اسرائيل ومسؤوليتها في الجريمة اذ ان القاضي براميرتس استغرق عاماً ونصف للتحقيق في كل الفرضيات".

وردّ جعجع على ما قاله النائب ميشال عون لجهة استدعائه الى التحقيق في حال كان نائباً عاماً بالقول "ان العماد عون كان بالأمس يعاني من ألم في رأسه"، مفنداً مواقفه السياسية التي استشهد بها عون مثل "المنطقة تمر في الربع الساعة الأخير ما قبل العاصفة"، "حزب الله يريد ان يحوّل لبنان الى ساحة حرب" فهذا رأيي السياسي والدليل ان الرئيس الايراني أحمدي نجاد صرّح مراراً بأن دولتين عربيتين جارتين ستتعرضان لحرب للضغط على ايران وهذا ما كنت أعلنهُ منذ البدء، أمِن أجل هذا يريد العماد عون محاكمتي؟".

وذكّر العماد عون بالاحتفال الذي أحياه الحزب السوري القومي والبعيد عنه بضع كيلومترات بحيث حصل استعراض عسكري، كذلك منذ اسبوع شهدنا استعراضاً عسكرياً ضمن احتفال لحزب الوزير السابق عبد الرحيم مراد، فلماذا لم يطلب الجنرال تحويلهم الى النيابة العامة؟"، مؤكداً "ان العماد عون يتجاهل اي شيء يتعلق بسوريا وحلفائها في لبنان بينما يستثيره كلّ ما له علاقة بمن لا يسير ضمن الركب السوري ".

وعن امكانية التمايز بين الموقفين السوري وحزب الله حول المحكمة الدولية، لم يرَ جعجع تمايزاً بين الموقفين في العمق "فالسوريون أذكى من الشباب في حزب الله اذ انهم يعلنون موقفهم بشكل لبق".

من جهة أخرى، عرض جعجع مع السفير المصري في لبنان أحمد البديوي في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمة للأوضاع المحلية والاقليمية وخصوصاً لقاء الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك اليوم في شرم الشيخ.

 

قاووق: اي اتهام لقادة أو كودار المقاومة هو أحد أشكال العدوان عليها

نهارنت

أكد مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن المقاومة تعتبر أن أي اتهام لقادتها وكوادرها هو احد أشكال العدوان عليها وهو اشد خطورة من قرار 5 أيار 2008، وهي ملتزمة بالدفاع عن انجازاتها وكرامة مقاوميها الى آخر حد وحتى النهاية، ولن تتساهل أمام أي محاولة تسلل لقرار ظني بحقها"، مشيراً إلى أن "هناك معبراً واحداً الزامياً وضرورياً للوصول للحقيقة والعدالة يبدأ بمحاكمة شهود الزور ومصنعيهم ومشغليهم وهم معروفون". واعتبر الشيخ قاووق في خلال احتفال أقامه "حزب الله" في بلدة جويا، "أن الذين فبركوا الأدلة وخططوا وهيأوا شهود الزور ظنوا وراهنوا وحسبوا خطأً أن بإمكانهم إيجاد مسافة بين المقاومة وسوريا وخاب ظنهم لأن العلاقة بين المقاومة وسوريا هي أعمق واصلب من أن تهتز بمناورات سياسية او بمحكمة دولية". شدد الشيخ قاووق على "إننا ماضون في مواجهة هذه المؤامرة بكل صلابة وعزم وإرادة واننا سنتعاطى مع أي قرار من المحكمة الدولية بحق المقاومة على أنه فبركة اسرائيلية - اميركية لتمريرها بتنفيذ ادوات دولية او محلية". قال "إن هذا المشروع الاسرائيلي سيعطي نتائج معاكسة بحيث لن يستطيع أحد النيل من مكانة المقاومة ولا من توهج انتصاراتها"، مؤكدا "أنه بالرغم من كل كيد هؤلاء ومناوراتهم ومؤامراتهم فإن المقاومة تزداد قوة ومكانة لدى شعبها وكل الشعوب العربية والإسلامية". 

 

الحاج حسن: المحكمة أميركية بكل ما للكلمة من معنى

نهارنت/جدد وزير الزراعة حسين الحاج حسن رفض "حزب الله" إتهام أي عنصر منه، وقال: "لا نقبل بذلك ابداً"، محذراً من أنَّ "اتهام اعضاء من "حزب الله" بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سيجرّ البلد إلى المشاكل وإلى حالة صعبة"، ومشدداً في الوقت نفسه على أنَّ "لا علاقة لحزب الله بجريمة اغتيال الحريري لا من قريب ولا من بعيد".

وفي حوار عبر تلفزيون "الجديد"، لفت الحاج حسن إلى أنَّ "رهانات البعض حول العلاقة بين سوريا و"حزب الله" خاطئة"، مذكّراً بتصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم التي قال فيها "إن اتهام حزب الله خطأ، وضد مصلحة سوريا، بالإضافة إلى تصريحات باقي المسؤولين السوريين، وكلّها تؤكد أنَّ العلاقة ممتازة بين سوريا وحزب الله".

واعتبر الحاج حسن أنَّ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي "محكمة اميركية بكل ما للكلمة من معنى على الرغم من الإدعاء بأنها دولية"، مستطرداً بالقول: "رأينا مسيرة هذه المحكمة من ديتليف ميليس الى سيراج براميرتس ودنيال بلمار". وأضاف: "لو كان حزب الله يملك أي معطيات حول عملية الإغتيال لما وفَرها". وشدد على أن "حزب الله ليس ضد مبدأ المحكمة، لكن المشكلة هي في المضمون، فالمحكمة لا يمكنها محاكمة شهود الزور، ولا يمكنها ان تنصف الأبرياء الذين ظلمتهم"، متسائلاً: "ما المطلوب اليوم، أن يجرّموننا ويحوّلون المقاومة الى قتلة وأن نقبل؟". وأضاف: "اقول (لرئيس مجلس الوزراء سعد) الحريري أن من مصلحته ومصلحتنا أن يبقى البلد مستقراً"، مشيراً إلى أنَّ "بعض تصريحات نواب "تيار المستقبل" تدلّ على انهم لا يزالون يشكون بوقوف سوريا وراء جريمة الاغتيال"، مؤكداً أنَّ "الحزب تبلغ بالقرار الظني بشكل رسمي، وهو يتهم عناصر من الحزب وليس الحزب، فليقلعوا عن مقولة أن القرار لم يصدر بعد ولينتظروا"، وسأل: "هل ننتظر صدور قرار ظني آخر، لنقول رأينا؟". و حول عقد لقاء بين الرئيس الحريري والامين العام للحزب السيد حسن نصر الله، قال الحاج حسن: "كل شيء له ظروفه"، موضحاً رداً على سؤال أنه لا يعرف كيف حصل اللقاء بين الرئيس الحريري والمعاون السياسي للأمين العام حسين خليل، أو "من طلب لقاء الآخر"، لكنه أكد أنَّ "التواصل لم ينقطع".

 

المقداد: المحكمة الدولية هي الجريمة الثانية بعد جريمة اغتيال الحريري

نهارنت/أوضح عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي المقداد أنه "لن يكون هناك قرار ظني بل قرار اتهامي، وهناك فرق كبير بين المصطلحين"، مشيراً إلى أن "حزب الله" يثير هذا الموضوع "خوفاً منه لأنه يرى في هذا القرار فتنة ما تحضر للبنان، ومن أجل ذلك يستبقه". لفت المقداد، في حديث الى تلفزيون الـ "nbn"، إلى "أننا لم نعوّل على كلام رئيس الأركان في الجيش الاسرائيلي غابي اشكنازي، فهو آخر واحد تكلم عن هذا القرار الظني، لكن كلامه تقاطع مع كلام قيل في مجالس خاصة، وللأسف مجالس لبنانية"، مؤكداً أن "عناصر المقاومة منزّهة عن أي شيء في هذا الموضوع"، وسأل: "من كان المستفيد من كل الأحداث التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومن كان الخاسر؟"، ولفت إلى أنَّ "المستفيد بالدرجة الأولى هو إسرائيل وأميركا".

وأضاف المقداد: "منذ اليوم الأول لاغتيال الرئيس رفيق الحرريري، كنا نخشى أن تكون هذه المحكمة مسيسة، وعرفنا منذ اللحظة الأولى أن هذ الاغتيال سيسبّب زلزالاً ليس فقط في لبنان بل في المنطقة ككل، وإن خسارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي خسارة لكل اللبنانيين، وللمقاومة بشكل خاص"، قائلاً: "نحن نعتبر أن أمام هذه الجريمة تُضاف جريمة ثانية ألا وهي المحكمة الدولية". وعن الزيارات العربية للبنان، أشار المقداد إلى أن "زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كانت مبرمجة منذ فترة، وكذلك تأجّلت زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بسبب زحمة الزيارات القائمة، وبالتالي نحن نعتبر أن هاتين الزيارتين ليس لهما أبعاد أو مؤشرات معيّنة"، ورحّب بـ"أي مسعى عربي لاحتواء أي مشكلة قد تحصل في لبنان بسبب ما ستحدث عنه القرار الإتهامي". شدد المقداد على أن "زيارات رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى دمشق هي لتمتين الحالة السياسية بين دولتين مستقلتين"، وأضاف "إن الأمور أصبحت تسير اليوم كما كان مقرراً أي أن هناك تمثيلاً ديبلوماسياً قائماً بين البلدين"، مضيفاً: "إن الكل يعرف أن لبنان لا يمكن أن يعيش مطمئناً ومرتاحاً من دون أن تكون سوريا كذلك، والعكس صحيح". وأكد أنَّه "عندما يتّفق اللبنانيون جميعاً ويعملون بالفعل وليس بالقول فقط، معتبرين أن اسرائيل هذه الدولة العنصرية، هي الدولة العدو الأساسية للبنان، عندئذ نستطيع أن نبني بلداً ونعيش فعلاً في ظلّ السلم الأهلي، واقعاً على الأرض وليس مجرّد شعارات". لدى سؤاله عن علاقة "حزب الله" مع الرئيس الحريري، أجاب المقداد: "نحن نحرص دائماً أن يكون لبنان، وخصوصاً في ظلّ عمل حكومة الوحدة الوطنية الحالية، أن يكون الوضع جيّداً ومستقراً، وأن تكون العلاقات بين الأطراف، وخصوصاً مع الرئيس الحريري، تصبّ في ما يضمن استقرار واعطاء طمأننية للشعب". 

 

وهاب يواصل الهجوم العنيف على المحكمة: اسرائيلية على رأسها محقق اسرائيلي وحقيقة الاغتيال لن تكشف

واصل الوزير السابق وئام وهاب الهجوم العنيف على المحكمة الدولية، معتبرا انها تساوي "هونيك شغلة" متهما اياها انها اسرائيلية على رأسها محقق اسرائيلي. وقال وهاب في حديث لـMTV انه لم يهادن المحكمة الدولية منذ البداية وقام بمهاجتمها فيما ان نصف فريق المعارضة "غائب عن الوعي" في هذا الاطار. وذكر وهاب ان "من في المحكمة قرطة كذابين" لا يملكون شيئا، مشيرا الى ان حزب الله سيفاجئهم بمعلوماته رويدا رويدا. وحذر وهاب من المحكمة تعمل ضد مصلحة لبنان ومن الوهم الاعتقاد ان جريمة اغتيال الحريري سيكشف مرتكبوها. وذكر وهاب انه "يخجل" من ان يقول لرئيس الحكومة سعد الحريري ان هناك توثيقا لما ناقشه مع الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بالنسبة للقرار الظني للمحكمة، مهاجما نواب كتلة المستقبل "الذين نعرف كيف يعاملون" كما قال.

 

فتفت: زيارات الحريري لاطفاء اي شعلة يمكن ان تؤدي الى فتنة في الداخل

نهارنت/اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت، ان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري "مصر على التواصل مع جميع القوى اللبنانية، ويعتقد ان الحلول يجب ان تخرج من رحم العلاقات اللبنانية - اللبنانية في الدرجة الاولى". وشدد فتفت في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" اليوم الأربعاء، على ان "لبنان يحظى دائما بالاهتمام الكامل من كل الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز".

وعلق، على زيارة الرئيس الحريري امس الى رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، فقال: "فرنجية زار الرئيس الحريري مرات عدة فكان من الطبيعي ان يقوم دولة الرئيس بهذه الزيارة اكان على الصعيد الشخصي او الرسمي". اضاف: "في جو التوترات الحاصلة، فان هذه الزيارات تأتي ضمن ما قاله دولة الرئيس سعد الحريري من انه لن يكون هناك فتنة وإنه سيبذل جهده لاطفاء اي شعلة ممكن ان تؤدي الى فتنة في الداخل اللبناني". وتابع: "النائب فرنجية لديه علاقات مهمة في الداخل اللبناني، واعتقد انها تصب في هذا المجال الساعي الى تفادي اي فتنة وإيجاد نوع من التفاهم اللبناني- اللبناني على اعتبار ان ما يجري بالتحديد على الساحة الداخلية او الساحة الخارجية يجب ان ينطلق من مصلحة وطنية مشتركة".

وبالنسبة للمقترحات التي تقدم بها الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، اوضح فتفت ان "التحقيق اللبناني اسقط منذ زمن طويل لأن القضاء اللبناني عجز خلال عقود عدة عن معالجة اي موضوع اغتيال سياسي في لبنان". وقال: "هناك محكمة ذات طابع دولي اخذت وقتها، وأصبحت جدية في المعنى الكامل، واذا كانت هناك مخارج قانونية لتحقيق لبناني لا يؤدي ابدا الى تعطيل المحكمة ذات الطابع الدولي واذا كانت هناك جدية في التعاطي في كشف الحقيقة، كان امام القضاء اللبناني امكانيات كبيرة في السابق ولكن في المبدأ نحن نرى ان الاولوية الآن بين الواقع في التعاطي مع المحكمة الدولية شيء ومحاولة ايجاد مخارج محلية شيء آخر".

 

الوزير عدنان حسين: ندرس اقتراح تشكيل لجنة وزارية تتولى متابعة ملف المحكمة الدولية

نهارنت/كشف وزير الدولة عدنان السيد حسين أن "هناك اقتراحاً بتشكيل لجنة وزارية تتولى متابعة ملف المحكمة الدولية يُدرس حالياً وسيعرض في جلسة مجلس الوزراء يوم الأربعاء المقبل" وأضاف: "من الضروري متابعة الملف بكل تفاصيله وأبعاده، خاصة أننا في صدد زيارات لملوك ورؤساء عرب، وبالتالي ستتاح لنا فرصة بحث التطورات الأمنية والسياسية في ضوء التهديد الإسرائيلي الدائم". أشار حسين في حدسث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن "ملف المحكمة الدولية سيطرح على طاولة الحوار في 19 آب المقبل في حال حظي طرحه بموافقة القادة المشاركين في الطاولة"، مشدداً على "أهمية هذا الملف وارتباطه المباشر بالاستراتيجية الدفاعية كونه يتصل بالأمن القومي ولأن الاستراتيجية الدفاعية لا تعني فقط التوصل لحالة معينة لمواجهة إسرائيل، إنما تشمل أيضاً مواجهة التهديدات الأمنية، والإرهاب والحفاظ على وحدة البلد". وقال حسين: "إن الحرص على أمن الوطن في هذه المرحلة من مسؤولية الأفرقاء كافة وليس "حزب الله" والرئيس الحريري فحسب، وكل ما نرجوه اعتماد العقلانية في الخطاب بعيدا عن التشنج والاتهامات والتخوين". وكشف حسين أن "من بين الطروحات لاحتواء الأزمة أن يصار إلى لقاء مباشر بين رئيس الحكومة سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وفي حال وقع أي خلاف بينهما يحتكمان إلى رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور وعلى سلامة البلاد".

 

الحريري ينفي استهداف المقاومة عقب لقاء "تمتين الصداقة" في بنشعي

نهارنت/أفادت صحيفة "السفير" أن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بنشعي كانت ايجابية، وكسرت الحواجز بين الرجلين على الصعيدين الشخصي والسياسي .وأكّدت الصحيفة وفق مصادر مطلعة أن الحريري أبدى انزعاجا من التسريبات المتعلقة بعمل المحكمة ومن رد الفعل عليها، وعدم التواصل معه، وقال: "لا مشكلة في المحكمة، نحن نريد حلا وليس تأزيم الوضع، وربما يكون هناك سوء تفاهم، لكن ليس هناك سوء نية. ونحن لا نسعى الى ضرب المقاومة، بل بالعكس نعتبر ان أي كلام اسرائيلي تهديدي انما يستهدف لبنان كله لا المقاومة فقط، لذلك يجب ان نتصدى له مجتمعين، ولا لزوم للتصعيد الاعلامي خصوصا اذا كان غير مبني على معطيات دقيقة". بدوره فرنجية تمنّى على الحريري ان يتخذ مواقف تاريخية تحمي البلد وتليق برجل الدولة، مشيرا الى ان القرار الظني الذي يُعد إنما يندرج في سياق المحاولة الأخيرة للقضاء على المقاومة الشريفة.

وتساءل فرنجية: "هل يجوز ان يصبح المقاومون الشرفاء الذين أمضوا أعمارهم في الخنادق دفاعا عن لبنان مجرد قتلة، لأن أصحاب المشروع المعادي يريدون ذلك. ولفت انتباه ضيفه الى انه يوجد خيط رفيع بين الحقيقة والمشروع التآمري" دائما ً بحسب السفير . وفيما أشارت صحيفة "النهار" بأن المحكمة لم تأخذ حيزا واسعاً من النقاش لأن غالبه تمحور على تمتين العلاقة والصداقة بين الطرفين، شدّدت مصادر لصحيفة "اللواء" ان اللقاء طوى صفحة الخلافات بين الرجلين نهائياً والى غير رجعة.

 

نصر الله بحث مع الرئيس عمر كرامي موضوع المحكمة الدولية

نهارنت/بحث الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله مع الرئيس عمر كرامي في مختلف التطورات على الساحة اللبنانية، وخصوصا موضوع المحكمة الدولية. رافق كرامي نجله فيصل. كما استقبل السيد نصر الله رئيس حزب "الاتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد، في حضور عضو المجلس السياسي الحاج محمود قماطي.

 

الحريري التقى حسين خليل ليل الثلاثاء ... ويلتقي عون قريباً

نهارنت/أفادت صحيفة "السفير" أن المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل التقى ليل أمس الثلاثاء، وعلى مدى نحو ساعتين، الرئيس سعد الحريري في منزله في بيروت بحضور مستشار رئيس الحكومة مصطفى ناصر، وتناول البحث مجمل التطورات العامة في لبنان والمنطقة.وأشارت مصادر متابعة إلى أن الجو كان ودياً وتفصيلياً، وأن قنوات التواصل بين الطرفين ستبقى مفتوحة من أجل تحصين الاستقرار السياسي. وتردد ان العماد ميشال عون سيزور الحريري خلال الايام القليلة المقبلة، ودائماً بحسب "السفير".

 

مسؤولون إسرائيليون: داود أوغلو طلب من لبنان وقف السفن إلى غزة

نهارنت/أفاد مسؤولون إسرائيليون أن تركيا تعمل على إقناع الحكومة اللبنانية بمنع إبحار سفن لبنانية إلى غزة لمحاولة كسر الحصار الإسرائيلي على القطاع.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين ان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، الذي زار دمشق الأسبوع الماضي، طلب من الحكومة اللبنانية منع إبحار الأسطول في إطار جهود أنقرة لتخفيف حدة التوتر مع إسرائيل. وأشار هؤلاء إلى ان ما وصفوه بالتغيير في سياسة تركيا نابع من فهمها أن الأزمة مع إسرائيل أضرّت بصورتها وألحقت أذى بعلاقاتها مع واشنطن وأوروبا. وادعت الصحيفة ان المسؤولين الأتراك قالوا في جلسات مغلقة في أنقرة انه منذ ان أدى "أسطول الحرية" إلى رفع جزئي للحصار الإسرائيلي عن غزة، لا داعي لإرسال مزيد من السفن إلى القطاع.

 

 زيارة الرئيس الايراني لبيروت ستكون قبل شهر رمضان

نهارنت/نقلت صحيفة "السفير" تأكيد مصادر رئاسية أن زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى بيروت ستتم قبل بداية شهر رمضان، موضحة ان اتصالات تجري بين السفارة الايرانية في بيروت والدوائر المعنية في القصر الجمهوري من أجل وضع الترتيبات النهائية للزيارة في الثلث الأول من آب المقبل.

 

فلتكن مراجعة حقيقية

إيلي فواز

لبنان الآن/لا يقع الاعلان عن مؤتمر صحفي او اطلالة تلفزيونية بدأت تكثر في الاونة الاخيرة للسيد حسن نصرلله من دون ضجة في البلد ومحيطه، ذالك ان "حزب الله" اصبح ذا نفوذ كبير تترتب من جراء افعاله واقواله تبعات على المنطقة كلها وشعوبها. ويكتسب "حزب الله" اهمية اقليمية لانه في عين العاصفة التي تضرب الشرق الاوسط، بعدما ظن كثيرون انها انكفأت مع رحيل الرئيس الاميركي جورج بوش، ويكتسب اهمية ايضا نظرا لقدرته القتالية التي تتفوق على كثير من جيوش المنطقة هو المدعوم من كل من ايران وسوريا بالمال والسلاح، ثم الامين العام للحزب شخصية تأسرك بأداء متميز من حيث البلاغة في الكلام ومن حيث الحضور الطاغي المتملك، الذي يعطي الفكرة التي يخوض بها نبرتها المطلوبة ونظرتها الموصوفة حتى يخال للمشاهد انه امام الحقيقة التي لا تقبل جدال.

ولكن قوة الاداء هذه، وان كانت ترضي وتطمئن مناصري الحزب والحلفاء فانها لا تنزع عن الحجة التي يستعملها "الامين على الدماء" كما يحب رهطه مناداته، صفة الضعف، او عن المنطق الذي يتبعه صفة التشتت والضياع.

ففي المؤتمر الصحفي الاخير الذي وصف بـ"الهام" بنى السيد حسن نصرالله، خطابه على معطى مجهول وهو القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مدعيا انه يعرف محتواه سلفا، إن من خلال تسريبات وتحاليل صحفية او من معلومات تجمعت لديه، بحيث يتهم عناصر في "حزب الله" باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وعلى الاساس هذا انطلق ليبرئ أولاً كلاً من "السوريين والضباط والرؤساء في لبنان وبعض النواب والوزراء خصوصاً ايام حكومة الرئيس عمر كرامي" من عملية الاغتيال.

وهو اعتبر القرار الظني، الذي لم يصدر بعد ولم يطلع على محتواه احد،  حكما مبرمًا ومنطلقا لمحاكمة حركة 14 آذار على اساس انها بنت كل حراكها السياسي على اتهام سوريا بعملية الاغتيال وبالتالي كادت ان تأخذ "البلد الى الهاوية". و ما بني على باطل هو باطل.

معذور السيد طبعا، ففي البلاد التي يتماهى معها، القضاء لا يعرف قرارا ظنيا، ولا اصولا للمحاكمات، ولا حتى حقا للمتهم في الدفاع عن نفسه، انما احكاما عرفية تطبق حكم الاعدام حتى قبل اعتلاء القضاة قوس المحكمة، نعم معذور السيد ففي البلاد التي يتحالف معها "أنت مدان حتى تثبت براءتك".

السيد وحرصا منه على "العدالة" كما يدعي، استنتج في عرض سريع للاحداث التي عصفت بلبنان ان قوى 14 آذار تتحمل وحدها وزر الأعوام الاربعة الماضية وصعابها، وكأنها وليدة اللحظة التي قتل فيها الرئيس الحريري، وليست ابدا وليدة تراكمات عهد الوصاية التي كانت سمته الظلم والتعسف و القمع.

السيد رأى ان تلك الانتفاضة الشعبية الكبيرة اتهمت سوريا "ظلما"، وهي "استعملت المنابر والاعلام والصحف والكتابات والمقابلات للسباب، والشتائم، والاتهامات وهتك قيادات سوريا، وقيادات لبنانية وعائلات واشخاص، وقوى سياسية، واحزاب وتيارات وعلماء دين"، واتهمها انها "في 4 سنوات عجاف لم يبق هجاء ولغة فيها شتم وسب وقدح وذم إلا واستخدمتها"، وهي اسقطت حكومة عمر كرامي بالتظاهرات (تصوروا)، وهي فرضت على البلد محكمة همها ان تنال من حصن المقاومة المنيع، وهي "تتحمل مسؤولية البيئة السياسية والشعبية والنفسية التي ادت الى قتل اعداد من العمال السوريين"، واستطرادا هنا من يتحمل مسؤولية البيئة السياسية والشعبية والنفسية التي ادت الى استشهاد الرئيس الحريري، وسائر شهداء ثورة الارز.؟

واين العدل في تلك القراءة او الحرص على الموضوعية، ومن ثم الحرص على السلم الاهلي ودرء الفتنة؟

والسؤال: من هي الجهة التي شتمت وهتكت اعراض الناس خلال الأعوام الأربعة الماضية وما تزال؟ من احتل وسط بيروت وحاصر مقر الحكومة وهدد باجتياحها وقلْع رئيسها بالقوة؟ من الذي اقفل مجلس النواب ومنع انتخاب رئيس للجمهورية؟ من الذي شتم رئيس حكومة لبنان وقال عنه انه "عبد مأمور"؟ ومن الذي قال غداة استشهاد جبران تويني انه لا يجوز كلما "مات كلب في لبنان ان تتهم سوريا"؟ وفي اي منطقة ترى وزعت الحلوى غداة استشهاده؟

ثم من الذي هلل طربا على شاشة معروفة الهوى لاستشهاد النائب وليد عيدو؟ ومن الذي رفع صور "حليف اليوم" وليد جنبلاط وبعض قادة 14 آذار على شكل حاخامات يهودية؟ من اخذ البلد الى المجهول في حرب تموز بعد ان كان وعد على طاولة الحوار اللبنانيين بصيف هادىء بينما كان يحضر لاختطاف جنديين اسرائليين، وعاد بعدها للاعتراف انه لو عرف هول الرد الاسرائيلي لما اقدم على هكذا مغامرة؟ ومن الذي رسم خطا احمر للجيش اللبناني في مواجهته لزمرة ارهابيين في نهر البارد؟

ومن قطع الطرق وأحرق الاطارات وسعى للانقلاب على الدولة في 23 كانون الثاني من العام 2007؟ ومن الذي اجتاح بيروت في "يوم مجيد" من 7 ايار وقتل ابناءها الآمنين وأحرق منابرها الاعلامية؟ ومن هو الذي يتهم اخصامه عند كل "طلعت ضو" بالعمالة والتصهين؟

مهما كان الحضور قويا ومهما كانت وسائل الاقناع مهمة لدى الامين العام لـ"حزب الله" فمن المستحيل تحريف الوقائع وتضليل الناس. نعم الكل يريد مع السيد نصرالله "مراجعة حقيقية" للمرحلة السابقة، والكل يريد أن تكون عندنا خاتمة لتلك المرحلة وأن نقول اننا دخلنا في مرحلة جديدة، ولكن للاسف مع كل اطلالة للسيد يخبو هذا الامل أكثر فأكثر لأن ما يريده هو تشويه صورة المحكمة الخاصة بلبنان ومحاكمة أخصامه السياسيين في 14 آذار من أجل إقصائهم من الحياة السياسية.

 

ماذا حقّقت إطلالات نصرالله وماذا يُنتظر أن تحقّق بعد ؟ 

ابراهيم بيرم

(النهار)، الاربعاء 28 تموز 2010

بعد انقضاء الاسبوع الثالث على اعلان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حربه الشرسة المتدرجة على القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان اعتقاداً منه انه انما أعدّ ليحاصر الحزب بتهمة الضلوع في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل نحو خمسة اعوام، ثمة اسئلة مفصلية تحتشد في الاوساط السياسية المعنية، وتنهض على الخطوط العريضة الآتية:

هل افضى هذا الدخول الصاخب للسيد نصرالله على المشهد السياسي المحلي والاقليمي الى تغيّر نوعي؟ وهل استطاع ايصال الرسائل التي انطوت عليها اطلالته المعلنة وغير المعلنة الى من يعنيهم الامر؟

وأبعد من ذلك، هل بدأ الاطراف المعنيون تلقف الهجمات، والشروع في اعادة حساباتهم ومواقفهم؟ أم ان كل هذا الفعل العالي النبرة لم يفتح في الواقع السياسي المرسوم أي أفق جديد، وتالياً فان ما كتب قد كتب، ويصعب محوه ويستحيل تغييره؟

تلك الاسئلة التي يندرج تحتها وتتناسل منها عشرات الاسئلة الفرعية، تبحث بإلحاح عن اجابات شافية ووافية لها يمكن من خلالها رسم معالم المشهد السياسي اللبناني في الفترة الراهنة وقابل الايام، ولا سيما ان موضوع المحكمة والقرار الظني الذي يمكن ان يصدر عنها قد أسرا الوضع اللبناني برمته.

والواضح ان لدى الفريقين المعنيين بالمسألة، اي من يرسل الرسائل النارية ومن يتلقاها، وجهتي نظر متباينتين، اذ لم يعد خافيا ان في الفريق الثاني، والمقصود به تيار "المستقبل" من يتعاطى مع الهجمات بأنفاس مضبوطة واعصاب مشدودة قدر الامكان، انطلاقا من جملة حسابات بعضها مؤجل وبعضها الآخر معجل. وليس جديدا القول ان في عداد هذا الفريق من يجد في "هجمات" السيد نصرالله، وان كانت "نارية"، علامات ارباك واشارات "ضعف" ووهن.

ويمضي هؤلاء في حساباتهم الضمنية الى أعمق من ذلك، في تقديمهم الدلائل والبراهين على ان الفرص امام حركة السيد نصرالله وهامش المناورات لحزبه قد ضاقت الى ابعد الحدود، اذ يقولون ما معناه إن الرجل لا يمكنه ان يمضي قدما في حملاته الاستباقية للتملص من موجبات القرار الظني الذي يحاصر بعض عناصر حزبه بتهمة الضلوع في الجريمة، لا سيما ان "جبهة" الحرب على اسرائيل قد سدت منافذها بفعل القرار 1701 ووجود ما لا يقل عن 13 الف جندي اممي في منطقة جنوب نهر الليطاني.

اما على المستوى الداخلي، فبالنسبة الى هؤلاء لم يعد المجال مفتوحا امامه (نصرالله) لاقامة اعتصامات وتنظيم حالات اعتراض تخيف الآخرين كما كان الوضع قائما قبل السابع من ايار عام 2008.

اكثر من ذلك، لا يخفي هؤلاء وهم يقدمون تصوراتهم للمرحلة انه بعد التفاهم الذي نسج بين رئيس الوزراء سعد الحريري والرئيس السوري بشار الاسد، حاجة الاخير الى الاول لكي يكتمل تفاهمه مع القيادة السعودية ويصير هذا التفاهم محققاً وناجزاً على نحو يفضي الى اللاعودة الى زمن عزلة سوريا ابان كانت هي المحاصرة الوحيدة بتهمة الضلوع في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ولم يعد خافيا ايضا ان هذا الفريق نفسه يتصرف على اساس ان سوريا التي غطت في السابق كل سلوكيات "حزب الله" وادائه في الاعوام الخمسة المنطوية، لم يعد في مقدورها وليس من مصلحتها ان تعيد تكرار التجربة اياها، وهذا يعني ان حقل حسابات سوريا الدولة لم يعد متطابقا مع حسابات بيدر "حزب الله".

ولا ريب ان ثمة من يقرأ في "صمت" رئيس مجلس النواب نبيه بري وسكوت النواب والقيادات المحسوبة عليه في الآونة الاخيرة وعدم ابداء التضامن مع الحزب وهو يواجه المحكمة، موقفا لافتا ينطوي على مغاز ويبنى عليه ويؤخذ بالحسبان في قابل الايام.

في مقابل هذا الغيض من الحسابات لدى تيار "المستقبل" والتي توحي كأن "حزب الله" بكل قضّه وقضيضه بات هذه المرة في قبضة الفخ الذي اعد له، فان القريبين من دوائر القرار في الحزب يستخفون بكل هذه القراءة ويصفونها بأنها "حسابات مراهقين"، ويؤكدون أن اطلالات سيد الحزب المحسوبة والممنهجة بدقة قد أدت حتى الآن غرضها المضمر بالكامل، لجهة انها غيرت في كل "الاجندة" الداخلية بل اعادت ترتيب السياسة الداخلية بمجملها على وقع المواقف التي اطلقها من خلال هذه الاطلالات والتي نجحت في:

1 – القبض على المبادرة وزمام اللعبة بيد فولاذية.

2  - صارت اللعبة عموماً في ملعب الآخرين.

3 – صار الحزب في موقع الهجوم فيما الآخرون في موقع الدفاع المربك.

4 – وهو يخوض "المباراة"، فرض نصرالله على الآخر حال ترقب وانتظار المزيد، ولا سيما انه منهج عملية الاخراج بما تختزنه جعبته من معطيات ومعلومات ووقائع، واطلاقها بشكل جرعات تجعل المعنيين يعيشون حال ترقب وتوجس.

5 – وما لا يخفي الحزب قوله ان السيد نصرالله اختار عن سابق تصور "لهجماته" واطلالاته المتكررة لحظة اقليمية شديدة الحيوية والاهمية، فهو كان على علم مسبق بالزيارات التي يعتزم عدد من القادة العرب القيام بها الى بيروت ودمشق، ويعلم ايضا ان الحريري على موعد للقاء الرئيس السوري بشار الاسد.

وبالطبع فان دوائر القرار والقراءة في الحزب تعتقد بأن ثمة زيارات كانت مقررة سلفاً، في حين ان زيارات اخرى تقررت لاحقاً في ضوء وقع مضامين خطابات السيد نصرالله ورسائله المرسلة في اكثر من اتجاه، وفي هذا بالنسبة الى الدوائر عينها قرينة على مدى التأثير الذي خلفه كلام نصرالله ودليل على عدم صحة ما ذهب اليه البعض من ان السيد نصرالله انما يتحرك في الفراغ او ان حراكه بلا جدوى ودوي.

وبالنسبة الى الحزب، لا يستعجل السيد نصرالله حرق المراحل واستنفاد كل ما ملكته أيمانه من اسلحة ومعطيات ومعلومات، فهو يتقن ادارة اطلاقها عبر اطلالات مقننة، ان لجهة المضمون او لجهة التوقيت، وبالتالي بعد كل اطلالة يكون ثمة ترقب ورصد دقيق لردود الفعل، ليبنى على المعطيات المستجدة منها ما يمكن اطلاقه في الاطلالة التالية، على نحو تتكامل فيه الامور والرسائل واستدراج ردود الفعل من الآن وحتى نهاية آب المقبل، على ان يتم في مطلع ايلول رسم مشهد عام لما أعد وما سيعد للمرحلة الفصل.

وعليه، فان السيد نصرالله الذي أرجأ اطلالته الرابعة الى ما بعد الزيارات المرتقبة لبعض القادة العرب لبيروت، هي بالنسبة الى الحزب أمر ليس بالعابر، فهي محطات ترقب ورصد دقيقين من جانبه ولا سيما ان الحزب بدأ يستشعر ان الآخرين شرعوا في الرد على رسائله العنيفة اليهم عبر "عروض" سياسية بعثوا بها اليه بالواسطة. وهو وان كان رفضها مبدئياً رفضاً قاطعاً كونها تعتمد فكرة تأجيل اصدار القرار الظني الموعود، الا انه يستنتج ان الامور قد دخلت مرحلة "البيع والشراء"، او على الاقل ان الجهود التي بذلها بدأت تفعل فعلها.

والامر الاساسي الذي لا تريد الدوائر اياها التوقف عنده او اعطاءه اهمية، هو مسألة ما يشاع عن ان سوريا باتت تمثل "الجزرة" التي تقدم الى الحزب في موازاة "عصا" القرار الظني الموعود، "لأن من يبني مثل هذه الرؤية ويتكىء على مثل هذا التحليل، هو سطحي في السياسة الى حد السذاجة".

 

الديار: سوء تفاهم بين نائب جنوبي وزوجته ادى به الى المستشفى 

الأربعاء, 28 يوليو 2010

ذكرت صحيفة "الديار" ان نائب جنوبي تعرض الى الانزلاق داخل منزله ما سبب له بعض الكسور وتم نقله الى المستشفى ولفتت الصحيفة الى ان الحادث وقع على خلفية خلاف حصل مع زوجته التي عادت الى المنزل بعد ان مثلّته في احدى المناسبات الاجتماعية، لكن فور عودتها الى المنزل حصل سوء التفاهم لاسباب لن نستعرضها، ما ادى الى الشجار العائلي.

 

عون يبحث عن شعبه العظيم ولا يجده

 الثلاثاء, 27 يوليو 2010 11:30

الديار/تقول مصادر «الحكماء الأربعة» ان رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون يحاول تغطية العزلة السياسية التي يعيشها بجولات في المناطق، على عكس ما كان عليه الأمر بدءاً من أيام التجمعات الشعبية الحاشدة في «قصر الشعب» في بعبدا، مروراً بالاستقبالات التي كان ينظمها له معاونوه في الرابية بعيد عودته من منفاه في فرنسا. مضيفة ان عون وصل الى ذروة التألّق السياسي في حزيران من العام 2005، حين حصد 21 نائباً وهو ما لم يكن يتوقعه، إذ كان المحرك الأساسي في حينه شعب لبنان المتعطش لشعاراته السيادية والتي كلّلها بالدعوات الى مكافحة الهدر والفساد وفرض الاصلاح الذي سرعان ما تدحرجت على أبواب من حاربهم حين قرر التحالف معهم تحت ذرائع واهية لم تنطل على أحد حتى على أقرب المقرّبين اليه.

وتعتبر المصادر نفسها ان تراجع شعبية «الجنرال» والهزائم المتلاحقة التي أصابته في الأعوام 2008 و2010 أجبرته على تبني تكتيك من نوع آخر وهو التعويض عن انكفاء التدفق الشعبي والدعم له في الرابية بزيارات كان يتجنّبها من قبل لدواع أمنية ما تزال قائمة لكنه اختار ان يتبعها بـ«المفرّق» الى عدد من المناطق المسيحية في كسروان وزحله وسواها مستنداً على تعويم اعلامي «برتقالي» يعبئ النقص الذي حصل خلال السنوات الماضية وينقذ شعبية خسرها بفعل سياسيات ملتبسة لكنه لم يستطع بطبيعة الحال تأمين الحشود المطلوبة.

من هنا ترى المصادر المقرّبة من «الحكماء الأربعة» ان زيارة زحلة ومكوث عون لأيام ثلاثة فيها لم تكن بقدر المرتجى اذ بقيت الأمور على حالها من خصومة بينه وبين الوزير السابق ايلي سكاف، وهذه الزيارة عوض ان تغطي العيوب جاءت لتكشف المستور، اذ ان الوزير السابق صافح ولم يصفح عما مارسه الجنرال من نهج تسلّطي خلال العام الحالي والأطماع التي واجهه بها والتي أدت الى خسارته معركة رئاسة بلدية زحلة، لافتة الى ان سكاف أراد ايصال رسالة بالغة الى حليفه السابق عندما قاطع العشاء الذي دُعيَ اليه في زحلة مع ما شملته المقاطعة من «مقاطعات» شعبية وسياسية لما للوزير سكاف من ثقل سياسي في المدينة، حتى انعكس التشنج بين مرافقي سكاف وعون تدافعاً وتدافشاً، نمّ عن «قلوب مليانة» بين الزعيمين، مشيرة الى ان الرأي العام شاهد بأم العين وعبر وسائل الاعلام البرتقالية نفسها ان التكريم في زحلة قد تناول رجل الأعمال اللبناني وديع العبسي اكثر ما تناول عون اذ ان الأول حظيَ بتقليده صليب القدس البطريركي من جانب البطريرك غريغوريوس الثالث لحام دونما العماد عون، وان اساقفة المدينة ردّدوا اسم المحتفى به وديع العبسي اكثر من سبع عشرة مرة في وقت لم تتناول خطاباتهم العماد عون الا مرات معدودة نظراً لما يبديه العبسي من دعم سواء على مستوى الأكليروس في المدينة أم على مستوى دعم التيار العوني.

من هنا يأتي الحديث اليوم عن اعتزام العماد عون زيارة مناطق عدة أبرزها فتوح كسروان يوم الأحد المقبل بعدما تعالت الشكاوى من إهمال نواب المنطقة لكسروان حيث تبقى بناها التحتية دون أي تحسين منذ ما قبل الحرب اللبنانية، ومشروع سدّ شبروح رغم تكاليفه الباهظة، فقد بقيت مناطق كسروانية عدة في حالة شحّ بالمياه، ناهيك عن تلوث معملها الحراري الذي ينفث سمومه في سمائها ولا يزوّدها الا بنسبة قليلة من الطاقة الكهربائية.

وختمت المصادر نفسها بأن العماد عون يبدو في جولاته المتفرّقة وكأنه يبحث عن «شعبه العظيم» ولا يجده، وهو يبحث عن استراتيجية جديدة وقد طالب حليفه بالأمس بـ«تغيير قواعد اللعبة»، فهل ان لعبته الجديدة تبدأ بتنظيم رحلاته هو وصهره ومعاونيه الى المناطق المختلفة لنيل عطف رحل وشعبية أفقدتها تحولاته واستبدال شعاراته بشعارات يظن حتى اليوم انها قد تصل به الى رئاسة الجمهورية في العام 2014؟

 

الطفيلي يدعو الحريري الى العفو عن قتلة والده ويحذر حزب الله من الإنزلاق نحو الصدام

يقال نت/الثلاثاء, 27 يوليو 2010

دعا الأمين العام السابق لحزب الله، صبحي الطفيلي، رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري إلى إعلان عفوه على المتورطين باغتيال والده، رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وذلك لوقف المحكمة الدولية وتجنيب لبنان توترات بين السنة والشيعة، بعد الحديث عن إمكانية توجيه أصابه الاتهام بالقضية لعناصر بالحزب.

وتوجه الطفيلي إلى حزب الله داعياً إياه إلى أن "يدرك جيدا حساسية الموقف وخطورة المرحلة،" وحذره من ما وصفه بـ"أي تهور أو انزلاق نحو الصدام المذهبي" باعتبار أن ذلك "يقضي على المقاومة ومشروعها حتى لو تمت السيطرة على كل الأراضي اللبنانية،" بإشارة جديدة إلى مخاوف البعض من عملية عسكرية ينفذها الحزب في الداخل اللبناني.

واعتبر الطفيلي، في مؤتمر صحافي عقده في منزله في قرية "عين بورضاي،" النائية في شمال شرقي البلاد، أن صدور القرار الظني للمحكمة الدولية باتهام لحزب الله "سيدخل لبنان نفقا مظلما لا يعلم إلا الله و(الرئيس الأمريكي باراك) أوباما أين ومتى سيخرج منه في ظل إصرار الأطراف اللبنانيين على مواقفها."

وتوجه الطفيلي إلى عائلة الحريري التي وصف أفرادها بأنهم "أولياء الدم" بالقول: "تعلمون أن المؤسسات الدولية هي لخدمة الإمبراطورية الأميركية، وإذا كانت مصلحة أميركا إخفاء القاتل ستفعل وهي قادرة على ذلك، وإذا كانت مصلحتها اتهام بريء ستفعل وهي قادرة ايضا، وليس في الدنيا مصلحة نزيهة أمام مصلحة أميركا وسلطانها. وعليه لن نصل إلى إنصاف المرحوم الرئيس الحريري أمام هذه المحكمة." أضاف: "إذا كان الاقتصاص من المدانين سيدخلنا في آتون الفتن وستذهب الكثير من الدماء وسيحترق لبنان، فأجزم أن دولة المرحوم (الحريري) وكل مخلص شريف سيقول في هذه الحال: سامحهم يا ولدي،" في إشارة إلى نجله رئيس الوزراء الحالي سعد الدين الحريري.

 

فيلم أميركي طويل» هدفه رأس المقاومة وقياداتها.. والقرار الظنّي مشروع انقلابي وسيُواجه

السيناريو: وضع لبنان تحت الفصل السابع وتوسيع مهمة اليونيفيل بصلاحيات واسعة لتنفيذ الاستنابات

المسؤولون السوريون «ينقلبون على ظهورهم ضحكاً» من التسريبات عن فتور بين دم

رضوان الذيب

المسؤولون السوريون ينقلبون على «ظهورهم ضحكاً» من التسريبات في بيروت عن فتور في العلاقة بين سوريا وحزب الله، ويتذكرون زمن التحالف الرباعي وموجات الاتهام السياسي لسوريا، حيث كانت بين «الرقصة» في الاتجاه المعاكس عبر الترويج لحلف بين الحريري وحزب الله ضد سوريا، وجاءت حرب تموز لتكشف «المستور» وتظهر درجة العلاقة العضوية بين حزب الله ودمشق التي لن «تنفك» الى أبد الأبدين.

ويقول أحد المسؤولين في دمشق ذاك «حصرم» لم يره الواهمون «لا في حلب ولا اصفهان»، وبالتالي العلاقة بين حزب الله ودمشق «مجبولة بالدم» ولا يمكن لأي قوة ان تفرّق هذا التحالف، وكذلك فان العلاقة الايرانية السورية ثابتة لمصلحة الدولتين.

وتقول مصادر مطلعة «ان دمشق تعرف لغة المصالح جيداً وتجيدها ولكن ليس على حساب المبادئ والثوابت القائمة على دعم المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، وهذه السياسة هي التي أعطت سوريا الدور الأساس والقوة والمكانة في الشرق والغرب، وهذا ما قاله الرئىس الأسد للسيد نصرالله «بأن العالم يحترمنا لأننا ندعم المقاومة» وهذا ما يقوله السيد نصرالله ايضاً بأن «نصر تموز هو نصر لسوريا، وان الصواريخ التي دمرت الدبابات الاسرائيلية في وادي الحجير هي صواريخ سورية قدمت لدمشق من روسيا لحماية القصر الجمهوري اثناء عز الحصار العالمي على دمشق، وبدورها قدمتها للمقاومة في حرب تموز، حيث تقول المعلومات «ان الصواريخ وصلت الى حزب الله من دمشق «معبّأة» بأكياس النايلون، وكان على كل «كيس» اسم ضابط في الحرس الجمهوري السوري.

وتتابع المصادر «ان حزب الله أبلغ وعبر أكثر من مصدر بحيثيات القرار الظني من سعد الحريري وغيره لجهة اتهام عناصر من الحزب باغتيال الحريري، وهذا القرار مشروع انقلاب على طريقة ميليس وقرارات 5 ايار وتتعاطى معه المقاومة على هذا الأساس.

فالسيناريو الدولي والبعض العربي يعمل على التعجيل باصدار القرار الظني لإرباك الساحة اللبنانية لتمرير المشروع الأميركي للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بأقل قدر من الخسائر، وبعد صدور القرار الظني يتم القيام بحملة اعلامية عربية ودولية لإلصاق كل التهم بحزب الله وقيادته وأمينه العام بأنه حزب ارهابي قاتل لتشويه صورته وضرب السلطة الاخلاقية المتفوّقة للحزب لدعم شعوب العالمين العربي والاسلامي. وبعدها اصدار لائحة ممنوعات ضد عناصر حزب الله بالاضافة الى مذكرات توقيف دولية وهذا هو سر اصرار اللجنة الدولية الحصول على «داتا البصمات» لجميع اللبنانيين من وزارة الداخلية، للحصول على بصمات قيادات حزب الله وتعميمها على كل المطارات.

والسيناريو الأخطر والذي يعد له انه في حال رفض حزب الله تسليم العناصر المتهمة ورفض الجيش اللبناني اعتقالهم فان مجلس الأمن الدولي سيجتمع على الفور ويصدر قراراً باعتبار لبنان «دولة مارقة» ووضعها تحت الفصل السابع وإعطاء صلاحيات واسعة للقوات الدولية في الجنوب بتوسيع انتشارها ليشمل كل لبنان والقيام بجلب المطلوبين بالقوة وتنفيذ الاستنابات.

هذا هو مشروع الفتنة الأساس عبر إغراق حزب الله في المشاكل الداخلية والضغط على كل من يتعاون مع حزب الله وتحديداً التيار الوطني الحر عبر اجراءات مالية ايضاً بحق بعض قياداته تحت حجة مساندة حزب الله الارهابي، والضغط أيضاً على عناصر قيادية أخرى في التيار الوطني الحر لمغادرة التيار بغطاء روحي وتوزيع بيانات تدعو المسيحيين الى رفض التعامل مع الارهاب، وتأمين الغطاء المسيحي لسمير جعجع لاستلام الأرض، وهذه التحضيرات بدأت منذ الآن عبر تكبير حجم جعجع لتعويض غياب جنبلاط عن 14 آذار واظهاره بأنه الزعيم الأوحد لـ14 آذار، وهذا ما قصده جنبلاط في تحذيراته الأخيرة عن جعجع والدور المستقبلي الذي يعد له.

وتتابع المصادر انه وبالاضافة الى اليونيفيل والقوات اللبنانية فان هناك مراهنة أيضاً على دور السلطة الفلسطينية في المجتمعات وتحديداً لحركة فتح التي تخضع لقرار محمود عباس لايجاد وضع معين في المخيمات، لأن المخيمات ستكون عنصر التوتير الأساسي بعد صدور القرار الظني كونها تحتوي المجموعة العسكرية الأقوى داخل الساحة اللبنانية عن بقية الأطراف.

هذا هو مشروع الفتنة الذي يعد للبنان من خلال القرار الاتهامي، وعندها يصبح من حق الجميع الدفاع عن النفس وحماية المقاومة، وعندها سيعرف «المنظرون» في لبنان أين ستقف سوريا، ودورها في حماية المقاومة.

الفيلم الأميركي طويل، ومتواصل بدأ عام 2005 وسيستمر لكنه من المستحيل نجاحه وعلى أميركا معرفة ذلك، وعندما قال البعض «بأن المحكمة الدولية هدفها اسقاط النظام السوري ومحاسبته على الطريقة «التشكسلوفاكية»» كان يعرف السيناريو جيداً يومها، والذي اتخذ منحى مغايراً الآن ضد حزب الله لأن المطلوب رأس المقاومة أولاً وأخيراً ورأس سيدها لأنه قهر اسرائيل وأذلّ جيشها، وكما فشل الهجوم الأول على دمشق التي عادت نقطة الاستقطاب العالمي، فان الهجوم الحالي على السيد نصرالله وحزب الله سيفشل أيضاً وسيعود الجميع الى طرق باب «حارة حريك»» وسيفتح السيد قلبه للجميع من أجل مصلحة البلد.

قرار قوى المقاومة واضح، اليد التي ستمتد الى المقاومة ستقطع وهذا قرار لا «لبس فيه»، وايجاد المخرج مسؤولية الآخرين في ظل تهم «مفبركة» وعندما يتم كشفها ستكشف حجم المؤامرة على المقاومة.

 

زيارة عون الى زحلة زادت الشرخ والحسابات الأخرى مع الحليف القديم

بعد المرّ ... «الجنرال» يخسر «حكماء التيار» ثم سكاف ... فمن التالي ؟

صونيا رزق /الديار

لم تشفع المشاركة في تدشين كنيسة مار الياس للروم الكاثوليك في زحلة ورفقة الدرب الانتخابي السابق ووحدة الخصوم السياسيين بتقارب قلبيّ رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون وزعيم الكتلة الشعبية الوزير السابق الياس سكاف بعد مضيّ اشهر عدة من الجفاء والمقاطعة ، فمحاولات الصلح المتعددة من المقرّبين لم تؤد الى اي نتيجة على الرغم من تكاثر الطرق التي سارت عليها دروب المصالحة ،إلا ان نتائجها لم تفلح بالوصول الى اي درب.

إفتتاحية الخصومة السياسية بين عون وحلفائه بدأت مع النائب ميشال المر إثر خروج الرئيس الاسبق اميل لحود من بعبدا ووصول البلد إلى الفراغ ، فحصل عتاب بين الرجلين أفضى إلى ما يشبه الخلاف معززاً بهجوم عون على بكركي واعتبار الرابية المرجعية السياسية، وعلى هذا الأساس أعاد المر حساباته وأخذ يتصرف بما يشبه الاستقلالية في اتخاذ المواقف والإعلان بأنه ضد الفراغ في السلطة وضد مقاطعة انتخاب رئيس للجمهورية بأي ثمن كان، لأن مواقف حليفه العماد عون لن تؤدي إلى تفاهم بين اللبنانيين كما قال حينها ، ولذلك عاد إلى قناعاته باختيار التفاهم والتوافق سعياً للوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية حفاظاً على كرامة المسيحيين، ولتفويت الفرصة على من إستفاد كثيراً من موقف عون السلبي في هذا الاطار.

بعد المر لحقه حكماء«التيار»او رفاق درب النائب ميشال عون على مدى عقود الذين طالبوا بالاصلاحات داخل« التيار»لكنها لم تصل الى الاذان الصاغية، فتمسك أقطابها اخيراً بوثيقة تناولت الماضي والحاضر والمستقبل من خلال سلسلة مطالب شددوا على تنفيذها قبل فوات الاوان، وتضمنت الوثيقة طرحاً عاماً للوضع الداخلي في الحزب مع الاقتراحات التصحيحية اللازمة لكنها عادت ادراجها.

اما الضربة الثالثة فكانت مع الوزير السابق الياس سكاف الذي بدأت علاقته مع العماد عون تأخذ اتجاهات سياسية مغايرة بعد الخسارة النيابية لسكاف في زحلة وازدادت مع الانتخابات البلدية الأخيرة، بعد ان قام سكاف بسياسة الانفتاح والحوارمع تيارالمستقبل، الامر الذي رفضه عون خصوصاً بعد الاتصال الشهير الذي حصل بين زعيم الكتلة الشعبية ورئيس الحكومة سعد الحريري، فتجددت علاقة الكتلة مع جمهور«المستقبل»في البقاع الأوسط ومع معظم رؤساء البلديات في المنطقة والمجالس الاختيارية لان زحلة تريد الانفتاح على الجميع بحسب ما ردّد سكاف حينها.

ثم عاد هذا الفتور السياسي ليتطور بين الزعيمين خصوصاً في الانتخابات البلدية حيث كانت القطيعة الانتخابية في اوجها، بعدها جرت محاولات عدة لفتح قنوات المصالحة لكن الاصدقاء المقربين لم يفلحوا في هذا الامر المستعصي ، فإتجهت القطيعة بين الجنرال وحليفه الى هدنة مؤقتة بدأت مع وصول عون الى زحلة والى العشاء الذي أقامه اصدقاء الجنرال مساء الجمعة الفائت في اوتيل« قادري الكبيرق، والذي لم يشارك فيه سكاف وانتهى بفتور وجفاء مساء الاحد على الرغم من ان الرجلين شاركا في تدشين كنيسة مار الياس للروم الكاثوليك وجرت بينهما مصافحة لم تخف برودتها على احد ، كما ان ملامح الزعيمين كانت ظاهرة للعيان بأنهما غير مرتاحين ...

مشاركون في الزيارة نقلوا ان العلاقة وصلت هذه المرة الى طريق مسدود خصوصاً ان عون لم يزر سكاف في منزله ولذلك قاطع الاخير دعوة اصدقاء الجنرال الى العشاء على الرغم من الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما قبل مدة قليلة من زيارة زحلة ، ولفت المصدر المشارك في الزيارة الى ان مساعي التقارب لم تكن جدية هذه المرة لان بعض الزحليين العونيين عملوا على عدم التقارب ، كما ان جمهور الكتلة الشعبية لم يشارك في استقبال عون التزاماً بسياسة الاعتدال والحوار في المدينة لان الكتلة قررت الانفتاح على الجميع ، ونقل المصدر بأن سكاف عاتب على الحملات التي يقوم بها بعض مسؤولي التيار في المدينة، لذلك بدا النائب الكاثوليكي نقولا فتوش اليوم في احسن حالاته فكان الاقرب إلى التيار الوطني الحر والاول في تلقي دعوة العشاء فبدت الرسالة السياسية بأن فتوش اليوم زعيم الكاثوليك في زحلة مما ازعج سكاف كثيراً الذي شعر ايضاً بأن ثمة متضررين من المقربين تحديداً من عودة الأمور الى مجاريها وحصول المصالحة ،الامر الذي لم يتنبه اليه عون بحسب ما قال سكاف.

ويختم المصدر بالسؤال:»مع ازدياد الجفاء والقطيعة مع اقرب الحلفاء الى العماد عون ، من النائب ميشال المر الى حكماء«التيار»او رفاق الدرب والمنفى وصولاً الى الوزير السابق الياس سكاف...، فمن يا ترى سُيطلق عليه قريباً عبارة الحليف السابق لعون؟؟.

 

إيران تهدّد المحكمة الدوليّة؟

ميرفت سيوفي /الشرق

مع بدء تنفيذ الحزمة الثانية من العقوبات التي أقرّها الاتحاد الأوروبي على إيران ثمّ لحقت به كندا والتي دخلت أمس الثلاثاء حيّز التنفيذ، استبقت إيران بدء تطبيقها والذي يتوقع الخبراء أن تدخل إيران في نفق أزمة خانقة بعدما شُدّ حبل العقوبات على خناقها حتى النهاية وفي ظلّ تصاعد التوتّر بينها وبين روسيا بعدما ردّت موسكو بالأمس على كلام أحمدي نجاد الذي "فصّل وخيّط" أحجية سياسية بعدما اعتبر الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف من أعداء إيران أما روسيا فصديقة، جاء أمس الردّ الروسي صادماً بعدما كشفت الاستخبارات الروسيّة عن ضلوع إيران في التفجيرات التي استهدف الروس في الشيشان!!

 ومن الشيشان إلى لبنان، فتّش عن ميشال عون وإيران، فالأوّل وقف بالأمس أمام الكاميرات التي يعشقها، وتحدّث عن بيان وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط الذي رفض فيه منطق القوة و7 أيار جديد وشدّد على أهمية المحكمة الدوليّة، فقرّر ميشال عون أن: "هذه التصريحات تشكل تدخل بالشؤون اللبنانية وهو تحدث بما لا يحق له التحدث به".

 قد يكون ميشال عون لا يقرأ الصحف ولا يسمع الأخبار لأنّه لا يثق بكلّ دول العالم باستثناء جبران، لهذا لم يتسنَّ له أن يقرأ تقرير علي لاريجاني و"التدخّل الحقيقي السافر" في الشأن اللبناني، الذي بلغ  حد تهديد المحكمة الدوليّة بتقطيع الأيدي!!

 الرسالة الإيرانية التهديّدية صدرت يوم السبت الماضي لكنّها لم تبلغ لبنان إلا صباح امس، ففي كلمة له خلال الملتقى الدولي السادس للعقيدة المهدوية المنعقد في طهران أعلن علي لاريجاني وبالفم الملآن : إنّ هذه "التطورات -وهي تطورات لم تحدث بعد-تهدف إلى الضغط على إيران و"حزب الله" في لبنان لمساعدة الكيان الإسرائيلي في طرح برنامج جديد للسلام"، وعلينا أن نسأل الجنرال الداريوسي كيف تضغط المحكمة الدوليّة على إيران، وتابع لاريجاني تهديده- الذي حذفه تلفزيون قناة العالم من تقريره ليحجبه عن اللبنانيين "إذا كانوا يفكرون في أن لبنان لعبة بأيديهم فهم مخطئون، وعليهم التفكير في شكل جيد لأن هذه اللعبة قد تقطع أيديهم".

 التهديد بقطع الأيدي يأتي من إيران هذه المرة، سبق وهُدّد به بعد ظهر السابع من أيار، فماذا يقول ميشال عون في هذا التهديد؟ هل الذي يقول إن العنف مرفوض يتدخل في الشأن اللبناني، أم الذي يُهدّد بقطع الأيدي على اعتبار أن لبنان لعبة تملك حصرية اللعب بها إيران؟!

في نفس الوقت سمعنا امس تهديداً داخلياً مذيلاً بسؤال، فقد صرّح النائب وليد سكريّة -لا فضّ فوه -مطمئناً اللبنانيين أنه "بإمكان المقاومة أن تخوض ليس سبعين "7 آيار" بل سبعمائة "7 آيار"، ولكن المقاومة ليست في وارد أن تقوم بـ "7 آيار" جديد".. "يا عمّي كتر خيرن الجماعة من 7 لـ 70 لـ 700 " إنما هم "يتعفّفون عن الهجوم على اللبنانيين"!!

 أما السؤال الموضوعي الذي طرحه النائب الفاضل فليس إلا تخييراً بين أمر من اثنين: "المحكمة أو لبنان"، نريد أن نفهم كيف يكون لهؤلاء مكان تحت قبّة البرلمان اللبناني وهم يهددون الشعب اللبناني؟! هكذا ببساطة وجه النائب سؤاله "الساذج" سائلاً مخيّراً تيار المستقبل: "هل في سبيل المحكمة ندخل لبنان في متاهات، من الأهم لبنان أم المحكمة؟".

 حجّة واهية وعاجزة لا استقرار ولا أمن للبنان ولأرواح أبنائه بغير معرفة الحقيقة، أما تخيير اللبنانيين بين المحكمة ولبنان، فهو حجّة تُقام على أصحابه لأنّها تكشف نياتهم وما يضمرونه من تهديد للبنان وشعبه، ربما لم يدركوا بعد أن الشعب اللبناني لا ينفع معه التخيير والتهديد، وأكبر دليل على ذلك نتائج انتخابات العام 2009، بل وقبلها الحشد الهادر في ساحة الحرية في 14 شباط 2009....  أما ميشال عون، الذي يسمع بأذن واحدة هذه الأيام، فنتمنى على مصدر ثقته الوحيد صهره جبران أن يقرأ له تصريح علي لاريجاني وتهديده بتقطيع الأيدي، "حاج ملهي بزراعة البندورة والباذنجان"!!

 

عن الحرب الجديدة - القديمة ضد «المحكمة الخاصة للبنان»

الاربعاء, 28 يوليو 2010

محمد مشموشي *

لا يدلل «حزب الله»، كما يتبدى من اطلالات أمينه العام السيد حسن نصرالله المتعددة، الا أنه مهجوس بـ «المحكمة الدولية للبنان» وبالقرار الظني الذي ينتظر أن يصدره المدعي العام فيها حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكن الحزب، تحت وطأة هاجسه هذا، يبدو كمن يحاول أن يأخذ في طريقه ليس «السلام الأهلي» الهش في لبنان فحسب، بل حالة اللاسلام واللاحرب الأكثر هشاشة في المنطقة كلها.وعملياً، فما بين خطاب نصرالله التصعيدي يوم 16 تموز (يوليو) الحالي، ومؤتمره الصحافي الهادئ يوم 22 منه، وإطلالته الثالثة «التسووية» يوم 26 منه (3 مواقف في 10 أيام فقط)، لم يفعل الحزب الا أنه هدد بضرب المحكمة باعتبارها «مشروعاً إسرائيلياً»، ودعا الى «مراجعة» ذاتية من قوى 14 آذار ومن الرئيس سعد الحريري باعتباره «ولي الدم» كما قال، وصولاً في المرحلة الأخيرة الى اقتراح «خريطة طريق» زادت حجم الالتباسات في الموقف بدلاً من أن تزيلها. وفي المرات الثلاث، لم يخل السيناريو الموضوع من عقدة «الغموض» الدرامية و «الوعد بالمفاجأة» في الحلقة التالية عبر القول إن في الجعبة أسراراً أخرى سيتحدث عنها عندما يحين الوقت.

لكن حكاية «حزب الله» مع المحكمة الدولية ليست جديدة في أي حال. بدأها، مع حلفائه، من خلال اعتكاف الوزراء بعد اغتيال النائب جبران تويني (كانون الأول/ديسمبر 2005) تحت ستار عدم الحاجة الى استعجال ضم ملف الاغتيال الجديد هذا الى ملف التحقيق الدولي، ثم استقالتهم من الحكومة بعد عام تقريباً (تشرين الثاني/ نوفمبر 2006) بدعوى الرغبة بإجراء دراسة معمقة لاتفاق انشاء المحكمة مع الأمم المتحدة. وفي المرتين، ارتفعت عالياً أصوات الوزراء والنواب والقوى السياسية التي تقف خلفهم وهي تحاول التبرؤ من وجود علاقة ما بين الاعتكاف والاستقالة من جهة وقيام المحكمة ومعرفة الحقيقة في اغتيال الحريري أو في ما تلاه من أغتيالات ومحاولات اغتيال من جهة ثانية.

ولم تقف الحكاية، على تعدد عقدها وفصولها، عند هذا الحد. فتحت عناوين أخرى، من بينها حملة التخوين الواسعة بعد العدوان الاسرائيلي عام 2006، نظم الاعتصام المديد في ساحة رياض الصلح، ومعه اقفال مجلس النواب وحصار السرايا الحكومية وتفريغ منصب الرئاسة بمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وصولاً الى اجتياح بيروت في 7 أيار (مايو) 2008. وفيها كلها، إشارات بالغة الوضوح والدلالة الى أي مدى يمكن أن يصل الحزب (مرة أخرى، بمساعدة حلفائه) في سياق هروبه من المحكمة الدولية: الانقلاب على واقع لبنان وصيغته ووحدته وميثاقه الوطني، ووضعه في كل مرة على شفا حرب أهلية ومذهبية لا يعرف أحد الى أين تنتهي.

«المحكمة مشروع اسرائيلي»، هذا ما قاله السيد حسن في خطابه الأول. أما القرارالظني الذي يتوقع أن يضعه المدعي العام فـ «معد سلفاً»، شأنه شأن الحكم النهائي الذي تصدره المحكمة في وقت لاحق. كذلك هو حال الذين طالبوا بقيامها وأيدوها ودافعوا عنها – «البيئة الحاضنة» للعملاء كما سماها – إن على مستوى الحكم أو الرأي العام في لبنان، أو على مستوى العالم العربي والدولي، فهؤلاء جميعاً في صلب «المشروع الاسرائيلي» هذا، أو أقله أدوات بين يديه وفي خدمته!.

هل يبقى من مجال للكلام بعد، أو للانصات الى أي كلام آخر، حول المحكمة أولاً وحول حاضر لبنان ومستقبله ووحدته الوطنية ثانيا؟.

في المؤتمر الصحافي، ثم في الاطلالة الثالثة للسيد حسن، مسعى لعدم اقفال الباب. لكن ذلك حطم في الواقع، أو كاد، أبواباً أخرى عمل اللبنانيون دائماً على ابقائها مشرعة في ما بينهم لعلاقتها المباشرة بسلمهم الأهلي وعيشهم المشترك ووحدتهم في مواجهة أعداء لبنان.

فلا المحكمة مجرد «خرقة» بين أيديهم، كما يتصور «حزب الله»، يمكنهم حياكتها أو تمزيقها متى شاؤوا، ولا القرار الظني دمية يتلهون بها (أو تتلهى بها اسرائيل من جهة و «لعبة الأمم» من جهة أخرى، كما يقول البعض)، ولا حتى في اتهام أفراد من «حزب الله» بالمشاركة في الجريمة – اذا تمت فرضية الاتهام هذه – ما يبرر التهويل بحرب أهلية أو مذهبية لا يعرف أحد كيف تبدأ وكيف تنتهي.

لماذا إذاً هذه «الحرب» المسبقة ضد المحكمة، ولم تبدأ عملها بعد، وضد القرار الظني، ولم يصدر بدوره كذلك؟

ليس مبالغة اعتبار أن الذين صمتوا (أو «وافقوا» حياء) على قيام المحكمة في السابق، قد فعلوا ذلك بأمل أن يزرعوا في طريقها ما يمكنهم من ألغام، بحيث تصل في نهاية المطاف الى ما يرغبون لها من موت بطيء. وقد وجدوا في «شهود الزور» ما اعتبروه ضالتهم في وقت من الأوقات، حتى إذا فشلوا لجأوا أخيراً الى حجة «عملاء اسرائيل الذين زوروا داتا الاتصالات الهاتفية» ظناً منهم أن القرار الظني يعتمد في جانب منه على «شهود الزور» وفي جانب آخر على «داتا الاتصالات» ولا شيء غير ذلك.

وفي هذا السياق، كان معبّراً قول السيد حسن بعد اطلاق الضباط الأربعة العام الماضي، إنه سيضع المحكمة «قيد الاختبار»، فيتعامل معها إذا وجد أنها «عادلة» (من يحكم على عدالتها؟) ويرفضها ويرفض قراراتها كلها إذا لم تكن كذلك.

لم يكن الأمر مألوفاً، ولا حتى مقبولاً بأي معيار قانوني أو سياسي، في ذلك الوقت. مع ذلك لم يتوقف عنده كثيرون، خصوصاً أن أحداً لم يكن يظن أن أفراداً من الحزب قد استدعوا بعد الى التحقيق، أو يمكن أن يستدعوا في المستقبل، لا بصفة شهود ولا بأي صفة أخرى.

الآن، يبدو أن ما كان غير مألوف يومها قد تجاوزه الزمن. فلم تعد المسألة أن تثبت المحكمة أنها «عادلة»، أو أن يكون القرار الظني مقترناً بأدلة واثباتات، بل بات الاثنان معاً محكومين بقرار السيد حسن النهائي: الأولى «مشروع اسرائيلي» موجه ضد الحزب، والثاني «موضوع سلفاً» من أجل اتهام الحزب بالجريمة.

أكثر من ذلك، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه الى اعتبار كل من يؤيد المحكمة، أو لا يبادر الى ادانتها والدعوة الى الغائها، جزءاً لا يتجزأ من هذا المشروع وشريكاً فاعلاً فيه. والمطلوب من هؤلاء، يقول السيد حسن، أن يعيدوا النظر في المرحلة السابقة كلها... ثم أن يتصرفوا بعد الآن في ضوء اعادة النظر هذه.

لكن السؤال الفعلي هو: في أي مرحلة يقف «حزب الله» الآن؟

غالب الظن أنها مرحلة الضغط، لبنانياً وعربياً ودولياً، لتفريغ المحكمة من محتواها وربما لالغائها بصورة كاملة، تبريراً لموقفه السابق منها من جهة، ودفاعاً عن سمعة الحزب ليس في الفترة المقبلة فقط وانما في الفترة الماضية أيضاً من جهة أخرى.

و «مرحلة» الحزب هذه خطرة فعلاً، بل وبالغة الخطر، لأنها تضعه وتضع البلاد أمام خيارين أحلاهما مر: كشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري، وسلسلة الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي تلته وسبقته، أو المحافظة على حد معقول من السلم الأهلي في البلاد.

ويبدو أنه في هذا السياق أيضاً، جاء الاعتداء على قوات «اليونيفيل» في الجنوب وما رافقه من ايحاءات بأن هذه القوات كانت وتبقى «رهائن» بين أيدي الأهالي هناك، كما جاء «البناء» الكرتوني على تصريح لرئيس الأركان الاسرائيلي غابي اشكنازي تحدث فيه عما وصفه باستحقاقات أيلول (سبتمبر) المقبل في لبنان، كما جاءت الحملة المفاجئة على فرنسا وسياساتها في المنطقة والاتفاق الأمني بينها وبين لبنان... مع أن لا جديد في سياسات فرنسا تجاه لبنان أو اسرائيل أو حتى تجاه إيران.

... وما يزيد في خطورة المرحلة أنها محكومة عاجلاً أو آجلاً، وأياً كان السيناريو الموضوع لها، الى طريق مسدود.

* كاتب وصحافي لبناني

 

استجواب احمد شومان بجرم القدح والذم وتحقير رئيس الجمهورية

وطنية -28/7/2010 استجوب قاضي التحقيق الاول في بيروت غسان عويدات اليوم الموقوف احمد شومان المدعى عليه في جرم القدح والذم وتحقير رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عبر الفاكس، وقدم موكله طلبا لتخلية سبيله.

 

عون عرض الاوضاع مع سفير الدانمارك ومطران السريان الارثوذكس

قنديل:من يدافع عن شهود الزور شريك في تصنيعهم وفي خطة انتاجهم

وطنية - 28/7/2010 استقبل النائب العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في دارته في الرابية سفير الدانمارك يان توب كريستنسن في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في التيار الوطني الحر ميشال دو شادارفيان، وتناول البحث الاوضاع المحلية لا سيما ما يتعلق بالمحكمة الدولية.

قنديل

كما عرض العماد عون الاوضاع مع النائب السابق ناصر قنديل، الذي اشار الى ان "اللقاء مع العماد عون دائما مليء بمقاربات رؤيته الاستراتيجية لتطورات المنطقة ومخاطر المقايضات التي يراد للبنان ان يكون واحدا من الذين يدفعون الاثمان فيها".

اضاف "هناك محاولة اميركية مرة اخرى لخداع العرب بمشروع تسوية للقضية الفلسطينية تحت شعار دعونا نتخلص من حزب الله وسوف نعطيكم دولة لمحمود عباس، طبعا سوف يحصد العرب كما حصدوا من التخلص من العراق الذين قبلوا احتلاله تحت ذات الوهم، سيحصدون فتنة وتوطينا. هذا امر لا يمكن للبنانيين ان يقبلوا به رغم كل وصفات سمير جعجع ورغم كل محاولات ذر الرماد في العيون".

ورأى قنديل "ان المرحلة دقيقة وحساسة، وتستدعي رجالا من وزن الجنرال عون ومن وزن السيد حسن نصرالله وقادة الخيارات الوطنية الكبرى في البلاد. في هذه المرحلة نريد ان نقول للبنانيين، الفتنة خطر قائم ولكنها ليست قائمة باذن الله. هناك درجة من الوعي العالي، اذا استطعنا ان نتوصل الى توافق يخرج لعبة المحكمة من مشاريع تصفية الواقع اللبناني واخذه الى الفتنة والى التوطين، فان لبنان يدخل بر الامان، وهذا يستدعي اولا من الحكومة ان تتصرف على مستوى المسؤولية".

واعتبر ان "الحكومة لا تستطيع ان تفتح البلد امام المحكمة وتحقيقات المحكمة وتقول ان المحكمة منزهة فوق الشبهات وان تصدق ما يقوله سمير جعجع بأن لا وجود لشهود زور فيما ان المحكمة نفسها اعترفت واقرت في حضور اللواء جميل السيد ان هناك عشرة شهود زور. وانه لا يمكن ان يكون هناك شهود زور ما لم تكن هناك خطة مبرمجة وراءهم، مؤامرة وراءها جهة تتآمر. من يدافع عن شهود الزور وينفي وجودهم هو في حقيقة الامر شريك في تصنيعهم، وشريك في المؤامرة، هو شريك في الخطة التي انتجت شهود الزور".

وقال "اول مهمة مطلوبة من الحكومة كي يبقى للمحكمة مبرر وجود، هو مطالبتها بأن تبدأ بشهود الزور. ولكن في الاساس وليسمح لنا اللبنانيين ان نطرح السؤال: عندما طرح مبدأ محكمة دولية لماذا طرح؟. طرح لان القضاء اللبناني كان متهما انه كان بصورة او بأخرى قريبا من سوريا. وسوريا كانت المتهم رقم واحد في حساب الفريق الذي قاد 14 اذار. سوريا اليوم لم تعد متهمة، سوريا بريئة ساحتها منذ اليوم الاول لكن بنظرهم سقط الاتهام السياسي وبنظر من يقف وراء المحكمة سقطت كل تركيبة شهود الزور وفبركات الملفات.اذا لماذا نستمر بالذي انتج بناء على اتهام سوريا بعدما سقط الاتهام. المبرر الثاني للمحكمة الدولية هو ان دولة هي المتهمة، فلذلك الافضل الا يحاكمها قضاؤنا الوطني وهو لا يملك القدرة والحصانة على ذلك. فلنذهب الى محكمة دولية. اذا لم تكن دولة هي المتهمة فلماذا محكمة دولية. الا اذا ارادوا موافقتنا على قبول الفرضية الاسرائيلية.هذا نقوله لقناعتنا ان لبنان يحتاج الى مستوى من التفكير والمبادرات يجنبه مخاطر الانزلاق الى فتنة تدبر له في المدة المتبقية من هذا العام".

صليبا

بعد ذلك التقى العماد عون مطران السريان الارثوذكس جورج صليبا.

 

عوده استقبل الرفاعي وهيئات في دار المطرانية

قباني: لتعزيز دور المسيحيين العرب في المنطقة

وطنية - 28/7/2010 استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده قبل ظهر اليوم في دار المطرانية النائب محمد قباني.

بعد اللقاء قال قباني: "حديثنا اليوم مع سيدنا المتروبوليت وطني بشكل عام، وأحرص على أن أستفيد من نصائحه بشكل دائم"، مشيرا الى ان "جانب السياسة اليومية كان شبه غائب، سوى الحرص على الإستقرار في البلد. لكن الحديث الوطني تركز على أهمية تعزيز المواطنة اللبنانية، فالكثير من المشاكل التي نجدها في لبنان سببها غياب المواطنة أو ضعف المواطنة، وأكثر المتاجرين بالطائفية هم أقل المؤمنين بالأديان".

اضاف: "يجب أن نحرص جميعا في هذا المشرق العربي على دور المسيحيين العرب في هذه المنطقة، لأن هذا الدور هو جزء أساسي من تاريخ المشرق العربي ويجب أن يبقى جزءا اساسيا من مستقبله، وأي تغيير في هذا الدور هو تغيير في المشرق الذي يصبح شيئا آخر"، مشيرا الى ان "هذا الأمر ينطبق على لبنان، ولكن ليس فقط على لبنان، بل ايضا على فلسطين والعراق ومصر وكل المشرق العربي".

وشدد على انه "يجب أن نكون جميعا صفا واحدا للمحافظة على هذا الواقع الحضاري الغني والفريد وأن نعمل لتعزيزه ونبتعد عن إضعافه".

الرفاعي

ثم استقبل المطران عوده النائب السابق حسن الرفاعي يرافقه نجله حسان.

بعد الزيارة، اشار حسن الرفاعي الى انه "من غير المستغرب أن يزور أي مواطن واع لمواطنيته سيدنا صاحب السيادة المطران الياس عوده، لأننا نراه مدرسة في الإيمان الصافي وفي الصدق الإجتماعي، وهو عنوان الإنتماء إلى مبدأ المواطنية الصحيحة. فكل من يريد صادقا أن يكتسَّب معرفة وعلما في أكثر العلوم البشرية، عليه أن يحج إلى هذه الدار وبين يدي صاحب السيادة المطران عوده".

عيسى

وظهرا استقبل عوده دافيد عيسى الذي دعا الى "طرح موضوع المحكمة الدولية على طاولة الحوار الوطني"، مشيرا الى انه "لا يحق لحزب الله أن يذهب في هواجسه إلى حد إثارة مخاوف اللبنانيين"، متمنيا على "بعض القيادات المسيحية وباسم الأغلبية المسيحية الصامتة التي لا حول لها ولا قوة، أن لا تنخرط في سيناريوهات ولا تخيلات غير واقعية"، متمنيا أن "يترفع كل واحد عن مصالحه الشخصية والذاتية وينظر إلى مصلحة البلد".

 

اميل لحود:اتهام "حزب الله" هرطقة وهناك من يريد خراب البلد

نصر على معرفة الحقيقة ومحاكمة من ضلل التحقيق وفبرك شهود الزور

وطنية - 28/7/2010 - رأى النائب السابق اميل اميل لحود ان "مجرى الامور المتصلة بالمحكمة الدولية تثبت صحة الموقف الذي كان أطلقه الرئيس اميل لحود من هذه المحكمة"، مشيرا الى انه "بعد الاتهامات والحملات التي أطلقت في اتجاه الرئيس لحود وعائلته والضباط الاربعة، والتي تثبت أنها مجرد تحامل ولا تستند سوى الى حسابات شخصية وسياسية، بدأت جولة ثانية من الاتهامات والحملات من دون تصفية حسابات الجولة الاولى خصوصا على صعيد شهود الزور".

وقال: "لو كان ما قاله محمد زهير الصديق صحيحا في شهادته لكان الضباط الاربعة ما زالوا في السجن، ما يثبت صفة شهادة الزور عليه"، مستغربا ألا يكون رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" (سمير جعجع) "على علم بوجود شهود زور، وكأنه لم يكن متابعا لمجرى الاحداث في السنوات الاخيرة".

واعتبر ان "تسلسل الاحداث بعد اغتيال الرئيس الحريري خارجيا وداخليا، يدعو الى التوقف عنده"، مؤكدا "وجود سوء نية على صعيد القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية"، لافتا الى ان "الحركة الاستباقية لهذا القرار ستؤدي الى التخفيف من وطأته"، مشيرا الى ان "صفة قرار ظني ما يعني انه ليس ثابتا، ومن المؤسف ان هناك من يريد خراب البلد من أجل شيء غير مؤكد، واتهام ل"حزب الله" يندرج في اطار الهرطقة المستمرة، خصوصا ان الرئيس الشهيد كان يتباهى بعلاقته الممتازة مع قيادة الحزب".

وقال: "لست في انتظار اعتذار على ما تعرضنا له في السنوات الاخيرة، ولكننا نصر على معرفة الحقيقة واحقاق العدالة ومحاكمة من ضلل التحقيق وفبرك شهود الزور".

واستغرب "استبعاد الخيار الاسرائيلي عن التحقيقات في اغتيال الرئيس الحريري"، مؤكدا ان "العملاء الذين قبض عليهم بأعداد كبيرة يعطون فكرة عمن يسعى الى التخريب في لبنان".

واذ رأى ان "حرص الرئيس لحود وقادة فريق المعارضة على الوطن وعدم الانجرار الى فتنة داخلية أدى الى التخفيف من حجم موضوع اطلاق الضباط الاربعة"، اشاد ب"تعامل العماد ميشال عون مع هذه القضية"، مؤكدا ان "قرار اطلاق الضباط الاربعة يؤكد وجود ظلم في حقهم".

ورحب ب"زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لبنشعي"، مشيرا الى انها "تذكر بالتوجه الذي كان يسلكه والده الرئيس الشهيد، الذي كان دائم الانفتاح على مختلف الأفرقاء وحريصا خصوصا على التواصل مع النائب سليمان فرنجيه".

ورأى في "وجود الرئيس السوري والملك السعودي معا على ارض لبنان أهمية ودلالة كبيرتين"، متوقعا ان "ينتج مناخ ايجابي من الاتصالات العربية والقمة التي سيشهدها لبنان".

واشار الى ان "تخلي سوريا عن "حزب الله" رهان ساقط وهو أمر غير وارد ابدا ويدعو الى السخرية، خصوصا انه يأتي في اطار ابتكار الخرافات التي دأب البعض عليها والتي سقطت على التوالي".

وعن لقاء الرئيس لحود والنائب وليد جنبلاط، قال: " هناك تواصل مستمر مع جنبلاط، أما اللقاء فمسألة ايام ولا سبب سياسيا يمنع حدوثه. الرئيس لحود ينظر الى المستقبل ولا يتوقف عند ما شهدته المرحلة الماضية من تجن عليه. نحن مستعدون للتحاور مع أي طرف بات يستوعب حجم المؤامرة المحاكة ضد لبنان ونسامح في السياسة، أما ما يتعلق بالتزوير فعلى القضاء ان يقول كلمته فيه ويحاسب".

 

كامل الأسعد: اتفاق 17 أيار أشرف من صيغة مدريد وأنا أول مسلم أيّد بشير الجميل الذي لم يرتهن لإسرائيل

الثلاثاء, 27 يوليو 2010

غسان شربل

غاب كامل الأسعد الرئيس السابق لمجلس النواب اللبناني، الذي كان شاهداً ومشاركاً أساسياً في التحولات التي عاشها لبنان طوال النصف الثاني من القرن العشرين.

انه الحبة الأخيرة في عنقود الزعامات التاريخية التي سيطرت على الحياة السياسية اللبنانية منذ منتصف الخمسينات وحتى الثمانينات: كميل شمعون، فؤاد شهاب، شارل حلو، سليمان فرنجية، الياس سركيس، رشيد كرامي، صائب سلام، كمال جنبلاط، مجيد ارسلان، عادل عسيران، بيار الجميل.

تعود «الحياة» الى التاريخ لتفتح صفحات منه من خلال حديثين طويلين مع الأسعد أجراهما الزميل غسان شربل ونشرتهما الشقيقة المحتجبة «الوسط» في حزيران (يونيو) 2001 يسلطان الضوء على شخصية الزعيم الوائلي الجنوبي الراحل وعلى محطات أساسية من تاريخ لبنان الحديث لعب الأسعد دوراً كبيراً فيها.

مَنْ من القيادات السياسية كنت تشعر بالانسجام معها ولو من موقع المختلف؟

- كان كميل شمعون سياسياً بارزاً. وهناك فؤاد شهاب الذي كان ممتازاً أخلاقياً، وكان رجل دولة. أنشأ المؤسسات الرقابية (مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي وديوان المحاسبة). على الصعيد الشخصي كان فؤاد شهاب زاهداً بالفعل. كان ناسكاً. اختلفنا معه في مسألة تجديد ولايته لأنهم أرادوا الإيحاء انه يقبل بالتجديد رغماً عنه.

كان شهاب يحترم الذين يحترمون أنفسهم. كنت أصغر وزير في حكومة شُكّلت في عهده وحصل خلاف بيني وبينه في منزله بسبب دور المعلمين والمعلمات فقلت له إنني سأترك الوزارة. فوجئت به يودّعني حتى الباب ويلبسني معطفي. لم يكن مضطراً لكنه كان يحترم من يحترم نفسه.

سليمان فرنجية ممتاز أخلاقياً. لديه مواصفات الفروسية، لكن ومع احترامي لآل فرنجية الكرام، لم يكن لديه تصور لعمل الدولة وموقع المؤسسات.

إلياس سركيس كان «آدمي» لكن مشكلته الحقيقية هو انه كان دائماً الرجل الثاني قبل توليه الرئاسة. حتى شارل حلو، وقد كنت أنا من اختاره، جاء من نصحني بأنه «رجل ثان ممتاز»، لكنه لا يستطيع أن يكون الرجل الأول. القيادة تحتاج الى موهبة خاصة أو مواصفات خاصة.

على صعيد رؤساء الحكومات كان هناك من انسجم معهم لكني لا أتحدث في السياسة اللبنانية عن مثل أعلى. كانت علاقتي مع صائب سلام كويسة وعملنا معاً ومع جوزف سكاف في «حركة التجمع الوطني» التي ضمت أيضاً جان عزيز وعدداً من النواب اليتامى. عزيز هو الذي أطلق حركة الاستئناس.

> ما هي قصة الاستئناس؟

- كانت بيني وبين الرئيس فؤاد شهاب علاقة احترام متبادل. وفق الدستور ومن أجل تعديله لإعادة انتخاب رئيس الجمهورية هناك حاجة في البداية الى أكثرية مطلقة أي النصف زائد نائب. إذا رفض رئيس الجمهورية وأراد مجلس النواب الإصرار عليه فإن الأمر يحتاج الى الثلثين. أنا لم أكن أرى أن رجلاً يريد أن يتحمل مسؤولية وطن يمكن أن يرفض إلاّ إذا كان فعلاً لا يريد. كنت رئيساً للمجلس في 1964. المرحلة الأولى كانت التمني عليه قبول إعادة انتخابه. ذهبت إليه وقدمت له عريضة دستورية وقلت له يا فخامة الرئيس أتمنى عليك أن توافق من أجل مصلحة البلد واستكمال بناء ما بدأته، ولا أرى ما يبرر عدم الموافقة على رغم ما تقتضيه المسؤولية منك من جهد وعناء. أذكر أن إلياس سركيس كان واقفاً وراء فؤاد شهاب، رحمهما الله، وكان الحاج حسين العويني جالساً الى يساري. قلت له نحن لا نستطيع إلزامك ثم لا نستطيع مواجهة فراغ دستوري.

وشرحت للمقرّبين منه أن الإصرار على القول بأن ليس هناك إلا رجل وحيد يشكّل نوعاً من التحدي للمجتمع. استغرب كثيرون موقفي لكن هذه كانت قناعتي. نحن في «حركة التجمع الوطني» كان موقفنا انه يجب أن يعلن إذا أراد القبول.

> بصراحة هل كنت فعلاً تريده أن يبقى؟

- نعم، لكن كنا نريده أن يعلن. لم أكن مؤيداً لصيغة انه سيبقى مضطراً أو مُرغماً. ولا أعرف إذا كان للأمر علاقة بما نقل عن صيغة قبول ديغول بتولي السلطة. لم تكن ثمة حاجة لكل هذا الأمر.

كلمة «الاستئناس» أطلقها المرحوم النائب جان عزيز وهو كان لغوياً. كان يقصد بها الاطمئنان الى النتائج. نحن لم نكن نرمي الى الاطمئنان الى النتائج بقدر ما كنا نرمي الى أن يعلن الرئيس قبوله. شاع تعبير الاستئناس لأن البعض اعتبروا ان الاستئناس حول مصير البلد. المضحك انه كان هناك من لم يفهم الكلمة. المرحوم ريمون اده، وكانت لغته العربية ضعيفة، اعتبر أن كلمة الاستنئاس تتضمن نوعاً من التلذذ والتمتع.

حملت علينا الصحف الشهابية التي كان يسيطر عليها «المكتب الثاني» حملات شعواء. في مقره الصيفي في عجلتون طلب مني الرئيس شهاب لاحقاً أن أمشي في الصيغة المطروحة وهو مستعد فقلت له: «تأخر الوقت» بمعنى فات الأوان لأن ذلك سيُفسّر بأنني رضخت للحملات التي استهدفتني.

> هذا يعني انه أبلغك رغبته في البقاء؟

- أنا أتألم حين أروي لك هذه القصة. قال لي تستطيع أن تعلن موافقتي وأنا موافق. فقلت هذا الموقف سيُعتبر تراجعاً مني ولا أقدر على ذلك.

جان عزيز أطلق الاستئناس لكنه مشى لاحقاً مع «المكتب الثاني» بعد وصول شارل حلو. أنا لم أكن ضد شهاب. ولم أؤيد المعارضة الممثلة بريمون إده وكميل شمعون.

> كيف وصل شارل حلو الى الرئاسة؟

- لم تكن لدينا أي رغبة في تحدي الرئيس شهاب. وكانت «حركة التجمع الوطني» تشكل كتلة كبيرة في مجلس النواب. جاءني فيليب تقلا (وزير الخارجية في عهد شهاب) وقال لا تريدون السير في إرغام شهاب على البقاء هل ستمشون ضده؟ فقلت لا. وطلبت منه أن يقترح علينا أسماء لخلافة شهاب. ذهب وزارني ثانية في بحمدون حيث كنت اصطاف. جاءني بخمسة أسماء بينهم فؤاد عمون وإلياس الخوري وشارل حلو.

كنت أعرف شارل حلو واخترته وهذه واقعة عرفها الرئيس حلو. دعمه التجمع وزارنا في فندق «فينيسيا» لشكرنا. ومرة جديدة أقول وفي ضوء التجربة أن شارل حلو كان ممتازاً في موقع الرجل الثاني لكنه غير صالح لموقع الرجل الأول. هذا ما قاله لي أحدهم قبل انتخابه وهذا ما أكدته التجربة. كان شارل حلو محاوراً وصاحب ثقافة واسعة لكن لم تكن لديه صفات القيادة والقدرة على القرار، خصوصاً في الظرف الصعب الذي جاء فيه. الرئيس حلو لم يتخذ موقفاً ولم يقل أنا المسؤول لردع الشهابيين الذين أرادوا أن يحكموا من خلاله. ساير جماعة «المكتب الثاني» كثيراً.

بعد تولي شارل حلو الرئاسة استمر النظر الى فؤاد شهاب وكأنه الرئيس الفعلي. وصل الأمر الى درجة أن عامل الهاتف كان يحوّل الخط الى منزل شهاب إذا قال له المتصل أريد التحدث الى فخامة الرئيس. ذهبت وقابلت شهاب وقلت له: «اترك له مجالاً ليحكم». فأجاب: «لا يستطيع، انه غير قادر». أعود وأقول كان شهاب ناسكاً وبسيطاً في أسلوب عيشه ولم يكن مهتماً بالمظاهر.

> توليت رئاسة المجلس في 1964، وعدت أليها في 1968؟

- نعم هذا حصل بعد الانتخابات وفوز المعارضة. لكن شارل حلو استسلم لـ «المكتب الثاني» ومشى ضدنا في انتخابات رئاسة المجلس.

> في هذه المرحلة نشأ «تكتل الوسط» الذي ضمّكم والرئيس سليمان فرنجية والرئيس صائب سلام، فمن كان وراء الفكرة؟

- لم تكن فكرة شخص بمفرده. التقينا وبحثنا الأوضاع وقررنا العمل سوياً واخترنا الاسم. كان هناك أيضاً الحلف الثلاثي (كميل شمعون وبيار الجميل وريمون اده) و «النهج» المؤيد للشهابية. وكان الخيار التعاون مع القوى الأخرى وأبرزها «الحلف الثلاثي» لانتخاب رئيس للجمهورية لا يكون امتداداً لـ «الحلف الثلاثي».

> ما الذي حسم نجاح الرئيس سليمان فرنجية؟

- فاز الرئيس سليمان فرنجية بفارق صوت واحد. وهذا دليل ليس فقط على جدية الانتخابات بل أيضاً على الاستقلالية. طبعاً للدول اهتمام بحدث من هذا النوع ولها مصالح وصداقات. لكن التدخل الخارجي كان يتم في الكواليس. كان التدخل غير مباشر ويتم عبر محاولة إقناع بعض الأشخاص. لم يكن هناك فرض إرادة.

كان إلياس سركيس مرشح «النهج» وقد التقيته في منزل أحد الأصدقاء، وقلت له إن انتخابك سيعني استمرار العهد الشهابي و «المكتب الثاني». طبعاً اليوم نترحم على أيام «المكتب الثاني» قياساً على حكم المخابرات والاستخبارات. قلت له أيضاً ليس لدينا شيء ضدك كشخص لكننا لا نؤيد نهج تسييس العسكر وعسكرة السياسة. دور «تكتل الوسط» كان كبيراً. وللأسف كان هناك بين المنضوين فيه من يصح وصفهم بـ «الطابور الخامس» وقد حاولوا تنفير كميل شمعون بحيث لا يمشي إذا لم يكن هو المرشح. عندها اجتمعت مع كميل شمعون وقلت له نحن على استعداد للسير معك إذا أمّنت العدد اللازم من النواب. وحينها أتدخل لدى الرئيس صائب سلام. في المقابل جرت محاولات مـن جانب «النهج» لترشيح فريد دحداح عن طريق صائب بك سلام. كان هدف هذه المحاولة شق الفريق المعارض.

لم يتمكن شمعون من تأمين العدد اللازم وكان الغرض من لقائي معه ضمان عدم تفكك جبهة المعارضين للمرشح الشهابي. حين رشحنا سليمان فرنجية، ومن دون تواضع مزيف، ذهبت الى جريدة «النهار» وتستطيع أن تسأل الأستاذ غسان تويني. قلت له ليس هناك إلا سليمان فرنجية يستطيع ضمان تأييد فؤاد غصن ونسيم مجدلاني ويمكن النجاح فيه. اتصلت بريمون اده فوافق. اتصلت بكميل شمعون فقالوا لي انه نائم. قلت: «ايقظوه». وضعته في الجو.

ذهبت الى بيت سليمان فرنجية وكان مجتمعاً مع صائب سلام وقلت لحبيب كيروز أكتب: «اجتمع تكتل الوسط وقرر ترشيح السيد سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية». الحقيقة أن صائب بك كان محرجاً بعض الشيء لأنه كان يفضل ريمون اده.

عقدت جلسة الانتخابات وجاء الصوت الأخير لمصلحة سليمان فرنجية. رئيس مجلس النواب صبري حماده أراد إعادة الانتخاب لأن النتيجة كانت 50 صوتاً لسليمان فرنجية و49 صوتاً لإلياس سركيس. الحقيقة أن الدستور صريح. في النهاية أعلنت النتيجة.

أعود الى البداية. كان النواب يتحملون مسؤوليتهم. لم يكن التدخل الخارجي، عربياً كان أم أجنبياً، علنياً. كان يدور في الكواليس ولا يتخذ طابع الفرض.

> كيف كانت علاقتك مع الرئيس فرنجية؟

- سبق وقلت إن الرئيس فرنجية رجل مناقب لكن اختلفنا معه في النهاية. وقد غادر فرنجية القصر بفعل القصف وانتقل الى مكان آخر. أنا مثلاً كنت ضد هيئة الحوار الوطني. الحوار يكون في مجلس النواب ما دام المجلس منبثقاً من انتخابات حرة.

> من جاء بإلياس سركيس رئيساً في 1976؟

- كان هناك تصميم سوري على وصول سركيس. في تلك المرحلة كانت بدأت علاقتنا مع الرئيس حافظ الأسد وكانت قائمة على الاحترام والمودة. فاتحني الرئيس الأسد بموضوع سركيس قائلاً إن لديه صفات جيدة. أنا كنت مؤيداً لترشيح ميشال الخوري نجل الرئيس الراحل بشارة الخوري. فهمت لاحقاً انه كان هناك نوع من الاتفاق الدولي مع سورية على اختيار سركيس. لا أريد أن يفهم إنني اعتبر سركيس صنيعة للأجنبي. سركيس خلوق وممتاز لكنني أفضل أن يتسم الرئيس بالقدرة على الإقدام والحزم. لم أكن مقتنعاً به. كان ظل فؤاد شهاب وأمين سره ومن يعتاد على هذه الأدوار يصعب عليه أن يجلس في المقدمة. في النهاية تخلينا عن ميشال خوري. ولم يكن لريمون اده حظ فقد رشحه الفلسطينيون و «الحركة الوطنية».

عندما حان موعد الانتخاب لم يكن جاء أحد من النواب. أنا جئت من بيروت الغربية تحت الرصاص. عندما أُذيع نبأ وصولي بدأ النواب في المجيء. الحقيقة أن انتخاب سركيس رافقته أجواء من الترهيب بهدف منع انتخابه.

> لماذا أيّدت وصول بشير الجميل الى رئاسة الجمهورية؟

- يجب وضع الحدث في إطاره. كان العمل الفلسطيني المسلح على النحو المعروف. وكان هناك بين الفلسطينيين من يدعو الى تحرير فلسطين انطلاقاً من لبنان. حصلت مشادات بيننا وبين الممثلين الفلسطينيين في لقاءات برلمانية. قلنا لهم لا يجوز أن تعرّضوا لبنان للخطر في حرب تفوق قدرته وتنذر بإضاعة لبنان أيضاً بدلاً من تحرير فلسطين. كان همّنا عدم إعطاء إسرائيل ذريعة لتدمير لبنان.

غزا الإسرائيليون لبنان في 1982. وأقول هنا، ومع الأسف الشديد، إن كثيرين ومن كل الطوائف اعتبروا إيقاف العمل الفلسطيني بمثابة نوع من الإنقاذ. لم يكن الجنوبيون مقتنعين بأن ممارسات المقاومة، التي يدفع أهالي القرى ثمن الردود الإسرائيلية عليها، ستؤدي الى تحرير فلسطين. في الداخل كان الوضع عملياً في يد الميليشيات. كان بشير الجميل زعيماً لميليشيا «القوات اللبنانية» التي تكونت بفعل الخوف من الانتشار الفلسطيني المسلّح.

أنا أصف هنا ما كان قائماً وما أُعلن ولست في وارد التبرير لأحد أو الدفاع عن أحد. في البداية كانت علاقتي مع بشير الجميل سلبية جداً. وأنا الوحيد الذي قال إن مجلس النواب (في قصر منصور آنذاك) يتعرض لاطلاق النار والقصف من المنطقة التي تسيطر عليها «القوات اللبنانية». ووصل الأمر الى حد اطلاق النار على مكان كنا نتناول الغداء فيه في بلدة يحشوش (في كسروان).

التقيت بشير الجميل مرات عدة في منزل شخص أثق فيه هو طارق حبشي وكان نائباً آنذاك. اجتمعنا على ما أذكر خمس مرات. خرجت من لقاءاتي معه بانطباع انه ليس عميلاً لإسرائيل، وإن كان من المتعاملين معها كونه حصل على سلاح منها. كان يعتبر الخطر الفلسطيني داهماً وينطلق في الحديث عن هذا الخطر من موقع لبناني. شعرت انه بريء ويمكن أن تُغسل دماغه أو تؤثر على قناعاته.

استطيع القول إنني ساعدته على تفهّم مسؤولية لبنان العربية وضرورة أن ينهض رئيس الجمهورية بهذا الدور. لا بل إنني شددت على أن لبنان بحكم تركيبته وعلاقاته يجب أن يلعب دوراً طليعياً في الصراع مع إسرائيل.

اقتنع بشير بكل ما قلته له وبدا لي انه سيتصرف كرئيس ضمن الضوابط الوطنية. هناك نقطة أخرى. كان بشير المرشح الوحيد للمسيحيين. حصلت موجة ربما ساهم في اتساعها حصول الاجتياح. في المقابل اختار المسلمون ممارسة فيتو ضد بشير الجميل لكنهم لم يرشحوا منافساً له. هنا شعرت أن البلاد مهددة بفراغ دستوري اعتبرته دائماً من أهداف إسرائيل لتمزيق لبنان أو فرض دورها.

كنت أول مسلم يعلن تأييده لبشير الجميل ثم كرّت السبحة. أعود وأقول تفهّم بشير طبيعة التركيبة اللبنانية وتفهّم دور لبنان العربي.

> ذهبت الى سورية في تلك الفترة وقيل انهم طلبوا منك السعي الى عدم انعقاد جلسة مجلس النواب؟

- هذا الكلام عار عن الصحة. جاءني الضابط محمود مطر وهو قريب من السوريين. قال لي إن (وزير الخارجية السوري) عبدالحليم خدام سيأتي الى شتورة للاجتماع بك والبحث معك في موضوع انتخابات الرئاسة. أجبته أنا أفضّل أن اذهب الى رأس النبع والتقي الرئيس حافظ الأسد وكانت بيننا علاقة محبة واحترام. التقيت الرئيس الأسد وشرحت له وجهة نظري ومخاوفي من فراغ دستوري تراهن عليه إسرائيل، ولفته الى جو الانقسام الطائفي القائم. وكانت عبارة الرئيس الأسد هي التالية: «الخيار صعب». قلت للرئيس السوري إن بشير الجميل ليس شخصاً مرتهناً لإسرائيل وأنا أؤكد ذلك. كرر الأسد إن «الخيار صعب». لم يحصل خلاف. كان بيني وبين الرئيس الأسد علاقة محبة واحترام. لم يطلب مني شيئاً يتعلق بالجلسة. كان خدام حاضراً في اللقاء ولم يتحدث.

عقدت الجلسة بعدما انتظرنا طويلاً اكتمال النصاب واللافت أن أبرز معترض على هذا الانتظار كان الرئيس كميل شمعون وليس الجانب السوري.

> ألم تلتقِ خدام قبل الرئيس الأسد؟

- التقيته وبدأ معي بالحديث، فقلت له لنبحث الأمر مع الرئيس الأسد. أريد أن أقول إن التطورات أظهرت أن بشير الجميل لم يكن مرتهناً لإسرائيل وأنه ذهب الى نهاريا واصطدم مع مناحيم بيغن. ولا استبعد أن تكون لإسرائيل يد في اغتياله فـ «القوات اللبنانية» كانت مخترقة، والدليل انها لم تسلّم القضاء ملف التحقيق الذي أجرته بعد الاغتيال. أدلى بشير بتصريح قال فيه انه يريد أن تكون للبنان علاقات ممتازة مع سورية، وأنا كنت قد اقترحت عليه استخدام تعبير علاقات مميزة. اتصلت به فقال، قلت ممتازة. فأجبته وعلاقتنا يجب أن تكون ممتازة مع الجميع ومميزة مع سورية. لم تكن لديه الحساسية الكافية على التعابير في العربية. في اليوم التالي استخدم كلمة مميزة.

> هل تفاهمت معه على خطوات معينة؟

- تفاهمنا على مبادئ عامة، لبنان عربي وصاحب رسالة عربية. كان بشير الجميل مخلصاً ولديه نوع من الطهر. ليس لديّ أي شك في وطنيته. اقتنع أن لبنان يجب أن يكون صاحب دور. عندما ذهب الى نهاريا رفض أن يبرم اتفاقاً مع إسرائيل.

الرئيس صائب سلام التقى بشير بعد انتخابه واعتقد انه اقتنع به.

> تولى أمين الجميل الرئاسة فكيف كانت تجربتك معه؟

- الاستحقاق الأهم كان «اتفاق 17 أيار». ومرّة جديدة أقول إن أي حدث يجب أن يُناقش في الإطار الذي جرى فيه. كان لبنان محتلاً ومن الطبيعي أن تكون الأولوية لإزالة الاحتلال. ثم انه كان من المطلوب أن يتخلص لبنان من الاحتلال بأسرع وقت ممكن لقطع الطريق على أي فتنة تسعى إسرائيل الى إثارتها. صحيح انه كان لدينا القرار 425 لكنه لم يكن مطبّقاً أسوة بقرارات كثيرة لمجلس الأمن.

جاء الجانب الأميركي وأبدى استعداده لمساعدة لبنان على ضمان انسحاب إسرائيل بموجب صيغة لا تفرض قيوداً على لبنان أو التزامات تتناقض مع انتمائه العربي. سُئلت في تلك المرحلة عن فكرة المفاوضات المباشرة فقلت إنني لا أرى مانعاً ما دام الهدف استعادة الأرض والسيادة وما دام الأمر لن يمسّ بالثوابت الوطنية والقومية. وهكذا كان.

هذه هي الأجواء التي وافق لبنان على أساسها على التفاوض. أذكر إنني كنت والرئيس شفيق الوزان والأستاذ غسان تويني في مكتب الشيخ أمين الجميل وتلقى اتصالاً من المرحوم الرئيس حافظ الأسد. تحدث الشيخ أمين وبعد انتهاء المكالمة سألته عن الجو فراح يعيد عليّ ما قاله للرئيس الأسد. قلت له سمعت ما قلته أنت، ماذا قال الرئيس السوري؟ فأجابني أن الأسد قال له أنا أثق بك وبأنك تعمل من أجل إنقاذ بلدك. لكنني حتى اليوم لم أفهم لماذا سمّاه الرئيس الأسد لاحقاً «اتفاق الإذعان». للأسف لم ألتق الرئيس الأسد بعد ذلك التاريخ.

الحقيقة أن الاتفاق ينص على الجلاء من دون قيد أو شرط. هناك جملة تتحدث عن إنهاء حالة الحرب. ولم يكن المقصود منها إقامة سلام بل العودة الى اتفاق الهدنة. لم يكن هناك ما ينص على إبرام معاهدة سلام أو على تطبيع. أنا اعتقد أن «اتفاق 17 أيار» أشرف بكثير من صيغة مدريد. في صيغة مدريد هناك الأرض في مقابل السلام أي الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات معها. «اتفاق 17 أيار» لم ينص على مقابل للجلاء الإسرائيلي وبهذا المعنى فإنه يعكس روحية القرار 425. العرب يتمسكون اليوم بشرعية مدريد الدولية وهو ما لا تسلّم به إسرائيل. وهذه الشرعية تنص على الاعتراف بإسرائيل وإقامة صلح معها وعلاقات وتبادل سفارات وتطبيع. هذا هو «اتفاق 17 أيار» كما قدم لنا وكما عرفته. ثمة من يقول انه كانت هناك اتفاقات سرية. لم نعرف بشيء من هذا النوع. وكان على الذين تحدثوا عن الخيانة أن يشرحوا الأسباب وما إذا كانت لديهم معلومات ليست في حوزتنا.

الإسرائيليون نقضوا الاتفاق والأميركيون تخلّوا عنه. صباح ذات يوم قرأت تصريحاً لروبرت ماكفرلين مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي يقول فيه إن لبنان لا يستطيع السير في «اتفاق 17 أيار» بسبب عدم وجود اتفاق لبناني حوله. وكان ماكفرلين في القصر الجمهوري في لبنان. أرسلت وراءه فجاء الى مجلس النواب وسألته عن التصريح. وقلت له أين توجد موافقة بنسبة 99 في المئة في بلد ديموقراطي وأفهمته أن كلامه يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي. تفهّم ماكفرلين موقفي. اتصلت بالرئيس الجميل والتقينا عنده في اليوم التالي.

لا أريد القول إن أمين الجميل بلفنا لكنه لم يقل لنا كل الحقيقة. كان متفقاً مع الأميركيين على إلغاء الاتفاق. لم يقل لي هذا الأمر. كان الجميل يقول لماكفرلين: «كامل الأسعد يتحدث باسم الدولة ككل». سأل ماكفرلين: «ماذا أفعل إذاً؟». قلت له: «تذهب الى الرئيس ريغان وتقول له إن الدولة اللبنانية مستمرة في الموضوع». فهمت لاحقاً أن الشيخ أمين أبلغه موقفاً آخر بعد مغادرتي.

الحقيقة إنني كرئيس للمجلس كنت في هذا الموضوع في وضع الزوج المخدوع أي آخر من يعلم. كنت أتعاطى مع الكلام الرسمي ولم أكن مهتماً بما يدور في الكواليس. قيل إن الدولة اللبنانية اتفقت مع السوريين على الانسحاب لإحراج الإسرائيليين. ثم جاءت إسرائيل وطالبت بتزامن الانسحابات. الاتفاق يلزم الطرفين ولا يلزم شخصاً ثالثاً. أبرم المجلس «اتفاق 17 أيار». عقدت جلسة الحوار في لوزان، وجاء بعدها الدكتور إيلي سالم (وزير الخارجية) ليهنئني على موقفي فســـألته لماذا ذهبت إذاً؟ كنا قد شكّلنا لجنة طوارئ نيابية تمثل كل المجلس وقلنا إننا لا نقبل إلغاء الاتفاق من دون توفير بديل.

حين أُلغي الاتفاق فرط النواب. السياسيون يغيّرون مواقفهم. وبهذا المعنى انقذني تولي حسين الحسيني رئاسة المجلس النيابي خلفاً لي من إحراج إذ لم يكن في استطاعتي قبول الطريقة التي اعتمدت في التعامل مع شأن بهذا الحجم.

> لم تلتق الرئيس الأسد بعد ذلك؟

- نعم. الحقيقة لو إنني كنت أعرف انه في حال الخطر صحياً لما عدمت وسيلة لرؤيته. كانت بيننا علاقة مودة واحترام. حدثت ملابسات قبل ذلك. ربما أكون مسؤولاً عن جانب منها في موضوع عدم التجاوب.

في 1990 كنت في باريس وكان هناك عدد من النواب الذين تركوا المنطقة الشرقية بسبب القصف، زارني النائب الشيخ مخايل الضاهر وقال لي إن الرئيس إلياس الهراوي اقنع الرئيس الأسد بأن تتولى أنت رئاسة المجلس النيابي. كان ذلك قبل إطاحة العماد ميشال عون. قلت له: «أنا تهمّني الوسيلة. ربما إذا كان هناك تفاهم، أنا أطلب تولي وزارة الداخلية لإرساء قواعد الأمن بعد الفلتان، لكن هل تريد إقناعي أن الرئيس الهراوي يمكن أن يقنع الرئيس الأسد أو يمون عليه. أعتقد أن الهراوي يذهب ويتسلّم اسم الرئيس الجديد للمجلس».

> تعيشون في شبه غربة عن النظام الذي قام بموجب اتفاق الطائف، لماذا هذه الغربة؟

- النظام شيء وآلة الحكم شيء آخر. بالنسبة الى النظام كنصوص نحن لدينا مآخذ على الجو الذي كان مسيطراً عندما ولدت صيغة الطائف. كان الجو جو توزيع بين المسيحيين والمسلمين. أي يأخذ المسلم الصلاحيات ويعطي الأمن للمسيحي. بمعزل عن انتمائنا الديني نقول إن هذا الجو ليس وطنياً. أنا أقول إذا كانت مصلحة الدولة تقضي أن يأخذ رئيس الجمهورية صلاحيات فليأخذها. إذا كانت مصلحة الدولة تقضي بأن ننزع منه بعض الصلاحيات فلتُنزع.

> كيف ترى وضع الطائفة الشيعية اليوم؟

- أنا اعتبر أن هناك مجتمعاً أهلياً موحداً. لا يسيء الى هذا المجتمع وجود أديان ومذاهب. الطائفة الشيعية هي جزء من هذا المجتمع ومصلحتها من مصلحته. الشيعة جزء من هذا الشعب. يحكى اليوم عن ولاءات لهذا الطرف الإقليمي أو ذاك. لا أحد يقوم باستفتاء الناس. لا شك أن «حزب الله» استقطب فريقاً كبيراً. المشاعر الوطنية والمقاومة والمشاعر الدينية. وهناك المساعدات الإيرانية ودورها. أعطيك مثلاً: حين يتحدث السيد حسن نصرالله (الأمين العام لـ «حزب الله») في المحتشدين في ذكرى عاشوراء ويطلق مواقف سياسية فهذا لا يعني أن كل الحاضرين يتفقون معه في كل ما قاله. يمكن أن يجمعوا على محاربة إسرائيل لكن قد تختلف مواقفهم بالنسبة الى الباقي. أنا اعتبر أن الوحدة بين اللبنانيين موجودة وقائمة وأن محاولة إظهار الانقسامات مفتعلة.

> بعد هذه التجربة الطويلة، أين أخطأت؟

- ربما أكون أخطأت في اتفاق 17 أيار (مايو) لأنني لم أذهب في البداية لرؤية الرئيس حافظ الأسد وتذليل الصعوبات إذا وجدت. تركنا الأمر للشيخ أمين (رئيس الجمهورية). ربما كنت أخذت بمآخذه وربما كنت حاولت إقناعه. الشيخ أمين قال انه متفاهم مع السوريين وصدّقنا. في الباقي اتخذت دائماً المواقف المنسجمة مع قناعاتي الوطنية. في موضوع التجديد لفؤاد شهاب لم تكن لي مصلحة شخصية. لم أحب أن يوحي رجل، مهما كانت صفاته، أن لا أحد غيره في البلد يتمتع بمثل هذه المواصفات.

> هناك شكوى من أنك تعامل السياسيين بنوع من التعالي كونك وريث زعامة؟

- المسألة لا علاقة لها بالتعالي. أنا أناقش واقتنع، لكنني أعتبر أن على المسؤول أن يحترم نفسه وأن لا يسيء الى موقعه.

> كيف تمضي وقتك؟

- أمارس الرياضة وأدير مكتب المحاماة. الدعاوى المرفوعة ضدي تحتاج الى مكتب. للأسف السياسة اليوم توجه بعض القضاء. القضاء يخضع للسياسة أيضاً وليس للقدر وحده.

> انتخبت نائباً في 1953 ويقولون إنك كنت في العشرين؟

- نعم أنا من مواليد 1933 وقمت بتكبير سني مرتين لأستوفي الشروط، بمعنى أنني صرت رسمياً من مواليد 1928.

> بعد نصف قرن من العمل السياسي والنقابي، هل تشعر بأنك أديت ما تطلّعت إليه أم إنك تشعر بالمرارة؟

- لديّ شعور بأنني أدّيت ما استطعت تأديته وبانسجام تام مع قناعاتي. الناس صنفان، صنف  يتبع مصلحته ولو كانت على حساب المصلحة العامة، ولعل هذا الصنف يمثّل الأكثرية الساحقة في العالم اليوم حيث تحول كل شيء الى «بيزنس»، وهناك صنف آخر يهتم المنتمون إليه بالانسجام مع أنفسهم والصدق معها، وهؤلاء أقلية بالتأكيد. أقول صادقاً إنني كنت دائماً على اتفاق مع ضميري. وأنا أعتبر أن مصلحتي الفعلية والأولى هي أن أكون متفقاً مع ضميري. لقد اتخذت مواقف ضد مصلحتي الخاصة والمباشرة، أنا أعيش مع ضميري 24 ساعة ولا أقبل أن أخلّ بانسجامي مع نفسي. من هذا المنطلق اتخذت مواقفي، ربما لم أنجح في كل ما تطلعت إليه والسبب أن قوى الشرّ أوسع وأكبر. لم أعتبر يوماً أن لمنصب قيمة إذا كان الوصول إليه أو الاحتفاظ به يدخلني في خلاف مع ضميري وقناعاتي أو احترامي لمبادئي ولنفسي.