المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم  السبت 21 آب/تموز/2010

إنجيل القدّيس لوقا12/13-21

وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الجَمْع: «يَا مُعَلِّم، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي المِيرَاث». فَقَالَ لهُ: «يا رَجُل، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِيًا وَمُقَسِّمًا؟». ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِحْذَرُوا، وَتَحَفَّظُوا مِنْ كُلِّ طَمَع، لأَنَّهُ مَهْمَا كَثُرَ غِنَى الإِنْسَان، فَحَياتُهُ لَيْسَتْ مِنْ مُقْتَنَياتِهِ». وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله».

 

وزير المالية الإسرائيلي المقرب من نتانياهو يطالبها بتهديد الجمهورية الاسلامية بضربة عسكرية أو حصار بحري 

واشنطن أقنعت تل ابيب بأن تهديد إيران ليس كبيرا وامتلاكها سلاحا نوويا يتطلب سنة على الأقل

واشنطن - تل ابيب - يو بي اي - ا ف ب: نجحت الولايات المتحدة في اقناع اسرائيل بان الخطر الايراني ليس كبيرا وان طهران بحاجة الى سنة, وربما اكثر, كي تتمكن من امتلاك سلاح نووي, ما خفف من احتمال شن هجوم استباقي على المنشات النووية الايرانية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز", الصادرة امس, عن مسؤولين اميركيين قولهم ان ادارة الرئيس باراك اوباما, بعدما عددت ادلة عدة على وجود مشكلات تشوب البرنامج النووي الايراني, تمكنت من اقناع اسرائيل بان طهران بحاجة لسنة, وربما اكثر, كي تتمكن من انتاج سلاح نووي. واعرب المسؤولون عن اعتقادهم بان هذا التقدير قلص احتمال لجوء اسرائيل الى ضربة استباقية ضد المنشات النووية الايرانية خلال السنة المقبلة, كما المح مسؤولون اسرائيليون في وقت سابق بتهديدات مبطنة. يشار الى ان المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين يناقشون منذ سنوات اذا كانت ايران تعمل على تطوير قنبلة نووية, وفي حال صح ذلك, الوقت الذي يستغرقه الامر لانتاجها. واشارت الصحيفة الى ان السؤال الحساس كان كم من الوقت قد تستغرقه طهران حتى تحول اليورانيوم المنخفض التخصيب لديها الى مادة تستخدم في صناعة الاسلحة. وقال مسؤولون استخباراتيون اسرائيليون ان ايران ستنتهي من هذا السباق لانتاج قنبلة نووية خلال اشهر, لكن اجهزة الاستخبارات الاميركية توصلت الى قناعة في السنة الماضية بان الامر يتطلب وقتا اطول. وقال غاري سامور كبير مستشاري الرئيس اوباما في المسائل النووية " نظن انهم بحاجة الى فترة تصل الى سنة", في اشارة الى الفترة الزمنية التي ستستغرقها ايران لتحويل ما لديها من مخزون اليورانيوم المخصب الى مادة يمكن ان تستخدم في صناعة الاسلحة, معتبرا ان "سنة تعتبر فترة زمنية طويلة".

وذكر مسؤولون اميركيون ان الولايات المتحدة تعتقد ان المفتشين الدوليين سيكتشفون اي خطوة تخطوها ايران لانتاج المادة التي تستخدم في سلاح نووي قبل اسابيع من حدوثها, ما يترك وقتا كافيا لاميركا واسرائيل حتى تفكران بتسديد ضربات عسكرية.

يشار الى ان التقديرات الاميركية تستند الى معلومات استخباراتية جمعت خلال السنة الماضية, بالاضافة الى تقارير المفتشين الدوليين. وقال مسؤولون اميركيون ان المعلومات الاستخباراتية الجديدة تدعمت بتقدير استخباراتي وطني تاخر اطلاقه بشان البرنامج النووي الايراني. واضافت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين يعتقدون ان توصل ايران الى انتاج مواد تستخدم في انتاج سلاح نووي لن يتم في وقت قريب, اولا لان ايران, التي تزعم بان اليورانيوم المخصب لديها هو لدواع سلمية ستضطر لبناء قنابل نووية بكمية محدودة من المواد النووية تكفي حاليا لاثنتين, وثانيا لان قرارا من هذا النوع سيتطلب طرد المفتشين الدوليين من اراضيها ما يلغي اي غموض يكتنف حاليا برامجها النووية.

واعتبر المسؤولون الاميركيون انه حتى اذا اختارت ايران هذا المسار فسوف يستغرق الامر بعض الوقت حتى تتمكن طهران من اعادة النظر بمنشاتها النووية لانتاج يورانيوم مخصب بدرجة تستخدم في الاسلحة النووية, وتطوير العمل لتصميم راس حربي نووي. واشارت الصحيفة الى انه حتى اذا اتفق المسؤولون الاميركيون والاسرائيليون على ان موعد امتلاك ايران سلاحا نوويا تاخر, الا ان هذا لا يعني ان اسرائيل تخلت عن فكرة تسديد ضربة عسكرية اليها. وقال المسؤولون الاميركيون ان اسرائيل قلقة من انه, مع مرور الوقت, سيصدر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امرا بنقل المواد النووية الى مواقع سرية في البلاد ما يعني انه لن يكون في حكم المؤكد ان اي ضربة عسكرية اسرائيلية ستشل البرنامج النووي الايراني.

في سياق متصل, طالب وزير المالية الاسرائيلي يوفال شطاينيتس من حزب الليكود والعضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية (الكابينيت) الولايات المتحدة بانذار ايران بانها اذا لم توقف تطوير برنامجها النووي فانها ستتعرض لهجوم عسكري.

ونقل موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني عن شطاينيتس قوله, امس, "على الولايات المتحدة ان توجه انذارا واضحا لا لبس فيه لايران وان تقول لها انه اذا لم تغير سلوكها خلال اسابيع معدودة فان الخيار العسكري الموضوع على الطاولة حتى الان سيصبح خيارا واقعيا". ولفتت الصحيفة الى ان شطاينيتس مقرب جدا من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ومطلع على البرنامج النووي الايراني من خلال ابحاث الكابينيت والمداولات حول ميزانية الامن وايضا لكونه كان رئيسا للجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست واللجنة المتفرعة عنها لشؤون اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية. واعتبر شطاينيتس انه "حان الوقت لان يوجه العالم كله بقيادة الولايات المتحدة انذارا واضحا لايران يقضي بانه اذا لم تغير سلوكها بصورة واضحة وبالامكان التحقق منها فان عليهم توقع احتمال هجوم اميركي او حصار بحري على الاقل".

 

التحركات الليلية مقدمة لاحتجاجات كبرى  

مخاوف من مخطط "شغب متنقل" بعد عيد الفطر لإرباك الحكومة

بيروت - المركزية: يبدو أن مناخ التهدئة الذي ارسته القمة الثلاثية السعودية - السورية - اللبنانية التي انعقدت في لبنان أخيراً لايزال ساري المفعول, وتجلى ذلك في جلسات مجلسي النواب والوزراء والحوار, لكن السؤال الذي سيفرض نفسه في قابل الايام: متى ستلفظ الهدنة "الهشة" أنفاسها الاخيرة وتبطل تالياً مفاعيل المساكنة الالزامية مع الهدوء والاستقرار وفترة تقطيع الوقت بأقل خسائر ممكنة, وهل ستنتهي "هدنة رمضان" اذا جاز التعبير, وسط ما يلوح في الافق من مؤشرات مزعجة تنبئ بمحاذير شتى. ففي معلومات أوردتها "وكالة الأنباء المركزية" ان تقارير امنية رفعت الى عدد من المسؤولين اللبنانيين تتحدث عن تحضيرات جارية لاعمال شغب على الساحة اللبنانية في المرحلة المقبلة وانها ستتوسع بعد عطلة عيد الفطر, واشارت الى ان التحركات الليلية في الشارع بذريعة انقطاع التيار الكهربائي هي مقدمة لتنظيم احتجاجات كبرى تحت ستار مطلبي فيما الهدف سياسي بحت.

ورأت هذه التقارير في حركة الشغب المنوي القيام بها رابطاً مع جملة استحقاقات سياسية مقبلة معطوفة مع رفع وتيرة الحملة على المحكمة الدولية.

تجدر الاشارة الى ان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل كان اكد في مؤتمره الصحافي, اول من امس, انه لا يحق للمواطنين ان يقطعوا الطرقات احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي في مناطق لا تدفع فواتير الكهرباء, مشيراً الى ان التحركات تنطلق في بعض الاحيان من خلفيات سياسية. وأكد أن أعلى نسبة جباية وأقل نسبة تعديات تُسجل في المناطق المسيحية, وان المسيحيين فقط لا يحركهم أحد, نافياً أن يكون هناك استنسابية في توزيع الطاقة على المناطق. وفي سياق متصل, توقفت مصادر في قوى "14 آذار" عند الاحتجاج الشعبي المتنقل والذي بات مشهداً يومياً, معربة عن تخوفها من وجود خطة لاستهداف الساحة المحلية بهدف ارباك الحكومة وخلق فراغ سياسي يؤدي الى شل قدرتها على التحرك يستتبع لاحقا بالضغط لوقف التمويل اللبناني للمحكمة. وتوقعت المصادر ان تتصاعد هذه الحملات والتحركات في ايلول مع اقتراب موعد صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. واستغربت المصادر تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري في جلسة الحوار, اول من امس, ثلاث مسلمات: تكامل الجيش والشعب والمقاومة, وحماية المقاومة, وتأمين مصالح اللبنانيين, مبدية تخوفها من استغلال هذا الطرح لتنفيذ غايات في نفس يعقوب بحيث يصار الى استعماله, تحت عنوان "تأمين مصالح المواطنين" من المياه والكهرباء وما شابه, الى تبرير تحرك الشعب عند عجز الحكومة لسبب ما, الامر الذي يعطي مبررا لضرب الحكومة وتالياً مؤسسات الدولة.

 

الأمم المتحدة في "أجواء قلق حقيقي"  

القوات الإسرائيلية تتدرب على مجسمات لثكنات الجيش اللبناني ومواقعه

 لندن - كتب حميد غريافي: كشفت مصادر ديبلوماسية لبنانية وخليجية في الامم المتحدة بنيويورك النقاب امس عن ان الامانة العامة للمنظمة الدولية وعلى رأسها بان كي مون والاعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الامن سفراء اميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين, "يعيشون اجواء انفجار وشيك في الشرق الاوسط, حمل بان كي مون الثلاثاء الماضي على القول انه رغم استتباب الهدوء على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية اخيرا بعد حادث العديسة الا ان الامور قابلة للانفجار في اي وقت".

ونقل ديبلوماسي خليجي ل¯"السياسة" عن احد مساعدي الامين العام للأمم المتحدة قوله ان "التقارير التي دأب بان كي مون على تلقيها من جنوب لبنان خلال الاسابيع الثلاثة الماضية تعطي انطباعا بأن "حزب الله" وجماعات سورية في لبنان الذين قد يقعون في دائرة اتهامات القرار الظني الاتهامي للمدعي العام الدولي دانيال بلمار الذي يشنون عليه راهنا حملة شعواء لمنع صدوره او لإلغاء المحكمة الدولية برمتها, لن تتورع عن فتح جبهة امنية موازية للجبهة السياسية التي تستهدف المحكمة, سواء في الداخل اللبناني عبر محاولتي اطاحة الحكومة او اغتيال شخصية بارزة من شأنهما نشر الفوضى والاحتقان المذهبي والطائفي في البلاد هربا من مفاعيل القرار الاتهامي الذي ستكون نتائجه وخيمة على قيادة حسن نصرالله والنظام السوري في دمشق وحلفائهما في لبنان, او عبر الاعتداء على القوات الدولية (يونيفيل) في جنوب لبنان اذا فشلت المحاولتان الداخليتان".

وقال الديبلوماسي الخليجي ان اعضاء في البعثات الكبرى في مجلس الامن "يشاطرون بان كي مون ومساعديه هذه الانطباعات استنادا الى معلومات دولهم الواردة من اوساط لبنانية سياسية وعسكرية وامنية موثوقة اضافة الى اجهزتهم الاستخبارية داخل "يونيفيل", وخصوصا الفرنسيين والاسبان والايطاليين الذين يتصرفون منذ فترة بحذر شديد في جنوب نهر الليطاني بعد الاحداث والاعتداءات التي تعرضوا لها على ايدي جماعات "حزب الله" من اهانات وتعديات". وذكر ديبلوماسي لبناني في الامم المتحدة لمسؤول اغترابي مؤيد للحكومة والجيش اللبنانيين, "ان تقارير الامم المتحدة المقلقة القادمة من لبنان تتحدث عن زيادة كبرى في تحركات حزب الله جنوب الليطاني وبالقرب من الخط الازرق الفاصل بين لبنان واسرائيل, بعدما انتقلت اعداد كبيرة من مقاتلي الحزب باللباس المدني الى عشرات القرى والبلدات الواقعة في تلك المنطقة استعدادا لمواجهة تحركات اسرائيلية ناشطة ولافتة للنظر منذ مايو الماضي تجلت بوضوح في التدريبات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة واسعة النطاق على الحدود على مجسمات لمواقع الجيش اللبناني وثكناته ومناطق انتشاره في الجنوب خصوصا وكأنه سيكون الهدف الاسرائيلي الاول في اي حرب مقبلة هناك".

 

يأخذون عليه تردده بين خيارين متناقضين وتراجعه عن خوض مواجهة مفتوحة مع الحكومة  

متشددو "حزب الله" ينتقدون إدارة نصر الله ملف المحكمة الدولية

 "السياسة" - خاص: بدأ التيار المتشدد داخل "حزب الله" بتوجيه انتقادات حادة للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله بسبب طريقة إدارته ملف المحكمة الدولية. ويأخذ المتشددون على نصر الله أنه تراجع عن قرار سابق للقيادة بخوض مواجهة مفتوحة مع الحكومة والأطراف اللبنانية حتى إسقاط المحكمة, وملاحقة كل داعميها تحت عنوان التورط بفبركة وحماية "شهود الزور", بالإضافة إلى تهمة التستر على عملاء إسرائيل. وظهر هذا التراجع عندما وافق نصر الله على تسليم ملف "القرائن" إلى القضاء اللبناني مع معرفته أنها ستصل مباشرة إلى المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار, وهذا يعني اعترافا بشرعية المحكمة, ومن ثم الاكتفاء بقرار مجلس الوزراء تكليف وزير العدل ابراهيم نجار (وهو محسوب على "القوات اللبنانية") بمتابعة ملف الشهود الزور, وكذلك الاكتفاء بقرار اتهامي أصدره القضاء اللبناني لملاحقة العميل غسان الجد.

وكشف مصدر مطلع على خفايا "حزب الله" الداخلية أن المعركة مع المحكمة بدأت مع استدعاء العناصر الحزبية للتحقيق أمام مكتب المدعي العام, ويومها رفضت القيادة مثولهم, ولكن نصر الله أقنعها بأنها ستكون خطوة التعاون الوحيدة مع القضاء الدولي, كي لا يفسر امتناع الحزب بأنه تهرب من المسؤولية. كما وعد أنه حين يجهز ملف القرائن ويقدمه للرأي العام, سيعلن رفضه التام لتسليم هذا الملف, إلا لجهة لبنانية تحقق فيه, وليس إلى بلمار. وأضاف "ثمة شيء ما حصل وجعل نصر الله يغير موقفه ويتراجع عن وعوده لقيادة حزبه, ربما يكون مرتبطا بالتفاهم الإقليمي على تأجيل القرار الظني, بناء على تعهد سعودي ما, ولكن الإعلان عن أن المملكة سددت للمحكمة قبل أيام حصتها من التمويل, جعل المتشددين يكشرون عن أنيابهم, ويسألون نصر الله عن مراهنته على الخيار السعودي, وبالتالي عن تعهداته الداخلية".

ويعتبر المتشددون, وفقاً للمصدر, أن الحملة التي نظمها الحزب لتوجيه الاتهام بالاغتيال إلى إسرائيل أثارت ضجة كبيرة ونجحت في إحداث تغيير هام في الرأي العام, فمن جهة اطمأن جمهور "حزب الله" وحلفائه, وارتبك جمهور "14 آذار", إزاء ما عرضه نصر الله, وهذه خطوة على طريق انقلاب هذا الجمهور على قياداته, التي لطالما حرضته على اتهام سورية. وقد ضيع نصر الله هذا الإنجاز من خلال تكريس الاعتراف بشرعية المحكمة, تماماً كما أخطأ في مرات سابقة, عندما خدع بالتحالف الرباعي العام 2005, وضيع بعد حرب 2006 الانتصار ولم يحسن استغلاله داخلياً, وصولاً إلى التورط في الاعتصام الفاشل لقوى "8 آذار" لعام ونصف العام, والذي لم ينته إلا بانقلاب مسلح, لا زالت مفاعيله السلبية في الشارع قائمة حتى اليوم. وختم المصدر: يأخذ المتشددون على نصر الله اعتقاده أنه يستطيع إدارة المعركة ضد المحكمة بأسلوب "نصف نصف", والتردد بين خيارين متناقضين, خيار التعاون وخيار إسقاط المحكمة. ومن هنا تتناقض تصريحات المسؤولين في الحزب, إذ تبين أنها تعبر عن جناحين ورأيين, وربما أكثر, داخل "حزب الله".

 

جبة البطريرك غطت البقاع الشمالي من عيون ارغش الى بشوات صفير من دير الاحمر

لاستمرار التعاون مع جيرانكم الشيعـــة المطران عطا الله: لقد اصبحنا شعوب الوعود التي لا تنفــــذ

المركزية- عرس رسمي وشعبي حاشد شهدته منطقة بعلبك – دير الأحمر في استقبال البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في زيارة هي الأولى الى المنطقة لرأس الكنيسة المارونية بعد زيارة البطريرك أنطوان عريضة منذ 72 عاما. وتحت عنوان "أنا مشتاق أن أراكم لأشارككم في هبة روحية تقويكم" انطلق موكب البطريرك صفير من الديمان يرافقه المطارنة رولان أو جوده، شكرالله حرب وسمعان عطاالله والمونسنيور فيكتور كيروز وأمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق. ووسط تدابير أمنية مشددة وانتشار كبير للجيش وقوى الأمن الداخلي وصل الموكب الى المحطة الأولى حيث تجمع أبناء بلدة عيون أرغش في رئاسة الخوري يوسف طوق لاستقبال البطريرك بالزغاريد والورود، وكانت المحطة الثانية في الغرفة الفرنسية في أعالي جبال المكمل حيث أقيمت أقواس النصر وتوافد رؤساء بلديات دير الأحمر وعيناتا والزرازير وبتدعي وبشوات وشليفا وبرقا إضافة الى المخاتير والنائب السابق هادي حبشي.

عيناتا: المحطة الثالثة في عيناتا حيث نظم للبطريرك استقبال شارك فيه رئيس البلدية فوزي رحمة، النائب اميل رحمة، مختار البلدة، ملكة جمال الاغتراب دانيالا رحمة، مسؤول الجمعيات والهيئات الأهلية وحشد من كهنة أبرشية دير الأحمر. ووسط نثر الأرز والورود ورقصات السيف والترس التي أدتها موسيقى عيناتا انطلق البطريرك الى باحة كنيسة مارسركيس وباخوس حيث قدمت له الرعية الورود وأدى شباب وصبايا البلدة رقصة وطنية، وألقى رئيس البلدية كلمة أشاد فيها بمواقف البطريرك الوطنية مؤكدا تأييد أبناء عيناتا لبكركي والجيش اللبناني.

ثم انطلق الموكب في اتجاه دير الأحمر حيث أعد للبطريرك استقبالات على طول الطريق من مفترق اليمونة الى المشيتية حيث رفعت أقواس النصر وأطلقت البالونات الصفراء والبيضاء. وسار البطريرك بعد قص الشريط عند مدخل البلدة وسط الزغاريد والاستعراضات الفولكلورية. وألقى الدكتور حنا الخوري كلمة ترحيبية حيا فيها البطريرك صفير والمطارنة.

ودشن البطريرك صفير بركة للمياه قدمتها مركزية مسيحيي المشرق. ومن هناك انطلق الموكب الى باحة كنيسة مار شربل – البليقة حيث أزاح البطريرك ورئيس بلدية الزرازير- البليقة الستار عن لوحة تذكارية تحمل اسم البطريرك صفير الذي سيطلق على ساحة الكنيسة.

دير الأحمر: أما المحطة الأبرز فكانت في دير الأحمر حيث أعد استقبال حاشد عند ساحة مار مخايل وأطلق الحمام الأبيض. وبعد إزاحة الستارة عن نصب فخري يحمل صورة البطريرك صفير صعد الأخير والمطران عطالله في سيارة أعدت خصيصا للمناسبة وأطلق عليها اسم "باتريارش موبيلي" دخلا فيها الى دير الأحمر حيث نحرت الخراف وأديت الدبكة اللبنانية في باحة كنيسة مار يوسف. وقص البطريرك الشريط التقليدي لصالة مار يوسف، وسلمه رئيس بلدية دير الاحمر ميلاد عاقوري مفتاح البلدة، كما قدم رئيس رعية دير الاحمر الاب ملحم شيت الديراني لوحة تحمل صورة الكنائس السبع في دير الاحمر وغابة الأرز، وقدم كشاف دير الأحمر لوحة تذكارية في المناسبة.

وألقى عاقوري كلمة قال فيها: "أيها الجالس على الكرسي والراسخ كالارز والثابت كصخرة بطرس، إنه كرسي مجد لبنان وحاضن سياسته وكرامته وقراره الحر، كرسي يعانق أمجاد التاريخ متصديا للكراسي الهزازة التي تتقلب مع الرياح العاصفة من كل حدب وصوب. يا راعي لبنان الرسالة، أنت الوحدة الحق بين المسيحيين والمسلمين، والآية الحضارية للعالمين. هذه المنطقة تستوحي من زيارتكم اليوم إيمانا وبركة روحية ووطنية سمحاء، كما تستوحي لفتة كريمة تنتشلها من وحدة حرمانها، لأن إيمانها بالله وبكم عميق وراسخ، وتعاهدكم على أن تبقى حافظة للوعد".

صفير: من جهته حيا البطريرك صفير أهالي بلدة دير الأحمر بـ"إسم الرب يسوع وبإسم والدته القديسة التي هي شفيعة بلدتكم"، قائلا: إننا نشكر لكم هذا الاستقبال الحافل الذي تناديتم فيه لتأتوا وتستقبلونا، إننا ممتنون كل الامتنان ونسأل الله أن يبارككم ويبارك عيالكم وكنائسكم ويبقى معكم دائما. إننا نشكر لكم المسيرة التي رافقتنا منذ ان دخلنا بلدتكم حتى الآن وإننا نشكر التقادِم التي أردتم أن تقدموها لنا وهي رمزية وقد عرضتم في اللوحة الكبرى التي قدمتموها لنا سبع كنائس وهذا دليل الى أنكم متمسكون ومتأصلون بإيمانكم بربنا.

أضاف: إنكم تحتفلون دائما بسيدتنا مريم العذراء، سيدة البرج وأنتم أسميتموها سيدة البرج لأنها برجكم وتحميكم، وقد علمنا أن بعضا منكم كانوا قد تركوا هذه المدينة ولكنكم عدتم إليها لأنكم متمسكون بها ولأن أجدادكم تركوها إرثا لكم ولا تتخلوا عنه، وستكونون دائما فيها وستكون حضنكم الأبدي الذي يدافع عنكم وتدافعون عنه ولا سيما أننا عرفنا انكم أتيتم من نواح مختلفة لتستقبلونا مع إخوانكم الذين هم مقيمون، شكرا لكم كل الشكر. ونسأل الله أن يبارككم وأن يبارك مطرانكم وخوارنكم وراهباتكم وان يكونوا دائما معكم ومع رعاياكم ويحفظكم بما فيه الخير وحفظكم بالسلامة، شكرا لكم.

شليفا: ثم توجه البطريرك الى شليفا حيث مركز المعوقين والعجزة والمشغل والمستوصف الذي تشرف عليه راهبات الصليب وكان في استقباله المطران منجد الهاشم والأخت فريدة زغيب ورئيس بلدية شليفا جمال كيروز الذي ألقى كلمة في المناسبة. وبعدما تسلم البطريرك الورود من أصحاب الاحتياجات الخاصة توجه الى مركز التصنيع الزراعي حيث استقبله رئيس كاريتاس الأب سيمون فضول في حضور رئيس أساقفة بعلبك للروم الكاثوليك المطران الياس رحال ومسؤولي اقليم كاريتاس البقاع. وأكد فضول "الاستمرار في العطاء وبذل الجهود من أجل تثبيت أبناء الأطراف في قراهم وبلداتهم".

دار المطرانية: وبعد جولة للبطريرك في أرجاء المصنع انتقل الجميع الى دار المطرانية حيث دخل البطريرك والموارنة كنيسة مار جاورجيوس مباركا، وتسلم من المطران عطاالله مجسما عبارة عن أرزة برونزية. وكان في استقباله حشد من النواب الحاليين والسابقين يتقدمهم الرئيس حسين الحسيني والنائبين مروان فارس واميل رحمه ومدير الصندوق الكويتي للتنمية الدكتور محمد الصادقي وحشد من الفاعليات والهيئات الرسمية والأهلية.

المطران عطالله: وألقى المطران عطالله كلمة ترحيبية شكر فيها "البطريرك لالتفاتته الأبوية، مثمنا تكبدكم مشقات الانتقال من مقر الديمان الى البقاع الشمالي التي منها تتكون أبرشية بعلبك – دير الأحمر، أبرشية المحبة، كما سماها المثلث الرحمة المطران فيليبوس شبيعه".

وقال: إن البقاع الشمالي، المنطقة الغنية تاريخا وأرضا، أصبحت اليوم محرومة، منسية ومهملة. لقد كانت تعاني الأمرين لولا لفتة كريمة من بعض أركان الدولة والحكومة، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي له منا أطيب التحية وأصدق الدعاء. وإن حضوركم اليوم على هذه الأرض البقاعية ليعوض على أبنائها المخيبين تعويضا كبيرا، لأنهم يعرفون ويثقون بأنكم أنتم صوتهم أمام المراجع المختصة، التي ترى في غبطتكم ضمير المجتمع، فلا غاية عندكم سوى مصلحة البلاد وخير جميع المواطنين، ولأنهم يعرفون أيضا بأنكم تطالبون بحقوقهم، فأصبحتم رجاءهم، لا سيما وأن المراجع المختصة تشبعهم وعودا. وبما أنكم الأب الحنون والراعي الصالح فإن اليأس لا يعرف طريقا الى نفوسهم. لقد أصبحنا شعب الوعود التي لا تنفذ غير أن وجودكم يشجعنا ولا يسمح لنا أن نيأس.

أضاف: فيما نحيي حضوركم بيننا، نؤكد أن زيارتكم هذه لجميع أبناء المنطقة، مسلمين ومسيحيين، هي فرصة لنقطع أمامكم عهدا بأننا مصممون على البقاء على هذه الأرض الطيبة، وعيا لمسؤولياتنا التاريخية تجاه رسالة لبنان الحضارية. فلبنان الرسالة هو دعوتنا وقضيتنا، ولو ارتفعت وترتفع هنا وهناك أصوات نشاذ رافضة. سوف نبقى نناضل بحب، على رغم كل شيء، في سبيل هذه القضية ونتمسك بكل قوانا الروحية والفكرية بهذه الأرض، أرض الشهادة إنقاذا "للبنان - الرسالة" إذ لا معنى لهذا الوطن من دون "الشهادة – الرسالة".

قبل قليل اجتمعنا حول شخصكم الكريم، مسلمين ومسيحيين، وزراء ونوابا ورؤساء روحيين ورؤساء عشائر ومسوؤلين حزبيين لنؤكد لغبطتكم تمسكنا بلبنان الوطن - الرسالة، رسالة العيش المشترك معا بمحبة وأخوة وسلام. ولقد اسقبلتموهم بقلب كبير لتباركوا نياتهم الحسنة وتشجعوا جميعنا على التمسك بهذه الرسالة، لئلا يأخذ أحد إكليلنا، على حد قول الرسول يوحنا. وإن بعض الشخصيات الاسلامية المحترمة اضطرت أن تغادرنا من دون ان تكسر معنا خبز الطعام لالتزامهم قانون رمضان الصيامي. وإننا ننتهز هذه الفرصة لنبارك لهم صومهم الكريم أعاده الله عليهم وعلى جميع الناس بالخير والسلام، راجين أن يعلمنا هذا الصوم كل صوم الانضباط المنشود على كل الصعد وفي كل الحقول، خصوصا في حقل وطننا لبنان الواقع أبناؤه ضحية التفلت والقيم الضائعة والفوضى وعدم الانضباط.

وفي زيارتكم أردتم يا صاحب الغبطة أن تدشنوا مبنى أبرشيتنا الجديد لتعبروا عن تقديركم الشخصي وتترجموا احترامنا الكبير وشكرنا العميق لسلفي صاحب السيادة المطران بولس منجد الهاشم الذي جاهد كثيرا ليطلع هذا البنيان ويرتفع مقرا لمطرانية بعلبك – دير الأحمر. فنحن مع غبطتكم وعرفانا بالجميل ندعو له بطول العمر ونشكره على كل الجهود التي بذلها والتضحيات الغالية التي قدمها على مدى عشر سنوات في خدمة أبرشيتنا.

زيراتكم هذه ملأى بالوعود وغنية بالآمال. أردتم أن تزورونا لتشكرونا بهبة روحية تقوينا. إننا نعدكم بأننا سنسعى جاهدين الى ان نلتقط هذه الهبة ونمتلئ منها لنكون كنيسة حية، كنيسة على مستوى طموحات شبيبة هذه المنطقة وانتظارات جميع المواطنين وأصحاب الارادات الصالحة هنا، من مسلمين ومسيحيين وآمالهم وأحلامهم، هكذا نكون، في الوقت عينه، سياجا حضاريا منيعا من سياجات الوطن الغالي انسانيا وروحيا وثقافيا وإنمائيا وفكريا، وبالتالي مساحة أمن وأمان ونموذجا للعيش معا بروح الأخوة والسلام، فيتغير الواقع من حال الى حال.

لذلك نرجو ونطلب من أبنائكم في هذه المنطقة البقاعية العزيزة، أن تكون زيارتكم لنا في هذا الوقت بالذات مفصلا ومنعطفا لانطلاقة جديدة متجددة، فنقطع على نفوسنا عهدا لوعي جديد وبنيان بذهنية جديدة والتزام عميق متطلبات إيماننا ودعوتنا والرسالة، تكون من مستوى الأحداث، لا سيما يوبيل ألف وست مئة سنة على رقاد أبينا مارون، صاحب المدرسة الروحية المميزة في تاريخ الكنيسة الجامعة، وفي خط المجمع الفاتيكاني الثاني والمجمع البطريركي وتوجيهات الكنيسة خصوصا تلك التي صدرت في الآونة الأخيرة".

رحمة: ثم ألقى النائب اميل رحمة كلمة رحب فيها بالبطريرك الماروني.

صفير: ورد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها "الاستقبال الذي خصصتمونا به أنا وإخواني أصحاب السيادة وأبناءنا الكهنة الأجلاء، وإننا نقدر كل التقدير هذه العاطفة الطيبة التي أعرب عنها الأستاذ اميل رحمة وإني أشكره لعواطفه هذه وأتمنى له كل نجاح وتوفيق. إن زيارتنا لكم هي زيارة عزيزة علينا وقد تأتى لنا أن نرى ما أحدثتم من نجاح وما تغير من ملامح في أبرشيتكم، فإذا الكنائس هي جديدة، وإذا القاعات التي بنيتموها، وإذا المؤمنون وإن تغير بعضهم لأن هذه سمة الله في خلقه، باقون على إيمانهم وتمسكهم بهذا الإيمان وبتقاليدهم العادية.

وأشكر لكم هذه العاطفة الطيبة وأشدد على هذا التعاون القائم في ما بينكم الذي تضل عليه هذه المحبة القائمة بينكم وبين جيرانكم وأبناء وطنكم من الشيعة وغير الشيعة. إني أسأل الله أن يديم علينا نعمة ليكون هناك تفاهم بين كل طوائف لبنان وأبنائه ليعود لبنان الى سابق عزه وكرامته، ونسال الله أن يبارككم جميعا وأن يطيل أيامكم على خير وبركة.

غداء: ثم انتقل الجميع الى الغداء التكريمي الذي أقامه المطران عطالله على شرف البطريرك في دار المطرانية.

ومن المقرر ان يزور البطريرك مستشفى المحبة في البلدة قبل ان ينتقل الى بلدة بشوات حيث يكرس مذبح كنيستها المرمم قبل ان يرأس قداسا احتفاليا على المذبح الخارجي، على ان يعرج على بلدة برقا في طريق العودة الى الديمان.

 

سليمان التقى العريضي وشهيب وقهوجــــي وعرض لاوضاع الطرق والمهجريــن والامـن

المركزية- عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع كل من وزيري الأشغال العامة والنقل غازي العريضي والمهجرين أكرم شهيب للأوضاع العامة وعمل وزارة كل منهما بالنسبة إلى أوضاع الطرق وحركة النقل وكذلك الخطوات الآيلة إلى إتمام ما تبقى من مصالحات تمهيداً لإقفال ملف المهجرين.

واطلع الرئيس سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الأمني في الداخل وعلى الحدود، وعلى تفاصيل خطة تسليح الجيش، منوها بخطوات المؤسسة العسكرية في متابعة ورصد المطلوبين للعدالة بجرائم إرهابية. وزار المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين سفير سويسرا لدى لبنان فرنسوا باراس مودعاً لمناسبة انتهاء مهمته الديبلوماسية في لبنان وتلقى من الرئيس سليمان درع رئاسة الجمهورية متمنياً له التوفيق في مهمته الجديدة ومقدرا له دوره في تعزيز العلاقات الدبلوماسية.

وتناول رئيس الجمهورية مع الوزير السابق ماريو عون الأوضاع العامة.

ومن زوار قصر بيت الدين، مسؤول متابعة ملف العودة إلى الجبل في التيار الوطني الحر ناصيف قزي مع وفد عرض لرئيس الجمهورية مسار الخطوات الحاصلة على هذا الصعيد، والأمين العام لحزب الكتائب اللبنانية وليد فارس مع وفد من إقليم الشوف تناول التطورات العامة والأوضاع في منطقة الجبل.

واستقبل الرئيس سليمان مدير المراسم في وزارة الخارجية السفير جورج سيام في زيارة وداعية لمناسبة إحالته إلى التقاعد.

وكان الرئيس سليمان زار صباحاً ومعه قائد الجيش مخيم أبناء شهداء الجيش الذي يقام في ثكنة عبد المجيد شهاب في منطقة السمقانية واطلع على نشاط المخيم منوهاً بالتضحيات التي بذلها ذوو المشاركين فيه حتى الاستشهاد ليبقى الجيش ويبقى الوطن.

 

باراك: على حكومة لبنان تحمّل مسؤولياتها ومنع إبحار إحدى السفن لغزة

نهارنت/دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك "حكومة لبنان إلى تحمّل مسؤوليّاتها ومنع إبحار سفينة (مريم) مُقرّر انطلاقها الى قطاع غزة". وقال باراك: "هذه الرحلة لا تحمل طابعًا إنسانيًا بل تُعتبر استفزازاً معاديًا يهدف الى مساعدة تنظيم إرهابي يسعى لقتل وإصابة مواطنين اسرائيليين". وشدد باراك على أن "إسرائيل ستسمح للسفينة بالوصول الى مصر أو الى ميناء اشدود، وستوافق على نقل المساعدات الانسانية المرسلة الى الفلسطينيين بعد خضوعها لتفيتش أمني، ولكنها ستكون مضطرة لاعتراض السفينة وتحويل وجهتها الى ميناء أشدود اذا أصرت على الوصول الى شاطئ غزة". ودعا باراك المجتمع الدولي الى "ممارسة نفوذه على حكومة بيروت لمنع انطلاق هذه الرحلة الاستفزازية

 

إسرائيل تشدد على إبعاد الضابط اللبناني المسؤول عن إطلاق النار في العديسة

نهارنت/أكد مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "معاريف" أن إسرائيل طلبت من الأمم المتحدة العمل على إبعاد الضابط اللبناني الذي كان مسؤولاً عن إطلاق النار في العديسة. وجاء هذا التأكيد على خلفية اللقاء الذي جرى أمس الأول بين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان مايكل ويليامز ونائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون.

وكان أيالون قد شدّد في هذا اللقاء على أهمية المحافظة على الخط الأزرق وحق إسرائيل في العمل جنوبه. وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى أن أيالون شدد أمام ويليامز على الخطورة التي تنظر بها إسرائيل لاشتباك العديسة، وقال إنه "محظور على الأسرة الدولية التسامح مع أي محاولة لتشويش الخط الأزرق". من جانبها أشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيجدد في تقريره لمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع الإشارة إلى تحقيقات "دللت على أن لبنان كان البادئ بإطلاق النار في اشتباك العديسة".

ومن المقرر أن يعرض هذا التقرير تمهيدا للنقاش الذي سيجري في مجلس الأمن حول تمديد تفويض القوات الدولية في الجنوب اللبناني في 24 آب الجاري لعام آخر. كما أن إسرائيل "تتطلع لتوسيع تفويض القوات الدولية وإلزام الجنرال الأسباني ألبرتو أساراتا بالعمل بحزم أكبر في الجنوب اللبناني وخصوصا داخل القرى". وأشارت "هآرتس" إلى أن فرنسا أيضا معنية بتوسيع تفويض القوات الدولية بحيث تغدو أكثر حزما في العمل.

 

السفير القبرصي في لبنان: قبرص قررت عدم استقبال سفينة مريم التي تعتزم الابحار الى غزة عبرها بعد غد

اعلن السفير القبرصي في لبنان كيراكوس كوروس اليوم أن سلطات بلاده سترفض استقبال سفينة لبنانية تحمل ناشطات من جنسيات مختلفة - في اشارة الى سفينة "مريم" النسائية - وتعتزم الإبحار إلى غزة عبر قبرص لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، حسب ما ذكرت وكالة أنباء(أسوشييتد برس) . واشار السفير القبرصي الى أن حكومته "قررت عدم السماح لهذه السفينة بالدخول إلى قبرص، وحتى إذا قامت السفينة بالرسو في ميناء قبرصي فسيتم ترحيل الطاقم والركاب إلى بلدانهم الأصلية. وأكد أن قبرص عليها مسؤولية أخلاقية وقانونية حيال من يتم السماح بدخولهم إلى المياه القبرصية معتبرا أن السفينة التي تعتزم خرق الحصار المفروض على غزة "قد تعرض حياة الناس والسلام والاستقرار الإقليمي للخطر".

 

جعجع تساءل أين الفخ في ما قدمه: استراتيجية دفاعية مرحلية تحفظ خصوصية المقاومة

نهارنت/رأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان اقتراحه المقدّم في جلسة الحوار الوطني هو بمثابة استراتيجية دفاعية فعلية مرحلية وايجابية طالما ان حزب الله متواجد بالشكل الذي هو عليه فلماذا لا نفكر باستراتيجية في الوقت الحاضر تستطيع من خلالها الدولة والشعب اللبناني الاستفادة من امكانياتها ولكن بالشكل اللازم".

ورفض جعجع بعد لقائه القائم بأعمال السفارة الاميركية في لبنان طوماس كولن، طرح الرئيس نبيه بري لجهة تشكيل مجموعة تتضمن عناصر من حزب الله وضباطاً من الجيش اللبناني، باعتبار ان هذا الطرح يعني "ان هناك جيشين احدهما الجيش اللبناني والآخر حزب الله ويقومان بالتنسيق في ما بينهما، فقرار الجيش اللبناني يُتخذ من قبل مجلس الوزراء ولكن "جيش حزب الله" من أين يتلقى قراره"؟

جعجع الذي لم يؤيد السير بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، رأى ان الدولة الطبيعية تكون طبيعية من شعب ودولة بكل مؤسساتها".

وجاء شرح الهدف من هذا الاقتراح "على أثر حادثة العديسة، حيث بدأنا بدراسة ما يجب فعله لقيام الدولة الفعليّة، ولو ان المناقشات استغرقت أربع سنوات وممكن أن تأخذ وقتاً أطول الى حين الوصول الى وضع طبيعي، ولكن الى أن نصل الى الهدف المنشود نواجه كل يوم مشاكل في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة".

وتابع أنّ "الجيش اللبناني يجب ان يكون القرار الدفاع عن لبنان بيده، حتى لا نسمع من يقول ان قرار السلم والحرب في يد أميركا او اسرائيل أو سواهما، باعتبار ان الجيش تحت امرة السلطة السياسية للحكومة اللبنانية وكلنا مؤمنون بهذه الأخيرة، فهل من أحد مستبعد عن هذه الحكومة؟ وبالتالي بهذه الطريقة نكون جميعنا خلف قرار الدفاع عن لبنان"، مضيفاً " كيف نستفيد من حزب الله، في حين أننا نعلم مدى حساسيته تجاه كشف قوته، الأمر بسيط وهو من خلال وضع قدراته بيد الجيش اللبناني، ففي حال احتاج اليها الجيش تكون بتصرفه ولكن ليس عكس ذلك أبداً".

واذ أسف من بعض الرافضين لهذا الاقتراح "الذي اعتقدتُ أنه سيُرحَب به نظراً لأهميته، فبالأمس كانوا يقولون ان المقاومة هي قوة للبنان، فلماذا لا تستفيدون منها؟ وها نحن اليوم نحاول الاستفادة منها اذ ان هذه الورقة لا تقول بنزع سلاح حزب الله ورميه بالبحر أو اعطائه للجيش أو محاولة لتفكيك حزب الله في الوقت الراهن باعتبار ان اقتراحي نصّ على ابقاء حزب الله كما هو ولكن بتصرف الجيش اللبناني لأنها الطريقة المثلى للعمل"، سائلاً "ماذا يعني عملياً كلّ هذا الشعر الذي ينظمونه حول شعار "الشعب والجيش والمقاومة"؟ فمرحلياً ان هذه الورقة هي أفضل طريقة لترجمته علماً انني لا اسير بهذه المعادلة لأن الدولة الطبيعية تكون طبيعية من شعب ودولة بكل مؤسساتها".

ورداً على سؤال، أكدّ جعجع أنه "ليس بالامكان تجهيز الجيش اللبناني الا انطلاقاً من استراتيجية معينة نبدأ منها والطريقة التي سيتصرف فيها الجيش اللبناني تبعاً لاقتراحي مشابهة للطريقة المعتمدة من حزب الله وبالتالي لا تتطلب اساطيل من طيارات وغواصات بل امكانيات يستطيع لبنان تأمينها من ميزانيته"، معرباً عن تأييده مبادرة تسليح الجيش اللبناني بعد معرفة وتحديد الدور المنوط به.

وعن اعتبار البعض بأن اقتراحه بمثابة فخ لحزب الله، سأل جعجع "أين الفخ فيه؟ ففي الورقة لحظتُ التعاون بين حزب الله والجيش دون أن يُطلع الحزب عن قدراته أو مكان سلاحه للجيش". أمّا عن اعتبار البعض ان اقتراحه هو اعتراف من قبله بنجاح اسلوب المقاومة ضد اسرائيل وبمثابة محاولة لإدخال الجيش في هذا الصراع، أشاد جعجع بطريقة حزب الله التي اعتمدها طيلة العشرين سنة الماضية في مواجهة اسرائيل والتي وصفها بـ"الناجحة" وان عملية ادخال الجيش ضرورية لأنه المؤسسة الشرعية القانونية المولجة بهذا الشأن".

وعن قول بري بأن جعجع اعترف بمعادلة "الشعب والجيش والمقاومة" بالرغم من موقفه المرن من اقتراحه، قال جعجع "هذه قراءة الرئيس بري للأمر بينما انا اعترفت بالدولة والجيش الشرعي التابع لها وبوضع كل القدرات الأخرى في تصرفه بينما معادلتهم تظهر وكأن في لبنان يوجد دولتين أو مركزين قرار استراتيجيين، الامر المرفوض بالنسبة لنا".

وعمّا اذا بحث مع ضيفه الاميركي باستمرار الادارة الاميركية بتقديم مساعدات لتسليح الجيش على اثر حادثة العديسة، شدد جعجع على ان الولايات المتحدة الاميركية مستمرة بدعم الجيش كما كانت تفعل في الخمس سنوات الماضية.

 

تخريج متدربي الولايات المتحدة الأميركية من ضباط الأمن الداخلي

نهارنت/هنّأ مدير البرنامج الدولي لشؤون المخدرات وإنفاذ القوانين في سفارة الولايات المتحدة تيد كونتك، تسعة عشر ضابطا متخرجا أنهوا الدورة التاسعة لبرنامج الإشراف والإدارة الأميركي ـ اللبناني، ومن بينهم الضباط العشرة الذين أنهوا دورة للمدربين أيضا، وذلك في أكاديمية قوى الأمن الداخلي في الوروار، بحسب ما أعلنت السفارة الأميركية في بيان.

وأضاف البيان أنّ "فريق التدريب الأميركي واللبناني درّبا ما يفوق ال4700 عنصر من قوى الأمن الداخلي على دورات حول مهارات الشرطة الأساسية والمتقدمة ودورات القيادة منذ شهر كانون الثاني من العام 2008. تمتد دورة برنامج الإشراف والإدارة على ثمانية أسابيع وهي دورة تدريب حديث يقوم بتنفيذها مدربون أميركيون بمساعدة الشرطة اللبنانية واختصاصيين قانونيين. ويدرس الضباط أحدث المهارات التقنية والقيادية وكيفية تطبيقها في ظروف العمل".

وتساهم هذه الدورات التخصصية في بناء قدرة وكفاءة قوى الأمن الداخلي. كما يساهم برنامج المساعدة الأميركي الحالي بقيمة 116 مليون دولار لقوى الأمن الداخلي في تعزيز قوى الأمن الداخلي وهو جزء من برنامج المساعدة الأمنية الأميركية الشاملة للبنان. هذا ويعزز برنامج المساعدات حول إنفاذ القانون قدرات قوى الأمن الداخلي على تطبيق أحكام القانون وحماية الشعب اللبناني. إن تطور قوى الأمن الداخلي المهني هام لسيادة واستقلال وأمن لبنان.

 

زهرا: لا أرى اجـــواء تهدئــة ومن اخفى معلومات لا يريد الحقيقة

المركزية- أعلن عضو كتلة "القوات اللبنانيّة" النائب أنطوان زهرا ان "الساعة التي تهتم فيها المحكمة إسرائيل باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ستكون ساعة فرج وفرح لكل اللبنانيين"، مضيفًا: "إنني لا أرى أجواء تهدئة، بل أسمع حملة تهديدات وتخويف وتهويل أسوأ مما سبق القمة الثلاثيّة بكثير، وإذا كان هناك شيء من التهدئة، فقد يتمثل من عدم الرد من قبل قوى 14 آذار فقط". شدد في حديث له، على أن "من يملك معلومات ولم يدلِ بها للمحكمة، أو حتى للقضاء اللبناني قبل تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي، لا يهمّه كشف الحقيقة، لا بل أدلى بهذه المعلومات فقط عندما توجّس من توجيه أصابع الإتهام إليه"، معتبراً أن "من يريد الحقيقة عليه أن يدلي بالحقائق التي لديه أو بالأدلة أو القرائن أو بأي خيط يوصل إلى المجرم بمجرد توافرها لديه، وليس عندما يحتاج اليها للدفاع عن نفسه فقط". وأكد زهرا أن "لا تغيير ولا تعديل حكومياً في المدى القائم المنظور"، وتمنى "أن يطبّق الجميع، لمناسبة شهر رمضان المبارك، الحكمة المسيحية التي تدعو الى الصوم عما يخرج من الفم وليس عما يدخل اليه"، لافتا الى أن "الصوم عمّا يخرج من الفم ويُسيء إلى الناس أهمّ بكثير من الصوم عما يدخل إلى الفم من طعام". وفي ما يتعلق برفض رئيس الحكومة سعد الحريري الردّ على كل ما يحصل في هذه الفترة، قال زهرا : "في الواقع، إن ما يُطلب من الحريري في هذا المجال أكثر من طاقة أي إنسان على تلبيته، ولذلك ربما يكون الصمت هو الجواب الأفضل على كل ما يطلب منه".

وهل هناك فعلاً أي تخوّف من 7 أيار جديد، أكد: "لا أعتقد أن ثمة تخطيطاً لـ7 آيار أمني من جديد، لأن في اعتقادي لا غطاء إقليمي لاي اعتداء على اللبنانيين بالقوة مجدداً. أما الانقلاب فقد بُشّرنا به، وأتمنى أن يكون المنحى سياسياً، فالكلام عن تعطيل الحكومة جار على قدم وساق، والكلام عن تغيير الحكومة جارٍ على رغم انه مستحيل".

 

"الأحرار" رفض التخيير بين العدالة والاسـتقرار واستعجل رؤية "حزب الله" للاستراتيجية الدفاعية

المركزية- دعا حزب الوطنيين الأحرار الدولة اللبنانية الى فرض سيادتها وسلطتها على كامل تراب الوطن من دون استثناء اي مخيم او مربّع أيّاً تكن الأسباب والذرائع. ووصف تجاوب "حزب الله" مع دعوة المحقق دانيال بلمار "بالخطوة الرمزية" التي لا تحجبها "التصريحات النارية وجلبة الضجيج الإعلامي".

وتساءل: ألم يحن الوقت بعد لحزب الله ليقدم رؤيته للاستراتيجية الدفاعية بدل لعبه على الألفاظ ومكابرة قيادته في الإفصاح عن مكنوناتها؟"

عقد المجلس الاعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي في رئاسة رئيسه دوري شمعون، وحضور الأعضاء وصدر بعده البيان الآتي:

1- نعتبر ما ينجز على صعيد تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين من الإيجابيات ما دام يراعي الثوابت المتصلة بموضوعهم، وفي مقدمها ضمان حق العودة ورفض التوطين، المحافظة على صفة لاجئ التي تؤكد مسؤولية الأونروا والدول العربية والمجتمع الدولي، وعدم ترتيب أي أعباء مالية على خزينة الدولة اللبنانية. من هنا الدعوة إلى ترجمة المبادرات اللبنانية في الاتجاهات التي تكفل تأمين المساهمات المالية وتحديداً الدول المانحة واستمرار الاهتمام بالقضية الفلسطينية، خصوصاً بما يؤدي إلى قيام دولة قابلة للحياة، والإصرار على محاربة المشاريع المشبوهة التي يسفر عنها توطين مقنّع ومجزأ على مراحل.

كذلك على الدولة اللبنانية فرض سيادتها وسلطتها على كامل تراب الوطن وعدم استثناء أي مخيم أو مربع أياً تكن الأسباب والذرائع. وينتظر منها تطبيق القوانين اللبنانية على جميع المقيمين على أرضها بعدل وحزم وشفافية.

2- نلاحظ في تجاوب حزب الله مع دعوة المحقق بلمار "رمزية لا تحجبها التصريحات النارية وجلبة الضجيج الإعلامي". ومن النافل ان هذا الحزب لا يجهل ان النيابة العامة التمييزية هي المرجع الصالح والممر الأوحد الذي يفضي بأي معلومة إلى ملف لجنة التحقيق الدولي مما يؤكد قانوناً، مع وضع المكابرة والمناورة جانباً، اعترافه بمرجعية المحكمة. وإننا نشجعه ونحضّه على سلوك هذا المسلك الذي يوصل حكماً وبتعاون المعنيين الى تبيان الحقيقة وتحقيق العدالة. أما إذا كان ثمة إصرار على قبول ما يرضيه ورفض ما لا يتوقعه ويتمناه فلا يمكن التسليم به لأنه ذروة التسييس الذي يذهب إلى حد توظيف المحكمة واستغلالها، وهذا في الواقع يدفع الى طريق مسدود ويزيد في توتير الأوضاع وتأزيمها. الأدهى إذا عمل الحزب على ترجمة ما أدلى به أحد مسؤوليه من ان هدفه إسقاط المحكمة وهو رفض واضح للعدالة وانقلاب فاضح على التزاماته الرسمية والعلنية.

في المقابل نجدد تشبثنا بالعدالة وبالحقيقة واستطراداً بالمحكمة الدولية التي أنشئت بموجب القرار 1757 تحت الفصل السابع والتي هي وليدة اتفاق مع لبنان وقد وافقت عليه كل القوى السياسية من دون استثناء، أعاد المتحاورون تثبيت إجماعهم حوله كما ورد أيضاً في بيان حكومتين متتاليتين. ونرفض رفضاً قاطعاً مقولة التسييس وحاشياتها أو إلزامنا الاختيار بين العدالة والاستقرار، لأن لا استقرار من دون عدالة ولا دولة ولا حياة اجتماعية من دونها ايضاً. ونرفض تحويل اللبنانيين رهائن لتنفيذ المخططات وتحقيق المصالح في الداخل والخارج..

3– نسأل: متى يتصاعد الدخان الأبيض من قاعة اجتماعات "هيئة الحوار الوطني المفترض فيها الانكباب حصراً على موضوع السلاح غير الشرعي إيذاناً بولوج أصحابه باب الدولة والانضواء تحت سقفها الجامع الموحد، وبالانكفاء عن مشروع الدويلة وسرابه؟ ونسأل: ألم يحن الوقت بعد لحزب الله ليقدم رؤيته للاستراتيجية الدفاعية بدل لعبه على الألفاظ ومكابرة قيادته في الإفصاح عن مكنوناتها؟

إن أقل ما يمكن قوله أنه لمن المستهجن والمثير للسخط أن يتصرفوا وكأنهم غير معنيين، ويحتفظون بحق قبول أو رفض ما يكون الآخرون قد اجتهدوا للتوصل إليه يحدوهم الأمل بوفاق حقيقي يظل صعب المنال في ظل الاستقواء بالسلاح والاعتداد في موازين القوى. ونأمل أخيراً في أن تلقى ملاحظتنا قبولاً لدى المعنيين حرصاً منا على الوحدة الوطنية المهددة وتعلقاً بحرية المواطنين وكرامتهم والمساواة بينهم، نطالب بسقف زمني للحوار لئلا يتحول إلى ملهاة ولا يعود يبرر استمراره سوى تعليل النفس بالدفاع عن السلم الأهلي، ويا لبئس المعادلة!"

 

مخيبر: الحوار ضرورة ولا استقرار من دون حقيقة

المركزية – أعلن عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب غسان مخيبر أن "من الخطأ إعطاء صورة توحي بأن الحوار مضيعة للوقت، فالحوار ضرورة والمطلوب الاسراع في وتيرة الاجتماعات والتركيز على ما يساعد للوصول الى نتيجة"، مشددا في حديث إذاعي على أن "تكليف وزير العدل ابراهيم نجار متابعة موضوع شهود الزور ايجابي، ويعتبر إقرارا لدى مجلس الوزراء بأن هذا الموضوع يثمن مصداقية اللبنانيين وثقتهم بالمحكمة الدولية والتحقيق". وأكد أن "لا استقرار للبنان من دون الحقيقة والعدالة، انما الخوف من التحول عن الحقيقة لضرب الاستقرار"، مشيرا الى أن "هذه المعضلة لا يمكن أن تحل الا عبر مقاربة مجلس الوزراء الحكيمة عبر تكليف وزير العدل الذي وحده وعبر صلاحياته يمكنه النظر الى السبل الفضلى لتنقية أجواء المحكمة والتحقق من وباء ما يقال عن شهود زور في انتظار ما سيقترحه ليبنى على الشيء مقتضاه".

 

تقارير امنية محورها شغب متنقل بعد عيد الفطـر؟! وتخوف من خطة لاستهداف الساحة وارباك الحكومة بلمار يدقق قريبا في "القرائن"وتعويضات للفلسطينيين

المركزية- يبدو ان مناخ التهدئة الذي ارسته القمة الثلاثية السعودية - السورية - اللبنانية التي انعقدت في لبنان اخيرا لايزال ساري المفعول، وقد تجلى ذلك في جلسات مجلسي النواب والوزراء والحوار، لكن السؤال الذي سيفرض نفسه في قابل الايام: متى ستلفظ الهدنة "الهشة" انفاسها الاخيرة وتبطل تاليا مفاعيل المساكنة الالزامية مع الهدوء والاستقرار وفترة تقطيع الوقت بأقل خسائر ممكنة، وهل ستنتهي "هدنة رمضان" اذا جاز التعبير، وسط ما يلوح في الافق من مؤشرات مزعجة تنبىء بمحاذير شتى.

شغب مرتقب: ففي معلومات لـ"المركزية" ان تقارير امنية رفعت الى عدد من المسؤولين اللبنانيين تتحدث عن تحضيرات جارية لاعمال شغب على الساحة اللبنانية في المرحلة المقبلة وانها ستتوسع بعد عطلة عيد الفطر، واشارت الى ان التحركات الليلية في الشارع بذريعة انقطاع التيار الكهربائي هي مقدمة لتنظيم احتجاجات كبرى تحت ستار مطلبي فيما الهدف سياسي بحت.

ورأت هذه التقارير في حركة الشغب المنوي القيام بها رابطا مع جملة استحقاقات سياسية مقبلة معطوفة مع رفع وتيرة الحملة على المحكمة الدولية.

تجدر الاشارة الى ان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل كان اكد في مؤتمره الصحافي امس انه لا يحق للمواطنين ان يقطعوا الطرقات احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي في مناطق لا تدفع فواتير الكهرباء، مشيراً الى انّ التحركات تنطلق في بعض الاحيان من خلفيات سياسية. وأكد أن أعلى نسبة جباية وأقل نسبة تعديات تُسجّل في المناطق المسيحية، وانّ المسيحيين فقط لا يحركهم أحد، نافيا أن يكون هناك استنسابية في توزيع الطاقة على المناطق.

مشهد يومي: وفي سياق متصل، توقفت مصادر في قوى 14 آذار عند الاحتجاج الشعبي المتنقل والذي بات مشهدا يوميا معربة عن تخوفها من وجود خطة لاستهداف الساحة المحلية بهدف ارباك الحكومة وخلق فراغ سياسي يؤدي الى شل قدرتها على التحرك يستتبع لاحقا بالضغط لوقف التمويل اللبناني للمحكمة.

وتوقعت المصادر ان تتصاعد هذه الحملات والتحركات في ايلول مع اقتراب موعد صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

طروحات بري: واستغربت المصادر ايضا تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري في جلسة الحوار امس ثلاث مسلمات: تكامل الجيش والشعب والمقاومة، حماية المقاومة وتأمين مصالح اللبنانيين، مبدية تخوفها من استغلال هذا الطرح لتنفيذ غايات في نفس يعقوب بحيث يصار الى استعماله، تحت عنوان "تأمين مصالح المواطنين" من المياه والكهرباء وما شابه، الى تبرير تحرك الشعب عند عجز الحكومة لسبب ما، الامر الذي يعطي مبررا لضرب الحكومة وتاليا مؤسسات الدولة.

تحرك بلمار: من جهة اخرى، علمت "المركزية" ان مدعي عام المحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار وبعدما تسلم من المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا "معطيات وقرائن" حزب الله سيباشر قريبا حركة تحقيقات للتدقيق في صحة هذه المستندات واتخاذ ما يلزم.

وسجلت الساعات الماضية اطلالة جديدة للشاهد الملك محمد زهير الصديق مع كلام قديم بأن القرار الظني الذي سيصدر عن المدعي بلمار سيكون بمثابة زلزال معلنا ان لجنة التحقيق الدولية زارت دمشق مطلع الجاري واعادت استجواب الضباط السوريين الذين تم استداؤهم سابقا الى فيينا، واصفا "القرائن" بأنها غير مقنعة.

تعويضات للفلسطينيين: وفي شأن آخر، علمت "المركزية"ان تفاهما جرى في مجلس الوزراء بين كتلة نواب الكتائب والرئيس فؤاد السنيورة في مجلس النواب وتم تتويجه على هامش جلسة مجلس الوزراء مع رئيس الحكومة سعد الحريري بأن يصار الى الاعداد لمشروع قانون جديد يتصل بملف المخيمات الفلسطينية ويتحدث عن تعويضات لاصحاب الاملاك المتضررة وخصوصا تلك التي تأثر اصحابها في محيط المخيمات الفلسطينية والتي وضعت اليد عليها اما في اثناء الاحداث الاخيرة واما بالتوسع السكاني للمخيمات الفلسطينية الى معظم القرى. ويتضمن المشروع تكليف لجان خاصة تحصي العقارات في محيط المخيمات الفلسطينية في كل لبنان وتحديد هوية اصحابها سواء كانت عائدة للاوقاف المسيحية او للاوقاف الاسلامية او لاصحابها من الاشخاص المتضررين جراء التوسع السكاني للمخيمات او تلك التي منعوا من الدخول اليها لاسباب امنية .

التجديد لليونيفيل: على صعيد آخر من المتوقع ان يعقد مجلس الامن الدولي جلسة اواخر الجاري للنظر في التقرير في شأن حادثة العديسة والذي لم تنجزه "اليونيفيل" بعد، والتجديد لاحقاً للقوات الدولية العاملة في الجنوب من دون اي تغيير يذكر على قواعد العمل، في وقت يخيم الهدوء على المناطق الجنوبية بعد حادثة العديسة وما اعقبها من اجتماعات لبنانية ـ اسرائيلية في الناقورة برعاية "اليونيفيل"، علما ان اسرائيل طلبت من الأمم المتحدة العمل على إبعاد الضابط اللبناني الذي كان مسؤولاً عن إطلاق النار في العديسة.

مجلس دفاع: اخيرا، من المتوقع ان تكون مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التي اطلقها من العديسة على طاولة المجلس الاعلى للدفاع المتوقع انعقاده الاسبوع المقبل.

وكان سليمان اطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الأمني في الداخل وعلى الحدود، وعلى تفاصيل خطة تسليح الجيش، مشيدا بخطوات المؤسسة العسكرية في متابعة ورصد المطلوبين للعدالة بجرائم إرهابية.

صفير- عون: وطبع نهاية الاسبوع السياسي بجولة رعوية للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في مناطق البقاع الشمالي مطلقا سلسلة مواقف مشددا على التعاون مع الشيعة وغير الشيعة ليعود لبنان إلى عزه.

بدوره استبق رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون زيارته اعالي كسروان المقررة الاخد بزيارة دير مار يوحنا الخنشارة، معربا عن تعلقه بما يمثل الرهابنة من الرسالة المسيحية.

 

حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

يستطيع مجلس النواب إقرار ما يشاء من قوانين، لكنه لا يستطيع إرغام اللبنانيين على القبول بها، نقول هذا على خلفية القانون الذي أقرّه النواب يوم الثلاثاء الماضي، ومنحوا بموجبه اللاجئين الفلسطينيين حقّ العمل والإفادة من تعويضات نهاية الخدمة والضمان الإجتماعي.

كان اللبنانيون يأملون من نوابهم الكرام ان ينكبّوا على الإهتمام بحاجاتهم الملحّة، ومعالجة همومهم اليومية الضاغطة من معيشية واقتصادية واجتماعية وأمنية وغيرها، قبل الإنصراف إلى معالجة هموم الآخرين: أولاً، لأن أهل البيت أولى بالمعروف، ثانياً، لأن خطر التوطين ما زال جاثماً على صدرهم، وثالثاً، لأن جراحهم لم تندمل بعد جراء الحرب القذرة التي شنّها هؤلاء اللاجئون عليهم، وما زالت آثارها المدمّرة تلاحقهم إلى اليوم.

وكانوا ينتظرون من النواب ان لا يقرّوا هذا القانون إلا بشروط، أقلها إرغام الفلسطينيين على تسليم أسلحتهم إلى السلطة اللبنانية ، وتفكيك شبكاتهم الإرهابية المنتشرة كالسرطان في مربعاتهم المستقلة، قبل منحهم "حقوقهم المدنية"، خصوصاً وان هذه الأسلحة غير مُعدّة للإستعمال الخارجي بقدر ما هي مُعدّة للإستعمال الداخلي بحسب خبرة اللبنانيين بهم، والدليل على صحة هذا القول هو إصرارهم على اقتناء السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل وتكديسه على أرض لبنان فقط، وليس على أرض بلدٍ آخر.

ومن سلبيات هذا القانون أيضاً انه سيساهم في ارتفاع نسبة البطالة، وتقليص فرص العمل أمام الشباب اللبناني وتشجيعهم على المزيد من الهجرة، بينما بالمقابل سيفسح المجال أمام العمالة الفلسطينية الرخيصة نسبياً، وبالتالي سيشجّع الشباب الفلسطيني على البقاء في لبنان. اما كلام بعض النواب على اعطاء الفلسطينيين حق التملّك فهو خطير للغاية، وخطوة متقدّمة نحو التوطين، وأكثر ما يقلق اللبنانيين ان تكون عملية التوطين قد بدأت تأخذ طريقها إلى التنفيذ على الأرض، وان يصبح بقاء الفلسطينيين مع مرور الزمن أمراً واقعاً لا مفرّ منه في بلدٍ يكاد يختنق من الكثافة السكانية على رقعته الجغرافية الضيقة، ما يعني حتماً زوال الكيان اللبناني، لا سمح الله.

بقي ان نلفت نظر سياسيّي هذا البلد المنكوب بهم، وقبل فوات الأوان، ان التغنّي بشعار رفض التوطين لا يكفي إذا لم يقترن بخطّة عمل جدّية وواضحة المعالم يجري تنفيذها على مراحل ووفق جدول زمني محدّد، تعمل على ترحيل اللاجئين إلى الدول القادرة على استيعابهم باعتبار ان مشكلتهم ليست مسؤولية لبنان بل مسؤولية دولية بامتياز، وإلا سيبقى هذا الشعار فارغاً من مضمونه، ووسيلة لترقيد اللبنانيين والتحايل عليهم كما دائماً.

لبَّـيك لبـنان

 أبو أرز

في ٢٠ آب ٢٠١٠.

 

اللقاء المستقل تعليقا على زيارة عون: ذاكرة كسروان ترفض استبدال الدستور بورقة مع حزب الله واستبدال الجيش بحزب الله وثوابت البطريرك بنظرة نصرالله الى لبنان ودوره الإقليمي عقد "اللقاء المستقل" مؤتمرا صحافيا عند الثانية عشرة من ظهر يوم الجمعة في 20 آب 2010 في فندق اكروبوليس – الكسليك تناول فيه زيارة النائب ميشال عون الى كسروان يوم الأحد المقبل.

تناول اللقاء المستقل زيارة النائب ميشال عون الى كسروان الاحد المقبل في مؤتمر صحافي شارك فيها اعضاء المكتب التنفيذي لللقاء نوفل ضو وأنطوان بشارة وأنطون المير وبهجت سلامه ومنصور مهنا وميشال توما، وأعضاء لجنة المتابعة: جورج بشارة، زياد خليفه، مروان أبو معشر، وعدد من أعضاء الهيئة العامة.

واشار ضو الى انه عشية عشية الزيارة الثالثة لعون الى كسروان - الفتوح في غضون أسابيع قليلة، رأى "اللقاء المستقل" أن يستغل المناسبة فرصة لتظهير موقف شريحة كبيرة من أبناء المنطقة من القضايا الوطنية والمحلية المطروحة.

أولا: في الديمقراطية الصحيحة:

إن النظام الديمقراطي والدستور اللبناني يقتضيان الاعتراف بنتائج الإنتخابات التي تجعل مبدئيا من نواب كسروان – الفتوح الحاليين ممثلين لكل المنطقة، لا بل لكل لبنان، لا مجرد مسؤولين حزبيين في تيار سياسي أو أعضاء في تكتل نيابي يعتبر امتدادا سياسيا لهذا التيار...

وفي المقابل، فإن الديمقراطية والدستور يفرضان، من حيث المبدأ، على النواب المنتخبين أن يستمعوا الى وجهات نظر ناخبيهم وناخبي منافسيهم، وأن يأخذوا بها في معرض ممارسة مسؤولياتهم في الندوة البرلمانية ومواقع المسؤولية الرسمية الوزارية والإدارية الأخرى.

من هنا، فإن زيارة النائب ميشال عون الى كسروان - الفتوح هي واجب من واجبات النائب ومسؤولية من مسؤولياته... أما الإشكالية في مثل هذه الزيارات فهي تحويلها الى مجرد مناسبة لإسماع صوت الزائر ورأيه السياسي بدل أن تكون مناسبة لاستماع الزائر الى صوت أبناء المنطقة التي يزور ووجهة نظرهم من القضايا الوطنية والمحلية التي تهمهم.

لذلك، قررنا أن نسمع الصوت الآخر لكسروان – الفتوح، وأن نعبر عن الرأي الآخر لهذه المنطقة خصوصا أن الخطاب السياسي للنائب ميشال عون الذي لم يلق الردود المطلوبة خلال زيارتيه السابقتين الى جونية، ومن ثم الى قرى وبلدات الفتوح، ربما ترك لدى البعض انطباعا في غير مكانه بأن ما صدر عنه يلقى تأييد كل أبناء المنطقة.

وإذا كان من ينافس النائب ميشال عون والنواب الحاليين على المقاعد النيابية والنفوذ الحزبي والسياسي يتذكر دورة الحياة السياسية مرة كل أربع سنوات من خلال الإنتخابات، فإننا في "اللقاء المستقل" شريحة سياسية - اجتماعية - ثقافية نرى أن الديمقراطية هي ممارسة يومية، تشمل كل اهتمامات الناس، وكل الإستحقاقات والمناسبات السياسية وغير السياسية، وهو ما يدفع بنا اليوم الى تسجيل ملاحظاتنا على الخطاب السياسي للنائب ميشال عون خصوصا في ظل تلكؤ بعض منافسيه عن القيام بدورهم في تظهير الوجه الآخر لموقف أبناء كسروان - الفتوح.

ثانيا: ذاكرة كسروان - الفتوح:

الأحد، يأتي النائب ميشال عون الى كسروان، وكم نتمنى لو أن هذه الزيارة تتحول الى وقفة ضمير، نستعيد فيها معا ذاكرة منطقة وشعب مناضل أبي:

ذاكرة كسروان فؤاد شهاب الجيش، ومؤسسات الدولة، والإنماء، والأوتوسترادات، والطرقات الحيوية، ذاكرة كسروان التي احتضنت رئاسة الجمهورية وحمت الدستور يوم لم يبق للرئاسة ملاذ الإ في القصر البلدي في زوق مكايل والكفور،

ذاكرة كسروان التي سقط شبابها في عيون السيمان يوم تصدوا لجيش لبنان العربي وحلفائه لتبقى المناطق الحرة موطىء قدم للجيش اللبناني الشرعي، ذاكرة كسروان التي سقط شبابها رفضا لمقولة أن طريق فلسطين تمر في جونيه وعيون السيمان، ذاكرة كسروان التي سقط شبابها دفاعا عن قمم صنين الشامخة لإبقاء الشريان الذي يربط زحلة الأبية بجبل لبنان الحر مفتوحا، ذاكرة كسروان التي سقط شبابها في سوق الغرب دفاعا عن الشرعية التي مثلها النائب ميشال عون سياسيا يوم كان رئيسا للحكومة الانتقالية، وعسكريا يوم كان قائدا للجيش، ذاكرة كسروان التي زحف شبابها وشيبها الى ساحة الشهداء في 14 آذار 2005 للتحرر من الخوف، والقمع، والوصاية، ولمواجهة الاستقواء بالخارج، ذاكرة كسروان هذه التي جمعت يوما محازبي النائب ميشال عون وخصومه، مؤيديه ومنافسيه، مريديه ومعارضيه، في مشروع نضالي واحد نفتقده وتفتقده منطقتنا منذ سنوات.

إن ذاكرة كسروان هذه ترفض استبدال الدستور اللبناني بورقة تفاهم مع حزب الله، وترفض استبدال الشراكة المسيحية - الإسلامية الجامعة بمحاور طائفية ومذهبية متناحرة، وترفض استبدال العيش المشترك بين كل اللبنانيين، بثنائية شيعية – مسيحية، كما بأي ثنائية أخرى. وترفض استبدال الجيش الشرعي بحزب الله، وترفض استبدال ثوابت البطريرك نصرالله صفير الكيانية، بنظرة السيد حسن نصرالله الى لبنان ودوره الإقليمي،وترفض استبدال الديمقراطية بقوة الأمر الواقع،وترفض استبدال العدالة بالإستقرار على حساب العدالة،وترفض الإستقواء على ابنائها بقوى من خارجها، وترفض ترهيبها بالتهديد والوعيد.

باختصار: إن كسروان حارسة الكيان وثالوث النظام والشعب والأرض ترفض بدعة "الجيش والشعب والمقاومة" التي لا وجود لها في منطق الدول وفي قواعد النظام الديمقراطي البرلماني الحر وبنود الدستور.

ثالثا: الخدمات والمواقف السياسية:

إن كسروان التي لا تقطع الطرقات ولا تحرق الدواليب، تعاني من تقنين كهربائي ظالم، ربما أكثر من غيرها من المناطق اللبنانية، وهي تقدر للوزير جبران باسيل لفتته بالأمس، واعترافه بأنها تدفع الرسوم، ولا تعتدي على الجباة، ولا على الشبكات والمحولات، وتتحمل الآثار البيئية والصحية السيئة لدواخين معمل الزوق الحراري... لكنها في حاجة الى معاملة بالمثل من الدولة والقيمين عليها... لا الى من يردد من موقع المسؤولية الوزارية والنيابية ما كان يردده يوم كان خارج هذه المواقع من شكوى واعتراض!

كسروان التي لا تشاغب ولا تخرج على القوانين، تعاني من شح في المياه يقارب العطش...

كسروان التي تتفهم ظروف الدولة الصعبة، تعاني من زحمة سير لا تطاق على الأوتوستراد الساحلي، حولتها من مقصد للسياح وأبناء المناطق اللبنانية الأخرى، ومن شريان يربط بيروت بالشمال، وجبل لبنان بالبقاع، الى منطقة منكوبة بيئيا، وتجاريا، وسياحيا نتيجة ما تشهده طرقاتها من جلجلة يومية يسيرها أبناؤها وقاصدوها بصبر نفذ أو يكاد...

كسروان هذه، الصامدة، الصبورة، المحرومة، المتروكة لقدرها، تتطلع الى يومها، وغدها القريب لا الى العام 2015...كل شيء مؤجل فيها الى العام 2015... حتى من جاء الى موقع المسؤولية عام 2005، يدعونا الى انتظار العام 2015.

بالأمس القريب قرأنا أن هناك دراسة تعد لحل مشكلة السير على الأوتوستراد الساحلي بين نفق نهر الكلب وكازينو لبنان، ينتظر أن تنتهي مع التحضيرات اللازمة للتنفيذ من استملاكات ودفاتر شروط في العام 2012، على أن تستغرق مدة التنفيذ ما بين سنتين وثلاث سنوات أي في العام 2015...

وقبل ذلك بأيام، سمعنا الوزير جبران باسيل يتحدث عن خطة للكهرباء تسمح ب24 ساعة من التغذية اعتبارا من العام 2015... ومنذ أيام أيضا، سمعنا بخطة ثلاثية أو خماسية لتسليح الجيش... يعني 2013 أو 2015... نحن نفهم أن هذه المشاكل ليست صنيعة الحكومة الحالية، ولا صنيعة وزرائها، وليست مسؤولية المجلس النيابي الحالي وهو لم يجتز الربع الأول من ولايته بعد...

ولكننا نعرف في الوقت ذاته، على الأقل بالنسبة الينا ككسروانيين أن النواب الحاليين، انتخبوا عام 2005، أي قبل خمسة أعوام، وبعضهم موجود في مجلس النواب منذ العام 2000، أي منذ عشر سنوات... فما الذي فعلوه لكسروان؟

رابعا: السيرة السياسية لنواب كسروان – الفتوح:

لقد شارك نواب كسروان - الفتوح الخمسة في اقفال مجلس النواب، لنحو من سنتين، فحرموا منطقتهم من اقتراحات القوانين والتشريعات التي تخدم المنطقة بكل أبنائها، مؤيدين لهم ومعارضين. وهم اليوم يطلبون منهم انتظار العام 2015.

وشارك نواب كسروان - الفتوح الخمسة في تأمين الغطاء السياسي، وفي كثير من الأحيان شاركوا شخصيا في احتلال وسط بيروت، وإقفاله، فعطلوا دورة الحياة الإقتصادية ليس فقط لمحازبي قوى 14 آذار ومناصريها، وإنما لكل اللبنانيين، وليس فقط في بيروت، وإنما في كسروان كما في كل لبنان.

وشارك نواب كسروان – الفتوح الخمسة في تأمين الغطاء السياسي لسلاح حزب الله ليس فقط ضد إسرائيل، وإنما ضد الداخل اللبناني، على حساب الدستور ومؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والأمنية الشرعية... فكانت حرب تموز 2006، ومحاولة قطع الطرقات في 23 كانون الثاني 2008، واحتلال بيروت في أيار 2008، انقلابا على الشعارات التي رفعها النائب ميشال عون نفسه عام قبل 22 عاما... وكلنا نتذكر شعار "لا مقاومة خارج الجيش والدولة"... أنصار العماد عون قبل خصومه بالطبع يتذكرون، فهم من أجل ذلك أيدوه! فما الذي تغير؟

هكذا وبسحر ساحر، تحول من جمع الناس من حوله تحت شعار أن "لا مقاومة خارج الدولة والجيش"، ومن جمع الناس حوله في حرب التحرير عام 1989 التي شنها الجيش اللبناني بقيادة العماد عون يومها على الجيش السوري، الى صاحب مقولة أن الجيش اللبناني غير قادر على مواجهة جيش نظامي... وأن مواجهة اللبنانيين للجيوش النظامية تحتاج الى "مقاومة"... هذا يعني بمنطق نواب منطقتنا أن لبنان اليوم في حاجة لمواجهة إسرائيل، الى مقاومة "حزب الله" بمعزل عن القرار السياسي للدولة، والإمرة الميدانية للجيش... في حين أن منطق العماد عون الذي التف أنصاره من حوله على اساسه عام 1988 كان أن لبنان بوجود قرار سياسي للحكومة، وجيش يرفع شعار التحرير في مواجهة سوريا ليس في حاجة الى "المقاومة المسيحية"... يومها رفض "الاستراتيجية الدفاعية" التي يرفعها اليوم مع حلفائه في حزب الله، ورفض شعار: "المناطق الحرة من لبنان بشعبها وجيشها ومقاومتها"، مصرا على أن الدولة التي كان يمثلها من موقع رئاسة الحكومة الانتقالية وقيادة الجيش هي صاحبة القرار...

إن نواب كسروان – الفتوح، عندما يمعنون في ابتداع الملفات على طاولة الحوار للهروب من مناقشة الاستراتيجية الدفاعية للدولة اللبنانية، القائمة على أساس احترام النظام اللبناني، والدستور، ويساهمون في إطالة عمر الأمر الواقع الذي يفرضه حزب الله على اللبنانيين بقوة السلاح، فهم يعطلون قيام الدولة اللبنانية الراعية لكل أبنائها، وبالتالي فهم يحرمون منطقتنا ولبنان ليس فقط في حياة سياسية سليمة وديمقراطية، وإنما كذلك من أبسط المقومات الحياتية والمعيشية والاقتصادية والخدماتية...

وعندما يتبنى نواب كسروان – الفتوح سياسات تتسبب بدمار لبنان وبناه التحتية من طرقات وجسور وكهرباء وهاتف، فإن مناصريهم كمعارضيهم يدفعون الثمن من وقتهم وأعصابهم وأموالهم التي يسددونها الى خزينة الدولة فتذهب الى أعادة بناء ما تهدم، والتعويض على المتضريين بدل أن تذهب الى الإنماء والتطوير وتوسيع الطرقات...

ألم يكن من الأفضل لكسروان وأهلها، لو أن الأموال التي صرفت لترميم جسر غزير وجسر المعاملتين وغيرها من الجسور التي دمرت في حرب تموز 2006، رصدت لحل مشكلة ضيق الطريق بين نفق نهر الكلب وكازينو لبنان بدل انتظار العام 2015؟

ألم يكن من الأفضل لو أن الأموال التي صرفت لترميم شبكات الكهرباء ومعامل الإنتاج التي دمرت في حرب تموز 2006، رصدت لسد العجز الذي نعاني منه اليوم في كمية الطاقة المولدة بدل انتظار العام 2015؟

خامسا: المحكمة الدولية:

أما الموقف المستجد للنائب ميشال عون من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ومساهمته في محاولة عرقلة مسارها، فتساهم في إبقاء مؤيديه تماما كمنافسيه عرضة للاستهدافات.

ولنتذكر، ككسروانيين على الأقل، بأن تفجير الكسليك في 22 آذار 2005، لم يستهدف فئة حزبية وسياسية تعارض النائب ميشال عون التوجه فقط، بل تضرر منه كذلك مؤيديون له وداعمون لتياره.

وتفجير إذاعة صوت المحبة في 6 أيار 2005، لم تنحصر خسائره بالخصوم السياسيين للنائب ميشال عون، بل شمل بأضراره الجسدية والمادية مناصرين له ومصالحهم التجارية والإقتصادية.

وتفجير المدينة الصناعية في ذوق مصبح في 7 حزيران 2007 لم تنحصر أذيته بمن يخالف العماد عون الرأي، بل شمل الجميع من دون استثناء.

سادسا: "السيد المسيح":

وأخيرا، لا بد من التعبير عن خيبة أمل... لا بل عن صدمة تقارب الذهول من ردة فعل النائب ميشال عون على ما أقدمت عليه قناتا "المنار" التابعة لحزب الله، و"أن بي أن" التابعة لرئيس حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري من عرض لمسلسل "السيد المسيح"...

يومان من التفاعلات في الأوساط الدينية والشعبية، من دون أي كلمة احتجاج، أو اعتراض، أو لوم، أو عتب، من جانب النائب ميشال عون ونواب كسروان – الفتوح الآخرين على مسلسل يسيء الى العقيدة المسيحية.

إن هذا المسلسل لا يسيء الى عقيدة حزب الكتائب، ولا الى عقيدة القوات اللبنانية، ولا الى الوطنيين الأحرار او الكتلة الوطنية او منصور غانم البون او فريد الخازن او الى "اللقاء المستقل" حصرا، ولكنه يسيء الى محازبي التيار الوطني الحر ومناصريه كذلك. ربما نفهم على مضض وإن كنا لا نقبل بمقولة أن الغاية تبرر الوسيلة في اللعبة السياسية، لكننا لا نفهم، ولا نقبل بأن تتقدم المتطلبات السياسية للعلاقة مع حزب الله على أسس علاقتنا الإيمانية كمسيحيين بالله.

وفي الختام، أن تأتي الزيارات متأخرة خير من أن لا تأتي أبدا... وأن يتذكر ممثلو كسروان – الفتوح أهل منطقتهم ولو عند الحاجة اليهم، خير من أن يبقى أبناء المنطقة في حساباتهم السياسية مجرد أوراق في صناديق الاقتراع...

وأن يتذكر نواب كسروان – الفتوح ناخبيهم في الأوقات الصعبة دليل على أن أبناء المنطقة ليسوا مجرد أرقام على جداول فرز نتائج الإنتخابات، بل إنهم رقم صعب في المعادلة الوطنية، قادرون على فك العزلة عمن عزلوا أنفسهم، وعلى مد طوق النجاة لمن أغرقوا أنفسهم في مواقف لا تشبه تاريخ المنطقة وحاضرها والمستقبل الذي تطمح إليه.

وأن يزور نواب كسروان – الفتوح قرى المنطقة وبلداتها، بعد طول ابتعاد بالحضور الخدماتي والفكر السياسي، نرجوه عودة الى الضمير والوجدان تشبه عودة الإبن الشاطر، لا مجرد حدث عابر على برنامج زيارات لحجز مساحة إعلامية تملأ الوقت الضائع في الحياة السياسية اللبنانية الحبلى بالإستحقاقات المصيرية الداهمة.

وردا على سؤال عما اذا كان المؤتمر الصحافي مقدمة لتحركات ميدانية اعتراضية لزيارة النائب ميشال عون على الأرض يوم الأحد المقبل، ذكر انطوا بشارة "نحن لقاء سياسي نؤمن بالديمقراطية، ونتمسك بها، ونرفض أي محاولة للنيل منها. إن الزيارة التي سيقوم بها النائب ميشال عون الى كسروان هي تحرك ديمقراطي، نرد عليه بالديمقراطية، وليس بالغوغائية. ومؤتمرنا اليوم هو تظهير لموقفنا من الزيارة. فنحن لسنا ضدها، ولكننا نحرص في الوقت نفسه على أن أبناء كسروان ليسوا كلهم من رأي النائب ميشال عون، وقد أظهرنا للنائب عون وللنواب الآخرين وللرأي العام وجهة نظرنا. كما أن لنا، ولأبناء كسروان مآخذ لا تحصى ولا تعد في القضايا البيئية، وقضايا التلوث الهوائي والمائي. ولنا مآخذ على تعاطي النواب مع المواضيع العمالية والنقابية خصوصا أن وزارة العمل كانت على مدى سنوات طويلة بيد حلفاء النائب ميشال عون".

 

سفينة مريم تنطلق من طرابلس إلى غزة الأحد  

سفينة مريم راسية في المرفأ

اللواء/طرابلس - حسام الحسن: عادت قضية ابحار السفينة مريم الى غزة لكسر الحصار الى الواجهة بالرغم من كل الضغوطات التي مورست ضد اقلاعها من مرفا طرابلس حيث أعلن رئيس حركة <فلسطين الحرة> ممول رحلة <سفينة مريم> الى قطاع غزة ياسر قشلق في مؤتمر صحفي عقده خارج حرم مرفأ طرابلس، في حضور منسقة لجنة منظمي الرحلة سمر الحاج وعدد من المشاركات، أن <الرحلة ستنطلق من مرفأ طرابلس العاشرة ليل الاحد المقبل في اتجاه قبرص>· وأشار الى أن <الباخرة ستبحر في اتجاه قبرص ومنها الى قطاع غزة>، وقال: <سنبحر يوم الاحد المقبل استنادا الى القوانين اللبنانية التي نلتزمها، ونحن نحترم القوانين اللبنانية كافة وقوانين الملاحة الدولية· وإذا منعتنا اسرائيل من دخول قطاع غزة فذلك يعتبر قرصنة تستدعي تدخلا من المجتمع الدولي>· وكانت عناصر مخابرات الجيش قد منعت منظمي الرحلة من دخول حرم مرفأ طرابلس لعقد المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا سابقا، وعمدت الى وضع عوائق حديدية عند مدخل المرفأ، فأبرزت الحاج ترخيصا صادرا عن مديرية التوجيه يسمح بموجبه للمنظمين بدخول حرم المرفأ وعقد المؤتمر على متن الباخرة، وقالت بعد تلاسن مع العناصر انه <يجب فك الحصار عن مرفأ طرابلس وعن سفينة مريم قبل فك الحصار عن قطاع غزة>· وأضافت: <يبدو أن مرفأ طرابلس محاصر، وأتمنى ان يفك الحصار عنه يوم الاحد المقبل، كما أتمنى ألا تكون سفينة مريم هي سبب هذا الحصار، واقول للجميع ان كل الاوراق القانونية في حوزتنا، ونلنا من الجمارك والامن العام ومديرية التوجية وادارة المرفأ الموافقة المسبقة لعقد هذا المؤتمر، لكن ثمة شخصا في هذا البلد قرر أن الامور لن تمر، وهو نفسه ظلم البلد أربع أو خمس سنوات وظلم اليوم مريم، ونقول له فك الحصار عن مرفأ طرابلس وفك الحصار عن البلد>· وختمت: <سفينة مريم ستنطلق لفك الحصار عن غزة والوقوف في وجه الصهاينة، ولكن يبدو ان صهاينة الداخل اكثر من صهاينة الخارج، وسنبحر يوم الاحد المقبل عند الساعة العاشرة ليلا ولن يتمكن احد من عرقلتنا، ونطلب من الجميع ان يأتوا ويودعوا مريم، ويضيء كل مواطن شمعة على شرفة منزله، ولترفع الصلوات على نية مريم، والمثل يقول: السيدة التي تهز السرير بيمينها يمكن ان تفك الحصار بيسارها>·

 

نصّ ورقة جعجع الدفاعية  

اللواء/في ما يأتي نص الورقة التي قدمها رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع الى طاولة الحوار أمس، والتي وصفها بالدفاعية:

<إنطلاقا من واقعة العديسة التي كانت كناية عن حرب ولو على مقياس صغير جدا يتبين ان الجيش يمتلك كل مقومات المواجهة المعنوية على رغم تفاوت موازين القوى العسكرية مع الجيش الاسرائيلي نظرا الى كونه جيشا شرعيا محتضنا من الشعب اللبناني ومغطا من الدولة بكل مؤسساتها الشرعية واستطرادا من كل علاقات لبنان العربية والدولية· وانطلاقا من الوضع غير المستقر الذي تمر به المنطقة ككل والذي يمكن ان يفضي الى العديد من الاحتمالات من بينها احتمال التصعيد العسكري في جنوب لبنان· واستنادا الى ان الوضع من الدقة في مكان بحيث ان اقل حادثة او تطور يمكن ان يؤدي الى حرب مدمرة· نقترح الآتي:

- ان يتطور الوجود العسكري اللبناني في منطقة الجنوب، والذي يعبر في الوقت الحاضر عن وجود الدولة الرسمي فقط، الى انتشار عملاني قتالي على الارض لمواجهة العدو الاسرائيلي (تحصينات، دشم، خنادق)، على ان تعزز الوحدات الحالية الموجودة في الجنوب بوحدات خفيفة للقتال الخاص (المغاوير، المجوقل وبعض افواج التدخل···) يتراوح عديدها ما بين 3000 و4000 مقاتل، في معدل 1000 مقاتل لكل قطاع من القطاعات الثلاثة في الجنوب والف رابع احتياطي، اثبتوا جميعا جدارتهم بهذا النوع من القتال· وان تنتشر هذه الوحدات الخاصة منذ الآن داخل مدن، بلدات وقرى الجنوب بلباس مدني اذا اقتضت الحاجة، وفي شكل مموه كليا، وتكون جاهزة للقتال في وحدات صغيرة تقاتل لامركزيا حتى مستوى وحدات صغيرة جدا تبعا للحاجة·

- تأمين الموازنة اللازمة لعملية الانتشار العملاني للجيش علما انها ليست مستحيلة ويمكن البدء في صرفها فورا وتباعا· ان الشرط الاساسي لنجاح هذه الخطة هو أن تكون الإمرة العملانية للدفاع عن لبنان كلياً بيد الجيش اللبناني· من هنا المنطلق يطلب من حزب الله أن يضع مجموعاته واسلحته في إمرة الجيش وإن لم يطلعه على نقاط تمركزها ووجودها·

ان هذه الخطة هي خطة مرحلية تؤمن للبنان أفضل الفرص الممكنة للدفاع عن حدوده في الوقت الراهن، آخذة في الاعتبار امكانات الجيش الخاصة ووضع حزب الله وكل العوامل المحيطة بالوضع الحالي، على أن تستمر المناقشات الجارية على طاولة الحوار لإيجاد الحلول النهائية لسلاح حزب الله·

 

العميد كرم كان مكلفاً ملف العلاقة مع <حزب الله>··

كشف مصدر موثوق له لـ <اللواء> أن غياب العماد ميشال عون عن جلسة الحوار أمس، وعن جلسة مجلس النواب أول أمس، سببه حالة الإحباط التي يعيشها رئيس تكتل الإصلاح والتغيير منذ إعتقال أحد مساعديه العميد فايز كرم بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي· وأشار المصدر إلى أن العميد كرم كان مكلفاً بملف العلاقات مع <حزب الله> الذي كان يتولى هذا الملف من جانبه السيد غالب أبو زينب، الذي حاول الإتصال مراراً بهاتف كرم الخليوي لمعرفة <اسم القيادي في التيار العوني الموقوف بتهمة التعامل مع المخابرات الإسرائيلية··، قبل أن يعلن إسم العميد فايز كرم في الإعلام· وذكر المصدر أن كرم كان قبل إعتقاله ببضعة أيام، قد أقام مأدبة في مطعم الساحة جمع فيها العديد من كوادر <حزب الله> والتيار العوني·

 

واشنطن تقنع إسرائيل: لا "إيران نووية" قريبا

أ. ف. ب. GMT 5:11:00 2010 الجمعة 20 أغسطس

تعتقد الولايات المتحدة أن ايران تحتاج الى عام على الاقل لصنع سلاح نووي ونقلت هذا التأكيد لإسرائيل.

واشنطن:  نقلت صحيفة نيويورك تايمز مساء الخميس عن مسؤول اميركي ان الولايات المتحدة اقنعت اسرائيل بان ايران تحتاج الى عام على الاقل لصنع سلاح نووي ما خفف من احتمال شن هجوم استباقي على المنشآت النووية الايرانية.

وقال غاري ساموري المستشار الرئيسي للرئيس باراك اوباما للقضايا النووية للصحيفة "نحن نعتقد انهم (الايرانيون) يحتاجون الى عام" على الاقل.

واعتبر ساموري ان فترة عام هي الفترة الادنى الضرورية لايران لصنع سلاح نووي وذلك على اساس المنشآت المتوفرة وقدرتها على تحويل مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى مادة عسكرية. واضاف ان الولايات المتحدة تعتقد ان المفتشين الدوليين سيرصدون في بضعة اسابيع اي تحرك ايراني في هذا الاتجاه ما يترك متسعا من الوقت للولايات المتحدة واسرائيل لتحديد رد. وكانت اسرائيل المحت في الماضي الى انها قد تهاجم المنشآت النووية الايرانية اذا حاول النظام الايراني صنع قنبلة نووية ستعتبر تهديدا مباشرا لاسرائيل.

وتعتبر اسرائيل ان ايران على بعد اشهر قليلة من التوصل الى ذلك في حين تعتقد اجهزة المخابرات الاميركية ان الامر يتطلب وقتا اطول. ولا تفسر التقديرات الاميركية الجديدة القائمة على معلومات استخباراتية جمعت العام الماضي، بشكل واضح المشاكل التي يواجهها البرنامج النووي الايراني لتخصيب اليورانيوم الذي تؤكد طهران ان اهدافه سلمية. واشارت الصحيفة الى ان بطء البرنامج الايراني يمكن ان يكون عائدا الى سوء تصميم اجهزة الدفع المركزي وصعوبة الحصول على مكونات او الى تسارع وتيرة الجهود الغربية لعرقلة البرنامج النووي الايراني.

 

الوطن" الكويتية: "حزب الله" لا يثق بقرائن سيده  

٢٠ اب ٢٠١٠ /اعتبرت "الوطن" الكويتية، في تحليل خاص، أن "حزب الله" لا يثق بقرائنه التي تدين اسرائيل، "وإلا لماذا يريد إلغاء المحكمة التي يستطيع عبر التعاون معها إثبات براءته من جريمة اغتيال الرئيس السهيد رفيق الحريري؟". ونقلت عن مراقبين عدم استبعادهم بأن تتصاعد في الأيام القليلة المقبلة الحملة على المحكمة الدولية من عدة زوايا، وفي مقدمتها القرار الظني المرتقب ومن ثم اثارة الضجة حول ما يسمى "شهود الزور"، وبعد ذلك التهديد المبطن بتفجير البلد أمنياً بدءاً من إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري". ورأى المراقبون أن "حزب الله" قد وضع في مقدمة أهدافه تقويض القرار الظني وإلغاء المحكمة برمتها عبر الضغط على قوى "14 آذار" وغيرها من الأطراف الداعمة للمحكمة إلى التنصل منها ومشاركته اعتبارها مسيسة، مشيرين إلى أن نصر الله أدرك أن جميع الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي وجهها إلى العواصم الدولية بهدف تخييرها بين إلغاء القرار الظني أو تأجيل صدوره أو الاقتتال الطائفي لم تلق الاستجابة التي يريدها، اذ تبلغ بأن المحكمة مستقلة وأن المدعي العام للمحكمة دانيال بيلمار يصدر قراره متى تأكد أنه صار جاهزاً لتقديم ادلته. وأكدوا أن أي "انقلاب على الشرعية في لبنان لن يوقف عمل المحكمة، بل سيجعل الطرف الانقلابي تحت طائلة الفصل السابع بكل ما يحمله ذلك من تبعات قانونية وسياسية دولية".

 

جنبلاط لمحازبيه: "معكم حق أنا جبان.. كل ما أريده هو حماية الطائفة والجبل"!  

محاولات رئيس اللقاء الديمقراطي، وليد جنبلاط، لإقناع عناصر الحزب التقدمي الاشتراكي بمواكبته في إعادة تموضعه في قوى 8 آذار ما زالت تتعثّر. وفشلت جميع مراهناته على عامل الوقت لإعادة لملمة التشرذم الذي أصاب الحزب التقدمي الاشتراكي جراء إنقلاب جنبلاط على نفسه وعلى قوى ثورة الارز.

ففي آخر لقاء عقده جنبلاط مع كوادر منظمة الشباب التقدمي، في عين زحلتا، علا صوته مرارا وخرج عن طوره وفقد اعصابه وغادر المكان منفعلاً، بعد ان واجهه الحزبيون بالعديد من الاسئلة بشأن موقفه من المحكمة الدولية وحزب الله وسوريا والحقبة السابقة لإعادة تموضعه. وعبثا حاول إقناع الحضور بالضرورات التي املت عليه المواقف الحالية، فخرج وهو يصيح بأعلى صوته "تقولون عني أنني جبان، معكم حق أنا جبان، وكل ما اريده هو حماية الطائفة والجبل". ولم ينجح جنبلاط في تسويق "نسيان دم ابيه" امام محازبيه وتعميم هذا الموقف على الحلفاء القدماء، وابرزهم الرئيس سعد الحريري، فكيف بسائر اهالي شهداء ثورة الارز؟ وعلى الرغم من مغادرة جنبلاط بعد انقضاء اكثر من ساعتين على انعقاد اللقاء إلا أن الوزير غازي العريضي استمر في مجادلة الحضور لساعات من دون ان تؤتي مجادلته ثمارا.

 

تهميش حمادة وأبو فاعور.. والعريضي "يسوّق" العلاقة مع سوريا

وفي سياق متصل، فشلت الورشة التنظيمية التي اعدها جنبلاط للحزب الاشتراكي بالتزامن مع إعادة تموضعه، وما زالت الفروع الحزبية تترنح بين الاستقالة والإقالة. ولم تنجح محاولات إعادة صياغة وضع الفروع في مناطق الجبل، خصوصا بعد التصدع الذي اصابها نتيجة الانتخابات البلدية والاختيارية والتحالفات التي حاول جنبلاط فرضها على على فروعه الحزبية لجهة التحالف، بين عشية وضحاها، مع اخصام الامس والتخلي عن الحلفاء القدماء الذين خاض معهم الاشتراكيون معارك ثورة الارز والاستقلال الثاني.

من جهة ثانية رأت مصادر لبنانية مطلعة ان موازين البوصلة الجنبلاطية للمرحلة السياسية ما زالت تتجه اكثر فاكثر نحو الانزلاق الى خطاب 8 آذار. وتعتبر المصادر ان تهميش كل من الوزير وائل بو فاعور والنائب مروان حماده ابرز دليل على الانعطافة الجنبلاطية الكاملة نحو حزب الله وسوريا. فالأول ربيب ثورة الارز وقواها، وعرفت عنه علاقاته المتينة بكل من منسق الامانة العامة النائب السابق فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية، في حين ان ما بين حماده وحلفاء جنبلاط الجدد ما صَنَع الحداد.

وبالتزامن يبرز إعادة الحياة الى الوزير غازي العريضي الذي يتولى اعادة ترسيم وتنظيم العلاقة الجنبلاطية السورية، ومحاولة لتسويق دور ما للوزير والنائب اكرم شهيب علما ان محاولات تسويق هذا الاخير تصطدم بجدار نشاطاته في مواجهة غزوة الجبل في 7 أيار ومواقفه المعلنة من حزب الله ودمشق.

 المصدر : الشفّاف

 

من يمسك "حزب الله"؟ صدقية نصرالله تضعضعت و"القرائن" "دي في دي" للمؤتمر الصحفي

ذكرت معلومات ان "القرائن" التي اعلن نصرالله عنها في مؤتمره الصحفي- واعداَ بقلب الطاولات في وجه المحكمة ذات الطابع الدولي واللبنانيين وقوى 14 آذار، مشيرا الى انه يملك المزيد- لا تتعدّى ما سلمه وفيق صفا للمدعي العام سعيد ميرزا: وهو عبارة عن ظرف بقياس 13 سنتم x 13 سنتم قام ميرزا بإرساله كما هو، من دون ان يفتحه الى مكتب المدعي العام، دانيال بلمار. المعلومات اشارت الى ان الظرف يحتوي على نسخة "دي في دي" من المؤتمر الصحفي الذي عقده نصرالله من دون اي إضافات!! اي بمعنى آخر، أن النسخة اليتيمة لا تتضمن موادا خاما اعتمد عليها نصرالله لتطريز مؤتمره الصحفي، او ساعات تصوير إضافية تشير الى تورط إسرائيل في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، او أي من قيادات ثورة الارز! وتشير المعلومات الى ان نصرالله وحزبه لم يكونا يتوقعان ان يلجأ المدعي العام الدولي دانيال بلمار الى طلب ما وصفه بـ"القرائن"، ما وضع الحزب وأمينه العام في حال من الارباك الشديد. خصوصا ان هذه "القرائن" ستكون موضع تمحيص وتدقيق من لجنة التحقيق الدولية، وسوف تسأل نصرالله عن تواريخ الافلام وتصويرها، ومن وضع عليها الاشارات الحمراء وما الى ذلك .....من يمسك الحزب؟ وفي سياق متصل، أشارت معلومات من داخل حزب الله الى ان الامين العام بات في وضع لا يحسد عليه، بحيث بات أداة في وجه الجهاز الذي يتحكم بالحزب. وقد اسقط في يده، وهو يخسر صدقيته تباعا منذ كان في منزل الرئيس سعد الحريري في العاشر من تموز من العام 2006 ليبلغه بأن الصيف هاديء ولتندلع بعدها حرب ضروس بناءا على اوامر من الجهاز الحزبي بخطف جنود اسرائيليين وراء الخط الازرق. وبعدها أعلن نصرالله، بشكل مؤثر، ان انه لو كان يعلم ان ردة الفعل الاسرائيلية ستكون على هذا النحو لما كان اقدم على خطف الجنود؟! ومؤخرا، تشير المعلومات الى ان الجهاز عينه هو الذي ورط الامين العام في المؤتمر الصحفي وحفلة الاعلان والتسويق التي سبقته، ليظهر نصرالله وكأنه تفاجأ بالمعلومات التي كان يعلن عنها بحيث بدا محرجا ولم يستطع الاجابة على اسئلة الصحافيين. خصوصا في ما يتعلق بالمواقع التي عرضها نصرالله وقال انها "طرق كان يسلكها الرئيس رفيق الحريري" و"المنعرجات" التي زعم نصرالله انها قد تشكل مكامن مزعومة لاغتيال الحريري، في حين انها كانت اثناء تصويرها مواقع لجيش الوصاية السورية! وإضافة الى ذلك الالتباس الذي وقع به نصرالله لجهة تواريخ المتفجرات في الزهراني، ما اوقعه في حيص بيص وافقد ما يعتبره "قرينة" فاعليتها.

وتشير المعلومات الى ان نصرالله فقد الكثير من هالته وصدقيته وتحوّل الى ما قالته له إحدى الصحافيات اللواتي تمت دعوتهن الى المؤتمر الصحفي الشهير: "سماحة المذيع" و"سماحة المحقق" و"سماحة القاضي" و"سماحة مقدم البرامج". المصدر : الشفاف

 

السياسة الدفاعية في الطائف

بقلم صلاح إ. حنين/النهار     

بعد الحرب التي استمرت من 1975 الى 1989 كان يفترض باتفاق الطائف، الذي ابصر النور عام 1989 وقد سمي وثيقة الوفاق الوطني، ان يشكل خريطة طريق، وكان الهدف من تطبيقه اخراج لبنان من سنوات الازمة الخمس عشرة وعواقبها. الا ان حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر. فقد تناست الحكومتان اللبنانية والسورية كل من جانبها بنود الوثيقة المذكورة او اساءتا تطبيقها او حرفت كل منهما تفسيرها.

فقد نصت الوثيقة مثلا على اعطاء القوات السورية حدا اقصى مدته سنتان بعد المصادقة على الوثيقة واقرار الاصلاحات السياسية بصورة دستورية قبل ان تقرر الحكومتان اللبنانية والسورية معا مسألة اعادة تمركز القوات السورية في بعض المناطق اللبنانية، وقبل ان تتفق الحكومتان على تحديد حجم القوات السورية ومدة وجودها في تلك المناطق.

وعليه كانت وثيقة الوفاق الوطني واضحة تمام الوضوح لجهة برمجة انسحاب القوات السورية، ومع ذلك ولسوء الحظ، تغافلت الحكومتان عن الموضوع واضطر لبنان الى انتظار 15 سنة حتى صدور القرار الدولي 1559 وزلزال اغتيال رفيق الحريري وعزيمة اللبنانيين الثائرة ما حدا النظام السوري الى تنفيذ التزاماته في موضوع اتفاق الطائف. وها نحن وبعد عشرين عاما من المصادقة على اتفاق الطائف نشهد حوارا وطنيا في سياسة لبنان الدفاعية، علما ان مبادئ السياسة الرئيسية هذه محددة تماما في وثيقة الطائف التي يتغاضى بعض المتحاورين عن تطبيق احكامها.

في الواقع، حددت وثيقة الطائف المراحل التي تؤدي الى دولة لبنانية سيدة خالية من اي احتلال وقادرة على الدفاع عن نفسها في مواجهة اسرائيل وذلك عبر توحيد القوات المسلحة واعدادها وتدريبها لتكون قادرة على تحمل مسؤولياتها الوطنية في مواجهة العدوان الاسرائيلي. (لا تذكر الوثيقة "المقاومة" بل تتكلم على القوات المسلحة النظامية، كما ان الميليشيات، لبنانية كانت او غير لبنانية، كان المطلوب حلها وفق الطائف وتسليم الدولة اللبنانية اسلحتها). من جهة اخرى، ومن اجل ان تتمكن الدولة من استعادة سلطتها على اراضيها ولا سيما الحدود اللبنانية المعترف بها دوليا، كان لا بد بحسب الطائف من:

1 – العمل على تنفيذ القرار 425 الصادر عن مجلس الامن.

2 – التمسك باتفاق الهدنة الموقع في آذار 1949 بين لبنان واسرائيل.

3 – اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتحرير جميع الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي وبسط سيادة الدولة على جميع اراضيها ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود اللبنانية المعترف بها دوليا والعمل على تدعيم وجود قوات الطوارئ الدولية في الجنوب اللبناني لتأمين الانسحاب الاسرائيلي ولاتاحة الفرصة لعودة الامن والاستقرار الى منطقة الحدود.

هل من سياسة دفاعية اوضح من هذه؟ فلمَ التعب في ايجاد سياسة اخرى حول طاولة الحوار؟ ان عدم الاعتراف بالسياسة الموجودة، بينما جاءت ثمرة عذابات طويلة وحصلت على موافقة وطنية واقليمية ودولية، انما يعرب عن ارادة مستمرة من البعض تهدف الى تقويض كل الهيكليات القائمة لرمي الآخرين والبلاد في الفراغ المؤسسي. فبسبب حرب تموز (يوليو) 2006 وافق ذاك البعض على وقف القتال مع اسرائيل وقبل بنشر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية وبتعزيز عديد الامم المتحدة في جنوب لبنان. ماذا نريد بعد لنعترف للقوى المسلحة الشرعية والقانونية بمهمتها الدفاعية عن الوطن حتى تتمكن من الاضطلاع بها في مواجهة اسرائيل؟ من يجب ان يتخذ كل التدابير اللازمة عسكرية كانت او ديبلوماسية من اجل تحرير مزارع شبعا من الاحتلال الاسرائيلي ان لم تكن الدولة السيدة على كل اراضيها؟ كيف يمكن التمسك باتفاق الهدنة ان لم تكن الدولة سيدة قرارها؟

اسئلة كثيرة لا يمكن الجواب عنها الا باحترام الحكومة اللبنانية مبدأ اساسياً ورد في مقدمة الدستور اللبناني، "الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية". ونذكر هنا ان للسلطات مهمتها القانونية التي بموجبها تضع القواعد التنظيمية السياسية للدولة وتؤمن احترامها.

فالديموقراطية والمهمة القانونية والسيادة والمؤسسات الدستورية والسلطات ليست الا ركائز الدولة. الا ان النظام السوري في زمن سيطرة قواته على الاراضي اللبنانية حبّذ نوعا آخر من السلطة وهي سلطة حزب الله المنافية تماما للمؤسسات الدستورية التي تمثل المنصة اللازمة للعيش الواحد. فتناسى النظام السوري، كما ان الحكومة اللبنانية غضت النظر، عن مقدمة الدستور التي تؤكد ان "لا شرعية لاي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". ويعني الدستور هنا بمصطلح "سلطة" كل قوة او سلطة او نفوذ منبثق من القانون ام من الواقع، يمارس على احد او على شيء. لذلك، بما ان سلطة حزب الله، وهي سلطة منبثقة من الواقع، لا تعبر عن الارادة الوطنية الديموقراطية ولا تخضع لحكم الشعب (مصدر السلطات) الديموقراطي ولا تمارس عبر المؤسسات الدستورية، فهي تنافي ميثاق العيش المشترك، وبالتالي هي غير شرعية، ولا سيما ان جوهر السيادة يكمن اصلا في الدولة، فلا يمكن أي فرد او فريق ان يمارس سلطة تنبثق صراحة من الدولة ومؤسساتها الدستورية، مما يجعل من سلطة كهذه عنصر انشقاق اجتماعي وسياسي يضعف الدولة امام الاخطار الخارجية، وخصوصا الخطر الاسرائيلي. من هنا حكمة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد آل ثاني الذي دعا اللبنانيين، خلال زيارته الاخيرة لبيروت، الى مواجهة اسرائيل "بالوحدة وليس بالسلاح".

لا يمكن المجتمع اللبناني ان يبنى الا على اسس صلبة. اما العدالة والحق والحرية والمساواة فهي قيم مشتركة للمواطنية لا بد من ان نورث ابناءنا فضائلها. لذلك، علينا ان ننادي بميثاق جمهوري جديد جوهره حق اللبنانيين كافة في تحديد مصيرهم، يحظر كل سلاح خارج سيطرة الدولة المطلقة وكل مغامرة خارج هيكليات الدولة الديموقراطية، لان ضررها مضاعف كونها ناجمة عن تفكير احادي الجانب لا يسأل عن اعماله ولا يحسن الاعتراف باخطائه، بينما "اشد الذنوب ما استهان به صاحبه" (الإمام علي بن ابي طالب).

بقلم صلاح إ. حنين      

( نائب سابق في البرلمان اللبناني)

 

الحوار في بيت الدين يسترشد دروس واقعة العديسة ويتمسّك بالتهدئة

اقتراح مرحلي لجعجع أثار جدلاً يلحظ وضع "حزب الله" بإمرة الجيش

النهار/كتبت هدى شديد:

للمرة الاولى، خرجت جلسات هيئة الحوار الوطني عن رتابتها، ذلك ان جلسة امس لم تكن مميزة بمكان انعقادها وهو القصر التاريخي في بيت الدين فحسب، والذي رأى فيه الرئيس امين الجميل "عودة الى الأصالة والجذور"، بل بالتقارب في وجهات النظر بين اركانها والذي سجّل للمرة الاولى ازاء مادة الحوار الشائكة اي الاستراتيجية الدفاعية.

وفي الجلسة التي استمرت نحو ساعتين ونصف ساعة غابت الملفات الشائكة كملف المحكمة الدولية، وحضرت اجواء التهدئة التي ارستها القمة الثلاثية في بعبدا، والتي تنسحب تباعا على كل الحلقات الرسمية. ولعل التطور البارز الذي سجل امس تمثل في الخطة العسكرية التي قدّمها رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وفيها اعتراف بدور مرحلي للمقاومة ووجودها، من خلال اقتراحه الطلب من "حزب الله" وضع مجموعاته وأسلحته بإمرة الجيش، وان لم يطلعه على نقاط تمركزها ووجودها، ولكن الشرط الاساسي لنجاح هذه الخطة التي وصفها بـ"المرحلية" "هو ان تكون الامرة العملانية للدفاع عن لبنان كلياً بيد الجيش اللبناني"، كما ورد في ورقته.

وكان جعجع ارسل هذه الورقة كما علمت "النهار" قبل يوم من موعد الجلسة الى القصر الجمهوري، وقد عملت دوائر الرئاسة على توزيع نسخ عنها على المشاركين في الحوار لدى دخولهم الى القاعة.

والاجواء الايجابية التي طبعت مناقشات جلسة الحوار كان اول من اعلنها رئيس مجلس النواب نبيه بري لدى انصرافه، معطياً نسبة 70 في المئة لهذه الاجواء الايجابية وأيده في ذلك رئيس الوزراء سعد الحريري، مثنياً على ملاحظة بري. ثم تبعهما الجميل الذي وصفها بـ"الجيدة"، والرئيس نجيب ميقاتي الذي قال "انها كانت افضل جلسة، لان وجهات النظر بدأت بالتقارب".

ثم خرج نائب رئيس المجلس فريد مكاري ليعلن امام الصحافيين، ان جعجع قدّم مداخلة مكتوبة "شكلت خطوة متقدمة في تقريب وجهات النظر".

ولدى الانتهاء من انجاز البيان الختامي، خرج رئيس الجمهورية ميشال سليمان مرتاحاً، وعبّر عن ذلك بقوله للصحافيين: "الجلسة كانت ممتازة وعندما سئل عن السبب، قال "انه في النية والارادة لدى الجميع".

واخيراً خرج جعجع معلناً ان ما قدّمه هو "عبارة عن خطة مرحلية موضعية على اثر حادث عديسة، الى حين نتوصل الى حل نهائي لسلاح "حزب الله" والاستراتيجية الدفاعية".

وعندما سئل بكم سيتبرع للجيش، اجاب ضاحكاً: "بمعاشي في مجلس النواب". وقيل له انه ليس نائباً. فأجاب: "لذلك لم اعمل نائباً".

وقد اطل جعجع الذي قال قبل الجلسة انه يزور بيت الدين للمرة الاولى، ورد على احدى الصحافيات التي ذكرته بأنه كان المسؤول العسكري عن المنطقة اثناء الحرب"، :"نعم كنت وبطّلت" اطل بالفعل من قصر بيت الدين ببذلة السياسي الاستراتيجي الذي رمى بزته العسكرية، وعمل من تجربته القتالية تصورا من شأنه تعزيز دور الجيش وموقعه القتالي في "مواجهة العدو الاسرائيلي"، كما وصفه في ورقته، والحفاظ وان مرحليا، على دور لـ"حزب الله" ومجموعاته واسلحته في حماية ظهر الجيش.

هذه المقاربة فاجأت قيادات طاولة الحوار، بحيث تلقفها   بارتياح حلفاء جعجع، وبدرجة أقل رئيس المجلس الذي اعرب عن تقديره "لتقدم" في مقاربة رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" وان تضمنت بعض الشروط ولكن الفريق الآخر، لم يخرج عن تحفظه وحذره، وفي مقدمهم النائب محمد رعد الذي لم يشأ التعليق على مضمون الورقة قبل قراءتها بتأن وهدوء، داعيا الى "التفكير بطريقة تحمي المقاومة وليس بطريقة للانقضاض على سلاح المقاومة".

ووفق معلومات تجمعت لدى "النهار" من اكثر من مصدر، فقد افتتح سليمان الجلسة بمداخلة تناول فيها "رمزية الاجتماع في مكان يجسد تاريخ الدولة اللبنانية وتراثها وروح الحوار والوحدة الوطنية". ثم عرض الايجابيات التي تحققت اثر القمة الثلاثية في بعبدا، وتحدث عن "مواجهة عديسة بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي. متوقفا عند اعلان المقاومة وضعها نفسها في تصرف الجيش، وصولا الى خطة تسليح الجيش التي اطلقها.

وعندما انهى كلامه، سأل كلا من رئيس المجلس والحكومة ما اذا كان لدى احدهما مداخلة، فلم يكن لديهما شيء ليقولاه.

اذذاك طلب جعجع الكلام وتحدث عن اقتراح لديه تكون على اثر حادث عديسة. ووضعه في صفحة وربع صفحة مطبوعتين وتم توزيعه على المجتمعين، فتلاه وهنا نصه:

"انطلاقا من واقعة عديسة – التي كانت كناية عن حرب ولو على مقياس صغير جدا جدا – يتبين ان الجيش يمتلك كل مقومات المواجهة المعنوية بالرغم من تفاوت موازين القوى العسكرية مع الجيش الاسرائيلي نظرا الى كونه جيشا شرعيا محتضن من كل الشعب اللبناني ومغطى من الدولة بكل مؤسساتها الشرعية واستطراداً من كل علاقات لبنان العربية والدولية.

وانطلاقا من الوضع غير المستقر الذي تمر به المنطقة ككل والذي يمكن ان يفضي الى العديد من الاحتمالات من بينها احتمال التصعيد العسكري في جنوب لبنان.

واستناداً الى ان الوضع من الدقة بمكان بحيث ان أقل حادثة او تطور يمكن ان يؤدي الى حرب مدمرة. نقترح الآتي:

- ان يتطور الوجود العسكري اللبناني في منطقة الجنوب، والذي يعبر في الوقت الحاضر عن وجود الدولة الرسمي فقط، الى انتشار عملاني قتالي على الارض لمواجهة العدو الاسرائيلي (تحصينات، دشم، خنادق...)؛ على ان تعزز الوحدات الحالية الموجودة في الجنوب بوحدات خفيفة للقتال الخاص (المغاوير، المجوقل وبعض افواج التدخل...) يتراوح عديدها ما بين 3000 و4000 مقاتل، بمعدل 1000 مقاتل لكل قطاع من القطاعات الثلاثة في الجنوب وألف رابع احتياطي، اثبتوا جميعا جدارتهم بهذا النوع من القتال. وان تنتشر هذه الوحدات الخاصة منذ الآن داخل مدن، بلدات وقرى الجنوب بلباس مدني اذ اقتضت الحاجة، وبشكل مموه كليا، وتكون جاهزة للقتال بوحدات صغيرة تقاتل لامركزيا حتى مستوى وحدات صغيرة جدا تبعا للحاجة.

- تأمين الموازنة اللازمة لعملية الانتشار العملاني للجيش علما انها ليست موازنة مستحيلة ويمكن البدء بصرفها فوراً وتباعاً.

ان الشرط الاساسي لنجاح هذه الخطة هو ان تكون الامرة العملانية للدفاع عن لبنان كليا بيد الجيش اللبناني. من هذا المنطلق يطلب من "حزب الله" ان يضع مجموعاته واسلحته بامرة الجيش وان لم يطلعه على نقاط تمركزها ووجودها.

ان هذه الخطة هي خطة مرحلية تؤمن للبنان افضل الفرص الممكنة للدفاع عن حدوده في الوقت الراهن، آخذة في الاعتبار امكانات الجيش الخاصة ووضع "حزب الله" وكل العوامل المحيطة بالوضع الحالي، على ان تستمر المناقشات الجارية على طاولة الحوار لايجاد الحلول النهائية لسلاح حزب الله".

ثم أخذ النائب رعد الكلام ونقل عنه "إن الهدف مما عرض ليس الدفاع عن لبنان بقدر ما هو التخلص من سلاح "حزب الله". واذا كان هذا ما تريدونه، فقد تخطاه البحث. أحيانا تعترفون بنا كشريك في البلد وأحيانا تتهموننا بأننا ايرانيون".

وانضم الى رعد مؤيدَيْن النائبان سليمان فرنجيه وطلال ارسلان. ونقل عن فرنجيه دعوته للعمل على "الحفاظ على المقاومة كقوة لدينا، والى التعلم من دروس الماضي".

ثم قال بري: "نحن مسرورون أن الدكتور جعجع اعترف بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة على ان تبقى التفاصيل الاخرى للتنسيق بين الجيش والمقاومة" داعيا الى احتضان المقاومة.

وعلم من مصادر قوى الرابع عشر من آذار، ان جعجع رد على كلام بري قائلا: "نحن نحمي المقاومة برموش العين، شرط أن تكون مقاومتنا كلنا، وان تكون بالشكل الذي نراه كلنا مناسبا". وسأل: "مثلا، هل يحق للرئيس الحريري او الرئيس السنيورة او الوزير فرعون او الوزير أوغاسبيان ان ينشئوا مقاومة؟ وهل يجوز ذلك؟ انا، بعكس ما فهم البعض، غير مؤيد لنظرية الشعب والمقاومة والجيش، بل انا مؤمن بنظرية الشعب والدولة بكل مؤسساتها، ومن ضمنها الجيش". وأضاف: "ولكن انطلاقا من الظروف الحالية، ولأننا لم نجد حلاً بعد لموضوع السلاح، تقدمت بهذه الورقة، لنستفيد من هذا السلاح في المكان الموجود فيه ومن ضمن الشروط الموجودة في الورقة، وليس انطلاقا من ايماني بنظرية الشعب والمقاومة والجيش".

وتقول المصادر نفسها إن مكاري وفرعون واوغاسبيان أعلنوا دعمهم لوجهة نظر جعجع، وأن مكاري وصف الورقة بأنها "متوازنة ويجب وضعها ضمن خطة الدفاع الاستراتيجية لأنها تأخذ في الاعتبار لبنان والشرعية وقيام الدولة بالسرعة المقبولة والمعقولة.

أما فرعون، فاعتبر في مداخلته ان مناخ بيت الدين كان مفيدا للحوار، ملاحظا ان تقاربا في وجهات النظر تمثل في الاجماع على دور الجيش وتسليحه ودعمه، وكذلك على القرار 1701. واعتبر "أن الكلام الذي عبّر عنه فرنجية يؤسس فعلا للحوار، بقوله  "إن سلاح الحزب هو لمواجهة اسرائيل، وكذلك كلام رئيس المجلس بقوله ان هناك ضرورة لحماية المقاومة، والدكتور جعجع باعتباره ان الامرة العملية للسلاح يجب ان تكون بيد الجيش". ورأى ان ورقة جعجع "تقدم خطة جديدة" معتبرا "أن كل ما سبق يؤسس لحوار من شانه ان يؤدي الى ايجاد صيغة توافقية مؤقتة تحصن الصف الداخلي، ويكون عنوانها ما قاله رئيس الجمهورية من أن المقاومة في تصرف الجيش".

وعقب فرعون على مداخلة للنائب وليد جنبلاط ركز فيها على أهمية الوحدة الداخلية، وقال "بما ان الجميع يشدد على الوحدة في مواجهة اسرائيل وبما اننا نتحدث عن استراتيجية دفاعية، فالوحدة هي بأهمية الاستراتيجية والوحدة تحتاج الى توفق، وهذا أمر ينسحب على الكثير من الامور والمحطات". ورأى انه "لا يمكن مقاربة الوضع قبل الاحتلال الاسرائيلي كما بعده، ولا يمكن مقاربته قبل حرب تموز كما بعد 1701 ولا قبل 7 ايار كما بعده. لذلك فان من يطلب حماية واحتضان المقاومة فهذا أمر كان موجودا قبل الاحتلال، والآن بات أمرا يحتاج الى توافق". وتحدث عن هواجس تتصل بقرار الحرب والسلم، واستخدام السلاح والتزام القرار 1701.

وقال: "لا يمكن مقاربة الوضع قبل حادث عديسة كما بعده الى بحيث اثبت الجيش انه هو المسؤول عن الدفاع عن الأرض والسيادة".

وشدد فرعون على اهمية التوافق الداخلي الذي يوجب وضع صيغة جديدة تحدّد دور لمقاومة وتؤكد مرجعية الجيش من اجل تحصين الصف الداخلي في هذه المرحلة الصعبة، وفي انتظار تبدل المعطيات.

 وتفيد المعلومات اياها ان فرنجية شدد على ان احداً لا يمكنه نزع سلاح المقاومة قبل السلام الدائم والشامل في المنطقة، وابرز اهمية الحفاظ على هذا السلاح وحمايته في مواجهة اسرائيل. كما قدم النائب أسعد حردان مداخلة مطوّلة تركزت على ضرورة الدفاع عن المقاومة، وسأل عن السبب في التشكيك الدائم فيها. وذكرت مصادر اخرى انه في موازاة اعتراض رعد على مضمون تصور جعجع، فإن بري الذي تعاطى بايجابية مع مقاربة رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات" اقترح تشكيل لجنة مشتركة بين الجيش والمقاومة، معطياً نموذجا لذلك اللجنة الثلاثية القائمة بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي.

أما الرئيس فؤاد السنيورة فدعا الى مقاربة الموضوع "كما هو"، بحيث ان "احداً لا يشك في عداء اسرائيل واطماعها ولكننا متفقون على انها العدو ولديها نيات عدوانية مستمرة سواء تجاه المقاومة او تجاه لبنان"، داعياً الى معرفة "كيف ننظم أمورنا ونحافظ على المقاومة، من وعلى سلطة الدولة وسيادتها وان تكون الإمرة بيدها". معطياً مثالاً تجربة حرب 2006 التي دعا الى استخلاص العبر منها على كل المستويات، ولاسيما من حيث الخسائر التي خلفتها.

وتدخل ارسلان سائلاً: "هل ما زلنا نشكك في الانتصار في حرب تموز؟ وهل ما زال هناك من يشكك في النيات العدوانية لاسرائيل التي كانت تريد تدمير لبنان بسبب او من دون سبب؟".

ودفع هذا السجال بين السنيورة وارسلان الحريري الى التدخل، داعياً الى الحوار بهدوء والابتعاد عن الاتهامات و"ان يبدي كل واحد منا رأيه بحرية".

وأكمل السنيورة كلامه مشدداً على وجوب الحفاظ على الاستقرار والهدوء، منبهاً الى "اننا في ظل احتدام واحتقان اقليمي ينذر بمخاطر جمة، ويجب ان تكون لدينا الحكمة والروية لتجنب تكرار ما شهدناه في حرب تموز وخصوصاً ان اسرائيل تذرّعت بخرق الخط الازرق لتشن حرب مدمرة على لبنان ما زلنا نعاني من انعكاساتها".

وهنا كانت مداخلة قصيرة لجنبلاط ذكّر فيها بأن اسرائيل لا تنتظر ذريعة لتشن حرباً على لبنان، معطياً مثلاً على ذلك اجتياحها في عام 1982. ودعا الى الوحدة واحتضان المقاومة.

وقبل ان يرفع سليمان الجلسة طلب جعجع الكلام مجدداً للتعليق على ما قاله ارسلان، وقال: "يا مير، انا واحد من الذين يؤكدون أن الحزب لو لم يخطف الجنديين الاسرائيليين لما وقعت الحرب عام 2006، وسماحة السيد حسن نصرالله كان شفافاً وصادقاً عندما قال "لو كنت أدري" يا مير "نحنا عقلنا بليد وخذونا على قدّ عقلاتنا" واحترموا رأينا". واضاف: "بعد حرب 2006 انشأت اسرائيل لجنة فينوغراد وأجرت تقويماً للخسارة والربح في هذه الحرب. فهل فعلنا نحن مثل هذا التحقيق لمعرفة اين كانت الخسارة وأين كان الربح؟".

وختم: "هذه الورقة لا يمكن تجزئتها، وجوهرها هو اعطاء الجيش اللبناني المسؤولية في الدفاع عن لبنان والامرة الفعلية. والترتيب المطروح هو ترتيب مرحلي الى ان نتوصل حول هذه الطاولة الى حل لسلاح حزب الله".

ووفق المعلومات ايضا ان سجالا آخر دار حول مادة طاولة الحوار، اذ ان رئيس الجمهورية يعتبر ان الاستراتيجية الدفاعية هي شاملة لكل القطاعات والرئيس بري لا يمانع في ان يكون الحوار حول السلاح، على ان نسميه "حوار الحماية لسلاح المقاومة". وقال ارسلان: "لسنا هنا للحوار حول السلاح، بل حول الاستراتيجية الدفاعية التي تحفظ السلاح"، وفيما شدد فرنجيه على ضرورة الحفاظ على السلاح الى ان يتحقق السلام العادل والدائم والشامل، فان موقف "حزب الله" عبّر عنه رعد بقوله "ان التفكير في طرح موضوع السلاح قد تخطاه الزمن".

ووسط الفريقين، كان لافتا ترحيب الرئيس نجيب ميقاتي بالطرح الذي قدمه جعجع، وهو قال في مداخلته تعليقا على مداخلة جعجع "انها مداخلة مهمة ويجب اخذها في الاعتبار كونها تشكل خطوة متقدمة جدا على طريق مقاربة الاستراتيجية الدفاعية الموعودة". واضاف: "في السابق كان هناك خطان يسيران جنبا الى جنب، بينما اليوم ترى ان هناك مساران يسيران احدهما قبالة الآخر والمسافات تقرب اكثر فاكثر بينهما".

ودعا الى تعزيز الوحدة الوطنية وتخفيف حدة الخطاب السياسي. ونوه في هذا الاطار بموقف رئيس الحكومة الذي يدعو الى التقارب والوحدة بين اللبنانيين.

وهكذا انتهت جلسة الحوار التي استضافتها قاعة الشيخ حليم تقي الدين، ببيان لم يسجّل فيه جديد سوى شريط الاحداث والمواقف التي شهدها البلد في المرحلة الفاصلة بين جلستي حزيران وتموز، وقد رحّل الموعد المقبل شهرين، أي الى 19 تشرين الاول المقبل.

وكانت الجلسة مناسبة لبعض القيادات للقيام بجولة سياحية في أرجاء القصر التاريخي. وكان اول الواصلين رئيس المجلس، الذي قام بداية بجولة رافقه فيها الرئيس سليمان قبل ان يعقدا اجتماعا ثنائيا.

كما ان جنبلاط جال بدوره على بعض ارجاء القصر، وعلق بان انعقاد الجلسة في بيت الدين امر ممتاز، ولكن هناك طقس حار. والطقس الحار دفع بالرئيس الى التعليق ممازحا: "هناك حر في بيت الدين وهذا الحر هو من قلة الدين".

وفي الحادية عشرة والثلث دخل رئيس الجمهورية قاعة الشيخ حليم تقي الدين وبدأت الجلسة في غياب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، الذي اتصل به الرئيس سليمان للاطمئنان الى صحته بعدما اعتذر عن الحضور، كما غاب نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر لاعتبارات صحية.

وكما رئيس الجمهورية، توقع رئيس الحكومة لدى دخوله ان تنسحب الاجواء الهادئة لجلسة مجلس الوزراء على مناقشات طاولة الحوار، التي امتدت حتى الثانية بعد الظهر، وفي ختامها صدر بيان عن المجتمعين جاء فيه:

"استأنفت هيئة الحوار الوطني أعمالها في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في قصر بيت الدين في 19/8/2010، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبمشاركة أفرقاء الحوار الذين غاب عنهم دولة الرئيس العماد ميشال عون ودولة الرئيس الياس المر لدواع صحية.

افتتح فخامة الرئيس الجلسة بكلمة أبرز فيها أهمية رمزية الاجتماع الذي يعقد في إطار يجسد تاريخ الدولة اللبنانية وتراثها وروح الحوار والتوافق والوحدة الوطنية.

وعرض تطور الأوضاع الداخلية والاقليمية ولا سيما منها ايجابيات القمة الثلاثية التي انعقدت في قصر بعبدا وما صدر عنها من بيان ختامي ومقررات تهدف الى تحصين الاستقرار ودرء الفتن وتعزيز فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية.

وكذلك تطرق الرئيس سليمان الى مواجهة عديسة منوهاً بالتصدي البطولي للجيش اللبناني في مواجهة العدوانية الاسرائيلية وبموقف المقاومة التي وضعت نفسها في تصرف الجيش وأبدت استعدادها للمؤازرة.

وأكد أهمية تعزيز الروح الوطنية وتوحيد القدرات القومية من ديبلوماسية وعسكرية واقتصادية لحماية لبنان والدفاع عنه، مما يشكل منطلقاً يؤسس لاستراتيجية وطنية دفاعية متكاملة وفقاً لما دعا اليه البيان الوزاري، مشدداً في هذا المجال على أهمية تسليح الجيش وتوفير العناصر اللازمة لوضع خطة تسليحه موضع التنفيذ.

وبنتيجة المداولات البناءة اتفق المتحاورون على الآتي:

1 – مواصلة البحث في الاستراتيجية الوطنية الدفاعية واستكمال تقديم الدراسات الخاصة بهذا الموضوع والاسترشاد في هذا المجال بالدروس المستفادة من واقعة عديسة.

2 – التشديد على أهمية الوفاق الوطني وترسيخ الاستقرار السياسي والأمني والتزام القرارات التي سبق أن توافق عليها أطراف الحوار ولا سيما ما يتعلق منها بالسلاح الفلسطيني غير الشرعي خارج المخيمات، والاستمرار في نهج التهدئة الاعلامية والسياسية.

3 – المضي في الحملة الوطنية الهادفة لتأكيد حق العودة ورفض التوطين.

4 – تحديد يوم الثلثاء الواقع فيه 19/10/2010 موعداً لانعقاد الجلسة المقبلة للهيئة في القصر الجمهورية في بعبدا".

 

الجولة التالية للحوار بعد شهرين وتأكيد "لاسترشاد دروس عديسة والتزام التهدئة السياسية"

جعجع يقدّم تصوّراً مرحلياً يضع "حزب الله" بإمرة الجيش

رعد يرفض مقاربة السلاح وبري يقترح فريقاً مشتركاً

النهار/مع ان البيان الختامي لجولة الحوار التي انعقدت امس في قصر بيت الدين وتحديد التاسع عشر من تشرين الاول موعداً للجولة التالية، لم يوحيا بخروج هذه الجولة على الرتابة التي اتسمت بها سابقاتها، فإن المناقشات التي شهدتها بدت على جانب من الاهمية واكتسبت دلالات مميزة لم تعكسها النتائج الرسمية تماماً.

والواقع ان الموضوع الاساسي الذي تعالجه هيئة الحوار الوطني، وهو الاستراتيجية الدفاعية، طرح امس من منظار "عملاني" جديد املته واقعة عديسة التي واجه فيها الجيش اللبناني الجيش الاسرائيلي. واذ دارت المناقشات في مجملها على خلفية "استرشاد الدروس المستفادة من واقعة عديسة" كما اورد البيان الرسمي للهيئة، فإن تطوراً سياسيا آخر برز في الجولة تمثل في تصوّر مكتوب طرحه رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وشكل "نجم" هذه الجلسة والمحور الاساسي الذي دارت حوله المداخلات والمواقف.

واستناداً الى الوقائع المستقاة من محضر الجولة (تنشره "النهار" في محليات سياسية) التي استمرت زهاء ساعتين ونصف ساعة، اتسمت المناقشات بهدوء اعتبر امتداداً لاجواء التهدئة التي سادت في الآونة الاخيرة، لكنها تميزت بالمواقف المهمة التي اطلقت خلالها وخصوصاً لدى مناقشة طرح جعجع. وعلمت "النهار" ان جعجع كان ارسل ورقته عشية الجلسة الى القصر الجمهوري وعملت دوائر الرئاسة على توزيع نسخ عنها على اقطاب الحوار لدى دخولهم القاعة التي انعقدت فيها الجولة. وانطلق جعجع في اقتراحه، الذي تلاه امام المتحاورين، من واقعة عديسة باعتبارها "كناية عن حرب ولو على مقياس صغير جداً" ليعتبر ان "الجيش يمتلك كل مقومات المواجهة المعنوية على رغم تفاوت موازين القوى". واقترح تطوير الوجود العسكري اللبناني في منطقة الجنوب الى "انتشار عملاني قتالي على الارض لمواجهة العدو الاسرائيلي"، طارحاً بعض الاقتراحات التفصيلية. ورأى ان "الشرط الاساسي لنجاح هذه الخطة هو ان تكون الامرة العملانية للدفاع عن لبنان كلياً في يد الجيش اللبناني ومن هذا المنطلق يطلب من حزب الله ان يضع مجموعاته واسلحته بإمرة الجيش وإن لم يطلعه على نقاط تمركزها ووجودها". ووصف خطته بأنها "خطة مرحلية تؤمن للبنان افضل الفرص الممكنة للدفاع عن حدوده في الوقت الراهن".

وتفاوتت ردود الفعل على اقتراح جعجع، فسارع رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الى الرد عليه قائلاً إن "الهدف مما عرضه ليس الدفاع عن لبنان بقدر ما هو التخلّص من سلاح حزب الله". واضاف انه "اذا كان هذا ما تريدونه فقد تخطاه البحث".

وأيّد رعد النائبان سليمان فرنجية وطلال ارسلان، فيما بدا موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري مرناً اذ اعرب عن "سروره لاعتراف الدكتور جعجع بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة". كما أيّد وجهة نظر جعجع كل من نائب رئيس المجلس فريد مكاري والوزيران ميشال فرعون وجان اوغاسبيان. وكانت مداخلة للرئيس فؤاد السنيورة شدد فيها على ان الحفاظ على المقاومة يكون من خلال الحفاظ على سلطة الدولة وسيادتها وان تكون الإمرة في يدها، داعيا الى استخلاص العبر من تجربة 2006 على كل المستويات. كما لفت ترحيب الرئيس نجيب ميقاتي بطرح جعجع وقوله إنها تشكل خطوة متقدمة جدا على طريق مقاربة الاستراتيجية الدفاعية الموعودة.

واذ ابدى بري ارتياحه الى سير المناقشات التي دارت في جلسة الحوار، علم انه ركز في مداخلته على "ثالوث" يؤدي في رأيه الى "دعم لبنان وامكان وقوفه وتصديه للاعتداءات الاسرائيلية".

فشدد اولا على ان "واقعة عديسة طبقت بالفعل والقول ما ورد في البيان الوزاري للحكومة ونفذ الجيش صفحة بطولية تستحق التوقف عندها". واذ حيا موقف "حزب الله" بابلاغه رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقيادة الجيش استعداده للتدخل اذا حصل على اذن منهما، سأل: "ما المانع من تأليف فريق مصغر من ضباط الجيش وقيادة المقاومة شرط ان تبقى اسماء هؤلاء سرية ويقومون بتقديم الجواب المناسب في أي رد على اعتداء اسرائيلي تحت مظلة سلطات الدولة".

كما شدد ثانيا على "ضرورة حماية لبنان من الفتنة الداخلية وهذه مهمة سائر الافرقاء". ودعا ثالثا الى "دعم البلدات الحدودية والوقوف الى جانب اهلها". وخاطب جعجع قائلا: "بلشت كتير منيح ان شاء الله بتضلك هيك ويبدو ان هناك تحسنا في موقفك من خلال التنسيق بين الجيش والمقاومة". وتمنى عليه "ألا يتراجع".

وتفرد الرئيس امين الجميل وحده بالحديث عن المحكمة الخاصة بلبنان، فاشار الى "ان السلطة المنبثقة من النظام البرلماني هي المولجة فقط باتخاذ القرارات، وما يحصل في موضوع المحكمة الدولية من مناقشات وجدل دليل على الفوضى الناتجة من تعدد السلطات المولجة باتخاذ القرارات السيادية". واعتبر ان "الإمرة الوحيدة في القرارات السيادية يجب ان تكون للسلطة المركزية ولا يجوز ان تكون موزعة بين الجيش والمقاومة. كما ان القرار السيادي في الحرب والسلم يجب ان يكون في يد السلطة المركزية والا تحول الوضع الى فوضى تعوق قيام الدولة المركزية". ولاحظ ان "ما يحصل من حوارات ومناقشات بيننا اصبح شبيهاً بحوار الطرشان ما دمنا لا نعترف جميعا بمرجعية السلطة المركزية".

اما البيان الختامي، فتحدث عن توافق المتحاورين على "مواصلة البحث في الاستراتيجية الوطنية الدفاعية واستكمال تقديم الدراسات الخاصة بهذا الموضوع واسترشاد الدروس المستقاة من واقعة عديسة". كذلك اكد "اهمية الوفاق الوطني  وترسيخ الاستقرار السياسي والامني والاستمرار في نهج التهدئة الاعلامية والسياسية".

ومعلوم ان الجولة انعقدت في غياب العماد ميشال عون الذي تلقى اتصالا من الرئيس سليمان ولم تعرف اسباب تغيبه، كما غاب عنها وزير الدفاع الياس المر لعذر صحي.

 

القمة الثلاثية حلّت مكانه وأظهرت العجز الداخلي

الحوار يستمّر حاجة شكلية لتبريد التوترات

النهار/روزانا بومنصف     

اكتسبت القمة الثلاثية التي جمعت في قصر بعبدا في 30 تموز المنصرم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد والرئيس ميشال سليمان أهمية كبيرة اذ انها رسمت خطا أحمر لاحتمالات تردي الوضع في لبنان أقله في المدى القريب المنظور. وبدا بعض التعامل مع البيان الذي صدر عن القمة بمثابة تفاهم جديد يقوم على ثلاثية اتفاق الطائف وتفاهم الدوحة ومنع تهديد الاستقرار برعاية عربية مباشرة وكأن جميع الافرقاء المعنيين فاوضوا على كل كلمة من كلمات البيان ووافقوا عليها. لكن هذه القمة على أهميتها ساهمت في شكل أو في آخر في توجيه ضربة قاسية الى طاولة الحوار التي لم تلتئم سوى في الموعد المقرر لها سابقا أي في 19 آب الجاري. فالقمة حلت من حيث المبدأ محل طاولة الحوار ثم أنها قامت بايجاد حل لما يفترض ان تحله طاولة الحوار في الاساس باعتبارها تجمع كل الافرقاء اللبنانيين على اختلافهم. وتاليا فان ثمة شكوكا في امكان متابعة طاولة الحوار تثبيت ما اتفق عليه في القمة الثلاثية من حيث تكريس الهدوء والاستقرار السياسي حتى لو أن الهدوء النسبي يسود منذ بضعة ايام لا أكثر ولو اتفق بعض المسؤولين المتصلين بالمسؤولين السعوديين والسوريين على ان الطرفين متفقان على عدم انفراط الوضع الداخلي في لبنان بأي شكل من الاشكال. وهذه الشكوك تتصل بواقع أن هناك اقتناعا بأن هذه التهدئة لا تخرج عن اطار تقطيع الوقت في انتظار بعض المؤشرات من هنا او هناك. وتاليا فان السؤال الذي يطرح عن مدى جدوى طاولة الحوار في حال لم يجتمع الافرقاء السياسيون من أجل التحاور وخصوصا ان الوضع الداخلي شارف الوصول الى مستوى خطير جدا وفي حال لم تطرح كسبيل من اجل تكريس التوافق الاقليمي الذي حصل في القمة الثلاثية.

تقول مصادر معنية ان الحوار حول المحكمة فشل حين بادر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى كشف مضمون حوار حول المحكمة جرى بينه وبين رئيس الحكومة سعد الحريري اختلفت وجهات النظر في اسلوب تقديمه إعلامياً وسياسيا. فهذا الامر نقل الموضوع الى خارج أطر الحوار التقليدي بحيث يتعذر حل الموضوع على طاولة الحوار وكذلك لانه خرج من أيدي اللبنانيين. وأصبح موضوع المحكمة في ملعب الكبار اقليميا بنسبة ما ودوليا بنسبة أكبر أكان الامر يتعلق بمطلب "حزب الله" تأجيل صدور القرار الظني او منع صدوره او تعطيل المحكمة الدولية. ومواضيع طاولة الحوار في الاساس او ما استدعى انعقادها برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان تركزت على ايجاد حل لسلاح "حزب الله" تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية علما انه موضوع لا يحل عبر طاولة الحوار. بل هو ينتظر المفاوضات الاميركية – السورية من جهة والمفاوضات الاميركية – الايرانية  من جهة اخرى فضلا عن مسار مفاوضات السلام بين العرب واسرائيل.

لذلك بدا ان القمة الثلاثية كشفت الوضع اللبناني وأظهرت عجز لبنان حتى مع استعادة مؤسساته الدستورية عملها عن التمتع بالقدرة على ايجاد حلول لمشاكله. وفي واقع الامور ان أي أوهام لم تساور أحدا في الاصل ومنذ انطلاق طاولة الحوار على انجاز الكثير بل بدت منذ انطلاقها محاولة من لبنان لاظهار جديته في مقاربة مواضيع طرحت تحديات كبيرة امامه في مضمون القرارات الدولية التي توالت منذ ايلول 2004 وفي مقدمها السلاح الخارج عن سيطرة الدولة اللبنانية أكان هذا السلاح هو السلاح الفلسطيني أم سلاح "حزب الله". لكن هذا الخارج ماشى بدوره اللبنانيين في هذه اللعبة وهو لم يتوهم بدوره بقدرة لبنان على معالجة ملفات بامتدادات اقليمية علما انه أبدى حماسة مع انطلاق طاولة الحوار مع بدء عهد الرئيس سليمان. وقد وفر ديبلوماسيون كثر مخارج مسبقة لاحتمال استهلاك طاولة الحوار أشهرا طويلة وربما سنوات بالاستناد الى التجربة الايرلندية. لكن مضى وقت طويل بحيث لم تعد تثير جلسات طاولة الحوار او البيانات الصادرة عنها أي اهتمام ملحوظ اللهم باستثناء الموعد المقبل لانعقادها والمدة الفاصلة بين مواعيد انعقادها.

لكن الخيار بين التئام طاولة الحوار وعدم التئامها يظل يعطي الارجحية للخيار الاول وفق غالبية الاوساط السياسية. اذ ان أركان الطاولة يجتمعون تحت عنوان الحوار، وهو الامر الذي يشيع مناخات من التهدئة حول امكان استمرار التواصل وان يكن ما يناقش لا يتعدى اظهار تضارب المواقف واختلافها. لكن هؤلاء لا يلتقون الا حول هذه الطاولة بمعنى ان كثرا من أركان قوى 8 آذار لا يلتقون أركانا في الموقع المقابل والعكس صحيح ولم تطور اللقاءات حول الطاولة علاقات او انفتاحا مختلفا. لكن ذلك يعد أحد الامور القليلة التي يرى فيها البعض ايجابية ولو محدودة. وتستحق طاولة الحوار لهذه الاسباب ان تتابع اجتماعاتها ولو على تباعد في رأي هذه الاوساط باعتبار انها اذا لم تكن مفيدة من حيث مساهمتها في الحد من التوترات وتهدئة الوضع او ايجاد حلول لأي مشكلة، فانها لا تضر. وهي تشبه بذلك حبة الاسبرين التي تسكّن بعض الاوجاع لكنها لا تزيلها بمعنى أنها حاجة ضرورية للاستمرار شرط ألا ترفع الآمال في أنها ستتوصل الى أي اتفاق وخصوصا ان أيا من الامور التي اتفق عليها بقيت حبرا على ورق او معرضة للنقض كما هي الحال بالنسبة الى المحكمة على الاقل. القمة الثلاثية حلّت مكانه وأظهرت العجز الداخلي

الحوار يستمّر حاجة شكلية لتبريد التوترات

اكتسبت القمة الثلاثية التي جمعت في قصر بعبدا في 30 تموز المنصرم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد والرئيس ميشال سليمان أهمية كبيرة اذ انها رسمت خطا أحمر لاحتمالات تردي الوضع في لبنان أقله في المدى القريب المنظور. وبدا بعض التعامل مع البيان الذي صدر عن القمة بمثابة تفاهم جديد يقوم على ثلاثية اتفاق الطائف وتفاهم الدوحة ومنع تهديد الاستقرار برعاية عربية مباشرة وكأن جميع الافرقاء المعنيين فاوضوا على كل كلمة من كلمات البيان ووافقوا عليها. لكن هذه القمة على أهميتها ساهمت في شكل أو في آخر في توجيه ضربة قاسية الى طاولة الحوار التي لم تلتئم سوى في الموعد المقرر لها سابقا أي في 19 آب الجاري. فالقمة حلت من حيث المبدأ محل طاولة الحوار ثم أنها قامت بايجاد حل لما يفترض ان تحله طاولة الحوار في الاساس باعتبارها تجمع كل الافرقاء اللبنانيين على اختلافهم. وتاليا فان ثمة شكوكا في امكان متابعة طاولة الحوار تثبيت ما اتفق عليه في القمة الثلاثية من حيث تكريس الهدوء والاستقرار السياسي حتى لو أن الهدوء النسبي يسود منذ بضعة ايام لا أكثر ولو اتفق بعض المسؤولين المتصلين بالمسؤولين السعوديين والسوريين على ان الطرفين متفقان على عدم انفراط الوضع الداخلي في لبنان بأي شكل من الاشكال. وهذه الشكوك تتصل بواقع أن هناك اقتناعا بأن هذه التهدئة لا تخرج عن اطار تقطيع الوقت في انتظار بعض المؤشرات من هنا او هناك. وتاليا فان السؤال الذي يطرح عن مدى جدوى طاولة الحوار في حال لم يجتمع الافرقاء السياسيون من أجل التحاور وخصوصا ان الوضع الداخلي شارف الوصول الى مستوى خطير جدا وفي حال لم تطرح كسبيل من اجل تكريس التوافق الاقليمي الذي حصل في القمة الثلاثية.

تقول مصادر معنية ان الحوار حول المحكمة فشل حين بادر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى كشف مضمون حوار حول المحكمة جرى بينه وبين رئيس الحكومة سعد الحريري اختلفت وجهات النظر في اسلوب تقديمه إعلامياً وسياسيا. فهذا الامر نقل الموضوع الى خارج أطر الحوار التقليدي بحيث يتعذر حل الموضوع على طاولة الحوار وكذلك لانه خرج من أيدي اللبنانيين. وأصبح موضوع المحكمة في ملعب الكبار اقليميا بنسبة ما ودوليا بنسبة أكبر أكان الامر يتعلق بمطلب "حزب الله" تأجيل صدور القرار الظني او منع صدوره او تعطيل المحكمة الدولية. ومواضيع طاولة الحوار في الاساس او ما استدعى انعقادها برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان تركزت على ايجاد حل لسلاح "حزب الله" تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية علما انه موضوع لا يحل عبر طاولة الحوار. بل هو ينتظر المفاوضات الاميركية – السورية من جهة والمفاوضات الاميركية – الايرانية  من جهة اخرى فضلا عن مسار مفاوضات السلام بين العرب واسرائيل.

لذلك بدا ان القمة الثلاثية كشفت الوضع اللبناني وأظهرت عجز لبنان حتى مع استعادة مؤسساته الدستورية عملها عن التمتع بالقدرة على ايجاد حلول لمشاكله. وفي واقع الامور ان أي أوهام لم تساور أحدا في الاصل ومنذ انطلاق طاولة الحوار على انجاز الكثير بل بدت منذ انطلاقها محاولة من لبنان لاظهار جديته في مقاربة مواضيع طرحت تحديات كبيرة امامه في مضمون القرارات الدولية التي توالت منذ ايلول 2004 وفي مقدمها السلاح الخارج عن سيطرة الدولة اللبنانية أكان هذا السلاح هو السلاح الفلسطيني أم سلاح "حزب الله". لكن هذا الخارج ماشى بدوره اللبنانيين في هذه اللعبة وهو لم يتوهم بدوره بقدرة لبنان على معالجة ملفات بامتدادات اقليمية علما انه أبدى حماسة مع انطلاق طاولة الحوار مع بدء عهد الرئيس سليمان. وقد وفر ديبلوماسيون كثر مخارج مسبقة لاحتمال استهلاك طاولة الحوار أشهرا طويلة وربما سنوات بالاستناد الى التجربة الايرلندية. لكن مضى وقت طويل بحيث لم تعد تثير جلسات طاولة الحوار او البيانات الصادرة عنها أي اهتمام ملحوظ اللهم باستثناء الموعد المقبل لانعقادها والمدة الفاصلة بين مواعيد انعقادها.

لكن الخيار بين التئام طاولة الحوار وعدم التئامها يظل يعطي الارجحية للخيار الاول وفق غالبية الاوساط السياسية. اذ ان أركان الطاولة يجتمعون تحت عنوان الحوار، وهو الامر الذي يشيع مناخات من التهدئة حول امكان استمرار التواصل وان يكن ما يناقش لا يتعدى اظهار تضارب المواقف واختلافها. لكن هؤلاء لا يلتقون الا حول هذه الطاولة بمعنى ان كثرا من أركان قوى 8 آذار لا يلتقون أركانا في الموقع المقابل والعكس صحيح ولم تطور اللقاءات حول الطاولة علاقات او انفتاحا مختلفا. لكن ذلك يعد أحد الامور القليلة التي يرى فيها البعض ايجابية ولو محدودة. وتستحق طاولة الحوار لهذه الاسباب ان تتابع اجتماعاتها ولو على تباعد في رأي هذه الاوساط باعتبار انها اذا لم تكن مفيدة من حيث مساهمتها في الحد من التوترات وتهدئة الوضع او ايجاد حلول لأي مشكلة، فانها لا تضر. وهي تشبه بذلك حبة الاسبرين التي تسكّن بعض الاوجاع لكنها لا تزيلها بمعنى أنها حاجة ضرورية للاستمرار شرط ألا ترفع الآمال في أنها ستتوصل الى أي اتفاق وخصوصا ان أيا من الامور التي اتفق عليها بقيت حبرا على ورق او معرضة للنقض كما هي الحال بالنسبة الى المحكمة على الاقل.

روزانا بومنصف     

 

قصة راجح والمخاتير في مسرحية "بياع الخواتم" الغنائية،

 مصطفى علوش- نائب سابق

المصدر: المستقبل

ابتدع الرحابنة شخصية "راجح" التي أصبحت جزءاً من المثل الشعبي اللبناني.

تقول الرواية إن مختاراً كان يشغل أبناء ضيعته بقصص يرويها عن شخصية إجرامية تمثل "الشر المطلق"، هدفها الدائم أذية الضيعة وأبنائها، وأطلق المختار اسم راجح على هذه الشخصية. وكان المختار يوهم الجميع بأنه كان يخوض معارك يومية مع راجح لحماية الضيعة، وأن بطولات هذا المختار هي التي حمت أهل الضيعة ومنعت المجرم من القضاء عليهم. بالمحصلة، فإن مجموعة من المشاغبين بدأت تقوم بأعمال سرقة وقرصنة في الضيعة على أساس أن المتهم الطبيعي سيكون راجح، والمختار الذي كان عالماً باللعبة وقع بين الكذبتين، فهو غير قادر على الدفاع عن راجح الذي يمثل "الشرّ المطلق" من جهة ولا هو قادر على فضح كذبته التي بنى عليها بطولاته الوهمية وزعامته للضيعة من جهة أخرى. بالنهاية فقد تمت تبرئة "راجح" من الجرائم على اعتبار انه غير راجح الشرير، وعوقب المجرمون المحليون على طريقة العدالة الرحبانية الفولكلورية.

لسنا هنا في معرض "تفكيه" الواقع، فراجح الكذبة الذي يمثل الشر المطلق في "بياع الخواتم" هو واقع معروف اسمه إسرائيل التي أثبتت عبر العقود الماضية أنها فعلاً شر مطلق من خلال ما مارسته من ارهاب وقتل وتدمير وتعسف تجاه شعبي فلسطين ولبنان. ولكن كل هذا الواقع لا يلغي وجود شرور أخرى منتشرة على مدى عالمنا العربي، ويكفي أن نتذكر حروب الأخوة وتنكيلهم ببعضهم البعض بوحشية مطلقة أين منها الشرّ المطلق.

والجدير ذكره هو أن الطرفين المتقاتلين كانا، ولا يزالان، في كل مرة ينعت الواحد منهما الآخر بخدمة مصالح إسرائيل والعمالة والجاسوسي والخيانة والكفر والرجعية والأمركة وغيرها من التعابير التي ابتدعتها المخيلة العربية الواسعة على مدى عقود التجهيل.

والملاحظة الدائمة هي أنه في كل مرة كانت تجرى عملية اغتيال لمعارض سياسي محلي كان راجح يتهم بالجريمة.

وفي كل مرة ينهار سد أو بناية، أو تنهار شبكة الكهرباء كان راجح وراء الحدث.

وكلما فشلت خطة خمسية أو سبعية أو عشرية للنهوض الاقتصادي والمالي كان راجح أيضاً وراء الفشل.

هذا لا يعني أبداً ان راجح لا يرغب ولا يسعى الى كل هذه الكوارث، ولكن الواقع أكد على أنّ تقاطعاً منطقياً في السياسة وفي الأفعال موجود بين راجح ومخاتير المنطقة المنتشرين من المحيط الى الخليج لدرجة تخال فيها أن وجود أحدهما يعطي الشرعية للثاني، وأن غياب أحدهما يلغي عملياً الحاجة للثاني. وقد تجد الكثير من الجرائم على خط التماس بين الطرفين بحيث يستفيد كل منهما من مفاعيلها.

والطامة الكبرى هي أن جماهير العرب، من المحيط الى الخليج، ورغم تجاربها المرّة مع مخاتيرها، لا تزال عرضة لابتزاز قصة راجح، ليغيب مرتكب الجريمة والمخطئ والمقصّر والفاسد والمفسد في غابة من الشعارات الفارغة المضمون والتي تعمل على دغدغة الأحاسيس لتحجب العقل وتمنعه من استخلاص العبر والحقائق.

ما لنا الآن وقصة راجح والمخاتير، فالقضية المطروحة الآن على بساط الجدل يجب أن تكون نظرياً خارج إطار المساجلات. فلو تركت المسألة لتركيب السيناريوهات المنطقية لكان بالإمكان وضع عشرات بل مئات الاحتمالات لعملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكانت كل الاحتمالات تعتمد على منطق سليم وذلك بناءً على المنطلقات والمسلّمات التي بنيت عليها. ولكن واقع الأمر هو غير ذلك، ذلك أن أي تحقيق في جريمة ما يكون مبنياً أولاً على الأدلة الجنائية وهي المبنية على الوقائع المادية الثابتة، ومن بعدها قد يبنى تصور لتفاصيل الجريمة وامتداداتها على مستوى المشتركين في التحضير والتخطيط.

لذلك فإن الهدف الوحيد من الإصرار على التمسك بالمحكمة الدولية هو الحرص على الوصول الى الحقيقة ومعاقبة الفاعلين حتى يضمن أبناؤنا أنّ لا راجح سيتجرأ على العبث بحياتهم واستقرارهم، ولا مختاراً سيجد في راجح غطاءً لأكذوبته. وما نريده هو الحقيقة والعدالة والاستقرار معاً والتي عليها بأجمعها يتوقف مستقبل لبنان كوطن حر وديموقراطي وذلك لحماية أبنائه وسلمهم الأهلي من خلال العدالة وسلطة القانون.

لقد عشنا عقوداً طويلة في ظل ضياع الحقيقة وتقاطع المصالح بين راجح والمخاتير وقد آن الأوان لكسر هذه الحلقة المفرغة من خلال معرفة الحقيقة.

 

عتب كتائبي على الحلفاء قبل الخصوم ... والانعكاسات السلبية تتوالى

مصادر«الصيفي» : إعطاء الحقوق للفلسطينيين حقق خطوة متقدّمة باتجاه التوطين

صونيا رزق/الديار

يتعامل اللبنانيون في شكل عام بحساسية كبيرة تجاه احتمالات توطين الفلسطينيين في لبنان، وهناك ما يشبه الإجماع على رفض هذه المسألة وعلى ضرورة عودتهم إلى أرضهم ، وقد تم إدراج رفض التوطين في اتفاق الطائف ثم أُدخل في مقدمة الدستور التي تضمنت نصاً يقول بأن«لا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين»، لكن من حق البعض ان يخاف وسط اتفاقات اقليمية بين عواصم القرار من اجل مصالحها ولو على حساب لبنان كما جرت العادة ...

ولطالما دخل هذا الموضوع ضمن مجموعة القضايا الخلافية التي تشكل الانقسام على الساحة اللبنانية، وما جرى اخيراً خلال الجلسة التشريعية التي ُعقدت في ساحة النجمة للتصديق على اقتراح القانون الرامي الى تعديل المادة 59 من قانون العمل اللبناني المتعلق باجازة العمل للاجئين الفلسطينيين يؤكد ذلك ، فالاستحقاق هذا الاسبوع جرى خلال الجلسة التشريعية حيث اقر النواب الحقوق المدنية للفلسطينيين لناحية الافادة من تقديمات تعويضات نهاية الخدمة والمعاملة بالمثل في قانون العمل، وُافردَ حساب منفصل في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال من اللاجئين الفلسطينيين.

لكن الاجماع في هذه القضية لم يحصل اذ امتنع حزب الكتائب والتيار الوطني الحر عن التصويت ، على الرغم من ان موقف الكتائب كان إيجابياً من هذه الناحية اذ توصل الحزب خلال اجتماع عشية الجلسة مع قوى 14 آذار في مكتب رئيس كتلة«المستقبل» فؤاد السنيورة تمت خلاله مناقشة الصيغ القانونية المتعلقة بالأوضاع الإنسانية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، وتوصل المجتمعون حينها الى مشروع قانون ذات مضمون جيد ُتستثنى منه الفقرة التي تتعلق بالضمان الاجتماعي، لكن كلام الليل محاه النهار بحسب ما أكدت مصادر«الصيفي» لـ«الديار» اذ رأت ان اللبنانيين لم ينسوا بعد متاعبهم من مختلف الجوانب وتأثيرها على مستوى معيشتهم وعدم توّفر فرص العمل لهم وإنتشار البطالة والهجرة، معتبرةً ان إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المدنية بما فيها حق العمل، سيؤدي إلى مزاحمة اللبنانيين في معيشتهم وسيزيد من نسب الفقر والبطالة بين اللبنانيين، مما سيكون له انعكاسات سلبية على الاقتصاد اللبناني مع التذكير بإنعكاساتها على المنعطفات السياسية الحادة التي يمّر بها لبنان، كما هناك سؤال يطرح نفسه بقوة، فكيف ُتعطى الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني؟ في وقت ما زالت فيه السلطة اللبنانية مقصّرة بإعطاء الحقوق الاساسية للبنانيين، فكيف تعطيها للآخرين المقيمين على ارضها؟.

ولفتت مصادر«الصيفي» الى ان حزب الكتائب من ابرز المدافعين عن القضية الفلسطينية، وقد ُعقد مؤتمر المصالحة والمصارحة في بيت الكتائب المركزي للانطلاق بعلاقة جديدة مع الفلسطينيين، مشددةً على ان هذه القضية هي ميثاقية وليست سياسية والموضوع الفلسطيني وفاقي بامتياز، وقد نص الدستور على منع التوطين ومعالجة هذا الموضوع بالتوافق، وعلى ضوء هذه المقترحات المقدمة بالطريقة المتسرعة وكأنها ُتفرض على اللبنانيين، وقف الحزب في وجه هذا الفرض،لان الموضوع يستوجب الدرس والمشاورات بين الافرقاء اللبنانيين للوصول الى وفاق يحقق مصلحة البلد والشعب الفلسطيني معاً، وكشفت عن اجتماعات حصلت مع مختلف القوى السياسية لمعالجة هذا الملف، ومنها اجتماعات في مكتب الرئيس السنيورة تمّ التأكيد خلالها ان موضوع حقوق الفلسطينيين حساس ويتطلب الاجماع الذي يكون بالتصويت بالثلثين في مجلس النواب ، لذلك كان الاصرار على معالجة هذا الموضوع بدقة وانشاء صندوق خاص اذا اراد بعضهم الحصول على ضمان نهاية الخدمة كي لا يتم الخلط بين الصندوقين، ويتعرض بذلك الضمان الاجتماعي اللبناني الى المزيد من المخاطر، كما تم الاتفاق ايضاً على انشاء صندوق خاص يهتم بتعويضات نهاية الخدمة ويكون بإدارة شركات التأمين، لكن مسؤولي هذه الشركات اعتبروا انه من الصعب تحقيق ذلك ، فتقرر انشاء صندوق خاص مستقل بإدارة صندوق الضمان الاجتماعي، وهذا لم يحصل مما إعتُبر خروجاً عن الاتفاق وتعريض صندوق الضمان الاجتماعي الى مخاطر عدة.

وتابعت المصادر» ما اقترحناه ايضاً هو انه من غير العدل اعطاء حقوق لغير اللبنانيين، وعلى ضوء هذه القضايا تم التوافق عشية جلسة مجلس النواب، لكن لم ُينفذ في اليوم الثاني ما إتفق عليه ، وما حصل في ساحة النجمة جاء معاكساً لما تم التوافق عليه في مكتب الرئيس السنيورة.

ورأت مصادر«الصيفي» ان هذه الامور مقلقة، وما ُاقّر حصل من دون ضوابط لمنع التوطين، وهذا يعني عدم أخذ الناحية الميثاقية بعين الاعتبار، مما يؤكد تحقيق خطوة متقدمة باتجاه التوطين حيث لم ننس بعد تجربة اتفاق القاهرة عام 1969 التي دفع لبنان ثمنها غالياً ثم عاد وألغاها، وآملت المصادر ان يتم وضع حدّ لهذا المنحى وضبط ايقاع الوضع الفلسطيني، لأن ثمة مسعى على صعيد الدول لتكريس توطين الفلسطينيين حيث هم وهذه خطوة لمصلحة اسرائيل.

واكدت انه تبين خلال عملية التصويت اننا بحاجة الى جمع الجهود لتحقيق التوافق وهذا بات صعباً للغاية، متمنيةً ان يعي الجميع المخاطرالناتجة عن هذا الامر، ورأت انه لم يؤخذ برأي ثلاثين نائباً ، وسألت هل هذه طريقة لبناء الثقة بين اللبنانيين والفلسطينيين ؟، وهل ُتبنى الثقة بهذه الطريقة المجتزأة ؟.

وما ُيؤكد هذا التخوف، الموقف الاسرائيلي المؤيد لهذه الخطوة والذي برز في كلام نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني ايالون الذي أشاد بقرار الحكومة اللبنانية اعطاء حقوق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأعرب عن امله في ان تحذى دول عربية أخرى حذو لبنان للتوصل الى إعطاء الفلسطينيين الذين يعيشون في بلادهم حقوقهم الكاملة، مؤكداً ان هذه ليست سوى خطوة صغيرة طال انتظارها على طريق اعطاء الجنسية للفلسطينيين وتوطينهم في لبنان وفي أماكن أخرى حول العالم، معتبراً انها خطوة اولى على طريق التوطين.

 

التدخل الايراني في الشؤون اللبنانية يطرح تساؤلات عدة

مصادر قيادية في 14 آذار: ُتحقق مصالحها على حساب لبنان وتستمرّ باستخدام الورقة اللبنانية على طاولة المقايضات

فادي عيد /الديار

يطرح الدخول الايراني القوي على خط المحكمة الدولية والقرار الظني، بموازاة الهجمة الشرسة من قبل «حزب الله» ضدهما، الكثير من التساؤلات حول خلفيات هذا التدخل الايراني في موضوع المحكمة، او في ما يتعلق بعمل قوات الطوارئ الدولية، واتخاذ موقف يتناقض مع مصالح قسم كبير من اللبنانيين.

وفي هذا الاطار، لم تستغرب مصادر قيادية في 14 آذار هذا الدخول الايراني على الموضوع اللبناني، وتحديداً في ما يتعلق بالمحكمة الدولية وصدور القرار الظني، باعتبار ان «حزب الله» هو جزء من التركيبة الايرانية الحيوية على حوض المتوسط، وبطبيعة الحال فان كل ما يمسّ الحزب فان ايران تعتبر نفسها معنية به، فكيف اذا كان هذا الملف يتعلق بالمحكمة الدولية الذي هو في غاية الحساسية حيث يخشى «حزب الله» ان يوجه القرار الظني اصابع الاتهام الى بعض عناصره في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وهنا، تابعت المصادر، من البديهي ان نرى هذا الاستنفار الايراني ضد المحكمة، في اطار توفير الدعم المطلوب لحلفائهم في لبنان استباقاً لما قد يصدر عن المحكمة سواء اتهم القرار الظني «حزب الله» أو لم يتهمه. مشيرة الى ان ايران، ومن خلال تحديها لقرارات مجلس الأمن الدولي في ما يتعلق بالملف النووي، فانها تريد في الوقت نفسه أن تؤكد رفضها لكل ما يصدر عن الأمم المتحدة وخاصة في موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي يشرف عليها المجتمع الدولي.

واذ اشارت المصادر الى التدخل الايراني المباشر والفاضح في الأوضاع اللبنانية، لفتت الى ان التدخل الايراني العلني في الشؤون اللبنانية يشير بوضوح الى ان ايران باتت جزءاً من الحراك القائم حالياً، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدلّ على ان هذه الدولة انما تمارس تدخلاً واضحاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، وتستغل علاقاتها الوطيدة بحزب الله من أجل تحقيق مصالحها على حساب مصالح اللبنانيين، داعية الى ضرورة مواجهة هذا التدخل من قبل الشرعية اللبنانية والشعب اللبناني وضرورة ان تعي كل الاطراف مصلحة لبنان وشعبه التي يجب ان تكون فوق مصالح اي طرف خارجي، مشيرة الى ان ايران لم تغيّر سياستها تجاه لبنان منذ سنوات طويلة، فهي ما زالت تستعمل هذا البلد كصندوق بريد مستخدمة الورقة اللبنانية بشكل ذكي لمصلحتها على طاولة المساومات الاقليمية والدولية، والدلائل على ذلك كثيرة وآخرها المحكمة الدولية و«اليونيفيل»، حيث ان القاصي والداني ادرك بأن لايران دوراً واضحاً في الاضطرابات التي قام بها بعض أهالي القرى الجنوبية ضد قوات الطوارئ الدولية وتحديداً الوحدة الفرنسية، ومن ثم جاء موضوع القرار الظني والمحكمة لتواصل ايران ارسال الرسائل عبر الساحة اللبنانية، الأمر الذي يعرض لبنان واللبنانيين لمخاطر جمّة جراء استعماله ورقة مقايضة على المستويين الاقليمي والدولي.

وفي حين لفتت المصادر نفسها، الى التمايز الواضح في الموقفين الايراني والسوري من المحكمة، كون الاول لا يريد ان تكون المحكمة موجودة اصلا اذا كان القرار الظني سيتهم «حزب الله» في حين ان الثاني يريد الا تكون المحكمة مسيسة وتخضع لاملاءات دولية. اعتبرت ان ايران تدرك جيدا ان ملف المحكمة بات جزءا من صراعها مع المجتمع الدولي بعد دخولها القوي على خط هذه القضية دفاعاً عن «حزب الله» وخشية ان يتهمها القرار الظني بجريمة اغتيال الرئيس الحريري، لا سيما وان هذا الحزب يعمل دون اي خجل على نفيذ الاجندة الايرانية، وليس من السهل توقع حصول تغيير في السياسة الايرانية من هذا الملف في ظل احتدام الصراع القائم حول ملفها النووي الذي تشير التوقعات الى ان الامور سائرة الى مزيد من التأزم ما سينعكس سلبا على الساحة اللبنانية وادخالها في قلب الدائرة الاقليمية والدولية بما يعني هذا الملف الشائك.

 

ما لم يُسارَع إلى مفاوضات سلام لبنانية - سورية - إسرائيلية

»مجموعة الأزمات الدولية«: الحرب في لبنان واقعة لا محالة..

وبولتون يحضّ إسرائىل على تدمير مفاعل بوشهر قبل السبت!!

 واشنطن - »المحرر العربي«: قالت مصادر في وزارة الخارجية الأميركية تشارك في مهمة جورج ميتشل السلمية بين إسرائىل والسلطة الفلسطينية عن بعد لجمع الطرفين في مفاوضات مباشرة، إنه »ما لم يجرِ دفع إسرائىل وسورية ولبنان قريباً جداً إلى مفاوضات سلمية لإنهاء النزاع بينها، فإن طبول الحرب التي قرعت بصوت منخفض في الثالث من هذا الشهر في منطقة عديسة الحدودية بين اللبنانيين والإسرائيليين إثر سقوط ضابط إسرائىلي كبير وجنديين وصحافي لبنانيين قتلى في حادث الاشتباك، سوف ترتفع أصواتها بشكل يمكن أن تُسمع في أرجاء الشرق الأوسط كافة والمناطق المحيطة به«.

ونقلت المصادر الخارجية الأميركية لعدد من قادة اللوبي اللبناني في واشنطن هذا الأسبوع تأكيد خبراء في »مجموعة الأزمات العالمية« قابل أعضاؤها مسؤولين إسرائىليين ولبنانيين وسوريين ومن قيادة »حزب الله« في بيروت أن »أي حرب مقبلة جديدة في ذلك المحور الثلاثي بانضمام إيران أو عدم انضمامها إليها، سوف تكون أشرس من كل الحروب التي مرت بالمنطقة خلال العقود الخمسة الماضية، وأن غياب التعاطي الجدّي مع جذور المشكلة هناك قد يدفع بأي خطأ بسيط في التقدير لأن يفجّر حرباً أين منها الحروب السابقة كلها«.

وذكر أعضاء المجموعة الدولية إثر لقاءات عدة مع الأطراف كافة المعنية بلبنان وسورية وإسرائيل أنه »يبدو أن الحرب لا يمكن تفاديها وهي واقعة لا محال: فالإيرانيون يسعون إلى الهروب من استحقاقهم النهائي مع المجتمع الدولي حول مصير برنامجهم النووي عن طريق إلقاء »حزب الله« في أتون الحرب مع إسرائىل، فيما الجيش والحكومة والشعب العبري مصممون على استعادة صورة تفوقهم العسكري الذي فقدوا جانباً مهماً منه في حرب 2006 مع »حزب الله«، كما يحاولون تثبيت القناعة بأن الجيش الإسرائيلي لا يقهر«.

ونسب أعضاء المجموعة إلى مسؤولين في »حزب الله« قابلوهم في بيروت في مطلع هذا الشهر قولهم إن الإسرائيليين »يستعدون لتكرار اجتياح لبنان العام 1982 والوصول إلى عاصمته بيروت وعمق أعماقه في البقاع الشمالي وشمال البلاد لأنهم يدركون أن الحرب الجوّية وحدها لن تمنحهم النصر الكامل، لكننا سنفاجئهم مرة أخرى ونفشل حربهم وعدوانهم.

وقال أعضاء المجموعة الدولية إن سورية »قد تنجّر إلى الحرب المقبلة على لبنان حسب تطوراتها مما سيحمل الآلة الحربية الإسرائيلية على فتح أبواب كل خياراتها الكيماوية والبيولوجية إذا استخدمت سورية أسلحتها هذه، وقد تلجأ إلى أبعد من ذلك إذا أدركت حكومة نتنياهو والشعب العبري أنهما معرضان لخطر البقاء«.

ووصف أعضاء المجموعة الدولية في تقارير رفعوها إلى الإدارة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي والدول الأربع الأعضاء الأخرى في مجلس الأمن (كاملة العضوية) الوضع الراهن على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بعد حادث عديسة الدموي بأنه »كمن يعيش مع قنبلة موقوتة، فإما أن تنفجر فيه في أي لحظة أو أن يلجأ إلى تفجيرها استباقياً، وفي كلتا الحالتين الحرب واقعة لا محال«.

بولتون: اضربوا بوشهر الآن!!

وفي السياق نفسه، أعرب السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون أحد أكبر صقور »المحافظين الجدد« عن قناعته بأن »تزويد الروس مفاعل بوشهر النووي الواقع على كتف الخليج العربي بالبلوتونيوم ابتداء من غد السبت سوف ينقل الصراع الغربي - الإيراني إلى نقطة اللاعودة وقد يكون على إسرائىل أن تهاجم هذا المفاعل قبل تزويده بهذه المادة القاتلة خلال اليومين المقبلين وإلاّ فإن ضربه بعد ذلك قد ينشر الإشعاعات النووية في أجواء المنطقة بكاملها وفي مياه الخليج«. وذكّر بولتون في مقابلة مع »فضائية فوكس« الأميركية بأن إسرائيل قامت بضرب مفاعل تموز العراقي عام 1981 ومن ثم منشآت سورية النووية في دير الزور قبل حوالى العامين، قبل إدخال اليورانيوم المخصّب إليهما، وإلا لكانت الإشعاعات أدت إلى كوارث لا أحد يمكنه التكهن بها«. (راجع الصفحة ٥١)

وقال بولتون إن مفاعل بوشهر »ابتداء من يوم غد السبت، سوف يتحوّل إلى منشأة نووية للطاقة«، وهذا ما أكده الناطق باسم شركة »روزاتوم« الروسية النووية التابعة للدولة سيرجي نوفيكون الذي أعلن في مقابلة الفضائية نفسها أنه سيكون حاضراً غداً السبت في حفلة تدشين افتتاح مفاعل بوشهر النووي، وإذا لم تقم إسرائىل (حسب بولتون) بالقضاء عليه قبل ذلك، فإن الأمور ستصبح شبه مستحيلة فيما بعد«.

 

»واشنطن بوست« تتوقع ضربة إسرائيلية سريعة جداً لمفاعل بوشهر الإيراني

اعداد وترجمة : أنديرا مطر /المحرر العربي

هجوم إسرائيل الذي طال انتظاره على البرنامج النووي الإيراني قد يحدث في وقت أقصاه يوم الجمعة المقبل. أمس ، قال سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة جون بولتون إنّ أمام إسرائيل 8 أيّام لضرب منشأة بوشهر قبل أن تُصبح جاهزة للتشغيل. العدّ العكسي لبدء إنتاج النفط النووي بات على بعد يومين من اليوم الأربعاء.

هناك حاجة للتحرك. في شهر شباط/ فبراير، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمرة الأولى عن »مخاوف بشأن وجود محتمل في إيران عن أنشطة ماضية أو حالية لم يكشف عنها متعلقة بتطوير حمولة نووية لصواريخ«. الأمم المتحدة كانت قد دعت إيران لتعليق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم، ولكن وكالة الطاقة الذرية ذكرت حلال الشهر الجاري أن إيران وسعت هذه الأنشطة وهي تقوم بتخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى وأكثر خطورة. وفي الشهر الماضي ، قال مدير المخابرات السابق الجنرال مايكل هايدن أن إيران تمضي قدماً في برنامجها النووي ما يجعل توجيه ضربة عسكرية لوقفه »أمراً حتمياً«. قبل أسبوعين ، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال مايك مولين لبرنامج »لقاء الصحافة« أن الولايات المتحدة لديها خطة طوارئ جاهزة لمهاجمة إيران »إذا ما اقتضى الأمر منعها من الحصول على أسلحة نووية«.

من المستبعد أن تتخذ الولايات المتّحدة الأميركيّة أي خطوة بهذا الاتّجاه. ردّ وزارة الخارجيّة على التقرير الأخير للوكالة الدوليّة للطاقة الذرّيّة حول الانتهاكات الإيرانيّة بشأن تخصيب اليورانيوم: »نحن نأمل أن تعرب إيران عن استعدادها للجلوس إلى الطاولة. نحن جاهزون لإجراء هذا الحوار« وهذا الخطاب ليس من النوع الذي يثير الرعب في نفوس الإيرانيين من عواقب عدم تعاونهم.

إسرائيل هي البلد الوحيد المرجح لشن ضربة عسكرية ، لا سيما أنّ »مفاعل بوشهر« هو موقعٌ ظاهر وبالإمكان قصفه بواسطة الأسلحة التقليديّة. كما انه يقع على الساحل الغربي لإيران، أي أقل من ثلث ميل من الشاطئ . القوّات الجوّيّة لن تحتاج إلى وقتٍ طويل بالتحليق في الأجواء الإيرانيّة لقصفه كما يمكن استهداف المنشأة بواسطة صواريخ من البحر تنطلق من الغوّاصات الإسرائيليّة.

لا ضرورة لتوجيه الضربة قبل يوم الجمعة. السيّد بولتون حدّد موعد الجمعة لأنه قلق من أن يؤدّي قصف منشأة جاهزة للعمل إلى مخاطر ناجمة عن الارتدادات الإشعاعية. لكن ضربة للموقع الآن ستعرقل محاولات إيران لإعادة تشغيله. الضحايا المدنيون سيكون عددهم ضئيلاً للغاية لان المفاعل يقع على بعد تسعة أميال من مدينة بوشهر...

أخطر التداعيات قد تكون سياسية. روسيا، راعية النووي الإيراني، ومن المرجح أن تعترض بشدة؛ المعادون لاسرائيل سيكتفون بالتهويل، اما الولايات المتحدة فقد لا تكون مناصراً قوياً لإسرائيل كما كانت في الماضي. ولكن حان الوقت لإظهار التصميم في مواجهة تهديد وشيك من جانب إيران. العالم الحر يعتمد على القوة الإسرائيلية.

 

الأمم المتحدة ومجلس الأمن في »أجواء قلق حقيقي«:

القوات الإسرائيلية تتدرّب على مجسّمات لثكنات الجيش اللبناني

 نيويورك - »المحرر العربي«: كشفت مصادر ديبلوماسية لبنانية وخليجية في الأمم المتحدة في نيويورك النقاب أمس عن أن الأمانة العامة للمنظمة الدولية وعلى رأسها بان كي مون والأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الأمن سفراء أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، »يعيشون أجواء انفجار وشيك في الشرق الأوسط، حمل مون الثلاثاء الماضي على القول إنه على الرغم من استتباب الهدوء على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية أخيراً بعد حادث عديسة إلاّ أن الأمور قابلة للانفجار في أي وقت«.

ونقل ديبلوماسي خليجي لـ»المحرر العربي« عن أحد مساعدي الأمين العام للأمم المتحدة قوله إن »التقارير التي دأب مون على تلقّيها من جنوب لبنان خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تعطي انطباعاً بأن »حزب الله« وجماعات سورية في لبنان الذين قد يقعون في دائرة اتهامات القرار الظني الاتهامي للمدعي العام الدولي دانيال بيلمار الذي يشنون عليه راهناً حملة شعواء لمنع صدوره أو لإلغاء المحكمة الدولية برمتها، لن تتورَّع عن فتح جبهة أمنية موازية للجبهة السياسية التي تستهدف المحكمة، سواء في الداخل اللبناني عبر محاولتي إطاحة الحكومة أو اغتيال شخصية بارزة من شأنهما نشر الفوضى والاقتتال المذهبي والطائفي في البلاد هرباً من مفاعيل القرار الاتهامي الذي ستكون نتائجه وخيمة على قيادة »حزب الله« والنظام السوري في دمشق وحلفائهما في لبنان، أو عبر الاعتداء على القوات الدولية (يونيفيل) في جنوب لبنان إذا فشلت المحاولتان الداخليتان«.

وقال الديبلوماسي الخليجي إن أعضاء في البعثات الكبرى في مجلس الأمن »يشاطرون مون ومساعديه هذه الانطباعات استناداً إلى معلومات دولهم الواردة من أوساط لبنانية سياسية وعسكرية وأمنية موثوقة إضافة إلى أجهزتهم الاستخبارية داخل »يونيفيل«، وخصوصاً الفرنسيين والأسبان والإيطاليين الذين يتصرفون منذ فترة بحذر شديد في جنوب نهر الليطاني بعد الأحداث والاعتداءات التي تعرضوا لها على أيدي جماعات »حزب الله« من إهانات وتحديات«.

وذكر ديبلوماسي لبناني في الأمم المتحدة لمسؤول اغترابي مؤيّد للحكومة والجيش اللبنانيين، »أن تقارير الأمم المتحدة المقلقة القادمة من لبنان تتحدث عن زيادة كبرى في تحركات »حزب الله« جنوب الليطاني وبالقرب من الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائىل، بعدما انتقلت أعداد كبيرة من مقاتلي الحزب باللباس المدني إلى عشرات القرى والبلدات الواقعة في تلك المنطقة استعداداً لمواجهة تحركات إسرائيلية ناشطة ولافتة للنظر منذ أيار/ مايو الماضي تجلّت بوضوح في التدريبات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة واسعة النطاق على الحدود على مجسّمات لمواقع الجيش اللبناني وثكناته ومناطق انتشاره في الجنوب خصوصاً وكأنه سيكون الهدف الإسرائىلي الأول في أي حرب مقبلة هناك«.

 

وصول رئيس الجامعة الثقافية من واشنطن للقاء رئيس الجمهورية..

أنيس كرم لسليمان: تسليح الجيش مقابل تجريد »حزب الله« من سلاحه

وليس لدى أي جهة استعداد لمقاومة قرارات مجلس الأمن

 لندن - كتب حميد غريافي: المحرر العربي/كشفت مصادر اللوبي اللبناني في واشنطن النقاب أمس عن أن »فوز الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في الولايات المتحدة على خصمه الديموقراطي برئاسة الرئيس باراك أوباما، سوف يؤدي إلى تجميد المساعدات العسكرية المخصصة للبنان وإلى ممارسة ضغوط أميركية نيابية كبيرة على إدارة أوباما للحصول من الحكم اللبناني ومسؤوليه على تحديد واضح وشفّاف لعلاقة الجيش اللبناني والدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية والسياسية بـ»حزب الله« الإيراني«.

وقالت المصادر لـ»المحرر العربي« نقلاً عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب في الكونغرس قولها إن »تجميدنا مبلغ الـ100 مليون دولار الأسبوع الماضي لتسليح الجيش اللبناني، لا رجوع عنه، وأن تطمينات إدارة أوباما لحكومة ميشال سليمان في بيروت عبر موفدين رسميين وغير رسميين من واشنطن، لا تعنينا في شيء، وأن تصريحات قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي الاثنين الماضي بعد استقباله مسؤولاً أميركياً في مكتبه في اليرزة، بأن الولايات المتحدة مستمرة في تزويد الجيش بالسلاح، لم تكن دقيقة من الجانب الأميركي، وإنما تطمينات لما سوف يكون عليه الحال إذا تم تنظيف المؤسسات من إيران وتوابعها«.

وكشفت المصادر النقاب لـ»المحرر العربي« في اتصال بها من لندن عن أن رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أنيس كرم المعتمد الوحيد من الكثافة الاغترابية اللبنانية في دول الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وأستراليا حيث العدد الأضخم من المغتربين، زار بيروت الاثنين الفائت والتقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، خصيصاً للبحث في قضايا تسليح الجيش واقتراحه جمع التبرعات الداخلية والخارجية »في ظاهرة لم تشهدها أي دولة محترمة في العالم«.

وقالت المصادر إن كرم طرح في لقائه الرئيس سليمان الذي استمر 45 دقيقة ثلاث نقاط: الأولى قوله إن الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي والدول المشاركة في قوات يونيفيل في جنوب لبنان، »راغبة في تسليح الجيش بكل أنواع الأسلحة المتطوِّرة بما فيها المقاتلات الجوّية الحديثة والصواريخ والمضادات، ولكنها تسألنا: أي جيش؟ وما علاقته بـ»حزب الله«؟ وهل يعتنق كما تقول جماعات »حزب الله« ووليد جنبلاط والجماعات السورية، العقيدة السورية - الإيرانية الداعية إلى رمي إسرائىل في البحر؟«.

أما النقطة الثانية التي ركّز عليها رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أمام الرئيس سليمان فكانت تأكيده أن »الاغتراب اللبناني بكثافته الهائلة ملتزم بتسليح الجيش اللبناني ودعمه بكل أنواع الأسلحة المتطورة والحديثة ولكن شرط أن يكون سلاحه الوحيد الذي يحمي الوطن إضافة لتطبيق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701 وإلاّ فإن القيادات الاغترابية في العالم لن يكون بإمكانها المساهمة في حملة التبرعات ضد رغبة المجتمع الدولي واضع هذه القرارات موضع التنفيذ«.

وقالت مصادر اللوبي اللبناني في واشنطن إن كرم بحث في النقطة الثالثة مع رئيس الجمهورية القضايا التنظيمية للجامعة الثقافية في العالم ووجوب العمل على توحيد الجهود للخلاص من »الجامعات المستنسَخَة« وغير الشرعية، وحصر الاغتراب تحت لواء جامعة واحدة ترعى مصالحه وتساعد مجتمعاته وتدعم الدولة اللبنانية في شتى المحافل الدولية«.

واعتبرت المصادر أن مبادرة جمع التبرعات لتسليح الجيش قبل وضع الاستراتيجية الدفاعية اللبنانية ومعرفة حدود »حزب الله« بالنسبة للجيش اللبناني والدولة والطوائف الأخرى، »تشكّل حسب مسؤولين أميركيين واغترابيين - خطراً داهماً على السيادة والمؤسسات الرسمية وعلى رأسها الجيش والقوى الأمنية الأخرى، لأن التداخل الحاصل بين الحزب والقوات المسلّحة اللبنانية يمنع أي جهة من مساعدة لبنان، ما لم يوضع »خط أزرق« بين حكمه وحكومته من جهة وبين الحزب الإيراني العامل بشتى الوسائل على إنهاء دور الدولة والجيش معاً«..<

 

الدوامة .. الآن وصاعداً !

»حزب الله« قال كلمته:

لا نعترف بالمحكمة الدولية ونطالب بإلغائها

مجلس الوزراء كلف نجار متابعة موضوع شهود الزور

سليمان ذكّر ببيان القمة الثلاثية..

الحريري: الهدوء والكلمة الطيبة

حرب: كارثة أن يصبح مجلس الوزراء سلطة قضائية

ما هو تعليق بيلمار على موقف الحزب؟

 بيروت - نبيه البرجي: المحرر العربي

قبل دخول وزيري »حزب الله« محمد فنيش وحسين الحاج حسن إلى جلسة مجلس الوزراء في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في قصر بيت الدين، لإثارة ملف شهود الزور في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، كان عضو المجلس السياسي للحزب محمود قماطي يعلن عبر تلفزيون »المنار« أن »لا اعتراف من قبلنا بالمحكمة، وهذا الأمر بحكم المنتهي لدينا لأنها غير نزيهة ومسيّسة منذ البداية، وهي أنشئت تلبية لبعض المصالح وليس لكشف الحقيقة بل لطمسها«.

إلغاء المحكمة والمعاهدة

أضاف قماطي »إن مطلبنا إلغاء المحكمة الدولية واستبدالها وإلغاء مفاعيلها وإلغاء المعاهدة القائمة بشأنها« (بين السلطات اللبنانية والمحكمة).

وأوضح أن تسليم القرائن التي قدمها الأمين العام للحزب حسن نصرالله في مؤتمره الصحافي في ٩ آب/ أغسطس الجاري إلى مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا إنما تم تلبية لطلب القضاء اللبناني وبتمنٍ من رئيس الحكومة سعد الحريري، وليس تلبية للمحكمة الدولية أو المدعي العام دانيال بيلمار.

(علماً بأن ميرزا، وبحكم المعاهدة المعقودة مع المحكمة، أحال القرائن كما تسلمها إلى مكتب المدعي العام في بيروت).

ورأى قماطي »إن المضاد للفتنة هو الوحدة الوطنية وما نقوم به اليوم هو تلقيح الرأي العام اللبناني والعربي والإسلامي لكي تتشكل مناعة ضد الفتنة لأنني لا أنتظر من (منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار) فارس سعيد أو (رئيس الهيئة التنفيذية في »القوات اللبنانية«) سمير جعجع أن يتحركا للنظر فعلاً في ما إذا كانت إسرائيل قد ارتكبت جريمة اغتيال الرئيس الحريري«.

وقال: »نحن لا نعوّل على هؤلاء. هم مجرد موظفين لدى جهات خارجية لا تريد الخير لهذا البلد«.

ما هي التداعيات

ورأت الأوساط السياسية أن حديث قماطي أدخل موضوع المحكمة الدولية في مرحلة جديدة، وأن »حزب الله« لن يتجاوب مع دعوة بيلمار إلى نصرالله »استعمال سلطته لتسهيل عملية التحقيق«، لا بل إنه قرر شن حرب مفتوحة على المحكمة، وذلك في ضوء التسريبات التي أشارت إلى أن عناصر تابعة له تورطت في الجريمة.

ولا يمكن التكهن بالتداعيات الداخلية لهذا الموقف، وإن كان مصدر مقرب من »حزب الله« قال في مناسبة اجتماعية إن هذا الموقف أبلغه المعاون السياسي للأمين العام حسين خليل إلى الرئيس الحريري لدى لقائهما ليل الأحد/ الاثنين الفائت.

موقف بيلمار؟

كما لا يمكن التكهن بموقف المدعي العام الدولي لا سيما وأنه في صدد استدعاء عناصر جدد من الحزب للمثول كشهود أمام المحققين في مكتبه في بيروت الذي تترأسه القاضية اللبنانية جوسلين ثابت.

وكانت جلسة مجلس الوزراء قد شهدت نقاشاً حول موضوع شهود الزور، بعدما اتفق رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة على استيعاب أي توتر يثيره طرح الموضوع، خصوصاً مع الاختلاف الحاد في وجهات النظر بين وزيري الحزب ووزراء في قوى 14 آذار.

تكليف وزير العدل

لكن اللافت هو موافقة الوزيرين على طلب مجلس الوزراء من وزير العدل إبراهيم نجار (الذي يمثل »القوات اللبنانية« في الحكومة) »متابعة الموضوع، لا سيما على الصعيد القانوني للحصول، بحسب الأصول، على ما يتوفر من معلومات بهدف الإجابة على عدد من الأسئلة التي طرحت، على أن ترفع هذه المعلومات إلى مجلس الوزراء«.

وكان الحاج حسن قد بدأ إثارته لموضوع شهود الزور بمداخلة مطولة، مشدداً على ضرورة محاكمة هؤلاء الشهود ومعرفة من »فبركهم« لمعرفة جزء من الحقيقة.

وأكد »إن هذا الموضوع سياسي بامتياز وليس قضائياً فقط«.

وتكلم نجار مشيراً إلى أنه مع فصل السلطات، بين القضاء ومجلس الوزراء والمحكمة الدولية، »وأنا مع كل شيء يؤدي إلى الحقيقة«، معتبراً أن هذا الأمر يقع ضمن صلاحياته.

حرب: كارثة

أما وزير العمل بطرس حرب فقد دعا إلى »أن يقوم كل واحد بعمله، فمن يعمل في السياسة فليعمل في السياسة، ومن يعمل في القضاء فليعمل في القضاء«، معتبراً »أن إدخال الموضوع السياسي في القضاء ضرب للعدالة ولمبدأ فصل السلطات«.

وإذ شدد على »أهمية عدم استباق عمل القضاء في ما خص المحكمة الدولية« لفت إلى أنه »إذا أصبح مجلس الوزراء السلطة القضائية العليا، فهذه كارثة، إذ أن على الحكومة أن تسهل عمل القضاء لا أن تحل محله«. وبعد اتخاذ مجلس الوزراء قراره، أعلن الحاج حسن أنه راض تماماً على تكليف نجار إعداد ملف حول شهود الزور، لافتاً إلى توافق تام حول هذا الموضوع.

وكانت أوساط »حزب الله« قد اعتبرت أن مجرد بحث مجلس الوزراء موضوع شهود الزور، وتكليف وزير العدل متابعة هذه القضية هو إنجاز، وإلى حد الحديث عن »بداية تحوّل« في مسار التعامل مع المحكمة الدولية.

لكن اللافت أن عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر اعتبر أن تسليم قرائن نصرالله إلى ميرزا، وبالتالي إلى مكتب بيلمار، هو »نوع من التجاوب والاعتراف بالمحكمة الدولية«.

القمة الثلاثية

بيد أن كلام قماطي قطع كل علاقة بالمحكمة الدولية، لا بل إن الساحة اللبنانية أصبحت أمام واقع جديد من الصعب التكهن بتفاصيله القريبة والبعيدة. وتحدثت معلومات عن أن رئيس الجمهورية فوجئ بالموقف، وكان لافتاً أنه في الكلمة التي استهل فيها جلسة مجلس الوزراء يوم الأربعاء، تحدث عن القمة الثلاثية التي عقدت في بيروت وضمت إليه كلاً من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد.

تذكير الرئيس

الرئيس سليمان ذكّر - وهذا أمر له دلالته في هذا الظرف بالذات - بالبيان الصادر عن القمة والذي أكد »التزاماً عربياً بالمحافظة على لبنان وإظهاره نموذجاً للتنوع في ظل المشاركة الديموقراطية ليتناقض مع النموذج الإسرائيلي«.

الرئيس اللبناني قال »إن القمة الثلاثية وزيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني جددتا الالتزام بوثيقة الاتفاق الوطني في الطائف (1989) واتفاق الدوحة (2008).

وتحدث الرئيس الحريري، فكرر دعوته إلى »الهدوء والكلمة الطيبة والحوار صوناً للوحدة الوطنية، وحفاظاً على مصلحة لبنان«، منوهاً بـ»إنجازات الجيش والقوى الأمنية في التصدي لإسرائىل وملاحقة عملائها ومكافحة الإرهاب«.

جنبلاط وفيلتمان

واللافت أن موقف »حزب الله« جاء في وقت ترددت معلومات حول مساع يمكن أن يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من أجل إرجاء إصدار القرار الظني، فيما نقل عن وزير بارز في قوى 8 آذار أن ذلك الموقف اتخذ بعد اطلاع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط قيادة »حزب الله« على نتائج لقائه الأخير في باريس مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان والذي كان بالغ التشدد حيال القرار الظني »ما دامت طهران لا تزال على مواقفها المتصلبة«.

الدوامة الآن و... صاعداً!

 

وليّ الدم... وليّ المرحلة... وليّ الجمهورية

مرجع في 8 آذار: كلمة الحريري أهم من كلمة بيلمار أو فيلتمان

هل يقبل ميقاتي أو الصفدي بترؤس حكومة انتقالية؟

اقتراح بالتمني على رياشي وثابت الاستقالة من المحكمة الدولية

لماذا السعي لإخراج »القوات اللبنانية« من وزارة العدل؟

الحدث... رجل ويدعى سعد الحريري! حتى أن مرجعاً في قوى 8 آذار يقول لنا: »سواء كنت من خطه السياسي، أو في مواجهة هذا الخط، فإنني لا أرى فيه مجرد ولي للدم، على الرغم مما يعني ذلك على كاهل الشيخ سعد، بل إنه أيضاً ولي المرحلة، إن لم أقل ولي الجمهورية«.

وفي نظر المرجع أنه مهما حكي عن المحكمة الدولية، وأنها أصبحت في »قبضة« مجلس الأمن الدولي، أو في قبضة الكبار في هذا العالم، فإن كلمة ينطق بها الحريري هي أهم بكثير من أي كلمة ينطق بها المدعي العام الدولي دانيال بيلمار أو مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان الذي (يا للغرابة!) لم يكتشف حتى الآن أن من يعتقد أنه يمسك بالورقة اللبنانية إنما يمسك بالنار..

تسييس المحكمة

لكن السؤال الذي يطرح الآن في الأوساط السياسية هو: ماذا يستطيع أن يفعل الحريري؟

المرجع يضحك عندما يقرأ كلاماً حول إمكانية »تسييس« المحكمة، فهو يعتبر أن المحكمة الدولية ولدت أساساً من رحم سياسي، ولأغراض تتعلق بسيناريو شديد التعقيد، ويتعلق بوضع المنطقة ومستقبلها، معتبراً أن حساسية الوضع اللبناني لا يمكن أن تتحمل أي عبء من هذا القبيل، ليضيف »أقول هذا، وإن كان كلامي يثير الكثير من الآلام، فالحقيقة في الشرق الأوسط هي ما يقوله الأميركيون وما يقوله الإسرائيليون لا ما تقوله الحقيقة«!

مستشارو الحريري يقولون إن رئيس الحكومة الشاب عاش تجربة هائلة على امتداد السنوات الخمس المنقضية. كرجل دولة لا بد أن ينتقل من الشعر إلى النثر. سنوات صاخبة، بل ومدمرة، تعلّم منها الكثير. يدرك أن المخاطر كبرى، وسواء كانت داخلية أم خارجية. وعلى هذا الأساس، فعندما قبل أن يكون رئيساً للحكومة لم يكن هذا برغبة في السلطة، وهو الذي كان بعيداً عن ذلك الكرنفال السياسي، وإنما لعلمه أن البلاد مقبلة، مع اقتراب موعد القرار الظني، على مرحلة بالغة الدقة، وبالغة الخطورة، فقرر أن يكون »ولي المرحلة«، استطراداً »ولي الجمهورية«!

ميقاتي والصفدي

لمرجع يرى أن من يتولون تسويق الشائعات حول التغيير الحكومي إنما يرتكبون خطأً فادحاً، ليسأل: »ثم من قال إن الرئيس نجيب ميقاتي، والوزير محمد الصفدي، وهما رجلان محترمان، يقبلان بترؤس حكومة انتقالية تكون مهمتها تصفية علاقة الدولة اللبنانية بالمحكمة الدولية«.

وهو يؤكد أنه لم يسمع من أي مسؤول سوري كلاماً عن التغيير الحكومي، لا بل إن ما يسمع هو كلام حار، وودي جداً، حيال الحريري الذي يعرفون في دمشق مدى دقة الوضع الذي دفعته إليه الظروف الداخلية والإقليمية والدولية المعقدة، بل والمتلاطمة، ليقول: »إنني أقسم بأن الشيخ سعد يكره إسرائيل مثلما يكرهها السيد حسن (نصرالله) وأكثر، وهو صادق جداً عندما يقول إنه كان يتمنى لو أن إسرائيل تقف وراء جريمة 14 شباط/ فبراير 2005، فهذا شرف له ولأبيه الذي كان من أوائل المقاومين للاحتلال«.

إبراهيم نجار

المرجع يقول إنه »منذ البداية كان هناك خطأً في إسناد حقيبة العدل إلى وزير تسميه »القوات اللبنانية«. ومع احترامنا العميق للبروفسور إبراهيم نجار الذي نجل ونحترم، فإنه لا يستطيع إلا أن يظل داخل »السياق السياسي«، ولا نقول »السياق الإيديولوجي« لسمير جعجع الذي نعرف مواقفه من كل القضايا، ونعرف ماذا يضمر وماذا يتمنى، مع أن التغيرات، وسنوات الزنزانة، كان يفترض أن تغيّر فيه شيئاً. لم تغيّر فيه سوى القليل. ذلك القليل الذي لا يكفي«.

أما السبب فهو اعتقاد البعض في 8 آذار أن وزارة العدل تحوّلت إلى »مستوطنة« لـ»القوات اللبنانية« التي تنتهج خطاً معيناً حيال المحكمة، ويعتقد هذا البعض أن الخط إياه موحى به من الخارج، ومن فيلتمان شخصياً، وأنه مدفوع الأجر سياسياً ومادياً.

وذلك »البعض« يصل إلى حد القول إن إشغال حقيبة العدل من قبل »القوات اللبنانية« إنما أتى بـ»أوامر« خارجية ولغايات تتعلق بمسار المحكمة الدولية. وعلى هذا الأساس، فإن نجار يفتح ملفات ويقفل ملفات، مع أن المعروف قانوناً أنه حتى ولو كان وزير العدل هو رئيس كل المدعين العامين، فإن هناك فصلاً قاطعاً بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية..

المطلوب الآن إخراج نجار من قصر العدل من أجل »توليفة« جديدة تتعلق بطريقة التعامل مع المحكمة الدولية، ومع الملفات الخاصة بالجريمة. لكن هذا يعني، حتماً، خروج بطرس حرب من الحكومة وكذلك سليم الصايغ، وربما زياد بارود وطارق متري، فضلاً عن سليم وردة بطبيعة الحال..

استقالة القضاة

هذا بعدما أصبح معلوماً أن ثمة من عاد عن اقتراح سحب القضاة اللبنانيين من المحكمة الدولية لأن هذا يضع الحكومة اللبنانية في موقف حرج حيال مجلس الأمن، وأيضاً حيال المرجعيات الدولية على اختلافها. الاقتراح الآخر الآن هو التمني على القاضي رالف رياشي، نائب رئيس المحكمة أنطونيو كاسيزي والقاضية جوسلين ثابت، نائبة المدعي العام دانيال بيلمار، إضافة إلى القضاة وحتى الخبراء الآخرين الذين يحملون الجنسية اللبنانية، تقديم استقالتهم على غرار ما فعله مسؤولون آخرون في المحكمة، فهذا إذ »يشل« عمل المحكمة لا يلحق الأذى بالحكومة اللبنانية، على أساس أن تلك الخطوة حصلت بدافع شخصي، ولأسباب شخصية، ولكن إذا كان هذا النوع من »التركيبات« يصلح على الساحة الدولية، فهل يصلح على الساحة الداخلية؟..

الحلول الكوميدية

أصحاب الاقتراح يسخرون من هذا السؤال، ويقولون إن المسرح الدولي حافل بمثل هذه الحلول الكوميدية وأكثر بالكثير الكثير من المسرح الداخلي..

لا ريب أن ما يرد إلى »حزب الله« من معلومات، ومن تقارير، حتى ومن تحليلات و»تخيلات« يجعل القيادة تعيش، فعلاً، حالة من التوتر الشديد، مع اقتناع أكثر من جهة في قوى 14 آذار وصولاً إلى دارة آل الحريري، بأن يدي نصرالله لا يمكن أن تكونا ملطختين بدم الرئىس رفيق الحريري، ولا بدم ضحيتين مثل سمير قصير، المعادي بعمق، والمعادي »فلسفياً« لإسرائيل، أو جورج حاوي الذي كان في طليعة من أطلقوا »المقاومة الوطنية«، حتى أن البعض داخل الحزب يسأل: ما هي مصلحتنا في اغتيال كل الذين سقطوا بين عامي 2005 و2006؟

القرار والممر الضيق

مرة أخرى، ثمة جانب خفي من المشهد. أشياء حدثت خلف الستار لدفع القرار الظني في ذلك الممر الضيق. والأوساط السياسية تدرك أن رئيس الحكومة يعرف أشياء كثيرة، وحين يقرر أن يلوذ بالصمت، فهذا مؤشر على أن الرجل لو وضع معلوماته على الطاولة »لاقشعرت الأبدان«. البلد على المحك، والأولوية المطلقة للاستقرار لأن هناك من يقبع الآن داخل الجدران، وهو مستعد للخروج في اللحظة المناسبة مستفيداً من ذلك المستنقع الاستخباراتي، مع التأكيد، مرة أخرى، أن هناك من يخشى فعلاً على رئىس الحكومة (وثمة كلام يقال في حضرة مراجع أساسية في الدولة)، فهو الذي يمسك بمفتاح الاستقرار في البلاد، ومع اعتبار المظلة السورية - السعودية. ومن يفكر بإدخال البلد في النفق، لا بد أن يسلط الضوء على الحريري..

على هذا الأساس، ترى المصادر الديبلوماسية في بيروت أن لبنان يمر بمرحلة بالغة الدقة، ليضيفوا أن الحريري الآن هو »الحدث« لأنه يدير الوضع بأسلوب المايسترو البارع والمقتدر، حتى ولو وضعت في وجهه كل تلك الملفات الصارخة. وفي الاجتماع الأخير الذي عقده ومستشار الأمين العام لـ»حزب الله« حسن خليل، وهو اجتماع الفجر (فجر الاثنين)، خرج هذا الأخير شديد الارتياح ليتناول السحور مع نصرالله وليطمئنه..

وعلى الرغم من كل شيء. ثمة حديث دائم عن »الأشباح« وعن »حرب الاستخبارات« وعن صفقات وتسويات على حساب لبنان. يقول الحريري: لا تأخذوا بهذا التهويل. ولتطمئن نفوسكم، ولو إلى حين!

 

الانقلاب الأخضر

التعاون في ذروته بين الرئيس السوري والأمير عبد العزيز بن عبد الله

لبنان في عهدة الأسد من جديد بتكليف سعودي..؟

تعاون سوري - سعودي في ملفي لبنان - العراق يقلب المعادلات

واشنطن وباريس ليستا واثقتين من قدرة سورية على تحجيم »حزب الله«

 باريس- بروكسيل- واشنطن/ »المحرر العربي«:

تقاطعت معلومات باريس وواشنطن حول ما يجري في لبنان والمنطقة وما يصفه تقرير سياسي - أمني بالصيغة الجديدة لعودة سورية إلى لبنان ولأغراض محددة، صيغة تقودها المملكة العربية السعودية ولم ترفضها أو تباركها واشنطن وباريس بانتظار نتائجها على الأرض.

في التقارير أن خادم الحرمين الشريفين معني بالوضع العراقي أكثر من الوضع اللبناني، ويعتبر أن دوراً سورياً ممكناً في العراق بحكم اللجوء العراقي الكثيف لسورية وعلاقات سبقت للنظام بالمعارضة العراقية التي تواجدت في دمشق لزمن، هذا الدور الممكن ببعده العربي سوف يساعد على لجم الانهيار الذي تقوده طهران. وقد أدت الاتصالات المكثفة بين دمشق والرياض التي قادها الأمير عبد العزيز بن عبد الله - ويطلق التقرير عليه تعبير »وزير خارجية الظل للشؤون العربية« - إلى تسوية لا تعارض فيها الرياض عودة سورية سياسية أمنية محدودة إلى لبنان مقابل الضغط على الواقع العراقي لتحسين شروط قيام حكومة جديدة برئاسة إياد علاوي الذي يعتبره الكثيرون ممثل الاتجاه العربي في العراق الجديد مقابل الاتجاهات الأخرى ذات الولاء الإيراني، لا سيما وأن علاوي شيعي المذهب، ما ينفي عنه تأييده البعد المذهبي.

ويعتقد مراقبون متابعون أن أبعاد الاتفاق الجديد بين العاصمتين العربيتين؛ الرياض ودمشق، قد تناول صيغة العودة السورية إلى لبنان وأهدافها المعلنة إضافة لهدف آخر تؤثر التقارير الإشارة إليه بحرفي »ح.م« ويعتقد أنه يقصد الحريري وتيار المستقبل وينص على تعاون ممكن في ملفي المحكمة الدولية والمستقبل.

يقول التقرير إن موضوع المحكمة وما يمكن أن يشير إليه القرار الظني الذي كشف اتجاهه، ليس ما نشر في »دير شبيغل« بل طبيعة الأسئلة التي وجهها المحققون لعناصر من »حزب الله« والمدى الذي وصل إليه التحقيق، كان موضوع تلك الإتصالات المكثفة التي قادها الأمير عبد العزيز بن عبد الله وأكدت الحاجة إلى ضبط هذه الجبهة لئلا تؤدي تداعيات القرار الظني إلى تفجير غير محسوب بتوقيت صعب. وقد أنتجت تلك الاتصالات زيارة العاهل السعودي والرئيس الأسد لبيروت لساعات اعتبرت تاريخية توكيداً لهذا التعاون الثنائي.

وقد سأل الجانب السوري خلال الاتصالات: كيف يمكن ضبط التداعيات في ظل تهميش عناصرها وجماعاتها، إضافة إلى غيابها عن الأرض اللبنانية؟

يقول التقرير إن ما أمكن رصده هو أنه في نهاية تلك الاتصالات التي أعطت الأمير السعودي دوراً وحضوراً أصبح رئيسياً في الملف اللبناني السوري السعودي فقد وجدت قيادة المملكة أن قدراً محسوباً من حضور سوري سياسي- أمني لن يكون معترضاً عليه ولا مرفوضاً بقياس أهدافه ويمكن أن يخدم لبنان وسورية والعراق في وقت واحد.

وينقل التقرير عن الأمير السعودي قوله على ضوء ما سمع وما تابع: إن دوراً عربياً أمنياً لسورية في لبنان وحده يمكن أن يحمي الوضع اللبناني من الانهيار، وأن يضع حداً لتمدد »حزب الله« ومعه سياسة طهران التي قد تؤدي إلى مواجهة دولية - إسرائيلية - شرق أوسطية تجر سورية معها ويتجنبها الرئيس الأسد إدراكاً منه لخطورتها على مستقبل المنطقة.

يضيف التقرير أن بعض ما تسرب من عناصر الاتفاق هو:

1 - توفير مناخ إيجابي لعودة العلاقة بين سورية ولبنان إلى قدر من إدارة الملف اللبناني تحت عنوان التنسيق المشترك عبر تحالفات سياسية تشارك فيها جماعات سورية أو قريبة من سورية، وتنسيق أمني عبر الأجهزة التي تمون عليها سورية أو العناصر التي تلعب دوراً في الواقع السياسي وهي عناصر تملك القدرة والخبرة ويتشارك فريق فيها، ربما، مع تيار المستقبل في نقطة الهاجس الأمني الذي تشكله الجماعات المسلحة. ويتردد أن ضابطاً سابقاً أصبح هو المسؤول عن إدارة الملف لبنانياً على أن يبقى في الظل؟

2 - قدمت سورية عبر الوسيط السعودي قائمة بمن تعتقد أن تغييبهم أو إبعادهم أو تجميد نشاطهم السياسي والإعلامي ضرورة لهذا التعاون. وقد شملت القائمة كل المختلفين مع سياسة سورية إضافة لبعض من لا تأنس طهران وجماعاتها لحضورهم أو نشاطهم. وعلى الرغم من أن القائمة تشمل العديد من أصدقاء المملكة فقد تم تسويقها على أنها ضرورة للتغطية.

3 - طلب الجانب السوري في المفاوضات تهدئة سعد الحريري ومعه تيار المستقبل لضمان نجاح الخطة وأكد أن بعض النقد لأدائه يبعد النظر عن الاتفاق وتستطيع سورية تكذيبه في حال تسربه. وضرب المفاوض السوري أمثالاً على »قدرة السياسة المزدوجة على تحقيق انتصارات وتنفيذ خطط ذات بعد استراتيجي«.

4 - وافقت سورية على أن تلعب دورها المطلوب في لبنان وطلبت أن يترك لها تقدير التفاصيل على أن يكون الهدف المرحلي الأول منع الانفجار والثاني تحجيم دور التنظيمات العسكرية والذي يشمل »التنظيمات الفلسطينية« - وهو تعبير أصرت دمشق على استخدامه منعاً لردود الفعل من »حزب الله«؟

5 - أشارت دمشق إلى أن حضور جماعتها السابق سوف يأخذ، ربما قليلاً، من دور تيار المستقبل وهذا طبيعي ويجب المساعدة عليه لأنه المدخل للمهمة الأساس.

6 - طلبت دمشق من المملكة مساعدتها على تنفيذ هذا المخطط وأشارت لدور قيادات أمنية وسياسية أساسية بعضها سبق واستُبعد، تستطيع أن تساهم في التنفيذ ولكنها تحتاج أيضاً للدعم وتفضل هذه العناصر أن يجيء الدعم عن طريقها أي طريق دمشق ولمصلحة الفريقين.

 ينتهي التقرير الذي اطلعت »المحرر العربي« على المقتطفات الخضراء منه - المقتطفات الحمراء بالغة السرية - إلى طرح عدد من الأسئلة المشروعة:

أ - هل تستطيع سورية فعلاً تحجيم »حزب الله«...

ب - وهل من مصلحتها ذلك..؟

جـ - ما هي الحدود التي تتوقف عندها؟

يجيب التقرير: إن سورية لا تستطيع فعلاً القيام بهذه المهمة لأن »حزب الله« اليوم ليس »حزب الله« بالأمس. قد تستطيع سورية وقف تمدد »حزب الله« ولكنها لا تستطيع ولا تريد أكثر. وربما انتهى الأمر بينها وبينه إلى تقاسم النفوذ والمصالح مع تغييب مؤكد للحضور السعودي الذي يوفره تيار المستقبل سواء بمصالح فريقه أم بمشاعره العربية.

هذه هي أبرز عناصر الاتفاق والملاحظات التي عرضها التقرير الأمني- السياسي عن لقاءات الأمير عبد العزيز بن عبد الله، وقد أكد التقرير أنه سيكون المسؤول عن ملفي لبنان سورية بحكم خبرته وثقافته والثقة التي يوليها له خادم الحرمين الشريفين.

يؤكد المراقبون المواكبون لهذا التحول أنه ستكون هناك نتائج داخلية كبيرة لهذا التفويض السعودي للأمير عبد العزيز بن عبد الله لأن الأمير لا يكنُّ كبير ودّ للرئيس الحريري من أيام الملك الراحل فهد بن عبد العزيز. ليس معنى هذا أنه سيقوم بتصفية حسابات.. ولكنه يعني أن للأمير حساباته ورهاناته الأخرى. وربما كان هذا هو بالضبط رهان دمشق.

  

إذا كانت اسرائيل قتلت الحريري فعلى حزب الله الإعتذار من كل اللبنانيين

حسن صبرا/الشراع

إذا كان حزب الله مقتنعاً حقيقة بأن اسرائيل هي التي ارتكبت جريمة اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري، فإن على الحزب اخلاقياً وضميرياً وسياسياً ان يخرج على محازبيه قبل غيرهم، ثم على اللبنانيين كلهم، بمطالعة شاملة لكل خطواته ومواقفه وسياساته التي كلفت اللبنانيين غالياً، التي اقدم عليها ضد المحكمة الدولية، تحت عنوان النقد الذاتي، بعد ان أحال نقده ضد كل من طالب بالحقيقة والعدالة وناضل من اجل قيام المحكمة الدولية، وبعضهم دفع حياته وهو نتيجة ايمانه وسعيه لقيام هذه المحكمة، الى حملات تخوين وتهديد (والمحكمة ستثبت ان كان ارتكب ايضاً جرائم قتل ضد بعض الذين كان لهم دور في قيام المحكمة، او زودها بأدلة لا تقبل الشك، لا معطيات ولا قرائن).

على حزب الله بعد اتهامه اسرائيل بقتل الحريري، ان يعتذر من الوطن كله ومواطنيه لأنه تأخر خمس سنوات عن تقديم ما سماه امينه العام حسن نصرالله معطيات وقرائن تدين العدو الصهيوني، بدل ان يظل اللبنانيون اسرى لإرهاب عانوه خلال 5 سنوات وأكثر، واسرى لصراعات داخلية هددت اكثر من مرة بفتن مذهبية بين المسلمين، وبينهم وبين المسيحيين، وبين المسيحيين انفسهم، وهددت علاقات لبنان العربية، مع سوريا ومع السعودية ومع مصر وزرعت الخلافات بين العرب انفسهم المصريين مع السوريين، والسعوديين مع السوريين والسوريين مع الاردنيين وكل العرب والايرانيين.

على حزب الله ان يعتذر عن استقالة وزرائه (وأمل) من حكومة فؤاد السنيورة الاولى بسبب سعيها لطلب محكمة دولية بعد ساعات من اغتيال (اسرائيل) للمظلوم الزميل جبران تويني، وان يعتذر ايضاً من حركة أمل لانه ورطها في هذه الاستقالة وفي كل مشاريعه التي كانت مشاريع فتن مذهبية شاملة في لبنان، خلال خمس سنوات عجاف.

وان يعتذر من فؤاد السنيورة وكل وزرائه الذين ((زُربوا)) في سرايا الدولة اللبنانية ورمزها التنفيذي حاملين دماءهم على أكفهم وفيهم خلاصة اوادم البلد واتقيائه واكثرهم نزاهة، لأنهم صمموا على قيام المحكمة التي ستحاكم قتلة رفيق الحريري وزملائه وكل الذين سقطوا بعده، طالما ان حزب الله بلسان امينه العام اتهم اسرائيل بقتلهم، ثم حارب قيام المحكمة الدولية.

على حزب الله ان يعتذر من اللبنانيين لأنه أخَّر تشكيل هذه المحكمة لمحاكمة اسرائيل، اذا كان مقتنعاً انها هي التي قتلت الحريري، وان يسارع الى تفعيلها بتقديم كل ما يلزم حتى تسارع بكشف القتلة الصهاينة.

وان يعتذر حزب الله من القضاء اللبناني الذي كثيراً ما اطلق ضده اسقاطات التواطؤ بل والتخوين في مسألة المحكمة الدولية، وان يسارع الحزب اليوم قبل الغد الى اعطاء الثقة للقضاة اللبنانيين المختارين من مجلس القضاء الاعلى للمحكمة الخاصة بلبنان، بدل حملة التخوين التي سبقت حملة الحزب وأمينه العام في اتهام اسرائيل، فإن الحزب عليه ان يعطيهم الثقة في ان دورهم في المحكمة سيكون وفق قرائن ومعطيات نصرالله قوياً في مواجهة اسرائيل.. هذا اذا كان حزب الله مقتنعاً بأن اسرائيل هي التي قتلت رفيق الحريري وباسل فليحان، وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل، وانطوان غانم ووليد عيدو وفرانسوا الحاج ووسام عيد وحاولت اغتيال مروان حماده والياس المر ومي شدياق وسمير شحادة، وهي التي حاولت اقامة امارة اسلامية في الشمال بدءاً من طرابلس واحتلت نهر البارد وقتلت 175 جندياً لبنانياً، وجرحت وأعاقت اكثر من 500..

قناعة حزب الله بقتل اسرائيل لكل هؤلاء، تلـزمه ان يعتذر من اهاليهم لأنهم في حياتهم كانوا دائماً عرضة للتخوين والتهويل والحملات الاعلامية من مخبريه واعلامه ومشايخه ونوابه

 

فشل وزراء عون استمرار لفشله السياسي

حسن صبرا/الشراع

أبلغ تعبير خرج به أحد المتظاهرين الجنوبيين ضد انقطاع الكهرباء في كل المناطق، قوله ان على وزير الكهرباء جبران باسيل بدل أن يصرف ملايين الدولارات لحملات إعلانية عن مشروع عودة الكهرباء بعد عدة سنوات، أن يوزعها على الناس لشراء مولدات للكهرباء وهو يعرف ان الكهرباء لن تعود إلى المنازل بشكل دائم إلا بعد عقد أو أكثر من الزمان.

اللبنانيون مجمعون منذ ان تولى وزراء ميشال عون مواقعهم في الكهرباء والاتصالات والسياحة، جبران باسيل وشربل نحاس وفادي عبود على ان أفشل موسم سياحي، حصل هذا العام متراجعاً نحو 20% عن العام الماضي في عدد السياح والمصطافين وسوء استغلال بعض المرافق والمطاعم للمصطافين العرب خصوصاً، وعلى ان أسوأ خدمات اتصالات تتم في لبنان منذ نحو سنة، قياساً بهذا القطاع الذي كان سابقاً وقبل تولي شربل نحاس ومن قبله جبران باسيل هذا القطاع في حكومتي فؤاد السنيورة وسعد الحريري أفضل حالاً بما لا يقاس.

.. وأن أسوأ عهد في تقنين الكهرباء وخسارة برادات وغسالات وأجهزة مرئية ومكيفات وكل ما له علاقة باستهلاك الطاقة بسبب التقنين بمناسبة وبدونها، تتم ويتم في عهد جبران باسيل، حتى ان كثيراً من المواطنين يعدون دعاوى قضائية ضد هذين الوزيرين شربل نحاس وجبران باسيل.

ولعل فشل هؤلاء الوزراء في مواقعهم هو جزء من فشل ميشال عون السياسي على كل الأصعدة، فهو مهندس أعمالهم في وزاراتهم، وهو صاحب فلسفة كثرة الكلام وقلة العمل، حتى إذا عمل أي من هؤلاء الوزراء كانت الفضيحة فشلاً كاملاً.

وهو فشل مستمد من مسار عون في تياره الوطني، بعد ان انفض عنه مؤسسوه الأساسيون ليس فقط حكماؤه من سعدالله الخوري ونديم لطيف وعصام أبو جمرا، بل من جمهوره الذي اعتقل منه المئات في عهد الوصاية السوري والنظام الأمني اللبناني الرباعي التابع له، فعاد عون من باريس بصفقة باع فيها كل نضالات هذا الجمهور الذي كان أحد مؤسسي تيار الاستقلال الذي تفجر يوم 14 آذار/مارس 2005. وهو فشل مستمد من كشف الناس لمزاعم عون عن مقاومة الفساد، وهو دشن عودته من المنفى بالتحالف مع رموزه وما زال في احضانه. وهو فشل مستمد من فضح المسيحيين لرهانات عون السياسية، والعقائدية، كجزء من تاريخه في طعن المسيحيين في الصميم بدءاً من حروب الالغاء العسكرية، الى شقيقاتها السياسية والاعلامية والاجتماعية. وهو فشل مستمد من شعور المسيحيين بأن عون نجح في ما لم ينجح به كل اعداء الوجود المسيحي في هذا الشرق، بحمل معول الهدم ضد الصروح المسيحية والمارونية خاصة بدءاً من صرح بكركي الى بقية صروح المسيحيين.

لذا من الطبيعي ان ينعكس هذا الفشل السياسي، وهذه الخيارات التي ذبحت الوجود المسيحيي في لبنان، وهذه الرهانات على انقسام اللبنانيين، وعلى ركوب الحصان الشيعي لمنازلة الحصان السني، ومعاداة العرب والارتماء في احضان الفرس، وتحدي المجتمع الدولي نكاية بفرنسا وأوروبا وأميركا وغداً روسيا..

من الطبيعي ان يفقد وزراء عون بوصلة العمل السياسي لتتحول اعمالهم في مؤسسات الدولة الى مشاكسة على طول الخط، سواء داخل مجلس الوزراء، او مجلس النواب او في التعاطي مع مصالح الناس. فإذا كان معلمهم ما زال مصمماً على ان لا شيء تغير شعبياً حوله، وانه ما زال قوياً مراهناً على فتن بين المسلمين كي يكسب حصانه السباق نحو الفتنة فكيف لوزرائه ان ينجحوا في معالجة مشاكل الناس انفسهم مسلمين ومسيحيين. سيستمر انقطاع الكهرباء وأعطال الاتصالات وتراجع المواسم السياحية، طالما ظلت هذه المرافق محكومة بفلسفة عون: دعه يحكي، حتى يصبح الكلام بديلاً كاملاً عن العمل، فالعاجز عن العمل يداريه بالكلام وراقبوا أطنان الكلام من ميشال عون وأصفار الفعل والتأثير منذ سنوات خمس

 

نصرالله أقنع الأسد بالتمديد للحود وعدم الانسحاب إلى البقاع

حسن صبرا/الشراع

لم تستقم العلاقة يوماً بين إميل لحود ورفيق الحريري، فكثيرون يعرفون ان لحود كان يريد أن يضع الحريري في السجن بينما كان الحريري يريد أن يعيد لحود عريفاً في الجيش!

البعض كان يعيد الجفاء بين الرجلين، الذي تحول إلى عداء مستحكم إلى فقدان الكيميا التي تجمع وفقدانها يفرق.

والبعض كان يعيده إلى لعبة نظام الوصاية أو بعض مراكزه التي تهوى التفريق بين الاصدقاء ليصبحوا على طريقة ياسر عرفات أعدقاء.

والبعض يكتشف بعد مرور زمن ان موقف كل منهما من دور حزب الله في لبنان، كان حائراً بين أن يكون الخلاف حوله هو سبب الجفاء ثم العداء بين إميل لحود ورفيق الحريري، أو ان استقواء لحود بالحزب هو أبرز أسباب العداء مع الحريري، خاصة وان الحزب لم يخف طيلة الفترة الممتدة من 1992 حتى 2005 خصامه العقائدي والاقتصادي والسياسي والثقافي والمذهبـي مع الحريري، وان لحود الذي كان يقف خلف جزء من هذا الخلاف كان أبرز المستفيدين منه، كما أن حزب الله الذي كان يقف وراء خلاف لحود مع الحريري، كان أبرز المستفيدين منه.

دون أن ننسى أبداً البعد العربي في دور ومسؤولية وولاء رفيق الحريري، في مواجهة البعد الإيراني في تأسيس وتوجيه وتسليح حزب الله ودوره في الصراع الذي اختار لبنان ساحة لصراعاته وطموحاته ومشروعه التوسعي في الوطن العربي، واعتباره حزب الله أداته الأساسية.

راقبوا.. وبعد مرور أقل من سنة على تشكيل رفيق الحريري لحكومته الأولى عام 1992، كيف تعامل حزب الله مع الرجل إثر مجزرة جسر المطار حين صمم الحزب على التظاهرة الميليشيوية احتجاجاً على اتفاقية أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع العدو الصهيوني في 13/9/1993.

لقد اتهمه نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم بالخيانة والصهيونية. بينما كان صاحب قرار المجابهة مع حزب الله هو الياس الهراوي ولم يرمه الحزب وإعلامه بوردة.

تذكروا كيف ان قائد الجيش يومها إميل لحود رفض النـزول إلى الشارع لمجابهة المتظاهرين من حزب الله (بعد ان استشار رئيس الأركان السوري العماد أول حكمت الشهابي) وكيف صمم الياس الهراوي كرئيس ان يمنع التظاهرة بالقوة إذا اقتضى الأمر وحصلت المجابهة التي قتل فيها عدد من عناصر الحزب وانتهت باستقالة وزير الداخلية بشارة مرهج.

لقد طلب وزير الدفاع يومها محسن دلول من الحزب الاكتفاء بالتجمع في جبانة الشهداء في زاوية قصقص، لكن الحزب صمم على التظاهر حتى جسر المطار تحدياً لرفيق الحريري والقرار بالتصدي كان لإلياس الهراوي والاتهامات أسقطت على الحريري والمديح انهال على إميل لحود.

وخلال قيادة إميل لحود للجيش (1990 – 1998) أرسى قاعدة جوهرية في علاقة الجيش مع حزب الله، التزم بها بعده العماد ميشال سليمان وبلغت ذروتها في عهد خليفته في قيادة الجيش العماد جان قهوجي وتنص على ان الجيش هو الظهر الحامي للحزب في عملياته ضد إسرائيل وفي ردع أي محاولة لتقديم مصلحة الدولة على مصلحة الحزب في الداخل.

صحيح ان تعامل الجيش مع الحزب كان يتم تحت الرعاية السورية الكاملة، ولم يكن ممكناً لأي قائد جيش مخالفتها، إلا ان لحود كان ينفذ هذه القاعدة بقناعته الكاملة، حتى لو لم تكن لتوصله إلى رئاسة الجمهورية، فجزء أساسي من سلوك لحود مع حزب الله هو كراهيتهما المشتركة لرفيق الحريري، سواء كان الأمر مرتبطاً بالتزام سياسات الوصاية السورية على لبنان.. أو حتى لو كانت مخالفة لرمز هذه الوصاية في لبنان، في أكثر سنواتها جذرية خاصة أيام اللواء غازي كنعان.

 

المشترك بين لحود وحزب الله كراهية الحريري.. وغازي كنعان

كان حزب الله رغم اعتماده الكامل على النظام السوري في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، سياسياً وعسكرياً وأمنياً.. يكن عداء خاصاً للواء غازي كنعان، ولم يكن كنعان إلا ليبادل الحزب الأمر نفسه.. لكن الطرفين التزما طبيعة الدور السوري في لبنان والعلاقات التحالفية بين سوريا وإيران ونفذا مفاعيلها بحذافيرها في لبنان.

حزب الله لم ينس ان باكورة إنجازات كنعان في بيروت حين دخلها فريق المراقبين السوريين في شباط/فبراير 1987 مقدمة لعودة الجيش السوري كما كان خلال الفترة من 1976 حتى 1982 سنة الاجتياح الصهيوني للبنان، هو قتل 23 من عناصر حزب الله فيما عرف بمجزرة ثكنة فتح الله في منطقة برج أبي حيدر.

وغازي كنعان لم ينس ان الحزب دبر عدة محاولات لاغتياله، كان آخرها في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعدها لم يزر كنعان الضاحية حتى غادر لبنان عام 2002.

وكان لحزب الله كما للحود مشترك إضافي يجمعهما هو اعتبار غازي كنعان منحازاً للحريري، بل ان أبسط ما كان يردده الاثنان ان الحريري يرشي كنعان كما يرشي كثيرين في البلد.

وليس أدل على هذا المشترك بين الاثنين تجاه كنعان والحريري، تسلم إميل لحود السلطة عام 1998 بدعم مباشر من نجل الرئيس حافظ الأسد بشار، ورفضه طلب الأسد الأب تكليف رفيق الحريري لتشكيل أول وزارة لعهد لحود، وإصراره على سليم الحص في أول لقاء له مع الأسد بعد انتخابه رئيساً.

الرواية الثابتة بعد إصرار لحود على الحص أمام حافظ الأسد ان الأخير كلف كنعان الذي سيصطحب لحود إلى لبنان ان يقنعه بقبول تكليف الحريري، ورد لحود بأنه سيسجن الحريري ولن يرى رئاسة الوزراء في عهده أبداً.

وكان أول ما فعله لحود بعد عودته إلى بيروت هو تكليف الحص، وبدء الاعداد لنقل كنعان إلى دمشق، غير ان هذا الأمر كان ينتظر رحيل الأسد الأب الذي كان يقدر دور غازي كنعان الناجح في لبنان ومجيء الابن الذي كان بخلعه لكنعان عن لبنان يستكمل إحكام قبضته على النظام الموروث شيئاً فشيئاً بخلع الكبار والمجيء بمن يلتزم أكثر عهده الناشىء معه.

وخرج خلاف لحود مع كنعان إلى العلن أثناء زيارة بشار الأسد الأولى إلى لبنان كرئيس للجمهورية بعد التحرير، حين اصطحب الأسد غازي كنعان إلى القصر الجمهوري للقاء لحود، حيث طلب قائد الحرس الجمهوري مصطفى حمدان من غازي كنعان عدم دخول الغرفة الخاصة التي سيعقد فيها الرئيسان خلوتهما، لكن بشار التفت إلى لحود قائلاً: غازي هو أنا.. وأنا غازي كنعان. فدخل الثلاثة وانتظر مصطفى حمدان خارجاً.

ولم يعد خافياً على أحد كيف رد كنعان على لحود بتكليف عاصم قانصوه الادلاء بتصريح أعلن فيه ان حكومة عهد لحود (حكومة الحص) تضم عناصر من الموساد..

ولم تهدأ الضجة بين الاثنين لحود وكنعان إلا حين ذهب لحود في زيارة غير معلنة لعنجر التقى خلالها كنعان وأنهى الخلاف العلني بين الاثنين، دون أن يلغي كراهية لحود لكنعان باعتباره رجل الحريري السوري الأول في لبنان.. وكان الرجل الثاني في سوريا في رأي لحود هو عبد الحليم خدام.

كان لحود يريد سجن الحريري من خلال سجن فؤاد السنيورة بتهمة ملفقة حول محرقة برج حمود، وسجن حبيب حكيم في التهمة نفسها تمهيداً لسجن السنيورة، ولم يجد مخرجاً لهذه الورطة إلا اقتراح غازي كنعان بتقديم عريضة من 10 نواب في المجلس تمنع محاكمة الوزراء بعد تركهم مسؤولياتهم إلا أمام محكمة خاصة يشكلها مجلس النواب، فقضي الأمر وخرج حكيم ولم يسجن السنيورة، لكن حلقات العداء المستحكم بين لحود وكنعان والحريري وحزب الله.. لم تنته.

انتخابات 2000

لم يكن مضى على رحيل حافظ الأسد وتسلم نجله بشار السلطة في سوريا اكثر من عدة اسابيع حين دفع اميل لحود بقانون انتخابي للنيابة ما عرف بإسم قانون غازي كنعان وحقيقة الأمر ان الذي وضع هذا القانون هو عقل اميل لحود جميل السيد، وكان الهدف الحقيقي وراء هذا القانون هو تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر انتخابية في محاولة لاضعاف الحريري القادر على اكتساح بيروت انتخابياً لو كانت دائرة واحدة ومع هذا نجح الحريري في اكتساح بيروت عام 2000 وسقط رئيس الحكومة سليم الحص في الدائرة الثالثة، ونقل عن الحص اتهامه لأجهزة امنية بالعمل ضده، وكثيرون اعتبروا يومها ان غازي كنعان بذل جهداً حقيقياً كي يفوز صديقه الحريري في كل بيروت.. ولم ينس له لحود هذا الدعم للحريري.

نجاح نصرالله – لحود في نقل كنعان

توافق الثنائي امين عام حزب الله حسن نصرالله ورئيس الجمهورية اميل لحود على نقل غازي كنعان من لبنان الى سوريا رئيساً للأمن السياسي (ثم وزيراً للداخلية قبل ان ينحر عام 2005).

ومن أبرز المعلومات السرية التي نكشفها اليوم ان الرئيس بشار الاسد كان طمأن قياديين في السلطة ببقاء غازي كنعان خلال وجوده على ارض مطار دمشق الدولي في احدى سفرياته الآسيوية. لكن تعاون نصرالله مع لحود على السعي لدى الاسد الإبن لنقل كنعان من لبنان اثمر اثر زيارة سرية قام بها السيد نصرالله الى دمشق ولقائه الرئيس الاسد لهذه الغاية فشعر رفيق الحريري بعدها انه خسر صديقاً مهماً جداً له وداعماً سورياً حقيقياً في لبنان في مواجهة الثنائي لحود – نصرالله.

غاية في السرية

الاسد لم يرد التمديد للحود

مع اقتراب نهاية عهد اميل لحود الذي أضاعه الحاكم في قصر بعبدا بمشاكسات ونكايات ضد رفيق الحريري وغازي كنعان يعاونه دائماً جميل السيد وحزب الله.. رمى اعلام الحزب ومخبرو جميل السيد في الصفحات الثانية من صحف محلية معروفة اوراق التمديد للحود كخيار لا بد منه امام القيادة السورية الشابة.

لكن بشار الاسد وفي اكثر من مناسبة كان ابلغ كثيرين في لبنان والعالم خاصة فرنسا انه لن يسعى للتمديد للحود، وانه سيترك للبنانيين اختيار رئيس جديد.

تصرف رفيق الحريري على هذا الاساس وعكس قناعته بهذا الامر في كل احاديثه ومباحثاته في الداخل والخارج.

وقد سمع الحريري هذا الكلام مباشرة من الرئيس بشار الاسد وجاء يبلغه لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي كان يلتقيه كثيراً حتى توقف عن استقباله مطلع حزيران/يونيو عام 2004 لسبب لم يكن معروفاً قبل اليوم و((الشراع)) تشرح سببه الرئيسي في هذه المقالة.

فقد عاد الحريري من زيارته قبل الأخيرة الى دمشق وقد سمع من بشار الاسد قراره بأن يختار اللبنانيون من يرونه مناسباً للرئاسة في اشارة الى انه لن يمدد للحود، ليلتقي امين عام حزب الله حسن نصرالله، ويبلغه بما سمعه من الرئيس الاسد.

نصرالله يقنع الاسد بالتمديد للحود

طلب نصرالله موعداً عاجلاً مع بشار الاسد ليلتقيه في دمشق ويحثه على التمديد للحود مبيناً اهمية هذا الامر للمقاومة وللحزب ملحاً بشدة على التمديد ولو لثلاث سنوات.

قال نصرالله للأسد: لقد عمل جورج بوش مع صديق الحريري شيراك على قرار دولي ضدنا في لبنان.. وهو يهدف الى أمرين يمسان النظام السوري وحزب الله.

الامر الاول: هو الدعوة الى انسحاب سوريا من لبنان.

والامر الثاني: هو سحب سلاح حزب الله (باعتباره ميليشيا حسب توصيف القرار 1559 فيما بعد).

قال نصرالله للأسد: ان لحود معنا والحريري وراء القرار الاميركي - الفرنسي، واذا اردنا مواجهة هذه المؤامرة ضدنا فعلينا تعزيز وجودنا في لبنان بشكل مشترك وليس هناك افضل من اميل لحود كي يحفظ لنا ظهرنا ويحفظ لكم وجودكم.

كان بشار الأسد يثق ويحب حسن نصرالله، وقد عامله معاملة الفاتحين حين زاره على رأس وفد من المقاومين في عمليات نوعية ضد اسرائيل في قصر الشعب وقدم لهم ارفع الأوسمة السورية. تراجع الاسد عن قراره عدم التمديد للحود تحت اصرار نصرالله، وتبلغ الجميع في لبنان ان سوريا مع التمديد للرئيس في بعبدا، بعد ان ساد لأسابيع شعار ان التمديد يتساوى مع عدم التمديد وبدأ سليمان فرنجية المقرب من بشار الاسد يستخدم ترمومتر الحرارة ليزيد كل يوم درجة 50 الى 60 ثم 70% لمصلحة التمديد.

وجاء فاروق الشرع الى لبنان ليزف البشرى للحود اولاً ثم لجماعات سوريا واحداً اثر الآخر، وأدرك حسن نصرالله انه نجح في مسعاه واسقط في يد الحريري فتمنع الأخير عن لقاء نصرالله منذ حزيران/يونيو 2004.

الاخطر بعد ذلك

ان القرار 1559 الذي جاء ترجمة دولية للاتفاق الاميركي – الفرنسي بين جورج بوش وجاك شيراك والذي صدر يوم 3/1/2004 اي بعد 24 ساعة فقط من التمديد لإميل لحود بطلب من حسن نصرالله، كان بداية ضغوط اميركية مباشرة على سوريا تمثلت في اللقاء العاصف الذي جمع وزير خارجية اميركا كولن باول مع بشار الاسد في دمشق وشهد 6 شروط اميركية على سوريا اهمها سحب القوات السورية من لبنان واجراء انتخابات رئاسية جديدة في لبنان وسحب السلاح من القوات غير النظامية..

كان كولن باول حازماً وكان بشار الاسد يدرك ان وراء حزم باول وجود 150 الف عسكري اميركي على حدوده في العراق بعد غزو اميركا له اعتباراً من 20/3/2003.

سعى الاسد الإبن لاحتواء القرار الدولي بالعمل على الانسحاب من المدن اللبنانية الرئيسية الى البقاع تنفيذاً لاتفاق الطائف الذي نص على اعادة انتشار القوات السورية في لبنان بعد سنتين من انتخاب المؤسسات الدستورية في البلاد، وهو امر كان يستدعي اعادة الانتشار في مدة اقصاها عام 1992.

كان الأسد يعتقد ان اعادة الانتشار ستجعل كل اللبنانيين متجاوبين مع دعوته متجاهلين مفاعيل القرار 1559، لكن امين عام حزب الله حسن نصرالله توجه مرة اخرى الى دمشق مستعيناً هذه المرة بمراكز قوى مهمة داخل النظام ضاغطة على الرئيس الشاب لمنع تنفيذ فكرته بإعادة الانتشار.

ثم لما اغتيل الرئيس رفيق الحريري يوم 14/2/2005 اعلن مسؤولون ايرانيون لجريدة ((الحياة)) اللندنية يوم 21/2/2005 انه: لا تراجع عن الدعم الايراني لسوريا في مواجهة اسرائيل، لكن ايران غير مستعدة لدعم الوجود السوري في لبنان لأن سيادة لبنان هي امر هام بالنسبة الى ايران!!!.

ما هذه المكيافيلية؟

رجل ايران الاول في لبنان حسن نصرالله يطلب من بشار الاسد عدم الالتـزام باتفاق الطائف القاضي بإعادة الانتشار العسكري، في محاولة لاستيعاب مفاعيل القرار 1559 في انتقاص صارخ للسيادة اللبنانية بعد ان اصبح الطائف جزءاً من الدستور اللبناني ومرجعية نصر الله في طهران تعلن ان ايران غير مستعدة لدعم الوجود السوري في لبنان لأن سيادة لبنان هي امر هام بالنسبة الى ايران!!

حين اغتيل رفيق الحريري طرح العالم كله سؤالاً بديهياً يطرحه اي محقق في اي جريمة قتل من المستفيد من هذه الجريمة؟..

وبعكس السؤال يبدو ان المتضرر الاول من ارتكاب جريمة قتل الحريري كان النظام السوري نفسه.

هل هذا يعني ان ايران متهمة وان سوريا بريئة؟ كان صراع بشار الاسد مع رفيق الحريري حقيقة مؤلمة ومعروفة للدنيا كلها، وقد كشف الحريري لوليد جنبلاط بحضور مروان حماده وباسم السبع وفريد مكاري وقائع الاجتماع العاصف بين الرئيسين في دمشق يوم 26/8/2005، وقد باتت هذه الوقائع احدى حقائق التحقيقات التي ستظهر في القرار الظني المنتظر حول جريمة اغتيال الحريري.

ولم تكن ايران بعيدة ابداً عن معرفة دقائق الصراع بين الحريري والاسد خاصة ان الحريري كان يصارح حسن نصر الله بكل شيء وكانت طهران هي المصفاة التي يمر من خلالها كل ما يمكن ترجمته الى فعل في كل حقل بعد مرور المعلومات اليها.

اغتيل رفيق الحريري الساعة الواحدة بعد ظهر الاثنين في 14/2/2005، وفي الساعة السادسة من اليوم نفسه وحين كان قادة المعارضة الوطنية يومها مجتمعين في دارة الرجل المظلوم، كان اميل لحود مترئساً لاجتماع وزاري عاجل يستمع فيه الحضور المصدوم لدرس في الاخلاق عن احد الذين دارت حولهم الشبهات بالتخطيط لقتل الحريري يقول: ان المسلمين يحدّون على الميت ثلاثة ايام.. وأهل بيروت والسنة سينسون الحريري في اليوم الرابع.. مضيفاً بغرور مشهود له فيه ان آخر جنازة عرفتها بيروت بالآلاف هي جنازة جمال عبدالناصر ولن تتكرر بعده.

وبعد ايام عدة وفي أول رد فعل من اميل لحود الذي كان حاكماً في قصر بعبدا قال عدو الحريري الاول: ان قتله كان رذالة، واستقبل الناس هذا القول بسخرية لاذعة، لكأن الذي حصل هو رمي بيضة فاسدة على بذلة الحريري البيضاء وليس نسفه وموكبه بـ 1800 كلغرام من المتفجرات..

في حين ان اول رد فعل من الرئيس بشار الاسد كان قوله: ان اغتيال رفيق الحريري هو عمل اجرامي شنيع، ولم يكن نائبه عبدالحليم خدام ليحضر الى لبنان للتعزية في الرجل اثناء وجود بقايا جثمانه في مستشفى الجامعة الاميركية ثم الوقوف في دارة قريطم مع انجال الرئيس لتقبل التعازي.. دون موافقة بشار الاسد نفسه.

استقبلت اسرة الحريري نائب بشار الاسد عبدالحليم خدام وافسحت له المجال للوقوف بينها لتقبل التعازي بينما ابلغت مبعوثين من الحكومة انها لن تسمح باستقبال اي مسؤول حكومي، ولن ترضى ان تقيم الحكومة اي جنازة رسمية او حفل عزاء او تأبين للرجل الكبير، مقيمة كل هذه الاجراءات بمشاركة هائلة من معظم اللبنانيين.

لم تنس اسرة الحريري ان رجلها المغدور جاء الى مطار بيروت ليكون في مقدمة مستقبلي الاسرى المحررين من سجون العدو الصهيوني، ولم يجد كرسياً خالياً له كي يجلس عليه الى يسار اميل لحود، كما كان نبيه بري الى يمينه، وعومل بجحود وصل الى حد الاهانة.

لم تنس اسرة الحريري ان مستشاره نهاد المشنوق لفقت له تهمة اللقاء مع صهاينة في باريس وروج المخبرون في صحف محسوبة على لحود لهذا الامر ليصلوا الى اتهام الحريري نفسه في هذا الامر.

وفيما بعد نجح رستم غزالة في اقناع المشنوق انه لم يكن لسوريا اي دور في هذه الاسقاطات وطلب اقامة حفل غداء على شرفه في منـزل المشنوق توكيداً لبراءته وبراءة سوريا من اتهامه فقد كان لحود يعتبر المشنوق عقل الحريري كما كان لحود يعتبر جميل السيد عقله، وكثيراً ما دارت على صفحات الصحف معارك سياسية بين خبر من هنا وتعليق من هناك، مصادرها نهاد المشنوق وجميل السيد، وهي تعكس المواجهة التي لم تنته بين رفيق الحريري واميل لحود.

كانت خاتمة المواجهة بين الثنائي اميل لحود وحسن نصرالله وبين رفيق الحريري وصديقه غازي كنعان، اغتيال الحريري ونحر كنعان، وتسلم حسن نصر الله للسلطة في لبنان خلفاً لاميل لحود.

وأخيراً،

قاد السيد حسن نصر الله تظاهرة الوفاء لسوريا كي يودعها في 8/3/2005 متعهداً لها بأن يتسلم مكانها وهو ما حصل منذ ذلك التاريخ حتى اصبح هو السلطة الفعلية في لبنان تدريجياً وعلى مراحل، في حين هدد اميل لحود في حواره مع الراحل نقيب المحررين ملحم كرم قبل 48 ساعة من اعلان انتفاضة الارز يوم 14/3/2005، المتظاهرين اذا شاركوا في هذه المناسبة رداً على تسلم حزب الله الوصاية الالهية مكان الوصاية السورية.

وفي الحالتين كان رفيق الحريري حاضراً على بعد امتار من الساحة التي اعلن فيها نصر الله تسلمه السلطة مكان النظام السوري في لبنان.

وكان المتظاهرون يستمعون الى شقيقة رفيق الحريري الصابرة بهية الحريري وهي تقول امام الملايين: لا نقول وداعاً لسوريا بل نقول لها الى اللقاء.

حسن صبرا   

 

الحملة على مسجد «غراوند زيرو» تهدد الاعتدال الاسلامي

الجمعة, 20 أغسطس 2010

نيويورك – راغدة درغام/الحياة

أخطأ الرئيس باراك أوباما مرتين في تناوله زوبعة بناء مركز إسلامي ومسجد قرب برجي «مركز التجارة العالمي» في مانهاتن على بعد أمتار من «غراوند زيرو» – موقع الهجوم الإرهابي الذي أطاح البرجين على أيادي 19 إرهابياً مسلماً. أخطأ، أولاً، عندما دخل حلبة الصراع فيما كان عليه أن يترك المسألة حيث يجب بقاؤها، أي في مدينة نيويورك ومع عمدة نيويورك، مايكل بلومبرغ، الذي دافع عن تشييد المسجد في ذلك الموقع وقال: «عار علينا حتى أن نتحدث عن الأمر». وأخطأ، ثانياً، عندما رطّب مواقفه وتراجع في اليوم التالي عن الدعم القاطع لتشييد المسجد قرب «غراوند زيرو»، مشككاً بحكمة مثل هذا القرار، فبدا الرئيس ذو الجذور الإسلامية ضعيفاً، متردداً، متراجعاً أمام حملة الكراهية التي شنّها اليمين المتطرّف والحملة السياسية التي أطلقها الحزب الجمهوري للاستفادة في الانتخابات النصفية المهمة للحزبين الديموقراطي والجمهوري على السواء.

ما يجدر بالرئيس أوباما أن يقوم به الآن هو اختيار المسألة المهمة والتوقيت المناسب ليقلب الطاولة على الذين يصنّفونه بالضعيف ليثبت قوته حيث للقوة فائدة. ويتطلب هذا منه استباق ما هو في ذهن الذين يعدّون له حملة عشواء عندما يضطر للضغط على رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو إنقاذاً لحل الدولتين وصيانة للمصلحة القومية الأميركية.

ربما كان أساساً في ذهن الذين أججوا مسألة المسجد أن يستبقوا الضغوط على إسرائيل الرافضة مفاوضات مباشرة مع السلطة الفلسطينية على أساس مرجعية يتفق عليها العالم أجمع – مرجعية حل الدولتين وإنهاء احتلال عام 1967 للأراضي الفلسطينية مع تبادل أراض والعيش في أمن لإسرائيل وفلسطين.

ما زال المبعوث الأميركي السناتور جورج ميتشل مثابراً وصابراً وآملاً يبذل الجهود لإطلاق المفاوضات المباشرة المرجوة. الوزراء العرب دعموا السلطة الفلسطينية نحو المفاوضات المباشرة في شبه مفاجأة، وذلك تجاوباً مع الجهود الأميركية وإثباتاً للرغبة الصادقة في السلام مع إسرائيل والاعتراف بوجودها على أساس حل الدولتين. «اللجنة الرباعية» المكوّنة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي تعمل جاهدة على لغة لترغيب إسرائيل بالمفاوضات المباشرة على أساس المرجعية التي أقرتها «الرباعية» في إجماع على أهداف التفاوض وأطر أهدافه. لكن حتى الآن، تساوم إسرائيل لكي تجري مفاوضات لمجرد التفاوض والتلاعب بالوقت. وحتى اليوم، تتملص إسرائيل تكراراً من حل الدولتين، بعذر من هنا وذريعة من هناك، متلاعبة على الألفاظ، وهي في واقع الأمر غير جدية في تنفيذ هذا الحل وتطبيقه.

علاقة حل الدولتين بأزمة المسجد في نيويورك لم تكن لتبرز على الإطلاق، سوى من ناحية الرسالة التي يحملها دوماً الإمام فيصل عبدالرؤوف وهي رسالة الاعتدال بين المسلمين والحوار مع الديانات الأخرى. هكذا من وجهة نظر الإمام فيصل، يمكن إضعاف التطرف وتقوية الاعتدال من أجل التصدي للإرهاب عندما يأتي من صفوف المسلمين. أمثال الإمام فيصل يدعون إلى الانفتاح والتعايش ويدعمون خيار المفاوضات والسلام. انهم الصوت الآخر المناهض للأصوات الرافضة للسلم والتفاوض والتي تحرّض على استخدام القوة لتحصيل الحقوق. والإمام فيصل هو الصوت الداعي الى العقل والتعقل والصبر والتفاهم. وما نجم عن الحملة عليه من الأبواق الأميركية، وهي التطرف بعينه، هو ان تلك الأبواق أضعفت هذا الصوت وقدّمت الذخيرة لأصوات التطرف والعنف والانتقام. فهؤلاء في صفوف التطرف شامتون اليوم بالذين قالوا لهم ان أميركا عادلة ومنفتحة تحترم دستورها ولا تميّز بين مواطنيها، إعلامها حر ومستقل والحوار فيها بنّاء. هذه الشماتة ذخيرة للانتقام من المعتدلين المسلمين الذين هم حجر أساس في مواجهة العنف والإرهاب.

سذاجة أكثرية الرأي العام والإعلام الأميركي تعميه عن واقع في منتهى البساطة والوضوح، وهو، أن ما يسمى بالحرب على الإرهاب دفاعاً عن الولايات المتحدة وحماية للمصلحة القومية الأميركية يتطلب بالضرورة الشراكة مع صفوف الاعتدال في القاعدة الشعبية للمسلمين أينما كان.

تعصّب معظم الإعلام الأميركي والرأي العام ضد العرب وتلقائية الانحياز لمصلحة إسرائيل يحولان دون الإقرار الضروري بأن معالجة القضية الفلسطينية بحل عادل للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني هو حجر أساس للقضاء على ذرائع المتطرفين في الصفوف الإسلامية. فالمعادلة في غاية الوضوح: حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي يساوي كسب نصف المعركة ضد الإرهاب والعنف الآتي من المسلمين الغاضبين على أميركا بسبب تحاملها في مسألة فلسطين. وحلّ هذا النزاع يسحب على الأقل نصف الذريعة من أيادي المتطرفين الذين يصادرون القضية الفلسطينية ويستغلونها لحسابهم. ومن يجهل هذا الواقع انما يتظاهر بالجهل، وهو في الواقع منحاز ومتعصب، أو أن السذاجة والجهل هما حقاً آفة تأكل في عصب أميركا.

بالتأكيد، هناك بين الرأي العام الأميركي والإعلاميين من وقف بكل وضوح وجرأة وإصرار في وجه الذين صنعوا من مشروع المركز الإسلامي والمسجد قضية انتخابية أو قضية ضد الإسلام أو قضية ضد باراك أوباما.

وبكل تأكيد ان مواقف العمدة مايكل بلومبرغ، وحاكم نيوجرزي كريس كريستي، وهما من الحزب الجمهوري، مواقف جريئة ومبدئية يجب على القيادات والرأي العام والإعلام في العالم الإسلامي التنبه لها قبل التهجم الشامل على أميركا وحكامها وسياسييها وأعلامها.

وبالتأكيد، أيضاً، ان السجال في شأن موقع بناء المسجد والمركز الإسلامي ليس قطعاً محسوماً لمصلحة الحق بتشييد المركز – وهو حق دستوري يتفق عليه جميع الأميركيين من الناحية القانونية ومن الناحية التجارية ومن الناحية الدينية. فقد كان في وسع الإمام فيصل عبدالرؤوف وشركائه في القرار أن يتعمقوا في معنى قرب المقر من «غراوند زيرو» وما قد ينطوي عليه ذلك من استفزاز عاطفة أو استفزاز كراهية للإسلام.

الإمام فيصل صديق وكذلك زوجته دايزي خان وهما دائماً في المحافل الدولية يعملان نحو الحوار والانفتاح. انهما صورة الاعتدال في الإسلام. دايزي تقول «ان رمز الموقع رمز قوي لأن القرب (من «غراوند زيرو») لبعث رسالة الاعتدال من خلال مركز إسلامي يحتفل بالسلام والتعايش والصلاة معاً إنما يُعلي صوت الاعتدال ويُغرِق صوت التطرف».

وعلى رغم صحة رأيها حول الاعتدال والتطرف، فإن عدم التنبه لوطأة «القرب» عاطفياً للبعض واستغلالياً للبعض الآخر ليس حكيماً. لقد كان الأجدى بالإمام فيصل أن يفكّر مليّاً وأن يترقب ردود الفعل.

لربما مسألة «القرب» proximity في حسابات الإمام فيصل انطلقت من رغبته في أن يكون المركز الإسلامي والمسجد صرحاً لطي صفحة زج المسلمين في خانة الإرهاب بمجرد ذكر 9/11. لربما راهن على ثقة وزارة الخارجية الأميركية وتوكيلها له كحاملٍ لرسالة التفاهم والإيضاح والتحاور والعمل المشترك مع رجال الدين المعتدلين في العالم الإسلامي وكذلك رجال الدين المسيحيين واليهود. لربما أخطأ. لربما أصاب.

واقع الأمر ان الأمر سيزداد تعقيداً أمام وضوح المضي بتشييد المركز والمسجد. فالمعركة التي بدأتها جهات عنيفة في عدائها للإسلام والمسلمين قد تتحول الى مواجهة عنيفة، لا سيما ان الغباء والعنصرية والكراهية، عندما تجتمع معاً، فإنها تؤدي الى العنف والإرهاب بعينه.

لذلك، من الحكمة للحزب الجمهوري أن يلجم أمثال نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب السابق الذي شبّه بناء المسجد بـ «محاولة النازيين إقامة نصب بجانب متحف المحرقة في واشنطن». مثل هذا التأجيج يؤدي الى استفزاز العنف المضاد وربما يؤدي الى استدعاء عمليات إرهابية الى الأراضي الأميركية مجدداً. عندئذ ستقع في أيادي الحزب الديموقراطي الذخيرة لاتهام الحزب الجمهوري باستفزاز واستدعاء العنف والانتقام.

كل هذا يدخل في تلك اللعبة السياسية التي تسمى انتخابات، وكل موجة انتخابات تحوّل أميركا بإعلامها وسياسييها الى زمرة وجوقة تتسلى بألاعيبها، بلا حس المسؤولية. انها اللعبة السياسية يا أغبياء. انه زمن تحويل المسائل السياسية الكبرى الى حفلة تسلية وإلهاء لشعب ينتمي الى الدولة العظمى الوحيدة. وهذا مذهب ومخيف ولا يستدعي إدخال الولايات المتحدة في حال صراع مع الإسلام بسبب مركز أو مسجد بقرب «غراوند زيرو».

الأهم هو التنبه لضرورة معالجة أسباب الخلاف مع العالم الإسلامي. فلسطين بالتأكيد تشكل خلافاً جذرياً يجب إزاحته عن المعركة مع التطرف الإسلامي.

الرئيس باراك أوباما، وكذلك كبار القادة العسكريين الأميركيين الذين يقودون المعركة ضد التطرف الإسلامي، قالوها مرات عدة وما زالوا: ان حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي هو في المصلحة العليا القومية للولايات المتحدة. وان استمرار هذا النزاع هو عرقلة أساسية أمام إصلاح العلاقة الأميركية مع العالم الإسلامي وأمام الحرب على التطرف الإسلامي أينما كان.

رجال الدين في صفوف الاعتدال، من أمثال الإمام فيصل، هم تماماً من سعت حملات «الديبلوماسية الشعبية» لهذه الإدارة والإدارة السابقة البحث عنهم وحضهم على بعث رسالة الاعتدال كي تتكوّن الشراكة الضرورية لإلحاق الهزيمة بالتطرف.

ما حصل في أميركا في شأن تشييد المسجد والمركز الإسلامي في «باراك 51» هو بمثابة اطلاق الرصاص على قدمي القنّاص نفسه. هذا إضافة الى وضع ذخيرة ثمينة في أيادي التطرف – ذخيرة شنق الاعتدال في صفوف رجال الدين.

 

كنعان: خلفيات ما يطرحه جعجع معروفــــة وعون لم يعرف يومـــــــا الاحبـــاط

المركزية- أعلن أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان ، سعي لجنة المال والموازنة لإقرار مشروع الموازنة من خلال عقد إجتماعات يومية والسعي الدائم لتأمين النصاب مشيرا إلى تعثر هذا الأمر في بعض الأحيان. واعتبر ان مواقف رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع من حزب الله والسلاح معروفة لذلك فأي طرح سيتقدم به خلفياته معروفة،مشددا على ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون لا يعرف الاحباط ولم يعرفه يوما.

وقال في حديث إذاعي: "الموازنة لم تصدر منذ خمس سنوات هذا مع الإشارة إلى أن أمور الدولة كانت تسير وفق القاعدة الإثني عشرية. وهنا نشير إلى أن المشروع المقدم وصل إلى المجلس النيابي متأخرا عن موعده الدستوري ثمانية أشهر. إن هدف لجنة المال والموازنة ليس تأخير إقرار المشروع، ونحن نرغب بكسر القاعدة الإثني عشرية لذلك نعقد جلسات يومية لمناقشة مختلف بنود المشروع المقدم وقد إنتهينا من دراسة الفصل الأول وأقرينا تعديلات مهمة في مسألة الإقتراض، العجز والدين العام. سنناقش الأسبوع المقبل الفصل المتعلق بإعتمادات الوزارات، بالإنفاق الإستثماري، إعتمادات رئاسة الحكومة .من المتوقع أن يتم إنجاز موازنة الـ2010 قبل نهاية شهر أيلول".

وتمنى كنعان ألا تكون خطابات التهدئة مرحلية ولفترة وجيزة، باعتبار أن اي تصعيد في هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها سينعكس سلباً على لبنان، آملاً ان يكون ذلك نتيجة وعي، إدراك وقرار، وليس نتيجة مرحلة بحكم شهر رمضان المبارك فعلى اللبنانيين ان يعرفوا مصلحتهم وأن يتعلموا من تجاربهم.

وعن مناقشة الإستراتيجية الدفاعية والطرح الذي قدمه رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية، سيمر جعجع، تمنى كنعان أن تكون الإقتراحات المقدمة والنقاشات مبنية على خلفية وطنية. وأضاف: "لا يجب أن تكون النقاشات مبنية على خلفيات سياسية، فالتكامل بين الجيش اللبناني والمقاومة ضروري. المطلوب هو تعزيز قدرات الجيش، وفي حال تخطت اسرائيل قدرة الجيش على الحدود فيجب ان يكون جميع اللبنانيين متحضرين للدفاع . إن مواقف جعجع من حزب الله والسلاح معروفة لذلك أي طرح سيتقدم به معروفة خلفياته،هذا مع العلم أنه لكل طرف حق الإدلاء برأيه على طاولة الحوار. المطلوب نقل هذا الملف من التجاذبات الداخلية الضيقة إلى واقعنا الحالي وإمكانياتنا والأخذ بعين الإعتبار التدخلات الإقليمية الموجودة والوضع الإسرائيلي وتهديده الدائم للبنان على كل المستويات. إنطلاقا من هذه الأسس قد نتوصل إلى قواعد مشتركة فيما بينا لكن من الصعب جدا أن يتمكن طرف بإقناع الآخر برأيه بشكل كلي. إن دور طاولة الحوار أن تجمع تحت سقف بعبدا، الذي يمثل المركز الأول في الدولة جميع الأفرقاء، ولكن من الصعب التوصل إلى حلول قد تسبق المسار الإقليمي والدولي. إن طاولة الحوار هي إطار للحوار وللتهدئة أكثر مما هي إطار للوصول إلى حل في المرحلة الحالية".

وتعليقا على ما نشر عن أن تغيب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون عن جلسة الحوار بسبب إحباطه من اعتقال العميد المتقاعد فايز كرم، وصف كنعان الأمر بالمضحك فالعماد عون لم يعرف الاحباط يوماً وذلك بالرغم من كل ما واجهه من تحديات وأزمات على كل المستويات الوطنية والانسانية وهو يأخذ مواقف واضحة من كل الأمور.

وفي ما يتعلق بعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، تمنى كنعان ألا تكون المحكمة موضوع تجاذب إقليمي، محلي او دولي وشدد على أهمية إبعاد هذا الموضوع عن التسييس. وقال: " في كل إستحقاق إنتخابي نعيد ونزج بهذه المسألة ضمن التجاذبات السياسية. نعتقد أن المحكمة ولجنة التحقيق قد خلقت من خلال المسار التي سلكته وإرتكازها على شهود الزور، علامات إستفهام وشك لدى البعض لا سيما أولئك الذين يشعرون أنهم مستهدفون. بالنسبة إلينا، عدم تسييس المحكمة يقتضي فتح كل الملفات التي شابت كل المرحلة السابقة. جميع الأطراف مدركة أن زهير الصديق ضيع التحقيق من هنا لا قيمة برأينا لما يقوله. من الضرورة معرفة من حرك هذا الشخص وهذه مسألة دولية قبل أن تكون محلية".

وأخيرا في الموضوع الإيراني، إعتبر كنعان أن هناك توازنا دوليا بين إيران والولايات المتحدة وأن الموضوع لن يحل إلا بإطار تفاهم دولي - إقليمي يوقف التشنج ويبعد أي توتر عن المنطقة.