المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 25 تموز/10

رومة الفصل 13/المحبة الأخوية/8-14

لا يكن عليكم لأحد دين إلا محبة بعضكم لبعض، فمن أحب غيره أتم العمل بالشريعة. فالوصايا التي تقول: لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشته وسواها من الوصايا، تتلخص في هذه الوصية: أحب قريبك مثلما تحب نفسك. فمن أحب قريبه لا يسيء إلى أحد، فالمحبة تمام العمل بالشريعة. وأنتم تعرفون في أي وقت نحن: حانت ساعتكم لتفيقوا من نومكم، فالخلاص الآن أقرب إلينا مما كان يوم آمنا. تناهى الليل واقترب النهار. فلنطرح أعمال الظلام ونحمل سلاح النـور. لنسلك كما يليق السلوك في النهار: لا عربدة ولا سكر، ولا فجور ولا فحش، ولا خصام ولا حسد. بل تسلحوا بالرب يسوع المسيح، ولا تنشغلوا بالجسد لإشباع شهواته

 

خطاب رجل الدولة ومعزوفة "فوفوزيللا" الإيراني

 أحمد الجارالله/السياسة

خطابان لبنانيان يستدعيان التوقف عندهما لمعرفة الفارق بين خطاب العقلانية وخطاب "فوفوزيللا" التحريض الميليشياوي الرامي الى جعل لبنان حديقة خلفية للصراعات الاقليمية... بين خطاب سعد الحريري, الحديث في العمل السياسي الذي استطاع في سنوات قليلة ان يتحدث بلغة رجل الدولة القادر على أخذ لبنان الى المزيد من الاستقرار, وبين حسن نصرالله, المتمرس في العمل السياسي, لكنه لا يزال يعيش ذهنية الميليشيا التي لا تفهم بغير لغة التهويل والتخوين.

رغم العقلانية التي بني عليها خطاب رئيس الحكومة اللبنانية سعد رفيق الحريري عندما تطرق الى قضية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في كلمته أمس, لم يضع النقاط على الحروف بما يقطع دابر الشر الذي يسوق له المغامرون, وهذا يدعونا الى العتب من موقع المحب لأن الدول لا تحكم بمنطقي المزرعة والدولة, ولابد من الخيار بينهما, و رغم ان غايتنا جميعا استقرار لبنان, فهذه الغاية ليست لبنانية فقط إنما هي عربية ودولية, ولكنها ايضا لا يجب ان تكون على حساب هذا البلد الصغير المثقل بالكثير من الهموم حتى تكون نافذة يهرب منها الذين استمرأوا ارتكاب الآثام الكبرى واعتادوا الفرار من العقاب, ولا ان تقوَّض العدالة الدولية نزولا عند ابتزاز أرعن يحاول فرضه حسن نصرالله على لبنان والعرب. لقد آن الأوان للبنان ان يخرج من نفق الارتهان لبضعة أفراد تخيلوا ان امتلاكهم السلاح يخولهم أسر الدولة وفرض ارادتهم على كل اللبنانيين, وان اختطافهم لقرار طائفة يؤهلهم لفرض ارادتهم على كل الطوائف اللبنانية, وربما هؤلاء لا يعرفون تاريخ بلادهم جيدا, ولا يعرفون ان الطوائف في لبنان جعلت منه رئة نظيفة يتنفس منها الشرق كله حيوية التواصل المعرفي والحضاري بين الاديان, وإن كل أصحاب الرؤوس الحامية والمغامرين, على مر التاريخ, لم يستطيعوا ان يجعلوا من الطوائف اللبنانية حصان طروادة لتمرير مشاريعهم او مشاريع أسيادهم, فهذا البلد تتساوى فيه تلك المكونات مهما كبرت أو صغرت أمام الوطن, وهناك الكثير من القوى التي حين سارت في المسار الطائفي انعزلت وسقطت ونسيها الناس, وها هو "حزب الله" أوضح الامثلة على المآل الذي ينتظر أحصنة التطييف والتجييش المذهبي المقيت, هذا الحزب الذي اتخذ من الشحن المذهبي والتهويل بالفتن خيارا له لصرف الانظار عما دبر في ليل ليس للبنان فقط, بل للمنطقة كلها من اجل تحقيق أوهام إقليمية توسعية, أقل ما يقال فيها أنها أضغاث أحلام ليلة صيف لن تستطيع دونكيشوتية حسن نصرالله في صراعه مع طواحين الهواء ان تغير من واقع الحال, وليس توزيع الاتهامات يمينا وشمالا, لبنانيا وعربيا, سيغير من الحقيقة التي باتت واضحة للناس أجمعين, و لا دفن الرؤوس في الرمال ينفع في هذا الزمن الذي باتت فيه العدالة الدولية أكثر قدرة على العقاب.

حسن نصرالله يوزع صكوك الوطنية كما يوزع المهرج الحلوى على الاطفال, فمن نصبه قاضي محكمة الوطن حتى يخوِّن هذا ويبرىء ذاك, وهو ليس اكثر من مسؤول حزبي لا صفة رسمية له في الدولة اللبنانية, وهو وحزبه يتبعان أسلوب كاد المريب يقول خذوني? فقبل ان يطلب حسن نصرالله من قادة حركة"14 آذار" ان يراجعوا أنفسهم أليس من حق البسطاء اللبنانيين ان يطالبوا نصرالله ذاته بكشف حساب تاريخي عما اقترف هو وحزبه طوال العقود الثلاثة الماضية? لا نقول فقط ان مبدأ العين بالعين والسن بالسن, يجب ان يسود, بل نسأل: اذا كان "حزب حسن نصرالله" اسلامي المنهج, أليس تطبيق القواعد الاسلامية الصحيحة هو الاولى? أو ليس من اعتدى على الناس يجب ان يعاقب؟

رجل الدولة قال كلمة الدولة و وضع حدا بين زمن التهويل والتخويف والتخوين, ورجل الميليشيا يحاول تكرار خطابه كل يوم من دون تعب, ولا يفرق بين قضية محقة وبين محاولة ابتزاز الوطن بأكمله من أجل مصالح ليس للبنان بها اي مصلحة, فهو يبغي تفصيل المحكمة الدولية على المقاس الذي يريده, وان تكرر ما يقوله من دون اي تبصر في الحقائق, فنصرالله نسي ان أحدا لم يتهمه مباشرة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, إنما هو بسلوكه اتهم نفسه واتهم الحلفاء والمناصرين, وخرج الى العالم, ساعة يتهم الاستخبارات الاسرائيلية وأخرى المخابرات الاميركية, وفي ثالثة يختلق جهة ثالثة ليرمي عليها الاتهام, لكنه لم يدرك للحظة واحدة أنه يحوم دائما حول الجريمة.

ربما هنا يكون سعد الحريري قد أخطأ حين وجه نصيحة لأصحاب أجندة خارجية باعوا وطنهم بحفنة من المال مما أصابهم بالصمم فلم يعودوا يستمعون الى النصيحة, بل إنه كلف نفسه عناء الرد غير المباشر على البوق الايراني الذي بات الجميع يعرف اللحن النشاز الذي يعزفه, او بالاحرى ينفخ في كير الفتنة, فالنافخ بكير الفتنة يا شيخ سعد لا ينفع معه الهدوء والحكمة, بل يجب ان يواجه دائما, ولا يسكت على الترهات التي يسوقها بين الناس. لقد أصبحت كل قوى "14 آذار" الان مطالبة ان توقف سيل اتهامات حسن نصرالله عبر الحجة بالحجة, والكلمة بالكلمة, حتى لا يغرق لبنان مجددا في أتون مغامرات

"فوفوزيللا" الإيراني.

أحمد الجارالله

 

حزب الله عامل حالو ما فهم

 السبت, 24 يوليو 2010

يقال نت/قال سياسي لبناني مخضرم تعليقا على الكلام الصادر عن "حزب الله"وجوقته،لجهة التركيز على أن رئيس الحكومة سعد الحريري لم يُعلّق على كلام الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله،لجهة تبليغه بأن قرارا سوف يصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان يدين مجموعة من "حزب الله"،بالقول:"حزب الله،في هذه الأيام،عامل حالو مش عم يفهم"!

ولفت السياسي الى أن الحريري في كلمته في المؤتمر التأسيسي ل"تيار المستقبل"،وقف الى جانب نفي نوابه،عندما قال على طريقة رجل الدولة الذي لا يريد أن يدخل في سجال "تأجيجي"مع نصرالله: "لا مكان في قاموسنا الوطني للفتنة المذهبية ولا نبني احكامنا على أي معلومات ولا اي وقائع في عهدة التحقيق."

 

الزحليون يقولون كلمتهم مجددا: عون في زحلة من دون مستقبلين! النائب ميشال عون في زحلة... لكن من دون مستقبلين!

موقع القوات/هذا هو في اختصار واقع زيارة عون الى زحلة التي حاول إعلام 8 آذار القيام بأكبر حملة ترويجية لها في محاولة لتعويم وضع الجنرال المنهار. فرغم كل محاولات الـLBC وتلفزيون الجديد و"المنار" والـOTV للترويج للزيارة إلا أن التجاوب الشعبي كان معدوما. فالـLBC خصصت مطلع نشرتها عند الثالثة من بعد ظهر السبت ولأكثر من 10 دقائق للترويج للزيارة (رغم فشلها الفاقع) فأجرت ريبورتاجات وأخذت مقابلات مستميتة لتجييش الجمهور لمصلحة عون. أما "الجديد" فمنذ ظهر الجمعة وهو يصوّر اليافطات المرفوعة في زحلة ويروّج لزيارة عون، وحدث ولا حرج عن الآخرين. إلا أن الثابتة الوحيدة تبقى أن زحلة والزحليين برهنوا من دون أدنى شك أنهم أوفياء للمبادئ والثوابت ولخط "القوات اللبنانية" و14 آذار من دون تردد. ولقد أثبت الزحليون أنهم، ومن خلال إفشالهم الكامل لزيارة عون، إنما جددوا استفتاءهم لمصلحة قوى 14 آذار في زحلة. ولن تنفع كل محاولات الإعلام المرتزق في تزوير الصورة الحقيقية لإرادة الزحليين مهما فعلت الكاميرات التي لا تجد أي حشد لتصوّره!

 

ماروني لـ"الشرق الأوسط": للجنرال بعض أنصاره وحزب الله يقوم بالواجب للحشد

أوضح النائب الكتائبي إيلي ماروني في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" "إننا سبق أن أبدينا استعدادنا للمشاركة، انطلاقا من احترام أي ضيف يأتي إلى المدينة، لكن بعد إشارة عون إلى أن المكان لا يتسع، نقول له شكرا، ولم يكن لك من قبل مكان في زحلة بين صفوف ممثليها، وأخرجتك من الندوة البرلمانية، إننا إن شاركنا أو لم نشارك، فلن يزيد ذلك من حضورنا".

وذكر ماروني أننا "سبق أن قلنا أهلا وسهلا بالعماد عون في زحلة، وهي مدينة تحسن الضيافة، وهو لبناني ومن حقه أن يزور المدينة، وله بعض أنصاره فيها".

وعما إذا كان يتوقع حشدا شعبيا، أجاب: "أعتقد أن حزب الله سيقوم بالواجب، وسيكون موجودا مع أنصاره لتأمين الحشد اللازم"، مشددا على أن ما من شعارات تدغدغ مشاعر الناس الذين لديهم الوعي الكافي لحسم خياراتهم.

 

زهرا: هدف فرنجيه فكفكة 14 آذار ومهاجمة القوات والكل يعلم ان حبيقه هو من قتل طوني فرنجية وسليمان فرنجية اصبح صديقا له

 يقال نت/السبت, 24 يوليو 2010

رد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا، خلال مداخلة على محطة "MTV"، على كلام النائب سليمان فرنجيه الذي قال فيه "ان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع قتل رئيسي جمهورية وحكومة وتعامل مع الموساد والمخابرات الاجنبية"، وقال زهرا: "بكل بساطة مع صدور كلام الوزير فرنجيه بالامس اكتملت الجوقة، اصبح هناك ناصر قنديل ووئام وهاب وسليمان فرنجية، وكلنا يعلم من يحركهم وبأي أجواء. أما الهدف المعلن للوزير فرنجيه والذي حذر فيه الرئيس الحريري من اقامته علاقة مع هكذا شخص، فهو فكفكة تحالفات 14 آذار ومهاجمة القوات اللبنانية التي هي اليوم بمواجهة التصدي لكل مشروعهم، طبعا بالتعاون مع حلفائها، ولكنها قادرة على التعبير بشكل واضح ويومي وجلي عن المواقف". واكد زهرا "ان حلم سمير جعجع هو ان لا يموت احد في لبنان وان لا يعتدي احد على احد، لذلك هو يراهن على الدولة وعلى الجيش اللبناني تحديدا، والذي يعتقد، للاسف، الوزير فرنجية انه يستطيع ان يحرضه على القوات اللبنانية، ولكنه نسي ان الجيش اللبناني هو جيش كل لبنان وكل اللبنانيين، ومسؤول عن كل اللبنانيين، وكل هذه المحاولات السخيفة ليست في مكانها". وقال: "لقد قال الوزير فرنجيه ان سمير جعجع ليس مهما ولا يشكل أي حالة، ولسليمان فرنجيه اقول: اذا كان هذا الكلام صحيحا، فلماذا قضيتك الوحيدة هي التهجم على سمير جعجع واطلاق ادعاءات تعاكس الحقيقة، ابرزها، وللتدليل على مدى كون سليمان فرنجيه بتصرف من يحركه، حين قالوا له قاتل والدك يجب ان تصالحه فاصبح صديقه، والكل يعلم ان ايلي حبيقه هو من قتل طوني فرنجيه، ولم يصالحه فقط، بل اصبح صديقا له، لانه هكذا تلقى الأوامر، وبالتالي يتصرف بناء على أوامر واضحة، والاكثر من ذلك، اذا كان هناك "زعران" أجبروا اساتذة وطلاب على فتح الطرقات في 23 كانون، ليقل لنا الوزير فرنجيه من هو البروفسور من جماعته الذي قتل رياض ابي خطار في البترون، وما زال فارا حتى اليوم. وفي كل الاحوال، هذه حلقة متكاملة، ومناخات العمالة باتت واضحة، وليعلم الجميع ان العملاء هم الذين يخدمون مصالح الآخرين على حساب مصالح وطنهم، بالاضافة الى الجواسيس الذين يتم القبض عليهم، من يقدم مصلحة اي دولة اخرى على مصلحة بلاده هو العميل، وكلنا يعرف اين هي مناخات العمالة واين هي الاجواء الحاضنة، والقوات اللبنانية، على مدى تاريخها، لم تتعامل سرا مع احد، وكل تعاملها كان يحصل في العلن عندما كانت تضطر للتعامل مع اي كان".

 

جنبلاط :بعد مقتل كمال جنبلاط قتل الجهل والظلم عشرات بل مئات المسيحيين الأبرياء ومحكمة دولية لم تكن لتعالج هذا الموضوع

 يقال نت/السبت, 24 يوليو 2010 كرم رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، في قصر المختارة اليوم، رئيس وأعضاء وفد دروز عرب فلسطين لمناسبة انتهاء زيارتهم الى لبنان ومشاركتهم في المؤتمر الاول للمغتربين الدروز، في حضور نجليه تيمور واصلان، وقرينته نورا، رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان، وزراء "اللقاء الديموقراطي": غازي العريضي، اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، النائبين فادي الاعور ومروان حمادة، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن قاضي المذهب غاندي مكارم، المرجع الروحي الشيخ ابو سليمان حسيب الصايغ، رئيس الاركان في الجيش اللواء شوقي المصري، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، نائب رئيس تيار "التوحيد" سليمان الصايغ، قضاة المذهب: نصوج حيدر، فؤاد حمدان، فؤاد البعيني ونزيه ابو ابرهيم، وشخصيات وهيئات روحية واجتماعية واهلية وعدد من المدراء العامين ومئات المشايخ.

وألقى جنبلاط كلمة قال فيها: "بإسمي وبإسم الامير طلال والمشايخ الاجلاء والنواب الكرام والجميع، نرحب بالوفد العربي المعروفي من فلسطين المحتلة، نرحب بالشيخ عوني خنيفس ورفاقه في المختارة، التي في هذه اللحظة أراها يطل عليها من بعيد سيدها كمال جنبلاط شهيد فلسطين والعروبة، كيف لا وهو الذي عمل في كل حياته من أجل العروبة وفلسطين وناضل من اجل العروبة وفلسطين واستشهد من اجل العروبة وفلسطين، صحيح انه خرج من بيئة لبنانية في مرحلة معينة ضيقة، لكنه التحق بالركب العربي الكبير والركب الفلسطيني والركب الدولي، وصحيح انه استشهد من اجل فلسطين، لكن للتاريخ وللعبر. بعد الاربعين (على اغتيال كمال جنبلاط) زرت دمشق التواصل الوطني والقومي والموضوعي والتاريخي لعرب الدروز في لبنان ولجميع الوطنين اللبنانين من اجل فلسطين والعروبة، ايا كانت التضحيات ترخص".

أضاف: "قد يتساءل البعض اليوم ونحن على مشارف مرحلة دقيقة جدا من تاريخنا، آنذاك لو كنت لاطالب على سبيل المثال بمحكمة دولية ماذا كان قد حدث؟ وما نفع المحكمة آنذاك، وفي اللحظة نفسها التي قتل فيها كمال جنبلاط قتل الجهل والظلم عشرات بل مئات من المسيحين الابرياء في الجبل لا حول لهم الا فقط التجأوا الينا لكن يد الظلم والجهل اردتهم. هل كانت المحكمة الدولية لتعالج هذا الموضوع؟ حتما لا. اقول هذا فقط ربما نعتبر والآتي الينا قد يكون اعظم وقد يكون اسهل اذا ما الحكمة استفحلت بعقول القيمين الذين يتحملون مسؤولية الوحدة الوطنية".

وتابع:"العامل اللبناني، الخصوصية اللبنانية لا تلغي التواصل الوطني والقومي لذلك العلاقة المميزة مع سوريا اساس، ولذلك صنعناها، انتم ونحن، بالدم. واتفاق الطائف يحاول البعض اليوم ان يتناساه او لا يذكره، اتفاق الطائف الذي ينص على العلاقات المميزة مع سوريا والهدنة مع اسرائيل، لا صلح، لا سلم، لا تسوية مع اسرائيل، اعلم ان الكيانية اللبنانية اخذت اشكالا مختلفة عبر التاريخ من الفينقة الى الامارة، الى لبنان الصغير الى لبنان الكبير والمتصرفية وغيرها من النعوت لكن يبقى ان لبنان بالدم جعلناه واكدناه عربيا عربيا. لذلك ومن قبلنا ومن بعدنا، كما استشهد الشيخ عوني خنيفس في كلمته الاولى رأى شكيب ارسلان البعد الوطني والبعد الاسلامي للبنان وللعرب الدروز في لبنان، في فلسطين، في سوريا وفي كل مكان، فشكيب ارسلان عايش تلك المرحلة قبيل انهيار السلطنة العثمانية ولا بد في يوم ما من مراجعة تاريخ السلطنة العثمانية، كم كتب فيها من مغالطات، لكن كانت الحاضن الاكبر للعرب والمسلمين في مواجهة التحدي الغربي الذي لاحقا عندما انهارت اعطى فلسطين لليهود وقسم المنطقة اربا اربا".

وأردف بالقول: "من هنا اهمية التواصل والمتابعة معكم ايها الأخوان، ان اهمية الجهد الوطني الجبار التي قامت به سوريا ايام حافظ الاسد وايام بشار الاسد، لانها استقبلت وفودا متعددة من الجولان المحتل ومن فلسطين المحتلة من اجل التواصل الوطني والقومي والسياسي والمذهبي والاسلامي والعربي. سنتابع هذا التواصل معكم، والمملكة العربية الهاشمية الاردنية (استضافت) اللقاءات الاولى التي جمعتنا من اجل هذا التواصل العربي والوطني والقومي ومن اجل مساعدتكم لاخراجكم او اخراج البعض منكم من قوقعة الانعزال والسيادية ومن ضغط الصهيونية ومن اجل الجندية الاجبارية في فلسطين المحتلة. اهلا وسهلا بكم الشيخ عوني (خنيفس، رئيس الوفد) اهلا وسهلا بالجميع اهلا وسهلا بأهلنا العرب الاحرار المعروفيين من فلسطين المحتلة، اهلا وسهلا بك يا حليفي وصديقي الامير طلال ارسلان، والى مزيد من اللقاءات والمتابعات من اجل وحدة الصف والعروبة وفلسطين".

من جهته، قال رئيس لجنة التواصل رئيس الوفد الدرزي الشيخ عوني خنيفس: "اخيرا وطأت قدمانا ارض لبنان وكسرنا جدار العزلة، وحطمنا القيود ورفعنا الحواجز بعد أكثر من ستين عاما من الانقطاع. دروزا عربا اقحاح، ابناء فاطمة الزهراء وشكيب ارسلان وسلطان الاطرش وكمال جنبلاط ومجيد ارسلان. ان الحقوق لا تستجدى استجداء بل تستل استلالا ولو بالدم والدموع هكذا نحن نكون او لا نكون". وختم مشددا على الوحدة.

بعدها كان غداء على شرف الحضور.

 

باريس: لا شيء يوقف المحكمة الخاصة

السبت, 24 يوليو 2010/الحياة/باريس - رنده تقي الدين

قال الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو رداً على سؤال «الحياة» حول تعليق باريس على ما قاله الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في شأن المحكمة الدولية، «ليس لي اي تعليق حول تصريحات هذا أو ذاك حول المحكمة الدولية الخاصة بالرئيس رفيق الحريري، لكنني أريد تأكيد مبادئ فرنسا حول هذه المحكمة، وهي:

- ان فرنسا تريد كشف كل الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه.

- فرنسا تدعم اللبنانيين في رغبتهم بعدم قبول الفلتان من العقاب للمجرمين.

- فرنسا كما الأسرة الدولية تدعم كلياً أعمال المحكمة الخاصة الدولية للبنان.

- فرنسا تتمنى أيضاً ان تتمكن المحكمة الدولية من الاستمرار في عملها باستقلالية تامة وفي هدوء».

وأضاف فاليرو ان «الذين يعملون في إطار هذه المحكمة بحاجة الى العمل بالهدوء والاستقلالية». وعما نقله نصرالله عن أقوال الرئيس الحريري له حول المحكمة قال فاليرو: ليس لدينا اية معلومات حول الموضوع وهذا لأننا حريصون على التزامنا باستقلالية المحكمة الدولية».

وأضاف ناطق رسمي آخر انه «بالنسبة لجميع المحاكمات الدولية، وليس فقط المحكمة الدولية للبنان، قضاؤنا دائماً يدعمها لأن نظامنا القضائي يرفض الفلتان من العقاب، وكان القضاء الفرنسي محركاً اساسياً للمحكمة الجنائية الدولية، وهو يتعاون ويدعم كل المحاكم الدولية، وخصوصاً المحكمة الخاصة بلبنان».

الى ذلك، قال مصدر فرنسي مسؤول لـ «الحياة» انه «حان الوقت لكي يفهم الجميع ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي مسار مستقل عن اي تدخل، وإنه مسار يجري ولن يتوقف مهما حصل وأن لا أحد يمكنه التدخل لتوقيف هذا المسار لأن المحكمة أصبحت إطاراً قضائياً ذاتياً والعمل فيه جار مهما كانت الأحداث أو الأقول الخارجية عنه».

 

يديعوت": قرار بلمار الثاني يتضمن 20 مسؤولاً وعنصراً من حزب الله

نهارنت/ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية أن المدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بلمار، سيصدر قراره الاتهامي على دفعتين: "الأول يتضمن أسماء ثلاثة إلى خمسة عناصر من حزب الله، بوصفهم مذنبين في عملية الاغتيال، فيما يصدر القرار الثاني مع نهاية العام الجاري، ويتضمن نحو 20 مسؤولاً وعنصراً من الحزب، بوصفهم مشاركين في الاغتيال".

ونقلت الصحيفة تقديراً لمصدر في الاستخبارات الإسرائيلية بأن "المواجهة الداخلية بين السلطة اللبنانية برئاسة سعد الحريري وقيادة حزب الله، تسبب شرخاً في العلاقات الوثيقة بين إيران وسوريا"، بل إن المصدر الإسرائيلي نفسه قال إن "الحرس الثوري الإيراني يقدّر بأن الرئيس السوري بشار الأسد، يعتزم التخلي عن حزب الله، كي يتمكن من إعادة السيطرة السورية على لبنان". 

 

واشنطن تؤكد دعمها "القوي" للمحكمة وباريس تنفي علمها بما سيصدر عنها

نهارنت/شددت العاصمة الفرنسية على استقلالية عمل المحكمة الخاصة بلبنان وصفاء العاملين فيها لأن ذلك ضروري لمتابعة مهمتها، وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو بان فرنسا لا تملك اي مؤشرات او معلومات عن مضمون الملف والقرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة.

ورداً على اسئلة عن الجدل الدائر لبنانياً حول مضمون القرار الظني، تجنب فاليرو خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي التعليق مباشرة على المؤتمر الصحافي للسيد نصرالله الذي أعلن فيه ان رئيس الوزراء سعد الحريري ابلغه شخصياً ان المحكمة الدولية ستصدر قراراً يتهم عناصر غير منضبطة من حزب الله بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وقال: "لا نريد التعليق على تصريح اي طرف من الاطراف اللبنانيين". وفي هذا السياق، جدد الناطق تمسك بلاده بخمس نقاط تتعلق باداء المحكمة الخاصة بلبنان، قائلاً "ان باريس تؤمن باستقلالية المحكمة الخاصة بلبنان وتريد كشف كل ملابسات اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وهي تدعم اللبنانيين في رفضهم الافلات من العقاب وتدعم عمل المحكمة ومهمتها".

وشدد في هذا الصدد على "تمسك باريس بضرورة تمكن المحكمة من مواصلة عملها باستقلالية تامة وبهدوء وصفاء"، لافتاً الى "ان العاملين داخل المحكمة يحتاجون الى هذين الاستقلالية والصفاء للقيام بمهمتهم". وجدّد "تعلّق باريس بالعدالة الدولية ودعمها الدائم المحاكم الدولية كالمحكمة الخاصة بيوغوسلافيا وروندا"، رافضا الخوض مجدداً في مضمون القرار الظني لتمسك بلاده باستقلالية المحكمة ومكافحة الافلات من العقاب.

ومن واشنطن، نقلت صحيفة "النهار" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان المحكمة الخاصة بلبنان التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ورفاقه ستواصل عملها، واعرب عن ثقة حكومته انها "ستجلب الى العدالة المسؤولين عن التخطيط لاغتيال الرئيس الحريري وتنفيذه وتمويله".

ورداً على تصريحات الامين العام لـ"حزب الله" التي شكك فيها في نزاهة المحكمة، قال المسؤول الاميركي: "الولايات المتحدة تدعم تماماً عمل المحكمة الخاصة بلبنان ونحن واثقون من انها ستواصل عملها البناء الدؤوب والمهني، وستبقى الولايات المتحدة مؤيدا قويا لدور المحكمة في العمل على انهاء الحماية للاغتيالات السياسية في لبنان"؟

ولتأكيد جدية الالتزام الاميركي للمحكمة اضاف المسؤول: "دليلاً على استمرار التزامنا تعزيز العدالة في لبنان، قدمت الولايات المتحدة 20 مليون دولار لتغطية نفقات اعمالها". ورأى ان وجود المحكمة "هو مؤشر واضح انه لا يمكن ان تكون سيادة لبنان موضع تفاوض، نؤمن بان عمل المحكمة سيساهم في ردع العنف السياسي في المستقبل في لبنان من خلال جلب الفاعلين للمثول امام العدالة". ويتحدث المسؤولون الاميركيون باتصالهم مع صحيفة "النهار" في الايام والاسابيع الأخيرة بقلق وتشاؤم من احتمالات حصول نزاع عسكري جديد بين اسرائيل و"حزب الله" قد يجر اليه اطراف آخرون مثل سوريا. وقال مصدر مسؤول مطلع على هذا الشأن ان الاسرائيليين اما قرروا ان الاسلحة المتطورة والجديدة التي حصل عليها "حزب الله" من سوريا وايران، بما في ذلك صواريخ "سكود" وغيرها من صواريخ ارض - أرض من صنع سوري تعني ان الحزب قد تجاوز خطا احمر وبات يشكل تهديدا استراتيجيا لاسرائيل، وإما انهم يقتربون من اتخاذ مثل هذا القرار، الامر الذي يعني ان خيار الحرب لم يعد بعيدا جدا. وهناك من يرى ايضا ان احتمال وقوع "حزب الله" مجدداً في خطأ تقدير الحسابات كما فعل في 2006، هو امر وارد. ويشير هؤلاء الى ان حوادث الاصطدام بين اهالي بعض القرى الجنوبية والقوات الفرنسية العاملة في إطار القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" هي محاولة من "حزب الله" لتغيير قواعد اللعبة في منطقة انتشار اليونيفل، وان الحزب قد يضطر في حال اتهام بعض أفراده بالتورط في اغتيال الرئيس الحريري الى تحويل الانظار من خلال التصعيد اللفظي وربما العسكري ضد اسرائيل، بعدما اعتبر ان المحكمة الدولية هي محكمة اسرائيلية. وقال احد المسؤولين للصحيفة عينها ان "اللهجة التهديدية لنصرالله سيكون لها تأثيرها على خصومه السياسيين" في لبنان، لكنه اضاف انها "تعكس ايضا اعترافا ضمنيا بالذنب وان جاء مغلفا بموقف تحد". واضاف ان نصرالله بدا وكأنه يقول للمجتمع الدولي " انا مذنب وتعالوا اقبضوا علي اذا تجرأتم". وقارن بين نبرة نصرالله في مؤتمره الصحافي الأقل تشددا ونبرة خطابه الاخير، وتكهن بان ايران ربما نصحته بتخفيف لهجته لان الايرانيين "يريدون ولاسبابهم الخاصة ابقاء بارود نصرالله ناشفاً" في هذا الوقت. وعن آخر المعلومات عن تسلح "حزب الله"، قالت مصادر مسؤولة تتابع الوضع عن كثب انه ليست لدى الاستخبارات الاميركية معلومات مؤكدة عن نقل صواريخ "سكود" الى الاراضي اللبنانية، ولكن ما هو مؤكد هو ان سوريا سلمت الحزب عددا من صواريخ "سكود" لا تزال مخزونة في مستودعات يملكها ويديرها الحزب في سوريا. وأضافت ان "حزب الله" "يملك" هذه الصواريخ ولكن في سوريا. ويعتقد ان الضجة التي اثارها المسؤولون الاميركيون في هذا الشأن في الاسابيع والاشهر الأخيرة، الى الاتهامات الاسرائيلية المباشرة لسوريا بتزويد الحزب بصواريخ "سكود"، تهدف من جملة ما تهدف اليه الى تحذير الحزب وسوريا من ان نقل الصواريخ الى لبنان ستكون له عواقب وخيمة.

 

سليمان استقبل الشامي ونصري خوري وشكرالله الحاج وعرض مع وفد بقاعي شؤونا زراعية ومع أصحاب المطاعم واقع القطاع

وطنية - 24/7/2010 اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على عدد من التقارير السياسية والديبلوماسية والامنية، وزود المعنيين التوجيهات اللازمة لمعالجتها.

فقد عرض مع وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي شؤونا ديبلوماسية وعمل وزارة الخارجية. واطلع من الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري على عمل المجلس. واستقبل سليمان راعي ابرشية صور وتوابعها للموارنة المطران شكر الله الحاج مع وفد المجلس البلدي لبلدة الجرمق في حضور النائب ميشال الحلو. وتم في خلال اللقاء البحث في اوضاع بلدة الجرمق والسبل الآيلة الى تعزيز عودة الاهالي اليها وتأمين البنى التحتية اللازمة وسائر المتطلبات التي تؤمن ذلك.

وزار القصر الجمهوري وفد بقاعي موسع ضم رؤساء بلديات واتحادات بلديات ومخاتير ورؤساء تعاونيات ونقابات زراعية ومجلس ادارة تعاونية الشمندر السكري الذي تحدث باسمه رئيس التعاونية جورج هراوي مطالبا الدولة ب"دعم الزراعة عموما والشمندر السكري خصوصا بما يعزز الوضع الزراعي وتنوعه في البقاع ويخلق فرص عمل للشباب المزارع ويبقيه في قراه". واستقبل رئيس الجمهورية وفد نقابة اصحاب المطاعم والملاهي والباتيسري برئاسة بولس عريس الذي عرض واقع عمل القطاع وبعض مطالبه.

 

قتيلان في حادث سير فـــي كفرعبيدا وجثتان في نيوروضة وشاطى العيتانية

المركزية - أورد التقرير الأمني سلسلة حوادث في مناطق متفرقة جاء أبرزها الآتي :قضى المواطن سيمون زكور وزوجته ملك غازي حيدر من بلدة بجدرفل ـ البترون في حادث سير في كفرعبيدا على اوتوستراد طرابلس ـ بيروت، ونجت طفلتهما (4 اشهر) بعد اصطدام سيارتهما وهي من نوع ب م رقمها 135939/ج بشاحنة عسكرية فتوفيا على الفور وتم نقل الطفلة الى مستشفى البترون وحالتها مستقرة. كما أصيب 5 عناصر من الجيش اللبناني كانوا في الشاحنة بجروح. وباشرت الشرطة العسكرية تحقيقاتها لمعرفة تفاصيل الحادث.

وفي حادث آخر، وقرابة العاشرة من قبل ظهر اليوم عثر على المواطن داود نعمة بو مارون (مواليد 1927) جثة في منزله في الطابق الخامس من بناية عيد وفرج الله في بلدة نيو روضة في المتن. وقد حضرت الى المكان الادلة الجنائية والطبيب الشرعي وبدأت التحقيقات بعد ما تبين ان بو مارون مصاب بطعنات عدة من سكين كانت كفيلة بمصرعه.

كما نقل صباح اليوم الى مستشفى حيرام في صور المواطن يوسف الزين (مواليد 1956) جثة بعد أن لفظه البحر في محلة شاطىء العيتانية - بلدة الخرايب الساحلية في محيط عدلون، بعد ما غرق بفعل ابتلاعه كميات زائدة من المياه أثناء ممارسته هواية السباحة. وقد أخضعت جثته لفحوص سريرية من قبل الطبيب الشرعي الذي أكد الوفاة غرقا، وأن أي آثار عنف لم تظهر على جسمه وقد أعلمت النيابة العامة بالامر. من ناحية اخرى وفي عملية سلب هي الثانية في خلال اسبوع في الحمراء في بيروت - شارع بليس، اعترض احد الاشخاص المواطنة ريما حسن (مواليد 1983) اثناء قيادة سيارتها من نوع "هوندا أكورد" صنع 2003، عند الواحدة والنصف فجرا، وشهر في وجهها مسدسا وأجبرها تحت التهديد بالقتل على الترجل من سيارتها وترك محركها شغالا وأبعدها عنها واستقلها ليفر بها إلى شوارع جانبية. وقد ادعت المسلوبة لدى الفصيلة المعنية في قوى الامن بما حصل معها، على الاثر تم تسيير دوريات إضافية في محاولة لتعقب السالب بعد ان تم تزويدها بلون ورقم لوحة السيارة ونوعها لتوقيفها بمن فيها بناء لإشارة القضاء.

 

إشكال في الحدث اثر ازالة مخالفة بناء على الاملاك العامة

وطنية - 24/7/2010 شهدت بلدة الحدث قبل ظهر اليوم إشكالا بين عناصر من قوى الامن الداخلي وصاحب متجر مخالف في ساحة الحدث، على خلفية إزالة مخالفة تعد على الاملاك العامة، سرعان ما تحول الى رشق القوى الامنية بالحجارة. وفي اتصال ل "الوكالة الوطنية للاعلام" مع رئيس بلدية الحدث جورج عون أوضح أن "هناك مخالفة وتعديا على الاملاك العامة، وبأمر من محافظ جبل لبنان بالوكالة انطوان سليمان ومن التنظيم المدني، وبقرار من وزير الداخلية تمت إزالة المخالفة، وقد أبلغنا صاحب المتجر ميشال كرم بالأمر، وأعطيناه مهلة 15 يوما للتنفيذ. إلا أن المهلة انقضت منذ عشرة أيام ولم يمتثل كرم للقرار. عندها تفاوضنا معه ولكن دون فائدة، فعمدنا الى تنفيذ القرار بمؤازرة القوى الامنية. وحصل تلاسن بين كرم واقاربه من جهة والقوى الامنية من جهة ثانية تطور الى رشق القوى الامنية بالحجارة، وسرعان ما عادت الامور الى طبيعتها وتمت ازالة المخالفة". وأعلن عون أن البلدية ستصدر بيانا توضيحيا في هذا الخصوص. إشارة الى أن المتجر يتألف من طبقتين وتبلغ مساحته 100 متر مربع تم إنجازه في خلال فترة الانتخابات البلدية الاخيرة.

 

رئيس البلدية: انذرنا المخالفين عبثاً الحدث: ازالة تعدٍّ على الاملاك العامة فجر صداما بين مواطنين وقوى الامن

المركزية- شهدت بلدة الحدث قبل ظهر اليوم إشكالا بين عناصر من قوى الامن الداخلي وصاحب متجر مخالف في ساحة الحدث، على خلفية إزالة مخالفة تعد على الاملاك العامة، سرعان ما تحول الى رشق القوى الامنية بالحجارة، الامر الذي دفع تدخلت فرقا من الفهود الى التدخل لفضّ الإشكال بين الأهالي والبلدية.

وسرد رئيس بلدية الحدث جورج عون في حديث لـ"المركزية" تفاصيل الحادثة، فقال: ان الرئيس السابق للبلدية الدكتور أنطوان كرم أعطى السيد ميشال كرم خلال مرحلة الإنتخابات البلدية، أي منذ شهرين رخصة ترميم "كيوسك" خشب على عقار مساحته 22 مترا مربعا، ولكن السيد ميشال بدلا من ان يتقيد بمضمون الرخصة خالفها وتعدى على الأملاك العامة حيث بنى طابقين من باطون على عقار قرابة 50 أو 60 مترا مربعا إضافة الى العشرين المرخص له بها، الأمر الذي جعل البعض يعترض وقدموا شكوى في حقه. وعند إستلامي مهامي كرئيس للبلدية تسلمت تقريرين وكشفين من كل من الدرك والتننظيم والمدني يوصيان بإزالة هذه المخالفة عن الأملاك العامة، إضافة الى أمر من محافظ جبل لبنان في الوكالة أنطوان سليمان بالتنفيذ، عندئذ كشفنا مع مهندس البلدية طانيوس كرم وأحد المساحين على هذه المسألة، وتبين لنا ان المبنى مخالف للقانون فأبلغنا شاغله بأن الذي بناه تعديا على الأملاك العامة ويجب إزالته وبدأنا التفاوض معه، فأعطيناه مهلة 15 يوما للإخلاء مع تعويض مالي وبالتالي اقترحنا عليه توقيع تعهد بإخلاء المبنى خلال مدة سنة، لكنه إعترض على كل الإقتراحات ومرت مهلة الـ 15 يوما من دون أي تحرك من قبل السيد ميشال كرم.

أضاف عون: وهنا إضطررنا الى تبليغ المحافظ بما جرى ويجري فشدد على تنفيذ مهمة إزالة المخالفة، بمؤازرة قوى الأمن وعندما شعر شاغلو المبنى بأن البلدية ستنفذ قرار الهدم، ادخلوا النسوة الى داخل المبنى بإعتبار ان ذلك يحول دون تنفيذ المهمة. وعند حضور القوى الأمنية وعناصر البلدية للقيام بمهامهم حصل تلاسن بين كرم واقاربه من جهة والقوى الامنية من جهة ثانية تطور الى رشق القوى الامنية بالحجارة، كما بدأت النسوة بضرب زجاج المبنى وكسره ما أدى الى جرح إمرأة وحالات إغماء لأخريات .

ولخص عون المسألة بأنها إزالة مخالفة عن الأملاك العامة تم الأعتراض عليها من قبل شاغليها، وأكد ان في ولايته سيطبق العدالة طوال تسلمه مهام البلدية ولن يسمح بأي تعد او مخالفة على الأملاك العامة، مشددا "على ان الجميع تحت القانون". وأعلن عون أن البلدية ستصدر في الساعات المقبلة بيانا توضيحيا في هذا الخصوص

 

"الوطن" الكويتية: الحرب على لبنان في غضون سنة ونصف

المركزية – تطرقت "الوطن" الكويتية الى التقرير الذي صدر عن "مركز الاجراءات الوقائية" التابع لمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، والذي يستبعد "أن تكون الحرب بين اسرائيل و"حزب الله" وشيكة، على رغم تصاعد حدة الخطاب بين الطرفين"، مشدداً على أن "المواجهة الاكثر ترجيحاً هي هجوم اسرائيلي على الحزب لحرمان طهران من قدرة الرد على ضرب منشآتها النووية بالتزامن مع اقتراح مزدوج بالضغط على سوريا والتفاوض مع "حزب الله". وذكر التقرير الذي كتبه دانيال كيرتزر ويحمل عنوان "مذكرة خطة طوارئ: حرب لبنان الثالثة، "أن ترسانة "حزب الله" أكثر قوة في النوعية والكمية اليوم مما كانت عليه في العام 2006 "، موضحاً أنه "على رغم أن منطقة الحدود بين اسرائيل ولبنان هادئة أكثر من أي وقت مضى في العقد الماضي، الا أن التكهنات بحصول حرب ثالثة في فترة تتفاوت بين 12 و 18 شهراً تتزايد في شكل مستمر". وعدد بعض من المؤشرات التي تشكل علامات التحذير من حرب وشيكة، وهي الارتفاع في حدة خطابات "حزب الله" تجاه اسرائيل، الزيادة في تصريحات المسؤولين الاسرائيليين العلنية تجاه ايران والحزب، ومستويات استعداد اسرائيل العسكرية والمدنية. وقال: "اذا ادت المواجهة الى انخفاض حاد في قدرات "حزب الله" ولم تترافق مع خسائر مدنية كبيرة أو تدميراً للبنية التحتية في لبنان، فسيكون ذلك مفيدا للولايات المتحدة الأميركية". وحذر "من أن سوريا قد لا ترد على الهجوم الاسرائيلي على "حزب الله"، لكنها ستستأنف دعمها للمتمردين المسلحين في العراق". دعا التقرير الادارة الأميركية إلى ابلاغ اسرائيل بعدم دعمها أي حرب على لبنان وتهديدها بدعم صدور قرار من مجلس الامن في الامم المتحدة في حال شنت هذه الحرب، واتخاذ اجراءات ديبلوماسية وقائية مثل: تشكيل مجموعة اسرائيلية – لبنانية والضغط على سوريا دولياً لوقف نقل الاسلحة إلى "حزب الله"، مع الشروع في التفوض معه بشكل مباشر أو عبر طرف ثالث لاضفاء الاعتدال على سلوكه".

 

اتصالات خارجية للجم التدهور ودعم مبادرة سليمان العاهل السعودي في بيروت 30 الجاري ولقاءات سياسية وامير قطر يسعى من زيارته تدعيم اتفاق الدوحة

المركزية- نشطت الاتصالات المحلية والعربية في الساعات الاخيرة في محاولة للجم التصعيد السياسي الذي تشهده الساحة المحلية، في وقت يبقى السؤال الذي يفرض نفسه في قوة: هل يمكن ان تؤدي مواقف رئيس الحكومة سعد الحريري التي اطلقها خلال المؤتمر التأسيسي الاول لتيار المستقبل الى تبريد الاجواء المحمومة وخفض نسبة التوتر السياسي الذي تعيشه البلاد غداة المؤتمر الصحافي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ولا سيما في الشق المتعلق بالمحكمة الدولية وما سمعه خلال لقائه الرئيس الحريري عشية سفره الى واشنطن؟

الاجابة رهن بلورة صورة موقف حزب الله من كلام الحريري، ولربما امكن القول ـ وحسب اوساط في الاقليةـ ان الحريري لم يشف غليل حزب الله الذي كان ينتظر ان يصادق رئيس الحكومة على مضمون كلام امينه العام، مشيرة الى ان هذا التطور سيكون محور متابعة ودرس عند قيادة الحزب التي التزمت الصمت على ان تفرج عن موقفها عصر الاحد خلال الاحتفال الذي سيتحدث فيه السيد نصر الله في سياق سلسلة اطلالات له، وسط ترقُب جولة تصعيدية اخرى منه، على رغم ان اوساطا ديبلوماسية اشادت بموقف الرئيس الحريري ولهجته الهادئة التي تصب في مسعى الرئيس سليمان للجم التوتر.

اتصالات خارجية: في غضون ذلك، علمت "المركزية" ان اتصالات خارجية قادتها السعودية وسوريا وتركيا وغيرها من الدول في اتجاه الداخل، وطلبت من القيادات السياسية مواكبة حركة التهدئة التي يقودها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان داعية الجميع الى التزام الهدوء والحفاظ على الاستقرار افساحا في المجال امام الحكم والحكومة العمل على تحصين الساحة وتعزيز الوحدة بين اللبنانيين، في ظل المتغيرات والاستحقاقات التي تشهدها المنطقة.

امير قطر: وفي معلومات لـ"المركزية" ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة سيصل في الثلاثين من الجاري في زيارة من ثلاثة ايام وان الرئيس سليمان سيقيم على شرفه عشاء في قصر بعبدا، سيكون مناسبة يجمع فيها القيادات بهدف تعزيز صيغة العيش المشترك واتفاق الدوحة االذي بدأت معالمه تهتز وهو القائم على الحوار ونبذ استخدام العنف.وستكون للامير القطري سلسلة لقاءات مع جميع القيادات بمن فيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله .

العاهل السعودي: وعلمت "المركزية" ايضا ان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز سيصل ايضا الى لبنان في الثلاثين من الجاري في زيارة تستمر يوما واحدا ـ وتتزامن مع وجود امير قطر في بيروت، وستكون للملك عبد الله بدوره سلسلة لقاءات جامعة في قصر بعبدا، وسط اجواء تفيد ان زيارته المفاجئة تصب في خانة الدعوة الى تعزيز الاستقرار في البلاد . وتؤكد كافة الزيارات العربية لبيروت ان لا قرار خارجيا بتفجير الوضع الداخلي على رغم الكلام التصعيدي الذي يشوب الاجواء اللبنانية.

وفي معلومات لـ"المركزية" ان الموضوع الفلسطيني الذي كاد يؤدي الى ايجاد مناخات تفجيرية قد طوي بعد سلسلة تدخلات "من الخارج" لسحبه من التداول والتجاذب السياسي وابعاده من الصراع الطائفي والمذهبي وعدم استخدامه في اشعال الفتنة.

مصادر وزارية: وفي سياق آخر، قالت مصادر وزارية ان اجواء التهدئة التي انتجتها الوساطات العربية الفورية ادت الى سيل المواقف المهدئة بعدما تم التفاهم على ان تكون الخطوة الأولى للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي استعجل مؤتمره الصحفي الخميس الماضي قبل ان يقول ما سيقوله نهار غد الأحد.

وقالت المصادر ان الأجواء الدبلوماسية عكست هدوءا في المواقف على الأقل في ظل المخاوف التي توقعتها كل المراجع المحلية والإقليمية والدولية لما تركته موجة التصعيد التي اعقبت خطاب نصرالله الأول في "يوم المقاوم الجريح" وسلة المطالب التي فاجأ بها الوسط السياسي اللبناني وصولا الى البحث عن العميل الكبير الذي رافق قرارات 5 ايار 2008...

وقالت المصادر ان تراجع نصرالله عن المطالبة بهذا الرأس الكبير الذي يتجاوز في خطورته "عمالة شربل قزي وطارق الربعة " ظهر واضحا بعد اللقاء الليلي الذي جمعه برئيس الحزب التقدمي الإشتراكي والوزيرين غازي العريضي واكرم شهيب حيث تم البحث في هذا الموضوع. ولذلك توقفت المراجع المطلعة بكثير من الإهتمام امام "تبني جنبلاط شخصيا" لقرارات 5 ايار باعلانه عبر محطة"الجزيرة" قبل يومين أنه هو من وقع في اللعبة بعدما سربت تقارير وزير الدفاع الياس المر عن "كاميرات المطار" الى وسائل الإعلام يومها.

وعليه فقد عبرت المراجع الدبلوماسية المواكبة عن اعتقادها بأن فترة من الهدوء ستسود في المرحلة المقبلة بعيدا من سلة المواقف المتشنجة، على قاعدة ان "الدنيا ترتج ولا تقع". ولذلك فقد تذكرت المصادر بان رئيس الجمهورية تلقى من المعنيين بموجة التصعيد التزاما بالتهدئة المطلوبة لإمرار الزيارات الرئاسية الكبيرة سواء تلك التي تعني العاهل السعودي الملك عبد الله او الرئيس السوري بشار الأسد.

حزب الله: في مجال آخر، علمت"المركزية" ان اتصالات ومساعي بذلت في الساعات الاخيرة ولا سيما ليل امس وهي لا تزال مستمرة بهدف عقد لقاء بين مسؤولين في تيار المستقبل وحزب الله، على ان تتبلور صورتها سلبا ام ايجابا مطلع الاسبوع المقبل،، واستبعدت حصول اي لقاء قبل كلام نصر الله غدا.

وقد لاحت مؤشرات ما سيكون عليه موقف حزب الله من خلال التصريح الذي وزعه اليوم عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله والذي جاء فيه:"أمام المعطيات والوقائع الواضحة لكل اللبنانيين والتي تطل من خلالها الفتنة برأسها لاستهداف لبنان، فان على كل جهة أن تتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها والقيام بواجباتها لدرئها، وكل المشهد حاضر أمام الرأي العام الذي يمتلك حرية تقييم المواقف وكيفية العمل لمصلحة لبنان. واكد ان ما اورده بعض نواب المستقبل حيال ما أبلغه الرئيس الحريري للسيد نصر الله عن القرار الظني غير صحيح على الإطلاق".

مواقف الحريري: وكان الرئيس الحريري اكد ان تكون روح والده لن تكون سبباً لتجديد الفتنة على أرض لبنان وان "المحكمة الدولية ليست امراً طارئاً وان قضية اغتيال والده باتت قضية وطنية وعربية ودولية"، و"ان الالتزام بتحقيق العدالة غير قابل للمساومة وجزء لا يتجزأ من الاجماع اللبناني ومن البيانات الوزارية ومن قرارات القمم العربية التي اكدت على ضرورة تحقيق العدالة"، لافتا الى ان "هناك من يتصور او يتخوف او يهول او يتمنى ان تكون قضية اغتيال رفيق الحريري سببا لاندلاع الحرب البنانية ونحن نقول ان لا مكان في قاموسنا لهذه المخاوف ولا نبني موقفنا على معلومات او تسريبات، فالقضية بالنسبة الينا مبدئية لا ترتبط بمسار التحقيق بل التزام شرعي وقومي نتعاطى معها بروح المسؤولية لمنع الفتنة من النفاذ الى وحدتنا الوطنية الداخلية. تأويلا وتهويلا واستنفارا في عواطف الناس..وشدد على ان "تيار المستقبل سيبقى وفيا لشركائه جميعا في 14 اذار مهما تبدلت المواقع وتباينت الاراء وتغيرت الظروف وسيتعامل مع المتغيرات بموضوعية في اطار الالتزام بالثوابت والقناعات الوطنية.

14آذار: مصادر في قوى 14 آذار ركزت على تأكيد الحريري ان المحكمة باتت مسألة وطنية وعربية ودوليةولا مساومة عليها، وعلى حرصه ايضا على درء اي فتنة. معتبرة ان مشروع الطرف الآخر هو نسف المحكمة. وتوقعت مواجهة سياسية قاسية بين الطرفين. مشيرة الى ان الاتصالات بين سائر مكونات 14 آذار مستمرة وان المواجهة مع من يتربص بالمحكمة هو مشروع طويل.

وقالت المصادر تعليقا على دعوة السيد نصر الله 14 آذار الى القيام بمراجعة ان ذلك يتطلب خطوة شجاعة وجريئة من سائر الاطراف وليس من طرف واحد، وردت المصادر على منتقدي مشروع 14 آذار وادائها بالتساؤل: الا يحق لنا ان نسأل من اغتال قادتنا خلال السنوات الماضية، ومن هي الجهات التي تقف وراء عمليات الاغتيال هذه؟ أواليس على الطرف الآخر ان يراجع اداءه وكيف اقفل الوسط التجاري وابواب المجلس النيابي وشلّ عمل الحكم والحكومة؟

مصادر الاقلية: في المقابل، رأت مصادر بارزة في الاقلية ان المواجهة السياسية واقعة وستبلغ اعلى درجاتها في قابل الايام، ولكنها لن تصل الى مواجهة ولا الى حرب، واكدت حرصها على الاستقرار والتفاهم وعلى عدم التفريط بالسلم الاهلي.

 

الراي" الكويتية: جهة واحدة اغتالت الحريري ومعلومات عن تصفية المنفذين

المركزية - نسبت صحيفة "الراي" الكويتية الى مصادر امنية غربية ان السيناريوات المتداولة عن القرار الاتهامي لمحكمة الحريري هي مجرّد تأويلات على الارجح، ومن الصعب تاليا تأكيدها او نفيها، خصوصاً ان التحقيق الدولي تعرّض لحملات تشويه في اكثر من اتجاه وفي اكثر من مرحلة وفي اكثر من جهة، ما يفترض انتظار ما سيقوله المدعي العام الدولي دانيال يبلمار في قراره الظني. ولم تشأ تلك المصادر الخوض في استنتاجات حيال الجهة التي قامت باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهل هي سوريا ام حزب الله ام الاثنان معاً او جهة اصولية ما، مشيرة الى ان الأكيد، في التحليل الاستخباراتي، هو ان جهة واحدة نفذت الجريمة لأنه لا يمكن القيام بجريمة في هذا الحجم عبر شريكين في التنفيذ. ورجحت هذه المصادر ان تكون المجموعة المنفذة لجريمة قتل الحريري قد صفيت، لقطع خيوط التحقيق في مكانٍ ما وحماية المسؤولين عن اتخاذ القرار والمخططين كذلك، الامر الذي سيضاعف المصاعب امام بيلمار وفريقه. وأوضحت المصادر ان بعض الاسماء المعروفة التي توصل اليها التحقيق اختفت من الوجود بالاغتيال او التفجير، أما الاسماء غير المعروفة فتفاجأت المصادر بأن مراجعها تتصرف وكأنها لم تكن موجودة ما يشير الى عملية تصفية هادئة تمت بذرائع مختلفة.

 

"الانباء": امير قطر في بيروت قريبا وملك البحرين ارجأ زيارتها

المركزية – كشفت صحيفة "الأنباء" الكويتية أن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الذي كان مقررا أن يزور لبنان في 28 و29 الجاري ارجأ زيارته الى موعد يحدد لاحقا يرجح ان يكون بعد شهر رمضان المبارك لأسباب تتصل بتزاحم المواعيد بين بيروت والمنامة، في حين ان أمير قطر سيزور لبنان لثلاثة ايام بدءا من 30 الشهر الجاري، حيث من المتوقع ان يدشن مشاريع مولتها دولة قطر ويضع حجر أساس لمشاريع جديدة. ويشارك في الأول من اب عيد الجيش اللبناني في المدرسة الحربية، بحيث يكون اول رئيس دولة يشارك في هذه المناسبة التي تتخللها كلمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تتناول القضايا الداخلية المستجدة والتطورات الاقليمية والدولية ويقلد خلالها السيوف لدفعة من الضباط المتخرجين في "دورة شهداء نهر البارد". وفي هذا السياق ذكرت مصادر برلمانية لـصحيفة "الشرق" القطرية أن أمير قطر سيزور الجنوب ليسجل بذلك أول زيارة تاريخية لرئيس عربي للجنوب بعدما كان سجل زيارة تاريخية للضاحية الجنوبية عقب العدوان الاسرائيلي في العام 2006. وأكدت هذه المصادر أن الاحتفالات الشعبية بالزيارة ستكون شاملة وأكبر من التوقعات، ذلك تعبيرا عن تقدير اللبنانيين للامير القطري ومواقفه الداعمة لبنان، التي اثمرت اتفاق الدوحة والسلام.

 

فضل الله: الحريري لديه معلومات مؤكدة عن القرار الظني

نهارنت/اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله انه "أمام المعطيات والوقائع الواضحة لكل اللبنانيين والتي تطل من خلالها الفتنة برأسها لاستهداف لبنان، فان على كل جهة أن تتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها والقيام بواجباتها لدرئها، وكل المشهد حاضر أمام الرأي العام الذي يمتلك حرية تقييم المواقف وكيفية العمل لمصلحة لبنان".

واضاف فضل الله في تصريح له اليوم السبت:"إن ما أورده بعض نواب المستقبل حيال ما أبلغه الرئيس سعد الحريري لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن القرار الظني غير صحيح على الإطلاق، وهو ما عكسته ادعاءاتهم في رواياتهم المرتبكة التي لن تجدي نفعا في حرف أنظار الرأي العام عن حقيقة هذا الأمر الذي يعرفه الرئيس الحريري جيدا، وهو يأتي في سياق معلوماته المؤكدة عن القرار الظني وحيثياته ومواقيته". 

 

زورق إسرائيلي أطلق النار فجرا على مركب صيد لبناني برأس الناقورة

نهارنت/تمادياً في انتهاك الإسرائيلي للسيادة اللبنانية، أقدم زورق حربي إسرائيلي عند الساعة 1.15 فجر اليوم، على إطلاق عدة رشقات نارية من أسلحة متوسطة، باتجاه مركب صيد لبناني كان يبحر داخل المياه الإقليمية اللبنانية قبالة رأس الناقورة، سب ما أفاد بيان صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه. كما قام عناصر أحد المراكز الاسرائيلية داخل الأراضي المحتلة عند الساعة 21.00، مقابل بلدة عيتا الشعب، بإطلاق عدة رشقات نارية من أسلحة حربية خفيفة باتجاه الأراضي اللبنانية، فوق أحد مراكز قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، من دون وقوع أي إصابات.

 

العريضي عن الرحلتين الى غزة: لبنان مع القضية الفلسطينية لكنه يلتزم القوانين الدولية

نهارنت/لم تتوافر أية معلومات عن تجهيز باخرتين هما "جونيا" و"جوليا" للابحار الى سواحل قطاع غزه المحتل تنقلان ناشطين ومساعدات انسانية ولم يعرف مصدر المعلومات التي استندت اليها اسرائيل لتطلق تحذيراً جديداً ضد لبنان من انها ستعترض السفينتين اذا أبحرتا من لبنان الى القطاع. وعن مدى صحة إبحار هاتين السفينتين قال وزير الاشغال العامة غازي العريضي لصحيفة "النهار": "عندما يردني اي طلب من منظمي الرحلتين سنتخذ القرار المناسب وفقاً للقوانين والانظمة المرعية الاجراء"، مكرراً ان لبنان هو مع القضية الفلسطينية لكنه يلتزم القوانين الدولية".  وأضاف بلهجة غاضبة "نحن لسنا بلداً فالتاً ولتحلّ عنا اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية". وكانت اسرئيل قد حذرت الأمم المتحدة من انها لن تسمح بمرور سفينتين تستعدان للابحار من لبنان لنقل مساعدات الى قطاع غزة المحاصر. واشارت الى أنها تحتفظ لنفسها بموجب القانون الدولي بحق استخدام جميع الوسائل اللازمة لمنع خرق الطوق البحري المفروض على القطاع . الموقف الاسرائيلي جاء في رسالة بعثت بها مندوبة اسرائيل لدى المنظمة الدولية الليلة الماضية الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.وقد تضمنت الرسالة الاسرائيلية شكاً في ان الباخرتين "تحملان اسلحة او اشخاصاً يريدون الاستفزاز والمواجهة" مع ان النية المعلنة هي "انهاء الحصار البحري".

وافادت مصادر ديبلوماسية ان الرسالة الاسرائيلية الى بان تشير الى تطور جديد في الموقف الاسرائيلي من السفن التي تحاول كسر الحصار على غزة وهو قبول السلطات الاسرائيلية المختصة نقل السلع ذات "الطبيعة المدنية" والمقصود بذلك "السلع التي ليست اسلحة ولا معدات حربية". وفسرّت هذا التطور بأنه نتيجة للجريمة التي ارتكبتها في 31 ايار الماضي قوة عسكرية اسرائيلية عندما نزلت من طوافة عسكرية وقتلت تسعة ناشطين اتراك وجرحت آخرين. وقال الضابط الذي حقق في الهجوم على القافلة الانسانية انه كان في الامكان استعمال اسلوب مختلف وتوفير سقوط ضحايا. ولاحظت ان التشدّد الاسرائيلي في التعاطي مع السفن التي تنقل ناشطين ومساعدات انسانية الى غزه، اختلف عما كان سيحصل لو ان السفينتين ابحرتا قبل الموعد الذي كان محدداً لهما وصرف النظر عن ابحارهما بعدما ابلغت الولايات المتحدة الاميركية لبنان ان السلطات العسكرية الاسرئيلية ستمنع بالقوة وصولهما الى غزة.

 

وهاب بحث مع نصرالله الوضع المحلي والاقليمي

نهارنت/التقى رئيس تيار التوحيد وئام وهاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في حضور عضو المكتب السياسي الحاج محمود قماطي، بحسب ما اعلن بيان صدر عن أمانة الإعلام للتيار. واستعرض وهاب مع السيد نصرالله على مدى ثلاث ساعات الوضع المحلي والإقليمي وآفاق المرحلة المقبلة. 

 

إشكال في الحدث إثر إزالة مخالفة بناء على الأملاك العامة 

السبت 24 تموز 2010/لبنان الآن/شهدت بلدة الحدث قبل ظهر اليوم إشكالاً بين عناصر من قوى الأمن الداخلي وصاحب متجر مخالف في ساحة الحدث، على خلفية إزالة مخالفة تعد على الأملاك العامة، سرعان ما تحول الى رشق القوى الأمنية بالحجارة. وفي اتصال لـ"الوكالة الوطنية للاعلام" مع رئيس بلدية الحدث جورج عون أوضح أن "هناك مخالفة وتعدياً على الاملاك العامة، وبأمر من محافظ جبل لبنان بالوكالة انطوان سليمان ومن التنظيم المدني، وبقرار من وزير الداخلية تمت إزالة المخالفة، وقد أبلغنا صاحب المتجر ميشال كرم بالأمر، وأعطيناه مهلة 15 يوما للتنفيذ. إلا أن المهلة انقضت منذ عشرة أيام ولم يمتثل كرم للقرار. عندها تفاوضنا معه ولكن دون فائدة، فعمدنا الى تنفيذ القرار بمؤازرة القوى الامنية. وحصل تلاسن بين كرم وأقاربه من جهة والقوى الامنية من جهة ثانية تطور الى رشق القوى الامنية بالحجارة، وسرعان ما عادت الامور الى طبيعتها وتمت ازالة المخالفة". وأعلن عون أن البلدية ستصدر بيانا توضيحيا في هذا الخصوص.

 

"سياسة عون تساهم بتنفيذ مشروع حزب الله المطروح منذ العام 1985"

شمعون: المحكمة الدولية بعيدة عن الشبهات.. وانفعال "حزب الله" تجاهها ينطبق عليه المثل القائل "اللي في مسلّة تحت باطو بتنعرو"

كريستينا شطح، الجمعة 23 تموز 2010/لبنان الآن/أعرب رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون عن ثقته بأنّ "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تتمتع بنزاهة عالية، نظراً لكون القيّمين عليها من مختلف دول العالم وبعيدين كل البعد عن الشبهات والتدخلات والوساطات على الطريقة اللبنانية". شمعون وفي حديث لموقع “nowlebanon.com” رأى أنّ "الانفعال المبكّر لدى حزب الله تجاه المحكمة الدولية ينطبق عليه المثل القائل: "اللي في مسلّة تحت باطو بتنعرو"، إذ إنه انفعال يشير إلى تخوف مسبق من نتائج هذه المحكمة"، متسائلاً في المقابل عن موجب هذا الانفعال "طالما أنّ حزب الله يؤكد أنه ليس ضالعاً في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟". وفي سياق متصل اعتبر شمعون أن "اتفاقية مارمخايل (وثيقة التفاهم) الموقعة بين التيار الوطني الحر وحزب الله عززت موقع "حزب الله" ودوره كحزب مسلح، وليست حادثة 7 أيار سوى دليل على ذلك حيث استعمل سلاح المقاومة في الداخل ففرض "حزب الله" نفسه على اللبنانيين بالقوة، وكان الجنرال ميشال عون من أوائل المصفقين لهذا النهج مع احترامي لفلسفته العسكرية"، منبهًا عون إلى أنه "يخطىء كثيراً لأنه من خلال سياسته هذه يساهم في تنفيذ مشروع "حزب الله" المطروح منذ العام 1985 والهادف الى إقامة جمهورية إسلامية في لبنان".

 

بين حزب الله وسوريا

نصير الأسعد، السبت 24 تموز 2010

لبنان الآن/في مؤتمره الصحافي مساء أول من أمس، كرّر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله القول إن القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الشهداء "مكتوب" ومعدّ للصدور في أقرب وقت، وإن فيه اتهاماً لعناصر من الحزب – أي لكل الحزب بحسبه – بجريمة 14 شباط 2005. لكنه في المؤتمر كشف أن قرار الاتهام لا يشمل أي اسم سوري ولا يشمل الضباط الأربعة، لينتهي من ذلك إلى التعامل مع القرار بوصفه حكماً مبرماً: المحكمة تدين "حزب الله" وتبرئ سوريا والضباط كما قال.

هذا هو الجانب الأهم من المضمون السياسي للمؤتمر الصحافي. انطلق نصرالله مِن هذا الحكم النهائي المبرم المُفترض، ليشّن حملة على قوى 14 آذار ويطالبها، وقد اتهمت سوريا – البريئة الآن بحسبه – باغتيال الرئيس رفيق الحريري، بمراجعة سياساتها وبنقد ذاتي لمواقفها. ظهرَ "السيد" في هذا المقطع وكأنه حريصٌ على أن يأخذ لسوريا حقها من 14 آذار. لكن الظاهر فضحه الباطن إذ لم يستطع نصرالله أن يُخفي امتعاضه حيال قبول سوريا العلاقة المتجددة بأطراف لبنانيين بقوا كما هم من دون مراجعة لمواقفهم منها. وقال في هذا المجال مخاطباً 14 آذار: سوريا بلد يريد علاقات جيدة بلبنان فلم تتوقف عند المرحلة السابقة مِن مواقفكم.. لكن أنتم يا 14 آذار كيف تعودون إلى العلاقة بسوريا بدون شجاعة النقد الذاتيّ؟

بطبيعة الحال، ليست هذه السطور مهتمّة بمناقشة كل ما قاله "السيد" لا في ما يتعلق بالقرار الإتهامي "المفترض" ولا فيمن هو متهّم ومن هو بريء، ولا في أمر المراجعة والنقد الذاتي.. ولا في وضعية العلاقات اللبنانية - السورية راهناً. إن الاهتمام هو بلفت النظر إلى مسألة أساسّية في المؤتمر الصحافي. ذلك أن نصرالله الذي بدا محرضاً لسوريا على 14 آذار إنما كان في واقع الأمر يذكّر سوريا بـ"أفضال حزب الله" عليها في معرض المقارنة بينه وبين 14 آذار. كانَ نصرالله يتحدث ظاهرياً عن 14 آذار، لكنه في الحقيقة كانَ يخاطب سوريا والقيادة السورية ويوجّه إليهما الرسائل. أي أن 14 آذار، في خطابه السياسي، كانت مجرد "وسيلة إيضاح" لموقفه من سوريا.

إذاً، هذا هو الجديد: التناول "السلبي" لسوريا. بل أكثر من ذلك، فعندما يقول نصرالله إن القرار الإتهامي يبرئ سوريا (علماً إن القرار الإتهامي لا يدين ولا يبرّئ) ويهنىء سوريا على براءتها، توازياً مع قوله إن "المحكمة الدولية مشروع إسرائيلي"، فمعنى ذلك أن الأمين العام لـ"حزب الله" يُعلن أن براءة سوريا إسرائيلية المصدر. لذا، فإن الجديد في خطاب "حزب الله" وأمينه العام ليسَ فقط تناول سوريا سلباًَ، لكن الجديد هو إتهام  سوريا بـ"الأسرَلة".

وأبعدُ من ذلك أيضاً، فإن السيد نصرالله، الذي يجزم بموجب "قراره الظني" بأن سوريا لن تتهم، إنما يُعلن شكوكاً عميقة بأن سوريا رتبت صفقة ما مع المحكمة الدولية أو مع قوى دولية نافذة بل مع إسرائيل، بحيث "باعت" الحزب وتركته وحيداً. وبهذا المعنى، وبصرف النظر عن السياق الذي يضع نصرالله الأمور ضمنه وعن السيناريو "الملخبط" الذي يتحدث فيه، فإنه يوجه إتهاماً إلى سوريا، ويوجه رسالة بين "العتب" و"الإنذار".

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة قبل المؤتمر الصحافي لنصرالله وبعدَه: ما سر هذا الجديد في علاقة "حزب الله" بسوريا؟

منذ أسابيع، تبدو إيران محشورة جداً، بل إن العقوبات الدولية بموجب القرار 1929، والعقوبات المضافة من جانب الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، تصيب إيران بـ"وجع" شديد. وتصاعد العقوبات في الفترة المقبلة ستكون له مفاعيل أكثر إيذاء. والمجتمع الدولي الذي أقّر العقوبات المؤلمة، لم يقفل أبواب التفاوض معها، لكنه يريد لأي تفاوض مقبل أن يجري على إيقاع آلام العقوبات، أي تفاوض يُجبر إيران على إعادة النظر في برنامجها النووي وفقاً لشروط المجتمع الدولي.

في مثل هذه الظروف "المزعجة"، تحاول طهران تغيير المسار. فبدلاً مِن أن "تُستدعى" إستدعاءً إلى التفاوض بشروط المجتمع الدولي ومفاعيلها ووقائع هذه المفاعيل، تفترض أن في وسعها قلب المسار بحيث تُصبح "مطلوبة" للتفاوض و"مرجوة" بأن تقبل به. ولا شك أن لافتراضها هذا "وسيلة" واحدة هي "حزب الله" في لبنان. فبواسطة "حزب الله" تعتقدُ إيران أنها تستطيع دفع الأمور إلى "حافة الهاوية" أو إلى "الهاوية" نفسها، بما يستدرج تفاوضاً معها يطيح بالعقوبات وبتشديدها ويفرضها "شريكاً" للمجتمع الدولي بدلاً من أن تكون – كما الآن- دولة معاقبة ومحاصرة. و"حافة الهاوية" أو "الهاوية" تتراوحان بين التهديد بالسيطرة على لبنان بالقوة وبين التهديد بحرب مع إسرائيل عبر "حزب الله"، لن تكون محدودة في الرقعة اللبنانية. وعندما يكون هذا هو سيناريو "حافة الهاوية" لدى إيران، مِن الطبيعي أن تحسب أين تقف سوريا من كل هذا.

سوريا حليفة لإيران، ولم تصل محاولات عدة لفكّهما إلى خواتيم إيجابية للمحاولين. غير أن السياسة السورية مبنية على حسابات المصالح السورية. وهذه السياسة تعتبر أن لها مصالح في لبنان ولا تريد التفريط بها. وتعتبر أن لا مصلحة لسوريا في حصول حرب إقليمية تشملها ولو رغماً عنها. وتراهن على إبداء ايجابيات هنا وهناك كي تستعيد إعترافاً دولياً، أميركياً بالتحديد، بموقعها. وتعمل على شبكة حماية من الواضح أن ركنيها الأساسيين هما المملكة العربية السعودية عربياً وتركيا إقليمياً. باختصار، إن هذه السياسة السورية لا يناسبها "التهور" الإيراني. وإذا كان لا بد من تحديد دقيق للموقع السوري الراهن يمكن القول إن سوريا تلعبُ "على الزيح" بين تحالفها مع إيران من جهة وخطوات "حمائية" تفرضُ عليها "تنازلات" من جهة أخرى. و"لن" تحسم سوريا إنتماءها إلى معسكر بعينه إلا عند منعطف تراه حاسماً وترى أن لا مناص من الانعطاف بإزائه.

إذاً، تريدُ إيران حشر سوريا معها، فيما تتفلّت سوريا من الحَشرة الإيرانية، فبرز تضاربٌ في المصالح في لبنان، تقتضي الأمانة القول إن أحداً لا يملك إمكانية الجزم بنهائيته.

في هذا السياق بالتحديد، بدا أن سوريا "لم تواكب" خطوات التوتير الحزب اللهي في لبنان، تلك الخطوات الملبية لـ"خطة" طهران، وتردد أن دمشق أبلغت إلى "حزب الله" موقفها هذا.. فكانت أول أزمة علنية بين الطرفين. وفي هذا السياق أيضاً، يبدو أن رسالة نصرالله أول من أمس إلى سوريا، بالإضافة إلى الإتهام والعتب والإنذار، هي أيضاً، في عنوان المحكمة الدولية، رسالة "حشر" وابتزاز: تركِتنا يا سوريا وحدَنا.. لَن نكون وحدنا في موضوع المحكمة!!

 

هل يمكن الهروب من المحكمة الدولية؟

عبد الرحمن الراشد (الشرق الأوسط)، السبت 24 تموز 2010

ظهر السيد حسن نصر الله، بصراحة يشكر عليها، عندما طالب، في خطابه أول من أمس، خصومه من قوى «14 آذار» بوقف الاتهام المنتظر من المحكمة الجنائية الدولية ضد أفراد في حزبه وإلا...! اشتكى من أن حزب الله وحده هو الملاحق، لا سورية أو الضباط الأربعة، موحيا باستخدام القوة مرة ثانية ضدهم!

زعيم حزب الله يهدد بأنه سيأخذ كل لبنان، لا تيار «14 آذار»، إلى الهاوية ما لم يوقف الاتهام الظني الآتي ضد بضعة أفراد من حزبه، حتى من دون أن يمنح فرصة للمحكمة أن تقدم أدلتها ضدهم. فما الذي يستطيع قادة «14 آذار» أن يفعلوه لإرضائه؟ هل يمكن أن يفعل المعني الأول، أي سعد الحريري، أكثر مما أعلنه بأنه مستعد للتنازل عن دم أبيه من أجل مصلحة لبنان واستقراره؟ لا ندري كيف ستوقف التهم. فالمحكمة، وإن كانت تستند إلى القوانين اللبنانية، أصبحت دولية. أيضا، صارت حقيقة في هولندا بمبنى وقضاة وسكرتارية، صارت في رعاية مجلس الأمن، وتحت حماية الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة لتنفيذ قراراتها. السيد حسن يريد من الحريري أن يطلب من القوى الإقليمية أن تطلب من القوى الكبرى أن توقف المحكمة، فكيف يمكنها ذلك والمحكمة افتتحت جلساتها في مارس (آذار) من العام الماضي؟ كيف يمكن تجميدها وهناك ميزانية لثلاث سنوات بقي فيها نصفها؟

وهي ليست محاكمة قتلة الحريري، بل قتلة يمثلون معظم اللبنانيين، ومن الخطأ اختزال القضية فقط في اغتيال الحريري، رئيس الوزراء الأسبق والشخصية السياسة المحورية، بل هي محاكمة لأكبر عمليات اغتيال في التاريخ الحديث وفي العالم كله، لا لبنان وحده. لقد قُتل اثنان وعشرون شخصية أخرى فاعلة في الساحة اللبنانية في غضون 14 شهرا، واحدا بعد الآخر. قُتل حزبيون ونواب وإعلاميون ومفكرون وقيادات عسكرية، جميعهم يشتركون في انتمائهم إلى «14 آذار».

طبعا من حق حزب الله أن يشعر بالخوف والحنق. الخوف لأن محاكم دولية جلبت في النهاية أنظمة وحكومات لمواجهة قضاتها وسجونها. والحنق لأن المتهمين الآخرين تم استبعادهم من قائمة المتهمين، تحديدا سورية والجنرالات الأربعة. المشكلة أن زعيم حزب الله، الذي دعا إلى طي الصفحة وبدء تاريخ جديد مع خصومه ويريد منهم أن ينقذوا رجاله المتهمين المحتملين، في الوقت نفسه يهددهم بسلاحه منذرا بتكرار احتلال بيروت الغربية. ليس هذا فقط، بل طلب من اليتامى والأرامل صراحة أن يعلنوا توبتهم، ويذيعوا ندمهم! يريدهم أن يسامحوا، ويبرئوا رجاله، ويقبلوا يديه امتنانا. رائع جدا، فهذه ليست لغة المنطق أو المصالحة، بل لغة الممسك بالمسدس يملي على العزّل ما يريد.

لا ضرورة للدخول في جدل السنوات الخمس العنيفة لأنها راسخة في أذهان كثير من أهل المنطقة، وفتحت عيون الغالبية التي كانت لزمن طويل تصدق شعارات مواجهة العدو، مجرد خزعبلات افتضحتها الأحداث الماضية. ومهما ظن البعض في فريق حسن نصر الله أنه قادر على تخويف الأغلبية اللبنانية بسلاح الحزب وميليشياته، التي تزداد عددا وقوة، فإن الجميع جرب كيف أن استخدام القوة سلاح ذو حدين يرتد دائما على صاحبه. الأحرى بالسيد أن يجعلها دعوة للمصالحة بمشروع جديد يضع فيه سلاحه وميليشياته تحت سلطة الدولة، حتى يأمن الناس على أنفسهم، لكن خطابه الأخير سيزيد من الشك والتخندق.

 

ما هي خطة "حزب الله" لمواجهة "حرب" المحكمة الدولية عليه؟

ابرهيم بيرم (النهار)، السبت 24 تموز 2010

البعض وجد في طيات كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ليل اول من امس اشارات تهدئة خلافاً لما كان هؤلاء يتوقعونه من تصعيد، ولكن البعض الآخر وممن يعرف دواخل الحزب وعقلية قيادته علم عِلم اليقين أن هذا الكلام انما هو فصل ثان من فصول الحرب الاستباقية الشرسة المفتوحة على مصراعيها التي قرّر سيد "حزب الله" شنّها على المحكمة الدولية ورعاتها المحليين والاقليميين والدوليين، التي ارادت ان تنهي مهمتها بتطويق الحزب بشبهة وتهمة وتحميله وزر جريمة، بعدما اوشكت مهمتها الاساسية الأولية على الانطواء.

واستطراداً ثمة من يرى بأن السيد نصرالله يريد ان يعاقب ضمناً من حمل اليه بسذاجة قبل فترة قصيرة عرضاً عنوانه كما يقول بعض قادة الحزب: "عليك يا سيد ان تتحملنا، وبالتالي تقبل بأن يكون ثمن دم رفيق الحريري بضعة عناصر من حزبك ضبطوا في حال تفلّت وتمرد وغير منضبطين".

بالنسبة الى دوائر القرار في الحزب ان في توقيت العرض وظروف طرحه "لعبة خبيثة"، فالعرض جاء مباشرة بعد زيارة كان قام بها الرئيس سعد الحريري لدمشق، وعليه فان المخبوء بالامر هو ان دمشق حليفة الحزب التاريخية هي إما على علم مسبق بالعرض وتوافق عليه خصوصاً انه ينأى بها نهائيا عن "التهمة" التي أُلبست قميصها وحاصرتها لنحو 4 اعوام ونصف واما انها لا تعارض ضمناً مسار الامور وتوجيه أصابع الاتهام نحو الحزب.

ولم يعد خافياً على الدوائر اياها ان المحيطين بالرئيس الحريري حاولوا اخيراً تعميم هذا التوجه وترسيخه على أسس ثابتة، وذلك عندما عمدوا بعد الخطاب الاول للسيد نصرالله نهار الجمعة الماضي الى تعميم مناخات فحواها:

- ان الرئيس السوري بشار الاسد فوجئ بمضامين خطاب السيد نصرالله لدرجة الاستغراب حتى ان المناخات نفسها شاءت أن توحي وكأن الرئيس السوري يتبرأ من هذا الكلام ولا يستسيغه وبالتالي فالنظام السوري لا يجاري "حزب الله" فيما هو ذاهب اليه حالياً.

- ان دمشق باتت اقرب في توجهاتها الى الوقوف على الحياد واستطراداً ليست في وارد العمل على نزع علاقاتها الآخذة بالتطور على الرئيس الحريري وتياره كرمى لعيون "حزب الله".

والواضح ان المحيطين انفسهم كانوا وراء الاصرار على تعميم الخبر الذي اوردته صحف اخيراً عن ان السلطات الامنية السورية سحبت من مراكزها الحدودية اسماء عناصر قيادات من "تيار المستقبل" كان محظوراً عليها دخول سوريا في السابق.

مهما يكن من امر فالواضح وبحسب متصلين بالدوائر اياها ان الحزب بات يملك "خريطة طريق" جلية المعالم العريضة والتفاصيل بالسبل التي بات يعتقد جازماً انها ستفضي الى اجهاض المحكمة ونسف أسسها حتى قبل ان تلفظ قرارها الظني.

ولم يعد جديداً القول أن المحطة الاولى بدأت في كلام "يوم الجريح" (الخميس ما قبل الماضي) حيث ابلغ السيد نصرالله حينها من يعنيهم الامر بأنني ارفض عرضكم واعتبره حرباً عليّ  لا تقل خطورة عن حرب تموز التي قادتها اسرائيل قبل اربعة اعوام بالتمام والكمال.

وفي المحطة الثانية من الهجوم الدخاني اول من امس قال السيد نصرالله لمن يهمه الامر، وبصريح العبارة: "انني اعطيكم فرصة للمراجعة فعندي وقائعي وهذه طروحاتي لكي تعودوا عما شرعتم به، وبالتالي لن اسمح لكم بأن ترتاحوا انتم وتنتظروا صدور القرار ببرود اعصاب وتتركوني اعيش على صفيح من التوتر، فانا قادر على رد كرة النار اليكم، لذا انا قررت أن آتيكم من حيث لا تحسبون". وعليه فان العارفين ببعض الخطوط العريضة لخطة الحزب للمواجهة يدركون ان هذا الكلام هو جزء اساسي من "خريطة طريق" لنسف المحكمة والقرار فهو يرمي الحجة على من يعنيهم الامر ويقول لهم ان ثمة فرصة لكي تعود الامور الى دائرتها الطبيعية وتمسي برداً وسلاماً اذا ما تداركتم انتم الامر وعملتم على انزال ما رفعتموه الى اعلى المئذنة، والا فالآتي اعظم. وبالطبع هذا الكلام موجّه الى الرئيس الحريري والسعودية والأميركيين والغرب عموماً.

وبالطبع رفض السيد نصرالله الافصاح صراحة عما يريده من الحريري ومن سواه، لتدارك الامر، لكن في مضامين الاتصالات الجارية بعيداً عن الأعين، ثمة معلومات تتحدث عن سلسلة خيارات وطروحات وعروض مفتوحة من شأنها أن تبدد الرياح الآتية قبل تأثيراتها وتداعياتها، ومنها وعلى سبيل المثال، سحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية.

خريطة طريق المواجهة التي رسمها الحزب محطاتها وفصولها متلاحقة بكثافة، والفارق الزمني بين بعضها البعض قصير جداً، وهي لن تزيد على اسبوع، وفي كل واحدة منها ثمة مفاجأة، حتى اذا أطل شهر ايلول الموعود ستكون كل الملفات مفتوحة، والمعركة تتضمن محاسبة بمفعول رجعي يعود الى الاعوام الخمسة الماضية، وهذا ما بدا واضحاً من كلامه أول من امس. المهم ان لا يبقى الحزب في موقع الدفاع بل ان تنتقل المعركة الى ملعب "الخصم" فيضطر هو ان يصير في هذا الموقع يدرأ عن مرماه وعن نفسه كرات الحزب المتتالية والمسددة بدقة.

ما هي الاهداف غير المرئية من طلات السيد نصرالله ومن "هجماته" التي ستكون متتالية؟

بحسب أكثر من مصدر فإن الحزب يضع نصب عينيه ثلاثة أهداف مترابطة:

الاول: هز صورة المحكمة الدولية وصدقيتها والأسس التي أقامت عليها تحقيقاتها منذ البداية.

وعليه فالمطلوب بوضوح تكرار تجربة الدفاع التي مارسها محامي الثوار الجزائريين إبان حرب تحرير الجزائر في أواخر عقد الخمسينات في القرن الماضي، أمام تحرير محكمة الاستعمار الفرنسي التي كانت تحاكمهم بالجملة، وهي تجربة تقوم على اعتبار هذه المحكمة غير شرعية، وليس على دحض اتهامات الادعاء. لذا فإنه كان أمراً مقصوداً ومتعمداً، ان يعيد السيد نصرالله، الكلام عن الاتهامات الباطلة الاولى للمحكمة والتي كان من ضحاياها الضباط الاربعة وآخرون أفرج عنهم كلهم بلا استثناء وبالتالي التأكيد انها اصلاً محكمة مسيّسة مشكوك في صدقيتها ونزاهتها، أوقعت البلاد في أسوأ الاحتمالات.

كما ليس غريباً ان يعيد القاء الاضواء على تجربة الاعوام الخمسة لفريق 14 آذار، والتي غلب عليها الطابع الانفعالي، وبالتالي العودة الى فكرة محاكمتها باعتبارها أسست لوقائع باطلة ما برحت مستمرة.

كذلك ليس مستغرباً ايضاً ان يتم الربط بشكل محكم بين القبض على جواسيس الاتصالات الخليوية وبين عمل المحكمة الدولية، فالمعلوم ان جزءاً كبيراً من الحيثيات التي بنت عليها المحكمة عملها كانت مجموعة اتصالات. وبالتالي فإن يظهر الى العلن ان اليد الاسرائيلية كانت حاضرة في هذه الاتصالات معناه بشكل وبآخر ان ثمة تلاعباً اسرائيلياً قد حصل وحرّف الوقائع وزوّر الاتصالات.

وبالتالي فإن حسابات الحزب انه من الآن وحتى صدور القرار الظني ستكون "الهجمات" المتتالية على المحكمة قد حولتها الى محكمة فاقدة لكل صدقية ونزاهة لا يمكن أحداً أن يصدق أو يأخذ بالاعتبار أي حكم أو قرار ظني يصدر عنها.

الثاني: ان ثمة تركيزاً على "جمهور" المحكمة الدولية ورعاتها بسلسلة من "الهجمات" التي تعيد الى الاذهان هذه المرحلة الحالكة التي سبقت أحداث أيار عام 2008 والتي جعلت اعصاب الجميع مضطربة ومشدودة، والكل في دائرة الخوف والتوجس والاحساس بأنه على شفا الهاوية.

ولقد برع الحزب خلال الايام القليلة الماضية في ارسال أكثر من رسالة في أكثر من اتجاه، فحواها انه لن يقف في موقف المكتوف المنتظر لحظة صدور قرار الاعدام بحقه.

ولم يعد خافياً ان الحزب بات يتعامل مع المحكمة بالطريقة نفسها التي تعامل بها مع حرب تموز، ما دام الهدف واحداً وهو احكام الحصار عليه لدفعه نحو الاستسلام.

لذا فهو مثلما جعل رده على هذه الحرب تثقل كاهل الاسرائيلي، سيجعل من "جمهور" المحكمة يستشعر وطأة هذه المحكمة، ويحسها عبئاً كبيراً عليه.

وليس جديداً القول ان الحزب كان يتحاشى في السابق "نسفه" المحكمة أو النيل منها مباشرة مراعاة لأوضاع معينة، لكنه اسقط جانباً كل هذه التحفظات ولم يعد يتورع عن وصفها "بالمؤامرة" ووصمها بالاسرائيلية.

الثالث: ممارسة ضغوط مكثفة على الرعاة الاقليميين والدوليين لهذه المحكمة، لافهامها ان "بديلهم" عن حرب تموز التي اخفقت بحصار الحزب وتدميره، وهي المحكمة لن تكون ايضاً "نزهة"، بل ثمة استعداد للرد عليها بالمستوى العالي نفسه الذي رُد فيه على حرب تموز.

ومن الآن وحتى أجل غير مسمى سيكون على "حزب الله" المضي قدماً في مواجهة بلا هوادة مع المحكمة الدولية، وفيها سيخرج بكل ما يمتلك من "أسلحة". وعنوان الحلقة الثانية من حرب المواجهة كان، لقد رميت عليكم المحجة ماذا أنتم فاعلون واني انتظر!

 

فتفت: جعجع لا يثير الفتنة السنية- الشيعية... و"المستقبل" لن ينزلق إلى لغة "حزب الله" 

٢٤ تموز ٢٠١٠/ناتالي إقليموس

في الوقت الذي يبحث فيه اللبنانيون عن وسيلة ما "لهضم" خطاب السيد حسن نصرالله في ذكرى "المقاوم الجريح"، ظهر أمين عام حزب الله في مؤتمر "مفاجئ"، مستعجل. للوهلة الاولى ظن البعض أنه تراءى للسيد حل جذري للدين العام المتراكم على لبنان، أو قد توصل إلى إختراع لمعالجة هجرة الشباب اللبناني. ولكن سرعان ما تبين لنا أنها المحكمة الدولية من جديد تسلب سيد نصرالله سكينته، والقرار الظني، يشكلان محور المؤتمر الصحافي الذي عقده، بالإضافة إلى بعض الرسائل الداخلية المباشرة لقوى "14 آذار"، ومنها المبطنة في إتجاه دمشق.

على وقع التجاذبات السياسية التي تشعلها مواقف السيد نصرالله بين الفنية والأخرى، كان لموقع "14 آذار" الإلكتروني مقابلة خاصة مع عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب أحمد فتفت، معه توقفنا عند أبعاد "زحمة" إطلالات السيد نصرالله، قبل أن ننتقل إلى مقارنة بين الخطاب الأخير لنصرالله والمؤتمر الصحافي. في هذا الإطار، أكّد فتفت أن تغيرات جمّة تستدعي الإنتباه على مستوى اللغة والمضمون، "بعد لغة التخوين التي إنتهجها السيد في خطابه، يتبين لنا أنه كبح تهديده بعض الشيء، كونه يحاول إمتصاص ردود الفعل السلبية التي رافقت تهجمه على المحكمة الدولية".

في هذا السياق، إستغرب فتفت طلب السيد نصرالله إعادة الضباط الأربعة إلى مناصبهم: "أظهرت التحقيقات أن العملاء منذ أكثر من 10 سنوات يتجسسون لصالح إسرائيل، أي منذ عهد هؤلاء الضباط. فعلى أي أساس يمكن التفكير باعادتهم إلى مناصبهم وهم لم يكونوا فعّالين في مكافحة التجسس. ومجرد الحديث عن عودتهم يستفز شريحة واسعة من اللبنانيين لأن الضباط يتحملون جزءاً من مسؤولية التقصير في حماية الشهيد رفيق الحريري".

من جهة اخرى، أكّد فتفت "ان تيار المستقبل ليس حزباً عسكرياً، و لن ينزلق إلى لغة التخوين والتهديد التي يلجأ إليها حزب الله"، محذراً "ان من يتهم الآخر بالخيانة، دون إثبات ومن دون إحالته إلى القضاء المختص، فهو يخدم إسرائيل".

بموازاة ذلك أشار فتفت إلى "أن جعجع بعيد من دولعب دور المثير للفتنة السنية- الشيعية". كما إستغرب فتفت كيف ان جنبلاط يتقدم خطوات تجاه السيد نصرالله، وهذا الأخير لم يتزحزح قيد انمل".

لمعرفة المزيد من التفاصيل، إليكم الحوار الذي دار بيننا:

نشهد مؤخراً "زحمة" إطلالات للسيد نصر الله، هل بات واقع المشهد السياسي رهن خطاباته؟

- بداية، نستغرب لجوء رجل أمني ومقاوم إلى الظهور المكثّف بهذا الشكل، فهذا يؤكد وجود ضرورة قسوة، وحاجة ماسة لهذه الإطلالات الناتجة عن توتر ما. من جهتنا لا نجد من مبرر منطقي لهذا الظهور المتكرر سوى محاولة استعابية ولو جزئية للصدى السلبي الذي لقاه خطابه في ذكرى "المقاوم الجريح". في الوقت عينه، نعترف أن حزب الله بشكل أو بآخر هو القوة المهيمنة على الحياة السياسية اللبنانية والأمنية. بالتالي من الطبيعي أن يكون لأي كلام يصدر عن السيد نصرالله هذا الأثر الكبير على الساحة الداخلية. كما أن حزب الله من خلال السياسة التي ينتهجها، لا ينكر رغبته في أن يصبح الناظم الأمني وضابط الإيقاع الأوحد لما يحصل في لبنان، فأحداث السابع من أيار احدى ابرز المؤشرات.

كيف تقرأ المؤتمر الصحافي الذي عقده السيد نصرالله؟

- في مقارنة سريعة بين الخطاب الذي ألقاه في يوم "المقاوم الجريح" والمؤتمر الصحافي المفاجئ الذي عقده السيد حسن نصرالله، يسترعي إنتباهنا متغيرات جمّة. بداية على صعيد اللهجة واللغة يمكننا القول أنها إبتعدت بعض الشيء عن التخوين، كما أن النبرة أقل حدة، سيما وأن نصر الله يحاول إمتصاص ما أحدثه خطابه الأخير من نقمة عارمة. أما بالنسبة إلى مضمون الكلام، فللمرة الاولى يذكر نصر الله أمراً مهماً، بما معناه أنه لن يقبل القرار الظني الصادر عن المحكمة الدولية ان لم يكن مدعماً بأدلة قوية، وهذا يعتبر مدخلاً جيدا، إلا أننا ننتظر لنرى كيف ستتطور مواقفه.

من جهة أخرى، أظهرت التحقيقات أن العملاء منذ أكثر من 10 سنوات يتجسسون لصالح إسرائيل في لبنان، لذا نستغرب مطالبة السيد نصرالله باعادة الضباط الأربعة إلى مناصبهم لمدة سنة. مع العلم أنهم طيلة فترة عملهم لم يبذلوا أي جهد لكشف الشبكات الإسرائيلية. لذا هذا التقصير يضاف على سجل الضباط، فعلى أي أساس يمكن التفكير باعادتهم وهم لم يكونوا فعّالين في مكافحة التجسس. بصراحة التحدث عن عودة الضباط الأربعة تستفز شريحة واسعة من الرأي العام التي تعتبر أن الضباط يتحملون جزءاً من مسؤولية التقصير في حماية الشهيد رفيق الحريري.

في أي إطار تضع دعوة السيد نصرالله قوى 14 آذار للقيام بمراجعة حقيقية ونقد ذاتي ؟

- حتى الآن لم نشعر بأننا أخطأنا لنجري النقد الذاتي، إنما نجد أنفسنا أول المبادرين للدفاع عن الحريات وعن حق الشعب اللبناني لمعرفة حقيقة ما يجري. وإنطلاقاً من المبادئ الوطنية الملتزمة بها قوى 14 آذار، لا مشكلة لديها في مراجعة مواقفها، إلا اننا لم نجد ما يستوجب منا هذه المراجعة، فمختلف تحركاتنا نابعة من قناعات شخصية. وإذا كان هناك من أخطاء في الممارسة، فقد أشار إليها النائب جنبلاط في حديثه للجزيرة حين إعترف وحسم تاريخياً إنه كان وراء قرارات 5 أيار. وفي هذه المناسبة اشدد أن كلام جنبلاط أدهشني سيما حين قال هناك من يزايد عليه من أعالي الضنية. فأود تذكيره أنني كنت محاصراً طيلة 5، 6، و7 أيار في الحكومة.

يبدو السيد نصرالله على اطلاع مستمر بتفاصيل المحكمة الدولية والشبكات التجسسية، هل هو من بات يحقق بالقضية؟

- بصراحة فوجئت بهجوم السيد نصرالله على المحكمة الدولية، وراودني سؤال ألا وهو: لماذا يضع نصرالله نفسه والحزب بموقع المتهم، في الوقت الذي لم يُحدد بعد من المتهم؟ وهنا أستغل الفرصة للإشارة إلى أن المحكمة الدولية لا تملك صلاحية إتهام دول، أو أنظمة أو منظمات، إنما أفراد ثبتت إدانتهم، وربما ينتمون إلى أي تنظيم سياسي.

لذا لا يمكن للسيد نصرالله الإدعاء بان حزبه لا يخرق، وهو يعلم تماماً إننا على يقين بخروقات أمنية سبق وشهدها حزب الله. في شتى الأحوال نؤكّد أننا نتعامل مع هذا الحزب على أساس أنه حزب لبناني، وأياً تكن النتيجة التي ستصدر عن القرار الظني يجب التعامل معها بإنفتاح، لأنها مبنية على اسس علمية، مهنية. أما إذا تبين العكس أي أن القرار قد بني على عوامل سياسية إستعراضية فقط، سنكون أول من لن يرضخ للقرار .

في هذه المناسبة، نثني على كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي أكّد أنه سيتعاطى مع أي مواطن سوري كعميل وخائن، إذا تمت إدانته من قبل المحكمة. من هنا أهمية الثقة بما سيصدر عن المحكمة، سيما واننا خلال العقود المنصرمة فشلنا في لبنان من وضع اليد على أي جريمة إغتيال سياسية واحدة. للأسف قد أصبح الإغتيال في وطننا، وسيلة لتصفية الحسابات السياسية وتسجيل المواقف. فهل هناك من يريد لهذا المسلسل أن يستمر بالتالي القضاء على الحياة السياسية الحرة في لبنان؟

لذا المحكمة ليست لتصفية الحسابات ولا حتى للإنتقام، إنما للحفاظ على الديمقراطية. وهنا نذكّر من خانته ذاكرته، هل إطلاق الضباط الأربعة كان قراراً إسرائيلياً؟ وهل السماح للواء جميل السيد بالوقوف أمام الرأي العام الدولي ليبدي مطالعته الشخصية في المحكمة، يعتبر قراراً إسرائيلياً؟

هل ترى ان الرئيس سليمان نجح في إجتماعاته المنفردة مع مختلف القوى السياسية، في ترطيب الأجواء الداخلية؟

- بدا واضحاً الدور التوافقي الذي أداه الرئيس سليمان أثناء جلسة الوزراء الأخيرة، كما أن دور الرئيس الحريري لم يكن أقل أهمية. لكن في شتى الأحوال هناك دور آخر لابد من التوقف عنده، وهي ردود الفعل المنددة بخطاب الأول للسيد والقريبة من حزب الله. هذه العوامل مجتمعة، ساهمت في الحفاظ على الأجواء الهادئة، ولكن الدور الأبرز يبقى للرئيس سليمان.

كيف سيتعاطى نواب "المستقبل" تجاه تصعيد "حزب الله"؟

- أجد أن التهدئة في الأساس تكون في عدم إفتعال المشاكل وليس بعدم الرد عليها. لذا أي كلام سيقال سيتم الرد عليه، وعندما لا يقال شيء تبقى الامور هادئة. لن نفتعل أي صدام مع حزب الله، فنحن نعتبره شريك في الحياة السياسية وجزء من المقاومة. ولكن إذا أظهر هذا الأخير أي موقف سياسي إعلامي ونعتبره مسيئاً للحياة السياسية، لن نتردد في التصدي له.

في الفترة الأخيرة سمعنا كلاماً تهويلياً تخوينياً من قبل حزب الله، ومجرد إستعمال هذا النوع من التهديد، والتخوين يعني إستعمالاً للسلاح في الداخل. للأسف هناك من يظن أنه برفع الصوت وتصعيد اللهجة سنتراجع في الدفاع عن الحريات، العيش المشترك، و عن المكتسبات التي حققها إستشهاد الرئيس رفيق الحريري.

هل قد ينزلق تيار المستقبل إلى لغة التخوين التي ينتهجها حزب الله؟

- لن يسبق لنا أن إستعملنا لغة التخوين لأنها كالكفرغير جائزة، ولكن إذا وقعنا على أدلة وبراهين حول خيانة بحق لبنان، لن نتردد في تقديمها إلى القضاء المولج بمتابعة هذه المهمة. لذا من يتهم الآخر بالخيانة، دون إثبات ومن دون إحالته إلى القضاء المختص، فهو يخدم إسرائيل. لاشك أن "المستقبل" لن ينزلق إلى لغة التخوين، فليس لدينا الإمكانيات الكافية للتهديد، كما اننا لسنا حزباً عسكرياً، سلاحنا الكلمة والموقف الحرّ، كما نلتزم الديمقراطية، لذا لن نتخوف من صدامات ومواجهات عسكرية. بينما من قد ينزلق هو حزب الله عبر إعادة إستخدامه السلاح في الداخل، فتكون الحياة السياسية الداخلية في وجه أخطر الإنقلابات.

كيف تقرأ اللقاء الذي جمع السيد نصر الله والنائب وليد جنبلاط؟

- لدى النائب جنبلاط هواجس ضخمة جداً، بالدرجة الأولى على الصعيد الدرزي وعلى مستوى منطقة الجبل، فهو يخشى من أي مجابهة عسكرية قد تنعكس سلباً على الوسط الدرزي. كما ان جنبلاط يريد تشكيل نوع من صمام الأمان، وحماية لما قد يسيء إليه في السياسة، أو ربما قد يكون متخوفاً جداً من المرحلة القادمة. في شتى الأحوال لا يمكن لزعيم المختارة الإستمرار بهذه السياسة في الوقت الذي حزب الله لا يلاقيه. فمنطق المهادنة جيد من أجل تقوية الجبهة الداخلية، لكن حتى الآن جنبلاط تقدم خطوات كبيرة باتجاه السيد نصرالله، في حين ان هذا الأخير لم يتزحزح قيد انمل من موقعه.

"لم يتزحزح" حزب الله، هل لأنه ليس في حاجة لجنبلاط؟

- على العكس، أجد أن حزب الله في حاجة إلى كل الأطراف اللبنانية، وهو يدرك تماماً أنه من دون وحدة داخلية لبنانية، أي مجابهة في المنطقة لن تنجح، وستكون خطيرة على الجميع. بالتالي إذا لم يكن يدرك حزب الله حاجته إلى الشعب اللبناني، فيكون مخطئ جداً. ففي العام 2006، ولولا المساندة العريضة التي قدمتها الحكومة والإحتضان الواسع الذي أبداه الأهالي، لكان موقف حزب الله أصعب بكثير مما بدا.

في أي إطار تضع ما نقله السيد نصرالله عن خشية أحدهم من ردة فعل عنيفة للاصول السنية في حال اتهم القرار الظني حزب الله؟

- لا شك أن الرئيس رفيق الحريري لا يمثل الاصولية السنية، وهو شهيد لبنان وليس الطائفة السنية فقط، إنما إذا فعلاً أراد السيد نصرالله تفادي أي ردود فعل، هناك طريقة بسيطة، وهي التعامل مع المحكمة كشأن عدلي بعيداً من التجاذبات السياسية.

هل تقاسم رأي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان لبنان قادم على خريف ساخن؟

- سمعنا الكثير في هذا الخصوص في الآونة الأخيرة، إلا أنني لا أعتقد أننا نتجه نحو صدام داخلي، أو حتى إلى أي عدوان على لبنان قبل منتصف تشرين الثاني. إسرائيل لن تشن أي عدوان دون غطاء أميركي، كما ان الرئيس براك أوباما منشغل حالياً بالإنتخابات وغير قادر على توفير الغطاء اللازم لإسرائيل، حفاظاً على دعم الرأي العام له.

كيف تجد طلب النائب جنبلاط بوقف دعم سمير جعجع لأنه يؤدي دوراً خطيراً على صعيد إثارة الفتنة السنية- الشيعية؟

- أجد هذا الدور غريباً على الدكتور جعجع لأن لا دخل له في هذا الشأن، لاشك أن من يوتر الأجواء السياسية ليس رئيس حزب القوات اللبنانية، إنما من ينتهج الخطاب التخويني والتهديدي. كما أن الطائفة السنية وضمنها تيار المستقبل لا أسلحة لدينا لممارسة أي تحركات عسكرية، ونحن نلتزم مبادئ الدولة اللبنانية ونعتبر أن المدافع الوحيد عنها هي القوى اللبنانية الشرعية. في الوقت عينه، شهادتي بالدكتور جعجع "مجروحة"، اقدّر له الدور الوطني الكبير الذي يؤديه، وهو من أبرز الحاضنين لمكاسب 14 آذار السياسية.

أين مصلحة جنبلاط في التقدم بمثل هذا الطلب؟

- أجيّر هذا السؤال المهم إلى جنبلاط تحديداً، فهل إرضاء حزب الله يتطلب منك كل هذه المواقف والتحركات؟

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

مصادر سياسية تسأل السيد نصرالله: متى الاعتذار عن خطيئة 7 ايار ؟... وهل المطلوب طمر رؤوسنا في الرمال ورمي العدالة في مهب الريح؟  

خطابات نصرالله "هبّة باردة ... هبة ساخنة" 

٢٤ تموز ٢٠١٠/ سلمان العنداري

رأت مصادر في قوى 14 آذار ان "خطابات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة يمكن وصفها بعبارة "هبّة باردة هبّة ساخنة"، خاصةً وان كلامه في يوم المقاوم الجريح وفي مؤتمره الصحفي الاخير اتّسم بكثير من العبارات التهديدية والتهويلية والسير بعكس التيار واطلاق الاتهامات بوجه اطراف داخلية، وهو امر مرفوض رفضاً قاطعاً من السيّد الذي يعي تماماً ان اي تصعيد يمكن ان يبادر اليه سينعكس سلباً على البلاد، وستكون اسرائيل المستفيد الاول من هذا الانقسام".

واعتبرت المصادر نفسها ان "استمرار السيد نصرالله بالتقنيص على المحكمة الدولية سيزيد الامور تعقيداً، خاصةً وانه يعي قبل غيره ان هذه المحكمة بعيدة كل البعد عن اي تسييس لأنه لا يمكن لأي طرف التأثير على القرار الاتهامي الذي لم يُكتب بعد".

ولفتت الى ان "التطبيل والتزمير ورفع الصوت لم ولن ينفع في ايقاف عجلة العدالة، لأن كل من الرئيس سعد الحريري ابن الشهيد رفيق الحريري وسائر اهالي الشهداء الابرار الذي قضوا في السنوات الماضية لن يقبلوا اي تقاعص في هذا الموضوع، وسيكونوا بالمرصاد لأي محاولة لتسييس ملف العدالة واستغلاله لاهداف وغايات خاصة، ولهذا فان المساومة على المحكمة الدولية من سابع المستحيلات لأن ترك المجرم الذي قتل الشرفاء في البلاد دون اي عقاب هو اكبر جريمة لا يمكن السكوت او التغاضي عنها".

وشددت المصادر نفسها في حديث خاص لموقعنا على ان الشعب اللبناني متمسك بالحقيقة والعدالة مهما كلّفت الامور، "فالتيار الاستقلالي قام على اساس الحقيقة والعدالة في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي فإن اي كلام عن مساومة او تسوية معينة في هذا الخصوص هو عار عن الصحة، لأن ارواح الشهداء وآلام اهاليهم لن ترتاح ولن تخفت الا اذا تم الكشف عن اليد الآثمة والوقحة والمجرمة التي قتلتهم بدم بارد وباسلوب ارهابي متطرّف".

وسألت المصادر في اطار تعليقها على كلام السيد نصرالله الاخير: "هل المطلوب منا كنواب وكمسؤولين وكشعب إهانة الشهداء ونسيانهم وتناسيهم وان نقدّم الاعتذارات ونطمر رؤوسنا بالرمال؟، وصولاً الى مرحلة نعتذر فيها من قاتل رفيق الحريري نفسه بعد التخلي عن المحكمة الدولية ومعرفة حقيقة وهوية الجهة التي مارسن كل هذا العنف في البلاد؟".

واضافت: "كل الاطراف والقوى السياسية ارتكبت الكثير من الاخطاء في المرحلة الماضية، ولا احد معصوم عن ارتكابها، الا ان دعوة السيد حسن نصرالله لقوى 14 آذار لمراجعة مواقفها ولاجراء نقد جريء لكل ما قامت به هو امر غير مقبول، فالسيد نفسه ومعه قوى 8 آذار ارتكب الكثير من الاخطاء و"الفاولات"، وكان من افظعها خطيئة 7 ايار 2008 حيث استعمل السلاح في الداخل ووجهت البواريد نحو صدورنا".

وتابعت المصادر نفسها متسائلةً: "الم يخطىء الحزب عندما اقفل العاصمة وحاصرها بالاطارات المشتعلة، والا يجدر به ومن يدور في فلكه الاعتذار من اللبنانيين على كل تلك العواصف التي الحقونا بها؟".

ولاحظت المصادر انزعاجاً شديداً ابداه السيد حسن نصرالله من التقارب الحاصل في العلاقات اللبنانية السورية، "خاصةً بعد زيارة الرئيس سعد الحريري الاخيرة الى دمشق على رأس وفد حكومي رفيع، وما رافقه من تأكيد الرئيس السوري على العلاقات المميزة والحرص على مصالح البلدين"، و اشارت الى ان "خطاب السيد نصرالله اتى قبل اقل من 24 ساعة من توجه الحريري الى العاصمة السورية مطلقاً التهديدات والرسائل من كل حدب وصوب، وهذا ما يبعث على التساؤل من توقيت هذا الكلام ومن خلفياته، خاصة وان تصريحه الاخير اصاب سوريا بشكل او بآخر، وبالتالي عبّر عن فجوة ما في العلاقة السورية- الايرانية من جهة واظهر اختلاف في نظرة حزب الله لمسار الامور في لبنان عن وجهة النظر السورية من جهة اخرى". خاص موقع 14 آذار

 

جبيلي: إلغاء المحكمة إلغاء للحق والحقيقة، وهنا نسأل لماذا يريد البعض ذلك، أبسبب ظهور متهمين؟ 

٢٤ تموز ٢٠١٠ / مسؤول مقاطعة اميركا الشمالية في "القوات اللبنانية" الدكتور جوزف جبيلي لـMTV: نشهد هجمة بدأت الأسبوع الماضي بشكل مركز على المحكمة الدولية تمهيداً لإلغائها، وهذا ما بدأ به حسن نصرالله وتابعه فريق 8 آذار.

جبيلي: إلغاء المحكمة إلغاء للحق والحقيقة، وهنا نسأل لماذا يريد البعض ذلك، أبسبب ظهور متهمين؟

جبيلي: اللبنانيون مصرون على معرفة الحقيقة، ولا أحد يرغب باتهام الأبرياء زوراً.

جبيلي: قيادات 14 آذار لا يريدون التآمر على حزب الله، والمحكمة أنشأت بدعم دولي، وهي مستقلة وتراعي القانون الدولي، وبالتالي لا صحة لمعلومات تشاع عن تسييسها.

جبيلي: أهداف إدارة أوباما لم تتغير عن أهداف إدارة بوش، انما الوسائل تتبدل.

جبيلي: اسرائيل لا تؤيد تماما سياسة أوباما في الشرق الأوسط، لا سيما من ناحية نشر الديموقراطية.

جبيلي: الانفتاح العربي لا يخدم مصالح اسرائيل.

جبيلي: لا تزال سوريا حاضنة لبعض حركات التطرف والإرهاب في المنطقة.

جبيلي: الكل يعلم ان باستطاعة سوريا ضبط حدودها جيداً مع جيرانها لو أرادت ذلك، ومن هنا السؤال إذا ما كانت فعلاً تريد الإستقرار في المنطقة.

جبيلي: التوجه الأميركي حالياً هو تقديم المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية على المفاوضات الإسرائيلية - السورية.

جبيلي: السياسة الأميركية تجاه لبنان لم تتغير والواضح في لقاءاتنا مع المسؤولين الأميركيين ان هناك تغيرات في الإدارة بين الرئيسين بوش وأوباما ولكن ليس بالنسبة الى لبنان وهذا تُترجم بتصاريح المسؤولين الأميركيين.

جبيلي: الدعم الأميركي للبنان يتمركز حول الدعم الديبلوماسي والعسكري بشكل أساسي وهناك التزام أميركي سنوي للمساعدات للجيش اللبناني.

جبيلي: هناك مجموعات ضاغطة ومؤثرة في المجتمع اللبناني الأميركي وهذه المجموعات في تعاون مع بعضها البعض.

جبيلي: ليس هناك مجموعات ضاغطة لـ 8 آذار في الولايات المتحدة.

جبيلي: هناك وقائع تدل على أن اللوبي الصهيوني في أميركا يعمل لصالح السوريين ولديها مصلحة ان يكون لبنان ضعيفاً وأن تضع سوريا يدها على لبنان ونرى ان الجبهة السورية هي الجبهة الأكثر استقراراً في المواجهة مع إسرائيل.

 

 "المحرر المحلي".. وتقرير ديرشبيغل!!

ميرفت سيوفي-الشرق

في 27 أيار من العام 2009 نشرت احدى الصحف المحلية سيناريو كاملاً متكاملاً اعتبرت أنه "المؤامرة" التي تحاك ضد حزب الله، بل واعتبرت أنها تقدم اكتشافاً "عبقرياً" بعدما جعلت التقرير الذي أعده إيريك فولاث ونشره في صحيفة ديرشبيغل، لا تتضح أبداً صورة ما يحدث اليوم إلا إذا تتبعنا خيوط الحملة الأولى التي قادها الحزب والصحف المقرّبة منه، ويومها كان التقرير "مؤامرة انتخابية" على حزب الله لأن فريق 14 آذار خائف من الخسارة، إلا أن نتائج الانتخابات التي صدقت الحزب السيناريوات التي رسمتها الصحف الموالية له عن اكتساحه للانتخابات، جاءت مخيّبة جداً لآماله، فقد أكدت صناديق الاقتراع يومها أن اللبنانيين متمسكين بعنوان كبير حرية وسيادة واستقلال لبنان.

يومها نشرت الصحيفة ما حرفيته (نقلاً عن موقع المقاومة الإسلامية في لبنان): "ما بين 24 كانون الأول 2008 و23 أيار 2009، فاصل زمني ممتد على خمسة أشهر بالتمام والكمال. وما بين التاريخين "فبركة استخباراتية" واضحة لرسم خارطة طريق اتهامية لــ"حزب الله" باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وما بين التاريخين "فضيحة كبرى لمجلة كانت موصوفة بأنها موزونة وذات صدقية"، وتقصت الصحيفة خطى هذه الفضيحة الكبيرة لتقدّم "لقطة" للبنانيين لتقنعهم بزيف هذا التقرير وكذبه وبهتانه وسخافته، فـ"شو عدا ما بدا"، حتى أصبحت الاتصالات وتقرير ديرشبيغل هما أساس القرار الظني الذي لا يعرف اللبنانيون ماهية اتهامه بعد...

 ويومها أيضاً كانت "اللقطة" التي قدمت وجبة دسمة لتنسف ما كتبه الصحافي الألماني وترقيته إلى مستوى الفضيحة، وسبب هذه الفضيحة تقرير نشر قبل أشهر خمسة في 24 كانون الأول 2008، ونشرت الصحيفة اياها ما حرفيته: "في 24 كانون الأول 2008 وقبل أكثر من شهرين من انطلاق المحكمة الخاصة بلبنان في آذار الماضي نشر موقع "الحقيقة" الذي يديره المعارض السوري نزار نيوف "معلومات" نسبها إلى مسؤول قانوني كبير في عداد الطاقم المؤسس للمحكمة المذكورة, وتسلط أصابع الاتهام إلى حزب الله باغتيال الحريري (...) المثير في تقرير "ديرشبيغل" انه استنسخ رواية نزار نيوف المنشورة قبل خمسة اشهر، مستخدماً المفردات والتعابير ذاتها، من "التراجيديا الشكسبيرية"، إلى "دوائر الجحيم" الأولى والثانية والثالثة، إلى التواريخ، إلى الأسماء... كلها نقلتها الصيغة الألمانية بصورة حرفية تامة".

نشرت تقرير نيوف كاملاً، للتدليل على عدم صدقية ديرشبيغل ورواية تقريرها، ولم يهتم اللبنانيون كثيراً لما نُقلَ من معلومات في تقرير ديرشبيغل، يومها اعتبروا "الخبث الإسرائيلي" يدس وقيعة بين اللبنانيين، تحديداً بين السُنة والشيعة، في زمن انتخابات نيابية كان العصب المذهبي فيها مشدوداً "عالآخر"، بل أكثر من هذا، كان التصويت في بيروت رداً صارخاً على 7 أيار، بصدق شديد، بهذه العقلية ذهبنا إلى صناديق الاقتراع، هذه عادة البيارتة، فصمتهم لا يعني أبداً الرضوخ والاستسلام..

 ومن غرائب ما نُشر في هذه المقالة الطويلة العريضة المنسوبة إلى مجهول هو "المحرر المحلي" سيناريو دقيق جداً يتطابق بحرفيته مع كل كلمة قالها أمين عام حزب الله سواء في خطابه الأسبوع الماضي، أو في مؤتمره الصحافي أول أمس، وننقل عن الصحيفة ما حرفيته: "ويشير تقرير نيوف إلى "أن المعلومات المذكورة وضعت أمام مرجع امني - ديبلوماسي فرنسي كبير فأعرب عن شكوكه العميقة في صحة هذه المعلومات"، مشيراً إلى "أنها تحتوي على مغالطات غير منطقية، وتكشف عن أن مَن يقف وراءها يجهل تماماً آلية عمل "حزب الله" على الصعيدين الأمني والعسكري"، وذكر المصدر في هذا السياق الملاحظات والمعلومات الآتية: 1- إن المعلومات المذكورة توحي بأن عناصر حزب الله يتصرفون بطريقة عشوائية وحمقاء وغير انضباطية، مثل أي تنظيم آخر. وهذا يتناقض كلياً مع ما يعرفه الجميع عن انضباطيته الصارمة (...) 2- أصبح من الثابت والمعروف في تحقيقات «لجنة التحقيق الدولية» أن الذين اشتروا الأرقام الهاتفية المسبقة الدفع من طرابلس ينتمون لجهات أصولية سنية، وليس إلى حزب الله. 3- أصبح من الثابت لدى لجنة التحقيق الدولية أن سيارة الميتسوبيشي فجّرت من قبل شخص انتحاري ينتمي لإحدى الحركات الأصولية السنية وليس الشيعية، وينحدر من إحدى الدول العربية ذات المناخ الجاف، قد تكون السعودية أو العراق أو الأردن، وفق ما كشفت عنه التحليلات المخبرية لحمض (DNA) التي أجريت على بقايا أشلائه".

ولنقرأ جيداً ما نقلته الصحيفة المحلية عن نيوف الذي نقلت عنه ديرشبيغل، الذي نسب معلوماته إلى "مجهول" هو مصدر فرنسي أمني - ديبلوماسي: "(...) وكشف المصدر أيضاً عن أن اتهام حزب الله رسمياً بالوقوف وراء جريمة اغتيال الحريري ستسبقها عملية "كبيرة لتلميع" وجه شعبة المعلومات في وزارة الداخلية اللبنانية، ورئيسها العقيد وسام الحسن. وذلك بشن حملة اعتقالات واسعة خلال الأشهر القليلة المقبلة ضد عناصر لبنانية، بعضها من الرموز السنية المشهود لها بتاريخها الوطني، بتهمة علاقتها مع الموساد، ومساعدة إسرائيل ضد حزب الله. وهو ما سيدفع الحزب المذكور والرأي العام إلى تغيير وجهة نظره الراهنة بشأن شعبة المعلومات، ومن ثم تثمين دورها الوطني. وسيكون من شأن ذلك إحراج حزب الله لاحقاً وعدم قدرته على التشكيك بشعبة المعلومات حين تعمد إلى اتهامه باغتيال الحريري من خلال المعلومات التي قدّمتها إلى دانيال بلمار".

وجواباً على سؤال، قال المصدر "إن شعبة المعلومات تعرف منذ سنوات عديدة العشرات من اللبنانيين المتعاملين مع الموساد، وكانت تغض النظر عن نشاطاتهم واتصالاتهم مع إسرائيل. ولن يضيرها أن تحرق البعض منهم بطريقة إعلامية استعراضية إذا كان الغرض من ذلك تبييض صفحتها وإعادة الاعتبار لسمعتها أمام قسم واسع من الرأي العام اللبناني وتحقيق الهدف الأساسي المتمثل باتهام حزب الله باغتيال الحريري من دون أن يستطيع الحزب التشكيك بنزاهتها ووطنيتها"!!

في ضوء هذه التوقعات منذ أواخر العام 2008 ألا يتضح لنا علام يستند السيد حسن نصر الله في قوله أن القرار كتب عام 2008، أو أسئلته عن فرع المعلومات والعميل شربل قزي، والأجوبة التي قال أنه يعرفها... مَن يُصدّق أن ما يبني عليه حزب الله كل اتهاماته على تقرير اتهمته الصحف الموالية له واعتبرته مشبوهاً اقتبسه حرفياً أيريك فولاث ونشره في مجلة ديرشبيغل، إنما ما لم تقله لنا الصحيفة مَن ترجم التقرير المنشور باللغة العربية على موقع بالكاد نعرف اسمه الى اللغة الألمانية، ومَن دلّ إيريك فولاث على موقع نزار نيوف، والأغرب كيف برأ "المصدر الفرنسي المجهول لمعارض سوري حزب الله ناقضاً التقرير ناسباً التهمة إلى مجموعة الـ 13، ومَن سيفسّر لنا هذا التطابق لتطبيق السيناريو ما بين كلام المصدر الفرنسي وكلام أمين عام حزب الله عن عنوان الاتصالات، وشعبة فرع المعلومات!!

 

كلام نصر الله أمر واقع في حال استمر التأويل؟!

هل نجح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في اطلاق رصاصة الرحمة على المحكمة الدولية  من قبل ان يصدر عنها قرار او حكم؟

 الفرد النوار-الشرق

خصوم السيد مجمعون على شيء واحد هو ان الحزب قد رفض المحكمة في السابق. ولا يزال يرفضها لاعتبار اساسي كونه غير مقتنع بأن معدل اتهام افراد منه بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ان كانوا غير منضبطين أو كانوا من الصنف المخترق. وهو ما حاول الرئيس سعد الحريري ابلاغه للأمين العام، كي لا تصل الامور الى حد جرح الشعور، بما في ذلك اطلاق رصاصة الرحمة على الحال التوافقية في البلد التي فرضت نفسها بوجه غير حق، بل بطريق القوة المسلحة، وأي كلام غير هذا يكون بمستوى اللعب على الالفاظ وعلى الواقع! قال نصر الله ان الحريري ابلغه ان هناك اتجاها لدى المحكمة الدولية لاتهام بعض عناصر حزب الله بالضلوع في جريمة اغتيال والده. كما قال نصر الله انه في غير وارد القبول بهكذا حل مهما اختلفت الظروف السياسية واختلفت معها ظروف البلد تهدئة او انفجارً لا فرق. والفرق بين الكلام الأول ان الحريري قد يكون قال ما قاله لتجنب كل ما من شأنه الاسهام في الانفجار الداخلي جراء نظرة حزب الله الى الموضوع، لكن كلام نصر الله لم يكن بمستوى الراغب في منع حصول انفجار، لاسيما انه ضرب على الوتر السوري الحساس، ان لجهة علاقة الحزب مع دمشق او لجهة تأكيد براءة السوريين من دم الحريري، من غير ان يأخذ في الاعتبار النظرة السورية الى "الجريمة الوطنية" وما تسببت به من توتير في العلاقة  من دولة الى دولة ومن شعب الى شعب!

اما النظرة السورية التي تجنب السيد حسن مقاربتها فقد سبق للسوريين ان عبروا عنها على لسان وزير خارجيتهم فاروق المعلم الذي قال صراحة رداً على سؤال انه في حال ثبوت مشاركة اي سوري بطريقة من الطرق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري فان الحكومة ستقاضيه امام المحاكم السورية. ومن هنا يبدو الفرق شاسعاً ومختلفاً بين كلام تهديدي وبين كلام في قمة المسؤولية، لاسيما ان الامين العام لحزب الله قد مرر في مؤتمره الصحافي ما يفهم منه ولو عرضاً ان "الامن اللبناني راجعه بامكان حصول خرق اسرائيلي داخل الحزب وزوده بمعلومات واسماء ودلائل، حتى وان كان لم يأخذ الحزب او شخصيا به لسبب او لآخر؟!

في كلام نصر الله على الالتزام المنقطع النظير داخل حزب الله ما يمنع حصول خرق، مدعاة الى سؤاله عن رأيه في الخروق التي حصلت بين قيادات عسكرية وسياسية في اميركا وروسيا والصين والغرب عموماً وهل ان تكوين الحزب يجعله بمنأى عن مثل هذه السقطات في المطلق؟!

لا حاجة لتذكير نصر الله بمن خان الانبياء وحارب الرسل، أقله لافهامه ان الخيانة غير مرهونة بزمان ومكان واشخاص معينين، على القليل كي يكون مجال رحب لتقبل الحقيقة على علاتها. والقصد هنا ان من المستحيل على احد ادعاء العفة والنزاهة طالما ان الانسان مطبوع على خير وعلى شر، بدليل كل ما سبق للانبياء والرسل ان اشاروا اليه (...) وعانوا منه!

هنالك باب طرقه الامين العام لحزب الله في مؤتمره الصحافي الذي اطلق فيه مواقفه، من دون ان ينتظر جوابا ممن دعاهم الى اعادة تقويم مواقفهم كما لم يتطرق الى ما اذا كان قد اعادة تقويم حساباته شخصياً، أقله كي يسري عليه مفعول "العلم والخبر" بتوازن مقبول وغير مشكوك فيه!

اشارة لا بد منها في هذا السياق مفادها ان كلام الامين العام لحزب الله زاد من معه اصراراً على التمسك بنظرته الى الامور الداخلية والخارجية لكن المؤكد ان من هو في صف خصومته يحتاج الى اكثر من قوله انه سيرفض اي اتهام يوجه الى مطلق حزبي ليقتنع بصوابية رأيه، وهذا المنحى هو الاخطر من كل ما عداه شرط ان يفهمه نصر الله كأمر واقع وليس كأمر مفروغ منه؟!

 الفرد نوار

 

جبهة العمل": الحريري هو المعني الاول بالقرار الظني وبما ستؤول اليه الاوضاع

وطنية - 24/7/2010 إعتبرت "جبهة العمل الاسلامي" في بيان اليوم، أن "رئيس الوزراء سعد الحريري هو المعني الاول والاخير بما سيصدر من قرار ظني اتهامي عن المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لاعتباره ولي الدم اولا، وبما ستؤول اليه اوضاع البلاد والعباد ثانيا، إن صح ما يشاع ويقال ويحضر له من فوضى وفتن داخلية وتوترات امنية تصب حتما في مصلحة العدو الصهيوني الحاقد وفي مصلحة المشروع الاميركي الفتنوي الهادف الى عرقنة لبنان". وسألت الجبهة عن "حقيقة وماهية الجهة التي سربت القرار الى الرئيس الحريري والى الجهات الدولية والاقليمية والمحلية والسياسية والاعلامية، وما هي الغاية او الهدف من هذا التسريب الذي يؤدي الى زيادة التوتر والتشنج والاحتقان في الشارع. اننا ومع يقيننا القاطع بالدور الاساسي والظلامي للعدو الصهيوني في اغتيال الرئيس الحريري نتطلع الى صدور قرار شفاف ومتجرد وغير مسيس عن المحكمة الدولية". ورأت أن "خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وما قاله في مؤتمره الصحافي وما سيقوله لاحقا هو من باب التحذير واستباق الامور والتفكير الجدي وعدم العبث او التلاعب بعواطف الناس ومشاعرهم من جديد وهو من باب الحرص على السلم الاهلي والامن والاستقرار ووحدة لبنان والحفاظ على صيغة العيش المشترك، والحرص على المقاومة وشعبها وحمايتها لأنها تشكل مع الجيش اللبناني ضمانة استقرار واستمرار الوطن".

 

الحريري في افتتاح المؤتمر التأسيسي ل"تيار المستقبل": لن يحمل هوية مذهبية أو مناطقية وسيبقى وفيا لشركائه في 14 آذار

سيكون على صورة ما عرفه لبنان والعرب والعالم عن رفيق الحريري

ندعو الى التهدئة وعدم الانفعال والتزام الآداب السياسية والوطنية

الاجماع على وجوب التزام تحقيق العدالة مسألة غير قابلة للمساومة

لن تكون قضية اغتيال الرئيس الشهيد سببا لأي أزمة أو فتنة مذهبية

لا نبني أحكامنا على معلومات أو وقائع موجودة في عهدة التحقيق

إسرائيل لن تتمكن من لبنان إذا كانت الدولة قوية ومتماسكة

المرحلة ستعيد العلاقات مع سوريا الى ما يجب أن تكون عليه

أحمد الحريري: مشروع الدولة هدفنا لأنه الحياة والامل والمستقبل

سياستنا في تعزيز العلاقات العربية ثابتة ونابعة من حقائق التاريخ

وطنية - 24/7/2010 افتتح "تيار المستقبل" مؤتمره التأسيسي العام في ال"بيال" في حضور ممثل رئيس الجمهورية وزير الدولة جان اوغاسابيان، ممثل رئيس مجلس النواب النائب هاني قبيسي، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الرئيس أمين الجميل، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزراء ونواب حاليين وسابقين، ممثلين لأحزاب، شخصيات سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية وأعضاء من السلك الديبلوماسي.

احمد الحريري

وألقى النائب سمير الجسر كلمة قال فيها إلى ان "تيارالمستقبل بنظامه ووثيقتيه السياسية والاقتصادية - الاجتماعية إنما يهدف إلى أمر واحد وهو تحقيق مشروع الدولة"، وقال: "مشروع الدولة هدفنا وغايتنا لأنه الحياة والأمل والمستقبل".

وحدد في التقرير السياسي الذي قدمه الى المؤتمر التأسيسي المواقف من كل الملفات، وشدد على ان "لا مساومة على المحكمة الدولية وما من أحد أصلا يستطيع المساومة، والقرار بيد المجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي أنشأها، وقرارات المحكمة رهن بمداولاتها وقناعات قضاتها".

واستشهد بقولين للرئيس سعد الحريري: "لقد ناضلنا لمدة اربع سنوات ومستحيل أن نعارض المحكمة الدولية، رضينا من النتائج أم لم نرض". "عندي كل الثقة ان المحكمة ستقوم بعملها وستتوصل إلى الحقائق وستعاقب الناس الذين اغتالوا الشهيد الحريري". لن نخوض بعد ذلك في أي محاولة لجرنا إلى سجال عن هذا الموضوع".

وفي ملف العلاقات العربية قال: "سياستنا في تعزيز العلاقات العربية كانت وما زالت ثابتة ونابعة من حقائق التاريخ". وعن الانفتاح على سوريا وإعادة بناء الجسور قال: "استراتيجيتنا في تيار المستقبل كانت، ولا تزال تأكيد ضرورة حسن العلاقات بين لبنان وسوريا وتعزيز هذه العلاقات. من اجل كل لبنان سار الرئيس سعد الحريري في خطى واثقة نحو دمشق من أجل ترسيخ علاقات سوية بين البلدين قائمة على الاحترام المتبادل وعلى حرص كل منهما على أمن الدولة الاخرى ومصالحها وسيادتها لأننا نؤمن بأن مثل هكذا علاقة هي التي يكتب لها النجاح والديمومة وتؤمن مصالح البلدين واستقرارهما والرفاهية لشعبيهما".

وعن العلاقات السياسية الداخلية اكد ان "الالتزام هو عهد، والوفاء بالعهود شرط أساسي، ولغة التخوين هي عود إلى ذي بدء وهي نقض للعهود". أضاف: "مواقفنا واضحة بالنسبة إلى حقوق الشعب الفلسطيني ورفض التوطين ووقوفنا في وجه العدوان على هذا الشعب. العالم والمنطقة لن يشهدا استقرارا ما لا يكن هناك حل عادل للقضية الفلسطينية. وبالنسبة إلى الحقوق الانسانية للفلسطينيين المقيمين في لبنان، نوافق على تلبيتها ونسعى إلى بلورتها وتحضير الجو الحاضن لها". ونبه إلى "خطورة ما يثار عن ربط إعطاء هذه الحقوق الانسانية مع تنفيذ مقررات طاولة الحوار في ما خص السلاح الفلسطيني خارج المخيمات أو ضبطه داخلها"، وقال: "عار علينا ألا نوفر الحقوق الانسانية لكل المواطنين على الارض اللبنانية فكيف بالنسبة إلى الفلسطينيين؟".

وفي ملف السلاح شدد على "التمسك باتفاق الدوحة بكل ما يتعلق باستعمال السلاح أو التهديد به او ايواء الخارجين عن العدالة، وما زلنا نتمسك باستئناف الحوار في رئاسة الجمهورية عن الاستراتيجية الدفاعية".

وعن قوى 14 آذار قال: "حركتها رؤية سياسية جسدت ولا تزال تطلعات فئة كبيرة من اللبنانيين في اطار الحرية والسيادة والاستقلال، وهي تبقى مطلبا جماهيريا عريضا ما دامت ملتصقة بالثوابت، والوجدان الشعبي الذي أحاط ب14 آذار لا يزال نابضا".

وتناول في التقرير مسألة تشكيل حكومة الوفاق، وتحدث عن "صعوبة القرار في الخيار السياسي والعمل الصعب في التأليف وتوزيع الحقائب"، وقال: "قمة الامور الصعبة كانت التنازل تلو التنازل من أجل أن يتعافى لبنان. وإذا كان التنازل تناول بعض الفروع فإنه حتما لم يطل الأصول في كل أساسيات انطلاقة ثورة الأرز". واصر على ان "لا شيء غير تفاهم اللبنانيين واتحادهم يحمي هذا الوطن، وهذا لا يكون من دون ترميم جسور الثقة التي تتطلب بدورها بعض التنازلات".

وختم: "كانت نتائج انتخابات عام 2009 الفصل الذي أبطل مقولة الاكثرية الوهمية ليحدد أين يقع قرار الناس، وكان ما كان من انتصار لكل لبنان وكما وعدنا حين أطلقنا شعار "انتصارنا انتصار لكل لبنان".

سعد الحريري

وألقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري كلمة قال فيها: "السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته، السلام على اللبنانيين جميعا، المقيمين على أرض الوطن، والمنتشرين في كل أرجاء الدنيا، السلام على رجال لبنان العظماء، من كل الاتجاهات والأفكار والطوائف، الذين صنعوا مجد هذا البلد العظيم، ووهبوا حياتهم لحريته وسيادته وتقدمه ورسالته الحضارية ،السلام على شهداء لبنان، الذين عمدوا بدمائهم، مسيرة الانتصار لاستقلالنا وكرامتنا الوطنية والقومية، السلام على روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، التي ترفرف فوق هذا اللقاء، والتي باسمها نعلن افتتاح المؤتمر التنظيمي الأول لتيار المستقبل في لبنان".

أضاف: "لروح الرئيس الشهيد، ولأرواح كل الشهداء الذين سقطوا على درب الحرية والسيادة والكرامة الوطنية، نهدي هذا المؤتمر، ونهدي إعلان إطلاق تيار المستقبل، تيارا سياسيا وطنيا لبنانيا، عربي الهوية والولاء، يسير على خطى الرئيس الشهيد، ويهتدي بمسيرته الكفاحية الطويلة، التي يقتدي بها عشرات الآلاف من الشبان اللبنانيين والعرب، والتي ستبقى بإذن الله، مصدر إلهام وثبات، لتيار المستقبل، وجمهور رفيق الحريري في كل جهة من جهات الانتشار اللبناني. هذا المؤتمر، سيكون على صورة ما عرفه لبنان والعرب والعالم، عن رفيق الحريري. صورة الشاب الذي جعل من أحلام الفقراء، حقيقة ساطعة في عالم الأثرياء. صورة المناضل الذي سلم قلبه وروحه لقضية فلسطين ووهبها أحلى سنوات العمر. صورة الرجل الذي صقلته الصحراء بحرارة الايمان وقوة الصبر وارادة الاندفاع نحو النجاح. صورة الانسان الذي يجد في الوفاء والصدق والمثابرة على عمل الخير، سبيلا للارتقاء بنظام الحياة. صورة اللبناني الذي هاجر ليبقى في لبنان، وطرق أبواب النجاح بجهده وعرقه وعلاقاته، ليرفع عن لبنان كابوس الدمار والخراب. صورة الأب الذي أراد لأبوته، أن تتسع لأكثر من خمسين الف طالب وطالبة، واتخذ قرارا تاريخيا بفتح أبواب الجامعات أمامهم في كل جهات العالم. صورة المقاول ورجل الاعمال والإعمار والبناء، الذي خاض الحرب ضد الحرب، وأسقطها على أبواب بيروت، ليعيد إلى العاصمة مكانتها التاريخية على خريطة المنطقة والعالم. صورة السياسي الذي حمل إلى لبنان رؤية الوطن الواحد ورسالة العيش المشترك، التي تعلو فوق نزاعات الطوائف. وصورة زعيم الدبلوماسية العربية، الوفي لقيم العروبة وقضايا الأمة، وحامل لواء الدفاع عن لبنان ومقاومة العدوان الاسرائيلي في كل العواصم والمحافل. إننا نضع هذه الصورة أمامنا اليوم. وهي في عهدة كل الشباب والشابات في تيار المستقبل. إنها امانة رفيق الحريري إليكم. ولا خيار أمامنا إلا ان نحافظ على الأمانة. هذه الصورة، كانت جزءا من حلم كبير، بل من رؤية وطنية وقومية، نلتزم الاستمرار بها وتطويرها مهما كانت التحديات".

وتابع: "أعلم جيدا، أيها الأخوة والاخوات، يا شباب وشابات تيار المستقبل، أعلم جيدا، تلك الهواجس السياسية والوطنية التي تعيشونها. وكثيرا ما أطرح على نفسي الاسئلة التي تطرحونها بينكم. أنتم في تيار المستقبل، تسألون أيضا عن المستقبل. تسألون عن حلم رفيق الحريري، وعن مصير مشروع رفيق الحريري، وعن قدرة تيار المستقبل، على مواجهة العواصف التي تواجه لبنان. ولا اريد ان اقول لكم اننا في منأى عن العاصفة، وأنا كأي عضو في هذا المؤتمر، أرى يوميا بأم العين، حجم التحديات. لكنني أريد ان أؤكد لكم، ان العاصفة التي لم تتمكن من القضاء على مشروع رفيق الحريري في الحياة الوطنية اللبنانية، لن تتمكن لا اليوم ولا غدا من اغتيال رفيق الحريري مرة ثانية".

وقال: "الظلم وقع علينا قبل اغتيال الرئيس الشهيد، وهو استمر بعد تنفيذ جريمة الاغتيال، وهناك محاولات لتكرار الظلم، وتنظيم حملات من شأنها اثارة البلبلة والقلق في نفوس المواطنين. ونحن من جهتنا، ندعو الى التهدئة والابتعاد عن الانفعال، والتزام الآداب السياسية والوطنية التي تعلمناها في مدرسة رفيق الحريري. من المعلوم، ايها الاخوة والاخوات، أيها الاصدقاء والضيوف الكرام، من المعلوم، أن أمر المحكمة الدولية، ليس طارئا، ولا هو ابن هذه الساعة، وان قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء، باتت قضية وطنية لبنانية وعربية ودولية، وان الاجماع اللبناني على وجوب الالتزام بتحقيق العدالة هو مسألة غير قابلة للتأويل أو المساومة، وجزء لا يتجزأ من قرارات الحوار الوطني اللبناني، ومن البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة بعد جريمة الاغتيال، وكذلك من قرارات القمم العربية التي قاربت هذه المسألة وأكدت على اهمية تحقيق العدالة بشأنها".

أضاف: "هناك من يتصور، أو يتخوف، أو يهول، أو ربما يتمنى، أن تكون قضية اغتيال الرئيس الشهيد، سببا في اندلاع أزمة لبنانية أو فتنة مذهبية. ونحن نقول، بكل صدق وأمانة ومسؤولية، أن لا مكان في قاموسنا الوطني لهذه المخاوف والادعاءات أو حتى التمنيات. وإننا لا نبني أحكامنا أو وجهة نظرنا، على أي معلومات أو وقائع موجودة في عهدة التحقيق بجريمة الاغتيال. القضية بالنسبة لنا، قضية مبدئية لا ترتبط بمسار التحقيق. إنها قضية التزام أخلاقي ووطني بحماية مجريات العدالة، وقضية التزام شرعي وقومي نتعاطى معها بروح المسؤولية لمنع الفتنة من النفاذ إلى وحدتنا الداخلية. لقد وهب رفيق الحريري، حياته لسلامة لبنان وللاستقرار في لبنان. وليس هناك في سيرته الوطنية نقطة دم واحدة، سقطت في ساحات الصراع على لبنان. رجل قاوم الحرب الأهلية في حياته، لن تكون روحه الطاهرة سببا لتجديد الفتنة على أرض لبنان. فكفى تأويلا، وكفى تهويلا، وكفى استنفارا لعواطف الناس".

وقال: "يقول الرئيس الشهيد أن العدالة في تطبيق القوانين هي الوجه المكمل للعدالة في ممارسة الحرية. والعدالتان بهذا المعنى، تلتقيان في معادلة واحدة، هي معادلة النظام الديموقراطي البرلماني، الذي يشكل مصدر القوة الرئيسي للتجربة السياسية اللبنانية، وضمانتها الأولى حيال ما تواجه من تحديات. وتيار المستقبل، يتطلع لأن يكون تيار النظام الديموقراطي اللبناني الفريد، الذي يكتسب حضوره المميز، من الميثاق الوطني الذي نشأ عليه استقلال لبنان، وتحول مع اتفاق الطائف إلى صيغة دائمة للعيش المشترك بين اللبنانيين. والعيش المشترك ليس بديلا عن النظام الديموقراطي، بل هو مصدر قوة وتنوع لهذا النظام، وتعبير عن إرادة التلاقي والمشاركة والحوار الدائم بين مختلف مكونات المجتمع. من دون العيش المشترك يتخلى لبنان عن روحه، ويسلم نفسه الى الفوضى الطائفية. الاصطفاف الطائفي نقيض العيش المشترك ونقيض الديموقراطية أيضا. إنه دعوة إلى الانتقال بلبنان من الدولة إلى الساحة، وتكريس لثقافة ما يسمى بالديموقراطية الطائفية، التي نرى أن استمرار العمل بها من شأنه أن يراكم الخلل في حياتنا الوطنية والديموقراطية. نحن معكم، نراهن على تطويق هذا الخلل، ولا نجد خيارا أمام تيار المستقبل سوى العمل على كسر حلقات الاصطفاف الطائفي، والانخراط في نهج وطني يعني كل شرائح المجتمع، ليدفع بلبنان نحو واقع ديموقراطي متجدد، قادر على الإنعتاق من هذا الأسر الطائفي الظالم، والتوصل إلى دولة مدنية حديثة. هذا هو التحدي الكبير الذي نطرحه على أنفسنا. تحدي مواجهة المأزق الطائفي".

وتابع: "هناك من يعتقد ومن سيروج، أن هذا المؤتمر، يضع حجر الأساس لحزب السنة في لبنان. وأن تيار المستقبل، سينضم إلى قافلة الأحزاب الطائفية والمذهبية. وأنا باسم هذا المؤتمر، وباسم جماهير تيار المستقبل في كل مناطق لبنان، وعلى مساحة الانتشار اللبناني في العالم، أعلن أن تيار المستقبل لن يحمل هوية مذهبية أو طائفية أو مناطقية. وأن المدى الذي يمثله السنة في لبنان وفي هذه المنطقة من العالم، لن يختصر في حزب أو تيار أو حركة. إذا اخترنا أن نكون على صورة رفيق الحريري، فهذا يعني أننا اخترنا لتيار المستقبل أن يكون على صورة لبنان، وان يعمل على مساحة كل لبنان، يلتزم قضايا هذا الوطن ونظامه الديموقراطي، ويعبر عن تطلعات أبنائه، بكل طوائفهم وفئاتهم الروحية والاجتماعية".

وقال: "لبنان ليس جزيرة معزولة عن هموم المنطقة وقضاياها، بل هو ومنذ عقود طويلة، لم يتوقف عن التفاعل مع هذه القضايا، وقد دفع في مراحل عديدة، أثمانا غالية من استقراره وتقدمه، لوجوده في قلب العاصفة الإقليمية. مرت على لبنان أهوال كثيرة، وحروب صغيرة وكبيرة، وواجه في أقل من أربعة عقود، ستة حروب إسرائيلية، من أعنف الحروب التي سجلت في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي. واستطاع لبنان برغم ذلك، أن يتجاوز العاصفة تلو العاصفة، وان يقول لكل العالم، أنه دولة جديرة بالحياة والتقدم. وإسرائيل، لن تتمكن من لبنان، طالما عرف اللبنانيون كيف يحافظوا على وحدتهم الوطنية، إسرائيل لن تتمكن من لبنان إذا كانت الدولة في لبنان قوية ومتماسكة وليست مجرد ملعب لمونديال الطوائف. مسؤولية الدولة أن تكون في مستوى التحدي للعدوان الإسرائيلي وانتهاكاته لأرضنا وسيادتنا وحقوقنا في مياهنا وثرواتنا الطبيعية ومسؤولية المجتمع اللبناني أن ينخرط في مشروع الدفاع عن الدولة ومؤسساتها وان يعلو منطق الدولة على أي منطق آخر مهما كانت الدواعي والاعتبارات".

وقال: "من هنا نرسم حدود التزامنا لقضية تحرير أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ونضع هذه القضية في خانة الدفاع عن اولوياتنا الوطنية، ومن هنا نرسم أيضا حدود التزامنا لقضايانا القومية وموقعنا الخاص في الصراع العربي - الإسرائيلي. وفلسطين في هذا المجال ليست قضية موسمية أو عنوانا إنسانيا ننتمي إليه بفعل قوة الظلم الذي أوقعته إسرائيل فلسطين قضية موروثة بالدم. قضية الأجداد، وقضية الآباء وقضية هذا الجيل الجديد الذي ما زال يرى فيها مرارة الماضي، وشغل الحاضر وأمل المستقبل. وانتم في تيار المستقبل أبناء وبنات هذه القضية تماما كما نشأ وكما أراد الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأن نكون حراسا لقضية فلسطين يعني أن نحسن الحراسة لاستقرار لبنان وان نجعل من هذا البلد نموذجا يستطيع أن ينافس إسرائيل بصيغته الحضارية ورسالته إلى العالم وبكفاءة أبنائه وبناته وقدرتهم على إدارة شؤون الدولة ورعاية النظام الديموقراطي".

أضاف: "بهذه الروح تصدر تيار المستقبل الصفوف في الرابع عشر من آذار واحتل مكانه في حركة سياسية وطنية جعلت من قضية استرداد الدولة وإعادة الاعتبار لدورها ومؤسساتها في إدارة المجتمع اللبناني هدفا مركزيا وعنوانا لترسيخ مفاهيم الحرية والسيادة والعدالة بين المواطنين. وتيار المستقبل سيبقى وفيا لهذه الروح ولشركائه جميعا في 14 آذار مهما تبدلت المواقع وتباينت الآراء وتغيرت الظروف. وسيتعامل مع المتغيرات بموضوعية وواقعية ودائما في إطار الالتزام بالثوابت والقناعات الوطنية. من هنا كان قرارنا المشاركة في الحوار الوطني وتأكيد وجوب إعطاء البلاد فرصة جديدة لالتقاط الأنفاس ومحاصرة أسباب الفتنة التي هبت في غير مكان. تراجعنا في مرحلة معينة ليتقدم لبنان خطوة في اتجاه الاستقرار. وتقدمنا بعد ذلك نحو انتخاب رئيس للجمهورية ثم نحو تجديد الفوز بالانتخابات النيابية".

وقال: "تعلمون جميعا أنني قمت منذ نهاية العام الماضي بإربع زيارات ناجحة إلى دمشق. وواجبي أن أعلن أمامكم أنها أدت إلى فتح صفحة جديدة مع القيادة السورية، ومع سيادة الرئيس بشار الأسد تحديدا. هذه الصفحة المبنية على الصدق والصراحة والأخوة وعلى احترام سيادة واستقلال الدولتين ما كانت ممكنة لولا أنني استلهم من شجاعة وتجربة رفيق الحريري القدرة على إجراء المراجعة للمرحلة السابقة ولولا الإيجابية التي يبادلنا بها الرئيس الأسد والحكومة السورية لنستكمل التحرك في الاتجاه السليم، وإنهاء مرحلة لم يعد من المصلحة ولا من الجائز الاستمرار بها، ويجب طيها. ونحن اليوم امام مرحلة جديدة ستكون بإذن الله لمصلحة لبنان وستعيد العلاقات اللبنانية - السورية الى ما يجب أن تكون عليه. لقد فتحت سوريا أبوابها أمام جميع اللبنانيين، ونحن علينا أن نفتح عقولنا وقلوبنا وأبوابنا. القيادة السورية تضع أمامها مصلحة بلادها ومواطنيها، وهذا حقها، وأمر يشرفها. ونحن أيضا نضع أمامنا مصلحة لبنان ومصلحة اللبنانيين. هذا ما نفعله مع كل الدول الشقيقة والصديقة، لكن روابط التاريخ والجغرافيا والعروبة تجعل من مساحة المصلحة المشتركة بين لبنان وسوريا مساحة واسعة تفوق بما لا يقاس مجموع المصلحتين معا. زيارتي الأخيرة أسست من دون شك لترجمة إرادتنا المشتركة في دفع هذه العلاقات في الاتجاه الصحيح. إني أتطلع مع كل اللبنانيين المخلصين الى البناء على هذه المرحلة لتفعيل دور لبنان في تعزيز التضامن العربي وتثبيت نتائج المصالحة العربية الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت".

وختم الحريري: "بعد جلسة الافتتاح سينتقل المؤتمر الى مناقشة الورقة السياسية والورقة الاقتصادية وخلافه من البنود المطروحة على جدول الاعمال. وهي امور تعبر عن جهد كبير بذلته الهيئة المنظمة للمؤتمر واللجنة الخماسية تحديدا التي اوجه اليها التحية باسمكم جميعا، متمنيا أن ننتهي الى الخلاصات المطلوبة والى الصيغة التنظيمية الجديدة التي يعول عليها الجميع. تحيتي لكم جميعا. وتحيتي الى الاخوة والاصدقاء الضيوف والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

المراجعة مطلوبة من "حزب الله"

علي حماده/النهار     

لن نتوقف عند رفض الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المحكمة الدولية من باب القرار الظني، وهو يجزم بأنه سيتهم عناصر من "حزب الله" بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولن نتوقف عند زعمه للمرة الثانية ان المحكمة اسرائيلية وهي تأتي في سياق مخطط اسرائيلي للنيل مما يسمى "المقاومة". ولن نتوقف عند تلميحه التهديدي الى الفتنة المرتقبة في حال اتهام عناصر من الحزب، وتلميحه الى7 ايار جديد من خلال عدم نفيه اللجوء الى العنف لمواجهة العدالة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وسائر الجرائم. ولن نتوقف عند دعوة نصرالله المبطنة الى سعد الحريري للتحرك في الخارج لمنع صدور القرار الظني. بل سنتوقف عند دعوته القيادات الاستقلالية الى اجراء "مراجعة حقيقية ونقد ذاتي صريح مع انفسهم ومع اللبنانيين نتيجة السياسات التي اتخذتها والتي كانت ستؤدي بلبنان والمنطقة الى الهاوية (...)".

ان المراجعة والنقد الذاتي مطلوبان في كل وقت وزمن. حتى في زمن يغلب فيه الاقتناع بصوابية السياسات المتبعة. وما من شيء يمنع اجراء مراجعة في السياسات المتبعة، وبالتأكيد ما من شيء يمنع القيام بعملية نقد ذاتي لمرحلة من مراحل النضال الاستقلالي. بل بالعكس، فإن هذه سمة من سمات التقدم والتمدن والعقلنة في السياسة. ولكن السؤال هنا لا يتعلق بالسياسات بمقدار ما يتعلق بالخيارات السياسية الكبرى. فهل كان خيار الاستقلال والسيادة والحرية خاطئا؟ لا نظن ذلك، بل بالعكس تماماً، كان صائباً، وخصوصا عندما اقترن بالنضال من اجل تغليب مشروع الدولة على الدويلات، وعندما اقترن  بفكرة سحب لبنان كورقة وساحة تصفية حسابات اقليمية من اجل منح ابنائه فرصة حقيقية لبناء وطن حقيقي يسوده حكم القانون. هذا في المبادىء الكبرى. فهل من مراجعة واجبة هنا؟ لا نعتقد ذلك، ولكننا نعتقد ان السياسات التي كان يفترض ان تؤدي الى بلوغ هذه الغايات هي التي تحتاج الى مراجعة، والكثير من السياسات والتكتيكات تحتاج الى عملية نقد ذاتي من القيادات الاستقلالية. لكن هذا امر آخر.

لا نقول هذا من باب التشبث في الرأي الواحد اللاغي للرأي الآخر. بل لطالما طالبنا بإعتماد اساليب ديموقراطية لحسم خيارات البلد، بالسلم والتسليم بإرادة غالبية الشعب اللبناني. وعندما حسمت صندوقة الاقتراع الخيارات انبرى من يرفضها بالعنف، برفض الاحتكام الى الآليات الديموقراطية التي تبقى وحدها الضامن الحقيقي لمنع عبور الفتنة. وما دامت تلك الآليات غير محترمة سيبقى لبنان على حافة الهاوية، ولن يهنأ عيش القوي والضعيف على حد سواء. 

كان على "حزب الله" ان يمتلك شجاعة اجراء مراجعة حقيقية وعميقة لسياساته ولخياراته الكبرى، ولا سيما لكونه عاملا مدمرا لنسيج وحدة المواطنين اللبنانيين. فبمجرد خروجه على القانون بحجج غير مقنعة (ممارسة المقاومة)، وبمجرد اصراره على امتلاك السلاح وتوجيهه اكثر من مرة نحو اللبنانيين صار الحديث عن المراجعة والنقد الذاتي والرجوع عن الخطأ واجبا شرعيا واخلاقيا وسياسيا.

لا نريد ان ننكأ الجروح، ولا ان نورد لائحة مطولة بمسار الحزب في السنوات الخمس الاخيرة، بل من المهم ان يدرك قادة الحزب ان الاستسلام لمشروعه بإستحضار تجربة النائب وليد جنبلاط كمثال حي لما ينبغي ان يكون لهو امر مستحيل. لأن اللبنانيين لن يستسلموا، ولأن الاستسلام الغاء لمعنى لبنان نفسه. وما دام "حزب الله" لم يضع سلاحه جانبا وهو يخاطب اللبنانيين، فلن يكون سلم اهلي حقيقي في البلد، وستبقى الفتنة تطل برأسها في مناسبة وبغير مناسبة. 

ان الانقضاض على البلد من بوابة القرار الظني لا يوصل "حزب الله" إلا الى مزيد من العزلة التي لا يقلل منها استمطار التملق والمداهنة من هذا وذاك. وبدل ان يخير اللبنانيون بين رفض العدالة والحديد والنار، كان واجبا التواضع والاعتراف بأن القوة والعنف لا يمثلان الحل لكل المشاكل والازمات واللجوء الى محبة اللبنانيين ومشاعرهم وقدرتهم على المسامحة. لقد بلغ "حزب الله" مرحلة دقيقة في ما يتعلق بموقعه في الحياة الوطنية اللبنانية. فهلا اتخذ قرارا شجاعا بالانصياع لطبيعة الاشياء كسائر اللبنانيين والنزول من السماء قليلا والوقوف بين البشر، لعل قادته  يكتشفون مسارا جديدا لحياة وطنية مشتركة واملا بسلام ووئام داخليين؟

 

رواية أخرى للقاء الحريري ونصرالله حضرت فيها "إذا" الشرطية

أيّ تأثير للتصعيد والسيناريوات على عمل المحكمة ؟

روزانا بومنصف/ تقول مصادر قريبة من رئيس الوزراء سعد الحريري اطلعت على مضمون اللقاء الذي جمعه اخيرا والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله انها تبلغت رواية مختلفة عن تلك التي اوردها الامين العام في مؤتمره الصحافي قبل يومين. ذلك ان سياسيا قريبا من "حزب الله" كان اول من اطلق هذه الرواية التي سرعان ما تبنتها وسائل الاعلام القريبة من الحزب وفق تصعيد متدرج مما اثار اهتماما كبيرا ومتابعة التقى فيها المسعى المحلي مع المسعى الديبلوماسي الخارجي للاطلاع على حيثية ما حصل. وتقول هذه المصادر ان لقاء الحريري ونصرالله تناول المحكمة ولكن في سياق مختلف اذ ان الحديث تناول التحقيقات التي اجريت مع افراد من الحزب. وقد صدرت آنذاك تحليلات وتكهنات صحافية تفيد بان التحقيق مع هذه العناصر انما انطلق من كونهم متهمين طالما انهم استدعوا لهذه الغاية دون الاعتداد بمبدأ ان اي متهم بريء حتى تثبت ادانته وقد سأل الحريري نصرالله ان ذلك اذا ورد (وتصر المصادر المعنية على استخدام الحريري اذا الشرطية)، فان ما يهمه هو تفادي فتنة سنية شيعية مستندا الى فرضيات صحافية تناولت التحقيق مع عناصر الحزب وليس الى معلومات لديه عن مضمون القرار الظني. وبحسب هذه المصادر فان الحريري لم يقل ان لديه معلومات عن القرار الاتهامي بل استند الى نظرية متداولة وهو ليس على اطلاع على التحقيق.

واستناد السيد نصرالله الى الرواية التي اوردها مفهوم في اطار الخشية مما يمكن ان يرد في القرار الظني او تحسبا له. والتحسب او الاستباق هو الاحتمال الاكثر ترجيحا بحسب مصادر ديبلوماسية ترى ان سيناريوات كثيرة تحفل بها المواقف حول المحكمة في لبنان بحيث يبدو صعبا التمييز بين الغث والسمين في المعلومات المتصلة بها.

في حين ان المدعي العام والقضاة لن يستدرجوا الى ابداء اي موقف نفيا او تأكيدا لامر ما. وهذا هو جوهر التصريحات الاخيرة للسيد نصرالله الموجهة الى الداخل واكثر منه الى الخارج وخصوصا انه لم يستطع سوى الثناء على موقف الحريري وتعاونه، اذ يبقى موقف رئيس الوزراء هو الاساس والجوهر في خضم ردود الفعل المعنية على نحو مباشر. لكن موقف الحريري الداخلي لن يكون كافيا ويحتاج السيد نصرالله الى ضمانات اكثر من افتراضه ان اصابع الاتهام ستوجه الى عناصر من الحزب.

والسؤال الذي تطرحه المصادر المعنية يتصل بما اذا كان المدعي العام للمحكمة دانيال بلمار والقضاة المعنيون سيتأثرون بما يسمعونه من تهديدات على ألسنة معنيين محتملين بالقرار الاتهامي للمحكمة. اذ يفترض ان يعرف المدعي العام وكذلك القضاة ان الرسائل الداخلية والخارجية موجهة اليهم في الدرجة الاولى تحت وطأة امكان ان يعاني الوضع الداخلي في لبنان نتيجة القرار الاتهامي في حال صب في اتجاه معين. وتقول هذه المصادر ان ليس واضحا مدى التأثير المحتمل لهذه المواقف على المعنيين بالمحكمة في الدرجة الاولى من اجل وقف صدور القرار الاتهامي ذلك ان حرف مضمونه قد يكون مستحيلا بالنسبة الى قضاة ومحكمة من هذا الوزن.

ونظرية توجيه الاتهام الى اسرائيل او عدم سعي المحكمة في هذا الاتجاه وفق ما طرح البعض لن تلبي التطلعات في هذا الاطار باعتبار انها ليست محكمة تبني احكامها على الحسابات والخصومات والعداءات فضلا عن ان هذه الفرضية سبق ان طرحت واورد حيثياتها القاضي سيرج برامرتس في احد تقاريره مستبعدا هذا الاحتمال. وتتوقع هذه المصادر ان يزداد الضغط السياسي والاعلامي من جانب "حزب الله" في المرحلة المقبلة على الداخل اللبناني للتأثير في الخارج تماما مثلما استهدف قوى 14 آذار في مؤتمره الصحافي الاخير الذي غابت عنه بعض العناوين الكبيرة التي كان طرحها في خطابه التصعيدي قبل اسبوع. وقد فهم من مؤتمره الصحافي ثلاثة امور رئيسية: الاول انه تحول في المؤتمر عن الاتجاه الذي رافق خطابه من احتمال الاقدام على خطوة استباقية بحيث بدا انه استبعد هذا الامر. لكنه ربطه بالأمر الآخر الاساسي بدوره والذي فهم منه ان السيد نصرالله يعطي رئيس الحكومة وكل المعنيين فرصة او مهلة لان يتدبروا الامور عبر اتصالات خارجية ربما او اي شيء بما يعدل من الاحتمال الذي يمكن ان يؤدي اليه القرار الاتهامي. والامر الثالث والاخير والذي لفت كثيرين ان السيد نصرالله تحدث عن العرض الذي تقدم به الرئيس الحريري من موقعه كابن للرئيس رفيق الحريري وهو رفضه في مقابل تركيزه على ماضي العلاقة بين قوى 14 آذار وسوريا. وهو عنصر رسم علامات استفهام حول توجس الامين العام للحزب من ان يأتي تحسن العلاقة بين اركان الدولة والقوى الاخرى على حساب الحزب. وقد رأى البعض ان رسالة السيد نصرالله قد تكون موجهة الى دمشق بمعنى انه لا ينبغي ان تكون على الحياد في هذه الازمة.

 

القوات رداً على قنديل: فوبيا سمير جعجع تنتقل من عون الى كافة مكونات 8 آذار ونتحدى قنديل إبراز ما لديه من وثائق في وسائل الإعلام

موقع القوات/ردت "القوات اللبنانية" على تصريحات النائب السابق ناصر قنديل وقالت "قد يصلح النائب السابق ناصر قنديل لمنافسة المخرج الشهير ألفرد هيتشكوك على صعيد الإبداع في أفلام الرعب والسيناريوهات الخيالية، لكنه حتما لا يصلح لأن يتعاطى الشأن العام في لبنان".

وجاء في بيان الدائرة الإعلامية للقوات "في آخر إبداعات خياله ما خرج به يوم الجمعة في مؤتمره الصحافي من معزوفة بالية سئمها اللبنانيون تجلّت أولاً بمؤامرة أسماها "خطة جوني عبده لإيصال سمير جعجع إلى رئاسة الجمهورية..".، وثانياً بسؤاله عن ارتباطات بعض الموقوفين بتهمة العمالة لإسرائيل بـ"القوات اللبنانية"، متناسياً أن كل الذين أوقفوا بتهمة العمالة كانوا مقربين أو مؤيدين لحلفائه، وتجلّت ثالثاً بحبكة بوليسية في اتهام "القوات اللبنانية" بتدريب عناصر تابعة لها في الأردن، على غرار ما ألصق بتيار المستقبل من تهم مشابهة قبيل حوادث 7 أيار المشؤومة".

وعليه، يهم الدائرة الإعلامية إيضاح الآتي:

- تنفي القوات اللبنانية نفياً قاطعاً كل ما ألصق بها من تهم، وتتحدى السيد قنديل بإبراز ما لديه من وثائق في وسائل الإعلام، كما تتحداه بأن يبلغ المعلومات التي بحوزته حول التدريبات المزعومة للمراجع الأمنية والقضائية المختصة؟

- تؤكد القوات اللبنانية أن طلبه تعديل التفويض الممنوح للمحكمة الدولية غير وارد، وأن المحكمة ستستمر حتى كشف الحقائق الكاملة حول جريمة اغتيال الرئيس الحريري وباقي الجرائم التي استهدفت قادة "ثورة الأرز".

- تعزو القوات اللبنانية هذه المواقف الى "فوبيا سمير جعجع" التي تنتقل بالعدوى من النائب ميشال عون الى كافة مكونات 8 آذار كلما ازداد تألق نجم الدكتور جعجع بأدائه الوطني المسؤول.

- تحتفظ القوات اللبنانية بحقها بملاحقة النائب السابق ناصر قنديل قضائياً بتهمة إثارة الفتنة وتلفيق الأكاذيب والروايات.

 

مؤكداً ان هناك وقائع تدل أن اللوبي الصهيوني في أميركا يعمل لصالح سوريا

جبيلي: هناك هجمة بدأت على المحكمة تمهيداً لإلغائها

موقع القوات/أكد مسؤول مقاطعة اميركا الشمالية في "القوات اللبنانية" الدكتور جوزف جبيلي ان اللبنانيين مصرون على معرفة الحقيقة، ولا أحد يرغب باتهام الأبرياء زوراً، مشدداً في حديث الى برنامج "بعد الأخبار" عبر الـmtv على أننا نشهد هجمة بدأت الأسبوع الماضي بشكل مركز على المحكمة الدولية تمهيداً لإلغائها، وهذا ما بدأ به حسن نصرالله وتابعه فريق 8 آذار.وقال جبيلي: "إلغاء المحكمة إلغاء للحق والحقيقة، وهنا نسأل لماذا يريد البعض ذلك، أبسبب ظهور متهمين؟".

وأكد ان قيادات 14 آذار لا يريدون التآمر على حزب الله، والمحكمة أنشأت بدعم دولي، وهي مستقلة وتراعي القانون الدولي، وبالتالي لا صحة لمعلومات تشاع عن تسييسها.

وعن السياسة الأميركية تجاه لبنان لفت جبيلي الى أن أهداف إدارة أوباما لم تتغير عن أهداف إدارة بوش، انما الوسائل تتبدل، مشيراً الى أن الواضح في لقاءاتنا مع المسؤولين الأميركيين ان هناك تغيرات في الإدارة بين الرئيسين بوش وأوباما ولكن ليس بالنسبة الى لبنان وهذا يُترجم بتصاريح المسؤولين الأميركيين.

وأضاف: "الدعم الأميركي للبنان يتمركز حول الدعم الديبلوماسي والعسكري بشكل أساسي وهناك التزام أميركي سنوي للمساعدات للجيش اللبناني"، مؤكداً ان اسرائيل لا تؤيد تماما سياسة أوباما في الشرق الأوسط، لا سيما من ناحية نشر الديمقراطية.

وتابع جبيلي: "التوجه الأميركي حالياً هو تقديم المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية على المفاوضات الإسرائيلية – السورية"، لافتاً الى أن الانفتاح العربي لا يخدم مصالح اسرائيل.

وشدد جبيلي على أن سوريا لا تزال حاضنة لبعض حركات التطرف والإرهاب في المنطقة، مؤكداً في الوقت عينه ان الجميع يعلم ان باستطاعة سوريا ضبط حدودها جيداً مع جيرانها لو أرادت ذلك، ومن هنا السؤال إذا ما كانت فعلاً تريد الإستقرار في المنطقة.

وأعلن جبيلي ان هناك مجموعات ضاغطة ومؤثرة في المجتمع اللبناني الأميركي وهذه المجموعات في تعاون مع بعضها البعض، مشدداً على أنه ليس هناك مجموعات ضاغطة تابعة لفريق 8 آذار.

وأوضح جبيلي ان "هناك وقائع تدل على أن اللوبي الصهيوني في أميركا يعمل لصالح السوريين ولديه مصلحة ان يكون لبنان ضعيفاً وأن تضع سوريا يدها على لبنان ونرى ان الجبهة السورية هي الجبهة الأكثر استقراراً في المواجهة مع إسرائيل".

 

بكلام فرنجية اكتملت جوقة المتهجمين على "القوات"...

زهرا: لماذا قضية فرنجية الرئيسة التهجم على جعجع طالما انه يعتبره غير مهم؟

موقع القوات/أشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا إلى ان بكلام الوزير سليمان فرنجية على قناة "المنار"، اكتملت جوقة المتهجمين على "القوات"، مضيفاً: "جميعنا نعلم من يحرّك سليمان فرنجية وناصر قنديل ووئام وهام وامثالهم وفي ظل أي أجواء". وفي اتصال مع الـMTV، أكد زهرا ان الهدف مما يجري هو فكفكة تحالفات "14 آذار"، كاشفاً ان فرنجية طالب الرئيس الحريري علناً بفك علاقته بالدكتور سمير جعجع، ومهاجمة "القوات اللبنانية"، وأكد ان "القوات" اليوم تواجه التصدي لمشروعهم بالتعاون مع حلفائها.

ورداً على قول فرنجية ان جعجع غير مهم ولا يشكل حالة، قال زهرا: "لو كان كلامه صحيحاً، لماذا قضية فرنجية الرئيسة التهجم على سمير جعجع؟" وتابع: "قال اسياد فرنجية له قاتل والدك المرحوم ايلي حبيقة يجب ان يصبح صديقا لك، فاصبح حبيقة صديق فرنجية ولم يكتف فقط بمصالحته، لأنه هكذا امر. والجميع يعلم ان حبيقة هو قاتل المرحوم طوني فرنجية".

ورد زهرا على اتهام فرنجية لـ"القوات" بتجنيد طلابها "الزعران" يوم 23 كانون الثاني 2007 لفتح الطرق بالقول: "اذا زعران اجبروا طلاب المدارس على فتح الطريق في احداث 23 كانون، فمن هو البروفسور في تيار المردة الذي قتل الرفيق رياض ابي خطار، ولا يزال فارا من وجه العدالة الى اليوم؟" وخلص زهرا إلى ان كلام فرنجية يندرج في اطار حلقة كاملة نشهدها اليوم، وقال "ليعلم الجميع ان العميل هو من يقدم مصلحة أي دولة أخرى على حساب وطنه، وجميعنا نعرف اليوم اين اجواء العمالة والقوات اللبنانية لم تتعاط يوما سرا مع احد". وإلى ذلك، أوضح زهرا ان حلم جعجع هو ان لا يقتل احد في لبنان والا يعتدي احد على احد، ولذلك يراهن على الدولة وعلى الجيش تحديدا، الذي للاسف، اعتبر فرنجية ان بامكانه تحريضه ضد "القوات"، مؤكداً ان الجيش جيش كل لبنان واللبنانيين، ومسؤول عن جميع اللبنانيين، وأضاف: "هذه المحاولات السخيفة ليست بمكانها".

 

الشعب والجيش والمقاومة معادلة مرضية، ولكن...

بقلم ياسين سويد •    (•) لواء ركن متقاعد.

النهار

لا شك في أن المعادلة التي أطلقها البيان الوزاري للحكومة الحالية باعتبارها القوى الشرعية المؤهلة للدفاع عن لبنان هي: الشعب والجيش والمقاومة، هي معادلة صحيحة تماماً، فالشعب، وكذلك الجيش، هما صاحبا الحق الثابت والمؤكد في القيام بهذا الواجب الوطني، ولا يمكن تجهيل تعريف كل من الشعب والجيش، فالشعب هو شعب لبنان بأسره، بمختلف طوائفه ومذاهبه وطبقاته الاجتماعية، وكذلك الجيش، وأما ما يمكن الاختلاف في تعريفه، حتى اليوم، فهو المقاومة، إذ إن اعتبار المقاومة المكونة من فئة (أو طائفة) واحدة من اللبنانيين هي وحدها "المقاومة المثلى"، هو أمر غير صحيح، طالما أنها لا تمثل الشعب بمختلف فئاته، وبالتالي، فهو تعريف مغرض وظالم لباقي الفئات والطوائف اللبنانية باعتبارها عاجزة أو مستنكفة عن المقاومة، وهي التي أظهرت كفايات مميزة في أثناء مقاومة الاحتلال الصهيوني للبنان أعوام 1982 – 1988، إذ قاتل المسلم السني أو الشيعي أو الدرزي الى جانب المسيحي الماروني أو الكاثوليكي أو الأرثوذكسي، بجدارة واقتدار منقطعي النظير، ولا تزال هذه المقاومة الوطنية ماثلة للعيان، أمام اللبنانيين جميعاً، بمختلف أشكالها (المسلحة: إفرادياً وجماعياً) والتي استخدمت، ضد العدو، كل أنواع المقاومة (الكمائن، وزرع الألغام والعبوات الناسفة، والتفخيخ والتفجير لاسلكياً وبالتوقيت، وإطلاق الصواريخ، وقتل جنود العدو وعملائه إفرادياً، الخ...) كما لا تزال أسماء الشهداء الميامين، من مختلف الطوائف اللبنانية، أمثال: أحمد قصير ونزيه القبرصلي وعلي صفي الدين وبلال فحص وحسن قصير ووجدي فضل الله الصايغ وسناء محيدلي ومالك وهبي ولولا الياس عبود ووفاء نور الدين وخالد الأزرق وابتسام حرب وهشام عباس وعلي طالب وجمال ساطي وعبد القادر عبد القادر ومنّاع قطايا وعصام عبد الساتر ومريم خير الدين وعلي طلبة حسن واحمد جمعة وعمار الأعسر وحميدة مصطفى الطاهر وحيدر حيدر قيس ونورما ابو حسان والحر العاملي وسهى بشارة والشيخ أسعد برو ومحمود الأزور وفدوى غانم، وغيرهم، كما انتفاضة برجا وانتفاضات جبشيت الأربعة، وانتفاضة النبطية (يوم عاشوراء)، وانتفاضة المروانية والحلوسية، بالاضافة الى الرفض المطلق، بمختلف أشكاله، للاحتلال الصهيوني للأرض اللبنانية، كل ذلك، شكل منارات مضيئة في تاريخ لبنان، كل لبنان، بكل طوائف وطبقاته الاجتماعي، ويأسف اللبناني الحر أن يرى دولته تكاد تطوي هذه الحقبة من تاريخ المقاومة الوطنية في النسيان البهيم، ولا تعتبر الشهداء الجدد، في تاريخه الحديث، بمن فيهم شهداء المقاومة الاسلامية، التي نفتخر بإنجازاتها وانتصاراتها الكبرى، ونعتز، هم الشهداء الحقيقيون الذين يجب أن يخلّد الوطن ذكراهم، كل عام.

إلا أن السؤال الذي طرحناه في مقالة سابقة، سيظل مطروحاً ومربكاً، بل وخطيراً، إن لم نجد له جواباً مرضياً، وهو: لماذا لا تكون المقاومة الشعبية الوطنية (وليست الطائفية أو المذهبية) هي البند الثالث من المعادلة التي طرحناها، بل طرحها البيان الوزاري للحكومة؟ وما هي العقبات التي تقف في وجه هذا الحل؟ وهل من سبيل لتذليلها؟

هذه هي الأسئلة المقلقة للبناني، بل لكل لبناني يسعى، مخلصاً، لتجنيب بلده، وأهله، حرباً أهلية مدمّرة، هذه الحرب التي تقض مضاجع المخلصين في هذا الوطن، عندما يرون أن في الكيان الواحد دولتين، وجيشين، أو فريقين لا يتكاملان إن لم يكونا يتعارضان.

إن المصلحة اللبنانية العامة، وسلامة الوطن، تقتضي أن يسعى القادة اللبنانيون المجتمعون حول طاولة الحوار، لحل هذه المعضلة، واذا اعتبرنا ان المقاومة في لبنان أضحت جزءاً من كيان الدولة، بل تشكل البند الثالث من "معادلة القوة" لهذه الدولة، كما سبق أن بيّنا، فلا بد أن يقوم هذا الحل على المعادلة التالية: شعب وجيش ومقاومة، على أن يتغير شكل المقاومة، بحيث تغدو مقاومة شعبية وطنية، لا طائفية ولا مذهبية، مع قيادة جماعية، خاضعة للسياسة العامة للدولة، مع تقوية الجيش وتعزيزه بالسلاح والعتاد، وتصبح المعادلة، في هذه الحالة: جيش قوي، ومقاومة شعبية وطنية قوية (بحيث تختزل المقاومة الشعب كله)، وسلطة وطنية قوية، وهذا هو الحل الذي يرضي اللبنانيين جميعاً، وهو يقوم على الأسس الثلاثة الآتية:

الأساس الأول: الدولة القوية والقادرة والمتحررة من كل ضغط أجنبي، اقليمي أو دولي، والتي تضع نصب عينيها أن أمن لبنان وأهله فوق كل اعتبار.

والأساس الثاني: الجيش الذي يجب أن يعزّز ويقوّى ويسلّح بأحداث أنواع الأسلحة وأكثرها كفاية لرد أي عدوان مسلح. والأساس الثالث: مقاومة شعبية وطنية قوية ومتماسكة وقادرة على استيعاب كل لبناني راغب، حقاً، في القتال ضد العدو الصهيوني، ومستعد لبذل الدم والنفس فداء للوطن، الى أي حزب أو أية فئة أو طائفة انتمى.

إلاّ أنه، للوصول الى هذا المستوى من الإعداد لمواجهة العدو، لا بد من متطلبات على الدولة أن تسعى لإعدادها وتوفيرها.

 

مصدر أمنى: الزوجة تغيبت لأسباب عائلية

"الأمن المصري" يعثر على زوجة كاهن بعد اختفائها لأربعة أيام  

  القاهرة - مصطفى سليمان/العربية

عثرت قوات الأمن المصرية على "كاميليا شحاتة زاخر"، زوجة القس تادرس سمعان، كاهن كنيسة "مارجرجس" في محافظة المنيا، (300 كم جنوب القاهرة)، بعد أربعة أيام من اختفائها، دون أن تفصح عن المكان العثور عليها. وقال مصدر أمني لـ"العربية.نت" "إنه بعد تقدم كاهن كنيسة مارجرجس الإثنين الماضى ببلاغ يفيد باختفاء زوجته، تحركت الأجهزة الأمنية على الفور، وبعد تحريات مكثفة تم العثور على زوجة الكاهن القس تادرس سمعان". إلا أن هذا المصدر لم يفصح عن المكان الذي تم فيه العثور على السيدة كاميليا. وأضاف أنه "وبسؤال السيدة كاميليا عن سر تغيبها، تبين أنها غابت عن المنزل لأسباب عائلية، وأن كل ما تردد عن اختطافها لا أساس له من الصحة". وقال المصدر الأمني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، "تبين أن اختفاء السيدة كاميليا كان لأسباب شخصية وعائلية، ولا يحمل أي شبهة طائفية أو جنائية أو دينية".  من ناحية أخرى، سلمت أجهزة الأمن السيدة كاميليا إلى أسرتها، وهى الآن داخل مطرانية "دير مواس"، حيث تجمع هناك قرابة 1000 قبطي للاطمئنان عليها. وكانت حالة من الغضب سادت الأوساط القبطية بعد اختفاء زوجة كاهن كنيسة "مارجرجس" تادرس سمعان (30 سنة)، وتدعى كامليا شحاتة زاخر (25 سنة) وتعمل معلمة. وتجمهر عشرات الأقباط يوم الثلاثاء الماضى تنديداً باختفائها. وتظاهر صباح الخميس الماضى أيضاً مئات الأقباط التابعين لـ"دير مواس" في المنيا داخل الكاتدرائية المرقسية الكبرى في العباسية، وذلك احتجاجاً على ما وصفوه "اختطاف زوجة القس سمعان". وشارك فى التظاهرة لأول مرة 50 كاهناً من داخل الكنيسة. وردد المتظاهرون عبارات تندد بالشرطة المصرية، وتحمل الحكومة مسؤولية هذه الأزمة، وأعربو عن مخاوفهم من حدوث فتنة طائفية. وفي سياق متصل، أقامت مطرانية "ملوي" مساء الخميس الماضي، صلاة الحزن على زوجة كاهن "دير مواس" المختفية منذ الأسبوع الماضى، وسط تجمع قبطي كبير شارك فيه عدد من الكهنة. يذكر أن زوجة الكاهن سمعان قد اختفت منذ يوم الأحد الماضى، وكثفت أجهزة الأمن جهودها للبحث عنها، فى الوقت الذى ترددت فيه العديد من الشائعات عن أسباب اختفائها.

 

جنبلاط: اليوم نحن على مشارف مرحلة دقيقة جدا من تاريخنا

 نهارنت/اعتبر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط السبت اننا "اليوم على مشارف مرحلة دقيقة جدا من تاريخنا"، مشددا ً على ان "الخصوصية اللبنانية لا تلغي التواصل الوطني والقومي، ولذلك فالعلاقة المميزة مع دمشق أساس والطائف يؤكد العلاقة المميزة مع سوريا والهدنة مع إسرائيل". وأشار جنبلاط الى انه "لو طلب يوم اغتيل كمال جنبلاط من على سبيل الإفتراض بمحكمة دولية ماذا كان قد حدث وما نفعها وفي اللحظة عينها التي قتل فيها كمال جنبلاط قتل الجهل والظلم عشرات لا بل مئات من المسيحيين الأبرياء في الجبل لا حول لهم إلا أنهم التجوا إلينا، إلا أنّ يد الجهل والظلم أردتهم موتى، فهل كانت المحكمة الدولية لتعالج هذا الموضوع، حتماً لا". وأضاف "أقول هذا وربما نعتذر والآتي علينا قد يكون أعظم أو أسهل إذا ما الحكمة استفحلت في عقول القيمين الذين يتحملون مسؤولية الوحدة الوطنية".

 

صقر: هناك انقلاب يحاك للبنان.. وعلينا تبرئة "حزب الله" من قبل المحكمة الدوليّة 

٢٤ تموز ٢٠١٠ /موقع 14 آذار

رأى عضو تكتل "لبنان أوّلاً" النائب عقاب صقر أنّ ما ارتبط بين كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري في المؤتمر التأسيسي العام لـ"تيّار المستقبل" وخطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله في مؤتمره الصحافي الأخير هو عندما قال الحريري "من يهوّل"، واعتبر أنّه "عندما تحدّث عن التهويل قصد بذلك "حزب الله"، لافتاً إلى أنّ "التهويل من الحزب والمحيطين فيه هو الذي يشيع مناخاً للفتنة".

صقر، وفي حديث لقناة "العربيّة"، قال: "لنكن صريحين فإنّ الفتنة تحتاج إلى طرفين وهي حرب بينهما، فلا يوجد فتنة من طرف واحد والرئيس الحريري قالها بشكل واضح اليوم بإسم كافة قوى "14 آذار" نحن لا نريد أن ننجر إلى هذه الفتنة وسنبقى محافظين على الهدوء". واعتبر في هذا الاطار أنّه "يبقى على الفريق الآخر أن لا ينجّر إلى انقلاب لأنّه عندما يكون هناك طرف واحد لا يعود هناك من فتنة"، مضيفاً أنّه "إذا سلّمنا نحن و"حزب الله" بأنّ الفتنة هي صناعة إسرائيليّة فهذا يعني أنّ علينا أن نجنّب البلاد هذه الفتنة، ونحن قلنا كلمتنا لا نريد الفتنة ولا الحرب ولا التقاتل اللبناني، وبقي على الطرف الآخر الذي يملك السلاح والامكانيّات أن يقول هذا بشكل واضح وأعني بذلك "حزب الله".

ونبّه صقر "حزب الله" مما يحاك له وللبلد من قبل إسرائيل ومن دول أخرى"، داعياً إيّاه "لأن يتحمّل مسؤوليّاته حيال ما يحاك من انقلاب محتمل في لبنان وليس فتنة، لأننا جزمنا بأننا لن ندخل فيها ولا حتى بأي عراك أو بأي سجال سياسي داخلي". ولفت انتباه الحزب إلى "ما يحضّر من زيارة مهمّة للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى سوريا وربما إلى لبنان"، طالباً منه "أن يأخذها بعين العناية الكبيرة، وأن يتلقّف ما قاله الرئيس الحريري اليوم من أننا سنحافظ على المحكمة الدوليّة من دون أن نتطرّق إلى القرار الظني، أي من ضمن الإجماع اللبناني عليها فلا أحد يقول إنّه لا يريد المحكمة وإن كان من لا يريدها سواء كان "حزب الله" أو غيره فليقل ذلك بصراحة".

وشدّد صقر على "أننا ننتظر زيارة تاريخيّة للملك عبدالله إلى المنطقة قد يكون فيها العلاج الشافي لكل هذه المخاطر التي تمر بلبنان ونعتقد أنّ فيها ذلك إلا إذا كان هناك وراء الاكمة ما وراءها"، مشيراً إلى أنّه "إذا كانت النوايا صافية فإنّ الحل موجود أما إذا كانت النيّة لعمليّة انقلاب وليس فتنة فنعتقد أنّ المسألة تكون أكبر من المحكمة الدوليّة بكثير وما نرجوه أن يكون هاجس "حزب الله" مرتبط بالقرار الظني فالمسألة عندها تحل والغطاء العربي موجود وواقعي وسيحصل وأي حديث عمّا يسمّى بالفتنة يخفي خلفه نيّة انقلابيّة يجب أن لا يقع بها أحد وتحديداً "حزب الله".

وعن التسريبات بشأن القرار الظني التي تتهم عناصر من "حزب الله" باغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال صقر: "نحن لا نعرف إذا كانت هذه التسريبات صحيحة وقد سمعنا تسريبات قبل تقرير رئيس لجنة التحقيق الدوليّة السابق سيرج براميرتز ليتّضح أنّها بنسبة 99% كانت كاذبة، واليوم ما أدرانا من أن لا تكون هذه التسريبات كاذبة، وغداً إذا صدر القرار الظني واتهم مثلاً "القاعدة" أو إسرائيل فماذا نقول، أنقول أننا هشّمنا هذا القرار وأبعدنا الاتهام عن إسرائيل". وأشار إلى أنّ هناك "فرضيّة قال بها براميرتز وهي إمكانيّة أن يكون صاروخ إسرائيلي استهدف الرئيس الحريري أو أنّ هناك عميلاً إسرائيلياً كان متواجداً في الفندق القريب من مكان الاغتيال".

وفي السياق ذاته، أشار صقر إلى أنّ "الرئيس الحريري ذهب وناقش السيّد نصرالله في ما يشاع عن مناخ بأنّ التقرير الظني سيتّهم "حزب الله" وسأل لماذا هناك صحف وشخصيّات قريبة من الحزب تروّج هذا الكلام الخطير المسيء للحزب، فأجاب نصرالله بأنّ هناك معلومات، وردّ الحريري بأنّه في حال صحّة تلك المعلومات وصدقها فأنا من سيواجه التقرير الذي يفبرك لإتهام الحزب".

وإذ اعتبر أنّه "إذا عملنا اليوم على إلغاء القرار الظني فسيثبت في ذهن المواطن العربي والمواطن اللبناني بأنّ "حزب الله" وراء الجريمة وهذا الأمر لا يناسبنا إنما يناسب إسرائيل"، أعرب صقر عن اعتقاده بأنّه "يجب أن يكون هناك قرار بتبرئة "حزب الله" وعليه أن لا يرضى بإلغاء القرار أو المحكمة حتى لأنّ ذلك سيثبت بأنّه متورّط وهنا تكون الفتنة، ولذا يجب أن يبرّأ الحزب من تحت سقف المحكمة وهذا ما نسعى له لأننا نريد أن نثبت براءة الحزب لا أن نجري تسوية تشيع في الأذهان بأنّه متورّط ونحن نعتقد بأنّه غير متورّط".

 

عن الدم والبيئة والأسر 

محمد سلام، الجمعة 23 تموز 2010

لبنان الآن

السيد حسن نصر الله، في خطابه المدوّي كما في مؤتمره الصحافي الذي لا يقل دويا ولو بلهجة هادئة لزوم المناسبة، بنى رسالته على ثلاثة "أسس" ملتبسة: شرعي، سياسي، عسكري.

 في الشرعي: أطلق السيد على دولة الرئيس سعد الحريري صفة "ولي الدم" معتبرا أنه الوريث الوحيد لدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي هو صاحب "الصلاحية" الحصرية في متابعة المسار لما له علاقة بالجريمة التي ارتكبت في 14 شباط العام 2005.

في السياسي: أطلق السيد أيضا معادلة "البيئة الحاضنة" للعملاء محذرا من خطورتها، وعاد في مؤتمره الصحافي إلى لملمة ارتداداتها ليوضح أنه لم يقل "الطائفة" الحاضنة، وبالتالي فهو لا يصوب بها على أي طائفة بذاتها.

في العسكري: قال إن أسر جنديين لا يؤدي إلى نشوب حرب، ولا سابقة في التاريخ إلى مثل هذه الحالة.

-في "أمة" الدم: في مقاربة "ولي الدم" لا بد من بحث مدى تطابق الصفة مع الموصوف لجهة حصرية العلاقة بمسار ما بعد الجريمة، كما لا بد من بحث الهدف من وراء إطلاق صفة "ولي الدم" على الحريري الوريث، وحصرها به. ولي الدم، شرعا، هو من يحق له تحديد المسار بعد مصيبة دموية، أي بعد عملية قتل تستهدف شخصا. هو من يحق له المطالبة بالعدالة، أو بالثأر، وهو (وفقط هو) من يحق له العفو عمن ارتكب الجريمة. التاريخ الإسلامي يذكّرنا بأن الخليفة معاوية بن أبي سفيان هو من اعتبر نفسه ولي الدم في مسألة اغتيال الخليفة عثمان بن عفان. معاوية كان خليفة، أي رأس الدولة الإسلامية، وعثمان أيضا كان خليفة، أي رأس الدولة الإسلامية.

في حاله لبنان، وهو دولة تعددية تضم مسلمين وغير مسلمين، دولة الرئيس سعد الحريري ليس خليفة. والرئيس الشهيد لم يكن أيضا خليفة، أي لم يكن شخصية تعني المسلمين فقط، أو شريحة منهم فقط. كان الرئيس الشهيد شخصية وطنية جامعة عابرة للطوائف، وبالتالي فإن أولياء دمه هم كل شعب لبنان، أو كل شعب ثورة الأرز، وحركة 14 آذار، ولبنان أولاً، وذلك كي لا نحاول فرض ولاية دمه على من لا يريدها أصلا. وبالتالي فإن الرئيس سعد الحريري والعائلة الحريرية الكريمة هم جزء من ولاية الدم هذه، وليسوا كل الولاية، ولا يمكن حصرها بهم، أو بواحدهم فقط، مع كل تقديرنا واحترامنا لعمق الجرح الشخصي الذي أصاب كل فرد من العائلة.

وفي خصوصية "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" فإن ولاية الدم هي بالنسبة للبنانيين أيضا أكثر اتساعا من أن تحصر بجريمة واحدة، أو حتى بما يتصل بها من جرائم محددة.

ولاية الدم هذه مرتبطة في أذهان اللبنانيين بمسار طويل جدا بدأ مطلع حقبة الاستقلال مع اغتيال رئيس الوزراء رياض الصلح ... وما زال مستمرا.

الدم السالف الذكر سقط أصحابه ضحايا ثقافة مجرمة تعتبر الاغتيال أداة من أدوات العمل السياسي. بمعنى أنه، بموجب تلك الثقافة، يحق قتل كل من يقول لا، ولا يستطيع أهل ثقافة القتل التغلب على منطقه بالمنطق، أو بالعمل السلمي.

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بالنسبة لأولياء مسار الدم هذا هي خشبة الخلاص. هي وحدها، لا غيرها، التي تستطيع أن تنفذ عملية جراحية موضعية نظيفة لاستئصال أداة الاغتيال من قاموس العمل السياسي، لأن هذه الأداة مستمرة في الوجود فقط لأن الجناة أفلتوا من العقاب.

بعد هذه العملية الجراحية النظيفة، يمكن لأولياء الدم أن يفاخروا بأنهم قدموا للأجيال الآتية بيئة سياسية أقل ما يقال فيها إنها "سلمية" ولا يتضمن صندوق "عدتها" شحنات ناسفة، أو بنادق أو "براميل أسيد".لذلك، فإن كل أولياء دماء الاغتيالات السياسية يؤيدون المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ويرفضون حصر ولاية أي دم بأي شخص، مع كامل الاحترام والتقدير لكل فرد من أولياء الدماء. أمة هؤلاء الضحايا هي ولية الدماء، هي "أمة الدماء". أما محاولة السيد نصر الله حصر ولاية الدم بالرئيس سعد الحريري و"ملاطفته" المدسوسة، فتقع في تقدير البعض ضمن خطة ما يعرف بـ"الحصر ثم العصر". أي تحميل الرئيس الحريري المسؤولية الحصرية عن مستقبل القضية ثم الضغط عليه تحت سقف مقايضتها بـ"استقرار" البلد على قاعدة كان الرئيس الشهيد قد أطلقها وهي "ما حدا أكبر من البلد". الشعار الذي كان الرئيس الشهيد قد أطلقه لغاية إيجابية وطنية نبيلة بقصد تعظيم الوطن على الشخص يتعرض للاستغلال والابتزاز على قاعدة دس السم في الدسم لفرض مقايضة هزيلة، مذلة ... لا تتوافق مع سمو ورفعة قضية شعب، ومرجعية أمة.

-في البيئة "الحانقة":هنا لا بد من التشديد والتأكيد على مبدأ رفض العمالة للعدو، ومكافحتها أمنيا وقضائيا وثقافيا، وإنزال أشد العقوبات بمن تثبت عمالته وبمن يتعاون معه ويسهل له وصولا إلى إنزال عقوبة الإعدام به وإذلال سمعته بعد أعدامه، شرط أن يكون حكم الإعدام قد صدر عن "محاكمة علنية بالمطلق".

يعني ذلك أننا نسجل اعتراضنا المسبق على أي محاكمة سرية للعملاء، وتشكيكنا المسبق بشمولية أحكامها، لا بمحدوديتها في ما يتعلق بالعميل شخصيا، كما حصل في محاكمة العميل أحمد الحلاق. الذي لا نرفض الحكم الصادر بحقه ولا نشكك فيه، بل نؤيده، ولكننا نشكك في شمولية مسعى المحكمة لأن العميل أخضع لمحاكمة سرية، ما قد يؤشر إلى فرضية "حماية" ما لغيره. نحن نريد أحكاما على كل العملاء، بلا استثناءات.

أما البيئة الحاضنة، أو الشريحة الحاضنة، التي يعتبر السيد نصر الله أنها تروّج للعمالة، فأجزم بأنها غير موجودة بالمطلق. الموجود في لبنان هو البيئة "الحانقة" لا البيئة الحاضنة التي، وفق تفسير السيد نصر الله، تروج لثقافة التعامل مع العدو. لأن هذه البيئة الحاضنة، إذا وجدت، هي عميلة، تماما كالعملاء، بل أخطر منهم ... وبكثير.

تاريخنا اللبناني الحديث حفل بنماذج البيئات "الحانقة"، والأمثلة عليها كثيرة، نوجز منها التالي: مع بداية الحرب الأهلية، حاصر اليسار اللبناني بالتحالف مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اليمين "المسيحي" في ذلك الوقت. عزلوه، خونوه، حاصروه وصولا إلى فاريا المشرفة على جونية "طريق فلسطين"، فاختار المسيحيون الحانقون اللجوء إلى ... سوريا. أتذكرون؟ هل كان هناك في المجتمع المسيحي حينها بيئة حاضنة لثقافة "العمالة مع النظام السوري؟" كما كان اليسار يزعم؟ الجواب هو ببساطة كلا. كان هناك اضطهاد، وجور، وعزل ما أنتج بيئة حانقة مضطهدة، مهددة، معزولة، لجأت إلى الخيار السوري. اليسار هو، نعم هو، أنتج تلك البيئة المسيحية الحانقة، ما دفعها إلى الخيار من خارج الحدود الوطنية، فكان الاستنجاد بسوريا. وعندما انقلب عليها السوري وتحالف مع بعض اليسار اللبناني وبعض القوى الفلسطينية ضد المجتمع المسيحي، تحالفت القوى المسيحية "علنا" مع العدو الإسرائيلي. قلت تحالفت علنا، نعم علنا، فهي بذلك لم تتعامل، بمعنى سرية العلاقة، بل تحالفت بمعنى علنية العلاقة. السؤال: هل كان إذذاك في المجتمع المسيحي بيئة حاضنة تعمم ثقافة التعامل مع العدو؟ الجواب أيضا، وأيضا، هو كلا. كانت هناك بيئة حانقة، خائفة على وجودها، أوجدها تحالف اليسار وسوريا وبعض الفصائل الفلسطينية، فدفعها إلى التعامل مع من كانت تعتقد أنه يمكن أن يساعدها على وقف اضطهادها. قد يتهيأ للبعض أني أنظّر لثقافة التعامل مع العدو، وهذا مرفوض، شكلا ومضمونا، وقد حددت الموقف علنا من رفضه مسبقا، ودعوت إلى معاقبة من يروج لثقافة التعامل مع العدو كونه خائنًا، وأكثر عمالة من العدو.

ما أحاول القيام به هنا، بموضوعية وتجرد، هو أن أسلط الضوء على ما ينتجه الاضطهاد من نماذج يعمي الذعر بصيرتها، وتحديد المسؤولية على عاتق المتسبب بذلك، لا على المصاب بالداء. أي معالجة الداء، لا عوارضه. مثال آخر على البيئة الحانقة نجده ساطعا في تصرف أهالي مدينة النبطية لدى استقبالهم جنود الاحتلال الإسرائيلي بالأرز في اجتياح العام 1982.

هل كان في النبطية حينها بيئة حاضنة للتعامل مع العدو؟

حتما كلا. كان في النبطية بيئة "حانقة" نتيجة اضطهاد، وطغيان، وإخضاع سلاح بعض الفصائل الفلسطينية لأهالي النبطية. تلك البيئة الحانقة لم يؤسس لها العدو الإسرائيلي، بل أسس لها "المقاوم" الفلسطيني، ما أنتج رش الأرز للتعبير عن الفرح بالتخلص من قوى الاضطهاد تلك في خصوصية المكان والزمان.

والبرهان على ذلك هو أن أهل النبطية وأهل الجنوب من الطائفة الشيعية الكريمة عادوا وقاتلوا العدو الإسرائيلي الذي كانوا قد رشوه بالأرز، ليس للتعبير عن حضانتهم لثقافة التعامل معه كما يعتقد بعض المغرضين والسذج، بل تعبيرا عن سعادتهم بالتخلص من مرارة الطغيان.

لطالما شهد لبنان حالات عمالة، ولكنها بقيت حالات عمالة معزولة وسرية، ولم تحظ يوما ببيئة حاضنة تنظّر للعمالة. هذه التهمة هي إهانة للشعب اللبناني بأكمله، من دون استثناء أي شريحة سياسية أو طائفية. الآن، البلد يعج، نعم يعج، ببيئة حانقة. بكل احترام وصدق وصراحة وشفافية وكبرياء ووطنية نقول نعم البلد يعج ببيئة حانقة، زرعها استبداد السلاح، وطغيان السلاح، وغطرسة السلاح، وجور السلاح، وقهر السلاح، و"إنجازاته" غير المجيدة، وغير الموضعية، وغير النظيفة أيضا، باستثناء القتال المباشر ضد العدو الإسرائيلي المحتل للأراضي اللبنانية. نعم البلد يعج ببيئات حانقة على مثال ما سبق من تجارب، ولكن هذه البيئات الحانقة لن ترضي غرور أشكينازي بالتصفيق له، أو الترحيب به، أو بغيره. ولن تهدي من تسبب بحنقها مبررا عمليا أو أدبيا أو أخلاقيا كي ترضي توقه إلى وصفها بالبيئة الحاضنة للعمالة.

البيئات الحانقة، لمن يعنيه أن يعلم، اعتنقت جوهر الثقافة الحسينية المعبّر عنها بشعار "لن أعطيكم عطاء الذليل ولن أقر لكم إقرار العبيد" حتى لو كلفها التمسك بهذا الشعار ما تبقى من دماء تغذي جسد لبنان أولاً الرافض لكل أطياف العمالة. -في "الأسيرين": اعتمد السيد حسن قاعدة أن أسر جنديين لا يشعل حربا، وتساءل مستهزءا: متى كان أسر جنديين يشعل حربا؟ وأي حرب. معه حق السيد. لا توجد سابقة اشتعال حرب بسبب "أسيرين" كما حصل في 12 تموز العام 2006. دقيق كلامه، جدا. اندلعت حرب بسبب "أسير واحد" فقط، وليس بسبب أسيرين، في 26 حزيران العام 2006 وفق مثال شاليط-حماس الذي دفعت ثمنه غزة دما ودمارا قبل 18 يوما فقط من أسر الجنديين الإسرائيليين واقتيادهما إلى لبنان!!! يبدو أن الوضع يحتاج إلى أكثر من مراجعة شفافة ونقد ذاتي من قبل قوى تتجاوز 14 آذار التي أهداها السيد نصيحته. الوضع يحتاج إلى وقفة ضمير، أو إلى صحوة ضمير، إلا إذا كان "الإيمان"، الذي يلحظ فسحة ظرفية-نفعية "للنظام" في الضاحية، لا يعترف بالحاجة إلى الضمير على مساحة ... الوطن.

 

عون زار اساقفة زحلة والتقى طلابا: ستواجهون طبقة من السياسيين جعلت من العمالة عملها الأساسي

الحوار عنوان سلوكنا السياسي والاختلاف امر مشروع من دون تصادم

على الشباب مواجهة مشروع التوطين لان المؤامرة حقيقة لا نظرية

وطنية - زحلة - 24/7/2010 واصل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون زيارته الى زحلة لليوم الثاني، واستهل جولته صباح اليوم بزيارة ابرشيات المدينة واساقفتها والتقى المطران جورج اسكندر الذي عبر عن سعادته بزيارة العماد عون له ولمدينة زحلة وقال:"نقدر التضحيات التي قدمها العماد عون والمشقات التي يتحملها في سبيل الشعب، والقيادات الشفافة والصريحة من الطبيعي ان تواجه هذه المصاعب" واصفا العماد عون ب"علامة رجاء مضيئة في كل لبنان".

عون

بدوره، رد العماد عون بكلمة أكد فيها ان "زيارته لمدينة زحلة هي زيارة خاصة محاولة لعقلنة الكلام السياسي" لافتا الى "مواجهتنا مصاعب في لبنان الذي تستضعفه بعض الدول لتمرير مشاريعها وهذه اخر مرحلة تتحضر لنا من مشاريع توطين وغير ذلك سنواجهها وسوف نجهضها بدافعنا العقلاني". وأكد ان "زيارته ليست سياسية بل هي زيارة لمرجعيات المدينة واهاليها ولن نتعود ان نزورها في استحقاقات نيابية انتخابية".

ثم زار العماد عون مطرانية السريان الاورثوذكس حيث عبر له المطران بولس سفر عن مشاكل الطائفة السريانية وحاجاتها، ومطرانية مار نقولا للروم الاروثوذكس كان في استقبال العماد عون المتروبوليت اسبيريدون خوري الذي عبر بكلمته عن فرح اهل المدينة لها وتمنى للعماد عون ان تتكلل جهوده بالنجاح . بدوره اعرب العماد عون عبر عن سعادته بزيارة مطرانية الروم "لانها صرح يمثل الاعتدال والتسامح". وانتقل بعدها الوفد الى مطرانية مار مارون في كسارة حيث كان في استقباله المطران منصور حبيقة الذي تمنى من العماد عون ان "يعزز الدور الوطني ويسعى الى الحوار من اجل استمرار الحياة الوطنية التي لا تستقيم الا بالحوار وزحلة هي الموقع الصالح للحوار بسبب خبرة اهلها وموقعها الجغرافي في هذه المنطقة".

وأكد العماد عون للمطران حبيقة "سعيه لاستمرار الحوار لان الحوار هو عنوان سلوكنا السياسي والاختلاف امر مشروع لكن لا يجب ان يسبب الاختلاف بخلاف يخلق التصادم، وزحلة لها تاريخها في المنطقة وعليها ان تستوحي من هذا التاريخ من اجل الحوار خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الشعب اللبناني".

وختم العماد عون زيارته لاساقفة المدينة بلقاء مع راعي ابرشية زحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران اندره حداد في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة حيث عبر المطران حداد بكلمته عن تألمه من الانقسام الموجود في لبنان وخصوصا بين المسيحيين، وتمنى من العماد عون السعي من اجل وحدة المسيحيين، واثنى على الكلمة التي القاها العماد عون مساء امس الاول.

وشكر العماد عون المطران حداد على استقباله وعبر عن تقديره للمطران حداد والرعية، وقال:"نحن كمسيحيين لدينا رسالة واحدة هي رسالة المحبة ويجب ان تكون المحبة الجامع الكبير وفي ما يتعلق بالقضايا الوطنية دعوتنا متكررة للحوار وقد عبرنا عن هذه الدعوات بوقائع وتفاهمات، وعلينا ان نأخذ جميع القضايا الوطنية وليس عزل اي قضية من هذه القضايا لان ذلك يجعلنا نخطئ التقدير ويتسبب ذلك بالانقسامات وعلينا العودة الى جذورنا المسيحية لان المحبة فيها هي المطلقة".

وردا على سؤال ماذا تطلب من الرئيس سعد الحريري:" اجاب ما اطلبه من الرئيس سعد الحريري اطلبه من السيد حسن نصر الله ان الحقيقة لا تأتي مركبة بل تأتي مقرونة بوقائع وادلة حسية. وقدم خلالها المطران حداد للعماد عون كتابا من تأليف الدكتور خير المر تحت اسم "ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك منذ ما قبل التأسيس لغاية العام 2001 " تاريخ عريق ودور ريادي.

لقاء طلابي

وفي العاشرة والنصف عقد العماد عون في الكلية الشرقية لقاء شبابيا وطلابيا بعنوان "ويل لأمة تضحي بشبابها من أجل شيبها" قال فيه:"أنتم ستواجهون طبقة من السياسيين جعلت من العمالة عملها الأساسي وقد مر أحد عشر عاما وها هي الرؤيا تتحقق كما دوما، ولذلك أكرر تنبيهي لكم من الإزدواجية بين القول والفعل، وأسألكم أن تتحرروا من التقاليد الموروثة، وتعتلوا عن التفاصيل الصغيرة الى الأعماق، والأهم أن الوطن والمواطنية يتكونان من أرض وشعب، فالأرض بلا شعب "مشاع"، والشعب بلا أرض لاجئ، فلا تهاجروا ولا تبيعوا أرضكم ولا تسمحوا لمخطط توطين الفلسطينيين في أرضكم أن يتحقق كما يريده الخارج والبعض في الداخل، فالمؤامرة حقيقة لا نظرية وقد بدأت في العام 1948".

وعن موضوع المحكمة الدولية، قال: "إنهم يبحثون عمن يستطيعون إلباسه طربوش الجريمة، وليس عمن ارتكب الجريمة. وعن سؤال عما يطلب من الرئيس سعد الحريري، أجاب العماد عون :"أطلب منه كما أطلب من نفسي ومن الجميع، وهو أن تكون الحقيقة حقيقة فعلية لا حقيقة مركبة، ولمن لا يرون هذه الحقيقة، يذكرهم العماد عون بكلام المدعي العام دانيال بلمار الذي قال:"يمكننا اتهام عدة أشخاص ولكن لا مستندات قانونية لدينا". وهنا يسأل العماد عون تعقيبا: "هل نحن حيوانات مخبرية يجربون فينا؟" مضيفا "أن حقيقة الجرائم لا تختفي إلا إذا كان القاتل هو من يحقق". وعن سؤال عن لقاء رئيس الكتلة الشعبية الياس سكاف، أجاب العماد عون :"لقاءاتي ليست سياسية ولا انتخابية" مشددا على "أن شخصا لوحده لا يمكن أن يغير شيئا في البرلمان ووحدها الكتل الكبيرة تستطيع التغيير والإصلاح والتأثير".

ثم قدم العماد عون الفضائل المسيحية الثلاث: "المحبة والإيمان والرجاء"، هدية للشباب الزحلي، فبادله الأخير الهدية بالمحبة الزائدة وأغنية وضعت خصيصا للزيارة المنتظرة منذ خمس سنوات.

 

عون خلال عشاء على شرفه في زحلة: إسرائيل لا يمكنها توطين الفلسطينيين إذا كانوا رافضين ونحن أيضا

وحدتنا هي الأساس في الدفاع عنا بينما البندقية تأتي في المرتبة التاسعة مستعدون لقبول أي حقيقة في التحقيق ولكن أن تكون حقيقة

عدم التوصل الى أي خيط في جرائم الاغتيال يعني أن من يحقق فيها هو متورط بها

وطنية - زحلة - 24/7/2010 استهل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون زيارته إلى زحلة التي تستمر ثلاثة أيام بعشاء أقامه أمس على شرفه "أصدقاء العماد ميشال عون" في أوتيل قادري الكبير. وألقى العماد عون كلمة تحدث فيها عن الوضع الراهن وعن خطر التوطين، مذكرا بقوله الدائم "إن لبنان بلد هجرة وليس بلد استيطان"، وتوجه الى الفلسطينيين قائلا "إذا قررتم التخلي عن حقكم بالعودة وقبلتم بمبدأ التوطين فنحن ندلكم على بلدان الاستيطان التي هاجر اليها القسم الأكبر من شعبنا".

بداية، رحب العماد عون بالحضور، وقال: "قلما أناديكم بالألقاب والمواقع والمراكز، وأفضل هذه الكلمة البسيطة جدا: إخوتي وأحبائي من الصعب أن أجيب على المضمون الذي سمعته في الكلمات التي سبقت، فالأخ سليم عون خاطب القلب والعاطفة الممزوجة بالعقل. هو قريب جدا منا وأفهم هذه اللغة لأني أفهم دفء الشعور والمحبة وخصوصا في زحلة التي استهوتني، ومنها اخترت نصفي الجميل وهي اختارتني. أما الصديق وديع العبسي فقد أثار مواضيع شائكة، وما أنعش ذاكرته بالأحداث هو الترقبات الحاصلة حاليا والخشية على مصير الوطن. نعم، نحن نمر فعلا في مرحلة صعبة، وقد نبهت الى هذا الأمر في الثالث من تموز، وطلبت من المواطنين أن يتابعونا كي نتخطى المرحلة الصعبة، ويبقى لبنان في موقع الأمان، وفي الجهة التي تحفظ استقراره وازدهاره".

وسأل:"لماذا نحن معرضون؟ واشار الى ان "المؤامرة على لبنان ليست نظرية، ولا نحن مصابون بمرض التوجس. المؤامرة هي حقيقة ثابتة، بدأت مع بداية إسرائيل في العام 1948 والهجرة الكثيفة التي حدثت من هناك. إسرائيل تنظر اليوم الى التطور السكاني على أرضها وعلى أرض غزة والضفة الغربية وكأنها القنبلة الوحيدة التي تخشاها. إسرائيل تخشى ازدياد السكان العرب على أرض فلسطين وليس على أرض إسرائيل فقط. لذلك، قدمت هي وأصدقاؤها، منذ ذلك الحين، 49 مشروع استيطان تتمحور كلها حول دمج اللاجئين في البلدان التي يعيشون فيها، بالإضافة الى 15 مشروعا عربيا - إسرائيليا، أهمها ما تم الاتفاق عليه في فرنسا العام 1995 وفي سويسرا العام 2003 مع ممثلين عن السلطة الفلسطينية، ويعترفون فيها أن العودة مستحيلة، وبالتالي فهم يتفهمون عدم عودة الفلسطينيين الى أرضهم. منذ ذلك الحين تعرضنا كثيرا في لبنان الى تقويض الاستقرار، وما ساعد على ذلك عدم صحوة اللبنانيين، وعدم فهمهم للعبة الدولية التي جندتهم لإثارة الغرائز وضربتهم بعضهم ببعض".

واردف:"عندما كان يقال إن الحرب هي حرب الآخرين على أرضنا ونحن نقاتل بعضنا البعض، ولم يفهموا كيف هي حرب الآخرين على أرضنا. واليوم لا يزال استغلال الغرائز لدى بعض الفئات هو نفسه يتكرر. استطعنا أن نتخطاها في العام 2006 وكذلك في العام 2008 بالرغم من الأحداث التي حصلت، واليوم هناك محاولة ثالثة، وأعتقد أنها الفرصة الأخيرة لإسرائيل كي توطن الفلسطينيين. إسرائيل لا يمكنها توطين الفلسطينيين إذا كانوا رافضين وكنا نحن أيضا رافضين إلا من خلال الحيلة في حال انطلت علينا. وإثارة مواضيع مثل التملك ليست إلا مواضيع لا أساس لها. من المؤكد أن هناك أزمة سكن ولكن التملك لا يحل هذه الأزمة. فلنسأل بموضوعية عن عدد الفلسطينيين في المخيمات الذين يمكنهم شراء شقة بالأسعار الموجودة حاليا؟ إذا، مشكلة السكن لا تحل بالتملك، والتملك إذا حدث فذلك يعني أن الجميع سيشتري بيوتا، وهنا علينا أن نسأل من سيدفع المال؟ هل سيكون التملك للفلسطيني المعدم حاليا هو جزء من تعويض عن التخلي عن حق العودة؟ نرفض التمويه بهذا الموضوع. في نهر البارد عندما رفعت شكوى للمحافظة على المدينة الأثرية التقيت العديد من الأطراف الفلسطينية ومنها حماس والسلطة الفلسطينية وكلهم أجمعوا على أنهم لا يريدون فرط عقد الفلسطينيين في المخيم ويريدون أن يحافظوا على شكل العائلات وحتى القرى كما جاءوا من فلسطين".

وتابع العماد عون:"تجاه حجتهم بأن تجمعهم يحافظ على هويتهم، قبلنا وطمرنا مدينة أورتوزيا الأثرية. ولكن، اليوم كيف يقبلون بنشر الهوية الفلسطينية ودمجها في المجتمع اللبناني؟ وكيف ستكون المحافظة على الهوية الفلسطينية وعلى التراث الفلسطيني اذا توزع الفلسطينيون على كل الأرض اللبنانية؟ هذا التناقض في الفكر يثير شكوكا، ولنا الحق في ذلك. نحن لا ننكر أزمة السكن ولا الوضع البائس واليائس في المخيمات وقلنا إنه يحتاج للمعالجة، لكن من المسؤول عن وضع الفلسطينيين وعما وصلوا إليه وعن وجودهم هنا منذ 62 عاما؟ الأمم المتحدة وعلى رأسها الولايات المتحدة، والدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وبريطانيا الدولة التي كانت لها الوصاية على فلسطين، والتي سهرت على تقسيم فلسطين وتهجير الفلسطينيين ونزع أملاكهم وهويتهم".

وقال:"لبنان البلد الصغير، الذي لا تتسع أرضه لأبنائه، وضيق موارده جعلت أبناءه يهاجرون، لبنان هو بلد هجرة وليس بلد استيطان، في كندا احتفل منذ أسبوعين بإقامة نصب تذكاري لأول مهاجر لبناني وصل إليها، وكان ذلك في العام 1885، أما أستراليا، فقد وصلها أول لبناني في العام 1845، وقس على ذلك في بلاد العالم. فإذا قبل الفلسطينيون بالتخلي عن حق العودة وقبلوا بمبدأ التوطين نقول لهم رافقونا ونحن ندلكم على بلدان الاستيطان، ندلكم على استراليا على كندا على أميركا الجنوبية على أفريقيا على الولايات المتحدة... ومن ساواك بنفسه ما ظلمك. لن نخضع لمنطق الابتزاز، وما صدر عن بعض المؤسسات الإعلامية الفلسطينية غير مقبول، خصوصا نحن الذين أحرقنا أيادينا وجهدنا ومصلحتنا في سبيل القضية الفلسطينية، هل يعقل أن نتهم بالعنصرية، العنصرية المسيحية وبالحقد الدفين؟ إن تربيتنا العائلية والاجتماعية والدينية وبشكل خاص الدينية تقوم على المحبة وتعلمنا المحبة وليس الحقد والكراهية ولا استعمال العنف مع الآخر. نحن افتتحنا التفاهم الداخلي في لبنان على أساس الحوار واحترام رأي الآخر وحق الاختلاف مع الأخر واحترام حرية المعتقد وحرية التفكير والتعبير ، وهذه قيم أساسية في تطور المجتمع وتقدم الإنسانية، وبدونها نكون في مجتمع آحادي. بهذه القيم نحن نحارب إسرائيل العنصرية القائمة على الآحادية الاتنية فقط. لذلك، نحن نرفض أن يقال لنا مثل هذا الكلام وأن توجه لنا مثل هذه الاتهامات وخصوصا تهمة العنصرية، والمؤسف أنه صدر عن أهم المراجع الإعلامية الفلسطينية. نحن سنعتبره حادث طريق وانتهى الى الأبد، لأنه غير مقبول على الإطلاق. بالطبع لن نغير سياستنا تجاه الحق الفلسطيني ولا الدفاع عنه. ولكن، إذا قبل الفلسطينيون بعدم العودة مقابل تعويضات فنذكر الجميع أننا بلد صغير المساحة والكثافة السكانية فيه تتخطى كل الدول العربية وهو من أكثر الدول كثافة في العالم. بالإضافة إلى أننا الأقل من حيث الموارد".

وتابع:"إذا طلب منك أخوك أن تأويه في منزلك مع عائلته وأنت نفسك تعيش في غرفة واحدة مع عائلتك فكيف ستفعل ذلك؟ وهل يحق له أن يلومك إذا لم تستطع إبقاءه عندك؟؟ لسنا من دول الاستيطان، لبنان دولة هجرة، ومقابل كل لبناني مقيم في لبنان هناك أربعة لبنانيين في الخارج، وزحلة بصورة خاصة تعرف كم يوجد من أبنائها في دول الاغتراب. فبالإذن من كل من يتعاطى في القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية، لا نريد لأحد أن يلمع نجومه على حسابنا. نريد اليوم لغة العقل والواقعية. لبنان هو البلد الأقل موارد والأصغر مساحة والأكثر كثافة سكانية بين الدول العربية، ويمكن لكل هذه الدول أن تستوعب سكانا أكثر من لبنان. وكذلك دول الاستيطان الأخرى مثل كندا وأستراليا وأميركا اللاتينية التي لا تتعدى الكثافة السكانية فيها ال 5% أو ال 10%، وباستطاعة دولة واحدة من هذه الدول استيعاب الفلسطينيين كافة. ولنأخذ هذا المثل في القياس، إن توطين حوالي نصف مليون، أي ما يقارب 15% من نسبة الشعب اللبناني يعادل توطين 45 مليون شخص في الولايات المتحدة.. فهل تقبل الولايات المتحدة بإعطاء الهوية الأميركية ل45 مليون شخص دفعة واحدة؟ لقد أخذنا حصتنا من إعطاء الجنسية للفلسطينيين، ونتأمل أن تأخذ الدول الأخرى حصتها طبقا لمواردها ومساحتها وعدد سكانها. هذا الموضوع صار بحكم المنتهي".

وتطرق الى المؤتمر الاممي لحزب التحرير وقال:"هذا الحزب يناقض بنظريته وشرعته كل مقومات المجتمع اللبناني، وهذه المقومات تقول: لا تقوم سلطة ولا شرعية تناقض العيش المشترك. من هنا، نحن نتمنى على المسلمين في لبنان ومن علماء المسلمين أن يأخذوا هذا الموضوع على عاتقهم، ولا يجبروننا أن نضطر نحن للتصدي لهذا الموضوع دفاعا عن النفس وعن معتقداتنا وعن حقوقنا الطبيعية. إذا كان هناك من شراكة حقيقية ومسؤولية وطنية، نتمنى على مسلمي لبنان أن يقوموا بهذا الواجب ويأخذوا على عاتقهم معالجة هذا الموضوع. ولن أطيل فيه أكثر".

أضاف:"كل ما يثير الجدل والخلاف وخصوصا بين جهلة القوم أو المتجاهلين لغايات في نفس يعقوب يجب أن لا يثار، ويثير لدينا الشك سواء كان مطلقوه في قمة المجتمع او في موقع وضيع جدا. المواضيع الحساسة التي تمس بالمعتقد وبالحياة المشتركة التي أعتبرها فوق الحياة السياسية. العيش المشترك والوحدة الوطنية هما الأهم. لماذا نعتبر الوحدة الوطنية مهمة، ولماذا أثيرت هذه المواضيع اليوم؟ لأن هناك محاولات لضرب الاستقرار في لبنان. ومن يتجاهل هذا الموضوع إما "غشيم" أو جاهل.. والاثنان يؤديان الى النتيجة نفسها. لا يمكن أن نتجاهل أن صحف العالم تتحدث عن إدانة حزب الله في القرار الظني للمحكمة الدولية، تعرفون كم تجنى علي بعض المجتمع اللبناني لأني نصحت ألا يتسرعوا بالاتهام كي لا يتسببوا بمشكل وخصوصا عند اتهام دول، تعرضت للكثير من الافتراء والتجريح، ولكن عندما يكون الانسان مؤمنا بحقيقة معينة ويبحث عنها لا يهتم للسهام التي تطلق عليه. أنا لم أجزم ببراءة أو بإدانة أي دولة أو أي فريق، قلت فقط انتظروا التحقيق قبل أن تدينوا. وتبين فيما بعد أن الإدانات كانت باطلة وتراجعوا جميعهم عنها ولكنهم لم يتراجعوا بعد في الهجوم علينا، من هنا نتأكد أن غايتهم ليست التفتيش عن الحقيقة، ما يجعلني أظن بسوء بنواياهم لناحية الأهداف التي أدافع عنها: وحدة لبنان واستقراره ومصالحه.. فعندما يهاجمونني بهذا الأسلوب حتى ولو كنت على حق فهذا يعني أنهم يريدون ضرب هذه المصالح... لمصلحة من؟ من الممكن أن يكونوا موعودين بفتات مصالح يتلقونها. من هنا، علينا أن نبقى متنبهين ومتيقظين، وحدتنا الوطنية هي الأساس في الدفاع عنا وتأتي في المرحلة الأولى بينما البندقية قد تأتي في المرتبة التاسعة أو العاشرة. الوحدة الوطنية وتحسين الوضع الحياتي والاقتصادي والاجتماعي والاصلاحي في البلد ومحاربة الفساد تأتي قبل البندقية.. لن نصل الى البندقية الا إذا فشلنا في كل ما يسبقها. الوحدة الوطنية تقوم على أمور ثلاث بسيطة: احترام حرية المعتقد لجميع اللبنانيين، احترام حرية الفكر والتعبير لجميع اللبنانيين، والاعتراف المتبادل لكل منا بحق الاختلاف. علام نحن مختلفون؟ اختلافنا على الجنة سيفقدنا الدنيا والآخرة.. الله الذي نؤمن به خلقنا على صورته ومثاله فلا نجعلن منه على صورتنا ومثالنا. الله هو أوسع من ذلك بكثير، وهنا يحضرني قول للإمام علي: "الناس صنفان أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق." اعترف لكل انسان ملحدا كان أو مؤمنا بحقه. كلنا من خلق الله، قد نختلف في المعتقد، وفي السياسة، وقد نختلف في كل شيء، ولكن تذكروا دائما أن الله خلقنا مختلفين ولم نختر نحن ذلك. كلنا نحمل مكونات الانسان ولكن لا أحد منا يماثل الآخر، فلكل بصمة إصبعه وبصمة صوته وبصمة نظره التي لا تتطابق مع أحد في العالم، الله خلقنا مختلفين والمهم في حياتنا أن نعرف كيف ندير حق الاختلاف. الاختلاف غير الخلاف، اختلاف الرأي مصدر غنى ومنه تولد الحقيقة وتولد أفضل الحلول، وبعدنا الانساني يجمعنا، كلنا مخلوقات الله. المسيح قال لنا "أحبب قريبك كنفسك" من هذه القاعدة الكونية نحن مدعوون لنكون مجتمعا متضامنا".

واردف قائلا:"مهما تكن الضربة يجب ان نحتفظ بتضامننا ونكون كتلة واحدة في مواجهة الأخطار، الخطر يأتي من الجنوب وليس من الداخل اللبناني. التضامن ضمن المجتمع اللبناني هو الاساس. قد وصلنا الى ورقة تفاهم مع حزب الله ووضعناها مكشوفة على الطاولة، ولم تكن معاهدة سرية أو كما فسرها البعض تفاهما شيعيا مارونيا ضد السنة، قلنا لهم هذه الورقة عدلوا فيها ما تريدونه حتى تكون هناك ورقة واحدة وليس اثنين، ولغاية الآن لا يزال الجميع مدعوين للمشاركة فيها. نحن مستعدون لقبول أي حقيقة في التحقيق ولكن أن تكون حقيقة، جميعنا نعرف أن المحكمة الدولية فقدت كل صدقيتها، ومن الممكن أن يكون السبب في ذلك بعض الداخل اللبناني الذي حملها أكثر مما تحمل. لم يبق أحد إلا وتحدث عن اتهام حزب الله، حتى أشكينازي تحدث عن اتهامات وحدد تواريخ وبشرنا باضطرابات في لبنان. أبو مازن قال للفلسطينيين الموجودين في لبنان إن الأمواج حارة وطلب منهم ألا يكونوا رأس الحربة. ما سبب كل ذلك؟ لماذا هذا التحفيز؟ بعض صغار النفوس بدأوا بتحضير المونة، وبعض الميسورين سجلوا أولادهم في مدارس خارج لبنان. تمهلوا قليلا ... هذه الأرض أرضنا ولا أحد يمكنه أن يأخذها منا". وختم العماد:"لقد سبق وقلت إن عدم التوصل الى أي خيط في جرائم الاغتيال التي حدثت يعني أن من يحقق فيها هو متورط بها. والسيد حسن نصرالله قال:"طالما أن دائرة التحقيق لم تشمل اسرائيل بالجريمة فلن نعترف بالمحكمة الدولية" عشتم وعاش لبنان." المشاركون

وشارك في العشاء النائبان نقولا فتوش وإميل رحمة، الوزيران السابقان محسن دلول وعلي عبد الله، النائبان السابقان سليم عون وحسن يعقوب، المحافظ السابق نقولا سابا، السفير فؤاد الترك، السفير فؤاد عون، المطارنة: أندره حداد ومنصور حبيقة وجورج اسكندر وبولس سفر واسبيريدون خوري، رئيس الرهبنة الشويرية الأرشمندريت سمعان عبد الأحد، رئيس الكلية الشرقية الأب سابا سعد وعدد من الكهنة والآباء، نقيبة المحامين أمل حداد، نقيب المحامين السابق ميشال اليان، المستشار السابق للرئيس اميل لحود القاضي سليم جريصاتي، المنسق العام في "التيار الوطني الحر" الدكتور بيار رفول، السيدة ماكدا بريدي، مسؤولون امنيون وعدد من أعضاء بلدية زحلة - المعلقة ومخاتير زحلة وحشد من رؤساء البلديات في قضاء زحلة والمخاتير وفعاليات.

قدم الإحتفال المسؤول الإعلامي في هيئة قضاء زحلة في التيار ميشال أبو نجم ثم كانت كلمة للنائب السابق المهندس سليم عون. العبسي

وألقى رجل الاعمال وديع العبسي كلمة باسم "أصدقاء العماد ميشال عون" رحب فيها بالعماد عون في عروس البقاع ووصفه بالزعيم اللبناني العابر لكل الطوائف، مشيرا إلى ان "العماد عون بإحساسه الوطني العميق والمجرد من كل أنانية شخصية يعرف كيف يتخذ المواقف التي تحفظ الوطن وسيادته واستقلاله ووحدته".

ورأى أن "الحكومة تعيش حال ارتباك قصوى وتفوح منها رائحة العجز ولا تقوى على فعل شيء لمواجهة الإستحقاقات الآتية في الأشهر المقبلة"داعيا العماد عون الى "الوصول إلى مذكرة تفاهم مع تيار المستقبل على غرار ما جرى مع "حزب الله" ومؤكدا أن "العماد عون بالمصداقية التي يتمتع بها في كل الطوائف تجعل منه صمام الامان للسلم الاهلي والإستقرار".