المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 23 تموز/10

رسالة بطرس الأولى/الفصل 1/رجاء حي

1 تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح لأنه شملنا بفائق رحمته، فولدنا بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات ولادة ثانية لرجاء حي ولميراث لا يفسد ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ لكم في السماوات، أنتم الذين بالإيمان تحرسكم قدرة الله لخلاص سينكشف في اليوم الأخير، به تبتهجون، مع أنكم لا بد أن تحزنوا حينا بما يصيبكم الآن من أنواع المحن التي تمتحن إيمانكم كما تمتحن النار الذهب، وهو أثمن من الذهب الفاني، فيكون أهلا للمديح والمجد والإكرام يوم ظهور يسوع المسيح. أنتم تحبونه وما رأيتموه، وتؤمنون به ولا ترونه الآن، فتفرحون فرحا مجيدا لا يوصف، واثقين ببلوغ غاية إيمانكم وهي خلاص نفوسكم. عن هذا الخلاص فتش الأنبياء وبحثوا، فأنبأوا بالنعمة التي نلتموها. وحاولوا أن يعرفوا الوقت وكيف تجيء هذه النعمة التي دل عليها روح المسيح فيهم، حين شهد من قبل بآلام المسيح وما يتلوها من مجد. وانكشف لهم أنهم كانوا يعملون، لا من أجلهم، بل من أجلكم، لهذه الأمور التي أعلنها الآن لكم الذين بشروكم بها، يؤيدهم الروح القدس المرسل من السماء، والملائكة يتمنون أن ينظروا إليها.

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية البيان التالي:

منذ نشوئها إلى الآن، لم تتعرّض محكمة العدل الدولية في لاهاي، إلى حملاتٍ ضارية من التخوين والإفتراء والتشكيك كالتي تتعرّض لها اليوم على يد فريق من اللبنانيين قرّر التهجّم عليها حتى قبل صدور قرارها الظنّي والبدء باجراء جلساتها العلنية، غافلاً ان هذه الحملات الاستباقية لا تقدّم ولا تؤخّر في مسار المحكمة، بل تضعه هو في دائرة الإتهام المباشر، وتضع لبنان في دائرةٍ من الأخطار قد تصل إلى حد تهديد مصيره وكيانه!!!

والواضح ان الفريق المتضرّر من كشف جريمة إغتيال رفيق الحريري وما سبقها وتلاها من جرائم، يسعى بشتى الوسائل للتهرّب من تبعاتها عِبرَ الإلتفاف على هذه المحكمة بالتهويل عليها، والطعن المسبق بنزاهتها ومصداقيتها، واتهامها تارةً بانها مسيّسة وطوراً بانها منحازة إلى إسرائيل، وتارةً أخرى بانها مرتبطة بشبكات التجسّس التي تعمل لحساب هذه الأخيرة.

والواضح أيضاً ان حملة التهديد والوعيد هذه مرشحة للتصعيد كلما اقترب موعد صدور القرار الظنّي، حتى بات رفع الغطاء عن تلك الجرائم أشبه برفع الغطاء عن بئرٍ للأفاعي.

ان اللبنانيين الشرفاء يحرصون على منح المحكمة الدولية ثقتهم الكاملة، ويدعمونها من دون تحفّظ، ويتمنّون عليها السير قُدماً في أعمالها حتى النهاية من دون الإلتفات إلى أصوات النشاز الصادرة من هنا وهناك، ذلك لأن الشعب اللبناني بات متعطشاً لكشف الحقيقة مهما كانت النتائج، ومتعطشاً أكثر لتحقيق العدالة ولو لمَرّة واحدة في تاريخه المعاصر، بعد ان أصبح طمس الحقيقة هو القاعدة وكشفها هو الشواذ.

وعلى سيرة شبكات التجسّس التي وضعت الدولة يدها عليها والتي ندينها بشدّة، لا بُد من لفت النظر إلى ان تعريف العمالة ينطبق على كل مواطن يتواطأ مع دولةٍ خارجية ضدّ مصلحة دولته، سواء كانت تلك الدولة إسرائيل أو غيرها من الدول المجاورة أو الإقليمية أو البعيدة، باعتبار ان مصلحة لبنان تعلو فوق كل المصالح... وعلى هذا الأساس فان كل من يعمل سرّاً أو علناً لتغليب مصلحة دولة أخرى على حساب مصلحة لبنان يعتبر عميلاً كامل الأوصاف بحسب القانون المتعارف عليه دولياً، وتبعاً لهذا التعريف، وإذا كانت العمالة تستحق عقوبة الإعدام، فان معظم سياسيي هذا البلد من الذين تاجروا بلبنان، وغدروا به، وباعوه بثلاثين من الفضّة على طريقة يهوذا الإسخريوطي، قبل عهد الوصاية وأثناءها وبعدها، يجب إحالتهم قبل غيرهم إلى العدالة بتهم الخيانة العظمى، وإنزال أقصى العقوبات بحقهم، وعندئذٍ نعتقد ان أعواد المشانق لن تتسع لهذا الكم الهائل من العملاء والخونة ومحترفي بَيع الأوطان.

لبَّـيك لبـنان

أبو أرز

في ٢٣ تمّوز ٢٠۱٠.

 

يرفض أن يكون وقوداً لعودة وصايتها على لبنان ويتحرك نحو تنظيمات سنية في بيروت 

"حزب الله" قلق من "رمادية" موقف دمشق حيال القرار الاتهامي

بيروت - "السياسة": لا يخفي قياديون في "حزب الله" قلقهم من رمادية الموقف السوري من السجال الدائر في لبنان حول المحكمة الدولية والقرار الاتهامي المرتقب صدوره عنها في الخريف المقبل, ويرى هؤلاء أن دمشق تجنبت الدخول بشكل مريب في هذا السجال للدفاع عن حليفها الستراتيجي, ولم يصدر أي تصريح لمسؤول سوري رفيع يقف إلى جانب الحزب, لا بل على العكس جاء تصريح وزير الخارجية وليد المعلم باهتاً معلناً أن المحكمة شأن لبناني, وكأنه يقول للحزب: أقلع شوكك بيدك. وعندما ذهب تلفزيون الحزب (المنار) إلى دمشق ليستصرح مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان, عاد بتصريح عمومي عن أهمية المقاومة ضد إسرائيل, من دون التطرق إلى المحكمة.

وفي هذا الإطار تسجل مصادر مراقبة بدقة لما يجري الملاحظات التالية:

أولاً: تعمد الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله إطلاق قنبلته السياسية بشأن المحكمة قبل 48 ساعة من زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق على رأس وفد وزاري كبير. وكان الهدف جعل المحكمة موضوعاً رئيسياً على طاولة محادثات الحريري مع الرئيس السوري بشار الأسد, إذ لم يكن من المقرر أن يلتقي الرجلان على انفراد, فعقد لقاءان وبات الحريري ليلته في دمشق.

وإذا كان تصريح المعلم صدر في اليوم الأول للزيارة, وكان موقفه مخيباً لآمال الحزب, فإن شيئاً لم يصدر عن القيادة السورية في اليوم التالي بعد خلوتي الأسد - الحريري, وقد حذت دمشق حذو الحريري في هذا المجال, عندما امتنع عن إثارة الموضوع إعلامياً, وهكذا نجح مسعى نصر الله جزئياً في طرح الموضوع بين الحريري والأسد, ولكنه لم ينجح في انتزاع موقف سوري مؤيد له.

ثانياً: عاد الرئيس الحريري مرتاحاً لما تم إنجازه في دمشق, وخصوصاً في هيئة المتابعة اللبنانية السورية بشأن الاتفاقات, وارتاح أكثر لأن الجانب السوري لم يتمسك كثيراً بضرورة إنجاز اتفاق التعاون الأمني والدفاعي. في المقابل انزعج "حزب الله" أكثر, لأن السوريين بدأوا في توقيت سيء جداً "مأسسة" العلاقة مع الحريري, ودعموا الحكومة التي يرأسها, في وقت يفكر البعض في لبنان في إسقاطها. وما أزعج الحزب أكثر أن الفريق الحكومي برئاسة الحريري وافق على تكريس اتفاقيات سابقة كان يعتبرها فريق "14 آذار" مجحفة بحق لبنان, ووضعت في زمن الوصاية السورية.

ثالثاً: روج إعلام "حزب الله" منذ خطاب السيد نصر الله الأخير لنظرية الخراب الشامل إذا اتهمت المحكمة الحزب, فجاء الرد السوري بكلام للأسد أمام الحريري مباشرة, بضرورة الحفاظ على الاستقرار العام في البلد, وعدم زج الاقتصاد مثلاً في التجاذبات السياسية. وفي ذلك تذكير بمقولة سورية سادت طوال عقود خلال الوصاية على لبنان, بترك الاقتصاد للحريري الأب, طالما أن الدفاع والأمن ممسوكان من سورية بواسطة جيشها ومخابراتها. واليوم يحل سلاح "حزب الله" محلهما ولكن من دون السماح له بتخريب مشروع الحريري.

رابعاً: باستثناء المواقف الكاريكاتورية لوئام وهاب, فإن ردود الأحزاب التابعة لدمشق, لم تكن على مستوى طموح "حزب الله", وركزت هذه القوى حملاتها على رئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" سمير جعجع, ونسيت أن الأهم هو حماية "حزب الله" في هذه المرحلة في مواجهة الحريري. وقد كان لافتاً سرعة تحرك الحزب على الساحة السنية تحديداً, نحو قوى وتنظيمات سنية في بيروت وخارجها للتنسيق معها في المرحلة المقبلة, وكلها قوى غير سورية في الأساس, مثل "المؤتمر الشعبي اللبناني" برئاسة كمال شاتيلا, والتنظيم الشعبي الناصري برئاسة أسامة سعد, وجبهة العمل الإسلامي التي كان يرأسها فتحي يكن, وحركة الناصريين المستقلين (المرابطون) التي يعيد تأسيسها العميد مصطفى حمدان. ويأمل الحزب أن تشكل هذه القوى بديلاً داعماً للأحزاب التابعة لدمشق, ورأس حربة سنية في مواجهته مع الحريري.

خامساً: لا يعتقد "حزب الله" أن دمشق قررت فجأة التخلي عن حلفها الستراتيجي معه, فهذا الافتراض ضرب من الخيال الغبي, ولا يعقل للنظام السوري أن يتخلى عن ترسانة "حزب الله" العسكرية التي يعتبرها جزءاً رئيساً من الجيش السوري في إقامة التوازن العسكري مع إسرائيل. ولكن خشية الحزب هي من الأسلوب السوري المعهود في إدارة الأمور في لبنان, وقد جاء دوره اليوم ليتجرع مرارة هذا الأسلوب.

لقد عملت دمشق دوماً وفق سياسة "فرِّقْ تَسُدْ", وعملت على إضعاف جميع القوى اللبنانية مهما بلغت درجة تحالفها معها, من أجل تفريقها ووضعها في حالة من التنافر والتصادم كي تتمكن في النهاية من الإمساك بها جميعاً.

سادساً: إن تأجيج الفتنة المذهبية في لبنان, وقد بدأ الحديث بالفعل عن تنامي القوى الأصولية السنية, يقدم خدمة ثمينة لدمشق, إذ يجعل العالم بأسره يطلب تدخلها مجددا للجم التطرف وضرب معاقل الأصولية. ولا يرى "حزب الله" لنفسه مصلحة أن يتحول إلى وقود للمحرك السوري في عودته للوصاية على هذا البلد, فمهمة الحزب الرئيسة والتي تأسس من أجلها, هي مقاومة إسرائيل بدعم إيراني, وليس وسيلة لتحقيق مصلحة قطرية سورية.

سابعاً: يعرف "حزب الله" أن الحريري وقوى "14 آذار" ليسوا أدوات في المخطط السوري, وسيقاومونه بشدة, لكنه يعرف أن هؤلاء سيتمسكون بقوة اشد بالمحكمة الدولية, والمأزق الستراتيجي ليس للقوى المطالبة بالعدالة, بل هو مأزقه, لأنه يظن أن النظام السوري سيتخلى عنه في هذه المسألة بالذات, بعدما "برأت" المحكمة هذا النظام, أو على الأقل حيدته حالياً. وهذا سيناريو مريح لدمشق في هذه المرحلة بانتظار وصول المحكمة إلى الخلاصات النهائية, ومعرفة ما إذا كان النظام السوري متورطاً في الاغتيالات, وبأي درجة, وبأي وسيلة, وهو سيناريو غير مريح أبداً ل¯"حزب الله".

ثامناً: يعرف "حزب الله" أن استخدام السلاح في الداخل مرة أخرى لن يحقق له أهدافه, ومهما هددت وسائل الإعلام التابعة له ب¯"7 مايو" جديد مضاعفاً بعشرة (استخدمت إحدى الصحف تعبير "70 مايو"), فقد بينت التجربة انه بعد الاستيلاء المسلح على بيروت وبعض المناطق لم يستطع الحزب التصدي للإرادة العربية والدولية ناهيك عن اللبنانية بالعودة إلى المؤسسات الدستورية, من خلال اتفاق الدوحة, فاحتلال بلد شيء, وإخضاعه شيء آخر.

 

النظام السوري وراء التسريبات والتلفيقات لوأد المحكمة الدولية

السياسة/كشفت مصادر مطلعة لموقع "بيروت أوبزرفر" الإلكتروني, أمس, أن النظام السوري اتخذ قراراً بالعمل بجميع الوسائل على إلغاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتشويه صورتها. وقالت المصادر أن النظام السوري كلف اللواء محمد ناصيف متابعة هذه المهمة والعمل مع جميع الوسائل الإعلامية التي يمون عليها بنشر أخبار ملفقة ومن نسج الخيال, كان أولها الخبر الذي نشرته صحيفة "السفير" اللبنانية عن أن القرار الظني سيطال "حزب الله" فقط ولن يطال سورية.

وأضافت المصادر أن مثل هكذا أخبار ستزيد من الإحتقان في لبنان, وهي محاولة لوقف تمويل المحكمة من أجل الحفاظ على السلم الأهلي, وبذلك تلغى المحكمة ويفلت النظام السوري من العقاب. وختمت المصادر بالقول ان الجميع يعلم أنه لا توجد تسريبات عن المحكمة فهي تمتاز بالسرية القصوى, ولكن النظام السوري ينجح في تأجيج الضغوطات الداخلية في لبنان وهو مستعد لتفجير الوضع ليقول للعالم بأسره يجب نسيان المحكمة.

 

أدي أبي اللمع لـ"السياسة": عون مستعد لركوب أي موجة يعتقد أنها ستعيد إليه ما خسره

بيروت - "السياسة": وصف عضو قيادة حزب "القوات اللبنانية" آدي أبي اللمع, الكلام الأخير لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون, بالتحريضي والانقلابي الذي لا يستند إلى أي واقع حسي وملموس, ولا يعدو كونه مجرد أضغاث أحلام وكوابيس, نتيجة القلق الذي يعيشه حول مستقبله السياسي, مستغرباً في اتصال مع "السياسة", هذا "الموقف الانتهازي واستعداد عون لركوب أي موجة, يعتقد أنها قد تعيد إليه بريقه السياسي, والوهج الذي سيطر عليه لفترة قصيرة من الزمن, ليكتشف بعد ذلك تراجعه وخسارته للعديد من المواقع التي كان يعتبر نفسه مسيطراً عليها, لأن الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة, بدأت تظهر حجمه على حقيقته, ولم تعد ادعاءاته بامتلاك القرار المسيحي تنطلي على أحد".

وأشار أبي اللمع إلى أن كل المعارك التي خاضها عون أخيراً, أظهرت فشله, وأنه لم يعد يتمتع بمواصفات القائد السياسي صاحب السطوة والنفوذ. وهو إنسان انقلابي ويحرض على الانقلابات, لأن طبيعته العسكرية لا تجعله يفكر إلا من هذه الزاوية, بعد أن أوصدت بوجهه جميع المنافذ التي كان يعتقد, بأنها ستوصله إلى السلطة ليجد نفسه عاجزاً عن تحقيق هذا الهدف بالوسائل الديمقراطية, ولم يعد أمامه سوى اللجوء إلى المشاريع الانقلابية.

واستبعد أبي اللمع أن ينجر "حزب الله" وراء الهوس العوني الذي دعاه لقلب الطاولة, لأن ما من أحد عاقل يقبل أن يمشي خلف إنسان لا يملك سوى مشروع تحريضي متأخر جداً, في شارع كان يعتقد بأنه مسيطر عليه, مستبعداً أن تقوم القيادة السورية بمجاراة عون لتحقيق هذه الأوهام.

في سياق متصل, رأى المحلل السياسي فايز القزي في اتصال مع "السياسة" وفي قراءة للمواقف الأخيرة لصديق الأمس ميشال عون, أنه بات من الواضح أن الأخير يريد الانقلاب على الواقع السياسي بأي طريقة, يعتقد بأنها ستوصله لتغيير الوضع القائم. ولم يبق عنده سوى التحريض على الانقلاب على الدولة وعلى رئيس الجمهورية بالتحديد, لأنها الطريقة الوحيدة التي وبحسب رأيه, يمكن أن توصله إلى الكرسي التي يحلم بها منذ فترة طويلة, مستدركاً بأن السوري لا يمكن أن يقبل بحصول مثل هذا الانقلاب, مهما بلغ التفاهم مع عون, فالقيادة السورية تدرك خطورة هكذا أعمال وتأثيرها على الداخل عندها, وهي لم تتردد في الماضي بالوقوف ضد رئيس الحركة الوطنية كمال جنبلاط, عندما فاتح الرئيس حافظ الأسد بهذا الموضوع, حتى أن السيد حسن نصر الله أمين عام "حزب الله", لن يشارك العماد عون بتنفيذ هذه الرغبة, لأنه يخشى من عواقب مثل هذه الخطوات. وكذلك إيران الداعمة ل¯"حزب الله", لا يمكن أن تسمح بتمادي المعارضة في مواقفها, كما أن العرب والجامعة العربية لن يقبلوا بذلك.

ووصف القزي الموقف الأخير لعون, بالمشروع الميليشيوي على غرار ما حصل في السابع من مايو 2008 والتلويح ب¯"7 أيار" جديد, لأن معظم القوى السياسية بتصوره, سيكون لها موقف مفاجئ وغير مؤيد, لا لعون ولا للسيد نصر الله. حتى أن إيران إذا شعرت بأن السيد نصر الله يدعم عون بهذا التوجه, فإنها ستقف ضده. لكنه في المقابل, اعتبر أن هذا التصعيد في الوقت الراهن, يناسب "حزب الله" والقيادة السورية المستاءة من استمرار الموقف الأميركي المتخاذل تجاه إسرائيل. ولا شك أن التمادي في هذه الاتهامات قد يجر إلى فتنة في نهاية المطاف, تتبرع خلالها سورية للعب دور الإطفائي.

ورأى القزي أن لا حل لهذا الاحتقان السياسي إلا من خلال عقد قمة قريبة بين الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الأسد, لأن سورية في نهاية المطاف, لا يهمها إذا احترق قسم من لبنان. فهناك اختلاف مصالح ويريدون منا أن ندفع دائماً ثمن احتقان العلاقات السورية-الأميركية, أو العلاقات الإيرانية-الأميركية. فالعماد عون الذي خسر الكثير من مواقعه السياسية في المنطقة الشرقية أو المسيحية, لا يمكن للسيد نصر الله أن يغطي أي تصرف سلبي من جانبه في المناطق المسيحية.

ووصف القزي المرحلة الراهنة ب¯"العصفورية" الهائجة, بمعنى المجنون المعجب بجنونه, مقترحاً لقاء يجمع كل من الرؤساء سليمان والحريري وبري مع الرئيس السوري بشار الأسد, لإزالة هذه التشنجات قبل تفاقمها, مقللاً من أهمية الاتصالات التي يقوم بها رئيس الجمهورية, لأن القيادات التي التقاها لا تملك قرارها من دون أن يتواصل مع القيادتين السورية والإيرانية.

 

السلاح المستورد مرّتين" لا يمكنه أن يحسم التاريخ اللبناني لمصلحته

الكابوس أول المخاض.. وقيامة لبنان ضرورية

المستقبل - الجمعة 23 تموز 2010 - وسام سعادة

يقول المستشرق الفرنسي الكبير إرنست رينان Yنّه، وفي ما خصّ الأقوام المتواضعة في السلّم الحضاريّ، "فإنّ أدنى عنصر حضارة يمكنه أن يعطي لقبيلة ما رجحاناً واسعاً على سائر القبائل". ينطبق ذلك، بأشكال مختلفة ومتفاوتة، على تاريخ الصراع بين الجماعات الأهليّة اللبنانيّة. فكل واحدة سعت، تاريخياً، لبناء أرجحية على قاعدة إجتزاء عنصر من الحضارة الغربيّة الحديثة، وتوّهمت أنّها بذلك تصنع لنفسها سيطرة مزمنة بل مديدة على سائر القبائل، هذا بصرف النظر عن إرتباط ذلك بتبنّي منطق "الإنتساب" أو منطق "العداء" الثقافيّ لهذه الحضارة الغربيّة الحديثة.

هذا، في حين كان يكفي أن يتبدّل الظرف بما يتيح لقبيلة أخرى، في زمن آخر، استقدام عنصر حضاريّ آخر لإعادة خلط الأوراق.

فمعروف أنّه وfمجرّد التفاوت في ظروف العناية الصحيّة والطبيّة، كان يمكن لجماعة أهلية في تاريخ الجبل اللبنانيّ أن تضاعف عدد أبنائها في "طفرة ديموغرافية" تصنع غلبتها على جماعة أخرى. وأنّه بمجرّد ورود تقنية عسكريّة حديثة جديدة كان يمكن أيضاً لجماعة مقابلة أن تعود فتحسم الوضع لصالحها.

وما يسري على تاريخ الجبل اللبنانيّ في القرون الماضية، يسري على التاريخ اللبناني الحاليّ، ولو بمعادلة اكثر تعقيداً من جهة، وأكثر تبسيطاً من جهة أخرى.

فالمعادلة اليوم أكثر تبسيطاً لأنّ السباق على استيراد التقنيات العسكرية والقتالية قد أقفل، ولم تستثن منه إلا فرقة واحدة. هذه الفرقة تجعل من السلاح غاية لها ليس لأنّ سلاحها أقوى من سلاح الآخرين، بل لأنّه ليس للآخرين سلاح، أيّ أنّها تجعل السلاح خاصّتها، ماهيّتها، جوهرها، فيما هي مستوردة له، ومن مصدر مستورد له هو أيضاً. إنّها فرقة تزهو بما لم تصنعه أيديها كما لو كانت تزهو بأيديها. هذا في بلد كان الجميع يملك فيه سلاحاً، وسلاحاً كثيراً، لولا أنّ الحرب انتهت بتسوية تقوم على مبدأ "حل الميليشيات"، وكان استثناء ميليشيا واحدة من هذه التسوية شكلاً من أشكال استمرار هذه الحرب من جانب واحد.

والمعادلة هي من ناحية أخرى أكثر تعقيداً، لأنّ الفئة المتماهية مع "سلاح مستورد مرّتين"، لا تقدّم نفسها على أنّها "صلة وصل" بين هذا المجموع اللبنانيّ وبين الحضارة القائمة في زماننا، وهي حصراً الحضارة الغربية الحديثة. على العكس تماماً، تقدّم نفسها على أنّها "طليعة" مواجهة هذه الحضارة، وهي ترمي الجماعات الأخرى بالتخوين من هذه الزاوية.

فالسلاح مستورد هنا للتصدّي لكل القيم الحداثية الأخرى التي يمكن أن تستورد قيمة "الدولة الأمّة" الحديثة التي تحتكر منظومة العنف الشرعيّ، أو قيمة "المواطن الفرد" المتساوي مع شريكه في الوطن قانونياً لأنّه متساو معه أمنياً، أو غيرها من القيم التي صنعت مجد الديموقراطيات الليبرالية الحديثة.

بيد أنّ رفض الفئة المتماهية مع سلاحها المستورد لهذه الحضارة المهيمنة في زماننا إنّما يتحوّل بدوره إلى عائق حضاريّ سيحول دون تحويل سيطرتها إلى هيمنة شاملة ومديدة. وهذا بيت القصيد. بل هذا هو الإختلاف بين "المارونيّة السياسيّة" التي استطاعت تحويل السيطرة الطائفية إلى هيمنة شاملة، وإلى مشروع دولة، ومشروع تحديث، في مقابل المشروع الهيمنيّ الفئويّ المسلّح حالياً، الذي لا يمكنه ذلك، لأنّه لا يطرح نفسه إلا كمشروع إشتباك دائم.

لأجل ذلك فإنّ هذا المشروع ومهما زيّن لنفسه من أسباب "تأبيد قوّته" فإنّه محكوم بمعادلة إرنست رينان التي تفيد أنّ هذا النوع من السيطرة يأتي عرضاً، ويذهب عرضاً، وأنّه لا يدوم، بل هو في اللحظة التي يتوهّم فيها بأنّه "أبديّ" و"نهائي" يكون قد دخل منطق "الطريق المسدود"، منطق الفشل التاريخيّ. ونحن الآن في هذه اللحظة بالفعل. وهكذا لحظة على كابوسيتها هي اللحظة الوحيدة التي يمكن أن يستحيل فيها الكابوس مخاضاً، والمخاض ولادة، والموت حياة، والحياة قيامة، للبنان الجديد، لبنان الباقي ما بعد "المشروع الهيمنيّ الأخير" لأنّه في كل الحالات إمّا أن يبقى لبنان وإما أن ينتصر هذا "المشروع الهيمنيّ الأخير" والتاريخ يعلّمنا أن انتصاره، بمعنى إحلال هيمنة شاملة مديدة، مستحيل. بكل بساطة، مستحيل. "السلاح المستورد مرّتين" لا يمكنه أن يحسم التاريخ اللبنانيّ لمصلحته.

 

أما من دفع الحكومة إلى اتخاذ القرارين المشؤومين"

جنبلاط: أشارك نصرالله الهواجس الكبرى

المستقبل - الجمعة 23 تموز 2010 -

اعلن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط أن قرار إعادة تموضعه السياسي أخذه عن سابق تصور وتصميم، خصوصًا بعد تجربة 7 أيار المريرة، مؤكدا "أنا الذي دفع الحكومة آنذاك في 5 أيار إلى اتخاذ القرارين المشؤومين". ورأى أن "البعض يحرض ولا يبالي ولا شيء يخسره"، متسائلاً: "لماذا لا تبحث فرضية أن إسرائيل اغتالت الرئيس رفيق الحريري من المحققين؟".

وقال جنبلاط في حديث إلى قناة "الجزيرة" امس: "إن إسرائيل احتلّت لبنان في العام 1982 وتركت عملاءها، وفي لبنان أجهزة أمنية عدة وليس هناك مركزية أمنية لتوزيع المهام وهذا خلل كبير". وسأل: "لماذا لا تبحث فرضية أن إسرائيل اغتالت الرئيس رفيق الحريري من المحققين؟ ففي التحقيق الأول مع ديتليف ميليس كانت الإتهامات موجهة الى سوريا والآن إلى "حزب الله"، إلا أنه لماذا لا يتم بحث إمكانية اتهام اسرائيل؟".

وأكد أنّ قرار إعادة تموضعه السياسي أخذه عن سابق تصور وتصميم، "خصوصًا بعد تجربة مريرة هي تجربة 7 أيار، بحيث كنا آنذاك قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية بعد المعطيات الخاطئة التي وصلت إلى الفريقين، وكنت أنا الذي دفع الحكومة آنذاك في 5 أيار إلى اتخاذ هذين القرارين المشؤومين. فالمعلومات التي أوصلتني إلى هذا الأمر كانت مبنية على المذكرة التي أرسلها وزير الدفاع الياس المر إلى العميد وفيق شقير، ولكن لا أعرف كيف سُربت هكذا مذكرة سرية استخباراتية إلى الاعلام وكأن هناك من أراد دفع كل قوى 14 آذار إلى التصادم وقد وقعت أنا بهذا الفخ، ولست بحاجة إلى مزايدات من السيد (النائب) أحمد فتفت وهو في أعالي الضنية، فيما نحن من كان يتحمل هنا في بيروت مع الرئيس سعد الحريري والسيد (حسن) نصرالله، فالعاصمة بيروت هي الأساس وليست الجبال العالية".

وعما اذا كان رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع هو أحد الذين دفعوه الى اتخاذ القرارين في 5 ايار، أجاب: "لم يدفعني جعجع إلى أحداث 7 أيار وما دفعني إليها هي المذكرة الشهيرة".

وبشأن ما نقلته صحيفة "السفير" بأنه دعا مسؤولاً أمنياً الى تخفيف الدعم عن جعجع، قال: "لم أسمِّ جعجع، فقد قلت لهذا المسؤول أوقفوا التصريحات المتشنجة وغير المسؤولة من بعض قوى 14 آذار التي توتر الجو، لكني لم اذكر جعجع".

وعما يقال عن تغيير مواقفه، قال: "وقفت مع تراثي العربي إلى جانب سوريا أكثر من 30 عاماً وقلت إنني كنت في لحظة تخلّ حين كنت في المشروع الإنعزالي اللبناني لمدة 3 سنوات وقد رجعت عن خطأي وعلى الأقل اعترفت بأخطائي".

أضاف: "مصلحة الدروز وتاريخ الدروز العربي والوطني والقومي وعلاقتهم بسوريا ودعم سوريا الدائم لدروز لبنان في الأزمات منذ العام 1958 والتفاعل العربي اللبناني والسوري هو الذي أعادني من الموقع حيث كنت دخلت في الكيانية اللبنانية والإنعزال والفوضى البناءة".

واوضح أن المؤتمر الاغترابي الدرزي "ذو طابع درزي اغترابي، وأردت أن اعطيه صبغة سياسية قومية ووطنية، إذ انه بالتنسيق والتكامل مع الأردن وسوريا أتى وفد من العرب الأحرار من دروز فلسطين وخرجنا بتوصيات اليوم ذات طابع وطني وقومي".

وعن لقائه الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، اشار الى أن "البحث تناول الصورة الكبرى للمنطقة أولاً، ثم مناورة "اليونيفيل" في الجنوب، والسياسة الأميركية ـ الإسرائيلية التي أجهضت بقايا التسوية وركزت على الخطر الإيراني وخطر "حزب الله"، إذ إن هناك من يقول إن سوريا قد تتعرض لهجوم عسكري، إضافة إلى خطر تفتيت المنطقة، فهذا هو اليمن كما العراق في حالة فوضى، والسودان يقسّم، والمشروع الأميركي هو تفتيت المنطقة ونشر الفوضى، وقد بدأ عبر الرئيس جورج بوش ويبدو أنه متواصل عبر الرئيس باراك أوباما".

وإذ رأى أن "الفتنة دائماً في مكان ما هي الأداة الأمثل لكي تلهي اللبنانيين عن مواجهة إسرائيل"، لفت الى ان "هناك تصريحات من هنا وهناك غير مسؤولة، وقد اتفقنا مع السيد حسن نصرالله على أن تكون التصريحات مسؤولة"، معتبراً أن "من بين التصريحات غير المقبولة ما قاله سمير جعجع بأن هناك تغييرات قد تأتي إلى لبنان، وقد صادفت تصريحاته مع ما قاله رئيس الاركان الإسرائيلي غابي أشكينازي حول التوتر القادم الى لبنان، وأمر غريب هذه المصادفة".

واكد أن "ما من أحد في العالم يملك معلومات كاملة عن أمر ما، وإذا كان البعض في 14 آذار يرى الصورة كما نراها فيمكننا وأد الفتنة، أما إذا كان بعضهم مشاركًا في المشروع الأميركي فلا حول ولا قوة".

ووصف ما نُشر عن قلق نقله مسؤول كبير الى نصرالله من الأصولية السنّية في حال تم اتهام "حزب الله" باغتيال الحريري، بأنه "غير صحيح، فقد استعرض معي السيد نصرالله بكل هدوء اللقاءات التي جرت بينه وبين الرئيس الحريري وكيفية الوصول معه إلى شاطئ الأمان، ونصرالله قلق من بعض التسريبات التي تتهم الحزب".

وعن قول نصر الله بأنه يقف معه، أجاب: "لقد سبق وأكدت لنصرالله أنني أشاركه الهواجس الكبرى في ما يتعلق بمشروع الفوضى الكبرى الآتي إلى المنطقة وكيفية درئه كون القوى الكبرى لا تريد غير ذلك للمنطقة، والمرء عند نواياه، وعليكِ أن تسألي نصرالله إذا كان صدّقني، ولكن أنا أشاركه الهواجس وكيفية درئها معه ومع الرئيس (بشار) الأسد والقيادات العربية الكبرى". وبشأن ما نُقل من سيناريو منسوب الى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون، اعتبر ان "هذه تخيّلات، فأفضل هدية نقدمها الى إسرائيل هو الاستمرار في فخ المزايدات"، مشدداً على ان "المطلوب ان نرتقي كقيادات مسؤولة، السيد حسن والشيخ سعد وإذا أرادوا مساعدتي فأنا جاهز، وتدخل الرئيس (ميشال) سليمان على هذا الصعيد ممتاز، ولكن هناك البعض لا يريد هذا الامر وهم يحرضون ولا يبالون ولا شيء يخسرونه".

 

صفير استقبل سفير لبنان لدى الفاتيكان وشخصيات

وطنية - 22/7/2010 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، سفير لبنان في الفاتيكان العميد جورج خوري وعرض معه الأوضاع العامة. ثم استقبل الوزير السابق ابراهيم الضاهر وكان عرض لمجمل التطورات في البلاد. بعد ذلك، التقى المونسنيور برنارد خشان مع وفد من ولاية اوهايو الأميركية.

 

نديم الجميل من معراب: عون مخبر صغير لدى الاسد ونصرالله

المركزية – اعتبر النائب نديم الجميل ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون تحوّل الى مخبر صغير لدى الرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وقال بعد زيارته رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مساء امس في معراب: "كنا نتفهمّهُ لو وضع هذه المعلومات عند رئيس الجمهورية أو الدولة اللبنانية أو الجيش اللبناني ولكن ما قام به هو "عملية دنيئة" ".  ورداً على سؤال عن عودة السجال السياسي وتبادل الحملات، قال الجميّل "هذا مخطط قائم منذ فترة طويلة ويهدف الى تدمير الدولة اللبنانية، الأمر الذي شهدناه منذ زمن وما زلنا نلمسهُ يومياً، رافضاً وضعه في خانة "القرار الظني" اذ اننا ما قبل وما بعد هذا القرار، نرى هذا المخطط التدميري للدولة وللمؤسسات بدءاً من رئيس الجمهورية وصولاً الى رئيس الوزراء...". وابدى الجميل تخوفه من وجود مخطط لتدمير الدولة اللبنانية، مؤكدا مواجهته لإيقافه من أجل بناء الدولة وتقوية مقوّماتها بمؤسساتها كافة.

 

عشرات الأقباط يعتصمون بعد اختفاء زوجة كاهن كنيسة في مصر

اعتصم عشرات الأٌقباط فى مقر الكاتدرائية المرقسية بميدان العباسية شرق القاهرة الخميس 22-7-2010 للمطالبة بعودة زوجة كاهن "مارجرجس" التابعة لابراشية دير مواس بمحافظة المنيا 300كم جنوب القاهرة . وخرج العشرات من أقباط محافظة المنيا مساء أمس الأربعاء 21 يوليو(حزيران) متوجهين إلى المقر البابوى بالقاهرة للاعتصام داخل الكاتدرائية حيث مقر البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الأقباط للمطالبة بالكشف عن سر اختفاء زوجة الكاهن مهددين بتكرار سيناريو اختفاء " وفاء قسطنطين " زوجة أحد الكهنة التي اختفت العام 2003 وتردد وقتها أنها اعتنقت الإسلام، وأدت مظاهرات واسعة للأقباط أمام الكاتدرائية وداخلها إلى تسليمها للكنيسة.

وعقدت القيادات الأمنية مساء أمس اجتماعا موسعا مع قيادات مطرانية دير مواس لبحث القضية وتهدئة الأقباط خشية تكرار هذا السيناريو، فيما أدى الآباء الكهنة بمحافظة المنيا الصلاة داخل كنيسة الشهيد مارجرجس من أجل كشف غموض اختفاء زوجة الكاهن . وقال القس تداوس سمعان كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس التابعة للإبراشية لـ"العربية نت " إنه تقدم ببلاغ رسمي فى قسم الشرطة التابعة له الكنيسة يفيد فيه اختفاء زوجته دون مبرر منذ ليلة الأحد الماضي، وأن آخر اتصال كان بينه وبينها فى تمام الساعة التاسعة والنصف مساء تلك الليلة.

وأضاف الكاهن "فوجئت بغياب زوجتي تاسوني كاميليا شحاتة زاخر – 25 سنة – مُدرسة علوم بمدرسة قرية بني سالم التابعة لمركز دير مواس، وبفحص هاتفها المحمول اكتشفت أن آخر اتصالاتها كانت بينها وبين زميل لها فى العمل أعرفه جيدا، وأخشى أن يكون قد اختطفها". وتابع "قلت هذه المعلومات للقيادات الأمنية ولكن دون جدوى. زوجتي كانت في ليلة اختفائها فى طريقها من مسكنها الكائن أمام الكنيسة الإنجيلية بدير مواس إلى منزل عائلتها بشارع النهضة للمبيت عندهم لوجودي بقرية أبو خلقة المجاورة ".

وواصل الكاهن " ليس من الطبيعي أن تغيب زوجتي عن منزلها طوال هذه الأيام علما بأنه لا يوجد إطلاقا ما يعكر صفو العلاقة بينى وبينها". وقال مصدر أمني في قسم شرطة دير مواس "إن قيادات المركز يجتمعون الآن مع قيادات مطرانية دير مواس لبحث القضية، وأن الأمن لن يقصر في الوصول للحقيقة بعد اختفاء الزوجة، لكن لا يوجد حتى الآن أي مؤشر عن اختطافها ". وأضاف المصدر "أن البلاغ عن اختفاء السيدة جاء يوم الاثنين الماضي وما زال البحث جاريا والتحريات مستمرة ". وكان الكاهن تداوس توجه لمركز شُرطة دير مواس صباح الاثنين الماضي وحرر محضراً باختفاء حرمه (برقم 2963 - 2010 إدارى – دير مواس)، وما يزال الغموض يكتنف الموقف برُمته.

وفي الوقت نفسه أكد القس تداوس أن علاقته بزوجته لا يشوبها أي نوع من التوتر، وأن توجهها لمنزل العائلة أمر اعتيادي خاصة في حالة غيابه عن المنزل

 

هرب الضابط المتقاعد غسان الجد ومهندس إتصالات من آل خريش

الوضع صعب ومعقد والرياض وأنقرة ودمشق تعمل ...

اللواء/على أثر اعتقال العميلين شربل قزي وطارق الربعة، تابعت الاجهزة الامنية ملاحقاتها لبعض عناصر شبكة عملاء، فما ان راقبت منزل الضابط المتقاعد غسان الجد حتى كان قد توارى عن الانظار وسافر بطائرة من بيروت الى فرانكفورت، والعميد المتقاعد غسان الجد كان من الضباط اللامعين في الجيش اللبناني وله خبرة هامة في سلاح الهندسة ولدى حضوره الى منزله اخبره ابنه ان سيارة من الاجهزة الامنية جاءت تسأل عنه فقبع في المنزل مدة 10 دقائق، ثم غادر الى مطار بيروت واوقف سيارته في المرآب واشترى تذكرة السفر من المطار مغادرا على اول طائرة الى فرانفكورت. وتقول الاجهزة الامنية ان لديها معلومات هامة أوصلتها الى ان العميد المتقاعد غسان الجد كان من العملاء الناشطين، لكنها لم تستطع توقيفه بسبب سفره. اما مهندس الاتصالات من آل خريش وهو من عين ابل فقد غادر مطار بيروت متوجها الى لندن، وتم توقيف رفيق له اوصله الى المطار، وجرى التحقيق معه وقد افاد بأن صديقه من آل خريش طلب منه ايصاله الى المطار وهو لا يعرف شيئا عن عمالته، وقد أبقي رفيقه قيد التحقيق. في هذا الوقت وبعد تسلم الاجهزة الامنية جهازي خليوي لشربل قزي، تبين ان هنالك شبهة حول غياب تقنيين من شركات الاتصالات لا يزيد عددهم عن الاربعة، والاجهزة الامنية تبحث عنهم. وتقول معلومات خاصة بـ«الديار» ان بعض العملاء ...

 

عميد متقاعد ومهندس إتصالات يفران من لبنان واجهزة الامن تبحث عن ٤ تقنيين

بيروت اوزارفر/ على أثر اعتقال العميلين شربل قزي وطارق الربعة، تابعت الاجهزة الامنية ملاحقاتها لبعض عناصر شبكة عملاء، فما ان راقبت منزل الضابط المتقاعد غسان الجد حتى كان قد توارى عن الانظار وسافر بطائرة من بيروت الى فرانكفورت، والعميد المتقاعد غسان الجد كان من الضباط اللامعين في الجيش اللبناني وله خبرة هامة في سلاح الهندسة ولدى حضوره الى منزله اخبره ابنه ان سيارة من الاجهزة الامنية جاءت تسأل عنه فقبع في المنزل مدة 10 دقائق، ثم غادر الى مطار بيروت واوقف سيارته في المرآب واشترى تذكرة السفر من المطار مغادرا على اول طائرة الى فرانفكورت وتقول الاجهزة الامنية ان لديها معلومات هامة أوصلتها الى ان العميد المتقاعد غسان الجد كان من العملاء الناشطين، لكنها لم تستطع توقيفه بسبب سفره اما مهندس الاتصالات من آل خريش وهو من عين ابل فقد غادر مطار بيروت متوجها الى لندن، وتم توقيف رفيق له اوصله الى المطار، وجرى التحقيق معه وقد افاد بأن صديقه من آل خريش طلب منه ايصاله الى المطار وهو لا يعرف شيئا عن عمالته، وقد أبقي رفيقه قيد التحقيق

في هذا الوقت وبعد تسلم الاجهزة الامنية جهازي خليوي لشربل قزي، تبين ان هنالك شبهة حول غياب تقنيين من شركات الاتصالات لا يزيد عددهم عن الاربعة، والاجهزة الامنية تبحث عنهم وتقول معلومات خاصة بـ«الديار» ان بعض العملاء سافر الى الخارج ولا احد يعرف من هم، خاصة بعد الضجة التي احدثها اكتشاف عميل «ألفا» شربل قزي وبدء الحديث عن تعليق المشانق وتنفيذ حكم الاعدام

 

المعتقلون اللبنانيون في السجون السورية تهمتهم انهم رفعوا صوت الحرية في زمن الاحتلال

غازي عاد: نملك معطيات تؤكد وجود معتقلين لبنانيين في سوريا ونسأل الدولة ووزراءها بماذا رديتم على النفي السوري؟ ونطالب بلجنة دولية لمتابعة الملف       

Kataeb.org : أمام مبنى الأسكوا في بيروت ُنصبت خيمةً تحوي جدرانها اطنان من الحرية والكرامة والعنفوان، هي ليست كباقي الخيم ...، أفرادها امهات واخوة ورفاق يطالبون بمعرفة مصير أبنائهم واحبائهم ، معتقلون لبنانيون في السجون السورية منذ سنوات تهمتهم انهم عشقوا الحرية ورفعوا صوتها في سبيل سيادة وحرية لبنان ، سنوات وسنوات مرت والملف قيد الكتمان ومصيره مؤجل الى آجل غير مسمى ، لكن الى متى...؟ هو السؤال البديهي الذي ُيطرح والانتظار يبقى سائداً ... لان آمل الامهات سيبقى شعلة مضاءة طالما أن الحق لا بد أن ينتصر في النهاية .

انهم اكثر من 575 معتقلاً لبنانياً في السجون السورية ومن بينهم عضو المكتب السياسي الكتائبي بطرس خوند الذي ُخطف من أمام منزله في منطقة حرش تابت في العام 1992، واليوم وبعد مضي كل تلك السنوات على الاعتقالات اثير منذ ايام وللمرة الاولى علناً ملف "المفقودين اللبنانيين في سوريا" خلال الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري على رأس وفد وزاري الى دمشق ، اذ تضّمن البيان الختامي الطلب من لجنة المفقودين انجاز المهمة المكلفة اياها في اسرع وقت ممكن ورفع تقرير عن اعمالها بما من شأنه ان يساعد على اغلاق هذا الملف"، من دون التطرق الى المعتقلين اللبنانيين بل اكتفى البيان بذكر كلمة " المفقودين".

ماذا يقول في هذا الاطار رئيس لجنة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين "سوليد" غازي عاد ؟، وبماذا يرّد على كلام الجانب السوري بأن لا مفقودين لبنانيين على اراضيه ؟.

عاد اعتبر انه بعد اكثر من عشرين عاماً ُيفترض على الدولة ان تكون قد جمعت المعطيات التي تملكها بين العام 1990 وال 2005، اذ حينها كان هناك تعاون بين اجهزة البلدين، كما تم منذ مدة تسليم بعض المعتقلين اللبنانيين الذين كانوا في سوريا ونقلوا معلومات عن وجود رفاق لهم بالاسماء ، لذا تستطيع الدولة اللبنانية ان تسأل عن ابنائها وتتابع ملفهم حتى النهاية ، لكن للاسف فهي لا تقوم بواجباتها لتجمع الادلة وتواجه بها والجواب السوري هو نفسه منذ عشرين عاماً ، لذلك نوّجه السؤال المفترض الى الحكومة اللبنانية: " ماذا كان موقفها حين سمعت الجواب السوري وبماذا ردت عليه وهي العالمة بوجود هؤلاء المعتقلين ؟، وقال:" نريد الجواب من الجانب اللبناني قبل السوري، فهل باستطاعتهم اعطاء اجوبة صريحة عن مصير المفقودين؟ وهل هناك لبنانيون موقوفون مخفيون قسراً في سوريا؟، كما نطالب الجانب السوري بإعطائنا أجوبة واضحة تجاه المعطيات التي في حوزتنا خصوصاً ان الدلائل تشير الى اعتقال العديد من اللبنانيين من قبل المخابرات السورية في لبنان حينها.

وتابع عاد :" لذلك نطالب دولتنا بضرورة انشاء آلية رسمية لهذا الملف لانها لا تقوم بواجباتها وعليها متابعة كل ما يتعلق بهذا الموضوع الانساني، كما نطالب بلجنة دولية كي نصل الى نتيجة. وأضاف" عندما تمت مناقشة التقرير السوري الرسمي للجنة حقوق الانسان في العام 2001 في الامم المتحدة قدمنا تقريراً عن مسألة المعتقلين لكن الجواب كان بأن الوفد السوري فشل بإعطاء اجوبة دقيقة "، لافتاً الى ان هذا الجواب يؤكد صحة معطياتنا بوجود معتقلين في سوريا بدليل ان التقرير النهائي فشل في حين ان معطياتنا تثبت الحقائق ، مشيراً الى وجود ما يقارب ال 575 معتقلاً، لكن السلطات السورية لا تعترف بوجودهم فيما تصلنا التأكيدات منذ العام 2000 من خلال رفاق لهم شاهدوهم في السجون وأخر المعلومات وصلتنا منذ حوالي السنتين بوجود اسماء ما تزال على قيد الحياة ، لذا نطالب السلطات السورية ان تسلمنا الجثث في حال كانوا امواتاً وفي حال كانوا أحياءً اعتقد انه آن الاوان كي يعودوا الى ديارهم بعد كل سنوات العذاب التي قضوها في سجونهم. وعن عزيمة الامهات والامل برؤية ابنائهم وبقائهم كل تلك المدة في مخيم المطالبة بعودة المعتقلين، قال عاد:" العزيمة ما زالت موجودة وهي في ازدياد والامهات يتواجدن دائماً خصوصاً ايام الخميس من كل اسبوع حيث نجتمع مع الاهالي والايمان والقوة يتحكمان دائماً بنا كي نصل الى هدفنا بعودة ابنائنا ، ولفت الى ان اياً من السياسيين لا يزور تلك الخيمة العابقة بالحرية وبمطلب عودة لبنانيين طالبوا بسيادة لبنان، وختم بالقول " نشدد على ضرورة ان يتحمل الجميع مسؤوليته في هذا الاطار بطريقة جدية وعملية كي ُيغلق هذا الملف بأسرع وقت ممكن". صونيا رزق

 

سليمان تابع لقاءات التهدئة واستقبل جنبلاط وعبيد وشكر

المركزية - واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم لقاءاته السياسية والقيادية الهادفة الى تحصين الوضع الداخلي في وجه الاخطار المحدقة وتجنيب الساحة اللبنانية أي تداعيات اوانعكاسات سلبية تعكر أجواء الهدوء والاستقرار، خصوصاً وأن البلاد على أبواب ورشة اصلاح سياسي وإداري. فقد استقبل الرئيس سليمان في القصر الجمهوري صباح اليوم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وعرض معه الوضع السائد وأهمية تخفيف حدة الخطاب السياسي بين الافرقاء للحفاظ على الهدوء والاستقرار. كما استقبل الوزير السابق جان عبيد، والامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق فايز شكر. وزار القصر الجمهوري رئيس أساقفة ميلانو الكاردينال ديونجي تيتامانزي الذي اطلع الرئيس سليمان على تفاصيل زيارته للبنان ونقل اليه تحيات قداسة الحبر الاعظم البابا بينيديكتوس السادس عشر. والتقى رئيس الجمهورية وفداً من طائفة الارمن الارثوذكس برئاسة البطريرك آرام الاول كيشيشيان الذي شكر له تعزيته بوفاة والده. ومن زوار القصر الجمهوري وفد مخيم العمل التطوعي للشباب البرازيلي من اصل لبناني الذي تنظمه وزارة الشؤون الاجتماعية.

ورحب الرئيس سليمان بالوفد، متمنياً له إقامة طيبة في ربوع لبنان ومنوهاً بأهمية عودة الشباب اللبناني المغترب الى وطنه الام مؤكداً العمل في سبيل إعادة ربط الشباب المغترب بوطنه وتسهيل إستعادة الجنسية لمن فقدها في السنوات الاخيرة.

 

سـمير فرنجية: لطمأنة حزب الله إذا عاد الى الدولة لـــو يحظى منتقدو جعجع بجـرأته عندمـا اعتذر

المركزية - لفت النائب السابق سمير فرنجية الى ان "حزب الله أكبر قوة عسكرية في لبنان ولا احد يقول عكس ذلك ولكن هذه القوة غير قابلة للاستعمال"، موضحا: "إذا كانت لدى الحزب نية بالعودة الى الدولة وبشروط الدولة فجميع اللبنانيين سيعطونه تطمينات، ولكن القرار في يده عندها يصبح من واجبنا ان نعطيه هذه التطمينات". وقال في حديث الى برنامج "نهاركم سعيد" من المؤسسة اللبنانية للارسال: "معرفتي بتفاصيل المحكمة الدولية معدومة كما ان إمكان التأثير عليها معدوم فلماذا هذا التهديد؟، وفي حال صدر اتهام فهل هي مسؤولية الطائفة السنية أو المارونية"، رافضا "التعامل مع المحكمة على انها إسرائيلية والقول "إذا طلع قرار بدي أعمل وسوّي". وإذ لفت الى ان "سوريا تعاملت بأسلوب مختلف مع المحكمة"، أكد ان "التهديد لا يغير شيئاً في المعطى، فحزب الله يهددنا نحن ولا يهدد الأمم المتحدة". وعما قاله النائب وليد جنبلاط عن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، أعلن فرنجية أن "من إيجابيات الدكتور جعجع في هذه المرحلة أنه بقي محافظاً على الوحدة الإسلامية - المسيحية"، مشيراً الى ان "فصل "القوات اللبنانية" عن "14 آذار" أمر مستحيل". اضاف: "من ينتقد الدكتور جعجع، أقول له "يا ريت" لديه الجرأة الأدبية التي يحظى بها جعجع عندما قدم اعتذاره". وعن الخريف الساخن، رأى أن "هناك طرفين يريدان خريفا ساخناً، إسرائيل في حال ضغطت عليها أميركا من أجل التفاوض، وإيران إذا أجبرت على التفاوض في ملفها النووي".

 

مكاري: مغامرات عـــون وراء مصائب المسيحيين المحكمة أقرت في حضور نصرالله فلماذا يتهمها اليوم؟

المركزية- أكد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن "الحكومة باقية"، موضحا أن "التغيير لا يحل أي مشكلة إنما يعقد الأمور وقد نصبح مجددا أمام خطر الفراغ". وأشار في حديث الى مجلتي "الأسبوع العربي" و"الماغازين" الى "أن المحكمة الدولية كانت من أول البنود المتوافق عيلها في طاولة الحوار الوطني ويومها كان السيد حسن نصرالله يمثل حزب الله شخصيا فلماذا يريد اليوم اتهامها بأنها مشروع اسرائيلي؟"، قائلا: من يعتبر نفسه برئيا لا يخاف حتى من الاتهام إذا كانت لديه قناعة بالبراءة". وعن إمكان العودة الى أحداث شبيهة بـ7 أيار قال: هناك علامات استفهام وخطورة جراء الكلام التخويني الذي نسمعه، إنما بالنسبة الى الأطراف التي نلتقي معها في التفكير والتوجه السياسي فهذا الموضوع غير وارد لا فكرا ولا على الأرض"، لافتا الى أن "العماد ميشال عون لا يتردد في تحريض الآخرين على أطراف مسيحيين يدعي أنهم سيتحركون في حال حصول عدوان اسرائيلي وكأنه بذلك يستدعي حلفاءه لإعانته ضد خصومه السياسيين وهو في ذلك يمعن في إضعف المسيحيين ويعرضهم للخطر بعدما كانت مغامراته السبب الرئيسي في مصائب المسيحيين". ورحب مكاري "بأي تطوير للتعوان لتحقيق المصالح المشتركة بين لبنان وسوريا وكل ما يجعل العلاقات بين البلدين علاقات بين دولتين سيدتين حرتين"، مؤكدا أن "لا سبب لاستمرار المجلس الأعلى اللبناني– السوري في ظل وجود السفارات". وأعرب عن اعتقاده أن "اللبنانيين لا يهتمون لأي موقف للنائب وليد جنبلاط او أي كلام يعلنه لأنه يقول الشيء ولا يتردد في قول عكسه بعد مدة وهذا ما أفقده الصدقية".

 

جمعية المعتقلين" رحبت بزيارة الحريري دمشق وطالبت بالتعويض اسوة بمــن اطلقتهم اسرائيل

المركزية- رحبت جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية بالزيارة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا و"اصراره على وضع قضيتنا من اولى إهتماماته والتي توّجت ببند جديد يسمح بنقل المحكومين الى بلدهم، وآخر يطالب لجنة المفقودين في الاسراع في جمع الادلة والمعلومات ورفع تقرير عن اعمالها الى رئيسي مجلسي الوزراء اللبناني والسوري للإسراع في اقفال هذا الملف الانساني العالق بين الدولتين". واوردت الجمعية في بيان حصلت عليه "المركزية": لننتظر ونرى فقد يكون بعض رفاقنا بين المحكومين وكلنا أمل في أن تسير الامور نحو الافضل. ونتعهد امام الله بأننا لن نسكت او نستكين قبل ان يعود رفاقنا من السجون السورية. واكدت الجمعية انها "زودت الصحافة اللبنانية بعدة بيانات صحافية متتالية وأخص بالذكر "وكالة الانباء المركزية" التي تولَّت مشكورة توزيع بياناتنا الى الصحافة المقروءة والمسموعة وأحياناً المرئية منها". ولفتت الى "انها قامت بجولات دبلوماسية شملت معظم السفارات على سبيل المثال لا الحصر:السفارة البريطانية، الامريكية، الدنماركية، والهولندية؛ والممثل العام للأمم المتحدة، حيث عقدنا اجتماعات عدة مع السفراء أنفسهم ناقلين خوفنا على رفاقنا. بالإضافة إلى أننا أبلغنا رسالتنا هذه إلى كل من سفيري الهند واليونان، على أن يدعما مواقفنا السياسية الانسانية التي يرفعاها الى بعض المؤسسات والجمعيات التي تُعنى بالمعتقلين اللبنانيين. وشرحنا لهما هدف جمعيتنا الانساني بالإضافة إلى الحاجات التي تُمَكِّننا من العيش بعزة وكرامة في وطننا بعد الظلمة والظلم الذين عشناهما.

كذلك، مَتَّنا عروة الصداقة مع جمعيات لبنانية انسانية على سبيل المثال جمعية "حركة الأم اللبنانية" وجمعية "Restart" وجمعية "الصفدي الللبنانية الامريكية".

وبسبب هذه المتابعة والملاحقة المستمرة من قبل جمعيتنا التي بدأت مسيرتها بـ 15 معتقل سابق وأصبحت الآن 220 منتسباً كلهم قضوا عقوبة السجن في سوريا، استطعنا تجميع معلومات مهمة ودقيقة بإمكان كل الجهات المعنية بقضيتنا الإفادة منها ونتيجة لذلك تم الاعتراف من قبل الجهات السورية بوجود محكومين لبنانيين في سجونها.

وتابع البيان: تأسست جمعيتنا بهدف مساعدة المعتقلين اللبنانيين السياسيين المطلق سراحهم من السجون السورية، ولكي نطالب بحقنا الوطني الملزم بالمساواة بين ابناء الوطن ولكي لا يكون هناك "ابن ست وابن جارية" نطالب بما يلي:

أولاً: أن يسرع المجلس النيابي الكريم بطرح المشروع المقدم من قبل نواب القوات اللبنانية والنائب ابراهيم كنعان والقاضي بإعطائنا تعويضات اسوة بمعتقلي سجن الخيام والسجون الاسرائيلية، على أن يُحال وبسرعة تامة الى مجلس الوزراء ليتم درسه واعطائنا حقوقنا بالتساوي.

ثانياً: نشدد على فصل قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية عن قضية المخطوفين والمنفيين قسراً والمجهول مكان وجودهم والذين يتجاوز عددهم الـ 17 ألفاً.

وأخيرا تطلب جمعيتنا من جميع المعتقلين اللبنانيين الذين قضوا محكومية في السجون السورية الاتصال بنا لملء استمارة خاصة في هذا الشأن.

 

حرب: الكلام عـن "بيئة حاضنة" يخلق فتنة وعلى نصرالله الدعوة الى الوحدة لا التفرقة

المركزية– أعلن وزير العمل بطرس حرب ان "كلام رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون هو الذي اوحى بأن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قصد في كلامه عن البيئة الحاضنة الطائفة المسيحية"، مشددا على ان "لم يكن واردا ان يمر هذا الأمر في مجلس الوزراء من دون تسجيل اعتراض ورفض رسمي لما يشكله من خطر لجهة خلق فتنة وعداء بين المسلمين والمسيحيين". وأوضح في مداخلة متلفزة أن "نواب حزب الله أكدوا أن نصرالله لم يقصد المسيحيين في كلامه عن البيئة الحاضنة"، لافتا الى أنّ "جو مجلس الوزراء في الأمس كان مسؤولا وعلى مستوى أهمية الحدث وخطورته". وأعرب عن أمله في "أن تأحذ القيادات السياسية بعين الاعتبار أن الجو السياسي المتوتر الذي ساد في الفترة السابقة ليس لمصلحة اللبنانيين ولا يجب أن نؤجّجه، وليس من مصلحة أحد أن يسود جوّ "عفونة" بين اللبنانيين"، قائلا: "في حال أصبح مجلس الوزراء شاهدا على خرق الاتفاق الوطني الذي قامت على اساسه الحكومة، فمن الافضل أن يستقيل."ودعا حرب الى "التعامل مع الوقائع من دون الاجتهادات والتحليلات، ونحن كحكومة نعيد تأكيد تحقيق أهدافنا في البيان الوزاري"، معتبرا أن "إسرائيل تتكل علينا كلبنانيين في إشعال مؤامرة، لذلك علينا أن نمنع هذه المؤامرة الإسرائيلية". وبالنسبة الى التقصير في تزويد الوزارات المعنية الجهات الأمنية المعلومات التي تطلبها، لفت إلى أنّ "الوزيرين شربل نحاس وزياد بارود أكدا التعاون لتقديم المعلومات الضرورية للجهات الأمنية لكشف الجواسيس والعملاء الذين يريدون زرع الفتنة بين أبناء الوطن"، معتبرا ان "اختلاف التواريخ في تقارير الوزيرين ليس اساسيا انما الاساسي هو التعاون. وشدد على أنّ "تسييس المحكمة الدولية وتخوينها جعلنا نطرح سؤال هل سقطت المحكمة؟"، داعيا "السيّد نصر الله إلى تحميل خطاباته دعوة إلى رص الصفوف وليس التفرقة".

 

هآرتس: جهود دبلوماسية اسرائيلية لمنع الابحار من لبنان الى غــزة

المركزية_ ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أنّ الحكومة الإسرائيلية شنت جهودا دبلوماسية لمنع إبحار أسطول المساعدات المتجة من لبنان إلى قطاع غزة، مشيرة الى أنّ وزارة الخارجية الإسرائيلية أصدرت تعليمات لسفرائها بأنّ يطالبوا المسؤولين الكبار فى الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبى، والأمم المتحدة، ومصر بالضغط على سوريا ولبنان لوقف الأسطول، وأضافت أنّ تل أبيب ترى اتجاه الأسطول بمثابة "خطوة استفزازية" فى ضوء قرارها الأخير لإنهاء الحصار عن غزة، لافتة إلى أنّ الأسطول تم تنظيمه رسمياً من رجل أعمال فلسطينى، حاول الشهر الماضي أنّ ينظم أسطولا آخر ينطلق من لبنان.

وتطرقت الصحيفة إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية بعثت برسائلها إلى الدبلوماسيين الدوليين، لأنّها ومن وجهة نظرها، ترى أنّ هذا الأسطول يبحر من دولة معادية، مشيرة الى أنّ المسؤولين الإسرائيليين يتمنون أنّ تتدخل مصر مثلما تعاونت مع إسرائيل فى تحويل مسار سفينة المساعدات الليبية المتجهة إلى غزة وإدخالها ميناء العريش.

 

تحسباً لاحتمال اتهامه بقتل الحريري الراي الكويتية: الاسد تعاقد مع مكاتب دفاع دولية

المركزية- نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر اميركية رفيعة المستوى اشارتها الى ان سوريا مازالت في دائرة الاتهام في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، ولفتت الى انه من المستغرب ان تتصرف دمشق وحلفاؤها في لبنان وكأن القرار الظني او حكم المحكمة قد صدر فعلا، وانها خارجه.

ولفتت الى "وجود حملة سورية منظمة، في بيروت وفي عواصم العالم، لاظهار وكأن القرار الظني في مقتل الحريري سيتهم حتما حزب الله وحده بارتكاب الجريمة". واضافت: "نحن، كما السوريين واللبنانيين واطراف معنية اخرى، لا نعلم ما يجول في بال المدعي العام دانيال بيلمار، ربما يتهم دمشق وحزب الله معا، ربما احدهما، او ربما طرف ثالث".

وأكدت المصادر الاميركية ان كل ما يثار عن "معرفة القرار الظني قبل صدوره هو محض تكهنات، بل حملات اعلامية سورية لبنانية تقصد استباق المحكمة لنسفها". واضافت: "كان هناك معارضة سورية لبنانية ضد التحقيق الدولي منذ يوم ارتكاب الجريمة، ثم ما لبثت دمشق ان شعرت ان عدم تعاونها مع العدالة الدولية سيضعها فورا في دائرة الاتهام، فتراجعت عن موقفها، وتعاونت الى حد ما، متأملة في ان يستطيع حلفاؤها، داخل لبنان، تعطيل العدالة".

واعتبرت ان دمشق وبعض اللبنانيين حاولوا في البدء، مقايضة الموافقة السورية اللبنانية بقبول تحويل المحكمة الى جنائية، اي اسقاط صفة الارهاب عن الجريمة. واعتبرت انه "عندما فشل السوريون وحلفاؤهم في تحويل المحكمة الى جنائية، عطلوا لبنان بالكامل، واقفلوا مجلس النواب، وذهبوا الى حروب محلية واقليمية، والى محاولة دفع حكومة فؤاد السنيورة الى الانهيار، قبل ان يتوصلوا الى التهديد بالتصفية الجسدية المباشرة لمؤيدي العدالة في جريمة الحريري، كما حصل في ايار 2008".

وشددت على ان اقفال لبنان في وجه المحكمة كان خطأ ارتكبته سوريا وحلفاؤها، اذ ان اقرار المحكمة بالفصل السابع للامم المتحدة، يعني انها خرجت تماما من ايدي السوريين واللبنانيين، حتى التمويل يستمر في حال توقف حكومة لبنان عن دفع الجزء المترتب عليها.

وذكرت المصادر انه اثناء المفاوضات على اقرار المحكمة في مجلس الامن في صيف 2007، «عندما رأت سوريا ان تعطيلها او نفي صفة الارهاب عنها بات امرا غير ممكن، حصلت دمشق عن طريق روسيا على تنازل قضى باستثناء رؤساء الدول من عمل المحكمة، "ما يعني ان الرئيس السوري بشار الاسد لن تطاله العدالة الدولية، حتى لو ثبت تورط نظامه".

واعتبرت ان الموقف السوري انقلب في هذه الفترة: "في الماضي، كانت اجابات الاسد العلنية تربط المحكمة الدولية بحرب اهلية في لبنان، ولكنه ربما شعر ان هكذا تصريح يشي بتدخل سوري ما او خوف من العدالة، فصار يصر على البراءة السورية". واشارت الى انه "بينما يهدد مسؤولو حزب الله بحرب اهلية في حال صدور القرار الظني، يتصرف الاسد وكأنه استحوذ على صك براءة من السياسيين اللبنانيين الذين يزورون دمشق". وأكدت ان المحكمة الدولية "ما زالت تقلق الاسد، ومعلوماتنا تشير الى انه تعاقد مع ابرز مكاتب المحاماة الدولية للدفاع عنه".

واشارت الى انه بينما يتصرف الاسد بهدوء ويحاول الايحاء بالثقة، يوعز الى حلفائه اللبنانيين بمحاولة قلب الطاولة والتهديد بحرب اهلية في حال لم تدن الاطراف اللبنانية كافة المحكمة، وتصفها بالمسيسة، وتنتقص من مصداقيتها. واعتبرت المصادر انه كان هناك محاولة اخيرا في الاعلام اللبناني، مصدرها سوري في واشنطن، "الايحاء وكأن المسؤولين الاميركيين يوافقون على البراءة السورية، في محاولة لحث الحريري على حذو ما يفترض اننا صرحنا به".

ونقلت عن مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى اشارتهم الى ان الهدف من نشر القصة في مجلة "دير شبيغل" كان محاولة من سوريا وحلفائها "لوضع رئيس الحكومة سعد الحريري امام مفترق طرق، اما يدين المحكمة لاتهامها الحزب، واما يوافق على تورط الحزب، ما يضعه في موقف مواجهة معه". وشددت على انه لا يمكن للحريري ايقاف المحكمة حتى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، قد تطلب المحكمة حضوره بصفته ادلى بشهادة ووقع عليها تفيد ان الاسد هدد رفيق الحريري قبل اغتياله. واضافت: "يمكن لجنبلاط تغيير موقفه السياسي، ولكن تغيير شهادته قد ينقلب ضده وتعتبره المحكمة محاولة تضليل للعدالة".

 

"الدار" الكويتية تسأل: مـــاذا يجري في "اتصالات" لبنـــان؟

المركزية- اشارت صحيفة"الدار" الكويتية الى ان قطاع الاتصالات اللبناني يشهد بوادر أزمة يبدو أنها مرشحة للتفاقم، في ظل ما يشهده القطاع الخليوي من ترد في نوعية الخدمات في الأيام الماضية، الأمر الذي تربطه مصادر مطلعة بما يتردد عن الاختراق الاسرائيلي لشبكة الهاتف الخليوي، بعد توقيف أكثر من موظف في احدى الشركتين المشغلتين.

ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل أضيفت إليها أزمة انقطاع الخطوط الهاتفية الثابتة بين الجنوب والعاصمة بيروت والخط الدولي من الجنوب عن العمل، في وقت لم يستبعد البعض أن يكون العطل ناجماً عن محاولة إعادة تشفير لخطوط الهاتف الثابت، نتيجة الاستنفار الحاصل للتأكد هل اصاب الاختراق الاسرائيلي لقطاع الاتصالات أصاب شبكة الهاتف الثابت أيضاً.

وفيما لم يصدر أي بيان رسمي يوضح طبيعة توقف الخطوط الهاتفية وسببه، لفتت مصادر "الدار" إلى أن توقف خطوط الهاتف الثابت ناجم عن تضرر الكابل البحري الذي يربط سنترالي رأس بيروت وصيدا، قبالة شاطئ الدامور. ونقلت عن أوساط قريبة من «حزب الله» خشيتها من أن يكون العطل مقصوداً. وسألت: «هل في ذلك رسالة؟».

 

"القبس" الكويتية: الاتصالات السورية ـ السعودية تستأنف قريبا

المركزية- أشارت صحيفة "القبس" الكويتية الى ثمة معلومات مفادها أن الاتصالات بين دمشق والرياض التي تباطأت كثيرا ستستأنف قريبا للبحث في المسألة اللبنانية، وربما قبل خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي وصفه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بـ«المرشد الأعلى للجمهورية». وكتبت الصحيفة الى "ان من الآن وحتى ايلول مهلة كافية لكي «يخترع» اللاعبون الكبار، التسوية الملائمة لأن أي تفجير يعني ان المنطقة كلها دخلت في المجهول

 

الوطن" السورية": المحكمــة الدولية جزء من الحرب الاسرائيلية على لبنان

المركزية- كتبت صحيفة "الوطن" السورية اليوم ان المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رفيق الحريري، "عادت لتشغل المشهد السياسي اللبناني في مختلف تنوعاته وأطيافه، مع ملاحظة إشغالها لبعض جوانب المشهد الإقليمي" واعتبرت" ان ذلك كلّه لم يتأتّ من اقتراب موعد صدور القرار الظني في أيلول المقبل، كما يروّج الكثير من الأوساط السياسية، بل في الدرجة الأولى من التسريبات المتعمدة التي تناولت مضمون هذا القرار وما ينطوي عليه، وهي تسريبات بدأتها مجلة دير شبيغل الألمانية منذ آذار الماضي وتوالت لاحقاً في أكثر من جهة إعلامية وسياسية. على أن ذلك وحده أيضاً لا يكفي لتفسير هذه (العودة الصاخبة) للمحكمة الدولية لتمثل مركز الحدث السياسي اللبناني مع امتداداته الإقليمية."

وقالت الصحيفة "ان ثمة مؤشرات متعددة رافقت هذه (العودة) ويمكن أن تفسّر درجة حماوتها، ولعل أولها الشهادة العلنية التي قدمها جيفري فيلتمان أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي في حزيران الماضي التي كان موضوعها (حزب الله) ويمكن اعتبارها من بابها إلى محرابها إعلان حرب مركبة سياسية- أمنية يمكن أن تصل إلى العسكرية – الميدانية على حزب الله المهدد للمصالح الأميركية وإسرائيل في آن حسب فيلتمان. وقد انشغلت الأوساط الإعلامية بما قاله فيلتمان لناحية اعترافه بدفع أموال لجهات لبنانية من أجل الإساءة إلى صورة حزب اللـه لدى الشباب اللبناني، على حين أن هذه الفقرة لا تشكل إلا جانباً متواضعاً أمام البرنامج السياسي– الأمني الذي أفصح عنه. وقد ترافق ذلك مع سلسلة تحركات سياسية لم تغب عنها باريس ولا واشنطن، كان هدفها الوصول إلى أفضل سيناريو ممكن من أجل الإيقاع بـ(حزب الله)، وفي جانب من هذه التحركات يمكن رصد تلك الزيارات غير المعلنة التي قام بها دانيال بلمار لواشنطن، والتي قيل إنها من أجل تأمين الدعم المالي اللازم للمحكمة خوفاً من عدم قيام الحكومة اللبنانية بدفع ما يترتب عليها، على حين أن بيلمار كان يطلّع على الخطوط الكبرى للسيناريو الذي من المفترض أن يكون القرار الظني جزءاً رئيسياً منه". واشارت"الوطن" الى ان "مع دخول غابي اشكنازي رئيس الأركان الإسرائيلي في هذه (اللعبة) في مناسبتين الأولى عندما قال: إن الساحة اللبنانية ستصاب بالتوتر مع صدور القرار الظني للمحكمة الدولية في أيلول المقبل، والثانية عندما أكد أن إسرائيل ستتدخل عند اللزوم في الأراضي اللبنانية المأهولة بالسكان لضرب حزب الله، يكون (العامل الإسرائيلي) قد أفصح عن نفسه في وضوح كمؤثر في صياغة السيناريو المقبل".

وقالت:"ذلك كله، كان يمكن أن يظلّ مجرد مؤشرات قيد الدرس لولا أنها وصلت في النهاية إلى صياغة جانب منها على هيئة صفقة جرت محاولة تسويقها لدى حزب الله، ولدى أمينه العام شخصياً، الذي فضلاً عن رفضه مبدأ الصفقات وخصوصاً في هذه المسألة، فككها وأعادها إلى أصلها لتتبدى كـ(فخ) منصوب لحزب اللـه ولبنان". اضافت:"إزاء ذلك، اعتبر السيد حسن نصر اللـه أن المحكمة الدولية ليست سوى جانب من الحرب الإسرائيلية المستمرة على لبنان، والفتنة التي يمكن أن تسببها ناتجة من تواطؤ بعض الجهات معها، وعلى ذلك سيتم التعامل معها، إذا لم يتم تغيير سيناريو القرار الظني، باعتبارها إحدى دورات الحرب المفتوحة مع إسرائيل". واكدت"الوطن" اخيرا "إن الكلام الصادر من غير جهة لبنانية، الذي يشير إلى أن (الأيام المقبلة صعبة) مصدره تحديداً الموعد الذي ستبدأ المحكمة فيه تلاوة فصلها التالي الذي عنوانه: حزب الله. ولكن في ظلّ اعتبار الحزب لها أنها تشكل جانباً من الحرب الإسرائيلية على لبنان، هل ستتمكن المحكمة فعلاً أو من معها، بالمعنى السياسي، من تلاوة هذا الفصل؟"

 

"الخليج" الاماراتية: الأسد رفع أسماء لبنانيين ممنوعين من دخول سوريا

المركزية- نقلت صحيفة"الخليج" الاماراتية عن مصادر لبنانية مطلعة أن الرئيس السوري بشار الأسد طلب من وزارة الداخلية السورية وأجهزة الأمن التابعة لها رفع أسماء اللبنانيين المدرجة على لوائح المنع والتوقيف عند نقاط الحدود، بعد المحادثات الإيجابية مع رئيس الحكومة سعد الحريري، انطلاقاً من النوايا الصادقة في تطوير العلاقة اللبنانية السورية، وتجاوز الآثار السلبية التي طبعتها خلال السنوات الخمس الماضية . وكانت هذه الأسماء أدرجت لأسباب سياسية على خلفية التوتر بين البلدين في المرحلة التي أعقبت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في شباط 2005 .

 

حبيـش: "حزب الله" بكَّـر في رشق المحكمة بالسهام

المركزية- اعلن عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش ان من المبكر لـ"حزب الله" ان يرمي المحكمة الدولية او القرار الظني بالسهام، موضحاً وقال في حديث تلفزيوني، "كلام نصر الله السابق، لا يخدم "حزب الله". ولننتظر ماذا سيقوله في خطابه اليوم". واضاف: "قوى "14 آذار" لم تتكلم عن اي رواية تتعلق بالمحكمة الدولية، نتمنى على الحزب وقبل ان يبني على معطيات غير اكيدة انتظار نتائج القرار الظني بعدها يفتح الباب امام كل التعليقات"، مشدداً على ضرورة عدم تسييس القرار الظني، ولفت الى ان "المحكمة الدولية لم تتجه نحو تسييس عملها". وعن المؤتمر العام التأسيسي لـ"تيار المستقبل"، أكد على وجوب "اعادة تنظيم التيار الذي كان في الاساس تيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، مؤكداً أن "الهدف الاساسي الذي يعمل عليه هو إبعاد الصبغة الطائفية عن هذا التيار وهذا عمل يتطلب جهداً كبيراً لجعله لجميع الطوائف".

 

عون التقى السفير الكندي

المركزية – استقبل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية السفير الكندي في لبنان مارسيال باجيه في زيارة وداعية في حضور مسؤول العلاقات الديبلوماسية في التيار الوطني الحرّ ميشال دو شادارفيان. كما التقى وفدا من "الاتحاد من أجل لبنان".

 

جعجع استقبل وفدا من "اللقاء المستقل"

وطنية - 22/7/2010 - زار وفد من الهيئة التأسيسية في "اللقاء المستقل" معراب حيث سلم رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، دعوة لحضور الجلسة الختامية للمؤتمر الأول واعلان البيان التأسيسي ل "اللقاء"، الذي سيقام في بيت عنيا - حريصا، الساعة الرابعة من عصر الجمعة في 30 الحالي.

 

الإنتماء اللبناني": لماذا التخوين واستباق قرار المحكمة؟

وطنية - 22/7/2010 رأى "الإنتماء اللبناني" أن "الإنفعال الشديد واللهجة النارية الحادة التي أطل بها أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله أمام اللبنانيين، باتت تنذر "بخراب البصرة" وبوضع السلم الأهلي في البلاد أمام خطر كبير". وتوقف "الإنتماء اللبناني" في بيان أصدره عقب اجتماعه الدوري، عند "الأسباب والمعطيات الموجبة لمثل هذا التصعيد والخطابات الحادة في هذا الوقت بالذات، حيث كانت الأوضاع هادئة نسبيا وواعدة بموسم سياحي زاهر في لبنان"، وسأل: "لماذا اختار السيد نصرالله توزيع الاتهامات المفتوحة بالعمالة والتهديد المبطن لمواجهة قرار ظني لم يصدر بعد؟ ولماذا استباق القرار واللجوء كما جرت العادة، إلى لغة التخوين والتهديد؟ وهل بات "حزب الله" يشكل حالة استقواء على الداخل اللبناني كبديل للعجز أمام أطراف خارجية؟". واستغرب "الحملة الشعواء على المحكمة الدولية والتي بدأت منذ شهور والتي تؤكد مجددا أن حوادث الإعتداءات التي شهدتها بعض مناطق الجنوب اللبناني بين "الأهالي" مناصري قوى الأمر الواقع ضد قوات "اليونيفيل"، الهدف منها سحب القوات الدولية من شمال الليطاني وإعادة الأمور إلى ما قبل القرار الدولي رقم 1701". ولفت البيان إلى "التناقض الصارخ في مواقف "حزب الله"، الذي وافق على المحكمة الدولية في السابق وكانت محل إجماع وطني على طاولة الحوار، وكان مرحبا بنزاهتها وعدالتها حين تم الإفراج عن الضباط الأربعة، أما اليوم فقد أصبحت مسيسة وغير نزيهة ومنحازة بل أصبحت سلفا مرتبطة بالعدو الصهيوني وبقوى الإستكبار في العالم". وخلص إلى دعوة "الدولة وسلطاتها السياسية والأمنية إلى تحمل مسؤولياتها وصون مسيرة السلم الأهلي والحفاظ على الاستقرار العام في البلاد".

 

العشاء السنوي لنادي العبادية برعاية إتحاد بلديات المتن الأعلى

وطنية - 22/7/2010 أقام "نادي العبادية" حفل العشاء السنوي لصيف 2010، برعاية رئيس إتحاد بلديات المتن الأعلى المحامي كريم سركيس ومشاركة بلديات المنطقة وفعالياتها في قاعة النادي في البلدة، حيث يعود ريع العشاء لاستكمال وتجهيز المسرح التمثيلي لدعم مسيرته التي انطلقت عام 2004. وحضر الاحتفال نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الطاقة والصناعة عبدالله بن حمد العطية، ممثل وزارة الثقافة غسان أبو شقرا، رئيس اتحاد بلديات المتن الاعلى، رئيس بلدية العبادية جوزف أبوعاصي ونائبه عادل نجد، رئيس جمعية تجار عاليه سمير شهيب وحشد من الفعاليات ورؤساء البلديات وإعلاميين وفعاليات حزبية واقتصادية واجتماعية. بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني، تلاه ترحيب وتعريف من نائبة رئيس النادي غنوى نجار، ثم تحدث رئيس النادي سامر ابو حمزة فاستعرض مراحل تأسيس النادي منذ العام 1985، ولفت بأسف إلى أن "هذا النادي خسر ما يزيد عن 100 شاب بداعي الهجرة والاغتراب"، وطالب رؤساء البلديات بالتطور الانمائي الحقيقي. من جهته عرض رئيس بلدية العبادية ل"عقبات مسيرة الانماء ومساوئ قانون انتخاب البلديات وتداعياته"، وطالب بأولويات يجب ان يلحظها وأهمها فرض مستوى علمي مرموق لاعضاء في البلديات وانتخاب الرئيس ونائبه مباشرة من الشعب، تقصير فترة ولاية الرئيس لمدة 4 سنوات ورفع القيمة المالية التي يمكن للرئيس وللمجلس البلدي التصرف بها، إعطاء البلديات حقوقها المالية بشكل متساو واصدار قانون اللامركزية الادارية والتشدد في حماية الثروات الحرجية من هجمات الباطون والحطابين وحماية الصنوبر من دودة الصندل". واكدت عضو مجلس بلدية عاليه سعدى حليمة "تعاون بلدية عاليه مع نادي العبادية وكل الجمعيات التي تقوم بنشاطات بناءة بعيدا عن الروتين الاداري للعمل البلدي". ثم تحدث صاحب الرعاية سركيس، فقال: "كلنا تضامن وتعاون من أجل الانماءالذي لا يختصره البناء والطرقات والبنية التحتية، هذا جزء من عملنا، لكن آن الأوان لندرك كبلديات دورنا الهام البناء على صعيد الخدمات الاجتماعية والقضايا الفنية الثقافية الاجتماعية والبيئية، وآن الآوان للقطاع الرسمي أن يدرك دور البلديات وأن يعزز قدراتها على الإنجاز في سبيل بناءالانسان قبل الحجر". واستعرض المخرج رجا زهر تاريخ العبادية الفني "في عشرينات القرين العشرين كانت العبادية رائدة من رواد المسرح. بعدها، اعتلى الفنان طوني حنا خشبة المسرح ثم قدم له زهر درعا تقديريا لمشاركته، كما قدم درعا تقديريا لرئيس بلدية العبادية. وقدم أبو حمزة دروعا تقديرية لرؤساء النادي السابقين شفيق العنداري اول رئيس للنادي وعادل نجد.واستلم حسام فرج درعه من رئيس التجمع اللبناني للفلوكلور أنطوان أبو جودة.

 

المكتب الاعلامي للرئيس لحود رد على كلام للرئيس الجميل: نعيش انحرافا خطيرا في مجرى العدالة الجنائية المفروضة على لبنان

التجسس خر ق خطير لل1701 واعتداء محقق على الوطن وتهديد لسلمه الاهلي

وطنية - 22/7/2010 - صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس اميل لحود بيان، تناول قرار مجلس الوزراء رفع تقرير مفصل عن العملاء الى مجلس الامن الدولي، اضافة الى ما نقل عن الرئيس امين الجميل من "ان الرئيس لحود هو اول من طرح مشروع المحكمة".

نص البيان

وجاء في البيان:

اولا :وافق مجلس الوزراء أخيرا على رفع تقرير تفصيلي عن شبكات التجسس الاسرائيلية المكتشفة في لبنان الى مجلس الامن بصفتها خرقا للقرار 1701، واعتداء على لبنان، وقد سبق للرئيس العماد اميل لحود ان طالب منذ شهر بتقديم شكوى الى مجلس الامن ضد اسرائيل بموضوع التجسس الذي يؤلف خرقا خطيرا للقرار 1701، واعتداء محققا على لبنان، وتهديدا لسلمه الاهلي في ضوء كثافة الشبكات المكتشفة وخطورة انشطتها بدءا من اعمال الرصد والاغتيال والتفجير مرورا باختراق شبكة الاتصالات وانتهاء الى تجنيد المزيد من العملاء لتحديد بنك الاهداف لدى اي عدوان جديد قد تغامر به اسرائيل على لبنان، وطالب الرئيس العماد لحود بعدم الاكتفاء بمجرد رفع الملف الى مجلس الامن بل إقرانه بشكوى موثقة بافادات وتقارير ووصف انشطة التجسس والاعمال العنفية او التخريبية الناجمة عنها على ان تعتبر هذه الشكوى ومرفقاتها من وثائق مجلس الامن".

ثانيا: لفت الرئيس العماد لحود الى ما نقله بعض الصحف عن الرئيس امين الجميل، "محترف التضليل"، من ان الرئيس اميل لحود هو اول من طرح مشروع المحكمة الدولية في حين ان الرئيس العماد لحود نادى فور حدوث جريمة اغتيال الرئيس الحريري الى اجراء تحقيق دولي يساعد على كشف الجناة، ولعل الرئيس الجميل يتذكر مواقف الرئيس العماد لحود في موضوع المحكمة الخاصة الذي اخفاه عنه في الشكل والمضمون وزير معني عله يدرك ما اقترفت يداه حتى اذا اتصل المشروع بالرئيس العماد اميل لحود كان اول واخر من طرح ملاحظات خطية مسهبة عليه وابلغها الى مجلس الامن،وقد تم نشرها في الصحف في حينه على دفعتين انطلاقا من مخالفة المادة 52 من الدستور واختزال صلاحية رئيس الجمهورية في تولي المفاوضة في المعاهدات الدولية وتهريب مشروع الاتفاق من الرقابة التشريعية ومرورا بكل ما من شأنه سد الثغرات الخطيرة او معالجة الشوائب النافرة في مشروع الاتفاق بين لبنان والامم المتحدة ونظام المحكمة والتي يمكن من خلالها التسلل سياسيا الى عمل المحكمة، هذا التحصين الذي كان من شأنه لو تم اعتماده ان يوفر على البلاد والعباد ما نعيشه في هذه الايام من انحراف خطير في مجرى تلك العدالة الجنائية المفروضة على لبنان بقرار دولي بتواطوء من الحكومة الخارجة على الميثاق الوطني في حينه".

 

الرابطة المارونية" و"المؤسسة المارونية " زارا الوادي المقدس

صفير: لتعزيز التواصل مع اجيال الشباب المنتشرين وتعريفهم بتراثهم الروحي

وطنية - 22/7/2010 - جال وفد مشترك من الرابطة المارونية والمؤسسة المارونية للانتشار في وادي قنوبين المقدس ومحيطه، وضم:أمين المال في المؤسسة شارل الحاج، عضو مجلس الامناء جوزف الفغالي، عضو المجلس التنفيذي للرابطة انطونيو عنداري وطلال الدويهي،الامين العام للمجلس الاعلى للخصخصة الدكتور زياد الحايك، عضوي الرابطة شوقي الدكاش وجورج بشير، وأمناء من رابطة قنوبين للرسالة والتراث ومهتمين. بداية الجولة، لقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الديمان الذي تناول اهمية الوادي المقدس الروحية، وضرورة "المحافظة على هذه الهوية التي تمثل ثروة كبيرة للكنيسة المارونية". وشدد البطريرك صفير على ضرورة "تعزيز التواصل مع اجيال الشباب المنتشرين، وتعريفهم بتراثهم الروحي والوطني"، مقدرا مختلف الجهود المبذولة في هذا الاطار، بالاضافة الى الجهود الهادفة الى تعزيز الوعي على اهمية الوادي المقدس وفرادته.

حديقة البطاركة ثم إنتقل الوفد الى "حديقة البطاركة"، وجال في ارجائها وسط التراتيل الدينية، وتوقف عند "أرزاق البطاركة" الحاملة كل منها تاريخ ولاية كل بطريرك منذ البطريرك الاول مار يوحنا مارون وصولا الى البطريرك السادس والسبعين الكاردينال صفير. وصودف وجود وفد سياحي اجنبي يزور الحديقة، فكان حديث حول التراث المسيحي المشترك الذي يحتضنه الوادي المقدس ومحيطه. كما اطلع الوفد على المواقع التي ستقام فيها تماثيل البطاركة والتي سيزيح البطريرك صفير الشعار عنها ليلة افتتاح النشاطات السنوية السادسة لحديقة البطاركة مساء الخميس 12 اب المقبل. واطلع الوفد من منسق انشطة الحديقة الزميل جورج عرب على عدد من المبادرات الموضوعة لتطوير الحديقة كموقع تراثي طبيعي مميز بخصوصيته الروحية، مبديا تقديره لهذه المبادرات.

وادي قنوبين

ومن الحديقة، سلك الوفد طريق المشاة نزولا الى وادي قنوبين، وكانت له محطات عند مغارة الرواديف التي وجد فيها اول كتاب للصلاة المارونية، وعند مغارة عاصي الحدث ومغارة البطريرك التي لجأ اليها البطريرك الدويهي مرارا ومنها الى كنيسة سيدة الكرم ومار سمعان نزولا الى عمق الوادي وصعودا منه الى دير سيدة قنوبين حيث احيا خادم رعية وادي قنوبين الخوري حبيب صعب قداسا خدمته جوقة الراهبات الانطونيات المقيمات في الدير، والقى عظة رحب فيها بالوفد الزائر، وتطرق الى موضوع تصنيف الوادي المقدس في لائحة التراث العالمي، لافتا الى "تمسك ابناء الوادي والجوار بتطبيق مضمون الاتفاقية الدولية للمواقع المصنفة في العالم في مواجهة التطبيق الكيفي والتعسفي الذي تتولاه بعض الجهات اللبنانية".

شارل الحاج

وفي نهاية الجولة، اوضح امين المال في مؤسسة الانتشار شارل الحاج "ان الزيارة اتاحت الفرصة لنا لنطلع على حقيقة وضع الوادي وحاجاته الانمائية الملحة للمحافظة على اهله في وجه مغريات الهجرة"، مشيرا الى "ان موضوع الوادي سيكون موضع متابعة من قبلنا، وسوف ندرس سبل تعزيز العناية بحديقة البطاركة من اجل تطويرها الى مزيد من الخصوصية ذات الابعاد الثقافية والروحية".

 

النضج لا القوة

علي حماده/النهار

لا يختلف اثنان في لبنان على ان خطاب السيد حسن نصرالله الاخير الذي ألقاه في مناسبة "يوم جريح المقاومة" خطير للغاية، وقد تضمن جملة مواقف اهمها اعلان الحرب على التحقيق الدولي والمحكمة، مستبقا بذلك القرار الظني الذي يتوقع صدوره خلال السنة الجارية. وجاء اعتبار نصرالله القرار الظني مفبركاً، واتهام المحكمة بأنها اداة اسرائيلية تعمل في سياق استهداف "حزب الله" توطئة لما سيكون عليه الوضع في المرحلة المقبلة، وخصوصا اذا ما تم ادراج اسماء عناصر او مسؤولين من الحزب في عداد المشتبه فيهم بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ومن هنا فإن قول نصرالله إن حزبه عصي على الاختراق يعني بالنسبة الى كثيرين احد امرين: اما ان القيادة لا تعرف كل ما يجري تحتها، واما انها حقيقة لا تخترق فيكون اي متورط من العناصر او القيادات الامنية جزءاً من قرار الحزب نفسه!طبعا هذا الامر لا ينطبق إلا في حال تضمين المدعي العام دانيال بلمار قراره الظني اسماء واتهامات تمس الحزب، واستطرادا في حال انتهاء المحاكمات بالادانة والحكم.

ليس صحيحاً ان احداً في الخط الاستقلالي يعرف مضمون القرار الظني، وما من احد يعرف ما اذا كان سيتضمن اسماء عناصر او مسؤولين من "حزب الله" في دائرة التورط والضلوع. وبالتأكيد فإن كلام رئيس اركان الجيش الاسرائيلي غابي اشكينازي الذي يتوقع فيه صدور القرار الظني في ايلول المقبل، وبالتالي حصول قلاقل في لبنان، لا يعكس بالضرورة معلومات فعلية اكثر مما يعكس رغبة اسرائيلية في المساهمة بتوتير الوضع اللبناني الداخلي، عبر مزيد من تورط "حزب الله" في نزاعات داخلية، وهو يعطي الحزب وحلفاءه مادة دسمة يمكن استغلالها لرفع منسوب التوتر المذهبي والطائفي المؤدي الى عنف مؤكد ما لم يتوقف "حزب الله" عن التوتير والشحن. فجريمة اغتيال رفيق الحريري لا يمكن ان تمر مرور الكرام كائناً من كان الطرف المتورط، في الخارج ام في الداخل. والامر لا يتعلق بسعد الحريري، ولا بوليد جنبلاط بل بكون لبنان لا يمكن ان يستمر في سلوك سياسة النعامة الى ما لانهاية ازاء جرائم قتل كبرى بدأت مع كمال جنبلاط واستمرت مع قادة كبار آخرين وصولا الى الحريري وسائر شهداء ثورة الارز. وتعامل "حزب الله" مع توتره وخوفه من القرار الظني لا يمكن عبر طرح معادلة 7 ايار جديدة بوجه اللبنانيين. واللعب بالنار والنجاة منها مرة لا يصح في كل مرة. من هنا كان على السيد حسن نصرالله ان يتوقف قليلا عند حقيقة سيكتشفها مع الوقت ومفادها ان القوة عنصر مهم في لبنان، ولكن الاهم هو ان يكون لك اصدقاء. و"حزب الله" حاضراً يفتقر الى اصدقاء في لبنان. وهو معزول في الخارج، ويشعر بوطأة العقوبات التي بدأت تطبق جديا على الجمهورية الاسلامية في ايران.

ان العمل في الداخل اللبناني يحتاج الى نضج، والقوة لا تأتي بالنضج حكماً بل ان النضج يمنح قوة في زمن الضعف، ويمنع جنوح القوة نحو الانتحار في زمن الاحساس بالانتشاء بالقوة. ونحن اليوم في مرحلة تحتاج الى نضج اكثر منها الى النشوة. انها مرحلة معقدة يمكن ان تودي بالقوي نحو الهاوية ما لم يدرك ان نظرية البشر فوق البشر انتهت مع النازية قبل نحو سبعين عاما. ان الهجوم على المحكمة باستغلال كل كبيرة وصغيرة ولا سيما على مستوى جواسيس اسرائيل في قطاع الاتصالات، والموقف المسبق من القرار الظني، والوعد بالتصعيد ضد ما يسمى اليوم "البيئة الحاضنة للعملاء"، لن تؤدي الى تخويف اللبنانيين بل ستعمق الهوّة بين معظم اللبنانيين و"حزب الله" ايا تكن صفته التمثيلية. فالتحكّم بطائفة شيء، اما التحكّم بكل اللبنانيين فأمر آخر، وبعض التملّق والمداهنة من هنا وهناك لا يختصران حقيقة مشاعر اللبنانيين تجاه فريق يصر على مجافاة النضج والحكمة في التعامل مع الواقع اللبناني. فلننتظر ونر.

 

الأمم المتحدة: إجماع اللبنانيين على حقوق اللاجئين في المتناول

واشنطن تجدّد "التزامها" سيادة لبنان واستقلاله: "اليونيفيل" تتكامل مع الهدوء على الخط الأزرق

النهار/حضت الأمم المتحدة أمس الفلسطينيين والإسرائيليين على "عدم تفويت الفرصة الراهنة" لإجراء مفاوضات مباشرة بوساطة فاعلة من الولايات المتحدة. ورأت أن "إجماع" اللبنانيين على منح الفلسطينيين مزيداً من الحقوق المدنية في لبنان "يبدو في المتناول"، قائلة إنها سترحب بأي خطوة في هذا المجال. وبينما ادعت اسرائيل أن "حزب الله" يضع قواه العسكرية "بين السكان المدنيين" في الجنوب، جددت الولايات المتحدة "التزامها الثابت والحاسم حيال سيادة لبنان واستقلاله، والتنفيذ التام" لقرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701، لافتة الى أن القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل تتكامل ليس فقط مع التنفيذ التام للقرار 1701 ولكن أيضاً مع الحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق".

باسكون

وفي جلسة مفتوحة لمجلس الأمن، استمع الأعضاء الى الإحاطة الشهرية عن الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك المسألة الفلسطينية من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون للشؤون السياسية لين باسكون الذي قال إن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية "جوهرية لإنهاء احتلال عام 1967، وانهاء الصراع، وحل كل القضايا الرئيسية بين الطرفين، ومنها القدس والحدود واللاجئون والأمن والمستوطنات والمياه".

وحض كل الأطراف على "عدم تفويت الفرصة الراهنة لإحراز تقدم والتحرك الى مفاوضات مباشرة بمشاركة فاعلة لطرف ثالث وبدعم وثيق من الرباعية". وإذ رحب بالخطوات التي اتخذتها اسرائيل لتخفيف الحصار عن غزة، أكد أن "ثمة حاجة لاتخاذ مزيد من التدابير"، وأن "هدفنا لا يزال هو الفتح التام للمعابر البرية". وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة "لا يزال على اتصال مع الأطراف من أجل التوصل الى اتفاق على اقتراحه تأليف لجنة تحقيق دولية تستند الى التحقيقات المحلية" في الإنزال الإسرائيلي على "قافلة الحرية" البحرية في 31 أيار الماضي. وإذ حذر من عمليات الإبعاد التي تتخذها اسرائيل في حق فلسطينيين من القدس وعمليات تدمير المنازل الفلسطينية في المدينة، دعا اسرائيل الى تمديد تعليق بناء المستوطنات في الضفة الغربية الى ما بعد انتهاء فترة الأشهر العشرة في 26 أيلول المقبل. كذلك لاحظ أن الوضع في لبنان "لا يزال هادئاً" بعد الحوادث التي تعرضت لها "اليونيفيل" أخيراً. وقال إن مجلس النواب اللبناني "يواصل مناقشاته لاصدار تشريع عن الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين"، وأن "الإجماع يبدو في المتناول والأمم المتحدة سترحب بذلك خطوة أولى".

فلسطين

وتبعه المراقب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، فعدد العراقيل التي تضعها اسرائيل في وجه عملية السلام، قائلا إن "المشاركة والوساطة الفاعلتين" للولايات المتحدة، في أشخاص الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط السناتور جورج ميتشل "سترغم اسرائيل، من أجل السلام والأمن، على الإمتثال أخيراً للموجبات والإلتزامات" المحددة في أطر عملية السلام "لبناء الثقة الضرورية لمعاودة المفاوضات المباشرة في شأن قضايا الوضع النهائي الرئيسية، وهي القدس واللاجئون والمستوطنات والحدود والمياه والأمن". واكد أن "هناك فجوة واسعة جداً بين أقوال اسرائيل وأفعالها"، ذلك أنه "بينما تصرح اسرائيل بأنها تريد السلام، فإن كل أفعالها هي بالتأكيد عكس ذلك".

إسرائيل

وتحدثت المندوبة الإسرائيلية الدائمة لدى الأمم المتحدة المنتهية ولايتها السفيرة غبرييلا شاليف، فكررت الدعوة الى اجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين "من دون شروط مسبقة ومن دون ابطاء"، معتبرة أن هذه المفاوضات "هي الطريق الوحيد لردم الفجوات القائمة". وإذ كررت حملتها على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قالت إن "حزب الله يواصل بناء بنيته التحتية العسكرية ويرسخها بين السكان المدنيين". وذكرت أن "نقليات الأسلحة المعقدة من سوريا وايران الى حزب الله تنتهك منهجياً حظر الأسلحة". وادعت أن الحزب "يواصل بازدياد وضع الأسلحة المعقدة والفتاكة في القرى، في محاذاة المدارس والمستشفيات والمنازل المدنية"، في "انتهاك فاضح للقانون الدولي". وشددت على أن "المواجهات الأخيرة بين اليونيفيل وما يسمى المدنيين اللبنانيين تعكس جهود حزب الله لاعادة نشر قواته في إحراج... لليونيفيل" وفي "انتهاك مباشر" للقرار 1701.

واشنطن

وألقت المندوبة البديلة للشؤون السياسية في البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة بروك أندرسون كلمة جاء فيها ان جهود السناتور ميتشل "ضيقت الفجوات" بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت: "نعتقد أن هناك فرصاً لتضييقها أكثر في المحادثات المباشرة"، إلاّ أنه "فقط من خلال مفاوضات بحسن نية يمكن الأطراف الإتفاق معاً على نتيجة تنهي النزاع وتلبي الهدف الفلسطيني إقامة دولة مستقلة قابلة للحياة على أساس خطوط عام 1967".

وبعدما نددت بـ"حماس"، جددت "التزام (الولايات المتحدة) الثابت والحاسم حيال سيادة لبنان واستقلاله، وتالياً حيال التنفيذ الكامل لقرارات هذا المجلس 1559 و1680 و1701"، معتبرة أن "اليونيفيل تتكامل ليس فقط مع التنفيذ الكامل للقرار 1701 وانما أيضاً مع الحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق". وزادت أن "الولايات المتحدة تدعم تماماً اليونيفيل، وتشيد بالدور الذي تضطلع به لضمان تنفيذ القرار 1701. نحن ندعو كل الأطراف الى الحفاظ على حرية تحرك اليونيفيل في منطقة عملياتها ونؤيد بقوة مهمتها".

لبنان

وتحدثت القائمة بأعمال البعثة اللبنانية الدائمة لدى الأمم المتحدة كارولين زيادة عن "التزام لبنان القرار 1701 بكل مندرجاته"، وتساءلت: "هل تلتزم اسرائيل مندرجات القرار 1701؟ هل أوقفت اسرائيل خرقها للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً؟ هل انسحبت اسرائيل من شمال الغجر والمناطق المحيطة بها؟".

وطالبت المجتمع الدولي بـ"وضع حد نهائي لكل انتهاكات اسرائيل للسيادة اللبنانية". نيويورك (الأمم المتحدة) - من علي بردى     

 

"الحياة" عن مصادر وزارية: قيادات لبنانية تلقت إشارات سورية من أجل التهدئة 

٢٢ تموز ٢٠١٠ /أكدت مصادر وزارية أن الرئيس ميشال سليمان كان يفكر بدعوة أركان الحوار الى جلسة استثنائية نظراً لأن اجتماعهم المقبل في 13 آب المقبل، لكنه عدل عن هذه الخطوة واستعاض عنها بلقاءات منفردة لتبديد اجواء الاحتقان جراء تصاعد الحملات السياسية التي في حال استمرت سترمي بكل اثقالها السلبية على الوضع الحكومي. المصادر نفسها اشارت في حديث للحياة ان جهود سليمان من اجل التهدئة ستتضافر مع إصرار الحريري على الاستقرار العام في لبنان باعتباره السلاح الوحيد للتهدئة حماية للوضع الداخلي من الاستهدافات الخارجية التي ما زالت تهدده من حين الى آخر، وان هذا ما توافق عليه مع الرئيس بشار الأسد الذي نقل عنه دعمه للجهود الآيلة الى التصدي لكل اشكال الإرباكات الداخلية لتوفير الأجواء المواتية لتفعيل دور الحكومة في انصرافها الى الاهتمام بمشكلات اللبنانيين وهمومهم. كما أكدت المصادر ان معظم الوزراء من جميع الكتل النيابية باتوا على علم بالاتصالات من اجل التهدئة خصوصاً ان قيادات لبنانية تلقت اشارات سورية في هذا المجال، بينما توقفت جهات ديبلوماسية غربية، وفق ما قالته للحياة، امام حال القلق الذي ساد اجتماع سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى لبنان الذي عقد اخيراً وأبدوا فيه اضطرابهم من تعاظم موجة التوتر الداخلي.

 

مفاجآت نصرالله ... وعون

حسان حيدر (الحياة)، الخميس 22 تموز 2010

 كنا نعتقد ان «حزب الله» سيعلن في ذكرى حرب تموز(يوليو) مفاجآت لاسرائيل تقض مضجع سياسييها وتربك قادة جيشها وتتركهم في حيرة مما ينتظرهم فيما لو أقدموا على مغامرة عسكرية جديدة في لبنان، على ما درج عليه منذ وقف اطلاق النار قبل أربع سنوات، لكن المفاجأة الفعلية كانت انه خصص «مفاجآته» هذه المرة للبنانيين، فأنذرهم بسوء عاقبة المحكمة الدولية وقسمهم الى فسطاطين: بيئة مقاومة وبيئة حاضنة للعملاء، ليس بينهما منطقة رمادية، فزاد بينهم التوتر الذي لم ينخفض أصلاً منذ إعلانه حالة الحرب الابدية مع الكيان الصهيوني والتي لن تنتهي كما قد يخيل للبعض باستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ... وشجرتي زيتون عند مفترق طرق يتكتم عنه ولا يعرف موقعه الا الموغلون في العلم، وأحدهم حليفه النائب ميشال عون. وهذا الأخير لم يتبرأ من تهمة «العلم» هذه في تصريحاته التي تشبه الفتاوى والنبوءات، بل أصر على انه ضليع بتفاصيله وشدد على صحة «سيناريو الفتنة» الذي نسب اليه واعتمده الحزب أساساً لموقفه «الجديد» من المحكمة، وقال: «لا أنفي هذا السيناريو اطلاقاً. هكذا تخيلته. أنا رجل عسكري واختصاصي في الحرب الثورية، أعرف كيف تكون».

لكن عون قطع هذه المرة خطوة اضافية في تأكيد صدقية تحالفه مع «حزب الله» فأدخل نفسه طرفاً في الفتنة إياها التي يحذر منها، وقال لأمينه العام «يريدون أن يقتلوكم مرة ثانية يا سيد»، حتى كاد الدمع ينفر من عينيه وهو يدخل مفتخراً «موسوعة كربلاء».

اما «القتلة» الذين يقصدهم عون فمعروفون: انهم قضاة المحكمة الدولية ومحققوها، وكل من ينتظر القرار الظني في جريمة اغتيال الحريري، ومن يعتبر المحكمة مؤسسة دولية قائمة بذاتها لا يستطيع أحد أن يؤثر على قراراتها التي تبنى على حقائق التحقيق وحدها، يضاف اليهم كل الذين بقوا أحياء بعد «بروفة» السابع من أيار(مايو).

كذلك اقترب عون خطوة اضافية من المرجعية الأعلى لحلفه المقدس، أي طهران، فتبنى أسلوب كشف الغيب والمؤامرات الذي يبرع فيه قادتها، ويضع العالم كله في كفة وإيران في كفة موازية، ولا يقبل ايضاً المناطق الوسطى أو الموشحة بين الاسود والابيض، فإما ان تكون مع الثورة او ضدها، وإما ان تكون مع المقاومة او عميلاً لإسرائيل. وهكذا يصبح المحتجون في شوارع طهران على تدهور معيشتهم واستلاب ارادتهم شركاء لـ «الشيطان الأكبر» وجواسيس ومارقين، ويصبح من يرفض الزج بلبنان في صراع دائم وملتبس الاهداف متآمراً يستحق ان ينزل به عقاب «تغيير قواعد اللعبة»، حتى لو لم يكن طرفاً فيها. والجهد الذي يبذله عون مرة بعد أخرى لإثبات اخلاصه لحليفه وقدرته على التكيف مع كل ظرف واجتهاد جديدين، هو بالتأكيد جزء من انخراطه في منظومة اللونين التي لا تقبل ثالثاً، وتماهيه الى حد الذوبان في تحالفه، لكن الخشية هي ان يصل الامر به الى اكتساب «ملكة الانتحار» التي تلوح في خلفية سلوك حلفائه داخل لبنان وخارجه.

 

مطالبًا "بتطوير عمل هيئة الحوار ووضع قواعد إستراتيجية الدفاع الوطني"

السيد حسين: "المحكمة" ليست محل خلاف.. والدولة ملتزمة بها

الخميس 22 تموز 2010/لبنان الآن

شدد وزير الدولة عدنان السيد حسين على كون لبنان "معرضًا دائماً للضغوط من الخارج خصوصاً من جانب اسرائيل وتهديداتها المتكررة، ما دفع مجلس الوزراء إلى أن يرفع شكوى الى مجلس الامن الدولي ضد الخروقات الاسرائيلية بواسطة العملاء وأوكار التجسس بما يشكل خرقًا واضحًا للقرار 1701 وانتهاكاً للسيادة اللبنانية".

 السيد حسين، وفي حديث لموقع “nowlebanon.com” أشار إلى أنّ "مجلس الوزراء قرر ضرورة معالجة اي خلاف بالرأي السياسي من خلال الحوار، بعيداً من التوتر السياسي او الفئوي" وأكد في هذا الإطار أن "جميع أعضاء مجلس الوزراء أجمعوا على وجوب خفض منسوب التشنج في الخطاب السياسي، لا سيما وأن رئيسي الجمهورية والحكومة قد أكدا على أهمية الحوار وضرورات الالتزام بالوفاق الوطني بما في ذلك الالتزام بمضمون البيان الوزاري"، معربًا في المقابل عن أمله في أن "تلعب وسائل الاعلام دورًا مساعدًا على صعيد التهدئة". وعن مبادرة الرئيس ميشال سليمان إلى عقد لقاءات إحتوائية للتشنج في البلد، رأى السيد حسين أن "نتائج هذه اللقاءات ظهرت فوراً على مستوى خفض منسوب التوتر الداخلي"، مشيرًا إلى أن "كل وجهات النظر السياسية طرحت على طاولة مجلس الوزراء فكانت النتيجة الاتفاق على التهدئة التي تبين أن الجميع حريصون على الإلتزام بها".

ورداً على سؤال، شدد السيد حسين على أن "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ليست محل خلاف بين اللبنانيين"، وأكد أنّ "الدولة ملتزمة بها"، مذكرًا في هذا المجال بأن "المحكمة الدولية تشكل إحدى فقرات البيان الوزاري، بالإضافة إلى وجود التزام مسبق بهذه المحكمة ورد في أحد قرارات هيئة الحوار عام 2006".

وإذ أكد انعقاد جلسة هيئة الحوار الوطني في موعدها المحدد في 17 آب المقبل في قصر بعبدا، أوضح السيد حسين أنه طالب داخل جلسة مجلس الوزراء "بضرورة الحفاظ على هيئة الحوار الوطني وتطوير عملها لمعالجة كل ما من شأنه تهديد الامن الوطني، لا سيما في ظل ما شهدناه في الآونة الاخيرة من خروقات أمنية عبر الكشف عن شبكات التجسس"، مشددًا إزاء ذلك على وجوب "وضع قواعد الإستراتيجية الوطنية للدفاع التي تعتبر جزءًا أساسيًا من ضرورات الوحدة الوطنية في مقابل التهديدات التي يتعرض لها أمن الوطن".

 

ارموهم في البحر 

أيمن جزيني، الخميس 22 تموز 2010

لنفترض ان قوى 14 آذر جميعاً استجابت لمطالب أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله. فما الذي سيتغير في ما يخص الفتنة التي يتحدث عنها الامين العام؟

الأرجح ان لا شيء سيتغير على الإطلاق. فحتى لو قرر الرئيس سعد الدين الحريري، تداركاً للفتنة، ان يخرج على الناس ويعلن إسرائيلية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ويعبر عن اشتباهه بصحف اوروبية كثيرة، من الفيغارو إلى الموند فدير شبيغل، فإن ذلك لن يمنع اصول الفتنة وجذورها من النمو والتكاثر.

قد ينجح مثل هذا التصريح او الإعلان في تجنيب البلد فتناً صغيرة متنقلة، واشتباكات في كل مكان، إذا ما أراد "حزب الله" ان يضغط بالنار على شركائه من اللبنانيين. لكن الصواريخ وجدارة المقاتلين ونزاهة المنتسبين إلى "حزب الله" ورغبة اللبنانيين جميعاً في العض على الجروح لن تردم الهوة التي اتسعت بين اللبنانيين.

ولنفترض أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي محكمة إسرائيلية التوجه والصفة، فما الذي سينتج عن مثل هذه القناعة اللبنانية من خير لـ"حزب الله" او لبنان؟ المسألة ليست في إقناع اللبنانيين بانحياز المحكمة والقضاة. المسألة التي يفترض ان "حزب الله" يعرفها جيداً، هي في اقناع العالم كله بوجهة نظر "حزب الله" بهذا الرأي.

والحال، فإن ما يقترحه "حزب الله" على اللبنانيين جميعاً هو الركوب في المركب الخشن الذي وجد نفسه فيه. والحق ان "حزب الله" نفسه، بسياساته المتشاوفة، وضع قدمه في هذا المركب بمحض إرادته. إذ لم يبق ثمة دولة في العالم لم يعترض "حزب الله" وقادته، وزراء ونواباً وأمنيين، على اقامة الحكومة اللبنانية علاقات معها. يزور الرئيس الولايات المتحدة ويجتمع مع اوباما، فيخرج من يحذر ويهدد ويتوعد الرئيس ويشكك بجدوى الزيارة وأغراضها. تقام الدنيا على اتفاقية امنية مع الولايات المتحدة الأميركية ويتبين ان وزراء "حزب الله"، المنزهون طبعاً، وافقوا على اقرارها بالصيغة التي وردت. ثم يخرج من يقول لقد تم تهريب الاتفاقية في جنح ليل، فلم ينتبه لها وزراء "حزب الله" الحريصون. ولا تمر مناسبة من دون ان يخرج أحد قادة "حزب الله" ليعلن اشتباهه بقادة وزعامات لبنانيين، ويتهمهم بالخيانة والعمالة وتنفيذ الأجندة الإسرائيلية. يوافق "حزب الله" بشخص أمينه العام نفسه، على القرار 1701 مع كل مندرجاته، لكنه لا يلبث بعد حين ان ينظم اشتباكات سيارة مع قوات اليونفيل. يصر "حزب الله" على الشراكة ويدعو إليها ويتخوف من الفتن التي قد تهدد الوحدة الوطنية، ويدعو إلى بناء الدولة القوية، لكنه يغمز من قناة جهاز أمني رسمي، ساهم مساهمة فاعلة في كشف شبكات عملاء لإسرائيل، بعضها بدأ نشاطاته التجسسية منذ ما قبل ولادة الحركتين الآذاريتين بزمن طويل. يريد "حزب الله" البلد محصناً في مواجهة اي اختراق اسرائيلي، لكن ابواقه في الصحافة والسياسة لا تتردد مرتين في وصم اشخاص معنويين بالعمالة لإسرائيل لأنهم خالفوهم الرأي. دعونا نردد معهم ان العمالة ليست وجهة نظر. لكنهم يأخذون الناس على الشبهة والظن وينفذون فيهم احكاماً معنوية وسياسية، وقد تبلغ بعض المرات حد التهديد الصريح بالقتل وفبركة الاتهامات من دون وازع او رادع. وهذا كله، يحار المرء في ما الذي يريده "حزب الله" حقاً. عناصره منزهون عن الاختراق، ويعلن ان ثمة بيئة سياسية حاضنة لانتشار العمالة بين لبنانيين، لكنه في الوقت نفسه يطالب جميع اللبنانيين زعامات وطوائف ومناطق بالدخول تحت عباءته. فما الحل؟ إذا كان هؤلاء الذين يطالبهم بالدخول تحت عباءته هم بعض من يشك بوطنيتهم، فكيف يمكن للبنانيين ان يخدموه في هذا المجال؟ إلا إذا كان "حزب الله" قد قرر سلفاً من يريده ان يبقى لبنانياً من اللبنانيين ومن يريد رميه في البحر.

 

اتصالات التهدئة تبرز الدور السوري "الجديد" بين الأطراف

روزانا بومنصف (النهار)، الخميس 22 تموز 2010

سعى بعض الاتصالات في اليومين الاخيرين الى تنفيس الاحتقان السياسي في البلاد خطوة اولى على طريق وقف السجالات التي أشعلها الموقف الذي اعلنه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي اذ اعتبر المحكمة الدولية التي ستحاكم المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري مشروعا اسرائيليا. ومع ان نواب الحزب حرصوا على الرد على ردود الفعل على ما اعتبر تهديدات وجهها السيد نصرالله، فان كثرا لاحظوا سعيا لدى هؤلاء الى التخفيف من انطباعات سادت عن وطأة الخطاب على  الاستقرار الداخلي من دون التخلي عن اقتناع بأن الهواجس التي عبر عنها الامين العام حول ما يحتمل ان يؤول اليه القرار الاتهامي للمحكمة الدولية صائبة. ولاحظ بعض القريبين من الحزب انه ليس بعيدا من خط تهدئة الامور ولو انه يبرر موقفه بانه لا يمكن ان يترك احتمال ان يصل القرار الاتهامي للمحكمة اليه ويبقى ساكتا.

 لكن ازاء التلويح بمواقف اخرى يستكمل فيها السيد نصرالله حملته على المحكمة كما تردد، فإن توزع الاهتمام في اتجاهين بصرف النظر عن واقع التهدئة الظاهرية التي يمكن ان تعود لتهيمن على الاجواء نتيجة الاتصالات التي تخطت الحدود اللبنانية في اتجاه سوريا. الاتجاه الاول يتصل بتساؤلات طرحت في ضوء تقويم الخطاب الذي ادلى به السيد نصرالله والذي اعتبر كلاما خطيرا جدا وينطوي على احتمالات خطيرة جدا بدورها. وهذه التساؤلات تتصل بكيفية تمظهر ما يعتبره كثر تهديدات حملها كلامه ومتى؟ وخصوصاً ان كلامه ارفق بكلام لا يقل خطورة لرئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون. وهل ينتقل من مرحلة التهديد اللفظي الى الضغط الفعلي ومتى؟ وفي حال لم ينجح ذلك الى اين سيصل وكيف؟ اذ ان كلامه موجه اساسا الى الداخل اي الى رئيس الحكومة سعد الحريري ومن خلاله الى الخارج اي الى المحكمة الدولية وربما الى بعض الدول الراعية لها كفرنسا مثلا بحيث ان البعض لم يسقط احتمال ارتباط الحوادث الاخيرة مع القوة الفرنسية العاملة في الجنوب بالموقف الفرنسي من المحكمة. وثمة مصادر ديبلوماسية باتت تدرك حقيقة ما حصل قبل اسابيع مع "اليونيفيل" وتربطه بحساسية الحزب ازاء المحكمة وفق ما عبر عن ذلك السيد نصرالله في خطابه الاخير. ويستمر القلق الفرنسي في هذا الشأن على رغم ان البعض يسأل اذا كان مسموحاً دوليا ان تتعرض القوة في الجنوب لأذى. وتاليا فان التساؤلات دارت عما اذا كان سيناريو ما يمكن ان تذهب اليه الامور سيكون انقلابا من داخل السلطة اي تفجير الحكومة او انقلابا من خارجها وفق نظرية تعيد مشهد الفوضى في لبنان.

وتقول مصادر عليمة ان الساعات القليلة الماضية تركزت على نتائج ما ستسفر عنه الاتصالات السورية مع الحزب باعتبار أن دمشق معنية مباشرة بأي من الاحتمالات التي يمكن ان يذهب اليها الحزب مع ترجيح اتجاهات تنحو اكثر نحو التهدئة. اذ ان دمشق استقبلت موفدين للحزب توجهوا الى العاصمة السورية بعد عودة الرئيس الحريري الى بيروت من دون استبعاد بقاء الاتصالات قائمة على خط موفدين لرئيس الحكومة الى دمشق ايضاً في الاطار نفسه. وهي لا يمكنها في اي حال ان تعتبر نفسها غير معنية ومن موقعها الجديد بأي من الخيارات التي يمكن ان يعتمدها الحزب وفق ما اوحى الكلام الاخير للسيد نصرالله حول المحكمة على عكس ما كان عليه الوضع في 7 ايار 2008 إذ كان لسوريا دورها في تغطيته وحصد ثماره ايضا. هذا الدور الجديد للعاصمة السورية يختلف عن عام 2008 نظراً الى وجود حكومة لبنانية يحظى رئيسها بعلاقات جديدة جيدة مع القيادة السورية وكان الاستقبال الاخير لنصف وزرائها تعبيرا عن استبعاد امكان نسفها من داخل. وهذا الدور السوري الجديد يحظى بترحيب اوروبي متزايد ويطمح الى انفتاح اميركي ومصري في وقت لا يستطيع ان يسقط او يجهض الانفتاح مع المملكة العربية السعودية لانه في حال سمحت سوريا بذلك هي التي يحملها الغرب المسؤولية عن الحزب فانها تقامر برمي كل ما جهدت لتحقيقه في العامين الاخيرين وخصوصا ان اي فوضى في لبنان ستحمل سوريا المسؤولية عنها أو عن المشاركة فيها في حين ان تهدئتها الاجواء التصعيدية ستكسبها المزيد من حيث اعادة مسؤوليتها عن الاستقرار اللبناني الى الواجهة امام المجتمع الدولي . وهذا على الاقل ما افادت به المعطيات السياسية في الساعات الاخيرة.

 لكن تبقى الازمة الحقيقية المتمثلة في الهواجس الحقيقية التي اثارها السيد نصرالله من القرار الاتهامي للمحكمة الدولية بناء على سيناريوات اعلامية غربية او سواها والازمة المتصلة بالضغوط التي بدا ممارستها على الحكومة ورئيسها في هذا الموضوع كما على المحكمة. فهو اثار هذه الازمة من اجل ان يحصل على اجوبة تطمئنه ولن يكون سهلا تقديم الاجوبة له من الجانبين المعنيين مباشرة بما حمله كلامه اي الرئيس الحريري والمحكمة. فهل تكون سوريا من يساعد في تقديم الاجوبة في هذا المجال وهل يحصل ذلك راهنا ام ان الامر ينتظر نضوج مساع واتصالات اقليمية ودولية تكون  دمشق محورها؟

 

طعمة : كلام "جعجع" منطقي ... وغلطة "عون" بألف  

٢٢ تموز ٢٠١٠ /ناتالي إقليموس

أثنى عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب نضال طعمة على المساعي التي يبذلها رئيس الجمهورية ميشال سليمان من أجل الحفاظ على الأجواء الهادئة وإحتواء مفاعيل خطاب السيد حسن نصرالله، "من خلال سلسلة اللقاءات التي ينظمها فخامته مع رؤساء الكتل النيابية والأحزاب، بحيث أن الرئيس سليمان يكرس من جديد دور "الحكم" الذي لا يتردد في القيام به تداركاً لأي تدهور في الأوضاع الداخلية". كما نوّه طعمة بالزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري إلى سوريا، فقال: "هذه الخطوة فتحت آفاقاً جديدة وطبيعية بين الدولتين الشقيقتين. بالمقابل لا أجد من حاجة للمزايدات حول المحكمة الدولية لأنه لا يمكن لأي أحد الوصول إلى نتائجها قبل صدورها رسمياً". وأضاف طعمة: "نريد الحقيقة ليس أنتقاماً من أحد إنما لتحقيق العدالة ولوضع حد للجرائم، فنحن نتمنى ألا يكون أحد من المتهمين من لبنان لأننا أشقاء في بلد الواحد، وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا".

أما عن الأهداف التي توخاها السيد نصرالله من خطابه الأخير، قال طعمة: "نأسف لوجود متضررين كثر من التقارب بين سوريا والحريري، فهناك من لا تناسبه العلاقة الجدية المميزة مع دمشق، خوفاً على "حجمه" وأن يتقلص "دوره". من هنا قد يكون كلام السيد نصرالله للتخفيف من أهمية زيارة الحكومة الى سوريا". وتابع طعمة موضحاً: "في طبيعة الحال لسنا بوارد إتهام أحد، إلا أننا نطرح علامات إستفهام جمّة حول التوقيت الذي إختاره نصرالله لإلقاء كلامه".

وفي هذا الإطار، أشاد طعمة بخطاب الرئيس بشار الأسد أثناء تواجد الحريري في دمشق: "نضم صوتنا إلى كلمة الأسد في التأكيد على ضرورة فصل الإقتصاد عن السياسة، لأننا قد نختلف سياسياً إلا أن الإقتصاد يجب أن يبقى بمنأى عن التجاذبات اليومية، فمن غير المقبول إقفال الحدود وعرقلة مرور الشاحنات نتيجة أي سوء تفاهم سياسي."

ولدى إستفسارنا عن مدى متابعة الحريري لملف المعتقليين اللبنانيين في السجون السورية، سيما بعد زيارته دمشق، أجاب طعمة: "لاشك أن هذا الملف على قدر عال من الأهمية والحساسية، ومعالجته بحاجة إلى تروّ كبير، سيما وان عدد المفقودين ملفت جداً. ونؤكد أن الحريري وضع هذا الملف على نار حامية، كما أن وزير العدل ابراهيم نجار سيتابع بدوره الأمر مع نظيره السوري". وفي هذا المضمار، أعرب طعمة عن اطمئنانه، وقال: "هذا الملف من أولويات الحريري وهو على يقين تام بأن الأسرى في السجون قضية إنسانية بالدرجة الاولى". أما عن موقفه من زيارة الرئيس الأسد إلى لبنان، أوضح طعمة: "هذه الخطوة تؤكّد إعتراف سوريا بسيادة لبنان وإستقلاله، وهذا ما سعينا لتكريسه منذ مدة طويلة".

من جهة اخرى، أعرب طعمة عن إنزعاجه من خطورة الكلام عن أي تبديل حكومي وقال: "البعض يتحدث عن فشل مرتقب للحكومة التوافقية، بالتالي يجب أن تستقيل. للأسف هناك من يسعى إلى بتر أطراف الحكومة. ولا شك إننا نرفض هذا النوع من الكلام". أما عن خوف الرئيس نبيه بري على الحكومة من نفسها، قال طعمة: " سبق وأوضح بري خلفية كلامه، فهو أراد تشجيع الحكومة للمضي قدماً. ولكن للأسف لا نملك في لبنان سياسة إعتدال إنما إرتجال، فنعيش وسط دوامة من الإتهامات والإتهامات المضادة، سيما وان السيد نصرالله وعدنا بمفاجآت جديدة". كما دعا طعمة العماد عون للتنبه لكيفية طرحه تخيلاته حول الفتنة، فقال: "غلطة الشاطر بألف، لذا أعتبر الجنرال قد أخطأ في تخيله بصرف النظر عن مصدر معلوماته، ففي طبيعة الحال من غير المنطق كلما تخيل المرء أمراً ما أن يذيعه في الإعلام، أو في سوريا أو لدى السيد نصرالله، إنما من الأفضل أن يتوجه إلى المعنيين في البلد. كما كنا نتمنى على العماد عون لو عرض تخيله بروية لرئيس الجمهورية، بعيداً عن التجاذبات الإعلامية". وتابع طعمة: " رد الدكتور سمير جعجع جاء طبيعياً، سيما بعد إتهام عون الفريق المسيحي الآخر بالتسلح". وأضاف طعمة متسائلاً: ""ما كان قصد العماد عون، فهل يشجع سوريا وحزب الله للنيل من الفريق المسيحي الآخر؟ للأسف تسرع عون في إتهامه شريكه في الوطن لذا أجد كلامه غير مسؤول". 

 

عراجي لموقعنا: اطراف داخلية وخارجية منزعجة من التقارب اللبناني السوري ... وتوتير مفبرك لقلب الامور 

٢٢ تموز ٢٠١٠ /سلمان العنداري

رأى عضو كتلة نواب زحلة النائب عاصم عراجي ان "البلاد كانت تنعم منذ فترة طويلة باستقرار سياسي نسبي ارخى بظلاله على الاوضاع كافةً، حتى بتنا نسمع بقدوم اكثر من مليوني سائح الى لبنان خلال هذا العام بفعل هذا الاستقرار والهدوء، الا ان التشنّج المستجد في الآونة الاخيرة رفع من سقف الخطاب السياسي وخفّف من حدة التفاؤل، وآخر هذا الكلام كان في مضمون الخطاب الذي القاه السيد حين نصرالله في يوم جريح المقاومة، والكلام الذي نقلته جريدة السفير عن العماد عون، مما ادى الى حالة من الهلع والقلق لدى الناس، والى الغاء بعض السيّاح لحجوزاتهم وتغيير وجهتهم السياحية بعيداً من لبنان".

عراجي وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني رأى ان "كلام السيد حسن نصرالله عن المحكمة الدولية والتهديدات التي اعقبها، و"سيناريوهات " العماد ميشال عون السوداوية اثّرت بشكل كبير على موسم الاصطياف واجواء الاستقرار، اذ خلقت هذه الخطابات والتصريحات المتوترة نوعاً من "النقزة" والقلق الشديد عند المواطن اللبناني، وعند كل مغترب او سائح عربي ام اجنبي، خاصةً وانها جعلت الناس تترقب تطورات امنية وتداعيات محتملة خلال الاسابيع المقبلة، وهو ما انعكس سلباً على كل المستويات".

واضاف: "ليس مقبولاً ان يخرج العماد ميشال عون الذي يمتلك تياراً سياسياً عريضاً وان يصرّح بهذه الطريقة متوقعاً هذه الصور الخطيرة التي قد تؤدي الى فتنة داخلية والى العودة لأجواء الاقتتال السابقة، فكان الاجدى به مقابلة فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وطلب انعقاد جلسة الحوار الوطني بشكل طارىء من اجل مناقشة المخاطر والمعطيات والمعلومات التي يملكها مع كل الاقطاب". وقال: "المحكمة الدولية اثبتت في الفترة الماضية انها تتمتع بدرجة عالية من الصدقية، وانها تأخذ الامور بتروّ، وتخوض الكثير من التفاصيل بالاعتماد على الادلة، وبالتالي فهي لا تتجنى على احد وغير مسيسة خاصةً وانها مستقلة وبعيدة عن اي تأثيرات".

واضاف: "بين الكلام الذي قاله العماد عون لجريدة السفير، والكلام الذي ادلى به السيد نصرالله، اضافةً الى كل الذي يقال ويكتب يومياً، بتنا نشعر ان هناك طريقة تسلسلية وتدريجية في رفع الخطاب السياسي بوتيرة سريعة قد يكون احد فصولها الهجوم على الحكومة اما لإسقاطها او لتعطيلها، مما يؤدي الى عودة البلاد الى مرحلة التأزم وعدم الاستقرار التي سبقت تشكيل حكومة وحدة وطنية". وفي ما يختص بالعلاقات اللبنانية السورية، شدد عراجي على "ان اي تقارب لبناني سوري يصبّ في المنحى الايجابي، ويساهم بشكل كبير في اقامة علاقات ممتازة بين البلدين من دولة الى اخرى ضمن الاطر المعتمدة، وهو ما يطبقه الرئيس الحريري ويشدد عليه، وقد تمثّل هذا الحرص في الزيارة الرسمية اللبنانية الاخيرة الى دمشق حيث تم التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات". واضاف: "ان اي علاقة مميزة مع سوريا ضمن الاطر الصحية تساعد في تأمين استقرار لبنان وانتعاشه الاقتصادي والامني". وتابع مستطرداً: "الا ان هذا التقارب سبّب انزعاجاً كبيراً لعدد من الاطراف والقوى داخليا وخارجيا، وهو ما ترجم في المواقف الاخيرة التي اتسمت بالتوتر والتصعيد".

 

القادري: كيف يمكن للإسرائيلي أن يكون متحكماً بشبكة الاتصالات وقد ساهمت في كشف شبكات العملاء؟ 

٢٢ تموز ٢٠١٠ /أكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب زياد القادري أن تيار "المستقبل" لن يدخل في سجال حول المحكمة أو المتورطين، "لأنه ليس لدينا معطيات ولا نقبل الدخول بفرضيات في موضوع قانوني حقوقي". وسأل: "كيف بنى أمين عام "حزب الله" خطابه على مزاعم وافتراءات إسرائيلية، ولاسيما أن جل ما يتمناه العدو هو زرع الفتنة بين اللبنانيين؟".

القادري، وفي حديث لصحيفة "السفير"، أكد أن "حزب الله كان أول من ربط موضوع موقوف "ألفا" بالمحكمة الدولية، بهدف التأكيد أن موضوع الاتصالات "ساقط عسكرياً" ولا يجوز الركون إليه". ورأى أن "هذا التوجه أحبطه وزير الدفاع الياس المر الذي نفى هذا الامر في جلسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي"، وتساءل: "كيف يمكن للإسرائيلي أن يكون متحكماً بشبكة الاتصالات، وقد ساهمت هذه الشبكة عبر تعقب حركة الاتصالات و"الداتا" في كشف شبكات العملاء من قبل مخابرات الجيش وفرع المعلومات"، مشدداً على أن "حديث السيد نصرالله لا يخدم الاستقرار في البلد، فحزب الله ممثل في الحكومة وبدل إهانة فئة من اللبنــانيين بهذه الطريقة، كان يمكن لوزرائه طرح الموضوع في الحكومة، حماية للاستقرار".

 

تزامن انقطاع الخطوط البرية والبحرية والهوائية يثير التساؤلات  

٢٢ تموز ٢٠١٠ /رأفت نعيم/موقع 14 آذار

أنجزت فرق الصيانة التابعة لهيئة أوجيرو عملية اعادة ربط القسم الأكبر من الخطوط الهاتفية الثابتة التي انقطعت الثلثاء بين الجنوب وبيروت. وقامت ورش الصيانة باصلاح ما وصف بأنه "أعطال" طرأت على خطوط الهاتف الثابت بين صيدا وبيروت وتحديدا في منطقتي الدامور ووادي الزينة. حيث عادت خطوط الاتصال الأرضي جزئيا بين المنطقتين.

وافادت مصادر فنية في هيئة "أوجيرو" أن فرق الصيانة التابعة لها أنجزت اعادة ربط وتشغيل ثمانين في المائة من شبكة الألياف البصرية "الخط البري"، وأن هناك قسماً سيستكمل صباح الخميس ليعود الوضع الى طبيعته.

لكن هذه المصادر لم تذكر شيئا عن موضوع اصلاح الكابل البحري الذي تردد أنه انقطع على عمق 11 كيلومترا في عرض البحر قبالة السواحل الجنوبية باعتبار أن "أوجيرو" ليست هي الجهة المعنية باصلاح هذا الكابل، لأنه يحتاج الى تقنيات خاصة عادة توفرها سفينة معدة لهذه الغاية يتم استقدامها في مثل هذه الحالات من قبل وزارة الاتصالات.

الا أن رغم اصلاح "الأعطال" على خطوط الهاتف الثابت، لم تتضح أسباب انقطاعها، حيث توقفت اوساط متابعة عند توقيت وطبيعة انقطاع الخطوط وحيزها الجغرافي البري والبحري، وتزامنها مع التحقيقات مع موقوفين من شركة ألفا بجرم التجسس لصالح العدو الاسرائيلي، ومع فتح ملف الاتصالات ومحاولة البعض ربطه بالمحكمة الدولية.

واستغربت هذه الأوساط حملة وزير الاتصالات شربل نحاس على هيئة "أوجيرو" والمديرية العامة للاستثمار والصيانة في وزارة الاتصالات وتحميلها المسؤولية، علما أن "اوجيرو" ومصلحة الاستثمار والصيانة باشرتا فور تبلغهما بانقطاع الخطوط بعملية مسح سريعة للشبكة لتحديد مكان الأعطال وحصرها والبدء بعملية اصلاحها واعادة ربطها.

بالتوازي، أكدت مصادر مطلعة معنية بقطاع الاتصالات ما سبق وأوردته "المستقبل" الأربعاء من "أن انقطاع خطوط الهاتف البري والبحري والهوائي بين الجنوب وبيروت يعود لعملية عبث بهذه الخطوط، اما لإعادة تشفيرها أو للتحقق من شفرتها"، لافتة إلى أن "الأمر لا يتعلق بأعطال تقنية تقليدية". ووضعت المصادر نفسها أكثر من علامة استفهام عن تزامن انقطاع الخط البري "الألياف البصرية" مع انقطاع الكابل البحري "الدولي" وانقطاع الهوائي "المايكرويف" في الفترة نفسها، علما أن العوامل الجغرافية والطبيعية والتقنية المحيطة بكل من هذه الخطوط الثلاثة تختلف عن تلك المحيطة بالأخرى.

 

 سوريا مازالت في دائرة الاتهام في اغتيال الحريري 

تغيير شهادة جنبلاط التي تفيد أن الأسد هدد الحريري قبل اغتياله قد تعتبره المحكمة محاولة تضليل للعدالة

  ٢٢ تموز ٢٠١٠/ موقع 14 آذار

  كتب حسين عبد الحسين

"سوريا مازالت في دائرة الاتهام في اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري، ومن المستغرب ان تتصرف دمشق وحلفاؤها في لبنان وكأن القرار الظني او حكم المحكمة قد صدر فعلا، وانها خارجه".

هذه هي الانطباعات الاولية لدى مصادر اميركية رفيعة، مكلفة متابعة ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، حول الجدال القائم حاليا، في لبنان وسوريا.

تقول المصادر الاميركية انها لاحظت "وجود حملة سورية منظمة، في بيروت وفي عواصم العالم، لإظهار القرار الظني في مقتل الحريري كأنه سيتهم حتما "حزب الله" وحده بارتكاب الجريمة". تضيف: "نحن، كما السوريين واللبنانيين واطراف معنية اخرى، لا نعلم ما يجول في بال المدعي العام دانيال بيلمار، ربما يتهم دمشق و"حزب الله" معا، ربما احدهما، او ربما طرف ثالث".

وتؤكد المصادر الاميركية ان كل ما يثار عن "معرفة القرار الظني قبل صدوره هو محض تكهنات، بل حملات اعلامية سورية - لبنانية تقصد استباق المحكمة لنسفها".

هذه المصادر المكلفة متابعة كل ما يتعلق بالمحكمة منذ ما قبل انشائها، فالولايات المتحدة هي اكبر دولة مانحة لعمل المحكمة، تقول: "كان هناك معارضة سورية - لبنانية ضد التحقيق الدولي منذ يوم ارتكاب الجريمة، ثم ما لبثت دمشق ان شعرت ان عدم تعاونها مع العدالة الدولية سيضعها فورا في دائرة الاتهام، فتراجعت عن موقفها، وتعاونت الى حد ما، متأملة في ان يستطيع حلفاؤها، داخل لبنان، تعطيل العدالة". وتضيف: "حاولت دمشق ولبنانيون، في البدء، مقايضة الموافقة السورية - اللبنانية بقبول تحويل المحكمة الى جنائية، اي اسقاط صفة الارهاب عن الجريمة".

وكان مجلس الامن وصف الجريمة بالارهابية يوم ادانته لاغتيال الحريري في 14 شباط 2005، وهو ما يلقي المسؤولية، لا على المنفذين والمخططين فحسب، بل على من ساهم في اتخاذ القرار السياسي في تصفية الحريري، "اي الحكومات والانظمة".

تقول المصادر: "عندما فشل السوريون وحلفاؤهم في تحويل المحكمة الى جنائية، عطلوا لبنان بالكامل، واقفلوا مجلس النواب، وذهبوا الى حروب محلية واقليمية، والى محاولة دفع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الى الانهيار، قبل ان يتوصلوا الى التهديد بالتصفية الجسدية المباشرة لمؤيدي العدالة في جريمة الحريري، كما حصل في أيار 2008".

وتتابع المصادر القول: "اقفال لبنان في وجه المحكمة كان خطأ ارتكبته سوريا وحلفاؤها، اذ ان اقرار المحكمة بالفصل السابع للامم المتحدة، يعني انها خرجت تماما من ايدي السوريين واللبنانيين، حتى التمويل يستمر في حال توقف حكومة لبنان عن دفع الجزء المترتب عليها".

وتتذكر المصادر ان اثناء المفاوضات على اقرار المحكمة في مجلس الامن في صيف 2007، عندما رأت سوريا ان تعطيلها او نفي صفة الارهاب عنها بات امرا غير ممكن، حصلت دمشق عن طريق روسيا على تنازل قضى باستثناء رؤساء الدول من عمل المحكمة، "ما يعني ان الرئيس السوري بشار الاسد لن تطاله العدالة الدولية، حتى لو ثبت تورط نظامه"

.بعد توقيع اتفاق الدوحة في صيف 2008، صار التكتيك السوري في مواجهة المحكمة مبنيا على مسارين، حسب المصادر. "اولا، استقطاب المؤيدين للمحكمة للانقلاب عليها سياسيا، تحت وطأة التهديد الجسدي والتذكير بعنف أيار، والتفكير السوري السائد هنا ان افضل طريقة لمواجهة اي حكم دولي هو الاشارة الى ان هناك اجماعا لبنانيا على رفضه.

ثانيا، تعتبر المصادر الاميركية ان الموقف السوري انقلب في هذه الفترة: في الماضي، كانت اجابات الاسد العلنية تربط المحكمة الدولية بحرب اهلية في لبنان، ولكنه ربما شعر ان هكذا تصريح يشي بتدخل سوري ما او خوف من العدالة، فصار يصر على البراءة السورية".

وكان الاسد قال في مقابلة اجراها معه الصحافي تشارلي روز في أيار الماضي: "كنا متعاونين جدا مع وفود التحقيق في جريمة الحريري، وظهر برهان اليوم ان سوريا غير متورطة". وعندما قاطع روز الاسد ليلفت نظره ان التحقيق في جريمة الحريري لم ينته بعد، اجاب الرئيس السوري: "لا، لا، لم ينته، ولكننا كنا اكيدين من براءتنا، ولكن اليوم الشعب اللبناني يعرف هذه الحقيقة، ان سوريا غير متورطة في الاغتيال".

هكذا، تقول المصادر الاميركية، انه "بينما يهدد مسؤولو "حزب الله" بحرب اهلية في حال صدور القرار الظني، يتصرف الاسد وكأنه استحوذ على صك براءة من السياسيين اللبنانيين الذين يزورون دمشق".

بيد ان الحقيقة في دمشق عكس ذلك. تشير مصادر اميركية الى ان المحكمة الدولية "ما زالت تقلق الاسد، ومعلوماتنا تشير الى انه تعاقد مع ابرز مكاتب المحاماة الدولية للدفاع عنه".

لكن في هذه الاثناء، "بينما يتصرف الاسد بهدوء ويحاول الايحاء بالثقة، يوعز الى حلفائه اللبنانيين بمحاولة قلب الطاولة والتهديد بحرب اهلية في حال لم تدن الاطراف اللبنانية كافة المحكمة، وتصفها بالمسيسة، وتنتقص من مصداقيتها".

هذه الخطة السورية بدأت منذ ما قبل انتخابات مجلس النواب اللبناني في حزيران الماضي عندما "سربت اوساط دمشق اللبنانية الى الصحافي في مجلة "دير شبيغل" الالمانية اريك فولاث، وهذا غالبا ما يتباهى بصداقته مع الاسد، ان "حزب الله" هو المتورط في مقتل الحريري، وان سوريا بريئة".

وتعتبر المصادر انه كان هناك محاولة اخيرا في الاعلام اللبناني، مصدرها سوري في واشنطن، "الايحاء وكأن المسؤولين الاميركيين يوافقون على البراءة السورية، في محاولة لحث الحريري على حذو ما يفترض اننا صرحنا به".

ويعتبر مسؤولون اميركيون رفيعو المستوى ان الهدف من نشر القصة في مجلة "دير شبيغل" كان محاولة من سوريا وحلفائها "لوضع رئيس حكومة لبنان سعد الحريري امام مفترق طرق، اما يدين المحكمة لاتهامها الحزب، واما يوافق على تورط الحزب، ما يضعه في موقف مواجهة معه".

الحريري رفض التعليق، الصيف الماضي، على تقرير المجلة الالمانية، معتبرا انه واحد من عدد كبير من التكهنات الاعلامية.

"اليوم"، تقول المصادر: "تحاول دمشق وحلفاؤها اكثر فاكثر انتزاع موقفا ضد المحكمة من الحريري".

المصادر الاميركية ختمت بالقول: "لا يمكن للحريري ايقاف المحكمة... حتى النائب وليد جنبلاط، قد تطلب المحكمة حضوره بصفته ادلى بشهادة ووقع عليها، تفيد ان الاسد هدد رفيق الحريري قبل اغتياله... نعم يمكن لجنبلاط تغيير موقفه السياسي، ولكن تغيير شهادته قد ينقلب ضده وتعتبره المحكمة محاولة تضليل للعدالة".

 

جنبلاط لـ «الحياة»: مؤشرات لعدوان واستغرب مَن يبشر بالفتنة والاغتيال

الخميس, 22 يوليو 2010

بيروت - «الحياة»

استقبل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، رئيس اللقاء «الديموقراطي اللبناني» النيابي رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط على رأس وفد ضم الوزيرين غازي العريضي وأكرم شهيب، في حضور مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا. وقال جنبلاط لـ «الحياة» إن الاجتماع «يأتي في اطار التحرك لدرء المخاطر التي تستهدف لبنان أكانت اسرائيلية - غربية أم فتنة داخلية».

ولفت جنبلاط الى تطابق مع نصرالله في الرؤية المشتركة لجهة تحديد المخاطر المحدقة بلبنان التي من مؤشراتها أولاً ما صدر عن مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك في اجازته لاسرائيل حرية التحرك منفردة لضرب لبنان بذريعة حماية أمنها. وثانياً نجاح اسرائيل في تحريض الولايات المتحدة على أن الخطر في المنطقة مصدره ايران و «حزب الله» ومن خلالهما سورية وامكان توجيه ضربة للأخيرة. وثالثاً الكلام الغريب الذي صدر عن رئيس دولة مسؤول وفيه أنه يهتم بسلامة جنوده وضرورة تحييدهم في حال شنت اسرائيل عدواناً على لبنان، إضافة الى مناورة «يونيفيل» تحت عنوان منع اللبنانيين من الدفاع عن أرضهم باطلاق الصواريخ إذا ما تعرضوا الى هجوم اسرائيلي وكأنه لا يحق لهم الدفاع عن أرضهم وأنفسهم بدلاً من أن تقف القوة الدولية الى جانب الجيش اللبناني لصد أي هجوم.

واعتبر جنبلاط «أن كلام رئيس الدولة هذه يأتي في هذه الظروف الدقيقة وكأنه لا يبالي بأمن كل الجنوب وسلامته».

وأكد جنبلاط أن المؤشر الرابع يكمن في الفشل المطلق للتسوية في المنطقة فيما يستمر الجدل البيزنطي في داخل فلسطين في شأن الدخول في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة.

وتابع: «وكأن كل هذه المؤشرات الخطيرة وغيرها التي تهدد لبنان لا تكفينا ليأتي أحدهم في الداخل ويبشرنا بأنه يتوقع حصول فتنة واغتيالات. ان مثل هذا الكلام مستغرب وهو بهذا يصب الزيت على النار بدلاً من أن يسهم في ترشيد الخطاب السياسي وينضم الى جانب العقلاء الساعين لوأد الفتنة وجعل المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري خارج أي تسييس». وسأل جنبلاط: «ألا تعنيه الجهود الداخلية لوأد الفتنة والا لماذا قال هذا الكلام. وهل من صدفة غريبة لهذا التلاقي بين ما بشرنا به من فتنة واغتيالات وبين ما قاله رئيس أركان الجيش الاسرائيلي غابي اشكينازي بهذا الخصوص؟».

وأوضح جنبلاط أنه ستكون له بدءاً من السبت سلسلة مواقف من التطورات المتسارعة في لبنان والمنطقة وكيفية مواجهتها لدرء الأخطار عن لبنان.

وبحسب بيان للوحدة الاعلامية في «حزب الله»، فإن نصر الله وجنبلاط «بحثا في الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة. وتطرق الطرفان إلى تطورات الوضع الإقليمي، وانعكاساته الأمنية والسياسية». واشارالبيان الى ان المجتمعين تناولوا الوضع الحكومي ومسألة حقوق الفسطينيين، «وتوقفوا ملياً عند موضوع شبكات العملاء، والأجواء القائمة حالياً في ما يدور من نقاشات وما يرتبط بها حول المحكمة الدولية والقرارالظني (الذي سيصدرفي قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري)».

وفي الشأن الحزبي أكد الطرفان «أهمية التنسيق الميداني القائم بين الحزبين وتعزيزالعلاقة بينهما من خلال اللقاءات المشتركة والزيارات المتبادلة».

وفد عائلة فضل الله

واستقبل نصرالله وفد عائلة العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، شكره على تعزيته ومشاركتهم العزاء بفقدان «الراحل الكبير»، كما شكروا لـ «قيادة حزب الله وجمهوره كل أشكال المواساة التي تم التعبير عنها». وأكد كل من الأمين العام وعائلة العلامة فضل الله بحسب البيان، «وجوب مواصلة الطريق معاً لتحقيق الأهداف الكبرى التي أمضى الراحل الكبير حياته في سبيل إنجازها، سواء على الصعيد الفكري والثقافي أم السياسي أم الجهادي».

 

معركة الاتصالات تتمدد إلى "أوجيرو" للسيطرة عليها وشلّ البلاد مسؤولية مشتركة بين المجلس والحكومة

النهار/سابين عويس     

هل بلغ الخطاب السياسي الدائرعلى خلفية توقع ما قد يحمله القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان سقف اللاعودة، مما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى التدخل من جنيف لاعادة تصويب المسار الداخلي في اتجاه الملفات الاقتصادية والمعيشية التي تهم المواطنين، أو أن موقف بري يرمي الى استهداف الحكومة من الخاصرة التي توجعها عندما يسأل عما انجزته وخصوصا في مجالات المياه والنفط والمشكلات الاجتماعية، مغفلا في الوقت عينه ان جزءا كبيرا من التعثر الذي يواجه عمل الحكومة يعود الى تأخر مجلس النواب في انجاز الورشة التشريعية التي وعد بها رئيس المجلس أكثر من مرة، أولها غداة مؤتمر الدوحة في ايار 2008 وثانيها عقب تأليف حكومة الرئيس سعد الحريري.

ولأن العمل الحكومي لا ينتظم اذا لم يتزامن مع اقرار مشاريع القوانين المحالة من الحكومة على مجلس النواب، كما انه لا ينشط اذا لم يخضع للمراقبة والمساءلة من السلطة التشريعية، فان مسؤولية تعطيل البلاد وشؤون الناس تصبح في مثل هذه الحال مزدوجة ومشتركة بين الحكومة ومجلس النواب ولا يمكن لاي جهة منهما ان تلقي بالعبء والمســؤولية على عاتق الجهة الاخرى.

ولكن أكثر ما يصح في كلام الرئيس بري، بقطع النظر عن اي خلفيات سياسية قد يرمي اليها، أن ثمة من ينظر في فريق الاقلية الى الشؤون الاقتصادية والاجتماعية ويدعو الى ايلائها بعضاً من الاولوية بدل "انشغال البعض بموضوعات أكبر من احجامهم" على حد ما قال لـ"النهار" أول من أمس، علما ان رئيس الحكومة وعلى رغم الوتيرة البطيئة لتقدم عمل حكومته، يحرص من خلال فتحه أكثر من ملف اقتصادي واجتماعي على متابعة هذه الملفات والتقدم بها، ان من خلال اجتماعات اللجان الوزارية المكلفة درس عدد من الملفات من أهمها مشروع قانون التنقيب عن النفط وانجاز قطع حسابات الاعوام الماضية ( 2006 و2007 و2008) ومشروع قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، في حين بات مشروع موازنة 2010 في عهدة اللجان النيابية وخطة الكهرباء التي أقرها مجلس الوزراء قبل مدة في عهدة وزير الطاقة جبران باسيل لبدء تطبيقها وفقاً للمراحل والجداول الزمنية التي ادرجها.

وقد بدأ أولى هذه المراحل بحملة اعلانية تعد اللبنانيين بالكهرباء 24 ساعة على 24، جعلت هؤلاء يعدون العدة للاستغناء عن المولدات الخاصة والاشتراكات الشهرية بعدما ابهرتهم اضواء الفيلم الدعائي الذي يُعيد النور الى البلاد بكبسة زر!

بين الخليوي والثابت

في غمرة المواقف السياسية المتصاعدة حيال ملف الاتصالات والربط الحاصل بين شبكة العملاء والمحكمة الدولية، دخل امس عطل تقني على كابل بحري يربط الجنوب وصيدا بالعاصمة بيروت على خط التجاذب السياسي، وذلك اثر بيان ليلي لوزير الاتصالات شربل نحاس حمَل فيه مسؤولية "التقاعس الفاضح" في اصلاح الاعطال للمديرية العامة للاستثمار والصيانة وهيئة "اوجيرو" المكلفة "اعمال صيانة الشبكات بصفتها عاملة لمصلحة الوزارة وتحت وصايتها ومسؤوليتها".

ولا يمكن قارئ البيان الا ان يتلمس المناخ السلبي في العلاقة القائمة بين وزير الاتصالات و"أوجيرو"، ليس على خلفية التقاعس في القيام بأعمال الصيانة وهي أعمال روتينية تقوم بها هذه الاخيرة عند وقوع أي اعطال، بل على خلفية انتزاع صفة الاستقلالية التي تتمتع بها بموجب قانون انشائها تمهيدا لوضعها تحت سلطة وصاية الوزارة، على غرار ما هو حاصل بالنسبة الى قطاع الاتصالات الخليوية بما يتيح للوزارة السيطرة على الشبكة الثابتة.

وبدا من بيان نحاس انه مستاء من أمرين: عدم مبادرة هيئة "أوجيرو" الى اعلامه بالاعطال والاضرار الناجمة عنها، و"الحجج الشكلية والاستقلاليات النظرية التي يدعيها البعض ولا تحاكي الواقع والحاجات الفعلية للمواطنين". والمفارقة، انها المرة الاولى التي يسجل فيها وزير الاتصالات مأخذه على عدم اعلامه بحصول اعطال، علما انها باتت مسارا روتينيا ويجري اصلاحها وترفع نتائجها بتقرير الى الادارة لأخذ العلم والتوثيق، على غرار ما حصل مثلا قبل اسبوعين مع انقطاع كابل حلبا او توقف خطوط "الرومينغ" قبل ايام بسبب تعطل كابل بين الاسكندرية والامارات. هل لانقطاع الاتصالات لمدة ساعات بين بيروت وصيدا والجنوب خلفية تتجاوز في ابعادها تعطل كابل بحري لتطول بدورها ما تواجهه الشبكة الخليوية؟ وهل يصح الربط الحاصل بين الاعطال المتمادية على الشبكة الخليوية وتهاوي شبكات التجسس الاسرائيلية ام ان ما يحصل محاولة التغاضي عن تقصير فاضح في تحسين خدمة الهاتف الخليوي كان يحكى بأنه مقصود لخصخصة الشبكتين. اما اليوم، فما الذي يبرر هذا التقصير ومن يعوض المواطنين المكشوفين في أمنهم وحرمة اتصالاتهم ما يتكبدونه من اتصالات اضافية لانجاز مكالمة واحدة؟

 

رؤية المسيحيين اللبنانيين وثوابتهم في عاصفة التغييرات الجيوستراتيجية الشرق الاوسطية

النهار/بقلم سليم فريد الدحداح     

يتخبط لبنان منذ سنة 1975، في صراع متواصل مع الموت، والعالم باجمعه يحوم حوله ويواكب بحذر تحركات مكوناته الاجتماعية والطائفية والسياسية ازاء اكبر عملية متعمدة "في تاريخه الحديث، "لاغتيال هويته الوطنية، وتذويب صيغته التعايشية. اما الهدف فهو تفكيك مفهوم دولة المؤسسات، السيدة، الحرة، المستقلة، واصولها وتحويلها الى دولة الطوائف وساحة مفتوحة لحل مجموعة من الصراعات الاقليمية. ان هذا الواقع المفروض يخدم طبعا مصالح جيوستراتيجية دولية، وتوجهات اقليمية تعمل اساساً على استيعاب اسباب النزاع العربي الاسرائيلي وفرض حل لها ينسجم مع الضمانات التي تسعى الدولة العبرية الى نيلها لتحظى بعيش آمن ومستقر في محيطها العربي، ولتحافظ على حرية معتقداتها الدينية ورؤيتها السياسية ومصالحها الاقتصادية!

واللافت ان الدولة الصهيونية التي نشأت سنة 1948، والتي تأسست وفق نظام علماني اشتراكي، تسعى بصورة غير مباشرة اليوم، الى تحويله الى نظام طائفي احادي كباقي الانظمة العربية في الشرق. وقد تزامن منذ اشهر قليلة توجهها هذا، مع السياسات الاستيطانية التي تنفذها وفق برنامج مدروس هدفه توسيع مناطقها السكنية داخل القدس الشرقية على حساب المناطق السكنية الفلسطينية، تحضيرا للسيطرة الفعلية على مدينة القدس واعلانها عاصمة الدولة العبرية. ودعما لهذه المسيرة قررت الحكومة الاسرائيلية وللمرة الاولى في تاريخها، اعتبار الجنسية الاسرائيلية حقاً حصرياً لكل يهودي حول العالم، ووضع هذا القرار، ضمن الثوابت السياسية والتاريخية للدولة العبرية. ان هذه المبادرة تكرس "تهويد الهوية الوطنية"، وتصبح بالمفهوم الاسرائيلي منعطفا جوهريا في تكوين "نهائية كيانها" التاريخي والديني وتثبيته، وربما بندا نظامياً اساسياً من دستورها. اما الهدف الآخر لهذا المسار المستجد، انما يكمن في جر العالم العربي الى الاعتراف بهذه المعادلة الجديدة، مقابل الموافقة على معاودة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

ولكن امكانية نجاح المشروع الاقليمي الهادف الى تغيير معالم التوازن السياسي في لبنان وصيغته التعايشية، ومن ثم تصدير هذا السيناريو الى بعض الدول الاخرى من المنطقة، تحقيقاً للمآرب المذكورة اعلاه، انما يحمل في طياته نقاط ضعف هيكلي، والسبب الاساسي لذلك يمكن تلخيصه بالآتي:

"... ان العوامل الديموغرافية والجيوستراتيجية التي تتفاعل وتتسارع بصورة متواصلة في هذه المنطقة، تحول لوجستيا دون امكانية فرض عامل الاستمرار في بناء التضامن السياسي الاقليمي او الاستقرار الاجتماعي والثقافي المتوازن تنفيذا للمشروع المشار اليه اعلاه. وقد أدت تاريخياً هذه التحالفات بين غرب علماني وشرق طائفي بامتياز، الى تصادم وتفكك. والسبب يعود الى النزاعات التي يمكن ان تظهر نتيجة تضارب المصالح الدولية والاقليمية الغربية السياسية الصرفة، والاعتبارات الطائفية التي هي المحور الحصري للادارة السياسية داخل الدول الشرقية حيث  الدين يوجه السياسة".

لذلك لا بد لكل شريحة من المجتمع الوطني ان تعي مصالحها، وتضع نصب أعينها خلاصة "الارباح والخسائر" التي ستلحق بها نتيجة التغييرات المشار اليها أعلاه، وخصوصا ان هذه الارضية المتزعزعة تنعكس سلبا على الواقع الذي يعيشه شعب لبنان، في غياب أي اكتراث دولي لما يعانيه أبناؤه عامة، من فقر وبطالة وغياب المؤسسات وهجرة، ولا سيما في صفوف المسيحيين الذين يسجلون من جراء هذه الحالة تراجعا ديموغرافيا كبيرا في صفوفهم، واعادة نظر ممكنة في المعادلة الدستورية القائمة.

ولكن المسيحيين الذين أصبحوا بعد ثلاثة وثلاثين سنة من الحرب والوصاية، العقدة الضعيفة والمستهدفة، ما زالوا اليوم صامدين ومؤمنين بصيغة تعايش الاديان والثقافات على أرضهم، خصوصا أنهم حملوا باستمرار في وطن الارز لواء هذا التعايش، وأسسوا نموذجا اجتماعيا فريدا على خريطة العالم وحافظوا على سياسة الانفتاح المزدوج والمتوازن بين الشرق والغرب، وبنوا مداميك النهضة العربية الثقافية والاعلامية، وتحملوا مسؤولية الدفاع عن القضايا العربية المحقة في المحافل الدولية. في هذا الاطار استوقفنا كلام صاحب الغبطة "ميشال الصباح" الموقر بطريرك أورشليم لللاتين، في محاضرته عن مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط بمناسبة افتتاح مجموعة من المداخلات حول موضوع "شهر الشرق المسيحي"، المنظم في جامعة الآباء اليسوعيين في بيروت في ايار الماضي، وبصورة خاصة في تقييمه الرائع علاقة الانسان بالتاريخ والارض والله، ومما قاله: "الهروب من التاريخ يعني الهروب من ارادة الله. ان التاريخ هو نقطة الالتقاء مع الله".

ان هذا التأكيد هو فعل ايمان يحمله مجاهد من داخل الاراضي المقدسة في فلسطين الى العالم، كما أنه دعوة موجهة الى كل مواطن من هذه المنطقة، مسيحيا كان أم مسلما، ليقاوم على أرضه حتى يستقر عليها، حرا ومستقلا وكريما.

لذلك أصبح من الضروري وللأسباب التي تم التطرق اليها اعلاه، اعادة تقويم اوضاع المسيحيين في لبنان وجعلهم يتحسسون ثقل مسؤولياتهم الوطنية والاقليمية. فلا بد لهم إذاً من الاسراع في اعادة تأهيل هيكلياتهم ودعمها، لتنخرط وتنسجم مع مفاعيل الجيوستراتيجية الاقليمية الجديدة والعولمة، ولتبقى مدماكا أساسيا في اعادة بناء دولة المؤسسات ومكونا مهما من نسيجها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. وقد تطرق الى هذا الموضوع الدقيق والمتشعب منذ العام 2000 حتى هذا التاريخ، أصحاب السيادة المطارنة الموارنة، ونيافة البطريرك صفير في اجتماعاتهم الدورية، فرسموا خارطة طريق للوصول الى الغاية المنشودة. ولا يزال صاحب الغبطة يناشد بكل شجاعة وصدق واحترام وديموقراطية جميع المسيحيين وطبعا كل المواطنين الآخرين للتلاقي والتجمع حول دولة التعايش والعمل على اعادة بناء مؤسساتها وتطويرها، ويدعو دول الجوار، والمنابر الدولية الى المحافظة على النموذج اللبناني الفريد وعلى وطن الرسالة. فرغم كل الضغوط المباشرة او المبطنة التي واكبت مسيرتهم الاستقلالية منذ أكثر من ستين عاما، هناك مشاريع رؤيوية وثوابت تاريخية ما زال المسيحيون يناضلون من أجلها للاستمرار في العيش في لبنان بكل حرية واستقرار وكرامة، ومنها على سبيل التعداد لا الحصر:

- اعتبار دستور 1943 ووثيقة الطائف المرجعيتين الاساسيتين والحصريتين لدولة لبنان الحديث الحر والسيد والمستقل.

- تأكيد انتماء لبنان الى الجامعة العربية والى الامم المتحدة، والتزامه كل القرارات الصادرة عن كلتا الجهتين كامل الالتزام.

- تأكيد ان لبنان هو موطن تعايش الاديان والثقافات، ومركز دولي دائم للحوار في ما بينها.

- تأكيد ضرورة تطوير النظام السياسي وتحويله من  "طائفي طائفي" الى "طائفي علماني" وذلك بالتنسيق والانسجام مع روح الثوابت الجوهرية التي اعتمدتها وثيقة الطائف ومضمونها. وفي هذا السياق العمل على ادخال بعض التعديلات الدستورية لتعزيز الثقة وتأمين التوازن بين كل المكونات السياسية والاجتماعية الوطنية.

- تأكيد رفض التوطين الفلسطيني في لبنان، وربط اعطاء الحقوق الانسانية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان بهذا الرفض، من خلال اتفاق يبرم بين الدولة اللبنانية وعرابة القضية الفلسطينية في لبنان، مؤسسة "الاونروا" التابعة للأمم المتحدة، والتي يفترض ان تلعب دورين في هذه العملية: الضامنة والمتضامنة في حسن تنفيذ الاتفاق، والرقيب للحؤول دون تحويل مضمون هذا الاتفاق بعد فترة من الزمن، الى توطين فعلي".

اعطاء حق الجنسية اللبنانية بصورة عامة وشبه حصرية الى الاشخاص المتحدرين من أصل لبناني والموجودين في دول الانتشار.

- تأكيد ضرورة وضع قانون انتخابات منبثق من مشروع الوزير فؤاد بطرس والآخذ في الاعتبار الاصول العلمانية المشار اليها في وثيقة الطائف، تشجيعا لتنشيط أحزاب وطنية مستقلة، ولتحسين أدائها السياسي وتأمين مراقبتها من خلال اعتماد مبادئ المساءلة والملاحقة.

- تأكيد ضرورة توافق القيادات الوطنية على قانون "الحياد الايجابي" على ان يستعمل مضمونه في الحالات الاستثنائية الآتية فقط:

عندما يواجه لبنان، اقليميا او دوليا، مواضيع خلافية حادة يمكن ان تسبب انشقاقات على الساحة السياسية الداخلية وتهديدا للاستقرار والسلم الاهلي والثوابت الدستورية الوطنية.

عندما تطول تلك الازمات لفترات زمنية تتخطى المهل الملحوظة في القانون الخاص العائد الى هذا الموضوع.

- تأكيد تثبيت النظام الاقتصادي الاجتماعي الحر والمتوازن وتطويره.

- تأكيد ضرورة تطبيق أصول اللامركزية الادارية والاجتماعية والثقافية والبيئية والاقتصادية.

- تأكيد ضرورة تشجيع الانفتاح الاقتصادي من خلال تحويل كل لبنان الى "منطقة حرة واحدة"، والتخلي عن المداخيل الجمركية والاكتفاء بضريبتين فقط لتمويل الخزينة هما: ضريبة الدخل والضريبة على القيمة المضافة (مع درس وتحديد نسب الاجزاء التي سيدفعها اصحاب العلاقة تطبيقا للنظام الجديد المشار اليه اعلاه، وعلما ان هذه النسب ستكون متفاوتة لكل قطاع اقتصادي، انسجاما مع الرؤية الوطنية المقرر تنفيذها).

- تأكيد ضرورة وضع برنامج وطني خماسي متكامل، في القطاعين العام والخاص، لتشجيع استثمارات اللبنانيين المنتشرين حول العالم في مشاريع انمائية اقتصادية على كل الاراضي اللبنانية، واعطائهم الاولوية اذا أتت عروضهم منافسة في الاداء والنوعية مع مستثمرين غير لبنانيين، وتسهيلات ضريبية وجمركية في حال تنفيذ تلك المشاريع.

- تأكيد الدور الاقليمي المميز للبنان في القطاعات الآتية:

مركز مصرفي وملجأ مالي مستقر وآمن، منارة صحية اقليمية تتميز بنوعية الاستشفاء ومستوى الاطباء، مخزن اقليمي للثروة الثقافية التربوية المدرسية والجامعية والاعلامية، ومنبر لتداول الثقافات، ومقر لتفاعل دور نشر شرقية وغربية من أجل تعريف ونشر كتب وثقافات من العالم، وعاصمة لكل انواع الفنون، مركز سياحي وخدماتي متنوع.

- تأكيد استقلالية القضاء، وفصل الجسم القضائي عن السياسة وصون حرياته، وتطوير القوانين وأصول المحاكمات، محافظة على السلم الاهلي والاستقرار الامني والاقتصادي، وتشجيعا للاستثمارات اللبنانية والاجنبية.

- تأكيد اعتبار الجيش اللبناني المرجع الحصري لاستيراد السلاح، والدفاع عن الوطن، والتنسيق مع "المقاومة اللبنانية" التي تساند الجيش لتأمين الدفاع عن الارض والمواطن، او لتقوم بعمليات محددة وفي ظروف خاصة واستثنائية.

- تأكيد ان الامن والسلم الاهلي هما من مسؤوليات الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والاجهزة الاخرى التابعة لوزارة الداخلية.

- الانتقال بعد تثبيت كل المراحل المذكورة اعلاه من الجمهورية الثانية الى الجمهورية الثالثة.

وفي ختام هذا التوصيف، لا بد من التأكيد ان المسيحيين اللبنانيين ما زالوا يؤمنون بوطن الرسالة و"بمعادلة أبدية كيانية"، لا يجوز لأحد ان يفرط بها او أن يتخلى عنها، فالاعتداء عليها سيكون بمثابة "انتحار وطن وقوم وتاريخ". أما التعبير عن هذا الواقع فيمكن تلخيصه بالآتي: "... ان الوجود المسيحي في لبنان من الوجود الاسلامي، كما أن الوجود الاسلامي في لبنان من الوجود المسيحي، فلا استقلال ولا سيادة ولا حرية، إلا بتعايش مستقر ونمو متوازن بينهما".

 

الراي": محققون يحتجزون طائرة في نابولي بعد تعرضها لاطلاق نار في مطار بيروت

ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية ان طائرة رجل أعمال كويتي تخضع في مطار نابولي لمعاينات من قبل محققين دوليين بعد تعرضها لاطلاق نار اثر اقلاعها من مطار بيروت الدولي.

وعلمت "الراي" من مصادر امنية اوروبية ان محققين دوليين في مطار نابولي، يجرون تحقيقات في قضية اطلاق رصاص على طائرة خاصة من طراز "تشالنجر - 604" كان رجل اعمال كويتي يستقلها بعيد اقلاعها من المطار في بيروت قبل ثلاثة اسابيع.  الطائرة اصيبت برصاصات عدة، لكنها تمكنت من متابعة رحلتها من بيروت إلى نابولي حيث وضع المحققون الطائرة المستأجرة من رجل الاعمال الكويتي تحت الحجز.  وذكرت المصادر الامنية ان افراد طاقم الطائرة خضعوا للتحقيق ثم تمت تخليتهم بعد سماع افاداتهم.  ورجحت المصادر إما ان الرصاص اطلق على الطائرة من المناطق الملاصقة لمطار بيروت بقصد توجيه رسالة ما، وإما ان الطائرة اصيبت برصاص عشوائي خلال مباريات كأس العالم حيث عمد لبنانيون إلى اظهار فرحهم او غضبهم من نتيجة المباريات باطلاق الرصاص في الهواء. وفي الحالتين تبين للمحققين ان هناك ثغرات كبيرة في مطار بيروت ومحيطه. وهذا يثير قلق المجموعة الدولية كثيرا.  واوضحت المصادر ان التحقيق سيستغرق اسابيع عدة. وان المحققين يركزون على معرفة نوع الرصاص المستخدم والمسافة التي انطلق منها وتحديد الزاوية والمكان

اللذين اطلق منهما

 

 

 

 

 

كيف يشكر «حزب الله» فرع المعلومات ويتّهمه في خطاب واحد؟

اسعد بشاره

الديار

بعد وقت قصير من بدء قوى الامن الداخلي كشف شبكات المتعاملين مع الموساد الاسرائيلي كان حزب الله قد اتخذ قراراً بفتح صفحة جديدة مع فرع المعلومات.

ولم يكن ذلك الا في خانة «تحصيل الحاصل» اذ ان حزب الله المستهدف الاول من هذا الموساد وجد ان جهاز أمنه الوقائي وأن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني قد اضيف اليهما جهاز ثالث ليس بالضرورة اكثر فاعلية او قدرة بل ربما اكثر تدريباً واستحواذا على المعدات التقنية المتطورة القادرة على التعقب والملاحقة لعملاء اسرائيل.

وبسحر ساحر بلع حزب الله اتهاماته لفرع المعلومات بأنه كان خلال حرب تموز يتعقب اتصالات السيد حسن نصرالله وينسى الحزب كل الاتهامات السابقة وشاهد اللبنانيون على قناة المنار في نشرة الاخبار المسائية اللواء أشرف ريفي يتحدث عن انجاز اكتشاف شبكات العملاء.

وليس هذا ما جرى فحسب انما طال مسلسل المدح والشكر لفرع المعلومات (شكره السيد نصرالله مراراً) التحدث عن اخطار محدقة تتهدد من رعوا الجهد الذي اوصل الى تفكيك شبكات العملاء وعلى رأسهم اللواء ريفي والعقيد وسام الحسن وهي اخطار حقيقية نسبة لما قام به فرع المعلومات من هدم للبنية التجسسية ولما سيقوم به مستقبلا.

وليس سراً ان ما نفاه حزب الله حول اكتشاف ثلاثة عناصر داخل الحزب (ليسوا في صلب القيادة) مخترقين لصالح اسرائيل لان هذا النفي لا يعكس الحقيقة وهي ان الحاج وفيق صفا تسلم اسماء هؤلاء من فرع المعلومات في اجتماع ضمه واللواء ريفي والعقيد الحسن وانه استمهل وبحث الامر مع قيادته ثم عاد ليشكر من اعطى هذه المعلومات التي ادت الى خنق الاختراق في مهده وربما لو كان استطاع هؤلاء ان يوسعوا عملهم لتسببوا بأضرار فادحة للحزب لانهم يعملون من الداخل وهنا تكمن خطورتهم.

وليس سراً ايضاً ان فرع المعلومات الذي بات يعمل كجهاز امن متطور (يضم كادره اكثر من الف عنصر) استطاع ايضا وعبر وسائل متعددة، منها وسيلة تعقب الاتصالات، ان يكشف بعض المتعاملين مع اسرائيل داخل مخيمات فلسطينية في سوريا نفسها ثم نقل المعلومات الى السلطات السورية عبر ملف نقله رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الرئيس بشار الاسد.

هذا هو جهاز المعلومات الذي شكك فيه حزب الله كثيراً ثم شكره كثيراً وهو اليوم يتهمه اتهامات خطيرة بشأن العميل شربل قزي، اتهامات لم تتطرق ابداً الى ما نشره فرع المعلومات في وسائل الاعلام عشية تصريح السيد نصرالله وفيه أنه رصد شربل قزي وراقبه وطلب data base الخاصة به ولم يستجب الطلب.ويبقى السؤال: كيف يشكر حزب الله هذا الجهاز وكيف يشكك بعمله في الخطاب ذاته واذا كان حزب الله يعترف لفرع المعلومات بأنه فكك الشبكات الاسرائيلية فكيف يصح التلميح الى اشياء اخرى وعلى حزب الله بالتالي ان يختار خياراً من اثنين: اما اعلان الحقائق عن العملاء الكبار او ترجمة مواقفه المثنية على جهد كشف شبكات العملاء الى افعال.

 

 

 

 

مفارقات في مشهد العلاقة بين «البيك» والشيخ» مع حلفاء الماضي

آذاريّون يتفهّمون «وضعية الحريري ويُمارسون ضبط النفس مع جنبلاط»

الديار

ابتسام شديد

قد لا يكون الواقع القائم اليوم بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط من جهة والحلفاء الآذاريين مسألةً طارئة أو مشهداً لم تألفه الأوساط السياسية بعد، إلا ان الواضح ان ثمة مفارقات كثيرة تحكم المشهد بين«البيك» والشيخ« وحلفاء ثورة الأرز في الحقبة السياسية الماضية . فالأكيد ان الحريري حسب مصادر معارضة لم يعد في الموقع ذاته الذي كان«يتمركز« فيه الى جانب قوى 14 آذار أيام«عز الثـورة الآذارية» ،وبعد أفول نجمها الـشهـير ،إلا أن ألأكيد أيضاً ان رئيس الحكومة الذي أنجز مؤخراً زيارته الدمشقية الرابعة وختمها بلقاءات«ممددة» وإضافية على جدول المحادثات المطولة مع الرئيس الحريري وحيث بات«أركانه» من الزوار الدائمين للعاصمة السورية ،لم يعد الشخص نفسه الذي سعى في المرحلة الماضية الى الحفاظ على«الخيط» الأساسي الذي يجمعه بقوى أساسية في14 آذار ، وثمة معلومات مؤكدة بأن الحريري أعاد تموضعه في الآونة الأخيرة لكن دون أن يقطع مع رموز و«صقور» الفريق الآذاري الذين يتمسك بهم الحريري وفي مقدمهم القوات اللبنانية ،وهذه الواقعة يرددها آذاريون يناقشون في مجالسهم الخاصة الوضعية السياسية لفريقهم ومستقبل العلاقة مع الحريري خصوصاً وأن البلاد مقبلة على أحداث وتطورات قد تكون دراماتيكية بعد صدور القرار الاتهامي للمحكمة الدولية، وعليه فإن هؤلاء يرون في موقع الحريري ما قد لا يكون يشبه نفسه بعد القرار الظني الذي قد يدين فريق سياسي لبناني ، ويصف الآذاريون الواقع بينهم وبين الحريري بأنه«ممتاز» ،لكنه قد يشهد تحـسناً في المرحـلة المقبلة تبعاً للأحداث ،مشبهين انقطاع بعض الكوادر و«الصقور» وانكفائهم عن قريطم بأنه«افتراق قسري» فالحريري يتصرف كرجل دولة ومسؤوول«صف أول» في الملف اللبناني الشائك والمتعرج ، وهو بالتالي يوازن مواقفه بما يرضي كل الأطراف ولا يزعج أي فريق لبناني أو دمشق التي يرى الآذاريون ويقرون بتحسن علاقته معها من دون أن يكون ذلك على حساب الأطراف والأصدقاء أو الحلفاء . ومن هذا المنـطلق جاءت مـحادثات الحريري في سوريا شاملة بحيث تطرقت الى المحكمة الدولية وخطاب السيد حسن نصرالله فيما كان آذاريون أثناء الزيارة يـخوضون حرباً داخلية على خـلفية خـطاب الـسيد ، وهذا بحد ذاته عامل يريح الفريق الآذاري.

الأمر يبدو أكثر وضوحاً على المقلب الجنبلاطي ، فرئيس التقدمي مستمر كما يقول الآذاريون ماضٍ في تقديم أوراق اعتماده لدى حلفائه الجدد من دون اي تردد او إلتفاتةٍ الى الوراء، وفي طليعة الأوراق كان لابد من فك الارتباط مع الحلفاء المسيحيين في 14 آذار الذيت يهاجمهم جنبلاط عند كل مفترق واستحقاق.

في مطلق الأحوال ،فان مسيحيي 14 آذار يمارسون كما تقول أوساط سياسية تدور في الفلك الآذاري«سياسة ضبط النفس» مع جنبلاط ويحاذرون الانزلاق في متاهات او زواريب«فتنة» او مواجهة قاسية وبدون اهداف مع الزعيم الاشتراكي الذي انقلب 180 درجة في سرعة قياسية ، وبالنسبة الى الآذاريـين فان جـنبلاط حـر في خياراته السياسـية وفي الانتقال الى أي ضفة سياسية او جانب يريحه على حساب قناعاته التي يبدو أنه يضعها على الجانب الآخـر. لكن التعرض للكرامات«خط آخر» ممنوع المساس به ،وفي كل الأحوال فان جنبلاط برأي بعض الآذاريين أنجز كل تحولاته وتموضعاته الجديدة لكنه لم يتجاوز الخـطوط الحمراء بعد مع حـلفائه السابقين، وهو لا يـزال يحتفظ بصداقات واسعة لدى الفريق الآذاري ، وان كان جنبلاط ابتعد كثيراً في السياسة عن زملاء الخط السـابق.

 

 

هرب الضابط المتقاعد غسان الجد ومهندس إتصالات من آل خريش

الوضع صعب ومعقد والرياض وأنقرة ودمشق تعمل على التهدئة

مؤتمر صحافي لنصرالله اليوم يكشف أموراً خطيرة ويعرض المرحلة السابقة

على أثر اعتقال العميلين شربل قزي وطارق الربعة، تابعت الاجهزة الامنية ملاحقاتها لبعض عناصر شبكة عملاء، فما ان راقبت منزل الضابط المتقاعد غسان الجد حتى كان قد توارى عن الانظار وسافر بطائرة من بيروت الى فرانكفورت، والعميد المتقاعد غسان الجد كان من الضباط اللامعين في الجيش اللبناني وله خبرة هامة في سلاح الهندسة ولدى حضوره الى منزله اخبره ابنه ان سيارة من الاجهزة الامنية جاءت تسأل عنه فقبع في المنزل مدة 10 دقائق، ثم غادر الى مطار بيروت واوقف سيارته في المرآب واشترى تذكرة السفر من المطار مغادرا على اول طائرة الى فرانفكورت.

وتقول الاجهزة الامنية ان لديها معلومات هامة أوصلتها الى ان العميد المتقاعد غسان الجد كان من العملاء الناشطين، لكنها لم تستطع توقيفه بسبب سفره.

اما مهندس الاتصالات من آل خريش وهو من عين ابل فقد غادر مطار بيروت متوجها الى لندن، وتم توقيف رفيق له اوصله الى المطار، وجرى التحقيق معه وقد افاد بأن صديقه من آل خريش طلب منه ايصاله الى المطار وهو لا يعرف شيئا عن عمالته، وقد أبقي رفيقه قيد التحقيق.

في هذا الوقت وبعد تسلم الاجهزة الامنية جهازي خليوي لشربل قزي، تبين ان هنالك شبهة حول غياب تقنيين من شركات الاتصالات لا يزيد عددهم عن الاربعة، والاجهزة الامنية تبحث عنهم. وتقول معلومات خاصة بـ«الديار» ان بعض العملاء سافر الى الخارج ولا احد يعرف من هم، خاصة بعد الضجة التي احدثها اكتشاف عميل «ألفا» شربل قزي وبدء الحديث عن تعليق المشانق وتنفيذ حكم الاعدام. في هذا المجال، وعلى اثر خطاب السيد حسن نصرالله الاخير قام فرع المعلومات في الليلة ذاتها بكتابة أجوبته التي سلّمها الى وزير الداخلية زياد بارود حيث سيعرضها على مجلس الوزراء، وجواب المعلومات هي انها كانت ترصد رقم قزي دون ان تعرفه، وفي 9/6/2010 تم وضع رقم قزي على التنصت وعلى تحديد أماكن تواجده، ومع ذلك لم يتغير شيء في سلوك شربل قزي مما يعني انه لم يطلع على وضع رقمه على التنصت ولا وضع رقمه لتحديد أماكن وجوده، وقد طلبت شعبة المعلومات من وزارة الاتصالات اعطاءها الـ «داتا» فلم تسلم إليها بل تأخرت، وهذا هو الجواب الذي سيحمله وزير الداخلية زياد بارود، الى مجلس الوزراء.

اليوم يعقد سماحة السيد حسن نصرالله مؤتمرا صحافيا ويحاوره الصحافيون على الشاشة، حيث يتجمعون في قاعة ثانوية شاهد على طريق المطار ثم تعمل الوحدة الاعلامية في حزب الله على نقلهم من اجل طرح الاسئلة على الشاشة للسيد نصرالله، ويكشف اموراً خطيرة ويعرض المرحلة السابقة.

الوضع في لبنان معقد وصعب للغاية وتقول معلومات دبلوماسية ان الرياض وانقرة ودمشق تعمل على التهدئة، وقد زار دمشق امس الاول الحاج حسين خليل الذي اجتمع مع مسؤولين سوريين ومن المنطق ان يكون السوريون طلبوا التهدئة كما ان القيادة السورية نصحت الحريري بالحوار مع حزب الله والابتعاد عن اي تصعيد.

في المقابل، وفي بيروت قام رئيس الجمهورية بجهد مضنٍ كبير لاستيعاب الازمة فاجتمع مع قيادات عديدة طالباً منها التهدئة واعتماد لغة السلم الاهلي والحوار الهادئ.

ويبدو ان جهد الرئيس سليمان اعطى نتائجه بدليل بيان نواب كتلة الوفاء للمقاومة الذي جاء هادئاً كما غابت التصريحات العنيفة عن الساحة، لكن اللافت ان نواب حركة امل الذين التزموا الصمت بالايام الماضية اشتركوا امس بتصريحات هجومية شبيهة بتصريحات نواب حزب الله خلال الايام السابقة.

 

دمشق وضعت حزب الله بأجواء المحادثات مع الحريري

بعد ان عممت العلاقات الاعلامية في حزب الله على عدد من وسائل الاعلام عن اطلالة اعلامية للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نهار الاحد في 25 تموز، دفعت التطورات السياسية المتسارعة والهامة السيد نصرالله الى تقديم موعد كلامه الى اليوم الخميس خلال مؤتمر صحافي عند الساعة الثامنة والنصف مساء، وقد وصفت العلاقات الاعلامية في حزب الله المؤتمر الصحافي بالهام. وعلمت «الديار» أن السيد حسن نصرالله سيحذر من الذين يخططون للفتنة وكلامه الاسبوع الماضي جاء للتحذير، ولم يقصد أطرافاً معينة عندما تحدث عن العملاء. واذا كانوا يعتبرون ان كلامه عالي السقف فهو سيستمر بتوضيح الامور ووضع النقاط على الحروف، خصوصاً ان الوضع خطير ولا يحتمل المهادنة.

من جهة اخرى، وضعت القيادة السورية المعاون السياسي للسيد نصرالله حسين خليل بأجواء لقاءات الرئيس الاسد مع رئيس الحكومة سعد الحريري، لكن اللافت ان دعوة رسمية سورية وجهت للمعاون السياسي لنصرالله لزيارة دمشق لاطلاعه على اجواء اللقاءات، علماً ان المستشارة الاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد كشفت بأن المحادثات بين الرئيس الاسد والحريري تطرقت الى تداعيات عمل المحكمة الدولية، كما اشارت الى زيارة قريبة للرئيس الاسد الى بيروت لكنها لم تكشف عن موعدها.

وذكرت مصادر متابعة ان القيادة السورية نصحت الرئيس سعد الحريري بفتح ابواب الحوار مع حزب الله والعمل على تهدئة الاجواء المتشنجة في بيروت لكن مصادر متابعة اخرى اشارت الى ان الحوار بين حزب الله والمستقبل لا يمكن ان يعود الى مساره الطبيعي قبل وقف السجالات وتحديداً حملة نواب المستقبل وحلفائه على حزب الله، وخصوصا ان السيد نصرالله طرح تساؤلات طالبا الاجوبة عليها فقط، وهو لم يقم بتخوين احد او اي طائفة او مذهب لبناني. كما ان حزب الله لا يهدف من وراء حملته اسقاط الحكومة او النيل منها، لكنه يتعرض لحملة تحت ستار القرار الظني للمحكمة الدولية والتسريبات المعروفة في هذا المجال، وهو لن يقف متفرجاً امام هذه الحملات والمعلومات التي تصله عن عمل المحكمة الدولية.

وتسأل مصادر في المعارضة، كيف يمكن لحزب الله ان لا يقلق في ظل معلومات عن طلب بلمار من قيادة الجيش اللبناني ضرورة تشكيل فرقة من 200 جندي للقيام باعتقال الذين سيصدر القرار الظني بحقهم في ايلول وهم من حزب الله، وان قيادة الجيش رفضت الامر واعتبرت هذه المسألة من اختصاص الضابطة العدلية؟

وكيف يمكن لحزب الله ان لا يقلق، في ظل إشراف جيفري فيلتمان على عمل المحكمة وقرارها بعد اجتماعه الاخير مع بلمار في واشنطن؟

وكيف يمكن لحزب الله ان لا يقلق عندما نقل رئيس المحكمة انطوان كاسيزي للمسؤولين اللبنانيين عن اتجاه لدى المحكمة لاتهام عناصر من حزب الله باغتيال الحريري، واثر ذلك على البلاد؟ كلها اسئلة سيرد عليها الامين العام لحزب الله مساء اليوم في مؤتمره الصحافي.

تنسيق تركي ـ سعودي

الى ذلك، وصلت معلومات الى بيروت بأن الرياض اجرت تنسيقاً مع انقرة للقيام بالاتصالات الدبلوماسية الاقليمية المطلوبة لتحسين الواقع السياسي في لبنان بعدما كان تراجع في الايام الماضية.

وعلم ان التحرك التركي السعودي سيشمل في مرحلة اولى دمشق حيث سيجري طلب مساعدة سوريا من اجل احتواء التوتر في لبنان وعدم حصول مشاكل امنية متعلقة بصدور القرار الظني للمحكمة الدولية.

وعلم ان الرياض طلبت عبر القنوات الدبلوماسية من واشنطن المساعدة في هذا المجال، واشارت المعلومات الى ان القنوات الدبلوماسية السورية السعودية كانت مفتوحة بشكل قوي خلال المرحلة الاخيرة لا سيما على الوضعين العراقي واللبناني.

اقتراحات ووساطات

لم تستبعد مصادر سياسية في بيروت ان تستقيل الحكومة لفتح الطريق أمام تشكيل حكومة جديدة قادرة على استيعاب القرار الاتهامي للمحكمة الدولية.

وعلم انه منذ صدور كلام السيد حسن نصرالله حاول بعض الوسطاء في الداخل ايجاد قواسم مشتركة من اجل تجاوز المرحلة المقبلة بكل صعوباتها، ومن الافكار التي طرحت ان ترفض هذه الحكومة القرار الاتهامي للمحكمة في حال صدر كما يشاع، إلا ان هذا الاقتراح سقط كون رئيس الحكومة قد أكد سلفا انه يقبل بأي قرار يصدر عن المحكمة.

اما الفكرة الثانية فهي ان تفسح هذه الحكومة المجال امام قيام حكومة جديدة مهمتها ضبط الوضع.

مجلس الوزراء

الى ذلك اعلن وزير الاعلام طارق متري بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء ان المجلس وافق على رفع تقرير مفصل عن العملاء الى مجلس الامن الدولي باعتبارهم خرقا للقرار 1701 واعتداء على السيادة اللبنانية. وشدد على معاقبة العملاء بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والسياسية والمناطقية. كما وافق مجلس الوزراء على تأليف لجنة لمراقبة الاتصالات. وذكرت مصادر وزارية ان جو الجلسة كان هادئاً جداً، والحوار كان في إطار التهدئة وان رئيس الجمهورية الذي يقوم بسلسلة لقاءات لتخفيف الاحتقان دعا خلال الجلسة الى التضامن الحكومي وقد ساهم في نشر اجواء الهدوء على طاولة مجلس الوزراء. كما ان كلمة الرئيس الحريري، جاءت هادئة، حيث دعا ايضا رئيس الحكومة الى الهدوء في هذه المرحلة الصعبة والابتعاد عن السجالات. وخلال الجلسة قالت المصادر ان وزير الزراعة حسين الحاج حسن قدم مداخلة شرح فيها ان كلام السيد حسن نصرالله لا يستهدف طائفة او مذهباً ولم يخوّن احداً بل طرح تساؤلات عن المحكمة. اما وزير الداخلية زياد بارود، فقد قدّم تقريراً عن الاسئلة التي طرحها السيد حسن نصرالله عن العميل شربل قزي، فيما اكد وزير الاتصالات انه قدم الى وزارة الداخلية وفرع المعلومات كل ما طلبوه.

 

كلام جعجع ونواب «القوات» و«المستقبل» يؤكد النوايا السيئة ضدّ المقاومة ويُجافي الحقائق

ياسر الحريري/الديار

عجيب وغريب امر نواب تيار المستقبل والقوات اللبنانية ،وعجيب غريب امر قيادة تيار المستقبل من المواقف التي هاجمت العلامة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله فالسيد تحدث باسهاب عن قضية خطيرة بات القاصي والداني يعلمها والعدو الاسرائيلي ينظّر ويخطط لها وهؤلاء النواب بدل ان يفتحوا نار تصاريحهم على رئيس اركان جيش العدو الاسرائيلي عمدوا الى فتح النار على قائد المقاومة التي هزمت اسرائيل .

والاسئلة كثيرة وكبيرة حول العملاء ومن يغطيهم او من يحاول بوضوح التخفيف من جريمتهم النكراء هذا في الوقت الذي اذا لم تعلّلق المشانق فيه من يضمن ان الناس لن تبادر الى أخذ حقها بيدها ان من ىعملاء الاتصالات كائن من كان مستواهم السياسي او الامني او الشعبي ،فالحقيقة ان الضجة التي يفتعلها نواب المستقبل والقوات اللبنانية ليست حول الكلام الذي قاله السيد نصرالله حول المحكمة لانه لم يقل ما يثير خصوصاً ان المحكمة باتت واضحة في توجهاتها السياسية وفي قراراتها القضائية ومعروفة لمن تخضع في عملها طالما انها تمنعت عن الاتيان بشهود الزور الذين لفقوا الاتهامات ضدّ الناس وها هم يتجولون في افخم الفنادق العالمية ثم تبين براءة الضباط الاربعة والان تبين ان عملاء الاتصالات الجهة التي زودت العدو الاسرائيلي كما زودت بذات الوقت المحكمة الدولية بملايين المكالمات الهاتفية الحقيقية والمزيفة وانهم قدموا خدمات خطيرة للعدو الاسرائيلي من داتا وامكانية اتصال العدو من اي رقم خلوي حتى وان كان الخط اي الشريحة مقفلة او ليست موضوعة في الهاتف وهذا باعتراف الخبراء في شركة الفا هذة الشركة المعروفة المالكين منذ ان تأسس القطاع الخلوي في لبنان ومعروف لمن ينتمي العملاء وما هي توجهاتهم الساسية وهم يعلقون صور من ينتمون اليهم في منازلهم الا اذا اجبرهم البعض على نزع هذة الصور منذايام من صالوناتهم .

المصادر المتابعة بدقة لهذا الملف ترفض كلام الدكتور سمير جعجع الذي ادلى به للزميلة ال«ام تي في» وترى ان هناك محاولات واضحة لقلب الحقائق اي محاولات للتعمية السياسية والمنطقية للحقيقة بدليل الهجوم غير الموضوعي على الجنرال ميشال عون عندما حمله جعجع مسؤولية اي حادث تتعرض له المناطق المسيحية ، فهذة اللهجة التقسيمية المتكررة من رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية غير مقبولة من المرجعيات وقد سجلت مرجعيات مسيحية رسمية كبيرة امتعاضها من هذة التعابير ،وكأن التقسيم الجغرافي واقع في حسابات الدكتور جعجع لا محالة وتقول ليس في لبنان مناطق اسلامية ولا مسيحية بل مناطق لبنانية وهذة اللهجة لها اهدافها الامنية اكثر مما هي تنبيه للعماد عون والحقيقة يجب ان تقال وهي ان مواقف جعجع ومواقف بعض نواب المستقبل هي تأكيد على ان هذة المجموعة السياسية ما تزال منخرطة في مشروع محاصرة المقاومة لضربها مع جمهورها وشعبها وحلفائها ولا يعقل ان يخرج السيد نصرالله لينبه الجميع ويدعو للحذر مما يحاك من فتنة ضدّ الاستقرار في لبنان ثم نجد برأي المصادر السياسية الرفيعة المستوى في قيادة المعارضة ان نواب المستقبل والقوات يطلقون النار دون التأني في فهم ما قاله نصرالله بصرلحة ويعمدون الى تلقي الخطاب ويباشرون في الهجوم والتهديد وبذلك يحققون تحليلات اشكينازي وهنا اخطأ الدكتور جعجع عندما رمى هذا الامر بملعب الفريق المعارض او بملعب حزب الله بالتحديد عندما تحدث عن كلام اشكينازي اذ لو كانت النيات سليمة لجرت مناقشة كلام السيد نصرالله بنفس المنطق الهادئ الذي نبّه الجميع اليه.

المصادر تؤكد ان زيارات الرئيس سعد الحريري الى دمشق يجب ان تكون منتجة بالفعل وليس على طريقة زيارات الرئيس امين الجميل في عهد الرئيس حافظ الاسد حيث بلغت القمم 12 قمة لبنانية سورية والاتفاقات كانت هامة الكلامية بالتحديد منها وبالنتيجة لم يتحقق شيئ لأن القمم مع رهانات او مع تحليل بأن نحيّد سوريا عن الصراع ونحشر حزب الله ،فهذا التحليل لن ينفع مع خطواته اصحابه لأنه مكشوف امام السوريين واللبنانيين العقلاء الذين تمرسوا بالعمل الوطني والسياسي وبالتالي المشروع الاسرلئيلي - الاميركي واضح المعالم للفتنة في لبنان وعلى من يريد ان يشتغل بالسياسة ويواصل مسيرته ان يفهم ان الرهان على هؤلاء لن يجدي نفعاً،وسيهزم المشروع الاسرائيلي مجددا في لبنان وكذلك الاميركي لكن هذة المرة مع كل تحالفاته السيايسة الداخلية والاقليمية.

 

الرئيس امين الجميل عبر اخبار المستقبل: كلام نصرالله خطير وكأنه يقوم بـ7 ايار جديد وهو لا يرعبنا لكنه يخلق خوفًا على الوطن وقد برهنا باحلك الظروف قدرتنا على تحمل المسؤولية على رغم الجحافل ووقفنا وواجهنا وانتصرنا             

Kataeb.org: ردّ رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل على موقف السيد حسن نصرالله ورأى أنه اذا اعتبر ان المحكمة الدولية مشروع اسرائيلي فان اول من طرح هذا المشروع هو الرئيس اميل لحود وبعده جنبلاط وبالتالي فإنه يتوجه عبر موقفه هذا الى حلفائه.

واعتبر ان نصرالله ينفذ 7 ايار جديد عبر خطاب استباقي خطير لأن معطيات 7 ايار 2010 مختلفة عن معطيات 2008 حين كانت الساحة مفتوحة.

واشار الى أن نصر الله اختزل المؤسسات كلها، لافتًا الى أن موقفه طبيعي من المحكمة الدولية سائلاً اياه لماذا لم يكن ضدها منذ بداية طرحها.

واضاف في حديث لبرنامج الاستحقاق عبر اخبار المستقبل:"ربما استجواب بعض عناصر حزب الله ولّدت عند نصرالله الريبة".

وكشف عن التواصل الايجابي مع حزب الله قبل حرب تموز 2006، بعدها حصل انقلاب جذري في موقفه من موقع لبنان تجاه المحكمة الدولية.

ورأى ان ثمة خيارين، "اما الدخول بسجال مع حزب الله مما يزيد الشرخ او الاجابة على مواقفه عبر التشبث بالمؤسسات وفعاليتها لاسيما بالمحكمة الدولية واعطائها الدعم اللازم."

وابدى الرئيس الجميل الشك في قبول المجتمع الدولي نسف المحكمة الدولية وتعطيل مسارها، سائلا حزب الله عن البديل منها.

وتابع:"ثمة عائلات اخرى غير عائلتي متألمة من الاغتيالات وتنتظر جوابًا. استشهد كثيرون سابقًا وعُطلت العدالة، انما هناك فرصة اليوم امام لبنان لاحقاق الحق." طالبًا من نصرالله اعطاء اهالي الشهداء ورفاقهم البديل من هذه المحكمة. وسأل"هل البديل منها هي المحاكم اللبنانية في ظل ما تتعرض له من اتهامات من قبل حلفائه؟ معتبرًا أن القضاة الدوليين من انزه القضاة في العالم.

وسأل عما اذا كانت مواقف نصرالله من المحكمة الدولية للتعطيل فحسب كما عطل المؤسسات اللبنانية، مشيرًا الى أن مسار حزب الله هذا يقوم على العبثية من دون تقديم البدائل، الا في موضوع الجيش حيث البديل هو المقاومة.

واضاف:"ليست المرة الاولى التي نمر فيها بهذه المعاناة والظروف والتحديات والعواصف وقد صمدنا ولا خيار امامنا سوى الصمود، الى ذلك فإن الشعب اللبناني ليس طيعًا لما يريد حزب الله."

ورأى أنه لو استمرت حرب 7 ايار لانقلب السحر على الساحر اذ لو احتل نصرالله البيوت يومها لكان انتصاره فخًا اوقع نفسه فيه.

وشدد على أن بعض اللبنانيين يريد المحفاظة على كرامته ووطنه بلدًا للحريات وليس قابلاً للخضوع لهذه الافكار العبثية. مؤكدًا ان الكتائب تبشر بثقافة السلام والحوار وبثقافة الدفاع عن النفس ايضًا.

واكد أن الساحة ليست متاحة لحزب الله على رغم امكاناته والسلاح والدعم الاقليمي له. مشددًا على أن كلام نصرالله لا يرعب الكتائب لكنه يخلق خوفًا على الوطن خصوصًا انها برهنت باحلك الظروف قدرتها على تحمل المسؤولية على رغم الجحافل ووقفت وواجهت وانتصرت.

واعتبر ان "لا خيار امام حزب الله سوى الهدوء والجلوس معنا للتفكير في موضوع المحكمة. فانا آخر من يقبل تسييسها والا تكشف من قتل كل شهداء لبنان."

وردًا عن سؤال حول كلام نصرالله عن ايواء العملاء، قال:"لا نريد نكء الجراح والتحدث عن البيئة التي كانت حاضنة للاجتياح الاسرائيلي في 1982 اذ ان التطرق الى هذا البحث يصنف الشعب اللبناني. يجب تقدير تضحية الذين استشهدوا من اجل لبنان لكن هذه الاملاءات لا تفيد السيد نصرالله خصوصًا اننا نعرف ظروف 1982 واين نثرت الورود في الجنوب."

واضاف:"رهاننا ورهان حلفائنا على الجيش اللبناني والمؤسسات الشرعية اللبنانية وهذا هو ملاذنا في اي لحظة. وعندما يُحكى عن تطهير بعض الجيوب في المناطق المسيحية فإن هذا الكلام هذيان ولا يستحق الاجابة عليه. فنحن نلتف حول قوانا الشرعية ويا ليت يفعل الجميع المثل، لوفرنا عندها الكثير من المطبات على الوطن."

وبالنسبة الى العلاقة مع سوريا، قال:"موقف الكتائب واضح فنحن نصر على افضل العلاقات مع سوريا والعلاقات بين الحكومتين. وقد شجعنا الرئيس الحريري على البحث في الامور الخلافية مع سوريا من ضمن الاطار الحكومي. وكذلك لدينا ملء الثقة بالوزراء الذين وقعوا بالامس الاتفاقات معها ونحن ندعم هذا التقدم على صعيد العلاقات." مشيرًا الى أن ثمة قضايا تحققت من حيث الانسحاب السوري والمحكمة الدولية وتعديل بعض الاتفاقات، آملاً في معالجة القضايا الاخرى العالقة وابرزها المفقودين اللبنانيين في سجونها، هذا الملف الذي يعتبر خطوة بعيدة لتحقيق اطيب العلاقات بين الشعبين خصوصًا انها قضية انسانية. اضافة الى ترسيم الحدود في مزارع شبعا لان ذلك اساسي في استقرار الجنوب خصوصًا في ظل القرار 1701 الذي يحظى بتأييد الاطراف اللبنانية كافة. الى ذلك هناك ملف القواعد الفلسطينية عند الحدود وفي الناعمة والنزاعات المسلحة في بعض المناطق والتي يذهب ضحيتها اناس ابرياء.

وتابع:"بمقدار دعمنا الخطوات المحققة حتى اليوم نتمنى معالجة هذه الملفات الشائكة والمهمة كما لدينا ملاحظات على المعاهدة اللبنانية السورية والمجلس الاعلى اللبناني السوري."

وفي موضوع التنسيق اللبناني السوري على صعيد الملفات الخارجية، اعتبر انه يجب التنبه لها نظرًا الى الاختلاف في نظرة البلدين الى بعض الملفات. ودعم الرئيس الجميل التنسيق ببعض القضايا الخارجية شرط ان يكون لبنان سيد امره.

واضاف:"ثمة قضايا تستوجب الحذر لانه لا يمكننا الاصطفاف في كل الامور الخارجية الى جانب سوريا علمًا ان التنسيق في بعض القضايا يصب في مصلحة لبنان إن على صعيد السياحة أو الاقتصاد." وردًا عن سؤال، قال:"عندما تكون هناك فائدة من زيارتي دمشق لن اتأخر ولكن طالما ان العلاقة بين الحكومتين وبهذا المستوى فلنعط ثقتنا لهذا التواصل."

ودعا لعلاقة طيبة بين الشعبين اللبناني والسوري وليس فقط على صعيد الحكومتين. معتبرًا ان الصفحة بين الشعبين مؤلمة وتتطلب جهدًا لطيها، كما ان المطلوب من سوريا خطوات ايجابية ومتقدمة للوصول الى نتائج في هذا الاطار. وفي موضوع الملف الفلسطيني قال:"حصل هجوم على حزب الكتائب ومزايدات وسوء فهم لمواقفه. احد لا يزايدن على الكتائب في موضوع تفهم الموضوع الفلسطيني في لبنان والتضامن السياسي والانساني مع اللاجئين." اضاف:"واجهنا الفلسطينيين في احلك الظروف ولكن العلاقات لم تنقطع معهم على رغم النزاعات. عقدنا مؤتمر المصالحة والمصارحة مع الفلسطينيين في بيت الكتائب المركزي بحضور السفير عباس زكي والنائب اكرم شهيّب ممثلا النائب وليد جنبلاط وممثل من الحركة الوطنية وقد استمرت العلاقات بعد هذا المؤتمر لمتابعة الشؤون السياسية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان." ورأى أن من طرح مجموعة هذه المشاريع يضر بمصلحة الفلسطينيين في لبنان لانه يجب الا يطرح ملف حساس يعود الى سنوات طويلة في الشكل الذي طرح فيه. مشيرًا الى أن من يهمه مصلحة اللاجئين يجب ان يعمل بترو والجلوس بهدوء لمعالجة القضايا.

وتخوف الرئيس الجميل من ان تكون طريقة التعاطي مع الفلسطينيين لتشجيع فلسطينيي العالم على الاتحاد والتجمع في لبنان على انه الوطن البديل.

ورأى أن ما يحدث عنصران، اولا ثمة استباحة للبنان وليس حقوقًا، لأن الفلسطيني يحمل السلاح ويعيش فوق القانون وهو بالتالي يشجع كل فلسطينيي الشتات الى التمركز عندنا. الى ذلك عندما نتعاطى بدون دراية بهذا الامر نشجع التوطين في لبنان. وانطلاقًا من ذلك فإن ما نقوله انه يجب التمييز بين الفلسطينيين وتحديد من يستحق منهم هذه الحقوق.

وختم قائلا:" إن الحقوق المطروحة في هذا الشكل تلامس التوطين. يجب وضع حزام امان دستوري في القوانين المقترحة ونحن نطلب مقاربة كتائبية جدية وايجابية من دون تبييض للوجه ولا الصفحة إذ إن موقفنا واضح وعلاقتنا مع الفلسطينيين ايجابية. انما يجب وضع حقوق اللاجئين في اطار مقونن وسليم وعدم طرح الساحة اللبنانية كمجمع للفلسطينيين لا نعرف الى اين يؤدي بنا.

 

أهل السنّة ومهمات المرحلة الراهنة:

التمسّك بخيارات رفيق الحريري.. لإنجاح سعد الحريري!

المستقبل - الجمعة 23 تموز 2010 - نبيل خليفة

يعقد "تيار المستقبل" مؤتمراً عاماً في 25 و26 تموز الحالي في "البيال" بيروت. إنه أول مؤتمر عام وتأسيسي للتيار/الحزب لأنه يتناول كافة النواحي: الفكرية والسياسية والإستراتيجية والإدارية. هذه المتداخلة تتناول، من موقع جيو ـ سياسي، مهمات الحزب خاصة وأهل السنة عامة في المرحلة الراهنة، وتندرج تحت أربعة عناوين:

أولاً: الوضع الجيوبوليتيكي في المنطقة ومنها لبنان.

ثانياً: التحديات التي يواجهها أهل السنة في المشرق العربي، وفي لبنان خاصة.

ثالثاً: الخيارات التاريخية، بعناوينها الكبرى، التي اتخذها الشهيد رفيق الحريري، في مرحلة التحولات الكبرى وشكلّت منعطفاً في تاريخ لبنان الحديث.

رابعاً: كون هذه الخيارات التاريخية المعيار الوحيد لإنجاح مهمة ودور سعد الحريري، ليس كمجرد رئيس للحكومة اللبنانية وزعيم أهل السنة فقط، بل كقيادة وطنية في مرحلة مفصلية في تاريخ لبنان.

أولاً: الوضع الجيوبوليتيكي

في الشرق الأوسط

إذا كان علم الجيوبوليتيك يعني تحليل الصراعات بين القوى السياسية للسيطرة على/ أو للنفوذ في /مجال جغرافي معين، فإن منطقة الشرق الأوسط تمثل، كما قال خبير استراتيجي غربي، "مركز أزمة العالم. وإن لبنان يقع في نقطة مركزية من هذه المنطقة". هذا يعني باختصار أن كل القوى الإقليمية والدولية تسعى للسيطرة على المنطقة وان لبنان واقع في قلب الإعصار لأنه بفعل موقعه وتركيبته نقطة التقاطع والتلاقي والتصادم بين هذه القوى.

وإذا كانت القوى الغربية (أميركا وأوروبا) قد سعت، وتسعى دائماً لتأكيد نفوذها في المنطقة، تأميناً لمصالحها النفطية وحماية لأمن إسرائيل، فإن البارز على الساحة هو اندفاع قوى إقليمية (عربية وصهيونية وأعجمية وتركية) لتأكيد وبسط نفوذها أيضاً، مما يؤدي حكماًَ إلى تصادم التوجهات بفعل اختلاف المصالح واختلاف، بل تناقض الأيديولوجيات.

وحيث إن الصراع العربي الإسرائيلي هو الصراع المحوري الأول في المنطقة، تقوم إسرائيل بمحاولتين خطرتين:

الأولى: تحويل في جوهر هذا الصراع من كونه صراعاً وجودياً قومياً إلى ديني يهودي إسلاميّ

الثانية: خلق صراع بديل ديني- مذهبي بين السنة والشيعة بحيث يخسف الصراع العربي الإسرائيلي ويصبح هو الشغل الشاغل لسكان المنطقة والعالم.

ثانياً: التحديات التي يواجهها

أهل السنة في المشرق العربي

في سياق ما تقدم، يواجه أهل السنة في المشرق العربي جملة تحديات يمكن اختصارها كما يلي:

1 تآكل وترهل النظام العربي، الذي هو نظام عربي سني جرت هندسته بعد الحرب العالمية الأولى وكان طربوشه جامعة الدول العربية وزاويته الأساسية مصر العربية. فلا النظام تجدد، ولا جامعة الدول العربية جرى إصلاحها منذ ما قبل منتصف القرن العشرين.

2 الانعكاس السلبي لنتائج الحروب العربية الإسرائيلية، والوصول إلى وضع دولي/ إقليمي سمح بقيام صلح بين بعض الدول العربية وإسرائيل، وهو ما ولّد شعوراً بالمرارة والإحباط لدى قسم غير قليل من الشارع العربي السني باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية سنية إسلامية بامتياز!

3 تحسس الشباب العربي السني بمأزق الديموقراطية في بلدانهم. فهم يعيشون في بلدان فيها تسلط أكثر مما فيها سلطة، بسبب غياب الثقافة الديموقراطية.

4 إن قوة بل قدرة الدول العربية، صارت محسوبة، بل ومرهونة على اسم "الزعيم الملهم" بأكثر مما هي مبنية على مجتمع المعرفة أي مجتمع الحداثة، مجتمع الديموقراطية والحرية والتقدم العلمي.

5 ولعّل أبرز وأخطر التحديات هو بروز يقظة الأقليات التي كانت تشعر باستبعادها وتهميشها داخل النظام العربي السني ولا سيما الأقلية الشيعية بمختلف فروعها: من إيران الثورة في الخليج وصولاً إلى حزب الله وولاية الفقيه على المتوسط. ووجدت إسرائيل نفسها، بل وضعت نفسها في قلب هذا الصراع كونها نموذج الدولة والأقلوية وراحت تلعب على حبال الفتنة الطائفية: من باكستان إلى لبنان إلى اليمن، مروراً بإيران والعراق وسوريا ودول الخليج العربي الفارسي.. ولا تزال!

6 ولم تكتف هذه الحركات السياسية/ العسكرية/ الحزبية/ الأقلوية، بالعمل على إيجاد مكان ومكانة لها في الأنظمة الوطنية لدولها، بل إنها عملت على اعتماد لعبة "الصولد السياسي" أي العمل على إسقاط النظام العربي السني المشرقي واستبداله بنظام إقليمي جديد أعطاه الإيرانيون صفة "الشرق الأوسط الإسلامي" دون السعي إلى إخفاء هويته الصحيحة وهو انه نظام إيراني ذو خلفية شيعية، وهو أمر تظهره وتبرز الإيديولوجيات المعلنة والشعارات والخلفيات المذهبية للحركات الشيعية في مختلف دول المشرق العربي والخليج!

7 تحقيقاً لأهدافها في إضعاف وتهميش النظام العربي السني تمهيداً لإزاحته، إذا أمكنها ذلك، عمدت هذه الحركات إلى اختيار أهم نقطة ضعف لدى السنة: أنظمة وجماهير، ألا وهي القضية الفلسطينية، متخذة منها رافعة تاريخية لتأكيد مصداقيتها في وجه "التخاذل" العربي، فصارت القضية الفلسطينية بيد جهتين: أناس يعانونها (السنة) وأناس يستغلونها (الشيعة). وصار من الصعب، حتى على الشارع السني، ان يفرق بدقة بين من يحيا القضية الفلسطينية شعباً ودماً وأرضاً ومذهباً.. وبين من يستخدمها ورقة رابحة في حمى الصراع الذهبي بحرفية عالية!

ثالثاً: الخيارات التاريخي

للرئيس رفيق الحريري

إن أهم ما ينبغي على المجتمعين في "البيال"، وفي أي مكان، حول فكر ودور رفيق الحريري، ان يفعلوه، هو التوكيد على طبيعة وجوهر خيارات رفيق الحريري. فهي ليست مجرد خيارات سياسية يمكن تعديلها أو تبديلها أو المقايضة عليها أو المناورة من خلالها. فهي ليست خيارات حول أمور عادية أو ثانوية أو مرحلية أو تكتيكية يجب أن يبقى واضحاً في الأذهان أن خيارات رفيق الحريري هي خيارات تاريخية بامتياز، وهذا هو جوهرها ومدى أهميتها وخطورتها. إنها تاريخية لأنها شكلت تحولا جذرياً في تاريخ لبنان وصولاً إلى المنطقة. وهذه الجذرية التاريخية تقوم على فلسفة رباعية الأبعاد، فلسفة الواقع، حتى وان لم يتفلسف رفيق الحريري طوال حياته:

البعد الأول: هو أولوية الكيانية النهائية للبنان. وهذا المنحى شكل بعداً جديداً في الفكر العربي الإسلامي وخاصة السني. تجاوز فيه رفيق الحريري تجربة رياض الصلح الرائدة لمصالحة السنة مع الكيان اللبناني، لصياغة رؤية جديدة تصل إلى حد الالتزام والإلزام التاريخيين بهذه الكيانية النهائية بفضل الصراحة والوضوح والاقتناع والإقناع المبنية على المصلحة والمنفعة في آن.

البعد الثاني: هو نهاية الميثاقية المسيحية ـ الإسلامية كشرعة حياة لبنان، كفلسفة حياة مبنية على الشراكة ثم الأخوة وقائمة ومستمرة خارج حاسوب الأرقام الديموغرافية. لقد أعطى رفيق الحريري للديموقراطية بعداً جديداً قدم فيه الحضارية الديموقراطية على العددية الديموقراطية، وبهذا خلق سابقة، ليس في حياة لبنان فقط بل في حياة شعوب الأرض حيث تتقدم قيم الحوار والتفاعل والتثاقف والتنوع والتعدد والانفتاح على قيم الوحدانية الأيديولوجية المغلقة!

البعد الثالث: هو الليبرالية كفلسفة حياة: في الدين والمجتمع والفكر والسياسة والاقتصاد والسلطة ومثل هذه الليبرالية التي اثبتت نجاحها ونجاعتها على امتداد العالم لمتحضر وأسقطت الاشتراكية، هي التي تؤكد وتحمي وتسهم في:

ـ إرساء الديموقراطية في حياة المجتمع بكل قطاعاته.

ـ ترسيخ العروبة الحضارية، عروبة القرن الحادي والعشرين، عروبة الجامعات وليس عروبة الثكنات أو المخابرات. ومن هنا اهتمامه بدعم ومساعدة 34 ألف طالب جامعي للدراسة في لبنان والخارج! هذا هو سلاحنا الحقيقي في مواجهة المستقبل... وبناء المستقبل!

ـ بمثل هذه الرؤية وهذا التصميم يمكن بناء مجتمع قوي وفاعل ومتماسك هو مجتمع المعرفة، مجتمع الاعتدال والتوازن، مجتمع ينتج المعرفة ويستخدمها في مختلف ميادين النشاط البشري، مجتمع يقوم على/ويساهم في/التنمية والتطور والتقدم!.

البعد الرابع: هو كون رفيق الحريري بذاته قيادة تاريخية وليس مجرد زعيم سياسي. وهي قيادة تمثلت وترسخت في جملة عناصر أعطتها طابعها التاريخي، ومنها: الكاريزما الشخصية، محبة الناس له وثقتهم به وطاعتهم له كونه يحيا معاناتهم ويجسد مصالحهم، ولأنه يحمل مشروعاً مستقبلياً لهم يعبر عن مصلحتهم ومصلحته في آن، وكونه يتمسك بمفهوم السلطة بينهم ومعهم لا بالتسلط عليهم، وتلك علامات الحرية والديموقراطية والشرعية!

.. هذه باختصار كل الأبعاد التاريخية لخيارات رفيق الحريري التي وضعته في مواجهة مع الايديولوجيات التوجيهية (Dirigisme) والأصولية والاستبدادية والأقلوية والأنتي ـ لبنانوية!

رابعاً: إنجاح سعد الحريري: كيف؟ ولماذا؟

إن مشروع رفيق الحريري يستمر عبر سعد الحريري. هذا صحيح نظرياً. لكن أعداء مشروع رفيق الحريري لا يريدون لسعد الحريري ان ينجح. ان تحليلاً هادئاً لكل ما يحدث في لبنان اليوم يؤكد ان المطلوب هو شطب خيارات رفيق الحريري التاريخية وذلك من خلال إبعاد سعد الحريري وحلفائه، وفي مقدمهم حزب المستقبل عن هذه الخياراتّ!! انطلاقاً من هذه المسلمة، على مؤتمر "البيال" أن يبدأ بصياغة إستراتيجيته للمرحلة الراهنة، آخذاً في الاعتبار ان ما تسعى إليه "القوى المعروفة" و"المتنوعة"، هو تفتيت وإضعاف وتهميش تيار المستقبل، مستخدمة كافة الأساليب والوسائل لتحقيق ذلك. فهي تريد هذا الحزب جسداً بدون روح. وأهم هدف لديها: الفصل بين السنة والمسيحيين! وإحراج القوى الراديكالية الحريرية تمهيداًَ لإخراجها (الرئيس السنيورة مثلاً).

أمام هذه الهجمة الشرسة على ارث رفيق الحريري الوطني وعلى سعد الحريري حامل رسالة أبيه، ينبغي على الباحثين الاستراتيجيين، وعلى عكس ما توحيه المظاهر، ان يدركوا ان لدى سعد الحريري خمس أوراق أساسية لمواجهة المرحلة القادمة يمكنه ان يستخدمها:

1 ـ تراث والده التاريخي الذي يستمد قوته وفاعليته من فلسفة الحرية.

2 ـ سلطة ولاء معنوية لبيت الحريري على شريحة واسعة من أهل السنة وقوى أخرى فاعلة في لبنان والمنطقة (لفظة منطقة مهمة هنا).

3 ـ الاعتماد على وعي المسيحيين اللبنانيين، ذلك ان انتقال السنة إلى الموقع الاستقلالي مع رفيق الحريري أعاد المسيحيين الى المعادلة الوطنية. فعلى هؤلاء المسيحيين (مسيحيي 14 آذار) أن يدركوا المعنى العميق لهذا التحول السني باتجاه خيارهم التاريخي من زمن يوحنا مارون. لذا لا يحق لأية جهة بينهم ان تتذرع بأخطاء تكتيكية لارتكاب خطأ استراتيجي فادح. ان تفاهم جهات مسيحية مع قوى أخرى يجعل من المسيحيين قوة تعطيل لا قوة تفعيل. وهذا بارز في المأزق الذي يعكسه المنحى الانقلابي لدى قيادة هذه الجهة!

4 ـ طالع "سعد" للبنان بتحوله الى دولة نفطية غنية وواعدة وبالتالي فهي دولة ذات قيمة ذاتية وثقل استراتيجي. ولذا فهي ستحظى بحماية القوى الدولية في وجه قوى الهيمنة وزرع اللااستقرار في ربوعه.

5 ـ تبقى الورقة الخامسة التي هي الأخطر. فلئن تجاوزت الضغوط حدودها من الأقربين والأبعدين، يبقى لسعد الحريري ان يستخدم ورقة الممانعة الحقيقية، وهي إغلاق الباب بوجه الجميع والعودة إلى النضال في قلب الجماهير "الحريرية" التي أحبته وبايعته جهاراً وتكراراً.

.. أجل، إن نجاح وإنجاح سعد الحريري واجب وطني،

ولكن سعد الحريري ومحبيه لا يفتشون عن اي نجاح كان.

فهو قادر أن يكون عدة مرات رئيساً لوزراء لبنان. ولكنه مدعو، لمرة واحدة وحاسمة، لأن يكون قائداً تاريخياً في لبنان، وللبنان!

ولن يكون كذلك إلا إذا تمسك هو وكل مؤيديه ومريديه؛ بالخيارات التاريخية لوالده الشهيد رفيق الحريري.

ذاك هو المعيار!

وتلك هي الرسالة!

20/7/2010

() باحث في الفكر الاستراتيجي