المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 07 آب/تموز/2010

 

صموئيل الأول الفصل 2/1-10/صلاة حنة

وصلت حنة وقالت: بك، يا رب تهلل قلبي وارتفع رأسي عاليا، فمي يضحك في وجه أعدائي لأني فرحت بخلاصك. لا أحد مثل الرب، لا قدوس ولا خالق سواه . لا تكثروا من التبجح والإفتخار ولا يخرج من أفواهكم تكبر لأن الرب إله عليم. يدين أعمال البشر. تكسرت أقواس الجبابرة وتزنر الضعفاء بالقوة. الشبعان أجر نفسه ليأكل، وأما الجوعان فاستغنى. العاقر ولدت سبعة، وكثيرة البنين ذبلت. الرب يميت ويحيي. وإلى عالم الأموات يسقط ويعلي. الرب يفقر ويغني. يحط من يشاء ويرفع من يشاء. يقيم المسكين عن التراب والبائس عن المزبلة، يجلسهما مع العظماء ويمنحهما عرش المجد، لأن للرب أعمدة الأرض، وعليها أرسى المسكونة، يحفظ خطوات أتقيائه، يزول الأشرار في الظلام. خصوم الرب ينكسرون حين يرعد عليهم من السماء. الرب يدين أقاصي الأرض. يختار ملكه ويمسحه

 

بالصوت/مقابلة من تلفزيون المر مع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/06 آب/10/اضغط هنا للإستماع للمقابلة/46 دقيقة/

http://www.clhrf.com/audio10/mohammad%20baydoun06.08.10.wma 

بيضون: التصعيد من قبل حزب الله لا يتم دون التنسيق مع سوريا وسلاحه متروك للحوار/لا تمايز في المواقف بين سوريا وحزب الله/ما عاد به جنبلاط من دمشق حول المحكمة قد يكون ايجابي/نظرية المقاومة والجيش والشعب غير عملية ولا تؤسس لدولة/يجب محاكمة كل الذين يهددون بسبعة أيار جديد/نرفض منطق الدولتين/حزب الله يهدد بالإنتقام من اللبنانيين في حال طاول قرار المحكمة افراده وهذه تصرف غير مقبول/ايران ترفض تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني وتريد أن يبقى حزب الله الأقوى/أي اطلاق لصواريخ على اسرائيل سيؤدي إلى حرب شاملة/الجيش هو من يحمي الوطن وليس حزب الله من يحميه/

 

رائحة نتنة من طهران إلى بيروت

 أحمد الجارالله/السياسة

لم تعد مسألة استخدام أوراق الضغط الايرانية في المنطقة بحاجة الى وضوح اكثر, فما أعلنه ممثل المرشد الاعلى للثورة في الحرس الثوري الايراني علي سعيدي, وما تحدث عنه علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي أثناء زيارته الاخيرة لبيروت, وحملة الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان,كلها تؤكد ان سيناريو الفوضى الذي ترسمه ايران للمنطقة أخطر بكثير مما يريد البعض تصويره.

ان المعطيات الثلاثة السابقة اضافة الى التصريحات الايرانية عن ان اي مواجهة مقبلة في لبنان او غزة لن تقف عند حدودهما, بل ستشعل المنطقة بأسرها, تكمل الصورة التي ترسمها ايران الغارقة في بحر الحصار الدولي لخروجها على كل مقررات الأمم المتحدة, للمنطقة, وفي كل ذلك تبدو الادوات الاقليمية الفاعل الاكبر في المواجهة المحتملة بين طهران والمجتمع الدولي, لأن طهران عام 2010 ليست في وارد تجرع كأس العام 1988 المرة مرة أخرى, وليست أيضا في وارد ان تفتح أبواب رياح التغيير الداخلي على وقع إصرار المعارضة على إخراج الدولة من شرنقة العناد التي لا طائل منها, و العمل على بناء المؤسسات بما يخدم مستقبل الشعب الايراني الذي مل العيش في مستنقع العوز خدمة لأرباب النظام الذين يزدادون ثراء بينما الناس يعانون شظف العيش.

أن تعلن ايران ان لبنان والعراق وفلسطين خطوطها الامامية الاولى في التصدي للحملة عليها, ليست مسألة عابرة في عالم الصراع السياسي الدولي, بل هي إشارة واضحة الى ان طهران ليست جمعية خيرية في دعمها لبعض الجماعات, وليست مسألة محور المقاومة أمرا عقائديا خالصا, إنما هي توظف الاموال الطائلة والدعم العسكري والتغطية السياسية لبعض الجماعات من اجل خدمة مصالحها الستراتيجية ما يعني ان هذه الجماعات موظفة عند رب عمل يدرك تماما أين ومتى وكيف يستخدم أدواته?

إن خطاب علي سعيدي حمل ما حمل من دلالات خطيرة, هي في جوهرها تهديد غير مباشر للمساعي العربية للم الشمل وتوحيد الموقف والكلمة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العالم التي تشهد إعادة رسم خريطة المصالح الدولية للقرن المقبل, وخصوصا ان هناك سعيا عربيا جديا للخروج من مأزق التوتير الدائم الذي ساد العالم العربي طوال العقود الستة الماضية, وعطل التنمية وزاد من تخلف الشعوب, بالاضافة الى التخلص من فكرة "شرطي المنطقة" الذي تسعى ايران عبر فرض الأمر الواقع الى استعادته, من خلال العديد من المنافذ التي تدرك طهران قبل غيرها أنها مغامرة وخيمة العواقب, لأن العالم لم يعد في وارد التخلي عما تحقق في العقود الثلاثة الماضية, لا سيما في ما يتعلق بالحد من الابتزاز السياسي الذي مورس بأبشع الاشكال في تلك المرحلة, وكان من نتائجه استشراء التطرف الديني والعنصري, وانزلاق العالم الى درك من الفوضى لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر.

ما لم تدركه ايران هو ان العرب لم يعودوا في وارد الابقاء على الوضع الشاذ الذي أدى الى هدر طاقاتهم وثرواتهم في ما لاطائل منه, ولا سيما بعد ان اكتشفوا ان موقفهم الموحد يخولهم ان يكونوا قوة دولية قادرة على فرض ارادتها سلما, وهي ارادة دفعت الكثير من أجلها, ولم تعد قابلة للمساومة في أي شكل من الاشكال.

مهما كانت الاعتبارات التي تبني عليها طهران أسس تحريك أدواتها فهي تفتقد الى المصداقية في كل شيء لأنها لم تستطع ان تدعم بالادلة والبراهين ما أعلنته مرارا وتكرارا عن امكانية تخليها عن مشروعها النووي في حال توفر لها البديل, لكن ما أثبتته التجربة عكس ذلك تماما, وخصوصا بعد ان أدخلت أداتها اللبنانية على خط إشعال نار الفتنة في ذلك البلد الصغير من نافذة المحكمة الدولية, و تلك الاداة لا تزال تمارس أسلوب "كاد المريب يقول خذوني", والسؤال البديهي في هذا السياق: لماذا "حزب الله" الذي يتمتع بقدرات أمنية كبيرة في لبنان لم يتعاون مع المحكمة الدولية منذ البداية? ولم يقدم أدلته التي تحدث عنها نصرالله في خطابه الاخير الى تلك المحكمة اذا كان فعلا يريد الاستقرار للبنان, واذا لم يكن فعلا أداة ايرانية ينفذ الأجندة المرسومة له من دون اي اعتبار للبنان الدولة والشعب? لقد أثبت نصرالله بالبرهان القاطع أنه ينفذ الأجندة الايرانية بحرفيتها, ويسعى جاهدا الى إثبات حسن نواياه أمام رب عمله الفارسي, وليست حملته على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الا محاولة ميؤوس منها لإبعاد الشبهة عنه, لكنه في الواقع يلف الحبل حول عنقه أكثر فأكثر, وهو بالتالي لن يستطيع ان يفعل أكثر مما فعله أسياده في طهران الذين بدأوا يذعنون رويدا رويدا للاجماع الدولي, ولن يكون هو وحزبه أكثر من بيدق في لعبة شطرنج إقليمية لا ينفعه فيها لا صراخه من جحره خلف الميكروفون, ولا تهديداته التي لم تعد تجدي نفعا. أليس في الاحداث الاخيرة رائحة نتنة لما تسعى ايران الى تحقيقه عبر أدواتها ومن دون ان تخسر من رصيدها مباشرة؟

 

مصادر عربية وأوروبية: تهديدات نصر الله قنابل دخانية لتغطية زلزال القرار الظني  

دعوات للحريري إلى الابتعاد عن جنبلاط "لأنه بات خطرا عليه"

 باريس - بيروت - "السياسة": نصحت مصادر عربية وأوروبية رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري ب¯ "الابتعاد ما امكن عن وليد جنبلاط وقطع علاقاته به لانه بات يشكل خطرا عليه وعلى مساره السياسي الديمقراطي الحر, بعدما عاد زعيم الحزب الاشتراكي الى قواعده السابقة في دمشق والضاحية الجنوبية من بيروت ومخيمات عين الحلوة والنهر البارد والمية مية, وقد تأكد بتحوله المأساوي هذا الى صف حلفاء سورية وايران وحماس وابوموسى واحمد جبريل انه لا يتورع عن المشاركة في اي مؤامرة للخلاص من اعداء هؤلاء على الساحة اللبنانية اذا ما طلب منه ذلك في الوقت المناسب".

وحذرت المصادر الحريري من "استمرار وثوقه بجنبلاط كما كان في السابق يوم كان يتزعم قيادة "ثورة الارز" وقوى "14 آذار" ضد سورية وبشار الاسد و"حزب الله" وحسن نصر الله لأن من اعلن من ساحة الشهداء أنه "كذب على السوريين طوال ثلاثين عاما", مهيئ للكذب على الحريري وجماعاته وعلى المملكة العربية السعودية خصوصا, ودول الخليج ومصر والاردن في اي وقت تكفيرا عن "ذنوب" معاداته سورية وايران وقواهما في "8 آذار" طوال السنوات الخمس الماضية كعربون لتقديم اوراق اعتماده الجديدة الى الاسد ونصر الله".

وحضت المصادر الاوروبية الحريري وقيادات تياره "المستقبل" الاوسع انتشارا في لبنان على "عدم مشاركة القيادات الجنبلاطية في اتخاذ اي مواقف سياسية داخلية او خارجية لان تقارب جنبلاط مع سورية و"حزب الله" والتصاقه بهما مجددا يحوله الى "ناقل معلومات ضد قوى 14 اذار" يمكن ان يبني نصر الله والاسد توجهاتهما عليها مسبقا".

وقالت المصادر العربية ان "اصطفاف الزعيم الدرزي الى جانب دمشق والضاحية الجنوبية من بيروت في الحملة على المحكمة الدولية والقرار الظني ومطالبته بالخلاص منهما معا, يؤكد المستوى الذي بلغه هذا الاخير من الاستلشاء بالقيم والسياسات والحركات الديمقراطية والاستقلالية التي عاد لتطويقها كما فعل في عهد الوصاية السورية, وكما ساهم في قمع الاستقلاليين الى جانب جميل السيد ورستم غزالي واميل لحود ومصطفى حمدان وجامع جامع ومن لف لفهم, كما يؤكد ان المحيطين به انفسهم لم يعودوا يثقون به وبأقواله وتوجهاته".

وكشفت المصادر النقاب عن ان جنبلاط "الذي يدرك ان القرار الظني الاتهامي لدانيال بلمار مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان سيطوق قبل نهاية هذا العام عنق "حزب الله" بقوة عن طريق المعلومات القوية والادلة والقرائن الدامغة والوثائق الواضحة والصلبة التي تتهم عناصره وقيادييه بالمشاركة في جريمة اغتيال الحريري نقل ذلك الى حسن نصر الله الذي اظهر ضعفا ووهنا لم يسبق لهما مثيل من خلال حملاته الاسبوعية على المحكمة الدولية ومخاوف عميقة من نتائج القرار الظني على قيادييه وبعض اعضاء بطانته الحميمة, خصوصا وانه استخدم دائما لغة التخوين والتهديد والتهويل باستخدام القوة, وهي لغة تؤكد مكامن الضعف في دفاع "حزب الله" عن نفسه وحمايتها بشبكة امان عنفية لم تعد تجدي نفعا مع اللبنانيين".

وأعربت المصادر العربية عن اعتقادها ان نصر الله "يسير على خطى شمشون في إطباق الهيكل اللبناني على رؤوس الجميع منعا لوصول سيف المحكمة الدولية الى عنق حزبه, سواء بافتعال احداث امنية طائفية او مذهبية يهدد بها كل اسبوع اذا لم تلغ المحكمة, ويتوقف القرار الظني او على الاقل يصدر القرار الذي يلائمه, او بفتح ثغرة في الاوضاع الجنوبية الهشة مع اسرائيل لتفجير حرب يكون الجيش اللبناني هو مسببها كما فعل الثلاثاء الماضي عبر دفع احد ضباط الجيش اللبناني لاصدار الاوامر باطلاق النار على الضابطين الاسرائيليين قرب العديسة". ووصفت المصادر الاوروبية المطلعة عن كثب على خطط نصر الله "المتضعضعة" "وغير المبنية على ارض صلبة او مقنعة بالنسبة للمحكمة الدولية", التصعيد الكلامي المرتفع للامين العام لحزب الله بأنه "لا يعدو كونه دخانا او قنابل دخانية لتغطية زلزال القرار الظني الذي سيصل الى عمق أعماق حزبه, كما سيصل الى عمق النظام البعثي في دمشق.

 

أوساط "14 آذار" لـ "السياسة": تأخر نصر الله في عرض ما لديه يثير شكوكاً  

سليمان يتفقد موقع حادث العديسة اليوم وينوي إطلاق مبادرة في جلسة هيئة الحوار

 بيروت - "السياسة" والوكالات: فرضت حوادث الايام الاخيرة, الأمني منها والسياسي, بما رافقها من ذيول وتداعيات, على القوى السياسية كافة ومن دون استثناء, إجراء جردة حسابات وقراءة دقيقة لكل المعطيات المتحكمة بمفاصل الساحة الداخلية المترنحة على ايقاع الاعتداءات على العديسة من جهة وتوسع رقعة التوقيفات في ملف التجسس من جهة ثانية وسط حديث عن اسماء كبيرة متورطة وتوقيفات اخرى لم يعلن عنها, اضافة الى القرار الاتهامي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

وتوقف المراقبون السياسيون عند مجموعة اشارات تلوح من أكثر من موقع حتمت على الجميع اعادة تقويم للوضع برمته في ضوء الحراك العربي الاقليمي المتسارع وما توحي به التطورات من امكان حصول متغيرات في المنطقة ومن ضمنها لبنان قد تقلب المعادلات التي تتحكم بالمسرح السياسي راهناً, غير ان طبيعتها لم تتضح, ما وضع القوى السياسية في حال من الإرباك بفعل عدم وضوح الرؤية.

وفي وقت توسعت مروحة التساؤلات عن مغزى حوادث العديسة وفي انتظار النتائج التي ستكشفها التحقيقات التي تتولاها قوات الطوارئ الدولية, أفادت معلومات ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سيتوجه اليوم السبت الى المنطقة لتفقد موقع الحادث وزيارة المنطقة الحدودية من بوابة فاطمة وصولاً الى الناقورة.

وفي إطار خطواته الهادفة الى تحصين الساحة وابعاد شبح الفتنة عنها, سيستكمل سليمان مشاوراته مع القيادات ورؤساء الاحزاب في الايام المقبلة قبل موعد جلسة الحوار المقبلة في 19 أغسطس الجاري, حيث يتوقع ان يطلق خلالها مبادرة ترتكز على نتائج المشاورات وتؤكد على ما تضمنه بيان القمة الثلاثية لجهة التهدئة ورفض العنف واعتماد الحوار.

وأشارت المعلومات الى ان المبادرة ستشق طريقها عمليا عبر مجلس الوزراء الذي ستعكس جلساته أجواء التفاهم والاستقرار لتنطلق لاحقا الى استكمال خطوات الورشة الاصلاحية.

وفي سياق متصل, كشفت المعلومات عن عزم رئيس الجمهورية زيارة المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان للاجتماع الى البطريرك نصرالله بطرس صفير قبل عيد انتقال السيدة العذراء, بحيث يعقد معه خلوة يتناول في خلالها مختلف التطورات على الساحة.

وأمس, التقى رئيس الجمهورية السفيرة الأميركية ميشيل سيسون حيث أثنى على جهودها ل¯"تعزيز العلاقات اللبنانية الأميركية", ومنحها خلال زيارتها بعبدا مودعة لمناسبة انتهاء مهمتها في لبنان درعاً تقديرية لدورها.

كما اطلع سليمان من مدير الإدارة في الجيش اللواء عبد الرحمن شحيتلي على مجريات محادثات اللجنة الثلاثية في الجنوب وطلبات الجانب اللبناني من "اليونيفيل" والتي تتناول تنظيم طريقة التعامل على الخط الأزرق وخصوصاً في الأماكن المتحفظ عنها لبنانياً.

وسط هذه الاجواء, تتجه الانظار الى ما سيكشفه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مؤتمره الصحافي مساء الاثنين المقبل في شأن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, والذي اشارت بعض المعلومات الصحافية الى انه سيشير الى ان مجموعة من "حزب الله" كانت في مهمة دقيقة في منطقة السان جورج حيث اغتيل الحريري في 14 فبراير 2005, وانه تم ابلاغ الرائد وسام عيد بتفاصيلها وأهدافها قبل اغتياله.

ومن المتوقع ان تشكل قضية توقيف العميد المتقاعد فايز كرم محوراً أساسياً إضافياً في مؤتمر نصرالله من منطلق ان العميد كرم هو احد قياديي "التيار الوطني الحر" حليف نصر الله الاساسي.

من جهتها, قالت أوساط بارزة في قوى "14 آذار" ل¯"السياسة" إن اللبنانيين يريدون الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري وكل شهداء انتفاضة الاستقلال, ومعرفة الجهات المتورطة فعلاً في كل هذه الجرائم, لكي يتوقف المسلسل الإجرامي, مشيرة إلى أن الأسئلة الكبيرة التي تطرح من جانب السواد الأعظم من اللبنانيين, لماذا لم يبادر "حزب الله" وأمينه العام إلى وضع ما لديهما من معلومات يصفانها بالهامة إلى كشفها قبل الآن, ولماذا تم تجاهلها طوال السنوات الماضية, إلى أن بدأ الحديث عنها بعد الاستجوابات التي خضع إليها عدد من عناصر "حزب الله" كشهود في جريمة اغتيال الحريري, لا بل أكثر من ذلك, لماذا لم يعلن نصر الله أن بحوزته ما يدين إسرائيل في جريمة رئيس الوزراء السابق طوال هذه المدة, عندما كان يقول بضرورة أن يشمل التحقيق كل الفرضيات, بما فيها الفرضية الإسرائيلية, وهو ما يثير شكوكاً حول مدى اقتناع اللبنانيين بما سيعرضه الأمين العام ل¯"حزب الله" بعد غد الاثنين.

وقالت مصادر نيابية في "تيار المستقبل" ل¯"السياسة" "إننا على أحر من الشوق لما سيقوله السيد نصر الله, لأن أحداً من اللبنانيين لن يكون مسروراً أبداً إذا ما اتهم أي فريق لبناني باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, وبالتأكيد فإن أي دليل يتم التأكد من صحته يثبت تورط إسرائيل أو غيرها في الجريمة, فسيفيد التحقيق ويوصل بشكل أو بآخر إلى الحقيقة".

 

ذهول لبناني حيال الموقف الدولي من حادثة العديسة!

موقف "حزب الله" الأخير ليس موجها إلى الداخل اللبناني فقط بل إلى الدول العربية والمجتمع الدولي

مهى عون/السياسة

بعد أن أجمعت مختلف الأطراف في لبنان على إدانة إطلاق النار من قبل إسرائيل على الجيش اللبناني, والذي أدى إلى استشهاد بعض من عناصره وأحد رتبائه, استفاق اللبنانيون بعد يومين من الحادثة على قراءة مختلفة تماماً للحادثة صدرت من قبل مراجع  ديبلوماسية غربية أوروبية وأميركية. ففي حين أجمع اللبنانيون على التنويه والإشادة ببسالة القوى المسلحة اللبنانية في تصديها للعدو الإسرائيلي, جاء موقف الحكومتين الفرنسية والأميركية كالصاعقة أو كدلو من الماء المثلجة, يسقط على رؤوس اللبنانيين الذين اتفقوا وللمرة الأولى  بمختلف انتماءاتهم الحزبية والطائفية, على إدانة بربرية إسرائيل في تعديها على ألوية الجيش النظامي اللبناني, وعلى الإشادة ببسالته في الذود عن حدود الوطن.

والمذهل أن البيان الصادر عن المراجع الديبلوماسية الفرنسية والأميركية نهار الخميس الواقع في  5/8/2010, أي بعد يومين على حادثة العديسة, جاء فيما صخب تهليل مختلف الأطراف اللبنانية لتقدم الجيش اللبناني على سواه من القوى المسلحة الأخرى في الذود والدفاع عن الحدود والقرى الجنوبية,ما زال قائماً .في الموقف الفرنسي ورد تعبير عن "عدم رضى فرنسا للطريقة التي استخدمها الجانب العسكري اللبناني للتصدي للجيش الإسرائيلي بهذا الشكل الخطير". أما الولايات المتحدة فلقد ألقت بصراحة مسؤولية الاشتباك الحدودي وتبعاته على الجانب اللبناني استناداً إلى موقف قيادة القوات الدولية (يونيفيل), التي جزمت أول من أمس بأن الشجرة موضوع الإشكال تقع على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق, هذا ولا بد من الإشارة أيضاً الى أن بيان للجيش اللبناني الذي تلا مباشرة حادثة العديسة, نوه "بالتحفظ اللبناني" على موقع هذه الأراضي حيث قطعت الشجرة من قبل القوات الإسرائيلية.

أما الجدير بالذكر فهو أن في الموقف المشترك الأميركي - الفرنسي, إشارة صريحة "لتلكؤ الحكومة اللبنانية عن السيطرة الكاملة على حدودها الجنوبية, الناتج عن  عدم قدرتها على ضبط بعض ضباط جيشها في جنوب الليطاني" المنتسبين حسب المرجعين الفرنسي والأميركي إلى "حزب الله" اللبناني, كما وأيضاً تلميح من قبل المرجعين لاحتمال اضطرار الكونغرس  الأميركي كما الجمعية الوطنية الفرنسية في حال استمرار الأوضاع على حالها في الجنوب اللبناني, إلى اتخاذ قرار بوقف تزويد الجيش اللبناني بأنواع معينة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة, والتي كانت الحكومة اللبنانية قد بذلت خلال العشرة أشهر الماضية جهوداً جبارة ومكثفة للحصول عليها.

وفي السياق ذاته أعلن عن قرب تدخل  الخارجية الفرنسية متمثلة بالوزير الفرنسي برنار كوشنير, لحض الجيش اللبناني ورئاستي الجمهورية والحكومة على إجراء تعديلات في الألوية العسكرية المرابطة في الجنوب اللبناني درء لتجدد أحداث شديدة الخطورة من هذا النوع.  يبقى أن هذا التدخل قد لا يلاقي تجاوباً فعالاً من قبل المراجع اللبنانية المعنية, بل أكثر من ذلك قد يبدو تحقيق هذا التمني متعذرا في المرحلة القائمة, لتضاربها مع  التأكيدات الصادرة من طهران والتي جاءت على لسان المرشد الأعلى في "الحرس الثوري" علي سعيدي الذي اعتبر "أن لبنان وفلسطين هما خط المواجهة الأمامي مع أعدائها".

لبنان إذا ساحة مستدامة ومستباحة وإلى أجل غير مسمى. لذلك قد يكون التفاؤل الذي ميز مواقف غالبية اللبنانيين, وإن كان حقهم في ذلك مشروعاً وطبيعياً, مبالغ فيه إن لم يكن في غير محله. واليوم عادت السحب السوداء المثقلة بالهموم والخوف على المصير تقض مضاجع اللبنانيين, وتضرب موسم الاصطياف الذي كان حتى الساعة واعداً وتفاءل به اللبنانيون خيراً لتحسين أوضاعهم المادية المتردية. فبعد اتضاح الخيط الأسود من الأبيض في ما خص الحقيقة المرة التي تجلت بعد أيام من "موقعة الشجرة" في الجنوب اللبناني, وبغض النظر عن التأويلات والتحاليل المتسرعة التي تلت هذه الحادثة وملأت صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية, يمكن القول بأن الوضع في الجنوب ما زال هشاً ومفتوحاً على شتى أنواع التطورات,ليس أقله تجدد هذا النوع من الاشتباكات التي قد تؤدي بدورها إلى اندلاع حرب شاملة قد لا تقتصر على الداخل اللبناني كما سبق وبشر بذلك منذ مدة الرئيس الإيراني محمد أحمدي نجاد حين قال: "إن حرباً هي متوقعة في منطقة الشرق الأوسط قد تصيب على الأقل دولتين فيه...".

وفي وقت لا أحد يمكنه أن يجزم بشكل قاطع بشأن الجهة البادئة والمسببة هذه المرة للاشتباك بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي, أسوة بالمرات السابقة, كتلك التي استولدت حرب يوليو 2006, وأسوة بغيرها من الاشتباكات التي حصلت سابقاً على طرفي الحدود بين لبنان وإسرائيل, وفي وقت ما من أحد يمكنه أن يجزم بوجود نيات فعلية لافتعال حرب من وراء هذا الحادث, يبقى الأكيد هو تزامن هذا الحدث مع خطاب الأمين العام ل¯ "حزب الله" حسن نصر الله, أي أنه حدث في صباح اليوم نفسه الذي تكلم فيه نصر الله, حيث أن الحادث شكل نوعاً من المقدمة لإعلان ستراتيجية "حزب الله" الجديدة.

وهذه الستراتيجية الجديدة تقوم على واقع يريد أن يتفاداه "حزب الله" في المستقبل, أي خلال أي حرب مقبلة.  فنصر الله يسعى قبل اندفاعه لخوض أي حرب مقبلة, إن من موقع الدفاع في حال افتعلتها إسرائيل للهروب من استحقاقات المساعي الدولية التي تضغط عليها من أجل المضي بالمفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين, أو نتجت عن مناوشات مفتعلة من قبل الطرف اللبناني, جيشاً كان أو مقاومة,  يسعى إذا أن يكون غطاؤه الدولة اللبنانية, والشرعية القتالية اللبنانية. فـ "حزب الله" بات عاجزاً اليوم عن خوض حرب يتحمل نتائجها الكارثية, والتبعات المادية ومسؤولية الخراب والدمار التي قد تليها لوحده. فأمام شعبه وطائفته وحلفائه لا يمكنه أن يكون المسؤول الوحيد. لذا كان من الضروري توريط الدولة اللبنانية عن طريق تحميل المسؤولية للجيش النظامي اللبناني. وحتى يكون التلطي خلفه ليس هذه المرة وحسب, ولكن في كل المرات المقبلة, وحين تندلع الحرب الفعلية مع إسرائيل. والسيناريو معروف وعبر عنه بصراحة ووضوح الأمين العام لـ "حزب الله", وهو أنه يقف وراء الجيش اللبناني. وموقفه الجديد هذا ليس موجهاً  فقط للشعب اللبناني, ولكن أيضاً للدول العربية وللمجتمع الدولي عموما, الذين اعتادوا تحميله مسؤولية اندلاع الحروب الطاحنة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. اليوم اختار نصر الله المواقع الخلفية, وهو تصرف ذكي حتماً حتى ولو كان هذا التموضع الجديد  لفظي وبالشكل. حسن نصر الله اتصل بكل القادة العسكريين والرؤساء في لبنان وأعرب عن استعداد حزبه "لقطع يد كل من تخوله نفسه التطاول على الجيش اللبناني". تقديم كريم وموقف شجاع. ولكن يبقى السؤال وهو: من يدفع الجيش من الخلف إلى آتون النار؟

* كاتبة سياسية لبنانية

 

صفير ترأس جنازة الخازن في كسروان ويرأس مساءً قداس التجلي فـي الارز

المركزية- توجه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الى كسروان في رفقة وفد من العائلة الخازنية ضم الوزير السابق فريد هيكل الخازن والشيخ أمين الخازن والشيخ وليد الخازن وحشد من العائلة، الى كسروان لترؤس جنازة الوزير السابق الياس الخازن على ان يعود عند الخامسة الى بشري لترؤس القداس الالهي الذي يقام في غابة ارز الرب لمناسبة عيد التجلي، وهو القداس الاول منذ عهد البطريرك انطون عريضه الذي واصل تقليد قداس الغابة حتى النصف الاول من خمسينيات القرن الماضي. ومن المقرر أن يتناول البطريرك الماروني طعام العشاء الى مائدة الوزير السابق إبراهيم الضاهر في بشري

 

جعجع للبطريرك صفير: صحّحتم بمواقفكم مسار التاريخ اللبناني

الجمعة 6 آب 2010/أشادت عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ستريدا جعجع بـ"صلابة إرادة البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ودوره الريادي في إطلاق أولى طلائع ثورة الارز مع إطلالة القرن الحادي والعشرين ونداؤه التاريخي الشهير"، معتبرةً أن صفير "صحّح بمواقفه مسار التاريخ اللبناني، كما وقف بكل جرأة وثبات دفاعاً عن الحق والحقيقة ورفضاً للظلم والقمع والإعتقال والتنكيل". جعجع، وفي كلمة ألقتها ترحيبًا بالبطريرك صفير لمناسبة ترؤّسه قدّاسًا في بشري في عيد التجلّي، أضافت: "بعض ما نتمتع به اليوم من حرية وعلى الرغم من كل التهويل والتهديد هو بفضلكم وبفضل الكنيسة التي قدتم سفينتها في أحلك الظروف فكنتم خير مثال للبنانيين المخلصين في نضالهم وصمودهم".

 

سيسون: دعم الولايات المتحدة للمحكمة الخاصة بلبنان ثابت 

وكالات/عبّرت سفيرة الولايات المتحدة في بيروت ميشيل سيسون لرئيس الجمهورية ميشال سليمان عن "دعم الولايات المتحدة القوي لسيادة وأمن لبنان واستقراره"، مشيرة إلى أن إدارتها "رسّخت شراكتها مع الحكومة اللبنانية للمساعدة في بناء مؤسسات دولة قوية من البديهي أن تكون بمثابة الضامن لمستقبل لبنان"، وأكدت أن "لبنان قوي ذا سيادة ومستقر يعيش بسلام مع جيرانه هو في مصلحة الجميع، اي مصلحة لبنان، ومصلحة المنطقة، ومصلحة المجتمع الدولي".

سيسون، وفي تصريح عقب زيارة وداعية لسليمان قبل مغادرة بيروت لانتهاء مهامها الدبلوماسية، قالت: "كما رأينا هذا الاسبوع، إن التوترات الإقليمية تهدّد إستمرارية إستقرار لبنان"، معبّرةً عن أسفها "للخسائر في الأرواح من كلا الجانبين"، وقالت: "هذا الحدث المروع والمأساوي يذكرنا مرة أخرى بأن علينا أن نعمل جميعا لتحقيق تقدم نحو وقف اطلاق نار دائم يطالب فيه قرار مجلس الأمن رقم 1701"، مشيرةً إلى أن "الولايات المتحدة تواصل دعوة جميع الأطراف على العمل على تقليص هذه التوترات، والولايات المتحدة ملتزمة، أولا وقبل كل شيء، تحقيق سلام دائم وشامل ومستدام في الشرق الأوسط، ولا يمكن فصل أمن لبنان واستقراره عن هذه العملية".

وشدّدت سيسون على أن دعم بلادها للبنان "يركّز على دعم الدولة اللبنانية لتعزيز قدرتها على ممارسة سيادتها على كامل البلاد من خلال برامجنا الامنية والاقتصادية التنموية، وينبغي ألا يغيب عن البال النجاحات الهامة التي حققها لبنان والولايات المتحدة معًا"، لافتة إلى أن المساعدات الأميركية "قد دعمت تعزيز الشرطة والجيش، ودعمت بناء النظام التعليمي في لبنان، ووفّرت الفرص الإقتصادية للمواطنين وطوّرت الموارد المائية في لبنان، وبنت قدرات لبنان في التدريب القضائي هذا فقط على سبيل المثال عدد قليل من مجالات تعاوننا الناجحة"، وعبّرت عن تطلعها "قدماً إلى متابعة نتائج هذا التعاون المتعدد الوجوه" حتى بعد رحيلها من لبنان.

وفي سياق آخر، شدّدت سيسون على "دعم الولايات المتحدة الثابت للمحكمة الخاصة بلبنان". وقالت: "لقد اُنشأت هذه المحكمة من جانب المجتمع الدولي من اجل وضع حد لحصانة الاغتيالات السياسية في لبنان، ولكي تقدم للعدالة المسؤولين عن ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة التي تهدف إلى تقويض استقلال لبنان وسيادته".

 

باريس تفتح ملف الصواريخ مع لبنان ووزارة الدفاع ترفض الشروط... دفعة المروحيات الروسية تصل قريبا

وهوف في بيروت الاسبوع المقبل في اول تحرك فرنسي على خط

وكالة الأنباء المركزية

الضغوط الاسرائيلية الدولية الهادفة الى قطع الطريق على تقديم المساعدات العسكرية الى الجيش اللبناني، واستباقا لاي اتصال اسرائيلي متوقع بالسلطات الفرنسية لهذه الغاية، بادر اعضاء جمعيتي الصداقة اللبنانية- الفرنسية في مجلسي الشيوخ والنواب الى اجراء اتصالات في ما بينهم افضت وفق معلومات "المركزية" الى توجيه عضو اللجنة النائب جيرار بابت رسالة خطية الى وزير الدفاع هيرفيه موران ضمنها سؤالا عن مصير الوعد الذي قطع للبنان قبيل زيارة رئيس الحكومة فرنسوا فيون لبيروت منذ قرابة سنة ونصف السنة لتزويد طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش بصواريخ جو –ارض حيث اعلن انذاك ان فرنسا ستلبي طلب الجيش اللبناني ووقعت اتفاقا في هذا الخصوص .

وابدى بابت استغرابه للتأخير في تلبية هذا الطلب حتى اليوم، متمنيا الاعلان عن موعد التسليم اذا كان محددا.

الجدير ذكره ان رسالة بابت جاءت على رغم العطلة السياسية في فرنسا وهي تتحول وفق الالية الدستورية استجوابا في حال لم يصر الى الرد عليها في مهلة محددة.

من جهة اخرى، اوضح مصدر قريب من وزارة الدفاع الفرنسية لـ"المركزية" ان اتفاقا فرنسيا لبنانيا تم في هذا الشأن، ومن المستغرب ان تدخل على الخط دولة ثالثة لفرض شروط معينة خصوصا في ظل وجود ثقة فرنسية بالجيش اللبناني ووجهة استخدام سلاحه وتاليا من غير الجائز ان يحاول اي فريق الايعاز الى هذا الجيش في اي اتجاه يجب استعمال سلاحه.

اما وزارة الخارجية، فاشارت اوساطها الى ان اتفاقات تسليم الاسلحة تخضع لالية محددة حيث تؤلف لجنة وزارية من خمس وزارات تعكف على دراسة الملف ما يستلزم بعض الوقت لانجازه. وعما اذا كانت فرنسا ستخضع للضغوط الاسرائيلية رفضت الاوساط التعليق واكتفت بتأكيد ثقتها بلبنان.

الى ذلك، كشفت معلومات لـ"المركزية" ان الجيش قد يتسلم في غضون الاسابيع المقبلة اول دفعة من المروحيات الروسية المجهزة والتي كانت روسيا وافقت على استبدال طائرات "الميغ 29" بها بناء على طلب لبنان. في غضون ذلك، اوضحت اوساط دبلوماسية ان لبنان والمنطقة مقبلان على تطورات مهمة ومتغيرات في المعطيات السياسية قد تترك تأثيرا بالغا على الساحة المحلية بحيث تحدث ايجابيات على المسار العام ككل وتستفيد منها الحكومة في شكل خاص.

وفيما لم تفصح الاوساط عن طبيعة هذه التطورات كشفت عن ان مساعد المبعوث الاميركي الخاص لعملية السلام الى المنطقة فريديريك هوف سيصل الى بيروت الاثنين المقبل في زيارة خاطفة يلتقي خلالها كبار المسؤولين ويضعهم في صورة الحركة التي يقودها ميتشيل في المنطقة واخر ما توصلت اليه اتصالاته في هذا الشأن، على ان يستمع بدوره الى وجهة نظر لبنان ازاء استئناف المفاوضات التي يسعى ميتشيل جاهدا لاعادة احيائها بين الاطراف المتنازعة في المنطقة وخصوصا على المستوى الفلسطيني –الاسرائيلي.

 

هآرتس: اسرائيل تعد شعبهـا لحرب محتملة مع لبنان

المركزية- كتبت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية "ان حادثة اطلاق النار الخطيرة التي نشبت أخيراً بين اسرائيل ولبنان في بلدة "العديسة" هي بمثابة عود ثقاب من شأنه ان يشعل النار"، مشيرة الى ان "الحرب كانت ستقع حسب بيان الامم المتحدة"، وقالت: "اذا كان للبنان تحفظات على شكل ترسيم الحدود، او ضد نشاط الجيش الاسرائيلي فيها، كان يمكنه ان يتوجه الى محافل التنسيق في الامم المتحدة"، موضحة، "يبدو ان هذه المرة لا يدور الحديث عن خرق لقرار 1701، كما يدعي لبنان، الذي هو نفسه لا يحرص عليه وغير قادر على ما يبدو على تطبيق كل بنوده". وأوضحت الصحيفة ان" الحكومة والجيش في اسرائيل يعدان منذ اشهر عدة الرأي العام الاسرائيلي لاحتمال حرب في الشمال"، وهم ايضا على علم بالتوتر السياسي الهائل الذي يعصف بلبنان وبالصراع الذي يديره "حزب الله" بعد اتهامه باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري قبل اكثر من خمس سنوات، والجهد الدبلوماسي الهائل للسعودية لتهدئة الوضع في لبنان". واشارت الصحيفة ان على الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني الا يستخلصوا استنتاجات مغلوطة من الحدث، او من اقوال التشجيع والثناء التي اغدقها عليهما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله". واضافت: "من واجب الحكومة العمل على توثيق انظمة التنسيق مع الحكومة اللبنانية والامم المتحدة والادراك ان الحدود الاسرائيلية - اللبنانية لا تشبه أي حدود اخرى، وهذه حدود لا تغفر للاخطاء او للتفكير المتسرع"، مؤكدة ان "من واجب الحكومة والجيش ان يفهما ان ليس كل توقيت مناسب لابداء السيادة الاسرائيلية، وبالتأكيد ليس في لحظة التوتر الشديد على جانبي الحدود"، لافتة الى ان" ضبط النفس والانتظار في هذا الاوان ليس تعبيرا عن الضعف بل عن الحكمة والحساسية السياسية".

 

قاووق بعد لقاء مستشار المرشد الأعلى: الجمهورية الإسلامية سند حقيقي للبنان والمقاومة

نهارنت/تقدم المسؤول عن "حزب الله" في منطقة الجنوب الشيخ نبيل قاووق، بإسم المقاومة وشعب المقاومة، بالشكر الى الجمهورية الاسلامية في إيران على "عظيم عطاءاتها وتقديماتها وتضحياتها في دعم لبنان وحقه في المقاومة". وأشار خلال استقباله مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي أكبر ولايتي على رأس وفد إيراني، الى أنّ "الجمهورية الإسلامية في إيران كانت أول دولة تمد يد العون الى الشعب اللبناني بعد عدوان تموز 2006، فقد قدمت أكثر مما وعدت، ووفت بما وعدت وأكثر، وهي تشكل سندا حقيقيا للبنان وحقه في المقاومة، والسند القوي لفلسطين وحق الشعب الفلسطيني في تحرير ارضه"، مؤكّدا أنّ "المواقف الشجاعة للجمهورية الإسلامية في إيران، تشكل السد الصلب امام كل المشاريع الأميركية والإسرائيلية التي تهدد المنطقة". وجال الوفد برفقة الشيخ قاووق في أرجاء معتقل الخيام، ثم توجهوا الى بوابة فاطمة في كفركلا المحاذية للشريط المحتل، وكان الوفد قد استهل جولته في الجنوب صباحا بزيارة المعلم السياحي المقاوم في مليتا.

 

الفايننشال تايمز": لو دخل حزب الله معركة العديسة لوقعت حرب شاملـة

المركزية- نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية تحت عنوان "حزب الله يعمل على تبرئة نفسه من تهمة القتل" ان "بعد ساعات من تبادل اطلاق النار عبر الحدود الجنوبية بين الجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية في بلدة"العديسة"، تحدث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله عن الامر حيث وجد نفسه في وضع غير مسبوق أشاد فيه ببطولة الجيش اللبناني والذي "على رغم ضعف إمكانياته قاد المواجهة كما تحدث عن المحكمة التي تنظر في اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. واشارت الصحيفة الى "ان حزب الله المدعوم من سوريا وايران لم يكن على رأس هذه الاشتباكات الأخيرة مع إسرائيل والناجمة عن قيام القوات الاسرائيلية بازالة شجرة قالت الأمم المتحدة إنها لا تقع في الأراضي اللبنانية".

وعلى رغم ذلك، لفت بعض المحللين الاسرائيليين الى "ان الطلقات الأولى من الجانب اللبناني مصدرها جندي متأثر بحزب الله ولو كانت الجماعة انضمت الى هذه الاشتباكات لاندلعت حرب شاملة". واضافت: فيما يتعلق بالمحكمة التي تنظر في اغتيال الحريري الى "ان نصر الله اعتبرها مؤامرة اسرائيلية وشن حملة ضد التحقيق الدولي الذي ركز لسنوات على سوريا وحزب الله، قائلة "بالنسبة الى حزب الله المناوئ لاسرائيل فان محاربة الأخيرة شرف ولكن قتل مواطن لبناني أمر يجلب العار".

 

""الراي" الكويتية: حريق الجنـوب سيمتد من طهران الى غـــزة

المركزية - كتبت صحيفة الراي الكويتية ان "الشجرة التي اراد الاسرائيليون قلعها في جنوب لبنان تخفي في ظلالها غابة كاملة من المشاكل التي يتركها العالم بلا معالجة، ويخطئ من يظن ان حريق الجنوب اللبناني اذا اندلع فانه سيقتصر على لبنان، فالمواجهات ستتعرب وستدول وسيتم فيها تصفية خلافات اكثر من ملف اقليمي... من طهران الى غزة".

"من هنا"، أضافت: يجب ان نقرأ التصعيد المقبل في لبنان قراءة واضحة، خصوصا في ضوء ما اعلنته طهران من ان المنطقة كلها ستشتعل اذا صارت المواجهات مفتوحة على جبهات الجولان والجنوب وغزة... قائلة لنتذكر، فقط لنتذكر، ان المفاعل النووي الايراني اقرب الى الكويت منه الى طهران". وأشارت الى "ان ما يفعله الاسرائيليون بدعم مطلق من الولايات المتحدة لا يعتبر انتهاكا لقرارات دولية ولكل المواثيق والاعراف، بل هو اجتياح تدريجي لمناطق الاعتدال العربي والاقليمي. انه خطف اسرائيلي للاعتدال العربي، ودفع مبرمج ممنهج لقوى الاعتدال العربي الى معسكرات اخرى"، قائلة: اذا ارادت الولايات المتحدة ان تترجم فعلا رغبتها في اقامة سلام عادل وشامل قائم على مبدأ الدولتين فعليها لجم اسرائيل من الاجتياح المستمر لقوى الاعتدال، سواء تعلق الامر بخسارة دور كبير في حجم تركيا او تعلق بنا كدول خليجية اضافة الى مصر وبعض دول المغرب العربي".

 

"الوفد" المصرية: معركة العديسة "بروفة" للحرب الثالثة بين لبنان واسرائيل

المركزية- كتبت صحيفة "الوفد" المصرية أن الاشتباكات الاخيرة بين الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي في بلدة العديسة الجنوبية تعد في رأي الكثير من المراقبين مجرد بروفة للحرب الثالثة بين لبنان وإسرائيل. ولفتت الى ان المراقبين يعتقدون أن هذه الحرب لا مفر منها وحتمية على رغم استحالة تحديد موعدها. واشارت الصحيفة الى ان الدلائل تشير إلى أن هذه الحرب ستكون أول مرحلة في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وسط توقعات بقيام حرب ثانية في المنطقة. ويعتقد بعض المراقبين أن عوامل عدة تدفع بالمنطقة نحو حرب جديدة بين إسرائيل ولبنان في ضوء اقتراب مواعيد انسحاب الولايات المتحدة من العراق وأفغانستان.

 

"الوطن" السعودية: مسألة الشجرة ليست صدفة بل محاولة اسرائيلية لنسف القمة الثلاثيـة

المركزية- كتبت صحيفة "الوطن" السعودية ان الحركة التي قامت بها القوات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان لم تكن مجرد صدفة اعتباطية تتعلق بمجرد شجرة تعيق عمل "كاميرا" نصبتها إسرائيل على الحدود لمراقبة تحركات الجانب اللبناني، موضحة ان إسرائيل اختارت هذا التوقيت على الأرجح في محاولة لنسف النتائج الإيجابية للزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد ومحاولة ضرب التفاهمات الداخلية التي أفرزتها هذه الزيارة. وقالت ان الغطاء الذي منحته زيارة الزعيمين للبنان وما يتمتعان به من احترام في الداخل اللبناني كفيل بأن يحقق للبنان الاستقرار المنشود ويقطع الطريق على شبح الفتن الطائفية والسياسية التي كانت عادت لتلوح في الأفق في الآونة الأخيرة. وتأكدت هذه الرؤية بتصريح رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بعد الزيارة عن ترتيبات لعقد اجتماع موسع يحضره جميع الأطراف اللبنانيون، بما في ذلك حزب الله، للعمل على إزالة الخلافات وإعادة بناء المؤسسات بما يخدم لبنان وأمنه واستقراره". وأضافت الوطن: "ربما كانت إسرائيل تراهن على أن يقوم حزب الله بالرد على الانتهاك الإسرائيلي للأراضي اللبنانية ويعطي الجيش الإسرائيلي ذريعة لتصعيد الموقف والقيام بعدوان جديد على لبنان يتكفل بانقسام جبهته الداخلية بين مؤيد ومعارض، ويعود الوضع اللبناني الداخلي إلى ما كان عليه من انقسام وتفكك إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان العام 2006، لكن ضبط النفس الذي أظهره حزب الله وإعلانه عن وضع نفسه تحت تصرف قيادة الجيش اللبناني قطع الطريق على هذا الرهان وأفشل المخطط الذي ربما كانت إسرائيل تحاول تنفيذه". وختمت: "المهم الآن أن يستمر الأطراف اللبنانيون في إظهار أكبر قدر من الوعي في ممارساتهم اليومية وألا يتركوا الفرصة لأعداء لبنان الذين سيستمرون في محاولاتهم لهدم وتفكيك لبنان خدمة لمصالحهم وأطماعهم".

 

إسرائيل تطالب بـ"إقالة او محاكمة الضابط اللبناني الذي أطلق النار"

نهارنت/اشترط الجيش الاسرائيلي لقبول طلب اليونيفيل بالهدوء على الحدود مع لبنان بإقالة الضابط اللبناني الذي أطلق النار نحو الوحدة الاسرائيلية وقتل ضابطاً وأصاب آخر او محاكمة هذا الضابط وبحسب المصادر الاسرائيلية، فإنه في حال عدم تنفيذ الشرط فإن اسرائيل ستختار الطريقة التي تراها مناسبة للانتقام من هذا الضابط، فيما سيصبح تعاملها مع الجيش اللبناني المنتشر على طول الحدود كعدو وسيكون ردّها على أي اعتداء جديد عند الحدود الشمالية ردًّا قاسيًا غير مسبوق. 

 

أيالون: إذا كرر الجيش اللبناني ما قام به سنتعامل معه على أساس أنه عدو

نهارنت/اشار نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني إلى أن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وجه تعليمات بدعم رئاسي وحكومي الى وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في الجنوب لمواجهة اي اعتداء اسرائيلي في المستقبل. وقال ايالون في تصريح إلى تلفزيون "الحرة" إنه "إذا كرر الجيش اللبناني ما قام به سنتعامل معه على أساس أنه عدو"، مضيفا أن "هناك توجه من "حزب الله" وإيران للسيطرة على الجيش اللبناني". 

 

استنفار عابر عند بوابة فاطمة بعد سحب فتيل التوتر جنوبا

نهارنت/حصل استنفار متبادل قرابة السادسة والنصف مساء امس الخميس بين جنود لبنانيين ودورية اسرائيلية قرب "بوابة فاطمة" في كفركلا، تخلله شهر اسلحة، وذلك مدة 15 دقيقة وسرعان ما عاد الوضع الى طبيعته. يشار الى أن الحادث وقع عندما كان وفد مشترك من ضباط الجيش اللبناني والقوات الدولية يستطلع الخط الأزرق الممتد من بوابة فاطمة الى العديسة، تمهيداً لإعادة ترسيمه من جديد، خصوصاً في النقاط التي يتحفظ عليها لبنان، والتي يعتبر أنها ضمن الأراضي اللبنانية. وصرح الناطق باسم القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" اندريا تنانتي ان القوة الدولية المعززة "نجحت بشكل لافت في سحب فتيل تفجير الوضع جنوباً خلال اليومين الاخيرين"، ذلك ان "وجودنا السريع في المنطقة كان له الدور الرئيسي في لجم الاوضاع ومنع تفاقمها نحو الاسوأ".  وتحدث عن الاجتماع العسكري الثلاثي الذي انعقد ليل الاربعاء في منطقة رأس الناقورة بناء على دعوة القائد العام لـ"اليونيفيل" الجنرال البرتو أسارتا، فكشف انه "تمكن من جمع ممثلي الجانبين اللبناني والاسرائيلي في غرفة واحدة للبحث في وقائع ما جرى في منطقة عديسة"، ووصف هذا الاجتماع بأنه "كان ناجحاً وبنّاءً". واشار الى ان التحقيقات التي تجريها "اليونيفيل"، "مستمرة وان الجانبين سيعلمان بنتائجها فور الانتهاء منها".

 

بلمار كشف لدبلوماسيين ان القرار الظني لا يعتمد على أدلة قاطعة

نهارنت/نقلت صحيفة "السفير" عن دبلوماسي غربي معتمد في الأمم المتحدة، أن طلب تأمين التمويل للمحكمة الخاصة باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، لم يكن الهدف الوحيد للزيارة الأخيرة لمدعي عام المحكمة القاضي دانييل بيلمار الى واشنطن ونيويورك. وبحسب الدبلوماسي الغربي نفسه فإن هدف الزيارة البحث في وضع دراسة تفصيلية لآليات تطبيق "القرار الظني"، الذي سيتضمن في المرحلة الأولى، اتهاماً مباشراً لثلاثة افراد من "حزب الله" باغتيال الحريري، على حد ما كشف بيلمار نفسه أمام عدد من الدبلوماسيين في الأمم المتحدة عندما كشف عن المنحى المتدحرج الذي سيسلكه القرار بدءاً بثلاثة أفراد وصولاً الى أكثر من عشرين عنصراً حزبياً.

ويشير تقرير تسلمته جهة سياسية لبنانية مؤخراً الى أن الدبلوماسيين الذين اجتمعوا ببيلمار، وبينهم ممثلون لدول عربية طرحوا اسئلة على بيلمار حول الأدلة والقرائن التي يستند اليها لاتهام افراد من "حزب الله"، وكان جواب بيلمار أن القرار الظني بات جاهزاً الى حد كبير، واشار الى ان الادلة التي اعتمد عليها لتوجيه الاتهام، ليست أدلة قاطعة إنما هي أدلة ظرفية لا تعتمد على الشهود المباشرين بل على "خبراء الشهود" ولم يرد في التقرير أي توضيح لمعنى "خبراء الشهود". وينقل عن الدبلوماسي نفسه أن آليات ما بعد القرار الظني تم التداول فيها مطلع شباط الماضي بين الامين العام للامم المتحدة بأن كي مون ووزير لبناني في حكومة سعد الحريري، وعد بتشكيل فرقة من الجيش اللبناني تتراوح ما بين 300 الى 600 عنصر، تكون جاهزة لتلبية أي طلب أو قرار يمكن أن تطلبه المحكمة الدولية لتطبيق العدالة. الا ان رد الفعل الذي بدر عن حزب الله وحلفائه في لبنان في تلك الفترة اطاح بهذا الوعد وتم اهمال فكرة تشكيل تلك الفرقة.نقلت صحيفة "السفير" عن دبلوماسي غربي معتمد في الأمم المتحدة، أن طلب تأمين التمويل للمحكمة الخاصة باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، لم يكن الهدف الوحيد للزيارة الأخيرة لمدعي عام المحكمة القاضي دانييل بيلمار الى واشنطن ونيويورك.

وبحسب الدبلوماسي الغربي نفسه فإن هدف الزيارة البحث في وضع دراسة تفصيلية لآليات تطبيق "القرار الظني"، الذي سيتضمن في المرحلة الأولى، اتهاماً مباشراً لثلاثة افراد من "حزب الله" باغتيال الحريري، على حد ما كشف بيلمار نفسه أمام عدد من الدبلوماسيين في الأمم المتحدة عندما كشف عن المنحى المتدحرج الذي سيسلكه القرار بدءاً بثلاثة أفراد وصولاً الى أكثر من عشرين عنصراً حزبياً. ويشير تقرير تسلمته جهة سياسية لبنانية مؤخراً الى أن الدبلوماسيين الذين اجتمعوا ببيلمار، وبينهم ممثلون لدول عربية طرحوا اسئلة على بيلمار حول الأدلة والقرائن التي يستند اليها لاتهام افراد من "حزب الله"، وكان جواب بيلمار أن القرار الظني بات جاهزاً الى حد كبير، واشار الى ان الادلة التي اعتمد عليها لتوجيه الاتهام، ليست أدلة قاطعة إنما هي أدلة ظرفية لا تعتمد على الشهود المباشرين بل على "خبراء الشهود" ولم يرد في التقرير أي توضيح لمعنى "خبراء الشهود".

وينقل عن الدبلوماسي نفسه أن آليات ما بعد القرار الظني تم التداول فيها مطلع شباط الماضي بين الامين العام للامم المتحدة بأن كي مون ووزير لبناني في حكومة سعد الحريري، وعد بتشكيل فرقة من الجيش اللبناني تتراوح ما بين 300 الى 600 عنصر، تكون جاهزة لتلبية أي طلب أو قرار يمكن أن تطلبه المحكمة الدولية لتطبيق العدالة. الا ان رد الفعل الذي بدر عن حزب الله وحلفائه في لبنان في تلك الفترة اطاح بهذا الوعد وتم اهمال فكرة تشكيل تلك الفرقة. 

 

الأمين العام السابق لحزب الله يطالب بتغيير قد يكون مخرجا في موضوع المحكمة الدولية

نهارنت/طالب الأمين العام السابق لحزب الله، الشيخ صبحي الطفيلي، قيادة الحزب الحالية بـ"عملية تغيير"، لأن في التغيير حالة صحية و"خطأ المؤسسات والدول والأحزاب التي لا تتبدل فيها القيادات من حين إلى آخر يدل على أنها حالة مرضية"، معتبرا أن "ثبات القيادة حالة قاتلة للبشرية التي وصلت إلى مستوى راق جدا ومتطور فالحاكم سيأتي يوم يصبح فيه مواطنا عاديا ويعني بأن لا تتحول السلطة في يده إلى مخالب وأنياب وهذه مسألة مخيفة جدا ". وأعرب الطفيلي في حوار مع "الشرق الأوسط" عن اعتقاده بأن "التغيير ممكن أن يجعل لنا مخرجا في موضوع المحكمة وهو تنشيط للعمل السياسي وعفو أهل الدم (آل الحريري) أيضا يصب في نفس الإطار وهذا ما طالبت به". واستغرب الطفيلي تهديد البعض بـ7 أيار جديد، مشددا على "أن هذا الأمر حرام ومن أعظم المحرمات"، هم يعرفون ونحن أيضا أنه لا علاقة لهم بهذا الشأن فالمصالح الغربية ترسم السياسة والأمور الأخرى المتعلقة بها، والحديث عن القرار الظني ليس بالجدي وقد يكون هناك نية للترحيل لكن حاولوا محاولة ابتزاز وكشف نوايا واستكشاف وابتزاز، والتأجيل هو من جملة الاحتمالات، وكنا نتمنى أن ما حصل في 7 أيار 2008 لم يحصل حتى يملأ الإنسان فمه بكلمة أن "لا أحد يستطيع أن يدفع بنا إلى الآتون المذهبي"، لكن للأسف بعضنا تسرع وأخطأ وارتكب ما لا يجوز ارتكابه. وسأل الطفيلي إذا ما كان قرار التصدي للقوة الإسرائيلية في جنوب لبنان "هو قرار طارئ أخذ في جو سياسي فقط وفي لحظة معينة آنية، أو إذا كان ذلك قد حصل ضمن سياسة عامة" معتبرا أنه "إذا ما كان ذلك ضمن سياسة عامة، وهذا ما يجب أن يكون وما يجب أن نبني عليه، فهذا ما يجعلنا نؤيده وندعمه ونطالب جميع الناس في لبنان أن يكونوا على خطه، أما إذا كان في المسألة أن أحدا محرج في أمر ما، أو فيلم معين في ظرف ما فنأسف أن تكون الدماء والحدود والأوطان والإسلام والقبلة هي في معرض التجارة والربح والخسارة".

 

نصرالله سيعلن بأن العميل قزي ساعد الاسرائيليين بالتلاعب بالاتصالات

نهارنت/أفادت صحيفة "الشرق" ان الامين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله سيعيد خلال مؤتمره الصحافي التذكير بالعميل احمد نصرالله الموجود حالياً في اسرائيل والذي سيقول السيّد حسن نصرالله إنه هو الذي أبلغ في عام 1992 الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأن "حزب الله" يريد اغتياله وبطل العملية هو عماد مغنية. وأضافت الصحيفة أن السيّد نصرالله سيتحدث عن العميل شربل قزي الموظف في شركة "ألفا" والذي تم توقيفه على خلفية تعامله مع اسرائيل، وسيركز الامين العام لـ"حزب الله" بأن العميل قزي قد أعطى اسرائيل الـPASSWORD الذي من خلاله تستطيع اسرائيل الدخول الى الاتصالات الخلوية والتلاعب بها، وان التحقيق الدولي كما يقول نصرالله تم التركيز خلاله على الاتصالات لكشف الجناة الذين اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا ما يعني برأيه، ان الاسرائيليين تلاعبوا بالاتصالات ما أدى الى توجيه التحقيق في المسار الخاطئ. وأردفت الصحيفة انه سيتم خلال المؤتمر الصحافي عرض فيلم فيديو عن عملية لـ"حزب الله"، قال السيّد نصرالله في خطابه إنها المرة الاولى التي سيتم الكشف خلالها عن أسرار عمليات "حزب الله". ولم تكشف مصادر "الشرق" عن تفاصيل هذا الفيديو ولم تحدد ماهية هذه العملية وما علاقتها بالتحقيق الدولي حول اغتيال الرئيس الحريري. وفي واقع الامر، فإن السيّد حسن نصرالله وعد في خطابه السابق ان النقاط التي سيتطرق إليها ستثبت ان الاسرائيليين هم الذين نفذوا عمليات الاغتيال في لبنان وإن القرار الظني في حال اتهم عناصر من "حزب الله" لن يكون دقيقاً على الاطلاق. وحتى يوم الاثنين تاريخ انعقاد المؤتمر الصحافي تبقى الاسئلة القلقة مطروحة لدى المواطنين، والانتظار يبقى سيّد الموقف.

 

"الفايننشال تايمز": حزب الله يعمل على تبرئة نفسه من اغتيال الحريري

نهارنت/نشرت صحيفة"الفايننشال تايمز"البريطانية تحت عنوان "حزب الله يعمل على تبرئة نفسه من تهمة القتل" انه "بعد ساعات من تبادل اطلاق النار عبر الحدود الجنوبية بين الجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية في بلدة"العديسة" تحدث الامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطاب متلفز عن الامر حيث وجد نفسه في وضع غير مسبوق أشاد فيه ببطولة الجيش اللبناني والذي رغم ضعف إمكانياته قاد المواجهة كما تحدث عن المحكمة التي تنظر في اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. واشارت الصحيفة الى انه "لم يكن حزب الله المدعوم من سوريا وايران على رأس هذه الاشتباكات الأخيرة مع إسرائيل والناجمة عن قيام القوات الاسرائيلية بازالة شجرة قالت الأمم المتحدة إنها لا تقع في الأراضي اللبنانية". ورغم ذلك، لفت بعض المحللين الاسرائيليين الى"ان الطلقات الأولى من الجانب اللبناني مصدرها جندي متأثر بحزب الله ولو كانت الجماعة انضمت لهذه الاشتباكات لاندلعت حرب شاملة". وفيما يتعلق بالمحكمة التي تنظر في اغتيال الحريري قال نصر الله انها مؤامرة اسرائيلية وشن حملة ضد التحقيق الدولي الذي ركز لسنوات على سوريا وحزب الله. و"بالنسبة لحزب الله المناوئ لاسرائيل فان محاربة اسرائيل شرف ولكن قتل مواطن لبناني أمر يجلب العار".

 

من خلف إفتعال الهلع في "قنبلة قبيع" الصباحية ؟؟  

سلمان العنداري/موقع  14 آذار/أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" هذا الصباح أن مجهولاً القى عند الخامسة من صباح اليوم قنبلتين يدويتين داخل سور منزل السعودي (احمد محي محمد محرق) في بلدة قبيع في المتن الاعلى، فإنفجرت احداها وتسببت بأضرار مادية بسيارة رباعية الدفع من طراز "ميتسوبيشي باجيرو" وتحمل اللوحة السعودية 7892/ه، وهي تخص شقيق صاحب المنزل (محمد محرق)، ولم يصب أحد بأذى كون اصحاب المنزل موجودين خارج الأراضي اللبنانية". فور شيوع هذا الخبر حتى سادت حالة من الترقّب الشديد والتساؤل عن اسباب هذا الحادث وخلفياته في منطقة المتن الاعلى، وخاصةً في بلدة قبيع، اذ استنكر الاهالي والمسؤولون رافضين مثل هذه الاعتداءات بشكل قاطع ومطالبين القوى الامنية باتخاذ التدابير اللازمة والاقتصاص من هوية الفاعل باسرع وقت ممكن.

اتّصل موقعنا بالسيد نسيب طربيه الذي يشغل منصباً في المجلس البلدي في قبيع، وقد افادنا ان "القوى الامنية والجيش حضرت فور وقوع الحادث، والتحقيقات مستمرة بالتعاون مع فرع المعلومات في محاولة لكشف ملابسات الحادث وخلفياتها ". ووصف طربيه القاء قنبلتين على المنزل "بالعمل الجبان والحقير والمجهول الاهداف والخلفيات، خاصةً وان قبيع تعتبر بلدة اصطياف بامتياز يرتادها الآلاف من الاشقاء العرب كل عام، ولم نشهد اي حوداث او اعتداءات مشابهة لتلك التي وقعت صباح اليوم". هذا وعلم موقعنا من جهات متابعة ان القوات الامنية القت القبض على بعض المشتبه فيهم والتحقيق جاري لكشف ملابسات الحادث، وان الافراد الذين القي القبض عليهم حتى الساعة من فئة المراهقين". ورأت الجهات نفسها ان " المواطن السعودي احمد محرق لم يكن موجوداً داخل منزله في اثناء القاء القنبلة الصوتية التي احدثت بعض الاضرارالمادية واحدثت حالة من الهلع في محيط البلدة". بالتوازي، اكّد طربية "الحرص الشديد على سلامة المصطافين العرب والسياح من مختلف المناطق، وعلى العلاقة الطيبة والممتازة التي تربط اهالي بلدة قبيع بكل سائح ومواطن عربي من اي جهة اتى، خاصةً من الخليج العربي والمملكة العربية السعودية". واعتبر طربيه ان "ذيول الحادث عولجت واصبحت وراءنا" متمنياً "للاشقاء العرب قضاء اجازة هادئة وممتعة في لبنان".

 

الأحرار: لضرورة تجهيز الجيش بأحدث الاعتدة وأشدها تطوراً 

عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه الاستاذ دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1 – أثبت الجيش اللبناني مرة جديدة، وبعد يومين على الاحتفال السنوي بعيده، أهليته وصدقيته لتولي مهامه الدستورية والقيام بواجبه في الدفاع عن الوطن وحدوده رغم محدودية إمكاناته وحساسية الساحة نتيجة الوضع الذي يفرضه الأمر الواقع. إنها حقيقة تدفعنا إلى المطالبة بالإسراع في إنجاز الاستراتيجية الدفاعية، مما يؤدي إلى تكريس حصرية دوره كمؤسسة خاضعة لقرار مجلس الوزراء، وإلى وضع كل الإمكانات العسكرية من سلاح وعتاد في عهدته وتحت أمرته، على أن يعود إلى قيادته تحديد حاجتها إلى دعم المواطنين كأنصار للجيش أو بحسب أية صيغة أخرى تقترحها، وإلى توزيع المهام بحسب التطورات والمستجدات.

ونشدد، من جهة أخرى، على ضرورة تجهيزه بأحدث الاعتدة وأشدها تطوراً، والتوجه إلى الدول الشقيقة والصديقة للمساهمة في توفيرها له. وعندنا انه إذا تم التزام هذه المعايير يصبح لبنان أقوى منعة، وتسوده المساواة فلا يعود ثمة من يستقوي بالسلاح غير الشرعي لفرض سياسته ورؤيته ومصالحه، وتزول الهواجس عند المواطنين الذين لا يشاطرونه الخيارات ولا يشاركونه الأولويات. ومن الطبيعي أن تنعدم الحاجة إلى ابتداع الشعارات الخلاقة واستنباط التسويات التي تحفظ ماء الوجه على غرار مقولة " الجيش والشعب والمقاومة " ومعها تستقيم الأوضاع في ظل المؤسسات التي يقوم كل منها بمهامه وفق ما ينص عليه الدستور والقانون.

أخيراً نتقدم من قيادة الجيش ومن أهل الشهيدين بأحر التعازي ونعتبر شهادتهما مدماكا يرفع في بنيان دولة القانون والمؤسسات ووطن الحرية والسيادة، كما نقدم واجب التعزية إلى أسرة الصحافي الشهيد الذي اختلط دمه بدماء العسكريين، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

 2 – استوقفنا في الحلقة التي نقلتها وسائل الإعلام يوم الثلاثاء الفائت من سلسلة إطلالات أمين عام حزب الله الإعلامية ثناءه على اداء الجيش وإطراءه على قيادته وضباطه ورتبائه وأفراده، رغم رذاذ السلبيات والشروط التي تقع، على أهميتها، في خانة الخطاب التعبوي والخط الجهادي الذي لا يعنينا من قريب أو بعيد. وكم كنا نتمنى لو انه اكتفى بهذا الاستنتاج وبنى عليه مطالعاته الشخصية سواء بالنسبة إلى الجيش أو بالنسبة إلى المحاور الأخرى التي تطرق إليها، خصوصا انه كرر مرارا احترامه مقتضيات " التهدئة ".

ويهمنا تأكيد تشبثنا بالحقيقة والعدالة ليس فقط في جريمة اغتيال الرئيس الحريري إنما أيضاً في الجرائم الإرهابية الأخرى التي استهدفت خيرة رجالات لبنان. ولا نرى وسيلة أفضل من المحكمة الدولية مع حرصنا التام على إبعادها عن التداول الإعلامي الذي هو الخطوة الأولى نحو التسييس. ونرفض رفضا ً مطلقا ً الاقتراحات التي لا تستند إلى أي مفهوم قانوني إنما ترمي إلى قيام عدالة رديفة مستوحية تجربة مطلقها على الساحة اللبنانية، مما يؤدي إلى امتداد الأمر الواقع من المستوى المحلي إلى الخارجي على أساس رفض القانون الدولي انطلاقاً من إفشال المحكمة الدولية واعتبارها كأنها لم تكن، وأخذ اللبنانيين رهائن مشروع ضربها تحت طائلة التهديد بالثبور وعظائم الأمور، وهنا تقع مسؤولية الجيش وقوى الأمن والقضاء.

ونستبق الإطلالة القادمة في شكل مؤتمر صحافي لتقديم النصح لحزب الله بسلوك طريق العدالة والمحكمة في ما يتعلق بما يعتبره شهود زور أو بما وعد بتقديمه من أدلة، وكل ما عدا ذلك لا يجدي إنما يؤسس لمرحلة سيدفع كل اللبنانيين ثمنها. ولا يفوتنا أخيراً التذكير باستحالة التأثير على عمل المحكمة في المرحلة التي بلغها التحقيق والذي نعتقد ان حرفية القائمين به وشرفهم ومسؤوليتهم تحضّهم على إرسائه على قواعد صلبة، لأن ليست مصداقيتهم وحدها على المحك إنما أيضاً مستقبل الجهاز القضائي الدولي الطامح أن يصبح من مرتكزات النظام العالمي الجديد.

 

شمعون : لضبط النفس بدل عرض العضلات... وجنبلاط يتحفنا بمواقف نكاد لا نلحقها 

موقع 14 آذار /٦ اب ٢٠١٠ /سلمان العنداري

اعتبر النائب دوري شمعون ان "الجيش اللبناني احسن في التصدي للقوات العدوة الاسرائيلية في حادث بلدة العديسة الحدودية منذ ايام، الا ان المعطيات والمعلومات والتقارير الاخيرة تشير الى ان "الشجرة العظيمة" التي كانت سبباً لتفجّر الاشتباكات بين الطرفين لم تكن في الاراضي اللبنانية اي في شمال الخط الارزق، انما تعتبر من الاراضي المتنازع عليها والتابعة لقوات اليونيفل، وهذا امر غير مفهوم وملتبس ادى الى استشهاد عنصرين في الجيش والى استشهاد صحافي لبناني".

شمعون وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني قال "اننا نقدّر كل نقطة دم سقطت من الجيش اللبناني بوجه اسرائيل والتعديات والخروقات التي تقوم بها في سبيل توتير الاجواء وجرّنا الى حرب جديدة، الا انه يجب الانتباه لأي اخطاء او هفوات يمكن ان تقع من جانب هذا الجيش حتى لا تشكّل هذه الاخطاء ذريعة اساسية لاسرائيل للانقضاض على البلاد واطلاق تهديداتها، حيث كادت اشتباكات العديسة ان تجرنا الى وضع صعب لا نحسد عليه".

ولفت شمعون الى ان "الجيش اللبناني يُثبت في كل مرة انه قادر على حماية البلاد والجنوب من اية اعتداءات في حال جُهّز بالمعدات الكافية وفي حال حصل على الدعم الكافي من كل الاطراف والقوى دون استثناء، بالرغم من ان ميزان القوى بين لبنان واسرائيل ليس لصالحنا نظراً للقوة الجوية الساحقة لاسرائيل، الا انه للجيش مكانة قوية ومهمة ولافتة في الجنوب".

وعمّا اذا كان هذا الكلام عن الجيش واختلال ميزان القوى يحتّم الاتكال على قدرات المقاومة في الجنوب، رفض شمعون هذا المنطق معتبراً ان الشرعية والدولة وحدها القادرة على صدّ العدوان على لبنان، مع العلم ان المقاومة لا تملك القدرة الكافية لمواجهة اسرائيل نظراً لعدة عوامل وظروف، وهذا يفتح الباب على ضرورة اقرار استراتيجية دفاع في اسرع وقت ممكن".

وعن توقيف القيادي في التيار الوطني الحر العقيد فايز كرم بتهمة التعامل مع اسرائيل، رفض شمعون التعليق في هذه المسألة نظراً لحساسيتها بانتظار انتهاء التحقيقات وجلاء الحقيقة في هذا الموضوع".

وعن موقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الاخير في مؤتمره الصحفي وبعد زيارته للرئيس السوري بشار الاسد في دمشق، اعتبر شمعون ان "النائب جنبلاط يتحفنا كل يوم بتعليقات ومواقف جديدة، تكاد تكون وتيرتها سريعة ونكاد لا نلحق بامواجها، ولهذا أفضّل عدم التعليق على بعض ما قاله في مؤتمره الصحفي". ولم يستبعد شمعون ان يكون الرئيس السوري قد ابلغ النائب جنبلاط بعض المعطيات السياسية والاقليمية، ومنها بعض ما ورد في اجتماع الاسد مع العاهل السعودي الملك عبدالله.

ودعا شمعون في ختام حديثه "الى مزيد من ضبط النفس للحفاظ على الاستقرار والامن في الدولة اللبنانية، على امل ان نبعد عنا الكأس المر والعواصف السوداء التي تتحضر للانفجار، ولهذا لا بد من التريّث بدل عرض العضلات والمزايدة من هنا وهناك".

 

 داعياً إلى سؤال عون عن مطالبته بإعدام العملاء... أبو جمرة: "التيار" لم يعد حزباً بل حالة عونية متمثلة بشخص أضع برسمه كل أسئلتكم   

٦ اب ٢٠١٠ /  اسف نائب رئيس مجلس الوزراء السابق اللواء عصام ابو جمرة لكون "سوسة" العمالة قد طالت الضباط، مشيراً إلى وجوب إنتظار التحقيق لان المتهم بريء حتى تثبت إدانته. ولاحظ ان "من الملفت ان يكون من اتهم بالعمالة قريباً جداً من النائب ميشال عون"، مشيراً بذلك إلى العميد المتقاعد فايز كرم، أحد كوادر "التيار الوطني الحر" ومسؤول منطقة الشمال فيه. وفي حديث لـ"الديار"، ورداً على سؤال عن إمكان ان يكون البعض على علم بعمالة كرم، قال ابو جمرة: "قد يكون بعض الاشخاص على علم لا ادري، وعليكم توجيه السؤال الى المعني بذلك، لكن بطبيعة الحال هنالك مسؤولية إنضباطية". ورأى انه من المبكر التحدث عن تفاصيل إطلاق الأحكام عشوائياً "حتى لا نتمثل بشهود الزور"، لافتاً الى ان منصب كرم كرئيس لفرع مكافحة الارهاب والتجسس قد ساعده لانه كان يتعاطى مع المخبرين. وأضاف: "والسؤال لماذا قام بذلك، فهو ابن عائلة محترمة وابن بيت ووضعه المادي ميسور؟"

وعن التصريح الذي أطلقه عون بعد توقيف شربل قزي بجرم العمالة "بأننا نريد ان نعلم الانتماء السياسي لهذا العميل والى اي جهة يتبع بالتحديد؟"، غامزاً من قناة الاحزاب المسيحية في "14 آذار"، وكيف سيكون موقفه اليوم بعد إتهام احد قيادييه بالعمالة؟ قال ابو جمرة: "ارجو ان توجّهوا هذا السؤال الى عون او زعيم الحالة العونية لان لا حزب لدينا ولا قيادة بل شخص يمثل حالة فقط". وعن مطالبة عون بإعدام العملاء، واليوم كيف ستكون ردة فعله بعد إتهام كرم بالعمالة؟، ختم ابو جمرة: "إسألوه... فالجواب يجب ان يكون على عاتقه، وانا اضع هذه الاسئلة التي لم اجب عليها برسم النائب عون".

 

حزب الله" لـ "التيار": نحن وإياكم في مركبٍ واحد...

ملاك عقيل /في اللحظة التي تأكد فيها العونيون ان "قصة العميد" ليست مؤامرة على "التيار الوطني الحر" وليست فخاً ينصب لميشال عون لمحاصرته وإضعافه، بدأت دائرة التساؤلات تكبر. ما مصير العلاقة بين "التيار" و"حزب الله"؟. ذهب بعض الخبثاء من خارج "التيار" الى حد التساؤل: هل كان "الجنرال" يعلم بـ "عمالة" فايز كرم؟ نطاق النقاش حول هذه النقطة الحساسة والخطيرة أخمد في مهده. ميشال عون كما الغالبية الساحقة من اللبنانيين صعق بخبر اعتقال رفيق الدرب من وزارة الدفاع الى المنفى الباريسي الى حلقة القرار في الرابية، ووفق المقربين منه وجد صعوبة حقيقية في تقبّل الخبر وارتداداته في البداية، وقد أوعز الى معاونيه بإيلاء عائلة كرم كل الاهتمام للخروج من هذه المحنة . لكن الحسم على هذا المستوى لم يطل كافة جوانب القضية الأخطر التي تواجه "التيار" منذ دخوله معترك الحياة السياسية.

فالشعور بالإحراج الذي انتاب العونيين لم يكن فقط تجاه فريق مسيحي كانوا "يعايرونه" دوماً بماضيه العسكري والسياسي، ولا تجاه أنفسهم وهم الذين يقفون الى جانب الدولة و"حزب الله" الكتف على الكتف في مواجهة المشروع الاسرائيلي، ولا أيضاً في ما يخص "سمعة التيار" بعدما طالته "لوثة" العمالة، وإن كان على مستوى فرد واحد داخل "التيار البرتقالي"... السؤال الذي طرح بقوة داخل الدائرة العونية "ما هي وجهة نظر "حزب الله" تجاه الزلزال الذي حصل؟".

في الساعات الأولى لشيوع خبر اعتقال العميد فايز كرم، جرت اتصالات جانبية بين ناشطين في "التيار" وبين مسؤولين في "حزب الله"، بدت مواكبة لاتصالات كانت تجري على أعلى مستوى بين الرابية والضاحية. يقول أحد القياديين الذي تسنّى له التواصل مع نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وعضو المكتب السياسي في الحزب غالب أبو زينب "بعض مسؤولي "حزب الله" بدا مصدوماً بالخبر، خصوصاً ان علاقة وثيقة جداً تربط العميد كرم بالكثير من هؤلاء المسؤولين. صباحاً سمعنا عبارات من المؤاساة والدعوة الى انتظار انتهاء التحقيق، لكن لاحقاً تغيّرت اللهجة، إذ تأكد لـ "جماعة الحزب" أن "التيار" تمّ اختراقه على أعلى المستويات، وبأن الشخص المعني أي العميد كرم متورّط فعلاً، من دون أن يوضحوا مدى هذا التورط". يضيف القيادي نفسه "لكن الحزب بدا أيضاً حاسماً في مسألة أن هذا الخرق الذي تمّ اكتشافه لا يمكن أن يؤدي الى "خربطة" العلاقة مع العماد عون، أو التأثير على العلاقة النضالية الوطنية المشتركة بين الحزب و"التيار". وقد كان مسؤولو الحزب واضحين بقولهم أنهم سيتعاطوا مع هكذا حالة على أنها "تورّط شخصي" مع اسرائيل، ولا يطال هيكلية "التيار" الحزبية". وفي يوم الاعتقال وجد العونيون أنفسهم متسمّرين أمام شاشة "المنار" مساءً لمتابعة نشرتها الإخبارية، وقد تنفّسوا الصعداء عندما وجدوا ان "نشرة المقاومة" متناغمة كليّاً مع "نشرتهم البرتقالية" المقتضبة. الشعور بالقلق لدى العونيين يأخذ أبعاداً أخرى بالغة الحساسية. فالمعلومات تشير الى توقيف العميد كرم و"آخرين". يتساءل هؤلاء "من هم "الآخرون"؟. الحسم على هذا المستوى، بدا ضرورياً بالنسبة إليهم، لإبعاد الشبهة نهائياً عن أي أشخاص قد يكونوا متورطين بشبهة العمالة من داخل "التيار". خصوصاً أن البعض يمارس على الرابية سياسة "حرق الأعصاب" من خلال الايحاء "بأن الحبل على الجرار...!" لكن داخل "التيار" ثمّة من يذكّر بأن ضباطاً كباراً في المؤسسة العسكرية أدينوا بتهمة العمالة، وبالتالي فإنّ الاختراق الاسرائيلي حاصل على أعلى مستوى وداخل "المؤسسة الأم"... وهذا ما يخفّف "الحمل" عنهم قليلاً.  

 

سامر سعاده استغرب دعوة الكنديين الى عدم زيارة طرابلس

موقع الكتائب/استغرب عضو كتلة حزب الكتائب النائب سامر سعادة في تصريح اليوم "المضمون والتوقيت لبيان السفارة الكندية في بيروت والذي تضمن دعوة الرعايا الكنديين الى عدم التوجه الى طرابلس". وقال: "إن طرابلس تعيش منذ عقدين أجواء توافق ومصالحة لبنانية - لبنانية شاملة. وهي حافظت وتحافظ على مقومات العيش المشترك بين جميع أبنائها وأبناء الشمال المسيحيين والمسلمين في آن واحد. أليس في انتخابي وأنا من رشحه حزب الكتائب اللبنانية نائبا عن أبنائها أكبر دليل على ذلك؟". وتوجه الى السفير الكندي "بدعوة مفتوحة لزيارة طرابلس في أي وقت يشاء لنمضي معا ساعات نجول فيها في مختلف أحياء المدينة للتثبت مما أقوله".

 

تقرير واشنطن عن "الإرهاب" لـ2009: "حزب الله" كيان شرعي وحزب سياسي كبير 

الجمعة 6 آب 2010

أشار التقرير الأميركي السنوي للعام 2009 عن "الإرهاب" عن لبنان إلى أن "العام 2009 تميّز بتكثيف الجهود الحكومية لتفكيك الخلايا الإرهابية قبل أن تبدأ عملها، حيث سجّل للقوات المسلحة اللبنانية، بشكل خاص، تمكنها من إلقاء القبض على إرهابيين فارين، واحتواء العنف الطائفي".  وفيما بقي "حزب الله" على لائحة التنظيمات التي تعتبرها واشنطن "ارهابية"، فان التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الاميركية، الذي نقلته صحيفة "السفير"، وصف "حزب الله" بأنه "كيان شرعي وحزب سياسي كبير، ما زال ممثلاً في الحكومة والبرلمان في لبنان".

وأضاف التقرير إنه بعد إجراء الانتخابات النيابية "أعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أنّ تعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي سيحتل حيّزاً اساسياً في عمل حكومته". وأشار التقرير إلى أن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي اعتبر أنّ "مكافحة الإرهاب، والأمن الداخلي، ومنع أعمال العنف الطائفية قضايا تحتل أولوية قصوى لديه". كما لفت التقرير إلى أنّه "كان للحكومة الأميركية دور فاعل في برامج المساعدة الأمنية للقوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي، بما في ذلك توفير التدريب وتأمين التجهيزات".

 ولفت إلى أنّ "أجهزة الأمن اللبنانية ما زالت تفتقد إلى التنسيق في ما بينها، ولهذا السبب فإنّ التقدم في إيجاد خطة لإدارة الحدود يسير بخطى بطيئة"، لكنه أشار إلى أن "بعض المكاسب قد تحققت في ما يتعلق بأمن المرافئ، عبر اعتماد نظام افضل للكشف الإشعاعي لمستوعبات الشحن، وإقامة مراكز متطورة للجمارك على الحدود الشرقية، ما أسهم في مراقبة أفضل للحدود". واعتبر أنّ "الأمن على طول الحدود اللبنانية ـ السورية ما زال يمثل إشكالية مهمة، فالحكومة اللبنانية لا تمارس سلطتها على أجزاء من هذه الحدود. وخلال العام (2009) أشارت العديد من التقارير إلى عمليات تهريب أسلحة من سوريا وإيران إلى حزب الله وتنظيمات مسلحة أخرى في لبنان". لكنه أوضح أنّ "تقارير "اليونيفيل" والجيش اللبناني لم تتضمن أي دليل حسي على عمليات تهريب أسلحة لـ"حزب الله" إلى منطقة عمل القوات الدولية في جنوب نهر الليطاني"، وإن كان قد تحدث عن "انفجار مستودع للأسلحة" في بلدة خربة سلم.

 

"خطأ بشري" قاد إلى توقيف فايز كرم عبر استدراجه الى كمين أمني

نهارنت/أكدت مصادر أمنية موثوقة لصحيفة "السفير" أن العميد كرم الموقوف بتهمة التعامل مع اسرائيل اعترف أمام المحققين في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بأنه بدأ التعامل منذ أوائل التسعينيات، وأنه واظب على تقديم المعلومات إلى العدو حتى هذه الأيام. وقالت المصادر إن العميد كرم كان يفترض أنه بعيد كل البعد عن الشبهات، موضحة أنه لم يكن ممكناً كشف تعامله لولا "خطأ بشري" أدى إلى كشف معطيات كانت تحت الرقابة والمتابعة من قبل فرع المعلومات منذ العام 2007، من دون أن يتم ربط تلك المعطيات بالعميد كرم شخصياً.

وكشفت تلك المصادر عن أن العميد كرم كان يستخدم ثلاثة خطوط هاتفية أوروبية من دول مختلفة، وهي تتمتع بحماية ضد التجسّس والمراقبة، بحيث لا يمكن معرفة أمكنة استخدامها، وقد كان فرع المعلومات يشكّ فيها نظراً لندرة استعمالها والخصوصية التي تتمتع بها من حيث الحماية. وأشارت المصادر إلى أن "خطأ" حصل أدى إلى كشف المكان والشخص الذي يمتلك أحد هذه الخطوط، فأخضع لرقابة مشددة على مدى أسبوع وتم جمع كل المعطيات المتراكمة، ليتبين أن العميد كرم هو صاحب الخطوط الثلاثة، وأنه يستخدمها للاتصال بالعدو الإسرائيلي عبر أوروبا التي كان العميد كرم يتجوّل فيها بعد مغادرته لبنان إلى العاصمة الفرنسية التي يمتلك فيها بعض الأعمال الخاصة. وأوضحت المصادر أن العميد كرم لم يلق القبض عليه في منزله لا في ذوق مكايل ولا في الشمال، كاشفة عن انه تم استدراجه الى "كمين أمني"، من دون أن توضح التفاصيل المتعلقة بكيفية إلقاء القبض عليه. واشارت إلى أنه جرت مداهمة منزله في ذوق مكايل بعد الحصول على إذن النيابة العامة، حيث صودرت أجهزة وخطوط الهاتف الأوروبية الثلاثة إضافة إلى أجهزة الكومبيوتر ووثائق عديدة، ويجري تحليلها لمعرفة طبيعة المعلومات التي كان ينقلها العميد كرم إلى الموساد الإسرائيلي، علماً أن هناك معطيات شبه مؤكدة عن أنه زوّد الموساد بمعلومات محددة عن "حزب الله". هذا وأملت عائلة الموقوف كرم في بيان لها، من وسائل الإعلام كافة وقف التسريبات الإعلامية وإصدار الأحكام المسبقة قبل صدور أي قرار قضائي في حق العميد كرم وهو لا يزال يخضع للتحقيق حتى الساعة. كما تحتفظ عائلة كرم بحق الإدعاء على أي وسيلة إعلام تتجاوز القانون وتخرق سرية التحقيقات وتستبق القضاء في إصدار القرارات، وتنال من كرامة الناس".

 

 أوغاسبيان: البحث في سوريا تركزّ على المعابر الحدوديّة وليس ترسيم الحدود

تهارنت/أوضح وزير الدولة جان أوغاسبيان أن "زيارة سوريا في الأمس على رأس وفد رسمي مع مسؤولين من الجمارك والأمن العام كانت لوضع رؤية تطويريّة جديدة للمعابر الرئيسة الخمسة بين لبنان وسوريا، إضافة إلى وضع تصوّر حول استحداث مركز جديد في عكار ويكون مخصصاً للشاحنات فقط وكان هناك طرح جدي مع الجانب السوري".

وقال أوغاسبيان، في حديث لقناة"lbc"، "نحن كفريق لبناني، وضعنا تصوراً، مع العلم أن بعض البنود فيه لا تتلاءم مع الاتفاقات الموقعة سابقاً بين الطرفين، لكن حصل نقاش جدي مع الطرف السوري في هذا المجال". واوضح أن "التصوّر الموضوع من قبل الجانب اللبناني يرتكز على أن يكون هناك معبر أساسي للشاحنات في عكار ما يريح باقي المعابر، الى جانب تطوير المعابر بشكل تزيد قدرتها الاستيعابية وتسهّل الاجراءات والمعاملات. وختم أوغاسبيان بالقول: "البحث كان مرتكزاً فقط على المعابر الحدوديّة وليس على ترسيم الحدود"، مشيرًا إلى أن "وضع المعابر سيئ جداً وهو لا يليق بلبنان وهناك معاناة كبيرة للناس في نقل البضائع".

 

زهرا: جنبلاط في تموضعه الجديد لم يعد حيادياً في تقييم الأمور إلا وزارياً

نهارنت/وصف عضو كتلة "القوات" اللبنانية النائب أنطوان زهرا، أن رئيس"اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط في تموضعه الجديد لم يعد حيادياً في تقييم الأمور وفي الخطاب السياسي ولكن في العملية الوزارية، قد يحافظ على مسافة وسطية"، موضحاً أن "لا شك ان هناك من يوحي الى عدم وجود جنبلاط في الوسط بل اختار التنسيق مع فريق 8 آذار وكلامه ليس مؤشر الى المرحلة المقبلة بل بقي نيابياً ووزارياً وما زال وسطياً وهو ما أعلنه هو بتفسه على هذا الصعيد، اما في السياسة فخطابه المعتمد ليس وسطياً ونحن لا" نأخذ موقفاً منه بل نصف ما نراه".

وأشار زهرا في حديث إلى تلفزيون الـ"LBC"، إلى أن"سوريا من اللاعبين الأساسيين بالسياسة اللبنانية وآخر تأثير لها كان ايجابي بعد الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد برفقة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، حيث تم حصر الحديث بعد الزيارة عن 7 ايار آخر"، مشدداً على أن" التهدئة تجلت بخطاب السياسيين".

وأكد أن "سوريا تريد ان تلعب دوراً في السياسة اللبنانية، وهي لعبت دوراً ايجابياً على صعيد التهدئة وأزالت كابوس الفتنة الداخلية".

واوضح ان الانطباع في البلد انه" لم يعد هناك من مخطط لـ 7 ايار ثانٍ"، مشيراً إلى أن" من حق"حزب الله" الدفاع عن نفسه في ما يتعلق بإن كان لديه شك بأنه متهم باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري". وأشار زهرا إلى أن "المدعي العام للمحكمة سيكون جاهزاً لتقديم تقريره في شهر أيلول وليتم الانطلاق بالتقييم بناء على ما سيصدر وحتى بقضية شهود الزور وانطلاقاً مما يصدر يتم التعاطي مع القرار الظني للمحكمة". 

 

عن إمكان تفادي الفتنة والحرب

الجمعة, 06 أغسطس 2010

وليد شقير/الحياة

يتحدث البعض في لبنان عن الفتنة التي قد تنجم عن صدور قرار ظني عن المحكمة الدولية، كأنها قدر محتوم ويتصرف على أنها آتية لا محالة ويرعب الناس ويضعهم في حيرة حيال مصائرهم ومصير البلد. ويتصرف البعض الآخر على ان الحرب الإسرائيلية على لبنان هي الأخرى قدر محتوم لا مجال لتفاديه أو الحؤول دونه وعدم تجرع كأسه السامة.

وفي المقابل تدل وقائع الأيام القليلة الماضية على ان تجنب الفتنة ممكن وأن تراجع احتمالاتها مرتبط باللبنانيين أنفسهم إذا أرادوا، مهما كانت التدخلات الخارجية التي يمكن أن تخطط لهذه الفتنة ومهما كانت المؤامرة التي يحلو للعقل العربي واللبناني خصوصاً الاستناد إليها في تفسير الكثير من الأمور والسقطات التي وقع فيها فرقاء البلد الذي انزلق الى فخ التقاتل الأهلي مرات عدة بقرارات اتخذها قادة هؤلاء الفرقاء تحت شعارات كبرى وقومية وكونية وإيديولوجية كانت تخفي حضوراً شخصياً أحياناً ومصالح ضيقة أحياناً أخرى وارتباطات بالخارج في كثير من الأحيان. ولطالما أجرى بعض هؤلاء القادة مراجعات اعترفوا فيها بالندم على تلك القرارات التي سبق أن قادت البلاد الى حمامات دماء وموجات هجرة وتخلف في المجتمع يصعب استلحاقه والتعويض عنه إلا بعد أجيال. وهو تخلف ما زال اقتصاد لبنان يحصد نتائجه ومفاعيله الى الآن. كذلك بنيته السياسية التي ازدادت طائفية ورفدتها المذهبية الشنيعة، والتي نجح في تغذيتها بعض العقول المريضة، المنتشية بظروف عابرة، الجاهلة باستحالة ضبط آلة التعصب بعد النفخ فيها.

في السابق، ولمن يجب ان يتعظ اليوم، كان أبرز دليل على إمكان تجنب الفتنة ان الكثير من القيادات التي وصفت إبان الحرب الأهلية اللبنانية بأنها «تقليدية ورجعية»، لم ينغمس في قرارات الحرب ولم ينزلق الى التسلح والتحريض على رغم احتفاظه بموقعه ومطالبه واعتراضه على الأوضاع.

أما اليوم فإن أبلغ دليل على إمكان تجنب الفتنة هو هذا السيل من التصريحات التي صدرت عن القيادات اللبنانية لمناسبة الخلاف على المحكمة الدولية داعية الى التهدئة وتبريد الأجواء، بعد سلسلة من المواقف التي هددت بالويل والثبور وعظائم الأمور. وأبرز تلك الدعوات، تلك التي صدرت عن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بعد ان كان وضع خصومه السياسيين امام خيارات التأزيم ووعدهم بتصنيفهم في خانة المشروع الإسرائيلي، فأخذ بعض حلفائه يفتعلون التهم لهؤلاء الخصوم ويهددونهم بـ7 أيار جديد وبما هو أدهى منه.

والدليل على ان تحضير أجواء الفتنة أو تجنبها هو في يد اللبنانيين أولاً، أن كلام السيد نصرالله عن التهدئة أراح الساحة السياسية، بعدما كان رئيس الحكومة سعد الحريري جدّد التأكيد انه ملتزم إحباط الفتنة... فهل كانت تلك المساهمة في تراجع المخاوف من الفتنة الى القمة الثلاثية السعودية – السورية - اللبنانية من اجل القيام بها؟ ومع التسليم بحق «حزب الله» سياسياً في الدفاع عن نفسه إزاء إمكان اتهامه بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري إزاء التسريبات الإسرائيلية التي هدفت الى صب الزيت على النار، ألم يكن ممكناً تجنب رمي مسؤولية ما تقوم به إسرائيل على شركاء الحزب في الحكومة والدولة والوطن قبل عقد القمة؟ وهل يعقل ان يُسحب التلويح باتهام بعض هؤلاء الشركاء بالعمالة لمجرد عقد القمة؟ ألا يفرض منطق الأمور ان تُعتبر جريمة اغتيال الرئيس الحريري هي الأصل في الفتنة والتسبب بها والتصرف بمقتضى هذه القناعة لاحتواء تداعيات كل ذلك بدلاً من وضع الساعين الى الحقيقة في خانة الاتهام؟ أما بالنسبة الى قدر الحرب المحتوم، بنظر البعض، فإن واقعة امتناع الجيش اللبناني عن إطلاق النار على الجيش الإسرائيلي وهو يقتلع أشجاراً، يعتبرها لبنان على أرضه، هي دليل على إمكان تجنب هذه الحرب التي تحضر لها إسرائيل. جاء القرار نتيجة حسابات عقلانية بتفادي الانزلاق بالبلد الى مواجهة تستفيد منها الدولة العبرية، تستدرج «حزب الله» الى قتال يصعب التحكم بمساره. والجديد في ما حصل ان الجيش أحبط احتمال اندلاع مواجهة واسعة، ليس عن تخاذل، بعد ان كان في اليوم الذي سبق أطلق النار على الجيش الإسرائيلي وأنزل خسائر في صفوفه، بحيث لا يمكن اتهامه بالضعف لأن حساباته ارتبطت بالمصلحة اللبنانية لا بأي شيء آخر. فالجيش تصرف على ان القضية ليست قضية شجرة، هو أيضاً، بل قضية حماية البلد.

 

سفير سوريا أمل ان تنعكس مشاورات الحريري-الاسد نجاحا للاخاء السوري- اللبناني

نهارنت/أعلن السفير السوري علي عبد الكريم علي بعد زيارته النائب بهية الحريري في مجدليون، ان "زيارة صيدا وزيارة هذا البيت، تأتي في اطار العلاقة الأخوية التي نرجو أن تتعمق وتتعزز لما فيه خير البلدين". وعن التشاور بين الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الحكومة سعد الحريري في ما يتعلق بمواجهة التهديدات الاسرائيلية، أعرب عن أمله أن "تكون النتائج طيبة بما ينعكس وفاقا وأمنا واستقرارا ونجاحا لهذا البلد وللبلدين وللاخاء السوري- اللبناني". باق من الزمن (6) اسابيع مفترضة على الزلزال السياسي هل يقتدي نصر الله بالاسد في تعامله مع المحكمة الدولية؟  

   

بعبدا الثلاثية: إدخال لبنان في هدنة عربية حتى نهاية العام  

 "حزب الله" والمعركة الخاسرة وتفاهم دولي: العنف لن يسقط المحكمة

بقلم عبد الكريم أبوالنصر   

النهار/يخوض "حزب الله" معركة خطرة وخاسرة مع الغالبية الواسعة من اللبنانيين ومع المجتمع الدولي والمجموعة العربية ترتكز على التهديد بالقوة وبتفجير الأوضاع في البلد لمحاولة إحباط المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية أخرى لأنها اقتربت من لحظة الحقيقة. ويصطدم "حزب الله" في محاولته هذه بالتفاهم السعودي - السوري الذي كرسته قمة بيروت بين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيسين ميشال سليمان وبشار الأسد والذي يدعم الأمن والاستقرار في البلد. وما يريده "حزب الله" ليس انتظار صدور القرار الظني عن المحكمة بل عقد صفقة ما منذ الآن مع أطراف لبنانيين وجهات اقليمية مؤثرة تشمل ضمان استمرار الأمن والإستقرار في مقابل تخلي المدعي العام الدولي دانيال بلمار عن توجيه الإتهام في قراره الظني الى عناصر من الحزب بالتورط في جريمة اغتيال الحريري إذ أن الحزب يدرك ان اتهام عناصر منه يعني اتهام قيادته بالتورط في هذه الجريمة لأن اغتيال الحريري على افتراض ان هذا ما ينوي ان يفعله كان نتيجة قرار سياسي كبير ولم يكن عملا يمكن أن يقوم به أفراد غير منضبطين. ومجرد صدور قرار ظني كهذا يضعف الحزب داخليا واقليمياً ويلحق أضراراً بالغة برصيده وسمعته وبعلاقاته مع الأفرقاء اللبنانيين المعنيين بالأمر ويزيد الضغوط عليه للتخلي عن سلاحه. لكن المأزق الحقيقي الذي يواجهه الحزب أنه ليس قادراً على تحقيق هدفه هذا بالاعتماد على السلاح والعنف أو بجر البلد الى نزاع مسلح كما فعل في أيار 2008 أو بتفجير حرب مع إسرائيل أو بمهاجمته قوات اليونيفيل في الجنوب لأن هذه الأعمال كلها ستعّرض الحزب لأخطار جدية ولن تعرقل في أي حال عمل المحكمة بل إنها ستزيد تصميم الدول والجهات المعنية على كشف حقائق جريمة إغتيال الحريري وعلى ملاحقة المتورطين فيها. والواقع أن "حزب الله" وحلفاءه لا يملكون خيارات جيدة وملائمة للتعامل مع قرار ظني كهذا بل إن كل الخيارات التي يمكن أن يعتمدوها سيئة وغير مجدية ما دامت تدخل في إطار المواجهة مع الغالبية الكبرى من اللبنانيين ومع المجتمع الدولي والمحكمة وتهدف الى عرقلة تحقيق العدالة".

هذا هو تقويم جهات أوروبية رسمية في باريس معنية مباشرة بتطورات الأوضاع في لبنان استناداً الى المعلومات التي حصلت عليها من بيروت ودمشق والقاهرة وعواصم أخرى. وأوضحت لنا مصادر ديبلوماسية أوروبية وثيقة الاطلاع "ان ما يتخوف منه "حزب الله" ليس صدور قرار ظني ضعيف خال من الأدلة والمعلومات المقبولة قانونياً بل صدور قرار ظني قوي يتضمن معلومات وأدلة وقرائن ووثائق واضحة وصلبة ويتم على أساسها اتهام عناصر من الحزب وربما أشخاص آخرين بالتورط في جريمة اغتيال الحريري".

ورأت المصادر الأوروبية ان موقف "حزب الله" من المحكمة ضعيف فعلاً بقطع النظر عن التصعيد الكلامي الذي يعتمده وذلك للأسباب الآتية:

أولاً - يحاول "حزب الله" تحريض اللبنانيين على العدالة وإقناعهم بأن المحكمة تجلب الخراب للبنان. لكن الحقيقة الواضحة أن الذين اغتالوا الحريري ورفاقه وعدداً كبيراً من الشخصيات الوطنية واستخدموا السلاح والعنف في الصراع السياسي الداخلي هم الذين جلبوا الخراب والفتنة الى لبنان. أما المحكمة فإنها تنشد العدالة وتصحيح الأوضاع.

ثانياً ـــ موقف "حزب الله" الرافض المحكمة يستند الى التهويل والتهديد باستخدام القوة وليس الى الحقائق والأدلة والمعلومات والوقائع المقنعة. وهذه نقطة ضعف أساسية.

ثالثاً - "حزب الله" هو الذي يحاول تسييس عمل المحكمة إذ انه يريد القرار الظني الذي يلائمه ويرفض انتظار صدور هذا القرار ليحكم عليه بل إنه يؤكد سلفاً أن القرار ظالم وخال من أي أدلة ومعلومات صحيحة ويرفض كذلك وجود المحكمة متراجعاً عن موافقته عليها في مؤتمر الحوار الوطني وفي البيان الوزاري لحكومة سعد الحريري، حتى انه يصف المحكمة بأنها مشروع إسرائيلي من غير أن يقدم أي دليل على هذا الاتهام. و"حزب الله" يتصرف على أساس أنه يريد أن يكون في وقت واحد المحقق والمدعي العام والقاضي الذي يصدر الأحكام لأنه على اقتناع بأن بلمار سيتهم بعض عناصره بالتورط في جريمة اغتيال الحريري.

رابعاً - يطلب "حزب الله" المستحيل من الأطراف المعنيين بالقضية. فهو يريد من أهل الضحايا أن يقبلوا وجهة نظره ويتراجعوا عن المطالبة بتحقيق العدالة وإلا عوقبوا. ويريد من الدولة اللبنانية أن تتراجع عن التزاماتها وتقف ضد قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية. ويريد من المجتمع الدولي أن يرضخ له ولتهديداته ومن قضاة المحكمة أن يقبلوا حكمه المسبق على عملهم وقراراتهم المحتملة، وذلك في مقابل الامتناع عن جر البلد الى ما هو أخطر من 7 أيار 2008. ووفقاً لما قاله ديبلوماسي أوروبي مطلع، ان "رسالة "حزب الله" الى الجميع هي أنه مستعد للتضحية بمصالح اللبنانيين وبأمن لبنان واستقراره من أجل محاولة حماية بعض عناصره من تهمة التورط في جريمة اغتيال الحريري. وهذا الموقف مرفوض لبنانياً وعربياً ودولياً على أوسع نطاق. وهذه هي الورطة الكبرى لـ"حزب الله".

التخلي عن المحكمة أخطر من التمسك بها

وفي هذا المجال افادت المصادر الأوروبية المطلعة أن المشاورات الدولية - العربية التي جرت أخيراً أظهرت وجود تفاهم دولي - عربي على أن التخلي عن هذه المحكمة ذات الطابع الدولي أكثر خطورة من التمسك بها ومواصلة تأمين الدعم الكامل لها كي تنجز مهمتها، وذلك للاعتبارات الأساسية الآتية :

أولاً - إن الدول العربية والأجنبية الحريصة على مصير لبنان لم تدعم تشكيل لجنة تحقيق دولية بعد اغتيال الحريري ورفاقه في شباط 2005 وإنشاء محكمة خاصة بقرار صادر عن مجلس الأمن استناداً الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، كمناورة سياسية أو كوسيلة ضغط على هذه الجهة أوتلك، بل فعلت ذلك من أجل وضع حد للاغتيالات السياسية من خلال ملاحقة ومحاسبة ومعاقبة المتورطين في هذه الجريمة وفي جرائم سياسية أخرى وذلك حفاظاً على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في لبنان والمنطقة. وترى هذه الدول أن جريمة اغتيال الحريري وشخصيات أخرى ليست قضية لبنانية بحتة بل انها قضية إقليمية ودولية ويتم التعامل معها على هذا الأساس.

ثانياً - إن هذه المحكمة وكل ما يرتبط بها ليست أداة في أيدي حكام دولة واحدة بل انها، بمرجعيتها ونظامها وآليتها وطريقة تشكيلها ومنهجها، عملية دولية واسعة يقودها مجلس الأمن وتشارك في إدارتها الدول الخمس الكبرى ودول عربية وأجنبية عدة أمنت لها الحماية السياسية والديبلوماسية والدعم المادي اللازم لكشف الحقيقة ومعاقبة المتورطين في هذه الجرائم.

ثالثاً - هذه المحكمة ليست خاضعة لأي إملاءات أو ضغوط أو تدخلات خارجية بل انها هيئة دولية مستقلة تعمل بشفافية تامة ويتحكم بعملها وتوجهاتها قضاتها الذين ينتمون الى دول عدة والذين يتمتعون بخبرة واسعة ويعملون وفقاً لأعلى المعايير القانونية. ولذلك فإن قضاة هذه المحكمة لن يتأثروا بهذه الحرب النفسية - السياسية - الإعلامية التي أعلنها عليهم "حزب الله "، بل إن المدعي العام الدولي دانيال بلمار سيصدر قراره الظني في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه وربما في جرائم سياسية أخرى قبل نهاية هذه السنة معتمداً على الأدلة والمعلومات والقرائن والوثائق والشهادات القوية الصلبة لدى توجيهه الاتهام الى المتورطين في هذه الجرائم. ويفقد القرار الظني قيمته تلقائيا ولن يصمد أمام المحكمة إذا لم يتضمن الأدلة والمعلومات القوية والصحيحة الكافية التي تدعم الاتهام الموجه الى المتورطين. وهذا ما يدركه بلمار تماماً.

رابعاً - يتحرك بلمار وقضاة المحكمة على أساس ان تحقيق العدالة وإنصاف أهل الضحايا ومعاقبة المتورطين في جريمة اغتيال الحريري وفي جرائم أخرى هو ما يضمن الأمن والاستقرار ويعزز السلم الأهلي في لبنان لأن ذلك يضع حداً للإفلات من العقاب ويشكل رادعاً قوياً لمنع استخدام السلاح والعنف في الصراع السياسي الداخلي. وهذا المنطق يتناقض كلياً مع منطق الخائفين من القرار الظني والذين يريدون وضع اللبنانيين أمام خيارين: اما التخلي عن المحكمة من أجل الحصول على الإستقرار والأمن واما التمسك بالمحكمة وبتحقيق العدالة وجر البلد الى دوامة العنف والإقتتال. و"حزب الله" ليس لديه، تالياً، عرض سخي ومنصف يقدمه الى اللبنانيين بل إنه يضعهم أمام خيارين سيئين.

الصفقة المستحيلة

خامساً - تدرك الدول المعنية بالأمر وكذلك قضاة المحكمة ان رضوح المجتمع الدولي للتهويل بالعنف وللتهديد بتفجير الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان اذا وجه القرار الظني الإتهام الى عناصر من "حزب الله" بالتورط في جريمة اغتيال الحريري هو ما يشكل خطراً حقيقياً جدياً على لبنان وسلمه الأهلي وأمنه واستقراره وعلى الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية لأنه يعني استسلام المجتمع الدولي لمنطق القوة المسلحة. وهذا الاحتمال مرفوض كلياً لدى الدول المعنية بالأمر لأنه يتناقض مع مسؤوليات مجلس الأمن والمجتمع الدولي والمجموعة العربية حيال لبنان وشعبه، كما يتناقض مع التزام عدد كبير من الدول دعم لبنان المستقل السيد وحماية أمنه واستقراره بوسائل مختلفة، ويشكل، في حال حصوله، سابقة بالغة الخطورة لها انعكاساتها السلبية على المنطقة ككل وليس على بلد معين فحسب.

سادساً - ليس وارداً إطلاقاً بالنسبة الى مجلس الأمن والدول المعنية بالأمر عقد صفقة مع أي جهة لبنانية أو إقليمية تؤدي الى وقف عمل هذه المحكمة أو تحول مسارها أو تمنع صدور القرار الظني أو تؤجل إصداره الى موعد غير محدد أو تغير مضمونه بحيث يتخلى بلمار عن اتهام عناصر من "حزب الله" بالتورط في جريمة اغتيال الحريري حتى لو امتلك أدلة ومعلومات عن تورطهم في الجريمة. إن عقد صفقة كهذه مسألة بالغة التعقيد الى حد انها مستحيلة لأن هذه الصفقة يتطلب التوصل اليها اتخاذ ثلاث خطوات أساسية هي: أولاً إقدام مجلس الأمن على إصدار قرار جديد بموافقة الدول الكبرى يلغي قراراته السابقة ويتضمن التراجع عن كل ما قامت به لجنة التحقيق الدولية والمحكمة منذ العام 2005 الى اليوم وذلك استجابة لطلب "حزب الله ". وهذا ما لم يحصل في تاريخ مجلس الأمن. ثانياً رضوخ قضاة المحكمة لمثل هذا القرار، في حال حدوثه، وهو أمر مستحيل، وتخليهم تالياً عن نتائج التحقيق في الجرائم المرتكبة. ثالثاً إطلاع الرأي العام اللبناني والدولي على الأسباب التي تدعو الى وقف كل الجهود الهادفة الى كشف حقائق جريمة اغتيال الحريري وجرائم سياسية أخرى شهدها لبنان في السنوات الاخيرة. وهذه أمور تشكل، في حال حصولها، فضيحة سياسية دولية كبرى لن تستطيع تحمل مسؤوليتها أي دولة أو جهة، خصوصاً ان ذلك يؤمن الحماية لمتورطين في جرائم سياسية وارهابية. ولذلك لن تحصل مثل هذه الصفقة.

سابعاً - تفجير الأوضاع في لبنان اذا لم يتراجع بلمار عن توجيه الاتهام الى عناصر من "حزب الله" وربما الى آخرين بالتورط في جريمة اغتيال الحريري لن يحقق للقائمين به أي مكاسب ملموسة ولن يمنع المحكمة من مواصلة مهمتها ومن إصدار القرار الظني ومحاكمة المتهمين غيابياً مع كل ما يترتب عن ذلك من نتائج وعواقب. وفي حال اقدام "حزب الله" فعلاً على تفجير الأوضاع فإنه يتحمل حينذاك المسؤولية عن عملين خطرين وكبيرين: الأول هو الوقوف في وجه العدالة والاصرار بأي ثمن على تأمين الحماية لبعض عناصره ومسؤوليه، والثاني هو جر البلد الى فتنة واسعة ونزاعات مسلحة وهو ما يجلب الخراب والخسائر الفادحة للبنانيين وهم أساساً غير مسؤولين عما تقوم به المحكمة وغير قادرين على وقف عملها. والدول المعنية بالأمر لن تقف مكتوفة ولن تترك لبنان يسقط أمام هجمات الذين يريدون بالقوة طمس الحقيقة ومعاقبة أهل الضحايا لأنهم يتمسكون بحقهم المشروع في تأمين العدالة. وهذه الدول تملك القدرات والامكانات الملائمة اللازمة لتأمين الحماية للبنان ولعمل المحكمة الى أن تنجز مهمتها.

ووفقاً لما قاله مسؤول عربي كبير زار بيروت ودمشق أخيراً في إتصال مع وزير أوروبي: "يجب أن يدرك "حزب الله" ان العنف لن يسقط المحكمة. وإذا ما اقدم "حزب الله" مع حلفائه، على تفجير الأوضاع في لبنان رداً على صدور القرار الظني أو قبل صدوره، فإنهم سينتقلون من مأزق خطر الى مأزق أكثر خطورة بالنسبة اليهم، ولن يؤدي ذلك في أي حال الى إفلات المتورطين في جريمة إغتيال الحريري ومن يدعمهم من الملاحقة والمحاسبة في شكل أو في آخر. ولن يربح "حزب الله" شيئاً من تفجير الأوضاع بل إنه سيخسر الكثير".

 

 *حدث العديسة رسالة إسرائيلية للـ((سين – سين)) العربية

*الـ((سين – سين)) تخلت عن مراعاة الشكل لمصلحة المضمون الذي يحتاج إلى واقعية سياسية

*دمشق والرياض خلصتا إلى ثوابت لبنانية بعد تجربتهما المريرة في بلاد الأرز

*لأول مرة السعودية وسوريا في مركب واحد وفشلهما سيجعلهما يتقاسمان الأضرار اللبنانية

*أخطر ما كان يمكن أن يواجه قمة الـ((سين – سين)) هو تظهير صورة تفيد انها لم تعد مؤثرة في لبنان.

الشراع/ ناصر شرارة   

قررت كل من سوريا والسعودية تقاسم ملف التهدئة في لبنان، انطلاقاً من ((حسبة)) بسيطة، وهي تجنب اضطرارهما لتقاسم ملف الفتنة والاستتباعات والاستثمارات الإقليمية الخطرة جداً لها. وحتى هذه اللحظة على الأقل، تبين بشكل حاسم، ان كلاً من الرياض ودمشق، أو ما يعرف بـ الـ((سين – سين))، لديهما قدرة مجربة على ضبط توازنات القوى السياسية في لبنان، ومنعها من الانزلاق نحو اضطراب أمني.

وما يبدو واضحاً الآن أيضاً، وسط كل هذا الضباب الإقليمي والدولي المسيطر حالياً، هو ان جاري لبنان، القريب سوريا، والبعيد السعودية، باتا يملكان رصيداً هاماً من التجربة السياسية اللبنانية، ويملكان خلاصات بخصوص التعاطي مع الساحة اللبنانية، صار لها شكل الثوابت في فهمهما لهذا الملف.

أهم هذه الثوابت هي ان لبنان هو بلد التسويات. فالأمور فيه تحتاج حتى تستقيم إلى نوعين اثنين من التسوية: تسوية داخلية بين مكوناته، وتسوية إقليمية بين جاريه البعيد والقريب حوله.

ولقد تعلمت الرياض من خلال تجربتها اللبنانية، ان كل أموال العالم لا تغير شيئاً في جينات التوازن السياسي والطائفي والمذهبـي والاجتماعي اللبناني. وتعلمت ان لبنان مسكون بطوائف ومذاهب يجب أن تعيش دائماً في غرفة عناية التسوية الفائقة. وتعلمت ان النجاح في لبنان، يتم من خلال ((تمويل)) التسويات فيه، وليس ((تمويل)) الأطراف السياسية.

أما دمشق، فقد تعلمت بعد تجربة مريرة وطويلة، ان لبنان هو سلاح بحدين: هو عبء استراتيجي على نظامها في حال خرجت توازناته عن الضبط، وهو ثروة استراتيجية لنظامها في حال خضعت توازناته لتسوية داخلية مقبولة إقليمياً ودولياً.

وتعلمت دمشق ان لبنان يُقارب من خلال بعده العربي، لأن مقاربته بمقاييس إقليمية، يجعله كرة نار الصراع، وحلقة الضغط الدولي الأصعب والأقسى عليها.

والواقع ان كل هذه الخلاصات الآنفة التي باتت ثوابت العقلين السياسيين السوري والسعودي، هي التي تقف وراء إرادة مفهوم الـ((سين – سين)) العربي في لبنان. وتمثل خطوة وصول الملك عبدالله والرئيس بشار الأسد إلى لبنان على متن طائرة واحدة، ذروة مفاعيل معادلة الـ((سين – سين)) بمفاهيمها الآنفة. وأظهرت هذه الخطوة ان المضمون والاستنتاجات العميقة من التجارب السابقة، صارت أهم بالنسبة لكل من دمشق والرياض من حساسيات مراعاة الشكل، وأصبح السؤال ماذا نعمل؟ أهم من سؤال كيف نعمل؟!

ولم يعد وارداً القول في لحظة النضوح السياسي لمعادلة الـ((سين – سين))، ان الرئيس الأسد قدم تنازلاً سياسياً عندما وافق أن يأتي بصحبة خادم الحرمين إلى البلد الذي تعتبره سوريا خاصرتها الاستراتيجية وساحة نفوذها الاستراتيجي والطبيعي. كما انه لم يعد وارداً القول ان الملك عبدالله تخلى عن وقاره المعنوي عندما عمل مع الأسد كفريق أزمة خلال القمة، وذلك من خلال قيام كل منهما بالاجتماع مع المركب اللبناني المحسوب عليه.

في السعودية، تم وصف هذا المشهد داخل القمة، بأنه يعبر عن الواقعية السياسية التي تنتهجها الـ((سين – سين)) القائمة بالأساس على إرادة رجلين عبدالله والأسد. وفي دمشق برز أيضاً تحليل مماثل يعطي أولوية للواقعية السياسية كمدخل لا بد منه للحفاظ على الثوابت.

والواقع ان أخطر ما كانت تواجهه قمة الـ((سين – سين))، هو ان تؤدي نتائجها إلى تظهير صورة تقول ان الوضع في لبنان بعد القمة ما يزال هو عينه قبل القمة. ومثل هذا الانطباع كان سيطيح ((بالأمل)) العربي في لبنان كملاذ يهرب إليه اللبنانيون لتسوية أمورهم لحظة تفاقمها. وكان أيضاً سيضر بالدورين السوري والسعودي في المنطقة وداخل منظومة العمل العربي.

ولذلك، فإن القمة بدأت من نقطة توافق سعودية – سورية لا رجوع عنها، وهي انه مهما كلف الأمر، وحتى لو اضطررنا إلى ممارسة أقسى أشكال الواقعية السياسية، فيجب على القمة أن تقدم بالملموس الدليل على انها تركت أثراً إيجابياً فوق الساحة اللبنانية.

.. وأهمية هذه القمة في كل تاريخ العمل العربي في لبنان، انها أنتجت المعادلات التالية:

أولاً، الرياض ودمشق في مركب واحد في لبنان، فإما ان يفشلا أو ينجحا. ورغم ان استتباعات نتائج الفشل متباينة على الطرفين، ولكنها بشكل عام موجودة والطرفان مدعوان لتقاسمها في حال حصولها.

وربما ان كثيراً من اللبنانيين لم يفطنوا لهذه المعادلة الجديدة الآنفة، خلال مرحلة ارهاصات ولادة القمة، ولكنهم الآن استشعروا ان الـ((سين سين)) وضعت صورة دمشق والرياض في اطار واحد في هذه التجربة العربية وذات الابعاد الدولية المهمة لكليهما.

هدنة عربية

المعادلة الثانية، هي ان القمة ادخلت لبنان في هدنة عربية ليس فقط في مواجهة تداعيات المحكمة الدولية، ولكن ايضاً بمواجهة كل الاستحقاقات الداهمة والخطرة التي تزدحم على اجندة المنطقة حتى نهاية هذا العام، وانطلاقاً من نهج الواقعية السياسية التي تعبر عن ان معادلة الـ((سين سين)) دخلت سن النضوج السياسي، فإن كلاً من الرياض ودمشق توافقنا على ان تكون قمتهما في دمشق تمهيداً لقمة ميدانية على الارض في لبنان يتم خلالها استعمال نفوذ ملك ورئيس مع الطيف السياسي اللبناني من اجل ترسيخ هدنة لبنان العربية، حاشدين في هذا السبيل كل الجهد العربي الماضي من أجل لبنان: اتفاق الطائف وتفاهم الدوحة وواقعية الـ((سين – سين)) العربية.

والحق يقال، ان ما ينقص هذه الهدنة العربية، هو امكانية بروز التحدي الاقليمي بوجهها، وهو من مصدرين اثنين، اسرائيل التي لديها مصلحة في ابقاء الوضع الداخلي اللبناني هشاً وقابلاً للاستثمار فيه في مشاريع فتن يتم توظيفها في غير استحقاق مقبل، وبالاخص استحقاق حق العودة للفلسطينيين في اطار التسوية النهائية، والمصدر الثاني وان اختلفت غاياته، يتمثل بطهران التي تخشى من ان الـ((سين سين)) ليست الا بمثابة فترة ((خطبة)) عربية لسوريا هدفها الوصول الى طلاقها من ايران وعقد قران جديد لها مع الواقع العربي الرسمي.

والواقع، انه لا يمكن التعاطي مع نتائج حدث ((العديسة)) حتى لا نغامر بالقول مع مقدماته – الا ضمن اطار الاستتباعات الارتدادية لقمة الـ((سين - سين)) العربية وقرارها بأخذ لبنان الى هدنة عربية تستمر اقله حتى نهاية هذا العام، ريثما تنقشع الرؤية الاقليمية والدولية.

وهناك قراءة متعلقة لما حدث في العديسة، تقول ان الاسرائيلين يمارسون سياسة تحرش بلبنان هدفها اظهار ان لهم حق الفيتو على الهدنة العربية فيه، توصلاً الى طرح معادلة موقع مصالحهم في معادلة الـ((سين - سين)) اللبنانية.

ويتوقع اصحاب هذه القراءة ان يطرأ على الرسائل الاسرائيلية باتجاه لبنان خلال المرحلة المقبلة، ما يؤكد وجود هذه الرغبة الآنفة لدى تل – ابيب.

وقصارى القول ان لبنان القابع الآن في غرفة عناية الهدنة العربية، سيواجه محاولات لاختراق السياسة الواقعية للـ ((سين سين)) بأساليب اعادته من يده او من نقاط ضعفه، او عن طريق استدراجه الى دائرة المغامرة السياسية فمن ينجح؟!

  

هزة ((احتيالية)) جديدة في الجنوب اختفاء تاجر سيارات بعد استيلائه على 10 ملايين دولار من ضحاياه     

  *معظم الضحايا من أصدقائه أغراهم ببيعهم سيارات بأقل من سعرها في السوق حتى يمدوه بأموال طائلة

*الضحايا يتوعدونه لأن ((المال يعادل الروح))

هزة في صور..

هلا بلوط/الشراع

الهزة غير ناجمة عن فالق الزلازل في بلدة صريفا وجوارها، ولا عن عدوان إسرائيلي مدمر يتخوف الجنوبيون واللبنانيون، من إمكان حدوثه، ولا عن انفجار الخلافات الحزبية المحلية.. الهزة ناجمة عن ظهور شبيه لرجل الأعمال صلاح عزالدين القابع في السجن حالياً في قضايا إفلاس احتيالي. والشبيه الجديد لعزالدين يدعى قاسم. غ من بلدة النبطية الفوقا التي يقيم فيها، وحتى الآن لم يعرف عدد ضحايا قاسم ولا قيمة أمواله التي بددها كما يبدو، علماً ان عدداً غير قليل منهم، بدأ بالتحرك في أكثر من اتجاه في محاولة لاستعادة ولو جزء يسير من مدخراته الضائعة، مستعيداً بذلك وقائع ما أصاب العشرات من رجال الأعمال الذين تلاعبوا بأموال الناس وجنى عمرهم ومستقبل أولادهم.

القصة بدأت عندما تبيّن اختفاء قاسم. غ إثر اتصالات لعدد من ضحاياه به على خطّه الهاتفي من دون جدوى، عندها سارع هؤلاء إلى منـزله في النبطية الفوقا، فقابلتهم زوجه التي زعمت أنها فوجئت مثلهم باختفائه، ولا علم لها بالمكان الذي توجّه إليه، فيما ترددت إشاعات عن مغادرته لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي، ولكن من خلال استقصائنا لهذا الموضوع تبيّن ان اسمه لم يرد على لوائح المغادرين، وفي المقابل تردد انه توجه إلى سوريا براً، لكن هذا الأمر لم يتأكد أيضاً، ما يرجّح احتمالين: إما فراره إلى سوريا ومنها إلى بلد آخر، أو بقاؤه في لبنان.

وعلم ان مجموع المبالغ التي تقاضاها من الضحايا بلغ حتى الآن حوالى عشرة ملايين دولار نقداً أو بواسطة صكوك مصرفية قيمتها مئات آلاف الدولارات لكل شخص.

وفي التفاصيل، ان قاسم. غ وهو تاجر سيارات، أغرى في البداية ضحاياه وهم في معظمهم من أصدقائه، ببيعهم سيارات حديثة الصنع بسعر أقل من سعرها المتداول في السوق، ما جعلهم يأمنون له، ويواصلون التعامل معه في هذا المجال، إلى أن عرض عليهم تزويده بمبالغ كبيرة لقاء استيراد سيارات لهم من الخارج، وكان الدفع يتم إما نقداً أو بواسطة صكوك مصرفية مؤجلة الدفع، وكان قاسم. غ قد صرف الصكوك التي يبلغ قيمة أقل واحد بينها نحو مئة ألف دولار لدى طرفين قبل تواريخها وقبل أن يتوارى. وعند الاستحقاق وتقديم الطرفين الصكوك إلى المصارف لتحصيل قيمتها، فوجىء هؤلاء بأن المصارف تمنّعت عن صرفها بحجة أنها غير مكتملة وينقصها إشارة معينة.

مصادر قضائية أفادت ((الشراع)) أنه لا يمكن أن تبقى المصارف تؤجل صرف هذه الصكوك لأن حامليها هم أيضاً ضحايا ولا ذنب لهم في هذه القضية.

وإزاء هذا الواقع، يقول أحد ضحايا قاسم. غ أنه مهما توارى فسنصل إليه ونحصّل أموالنا منه بأي وسيلة، إذ كما يقال ((المال يساوي الروح)). وحتى الآن عُلم أن معظم ضحايا قاسم. غ هم من مدينة صور، ومعظمهم يعملون في تجارة السيارات وبعضهم يملك معارض سيارات في المدينة.

ليس في الكون مؤسسة او حزب او ميليشيا او جيش او استخبارات او دولة عظمى كانت او صغرى معصمومة عن الاختراق.

حسن صبرا/الشراع

منذ بدء التاريخ، وقديمه ووسيطه وحديثه، من اختراق معاوية لأبي موسى الاشعري في جيش الامام علي بن ابي طالب، الذي نجح في عزل امام المتقين بدهاء عمرو بن العاص، الى مستشار مستشار المانيا الغربية الذي اكتشف تجسسه على بلده لمصلحة الاتحاد السوفياتي.

اخترق هتلر مؤسسات وجيوش دول المحور، مثلما نجحت هذه الدول خاصة بريطانيا في اختراق جيوشه.

وسواء كان الاختراق عن قناعة او طمعاً في مال او املاً في سلطة، او كراهية للجهة التي يتجسس عليها المخترق او انتقاماً لأمر ما مكتوم في النفس، فإن الاختراق ينشأ مع نشوء القوة المستهدفة بهذا الامر.

لذا،

عندما يعلن حزب الله انه معصوم عن الاختراق، فهذا اختراق غير منطقي لحقيقة النفس البشرية وطبيعتها، حتى داخل حزب الله نفسه، ونكاد نقول داخل حزب الله خصيصاً.

فالحزب قوي، والحزب خطير المشروع والانتماء، والحزب الغى ما ومن حوله، والحزب يواجه اعتى وأشرس قوة عدوة في العالم وعبر الزمان والحرب بينه وبين اسرائيل سجال منذ تأسس الحزب عام 1982، وهو اذاق اسرائيل الامرّين وما زال يهددها.

ولأن هذا التهديد قائم فإن اسرائيل تعتمد كل الوسائل في مجابهتها معه، في القتال احياناً وفي التجسس دائماً وفي العمل على اختراقه تحت اي عنوان وفي كل مكان وزمان وعبر اي كان.

ولأن اسرائيل تعرف ان حزب الله نما ونشأ وترعرع وكبر واحتمى في بيئة شيعية حاضنة، فإن من البديهي ان تلجأ اسرائيل الى البيئة نفسها كي تتسلل وتخترق من خلالها.

من وسائل اسرائيل ان تخترق من الطينة نفسها او البيئة نفسها، بعناصر شيعية تحديداً، لأنها تعرف ان حزب الله يكون اكثر حصانة وحماية بين الشيعة، وهي قد تعتمد آخرين من بيئات مختلفة، لكنها تصيب مقتلاً بالاختراق الشيعي نفسه.

اسرائيل اخترقت موكب حماية امين عام حزب الله السابق السيد عباس الموسوي بواسطة أحد مرافقيه الذي دس له جهاز الالتقاط والتوجيه والاشارة عن بعد كي تغتال ثاني امين عام للحزب في الجنوب في مناسبة ذكرى اغتيال الشيخ راغب حرب في جبشيت.

اسرائيل اغتالت القيادي الوسطي في حزب الله غالب عوالي بواسطة عنصر او اكثر من حزب الله.

اسرائيل اخترقت حزب الله في ثلاثة قياديين كشفت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي عملياتهم، وأخبرت عنهم مسؤول لجان الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا الذي تسلم ملفهم كاملاً من الامن اللبناني الرسمي، ثم اختفوا واختفى ملفهم.

من الطبيعي ان تركز اسرائيل على اختراق حزب الله وليس اي جهة اخرى او اكثر من اي جهة اخرى، بسبب قوته وخطره عليها، وارتباطه بمرجعية ايرانية تقول انها ستلغي اسرائيل من الوجود، وبسبب معاركه الناجحة ضد العدو الصهيوني، وقدرته على اختراق الامن الصهيوني نفسه، وتهديده الجدي بالقدرة على الوصول الى عمق الكيان الصهيوني بصواريخه وعلى اجتياح الحدود للوصول الى مستعمراته.

هل تذكرون ما نسب في التحقيق في حادثة اغتيال المسؤول العسكري – الامني المركزي لحزب الله في لبنان والمنطقة عماد مغنية، ماذا كان رأي رئيس الاستخبارات العسكرية السورية يومها اللواء آصف شوكت؟

في اول لقاء ضم شوكت مع وفد امني تابع للحرس الثوري الايراني ارسلته ايران على عجل الى دمشق غداة مقتل مغنية في مربع الاستخبارات السورية في كفرسوسة في دمشق، يوم 12/ 2/2008: ان السيارة التي انفجر مسند مقعد القيادة فيها جرى تفخيخها في بيروت..

وكان اللواء شوكت يقصد يومها ان هناك اختراقاً لحزب الله حصل في بيروت بحيث تمكن المخترقون من تفخيخ مقعد مغنية في الضاحية الجنوبية في بيروت لتنفجر في دمشق.

شوكت كان يدافع عن فرضية اولية بأن سيارة مغنية تم تفخيخها في دمشق وهي النظرية التي جاء بها الوفد الامني الايراني فكان رده بل ان التفخيخ جرى في احد مربعات حزب الله في لبنان.. وليس في دمشق.

ادعاء حزب الله باستحالة اختراقه قد يكون مادة دعائية لعناصره لتقوية معنوياتهم، او لطمأنة جماعته في الطائفة الاسلامية الشيعية، او لتفويت الفرصة على العدو الصهيوني واحباطه وتيئيس ناسه وأجهزته.

ولكن هذا الاختراق يمكن ان يحصل سواء لقتل السيد عباس الموسوي او لقتل الرئيس المظلوم رفيق الحريري او غيرهما.

ثم من قال ان اسرائيل وحدها هي التي يهمها اختراق حزب الله؟ او غيره؟ ومن قال ان اسرائيل هي التي قتلت رفيق الحريري عبر حزب الله ومن يتبع له من سياسيين واعلاميين ومخبرين ومؤلفة قلوبهم؟

لماذا لا تكون ايران هي المخترقة لحزب الله ايضاً؟ صحيح ان الحزب كله بين يديها وتابع لأوامرها ومنفذ لرغباتها تحت عنوان من يدفع يأمر، لكن عمل الدول مع الاحزاب التابعة لها في لبنان سواء كانت دولاً عربية او اجنبية مسألة مشهود فيها الاختراق على انواعه.

فقد اشتكى سفير سوفياتي في بيروت في عهد الدولة العظمى الشيوعية من ان عدداً من قيادات الحزب الشيوعي اللبناني الذي كان يتلقى اوامره السياسية من موسكو يأتمرون بأمر الاستخبارات السوفياتية ولا يستمعون الى رأي او كلمة السفير ولا الى المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني نفسه.

وكذلك اشتكى سفير عراقي سابق يمثل دولة يحكمها حزب البعث وله فروع في عدة دول عربية ومنها لبنان، ان هناك قيادات في فرع الحزب في لبنان لا تنفذ اوامر القيادة القطرية للحزب ولا تتلقى منها التعليمات بل تنفذ تعليمات الاستخبارات العراقية مباشرة، لأنها باتت جزءاً عضوياً منها.

وكم اشتكى بعثيون سوريون من ان بعض رفاقهم الاقل مرتبة تنظيمية منهم يتلقون تعليماتهم من الاستخبارات السورية سواء كانت في لبنان او في دمشق، مما كان يجعلهم في مرتبة اعلى عملياً، فينفذون التعليمات السورية دون ان تدري القيادة القطرية بما يفعلون، بل دون ان يجرؤوا على محاسبة حزبيين تابعين لها.

والامر نفسه ينطبق على سفراء ليبيا السابقين في لبنان، حيث شكلت الاستخبارات الليـبية في لبنان ما يسمى باللجان الثورية وضمت اليها من اختارتهم للتعاون معهم على حساب احزابهم، وعلى حساب السفراء الليبـيين انفسهم، فكانوا ينفذون اوامر هذه الاستخبارات من وراء ظهور قياداتهم والسفراء انفسهم.

كل سفارات الاجانب والعرب في لبنان تواجه المعضلة نفسها، حيث هناك سفراء لا علاقة لهم بالاستخبارات بل فقط بوزارة الخارجية في بلادهم، وهؤلاء يعلمون بالمصادفة او في اوقات يحددها الآخرون انهم يتعاملون مع استخبارات بلادهم لينفذوا اوامرها مع تعليمات محددة وحاسمة الا يطلع عليها السفراء، فيكون في كل سفارة اجنبية او عربية جهاز امن مرتبطاً بمقر بلده المركزي للاستخبارات دون ان يعلم به السفير او كبار الدبلوماسيين الا اذا كان السفير او اي دبلوماسي آخر مرتبطاً هو نفسه بالاستخبارات.

كم كان الرئيس السوري بشار الأسد حاذقاً وهو يردد، في غمرة الاتهامات المتتالية لضباط من نظامه الأمني بأنهم متورطون في اغتيال الحريري، بأنه اذا ثبت له ان اي سوري متورط في هذه الجريمة، فإنه سيقدم الى المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى.

وها هو وزير خارجيته وليد المعلم يقول بأنه اذا ثبت تورط اي سوري في جريمة قتل الحريري فإنه سيقدم الى المحاكمة في سوريا.

لم يقل الأسد (والمعلم) انه يرفض توجيه اي تهمة الى اي سوري، بل كان واضحاً: السوري المتورط يحاكم بتهمة الخيانة العظمى واضعاً في اعتباره ان امكانية اختراق نظامه واردة، ولكنها لن تمر دون عقوبة.. وهي محاكمته بتهمة عقوبتها الإعدام.

فلماذا لا يكون هذا حال ايران اذا ما تبين ان لها مصلحة في اغتيال رفيق الحريري؟

اذ من الطبيعي ان تتوجه الاستخبارات الايرانية اول الامر الى البيئة الامنية التي انشأتها في لبنان باسم حزب الله، والى البيئة الشعبية التي نجح الحزب في احاطة نفسه بها بحكم عمله في الجنوب لمقاتلة اسرائيل التي كانت تحتل اراضي في الوطن تقطنها اغلبية شيعية.

ويخطىء من يظن ان ايران تطمئن كل الاطمئنان الى كل قيادات حزب الله، وقد تبين انها لا تثق مثلاً بالذين كانوا وما زالوا على ولاء كامل على الاقل فكرياً لحزب الدعوة، الذي تأسس في العراق عام 1957 اي قبل ثورات الامام الخميني كلها، وطبعاً قبل قيام الجمهورية الاسلامية في طهران، وقبل تأسيس ايران لحزب الله في لبنان.

لقد جاء مندوب المرشد السيد علي خامنئي احمد جنتي الى لبنان بعد اغتيال السيد عباس الموسوي عام 1992 ليمنع تسليم نائبه الشيخ نعيم قاسم مسؤولية الحزب كما ينص النظام الداخلي، حتى لا يسقط الحزب حسب رأيه تحت راية حزب الدعوة قائلاً بالحرف: ((إلا هذا الدعوتي)) مشيراً الى انتماء الشيخ قاسم الفكري الى الدعوة.

لذا،

من الطبيعي ان تخترق الاستخبارات الايرانية خاصة استخبارات الحرس الثوري الايراني حزب الله الذي انشأته في لبنان، وان تختار من بين قياداته وعناصره من تثق به لتشغيله لحساباتها نفسها.

وبالعودة الى كتاب ((طريق النحل)) للقيادي السابق في حزب الله رامي عليق، نقرأ ان الاستخبارات الايرانية التي حاولت تجنيده لمصلحتها بعد ان رأت فيه تمرداً على قرارات القيادة وهو في موقع المسؤول الطلابي الاول للحزب في الجامعة الاميركية في بيروت، ابلغته انها هي التي تطلب من امين عام الحزب في لبنان ان يفعل هذا ولا يفعل ذاك!!

لقد كان لافتاً للنظر بشكل فاقع اعلان رئيس الشورى الايراني علي لاريجاني - بعد اطلالات امين عام حزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله غير المباشرة عبر الشاشات العريضة، ان المحكمة الدولية مسيسة وانها بدأت تغير طريقها – كيف كانت وجهة المحكمة قبل كلام نصر الله؟ وان القرار الظني في المحكمة الخاصة بلبنان، هو الوجه الآخر للعقوبات الدولية التي صدرت عن مجلس الامن بموجب القرار 1929.

ثم يسارع نائب رئيس المكتب السياسي للحزب في لبنان محمود القماطي لتبني كلام لاريجاني، ثم الاستناد اليه للحديث عن مؤامرة على ايران تبدأ بالعقوبات الدولية وتصل الآن الى القرار الظني.

ما الذي يربط العقوبات الدولية على ايران بالقرار الظني الذي يقول حزب الله وأمينه العام انه يستهدفه في لبنان؟

انها الطبيعة نفسها التي تحدثنا عنها، ويدفع باتجاهها اعتراف ايران بأن القرار الظني هو الوجه الآخر للعقوبات الدولية عليها.

كيف؟

العقوبات الدولية جاءت بسبب تمسك ايران بملفها النووي مخالفة بذلك قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

القرار الظني المنتظر صدوره خلال اسابيع قليلة، تقول كل قيادات ووسائل اعلام حزب الله، والتابعة له ان مضمونه يتهم عناصر في حزب الله في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

اذن،

هناك رابط منطقي يطال ايران ومشروعها السياسي العام في المنطقة.

فالملف النووي لتكريس قوتها العسكرية بالوصول الى القنبلة النووية.

وقتل رفيق الحريري هو لإزاحة قوة معنوية وسياسية وشعبية لها صلات وعلاقات وتأثيرات واسعة عربية ودولية، شعبية وسياسية وطائفية واقتصادية واعلامية.

هذه الفرضيات ليست من بنات افكارنا.. بل هي اعترافات حزب الله وايران.. وعلناً.

والا ما هذه الضجة التي بدأها حزب الله نفسه حين اتهم نفسه في قرار ظني لم يصدر بعد، بدل ان يتوجه الى محكمة يعد لها العدة لمجابهة الاتهامات بحجج تدحضها اذا تناوله القرار الظني.

فرضياتنا تقول انه اذا كانت اسرائيل وراء قتل الرئيس رفيق الحريري، فلماذا عارض حزب الله منذ البداية اي تشكيل لأي محكمة لمحاكمة قتلة الحريري، ولماذا لم يبذل اي جهد طيلة 4 سنوات (2005 حين قتل الحريري الى 2009 حين اوردت مجلة ((دير شبيغل)) الالمانية تقريراً يتهم عناصر من حزب الله بقتل رئيس حكومة لبنان الاسبق) لتقديم الادلة على تورط اسرائيل بدل الجهد الضخم الذي بذله ضد قيام المحكمة الخاصة بلبنان.

وهل يمكن ان ترسل اسرائيل فرقة كوماندوس لتنفيذ هذه الجريمة دون الاعتماد على اختراقات داخلية؟

وهل اسرائيل هي التي أمرت بإزالة آثار الجريمة عن مسرحها بعد دقائق من الانفجار؟

هل اسرائيل هي التي عمدت الى تضليل التحقيق وهي التي ارسلت الشريط المزعوم عن ابو عدس الى محطة ((الجزيرة)) التي تربطها في لبنان علاقة عضوية بالحرس الثوري الايراني؟

هل اسرائيل هي التي هربت ابو عدس وقتلته وأخفت معالم وجوده؟ ولماذا؟

فرضياتنا تقول انه اذا كانت ايران هي التي قتلت رفيق الحريري وربطت بين القرار الظني الهادف الى تقديم القتلة الى العدالة وبين القرارات الدولية بعقوبات على ايران فإن بإمكان ايران قتل الحريري في لبنان دون قرار رسمي من قيادة حزب الله في لبنان، بل يمكن هذا باختراق ايراني للحزب وفق الصورة التي كتبناها سابقاً.

فرضياتنا تقول انه بعد خمس سنوات ونصف من اغتيال رفيق الحريري عاد السؤال المنطقي الذي يطرحه اي محقق في اي جريمة ترتكب عن المستفيد الاول من ارتكاب هذه الجريمة.

من المستفيد من ابعاد رفيق الحريري عام 2005؟ ماذا جرى منذ ذلك التاريخ حتى اليوم؟ من هي الجهة التي تضررت؟ من هي الجهة التي استفادت؟

من هي الجهة القادرة على الاختراق.. والاهم من هي الجهة ليس فقط القابلة للاختراق.. بل والتي يشكل اختراقها امراً جوهرياً لتحقيق هدف الاختراق.

حسن صبرا   

 

خريس: تهديدات الكونغرس غير مفاجئة عسيــران: يمتثل لأوامر تل أبيـــب

المركزية- أوضح عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي خريس أن حديث بعض نواب الكونغرس الأميركي في شأن وقف المساعدات عن الجيش اللبناني لأنه تصدّى للعدوان الاسرائيلي على العديسة غير مفاجىء لأن التوجيه الأميركي يدعم دائماً اسرائيل وكأن المطلوب من الجيش اللبناني التفرّج على الاعتداءات والعدوانية الاسرائيلية ضد لبنان.

واعتبر في حديث لـ"المركزية" ان ما قام به الجيش اللبناني هو دفاع عن لبنان وأرضه وشعبه وليس مستغرباً ان تقف أميركا والكونغرس الاميركي هذا الموقف فمعروف أن الولايات المتحدة تدعم اسرائيل كل الدعم، متسائلاً أين كان الكونغرس الأميركي عندما كانت اسرائيل تقوم بارتكاب المجازر واحتلال الأرض واعتقال اللبنانيين.

وعن موقف اليونيفيل إزاء ما جرى في العديسة قال خريس: قوات الطوارىء الدولية هي شاهد دولي على العدوانية الاسرائيلية ضد لبنان منذ العام 1978 وحتى اللحظة ولها مواقف عدة شاجبة للعدوان الاسرائيلي وداعمة للبنان.

وعن الرسائل التي أرادت اسرائيل توجيهها الى لبنان من خلال عدوانها على الجيش في العديسة أكد أن ما قامت به اسرائيل من عدوان واضح على لبنان من خلال استهداف جيشه في الجنوب جاء بعدما لاحظت الأجواء الداخلية في لبنان موحدة ومتماسكة اثر مجيء والرؤساء والملوك والأمراء العرب اليه، هذه الزيارة التاريخية للقادة العرب الى لبنان من الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، بعد القمة الثلاثية في بعبدا التي لاقت ارتياحاً في مختلف الاوساط اللبنانية واسرائيل لا تريد الاستقرار للبنان انما الفتنة واستمرار الخلافات الداخلية لذلك قامت باستهداف السلم الأهلي من خلال استهداف الجيش والعدوان على جنوده وهو حامي هذا السلم، اضافة الى ان اسرائيل استهدفت زيارة القادة والملوك العرب الى لبنان لأنها لا تقبل ان يشكل العرب مظلّة لاستقرار لبنان، كما حاولت القضاء على كل النتائج الايجابية التي صدرت عن القمة العربية في بعبدا لانها تخشى الوحدة الداخلية، فالوحدة الوطنية أفضل وجوه الحرب مع اسرائيل كما قال الإمام السيد موسى الصدر.

عسيران: من جهته، اعتبر عضو الكتلة النائب علي عسيران ان مطالبة الكونغرس بمنع الامدادات العسكرية عن الجيش اللبناني وكأنها تصل الى مئات المليارات من الدولارات هي كمن يطلق النار على قدمه. وقال لـ"المركزية": الكونغرس يضم اشخاصاً يخضعون للوبي الصهيوني الذي يتهدّدهم ويتوعدهم في حال لم يمتثلوا الى الأوامر الصادرة عن تل أبيب، ان الجيش اللبناني قام وسيقوم بالدفاع عن لبنان وحدوده مهما كلف ذلك من تضحيات، وهذا ليس بجديد على الجيش المتمسك بعقيدته القتالية والذي دافع عن لبنان منذ العام 1948 وكلما تسنى الظرف للجيش كان أبداً ودائماً يقف في أرضه مدافعاً. حان الوقت ليدرك الكونغرس الاميركي ان لبنان بلد متماسك وأصبح فيه نظام قادر على اتخاذ القرار مدعوماً من الدول العربية وهذا موقف بعيد عن أي تفكك يمكن ان يراه الانسان هنا أو هناك. اضاف: كانت القرارات حاسمة للجيش في التصدي لفتح الاسلام وللعملاء هنا أو هناك وسنتصدى من خلال الجيش الاسرائيلي كما هو واجبنا في الدفاع عن أرضنا أو يبقى لبنان وطناً لكل ابنائه ولكل تلاوينه وليعرف القاصي والداني أن الموجود في لبنان ليس له مثيل في العالم.

 

بالصوت/مقابلة من تلفزيون المر مع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/06 آب/10/اضغط عنا

بيضون: التصعيد من قبل حزب الله لا يتم دون التنسيق مع سوريا وسلاحه متروك للحوار/

 

أوساط المعارضة : إسرائيل كشفت كرم نكاية بعون

الجمعة, 06 آب 2010 /نقلت صحيفة الديار عن اوساط معارضة في منطقة البقاع تروي من خلال رؤيتها كيف تم اعتقال العميد المتقاعد فايز كرم وتعتبر ان اسرائيل هي التي كشفت عميلها ووضعته في خانة «العميل المحروق» وفضحته بأسلوبها المخابراتي وقنواتها امام الاجهزة الامنية اللبنانية جرى كل ذلك لأن اسرائيل ارادت ان تنتقم من العماد ميشال عون بعد الاجتماع الشهير مع السيد حسن نصرالله وصرح بعده بأن اسرائيل والقرار الظني المتوقع سيكونان عامل تفجير في لبنان بعد مساعدة من البيئة الجاهزة لمساعدتها

 

من شارل ايوب إلى ميشال عون

 التاريخ: ٦ اب ٢٠١٠

الديار بقلم:شارل أيوب

قبل سنة من الآن، هاجمت «الديار» وانتقدت العماد ميشال عون والوزير الصهر جبران باسيل، واعتبر البعض أن هذه الحملة هي تحامل على العماد عون ولخدمة أهداف سياسية وشخصية، حتى وصل البعض إلى القول أنه لا هكذا تكون الصحافة ولا هكذا تكون «الديار»، ويجب الابتعاد عن التحامل والاتهامات العشوائية.

من جملة ما كتبت، وقبل سبع وعشرين سنة يوم كنت ملازماً أول في الجيش اللبناني، أني أعرف معلومات لا أريد أن أكشفها، وهذه المعلومات حصلت مع العماد عون الذي كان قائداً للجيش عام 1982 أثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان وبين ضباط اسرائيليين، وحتى سياسيين مثل أوري لوبراني وديفيد كيمحي.

وكتبت أقول، أنه احتراماً للعماد عون ولسجله العسكري لن أكتب شيئاً، بل ألمّح تلميحاً.

كما أن حرب التحرير ضد سوريا من قبل العماد عون والضباط المحيطين به لم تكن حرب صدفة، بل كانت أميركية - اسرائيلية، بامتياز، وممول الأسلحة كان العراق عبر اتفاق مع صدام حسين، يوم كان صدام حسين بأحسن علاقاته مع الأميركيين.

قامت القيامة على «الديار»، وتبرّع الوزير الصهر الذي لا يعرف شيئاً عن تلك المرحلة بالدفاع، وأما العماد عون الذي أحترم إنسانيته فلزم الصمت لأنه يعرف.

وأما موقع التيار الالكتروني فلم يترك شتيمة ضد «الديار» إلاّ واستعملها.

واقع الحال هو، أن العماد عون كان قائد قوة بيروت للجيش اللبناني، وعند مقتل بشير الجميل، نشأ تنسيق مباشر وغير مباشر في غرفة عمليات واحدة تقريباً مؤلفة من ثلاثة عناصر، وكان التنسيق بينهم قوياً وحتى لو لم يجتمعوا، والعناصر الثلاثة هم: الجنرال رفول إيتان نائب وزير دفاع اسرائيل وقائد الحرب على لبنان بعد عزل شارون، والعنصر الثاني كان إيلي حبيقة، والعنصر الثالث كان العماد ميشال عون.

وإذا كنا نريد شاهداً على ما حصل فيكفي أن نعرف دعم العماد عون لإيلي حبيقة في الاتفاق الثلاثي واستماتته في إخراجه من المجلس الحربي سنة 1986.

إثر نشوء غرفة العمليات من العناصر الثلاثة، تم خطف أكثر من خمسة آلاف فلسطيني ومواطن لبناني في بيروت وتمت تصفيتهم، والعناصر التي قامت بالأعمال كانت ميليشياوية، لكن تحت نظر الجيش اللبناني بقيادة العماد عون.

المحطة الثانية في مسيرة عون كانت حرب التحرير على سوريا، ولولا تعبئة الحقد والكره التي حصلت لما كان الجيش اللبناني دخل في معركة غير متوازنة مع الجيش السوري، لكن المخطط الاميركي - الاسرائيلي - العراقي كان كبيراً.

وخير شاهد على ذلك، تدفق الاسلحة العراقية إلى ميشال عون، إضافة لتدفقها الى القوات اللبنانية.

وسط جو حرب التحرير، نشأ ضباط معادون لسوريا حتى الموت حول عون، ويعتبرون اسرائيل حليفاً لهم.

أما المحطة الثالثة، فكان تدبّر اللوبي الصهيوني تأشيرة دخول للعماد عون إلى واشنطن بعدما بقي عشر سنوات غير قادر على نيل تأشيرة الدخول، وسافر معه وفد من التيار إلى واشنطن حيث صدر قانون محاسبة سوريا، والأهم القرار 1559، الذي يقول عون صراحة أنه أب لهذا القرار الدولي.

وسط هذا الجو، لماذا نلوم فايز كرم الضابط الذي رشحه بالأمس العماد عون عن المقعد الماروني في طرابلس، وهو عاش المحطات الثلاث في مسيرة العماد عون؟

لا أحد ينكر على العماد عون خياراته الوطنية، خاصة مع المقاومة، ولكن لو عدنا أشهراً إلى الوراء، كان العماد عون يطالب بتعيين العميد فايز كرم مديراً عاماً للأمن العام، ولو رضيت الجهات بتغيير طائفة المدير العام ونقله من الشيعة إلى الموارنة لكان كرم مديراً عاماً للأمن العام.

خطير أن يكون العميد فايز كرم أقرب الناس للعماد عون عميلاً للموساد، والخطورة تكمن في المعلومات التي زودها العميد كرم لإسرائيل من الأسرار التي استحصل عليها من العماد عون، سواء عن علاقته مع سوريا أو عن علاقته مع حزب الله.

عندما نبّهنا قبل سنة، قالوا لنا أننا نتحامل على العماد عون، وأما اليوم بعد توقيف العميد فايز كرم القيادي في التيار الوطني الحر أقرب المقربين للعماد عون، نقول اليوم أننا لا نتحامل على أحد بل نورد وقائع دقيقة.

ويبقى السؤال الأساسي المتعلق بعملاء الإتصالات، لماذا حماهم الوزير جبران باسيل كل هذه الفترة عبر عدم إعطاء الداتا للأجهزة الأمنية إلاّ بالتقسيط، حتى أنه ذهب 11 جندياً لبنانياً في طرابلس نتيجة عدم إعطاء الداتا للأجهزة الأمنية، ولو لم يتم إقتلاع جبران باسيل من وزارة الاتصالات لما كانت الاجهزة الامنية استطاعت كشف عملاء الاتصالات الخطيرين؟

مرة واحدة نريد من العماد عون وصهره بدل كتابات الرد والنفي أن يجلسوا في الرابية ويراجعوا حساباتهم ومسيرتهم، وهل العائلة تحكم البلد لمجرد أن العماد عون قال أنا مع سوريا.

ثم ألا تستحق محطة إجتياح بيروت ووجود عون فيها، ثم حرب التحرير على سوريا، ثم اكتشاف قيادي في التيار جلسة مراجعة عميقة من قبل عون وباسيل، قبل أن نكمل في تنظير منهما، بينما الناس باتوا يعرفون الحقائق؟

مرت سنة على مقالتنا عن الاتصالات الإسرائيلية، وها هو العميد فايز كرم يُعتقل كعميل للموساد، وإنه لفخر لـ«الديار» أن تأتي الأحداث لتؤكد أنها تورد حقائق ولا تتحامل على أحد، بل لا تنشر كل شيء حفاظاً على الاستقرار والسلم الأهلي.