المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 16 تموز/10

إنجيل القدّيس لوقا 11/14-23

وَكانَ يَسُوعُ يُخْرِجُ شَيْطَانًا أَخْرَس. فَلَمَّا أَخْرَجَ الشَّيْطَانَ تَكَلَّمَ الأَخْرَس، فَتَعَجَّبَ الجُمُوع. وَقالَ بَعْضُهُم: «إِنَّهُ بِبَعْلَ زَبُول، رَئِيسِ الشَّيَاطِين، يُخْرِجُ الشَّيَاطِين». وَكانَ آخَرُونَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِيُجَرِّبُوه. أَمَّا يَسُوعُ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُم وَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلى نَفْسِها تَخْرَبْ، فَيَسْقُطُ بَيْتٌ عَلَى بَيْت. وَإِنِ ٱنْقَسَمَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُم تَقُولُون: إِنِّي بَبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين. وَإِنْ كُنْتُ أَنا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيكُم. أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِإِصْبَعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله. عِنْدَمَا يَحْرُسُ القَوِيُّ دَارَهُ وَهُوَ بِكَامِلِ سِلاحِهِ، تَكُونُ مُقْتَنَيَاتُهُ في أَمَان. أَمَّا إِذَا فَاجَأَهُ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَغَلَبَهُ، فَإِنَّهُ يُجَرِّدُهُ مِنْ كَامِلِ سِلاحِهِ، الَّذي كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَيْه، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ. مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد.

 

صفير استقبل البون ووفدا من اتحاد بلديات بشري وفاعليات: على زوار الوادي المقدس الاطلاع على عمقه وخصائصه وفرادته

وطنية - 15/7/2010 - استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لقاءاته في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، باستقباله صباحا وفد اتحاد بلديات قضاء بشري برئاسة رئيس الإتحاد ايلي مخلوف الذي أكد "المحبة والولاء للبطريرك صفير والإلتزام بتوجيهاته الرعوية ومواقفه الوطنية".

وقال:"انطلاقا من خصوصية قضائنا، يولي اتحاد بلدياتنا عناية خاصة بمجمل المواقع الروحية والتراثية الكائنة فيه وأبرزها معالم الوادي المقدس وأرز الرب ومحيطهما. ويقوم في هذا الإطار بتأمين حراس لحديقة المطارنة والوادي وجمع النفايات ويجهز حاليا مركزا لقوى الامن الداخلي ليكون نقطة حراسة على مدخل الوادي الشرقي، ويتابع مع وزارة السياحة المشروع المعد لإقامة اشارات ارشاد سياحي في مختلف أنحاء الوادي والطرق المؤدية اليه". وتابع:"أنجز الإتحاد مخططا توجيهيا حسن عوامل الإستثمار والبناء في قرى وبلدات القضاء، فيما القضاء مهدد بالفراغ السكاني، ويجتهد الاتحاد في نشر ثقافة الوعي البيئي والتراثي من خلال تواصله مع أبناء الوادي وسائر المنطقة عبر مطبوعاته الإعلامية".

واضاف:"اننا نضع امامكم ياصاحب الغبطة مطالبنا المزمنة لجهة تحمل وزارات الدولة المعنية مسؤولياتها تجاه الوادي والقضاء. كما ننتهزها فرصة لنناشد المسؤولين المعنيين الإفراج عن أموال البلديات واتحادها المتراكمة في الصندوق البلدي المستقل لكي نتمكن من الإضطلاع بالمسؤوليات الملقاة على عاتقنا. وهي تتضاعف طالما أجهزة الدولة الرسمية غائبة عن مسؤولياتها".

بدوره رد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها زيارة الإتحاد وقال:"نشكر لكم زيارتكم ونشكر لكم ما تفضل به رئيس الإتحاد. وان ما عرضتموه هو واقعي، ونأمل ان تهتم الدولة مثلما تهتمون أنتم بهذا الموقع الأساسي الوادي المقدس الذي اذا كان له شهرته العالمية، يجب المحافظة على هذه الشهرة وتوفير التسهيلات اللازمة لزيارةالسياح اليه والتمهيد لزياراتهم من خلال ما يدخل عليه من تحسينات هي لازمة لزوار الوادي المقدس. ان هذا الوادي له عمقه وخصائصه وفرادته التي يجب ان يطلع عليها زواره. وحول ما قام به اتحاد البلديات من مخطط توجيهي بديل عن المخطط الذي وضعه التنظيم المدني سنة 2004 وحد من عوامل الإستثمار وفيه حركة البناء في المنطقة".

وتابع:"يجب العمل على التوفيق بين خصوصية الموقع الروحية والتراثية من جهة وبين تطلعات السكان ونموهم المستقبلي. ولا يجوز ان توضع مخططات تسهم في تهجير الأهالي في مدينة بشري وجوارها، فإذاحصل هذا الأمر تفرغ المنطقة وتكون هناك نتائج خطيرة".

وأضاف:"ان الوادي ثروة وطنية ذات شهرة عالمية يجب ان تتضافر جهود القطاعين الحكومي والأهلي للعناية به والمحافظة عليه وعلى سلامة منظره الثقافي. وفي هذا الإطار نشكر لكم ما تقومون به من جهود ونسأل الله أن يوفقكم وينجح سعيكم".

كذلك استقبل صفير رئيس محكمة الجنايات في الشمال القاضي جان بصيبص، ووفدا من حزب التحرير ضم المهندس صالح سلام ومحمد السيد وجمال الزغبي.

اثر اللقاء أشار سلام "الى ان الزيارة كانت لدعوة البطريرك صفير الى المؤتمر الصحافي العالمي الذي سيعقده الحزب في فندق البريستول في بيروت الأحد المقبل، والذي يناقش فيه المعالجات للقضايا الساخنة التي تدور في المنطقة العربية والإسلامية ابتداء من فلسطين ومرورا بالعراق وافغانستان وانتهاء بالأزمة الإقتصادية العالمية والملف النووي الإيراني".

أضاف:"لقد اوضحنا لغبطته النهج الفكري والحواري الذي ينتهجه الحزب منذ نشأته، وهو نهج القرآن الكريم حيث يسعى الحزب من خلال معالجة هذه القضايا الإنسانية بغض النظر عن الإنتماءات الوطنية والقومية والعرقية والطائفية، وذلك تأسيسا بتعاليم الإسلام الذي نهى عن ان تتخذ أيا من هذه الإنتماءات رابطة يرتبط بها الإنسان بأخيه الإنسان. وقد انتهزنا لقاءنا لنؤكد لسيادة البطريرك اننا منفتحون على الجميع، نقول ما عندنا من آراء وحلول بكل شفافية ونستمع لما عند الآخرين. ونسعى للقاء كافة المسؤولية وخاصة الرؤساء الثلاثة والسادة النواب والوزراء".

ثم التقى صفير النائب السابق منصور غانم البون وجرى عرض لموضوع الزيارة التي سيقوم بها غبطته الى منطقة فتوح - كسروان الأحد المقبل.

وبعد اللقاء قال البون:"ندعو جميع ابناء فتوح كسروان الى المشاركة في هذاالحدث التاريخي لتأكيد التزام ابناء كسروان بالكنيسة وبالبطريركية المارونية بشخص غبطته ابينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير".

كذلك التقى صفير راعي ابرشية القاهرة المارونية المطران فرانسوا عيد وتم البحث في شؤون الأبرشية وأوضاع الموارنة في القارة الأفريقية لا سيما في مصر والسودان والجوار.

ثم استقبل رئيس دائرة امن عام الشمال المقدم شربل انطون يرافقه رئيس مركز امن عام بشري الملازم اول عازار الشامي .

 

سليمان عرض ولوغين العلاقات اللبنانية الفرنسية والتقى زوارا

وطنية - 15/7/2010 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان النائب الفرنسي جان ماري لوغين في حضور سفير فرنسا لدى لبنان دوني بييتون. وأشار النائب لوغين الى ان الهدف من زيارته، هو استطلاع الاوضاع في لبنان والمنطقة اضافة الى العلاقات اللبنانية_الفرنسية وتعزيزها في شتى الميادين.

رجال أعمال اوروبيون وزار القصر الجمهوري رئيس مؤسسة "ويدج" فارس عصام فارس مع مجموعة رجال اعمال اوروبيين حيث تم الاطلاع على الوضع الاقتصادي اللبناني في ضوء الاستقرار الحاصل وامكانات الاستثمار في مجالات عدة.

لجنة جبران الوطنية وتسلم الرئيس سليمان من لجنة جبران الوطنية برئاسة الدكتور طارق الشدياق النسخة الاولى من كتاب " أقلب الصفحة يا فتى " الذي يضم مخطوطات وصورا بخط جبران خليل جبران تنشر للمرة الاولى. وكانت مناسبة طلبت اللجنة في خلالها من رئيس الجمهورية المساعدة في إدراج متحف جبران على منشورات وزارة السياحة كمعلم من المعالم اللبنانية التي تروج لها الدولة.

الدكتور البستاني ومن زوار الرئيس سليمان الدكتور حارث فؤاد البستاني الذي قدم اليه نسخة عن كتابه باللغة الفرنسية عن تاريخ الشعب اللبناني، ونال عنه الجائزة الاولى لجمعية المؤلفين باللغة الفرنسية لهذا العام.

كما استقبل الرئيس سليمان وفدا من نقابة تجار معدات ومواد طب الاسنان.

 

"تشرين": عميل "الفا" ضرب مصداقية ميليس ودوره سهل عمليات الاغتيال في لبنـــان

المركزية – كتبت صحيفة "تشرين" السورية ان "ما ذكرته وسائل الإعلام عن مضمون الاعترافات التي أدلى بها جاسوس شبكة ألفا للاتصالات في لبنان والتي أقرَّ فيها بتعامله مع إسرائيل منذ العام 1996 حتى العام 2010، كشفت قدرته على القيام بعمليتين تقنيتين بالغتي الأهمية والخطورة أولاهما التلاعب ببيانات الهاتف الخلوي، وإضافة أو حذف ما يشاء منها، فضلاً عن القدرة التي في إمكانه منحها لمشغليه وجعلهم قادرين على تسجيل بيانات هاتفية لم تحصل، أي أن تسجل قاعدة البيانات حصول مكالمات من رقم هاتف محدّد إلى آخر من دون حصول ذلك فعلياً". واشارت الى ان "هذا ما يعيد إلى الأذهان طرح مضمون ومصداقية كل المعلومات الملفقة والأكاذيب التي تضمنها تقرير المحقق الدولي السابق ديتلف ميلس الأول والأكذب والأشهر بجريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق الشهيد رفيق الحريري باعتبار أن ميليس كان أسس كل اتهاماته على مضمون مكالمات مزعومة أكد أنها جرت بين الشخصيات والضباط الذين وجه اليهم أصابع الاتهام وكان دليله الوحيد فيها تلك الاتصالات المزعومة التي تحدث عنها في إسهاب في تقريره الأوّل الذي تضمن الكثير من هذه المعلومات ذات الطبيعة التقنية والمرتبطة بجهاز الاتصالات وتقنيات الخلوي ليتم التأكد الآن أن إسرائيل كانت قادرة، عبر عميلها الذي انكشف أمره مؤخراً، على نسب اتصالات لم تتم وتسجيلها على شبكة اتصالات أشخاص لم يقوموا بها"، معتبرة ان هذا الأمر "يفرض تساؤلات بالغة الأهمية والخطورة عن مدى الربط بين ادعاءات ميلس واعترافات عميل ألفا الإسرائيلي ومدى وجود رابط بينهما باعتبار أن إسرائيل كانت قادرة تقنياً على التلفيق وخلق الأدلة المزعومة التي بات من السهل الآن إدراك كيفية فبركتها تقنياً". ‏

ولفتت الصحيفة السورية الى ان "الأمر لا يتوقف عند هذا الحد باعتبار أن ثاني الاعترافات المهمة التي كشفتها اعترافات عميل ألفا تتعلق باستخدامه تقنية الرسالة العمياء (Blind message) التي يستخدمها الإسرائيليون لتحديد الموقع الجغرافي الدقيق لمن يريدون من مستخدمي الهاتف الخلوي".

واشارت "تشرين" الى ان "هذه التقنية تستند إلى البعث برسائل نصية لا تظهر لمستخدم الهاتف، ولا تسجل في حافظة الرسائل، لكنها تمكّن من تحديد الموقع الجغرافي لحامل الهاتف، وهو ما يعيدنا أيضاً إلى عمليات الاغتيال التي تلت استهداف الشهيد الحريري وطاولت الكثير من الشخصيات السياسية والإعلامية اللبنانية وهي العمليات التي كانت تمتاز بقدرتها الفائقة على تحديد مكان الهدف المطلوب استهدافه بدقة متناهية ومن ثم الوصول اليه بيسر وسهولة وخصوصا أن بعض من طالهم الاغتيال لم يكن مضى على عودته إلى لبنان بصورة سرية إلا ساعات قليلة، وعلى رغم ذلك تم تحديد مكانه في دقة واستهدافه في صورة محكمة ومريبة لنكتشف الآن أن الإسرائيليين كانوا قادرين عبر عميلهم التقني هذا على تحديد مكان من يريدون دون أن يتركوا أي أثر أو دليل يشير إلى الطريقة التي توصلوا من خلالها إليه".

وقالت الصحيفة "اذا أضيفت هذه الاعترافات إلى تلك التي سبق أن أدلى بها العميل الإسرائيلي محمود رافع والذي أقر أيضاً في إفاداته الموثقة بأنه قام مرات عدة بناء على تعليمات مشغليه الإسرائيليين بنقل متفجرات وعبوات ناسفة كان الإسرائيليون يرسلونها إليه عبر البحر ليتولى هو وضعها في أماكن متعددة في لبنان لتتولى شبكات أخرى استخدامها في تنفيذ العمليات التي تؤمر بها، فإن هذا يعطي سيناريو شديد الوضوح والتماسك حول تورط إسرائيل بكل ما جرى في لبنان طوال السنوات الخمس الماضية ما يفرض إعادة طرح هذا الافتراض في قوّة من قبل من يتولى التحقيق حالياً مع وجوب ربط هذه المعلومات المتفرقة بشكل محكم والنظر إليها بصورة متكاملة، أي من خلال التفكير وطرح تساؤلات محددة من قبيل: من استفاد من كل ما جرى بلبنان طوال السنوات الخمس الماضية؟ ولماذا تركّز إسرائيل على عميل بالغ الأهمية والخطورة في شبكة للاتصالات الخلوية؟ ولماذا استندت الاتهامات في مرحلة ميلس على معلومات مرتبطة باتصالات خلوية مزعومة؟ ولماذا كانت إسرائيل ضمن الدول العشر التي رفضت وماطلت في التعاون مع لجنة التحقيق في مرحلة لاحقة؟ وما العلاقة بين قدرة إسرائيل من خلال عميلها في شبكة ألفا على تحديد مكان كل من تريده في لبنان في يسر وسهولة وارتكاب الكثير من جرائم الاغتيال اللاحقة والتي كان سر نجاحها الوحيد هو القدرة الفائقة على تحديد مكان الشخص المستهدف والمحمي والذي كان يتنقل بصورة سرّية وآمنة؟ وما علاقة كل هذا بشبكات التجسس الإسرائيلية اللاحقة والتي أقر بعض عناصرها بقيامهم بنقل متفجرات مجهولة استلموها من إسرائيل عبر البحر ووضعوها في أماكن عامة ليستلمها أشخاص آخرون كي يقوموا بعمليات مجهولة؟ ويبقى السؤال الأهم، لماذا يتم تجاهل كل هذه المعلومات وتجاوزها واستبعاد إسرائيل كلّياً من دائرة الاتهام على رغم كل المعطيات والاعترافات الموثقة السابقة؟".

وتساءلت "تشرين": "هل يفسر كل ما سبق سر التصريحات الأخيرة لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي، والتي تنبأ فيها بأن يؤدي تقرير المحكمة الدولية الذي سيصدر في أيلول إلى توترات في لبنان". ‏

وخلصت الى ان "كل التساؤلات السابقة بحاجة الى أجوبة لا أعتقد أن الوصول إليها سيكون يسيراً أو طوعياً وإن كان كشف الغموض عنها، إن حدث، سيشكل وقتها بداية الطريق للوصول إلى الحقيقة التي ننشدها جميعاً سوريون ولبنانيون معاً وعلى حد سواء".

 

"الغارديان": علاقة الاسد بإيران وحزب الله افشلت مساعي التطبيع مع الاميركييـــن

المركزية - نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تحت عنوان "سوريا لم تستخدم أوراقها بعد" بمناسبة مرور عشرة أعوام على تسلم الرئيس السوري بشار الأسد السلطة، تقول فيه إن الاخير قد لا يكون رجل التحديث كما أمل الغرب، إلا أن هناك دلائل على حدوث بعض التقدم في نظامه". وقالت: يحق للاسد أن يهنئ نفسه هذه الأيام بمناسبة مرور عشرة أعوام على تسلمه مقاليد الحكم، فوالده حافظ كان شخصا يصعب مضاهاته وسط جوار قاس، إلا أن الإبن قطع شوطا في تحديث البلاد بعد سنوات من العزلة، مشيرة الى ان سوريا تعج هذه الأيام بالسياح الغربيين، كما أن أقدم عاصمة في هذا الكون فيها الآن سوق للتعاملات المالية، وهذا بون شاسع عن التقشف في عهد البعث وإطلاق الشعارات عن قلب العروبة النابض".

واضافت أن "الاسد يشعر بالرضا لأن بلاده تحظى بنفوذ كما يدل عليه توافد كبار الشخصيات من الولايات المتحدة وأوروبا كل يوم تقريبا على قصره المحمي بشكل لا يلفت النظر في جبل قاسيون". وشددت "الغارديان" على ان "الاسد فشل حتى الآن في تحسين علاقاته مع الولايات المتحدة بسبب علاقاته الوثيقة بإيران ودعمه لإسلاميي "حماس" والتي تعد - مع حزب الله - على جانبي الأطلسي منظمة إرهابية، مما يجعله خارج التيار العربي المحافظ والمؤيد للغرب. ويقول الكاتب إن "علاقات الأسد هذه تشكل أوراقا ثمينة يمكن التخلي عنها في اللحظة المناسبة - وفقا لبعض المراقبين للشؤون السورية ـ إلا أنه من الصعب التنبؤ متى تحين تلك اللحظة".

 

الوطن" السعودية: قضية حيدر لن تحسم قبل 22 يوماً

المركزية_ أكد مصدر في الطب الشرعي أن جثة اللبناني فراس حيدر الذي وجد ميتا داخل حجرة عجلات طائرة "ناس" الآتية من بيروت السبت الماضي، ما زالت تخضع للفحص الشرعي ولن ترحل إلى لبنان إلا بعد ظهور نتائج الحمض النووي DNA بعد نحو 22 يوماً. وقال المصدر لصحيفة"الوطن" السعودية إن فور وصول الجثة إلى مركز الطب الشرعي في مجمع الملك سعود الطبي "الشميسي" في الرياض، أخذت عينات من الحمض النووي للتأكد من هويته، إضافة إلى سحب عينات أخرى للتأكد هل كان في وضع طبيعي أم لا.

وأشار المصدر الى أن العملية التشريحية انتهت منذ أيام وان المعنيين في انتظار النتائج، لافتا إلى أن شرطة المطار هي المسؤولة نظاما عن تسليم الجثة بالتعاون مع السفارة اللبنانية في الرياض، مؤكدا ان السفارة ملزمة تسليم نسخة من جواز سفر فراس حيدر، إضافة إلى الكثير من الإجراءات النظامية المتبعة في مثل تلك الحالات, فضلا عن تسديد مبلغ 3 آلاف ريال قيمة تحنيط الجثة.

 

وردة وقع وسيسون منحة أميركية لترميم حمامات عنجر التاريخية:

لن نوافق على أي تعريف آخر للارهاب خارج تعريف جامعة الدول العربية

لا نريد إلا أحسن العلاقات مع سوريا وتجسيدا لذلك نحن ذاهبون كوفد رسمي

سيسون: غنى لبنان الثقافي وتنوعه يوفر لنا طريقة فريدة في الشراكة

وطنية - 15/7/2010 اعلنت السفيرة الاميركية في لبنان ميشل سيسون ووزير الثقافة سليم وردة عن منحة بقيمة 55 الف دولار من اجل ترميم الحمامات التاريخية من الحقبة الاموية في موقع عنجر الاثري من خلال صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي. وسبق توقيع الاعلان الذي تم في مكتب وزير الثقافة في زحلة، جولة ميدانية في قلعة عنجر لوردة وسيسون اضافة الى مدير عام الاثار في لبنان فردريك حسيني والملحقة الثقافية في السفارة الاميركية ورئيس بلدية عنجر كربت سركيس بانبوكيان.

وتحدث وردة متوجها الى اهالي عنجر الذين وصفهم بـ"النخبة الطيبة في لبنان التي تحملت وصبرت طويلا"، قائلا: "انتم النموذج من المواطنين الذي نعرفه في بقاعنا الحبيب والذي نعتز بعمله وجهاده من اجل منعة الوطن وصونه ووحدة ابنائه بعيدا عن الطائفية والمذهبية".

اضاف: "انتم النموذج في الحفاظ على حرية واستقلال قراره في مسيرة بدأت منذ سنوات وتحتاج دائما الى كل دعم ويقظة مثابرة".

وتابع: "لقد اخذنا عهدا على انفسنا ان نكون لكل مناطق لبنان ولا سيما النائية والمحرومة، لا يختلف فيها بقاعنا عن شمالنا وجنوبنا ولا تختلف فيه مناطق المحافظة الواحدة في حاجاتها الانمائية والحياتية والخدماتية الحيوية والملحة. نحن نعمل من اجل بناء الانسان وتحقيق النمو ونحن نبذل كل جهد لتطوير البنية المواطنية من خلال امتداد الثقافة الى كل القطاعات والقضايا".

وأقر وردة بحاجات أهالي عنجر "من الانماء والحوافز والانشطة الجذابة التي تساعد ابناءنا على التمسك بالارض والعيش من خيرات بقاعنا الحبيب". وقال: "نحن نتابع معكم المسيرة وهذا النضال ومن له هذه الارادة سيصل الى كل طموحاته. فباسمكم اشكر السفيرة سيسون على المساعدة المقدمة من حكومة بلادها وستكون الدعم العملي في صيانة وابراز آثار عنجر ومحيطها".

سيسون

وأعربت سيسون عن سعادتها للقيام بجولة راجلة في قلعة عنجر برفقة وزير الثقافة ورئيس بلدية عنجر. وقالت: "يا له من موقع اثري بديع. اشعر بأننا محظوظون في السفارة الاميريكية لتمكننا من دعم العمل الاثري المهم القائم، بواسطة المنحة التي سنوقع عليها اليوم".

وتحدثت عن صندوق السفراء الاميريكيين للحفاظ على التراث الثقافي قائلة: "هو صندوق نستعمله حول العالم من اجل ان نبرهن التزامنا في الحفاظ على الغنى الثقافي وتنوعه وعلى التاريخ. لدينا مشاريع في اكثر من 100 بلد، ومشاريع عديدة هنا في لبنان. تاريخ لبنان الغني بتعدد العصور والحضارات وتنوعها الجغرافي يجعل منه احدى الدول التي لديها الاولولية في صندوق الحفاظ على التراث الثقافي. لديكم التزامي معالي الوزير، بأن الدعم الاميركي للبنان سيتوسع الى مجال الحفاظ على التراث الثقافي". وتحدثت عن المشاريع العديدة في عدة مناطق في لبنان التي مولها الصندوق على شكل هبات.

اضافت: "غنى لبنان الثقافي وتنوعه يوفر لنا طريقة فريدة للشراكة ليس فقط مع المجتمعات المحلية ولكن ايضا مع وزارة الثقافة ومديرية الآثار لديها. المشروع الذي نموله اليوم في عنجر هو مهم تاريخيا ليس فقط للبنان بل للعالم وهو احد اجمل المواقع التي رأيتها في لبنان، انه كنز حقيقي. نحن نعتقد انه بالمساعدة على الحفاظ على ماضي لبنان نقوم باستثمار مهم في مستقبله، وكما ذكرت معالي الوزير، المستقبل بمعنى فرص العمل وامكانيات السياحة".

بانبوكيان

بعدها، قدم رئيس بلدية عنجر درعا تقديريا للسفيرة سيسون كما قدم كتابا عن الارمن منذ العام 1917 -1939 "البحث عن ملجأ" لوزير الثقافة.

زيارة سوريا

وعلى هامش حفل التوقيع، رد وردة على أسئلة الصحافيين، فنفى "ان يكون رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قد وقع على الاتفاقية الامنية بالاحرف الاولى اثناء وجوده في باريس"، معتبرا انه "لو كان وقعها لأصبحت في حيز التنفيذ وبما ان ذلك لم يحصل فهي لم تصبح في حيز التنفيذ يعني انها غير موقعة".

ورفض "ان يكون هناك اعتراضات حول الاتفاقية الامنية" معتبرا ان "هذا الاتفاق تمت مناقشته في الحكومة ووافقت عليه ثم احيلت حسب الاصول الى مجلس النواب وجرى نقاش حاد بعد عرضه"، مؤكدا انه "سيكون هناك متابعة واحتمال اجراء تعديلات طفيفة على الاتفاق انما في جوهر الاتفاق ليس هناك خلافات".

وإذ أوضح أن "هناك خلافا على تعريف الارهاب" قال: "بالنسبة الى لبنان وهو عضو فعال في جامعة الدول العربية، سيتم الاتفاق على التعريف الذي اقرته جامعة الدول العربية وخارج هذا الموضوع لن نوافق على اي تعريف آخر وكل الأفرقاء في لبنان وافقوا عليه. لذلك، نحن كحكومة لبنانية موافقون عليه".

وردا على سؤال حول زيارة الوفد الحكومي الى سوريا الاحد المقبل ومشاركته فيه، قال: "بما انني وزير في حكومة وحدة وطنية وهذه ليست اول زيارة نقوم فيها الى دولة في وفد رسمي مع دولة الرئيس الحريري. وشاركنا في اكثر من وفد الى تركيا وتونس وفرنسا وحاليا سنزور سوريا وتحديدا لأوقع القوانيين التنفيذية التي تعود للاتفاقية الموقعة سابقا. وآمل ان تكون زيارة كريمة من ضمن الزيارات التي يقوم بها دولة الرئيس سعد الحريري مع وفود رسمية ضمن السيادة والحرية والاستقلال واحترام القوانين للبلدين. ذاهبون لتوقيع اتفاق ثقافي وسنكمل التعاون في هذا المجال".

واكد ان "هذه الزيارة هي مع وفد رسمي في الحكومة"، لافتا انه "لم يكن هناك اي زيارة سابقا فيها اشكال بمن أمثل في الحكومة لأي بلد، حتى مع زيارة العاصمة السورية دمشق في هذه الزيارة الرسمية". وقال: "هناك دلالات ايجابية لأننا نشدد في الاساس على علاقة وثيقة وجيدة جدا للمؤسسات بين حكومة وحكومة ودولة ودولة واحترام مشترك لسيادة الدولتين ونحن ضمن هذا السياق لا نريد الا احسن العلاقات وتجسيدا لهذا الكلام نحن ذاهبون كحكومة ووفد رسمي لنوقع اتفاقيات في سوريا. ونأمل ان يكون هناك لاحقا وفد رسمي سوري لنتابع معهم المنقاشات والتفاهم".

وأكد وردة انه "اخذ بكافة الآراء على الاتفاقيات السابقة وتم مناقشتها على مدى زيارتين للمدراء العامين برئاسة الوزير جان اوغاسبيان"، وقال: "بناء على المناقشات والتعديلات التي تم التوافق عليها نحن سنوقعها في هذه الزيارة". واكد نيته دعوة وزير الثقافة السوري "وحتى الحكومة السورية لزيارة لبنان بشكل رسمي اولا وثم بشكل ودي".

 

الكتلة الوطنية: لبنان يمر بمرحلة تحول من كيان مستقل وجامع لشعبه الى بلد مقطع الأوصال

وطنية - 15/7/2010 رأى حزب الكتلة الوطنية، بعد اجتماع عقده برئاسة العميد كارلوس اده "أن الدولة قد نسيت أن مساحة لبنان هي حوالي 10452 متر مربع، ففي الجنوب بات معروفا من هو الممسك بزمام الأمور، وأكبر دليل على ذلك الإجتماع الذي عقد بين اليونيفيل ورؤساء البلديات في حضور ممثلين للجيش حيث تلي بيان بعد الاجتماع بتقييد حرية تحرك القوات الدولية، اما في البقاع فحدث ولا حرج حيث الخلافات بين الأشخاص تتحول الى معارك عشائرية وإشتباكات بالأسلحة الصاروخية في مناطق مقفلة على القوى الأمنية، وتنتهي ببيان من عشائر فارضة قانونها في مناطقها، أما في بيروت فمناطق الضاحية الجنوبية وحرم مطار رفيق الحريري باتا ومنذ زمن بعيد تحت رحمة قوى الأمر الواقع ومن يمثلها في المواقع الرسمية". اضاف:"بعد هذا العرض يرى حزب الكتلة الوطنية ان لبنان اليوم يمر بمرحلة تحول من كيان مستقل وجامع لشعبه الى بلد مقطع الأوصال تمارس الدولة فيه سلطتها على جزء منه مرحليا، الى ان تنضج ظروف معينة ويتحول الى بلد لا سلطة فيه فعليه الا لمن يحمل السلاح، وهذه المرة على كامل تراب الوطن".

واشار الى انه في "خصوص قضية السيد مأمون الحمصي، يرى حزب الكتلة الوطنية بأسى وأسف بالغين مدى التغيير الذي طرأ على لبنان، فالوطن الذي لقب على مر السنين أرض الحرية وحقوق الأنسان وملجأ المظلومين، هذا الوطن الذي أساس قيامه شعوب مضطهدة أتت لتعيش فيه حرة، تنكرت جهات رسمية فيه لتلك القيم وجردت مأمون الحمصي من الإقامة من دون أن يخالف القانون اللبناني. إن الذي حصل لا يحصل في أي بلد سيد حر، فلبنان رضخ لجيرانه على حساب أهم المبادئ والقيم الأنسانية والتي هي الدفاع عن الحرية و"حق اللجوء" والذي هو قيمة أخلاقية قبل أن تكون سياسية، ذلك الحق الذي كان دائما وعبر التاريخ من أهم شيم الفروسية والنبالة في الشرق والغرب معا".

ودعا الحكومة اللبنانية الى "تصحيح الخطأ فورا، وإعادة الأمور الى نصابها لكي يبقى لبنان منارة الشرق وأرضا للحرية". واضاف: "في الموضوع الفلسطيني،نؤكد أن الفلسطنيين الموجودين في لبنان هم لاجئين وليسوا أجانب عاديين، وما يميزهم هو املهم وحقهم بالعودة الى ديارهم التي هجروا منها بعد إنشاء دولة اسرائيل عام 1948. إن هذا الحق مقدس ولا يجب التنازل عنه بأي شكل من الأشكال، وفي بإنتظار عودتهم يؤيد الحزب تحسين أوضاعهم الأجتماعية والمعيشية في المخيمات بما فيها عملهم في لبنان، ويطالب الحكومة اللبنانية بوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لأن القضية الفلسطينية نتجت عن إغتصاب أرض من أهلها وإعطائها للاسرائيليين، فلا يجوز للأمم المتحدة ولا للمجتمع الدولي رمي المسؤولية على لبنان الذي هو غير قادر على تحملها من النواحي الأقتصادية والإجتماعية، لذلك على الحكومة مطالبة الاونروا والمجتمع الدولي بتحمل مسؤوليتهم كاملة في هذا المجال لحين إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية". وإعتبر "ان عملية بناء السدود المائية هامة جدا، كما ان المحافظة على مالية الدولة وتخفيض العجز هو أمر بذات الأهمية، إن تمويل السدود والمشاريع المائية الإستراتيجية يمكن أن يتم عبر تطوير قوانين تتيح لمؤسسات الدولة تمويل بعض هذه المشاريع، فالعديد من مؤسسات الدولة ومصالحها وحسب تصاريح المسؤولين تحظى بوفر مالي كبير، لذلك نقترح على سبيل المثال ان يوقع بروتوكول مع مصلحة مياه جبل لبنان لكي تمول السدود في منطقة عملها، وهذا ينطبق ايضا على بلدية بيروت التي تحظى بوفر مالي لكي تسعى لتمويل السدود التي تؤمن المياه للعاصمة، وكل ذلك بعد تحديث القوانين ووفق بروتوكولات داخلية بين المؤسسات المعنية".

 

معلقا على الرسالة السورية إلى بان كي مون بشأن الـ1701... جعجع: الحل بسيط جداً ويكمن في ان تصبح العلاقات اللبنانية-السورية سويّة وطبيعية

 فريق موقع القوات اللبنانية/أعرب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع عن أسفه ان وعلى الرغم من الجهود التي قام بها كثر من المخلصين وبالأخص رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، لا زالت هناك ثغرات عدة وعميقة تشوب العلاقات اللبنانية-السورية، مشيرا إلى أن طالما أنها موجودة طالما سيسعى اللبنانيون لسدّها حيث سيبقى موضوع هذه العلاقات موضوعاً سياسياً عربياً من جهة ودولياً من جهة أخرى.

جعجع، وإثر لقائه وفدا من الجامعة الشعبية في مدينة زحلة بحضور النائب شانت جنجنيان ومنسق "القوات" في زحلة جوزف القسيس، توقف عند الرسالة التي أرسلتها وزارة الخارجية السورية الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في ما يتعلق بالتقرير الفصلي للقرار 1701 ، موضحا أن الرسالة تبدأ بأن تقرير الامانة العامة تابعَ التدخل في تطور العلاقات السورية-اللبنانية، معلقاً على ما جاء ان السوريين يستهجنون متابعة تقرير الامانة العامة للامم المتحدة التدخل في تطور العلاقات الثنائية السورية - اللبنانية وكأنهم غائبون عن الصورة في لبنان والشرق الأوسط وفي العالم أجمع أقله منذ 5 سنوات الى الآن اذا لم يكن منذ 30 سنة، ومعتبرا أن في الثلاثين سنة الأخيرة وبالأخص منذ 2005 الى اليوم موضوع العلاقات اللبنانية-السورية اصبح موضوعاً سياسياً عربياً ودولياً بامتياز ما دفع بقسم كبير من اللبنانيين الى طرح هذا الموضوع فوصل الى كل المحافل العربية والدولية.

وقال جعجع: "اذا كان الاخوان في سوريا متضايقين من لحظ هذا الموضوع في تقارير دولية او حتى عربية، فالحل بسيط جداً ويكمن في ان تصبح العلاقات اللبنانية-السورية سويّة وطبيعية وبالتالي لا تعود موضع بحث او نقاش او مطروحة في الاوساط العربية والدولية".

إلى ذلك، تابع جعجع تفنيد رسالة وزارة الخارجية السورية الى الامين العام للأمم المتحدة في ما يخص موضوع ترسيم الحدود بين البلدين ان هذه المسألة امر ثنائي بين البلدين ويدخل ضمن الشؤون الداخلية لكل بلد، وتساءل: "اذا كانت عملية ترسيم الحدود هي مسألة بين البلدين، فلبنان وسوريا هما أول بلدين عربيين أخذا استقلالهما منذ 65 سنة، فما الذي يمنع الى الآن أن تترسم الحدود بينهما؟"، لافتا إلى أن بين البلدين لا يوجد صحاري كبقية الدول العربية حيث تضيع المعالم بل نقاط معروفة منذ القدم.

وسرد جعجع نقطة ثالثة وردت في رسالة وزارة الخارجية السورية الى بان كي مون ونصها: "انتقدت الرسالة اشارة التقرير لموضوع المواقع الفلسطينية في لبنان، باعتباره شأناً داخلياً لبنانياً من صلاحيات الحوار الوطني القائم في لبنان"، فشرح أنه لا يعرف اذا كان السوريون على علم بان طاولة الحوار منذ انعقادها للمرة الأولى اي منذ آذار 2006 اخذت قراراً بالاجماع بجمع كل السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتحديداً في هذه المعسكرات التي يتم ذكرها ولكن الى الآن لم يُنفذ شيء من هذا القرار، لافتاً الى أنه يجب ان يتم الانتهاء من السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بشكل لبق يليق بالعلاقات التي نتمناها ان تكون اخوية بين لبنان وسوريا من خلال ان تكون الأخيرة مسؤولة فقط عن حدودها وتمنع اي مسلحين فلسطيننين او غيرهم من الدخول الى هذه المعسكرات.

أما بالنسبة للموضوع الانساني الفلسطيني، رأى جعجع ان المشكلة في مكان والنقاش في مكان آخر تماماً، متمنياً على كل من يتناول هذا الموضوع الاتفاق على مضمون الكلام "لأنهم يتكلمون بشيء وما يحصل شيء مختلف تماماً، وشارحاً ان ما حصل تقدم اقتراح قانون الى المجلس النيابي له علاقة بالوضع القانوني للفلسطينيين في لبنان فرفضنا جميعاً هذا الاقتراح بالشكل وبالمضمون، وأضاف: "لكن عندما نرفض شيئاً ما نقدم بالمقابل عرضاً آخر فعكفنا كـ"قوات لبنانية" بالتعاون مع حلفائنا في تيار المستقبل وحلفاء آخرين في "14 آذار" على تحضير اقتراح قانون آخر، وبعد مناقشات ودراسات طويلة توصلّنا الى مشروع او مسودة اقتراح قانون عرضناها على حلفائنا والفرقاء الآخرين لأخذ رأيهم بها كما رأيتم في جولة النائب نهاد المشنوق التي حصلت السبت الماضي ولكن المشكلة انه الى الآن لم يعطنا أحد جواباً او اقتراحاً بشأن أي نقطة لتعديلها لا سلباً ولا ايجاباً وفي الوقت نفسه نسمع تصاريح من هنا وهناك تتناول أموراً لا علاقة لها بالورقة التي حضرناها".

كذلك، تابع جعجع: "يقولون "لا للتوطين"، طبعاً لا للتوطين فلا علاقة للتوطين بما قدمناه لذا اقرأوا الورقة"، مجدداً التأكيد على انه في فحوى الورقة التي حُضرت " تجنبنا اي شيء ممكن أن يُقرّب التوطين خطوة الى الامام أو يُرتّب على الخزينة اللبنانية اي اعباء اضافية وبين هذين الحدّين طرحنا ما يمكن أن يُحسّن من الاوضاع الانسانية والمعيشية للاخوة الفلسطيننين في لبنان". ورحّب جعجع بأي مناقشة او اقتراح آخر يطرحه غير الراضين عن اقتراحنا لنناقشه سوياً ونتفاهم عليه للوصول الى اقتراح قانون واحد، لافتاً الى ان من غير المقبول ان يرفضوا اي اقتراح وان تستمر التصاريح في المقابل وكأن اللبنانيين اصبحوا في برج بابل باعتبار ان هذا الامر يُضر بالجميع ولاسيما مصلحة اللبنانيين بالدرجة الاولى وسمعة الدولة اللبنانية بالدرجة الثانية وبالأخص سمعة وموقع المسيحيين في لبنان لأن الامور اخذت طابعاً وكأن المسيحيون رافضون لمسائل معيشية بسيطة".

اما في موضوع الحملة التي تُشن على فرنسا مؤخراً، سأل جعجع: "من مصلحة من ان يشن فريق من اللبنانيين حملةً شعواء على فرنسا ؟ فمنذ مئة سنة الى اليوم لم يكن اي موقف لفرنسا يصبّ الا لمصلحة لبنان ويأخذ بعين الاعتبار المصالح اللبنانية العليا ومنحازاً للقضايا العربية، أهكذا نكافئ فرنسا؟ ألأنها أقامت باريس 1 و2 و3 او لأنها في العام 1968 وعلى اثر اول هجوم اسرائيلي على مطار بيروت قام حينها الجنرال دوغول بالغاء صفقة طائرات ميراج معقودة اصلاً بين الحكومتين الاسرائيلية والفرنسية؟".

واذ ذكّر جعجع بالعلاقات التاريخية والشعبية والثقافية بين لبنان وفرنسا، تسائل "أين اخذت فرنسا يوماً موقفاً ضد لبنان؟"، معتبرا أن القيام بحملة على فرنسا في محاولة للضغط عليها لتغيير مواقفها الدولية وبالأخص في ما يتعلق بمواقفها من ايران يكون لبنان قد ارتكب خطأين: اولهما ان كل هذه الحملات لا يمكن ان تؤثر على فرنسا بسياستها الدولية وثانيهما أن لبنان يخرّب علاقته بدولة كبيرة وصديقة كالدولة الفرنسية.

 

وليامز أمام مجلس الأمن: "اليونيفيل" لم تعثر على ما يؤكد مزاعم اسرائيل بوجود مخازن لـ"حزب الله"

نهارنت/أعرب أبلغ المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز عن مخاوف اختراق عملاء إسرائيل وشبكات تجسسها قوات "اليونيفيل" في لبنان، وقال إنه يرى أن شبكات التجسس مؤذية للغاية لتطبيق القرار 1701، لافتاً إلى أن إسرائيل اعتقلت أحد أفراد قواتها بتهمة التجسس لـ"حزب الله". ورأى وليامز في حديث إلى صحيفة "الأخبار" أن الوضع في الجنوب بات أفضل بكثير مما كان عليه، وكشف أن الحوادث التي حصلت كانت خطرة "واليونيفيل قلقة للغاية منها". ووصف مهمة قائد "اليونيفيل" الجنرال ألبرتو أسارتا، بأنها صعبة. وفيما نفى أن يكون استخدام آلات التصوير في الجنوب سبباً لتفجر التوتر، قال إن هناك العديد من المسائل التي أسهمت في التفجير، من ضمنها وجود قوات عسكرية بين السكان. ورأى أن تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط، ولا سيما في فلسطين، من أسباب التوتر.

ونفى وليامز مزاعم إسرائيل بوجود مخازن أسلحة لـ"حزب الله" جنوبي الليطاني وفي بلدة الخيام تحديداً، كاشفاً أن قوات "اليونيفيل" لم تعثر على ما يؤكد هذه المزاعم، مثنياً على التعاون الكبير الذي يبديه الجيش اللبناني مع قوات "اليونيفيل". ومن جهةٍ أخرى, أعلن وليامز أمام مجلس الأمن أمس الأربعاء أن "الحوادث الصغيرة" التي يشهدها الجنوب "يمكن أن تشعل حرباً"، مقترحاً خطوات لتخفيف التوتر يبدأ أولها بالإنسحاب الإسرائيلي من الشطر الشمالي لبلدة الغجر ووقف طلعات الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، على أن يليها نزع أسلحة كل الجماعات المسلحة على الأراضي اللبنانية بما في ذلك "حزب الله". ووافقه على ذلك مندوبو عدد من الدول الغربية الذين اعتبروا أنه "من غير المقبول" اعاقة حركة القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل". وتلا وليامز في خلال جلسة مشاورات مغلقة استمرت أكثر من ساعتين، تلا بياناً مكتوباً مؤلفاً من سبع صفحات واستهله بأن "هناك خوفاً من معاودة الحرب، من غزو اسرائيلي آخر للبنان، ومن اطلاق الصواريخ عشوائياً مرة أخرى من لبنان على التجمعات الإسرائيلية".

وأضاف أنه "كما سلطت الأضواء الأشهر الأخيرة، فإن المخالفات والحوادث الصغيرة نسبياً يمكن أن تشعل حرباً يمكن أن تتصاعد وتخرج عن السيطرة وتكون لها عواقب بعيدة المدى الإقليمي". واقترح خطوات عملية عديدة لتخفيف التوتر، يبدأ أولها بانسحاب اسرائيل من الشطر الشمالي لبلدة الغجر، وثانيها بوقف الإنتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية. وفي المقابل، يجب على الجانب اللبناني أن يطبق بصوة كاملة اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680 التي "توجب نزع اسلحة كل الجماعات المسلحة في لبنان".

وأضاف إن القدرة العسكرية لـ"حزب الله" "لا تزال مختلفة وربما تتعدى قدرات القوات المسلحة اللبنانية". وطلب من الحكومة اللبنانية "تحسين إدارتها وسيطرتها على الحدود"، داعياً سوريا الى التعاون مع لبنان في هذا الشأن. كما دعا الى ترسيم الحدود البحرية للبنان.

وأفادت مصادر من داخل المجلس أن المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة جيرار آرو ونظراءه الغربيين "أدلوا بتصريحات قوية كرروا فيها أن الإعاقات لحركة اليونيفيل غير مقبولة". وأضافت إن "هؤلاء دعوا بقوة الى تحرك ما من شأنه أن يؤدي الى انسحاب اسرائيل من شمال بلدة الغجر، وكذلك من أجل وقف طلعات الطيران الإسرائيلي فوق الأجواء اللبنانية". وشددت على أن "هناك إرادة قوية لدى مجلس الأمن من أجل حصول تحرك في شأن الغجر، لأن لا سبب لبقاء اسرائيل في الغجر".

ورداً على سؤال لـ"النهار" عما إذا كانت سوريا مستعدة لاستخدام نفوذها لدى الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" أحمد جبريل وأمين سر حركة "فتح الإنتفاضة" سعيد مراغة الملقب "أبو موسى" الموجودين في دمشق إذا استدعت الحاجة ذلك من أجل تفكيك القواعد الفلسطينية على الحدود اللبنانية - السورية، فأجاب: "من المعروف أن ملايين اللاجئين الفلسطينيين موجودون في الدول المجاورة لفلسطين، وهم لاجئون بحكم العدوان الإسرائيلي عليهم وطردهم من أراضيهم".

وأضاف إن "سوريا تستضيف أكثر من نصف مليون لاجىء فلسطيني، وليس فقط أي جبريل وأبو موسى". وشدد على أن "الوجود الفلسطيني في أي من الدول العربية هو شأن داخلي، وهو شأن يتعلق باتفاقات تنظم هذه العلاقات الداخلية". واعتبر أنه "بالنسبة الى الوضع الفلسطيني المسلح في لبنان هو شأن لبناني - فلسطيني لا علاقة لسوريا به لا من قريب ولا من بعيد، ولا سيما أن القواعد الفلسطينية المشار اليها موجودة داخل الأراضي اللبنانية وليس داخل الأراضي السورية". ومن جهتها، انتقدت المندوبة الاميركية في مجلس الامن سوزان رايس، في خلال جلسة مجلس الامن "استمرار تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية-اللبنانية، ورفض الحزب تخليه عن سلاحه"، مشددة على ان "الحوادث الأخيرة تعكس مدى قوة وتواجد "حزب الله" في جنوب لبنان في مخالفة للقرار 1701". 

 

المندوب السوري لدى الأمم المتحدة: ترسيم الحدود مع لبنان لا صلة له بالقرار 1701

نهارنت/نقلت صحيفة "الأخبار" عن المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أخذه على مبعوث الأمين العام مايكل وليامز إقحام أمور ثنائية بين لبنان وسوريا في تقريره "لا علاقة لولايته بها أو لبنود القرار 1701". وقال إن تقرير الأمين العام الأخير تدخل بين الدولتين على نحو غير مناسب في مسائل تدخل في صلب العلاقات بين الدولتين، وهو "يعطي انطباعاً بوجود مشاكل ثنائية، وهذا لا يعبّر عن الواقع، وخاصة بعد زيارات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لسوريا والزيارات المتبادلة بين المسؤولين من كلا البلدين".

وأضاف إن على وليامز أن ينظر بدقة، بما يراعي الخلفية السياسية لاستصدار القرار 1701، مذكراً بأن القرار صدر أساساً بصدد العدوان الإسرائيلي.

وكان الجعفري قد انتقد ، خلال جلسة مجلس الامن المغلقة المخصصة لمناقشة آخر تقرير للامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول القرار 1701، إسرائيل بشدة، معتبرا أنها "الحالة الوحيدة في العالم التي يقوم فيها فريق عضو في الأمم المتحدة بانتهاك سيادة دولة مجاورة على مدار الساعة في ظل وجود قرار دولي وقوة تابعة للأمم المتحدة منتشرة بين الفريقين".

كما انتقد الجعفري استمرار مطالبة تقارير الأمين العام للامم المتحدة لسوريا بترسيم الحدود بين البلدين، مشددا على ان هذا أمر ثنائي لا صلة له بالقرار 1701 وانه "تشتيت للانتباه عن الانتهاكات التي ترتكبها اسرائيل في لبنان". ورفض الجعفري كذلك مطالبة التقرير لسوريا بالمساهمة في إزالة قواعد المنظمات الفلسطينية المسلحة على الحدود بين سوريا ولبنان، مؤكدا انها "هذه محاولة للصيد في الماء العكر لأن هذا يعطي انطباعاً بأن سوريا تؤثر في لبنان والمنظمات الفلسطينية، وذلك على الرغم من أن هذه القضية مطروحة الآن على طاولة الحوار الوطني اللبناني"، لافتا الى ان "هذا شأن داخلي يتعلق بالحوار بين الحكومة اللبنانية والجهات المسؤولة عن تواجد الفلسطينيين في لبنان". كما انتقد الاتهامات الموجهة لبلاده باستمرار تهريب السلاح عبر حدودها مع لبنان قائلا إن مداولات الأمس في مجلس الأمن كشفت ان دولة واحدة فقط تطرقت لهذه المزاعم من بين 15 دولة، هذه الاتهامات تخدم الدعاية الإسرائيلية فقط، ولم يكن يجب تضمينها في القرار لأنها تعتمد على المزاعم الإسرائيلية فقط.

 

مندوب فرنسا لمجلس الأمن: الأحداث الأخيرة في جنوب لبنان غير معزولة وغير عفوية

نهارنت/وصف مندوب فرنسا في جلسة مجلس الأمن الدولي جيرار أورو خلال مناقشة التقرير الثالث عشر للأمين العام عن تطبيق القرار 1701 الأحداث الأخيرة بأنها "غير معزولة وغير عفوية" بحسب ما جاء في صحيفة "الأخبار".وشدد على ضمان حرية حركة اليونيفيل استناداً إلى البند الثاني عشر من القرار 1701، مطالباً بضرورة نزع سلاح المقاومة بموجب القرارات، ولا سيما 1559 و1701. وأعرب عن أسفه لعدم تقديم كل من سوريا وإسرائيل الخرائط المتعلقة بمزارع شبعا.

 

 صقر: السيد ذهب الى المحكمة الدولية لملاحقة شهود الزور فيما الشاهد الأكبر في سوريا

نهارنت/اعتبر النائب عقاب صقر أن اللواء جميل السيد بلجوئه الى المحكمة الدولية يؤكد أنها غير مسيسة. وقال صقر في حديث لمجلة الأسبوع العربي ما يحيرني هو أن اللواء السيد ذهب الى المحكمة الدولية والى فرنسا والصين لملاحقة شهود الزور، فيما الشاهد الأكبر الذي زور بحق جميل السيد هو هسام هسام أو ما يسمى الشاهد المقنع وهو موجود في سوريا فلماذا لا يرفع دعوى ضده في سوريا. وأكد صقر أن مرحلة الهيمنة السورية على لبنان انتهت ولن تعود أبداً ورأى ان مصلحة حزب الله التهدئة ومناقشة السلاح وليس التوتر وعدم النقاش

 

الحريري خلال الجلسة النيابية: مسؤولية كشف العملاء تقع على عاتق الحكومة

نهارنت/التأمت الجلسة النيابية ظهر اليوم وأبرز بنودها القوانين المعجلة المتعلقة بحقوق الفلسطينيين التي طرحها رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط . وفي معرض الجلسة، رد رئيس الحكومة سعد الحريري على كلام بعض نواب "الوفاء للمقاومة"، فلفت الى ان الحكومة مسؤولة عن الأجهزة الأمنية والتعاون الذي تقوم به لكشف العملاء هو الأساس، مشيرا الى ان البعض كشفوا في الاتصالات والجيش والجنوب والحكومة تقوم بعملها والأمر يوجب سرية كاملة. وأسف على التعاطي السياسي بهذا الموضوع وهو "أنه كيف نمسك عميلا ونكشف التحقيق معه بالاعلام"، مشددا على ان "الحكومة تؤمن كل ما تطلبه القوى العسكرية وهذا هو الاساس". وأكّد ان "الحكومة أرسلت وفدا عسكريا الى الأمم المتحدة بشأن القرار 1701 واحدى مهماته شرح الخروقات الاسرائيلية". وبعد كلمة الحريري، طلب النائبان حسن فضل الله وعقاب صقر الكلام فرفض رئيس المجلس النيابي نبيه بري مقترحاً تعيين جلسة أخرى للمناقشة إذ أن "الموضوع حساس وهذه الساعة فقط للأوراق الواردة". وكانت قد أشارت صحيفة "النهار" الى انه من الصعوبة الجزم بالمجرى الذي ستتخذه مناقشات جلسة النواب الخميس، لافتةً الى أن ما حصل من مماحكات اضافية من شأنها اثارة شكوك في امكان مرور اي جلسة نيابية، سواء للجان أو للهيئة العامة، "مروراً آمنا". وقالت أوساط نيابية للصحيفة عينها إن "الامر يقتضي تنسيقاً مسبقاً بين مختلف الكتل على قاعدة الاستجابة لتوصية لجنة الادارة والعدل بامهالها شهرين اضافيين للتوفيق بين اقتراحات رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب جنبلاط والاقتراح الذي يجري العمل على بلورته وتعديله وتحسينه لكتل في قوى "14 آذار". وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر نيابية لصحيفة " السفير" أن النواب المسيحيين سيلجأون مع نواب آخرين الى الخروج من القاعة العامة وتطيير نصاب الجلسة في حال كان هناك إصرار على طرح الموضوع الفلسطيني على النقاش، فإن مصدراً وزارياً معنياً بهذا الملف أكد أن هذه الاقتراحات لن تطرح على النقاش اليوم وسيكون هناك مهلة محددة لإعادة طرحها على بساط البحث في الهيئة العامة، مشدداً على ضرورة تأجيل البت بهذا الموضوع الحساس إلى حين الوصول إلى توافق سياسي جامع حوله. 

 

متهم آخر بالتجسس لاسرائيل من شركة الاتصالات نفسها وقزي يعترف بمسيرة تعامله

نهارنت/ابلغ وزير الدفاع الياس المر مجلس الوزراء خلال جلسته في السرلي امس الاربعاء توقيف شخص آخر في شركة "ألفا" بتهمة التعامل مع اسرائيل. وقال ان توقيفه لم يأت نتيجة اعترافات الفني العامل في "ألفا" شربل قزي الموقوف بهذه التهمة بل نتيجة الاستقصاءات وضبط مكالمة هاتفية تلقاها من الجهة التي يتعامل معها. وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "النهار" من مصادر امنية ان مخابرات الجيش كانت اوقفت الفني الميكانيكي العامل في شركة "ألفا" طارق الربعة، وهو من سكان الطريق الجديدة، بعد الاشتباه في تعامله مع اسرائيل وفي علاقته بالموقوف الاول شربل قزي. واشارت الصحيفة الى أن المتهم قد اوقف قبل ثلاثة ايام، ولم يكشف الامر حرصاً على سلامة التحقيق ومنعاً لهروب اي مشتبه فيه آخر قد يكون على صلة به، غير ان الامر كشف امس اثر ضبط عناصر من مخابرات الجيش جهاز الكومبيوتر العائد الى الربعة في شركة "ألفا". بدورها، أفادت صحيفة "السفير" ان المشتبه في العقد الرابع من العمر من سكان عرمون حاليا وقبلها في الطريق الجديدة، متأهل من دون اولاد، وهو مهندس اتصالات يعمل في الشركة منذ العام 1996، ووظيفته تحديد المحطات ونمط عمل الارسال، ويعد من المتميزين في هذا الاختصاص.

ولم تؤكد المصادر الامنية او تنفي ان يكون المشتبه فيه قد تمّ اكتشافه بالاستناد الى الاعترافات التي ادلى بها موقوف "ألفا" الأول، الا انها اكتفت بالاشارة الى ان القاء القبض عليه تمّ ظهر يوم الاثنين الماضي، وقد بوشر التحقيق معه في اطار من السرية البالغة. وفي موازاة، احالة المتهم شربل قزي على قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا، اكدت مصادر مطلعة لصحيفة "السفير" ان محضر استجوابه لدى مخابرات الجيش اللبناني تضمن اعترافات يروي فيها مسيرة تعامله مع اسرائيل وصولا الى الخدمات التي قدمها للعدو الاسرائيلي وذلك حتى ما قبل ساعات قليلة من القاء القبض عليه. وأبرزها قدرته على ادخال الاسرائيليين على كل أقسام "الفا" بعدما تبين أنه يملك "مفتاح الدخول"(password) لكل العاملين في الشركة بما في ذلك الأعلى رتبة وظيفية منه. واكتفت المصادر بالقول ان "اخطر الخدمات وفـّرها شربل للعدو"، بحيث اعترف بأنه اعطى "مفتاح الدخول" للاسرائيليين وسهـّل لهم "دخولا مزدوجا" الى الشبكة الخلوية، بحيث يتيح الدخول الاول، للاسرائيليين من ناحية التحكم بالخطوط والمخابرات سواء بالتنصت الكامل وبحرية مطلقة على المكالمات الخلوية او تعقب المشترك وتحديد اماكن المشتركين. واضافت المصادر إن اسرائيل قد نصب العدو مجموعة من الصحون اللاقطة وأعمدة الارسال والالتقاط على الجانب الآخر من السياج الحدودي وبالقرب من المستوطنات الاسرائيلية قرب الحدود مع لبنان لهذه الغاية. أما الدخول الثاني فهو الاخطر، تضيف المصادر، اذ ان قدرة الاسرائيلي الى دخول الشبكة عبر التسهيلات التي اتاحها شربل، يمكنه من تدمير الشبكة تدميرًا كاملا، عبر إرسال "فيروس" يمحو من خلاله كلّ شيء في الاجهزة، وبالتالي وقف الاتصالات في لبنان خلال دقائق قليلة جدا. ونقلت صحيفة "اللواء" عن مصادر وزارية ان موقع المهندس ربعة في الشركة يخوله الوصول وبالتالي الدخول إلى تفاصيل المخابرات الهاتفية، بصورة أخطر بكثير من الاتصالات التي كان يجريها القزي. وفيما كان وزير الاتصالات شربل نحاس يعقد سلسلة من الاجتماعات المتواصلة مع موظفي الوزارة وشركتي "الفا" و"ام تي سي" لاتخاذ اجراءات تحول دون تكرار ما حصل، فان رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله واكب ذلك أيضا عبر سلسلة مشاورات تحت عنوان "تحديد حجم الاضرار الناجمة عن هذا التجسس والاجراءات الواجب اتخاذها لتأمين السلامة الامنية وتحصين هذا القطاع".

 

الجميل: معلومات عن مخطط اسرائيلي لتوطين الفلسطينيين في لبنان

نهارنت/أكد رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل الأربعاء ان "الإصطفاف بين المسلمين والمسيحيين في مقاربة الموضوع الفلسطيني ليس دقيقا"، معربا ً عن تخوفه من "مخطط اسرائيلي يتجدد لتأمين توطين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم ولا سيما في لبنان". ولفت الجميل في حديث الى قناة الجزيرة، الى ان "لديه معلومات ان هناك مخططا اسرائيليا وهو معزز من جهود دولية لتحقيقه بمشاركة بعض المؤسسات الدولية". وأضاف "هذا ما نشعر به في لبنان من خلال مساعي سياسية لتأمين الظروف لإندماج الرعايا الفلسطينيين في النسيج اللبناني كمرحلة اولى، وهذا يتقاطع مع تحسين وضع الفلسطينيين"، مشددا على ان "التمليك خطوة متقدمة نحو التوطين"، مذكرا ان "رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري كان قد وقف بوجه خطة لتمليك الفلسطينيين شققا في لبنان لأن التملك يساهم حسيا في التوطين". وأكد رئيس حزب الكتائب انه "على تواصل مع معظم القوى السياسية فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية"، معتبرا ان "هذا الأمر يعالج بالتفاهم، وغير صحيح ان هناك تضامنا مسيحيا كاملا بوجه تضامن مسل". وعن منح حق العمل للفلسطينيين، اعتبر الجميل ان "الفلسطينيين يتمتعون الآن بمجالات واسعة للعمل في لبنان"، مؤكدا ً ان "الكتائب تحبذ هذا الأمر وتعقد اجتماعات لبحث الموضوع". وشدد الجميل على ان "الواجب تجاه الفلسطينيين هو واجب دولي ولبنان ليس مسؤولا عن تهجير الفلسطينيين"، لافتا الى ان "مطلب العودة هو مطلب فلسطيني اولا ولكن لا يجب ان نحمل اللبنانيين والمسيحيين اكثر مما يتحملون". وختم "لم نرفض الصيغة التي توصلت اليها كتلتا المستقبل والقواتوتباحثت مع الرئيس فؤاد السنيورة في كل المجالات ونحن متجاوبون مع بند العمل في هذا الإتفاق، ونأمل التوصل سريعا الى حل لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم". 

 

نؤيد حقوق اللاجئين الفلسطينيين مقابل منح الدولة اللبنانية حقوقها"

حبيب يطالب "حزب الله" بأن يتوقف عن "اتخاذ لبنان رهينة لديه".. والدولة بأن "تتحمل مسؤولياتها لضمان عدم تكرار أحداث الجنوب"

جمال العيط، الخميس 15 تموز 2010

شدّد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب على أنّ "القوات تؤيد إعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم الاجتماعية والإنسانيّة في مقابل إعطاء الدولة اللبنانية حقوقها، سيّما في ما خصّ ما اتفق عليه على طاولة الحوار الوطني لجهة نزع السلاح خارج المخيّمات وضبطه داخلها، وخضوع المخيّمات الفلسطينيّة لسلطة الدولة اللبنانيّة كما سائر المناطق اللبنانيّة"، مشددًا في حديث لموقع “nowlebanon.com” على أنّه "لا يجوز بعد اليوم أن تكون المخيّمات مأوى للخارجين على القانون".

حبيب، شدد كذلك على "وجوب أن تتحمل الدولة اللبنانيّة مسؤولياتها لضمان عدم تكرار الأحداث الأخيرة المؤسفة في الجنوب عند كل مفصل ومحطة سياسية ما، ولمنع تفاقم الأوضاع مع قوات حفظ السلام الدولية بما لا يخدم مصلحة لبنان وأمنه واقتصاده"، وأشار في هذا السياق إلى "تداعيات الأحداث التي تعرضت لها قوات الـ"يونيفل" في الجنوب على الوضع الاقتصادي اللبناني لجهة إلغاء 30% من الحجوزات السياحية إلى لبنان، التي جاءت كردّة فعل طبيعية من قبل السياح العرب والأجانب والمغتربين على هذه الأحداث المؤسفة، مع ما رافقها خصوصاً من تصريحات للمسؤولين الإسرائيليين الذين يغتنمون كل فرصة ومناسبة لإطلاق تهديدات بحق لبنان"، لافتًا في هذا المجال إلى أن "إسرائيل لا تحبّذ إطلاقاً أمن واستقرار وازدهار لبنان، وهي بالتالي تتلقف الهدايا المجّانية التي يقدمها البعض في سبيل زعزعة الاستقرار اللبناني".

وإذ أكد "عدم اتهام الأهالي في القرى والبلدات الجنوبية بافتعال التوتر والصدامات والشغب ضد قوات اليونيفيل"، شدد حبيب على أن الإشكالات التي شهدتها بعض المناطق في جنوب الليطاني "كانت منظّمة من قبل "حزب الله" تحديداً، الذي يريد من وراء هذه الإشكالات، المركّزة ضد القوّات الفرنسية المشارِكة في الـ"يونيفيل"، إيصال رسائل سياسية عديدة إلى المجتمع الدولي بأنّ قواته في جنوب لبنان هي بمثابة رهائن، وهو ما عبّر عنه بعض حلفاء "حزب الله" بوضوح في الفترة الأخيرة، فضلاً عن الضغط على فرنسا في مقابل اعتبارها الدولة التي لعبت الدور الأكثر تشدداً باتجاه فرض العقوبات الدولية على إيران".

وفي السياق نفسه، إستغرب حبيب "لجوء بعض القوى السياسية في لبنان إلى إعادة تفسير مضمون القرار الدولي 1701 بعد مرور 4 سنوات على إصداره"، معتبرًا أنه "بدا واضحا من الأحداث الأخيرة أنّ هذا القرار يزعج تحرّكات هذه القوى التي يبدو أنها تطمح إلى إلغائه تمهيداً لانسحاب الـ"يونيفيل" من جنوب لبنان، وإعادته ساحة صراع  تنفيذاً لأجندات خارجية".

في المقابل، دعا حبيب إلى "عدم إعطاء إسرائيل أيّ ذريعة للقيام بعدوان جديد على لبنان"، وأوضح أنّ "اللبنانيين كافة يجمعون على النوايا الإسرائيلية العدوانية تجاه لبنان، ومن هنا نتمسك بأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية"، مطالبًا في هذا الإطار "حزب الله بأن يتوقف عن اتخاذ لبنان رهينة لديه، ويعترف بأنّ الشرعية اللبنانية هي وحدها القادرة على رعاية وحماية لبنان وجميع اللبنانيين".

 

فراس حيدر و"الأهالي"

أيمن جزيني، الخميس 15 تموز 2010

لبنان الآن/سيتحسن مطار بيروت الدولي بشكل جيد على ما يعلن الرئيس سعد الحريري. أما تشابك الصلاحيات الأمنية والإدارية والتي يشكو منها رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير، فيمكن حلها بالبطء المعهود الذي درجت عليه الإدارات اللبنانية. لكن المسألة ليست في الصلاحيات والإجراءات، وطبعاً لن يكون حلها متيسراً بمجرد تركيب كاميرات مراقبة على أسيجة المطار وحدوده. المشكلة ان الأهالي الذين يعيشون في محيط المطار يستسهلون اختراق أمنه.

في "7 أيار" من العام 2008، اقفل "الأهالي" المطار. كانت الحجة آنذاك مطلبية، ومنعوا الدخول إليه والخروج منه. وهم يستطيعون فعل ذلك في أي وقت سياسي ملائم.

الخلاصة: مطار بيروت الدولي يقع في حِمى "حزب الله". شاء اللبنانيون ام أبوا. وعليهم التعامل مع هذا المعطى بوصفه معطىً نهائياً ولا قبل لهم برده او التعديل فيه. ما تطرحه حادثة الفقيد فراس حيدر على المشهد السياسي اللبناني عموماً يتلخص بما يلي: إذا أرادت الدولة اللبناني بأجهزتها الرسمية الأمنية والعسكرية والإدارية ان تحتكر السيادة على أمن المطار ومحيطه، فعليها ان تقبل باختراقات مماثلة كمثل الاختراق الذي قام به فراس حيدر. وإذا أردات ان تمنع مثل هذه الأختراقات الفردية، بوصفها اختراقات فاضحة، عليها ان تكف عن محاولة حماية أمن المطار بنفسها وتكليف "حزب الله" ضمناً وسراً بهذه المهمة. فالذي يستطيع ان يضبط ما يجري في محيط المطار هو طرف معروف وموصوف وليس مختبئاً تحت كوم قش. وبصرف النظر عن مظاهر الاطمئنان التي يثيرها وجود رجال أمن بلباس رسمي في حرم المطار وحوله، فإن القاصي والداني يعرف ان الطريق من المطار وإليه لا يخضع لسيطرة القوى الأمنية الرسمية. واقع الأمر ان حركة السفر من لبنان وإليه تمر عبر "الأهالي". "الأهالي" انفسهم الذين اثبتوا في قرى جنوب الليطاني استحالة قدرة اي جيش من الجيوش على تنفيذ مهامه المنوطة به في وسط بيئة شعبية معترضة. وتالياً ليس ثمة في محيط المطار وفي حرمه ما يدعونا لتعديل هذه القاعدة.

القوى الأمنية المولجة بحماية أمن المطار لا تستطيع على اي وجه من الوجوه الخروج عن طوع مقتضيات الرؤية الأمنية لـ"حزب الله"، بصرف النظر عن عديدها وعتادها والتسهيلات التي قد تقدمها السلطة الرسمية لها. واغلب الظن، اننا امام خيار من اثنين: القبول بإبقاء الوضع على ما هو عليه من هشاشة امام اي اختراق أمني او أهلي، او التسليم لـ"حزب الله" بحقه في التحكم بشؤون السفر من البلد وإليه. في أوضاع كمثل التي يعيشها المطار وحرمه، ليس ثمة اجراءات إدارية ناجعة. وليس من حق أحد ان يتفاجأ بما جرى. ذلك ان الاختراق الذي قام به فراس حيدر لم يكن ممكناً او متاحاً لو أن الأهالي ينظرون إلى اجهزة الدولة الرسمية بوصفها حاميتهم وضامنة أمنهم. وعلى نحو ما، تشبه حامية المطار في ظروف عملها قوات اليونيفيل في جنوب الليطاني: ثمة "الأهالي" الذين لا يثقون بنوايا هذه القوات ولا بكونها موجودة للدفاع عن أمنهم وحمايتهم.

 

أداء جنبلاط المفخخ: عود ثقاب كاد يُشعل المدينة، 14 آذار تُنجز ملف الحقوق الفلسطينية وُتحمّل المسؤولية لمن يُفشّله

«حزب الله» مُحرج جراء تصلّب عون ويبحث عن مخارج

اسعد بشارة/ (الديار)، الخميس 15 تموز 2010

المزيد في فصول ملف الحقوق الانسانية للفلسطينيين يتكثف فاتحاً ستارة المسرح على واحدة من اكثر المسرحيات الاستثمارية الشعبوية في تاريخ السياسة اللبنانية.

ففي ملف المعارضين للورقة المعتدلة التي قدمتها 14 آذار تناقضات فاضحة يمكن رؤيتها عن بعد آلاف الاميال، فالطرف المعترض الاساسي وهو العماد ميشال عون الذي يقود معركة منع التوطين يجاهر منقلباً علي كل ثوابته الماضية بعدم الموافقة على سحب السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها وربما يعتبر عون أن باستطاعته كما في كل مرة أن يمارس التناقض تلو التناقض في الدقيقة الواحدة من دون ان يرف له جفن.

فالبعودة الى الماضي القريب طالب عون فور عودته من فرنسا بتحديد البقع الامنية العاصية على الدولة وكان يضع على رأس اللائحة الضاحية الجنوبية والمعسكرات الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات بالاضافة الى السلاح الموجود داخلها ولكن بعد تحالفه مع حزب الله شذّب عون خطابه فلم يعد يطالب بنزع السلاح الفلسطيني لأنه يعرف ان هذا السلاح محم اقليمياً، وفي واقعة يتذكرها كل لبناني مارس عون واعلامه تهويلاً على الجيش حين استشهد عسكري لبناني بنيران الفصائل الفلسطينية في قوسايا ولعب دور رأس الحربة داخل فريق 8 آذار في التحذير من «فتنة» في حال اتخاذ القرار بدخول الجيش الى هذه المعسكرات. فضلاً عن ذلك كله فإن عون صمت وما زال حيال التعهد الذي لم ينفذ والذي اطلقه حزب الله على طاولة حوار مجلس النواب لا بل انه دخل شريكاً مساهماً في منظومة تشريع السلاح غير الشرعي وحمايته وربما باتت النظرية العونية تتماهى مع رؤية سوريا وحزب الله بأن السلاح الفلسطيني خط احمر وانه مقدمة دفاعية لا يجب التنازل عنها الا بقبض ثمن من اميركا ومن غير اميركا.

 وبالنسبة لعون فإن السؤال الوحيد الذي يفترض ان يطرح عليه: ما هو دور وزرائك في الحكومة في موضوع السلاح الفلسطيني ولماذا لا تكلفهم طرح موضوع تحديد البقع الامنية العاصية على الدولة ولماذا لا تحسم على طاولة الحوار موقفك من موضوع السلاح غير الشرعي وتطالب بدخول الدولة الى المخيمات والمعسكرات وبالتالي ايما اخطر على المسيحي وعلى لبنان: حقوق انسانية واجتماعية لا تمس التركيبة الديموغرافية ولا تحدث اثرا سياسيا سلبيا ام دويلات مسلحة محمية للاستخدام عند الحاجة في بازار المنطقة؟

اما حزب الكتائب فهو على ما يبدو يتجه الى التعاطي مع ملف الفلسطينيين كملف مسيحي يثير الهواجس، فان ملاحظاته على ورقة 14 آذار لا يبدو انها مقنعة الى درجة تجعل المسيحيين مرة جديدة اسرى هاجس الخوف خصوصا وان حزب الكتائب اجرى بقناعة من الرئيس امين الجميل مصالحة تاريخية مع الفلسطينيين لا يفترض ان تتعثر بفعل حسابات لا تمت حقيقة الى هاجس التوطين بصلة بل تعود الى حرب التوازنات المسيحية داخل 14 آذار. ففي المحصلة فإن صورة حزب الكتائب الطرف الفاعل في 14 اذار القادر على القيام بمبادرات تاريخية (اسوة بغيره من القوى المسيحية الآذارية) ستكون هي الصورة الصحيحة اما الصورة الخاطئة فهي بالتأكيد مشهد الخلط بين التنافس الضيق الافق من جهة والقدرة على التموضع داخل رؤية مستقبلية تعرف كيف تضع المسيحيين في الموقع الذي يستأهلونه.

ويبقى النائب وليد جنبلاط الذي اشعل عود الثقاب من اجل اشعال سيكارة، فاذا به يكاد يحرق المدينة ( عن قصد او عن غير قصد) ومن يتابع متابعة جنبلاط لهذا الملف يصب بالدهشة لان تمسك جنبلاط بحق التملك، رداً على اقتراح 14 آذار، تزامن مع موافقة فلسطينية كاملة على هذا الاقتراح واصبح واضحاً بالتالي ان جنبلاط عبر تشدده في الملف الفلسطيني انما يضع عينه على هدف آخر وهو احداث خلل في العلاقة بين مسيحيي 14 آذار وتيار المستقبل. والطريف ان جنبلاط حقق هدفاً معاكساً، اذ احرج حزب الله الذي وجد نفسه مجبرا على تأييد العماد عون في الملف الفلسطيني بغير قناعة.

 

الهجوم الاسرائيلي على إيران سيؤدي إلى حرب طويلة بعدما تأكد أن إسرائيل تريد مقايضة الأرض بالأمن قبل السلام

هل يوافق "حزب الله" على وضع سلاحه بإمرة الدولة؟

النهار/اميل خوري    

بعدما نجح "حزب الله" في الاحتفاظ بسلاحه، رغم كل الحملات والضغوط الداخلية والخارجية والقرارات الدولية بالتخلي عن هذا السلاح، هل ينجح مرة أخرى في جعل استخدامه خاضعاً لإمرته فقط، أم يستجيب طلب جعل هذه الإمرة للدولة اللبنانية وخصوصاً انه شريك فيها وقد حقق بواسطته معظم أهدافه في الداخل والخارج؟

لقد رد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله على مَن كانوا يطالبون بنزع سلاح الحزب بكلام شديد اللهجة هدد فيه بقطع يد من يجرؤ على ذلك. وأكد غير قيادي في الحزب أنهم "لن يؤيدوا انتخاب رئيس للجمهورية ولا المشاركة في أي حكومة إذا لم يكونا مع المقاومة ويلتزما حمايتها، وان من يسعون الى نزع سلاح المقاومة ستخيب آمالهم، حتى وإن بطريقة متحايلة تحت عنوان ادماجه، وان على هؤلاء "ألا يتعبوا انفسهم" لأن ما لم تنجح به الاساليب العسكرية في حرب تموز لن تنجح به اساليب التحايل السياسي أو التحريض، وان الذهاب الى هيئة الحوار الوطني، هو ذهاب تحت عنوان واضح وهو كيفية الدفاع عن لبنان في مواجهة تهديدات العدو الاسرائيلي والبحث في سبل بناء الدولة التي تكون لجميع أبنائه، وألا تكون الاستراتيجية الدفاعية مناقشة أو إجراءً عسكريا بل بلورة لرؤية وطنية ذات طابع وطني شامل، وأن لا خيار آخر غير المقاومة التي هي رد فعل على الاحتلال والعدوان والظلم وقد أثبتت جدواها، وان قوة المقاومة تتكامل مع الدولة اللبنانية، وقد عطلت استخدام لبنان كساحة لاسرائيل وأعاقت مشروع التوطين، وهي ترفض عسكرتها بجعلها محصورة في مجموعات، وان لا حل في لبنان في مواجهة اسرائيل الا المقاومة ولن تجرب مع الآخرين السياسة والديبلوماسية".

هذا الكلام جعل قادة أحزاب في قوى 14 آذار، وتحديداً النائب سامي الجميّل منسق عام حزب الكتائب يعلن في حديث له "ان أركان الدولة هم رهائن لدى "حزب الله" وان البيان الوزاري حصل بالإكراه، وهو مثل كل عقد يحصل بالإكراه يعتبر باطلاً وسبق ان قدمنا طعناً به أمام المجلس الدستوري".

والسؤال المطروح هو: بماذا يجيب "حزب الله" في جلسة هيئة الحوار المقبلة على طلب رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وضع سلاح الحزب بإمرة الدولة في مقابل الموافقة على بقائه في يد الحزب؟

في المعلومات المتوافرة حتى الآن ان الحزب الذي أصر على الاحتفاظ بسلاحه رغم كل الضغوط والحملات، قد يصر على أن تبقى الإمرة له ولكن بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني، لا أكثر ولا أقل، لأن العمليات التي يقوم بها الحزب كقوة مقاومة وكهامش لتحركه، تختلف عن تلك التي يقوم بها الجيش النظامي، فإذا ظل موقف كل طرف في هيئة الحوار الوطني متعارضاً وموقف الطرف الآخر فإن الحوار يتحول ان لم يكن قد تحول حوار طرشان، والاستراتيجية الدفاعية قد لا تبصر النور ما دام لكل طرف استراتيجيته، وقد تقع المواجهة العسكرية مع اسرائيل قبل أن يكون قد تم التوصل الى اتفاق على هذه الاستراتيجية التي لا يعول عليها "حزب الله" في هذه المواجهة لأن له استراتيجية في كل المعارك التي خاضها مع العدو الاسرائيلي سواء عندما أرغمه على الانسحاب من الجنوب، او عندما صمد في وجهه في حرب تموز 2006 ومنعه من تحقيق أهدافه.

واذا كان "حزب الله" قد حقق بسلاحه النجاح في مواجهة العدو الاسرائيلي، فإنه حقق النجاح ايضاً في الداخل عند مواجهة خصومه السياسيين، فحال دون انتخاب رئيس للجمهورية من أكثرية قوى 14 آذار وتشكيل حكومة من هذه الاكثرية، وذلك بفرضه تشكيل حكومة من الأكثرية ومن الاقلية كي تظل القرارات التي تصدر عن مجلس الوزراء خاضعة لموافقة الجميع أو للتوافق، وهو ما ظلت الاكثرية ترفضه ويتأخر انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الى ان كانت حوادث 7 أيار التي أدت الى عقد مؤتمر الدوحة الذي توصل الى تسوية وان كانت تخالف أحكام الدستور باعتبار انها تسوية موقتة لظرف استثنائي، فعسى الا يصح الموقف دائما والظرف الاستثنائي يطول أمده...

واذا كان قد بات من الواضح ان "حزب الله" لن يتخلى عن سلاحه في لبنان ولا حركة "حماس" عن سلاحها في فلسطين ما لم يتحقق السلام الشامل في المنطقة بينما اسرائيل ترفض تحقيق هذا السلام قبل ان تضمن امن حدودها، وهو امن لا يمكن ضمانه بوجود سلاح خارج الشرعية، وقد اعلن رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو ذلك صراحة بقوله ان الامن هو الاولوية بالنسبة الى اسرائيل، فعندما انسحبت من الجنوب اللبناني ظنت انها ستتوصل الى ضمان أمن حدودها مع لبنان فكانت النتيجة ان هذه الحدود ظلت مضطربة وغير هادئة نظرا الى وجود سلاح لأحزاب وتنظيمات عجزت السلطة اللبنانية عن ضبطه. وعندما بلغت المفاوضات بين اسرائيل وسوريا حد الاقتراب من الاتفاق، اشترطت اسرائيل ان تمنع سوريا مرور الاسلحة عبر اراضيها الى "حزب الله" في لبنان، فرفضت سوريا ذلك معتبرة ان الموضوع هو خارج اتفاق السلام وانها مسؤولة عن حدودها فقط... وعندما دخلت المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في التفاصيل بعد القبول المبدئي بحل الدولتين، سألت اسرائيل عن وضع حركة "حماس" في غزة، وهل في الاستطاعة ضبطها اذا لم توافق على ما تكون السلطة الفلسطينية وافقت عليه، فلم يكن الجواب مقنعاً. واذا كانت اسرائيل ترفض الانسحاب من باقي الاراضي اللبنانية فلأنها باتت متأكدة من ان السلطة اللبنانية عاجزة عن حماية امن حدودها الجنوبية بوجود سلاح "حزب الله" ومجموعات اخرى مسلحة، وهو ما جعل اسرائيل تقول انها لن تنسحب من باقي الاراضي اللبنانية ما لم تضمن السلطة اللبنانية الامن على حدودها، ولن تنسحب من باقي الاراضي الفلسطينية ما دامت حركة "حماس" لها دولتها في غزة وهي دولة خاضعة لايران، بحسب رأيها، وان اسرائيل ترفض ان تصبح ايران على حدودها في لبنان وفي غزة...

يتبين من كل ذلك ان لا "حزب الله" ولا حركة "حماس" ولا اي تنظيم مسلح ومن هم وراءهم، مستعدون للتخلي عن سلاحهم ما لم يتحقق السلام الشامل في المنطقة لأنه يشكل ورقة قوة وضغط في المفاوضات، فيما اسرائيل غير مستعدة لأن تنسحب من باقي الاراضي التي تحتلها ما لم ينزع هذا السلاح او يوضع في كنف الدولة الشرعية كي تضمن امن الدولة العبرية اولا وقبل التوقيع على اي اتفاق للسلام، اذ انه سبق لها ان انسحبت من اراض فلسطينية واستمرت اعمال العنف، وانسحبت من اراض لبنانية واستمرت هذه الاعمال ولا شيء يضمن امن اسرائيل حتى بعد توقيع اتفاق سلام اذا ظل السلاح في ايدي مجموعات لا تخضع لسلطة الدولة، وهو ما يجعل اصحاب المساعي يبحثون عن حل يوفّق بين الامن والسلام ويجعلانهما يسيران معاً وعلى خط متواز.

 

مجموعة أوكسفورد للبحوث

رويترز/ حذرت مجموعة أوكسفورد للبحوث التي تروج الحلول غير العنيفة للنزاعات، في تقرير لها، من أن شن إسرائيل هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية، سيؤدي الى حرب طويلة وقد لا يحول دون حصول إيران على أسلحة نووية في نهاية الأمر.  وقالت إن العمل العسكري ينبغي استبعاده كرد على طموح إيران الى الحصول على أسلحة نووية. وأضافت: "إن هجوماً إسرائيلياً على إيران سيكون بداية لصراع طويل من المستبعد أن يحول دون حصول إيران في نهاية الأمر على أسلحة نووية بل ربما شجعها على ذلك"، مشيرة الى ان ذلك سيقود إلى حال من عدم الاستقرار والعواقب الأمنية التي لا يمكن توقعها في المنطقة وفي العالم.  وأفاد التقرير الذي أعده أستاذ دراسات السلام في جامعة برادفورد بول روجرز إن العمل العسكري الأميركي ضد إيران بدا غير مرجح، لكن قدرات إسرائيل   زادت. ولاحظ "إن الحصول من الولايات المتحدة على طائرات هجومية بعيدة المدى مع تحسن أسطول طائرات تزويد الوقود ونشر طائرات من دون طيار بعيدة المدى واحتمال توافر منشآت دعم وإسناد في شمال شرق العراق وأذربيجان... كل ذلك يزيد احتمال أن تشن إسرائيل عملا ضد إيران".

وأكد التقرير ان اي هجوم اسرائيلي لن يتركز على تدمير اهداف نووية او اهداف تتعلق بالصواريخ فحسب وإنما سيشمل ايضا مصانع ومراكز بحوث بل  مختبرات الجامعات لالحاق الضرر بما تملكه ايران من خبرة، الامر الذي سيوقع خسائر كبيرة في الارواح بين المدنيين. وخلص الى ان رد ايران على اي هجوم اسرائيلي قد يشمل الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي والعمل على الفور لصنع أسلحة نووية لردع أي هجمات اخرى. كما قد يتضمن  هجمات صاروخية على اسرائيل، واقفال مضيق هرمز لرفع اسعار النفط، وهجمات صاروخية او باستخدام هيئات شبه عسكرية على منشآت النفط الغربية في الخليج.

 

 طرح قضية حقوق الفلسطينيين الآن هدفه إحراج المسيحيين

"يجب أن نتعلّم العيش معاً وإلا، سنموت معاً كأغبياء".

مارتن لوثر كينغ

بقلم الخوري اسكندر الهاشم     

النهار/الهدوء المريب الذي يخيم على الساحة اللبنانية، يستدعي مزيدا من الحذر والحيطة، لان الاسباب المؤدية الى المواجهة كثيرة ومتشعبة. فلا احد يستخف بالاسباب الداخلية التي تنمو في قلب المجموعات اللبنانية والتي بدأت تتجمع سرا وعلنا لتشكل في حد ذاتها حالة توتر قصوى، تنتظر لحظة مؤاتية لاشعال الفتيل. اننا امام ركود سياسي او قل، اجترار مواقف يتبعها اجترار ردود فعل وكأن الساحة اللبنانية قد خلت من اصحاب الرؤيا والحنكة، وكأن المتخاصمين لا امكان عندهم للحوار في حده الادنى.

انقسمت الساحة اللبنانية انقساما حادا، واضحت التوجهات واضحة المعالم، فمن يعمل على تقريب المساحة بينها؟ ومن يسعى الى استنباط الحلول آخذا في الاعتبار التركيبة اللبنانية الهشة مبعدا عن الساحة اللبنانية صراعات الامم والاحلاف والطوائف والمذاهب.

لقد خرج الزعماء اللبنانيون الاوائل بقناعة راسخة، ان الوطن اللبناني لا تستقيم احواله، ولا ترتاح اموره لا من خلال ميثاق وطني او عقد سياسي يحافظ على التنوع، ويسلك بحذر امام الازمات الاقليمية والدولية، ويجهد في سبيل التوفيق بين الخصومات العربية، متجنبا المزايدات وتسجيل نقاط لا جدوى فيها ولا نفع، بل تجعل لبنان اتونا سهل الاشتعال لما فيه من تعددية وتنوعات وثقافات، وما حوله من اطماع. اننا نستعيد اللحظة التاريخية ونعيشها بكل ما فيها من احراج واخطار.

ان الاحداث المستمرة منذ عام 1975، لم تجد لها نهاية، بل على العكس ما نشهده اليوم يؤكد لنا ان هذه الاحداث زادت تعقيدا وتأزما، ولم يعد بين اللبنانيين الكثير من القواسم المشتركة في الرؤية السياسية والانسانية والثقافية. لقد ازداد الشرخ بينهم ونما عنداصول الشجر والجماعات عدد لا يستهان به من الاصوليات والتوجهات، وذلك بسبب انعدام الرؤية السياسية وازدياد منسوب التكاذب والمداهنة.

ان طرح قضايا وطنية حساسة مثل قضية حقوق الفلسطينيين يدخل اللبنانيين في نقاشات وجدال يزيدان التوتر الداخلي والتأزم الوطني ولا سيما ان الساحة اللبنانية شهدت تجنيس عدد كبير من الغرباء، اضافة الى تجنيس فلسطينيين باعداد لا يستهان بها. ان توقيت هذا الطرح يخرج عن المألوف لان الساحة اللبنانية تواجه معضلات وجودية اساسية لم يتفق اللبنانيون عليها بعد كمثل صلاحيات رئاسة الجمهورية وشكل النظام الذي يدير شؤون الوطن والعباد، وهل هو توافقي او اكثري، وما هي قيمة الانتخابات البرلمانية في هذا الجو الضبابي، وقضية السلاح الداخلي الخارج عن سلطة الدولة واجهزتها الامنية، وحقوق المغتربين والعلاقات اللبنانية الخارجية، بعدما اصبح لبنان طرفا فاعلا في اللعبة الدولية والاقليمية القائمة مع الاشارة الى ان احدا لا يعارض الحقوق الانسانية للفلسطينيين وضرورة خروجهم من الحال المزرية التي يعيشونها والتي تساعد على نمو بيئة غير سليمة اجتماعيا وانسانيا وسياسيا. لكن السؤال الاساسي: اية ارادة سياسية فلسطينية تدير شأن الفلسطينيين؟ هل هي "حماس" ام السلطة المعترض عليها داخليا؟ ومن يحرك الملف الفلسطيني، الجامعة العربية، أم المنظمات السياسية والاصولية المتعددة التوجهات والانتماءات؟ الا يستحق ذلك طرحا جديا من العالم العربي الذي يشكل لبنان خاصرته الرخوة؟ والسؤال الثاني: هل يستطيع لبنان ذو المساحة الضيقة ان يستوعب اليد العاملة الفلسطينية؟ وهل يستطيع هذا الوطن الغارق في ازماته الاجتماعية تأمين عمل يليق بهم؟ يجب ان يكون النقاش مفتوحا وبدون خلفيات سياسية ضنا بكرامة الفلسطينيين واللبنانيين معا. اما السؤال الثالث المطروح للنقاش فيتعلق بأثر هذه التقديمات الانسانية على الحس الثوري المقاوم، فهل تبقى روح العودة مشتعلة في حال خروج الفلسطينيين من بيئتهم واندماجهم في المجتمعات الاخرى؟ وما هو الثمن الذي على الفلسطينيين دفعه في حال انخراطهم في المجتمع اللبناني؟ فهل يبقى السلاح في ايديهم؟ وهل استطاعت المرجعيات الفلسطينية تقديم ورقة وخطة عمل الى الحكومة اللبنانية لمناقشتها بهدوء ورصانة.

لقد وضع اللبنانيون وطنهم في نفق مظلم، بحيث صار من الصعب تلمس الضوء والخروج من ظلمته. لم يعد للوطن اتباع حقيقيون، لقد انضوى الجميع تحت عباءة الخارج، وهذا الاخير هو من يدير اللعبة السياسية والامنية.

الازمة اذاً مستمرة وبوتيرة اكبر وبمساحة لم تكن سابقا بهذا الحجم والاتساع. لقد تعدت الارتباطات الاقليمية والدولية طاقة لبنان، بل ادخلته قسرا في لب هذه الصراعات ولم يعد قادرا على الخروج منها بفعل هذا الارتباط الوثيق، وبفعل الانقسامات الداخلية التي تزداد حدة يوما بعد يوم. وكلمة "عمالة" لم يعد لها المعنى ذاته المتعارف عليه. لقد ادخل اللبنانيون الى قاموس العمالة ازدواجية ظاهرة. بالطبع هناك دولة عدوة يعاقب القانون اللبناني كل تعامل معها، وهي اسرائيل وهذا امر لا نقاش فيه بين اللبنانيين، لانهم جميعهم عانوا الكثير من فتنها وما زالوا، لكن التعامل مع الدول الصديقة والشقيقة يفرد القانون له ابوابا خاصة تحدد مدى مساحة هذا التعامل، ومن يحق له اقامة علاقات وعقد معاهدات. ان الدولة اللبنانية وحدها هي المخولة في هذا المجال من دون سواها، اما فتح الابواب على مصاريعها وتجاوز الدولة واجهزتها في اقامة علاقات مع الصديق والشقيق فان ذلك يضع الدولة مع اجهزتها كافة امام مأزق. اذاً لا يجوز الاخلال بهذا المبدأ الدولي العام والاخلاقي، وكل تجاوز لهذه الحدود يخضع للمساءلة القانونية والوطنية.

ان القضايا التي تطرح عمدا وفي غير وقتها، ليست الا من باب بلبلة الوضع اللبناني الداخلي، واغماض العين عن كل ما يحاك لهذا الوطن المعذب. انها لعبة دائمة ومتكررة، تريد  امرا واحدا هو إلهاء اللبنانيين بهذه الازمات واشاحة النظر عن الاخطار المحدقة بمستقبل اللبنانيين وعيشهم معا. واذا كان لبنان امام استحقاقات كبيرة مقبلة عليه من مساحة هذا الشرق وصداماته المذهبية والعرقية ومن ضغوط اسرائيل المتواصلة لإبعاد شبح عودة الفلسطينيين الى ارضهم المحتلة من عدم قيام دول بالمفهوم العصري للكلمة، ترعى شعبها بالعدل والحكمة دون تفرقة او تمييز، فهل يُعقل امام كل هذه المخاطر ان تطرح قضايا خلافية داخلية في هذه اللحظة المصيرية المحرجة للجميع. ان طرح قضية حقوق الفلسطينيين احراج ظاهر للمسيحيين وإظهارهم كأنهم المعارضون الوحيدون، وبذلك تتوجه الانظار العربية والاسلامية في اتجاههم على انهم العقدة الاساس في اعطاء الفلسطينيين حقهم، وبذلك يخسر المسيحيون الكثير من رصيدهم الجديد الذي لا يريده لهم الكثير من شركائهم في الوطن. اما طرح قضية النفط بهذه الصورة العلنية، وكأن الخلاف الاساسي هو خلاف طائفي او مذهبي وليس ايجاد آلية وطنية لادارة هذا المخزون الواعد في سبيل انقاذ الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة. ان الثروة الوطنية المزمع اكتشافها ليست سببا لخلاف جديد، بل يجب ان تكون عاملا مساعدا لوحدة الدولة اللبنانية ولمستقبل اللبنانيين جميعا.  

 

خطة الطريق الأميركية للبنان

النهار/بقلم عبد الحميد فاخوري     

ان الشهادة التي أدلى بها مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان (سفير الولايات المتحدة السابق في لبنان خلال حرب تموز 2006 وما تلاها من احداث) في شأن حزب الله جديرة بالدرس، لا لأنها تضيف جديدا الى موقف الولايات المتحدة من المقاومة، بل لانها تحدد بدقة خريطة الطريق لتطبيق هذا الموقف يستنير به، بل يتبعه بالتفصيل بعض القوى المعروفة من حزبية ومدنية ودينية في لبنان وكذلك ما يعرف بالدول المعتدلة في المنطقة.

في التعريف بالحزب:

يشهد فيلتمان على "ان استمرار وجود حزب الله كجماعة ارهابية مسلحة تسليحاً جيدا، فضلا عن علاقته القوية بايران وسوريا... يهدد مصالح الولايات المتحدة ولبنان وشركائنا في المنطقة وعلى رأسهم اسرائيل"، وهو اي الحزب "لا يزال اكثر المجموعات الارهابية قدرة في العالم وهو يشكل تهديدا متواصلا للولايات المتحدة، و"حزب الله لا يزال اكثر المجموعات الارهابية قدرة في العالم"، و"الحزب يشارك بشكل مكثف في مجموعة واسعة من النشاطات الاجرامية بما في ذلك تجارة وتهريب المخدرات".

اذا فالحزب يشكل اخطر تهديد لمصالح 1 – الولايات المتحدة، 2 – اسرائيل، 3 – لبنان، 4 – الشركاء الآخرين في المنطقة (اي الدول العربية المعتدلة التي لا تقارب مجتمعة اهمية اسرائيل!). ولا بد من الملاحظة هنا ان شيطنة حزب الله واعتباره شراً مطلقاً هي سياسة يتبعها النظام السياسي الاميركي منذ ايام الحرب الباردة، بل قبل ذلك، تجاه من يعتبره عدواً، مستخدماً في ذلك آلته الاعلامية التي يخصص لها امكانات مالية هائلة.

في وسائل المعالجة:

1 – حماية اسرائيل:

يقول فيلتمان "ان ادارة اوباما ملتزمة ضمان امن اسرائيل، ومساعدة اسرائيل في الدفاع عن نفسها" فهما يتعاونان بشكل وثيق في المسائل الامنية، كما "تتعاون الولايات المتحدة مع اسرائيل في مجال الدفاع الصاروخي الباليستي لضمان حماية اسرائيل". وفي نظر فيلتمان أن السيد حسن نصراله عندما يقول بأن حزب الله "سوف يستهدف اسرائيليين والسفن الحربية والتجارية المتجهة الى اسرائيل اذا قامت اسرائيل بأي عمل هجومي على الموانىء اللبنانية او فرضت حصاراً بحرياً على لبنان في اي صراع في المستقبل" فان الحزب يقوم بعدوان آثم يستأهل حماية اسرائيل من عدوان كهذا! علما ان المعتدي هو اسرائيل، فحتى حق الدفاع عن النفس محرم في نظر فيلتمان.

اما الطلعات الجوية الحربية فوق الاراضي اللبنانية فمع انها "تشكل انتهاكا لقرار مجلس الامن 1701، وهو قرار نلتزم جميعا تنفيذه كاملاً فيبررها فيلتمان بان ثمة "علاقة لا لبس فيها بين هذه الطلعات وجهود حزب الله السافرة والمستمرة في الحظر المفروض على الاسلحة"، اذن فهو في المبدأ مع وقفها، اما عمليا فيعطي الضوء الاخضر لاستمرارها! اما شبكات التجسس الاسرائيلية فلا ذكر لها. اما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وغيرها من الاراضي اللبنانية المحتلة، فهي غائبة كلياً و الامر يقتصر على شمال الغجر التي لا تزال الولايات المتحدة والامم المتحدة والمجتمع الدولي تبذل قصارى جهدها لاعادته الى لبنان خلال السنوات الثلاث المنقضية".

2 – حماية لبنان:

لا بد من ابداء بعض الملاحظات قبل التطرق الى خريطة الطريق اللبنانية التي تعتمدها الولايات المتحدة في لبنان.

أ – التناقض الواضح بين القول بأن الحزب يهدد مصالح الولايات المتحدة، والقول في مكان آخر بأننا، اي الولايات المتحدة، "نقر بأن حزب الله لا يستهدف بشكل مباشر الولايات المتحدة ومصالح الولايات المتحدة اليوم"، ولا يفسر هذا التناقض سوى ان الولايات المتحدة تعتبر ان التهديد المباشر موجه الى اسرائيل، ومصلحة الدولتين وحدة واحدة لا تنفصم.

ب – الاعتراف بأن اسرائيل كانت تخطط للاعتداء على لبنان عام 2006، ففي شهادة فيلتمان ان نزاع عام 2006 الكارثي، الذي عجل به خطف حزب الله لجنود اسرائيليين..." وهو أمر اصبح شائعاً، علما ان بعض القوى في لبنان لا تزال تتعامى عن هذه الحقيقة.

ج – يعود فيلتمان الى مقولة ان الحزب استخدم السلاح في الداخل من أجل الاحتجاج على قرارات الحكومة اللبنانية التي اختلف معها دون ان يزيد ان هذه القرارات كانت  تستهدف القضاء عمليا على المقاومة، وانها اتخذت عن سابق تصور وتصميم ومعرفة على رغم التحذيرات التي اطلقها بعض العقلاء.

د – لا يتعرض فيلتمان للتطورات الايجابية التي شهدها لبنان بعد مؤتمر الدوحة، فتاريخ البلد يتوقف عند احداث ايار 2007، فهو يتجاهل تماماً انتخاب رئيس الجمهورية وقيام حكومة الوفاق وبيانها الوزاري الذي يؤكد دور المقاومة في حماية لبنان.

بعد ذلك نعرض خريطة الطريق التي يرسمها فيلتمان للبنان.

• "على حزب الله ان ينزع سلاحه كاملا على غرار جميع الميليشيات الاخرى وينبذ الارهاب والتخويف السياسي".

• "ان اصرار حزب الله على البقاء مسلحا وعدوانيا دفع الولايات المتحدة ويدفعها حاليا الى اعتماد طريقتين لمواجهته، الاولى "منذ عام 2006 (لاحظ التاريخ المرتبط في معظمه بحرب تموز) خصصنا اكثر من 600 مليون دولار للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي" (دون تفصيل للمبالغ المحددة لكل منهما). ما الغرض من هذه المساعدات؟ "توفير الحماية لشعب لبنان"؟ لأي هدف؟ "مكافحة الارهاب المحلي"، اذا فهذه المبالغ مخصصة في نظر الولايات المتحدة ليس لحماية شعب لبنان من العدو الاسرائيلي وشبكات تجسسه، بل من "الارهاب المحلي" الذي كان بالامس "فتح الاسلام" وغدا، كما يأمل فيلتمان، حزب الله!

اما الطريقة الثانية في مواجهة الحزب، وهي الاخطر، فهي تقديم "المساعدة والدعم في لبنان للذين يعملون على ايجاد بدائل من التطرف والحد من صورة حزب الله الايجابية لدى الشباب اللبناني... لقد ساهمنا من خلال الوكالة الاميركية للتنمية الدولية ومبادرة الشركة الشرق الاوسطية بأكثر من 500 مليون دولار لهذه الجهود منذ عام 2006" اما اين تذهب هذه الاموال فلا تفصيل لمن يتلقونها، انما الغاية واضحة، اي الحد من صورة حزب الله الايجابية وبمعنى آخر القضاء على ثقافة المقاومة.

اذن فهي حرب شاملة على المقاومة لا تستهدف سلاحها فحسب، بل فكر المقاومة وثقافتها اذ انها تشكل تهديدا مباشرا لا للسلام في المنطقة كما يزعم فيلتمان، بل لانها تشكل الخطر الوحيد على مصالح الولايات المتحدة، كما يقول في مكان آخر، واهمها استمرار سيطرة اسرائيل العسكرية على المنطقة العربية وسيطرة الولايات المتحدة الاقتصادية بما في ذلك منابع النفط ومعابر نقله.

فلا عجب ان يستمر الانقسام السياسي في البلد، ضمن الوفاق الظاهري، كما لا عجب ان يدافع البعض عن الاتفاق او الاتفاقات الامنية مع اميركا التي تصنف حزب الله منظمة ارهابية، او ان يجري ترويج النظريتين القديمتين المتجددتين حول "قوة لبنان في ضعفه" و"الحياد في الصراع العربي الاسرائيلي" وان تستمر الحملة، بل تتصاعد على سلاح المقاومة مترافقة مع تعابير منفرة مثل "الجيران" و "ما يسمى حزب الله! والا فأين ذهبت وتذهب الاموال، او معظمها على الاقل، التي خصصتها الادارة الاميركية للبنان وهي المعروفة بحرصها على كل دولار يصرف في العالم العربي بعكس ملياراتها المخصصة للعدو؟ واسألوا فيلتمان سابقا وسيسون حاليا لعل لديهما الجواب اليقين.

 

لبنان المطار 

١٥ تموز ٢٠١٠

حسان حيدر/الحياة

الحادث الذي وقع في مطار بيروت وأسفر عن مقتل شاب اختبأ بين عجلات طائرة مقلعة ليس مستغرباً في بلد يخرج كل شيء فيه عن ابسط الاصول والقواعد، ويخضع كل شأن من شؤونه لمعايير هي أبعد ما تكون عن البديهي المتعارف عليه في أي دولة اخرى، منذ ان صار البت في كل أمر مهما صغر شأنه مرهوناً بالتراضي بين الطوائف والمرجعيات وأصحاب النفوذ والمصالح وحملة السلاح والمرتهنين، ولذا لا يشذ الوضع في المطار ومحيطه عن الوضع العام السائد في سائر انحاء الجمهورية ومؤسساتها من دون استثناء، حيث «الشاطر بشطارته» وحيث لا يملك المواطن العادي سوى ذاته يعتمد عليها في تسيير حياته يوماً بيوم ودرء الأذى عن نفسه وعائلته وبيته وعمله.

والخروقات المؤلمة في «سياج» بلد الأرز لا تحصى، وآخرها ما شهده مجلس النواب من جدل حول اتفاقية مع فرنسا تشمل بنداً أمنياً ينص على التعاون في مكافحة الارهاب، كانت الحكومة أقرتها بإجماع اعضائها، بمن فيهم ممثلو المعارضة السابقة الذين لم يستقروا بعد في موقع، ثم احيلت على البرلمان لتصديقها. لكن نواب الاطراف انفسهم الذين لم يبدوا احتجاجاً عليها في مجلس الوزراء اعترضوا وقاطعوا وعطلوا النصاب مطالبين بتعديلات على الاتفاقية تعني عملياً الغاءها. فما الذي تغير بين الجلستين الوزارية والنيابية؟ لا شيء في الداخل: الوضع على حاله من «وحدة وطنية» مجسدة في الحكومة، والأمن المستتب تمهيداً لموسم الاصطياف لم تعكره صدامات «الاهالي» مع «اليونيفيل»، وزحمة السير الخانقة على ما هي، والتلوث في أعلى مستوياته، وارتفاع الاسعار لا يقف عند حد... الذي تغير عملياً كان في الخارج، حيث توترت العلاقات بين ايران وفرنسا بسبب العقوبات الدولية وسعي باريس الحثيث الى اقناع الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات اضافية على طهران، فصحا ضمير نواب «حزب الله» وحركة «امل» و «اكتشفوا» ان هناك ثغرة خطيرة في تعريف الارهاب فاتت وزراءهم. وغدا عندما يبحث الوزراء في تخصيص موازنة لتعزيز اجراءات الأمن في المطار، سيكمن الشيطان كالعادة في التفاصيل، وسيهدر الوقت في نقاش عبثي حول من سيشتري الاجهزة، ومن أي دولة، وهل هي صديقة ام عدوة، وهل تشاركنا التعريف نفسه للارهاب، ومن سيركب الاجهزة ويكون مسؤولاً عن تشغيلها، وهل توزيعها في انحاء المدارج يهدد أمن المقاومة، وهل هدم بعض المنازل المتداخلة مع حرم المطار يخل بالتعايش، ومن سيراقب من يراقب المطار، والى من يرفع تقاريره؟ ومئات سواها من الاسئلة التي لا اجوبة لها طالما انه ليست هناك دولة مركزية تضطلع بأمنها وأمن مواطنيها، ولا حكومة متجانسة تتخذ قرارات تكون مسؤولة عنها امام شعبها وبرلمانه. وفي خضم المعمعة حول من هو المسؤول عما حدث، وانتقال المشكلة الى ايجاد بديل عن مسؤول امن المطار المستقيل، لا بد من ان يكون من طائفته نفسها، وان يكون مرضياً عنه من القابضين على تلابيبها، وان يكون له سجل في تفضيلها على ما سواها، لم يعد احد يتذكر او يعبأ بما حصل لشاب عشريني قضى بين عجلات طائرة وهو يحاول الهروب من «سويسرا الشرق».

 

الإنتماء: الخرق الأمني في المطار سابقة خطيرة تدل على مدى التسيب والاستهتار بأمن البلاد والعباد

رأى "الإنتماء اللبناني" في بيان اليوم "ان الخرق الأمني الذي حصل في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، سابقة خطيرة تدل على مدى التسيب والاستهتار والإهمال لأمن البلاد ككل وبخاصة في المطار"، وسأل :"من المسؤول عن هذا الخلل والخرق الأمني الذي حصل؟ وهل استقالة رئيس جهاز أمن المطار جاءت نتيجة عجزه عن ضبط الفلتان وعدم السيطرة الأمنية على المطار بسبب سيطرة حزب الله عليه؟". أضاف البيان: "إذا كنا نفاخر بموسم سياحي زاهر على لبنان، فما هي التدابير والإجراءات المتخذة من قبل الحكومة وسلطاتها الشرعية لإنجاح هذا الموسم، ومن هي الجهة المسؤولة عن هذه الاحداث المنظمة والخروق ألامنية التي تحصل هنا وهناك؟". ودعا الى أتخاذ التدابير الايلة لتفعيل وتعزيز الإجراءات الأمنية للقيام بدورها بفعالية وإزالة الشوائب فيه، إضافة الى ضرورة مواجهة ولجم التعديات غير الشرعية التي تعيق حركة الملاحة وبرج المراقبة والمخالفات في محيط المطار التي كثرت في الاونة ألاخيرة في حين أن الدولة غائبة وعاجزة عن السيطرة عليها بسبب هيمنة قوى الأمر الواقع" . وطالب ب"إعادة الإعتبار إلى الدولة اللبنانية من خلال تعزيز وتفعيل أجهزتها الأمنية الشرعية ومنحها الصلاحيات اللازمة لفرض سلطتها وهيبتها على جميع الأراضي والمرافق والمؤسسات وحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية".

 

الكتلة الوطنية: لبنان يمر بمرحلة تحول من كيان مستقل وجامع لشعبه الى بلد مقطع الأوصال

موقع الكتائب/رأى حزب الكتلة الوطنية، بعد اجتماع عقده برئاسة العميد كارلوس اده "أن الدولة قد نسيت أن مساحة لبنان هي حوالي 10452 متر مربع، ففي الجنوب بات معروفا من هو الممسك بزمام الأمور، وأكبر دليل على ذلك الإجتماع الذي عقد بين اليونيفيل ورؤساء البلديات في حضور ممثلين للجيش حيث تلي بيان بعد الاجتماع بتقييد حرية تحرك القوات الدولية، اما في البقاع فحدث ولا حرج حيث الخلافات بين الأشخاص تتحول الى معارك عشائرية وإشتباكات بالأسلحة الصاروخية في مناطق مقفلة على القوى الأمنية، وتنتهي ببيان من عشائر فارضة قانونها في مناطقها، أما في بيروت فمناطق الضاحية الجنوبية وحرم مطار رفيق الحريري باتا ومنذ زمن بعيد تحت رحمة قوى الأمر الواقع ومن يمثلها في المواقع الرسمية".

اضاف:"بعد هذا العرض يرى حزب الكتلة الوطنية ان لبنان اليوم يمر بمرحلة تحول من كيان مستقل وجامع لشعبه الى بلد مقطع الأوصال تمارس الدولة فيه سلطتها على جزء منه مرحليا، الى ان تنضج ظروف معينة ويتحول الى بلد لا سلطة فيه فعليه الا لمن يحمل السلاح، وهذه المرة على كامل تراب الوطن".

واشار الى انه في "خصوص قضية السيد مأمون الحمصي، يرى حزب الكتلة الوطنية بأسى وأسف بالغين مدى التغيير الذي طرأ على لبنان، فالوطن الذي لقب على مر السنين أرض الحرية وحقوق الأنسان وملجأ المظلومين، هذا الوطن الذي أساس قيامه شعوب مضطهدة أتت لتعيش فيه حرة، تنكرت جهات رسمية فيه لتلك القيم وجردت مأمون الحمصي من الإقامة من دون أن يخالف القانون اللبناني. إن الذي حصل لا يحصل في أي بلد سيد حر، فلبنان رضخ لجيرانه على حساب أهم المبادئ والقيم الأنسانية والتي هي الدفاع عن الحرية و"حق اللجوء" والذي هو قيمة أخلاقية قبل أن تكون سياسية، ذلك الحق الذي كان دائما وعبر التاريخ من أهم شيم الفروسية والنبالة في الشرق والغرب معا".

ودعا الحكومة اللبنانية الى "تصحيح الخطأ فورا، وإعادة الأمور الى نصابها لكي يبقى لبنان منارة الشرق وأرضا للحرية".

واضاف: "في الموضوع الفلسطيني،نؤكد أن الفلسطنيين الموجودين في لبنان هم لاجئين وليسوا أجانب عاديين، وما يميزهم هو املهم وحقهم بالعودة الى ديارهم التي هجروا منها بعد إنشاء دولة اسرائيل عام 1948. إن هذا الحق مقدس ولا يجب التنازل عنه بأي شكل من الأشكال، وفي بإنتظار عودتهم يؤيد الحزب تحسين أوضاعهم الأجتماعية والمعيشية في المخيمات بما فيها عملهم في لبنان، ويطالب الحكومة اللبنانية بوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لأن القضية الفلسطينية نتجت عن إغتصاب أرض من أهلها وإعطائها للاسرائيليين، فلا يجوز للأمم المتحدة ولا للمجتمع الدولي رمي المسؤولية على لبنان الذي هو غير قادر على تحملها من النواحي الأقتصادية والإجتماعية، لذلك على الحكومة مطالبة الاونروا والمجتمع الدولي بتحمل مسؤوليتهم كاملة في هذا المجال لحين إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية".

وإعتبر "ان عملية بناء السدود المائية هامة جدا، كما ان المحافظة على مالية الدولة وتخفيض العجز هو أمر بذات الأهمية، إن تمويل السدود والمشاريع المائية الإستراتيجية يمكن أن يتم عبر تطوير قوانين تتيح لمؤسسات الدولة تمويل بعض هذه المشاريع، فالعديد من مؤسسات الدولة ومصالحها وحسب تصاريح المسؤولين تحظى بوفر مالي كبير، لذلك نقترح على سبيل المثال ان يوقع بروتوكول مع مصلحة مياه جبل لبنان لكي تمول السدود في منطقة عملها، وهذا ينطبق ايضا على بلدية بيروت التي تحظى بوفر مالي لكي تسعى لتمويل السدود التي تؤمن المياه للعاصمة، وكل ذلك بعد تحديث القوانين ووفق بروتوكولات داخلية بين المؤسسات المعنية".

 

سجعان قزي: هناك قرار دولي وعربي بإفلاس الأونروا من أجل نقل المسؤولية عن الفلسطينيين إلى الدولة اللبنانية وتوطينهم في لبنان

موقع الكتائب/في حديث إلى إذاعة "صوت المدى"، قال الأستاذ سجعان قزي المستشار السياسي للرئيس أمين الجميل، إن الفلسطينيين بدأوا يطالبون بحقوقهم من إسرائيل، ثم من الدول العربية، ثم من الأمم المتحدة، ثم من منظمة التحرير، ثم من السلطة الفلسطينية، واليوم بعد تخلي كل هؤلاء عنهم يتطلعون نحو الدولة اللبنانية كبدل عن ضائع للحصول على حقوق شرعية من حيث الطلب ولكنها غير صحيحة من ناحية العنوان.

وأضاف قزي: نحن نؤمن استناداً إلى وثائق دولية وعربية وفلسطينية واستناداً إلى مفاوضات جرت بأن قرار توطين الفلسطينيين في لبنان قد اتخذ، ولا تنفع تصريحات المسؤولين اللبنانيين برفضه ولا تصريحات المسؤولين الفلسطينيين. حق العودة كان قراراً عربياً قبل حرب الــ 1967 وكان قراراً فلسطينياً قبل انقسام السلطة الفلسطينية. اليوم قرار العود، أصبح مع الأسف، رهن الموقف الإسرائيلي، وإسرائيل لا تعطي الفلسطينيين إلا قرار الخروج. وذكر أن الرئيس الجميل سبق أن كشف عن هذا المخطط.

وقال قزي إن انخفاض موازنة الأونرا ليس ناتجاً عن عجز مالي لدى الدول التي تمولها بل هو نتيجة قرار سياسي دولي بتخفيض ميزانية هذه المؤسسة لتصبح غير قادرة قريباً عن القيام بمسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، بغية تحويلهم من لاجئين تابعين للمؤسسة الدولية إلى مقيمين دائمين في دول الشتات، لاسيما في لبنان وتتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتهم.

وانتقد سجعان قزي أحد نقاط بيان بعض أعضاء الأمانة العامة لــ 14 آذار التي اعتبرت أن الأكثرية تكفي لإقرار مطالب الفلسطينيين في حين أن هذا الموضوع ميثاقي ويستوجب الاجماع والتوافق، وإلا التصويت بأكثرية ثلثي عدد مجلس النواب.

واعتبر قزي أن حزب الكتائب ليس سجين الاصطفاف السياسي الحالي بين 14 و 8 آذار حين يتعلق الأمر بقضية مصيرية مثل الوجود الفلسطيني في لبنان، وبالتالي إن الالتقاء مع التيار الوطني الحر حول الموضوع الفلسطيني هو طبيعي وخطوة في الاتجاه الصحيح. وانتقد بعض الذين يحوّلون بمواقفهم شعار لبنان أولاً إلى لبنان اولاً... للفلسطينيين

وعن التمايز حيال هذا الموضوع مع القوات اللبنانية، قال قزي: إن الدكتور سمير جعجع يرفض التملك الفلسطيني في لبنان مثله مثل الرئيس الجميل والجنرال عون.

 

بيضون: إنسحاب <اليونيفل> يعني حرباً

اللواء/رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن <حزب الله> ارتكب خطأ بمحاولة إعلان فشل مهمة قوات <اليونيفل> من خلال مطالبته في شكل واضح بتقييد حركة القوة الدولية، عبر تصديه لها ولمهامها من خلال مجموعات معينة>· واعتبر ان <إعلان حزب الله إفشال مهمة القوة الدولية، يعني ان إنسحاب هذه القوة من جنوب لبنان اصبح وشيكا وهو في انتظار إجراء دولي لإخراجها، لأن فشلها يعني لجوء المجتمع الدولي للبحث عن وسيلة لإخراجها من الجنوب من دون ان يتحمل مسؤوليات المرحلة اللاحقة التي ستكون مرحلة حروب وقصف ودمار>·وعن ربط ما حصل في الجنوب بالمحكمة الدولية وضع بيضون الأمر في الإطار التهويل والضغط بهدف تأجيل إصدار القرار الظني وصولا الى <تمويت المحكمة>، مؤكدا ان الوقت لم يعد يسمح بذلك وان المحكمة لن تموت والقرار الظني سيصدر والجهات المسؤولة عن اغتيال الحريري وبقية الإغتيالات ستنال العقاب·

 

رفع الدعم عن السلع الاستهلاكية و"حرب البنزين" والاقتصاد الريعي تدفع "البازار" نحو الاضراب و"المحافظين" للتحذير

"شرخ" الانتخابات الرئاسية الإيرانية يتحوّل إلى "خط زلازل"

المستقبل - الخميس 15 تموز 2010 - أسعد حيدر

الحرب الاقتصادية كلفتها محدودة، ونتائجها مؤثرة ومنتجة في كثير من الأحيان بعكس الحرب العسكرية. الغرب أخذ قراره بفتح الجبهة الاقتصادية على مصراعيها ضدّ إيران. التصعيد في العقوبات الدولية من جهة، والاحادية من جهة أخرى، سواء من جانب الولايات المتحدة الأميركية أو دول الاتحاد الأوروبي هدفه واحد، وهو دفع طهران نحو التعاون مع المجتمع الدولي بدءاً من الملف النووي. استحالة الحرب العسكرية وقدرة إيران بالضغط على جبهتين مفتوحتين هما افغانستان والعراق معاً في وقت واحد، دفعت الغرب للبحث عن البديل. واشنطن وجدت هذا البديل والأهم تمكنت من إقناع روسيا بالانخراط مبدئياً في هذه الحرب الاقتصادية.

واشنطن أقنعت موسكو عندما أكدت لها أنّ مصالحها ليست مستهدفة الآن ولا على المدى الطويل من جهة، ومن جهة أخرى ان إيران نووية قائمة على حدودها أخطر عليها من الآخرين. إيران تستطيع متى دخلت "نادي الدول النووية" أن تتحوّل إلى "مظلة" أمنية وسياسية "للجمهوريات الإسلامية القديمة في الاتحاد السوفياتي المنحل. عندما تتكلم المصالح، تسقط كل اللغات الأخرى. الرئيس أحمدي نجاد سارع إلى التصعيد ضد "القوى الجائرة" معلناً "ان إيران ستقطع دابرها". لكن يبدو وهو يتوعّد هذه القوى، انه لم يلتفت كثيراً وراءه إلى جبهته الداخلية، حيث الاعتراض يتحوّل إلى معارضة حقيقية ضدّ سياسته الاقتصادية. من "بيت أبيه" ضرب نجاد. رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، اعترض علناً على سياسة "الرئيس". بالمبدأ "لا يمكن مقاومة الأعداء، إذا لم يتم تحسين الوضع الاقتصادي". الاقتصاد هو عماد الجبهة الداخلية في كل أنحاء العالم.

"الاقتصاد الريعي" الذي يطبقه وينفذه أحمدي نجاد يقلق الأوساط الإيرانية. "المعارضة الخضراء" حذّرت كثيراً من هذه السياسة التي تؤدي إلى "شراء" القواعد الشعبية من جهة وتخلخل عملية الإنتاج من جهة أخرى. لاريجاني موافق على المبدأ فقال "الوضع الاقتصادي يتدهور، إيران بلد غاز ونفط، لكن الازدهار لا يكمن في الجلوس على سجادة من ذهب وتوزيع المال على الناس، العدالة الاجتماعية تعني ضمان الوظائف للجميع لا تقديم المال إلى الناس شهرياً، ينبغي استخدام هذا المال لتطوير الإنتاج الاقتصادي في البلاد". ما يقوله لاريجاني بديهي جداً في علم الاقتصاد. لكن حتى هذه البديهيات تبدو مغيبة في إيران ـ أحمدي نجاد.

"الوحدة القومية" حول الملف النووي في إيران، لا تكفي لمواجهة الغرب، المطلوب وحدة الجبهة الداخلية. الاقتصاد تحوّل إلى "نقطة أخيل" في الجبهة الداخلية الإيرانية، والغرب يصوّب حالياً على هذه النقطة للفوز في الحرب المفتوحة ضدّ "النظام النجادي" في إيران.

إعلان البازار الاضراب بداية. حتى لو نجح النظام في احتواء هذا الاضراب، فإنه يبقى نجاحاً موقتاً. كلما تصاعدت مفاعيل الحرب الاقتصادية، نمت معارضة "البازار"، "العمود الفقري" للاقتصاد وللنظام معاً. فشل "الانتفاضة الخضراء" في ضمّ البازار إليها، هو الذي أوقف حركتها ونموّها السريع. الآن كل شيء ممكن، انضمام "البازار" إلى المعارضة لاحقاً من بوابة تعرض مصالحه للخطر يقلب الموازين.

الرئيس أحمدي نجاد وزع المليارات، وهو يتابع حالياً توزيع ما يمكنه. سياسته في رفع الدعم عن الكثير من السلع وأبرزها البنزين، وتوزيع المعونات على الإيرانيين تطرح أسئلة مشروعة حتى بالنسبة لأكبر الدول عراقة في ديموقراطيتها. من هذه الأسئلة: ما هي المعايير والمقاييس في اختيار المستفيدين من هذه الاعانات؟ مَن هي الهيئات والشخصيات التي تقوم بتوزيع الأموال بالمليارات؟ مَن يضمن نزاهتها، علماً ان المال فاسد ومفسد في مثل هذه الحالات. أيضاً المال الموزّع يتطلب الاستمرارية، لأنه يتحوّل إلى "مخدّر" يومي للمطالب الشعبية. ما هو البديل لتوقف ضخ هذا "المخدّر"؟ وكيف يمكن ضبط شرائح واسعة من المجتمع اعتادت الإعانات بدلاً من العمل اليومي المنتج؟

بعد شهر رمضان، أي في أواسط أيلول المقبل، سيتم رفع الدعم الحكومي عن العديد من السلع ومنها: الخبز، المياه، الحليب، السكر، الكهرباء، النقل العام وأخيراً وليس آخراً البنزين.

هذه المواد مشتركة لدى كل شرائح المجتمع الايراني، من المؤكد أن الشرائح الفقيرة ستصاب في الصميم، لأن كل هذه السلع تشكل جزءاً أساسياً وضرورياً من حياتها اليومية. عندما لا يعود بإمكان الايراني من جنوب طهران قبل شمالها الحصول على الدعم الحكومي المتمثل في ستين ليتراً بنزيناً في الشهر، يعني أن تكلفة تنقلاته سترتفع أربع مرات، في بلد مثل ايران حيث المسافات شاسعة، تصبح التكلفة ضخمة جداً وتشكل عبئاً لا تتحمّله الطبقة المتوسطة فكيف بالفقيرة منها؟

في طهران "خيابان" (بولفار) "ولي عصر" يبلغ طوله نحو45 كلم. الايراني يعرف جيداً أنه الضحية الأولى لمثل هذا السلاح ضده. من الطبيعي جداً أن ارتفاع تكلفة النقل ستنعكس سلباً وبقوة على اسعار كافة المواد الغذائية بما فيها الخضر والفواكه وباقي المواد مثل الرز والسكر وغير ذلك.

التوقعات الايرانية الرسمية وليس الغربية: أن نسبة التضخم سترتفع الى ثلاثين في المئة. يجب أن يؤخذ في حساب ارتفاع التضخم، التكلفة المتزايدة للتحويلات المالية. حتى الآن كانت التكلفة تصل بسبب العقوبات الى 18 في المئة، حالياً وبعد القرار 1929 ستصل النسبة الى ثلاثين في المئة. ايضاً التضييق على النقل الجوي، سيجبر الايرانيين على التحول باتجاه الشركات الأجنبية، مما سيرفع تكلفة النقل الجوي عليهم. الايراني العاديّ يستفيد من خفض التكلفة على الخطوط الايرانية التي سيُحرم منها تباعاً.

العقوبات المشددة ستضاعف أيضاً "اقتصاد التهريب" الموجود أصلاً، وزارة الاقتصاد الايرانية تقول ان أرقام هذا "الاقتصاد" تضاعفت منذ العام 2005 ووصلت الى 19 مليار دولار وهو مرشح للتضخم أكثر فأكثر. "مافيا" التهريب الايرانية والدولية خصوصاً الروسية تجني وستجني ثروات أضخم من هذه العمليات. تداخل "المافيات" مع مراكز القوى داخل كل الأنظمة وبطبيعة الحال الايراني منها يزيد تعقيد المشكلة والمواجهة معاً.

الحرب ضد إيران مفتوحة ومتعددة. إيران بدورها لا تقف مكتوفة الأيدي، لذا سترد أينما استطاعت. من افغانستان إلى لبنان مروراً بالعراق الذي هو حالياً المركز من كل "الساحات" المكشوفة. حتى الآن نجحت إيران بتسجيل نقاط عديدة لمصلحتها، وهي قادرة على الصمود والتصدي. لكن كل الحسابات تنهار متى اصيبت الجبهة الداخلية مباشرة. المشكلة ان الرئيس أحمدي نجاد يعتقد ان النصر قريب على "القوى الجائرة"، ولا يرى ويتابع "الشرخ" الذي يتعمّق في الجبهة الداخلية الذي بدأ مع انتخابه للرئاسة ولم تتم معالجته. الصعوبات الاقتصادية الجديدة قد تحوّل هذا الشرخ إلى "خط زلازل" يقلب المعادلات في وقت غير معلن ولا متوقع، فتكون المفاجأة قاتلة، وتكون الخسارة فادحة خصوصاً ضد "القوى الجائرة".

 

سمير جعجع وتهافت الزعماء الموارنة!! 1/2

الشرق/ميرفت سيوفي

واحدة من نِعَمِ لبنان أو نقمة إخوتنا الموارنة بُناة ودرع الكيان اللبناني، وواحدة من النِقَم السياسية على الموارنة، كثرة الرؤوس المتزعمة على المسيحيين، ولعنة كثرة المتزعمين على المسيحيين مازالت عالقة في حلقة "تقبير بعضهم بعضاً" استجداء لشعبية مازالوا لا يجيدون قراءة كيفيات اكتسابها، تأخر ظهور حالة التطور والتغيير البنيوي في عقلية الطائفة السنية كثيراً حتى انفجر في مشهدية تجسدت في  14 شباط العام 2005 إلى حد فاجأت نفسها فيه، فيما مشهدية الموارنة التي لايزال لبنان يدفع عنهم ومعهم وبهم  ثمنها لم تتغير!!

ومن الضروري أن نقول الأشياء من دون مواربة وبشكل مباشر، فتدمير لبنان الذي عجز عنه دولٌ طوال سنوات الحرب نفذه ميشال عون خلال عامين وقدمه لقمة سائغة وعلى طبق من ذهب لمبتلعيه يومها، وقبل أن نختص عون بالتهمة - الحقيقة التي مازال يمارس دوره فيها حتى اليوم وحتى يتحقق حلمه - وعلى طريقة المثل المصري "عَشَم إبليس بالجنة" - في ركوب كرسي رئاسة صارت بعيدة عنه بُعد ما بين المشارق والمغارب، قبل ميشال عون، هناك العهد الذي أهدانا قنبلة أحلام عون المجنونة التدميرية، يوم أنهى ولايته من دون تأمين واجبه الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية أو تسليم حكومة انتقالية طبيعية فسقط لبنان في هاوية الجنرال والقبور المفتوحة...

لماذا هذا المدخل؟ ولماذا الآن؟ لأن اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً غاضبون من حال التهافت الذي يُبديه كثير ممن يضعون أنفسهم موضع قيادة المسيحيين وحامي حماهم في لبنان، ثم نكتشف أن التاريخ معهم يُعيد نفسه!! لأن بازار المزايدة الذي افتتحه ميشال عون منذ عودته تحت عنوان تخويفٍ مسيحي بـ"بعبع" التوطين الكاذب وتوزيع تهمته على الآخرين يميناً وشمالاً، وجاءته هذه المرة "شحمة ع فطيرة" قنبلة وليد جنبلاط الموقوتة المغلفة بسيلوفان الحقوق الإنسانية والتي أعدها - وربما بدون طلب من أحد بل على طريقته في المزايدة وتفجير الأوضاع - "مخصوص" وفي ساعة تجلي على أمل تفجير تماسك فريق 14 آذار الذي ربما صدق "خبريات" 8 آذار عن انفراط عقدها وتصدع جبهتها إن خرج هو منها!!

عندما عجل النائب وليد جنبلاط "تقديم" قنبلته الموقوته إلى المجلس النيابي، كان يُقدم خدمة مجانية ربما تعجل بها لاعتماد أوراق صدق انقلابه هذه المرة، وكانت المفاجأة الحقيقية في المزايدات التي قد تكون مبررة تكون لحساب انتخابات بلدية أو انتخابات نيابية، ولكن المزايدة وفي لحظة مفخخة بإتقان أكثر من الشاحنة التي فجروا بها موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، خطرها شديد جداً!! فكلما زايد المسيحيون على بعضهم البعض، كلما خسر لبنان، وخسرت سيادته وحريته واستقلاله، هل تساءل حزب الكتائب الحليف الذي قدم لثورة الأرز خيرة شبابها الشهداء الراحل الشهيد بيار الجميل من سيستفيد من المزايدة في موضوع الحقوق الفلسطينية الإنسانية، الذي طُرِحَ - عليم الله - لخردقة الصف الإسلامي المسيحي الذي ما زالت محاولات تحطيمه وضربه مستمرة منذ 14 شباط 2005 لا منذ 14 آذار 2005 لأن ما بين التاريخين كان تهديدٌ علني مطلق رفع أصبعه في وجه هذا التلاحم الذي أحدث صدمة في اجتماعه بعدما أعاقوا  انعقاده على مدى ثلاثين عاماً؟

ألا يقرأ بعض مسيحيي 14 آذار الصحف التي ترسم سيناريوهات خيالية وتروج لها، ألم يقرأوا مثلاً ما نشر بالأمس: "حزب الله يبدد هواجس عون ويراهن على مكانته فلسطينياً"، ألا يدركون أن عون محكوم بما يُأمر به فينفذه سواء أكانت الأوامر إقليمية أو داخلية، ثم ألا يدركون أن "هدية" جنبلاط الموقوتة أرسلت معجلة إلى المجلس النيابي لتفجير الموقف "السني - المسيحي"علها تشقق التحالف بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية تحديداً، وحتى الساعة نجح الدكتور سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية بامتياز رجل الدولة العاقل في تجاوز كل الألغام التي توضع في طريقه وفي طريق حليفه رئيس الحكومة سعد الحريري، حتى ينجوان بلبنان من مطبات مهلكة؟!

 الآن يبقى السؤال: على مَن يزايدون؟ بالتأكيد ليس على الرئيس فؤاد السنيورة، فالمزايدة في هذا البازار في الشارع المسيحي المستهدف بها اثنان: رئيس الحكومة سعد الحريري وحليفه القوي سمير جعجع... الطائفة السنية تجاوزت الفخ الفلسطيني الكبير الذي أريد لها أن تقع فيه مع هدية شاكر العبسي المفخخة التي بلغ انفجارها حد ذبح جنود وضباط الجيش اللبناني وهم نيام، وعندما أريد لمخيم نهر البارد أن يكون بؤرة تفجير لبنان من جديد بمعادلة "مسلم - مسيحي"، خرج على لبنان أمين عام حزب الله وكأنه مرشد لبنان ليقول للبنانيين والجيش ويطمئن شاكر العبسي: "الجيش خط أحمر ومخيم نهر البارد خط أحمر"، فما كان من قيادات الطائفة السُنية إلا أن تصدت لمشروع فتنة "يبقى الحال على ما هو عليه" فآزرت جيش لبنان وأخرست الأصوات الشاذة الفتنوية!!

غداً.. سمير جعجع ويقظة الشارع المسيحي 2/2)

 

البون : دعوت عون ورحّب ويقول انني لم أدعه

الديار/استغرب النائب السابق منصور البون ما سمعه من العماد عون على الشاشات بأنه لم يوجه إليه دعوة لمناسبة مجيء البطريرك الى كسروان. وقال لـ «الديار» انني اتصلت به ودعـوته، وقد رحــب بالفكرة، انما استغرب قوله انه لم توجه اليه دعوة. اما بخصوص عدم دعوة جعجع فقال البون، انا لم أوجه دعوات الى رؤساء احزاب، انما وجهتها الى نواب المنطقة.

 

لن أدخل منزل البون إلا اذا إعتذر»

عون في كسروان: مشكلتنا مع أميركا وأوروبا مشكلة وجود

الديار/لفت رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون الى أن «مشكلتنا مع الولايات المتحدة واوروبا ليست ثقافية او حضارية بل مشكلة وجود، وليس لدينا أغلى من وجودنا». كلام عون، جاء خلال جولته في كسروان، فزار بلدية جونية حيث عقد اجتماعاً تشاورياً مع رئىسها انطوان افرام وأعضاء المجلس البلدي الجديد وتمّ التطرق لأكثر من رؤية ومشروع أبرزها ترميم مرفأ جونية وبناء منتجعات سياحية. وبعد اللقاء، قال عون: «مخطط المشاريع قد بدأ، نجحنا بتثبيت الاستقرار والمحافظة عليه على رغم استمرار حال المؤامرة على لبنان، واليوم علينا الاعتناء بأهل البيت». واشار الى «أن الهدية التي حاولنا تقديمها لبلديات لبنان، هي مطالبتنا بدفع المتأخرات من الصندوق البلدي المستقل، وحصة بلدية جونية ألفا مليار ليرة لبنانية اما اتحاد بلديات جونية فتبلغ حصته تسعة مليارات ليرة». وانتقد عون الذهنية السائدة وهي ذهنية السطو التي وقعت البلديات ضحيتها، مشدداً على محاولات البعض فرض التوطين من خلال افتعال الاشكالات مجدداً موقفه من دعوة الدول الكبرى التي هجّرت الفلسطينيين الى تأمين الأموال اللازمة لبناء منازل لهم، تعود ملكيتها الى الدولة اللبنانية، «لأن أرضنا هي هويتنا وهي ليست سلعة تجارية للبيع». ورداً على سؤال أوضح عون انه لن يشارك في الغداء الذي يقيمه النائب السابق منصور البون لأنه يرفض ان يدخل منزل من صبغ الأغنام باللون البرتقالي لذبحها في الانتخابات النيابية، إلا في حال اعتذر أو أعلن أنه لم يكن على علم بهذا الموضوع. وفي شأن القداس الذي يترأسه الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير يوم الأحد قال: «لن أشارك لأنني لم أتلق دعوة رسمية وبطاقة اسوة بباقي نواب تكتل التغيير والاصلاح». وأوضح انه ليس على خصام مع البطريرك صفير إنما على اختلاف في وجهات النظر السياسية. ثم تابع عون جولته، فزار جامعة الروح القدس في الكسليك، حيث كان في استقباله رئىس الجامعة الأب هادي محفوظ.

استهل اللقاء بكلمة ترحيب تعبّر عن الفرح والاعتزاز بزيارة العماد عون للجامعة، ثم بدوره، القى عون كلمة استذكر فيها الماضي فقال: «أنا سعيد اليوم بهذه الزيارة، لموقع كنت فيه منذ خمسين عاما على الاقل، تعرّفت فيه على أكابر من الرهبنة المارونية، مثل الاب صقر والأباتي نعمان الذي اعتذر عن الحضور اليوم لانشغاله بواجبات اجتماعية، الأب انطوان خليفة..»

اضاف: «عندما أعود الى هنا، أعود الى جو لطالما عرفته، أدخله ببساطة كبرى وكأنّ الزمن مر بلحظة واحدة، فأشعر أنني كنت هنا البارحةوها أنا اعود اليوم من جديد، لذلك يكون التفقد أمر طبيعي، فالذاكرة حية وليست بحاجة الى اعادة إحياء ولكن يتغيّر المشهد بالنسبة للعين، اذ يكون هناك بعض التغييرات كما نصادف اشخاصاً جدد، ولكن الروح، فهي مستمرة خصوصاً في جامعة الروح القدس».

 

«حزب التحرير» مجدداً الى الواجهة: نحن مع إقامة الدولة الاسلامية

التي تجمع الأمة على نهج الخلفاء وهي ترعى شؤون المسيحيين

ابراهيم جبيلي /من الذي ايقظ العصبيات الطائفية بعدما طرح النائب وليد جنبلاط مشاريعه «الانسانية» في مجلس النواب، وهو يعنـي بذلك الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين، فخـرجت المخـاوف والاوهـام من الاكمام وتم طرحها في الشارع بمهارة السحرة الذين يعملون كالشياطين في بثهم الخلافات والصراعات. كان كل شيء هادئا، الى ان استفاق وليد جنبلاط فجأة على «الحقـوق» التي كانت مهدورة منذ ايام النكبة، فنفخ في المجلس النيابــي بالمزمـار الطائفي، فاصطف المسلـمون فـي مواجهة المسيحيين واختلطت قـوى 14 و8 آذار لتشكل فرزاً مسيحياً واسلامياً جديداً.

ولما انقضت الجلسة البرلمانية، انصرف «العقال» الى تسويق التسويات وتدوير الزوايا، عادت الطريقة اللبنانية لتلعب دورها على قاعدة الا يموت الذئب اللبناني والا يفنى الغنم الفلسطيني، فاعيدت صياغة المشاريع لتتلاءم مع الصيغة والميثاق اللبنانيين، فاستبدلت كلمة الحقوق بالتسهيلات، ورافق التملك عبارة عدم التوريث.

وفي عز الهمروجة للحقوق الانسانية، جرف الطوفان حزباً كان الجميع يتجاهـله ونسي انه ينـادي بالعـودة الـى نهج الخلفاء الراشدين، فتذكر العـماد ميشال عون الخـطر والتهديد لهـذا الحـزب، فاستعان عون باحـدى النشـرات التي اصـدرها الحـزب فـي العام 2009 ولا علاقة لها بالحوار المحـتدم حـالياً حول حقوق اللاجئين الفلسطينيـين. ومـن الرابيـة التـي فتّحـت العيون نحو حزب التحرير، استنفرت الحكومة اللبنانية القانونيين العاملين فـي دوائرها لايجاد الثغر الدستورية في العلم والخبر الذي وقع عليه الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة. فالحكومة تعتبر انها ستقدم حزباً اصولياً على طبق مملوء بالاغراءات للقوى المسيحية الممانعة التي تجمعت في موقف واحد قلّ نظيره منذ عشرين عاماً، فوجدت حكومة الرئيس سعد الحريري بان «حزب التحرير» هو ثمن غير باهظ التكاليف يمكن ان تدفعه الحكومة العاجزة عن الحركة التي تبدو باستمرار بأنها عالقة ضمن جدران مذهبية فاعلة وقوى اقليمية قادرة. ويعتقد البعض الحكومي ان المسيحيـين سيرحبون ويرتاحون لهذا القرار لان حـزب التحرير احيا ذاكرتهم التي تضج «بالذمّية» و«بأشمل يا خنزير»، هذه التعابير التي رافقت الاحتلال التـركي طيـلة 500 عـام ووضـع المسيحيين في الدرجة الثانية مـن حيث المواطنية، وما اوصاف النائب وليد جنبلاط بانهم جنـس عاطـل وبانهـم اليمين الغبي، الا لقهرهم مجدداً ولجوئهم الى ما لا تحمد الصيـغة ولا الميثاق عقباه.

والمسيحيون ينظرون الى حزب التحـرير ومن خلفه الى باقي الفرق الاسلامية الاصولية بانهم يسعون الى اعادتهم كأهل ذمة في دولتهم الاسلامية، وان الذي يعوق هذه الاهداف الكبرى هو الصراع المذهبي المحتدم في منطقة الشـرق الاوسط، وان العلاج مع حزب التحرير لن يقيهم المصير المجهول بل المطلوب معالجة وطنية شاملة لن تتحقق في ظل الظروف الطائفية والمذهبية السائدة حاليا. بدوره يسأل احد القياديين في حزب التحرير: لماذا لم نسمع الكلام الذي نسمعه حالياً عندما تم تجنيس الارمن الذين لديهم دولة قومية تسمى باسمهم، كذلك عندما تم تجنيس النصارى من لاجئي فلسطين؟ اذا القضية هي طائفية يضيف المسؤول في حزب التحرير، وان الهجمة الحالية على حزبنا تأتي من جهات واوامر خارجية وهي التي طرحت حزبنا على جدول مجلس الوزراء بهذا الشكل المفاجئ دون اي مسوغات قانونـية، فنحن نملك قانوناً العلم والخـبر وشرعاً باذن الله نملك حرية الحركة في الاراضي الاسلامية في جميع ا لاقطار. صحيح نطالب باقامة الدولة الاسلامية التي تجمع امتنا الاسلامية، وننادي ونشدد على ان تعتمد دولتنا الاسلامية نهج الخلفاء الراشدين، فيعيش فيها المسيحيون كباقي رعايا الدولة، شأنهم شأن اي مواطن اخر، فالدولة الاسلامية ترعى شؤون الجميع والجزية التي سيدفعها النصارى ستكون لقاء الحماية التي تؤمنها لهم الدولة، وهذا نظام ضريبي اعتمده الخلفاء الراشدون ويعتمده الغرب حاليا.

ويضيف القيادي في حزب التحرير، بأن الهجمة حالياً تعود أسبابها الى المؤتمر المزمع عقده هذا الأحد والذي سوف تحضره شخصيات اسلامية ومسيحية. وهذا دليل آخر بأن الحزب لطالما كان بعيداً عن كل الاصطفافات الطائفية ولم يكن يوماً جزءاً من الانقسام والاقتتال الطائفي والمذهبي، فهو يرفع الصوت محذرا من الفتن الطائفية، في ما بين الملل المختلفة.

ويعتبر القيادي في حزب التحرير ان الهجمة الحالية انطلقت من السفارة الاميركية فتنكبت الاطراف المحلية تنفيذ الرغبات الاميركية، والغريب واللافت ان العماد عون قرأ أمام وسائل الاعـلام احـدى النشرات الصادرة عن الحزب بتاريخ 12/10/2009، والتي قلـنا فيـها «بينما ترتفع اصوات مطالبـة بمنـح الجنسية اللبنانية اناساً ولـدوا مـن أباء بـل من اجـداد هاجروا من هذا البلد منذ اجيال وانقطعت كل صلة لهم به حتى نسوا لغته، لتمكينهم من التصويت في الانتخابات، تحرم أجيـال ولـدت وعاشـت في هذه البلاد من أدنى حقوق الكرامة الانسانية» هذا الكلام قيل منذ زمن، فلمـاذا تأخر عون بالرد حتى هذه الايام.

وبمزيد من الصراحة، اضاف القيادي في حزب التحرير، نقول لجيراننا النصارى الذين يعيشون معنا في لبنان، الرهان على التوازن الديموغرافي اصبح رهانا خاسرا، وهو لم يعد له وجود اصـلا، ولا الرهان على الدعم الدولي أو على الاستقواء بنظام اقليمي يفيد، بل تعالوا لنتباحث عن الصيغة الأسلم للتعايش مع المسلمين. وهنا نحيل النصارى الى اصدارات الحزب ومؤتمراتـه التي تقول إن وحدة البلاد الاسلامية ليست موجهة الى اهل الاديان الذين يعيشون بسلام ووئام مع المسلمين، بل هي في مواجهة الهيمنة الغربية بكل اشكالها الحضارية والسياسية والاقتصادية والعسكرية. وينهي القيادي في حزب التحرير بأن المحاولات الحثيثة والمفاجئة لالغائنا لن تنجح فنحن مع النصارى ننصاع لما علّـمنا اياه الله تعالى: (ولا تجـادلوا أهـل الكتاب الاّ بالتي هي أحسن). اما بخصوص التدابير الحكومـية فانـنا نقـول إن رسالتنا وتعاليمنا لن تقوى عليها اي تدابير لأنها تعتمد على شرع الله.

 

 مسؤول الاعلام في «المردة»: زيارته لاهدن فشلت لأن الفريق الآخر طالب بأن تشمله

أسئلة في بعض الأوساط عن الظروف التي تدفع صفير الى تجاوز الأعراف التاريخية

البطريرك «يُزار ولا يزور» وسيّد بكركي الى مائدة منصور البون بعد مائدة هنري صفير

اسكندر شاهين /الديار

لم تكن بكركي عبر تاريخها الا مرجعية وطنية بالدرجة الاولى ومرجعية روحية للموارنة والمسيحيين بالدرجة الثانية، فاذا ما اختلف طرفان لبنانيان او مسيحيان الا وبادرا باللجوء اليها لتقول كلمتها الفاصلة وتصلح بين اهل الخلاف وفق اوساط معارضة، ولكن تغير الزمن وتغيّرت معه بكركي كما تقول الاوساط فبدل ان تحافظ على موقعها كمرجعية محايدة تحولت الى فريق بمعرفة او دون معرفة، لان البطريرك مار نصرالله بطرس صفير لم يقف على مسافة واحدة بين اقطاب الطائفة المارونية في الشأن السياسي، وربما هذا حقه كوننا في بلد تطغى عليه الطوائف والمرجعيات الروحية في ظل عدم فصل الدين عن الدولة، كما تقول الاوساط المعارضة.

وتقول الاوساط ان بكركي الجامعة عبر اقسى المراحل التاريخية المفصلية باتت موقعاً خلافياً بين صقور الموارنة الذين انقسموا الى فريقين منهم من يسير في ركابها ومنهم من يخالفها الرأي في معظم المسائل السياسية على الرغم من ان المختلفين يسلّمون بانها سقفهم الروحي بلا منازع او نقاش، واذا كان سيد الصرح قد سار على خطى البابا يوحنا بولس الثاني في اسفاره لتفقّد احوال الموارنة في المغتربات النائية كالمكسيك والبرازيل فانه يقوم حالياً بموازاة الداخل بالمغتربات كون معظم المناطق المسيحية الواقعة خارج جبل لبنان لم تطأها قدما اي بطريرك ماروني في السابق مما دفع بصفير الى زيارة منطقة عكار ومنها الى زحلة، غير ان زيارته المرتقبة لاهدن فشلت كما يقول مسؤول الاعلام في تيار المردة شادي سعد لان الفريق المسيحيي الآخر طالب بان تشمله الزيارة، وتبقى هذه المسائل جميعها قابلة للنقاش والحوار، الا ان هناك مسائل كنسية داخلية غير قابلة للنقاش وتدور همسات في الاروقة والكواليس باتت تتسرب الى العلن عن خلافات بين بعض الرهبانيات وبكركي نتيجة الخروج عن اعراف الصرح التاريخية، فالبطريرك الماروني وفق الاعرافيزار ولا يزور، ولا يذهب مثلا لحضور دفن الاّ دفن رئيس الجمهورية والرؤساء السابقين الا ان صفير خرج عن هذه الاعراف ليقوم بزيارات شخصية تتّسم بالاستنساب احيانا وفق المصادر المعارضة. ومن الامثلة على ذلك زيارته لبلدة ريفون مسقط رأسه وتلبيته دعوة الغداء الى مائدة هنري صفير، كما انه سيزور الاحد بلدة جورة بدران تلبية لدعوة غداء الى مائدة النائب السابق منصور البون. وتقول المصادر المواكبة للشأن الكنسي ان الخلاف بين بعض الرهبانيات وصفير وصل الى حد تعيين اساقفة Visiteurs عليها بمعنى انهم اوصياء على الرهبانية وربما الخطوة في هذا الاتجاه ستدفع المسائل الى التأزم الذي كان وصل في بعض المراحل السابقة الى حدود تدخل الفاتيكان لحل المسألة. فللرهبانيات هيكلية ادارية مستقلة وتنضوي تحت سقف بكركي في كل الامور ما عدا الشؤون الإدارية. ولعل ابرز ما في الامر ان هذا الخلاف سيسعى سياسيو الموارنة الى استغلاله وتوظيفه مما يزيد في الشرخ بينهم بحيث بات الهيكل مهددا بالسقوط على رأس ابنائه ولا عجب ان يشير البابا الى «اختفاء» المسيحيين من الشرق الا ان الاخطر من ذلك ان يهجر المسيحيون بعضهم بعضا.

 

عون في جونيه وصفير في الفتوح

الجنرال يُحاكي جونيه لتسمع جبيل

الديار/عيسى بو عيسى

في وقت تتحضر فيه منطقة فتوح كسروان لاستقبال البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في زيارة راعوية نادرا ما تحدث ولربما هي الزيارة الاولى لبطريرك ماروني الى هذه المنطقة التي تشكل جغرافيا مدخل كسروان الشمالي وسياسيا تقاسمها خلال الانتخابات الماضية نواب تكتل التغيير والاصلاح والنائب السابق منصور غانم البون الذي لم ينف احد احكام قبضته خصوصا في منطقة الفتوح منذ سنين عدة، في هذا الوقت برزت الزيارة التي قام بها رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الى منطقة كسروان وتحديدا الى مبنى بلدية جونيه عصر امس برفقة نواب المنطقة ورؤساء البلديات في المنطقة.

واذا كانت زيارة سيد بكركي المنتظرة الى منطقة الفتوح وموعدها سابق إن زيارة العماد عون جاءت بشكل مفاجئ لاعتبارات عدة ومع الاختلاف الظاهر لمفتاحي الزيارتين حيث تبدو جولة البطريرك راعوية ولترؤس قداس في بلدة غبالة في اعالي كسروان فإن زيارة عون الى مبنى بلدية جونيه عاصمة القضاء واكبر مدينة مارونية ليست معفية من بعض «ضرائب» الاهداف المراد تحقيقها بالرغم من ان العماد عون هو نائب كسروان - الفتوح منذ العام 2005 وزياراته الى المنطقة قليلة ان لم تكن نادرة و«حجة الجنرال معو» كما تقول اوساط مقربة منه جراء الوضع القائم في البلاد.

وفي تفاصيل زيارة البطريرك صفير وهو البطريرك الثاني الذي يزور المنطقة منذ العام 1935 حين زارها البطريرك العريضي فإن فحواها رعائي والمحطة الاولى فيها سوف تكون بلدة زيتون التي يسكنها مسيحيون وشيعة ومن المنتظر ان يبارك البطريرك الكنيسة الجديدة قيد الانشاء ومن هناك يتوجه البطريرك صعودا نحو بلدة المرادية حيث يقام له استقبال شعبي حاشد تشارك فيه بلدات الجوار ومن هناك نحو بلدة يحشوش حيث يزور كنيسة مار سمعان ويبارك منحوتة صخرية ثم الى بلدة الغينة وعند الثانية عشرة ظهرا يترأس البطريرك صفير قداسا إلهيا في بلدة غباله في كنيسة مار سركيس الاثرية على ان يتوجه بعدها لتلبية دعوة النائب السابق منصور غانم البون الى الغداء في جورة بدران الذي سيحضره حشد كبير من رجال السياسة والدين ومطارنة وكهنة ونواب منطقة كسروان حيث وجه البون دعوة اليهم واتصل هاتفيا بالنائب العماد ميشال عون ودعاه الى تناول الغداء ولم يعط عون جوابا بعد حول تلبيته الدعوة وان كان يرجح ان يحضر من يمثله وتأتي خطوة البون في دعوة النواب والعماد عون من خلال اتباعه اصول اللياقة والضيافة باعتبارهم نواب كسروان ولمحاولة جمع الصف المسيحي حول ادنى القواسم المشتركة برعاية بطريركية.

في المقابل، تتعدد الاسباب الكامنة وراء زيارة العماد عون الى كسروان وتحديدا الى مبنى بلدية جونيه، ففي حين ترى اوساط التيار الوطني الحر انها زيارة عادية لنائب وزعيم الى منطقته يتفقد خلالها اوضاعها ويطلع على حاجاتها الانمائية والعمرانية، وبالتالي فان هذه الاوساط تضعها في خانة الزيارات الانمائية وحاجات البلديات خصوصا بعد مطالبة العماد عون بالحاح صرف اموال البلديات بشكل سريع للقيام بواجباتها، وجهة نظر العونيين لم تقنع الاطراف الاخرى من حيث اهداف الزيارة ووضعتها في خانة مغايرة تماما وحددت لها اهدافاً سياسية تتلخص بمحاولة العماد عون الايحاء بان مدينة جونية وما تعنيه مارونياً ومسيحياً هي في قبضته وهذا يتحدد من خلال زيارته الى مبنى البلدية ولقائه رئيس المجلس البلدي المهندس انطوان افرام وحوالى عشرين رئيس بلدية بالرغم من ان آل افرام خاضوا الانتخابات البلدية بواسطة لائحة ائتلافية ضمت مختلف التيارات والاحزاب مع بعض الاختلاف انذاك في النظرة الى «الكوتا»المعطاة لكل فريق، هذه الاطراف الاخرى ترى في الزيارة «ردة اجر» على ما جرى في جبيل وخسارة التيار للمعركة البلدية وللاشارة من قبل العماد عون الى ان اكبر مدينة مارونية هي في جعبة الجنرال بلديا، وهو ايضا بزيارته هذه يستبق زيارة البطريرك الى الفتوح بساعات قليلة جدا، مما اعطى هؤلاء الاطراف الشك باهداف الزيارة متسائلين عن مغزى مقاربتها زمنيا مع زيارة صفير وتحويلها الى انمائية فيما هي بنظر هؤلاء سياسية الى حد كبير وان المستقبل القريب سوف يكشف عن مدى الانماء الذي يكمن في خبايا الزيارة وامكانية صرفه عمليا على الارض خصوصاً وان المنطقة يغيب عنها الانماء منذا كثر من عشر سنوات، وعملية التعويض عما فات كسروان والفتوح من اهمال على كافة الصعد لا يمكن ترجمته بزيارة الى مبنى بلدية جونيه وعشاء عند الشيخ رضا الخازن في حارة صخر. وتساءلت هذه الاطراف عما يحمله العماد عون في جعبته من مشاريع منجزة او قيد الانجاز كي يبنى على الشيء «انماؤه» فالمنطقة بحاجة الى جهود متواصلة مع كافة الادارات والمؤسسات من اجل رفع كابوس اهمال الطرقات والمياه والبنى التحتية عن اهالي المنطقة الذين باتوا محرومين بكل ما للكلمة من معنى وتذهب هذه الاطراف الى حد الربط بين التقاعس المتفاقم من قبل نواب المنطقة انمائيا وحتى سياسيا واستبداله بزيارة زعيمهم العماد عون في محاولة للتعويض عن غياب نوابه الغافلين عن امور كسروان بشكل عام. وبالتالي يكون مقصد عون اصابة عصفورين بحجر واحد: الاول امكانية تعويم اداء نوابه والثاني رسالة الى كل من يهمه الامر من داخل مبنى البلدية تتلخص بالتالي: نحن ام الصبي في هذه المنطقة بواسطة الانتخابات النيابية والبلدية على حد سواء، وها نحن هنا نترجم هذه الانتصارات.

في المشهد اللبناني العام هناك حراك داخلي يلامس القضايا المحلية ذات الاهتمام المناطقي في حين ان ما يجري من احداث او ما يرتقب منها على العصيدين المحلي والاقليمي يكمن فيهما الخطر الحقيقي الداهم وبالرغم من اهمية زيارة البطريرك صفير الراعوية والتصاق سيد بكركي برعيته وزيارة العماد ميشال عون وما ستحمله من تأويلات خلال الايام القادمة، بالرغم من كل ذلك تبقى الاهمية الكبرى في الملفات الرسمية ذات المنحى الاجرائي الكبير التي تحمل في طياتها رذاذ ما هو آت.

 

 لقاء السيد نصرالله – عون: تأكيد على الاستمرار بالتفاهم والتنسيق الكاملين 

تقرير خاص قناة المنار – قاسم سعد  

  14/07/2010 استقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون وتباحثا في مختلف القضايا والمستجدات السياسية على مستوى لبنان والمنطقة. ثلاث ساعات حافلة بالعناوين والملفات المحلية والاقليمية تطرق خلالها السيد نصر الله والعماد عون الى مختلف القضايا والمستجدات السياسية على مستوى لبنان والمنطقة إبتداء من الملف الحكومي الى ما يناقش من مشاريع واقتراحات قوانين في المجلس النيابي وصولاً الى المحكمة الدولية وما يحضر للبنان على هذه الصعيد وإنتهاء بتطورات المنطقة والخيارات الاسرائيلية المحتملة. مصادر مطلعة على أجواء اللقاء نقلت للمنار وجهة نظر طرحها العماد عون حول المرحلة المقبلة التي قد يتحول فيها حزب الله الى نقطة استهداف اقليمية وعالمية تتلاقى مع بعض الأصوات في الداخل، وفي هذا السياق كان للعماد عون تساؤل عن موضوع المحكمة وإذا ما كانت جزءاً من هذا السيناريو خاصة بعد كلام اشكينازي وتحديده أيلول القادم كموعد لإثارة الفتنة وهنا يطرح العماد عون علامة استفهام. اللقاء الذي حضره الوزير جبران باسيل والحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا تخلله وفق مصادر المنار مناقشة موضوع التهديدات الاسرائيلية وسبل التعامل معها، مع التأكيد على أن لا خيار أمام لبنان سوى وحدة الموقف والكلمة. وتخلل اللقاء تأكيد على استمرار التفاهم والتنسيق الكاملين بين الطرفين لمواجهة كل الاحتمالات بما يخدم المصالح الوطنية وهذا ما ستظهر آثاره في مجلس النواب وعلى طاولة مجلس الوزراء.

 

موقوف "الفا" الثاني قد يكون اخطر.. ومعلومات جديدة حول قزي 

موقع المنار- احمد شعيتو   

15/07/2010 بعد "جاسوس الفا"، هل نحن امام جاسوس الفا-2 ؟ وهل سيكون الحبل على الجرار؟؟!... فبعد ايقاف الموظف في شركة الفا للاتصالات شربل قزي بتهمة العمالة للعدو الاسرائيلي اوقف شخص اخر في شركة الفا ظهر من المعلومات الاولية حوله انه قد يكون اخطر من قزي الذي اطلق عليه جاسوس الفا بعد اعترافاته حول ما قدمه للعدو حول شبكة الاتصالات، والذي احيل الى القضاء العسكري لاستكمال التحقيق معه.

 مديرية استخبارات الجيش أوقفت مهندساً رفيع المستوى في شركة «ألفا» لتشغيل الهاتف الخلوي، إثر الاشتباه في تعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية، عقب مضي 3 أسابيع على توقيف قزي بالتهمة ذاتها. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة الاخبار فإن الموقوف الجديد، طارق ر. (من مواليد بيروت عام 1970)، يعمل في الشركة المشغلة لإحدى شبكتي الهاتف الخلوي منذ النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، وهو يعمل حالياً بصفة مهندس إرسال، في قسم هندسة الشبكة، وهو القسم ذاته الذي يعمل فيه زميله شربل. ولفتت المصادر إلى أن الموقوف الجديد أعلى رتبة من شربل، وأكثر قدرة منه على التحكم بشبكة الاتصالات ومعرفة أسرارها وخباياها. ولخص أحد المقربين من إدارة شركة ألفا وظيفة الموقوف الجديد بالقول إنه «أحد المحركات الرئيسية للشبكة». ورغم غياب أي دليل على وجود صلات استخبارية بين الموقوفَين، فإن المحققين يدققون في هذه النقطة. وتكتمت مصادر مديرية استخبارات الجيش عن الكشف عن أي معلومات تتعلق بمضمون التحقيقات مع الموقوف الجديد، علماً بأن وزير الدفاع الياس المر أبلغ مجلس الوزراء أمس بعملية التوقيف.

وفيما لا يزال ضباط وتقنيون من مديرية استخبارات الجيش «مرابطين» في مباني شركة «ألفا» منذ توقيف شربل قزي، فإن عملية التوقيف الجديدة صدمت إدارة الشركة التي تعرف جيداً ما يمكن الموقوفَين معاً، وكل منهما على حدة، تقديمه إلى أي جهة استخبارية، وخاصة إذا كانت تتمتع بقدرات تقنية عالية كالتي هي في حوزة الإسرائيليين.

وتجري استخبارات الجيش مسحاً كاملاً للجهازين التقني والبشري في الشركة، محاولة تحديد الثُّغر الأمنية التي يمكن النفاذ من خلالها إلى برامج تشغيل الشبكة وبياناتها.

  وحسب مصادر امنية واسعة الاطلاع لصحيفة السفير فان (طارق ر.)، من سكان عرمون حاليا وقبلها في الطريق الجديدة، متأهل من دون اولاد، وهو مهندس اتصالات يعمل في الشركة منذ العام 1996، ووظيفته تحديد المحطات ونمط عمل الارسال، ويعد من المتميزين في هذا الاختصاص.

ولم تؤكد المصادر الامنية او تنفي ان يكون المشتبه فيه قد تمّ اكتشافه بالاستناد الى الاعترافات التي ادلى بها «جاسوس الالفا»، الا انها اكتفت بالاشارة الى ان القاء القبض عليه تمّ ظهر يوم الاثنين الماضي، وقد بوشر التحقيق معه في اطار من السرية البالغة. 

معلومات جديدة حول قزي

 واكدت مصادر مطلعة لـ«السفير» ان محضر استجواب قزي لدى مخابرات الجيش اللبناني تضمن اعترافات يروي فيها مسيرة تعامله مع العدو وصولا الى الخدمات التي قدمها للعدو الاسرائيلي وذلك حتى ما قبل ساعات قليلة من القاء القبض عليه... وأبرزها قدرته على ادخال الاسرائيليين على كل أقسام «الفا» بعدما تبين أنه يملك «مفتاح الدخول»(password ) لكل العاملين في الشركة بما في ذلك الأعلى رتبة وظيفية منه.

واكتفت المصادر بالقول ان «اخطر الخدمات وفـّرها شربل للعدو»، بحيث اعترف بأنه اعطى «مفتاح الدخول» للاسرائيليين وسهـّل لهم «دخولا مزدوجا» الى الشبكة الخلوية، بحيث يتيح الدخول الاول، للاسرائيليين من ناحية التحكم بالخطوط والمخابرات سواء بالتنصت الكامل وبحرية مطلقة على المكالمات الخلوية او تعقب المشترك وتحديد اماكن المشتركين، وقد نصب العدو مجموعة من الصحون اللاقطة وأعمدة الارسال والالتقاط على الجانب الآخر من السياج الحدودي وبالقرب من المستوطنات الاسرائيلية قرب الحدود مع لبنان لهذه الغاية.

أما الدخول الثاني فهو الاخطر، تضيف المصادر، اذ ان قدرة الاسرائيلي الى دخول الشبكة عبر التسهيلات التي اتاحها شربل، يمكنه من تدمير الشبكة تدميرًا كاملا، عبر إرسال «فيروس» يمحو من خلاله كلّ شيء في الاجهزة، وبالتالي وقف الاتصالات في لبنان خلال دقائق قليلة جدا.

وفيما كان وزير الاتصالات شربل نحاس يعقد سلسلة من الاجتماعات المتواصلة مع موظفي الوزارة وشركتي «الفا» و«ام تي سي» لاتخاذ اجراءات تحول دون تكرار ما حصل، فان رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله واكب ذلك أيضا عبر سلسلة مشاورات تحت عنوان «تحديد حجم الاضرار الناجمة عن هذا التجسس والاجراءات الواجب اتخاذها لتأمين السلامة الامنية وتحصين هذا القطاع».

وقالت مصادر متابعة لـ«السفير» ان تحرك نحاس وفضل الله بالتنسيق مع قيادة الجيش جاء بعدما أكد اختصاصيون وخبراء في مجال الاتصالات ومن بينهم من يتولى مسؤوليات في قطاع الخلوي حاليا، ان حجم الخرق الذي قام به شربل «كبير جدا ويفترض استنفارا سريعا لاحتوائه».

واوجز الاختصاصيون والخبراء الخرق في مجموعة نقاط ابرزها:

ـ ان طبيعة عمله تخوله الدخول اينما اراد في الشركة، حيث لا توجد ضوابط او عوائق امامه.

ـ انه يستطيع ان يقدم معلومات عن كل مشترك في الهاتف، ويستطيع ان يدخل الى الـ«سيرفير» المركزي، على اساس ان كل الشفيرة بين يديه، من موقعه في الصيانة.

ـ يستطيع ان يحدد مكان أي متصل او مشترك ضمن شركة الفا وفي أي نقطة في لبنان.

ـ يمتلك كلمات المرور العائدة لحواسيب الشركة ويستطيع الدخول بحرية مطلقة وان يفسح المجال للتحكم بالشركة عن بعد.

ـ يستطيع ان يتلاعب بالداتا والقاعدة المعلوماتية.

ـ يستطيع ان يكشف الشبكة بالكامل لاية جهة خارجية بحيث يتيح لتلك الجهة حرية ان ترى كل شيء وان تتصرّف بكل شيء وان تتنصت وتتعقب بكل حرية.

ـ يمتلك القدرة على برمجة خط اضافي على أية بطاقة «سيم كارت»، أي ان يضع خطا ثانيا عليها. والمعروف انه لكل بطاقة «سيم كارت» رقم سري، وبمجرّد ان يفتح هذا الرقم السري يستطيع ان يدخل الى بنك المعلومات الخاص بصاحب البطاقة ووصول هذه الخدمة للاسرائيلي تضع كل شيء امام عينيه.

سياسة الامان

 وذكرت السفير أن سلسلة اجتماعات عقدت لهذه الغاية بين النائب حسن فضل الله ووزير الاتصالات شربل نحاس اعقبه اجتماع بين رئيس لجنة الاتصالات وممثلي الشركات، ومن ثم مع الهيئة الناظمة للاتصالات، التي وضعت برنامج «عمل سريع» لمعالجة ما يمكن معالجته وتفادي حصول امر مماثل في المستقبل، واتخاذ اجراءات تحصينية لهذا القطاع من الداخل والخارج. وسلمت نسخا منه الى كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الاتصالات والنائب فضل الله وقيادة الجيش اللبناني.

وعلم ان الهيئة اقترحت في برنامجها ان تبادر شركات الاتصالات واوجيرو، وشركتي الخلوي وشبكات الانترنيت والمصارف، الى اعتماد سياسة امان كاملة وشاملة تهدف الى ضمان عدم انتهاك الشبكة او التسلل اليها من قبل أي كان، وهذا يوجب على تلك المؤسسات والشركات ان تجري سريعا عملية تدقيق شاملة للتأكد مما اذا كانت تعرّضت لعمليات تسلل او اختراق في الماضي.

وترتكز سياسة الامان بحسب السفير التي تدعو اليها الهيئة الناظمة الى ان تنشىء كل شركة او مؤسسة وحدة امان، وضبط سياسة والدخول الى الشبكة، وحماية كلمات الدخول والمعلومات الشخصية، وضبط الدخول المادي الى المواقع، واعتماد قيود صارمة حيال سياسة التعامل مع الاطراف الخارجيين من مصنعين او متعاقدين... واجراء مراقبة حثيثة ودورية لعمل الشركات المشغلة، وتحديد وسيلة واضحة للتأكد من ضبط وصوابية وحسن اختيار الشركة المشغلة والموردة لأي من عناصر واقسام الشبكات، والمقصود هنا التدقيق في الموظفين وجنسياتهم وخلفياتهم والى من يتبعون واين يصبون في نهاية الامر، كما التدقيق في الشركات الاجنبية وضمان الا تكون مخترقة من جهات معادية للبنان.

من الصحف

 

سباق محموم بين «الحركة الإصلاحية» لـ«الوطني الحرّ» وبين عون

مصادر «الحكماء» : إطلالة قريبة لأبو جمرا تضع النقاط على الحروف

والرابية ستُصبح قلعة أثرية وتاريخاً بلا عسكر ومجداً عابراً للذكرى

صحيفة الديار/فادي عيد

http://www.aldiyaronline.com/articleDetails.php?menu=article&artId=23362

على خلاف ما تحاول بعض الوسائل الاعلامية تظهيره من تبريد على خط الرابيه - بعبدا (مقر إقامة اللواء عصام ابو جمرا)، وما تم تسريبه عن مقربين للنائب العماد ميشال عون عن منعه طرح اي سؤال يمت الى الحركة الاصلاحية بأي صلة وخاصة ما تعلق منها باستقالة اللواء نديم لطيف، فان مزيداً من التحضيرات والتحركات تشهدها بعبدا بغية الانتقال الى المرحلة الثانية من التحرك الذي سوف يخرج الى العلن في المدى المنظور.

وفي هذا الاطار جزمت مصادر مقربة من اللواء أبو جمرا ان «الجرة قد كسرت بين الجنرالين وانه كلما زاد سكون صمت الرابية زادت نبرة اللواء أبو جمرا واندفاعه في قطع شعرة معاوية مع رفيق الدرب الذي اختار الإنفصال والابتعاد عن كل ما يمت الى قدامى التيار بصلة باتجاه تأسيس تيار اخر». مشددة على انه كما ان حركة اللواء أبو جمرا تسير افقياً باتجاه الكوادر والمسؤولين السابقين في التيار، فان حركة عمودية بدأت تسجل على مستوى الهيئات والمناطق بحيث ان نائب رئيس الحكومة السابق باشر منذ وقت غير بعيد بنسج حركة اتصالات محورية على صعيد المدن والمناطق ومنسقيها بالتحديد من أقصى عكار شمالاً الى أقصى مرجعيون وحاصبيا جنوبا لتشكيل نواة للحركة التي بانت بوادرها على خلفية التجاذبات التي شهدها التيار في المرحلة الاخيرة.

وتضيف المصادر نفسها ان اللواء ابوجمرا، بما له من حنكة وخبرة اقله منذ تمرسه في العديد من الوزارات منذ تشكيل الحكومة الانتقالية في العام 1988 حتى تاريخ مشاركته في الحكومة ما قبل الاخيرة. فهو يدرك ابعاد تحركه يدرك مقدار نسبة نجاح الخطة التي اعدّها بالتزامن مع تصلب العماد ميشال عون، وهو راهن على عدة عوامل واحداث وقعت فعلا وهي لم تكن لمصلحة العماد عون والبعض منها كان زلات اوقع هذا الاخير نفسه فيها سواء بفعل تصلبه ام نتيجة نصائح اسداها اليه بعض معاونيه بنيت على اسس وحسابات خاطئة اقلها تلك التي اعطتها اياه نتائج الانتخابات البلدية الاخيرة، مشيرة الى ان اللواء ابو جمرا نفسه فوجئ بحركة الاستقطاب والتعاطف التي شكلتها ردات الفعل على مواقف الرابية ازاء تحرك «الحكماء الاربعة»، وقد فوجئت بعض الجهات المراقبة بالتأييد والتشجيع اللذين ابداهما اكثر من مرجع رفيع لتحركه مقابل العزلة التي شهدها عون خلال الاستحقاق الانتخابي الاخير وسلسلة الانقلابات الداخلية والخارجية التي سجلت في موقف حلفائه.

احد الكوادر الاكاديميين من المقربين من احد الحكماء، اكد ان العد العكسي لاطلاق اشارة التحرك قد بدأ، وان اطلالة اعلامية لابو جمرا ستضع قريبا النقاط على الحروف وستزيل الشكوك التي كانت تراود بعض المراهنين على اسقاط تحركه، خاصة عبر التسويق بان دافع التحرك كان استبعاد ابو جمرا عن الحكومة، في وقت يبقى مطروحاً مصير الحزب ككل واداء زعيمه الذي مضى بالتفرد حتى النهاية متجاهلاً اعتراضات قدامى المؤسسين والناشطين.

وختم: انها معركة داخل حزب لم يؤسس فعلياً، بل شهد ولادة علم وخبر وتوافق على نظام داخلي طعن من اللحظة الاولى بحربة برتقالية تسهيلاً لعملية تفرّد قوامها تأمين خلافة لاقرب المقربين وحماية من اكثر الاوفياء في تاريخ نضاله. فهل تصبح الرابية كقلعة اثرية وتاريخ بلا عسكر وسيرة نضال ومجد عابر للذكرى؟

 

لبنان ومحكمة الحريري:"حزب الله" يستقوي ... بالخائفين

 كتبها فارس خشّان

الاثنين, 12 يوليو 2010 09:01

ثمة سباق محموم في لبنان، بين انتظار الوقائع الرسمية للحقيقة "المبدئية" في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبين الخوف من تلك الساعة التي طال انتظارها

فيما ينكب مكتب المدعي العام دانيال بلمار على تنفيذ خطة إستكمال تحقيقاته، كتمهيد لا بد منه لإصدار القرار الإتهامي، في توقيت "سري" يتخطى بطبيعة الحال "تموز حزب الله" و"ايلول إسرائيل"، يواظب "حزب الله"، في ضوء الإستجوابات التي خضعت لها كوادر أمنية فيه وشخصيات مقربة منه، على اتهام نفسه، معمّما "الرعب" من التداعيات المحتملة لذلك.

ويرعى "حزب الله" جوقة دعائية، مكوّنة من "أشباه" سياسيين وصحافيين ومحللين، من أجل ترسيخ "شبح الرعب" الآتي على اللبنانيين، إن صدقت "معلوماته" وجرى توجيه التهمة التنفيذية لمجموعة أمنية تابعة له، ويكاد لا يخلو يوم واحد من إطلالة منسقة لأفراد هذه الجوقة!

وبتلخيص سريع لمطالب "حزب الله" المرجوة من الحملة المنظمة التي يرعاها ويموّلها ويحميها، يتضح أن هناك رغبة جامحة بتعطيل عمل المحكمة الخاصة بلبنان، قبل صدور أي قرار إتهامي عنها، وفي حال "العجز" عن ذلك، الضغط على المدعي العام لدى المحكمة دانيال بلمار، من أجل أن يُرجئ، حتى إشعار آخر، إصدار أي قرار إتهامي في ملف اغتيال الحريري أو غيره ! ولا تستند حملة "حزب الله" هذه، إلى يد تحمل غصن زيتون، بل إلى أصبع يضغط على الزناد، مماثل لذلك الذي تعرّف عليه اللبنانيون، في السابع من ايار 2008.

وبذلك، يظهر جليا أن "حزب الله" يضع اللبنانيين أمام خيارين، إما "حقيقة" تُهدر مزيدا من دمائهم وإما هدر لدماء شهدائهم من شأنها أن تفتح المستقبل على أفق الخوف المستدام!

وبذلك، يكون اللبنانيون قد اختاروا، بحسب "حزب الله" طريق الحكمة وتخلوا نهائيا عن طريق الجنون!

أمام هذا الواقع، ما العمل؟

الناطقون باسم "حزب الله" يسخرون ممن يعتبر أن "حزب الله" سيواجه الإتهام الذي قد يصيبه، بمقدار معقول من الهدوء. هم واثقون بأن "حزب الله" يلجأ، فورا الى استعمال القوة التي يملكها، كلما شعر بأن هناك خطرا يتهدد هذه القوة.

وحال المعنيين بالمحكمة الخاصة بلبنان لا تتناقض كثيرا مع تأكيدات هؤلاء الناطقين باسم "حزب الله"، ولذلك تراهم يساهمون في "بروبغندا" تعميم الخوف من العاصفة المتوقع هبوبها من لاهاي، وسط غياب لافت للمنظومة التي نجحت، بُعيد الرابع عشر من شباط 2005، من تحويل الوطن المذبوح الى وطن ثائر على الجريمة وصانعيها والمروجين لها !

ومن يدقق بما لا تقوم به المحكمة الخاصة بلبنان، يدرك انه كما في بيروت كذلك في لاهاي!

وعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن الإكتفاء بتقديم المقارنة الآتية:

في بيروت تمر حفلات القدح والذم التي تستهدف القضاة المرتبطين بالمحكمة كأن شيئا لم يكن، على الرغم من أن هناك أكثر من "كبش محرقة" جرى تقديمه على مذبح التخويف من مغبة التعرض للقضاة، وفي لاهاي تبدو الأذن الصمّاء على حفلات القدح والذم والتهديد، هي السائدة، على الرغم من "التهويل" الذي تضمنته تعديلات أدخلت على نظام الإجراءات والأدلة!

وقياسا على هذه المقارنة، يمكن للمراقب أن يستنتج أن الخوف الذي يسيطر على بيروت يسيطر على لاهاي، وأن تضخيم استشراف الخطر، وفق ما يحصل في بيروت، حاصل مثله في لاهاي، وأن محاولة "إسترضاء" المشتبه به الحاصلة في بيروت، حاصلة ايضا وأيضا في لاهاي!

ولأن الصورة بهذا الوضوح، يبدو جليا أن ثمة حاجة ملحة من أجل تعديل المشهد، بحيث تُحمى "الحقيقة الإتهامية" من "التهديد الوقائي"، سواء بإعادة الإعتبار الى آليات المساءلة أم بإعادة الإعتبار إلى أدبيات "الصمود" و"الثورة البيضاء"، وهي أدبيات، لمن تخونه الذاكرة، حوّلت ضريح الرئيس رفيق الحريري إلى عرش وصانع "عروش"، وقلبت صورة لبنان من مستسلم لمشهد الثامن من آذار الذي صنعه "حزب الله" إلى مشهد الرابع عشر من آذار، الذي صنعه اللبنانيون المعنيون بمواجهة استراتيجية التخويف!

وعلى هذا الاساس، ثمة مفارقات لا بد من التأمل في الأجوبة المناسبة عنها:

أولا، إن "حزب الله" الذي يحاول أن "يطمس" ذكرى السابع من أيار 2008، هل هو قادر فعلا على صناعة أكثر من 7 ايار في المستقبل، وفي حال أقدم على ذلك ما هو الثمن الذي سيتكبده، لقاء"الإفراط في استعمال القوة؟

ثانيا، إن "الميوعة" في التعاطي مع الذات اللبنانية تفقدها قدرات الضحية اللاهثة الى العدالة، في حين أن  "حزب الله"، على الرغم من أنه صانع السابع من أيار 2008 والثامن من آذار 2005 والمنتشر تخوينا على المنابر وفبركة لوقائع في وسائل الإعلام، يحاول بنجاح إرتداء ثوب الضحية، وتاليا أخذ مكتسباتها الإنتصارية، من خلال الحديث الدائم عن مؤامرة عالمية تستهدفه، والمحكمة الخاصة بلبنان، هي من ادوات هذه المؤامرة.

ثالثا، إن "حزب الله" قادر على الإطاحة بالحكومة الحالية، ولكن أي مصلحة له بأن يعود الرئيس سعد الحريري إلى مربع القوة المعنوية، من خلال ترييح كاهله من عبء المسؤولية التنفيذية، وأي حكومة تراه قادرا على تشكيلها بلا غطاء قوى الرابع عشر من آذار؟ لا بل اي حكومة قد تناسب "حزب الله" أكثر من الحالية، خصوصا أنه غير خاف على أحد، أن هذا الحزب هو من يدير اللعبة فيها، ويشكل عمودا فقريا في صناعة قراراتها، لدرجة دفعت ببعض الوزراء الى تسمية الوزير محمد فنيش ب"فخامة الوزير"؟

رابعا، إن السماح لكل ما من شأنه الإطاحة بالحقيقة والعدالة، في هذه المرحلة، بفعل الخوف، سوف يتيح  ، في وقت لاحق، لـ"حزب الله"، حتى لو كان في الاصل "براءة"، بأن يحكم البلد بسهولة، تحت طائلة، إفلات يد الموساد الإسرائيلي أو شريط احمد أبو عدس لتسوية كل حساباته ... وما أكثرها!