المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 25 أيلول/10

رسالة يهوذا/الفصل 1/17-22/تنبيه وتوجيه

فاذكروا، أيها الأحباء، ما أنبأ به رسل ربنا يسوع المسيح، حين قالوا: سيجيء في آخر الزمان مستهزئون يتبعون أهواءهم الشريرة. هم الذين يسببون الشقاق، غرائزيون لا روح لهم. أما أنتم أيها الأحباء، فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، وصلوا في الروح القدس وصونوا أنفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح من أجل الحياة الأبدية.

ترأفوا بالمترددين، وخلصوا غيرهم وأنقذوهم من النار، وارحموا آخرين على خوف، ولكن ابغضوا حتى الثوب الذي دنسه جسدهم

 

نواف الموسوي: من يلتزم بالقرار الظني الدولي سنتعاطى معه على أنه من أدوات الغزو الأميركي الإسرائيلي

وطنية - 24/9/2010 - إحتفلت بلدية شقراء ودوبيه بوضع حجر الأساس للقصر البلدي الذي سيتم إنشاؤه بتمويل من المجموعة الأوروبية، وذلك في الخامسة من عصر اليوم.

وألقى النائب نواف الموسوي كلمة "حزب الله" قال فيها: "ما يبنى على غير أساس لا يستقيم ولا يبقى، وأن صح هذا القول في الحجر فهو يصح في البشر، وتحديدا في قضية التحقيق الدولي والتي ثبت لدينا وبالتجربة أنه وبعد خمسة أعوام أو أكثر، لا زال هذا التحقيق يتخبط بين هذا المعنى وذاك، وغالبا ما يكون إنتقائيا وهو أيضا لم يظهر نزاهة، حيث ظهر في تحقيق المرحلة الأولى (مرحلة ميليس)، أن التقارير التي وضعت لا تمت الى الحقيقة بصلة، وكانت مسيسة وغير نزيهة، حيث كان هناك قرار دولي غربي، وإسرائيلي بإتهام سوريا، فذهب التحقيق الى إتهام سوريا". اضاف: "واليوم نحن إزاء تجربة جديدة مع المحقق (بلمار)، هذه المرحلة قالوا أنها سوف تسلك وجهة لا تخضع للتسييس، وهي نزيهة بالكامل. وقد تببين لنا العكس بعد أن طرحنا سؤالان كشفا لنا نوايا هذا التحقيق:

السؤال الأول: هو أنه إذا كان في المرحلة السابقة قد تعرض التحقيق لعملية تضليل تمثلت بشهود الزور، فعلى المحقق الجديد أن ينظر بقضية شهود الزور، لأن من ضلل التحقيق يريد ان يخفي المجرم الحقيقي، فأعلنت المحكمة الدولية أنه ليس لديها صلاحية بالبحث في المرحلة السابقة، وهذا ما لا يستقيم مع المنطق.

والسؤال الثاني: هو أن التحقيق في آلية جريمة كبيرة كانت أو صغيرة، يجب أن يأخذ بالإعتبار كل اللاعبين على الساحة، ولا شك أن إسرائيل لاعب أساسي، فلماذا لم يتم التحقيق معها؟،لهذين الأمرين نجزم بأن التحقيق الدولي في عهد بلمار هو مسيس وغير نزيه، وهذا بالتالي سيؤسس لقرار ظني يهدف الى حماية إسرائيل، وبالتالي الى توجيه الإتهام لكل من يشكل خطرا على إسرائيل في لبنان أي الفريق المقاوم". تابع: "قد يقول البعض أنكم تستعجلون الرد وقبل صدور القرار الظني، وسمعنا بعض ممثلي تيار المستقبل يقولون أنه لا مشكلة في إتهام بعض اللبنانيين. نقول لهؤلاء أن من يتفوه بمثل هذا الكلام، يهدف الى ضرب حكومة الوحدة الوطنية، ونقول لهم بأن مرحلة ما بعد القرار الظني، لن تكون كالتي قبلها. ونؤكد لهم بأن أي مجموعة في لبنان قد تلتزم بالقرار الظني، سيتم التعاطي معها على أنها واحدة من أدوات الغزو الأميركي - الإسرائيلي، وسوف تلقى ما يلقاه الغازي. وعلى هؤلاء أن لا يقلقوا فقط، بل عليهم أن يكونوا مذعورين. ونقول للجميع بأن من لم يستطع أن ينال من المقاومة بالنار والحديد وبمليارات الدولارات، لن يستطيع النيل منها بقرار ظني أو غيره".

 

سليمان ألقى كلمة أمام الجمعية العامة للامم المتحدة والتقى الرئيسين الإيراني والعراقي

وزير الخارجية الأميركية: تأكيد التزام لبنان ال1701 وسعي لإرغام اسرائيل لتنفيذ كل مندرجاته

ترحيب بإيجاد تسوية لقضية الشرق الأوسط مع التشديد على استحالة التوصل إلى حل فعلي ما لم يكن عادلا وشاملا

قضية اللاجئين لا يمكن أن تحل من خلال تفاوض اسرائيلي - فلسطيني منفرد

كلينتون: نجدد دعم الولايات المتحدة للبنان ولا سيما للجيش

طالباني أكد استعداد العراق لتشغيل خط النفط

وطنية - نيويورك 24/9/2010 جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التأكيد على التزام لبنان القرار 1701 وسعيه لارغام اسرائيل على تنفيذ كامل مندرجاته، مشددا على حقه في مياهه وثروته من النفط والغاز الطبيعي التي سيسعى لاستخراجها ضمن حدود المنطقة الاقتصادية العائدة له، وعلى انه لن يتوانى، ضمن الاطر المناسبة، عن المطالبة بالزام اسرائيل بالتعويض عن مجمل الخسائر التي الحقتها به جراء اعتداءاتها المتكررة عليه، واحتفاظه بحق استرجاع أو تحرير ما تبقى له من أراض محتلة في جميع الطرق المتاحة والمشروعة. واذ رحب الرئيس سليمان بايجاد تسوية لقضية الشرق الاوسط ضمن مهل محددة، فانه اعاد التشديد على استحالة التوصل الى حل فعلي دائم ما لم يكن عادلا وشاملا لكافة اوجه الصراع، وعلى جميع المسارات، وما لم يتوفر العزم الكافي لدى المجتمع الدولي للانتقال من مرحلة الاعلان عن المبادىء الارشادية الى مرحلة العمل على توفير عناصر الضغط المناسبة للتنفيذ وتغليب عناصر الحل المستند الى قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام في جميع مندرجاتها، ولا سيما ما يتعلق منها بضمان عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة التي لا تسمح اوضاعها بذلك. وذكر بموقف لبنان الرافض للتوطين، مشددا في المقابل على ان قضية اللاجئين الفلسطينيين لا يمكن ان تحل من خلال تفاوض اسرائيلي فلسطيني منفرد وبصورة منعزلة عن لبنان وعن الدول المضيفة والمعنية. وكرر رئيس الجمهورية ادانته الارهاب الدولي، معربا عن تأييده البحث عن تعريف واضح له ومعالجة جذوره واسبابه، بحيث يتم التفريق بينه وبين المقاومة المشروعة للاحتلال الاجنبي التي تقر بها شرعة الامم المتحدة والقرارات الدولية ذات الصلة. مواقف الرئيس سليمان جاءت امام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الخامسة والستين، بعد ظهر اليوم بتوقيت نيويورك.

الرئيس سليمان والقى رئيس الجمهورية كلمة هنا نصها: "السيد الرئيس أود بداية أن أهنَّكم على انتخابكم رئيسا للدورة 65 للجمعيّة العامّة، وأن أشكر سلفَكم على حسن إدارته لأعمال الدورة السابقة، معرباً عن التقدير لأمين عام الأمم المتّحدة، على تقريره القيّم حول مختلف أوجه أنشطة منظمتنا الدولية. إنّها المرّة الأولى التي أخاطب فيها هذه الجمعيّة منذ انتخاب لبنان عضواً في مجلس الأمن لعامي 2010-2011. وهو ما وضع على عاتقه مسؤوليّات يعتزّ بتحمّلها، خدمة لقضاياه وللقضايا العربيّة المحقّة ولقضيّة العدالة والسلام في العالم.

ويهمني بهذه المناسبة، الإشادة بالجهد الذي تمّ الإلتزام ببذله نتيجة الإجتماع الذي عقده مجلس الأمن على مستوى القمة، لضمان تفعيل دوره وتمكينه من تنفيذ قراراته بعيداً عن المعايير المزدوجة. من جهة أخرى، فإننا نرحّب بالبيان الصادر عن الإجتماع الرفيع المستوى حول متابعة تنفيذ الأهداف الإنمائيّة للألفية، بما يساعد على الحدّ من الفقر ونشر التعليم وتعزيز الخدمات الصحيّة.

ونشيد بالتقدم المحقّق في تعزيز دور المرأة على صعيد الأمم المتّحدة، وهو الموضوع الذي يوليه لبنان أهميّة خاصة انسجاماً مع دوره النهضوي، حيث كان في طليعة الدول التي منحت المرأة حق التصويت في الإنتخابات التشريعية في منطقتنا عام 1953.

السيّد الرئيس بالرغم من الدور المتزايد والهام الذي تضطلع به الأمم المتحدة في مجال التنمية الإقتصاديّة والإجتماعيّة، فهي تبقى في جوهرها منظمة سياسية بامتياز، أنشئت أساساً للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وحماية البشرية من ويلات الحروب والنزاعات التي أدمتها وأعاقت تقدّمها ونموّها خلال حقبات متتالية من التاريخ.

وفي هذا المجال لم تتوانَ الأمم المتحدة عن الإنكباب على معالجة مسألة الصراع العربي الإسرائيلي منذ اندلاعه، وأصدرت بشأنه مجموعة من القرارات الهادفة لإعادة الحقوق إلى أصحابها وتثبيت دعائم السلام والتنمية.

إلاّ أنّ هذه الجهود خابت وتلاشت في وجه تعنّت إسرائيل، ونزعتها الجليّة للتوسّع واعتماد سياسة الإستيطان، وهي ترفض لغاية الآن الإنضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النوويّة وإخضاع منشآتها لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة.

لذا ومع ترحيبنا اليوم، بالوعي المتنامي للحاجة الملحّة لإيجاد تسوية لقضيّة الشرق الأوسط، وجوهرها قضيّة فلسطين، ضمن مهل محدّدة، واستئناف الجهود الهادفة للتوصّل إلى مثل هذه التسوية، فإن خبرة العقود السابقة تفيد عن استحالة التوصّل إلى حلّ فعلي ودائم لهذه القضيّة ، ما لم يكن هذا الحلّ عادلاً وشاملاً لكافة أوجه الصراع، على جميع المسارات، وما لم يتوفر العزم الكافي لدى المجتمع الدولي للانتقال من مرحلة الإعلان عن المبادئ الإرشادية، إلى مرحلة العمل على توفير عناصر الضغط المناسبة للتنفيذ، وتغليب عناصر الحلّ المستند إلى قرارات الشرعيّة الدوليّة، ومرجعيّة مؤتمر مدريد والمبادرة العربيّة للسلام في جميع مندرجاتها، ولا سيّما ما يتعلّق منها بضمان عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة التي لا تسمح لها أوضاعها بمثل هذا التوطين.

وفي هذا السياق، فقد أعلن لبنان مراراً بأنه لن يقبل بأيّ شكل من أشكال التوطين للاجئين الفلسطينيين على أراضيه، وذلك للأسباب والإعتبارات التي أكّدتُ عليها في مجلس الأمن يوم البارحة، وبخاصة لما سينتج عن مثل هذا التوطين من تداعيات ومخاطرَ تمسّ الأمن ودعائم الإستقرار، علماً بأن قضية اللاجئين، لا يمكن بطبيعة الحال، أن تُحلّ من خلال تفاوض إسرائيلي فلسطيني منفرد، وبصورة منعزلة عن لبنان وعن الدول المضيفة والمعنيّة.

ولا يسعنا بهذه المناسبة، إلاّ أن نذكّر بالمسؤوليّة الأساسيّة التي تقع على عاتق المجتمع الدولي، في توفير المستلزمات الحياتيّة والإنسانيّة الرئيسيّة للاجئين الفلسطينيين، من خلال زيادة مساهماته في موازنة وكالة الأونروا التي أنشئت خصيصاً لهذه الغاية سنة 1949، بما يؤمّن حياة كريمة لهؤلاء اللاجئين تحت سيادة الدول المضيفة وبمساعدتها، بعيداً عن التطرّف والعنف. ومن جهة أخرى، يكرّر لبنان إدانته للإرهاب الدولي، الذي عانى منه في أوجه مختلفة، وهو يتضامن مع المجتمع الدولي في محاربته، ويؤيّد الرأي المطالب بالمضيّ بصورة موازية في عمليّة البحث عن تعريف واضح له ومعالجة جذوره وأسبابه، بحيث يتمّ التفريق بينه وبين المقاومة المشروعة للإحتلال الأجنبي، التي تُقرّ بها شرعة الأمم المتحدة والقرارات الدولية ذات الصلة.

السيّد الرئيس

في الوقت الذي يلتزم فيه لبنان بالقرار 1701، ويسعى لإرغام إسرائيل على تنفيذ كامل مندرجاته، تستمرّ الخروقات الإسرائيليّة اليوميّة للأجواء والأراضي والمياه اللبنانيّة، وهي خروقات وصفها أمين عام الأمم المتحدة في العديد من تقاريره بالإستفزازية. كما أن شبكات التجسس الإسرائيلية وعمليات تجنيد العملاء بهدف زرع الفتنة وزعزعة الإستقرار، بلغت حداً يستوجب اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي، لثني إسرائيل عن هذه الأعمال العدوانية، وعن تهديداتها المتمادية ضد لبنان وشعبه وبنيته التحتية، وحملها على الإنسحاب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، بدون مماطلة أو شروط مسبقة. علماً بأننا نحتفظ بحق استرجاع أو تحرير ما تبقّى لنا من أراضٍ محتلة بجميع الطرق المتاحة والمشروعة.

كما يتطلّع لبنان إلى المزيد من الدعم المالي والتقني له، لأجل استكمال إزالة الألغام ورفع القنابل العنقودية التي زرعتها إسرائيل عشوائياً في المناطق الآهلة خلال عدوان تموز 2006 وفترات احتلالها. وهو لن يتوانى، ضمن الأطر المناسبة، عن المطالبة بإلزام إسرائيل بالتعويض عن مجمل الخسائر والأضرار التي ألحقتها به، من جراء اعتداءاتها المتكررة عليه.

كما يهم لبنان أن يؤكّدَ، في وجه الأطماع، ووفقاً للقانون الدولي، على حقه في مياهه وثروته من النفط ومن الغاز الطبيعي، خاصة تلك التي سيسعى لاستخراجها ضمن حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة له على طول هذه الحدود، ومنها تلك المحددة جنوباً، وفق الخارطة التي أودعتها الحكومة اللبنانية للأمانة العامة للأمم المتحدة بتاريخ 9/7/2010.

وإذ نشيد هنا، بجهود وتضحيات قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، التي نحرص عليها كل الحرص، فإننا نعيد التأكيد على أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين الجيش اللبناني والقوات الدولية، وفقاً للقواعد المتّفق عليها، ضماناً لحسن تنفيذ المهمة المؤقتة الموكولة إليها، وهو تعاون لا يلاقيه بالمقابل، سوى مواقفَ متغطرسة واستفزازية من جانب القوات الإسرائيلية، هي في جوهر أسباب الأحداث التي تحصل بين الحين والآخر على طول الخط الأزرق، والتي يمكن العمل على تلافيها.

السيد الرئيس،

لقد سعى لبنان خلال السنوات الماضية، لتثبيت استقراره الداخلي عن طريق الحوار واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، والإحتكام إلى المؤسسات الشرعية لحل أيّ خلاف والالتزام بقرارات مجلس الامن والشرعية الدولية. وقد حرصت الدولة على الإلتزام بجميع الإستحقاقات الدستورية في مواعيدها، أكان في ما يتعلق بالإنتخابات البلدية أو بالإنتخابات النيابية، التي جرت بصورة حرة وشفافة وهادئة، وفقاً لمقتضيات الديموقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة.

كما سعى لبنان للحؤول دون حصول عدوان خارجي عليه، عن طريق العمل على إلزام إسرائيل تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وتجميع مجمل قدراته القومية الرادعة في إطار استراتيجية قومية دفاعية.

ونحن إذ نتعهد بالثبات على هذا العزم وعلى هذا النهج، مهما كانت المخاطر، بدعم من الإرادة الحرة والواعية للشعب اللبناني، ومن الدول الشقيقة والصديقة، فإننا على ثقة بأن لبنان سيظل على الدوام منفتحاً على الحوار والتفاعل الإنساني الحضاري الغني والخلاق، وفياً لرسالته، حريصاً بالرغم من التحديات، على تعزيز دولة الحق والقانون، وإعلاء قيَم الحرية والديموقراطية والتوافق التي قام عليها منذ البدء".

وزيرة الخارجية الاميركية وقبيل توجهه الى الامم المتحدة لالقاء كلمته، استقبل الرئيس سليمان في مقر اقامته صباحا وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ومساعدها لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان حيث اكدت الوزيرة الاميركية مجددا دعم الولايات المتحدة للبنان في شتى المجالات ولاسيما الجيش، ونوهت بالطريقة التي ادار فيها الرئيس سليمان الامور في الفترة الاخيرة مبدية املها في استمرار الهدوء على الساحة الداخلية، مشددة على ان الولايات المتحدة لن تؤيد اي حل في منطقة الشرق الاوسط على حساب لبنان.

الرئيس سليمان من جهته، رحب الرئيس سليمان بالوزيرة كلينتون شاكرا للولايات المتحدة مساعدتها للبنان ومشددا بدوره على رفض لبنان توطين اللاجئين الفلسطينيين على ارضه، مشيرا الى دور اسرائيل في محاولة زعزعة الاستقرار الداخلي من خلال الخروقات اليومية وزرع الفتن عبر شبكات التجسس والعملاء ما يعتبر خرقا للقرار 1701 الذي يعمل لبنان مع القوات الدولية في الجنوب على تطبيقه.

الرئيس الايراني وفي مبنى الامم المتحدة، التقى الرئيس سليمان نظيره الايراني محمود احمدي نجاد وتركز اللقاء على العلاقات الثنائية بين البلدين والتي ستشهد محطة لتعزيزها في مجالات عدة في خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس نجاد للبنان في النصف الاول من تشرين الاول المقبل.

الرئيس العراقي كذلك التقى الرئيس سليمان الرئيس العراقي جلال طالباني الذي وضعه في آخر التطورات السياسية في العراق، مشيرا الى استعداد بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية في مجالات عدة ولا سيما منها تشغيل خط النفط، وفي مجالي السياحة والتجارة.

 

كلام معسول لـ14 آذار ويد ممدودة من تحت الطاولة لـ8 آذار

الأوساط الاغترابية والروحية (مسيحياً وسنياً) تسخر من تكرار أسطوانة الدعم الأميركية للدولة في لبنان

الخارجية الأميركية تدعو عناصر من الحزب الإيراني والتيار العوني والمردة والقومي السوري »لجولة في أميركا«؟!

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

ندّدت أوساط قيادية في »ثورة الأرز« و»قوى 14 آذار« والقيادات الروحية المسيحية والمسلمة التي ترعاهما وتدعمهما في وجه التسلّط الإيراني - السوري »الذي لم يعد يطاق«، بـ»هذا الموقف الرسمي الأميركي المستمر منذ نيف وخمس سنوات في إطلاق الكلام المعسول والمشجّع والداعم الذي لا يتجاوز الكلام إلى خطوات تنفيذية حاسمة لرفع الضيم والغبن والاعتداء عن كاهل النظام الديموقراطي الاستقلالي القائم الذي جاء في أعقاب خلاص اللبنانيين من الاحتلال السوري المقيت«.

وقال قيادي في قوى 14 آذار في لندن أمس إن »مثل هذه التصريحات والمواقف الإعلامية الأميركية لم تسبّب لنا سوى المشاكل مع أعداء الولايات المتحدة مثل »حزب الله« وحلفاء سورية في لبنان، من دون أن تتقدّم شبراً واحداً للدفاع عنا وعن ديموقراطيتنا التي انتزعناها انتزاعاً من عهد الوصاية السورية القمعي، وهي تبقى دائماً كلاماً بكلام لا يزيد إلاّ مشاكل إضافية لنا على الصعيد الداخلي«.

وسخرت الأوساط الروحية من تكرار »أسطوانة« الدعم الأميركي للدولة اللبنانية أول من أمس على لسان وكيلة وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية ميشيل فلورنوي التي »صوّرت للبنانيين أنها جاءتهم بالمنّ والسلوى والخلاص من الإرهاب والإرهابيين عندما قالت »إنني جئت إلى لبنان لأعيد التأكيد لرئيس الوزراء الحريري وحكومته والشعب اللبناني أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة التزاماً تاماً سيادة لبنان واستقلاله السياسية ووحدة أراضيه والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701. ونبقى مصممين على العمل مع الحكومة اللبنانية لبسط سلطتها على كل لبنان«.

تصريحات فارغة!!

وتساءلت الأوساط الروحية المارونية والسنّية في بيروت عن حقيقة ذلك »الالتزام التام« الذي تفوّهت به المسؤولة الأميركية حيال أي »سيادة« و»استقلال« و»وحدة أراضي« و»تنفيذ كامل القرارات الدولية«، وأين هي »أدوات ذلك التصميم الأميركي على العمل لبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها فيما هي في عهد »الدعم الأميركي هذا« غير قادرة (الدولة) على بسط سيادتها على مطار بيروت؟«.

وقالت الأوساط إن مثل هذه »التصريحات والأقاويل المجوَّفة الفارغة من أي خطوات تنفيذية جادّة من شأنها الإبقاء على السلم الأهلي في لبنان هشّاً باستمرار لأنها تعطي أعداء الدولة مثل »حزب الله« وحلفاء النظام السوري مادة دسمة لشن حملات تخوين على الدولة والحكومة والديموقراطية والحرية والاستقلال«..

ودعت الأوساط إدارة باراك أوباما إلى »الكفّ عن هذا التقريظ والتدليس والدعم الكلامي الفارغ لقوى ثورة الأرز و14 آذار، ما لم تكن مقرونة بخطوات تنفيذية حقيقية على الأرض كما تفعل إيران وسورية حيال حلفائهما في لبنان من أجل »هزيمة المشروع الأميركي في البلد والمنطقة« كما يعلن خامنئي ونجاد والأسد وتوابعهم في الأراضي اللبنانية«.

وسألت الأوساط الروحية تلك الإدارة في واشنطن: »تتحدثون منذ نيف وأربع سنوات عن ضرورة تطبيق القرارات 1559 و1680 و1701 وعملكم الدؤوب في سبيل ذلك، فماذا فعلتم حتى الآن؟.. وأين مساعدتكم ودعمكم لتنفيذ نزع سلاح الميليشيات المسلحة؟.. وأين وعودكم في بسط سيادة الدولة والجيش على كامل أراضيهما فيما هما واقعان تحت رحمة »حزب الله« المباشرة المسلّحة »على كامل أراضيهما«؟..

فضيحة الخارجية الأميركية!!

وسأل قيادي »ثورة الأرز« في لندن وزارة الخارجية الأميركية عن »كيفية ملاءمتها بين مثل هذه التصريحات الداعمة للنظام اللبناني القائم الذي تعتبره حليفاً لها وللديموقراطية، والفضيحة غير المفهومة بل المستهجنة التي ارتكبتها حين دعت »عناصر شبابية« من الأحزاب الإيرانية والسورية في لبنان مثل »حزب الله« والقومي السوري والمردة والتيار الوطني الحرّ، لزيارة الولايات المتحدة من أجل »توسيع آفاق ديموقراطية هذه الأحزاب« التي لا تعرف من الديموقراطية شيئاً بل تقوم قياداتها على القتل والتآمر والتفجير والاغتيالات وتخريب الدولة ومؤسساتها ضمن خطط متواصلة تأتي من طهران ودمشق«.

وكشف القيادي اللبناني النقاب لـ»المحرر العربي« عن »فضيحة وصول بعثة شبابية من الأحزاب اللبنانية المختلفة إلى كل من واشنطن ونيويورك ضمن برنامج »تمتين العلاقات مع الولايات المتحدة للتعريف بحقيقة الديموقراطية« قد تكون السفيرة الأميركية السابقة ميشيل سيسون اقترحت أسماء أعضائها بحيث يشارك حزبا »القوات اللبنانية« و»الكتائب« و»تيار المستقبل« جنباً إلى جنب مع »حزب الله« والقومي السوري والمردة والتيار العوني وكأن هذه المجموعة بكاملها تنهل من نفس »الديموقراطية« و»حب الوطن والاستقلال«.

وسلّم القيادي اللبناني »المحرر العربي« في لندن أسماء أفراد البعثة الشبابية الحزبية اللبنانية التي قال إنها »سريّة للغاية« وهي:

- رنين فريد بوخزام من الحزب التقدمي الاشتراكي.

- منال رياض القارح من التيار العوني.

- هاني محمد النسّابي من تيار المستقبل.

- عساف الياس النمير ممّا يسمى بتيار »نحو المواطنية«.

- محمد سليم ستيتية رئيس طلاب »الجماعة الإسلامية«.

- جواد علي خليفة من »حزب الله« تحت ستار وظيفته في مصرف »بنك مد«.

- أنطوان عصام لبكي من حزب الكتائب.

- لين أنطوان لحود من حزب المردة.

- رامي عصام نحاس من حزب القوات اللبنانية.

- رائد رضوان رزق من الحزب السوري القومي الاجتماعي.

- باتيل يساني يسّايان من حزب الطاشناق الأرمني..

وقال قيادي »ثورة الأرز« أن أمر »مشاركة حزبي »الكتائب« و»القوات« في هذه البعثة الشبابية الحزبية إلى جانب أعدائهما من الأحزاب الأخرى، تبقى غير مفهومة وغير مبرّرة لأنه في حال معرفة سمير جعجع وأمين الجميل بـ»هوية« الأحزاب الأخرى المشاركة في البعثة ثم أرسلا ممثلين عنهما فيها، فهذه مصيبة، أما إذا شاركا فيها دون اطلاعهما على الأحزاب الأخرى المشاركة، فالمصيبة أعظم«.

إلاّ أن »الجريمة الحقيقية« فهي من »ارتكاب وزارة الخارجية الأميركية بمشاركة (تخطيط وتنفيذ) السفيرة الأميركية السابقة ميشيل سيسون، التي »تلتزم - حسب أقوالها المتواصلة - سيادة لبنان واستقلاله وحريته ووحدة أراضيه«، فيما هي بدعوتها الأحزاب الشمولية الدائرة في فلك إيران وسورية لـ»تعريفها بالديموقراطية الأميركية« تنسف هذه السيادة والاستقلال والحرية، وتشجّع هذه الأحزاب الإرهابية على التمادي في تخريب لبنان والتآمر على مصالح الشعبين اللبناني والأميركي«.

 

أراض مساحتها 175 الف متر مربّع بيعت في ساحل جزين الماروني وسط صمت المراجع الدينية

الديار/تبدو الجهود التي يقوم بها راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد لمنع بيع الأراضي في مناطق شرق صيدا وساحل جزين، تصطدم هذه الجهود بشبكة كبيرة من السماسرة الذين امتهنوا البيع بسهولة مطلقة، فالأسعار المطروحة تغري سكان القرى المسيحية إضافة الى أن المشترين يريدون الأراضي بأي ثمن. ففي بلدة وادي بعنقودين التي تبعد ثمانية كيلومترات عن مدينة صيدا بيعت قطعة أرض تفوق مساحتها 110 آلاف متر مربع، كذلك فان 65 الف متر مربّع بيعت في بلدة لبعا المجاورة. علماً أن الشارين ليسوا من المنطقة ولم تعرف أسماؤهم وان السماسرة استطاعوا تدوير الزوايا واللعب بأسماء الشارين الحقيقيين وتنقلت معاملاتهم بين كاتب العدل والدوائر العقارية حتى تصبح في النهاية شرعية وملكاً للشارين الحقيقيين. هذه المساحات الكبيرة بيعت في منطقة ساحل جزين ذات الأغلبية المارونية فيما لم تصدر أية ردّة فعل من المراجع المارونية في صيدا أو من بكركي.

 

تولّي عضوّم حقيبة العدل وزمن فبركة الملفات وهم يدغدغ مشاعره.

"القوات" رداً على فرنجية: ليست المرّة الأولى التي يقلقه فيها مهرجان شهدائنا وحضورنا الفاعل على الـ 10452 كلم

صدر عن الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: رداً على مطالبة رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية عبر برنامج كلام الناس مساء الخميس، بتنحّي وزير العدل ابراهيم نجار لصالح الإتيان بشخصية "معتدلة" بحسب ادّعاءه، دون ان ينسى طبعاً التطاول على "القوات اللبنانية" من خلال زعمه بأن رفع اعلام "القوات اللبنانية" على اعمدة الكهرباء هو تعدٍّ على الأملاك العامة، يهّم الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" توضيح الآتي:

اولاً) إن السؤال البديهي في ما يتعلق بتقييم سليمان فرنجية لوزير العدل ابراهيم نجار الذي يتبادر الى الأذهان هو: من يُقيّم من؟.... وفي كافة الأحوال ان تولّي عدنان عضوّم حقيبة العدل، والعودة الى زمن فبركة الملفات القضائية والأمنية، هو الحلم او الوهم الذي يدغدغ مشاعر سليمان فرنجية وكل من وراءه، وهذا من رابع المستحيلات.

ثانياً) امّا لجهة ادعاء فرنجية بأن "القوات اللبنانية" تتعدّى على الأملاك العامة عبر رفع بعض الأعلام على اعمدة الكهرباء، فإنها ليست المرّة الأولى التي يتسبب فيها مهرجان شهداء "القوات اللبنانية" وحضورها الشعبي والوطني والسياسي الفاعل على مساحة الـ 10452 كلم بقلقٍ وإرهاصاتٍ لسليمان فرنجية.

إن سليمان فرنجية هو آخر من يحقّ له التباكي على الأملاك العامة، وهو الذي وضع يده على عددٍ كبير من الأملاك العامة والخاصة في الشمال وسخرّها للأعمال المشبوهة، هو الذي فرّط بمداخيل الخزينة اللبنانية من خلال توزيعه آلاف اللوحات على أزلامه ومحاسيبه، وهو الذي شرّع بقاء سلاحٍ غير شرعي يتقاسم النفوذ والسيادة مع الدولة اللبنانية، وهو الذي ساهم مع حلفائه بتعطيل الوسط التجاري وشلّ المرافىء والمرافق العامة والخاصة لأكثر من سنة، وهو الذي سخّر نفسه وجماعته خدمةً للغرباء، منقلباً على تاريخ زغرتا الوطني، ومفرّطاً بالسيادة وبكل ما يمت للدولة اللبنانية بصلة.  الاهم من كل ذلك، إن "القوات اللبنانية" حرصت على تأمين الأذونات الرسمية القانونية من البلديات والجهات المعنية التي تسمح لها بتعليق الأعلام على أعمدة الكهرباء، فعسى فرنجية يتعلم قليلاً كيفية التعاطي مع المؤسسات والنظام العام واحترامهم علّ ذلك يُفيده قليلاً بدل التخبط في مستنقعه الحالي.

 

"القوات" جزء من العمود الفقري لـ"14 آذار".

علوش لموقع "القوات": دور سلاح "حزب الله" على مدى العشر سنوات الأخيرة كان تحقيق منطق ولاية الفقيه في لبنان

رأى القيادي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن موقف رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية يعكس الجو التهويلي الذي يحاول فريق "8 آذار" إشاعته عبر تهديد اللبنانيين بالحرب الأهلية في حال الاصرار على المحكمة الدولية. علوش، وفي حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني، أوضح أن هناك جوا اقليميا وآخر محليا يحاولان الضغط باتجاه الغاء المحكمة الدولية، لأنها سابقة إذ ستتهم المجرمين للمرة الأولى وستقول إن هناك مجموعة أو نظام أو مؤسسة تقوم باغتيال اللبنانيين لمواقفهم السياسية، معتبرا أن المنظومة كافة ستحاول، وفي الاتجاه نفسه، أن تهدد اللبنانيين المسالمين الأبعد عن الحرب بمنطقها منطق الحرب الأهلية من أجل الغاء المحكمة الدولية.

واكد علوش أن التهدئة هي هروب إلى الأمام، موضحا أن هدف قوى "14 آذار" ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تأمين الاستقرار في لبنان، ومشيرا إلى أن الجهة المقابلة عدوها الاستقرار، ولفت إلى أن الامور كافة مرهونة بالمحكمة الدولية، ومشددا على أن قوى "14 آذار" لا يمكن ولا تريد تحقيق طلبات "8 آذار"، وقال: "إذا الهدف استقرار لبنان، فلا استقرار في أي بلد من العالم من دون عدالة".

إلى ذلك، شدد علوش على أن حتى الرئيس الحريري غير قادر ولا يريد تغيير القرار الخاص بالمحكمة الدولية، موضحا أن مع الاصرار على منطق المحكمة الدولية كعامل أساسي للاستقرار في لبنان، يحاول الحريري ابعاد البلد عن جو السجالات العقيمة التي هي هدف الطرف الآخر، ومشيرا إلى أن الهدف الأساسي لـ"حزب الله" وتوابعه في لبنان هو استمرار الجو المتشنج ليكون هناك مبررات للاعتداء على المواطنين في أي وقت أرادوا. وأضاف علوش: "وبغض النظر عن قضية المحكمة، فسلاح "حزب الله" الذي أدى الدور بمرحلة من المراحل بمواجهة اسرائيل، كان دوره الأساسي على مدى العشر سنوات الأخيرة تحقيق منطق ولاية الفقيه في لبنان من خلال إما إخضاع اللبنانيين أو تطفيشهم من لبنان عبر التضييق على حياتهم الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية وعبر تهديدهم بالسلاح"، مؤكدا أن المحكمة جزء من الأمور وليست الأمر كله بالنسبة لخطر "حزب الله" وسلاحه على لبنان.

أما بالنسبة لقداس ذكرى شهداء المقاومة اللبنانيية السبت 25 أيلول في مجمع فؤاد شهاب الرياضي، رأى علوش أن "القوات اللبنانية" جزء من العامود الفقري لـ"14 آذار"، لافتا إلى أن السلسلة تكتمل بمكونات قواها كافة، ومشيرا إلى أن أي نجاح وأي موقف تتخذه "القوات" السبت سيكون داعما لمسار قوى "14 آذار" التي دعاها لتكون حاضرة بكثافة لتدعيم الموقف.

كذلك، ختم علوش: "14 آذار قوى ديمقراطية لا يمكن أن تنتج أو تؤمن مسارا طبيعيا في البلد إلا من خلال الهدوء، فعمليات التهديد، التوتير والعنف هي من هدف "8 آذار" ووسيلتها الأساس في العمل السياسي، ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" لن يخرج عن عادته، لأن خطابه يتسم بصراحة طرح الأمور ولكن بمراعاة ظروف الحلفاء في أمور كثيرة.

 

مشروع القوات ليس مذهبياً بل يطال كل مكونات الشعب اللبناني...

أمين السر العام في القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبي قاطيشه  من يصر على انه لا يريد المحكمة الدولية ويريد إلغاءها فهو متهم

موقع القوات اللبنانية/شدد أمين السر العام في القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبي قاطيشه على أن شهداء القوات اللبنانية سقطوا من أجل السيادة والحرية والإستقلال والحفاظ عليهم، معلقاً على موضوع اللوحات الإعلانية للقداس بأن "الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الشهيد وسام عيد، أيضاً سقطوا من أجل نفس القضية وكل شهيد يسقط من أجل هذه القضية نعتبره شهيدنا ومن اجل هذا كانت اللوحات الإعلانية للقوات لنقول للشعب ان مشروعنا ليس مذهبياً بل يطال كل مكونات الشعب اللبناني".

قاطيشه، وفي حديث لبرنامج "قبل الأخبار" عبر الـ MTV، أكد ان الحشد الشعبي للقوات هذه السنة سيكون مميزاً عن السنوات الماضية وهذه السنة هناك عصب لدى القواتيين والمناصرين لم يسبق له مثيل والسبب هو الأزمة التي يمر بها الوطن في هذه المرحلة والذي يحاول البعض سوقه الى مكان غير مكانه الصحيح والطبيعي والذي يمكن أن يسمى بإيران الغربية وهذا يشد العصب لدى القواتيين الذين سيقولون السبت انهم يريدون الحفاظ على الوطن.

ولفت قاطيشه الى ان هذه المناسبة هي قداس لشهداء القوات اللبنانية وهي الأعز على كل قواتي في كل أنحاء العالم وهي صلاة واستذكار لهؤلاء الشهداء.

واشار الى أننا في القوات اللبنانية وكل اللبنانيين، مبدأنا يقول ان شهيدنا لن يسقط مرتين، مرة في ساحة الشرف ومرة أخرى بالنكران.

قاطيشه وفي تعليقه عن شعار القداس لهذه السنة قال ان "ظلم الشهداء يكون بإلغاء المحكمة الدولية".

وأوضح قاطيشه ان هناك مرحلة جديدة نمر بها الآن بعد إغلاق وسط بيروت ومحاولة إسقاط المؤسسات والمحكمة الدولية في تلك المرحلة، والآن نرى تهديد بأنه إذا لم نلغ المحكمة الدولية ستندلع الحرب في لبنان.

وقال أمين السر العام في القوات انه "باستشهاد الرئيس الحريري طفح الكيل، ومن هنا طالبنا بالعدالة لهؤلاء الشهداء سواء كانوا سياسيين أو قادة فكر او رجال إعلام".

قاطيشه أكد ان كل الطرقات والمواقف مؤمنة، والشاشات العملاقة في ساحات جونية مؤمنة بالتنسيق مع القوى الأمنية وبلدية جونية.

وعلق على كلام النائب سليمان فرنجية بأن القوات اجتاحت لبنان بأعلامها بالقول "لم يعجب الوزير السابق سليمان فرنجية ما أسماه اجتياح لبنان بالاعلام القواتية واللبنانية، ولكن أعجبه اجتياح المطار من قبل حزب الله وإسقاط هيبة الدولة"، مؤكداً ان القوات طلبت الإذن من وزارة الأشغال العامة للسماح لنا بتعليق الأعلام على الأماكن العامة وطبعاً الموافقة الأمنية من الجيش وقوى الأمن.

وأكد قاطيشه انه سيكون هناك خطاباً للدكتور سمير جعجع ضمن عنوان هذه السنة "لا عدالة لأحياء يظلم شهداؤهم".

وعن الدعوات الى القداس قال قاطيشه "دعينا كل الفاعليات السياسية والرئيس بري، وكل المؤسسات من جيش ودرك، أما الأحزاب المنافسة فهم لم يدعونا الى مناسباتهم ولم يلبوا دعواتنا أصلاً ونحن كنا نتمنى من التيار الوطني الحر أن يشاركنا في هذه المناسبة ولكنهم رفضوا منذ أن نُظم القداس لأول مرة".

وفي سياق آخر قال قاطيشه "نحن لا نستطيع التخلي عن خطابنا الثابت، ويدنا ممدودة للجميع من أجل مناقشة مستقبل بلدنا"، مضيفاً "عندما تعطي فئة لبنانية الأفضلية للغريب على حساب أي فريق داخل الوطن لا نستطيع أن نتأمل منه أي شيء من الوطنية".

وسأل "هل نجد أي سوري يقول انه حليف للبناني في سوريا كما يفعل بعض اللبنانيين الذي يقولون انهم حلفاء سوريا في لبنان؟"

واشار قاطيشه الى أن "حزب الله" يؤذي نفسه ويؤذي لبنان، سائلاً "هل يجب علينا أن نبقي البلد رهينة في يد إيران؟".

واكد ان المحكمة الدولية قامت لمحاكمة قتلة شهداء ثورة الأرز. وسأل "ما دخل المحكمة الدولية بحزب الله؟ هل هم من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟، وقال "من يصر على انه لا يريد المحكمة الدولية ويريد إلغاءها، فهو إذا متهم". واضاف "عندما يقول الوزير فرنجية ما قاله في الأمس عن المحكمة الدولية، فهذا يعني انه مدان".

وتابع "سنراهن على الدولة، ولن نتنازل عن المحكمة الدولية ولا عن الإستقرار في البلد، ونحن نحمي هذه المعادلة ببناء الدولة القوية وتغذية الجيش والدرك".

وعن موضوع ما يسمى بـ "شهود الزور" قال قاطيشه "نحن لا نعترف بكلمة "شهود الزور" من الأساس، وهي ليست موجودة في قاموسنا السياسي".

وأكد أن الرئيس سعد الحريري يمثل القوات ويمثل 14 آذار و8 آذار وكل لبنان. وعن موضوع التنازلات قال قاطيشه "يمكنك التنازل لشريكك بالوطن، ولكن ليس عن الثوابت الأساسية التي نؤمن بها ولكن الفريق الآخر لا يستطيع ربطنا بالمحور السوري – الإيراني الذي يسلخنا عن العالم العربي". وأكد قاطيشه ان "مشروع الفتنة ليس موجوداً عندنا، وفي الأمس سمعنا من الوزير السابق سليمان فرنجية من يريد الفتنة في البلد. نحن لا نريد الحرب بل الإستقرار مع المحكمة الدولية والحقيقة والعدالة". واسف قاطيشه ان يُستخدم ميشال عون كمسبار في السياسة، وهو يضع نفسه في واجهة كل الإنقلابات ومحاولات إسقاط الدولة وفي خدمة الآخرين ضد مصلحة الدولة.

وطمأن قاطيشه الجميع ان قوى 14 آذار لا تسعى الى الفتنة وهي لا تملك وسائل الفتنة، متمنياً على فريق 8 آذار أن يعطي أولوية للوطن وللإستقرار في البلد لأنه مهما صدر عن المحكمة من قرار ظني فهو قرار ظني وليس حكم.

 

قاسم:المحكمة الدولية استدعت دفعة جديدة من الأفراد القريبين من حزب الله

نهارنت/أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان "طلبا جديدا حصل بعد شهر رمضان المبارك" من المحكمة الخاصة بلبنان للإستماع الى "افراد قد يكونون قريبين من حزب الله بشكل أو بآخر". وأضاف قاسم في حديث الى مجلة "الأفكار" الأسبوعية نشر الجمعة، "لكن كل شيء معلق بهذا الخصوص"، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.

من جهة أخرى، تطرق قاسم الى استقبال اللواء جميل السيد في مطار بيروت لافتا ً الى انه "كان يوجد في مطار بيروت عدد من الشخصيات السياسية والحزبية التي ذهبت لاستقبال اللواء جميل السيد، ومن الطبيعي ان يصاحب هذه الشخصيات مرافقون"، مشيرا الى عدم وجود "قطعة سلاح واحدة بارزة".

واعتبر ان "ما حصل في المطار طبيعي جدا".

 

ريفي: الرهان سيبقى على الدولة وما من وطني يرضى عما حصل بالمطار

نهارنت/اعتبر مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي في دردشة مع الصحافيين بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ان الحملة على قوى الامن الداخلي باتت اهدافها معروفة عند الجميع لافتا الى ان الرهان سيبقى على المؤسسات والدولة ومعتبرا ان "ما من وطني يرض بما حصل في مطار بيروت الدولي". 

 

حزب الله والقنصل المصري: لضرورة تطوير العلاقات الثنائية

نهارنت/استقبل مسؤول العلاقات العربية في حزب الله الشيخ حسن عزالدين في مكتبه القنصل العام في السفارة المصرية في بيروت أحمد حلمي. وتم في اللقاء بحث آخر المستجدات السياسية والتطورات التي تجري على الساحتين اللبنانية والعربية، وتم تبادل وجهات النظر حول القضايا السياسية المطروحة كما تم بحث العلاقة بين "حزب الله" ومصر حيث أكد الجانبان على ضرورة سير العلاقات بينهما بشكل طبيعي وتطوير العلاقة الثنائية بما يحقق الثقة التي تساهم في تجاوز العقبات وتمتين الموقف الوطني اللبناني والعربي. وكانت مصر قد أسدل الستار على قضية "خلية حزب الله"، بعد أن قضت محكمة مصرية الأربعاء 28-4-2010 بالسجن لمدد تتراوح بين ستة أشهر و25 عاماً على 26 متهماً من أعضاء مجموعة تقول مصر إنها تابعة لحزب الله اللبناني، وإنها سعت للقيام بعمليات "إرهابية" لزعزعة الاستقرار في البلاد.

 

وكالة الطاقة الذرية ترفض قرارا قدمته الدول العربية ضد اسرائيل

نهارنت/ رفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة في فيينا قرارا قدمته الدول العربية يدعو اسرائيل الى توقيع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وفق ما علم لدى الهيئة التابعة للأمم المتحدة. وخلافا لما جرى في عملية تصويت اثناء الجمعية العامة لوكالة الطاقة الذرية عام 2009، صوتت غالبية الدول الأعضاء ال151 برفض القرار الذي قدمته الدول العربية، مقابل 46 صوتا مؤيدا له فيما امتنع 23 عضوا عن الإدلاء بأصواتهم. وكما في العام الماضي، سعت الدول العربية ال22 الى استصدار قرار غير ملزم ذي قيمة محض رمزية يدعو اسرائيل التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، الى توقيع معاهد منع انتشار الأسلحة النووية. وعارضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون القرار مبدية قلقها من نتائجه المحتملة، معتبرة انه قد يهدد انعقاد مؤتمر مقرر عام 2012 من أجل شرق أوسط منزوع السلاح.

 

عون والعائلة الى دمشق

اعلن مكتب الإعلام والعلاقات العامة في "التيار الوطني الحر" في بيان اليوم، ان "رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون غادر إلى سوريا مع عائلته". وذكرت معلومات صحافية ان توجه عون توجه الى دمشق وعائلته في طائرة رئاسية سورية بدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد.

 

السيد يطالب الحريري بتوضيحات عن مجموعة الـ13

نهارنت/طالب اللواء الركن جميل السيد ، رئيس الحكومة سعد الحريري بـ"تقديم توضيحات الى بعض نوابه والى الرأي العام اللبناني عموما، والى التيار الاسلامي السلفي بشكل خاص، حول إقدام أعوانه، لا سيما قاضيه سعيد ميرزا ورئيس فرع معلوماته العقيد وسام الحسن، على تشويه وطمس التحقيق المتعلق بالمجموعة الأصولية،المسماة مجموعة ال 13، التي يرأسها الموقوف حسن نبعة، والتي أعترف اعضاؤها من دون ضغط أو تراجع بأنها أقدمت على إخفاء أحمد أبو عدس ورفاقه، لاسيما رفيقه الأقرب خالد طه، لدى عصبة الأنصار في مخيم عين الحلوة في نهاية العام 2005".وأكد اللواء السيد وحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي اليوم، "أن هذه المعلومات والاعترافات مؤكدة في محاضر التحقيق الموجودة لدى لجنة التحقيق الدولية، وأن أعوان الرئيس سعد الحريري المذكورين قد شوهوا التحقيق مع مجموعة ال 13 إنسجاما مع القرار السياسي لفريق 14 آذار حينذاك، والقاضي بتوجيه تهمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حصراالى سوريا والضباط الأربعة، ورفض أية فرضية أخرى رغم عشرات الوقائع الثابتة الموجودة في اعترافات مجموعة ال13 المذكورة". 

 

الاحرار: للدفاع عن لبنان الدولة الموحدة شعبا وأرضا ومؤسسات

اقتحام حرم المطار شكل مؤشرا متقدما للانقلاب وعينة لما يتم التحضير له

وطنية - 24/9/2010 رأى حزب الوطنيين الاحرار، في بيان أصدره بعد اجتماعه الاسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون، "ان اقتحام حرم المطار الدولي شكل مؤشرا متقدما للانقلاب الزاحف منذ نهاية العام 2005، وعينة لما يتم التحضير له بالنسبة إلى مرافق الدولة الأخرى، تماما كالإنتشار الذي كان يحصل تحت ذرائع الاعتراض والحركة المطلبية فإذا بأهدافه تتوضح في 7 أيار وفي عائشة بكار وبرج أبي حيدر".

واضاف البيان: "ان الجميع يعرف أهمية المطار كواجهة للوطن، وان أمنه من المعايير ذات الصدقية في مفهوم الدول، ومجرد استباحته، لكونه يقع جغرافيا تحت سيطرة قوى الأمر الواقع الانقلابية، يعد رسالة قوية مفادها وجود ازدواجية على الأقل بالنسبة إلى المسؤولية الأمنية، إن لهذا الخرق الفاضح مدلولات على المستوى الداخلي، إضافة إلى تداعياته الخارجية، وإننا نسأل استطرادا: هل يعقل أن تجهل قوى الأمر الواقع ما حل بالمهندس جوزف صادر الذي خطف على تخوم المطار، وماذا عن مصيره؟ وهل يمكن السكوت عن اختفاء لبناني في وطنه في وضح النهار وعلى مرأى المواطنين؟".

وتابع: "يخطئ من يضفي على المواجهة وصفا غير الوصف السياسي، فهي أبعد ما تكون عن الطائفية والمذهبية، وإن بدت أحيانا قريبة منهما، وترقى إلى مستوى رسالة لبنان ودوره دولة تعددية سيدة حرة مستقلة، ولعل الالتباس يعود، وهذا أمر يستحيل إنكاره، الى كون فريق مذهبي عقائدي معروف تمكن من السيطرة على طائفته بالسلاح والدعم الخارجي المتعدد الشكل، وبهذه الوسائل ينفذ مع شركائه انقلابا تحت عناوين مخادعة ووسط تجييش وشحن وتخوين وتهديد لمن لا يبصم على خياراته".

وأضاف: "عجبنا لانزلاق أحد وزراء الدولة في المتاهة التي حذرنا منها سابقا من خلال حديث أدلى به الى احدى الإذاعات في مجال إعطاء النصائح للمسيحيين وبكلام خطير وغير مقبول أنهم سيكونون أول المتضررين من الصراع السني ـ الشيعي، وهو بذلك يتهم "بعضهم" ولو تلميحا، بما يشبه محاكمة النيات، أقله بتمني هذا الصراع أو العمل لتأجيجه، وعندنا انه كلام ظالم يستدعي المساءلة، ويستأهل من النواب توجيه سؤال إلى مطلقه، لمعرفة دوافعه ومن هم المسيحيون الذين يقصدهم، إذ أن لمثل هذا الاتهام الطائفي ارتدادات كثيرة مما يضع الذي يوجهه في موقع الشبهة ويستدعي منه إما التراجع عنه وإما الاعتذار".

وجدد الدعوة الى "اللبنانيين عموما وجمهور 14 آذار خصوصا للبقاء على أعلى درجة من اليقظة والجهوز للتصدي، بالوسائل الديموقراطية السلمية والحضارية، للانقلاب، دفاعا عن لبنان الدولة الواحدة الموحدة شعبا وأرضا ومؤسسات، وعن العيش الواحد والمؤسسات الرسمية، وعن مبادئ الحرية والتعددية والعدالة والمساواة".

وأهاب مجددا ب"الأشقاء والأصدقاء مضاعفة اهتمامهم بلبنان، والعمل على تعزيز مؤسساته بدءا بالجيش وقوى الأمن الداخلي لأن للجميع، وليس للبنانيين وحدهم، مصلحة أكيدة في استقراره وأمنه وتطوره وازدهاره".

 

كبارة ردا على فرنجية: المحكمة قرارنا ولا تفاوض عليها

لا نتهم طائفة بذاتها ولا نرى أي خطر باندلاع حرب مذهبية أو أهلية

وطنية - 24/9/2010 رد النائب محمد كبارة على "التصريحات السياسية التي تهدد بالحرب الأهلية إذا استمرت المحكمة الدولية بعملها وصدر القرار الظني"، وقال في تصريح اليوم : "سلسلة المواقف المتلفزة التي أطلقها معالي الوزير سليمان فرنجية حيال الوضع الحالي في البلد، والتطورات التي يتوقعها، تستدعي منا تساؤلات، وطلب توضيحات، وإعلان مواقف، طبعا بعد شكره على جهده في المحافظة على صورة العيش المشترك بين زغرتا وطرابلس، وهو ما نقوم بمثله في محيطنا".

أضاف: "بالنسبة للمحكمة الدولية والقرار الظني المنتظر، يهمنا أن نؤكد رفضنا المطلق لأي نقاش يطال أيا منهما. ويهمنا أن نؤكد أن رفضنا المطلق هذا هو قرار مبدئي واستراتيجي ودائم في الوقت نفسه، بغض النظر عما قد يأمل فيه البعض، ولا سيما حزب الله، من التوصل إلى نقاش معنا على هذا الموضوع". وتابع: "تحدث معالي الوزير فرنجية عن حرب أهلية ومذهبية إذا صدر قرار ظني يتهم حزب الله. على هذه الفرضية، نقول التالي: بغض النظر عن أننا لا نتهم طرفا محددا، ولا نتوقع قرارا اتهاميا محددا في الوقت والمضمون، فإننا نعلن للملأ أننا لا نرى أي خطر باندلاع حرب مذهبية أو حرب أهلية. الحرب المذهبية تندلع إذا وجدت طائفة تتهم وطائفة متهمة. في ما يخصنا كلبنانيين مسلمين سنة، نحن لا نتهم أحدا باغتيال الرئيس الشهيد وبقية الشهداء، ونحن لا نتهم طائفة بذاتها، وتحديدا لا نتهم الطائفة الشيعية الكريمة. ويبدو لنا أن كوابيس الطائفة المتهمة لا تدور إلا في رأس حزب الله حصرا. فحركة أمل، وهي حركة لبنانية مسلمة شيعية كما يقول اسمها، لا تبدو متوترة حيال اتهام يطالها في مسألة الاغتيالات، ما يؤكد عدم وجود طائفة متهمة، وبالتالي ما يلغي فرضية الخوف من اندلاع حرب مذهبية". واردف: "أما بالنسبة للحرب الأهلية أو التخويف بها ومنها، فنسألك يا معالي الوزير فرنجية: من سيحارب من؟ اندلاع حرب يتطلب وجود طرفين جاهزين، مسلحين، ومستعدين للمشاركة فيها. حتى الآن يوجد طرف واحد لا غير هو حزب الله. أما نحن فلا سلاح لدينا، ولا قرار بالحرب، بل قرارنا هو رفض الانزلاق إلى الحرب. فعن أي حرب أهلية تتحدث معاليك؟ إذا كان حزب الله يعتبر المحكمة إسرائيلية وقرارها الظني إسرائيليا، وهو ما لا نشاركه الرأي فيه، وإذا صدر قرار ظني يتهم حزب الله بالجرائم، فسيعني ذلك أن غريم حزب الله في حدود هذه الفرضية هو إسرائيل. فلماذا الحديث عن حرب أهلية، إلا إذا تحولت إسرائيل إلى شريحة لبنانية، أو إذا كان حزب الله مصرا على اعتبار كل من يطالب بالمحكمة الدولية والقرار الظني هو إسرائيلي، أو عميل إسرائيلي في أقل تعديل. ومع ذلك، فلسنا في وارد أن نخوض حربا معه. الحرب الأهلية ليست فرضية، حتى ولو تحققت نبؤة معالي الوزير فرنجية بتجدد الاغتيالات إذا صدر قرار ظني يتهم حزب الله. ولكن هل يعني ذلك، إذا تحقق لا سمح الله، أن المحكمة إسرائيلية والاتهام إسرائيلي؟ أعتقد أن الاستنتاج المنطقي يصب في إجابة تناقض توقعات معالي الوزير فرنجية". وختم: "أخيرا لا يفوتنا أن نسأل معالي الوزير فرنجية، هل توقعاته تنطلق من تحليله وقناعته، أم من قناعات أطراف أخرى. هل تحدث عن قناعات سوريا مثلا؟ المحكمة الدولية قرارنا الدائم، ونرفض مجرد طرح فكرة التفاوض عليها".

 

الزغبي: للإبتعاد عن شحن النفوس والعمل للحفاظ على السلم الأهلي  

موقع 14 آذار/٢٤ ايلول ٢٠١٠

  شدد عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار الياس الزغبي على ضرورة ان "يبتعد الجميع عن شحن النفوس والعمل للحفاظ على السلم الأهلي"، واستبعد أي تسييس للمحكمة الدولية، مؤكداً أن جميع اللبنانيين يريدون الحقيقة في معرفة مَن اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وتساءل الزغبي، في حديث الى محطة "الجديد"، عن كلمة فترة السماح (التي حدد حزب الله)؟ ومَن هو مطلق هذه الكلمة؟ ولمَن توجه فترة السماح هذه كونها تنتهي آخر أيلول؟ وهل هي موجهة لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. وإذ أوضح أن "لا أحد يعرف مضمون القرار الاتهامي الذي سيصدر"، استغرب "تأكيد البعض ان القرار الإتهامي سيجلب الحرب إلى لبنان"، موضحاً ان "حزب الله هو مَن يوجه الاتهام إلى نفسه من خلال ما يطلق من كلام وتصاريح". الزغبي دعا الى "عدم استباق الأمور في موضوع القرار الإتهامي"، معرباً عن اعتقاده ان "إلغاء المحكمة وعدم معرفة الحقيقة سبسببان الخراب على لبنان، لذا على الجميع الابتعاد عن اجواء الحقن المذهبي الذي يؤدي إلى إحداث فتنة". وأبدى الزغبي استياءه من "تجاوزات البعض الذين يطالون بتصريحاتهم وبخطاباتهم الرئيس الحريري شخصياً وهذا ما لا يقبله أحد"، مستبعداً أن "يكون باستطاعة أحد أن يمون في إطار إلغاء المحكمة الدولية". ورأى أن "إيران باستطاعتها منع أي قرار بإشعال حرب أهلية في لبنان لأن سوريا لا تريدها". الزغبي انتقد "تمسك حزب الله بالنظرية "الشمشونية" وبنظرية قلب الطاولة في حال جاء القرار الظني مغايراً لما يريد ويتهمه"، معتبراً أنه "عليهم العمل لمرحلة ما بعد القرار الظني الذي سيُرفض بحال لم يكن هذا القرار يحمل كل الأدلة الدامغة وأول مَن سيرفضه دولة الرئيس سعد الحريري الذي أكد أكثر من مرة بأنه سيرفض أي قرار لا يحمل أدلة دامغة ويؤدي إلى فتنة". وذكّر بأن "الرئيس الحريري تحدث على مَن ضللوا التحقيق ولم يلفظ كلمة شهود الزور"، مؤكداً ان "هناك مَن يحاولون ضرب القرار الاتهامي قبل أن يصدر".

 

المركزية": باريس نفت ما تناقلته وسائل إعلام لبنانية من حديث لسفيرها في بيروت

نقلت "وكالة الانباء المركزية" عن نائب الناطق بإسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال نفيه لما ذكرته بعض وسائل الاعلام اللبنانية من كلامٍ للسفير الفرنسي دوني بييتون بأن "الاتصالات السعودية – الفرنسية أدّت إلى تأخير صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه من ايلول الجاري الى كانون الاول المقبل".

وأوضح نادال أن "ما نُشر لا يعكس في اي شكل حقيقة مواقف السفير بييتون الذي لم يدلِ بأي تصريح رسمي في هذا الشأن، ولم يوحِ حتى في تصريحاته بشيء من هذا القبيل"، مؤكداً أن "المحكمة الخاصة بلبنان تعمل باستقلالية تامة، ولا تتأثر بأي اتصالات لا فرنسية ولا غير فرنسية".

 

إقتراح

حازم الأمين

الجمعة 24 أيلول 2010

لم يكن ما قام به "حزب الله" في مطار بيروت خطأ او انزلاقاً غير مدرك في تحد او مواجهة، على نحو ما يمكن ان يُفسر به تصرفه في "برج ابو حيدر" قبل نحو شهر، ففي حينها انزلق الحزب الى رد فعل كشف خطيئة حضوره المسلح في العاصمة. أما في المطار ففعلة الحزب كانت قراراً واعياً ومدركاً وحملت عمقاً رمزياً تجاوز بدلالاته 7 أيار وغيرها من التواريخ الكثيرة التي كرستها وقائع السنوات الأخيرة في لبنان. في المطار أعلن "حزب الله" ما لم يعلنه في الحقبات التي سبقته، وانكشفت الدولة باجهزتها وحكومتها أمام "فعاليته". ولا يبدو انه من المبالغة القول بان النظام اللبناني سقط في يوم مطار بيروت.

قد لا يبدو مفيداً تكرار هذه اللازمة والبديهة، لكن الانطلاق منها لاستشراف ما ننتظره في القادم من أيامنا هو ما يمكن ان يكون مفيداً. فالدولة سقطت في مطار بيروت نهار السبت في 18 أيلول (سبتمبر)، ومن المكابرة عدم أخذ هذا المعطى في عين الاعتبار. وصار الكلام عن مواجهة هذا التحدي بمثابة حرب أهلية، فمن يرغب في المواجهة سيجد نفسه تلقائياً في قلب هذه الحرب. انها رسالة المطار، وهي كانت شديدة الوضوح، وقد أعقبها رسائل موازية لم تكن أقل وضوحاً.

اذاً "ما العمل؟" خصوصاً اذا كان ثمة من لا يرغب بحرب أهلية، واذا كان ثمة من يبحث عن ضالة أخرى في ظل انسداد احتمالات الهجرة.

ما رأيكم مثلاً بان تستقيل الحكومة الحالية، وان تُسهل الأكثرية النيابية تشكيل حكومة يُؤمن فيها لـ"حزب الله" وصول شخصية مقبولة لديه الى رئاسة الحكومة، من مثل الرئيس نجيب ميقاتي أو الوزير محمد الصفدي! فهل بإمكان حكومة من هذا النوع تلبية ما يطلبه "حزب الله" من رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري؟ هل بامكان ميقاتي أو الصفدي اعلان وقف تعاون حكومة يرأسها أحدهما مع المحكمة الدولية؟ الأرجح ان ذلك سيكون أصعب عليهما مما هو على سعد الحريري، اذ سيمثل ذلك بالنسبة اليهما نهاية مأساوية لمستقبلهما السياسي، وسيكون سقف طموحهما في حينها ان يُنافسا الشيخ بلال شعبان في عدد الأصوات التي سينالانها في الانتخابات في طرابلس.

ولنفترض انهما قبلا بهذه التضحية، وهو أمر شبه مستحيل على عاقل، ولكن هل يعني اعلان الحكومة اللبنانية وقف تعاونها مع المحكمة الدولية إلغاء لهذه المحكمة؟ فتمويل المحكمة بحسب قرار مجلس الأمن لا يقتصر على النسبة التي يدفعها لبنان، وهناك بند في القرار ينص على انه على رئيس المحكمة ايجاد مصادر للتمويل في حال تعذر التمويل اللبناني. وتبقى هنا مسألة سحب مشاركة قضاة لبنانيين في هيئة المحكمة قضية عالقة لكنها غير كافية لإلغاء قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي تتعدى تبعات إلغائه طلب حكومة لبنانية عابرة.

لكن ذلك كله لا يُلغي الحكمة من وراء استقالة الحكومة الحالية، اذ ان "حزب الله" نجح في مهمة إشعارنا بان المحكمة الدولية هي مأزق ينتظرنا كلنا، في حين سيكون استحقاق المحكمة فيما لو شكل "حزب الله" حكومته مأزق هذه الحكومة، وربما كان ذلك مخرجاً على ما فيه من مرارة.

 

ماذا يعد "حزب الله" للمرحلة المقبلة في مواجهته للقرار الظني؟ 

ابراهيم بيرم (النهار) ، الجمعة 24 أيلول 2010

قبل بضعة ايام كان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في ضيافة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا. وفي اثناء عرض للأوضاع العامة والمستجدات ولا سيما للسبل الآيلة الى تهدئة الاوضاع، وبعد صمت قصير، فوجئ رعد بقول مضيفه له: "لو تخففون حديثكم واصراركم على مسألة شهود الزور، فهي باتت لازمة في كل خطاباكم السياسي". فرد رعد بهدوئه المعروف مقترنا بابتسامته المعهودة: "نحن مستعدون يا فخامة الرئيس ان نلبي اي طلب تطلبه الا هذا الطلب".

فسأله الرئيس: ولماذا هذا الاصرار على الموضوع اياه؟

فأجابه رعد: ان رئيس الحكومة سعد الحريري يعرف سبب اصرارنا على هذا الموضوع وأهمية هذه المسألة بالنسبة إلينا.

عندها بادره الرئيس بالسؤال: وماذا تريدون؟

فأجاب رعد باقتضاب: نريد الرئيس الحريري نفسه!

هذه الرواية تختزل في طياتها امرين جوهريين:

الاول: اصرار الحزب على المضي قدما في اثارة موضوع شهود الزور والطرق على جداره بشكل يومي، مهما بلغت الاثمان وصولا الى فتح ملفاته على مصراعيها وكشف ما خفي من اسراره وفصوله، اعتقادا من الحزب ان ذلك من شأنه ان يساهم في هز اركان المحكمة الدولية وفي وأد القرار الظني الموعود والمخبوء في ادراجها قبل ان يبصر النور، ويجعل من هذا الموضوع موازيا للقرار الظني نفسه من حيث القيمة ومعادلا له في الدلالات. وأكثر من ذلك، يقيم الحزب على اعتقاد راسخ فحواه ان الملف اياه واماطة اللثام عنه وفتح مغاليقه من شأنه ولا ريب ان يقود الى وضع كل المنظومة السياسية – الامنية التي تضافرت معا وساهم كل منها في وضع مداميك التحقيقات الدولية والقرار الظني نفسه في الضوء ويعرضها للمساءلة واستطرادا لـ"الفضيحة".

الثاني: ان الحزب بات يربط كل حراكه وتحركه في المرحلة الحاضرة وقابل الايام، بهذه المسألة وما نجم عنها ويرتبط بها ويتفرع منها. ومن البديهي الاشارة الى ان الدوائر المعنية بهذه المسألة في الحزب قد عكفت في الساعات الماضية على تقويم كل الحراك السياسي الكثيف والعاصف الذي شهده المسرح السياسي خلال الايام القليلة الماضية، وبالتحديد بدءا من المؤتمر الصحافي (الاول) الذي عقده المدير العام السابق للامن العام اللواء الركن المتقاعد جميل السيد، مرورا ببيان الحزب "المحتضن" للسيد، بعد صدور مذكرة استجوابه، وصولا الى "عراضة" مطار بيروت الدولي وامتدادا الى التداعيات المتأتية عن ذلك كله بما فيها ردود فعل الطرف الآخر.

ولا ريب ا ن الدوائر عينها في الحزب خرجت باستنتاج فحواه ان كل التفاصيل التي توالت من ألفها الى يائها جرت بتقادير معد لها سلفا. وبذا تقر الدوائر اياها بأن خطتها للمرحلة الحالية من الحراك لمواجهة القرار الظني بدأت مباشرة بعد حديث الرئيس الحريري الذي بات شهيرا لصحيفة "الشرف الاوسط".

فبحسب المعلومات التي وردت الى الحزب من دمشق بأنه يتعين ان يكون لهذا الحديث تتمة، او جزء ثان هو عبارة عن مقابلة اخرى في صحيفة "الوطن السورية" ينبغي ان تتضمن تبرئة لـ"حزب الله" من القرار الظني الموعود او على الاقل الاعلان عن اجراءات عملية في شأن قضية شهود الزور. وتبلغ الحزب في الوقت عينه ان اسئلة الجريدة ارسلت الى الجهات المعنية للحريري في بيروت على "امل" ان يبعث الاجابات مكتوبة او ان يرسل بطلب صحافي من الصحيفة عينها ليجيب هو بنفسه عن الاسئلة. لكن الحريري اختفى فجأة وذهب في غيبته الصغرى في عطلة عيد الفطر الى السعودية.

عندها، والكلام للمصادر عينها، قر الرأي لدى الحزب ان الرجل (اي الحريري) انما يعمد الى "تمييع الوقت"، وتمييع قضية شهود الزور حتى يقترب موعد صدور القرار الظني، وساعتئذ ثمة وقائع اخرى وشأن آخر.

وعليه عادت الدوائر عينها الى قراءة معمقة لمضامين وابعاد مقابلة الحريري لصحيفة "الشرق الاوسط" فخطر لبعض اعضاء هذه الدوائر ان يطلق عليها اسم مقابلة "در شبيغل" الثانية، ولكن بطبيعة عربية خصوصا بعدما تيقن هؤلاء من ان المقابلة ترفع سيف الاتهام عن سوريا، ولكن تتركه ملقى صراحة على "حزب الله". لا بل ان احد قيادي الحزب توصل الى قراءة للمقابلة فحواها ان كل الذين آثروا التحدث عن جوانب ايجابية في المقابلة هم:

- اما مراهقون بالسياسة لا يفقهون ابعادها.

- او مجاملون ومراؤون.

- او غير قادرين على الاحاطة بتفاصيل القضية من ألفها الى يائها.

وعليه فان الدوائر عينها لا تخفي ان ثمة في قيادة الحزب من بادر الى اجراء مراجعة للامر مع القيادة السورية، وان ثمة رؤية مشتركة خرج بها الفريقان فحواها انه لم يعد من الجائز ترك الحبل على غاربه والتفرج على الفريق الآخر وهو يمارس لعبة تقطيع الوقت، و"تخدير" اعصاب المعنيين ومحاولة بيع البعض "الاوهام".

لذا، تضيف المصادر عينها ان توقيت المؤتمر الصحافي للواء السيد لم يكن توقيتا بلا معنى وبلا دلالات ورسائل الى الداخل والخارج. فقد كان المؤتمر سواء في زمنه او في الكلام الذي قيل فيه واللهجة التي استخدمت خلاله، وما اعقبه من تداعيات سواء في بيان الحزب او في "عراضة" المطار، رسالة بيّنة الى من يعنيهم الامر يراد من خلالها القول ان ثمة خط اعتراض قوي على لعبة تمييع الوقت والتلاعب بالاوراق ولا سيما مسألة التوهم بشراء "رضا دمشق" ولاعتباره القيمة العليا التي "تجب" ما عداها، وانه على هذا الاساس تبدو يد الحزب مغلولة عن اي فعل.

وزاد في هواجس "حزب الله" وحلفائه "الفسحة" الزمنية التي طلبت سابقا من قيادة الحزب للتهدئة، وترقب نتائج المساعي لحل قضية القرار الظني، وهي التي باتت تعرف بـ"هدنة رمضان"، قد اوشكت على النفاد من دون ان يرد للحزب وللقيادة السورية ما يبعث القلب في نفوسهما ويبدد الشكوك.

وبناء على كل هذه الوقائع والمعطيات السوداوية، شرع الحزب في الانطلاق برحلة المرحلة التالية من عملية مواجهة القرار الظني، والتي صار جليا ان في عداد خطواتها ومحطاتها كل ما يسجل من تطورات متسارعة اعقبت المؤتمر الصحافي المدوي للواء السيد (عشية حادث المطار).

ولا ريب ايضا ان ورشة التقويم الجارية لدى الحزب تشمل ايضا نتائج ما حصل بعد هذا الحدث المفصلي وبالتحديد خريطة الطريق التي سلكها الفريق الآخر لمواجهة "الهجمة المنسقة" عليه والتي تعمد فيها الحزب وفريقه رفع منسوب حراكه. وبالطبع رصد الحزب اكثر ما يكون رد فعل رموز فريق "المستقبل" والتي بدت فيها جلية معالم العودة الى الخطاب التعبوي نفسه الذي استخدمه الفريق اياه إبان الاعتصام الشهير للمعارضة في الوسط التجاري.

ولم يفت دوائر الرصد عينها في الحزب مسألة ان كل "حفلة التعبئة اياها كانت بايحاء مباشر من الرئيس الحريري الذي كان موجودا في تلك الايام في الخارج، لذا فان دوائر القرار في الحزب سخرت من المعلومات التي راجت بعد عودة الحريري ومفادها ان الاخير لام بعض اعضاء كتلته النيابية الذين "شطحوا" كثيرا في استخدام لغة التحريض الطائفي والمذهبي.

وفي كل الاحوال، فان الحزب تعمد رصد حركة التحريض اياها وحجم رد الفعل "الشعبي" عليها من جانب الذين وجهت اليهم "الرسالة"، فخرج بنتيجة فحواها ان الفريق الآخر "يطمح فعلا الى التحضير لفتنة مذهبية او اجواء فتنة مماثلة"، لكن اللافت في هذا الامر ان واقع البلد وواقع العيش المشترك فيه لا يسمح لهم فعلا بالنفاذ عمليا الى هذه الغاية وتحقيق هذا المقصد، وعليه فان الحزب وحلفاءه باتوا يتعاملون على اساس ان هذا الامر بات "وراء الظهور".

من هنا يجد الحزب ان الحريري عاد الى "الميدان" قبل الموعد الذي كان حدده سابقا لعودته بنحو 36 ساعة لاعتبارات عدة، ابرزها انه شعر بضرورة ان يبكر بالعودة لكي يشد من عصب فريقه ويحول دون وقوعه في الارباك والضياع اكثر، وبالتالي يساهم في وضع حد لتطور الامور، ولكنه عاد وفي نيته الاستمرار في منطق المواجهة، وليس الانخراط عمليا في رحلة فصول التفاهم والتسوية المطلوبة منه.

من جهته فان الحزب بدأ يتصرف على اساس ان ثمة محطة من محطات المواجهة للقرار الظني التي قررها قد انتهت الآن وأتت الثمار المطلوبة منها وهي:

- ارسال رسالة الى من يعنيهم الامر بأن الحزب ليس في وارد السكوت والانصياع لمحاولات تخديره واغوائه بالوعود الفارغة.

- سقطت كل المقولات التي بنى البعض عليها حساباته في السابق وهي ان الحزب بات قاصرا عن اي فعل وعاجزا عن اجتراح اي تحرك، ولعب اي ورقة.

- ان الحزب يعد العدة فعليا للمرحلة التالية من مراحل المواجهة.

- اما الثمار الاكبر التي بدأت تلوح فهي اولا مبادرة الرياض الى بعث الحياة في حركتها مجددا من خلال قنوات عدة.

وبالطبع، تبلغت قيادة الحزب فحوى ما قاله الرئيس السوري بشار الاسد لرئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجيه في لقائهما قبل ايام عدة، وفيه ان اللواء السيد يملك كل الحق في ما يقوله ويتحرك بصدده وانه دخل السجن اربع سنوات "نيابة عن سوريا"، وان دمشق لا يمكنها القبول بأن يقال فيها شيء ويفعل عكسه في بيروت.

وذكر بما قاله سابقا من ان سوريا تعتبر اي اتهام او اي قرار ظني ضد المقاومة هو ضدها مباشرة ولا تقبل به ولا تستطيع الا ان تحذر من تداعياته وتخشى من "انهار دماء" ستسيل بعده. وتاليا فان دمشق عازمة على تذكير من يعنيهم الامر بوعودهم امامها ما داموا يرددون يوميا ان انفتاحهم عليها ثابت لا حيدة ولا رجعة عنه.

وعليه، فان "حزب الله" دخل الآن مرحلة الاعداد للمرحلة التالية من فصول مواجهته التي لن تنتهي للقرار الظني، وهو لا يزال في مهده.

 

إذا سقطت نظرية توافق س ــ س فنحن أمام صراع س ــ ش

كمال ذبيان/الديار

مع كل تصعيد سياسي واشتباك اعلامي وتوتير امني يبدأ السؤال عن تفاهم «سين - سين» (س-س) بين السعودية وسوريا لأن البديل عنه هو «سين - شين» اي دخول لبنان في صراع مذهبي بين السنة والشيعة، يتم تأهيله وهو لم يكن معروفا في لبنان انه حصل لا في تاريخه الحديث او القديم ولم يتم افتعاله واذكاؤه الا بعد الاحتلال الاميركي للعراق الذي اشتعلت فيه الفتنة المذهبية من ضمن مشروع «الشرق الاوسط الكبير» الهادف الى تفتيت المنطقة ومنها لبنان الذي لم يغيب مشروع تقسيمه من باب الفتنة المذهبية السنية - الشيعية.

فالمظلة السورية - السعودية وفّرت الامن للبنان مرحليا وامّنت الاستقرار، لكنها ابقت على الجمر تحت الرماد لان تأجيج الصراع السني - الشيعي لا يقتصر على لبنان بل هو يمتد في كل العالم الاسلامي من باكستان الى العراق والكويت والبحرين والسعودية ودول اخرى وهو يدخل من ضمن مشروع «صدام الحضارات» الذي يخدم الفكر الصهيوني وما حاول ان يقوم به القس الاميركي تيري جونز من احراق للقرآن الكريم يدخل في هذا الاستهداف.

فلبنان الذي عرف الطائفية في حروبه، فإنه يدخل الآن مرحلة الحرب المذهبية التي يتخوف منها الجميع وقد تم تحفير الارض لها وكل عدة الشغل وهو ما يظهر في كل مكان والكلام المذهبي على كل لسان، واستعادة تاريخ الصراع بين صحابة النبي محمد وحلفائه، وداخل اهل البيت وبدأت شعارات ترفع وكتابات على الجدران تشير الى ذلك، مثل «دم السني يغلي غليّ» الى «دمك يا حسين لن يذهب هدرا»، ثم ما صدر من بيان على احد المواقع الالكترونية باسم «كتائب معاوية بن ابي سفيان».

فهذه الاجواء المذهبية تخيم على لبنان وتنتشر معها جمعيات تحمل اسماء دينية واخرى اجتماعية وخيرية وتحتها تجري عملية تعبئة مذهبية خطيرة وهو ما بدأ يهدد الوضع الامني في لبنان الذي يخطو خطوات باتجاه «العرقنة» اذ تحت عنوان الدفاع عن المذاهب تنمو الاصوليات الدينية والقوى المتطرفة، وقد نقلت جهات امنية رسمية تقارير الى كبار المسؤولين تحذرهم من نمو التطرف المذهبي.

وفي ظل الواقع المذهبي المتنامي والذي لا يخفى على احد، اذ ان التعرض لرئىس الحكومة يتحول الى مس بزعيم السنة وفق ما وصف النائب عمّار حوري او ما قاله النائب محمد كبارة ان الطائفة السنية تتحرك.

وعند سؤال احد قياديي «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش عن هذا الخطاب المذهبي يقول ان «حزب الله» هو الذي بدأ عندما حمى اللواء جميل السيد ويدافع عنه لأنه شيعي وهو ما يرفضه «حزب الله» ويؤكد ان الحزب تحدث عن قضاء مسيس في قضية اللواء السيد الذي طالب بكشف شهود الزور وهو موضوع غير مذهبي بل سياسي - قضائي.

ولكن هل يمكن السيطرة على هذا الوضع المذهبي الذي قد ينفجر في اية لحظة؟

النائب وليد جنبلاط ما زال يراهن على التفاهم السوري - السعودي ويؤكد في مجالسه انه الدرع الواقي للبنان في هذه المرحلة ويجب بقاءه.

كما ان الرئىس نبيه بري، يكشف امام زواره ان لبنان ما زال تحت سقف المصالحة السورية - السعودية ولكن علينا كلبنانيين تحصين مصالحتنا نحن فيما بيننا ووقف السجالات السياسية والاعلامية حيث ينقل عن صاحب نظرية «س-س» انه لن يسقط رهانه عليها والامور مرهونة بالتطورات.

 

لبنان ليس على الحياد هو لاعب أساسي في تحالف دمشق بغداد طهران انقرة... صفير قرأ التبدلات جيداً

الصفقة الأميركية السورية الإيرانية أنجزت الحلّ العراقي ومفاعيلها اللبنانية معادلة 1991:

الأمن لدمشق الاقتصاد لسعد الحريري مع تحسين السلوك والمقاومة

رضوان الذيب/الديار

«التسوية العراقية» انجزت واللمسات الاخيرة يتم وضعها مع بعض «الرتوش» والولايات المتحدة اقتنعت اخيرا بان المدخل الى تشكيل الحكومة العراقية لن يمر بدون توافق مع سوريا وايران وتركيا حيث ادت الاتصالات الايرانية الاميركية البعيدة عن الاضواء في جنيف الى مخرج للملف العراقي والتوافق على تشكيل الحكومة العراقية، حيث لم تكن سوريا بعيدة عن اجواء الاتصالات، وسرعان ما وصل الرئيس احمدي نجاد الى دمشق وتم التوافق على تفاصيل الملف العراقي وتكليف دمشق بوضع اسس التطبيق. وكان قد حضروفد المالكي الى دمشق رافعاً القبعة في ظل حرص سوري على استقرار العراق وعروبته وهذا هو الاساس عند دمشق، الحريصة على عودة العراق جسماً سليماً معافى من تداعيات الاحتلال الى حضنه العربي الممانع وهذا انتصار للعروبة ولدمشق وللحلف الجديد الذي يشق طريقه عبر المعادلة الدولية الكبرى المتمثلة بالحلف التركي العراقي السوري الايراني، ولبنان في قلب هذا المحور مع حماس وفلسطين وليس على الحياد مهما كانت الموانع وعلى بعض اللبنانيين الاتعاظ والعمل تحت سقف هذه المعادلة الاقليمية الكبرى. وما يترتب عليها داخليا من موازين قوى جديدة ستطيح بكل التركيبة التي قامت ما بين 2005 و2009.

وتقول المعلومات ان رئاسة الحكومة العراقية حسمت للمالكي مع اصرار سوري على حفظ التوازنات بين الاطراف العراقية على ان تضم الحكومة الجديدة كل الاطياف العراقية وان يكون للاطراف التي لعبت دوراً اساسياً في محاربة الجيش الاميركي وضرب مشروعه حصة مميزة في التشكيلة العراقية، كما ستحفظ الحكومة الجديدة موضع الرئيس السابق اياد علاوي كما اعطيت مهلة للمالكي وعادل عبد المهدي لانجاز التفاهم بينهما خلال خمسة ايام.

فالولايات المتحدة الاميركية عملت بثقلها على الوصول الى التسوية مع الطرفين الايراني والسوري وان الولايات المتحدة الاميركية هي من ساهم بابعاد المملكة العربية السعودية عن هذا التفاهم وهنا القطبة المخفية حيث قوبل ذلك بحرص دمشق على تمثيل كل الاطراف، علما ان تخلي واشنطن عن حلفائها وتركهم لمصيرهم «المجهول» امر ليس بجديد على واشنطن في العديد من دول العالم.

وتقول المعلومات ان ما اشيع في بيروت عن تباين سعودي سوري حول الملف العراقي سينعكس على لبنان غير دقيق مطلقا والتوافق على حماية لبنان ما زال سارياً وقائماً كما ان الجميع يعرف مدى الدور السوري في تهدئة الحرب بين الحوثيين والجيش السعودي ومنع استفزاز المملكة من اي طرف.

وتقول المعلومات ان المعادلة العراقية ستنعكس حتما على لبنان عبر مزيد من التنازلات لقوى14 آذار والموافقة السورية على الحل في العراق لن تكون «ببلاش»مطلقا وربما ادى ذلك الى اطلاق يد دمشق في كل الملفات في لبنان ويبدو ان البطريرك صفير اول من فهم الاشارة جيدا واستقبل النائب سليمان فرنجية ووصفه بالزعيم «العاقل والمدرك» بعكس الاخرين الذين يعملون بالفعل وردة الفعل، حيث يطرق النائب سليمان فرنجية باب الرئاسة الاولى والدخول الى بعبدا بكل هدوء، وبالتالي كان كلام فرنجية عن توافق سياسي مع البطريرك كلام كبير له مدلولاته وستقابله دمشق بايجابية وبانفتاح كبيرين.

وتضيف المعلومات ان التطورات العراقية وانجاز التسوية ستؤدي الى معادلة جديدة في المنطقة تؤكد وجود صفقة سورية ايرانية اميركية في العراق ستكون لها امتدادات الى لبنان تعيد معادلة 1991 الامن لسوريا الاقتصاد لسعد الحريري مع تحسين السلوك والتخفيف من حمولة الطائرة المتخمة بكم هائل من المستشارين اصحاب الولاءات المتعددة والكره لدمشق، ولحزب الله وهؤلاء «تقالات» والمقاومة لحزب الله وهذه المعادلة حقق في ظلها الشهيد رفيق الحريري انجازات كبرى للبنان.

هذه المعادلة الجديدة على البعض ان يفهمها جيداً وقد تلقى الدكتور جعجع مزيدا من النصائح من اكبر المراجع عن مسار المرحلة القادمة وعدم الوقوع مجددا بخطأ الرهانات الاقليمية واعتماد خطاب هادئ بدل استخدام الهجومات ورفع السقف كما سرب عنه بأن خطابه في احتفال شهداء القوات سيكون «مدويا»...

«فباب التوبة» مفتوح امام الجميع وسوريا لا تغلق الابواب بوجه احد الا ان عدم التنازل الان وفي بعض الملفات وتحديدا في المحكمة الدولية وسلاح المقاومة سيتم التراجع عنه بعد فترة «بالاكراه» وبقوة التوازنات الجديدة التي ستحققها المعارضة «اليوم بلاش وبكرا بفلوس» فما كتب قد كتب اقليميا وعلى البعض الاتعاظ. خصوصا ان المعادلة الجديدة ستكون لصالح المقاومة لان سوريا ومهما كان حرصها على الرئىس الحريري والعلاقة مع السعودية وغيرها من الدول العربية لكنها لن تسمح بمس شعرة من رأس المقاومة وهي مع المعارضة بملف شهود الزور حتى النهاية ومحاكمتهم وضرورة صدور استنابات قضائىة بحقهم وتعميمها عبر الانتربول، فسوريا ابلغت الحريري وغيره ان المقاومة هي الاساس وحمايتها والدفاع عنها من هبة هواء ساخنة. هو قرار سوري استراتيجي وبالتالي فإن الحل عند الرئيس سعد الحريري في موضوع المحكمة والقرار الظني رغم ان مصادر المعارضة توجست من المعلومات التي عممت على قيادات فيها بأن الرئىس الحريري سيضمن كلمته الى اللبنانيين موقفا متقدما في ملف شهود الزور يرضي الجميع بما فيهم حزب الله والسؤال من عمل على الغاء الكلمة؟ وتختم المعلومات بالقول على الجميع الادراك ان المقاومة في لبنان هي وليدة استراتيجية الرئىس حافظ الاسد عبر معادلة الصواريخ وضرب العدو يوخزات الابر المتتالية لانهاكه وهذا ما حصل في الجنوب وبالتالي فإن العلاقة بين المقاومة ودمشق ثابتة وراسخة الى ابد الابدين وهي تطورت في عهد الرئيس بشار الاسد بشكل كبير مما ترك ارتياحا شاملا وكاملا عند الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي ينام مرتاحا جدا في ظل قاعدة ثابتة ودولة قوية تحمي ظهر المقاومة والعروبة وتمنع عنها اي سوء.

 

 إستعراض قوة كبير للقوات اللبنانية في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية»

الحكيم سيبعث برسائل سياسية في اتجاه «حزب الله» ومن وراءه : لا قبول بأيّ سلاح خارج الشرعية مهما اشتدت الضغوطات

فادي عيد/الديار

تترقب الاوساط السياسية باهتمام بالغ الخطاب الذي سيلقيه رئىس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية التي تحييها القوات في باحة مجمع فؤاد شهاب في جونيه عند الخامسة من عصر غد السبت.

ومرد الاهتمام الكبير بمضمون الخطاب المرتقب لجعجع يعود الى التوقيت البالغ الحساسية الذي يتقاطع وموعد المناسبة القواتية. فالازمة الداخلية مستشرسة تحت اكثر من عنوان من المحكمة الدولية وسلاح «حزب الله» الى دور المؤسسات الامنية والسياسية ووضع حكومة الوحدة الوطنية مرورا بما حصل في مطار بيروت حيث امّن «حزب الله» مظلة سياسية للواء جميل السيد وصولا الى رفض المذكرات القضائىة اللبنانية كما رفض التجاوب مع المحكمة الدولية.

وفي هذا التوقيت يطل جعجع من المنبر الاحب الى قلبه بحسب عارفيه، ليكمل صورة المشهد السياسي الداخلي بصورة اقل ما يقال فيها انها ستتضمن استعراض قوة كبير جدا لـ «القوات اللبنانية» سواء من الناحية الشعبية او التنظيمية او حتى السياسية لناحية حجم مشاركة الاطراف السياسية في هذه المناسبة.

وبحسب اوساط قواتية مطلعة فإن كلمة الحكيم في 25 ايلول ستعيد رسم المشهد السياسي الداخلي على وقع التأكيد على استمرار تحالف 14 آذار كقوة عظمى اساسية في البلاد. وسيضمن جعجع كلمته بعدا تاريخيا يعيد رسم مسار الامور في لبنان منذ عقود قبل ان يصل الى الواقع السياسي الراهن حيث يرسل رسائل سياسية في اكثر من اتجاه وبنبرة مرتفعة وسقف لا ينزل عن حدود الثوابت القواتية التاريخية.

ولعل ابرز الرسائل ستكون باتجاه «حزب الله» ومن وراءه للتأكيد على انه من غير الوارد القبول بأي سلاح خارج اطار الشرعية، وتحت اي ضغط كان وبأن لا خلاص للبنان خارج المؤسسات العسكرية والامنية الشرعية التي لن تقبل القوات بديلا عنها مهما اشتدت الضغوطات.

جعجع سيعيد التأكيد على ثوابت قوى 14 آذار في التمسك بالمحكمة الدولية وبكل ما يصدر عنها من دون القبول بأي مساومة في هذا الموضوع ايا يكن الثمن، فالحقيقة والعدالة ثابتتان تبقيان خارج إطار اي مفاوضات او بازار.

وسيؤكد رئيس القوات على متانة التحالف بين اطياف 14 آذار، وعلى استمرار هذا التحالف حتى تحقيق كل الاهداف المرسومة التي حددها اللبنانيون في ثورة الارز.

كما تشدد المصادر القواتية على ان خطاب جعجع سيتضمن عددا من المفاجآت من العيار الثقيل، والتي تبقيها طي الكتمان في انتظار اعتلاء جعجع المنبر امام اللبنانيين في الداخل والخارج وامام ذوي الشهداء.

وتتحدث المصادر عن حشد جماهيري كبير جداً تمت تعبئته من اجل تظهير صورة ضخمة تعكس حجم الحضور القواتي في الشارع المسيحي، وتقدر المصادرحجم الحشد الشعبي بعشرات الآلاف، وتعيد ذلك الى حجم الآليات التي تم حجزها للمناسبة من مختلف المناطق اللبنانية.ولذلك فان التدابير التنظيمية المتخذة من قبل اللجنة المنظمة وفريق عملها الذي ناهز الـ5 الاف شخص مركزيا وفي المناطق، ستعكس مرة جديدة القدرات التنظيمية الهائلة لدى القوات اللبنانية التي تشهد ورشة داخلية متنامية مع اقتراب موعد فتح باب الانتسابات الحزبية في تشرين الثاني المقبل. وتشير المصادر الى مشاركة حزبية كبيرة ومتميزة من مختلف اطياف قوى 14 آذار وفي طليعتها تيار «المستقبل» بما يدحض كل المحاولات التافهة التي عمد الى تسويقها اعلام 8 آذار حول توجه الرئيس سعد الحريري الى الحد من مستوى التمثيل في هذه المناسبة.

كما تتحدث المصادر عن مشاركة كنسية لافتة على مستوى المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات في القداس الذي يرعاه الكاردينال الماروني مار نصرالله بطرس صفير.

قبل ساعات على ذكرى 25 ايلول، يبدو ان معراب باتت تشكل هاجسا اضافيا لدى فريق 8 آذار، كما دائما، وخصوصاً في ظل اثبات القواتي على المبادئ الاساسية من جهته، وعلى تنامي القدرات القواتية الشعبية والسياسية والتنظيمية من جهة ثانية، بما يمنح قوة متجددة الى قوى 14 آذار مجتمعة في ظل اصرار قيادة القوات على تظهير مناسبتها على انها مناسبة 14 آذارية جامعة من خلال شعار القداس «لا عدالة لاحياء يظلم شهداؤهم» ومن خلال الملصق الاعلاني الذي جمع صور شهداء القوات مع مختلف شهداء المقاومة اللبنانية وثورة الارز.

ولعل المناسبة القواتية تشكل الرد الابرز على كل الاستفزازات والممارسات التي يقوم بها حزب الله واطراف 8 آذار للتأكيد على ان عناصر القوة لدى قوى 14 آذار لا تزال كثيرة، كما ان قدرة قوى ثورة الارز شعبياً لا تزال الاضخم والاكثر قدرة على الحشد للتأكيد ان اكثرية اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً لا تزال مع خيار 14 آذار، خيار الدولة ومؤسساتها من دون اي شريك. وليس بعيداً عن استعراض القوة القواتي برز الدور الذي يلعبه الموقع الالكتروني للقوات اللبنانية الذي سيقوم ببث مباشر بالصوت والصورة من مكان القداس اعتبارا من الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، وسيستضيف عددا من السياسيين والزملاء الاعلاميين ومسؤولي «القوات» وسيعرض ايضاً عدداً من التقارير الاخبارية المعدة للمناسبة، وذلك في خطوة هي الاولى من نوعها التي يتمكن موقع الكتروني لبناني ان يقوم بها.

 

أوساط ديبلوماسية: قلق غربي من خروقات الـ1701 وارتفاع وتيرة التهويل الاسرائيلي ضدّ لبنان

هيام عيد/الديار

يرتدي القلق الفرنسي من التطورات السياسية في لبنان وخصوصاً الأمنية في جنوبه، طابعاً تحذيرياً من موجة التوتر التي قد تغطي الساحة الداخلية في ضوء احتدام الاحتقان السياسي وارتفاع وتيرة التهديد الاسرائيلي للجنوب. وبرأي أوساط ديبلوماسية غربية في بيروت فان تراجع التجاذب السياسي المحلي لا يعني تسوية أزمة المحكمة الدولية الخاصة بتفرّعاتها المتنوعة وأبرزها عنوان شهود الزور الذي يرفعه «حزب الله» عنواناً لحملته عليها. ورأت ان محاولة تطويق ذيول المواجهة الأخيرة بين الحزب وتيار «المستقبل» لم تنجح في الوصول الى عمق المشكلة التي ما زالت حاضرة بقوة ومرشحة للعودة الى الواجهة في أي فرصة وربما تؤدي الى انفجار غير مضمون او معروف النتائج في لبنان او في اي بلد آخر في المنطقة.

وأكدت الأوساط أن ضبط الحملات السياسية والاعلامية لم ينسحب على كل الأفرقاء المنخرطين في المعركة الكلامية حول شهود الزور وقضية اللواء جميل السيد، كما ان المساعي التي اشتركت فيها عواصم غربية وفي مقدمها باريس الى جانب دمشق والرياض لتهدئة النفوس بعد يوم السبت الماضي قد فرضت مساحة للتهدئة بين الأفرقاء ولكن من دون أسس ثابتة لأن التصعيد الذي شهدته الساحة اللبنانية في الأيام الماضية تجاوز سقف التفاهم السوري - السعودي الذي اتفق عليه في القمة العربية الثلاثية في قصر بعبدا، الى بوادر نزاع مذهبي خطير ينذر بإشعال فتنة لن تقتصر فقط على الشارع المحلي بل قد تتخطاه الى شوارع عربية أخرى في المنطقة في ما يشبه مشهد جنون سبق وتحدث عنه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في أحد تصاريحه الأسبوع الماضي.

وأوضحت أن أخطار هذا المشهد لن تقتصر على فريق دون غيره في النزاع الداخلي حول المحكمة الدولية، وهي الدافع الأساسي وراء استدراك القيادات الأساسية في «حزب الله» كما في تيار «المستقبل» الإشارات الفئوية وبالتالي إعادة الصراع الى المؤسسات الدستورية والنقاش المحتدم ولكن على طاولة مجلس الوزراء والإحتكام مجدداً الى القضاء في ملف شهود الزور وترقّب نتائج أعمال الفريق المكلف بإعداد مقاربة له في موعد وشيك. وبموازاة التردّي الداخلي سجلت الأوساط الديبلوماسية تزايداً في وتيرة التهويل والتهديد لدى مسؤولين اسرائيليين عسكريين وسياسيين من الوضع الأمني على الحدود على لبنان، مشيرة الى تزامن التوتر السياسي الداخلي مع توقعات لدى أكثر من دولة تشارك في قوات اليونيفيل من تحوّل الخروقات التي تكاد تكون يومية للقرار 1701 الى واقع أمني متدهور يطيح بمعادلة الاستقرار الحالية ويعيد المشهد الجنوبي الى مراحل سابقة من التصعيد العسكري الاسرائيلي. وتطرقت في هذا السياق الى انعكاس عملية التفاوض على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي على الساحة الجنوبية وسهولة ترجمة اي تطور سلبي فيها على هذه الساحة وهو ما سبق وسجل في محطات تفاوض سابقة حيث كان الفشل في التسوية ينعكس تصعيداً على الحدود واعتداء اسرائيلياً على جنوب لبنان.

 

 دخان أسود كثيف سبق الانتخابات الأكثر جدلاً بين «المحافظين» و»الشباب» في الرهبانية اللبنانية المارونية

مصادر كنسية : 308 رهبان من أكبر الرهبانيات في لبنان صوّتوا ... والطاعة هي التي انتصرت

المطلوب من الأب العام الجديد أيّاً كان العمل على تطبيق رسالة البابا

انطون الفتى/الديار

في دير القديس انطونيوس البدواني في خشباو، ومن أعلى هضبة من هضاب جبال لبنان التي نادى منها الله في الكتاب المقدس العذراء مريم القديسة بنبوءة على لسان سليمان الحكيم: «هلمي يا جميلتي من جبال لبنان» (سفر نشيد الاناشيد)، اجرت الرهبانية اللبنانية المارونية انتخاباتها يوم السبت الماضي. الرهبانية التي تأسست في الجيل السادس عشر تقريبا تكاد تكون الاكبر بين اخواتها المارونيات (الانطونية، المريمية...) في لبنان، اذ ينضوي تحت لوائها عدد لا بأس به من المدارس والجامعات والرسالات والاديار الرعائىة والاديار الزراعية... شمالا وجنوبا وفي المناطق كافة وصولا الى بلدان الإنتشار. وتأخذ اوامرها مباشرة من الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر، ويشكل المجمع الشرقي في روما وقداسة البابا مرجعا لها في النواحي القانونية والإدارية. فيما تتبع من ناحية خدمة الرعايا سلطة الاساقفة الموارنة في لبنان. اما في الشؤون الطقسية، فتتبع لسلطة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

} حملة منظّمة للنيل من الرهبانية }

الإنتخابات جرت، حيث قام حوالى 308 رهبان بالتصويت لأب عام جديد ومجمع مدبرين. لكن، سبقتها وتلتها سلّة من الاسئلة والتساؤلات جعلت كثيرا من المتابعين لشؤون الرهبانية بنوع خاص والطائفة المارونية في شكل عام يقلقون او حتى يخافون مستقبلا بدا ضبابياً جداً.

دخان اسود كثيف لفّ المرحلة التحضيرية للإنتخابات التي شهدت إرسال الحبر الاعظم رئىس اساقفة حيفا والاراضي المقدسة المطران بولس الصياح الى لبنان كزائر رسولي على الرهبانية. وبدورها، حملت الزيارة كثيرا من التأويلات.

جرت الإنتخابات، وفتحت الباب أمام نقاشات مستفيضة حول كمّ المعلومات والتسريبات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام.

مصادر كنسية، عبّرت عن استيائها من الطريقة التي تم فيها تناول المواضيع، فقالت: صحافيون كانوا يحصلون على معلومات وتسريبات غير دقيقة حينا وخاطئة احيانا من بعض الرهبان. وكانوا يقومون بنشرها دون إجراء ولو حتى محاولة للتأكد من صحتها، طمعا في إنجاز سبق صحافي «على ظهر» الرهبانية لا يتّسم بالمصداقية المهنية.

وقد وضعت ما كتب في إطار حملة منظمة للنيل من الرهبانية اللبنانية المارونية والكنيسة «التي كانت اول من مارس الديموقراطية في هذا الشرق منذ اكثر من 300 عام» إما لأسباب سياسية او لأسباب اخرى لا يعرفها الا اصحابها.

} الاعتراض يبقى اعتراضا ً}

وفي الوقت نفسه، لم تخف تلك المصادر ان شوائب كثيرة موجودة، لكن «ما نشر وكتب في هذا الشأن حوى كثيرا من التضخيم في الشكل والمضمون.

وفي مراجعة اولية للإنتخابات والمرحلة التي سبقتها، شرحت تلك المصادر ان الرهبانية اجرت في تموز الماضي رياضتها الروحية السنوية في شكل عادي، وكما في كل سنة دون ان يكون للإنتخابات علاقة مباشرة بها، ودون ان تكون الإنتخابات مسبّبة لها. وجلّ ما حصل كان خلوة رهبانية ولقاء اخوي لإعادة قراءة المسار الرهباني وللإطلاع على ما يحصل في الرعايا التابعة للرهبانية داخل لبنان او في العالم العربي وافريقيا واوروبا والقارة الاميركية.

وتابعت: «من قرأ وتابع ما تداولته ونشرته وسائل الإعلام يظن انه لم يَعُدْ لدى الرهبان من عمل سوى المشاجرة على الإنتخابات، وهذا امر قبل ان ننفيه نقول انه غير معقول وغير منطقي اصلا...!

وتتابع المصادر الكنسية: اما المرحلة التحضيرية المرتبطة مباشرة بالإنتخابات، فقد بدأت في 15 ايلول اي قبل اربعة ايام فقط من حصول الانتخابات. واستمرت من 15 ايلول حتى 17 منه، وتضمنت مراجعة عمل الاديار ومسؤولياتها من النواحي المالية والقانونية، او في معنى اخر محاسبة وكشف مسؤوليات الاديار وتقييم العمل في خدمة الكنيسة.

وعن مهمة المطران بولس الصيّاح، قالت المصادر ان قداسة البابا ارسله الى لبنان ليرى وضع الرهبانية وما تحتاجه.

وكان الحبر الاعظم قرّر ان يقوم الرهبان بفحص ضمير ورياضات. وبناء على ذلك، اجتمعوا وشرح لهم الاب العام طريقة التجديد في الحياة الرهبانية. كما ناقشوا الاوضاع الروحية والإقتصادية للأديار، كان الجوّ إيجابيا. وبقي المطران بولس الصياح في مهمته حوالى اربعة او خمسة اشهر. وفي هذا السياق، لم تخف المصادر ان «بعض الرهبان، وتحديداً المنتمين الى الفئة الشبابية منهم، اعترضوا على زيارة المطران الصياح بحجة الحرية والاستقلالية». وتكمل: هذا كله حصل بدافع من ثورة بركان عمر الشباب. فالاعتراض يبقى اعتراضاً، و«النقّ يبقى نقّاً»، لكن الرهبانية تحيا في لاهوت الطاعة، على غرار قديسيهاوالطوباوي الاخ اسطفان نعمة الذي تمّ الاحتفال بتطويبه منذ فترة. والحمد الله، فان الطاعة هي التي انتصرت في الرهبانية. فلو اراد كل واحد منهم ان يجنح كما يحلو له، لما عاد راهباً وهذا لا يجوز. قوتهم تكمن في طاعتهم لقداسة البابا الذي يحمل همهم وهمّ مسيحيي الشرق كلّهم.

صحيح ان البعض في الرهبانية ينتقد بعض قرارات الفاتيكان، لكن هذا هياج شباب لا يسمح لصاحبه ان اكمل به ان يكون راهباً، ولا ان يكون في حال استمرّ في الرهبانية على غرار قديسيها والطوباوي اسطفان نعمة الذين كانوا ابناء الطاعة بل يبقى بلا ايّ ثمن او تقدّم روحي.

وعن طريقة الانتخابات، تابعت المصادر الكنسية: «الجديد هذه المرة ان الانتخاب لم يتمّ بحسب الطريقة القديمة التي كانت تحصل بان يقوم كل خمسة رهبان بانتداب راهب ليضعوا اصواتهم في الصندوق، بل بحسب القانون الجديد الذي يُجيز لكل راهب وضع صوته بنفسه في الصندوق. اما من حيث الشكل، فقد اجتمع الرهبان في كنيسة دير مار انطونيوس- خشباو حيث تمّ وضع اربعة فواصل داخل الكنيسة. وتمّت مناداتهم للانتخاب بحسب اقدمية النذور، اي ان القدماء في الرهبانية يصوّتون قبل الجدد، والقدماء انفسهم يصوتون من الاقدم الى الاحدث... ووضع كل راهب صوته في صندوق مكشوف وشفاف. وبعد الانتهاء، تم التأكد من عدد الاوراق اذا كان مطابقاً لعدد الرهبان، وهذا ما حصل. وبعد ذلك، قام السفير البابوي بوضع الاصوات في مغلّف وختمه امام الرهبان، وارسله الى الفاتيكان».

وتكمل المصادر: «اعطاء قداسة البابا للنتائج هو بمثابة مرافقة ومراقبة. فالاجواء في الرهبانية تصل حتماً اليه، وربما هو غير مرتاح ولا يثق باصدار النتائج في لبنان. لكن في النهاية، لا مانع في ذلك لدى اكثرية الرهبان صحيح ان ضجيج البعض علا ويعلو، لكن الكلمة الفصل ستكون لقداسة البابا، والكلّ سيقبلون».

} الرهبانية هي رهبانية لا حزباً سياسياًَ }

وتتابع المصادر: «رغم كل الجيوب السياسية بين الرهبان ورغم الاعتراضات لدى البعض و«الفبركات» ورغم ان ليس كل الرهبان ملائكة، الا ان يد الله كانت في المجمع، والروح القدس قاده، اذ ما من شيء يمكن ان يحدث بمعزل عن الله. فمرحلة ما قبل الانتخابات كانت مسبوقة بكثير من الصلاة. من هنا، ورغم كل شيء، فان الله يكتب الاحداث والتاريخ بكل مضامينه وفي ادقّ تفاصيله.

وكما حصل مع تلميذي عمّاوس اللذين التقيا الرب بعد قيامته من بين الاموات ولم يعرفاه الا عند كسر الخبز، نقول بان الله كان يسير مع الرهبان وقلوبهم كانت تتّقد في داخلهم.

واذ اكدت المصادر بشدة وقوف البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير على الحياد في كل ما جرى بكثيرمن الاحترام للرهبانية ولقرارات قداسة البابا، قالت: «لو كان قديسونا مارون وشربل ورفقا ونعمة الله واخونا الطوباوي اسطفان معنا لكانوا عملوا كما عمل الرهبان. كان من الممكن ان يقترعوا بورقة بيضاء ربما، لكنهم كانوا حتماً اقترعوا».

وختمت المصادر انه سواء اتى الاب العام الجديد من الفئة الشبابية او الفئة المحافظة في الرهبانية، الا ان المطلوب منه اولاً واخيراً ان يعمل على تطبيق ما اتى في رسالة الحبر الاعظم التي ارسلها الى الرهبان، خاصة لجهة التجديد الروحي والاهتمام بالنشء والسهر على رسالة الرهبانية الروحية والثقافية... وتمنت من الجميع سواء كانوا رهباناً او علمانيين او صحافيين ان يتذكروا بان الرهبانية هي رهبانية لا حزباً سياسياً، وان يتعاملوا معها ومع شؤونها على هذا الاساس».

} من سيُبحر بالرهبانية في بحر أوجاعها؟ }

هكذا، انتهت انتخابات الرهبانية اللبنانية المارونية لعام 2010. لم يكن المجمع الاول للرهبانية ولا الاخير بكل تأكيد، لكنه حتماً احد اكثر المجامع اثارة للجدل.

تيار محافظ، وآخر شبابي تنافسا والنتائج تهبّ رياحها الغربية في روما التي طالما حملت مسيحيي الغرب والشرق على حدّ سواء. ومن روما التي تتحضّر للسينودس من اجل الشرق الاوسط، الى جبال لبنان ينتظر الجميع اسم من سيُبحر بإحدى اكبر الرهبانيات المارونية في بحر ا وجاعها ومتاعبها الداخلية والخارجية، آملين منه العودة الدائمة الى الجذور، الى مار شربل وكوكبة قديسي لبنان وطوباوييه الشاهدين على الدوام انهم ابناء لبنان وبكركي التي مهما تقلّبت الظروف وتقدّمت السنون وتغيّرت العصور يبقى لها ولسيّدها مجد لبنان عطيهَ إلهية أبدية، شاء من شاء وأبى من أبى!!!...

 

سقطت ورقة التوت يا ميشال عون

عوني الكعكي/الشرق

إن اعتراف العميد المتقاعد فايز كرم أمام القاضي رياض ابو غيدا بأن الجنرال ميشال عون كان على اطلاع بعلاقته بضابط اسرائيلي موجود في لندن، وإبلاغه أنه على استعداد للعب دور الوساطة مع اسرائيل، ولكن الجنرال عون طلب تأجيل الموضوع، وهذا الامر حصل اثناء حرب 2006، هذا الاعتراف الخطير الذي أدلى به العميد المتقاعد، وقد بثته قناة الـ"MTV"، لم نعرف بعد رأي الجنرال عون فيه، وما هو تعليقه، ولكن الواضح أنه كلف النائب في كتلته فريد الخازن بالتهجم على فرع المعلومات وقوى الامن الداخلي، والقيام بحملة تضليل وافتراء، وإلصاق التهم بفرع المعلومات، بدلاً من أن يشكره، لأنه حقق إنجازات في تفكيك شبكات التجسس الاسرائيلية، وكشف عملاء مع إسرائيل، وجاء ذلك بعد مطالبات "حزب الله" بأن يصار الى محاكمة المتعاملين مع اسرائيل وإنزال أقصى العقوبات بهم والتي تصل الى الإعدام.

وفي العودة الى ممارسات ميشال عون وتاريخه سرعان ما نتلمس الحقيقة، ونميّز بين الخيط الابيض والخيط الاسود، إذ منذ عودته من فرنسا بعد هروبه من قصر بعبدا لاجئاً الى السفارة الفرنسية في ثياب نومه، وتركه زوجته وبناته الثلاث لمصيرهن الذي لم يكن معروفاً، حيث قام العميد في القوات الخاصة في الجيش العربي السوري علي ديب بتسليمهن الى ايلي حبيقة، ليقوم الاخير برد الجميل الى عون، لأنه أنقذه عندما حوصر في الكرنتينا من قبل "القوات اللبنانية" التي كانت بقيادة سمير جعجع.

منذ هذه العودة الميمونة وهو يشن حرباً ضروساً على الجميع، من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وصولاً الى مؤسسات الدولة كافة، متهماً الجميع بالفساد، ولكن كل الوقائع وبالملموس تؤكد أن ما يتحدث عنه الجنرال هو للاستهلاك فقط، والناس يستطيعون تمييز الفاسدين من المصلحين.

ويتحدث الجنرال عن التوطين، ويحذر منه دائماً، ولكن في المقابل لا نعرف حين تدعو الحاجة ماذا سيقول عون، وأقرب المقربين منه وفي دائرته الضيقة متعامل مع اسرائيل، والتي تعمل على فرض التوطين على لبنان؟ وماذا، بعد ذلك، سيقول، وهو الذي وقع ورقة التفاهم مع "حزب الله" في كنيسة مار مخايل، أليس كل هذا إحراج لحلفائه في 8 آذار؟!

 اما في الشأن المالي فحدّث ولا حرج، فعون، على الرغم من حديثه الدائم عن الفساد واتهام الآخرين بالسرقة، نود أن نذكره بما تم نشره في جريدة "كنارادشينه" الفرنسية حول تحويله خمسين مليون دولار لحساب زوجته في فرنسا، ونسأله هنا، من أين أتى بمثل هذا المبلغ، هل من راتبه، أم من إرث ورثه؟!

 وأيضاً، نسأله من أين جاء بمبلغ المائة مليون دولار لتأسيس تلفزيون الـ"O.T.V"، وهل من أعطاه هذا المبلغ الكبير كان حباً بشكله، أم وراء الأكمة ما وراءها؟

وأيضاً وأيضاً، فإن تعيين صهره وإصراره على أن يكون وزيراً على الرغم من سقوطه في الانتخابات حتى أصبح المذكور الوزير الملك الذي لا يمكن أن تشكل حكومة في لبنان من دونه، وأيضاً تعيين الوزير العبقري شربل نحاس صاحب نظرية الإمساك بمقدرات وزارة الاتصالات المالية حسب مزاجه، وحسب رأيه، ويريد توزيعها كيفما يشاء، متذرعاً بالحفاظ على أموال البلديات؟! كل هذه الوقائع ماذا تعني؟ وهل هذه التصرفات لها علاقة بالاصلاح والتغيير، أم تصب في خانة الفساد أولاً وأخيراً.

 

أمانة سر بكركي: لا يمثل البطريرك إلا نوابه العامون المكلّفون رسمياً

النهار/استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في بكركي أمس، الوزير السابق يوسف سلامة وعرض معه التطورات. ثم استقبل على التوالي: الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب مروان تابت، والإعلامي غسان بن جدو ورئيس "مؤسسة البطريرك صفير" الياس صفير ثم الرئيس السابق للرابطة المارونية حارس شهاب.

على صعيد آخر، أصدرت أمانة سر البطريركية المارونية، البيان الآتي: "نمي الى أمانة سر البطريركية المارونية أن بعض الأشخاص يقدمون أنفسهم الى أصحاب مقامات وذوي نفوذ على أنهم مقربون أو معتمدون من صاحب الغبطة والنيافة مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى.لذلك، ومنعاً لأي التباس، تعلن أمانة السر أن ليس ثمة مَن هو مخوّل تمثيل غبطته، غير أصحاب السيادة نوابه العامين السامي احترامهم، المكلفين رسمياً. وأما المؤسسة الإجتماعية التي تحمل اسم غبطته، وتحظى برعايته، وتعمل وفقاً للقوانين، فيرئسها الدكتور الياس سعيد صفير، وهو الوحيد الذي يمثلها".

 

الجامعة الثقافية ردّت على متى:  منتحل صفة ومؤتمر موحّد قريباً

24 ايلول10/تلقت "النهار" امس تعليقاً ردا من الدائرة الاعلامية في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم – بيروت على المقابلة التي نشرتها اول من امس مع الرئيس المنتخب البر متى جاء فيه: " ليس هناك مجالس وطنية او فروع انتخبت هيئة جديدة برئاسة السيد البر متى الذي يعتبر منتحل صفة. اضف الى ذلك عدم حضور اي ممثل لوزارتي الخارجية والمغتربين والداخلية والبلديات فضلا عن غياب جميع اعضاء الهيئة الادارية الشرعية والامانة العامة المركزية. وما حصل ان افرادا جلهم ليسوا موجودين في سجلات الجامعة قاموا بهذه العملية ولم يكن هناك مجالس وطنية او فروع اجتمعت سوى رئيس مجلس وطني واحد."

وكررت ان "تأجيل المؤتمر جاء بعدما اجتمعت الهيئة الإدارية بدعوة من الرئيس احمد ناصر، انطلاقا من التمسك بالمصلحة الوطنية العليا والقوانين المرعية، وفور تلقيها كتابا من لجنة درس اوضاع الجامعة ووزارة الخارجية والمغتربين تطلب فيه عدم اجراء انتخابات. وقد اجرت الهيئة اتصالات مع المجالس والفروع وايضا بالسيد متى الذي كان زار قبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر رئيس الجامعة في منزله بحضور رئيس المجلس القاري الافريقي نجيب زهر. وعندما علم بطلب الدولة تأجيل المؤتمر اعلن موافقته على ذلك. وقد أعلنت الهيئة تأجيل المؤتمر، وذلك إفساحاً في المجال لعقد مؤتمر موحد للجامعة نأمل ان يكون قريبا. ان الهيئة بدأت التنسيق مع الدولة لانعقاد هذا المؤتمر وتسليم الامانة الى الهيئة التي ستنبثق منه".

 

إيران معنية بالحفاظ على سلاح "حزب الله" حتى لو نجحت المفاوضات

سوريا تحدّد مواقفها النهائية بعد القرار الظني

النهار/اميل خوري     

أسئلة كثيرة تتداولها أوساط رسمية وسياسية وشعبية وتختلف الأجوبة عنها لأن سوريا لم تحدّد بعد مواقف نهائية منها، وبعضها لا يزال ملتبساً، ومن هذه الاسئلة:

1 – ما حقيقة موقف سوريا مما يجري في لبنان والمنطقة، وهل غيّرت سلوكها حياله كما حاولت أميركا أن تفعل، أم إنها اكتفت بتغيير مسالكها لتبلغ الأهداف ذاتها وبأقل كلفة؟ وإذا كان لا بد لسوريا من تغيير سلوكها فليس حيال لبنان بل حيال دول أخرى معنية بالوضع في المنطقة، وهو ما جعل النائب وليد جنبلاط يؤكد لمسؤولين اميركيين عندما زار واشنطن في اواخر ولاية الرئيس بوش الابن ان النظام السوري، كونه نظاماً عقائدياً، لن يغير سلوكه ودلّهم على الطريقة الفاعلة التي تجعله يغير هذا السلوك.

لكن هذه الطريقة لم تعجب بعض صنّاع القرار في اميركا، وقد صحّ ما توقعه، اذ ان سوريا لم تغير سلوكها حيال لبنان واكتفت بإقامة علاقات من دولة إلى دولة من دون ان تقطع علاقاتها بالاحزاب والشخصيات اللبنانية الحليفة، تاركة للدولة اللبنانية معالجة الامور الخلافية التي قد تحصل من وقت الى آخر، وذلك بحجة ان سوريا تفضل عدم ادخالها في التفاصيل اللبنانية الداخلية...

وأظهرت سوريا من جهة اخرى اهتماما بتوفير الامن والاستقرار في لبنان، وهذا ما يهم دولاً عربية وغربية، وذلك بقبول انضمامها الى قمة لبنانية – سعودية لتصبح ثلاثية، مهمتها التدخل عند الضرورة كلما تعرّض هذا الامن وهذا الاستقرار للاهتزاز كما حصل اخيرا في المطار واحدث تداعيات سياسية ومواقف تصعيد حركت الغرائز والمشاعر المذهبية. وكان قد سبق انعقاد تلك القمة، قمة في دمشق جمعت الرئيس السوري والرئيس الايراني وانضم اليهما الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، مما يؤكد ان كلتا القمتين تجعلان سوريا تقترب من السعودية من دون ان تبتعد عن ايران...

2 – هل سوريا مع المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية المباشرة؟ انها في الحقيقة لا مع ولا ضد حتى الآن، وهي تنتظر النتائج، فإذا كانت ايجابية فذلك يكون مؤشرا لتحقيق سلام شامل في المنطقة يجعل سوريا ولبنان يدخلان ايضا في مفاوضات مع اسرائيل يتم التوصل فيها الى اتفاق على الوضع في الجولان وعلى انسحاب اسرائيل من باقي الاراضية اللبنانية المحتلة. وعندها تصبح ايران بين خيارين: اما السير في موكب السلام في المنطقة وعدم العرقلة. وبتحقيق هذا السلام لا تعود الحاجة ملحة الى السلاح النووي، ويكون عندئذ لسوريا دور في جعل حليفتها ايران تنضم الى ركب السلام، وإما ان تظل على موقفها السلبي لأنها لم تحصل على ما تريد في المنطقة وهو ان يكون لها دور محوري فيها، وساعتئذ ستجد نفسها معزولة ولا يعود حتى لحليفتها سوريا مصلحة في استمرار تحالفها معها.

لكن سوريا احتاطت لاحتمالات فشل المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية المباشرة بالاتفاق مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عندما التقى في مطار دمشق الرئيس الاسد وهو في طريقه الى الامم المتحدة، على كيفية مواجهة مرحلة ما بعد الفشل ومرحلة ما بعد النجاح، سواء ادى الفشل الى عودة اعمال العنف وربما المواجهة العسكرية في المنطقة، او مواجهة عودة الى "الستاتيكو" الذي هو في مصلحة سوريا وايران واسرائيل وليس في مصلحة لبنان وفلسطين ولا حتى الولايات المتحدة الاميركية.

وفي المعلومات ان ايران لا تطلب من سوريا في ظل الوضع الراهن اذا ما استمر، سوى المحافظة على سلاح "حزب الله" حتى لو أدت المفاوضات الى استعادة هضبة الجولان وانسحاب اسرائيل من باقي الاراضي اللبنانية، لان هذا السلاح يبقى ورقة ضاغطة في مفاوضاتها مع دول الغرب على برنامجها النووي وعلى الدور المركزي الذي تطمح الى ممارسته في المنطقة. وقد يكون بقاء سلاح "حزب الله" من الاسباب التي حالت دون التوصل الى اتفاق بين سوريا واسرائيل عندما كانت تركيا تتولى الوساطة بينهما لان اسرائيل اشترطت على سوريا، تحقيقا للسلام معها، وقف امرار الاسلحة الى لبنان عبر حدودها. لكن سوريا رفضت ذلك واصرت على القول انه عندما يتحقق السلام الشامل في المنطقة ولا سيما مع الجانب الفلسطيني وليس مع الجانبين السوري واللبناني فقط، فان هذا السلاح يفقد تلقائيا مبرر وجوده واستمرار بقائه في ايدي كل مقاومة.

3 – ما هو موقف سوريا من الوضع في العراق؟ فهو تارة يؤيد اياد علاوي لرئاسة الحكومة وطورا لا يمانع في ان يكون نوري المالكي رئيسا لها بحيث تنتهي بالقول ان المهم هو التوصل الى تشكيل حكومة تتمثل فيها كل القوى الاساسية في العراق، وهو ما حصل في لبنان بحيث يبقى الحكم الفعلي لحملة السلاح واعمال العنف قابلة للاستمرار وكأن لا حكومة ولا من يحكمون، وهو وضع يلائم ايران في العراق كما يلائمها في لبنان ابقاء الاوضاع معرضة لاهتزاز دائم مع وجود ثلث داخل كل حكومة قادر على التعطيل حين يشاء، ويسانده عند الضرورة سلاح يمسك بالارض من دون الاصطدام بسلاح الدولة.

وهكذا يبقى الوضع في لبنان مهزوزا ومفتوحا على كل الاحتمالات، وسوريا توازن بين القوى المتصارعة ولا موقف حاسما لها، لا في لبنان ولا في العراق ولا في فلسطين، ولا من مفاوضات السلام ولا حتى من ايران الا عند صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والوقوف على مضمون هذا القرار كي يبنى عندئذ على الشيء مقتضاه. فإما يكون هذا القرار مقبولا بمضمونه، ويكون لسوريا عندئذ موقف، او لا يكون مقبولا فيكون لها موقف آخر.

ومن الآن الى ان يصدر هذا القرار ويُعرف مصير المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ومعها مصير شهود الزور، تكون سوريا قد اكملت جمع كل الاوراق الضاغطة في يدها، ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة، وجعلت جميع المعنيين في حاجة اليها اكثر من ان تكون هي في حاجة اليهم، فتصبح مركز الثقل القادر على التعطيل والتخريب اذا شاءت والقادرة ايضا على اصلاح ما تعطل وبناء او ترميم ما تخرّب.

 

أميركا تدفع الفلسطينيين وإسرائيل إلى التفاوض على الحدود

حوافز وتعقيدات في تحريك المسار السوري

النهار/روزانا بومنصف     

تفيد معلومات ديبلوماسية ان الاميركيين يعولون كثيرا على اللقاءات التي ستعقد في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة من اجل تذليل بعض العقد امام المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تمهيدا لانعقاد جولة اخرى من المحادثات بين الجانبين في واشنطن الشهر المقبل. علما ان الاسئلة لا تزال كبيرة كيف يمكن تجاوز موعد 26 ايلول اي موعد انتهاء المهلة لتجميد الحكومة الاسرائيلية الاستيطان فضلا عن تساؤلات عما تحقق وهل تحقق اي شيء وما مدى فاعلية التحرك الاخير للمبعوث الاميركي جورج ميتشل في اتجاه سوريا.

بحسب هذه المعلومات فان المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بدأت فورا على نحو مباشر ومن دون مقدمات على عكس ما اشيع انه لم يحصل اي شيء في واشنطن اوائل هذا الشهر ثم في شرم الشيخ. لكن المواقف لا تزال متباعدة جدا ولا يبدو ان الاميركيين ينوون التدخل بينهما الا متى حصل بعض التقارب بينهما، علما انهم يقدمون اقتراحات الى كل من الفلسطينيين والاسرائيليين على طريق اقامة جسور. لكن الوسطاء الاميركيين لا يعرفون فعلا حظوظهم في النجاح في رأب هذا الصدع الموجود في ضوء اعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو انه في حال اتخذ قرارا في شأن المستوطنات فان الحكومة التي يرئس يمكن ان ينفرط عقدها في حين ان رئيس السلطة الفلسطينية يعلن انه لا يمكنه مواصلة المفاوضات في حال استمرار الاستيطان. لكن هذه المعلومات تفيد ان الاميركيين يشككون في ما يعلنه نتنياهو علما ان انفراط عقد حكومته قد لا يكون امرا سلبيا وقد لا يكون اي مانع لدى الاميركيين من حصوله باعتبار ان الائتلاف مع حزب كاديما يمكن ان يسهل اكثر الطريق الى تحقيق امر ما في المفاوضات.

وتفيد هذه المعلومات ان الاميركيين تحدوهم امال كبيرة ويبذلون جهدا قويا كما يظهرون ولا يخشون الضغط من اجل تحقيق تقدم ما. ذلك ان غياب مسار المفاوضات راهنا ينذر بمخاطر كبيرة اذ لا يخفي الاميركيون امام المتصلين بهم ان هذا المسار مهم في ذاته، والا فان ثمة خوفا كبيرا من ان تنفجر الاوضاع في المنطقة. وليس الكلام على حروب محتملة وخصوصا على الجبهة اللبنانية الاسرائيلية وفق دراسات تصدر تباعا عن مراكز دراسات اميركية متخصصة ومؤثرة بحسب هذه المعلومات سوى مؤشر ان احتمالات الحرب واردة وان تكن مؤجلة في الوقت الحاضر. ووجود المسار التفاوضي في رأي الاميركيين يساهم في اطالة هذا الاجل. وهم يعتقدون ان المخرج لازمة المفاوضات يكمن في انتقال الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني مباشرة الى التفاوض حول الحدود بحيث يغدو موضوع المستوطنات ثانويا علما ان هذه الفكرة ليست جديدة وسبق ان توصل اليها الاميركيون والاوروبيون في وقت سابق من العام المنصرم. وهم لا يزالون يؤمنون بان المهم هو التوافق على الحل النهائي ثم يمكن الاتفاق على الطريقة للتوصل الى هذا الحل. ويبقى ضرورة انتظار ما سيحصل من مساع في نيويورك كخطوة اولى قبل الانتقال الى الخطوة التالية.

اما في شأن المفاوضات على المسار السوري الاسرائيلي والذي بدا انه احتل حيزا حاول الاميركيون من خلاله توجيه رسالة طمأنة متجددة الى شمولية المساعي الاميركية، فان المعلومات تفيد ان القيادة السورية ترغب في الدخول في مفاوضات مباشرة او غير مباشرة وبسرعة. لكن هذه القيادة ترغب في ان يتولى الاميركيون دور الوساطة او الرعاية بين الجانبين على رغم اشادتهم بالاستعداد الفرنسي لدور في هذا الاطار، وكذلك الامر بالنسبة الى الدور التركي. لكن دمشق تفضل الدور الاميركي في ما يشي بطموح سوريا الى تشجيع الادارة الاميركية على تقديمات او تلبية مطالب مزمنة لدمشق قد يكون ابرزها رغبة العاصمة السورية في ان ترسل واشنطن سفيرا جديدا الى دمشق او رفع اسم سوريا عن لائحة الدول الداعمة للارهاب. ويبدو ان مسألة العناصر التشجيعية اثارتها سوريا مع ميتشل خلال زيارته العاصمة السورية، وهو كرر للرئيس السوري ان المسألة لا تتعلق بالادارة بمقدار ما تتعلق بالكونغرس الاميركي الذي اوقف المصادقة على ارسال السفير الاميركي الى دمشق.

الا ان المسألة اكثر تعقيدا من هذه العناصر، اذ تقول مصادر ديبلوماسية ان هناك وجهين للتفاوض السوري الاسرائيلي، احدهما يتعلق بالامور التقنية المتعلقة بالانسحاب الاسرائيلي من الجولان وهناك تقدم كبير سبق احرازه على هذا الصعيد والآخر يتعلق بالحوافر لانطلاق المفاوضات وهي تتعلق بعناصر لا يمكن سوريا التنازل فيها وتتعلق بـ"حزب الله" و"حماس" وسواهما من العناصر التي باتت المفاوضات تتطلب اجوبة حولها، علما ان رئيس الحكومة الاسرائيلية لا يزال مترددا في موضوع استئناف المفاوضات مع سوريا على عكس وزير الدفاع ايهود باراك، وفق ما هو معروف في انقسام الآراء في اسرائيل علما ان الدولة العبرية ترى ان انطلاق المسار السوري الاسرائيلي يمكن ان يخفف الضغط عليها في المسار الفلسطيني الاسرائيلي في حين ان الولايات المتحدة ترى انه يمكن استئناف هذا المسار لتعزيز التفاوض على المسار الفلسطيني وليس للعب على المسارات كما في السابق. 

 

سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية المقترحة للبنان

بقلم ياسين سويد (لواء ركن متقاعد)      

النهار/السلاح أداة للقتل، والقتل أهم عناصر الجريمة في أي مجتمع، وعلى هذا، فان وصف السلاح، أي سلاح، بالقداسة، هو أمر منكر ويتجاوز حدود التعريفات والتوصيفات المتعارف عليها. واذا أردنا توضيحا أكثر معقولية، فالقداسة هي للفعل الذي يقوم به المرء من خلال السلاح، وليست، ولا يمكن أن تكون وصفا للسلاح نفسه.

ما دفعنا الى تبيان هذا التعريف "الخاطىء" للسلاح، هو ما جرى، في العاصمة بيروت، وفي "برج أبي حيدر" ليل 24 – 25 آب المنصرم، من قتال دموي عنيف بين عناصر من حزبين مسلحين لهما عناصر مسلحة في قلب بيروت وقد أدى هذا القتال الى سقوط قتلى وجرحى.

والواقع المؤلم ان لبنان، بكل مناطقه وطوائفه غابة مكتظة بالسلاح، على اختلاف أنواعه وأحجامه ومصادره، منه ما هو موروث من الحرب الاهلية الكريهة التي امتدت لمدة خمسة عشر عاما من القرن المنصرم ومنه ما هو مستجد منذ مقاومة الاحتلال الاسرائيلي للبنان واحتلاله العاصمة بيروت عام 1982.

في البلدان المتمدنة والمتحضرة والراقية (ولبنان ليس منها للأسف) لا يقتني السلاح الا أصحاب الحق الشرعي في ذلك وهم: الجيش والامن الداخلي، وتكون مهمة الجيش "مقدسة" وهي الدفاع عن الوطن، وتكون مهمة الامن الداخلي "مقدسة" كذلك، وهي حفظ أمن المواطنين.

لم تكن الحرب الاهلية في لبنان انتهت عندما أقدمت اسرائيل على احتلاله وصولا الى عاصمته بيروت، وكان الجيش اللبناني، وكذلك الامن الداخلي، لم يستعيدا بعد، قدرتهما على الدفاع عن الوطن وضبط الامن في البلاد مما أناط بالقوى الشعبية المسلحة القيام بهذا الواجب الوطني، وهكذا وجدت عام 1982 المقاومة الوطنية اللبنانية التي أطلق رصاصتها الاولى، في وجه العدو الاسرائيلي المحتل، المناضل المرحوم جورج حاوي، ورفيقه في النضال محسن ابرهيم، وفي الوقت نفسه، بدأت براعم "حزب الله" تتفتح، برعاية سورية، وتسليح ايراني (وكانت سوريا، في هذه الآونة، ترعى لبنان كله)، وما ان أطل عام 1988 حتى ضمرت المقاومة الوطنية وانتهت لينفرد "حزب الله" بمهمة التحرير، برعاية سورية وايرانية دائما، وقد استطاع تحرير لبنان من العدو الاسرائيلي تحريرا تاما عام 2000، فاكتسب، بحق، صفة الحزب المقاوم.

من خلال هذه المقدمة، نستطيع القول ان فعل السلاح والوظيفة التي يختارها له المسلح، هو ما يُكسب الفعل القداسة، وليس السلاح نفسه، فالسلاح الذي يقاتل العدو على الحدود هو سلاح لا صفة له، وأما فعل قتال العدو بهذا السلاح فهو الذي يكسب المهمة التي قام بها صفة القداسة.

ماذا نقول اذاً، عن السلاح الذي استخدم لسفك دماء الابرياء في قلب العاصمة بيروت، وأقام جواً من الهلع والخوف والرعب لدى سكان تلك المنطقة؟

لا شك، إطلاقاً، في أن السلاح الذي استخدم في هذه الحرب "الأهلية الداخلية" ليس سلاحاً مقدساً، باعتبار أن فعل السلاح والوظيفة التي اختارها المسلحون لسلاحهم، وكذلك المهمة التي انتدبوه لها، ليست مقدسة، ولا يمكن أن تكون كذلك، على الاطلاق.

وبناء على ما تقدم، يعتبر اي سلاح، غير شرعي، على أرض لبنان، وخصوصاً في مدنه وبلداته وقراه، أداة قتل وتدمير، ولا يمكن أن يكون غير ذلك اطلاقاً.

والسؤال الذي لا بد من ان يراود الخاطر هو: الا يعتبر سلاح المقاومة، في قلب بيروت، أو في قلب المدن والقرى اللبنانية، سلاحاً شرعياً؟

والجواب عن ذلك هو في القرار الذي اتخذته الحكومة في بيانها الوزاري الذي اقره المجلس النيابي الممثل للشعب اللبناني، وهو أن "الشعب والجيش والمقاومة" هم القوى المخولة الدفاع عن الوطن، دون تحديد لموقع السلاح، صراحة، في هذه المعادلة، مع "الرغبة الشعبية" الحارة في أن يكون هذا السلاح في وجه العدو، على الحدود الجنوبية، وليس في شوارع المدن والبلدات والقرى اللبنانية وأحيائها، وقد ازدادت "الرغبة الشعبية" هذه بعد احداث "برج أبي حيدر" المأسوية.

وبعد هذه الأحداث، وضحت الصورة، وأصبح من المفيد اظهارها كما يلي:

1 – ليس المطلوب أن ينزع السلاح من بيوت فحسب، بل من كل المدن والبلدات والقرى في لبنان، لئلا يظل هذا السلاح رافداً يرفد المتقاتلين في بيروت، في كل حين.

2 – إن انتشار السلاح، في مختلف أنحاء لبنان هو دليل صارخ على ضعف الدولة اللبنانية وعجزها، وليس دليلاً على اقتدارها وقوتها.

3 – بعد اجلاء العدو الصهيوني عن ارض لبنان بسلاح المقاومة، اضحى اي سلاح يمتلكه اي حزب او أية فئة، في المدن والبلدات والقرى اللبنانية، سلاحاً غير شرعي، وبالتالي، لا يمكن ان يؤدي اية مهمة مقدسة.

إلا أننا، اذ نتوقف أمام الصيغة التي اختارها لبنان (الرسمي) شعاراً لقتاله ضد العدو الاسرائيلي، وهي: الشعب والجيش والمقاومة، نرى لزاماً علينا أن نعتمدها صيغة رسمية وشعبية شرط ان تخضع للمبادئ الآتية (وهي المبادئ التي نراها ضرورية ولازمة لوضع استراتيجية دفاعية للبنان)، خصوصاً اذا كانت "الشرعية اللبنانية" ترى أن تحتفظ المقاومة بسلاحها (رغم انتهائها من المهمة التي انجزتها)، وذلك حرصاً منها (وهي محقة) على مواجهة الغدر الاسرائيلي بكل القوى الممكنة وهي "الشعب والجيش والمقاومة"، إلا انه، لتأكيد هذا الحرص، نرى ان من واجب الدولة ان تتسلم زمام المبادرة، وأن تعمد الى تحقيق المعادلة التالية: جيش قوي، بالتنسيق مع مقاومة وطنية قوية، وسلطة وطنية قوية.

وتتطلب هذه المعادلة الأسس الآتية:

الاساس الاول: الدولة القوية والقادرة والمتحررة من كل ضغط اجنبي، اقليمي او دولي، والتي تضع، نصب عينيها ان أمن لبنان واهله فوق كل اعتبار، معتمدة، في ذلك، على قوة الشعب بتضامنه واتحاده.

والاساس الثاني: الجيش الذي يجب ان يعزز ويقوى ويسلح باحدث انواع الاسلحة واكثرها كفاية لرد اي عدوان مسلح، بحيث يشكل الدرع الواقية للوطن، اي "درع" أخرى.

والاساس الثالث: مقاومة وطنية قوية ومتماسكة وقادرة على استيعاب كل لبناني راغب، حقا، في القتال ضد العدو الصهيوني، ومستعد لبذل الدم والنفس فداء للوطن، الى اي حزب او اية فئة او طائفة او مذهب انتمى.

وذلك يتطلب ما يأتي:

1 – ان تسعى الدولة الى الانتقال من حال "الشراكة الطائفية" الى حال "الوطن" وذلك يتطلب:

أ – ضبط التربية الوطنية في مختلف المدارس الرسمية والخاصة، بحيث تفرض عليها منهاجا موحداً يتعلم فيه الجميع العلم نفسه وينهلون من ثقافة واحدة لا ثقافات متعددة، وهو ما قصرت عنه الدولة منذ اقرت الدستور المنبثق من وثيقة الطائف (1989 – 1990) حيث نص الدستور (في مادته الخامسة والتسعين) انشاء هيئة وطنية "لالغاء الطائفية السياسية"، كما نص (في مادته الثانية والعشرين) انشاء "مجلس نيابي لا طائفي"، ومجلس شيوخ "يراعي حقوق الطوائف"، وهذه هي اولى الخطوات للانتقال بلبنان من مفهوم الشركة الطائفية الى مفهوم الوطن؛ باعتبار ان لبنان وطن للجميع، متساوين متكافئين، دون تمييز بين طائفة واخرى، او بين مواطن وآخر.

 ب – تعميم ثقافة المقاومة لدى جميع المواطنين، بحيث يقتنع الجميع ان الشعب، بكل احزابه وفئاته وطوائفه، هو الرديف الحقيقي للجيش في حال الاعتداء على لبنان، وان الانخراط في صفوف المقاومة لاداء هذا الواجب الوطني جزء من المهمة الوطنية الجامعة.

ج – تعميم الاقتناع بأن اسرائيل عدو حقيقي للبنان، وان الاعداد لمواجهتها يتطلب اجماعاً وطنيا مبنيا على قناعات ثابتة لا تقبل الشك ولا التردد ولا التكاذب، والسعي لتعميم هذا الاقتناع بمختلف الوسائل التربوية والتثقيفية والاعلامية.

2 – ان تعدّ الدولة جيشاً قوياً عديداً وعدة وسلاحاً، وذلك يتطلب:

أ – استكمال عديد الجيش، سواء بالتجنيد الاجباري، أم بالتطويع الاختياري، ورصد الموازنات الخاصة بذلك.

ب – تعزيز الجيش بمختلف انواع الاسلحة البرية والجوية والبحرية ومن مختلف المصادر، والسعي الى انشاء مصادر ذاتية لذخائر اي سلاح يمتلكه هذا الجيش، لئلا تتحكم الدولة المصدرة للسلاح بذخيرته وفقا لاغراضها السياسية، بحيث لا يعود للسلاح اية قيمة ان فقدت ذخيرته.

ج – ترسيخ ثقافة المواجهة لدى العسكريين كافة، جنوداً ورتباء وضباطاً، تدريبا وتوجيها، بحيث يرسخ في اذهان العسكريين جميعا، على اختلاف رتبهم، ان الجيش ليس ارتزاق بقدر ما هو دعوة ورسالة واداء واجب وطني مقدس.

د – ترسيخ ثقافة المقاومة لدى العسكريين كافة، مما يؤمن تعاونا كاملاً بين جناحي الدفاع: الجيش والمقاومة.

هـ – يضع الجيش، وفقا للاستراتيجية العامة للدولة، استراتيجية عسكرية دفاعية، بالتنسيق مع المقاومة، وباشراف الدولة.

3 – ان تتحول المقاومة، في الشكل والمضمون، من مقاومة فئوية او مذهبية او دينية (المقاومة الاسلامية) الى مقاومة وطنية، وذلك يتطلب:

أ – اقتناع المقاومة الحالية (المقاومة الاسلامية) بهذا التحول الجذري في بنيتها الحاضرة، بحيث تصبح مؤهلة لقبول الآخر في صفوفها، مهما كان المعتقد الديني او الحزبي لهذا الآخر، اذا كان لبنانيا صادق الوطنية، وصادق الايمان بالانتماء الى المقاومة.

ب – ويفترض هذا التحول للمقاومة، في الشكل والمضمون، تغييرا في "التشكيل الهرمي للمقاومة"، بحيث تقوم "قيادة جماعية" هي مزيج من لبنانيين مختلفي المذاهب والطوائف والعقائد (الحزبية)، شرط ان يكون المنتمي صادقاً في انتمائه. وربما يشكل هذا التحول اول مدماك تضعه المقاومة في صرح لبنان الجديد: لبنان الوطن لا الشركة الطائفية.

ج – تضع المقاومة، لنفسها، استراتيجية عمل، وفقا للعدو: نياته واسلوب عمله، وسلاحه، والاهداف التي يتوخاها من اي اعتداء يفكر في القيام به، على ان تكون متلائمة مع الاستراتيجية العامة للدولة، ومع الاستراتيجية العسكرية الدفاعية التي يضعها الجيش..

د – تلتقي الاستراتيجيات الثلاث: الاستراتيجية العامة للدولة، والاستراتيجية العسكرية الدفاعية للجيش، واستراتيجية العمل المقاوم، تلتقي جميعها في استراتيجية عسكرية دفاعية عليا تقوم على التالي:

1 – تظل المهمة الاساسية في الحفاظ على لبنان والدفاع عنه على عاتق الجيش اللبناني الذي يجب ان يحظى بكل عناية واعتبار، وخصوصا في مجال تأمين السلاح والعتاد، باعتباره مسؤولاً رئيسياً عن الحماية الحقيقية للبنان.

2 – التنسيق والتكامل بين الجيش والمقاومة في امور الدفاع، وباشراف من الدولة بنفسها، بحيث تشكل منظومة دفاعية هي عبارة عن هرم من ثلاثة اركان: الدولة والجيش، والمقاومة.

3 – تكون القيادة العليا لهذا "المثلث الدفاعي" للدولة اللبنانية ممثلة "بمجلس الدفاع الاعلى"، مع الكثير من حرية العمل لكل من الجيش والمقاومة، وفي امور الدفاع نفسها، على ان لا يخرج ذلك عن الاستراتيجية العامة للدولة، التي تمتلك، حصراً، قرار السلم والحرب.

 

أعضاء بالكونغرس: ولاء ضباط مخابرات الجيش لمن؟

الجمعة 24 أيلول (سبتمبر) 2010

"الرأي" الكويتية/واشنطن - من حسين عبد الحسين 

يتمسك بعض أعضاء الكونغرس الاميركي بمعارضتهم لتقديم مساعدات عسكرية اميركية الى الجيش اللبناني، رغم قيام الادارة الاميركية بعقد اجتماعات مطولة معهم لاقناعهم برفع الحظر المفروض على 100 مليون دولار هي قيمة العتاد المتوقع ان تقدمه واشنطن الى بيروت العام المقبل.

وعلمت «الراي» ان معارضة هؤلاء الاعضاء لا ترتبط بأي «خوف من وصول العتاد الحربي الاميركي الى ايدي مقاتلين في حزب الله، بل تتركز على علامات استفهام حول اداء الجيش المتعاطف مع حزب الله».

ويقول احد مساعدي ابرز اعضاء الكونغرس المتمسكين بمعارضتهم ان «التواطؤ بين الجيش اللبناني وحزب الله يعود الى حرب 2006 عندما مررت مخابرات الجيش احداثيات البارجة الاسرائيلية ساعر المتواجدة قبالة الساحل اللبناني، مساء 14 يوليو، فاطلق الحزب صاروخا بحريا صيني الصنع من طراز سي - 802، وكبّد السفينة الاسرائيلية خسائر». ويضيف ان اسرائيل قامت اثر ذلك بتدمير كل رادارات الجيش التي تكشف الساحل، «وكانت تلك اول مواجهة من نوعها بين جيش الدفاع الاسرائيلي والجيش اللبناني منذ زمن».

العقيد عباس إبراهيم مع النائبة بهية الحريريويتابع المستشار في الكونغرس: «مشكلتنا هي مع جهاز استخبارات الجيش، الذي اثبت ولائه الكامل لقيادة حزب الله بدلا من الحكومة اللبنانية... كذلك، لدينا علامات استفهام على الهوى السياسي لبعض ضباط الجيش المكلفين الاشراف على منطقة عمليات الحزب».

ويعتبر انه منذ صدور قرار مجلس الامن 1701، في اغسطس 2006، «لعب الجيش اللبناني دورا تمويهيا فيما قام الحزب باعادة تسليح نفسه جنوب الليطاني بدلا من تطبيق القرار ومنع السلاح من الوصول الى ايدي الحزب».

العقيد علي شحرورقرار «تواطؤ الجيش مع المجموعة الارهابية»، حسب مستشار الكونغرس، «كان واضحا من اليوم الاول لانتشار الجيش، جنوب الليطاني، عندما القى قائده (رئيس جمهورية لبنان) ميشال سليمان خطابا تحدث فيه عن انتشار الجيش الى جانب المقاومة والشعب، وهذه الصيغة دخلت البيان الوزاري للحكومة الحالية».

ولا يخفي المستشار الخلاف العميق بين بعض اعضاء الكونغرس والادارة: «يقولون لنا ان وزارة الدفاع (الاميركية) على اتصال بعدد كبير من الضباط في الجيش اللبناني، وان لا خوف من امكانية سيطرة حزب الله على قرار الجيش اللبناني، ونحن نرى عكس ذلك». ويوضح: «تعتقد الادارة اننا غافلون عن تغلل حزب الله في الجيش اللبناني».

العميد صادق طليسويضيف متسائلا: «حسنا، الى من يدين بالولاء (النائب الاول لمدير مخابرات الجيش اللبناني العقيد) عباس ابراهيم، و(النائب الثاني لمدير المخابرات العقيد) حسين يوسف، و(مدير المخابرات في الجنوب العقيد) علي شحرور، و(مدير المخابرات في البقاع العقيد) حسين خليفة، و(قائد عمليات منطقة الجنوب العميد الركن) صادق طليس»؟

ليجيب: «كل هؤلاء يدينون بالولاء لحزب الله، الذي وافق على تعيينهم في مناصبهم، وبعضهم على علاقة قرابة بقياديين كبار في الحزب الارهابي».

ويصر مستشار الكونغرس على تحميل الجيش اللبناني مسؤولية الاشتباك المسلح على الحدود الدولية بين لبنان واسرائيل، في 3 اغسطس بالقرب من قرية العديسة، والذي اودى بحياة جنديين لبنانيين وصحافي، فضلا عن ضابط اسرائيلي وجندي.

العقيد حسين خليفة باللباس المدنيويقول: «اختر ما شئت من التقارير، كلها اشارت الى ان المسؤولية في الحادثة تقع على كاهل الجيش اللبناني، ونحن نعتقد ان بعض الضباط الموالين لحزب الله اشعلوا الحادثة بتعليمات منه بينما حكومة بيروت غافلة وسارعت الى ادانة اسرائيل والتهرب من مسؤوليتها ضبط اراضيها وجيشها».

ورغم معارضة هؤلاء الاعضاء في الكونغرس، وعددهم ثلاثة، لرفع الحظر عن المساعدات الاميركية الى الجيش اللبناني، تستمر المحاولات المكوكية لمسؤولي الادارة في ثنيهم عن تمسكهم بمعارضتهم واقناعهم ان مصالح الولايات المتحدة تقضي ببناء جيوش قادرة وحكومات يمكنها القيام بدور شركاء استراتيجيين لاميركا حول العالم، على غرار العراق وافغانستان ودول عدة اخرى.

 

الأنبا بيشوي: ما قلته تساؤل مشروع وليس فيه إساءة

غضب من مطالبة "نائب البابا" شنودة بمراجعة القرآن والأزهر يرد

ردود فعل غاضبة 

تدخل غير المسلم في تفسير القرآن مرفوض  

هجوم من الإخوان على بيشوي  

شيخ الأزهر يدعو للوحدة الوطنية 

الطرق الصوفية تدعو للتهدئة  

دبي - العربية.نت

يعكف شيخ الأزهر الدكتور أحمد محمد الطيب على إعداد "بيان قوي" يصدر عن الأزهر السبت 25-9-2010، للرد على تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والرجل الثاني في الكاتدرائية القبطية، والتي طالب فيها بمراجعة بعض آيات القرآن الكريم، "فقد تكون آيات أضيفت إليه في عهد عثمان"، حسب قوله.

وقالت مصادر مسؤولة بمشيخة الأزهر إن شيخ الأزهر غضب بشدة بسبب ما ورد في محاضرة بيشوي أول من أمس في مؤتمر تثبيت العقيدة الأرثوذكسية المنعقد بالفيوم، مشيرة إلى أنه "لم يكن يتوقع صدور مثل هذه المواقف، خصوصاً في الوقت الذي يسعى فيه الجميع للتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية بدلاً من إشعال الفتنة الطائفية".

ونقلت صحيفة "المصري اليوم" الجمعة عن السفير محمد رفاعة طهطاوي المتحدث الرسمي باسم شيخ الأزهر أن الدكتور الطيب أصدر تعليماته بعقد إجتماع طارئ برئاسته غداً السبت لتفنيد "ادعاءات بيشوي وإعداد رد قوي عليها".

ردود فعل غاضبة

ولا تزال تصريحات بيشوي بشأن مطالبته بمراجعة آيات القرآن الكريم تثير ردود فعل غاضبة على المستويين المسيحي والإسلامي في مصر. فقد طالب عدد من العلماء والدعاة المسلمين الأنبا بيشوي "بالتزام العقلانية وتجنب إثارة الفتنة"، رافضين ما اعتبروه "تدخلاً في تفسير الآيات القرآ نية لتغيير مقاصدها".

ودعت قيادات ومشايخ الطرق الصوفية إلى سرعة عقد لقاءات للتهدئة، مؤكدين أن مواقف سكرتير المجمع المقدس "لا تمثل المسيحيين". وطالب عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بيشوي "بمراجعة نفسه بدلاً من مراجعة آيات القرآن"، ووصفوا تصريحاته بأنها "غير مسؤولة".

من جهته، قال الأنبا بيشوي إن ما جاء في النص المطبوع لمحاضرته الذي تسرب إلى الصحف قبل أن يلقيها في مؤتمر تثبيت العقيدة الأرثوذكسية "قد أسيء فهمه"، وأن تساؤله "عما إذا كانت إحدى آيات القرآن الكريم قد أضيفت إلى المصحف بعد وفاة النبي" لم يكن نقداً أو اتهاماً، بل "تساؤل مشروع" عن نص قرآني "يشعر بأنه يتعارض مع العقيدة المسيحية" بحثاً عن حل مقبول للخلاف، مشدداً على رفضه الإساءة للإسلام أو تجريح رموزه".

وأكد بيشوى أن ما قصده من ذكر تفاصيل الحوار الذى جرى بينه وبين مسؤولين فى سفارة مصر في قبرص، هو التأكيد على أن الحوار بين الأصدقاء يمكن أن يحل الأمور المختلف عليها، وتساءل: "كيف يتم اعتبار ذلك هجوماً على (القرآن)"، مشيراً إلى أن الملحق العسكري بالسفارة قدم "تفسيراً آخر للنص كان مقبولاً بالنسبة لنا ولا يتهم المسيحيين بالكفر".

وقال: "لا أريد الحديث إلى الإعلام مرة أخرى، لأننى كلما تحدثت يخرجون كلامي عن سياقه"، مضيفاً: "أنا أدافع عن المسجد الأقصى وأنادي بعدم ازدراء الأديان فى المحافل الدولية مثل مجلس الكنائس العالمي والفضائيات، وأعتقد أنه ليس من العدل أن يتهمني شخص بازدراء الإسلام أو الإساءة إليه، وعندما أرد على من يجرحون المسيحية والكتاب المقدس من المفكرين والمثقفين، أرد دون تجريح وانظروا إلى كتبي".

وتابع بيشوي "لقد اعترضت فى أسكتلندا خلال لقاء مجلس الكنائس على حرق (المصحف) وطالبت بعض المسيئين للمقدسات الإسلامية بالتوقف والتراجع عن هذا الحديث لأن شبابنا هو من يدفع الثمن".

وكشف عن اتفاقه مع الإذاعة المصرية على تقديم برنامج تتم ترجمته إلى اللغة العبرية ويتوجه لإسرائيل التى تريد بناء هيكل سليمان للمرة الثالثة مكان المسجد الأقصى "لأثبت لهم كيف أن الله فى العهد القديم ومن خلال نصوص التوراة لا يريد بناء هيكل سليمان للمرة الثالثة".

تدخل غير المسلم في تفسير القرآن مرفوض

من جهته، أكد الدكتور أحمد السايح، أستاذ العقيدة الإسلامية، أن "تدخل غير المسلم فى تفسير الآيات القرآنية بغير ما جاء به الله، وبهدف تغيير مقاصدها، هو أمر مرفوض ولا يجوز شرعاً".وقال: "ينبغي أن يكون الرد على بيشوي من أهل العلم لإيضاح الحقائق وإظهار التدليس الذى ورد فى كلامه، خاصة أنه استقطع كلام الرازى من سياقه بمنطق (ولا تقربوا الصلاة)"، كاشفاً عن أن الأزهر يدرس الموضوع حالياً بشكل علمى للتوصل إلى أفضل الصور التى يمكن الرد بها، خاصة أن الأزهر مؤسسة عاقلة لا يمكن أن تصدر بياناً كلما تحدث كل من هب ودب"، على حد تعبيره.

ووجه "السايح" رسالة إلى الأنبا بيشوي طالبه فيها "بالعقلانية ووزن الكلام قبل النطق به، خاصة أن المواطنة التى تطالب بها الكنيسة فى كل حوار أو مناسبة تقتضى أن نتريث فى إصدار الكلام وألا نسيء إلى أحد نهائياً، أو نسعى إلى إحداث الفتن بين أبناء الوطن".

واستنكر الداعية صفوت حجازى ما سمّاه "تدخل الأنبا بيشوي ورجال الكنيسة فى الشأن الإسلامي وتفسيرهم القرآن فى الفترة الأخيرة بما يخدم أهدافهم". وقال: "المفترض أن له عقيدته التى يؤمن بها ولا يجب أن يخوض فى عقيدة المسلمين فهذا أمر غير مقبول، وعقيدتنا كمسلمين لا مجال فيها للشك لأن الآيات الكريمة واضحة وصريحة".

هجوم من الإخوان على بيشوي

وشن عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين هجوماً عنيفاً ضد تصريحات الأنبا بيشوي، ووصفوها "بالدعوة الصريحة لإثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين"، وطالبوه بمراجعة نفسه.

ورفض الدكتور رشاد البيومى، نائب المرشد العام لـ"الإخوان" التعليق على تلك التصريحات، وقال: "لا جدوى من الرد على حديث لا جدوى منه والدخول فى مهاترات لا فائدة منها".

من جانبه، وصف الشيخ عبدالله الخطيب، عضو مكتب الإرشاد السابق، الملقب بـ"مفتي الجماعة" تصريحات سكرتير المجمع المقدس بـ"الافتراء والإثم العظيم"، وأضاف: إن القرآن الكريم كتاب "محفوظ" لم يتغير ولن يتغير، ومن يشكك فى آياته يعتبر متجاوزاً لحدوده وعليه مراجعة نفسه.

وطالب الدكتور جمال حشمت، عضو مجلس شورى "الجماعة" الأنبا بيشوي بمراجعة نفسه بدلاً من مراجعة آيات القرآن الكريم، معتبراً خطابه دعوة صريحة لإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين.

وقال الدكتور سعد الكتاتني، رئيس الكتلة البرلمانية لـ"الإخوان" "على الأنبا بيشوى الكف عن إطلاق مثل هذه التصريحات غير المسؤولة، وغير الموفقة من رجل يفترض فيه التعقل، لأنه يتحدث باسم طائفة لها دين مغاير عن المسلمين، الذين أراد منهم محو آيات من كتابهم الكريم".

ودعا مشايخ وقيادات الطرق الصوفية والأشراف، رجال الدين الإسلامى والمسيحي، إلى سرعة عقد لقاءات لتهدئة الأوضاع عقب تصريحات الأنبا بيشوى، وقالوا إن تصريحاته لا تمثل الجانب المسيحي.

شيخ الأزهر يدعو للوحدة الوطنية

وطالبوا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بتفعيل برنامج "الوحدة الوطنية" مع رجال الدين الكنسي، بالإضافة إلى مطالبة المشيخة العامة للطرق الصوفية بدعوة الدعاة والمريدين لاحتواء أى رد فعل غير مسؤول من الجانبين.

وقال الشيخ محمد علاء ماضى أبو العزايم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ الطريقة العزمية، إن القرآن غير محرف ومحفوظ من الله، وطالب بعدم الخوض فى اتهامات التحريف بين الديانات حفاظاً على المواطنة والتعايش مع الآخر.

وأضاف أن "القرآن أمرنا بالمودة مع المسيحيين وعدم تكفيرهم واعتبارهم أهل كتاب"، وتابع بقوله: "إن تصريحات الأنبا بيشوي لا تمثل الإخوة المسيحيين فى وجود البابا شنودة"، مطالباً بعدم الانفعال السريع من رجال الدين فى مواجهة تلك التصريحات حتى يعلن البابا بياناً كنسياً.

ولفت إلى أن الطرق الصوفية "تعمل من خلال المواقع الإلكترونية والمؤتمرات على ضرورة التحاور بين المسلمين والمسيحيين للتعايش والاتحاد".

الطرق الصوفية تدعو للتهدئة

وطالب أبو العزايم المشيخة العامة للطرق الصوفية بسرعة تنفيذ برنامج "الوحدة الوطنية" لتهدئة الوضع، قبل رد فعل غير مسؤول، عن طريق دعاة الصوفية ومريديها المنتشرين فى المحافظات.

ووصف الشيخ عبد الباقي الحبيبي، شيخ الطريقة الحبيبية، تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، ومطران دمياط وكفر الشيخ، بأنها "كلام غير مسؤول من شخص مسؤول". وتابع: "القرآن لم يخطئ فى حق أى ديانة وحث المسلمين على ضرورة التعامل مع المسيحيين واحترامهم وليس محاربتهم".

وقال إن ما يفعله بيشوي هو نوع من المغالطات التى يحاول أن يقنع بها أتباعه لتثبيت عقيدتهم. ولفت إلى أن تصريحاته ستشعل نار العنف والفتن الطائفية. وأشار إلى أن مكانة بيشوي كرجل ثان فى الكنيسة، وقوله إن القرآن محرف ينذران بكارثة حقيقية فى البلد.

ودعا الحبيبي، بيشوي إلى الحفاظ على وحدة البلد والالتزام بتعاليم الإنجيل الداعي للمحبة والسلام، كما طالب شيخ الأزهر وكبار قيادات الإسلام بالاجتماع مع كبار رجال الدين الكنسي لإنقاذ الوحدة الوطنية والتأكيد على لغة التسامح والبعد عن العنف.

من جانبه، دان السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف، تصريحات الأنبا بيشوي عن القرآن وأبدى اندهاشه من خروج مثل هذه التصريحات من رجل مسؤول، رغم العلاقات الطيبة التى تجمع رجال الدين الكنسي مع رجال الأزهر.

وأضاف أن أي رجل دين فى أي ديانة يجب أن يتسم بآداب الحوار واحترام الديانات الأخرى، وعدم إثارة الفتن والتفرقة. ولفت إلى أن المسلمين ملتزمون بتعاليم القرآن والسنة، فى المودة والمحبة مع المسيحيين، خصوصاً الأقباط، رغم أي تصريحات غير مسؤولة.

واتفق الشريف مع الحبيبي فى مطالبة شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية وكبار رجال الدين الإسلامي، بعقد اجتماعات ولقاءات مع رجال الدين المسيحي، وفتح باب للتحاور وتوضيح المفاهيم المغلوطة، وتوجيه النصح إلى كل متعصب يريد أن يثير الفتن فى البلاد ومحاسبة المخطئين من كلا الطرفين

 

حديث الشيخ قاسم «التهْدوي» حضر في بيروت والحريري «بنى» عليه

لبنان»: وقت مستقطع بين «عاصفتين» آخره ... غير بعيد

 بيروت - من وسام أبوحرفوش |

لا تعدو «التهدئة الطارئة» التي هبطت على بيروت قبل يومين اكثر من «وقت مستقطع» بين عاصفتين، ولا سيما في ضوء الكلام عن ان «فترة السماح» التي حددها «حزب الله» للمسعى السعودي في شأن المحكمة الدولية تنتهي مع نهاية سبتمبر الجاري، وبعدها ... الطوفان.

واللافت في بيروت، التي اطفأت محركاتها دفعة واحدة، ان الجميع رفعوا رايات التهدئة، لكن على نحو «مشروط». فـ «حزب الله» ربط، وفي شكل واضح، مفاعيل التهدئة بنتائج المسعى السعودي لطيّ صفحة المحكمة الدولية، في الحد الاقصى، او ارجاء قرارها الظني في الحد الادنى. اما رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اعلن ان «لا تراجع» عن المحكمة، فكان واضحاً في القول انه مع التهدئة لكنه لن يسكت عن اي «صفعات».

وبهذا المعنى فان «الوقت المستقطع» لن يدوم طويلاً في ضوء المعلومات التي تتحدث عن استحالة في «زحزحة» المحكمة الدولية من جهة، والمعلومات المماثلة عن ان القرار الظني سيصدر قبل نهاية السنة الحالية، وهو ما يشتمّ من الكلام الاميركي والفرنسي، اضافة الى التأكيدات التي صدرت اخيراً عن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ورغم ادراك الجميع في بيروت هذه الحقائق، فان تعويم التهدئة بمقويات سعودية - سورية، بدا ساري المفعول، انطلاقاً من مجموعة معطيات ابرزها:

* الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس سعد الحريري من الرئيس السوري بشار الاسد (اول من امس) وتأكيد دعم الاخير للاستقرار في لبنان.

* المواقف الهادئة التي اعلنها نائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في حواره مع «الراي»، والتي اعتُبرت في بيروت مؤشراً تهدوياً.

* زيارة وفد من «حزب الله» للسفارة السعودية، في تطور هو الاول منذ احداث السابع من مايو 2008، رغم الايحاءات بـ «محدودية» هذه الخطوة الرمزية.

* الحاجة لاشاعة اجواء مريحة تحضيراً لزيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد لبيروت في 13 اكتوبر المقبل، وللحؤول دون تصويره «ضيفاً» لدى «حزب الله».

ورأت دوائر مراقبة في بيروت ان طرفي الصراع (حزب الله والحريري) يحتاجان لـ «استراحة محارب» في سياق تقويم نتائج العاصفة الاخيرة. فـ «حزب الله»، الذي حقق ما أراد من رسالته في المطار يريد محو بعض آثارها السلبية والبناء على ما كسبه في تلك الجولة، والرئيس الحريري الذي تعرض لهجوم مباغت لم يتوقعه بعد حديثه الى «الشرق الاوسط» يريد معاودة بناء خطوطه الدفاعية في ضوء «الخسائر والارباح» التي حفلت بها التطورات الاخيرة. وفي ظلال هذا «التوصيف» لحال «الوقت المستقطع» في الصراع حول المحكمة الدولية، يستمر في بيروت التداول بالسيناريوات المحتملة للمرحلة المقبلة، لاسيما في ملاقاة القرار الظني في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، والأبرز في هذا السياق هو ما يشاع عن امكان «تطيير الحكومة» الحالية في حال لم تنجح الجهود في «تطيير» القرار الظني، رغم الاتجاه المعاكس الذي يتحدث عن استحالة التخلص من الحريري وحكومته، التي يمكن ان تتحول حكومة تصريف اعمال في اسوأ الاحوال. هذه السيناريوات الداكنة تحوم فوق رأس المشهد الاقل توتراً في بيروت اليوم.

وتبعاً لذلك، تجلّت ملامح «المياه الباردة» التي سُكبت على المشهد اللبناني في الآتي:

* ما رشح عن الاجتماع الذي ترأسه الحريري لكتلة «المستقبل» النيابية وهو الثاني برئاسته خلال 3 أيام، اذ عُلم ان رئيس الحكومة كرر تمسكه بالثوابت التي عدّدها في اجتماع الكتلة فور عودته من الخارج. ونُقل عن مصادر المجتمعين ان الاتجاه الذي ساد الاجتماع هو التهدئة وتعزيزها وخصوصاً مع وجود ضمانات تمثلها مواقف عدد من المراجع ولا سيما منها رئيسا الجمهورية ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري.

الا ان هذه المصادر وضعت معادلة «ان التزام التهدئة يفترض أن يكون شاملاً ولا يمكن السكوت عن هجمات اذا تكررت»، كاشفة عن ان المجتمعين أكدوا ان سقف الحصانة السورية - السعودية «مستمر وممتاز» ويجب تعزيزه.

وحضر الحديث الذي أدلى به نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لـ «الراي» (نُشر امس ووُزع ملخص عنه في بيروت يوم الاربعاء) خلال اجتماع كتلة «المستقبل»، اذ بعدما أكد الحريري استمرار تواصله مع الرئيسين سليمان وبري (جرى اتصال بينه وبين رئيس الحكومة اول من امس) اوضح أنه لمس نية غير تصعيدية لدى «حزب الله» في بعض المواقف التي أعلنت الاربعاء، وكان يشير بذلك الى تصريح الشيخ قاسم الى «الراي»، كما نُقل عن مصادر المجتمعين.

* التقارير التي اشارت الى ان رئيس البرلمان تلقى رسالة سورية تشجعه على المضي في مساعي التهدئة بين حزب الله والحريري، وانه نصح الأخير بالذهاب نحو تفاهم مع الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله يشمل جميع المواضيع.

ولفت ان بري شدد في اجتماع لقيادة حركة «أمل» وكوادرها على «المسلّمات» التي أطلقها في خطابه في صور في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه وخصوصاً في شأن قضية «شهود الزور»، مكرراً دعوته الى الفصل في التحقيق في قضية «شهود الزور». كما شدد على «سير حركة «أمل» في التهدئة ومعالجة شتى المسائل المطروحة على بساط البحث والحوار». وأكد انه «مرتاح الى المعادلة القائمة بين سورية والسعودية التي تصب في مصلحة اللبنانيين».

* المعلومات التي تحدثت عن ان السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري نصح خلال استقباله الوفد القيادي من «حزب الله» بحوار لبناني - لبناني في سبيل «مواجهة افرازات أي قرار ظني قد يصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان بما يحفظ الاستقرار في لبنان». علماً ان مصدراً قيادياً في «حزب الله» اكد «الطابع الروتيني» للقاء مع العسيري، موضحاً ان الزيارة الى السفارة السعودية «كانت مقررة قبل شهر رمضان لكنها عادت فتأجلت الى ما بعد عيد الفطر»، واصفا الاجواء التي سادت اللقاء بـ«الايجابية».

* معاودة لجنة المال والموازنة اجتماعاتها امس بعد تأجيلها ثلاث مرات، وعقب «المواجهة الشرسة» التي وقعت الخميس الماضي بين نواب 14 و 8 مارس على خلفية بند تمويل المحكمة والوفاء بالتزامات لبنان في هذا الاطار لسنة 2011 بعد اعتبار نواب المعارضة سابقاً انه «تم تهريب» سلفة الخزينة التي صرفت المبلغ المستحق وان السلفة مخالفة للقانون.

فقد التأمت هذه اللجنة في مناخ «بارد»، وان كان بند التمويل بقي حاضراً كـ «صاعق» وان مؤجّل، وهو ما عبّر عنه اعلان نائب «حزب الله» علي عمار ان الجلسة الأخيرة (انسحب منها نواب الاكثرية) لم تشهد موافقة على هذا البند الذي رُفض، فيما دعا نواب 14 مارس الى توضيح اذا كانت القرارات في اللجنة تُتخذ بالتوافق او وفق النظام الداخلي (التصويت)، واذا كان الأمر وفق النظام الداخلي «فنريد الاطلاع على محاضر كل الاجتماعات السابقة لنصادق عليها».

في موازاة ذلك، استوقف الدوائر المراقبة، حرص الرئيس الحريري على «اطفاء كل المحركات» التي يمكن ان توجّه «أدنى انتقاد» لسورية، منتقلاً الى مرحلة «التبرؤ» من اي موقف يغمز من قناة دمشق او يشير اليها مباشرة ويصدر عن حلفائه في «14 مارس»، وهو ما عبّر عنه «تنصُّل» تيار المستقبل الأول من نوعه من عبارة وردت في البيان الذي صدر عن اجتماع الامانة العامة لـ «14 مارس» يوم الاربعاء والذي اتهم «حزب الله» باجتياح حرم مطار بيروت في «مشهد سياسي جمع الى مسؤولي الحزب والتيار العوني، ممثلين لقوى محسوبة على سورية مباشرة».

فبعد نحو 4 ساعات من نشر بيان الأمانة العامة، أصدر عضو المكتب السياسي في «المستقبل» وعضو الامانة النائب السابق مصطفى علوش بياناً ذكر فيه أن ما جرى التوافق عليه في الاجتماع «لم يكن يشير، لا من قريب ولا من بعيد، الى عبارة «قوى محسوبة على سورية»، وأن الجملة الأخيرة أضيفت بعد مغادرته الاجتماع، معلناً تحفّظ تيار المستقبل الكامل عليها.

وقد نفى علوش امس «وجود تباين بين كتلة المستقبل و14 مارس بالنسبة الى العلاقة مع سورية»، قائلا: «في بعض الاحيان قد تحصل تباينات في التعبير عن القناعات في مواقف معينة، لكن جميع قيادات 14 مارس مقتنعة بالمسار الذي يأخذه رئيس الحكومة لناحية تصحيح العلاقة مع سورية لتأمين ولو جزئياً بعض الاستقرار في الداخل اللبناني».

وعن بيان «المستقبل» بعد اجتماع الامانة العامة لـ «14 مارس»، قال: «ان التيار برئيسه وقيادته يعتبر ان الاولوية هي لاستمرار التهدئة مع سورية ويفضّل عدم استعمال اي عبارات قد تثير حساسيات من الافضل ألا تكون موجودة»، مشيرا الى «حدث كبير حصل خلال الاسابيع الماضية، استدعى عقد لقاءات متواصلة لكتلة المستقبل، والرئيس الحريري يحتاج الى وضع الكتلة في الاجواء التي تتم معالجة الامور بها، وتأكيد الثوابت التي ينطلق منها تيار المستقبل في العلاقة مع المحكمة الدولية».

وعن التزام نواب «المستقبل» التهدئة، أعلن أن «جمهورنا لا يقبل ان نواجه الامور بالسكوت، خصوصاً ان السكوت لم يعد يفيد لان الطرف الآخر يعتبره نوعاً من القبول للمنطق الذي يستعملونه ويستمر بهجومه».

وفي السياق نفسه، أوضح منسق الامانة العامة لقوى «14 مارس» النائب السابق فارس سعيد أنه «وبغض النظر عن الاخراج، هناك حرص من رئيس الحكومة على طي صفحة الماضي مع سورية وفتح علاقات طبيعية بين الدولتين»، مشددا على أن «هذا الحرص مشترك مع جميع قيادات 14 مارس، وهي عبّرت عنه مراراً منذ نهاية انتخابات 2009 على لسان رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع وكل القيادات الأخرى. كما أن الامانة العامة تشارك الرئيس الحريري هذا الانفتاح وتعتبره ضرورياً، وأن الوقت حان لارساء علاقات طبيعية بين لبنان وسورية».

وقال سعيْد: «لنا كامل الثقة بذلك، لأن الرئيس الحريري يقود هذه التجربة الجديدة في حكمة ووطنية والتزام، وحرص عربي كبير، بغض النظر عن اخراج هذا الحرص، الذي عبّر عنه عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل مصطفى علوش»، لافتا الى أن «المنطقة كلها - وليس فقط لبنان - تعيش مرحلة مفصلية، فاما تنخرط في عملية نهاية الصراع العربي - الاسرائيلي على قاعدة ما تقدمت به قمة بيروت في العام 2002 وما يتناسب أيضاً مع رغبة المجتمع الدولي والولايات المتحدة الاميركية واما تتجه في اتجاه آخر».

في هذه الأثناء، اعلن رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ان «من المهم الالتزام بالتهدئة الاعلامية كمدخل للخوض في نقاش سياسي ضمن جو هادئ حول كيفية تنظيم المواجهة المشتركة لملفي شهود الزور والقرار الظني». واذ أبدى الاستعداد للاستمرار في المساعدة من أجل تثبيت التهدئة «لأن التوتر الذي شهدناه غير معقول وغير مسؤول»، لفت الى «ان ضبط الوضع هو بالدرجة الاولى من مسؤولية السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري»، متمنيا أن يعقد لقاء قريب بينهما «بغية التوافق على آلية للتعامل مع قضية شهود الزور ومحاسبتهم، خصوصا أن الرئيس الحريري قام بخطوة جبارة عندما أقر بوجودهم، ولا بد من ترجمتها عمليا». وأضاف: «لقد اتفقنا على مبدأ أن هناك شهود زور، وبالتالي فقد أصبح من مسؤولية القضاء اللبناني محاسبتهم والذهاب في هذا الملف حتى النهاية، لأنه لا يجوز أن نبقى في هذه الدوامة»، مشيرا الى «أن قضية شهود الزور هي محلية وبالتالي فاننا نملك القدرة على معالجتها ذاتيا، في حين أن مسألة القرار الظني هي دولية».

وسط هذا المناخ، واصل النواب في كتلة الحريري هجومهم الدفاعي على اللواء جميل السيّد، اذ اتهم النائب خالد ضاهر المدير العام السابق للأمن العام «بفبركة احمد ابو عدس (زعم في شريط فيديو بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري انه نفّذ الجريمة)» سائلا عمن خطفه وقتله.

وقال ضاهر من مجلس النواب: «(...) يبدو ان هناك مَن انزعج وتضرر من عودة العلاقات العربية الى طبيعتها، فبدل ان يلاقوا الرئيس الحريري في توجهاته لتمتين العلاقات السورية - اللبنانية خصوصا من خلال حديثه في جريدة الشرق الاوسط، اذا بهم يتوترون اكثر ويشنون حملة ظالمة، متوترة، حاقدة، متسترة وراء ضابط متقاعد سيئ السمعة معروف لدى اللبنانيين بأنه اساء الى كرامات اللبنانيين وحقوق الانسان وتعسف وضرب الطلاب في 7 اغسطس 2001 امام قصر العدل وكان في حق رئيس جهاز تركيب المؤامرات والافتراءات على السياسيين والمواطنين المخالفين لرأي اسياده ومعلميه لذلك»، مضيفا: «بكل صراحة اقول لمن يريد ان يخوض معركة سياسية متمترساً خلف جميل السيد وبعض الضباط المعروفين من اللبنانيين بأنهم رموز للفساد الامني، فهذه معركة خاسرة».

 

 جلسة مجلس الوزراء لم تكن حفلاً راقصاً

الحريري دون قفازات حريرية

لا انفجار داخلياً والأمور محكومة بالستاتيكو

مصادر معنية: السيناريو حول الحرب خادع

والسيناريو الحقيقي... إنزال على القمم

دمشق: لا فوضى أمنية إطلاقاً في لبنان

أوساط الحريري ونصرالله: الظروف غير مؤاتية للقاء

جنبلاط يسخر من تحويل السيد إلى نجم بخمس نجوم

بيروت - نبيه البرجي: المحرر العربي

رئيس الحكومة سعد الحريري من دون قفازات حريرية. حدد ثوابته، من المحكمة الدولية إلى العلاقات مع سورية، مع التركيز على السلم الأهلي، ومن دون أن يتضح حتى الآن »المغزى« من الهجوم السياسي الأخير، وسواء أتى من »حزب الله« أم من رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون. وإذا كانت قوى 14 آذار قد تحدثت عن انقلاب، فإن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، وخلال اتصالاته الأخيرة، أمل في الحد من المصطلحات الصارخة لأن الوضع اللبناني أكثر حساسية وتعقيداً من أن ينجح فيه أي انقلاب، مستعيداً ما حدث لـ»ثورة الأرز« التي توقفت في منتصف الطريق، ومع ذلك فإن هناك من لا يزال يصفها بالثورة..

تفاهم النورماندي

ولكن هناك، فعلاً، داخل قوى 8 آذار من اعتقد أن ما يحدث هو بداية خطة من أجل تغيير قواعد السلطة وتغيير قواعد اللعبة على السواء، باعتبار أن مفاعيل تفاهم النورماندي بين الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك قد استنفدت، وبالتالي يفترض أن تطوى السنوات الخمس المنصرمة بالكامل، بما في ذلك المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ربما وصولاً إلى... رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

بيد أن العالمين ببواطن الأمور يقولون إن التفاهم السوري - السعودي »أعمق« مما يتحدث الآخرون، فلا انفجار داخلياً في لبنان، كما أن الأمور محكومة بالستاتيكو، مع بذل الجهود من أجل احتواء تداعيات القرار الظني في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، أي أن الفتنة السنية - الشيعية ممنوعة بالمطلق، وهذا الأمر نقل إلى الأطراف الفاعلة. استطراداً، كل ما يمكن أن يحصل هو زوبعة في فنجان، وإن كان الحديث داخل السراي الحكومي كما في عين التينة حيث مقر رئاسة مجلس النواب يصل إلى ما هو أبعد من ذلك بالكثير...

دمشق: لا فوضى أمنية

مصادر عين التينة - تحديداً - تقول إن لبنان هو، الآن، في وضع دقيق جداً. صحيح أن الأزمات الحقيقة، وذات البعد الاستراتيجي، موجودة في مكان آخر أو في أمكنة أخرى، لكن الأرض اللبنانية تستعمل كهامش إن للتغطية، بما في ذلك التغطية الدموية، أو للضجيج الذي يوحي بأن الأطراف هم على وشك الاشتباك..

وعلى هذا الأساس، فإن على الساسة في لبنان بذل قصارى جهدهم من أجل الحفاظ على الستاتيكو، ومع اعتبار أن إرجاء القرار الظني أو تغيير وجهته، وكذلك البت بموضوع المحكمة الدولية، يرتبط بلعبة أكبر بكثير من الساحة اللبنانية، أي أن كل حديث محلي لن يكون مؤثراً، وقد يكون الانفجار الداخلي من مصلحة هذه الجهة أو تلك، وإن كان الذين يزورون دمشق في هذه الأيام يسمعون كلاماً حاسماً، فلا فوضى أمنية على الإطلاق، لا بل إن الرئيس السوري بشار الأسد يولي هذا الموضوع اهتماماً خاصاً، فيما يسمع انتقاد لبعض الحلفاء الذين يغالون في تظهير مواقفهم، وهم بذلك يوحون لجهات معينة كما لو أن دمشق تمارس سياسة مزدوجة، فيما القرار الاستراتيجي السوري، وقد تم التفاهم على ذلك مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، هو المساعدة، وبشتى الوسائل، للحيلولة دون انهيار الوضع الأمني في البلاد، إذ أن سورية لا تستطيع أن تبقى هادئة بين الفوضى العراقية، وما تعنيه، والفوضى اللبنانية وما تعنيه..

هدنة..

ورغم تفادي المسؤولين اللبنانيين استخدام كلمة »هدنة«، فإن المناخات تشير إلى هدنة حقاً، إذ لا أحد يدري ما هي آفاق المرحلة إقليمياً ودولياً، وإن توقفت المراجع الرسمية اللبنانية أمام السيناريو الذي رسمه رجل الـ»سي.آي.إي« السابق جيفري وايت عبر دراسة لـ»معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى«.

ومع أن وسائل إعلام »حزب الله«، والحزب هو الهدف الرئيسي للحرب التي شعارها »حرق العشب لا تشذيبه«، تعاطت بجدية مع الدراسة على أنها تمثل »خارطة الطريق« بالنسبة إلى الحرب المقبلة، فإن المعنيين بهذه الحرب يصفون ذلك السيناريو بالخادع، إذ أن التقارير الاستخباراتية »الموثوقة« التي وصلتهم تؤكد أن الإسرائىليين سيستخدمون تكتيكاً جديداً في اجتياح لبنان، ومن دون مواجهة برية...

إنزال على القمم

وهذا التكتيك يقوم على أساس تنفيذ عمليات إنزال مكثفة على قمم الجبال، انطلاقاً من قمة الباروك ذات الحساسية العالية بالنسبة إلى الأمن الإسرائيلي، مروراً بالسلسلة الشرقية، ثم صعوداً إلى الشمال مع فم الميزاب والقرنة السوداء والمكمل.

وبحسب المعنيين، فإن إجراءات عملانية وميدانية اتخذت لمواجهة احتمالات من هذا القبيل، مع إبداء التخوف من »جهات داخلية« فد تستعمل إسرائىلياً في لحظة الصفر«...

وإذا ما استخدمت التعابير التي تستخدم عادة في بيان الأحوال الجوية، فإن لبنان الذي يتعرض لمنخفض جوي حار، محاط بضباب كثيف جداً. لا أحد يعرف ماذا يجري خلف ستار، وإن كان الكلام دائماً عن أن ما يشهده لبنان إنما هو انعكاس للغموض الذي يلف المنطقة حالياً، فالديبلوماسيون الأجانب يتحدثون عن مرحلة عاصفة من دون التوضيح ما إذا كانت الجراحة الاستراتيجية المنتظرة تكون ديبلوماسية أم عسكرية..

لا أحد في واقعية رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الذي يعتبر أن لبنان في واد واللبنانيين في واد، فالاحتمالات الخارجية تضغط كارثياً، والاحتياجات الداخلية تضغط كارثياً أيضاً، فيما يتحول جميل السيد، بسحر ساحر، إلى نجم السياسة اللبنانية. نجم بخمس نجوم. هناك من يجند كل إمكاناته من أجل تلميعه و»البناء عليه«، وهناك من يهاجمه على أنه رجل الساعة، وكل الساعات المقبلة، ما دام يمثل »الصندوق الأسود« بالنسبة إلى ملف شهود الزور الذي يبدو الإصرار على فتحه لافتاً، فهل الهدف هو التشويش على السياق الذي أخذه التحقيق الدولي، أم هو »إزالة« شخصيات سياسية وإعلامية وأمنية من الحلبة اللبنانية..

ليست حفلاً راقصاً..

الحديث عن »هدنة« لا أكثر ولا أقل. جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وكما قال لنا أحد الوزراء، لم تكن »حفلاً راقصاً«، بل إنها كانت أشبه ما تكون بمعركة بالسلاح الأبيض. مواقف ومواقف مضادة، فيما بري وجنبلاط لم يفقدا الأمل في ترتيب لقاء بين الحريري والأمين العام لـ»حزب الله« حسن نصرالله، وإن كانت أوساط الرجلين تعتقد أن الظروف الراهنة ليست مؤاتية لمثل ذلك اللقاء، ومن دون استبعاد ذلك كلياً..

أما الأوساط السياسية فترى أن أي لقاء من هذا القبيل في المرحلة الراهنة، لن يفضي إلى أي نتائج على الأرض لأن اللاعبين المحليين يتحركون داخل هامش ضيق للغاية، وهذا ما عكسه »الصراخ« داخل جلسة مجلس الوزراء والذي انتهى بقرار بـ»العودة« إلى التهدئة (بانتظار العودة إلى الضجيج)، فالكل مقتنعون بأن الأزمة هي خارج لبنان الذي يعيش هزاتها الارتدادية. والنتيجة أن كل ما يفعله هؤلاء اللاعبون هو الجلوس تحت سقف الستاتيكو الذي حددته معادلة »س - س«، وإن كان من يعتبر أن اهتزاز هذه المعادلة إنما نجم عن تباين بين الرياض ودمشق حول التعاطي مع الملف العراقي...

واللافت أن الذين يسخرون من هشاشة الوضع اللبناني وارتباطه بالوضع الإقليمي، وحيثياته واحتمالاته، يسألون ما إذا كانت تطورات الأحداث في جنوب السودان ستنعكس على الأحداث في جنوب لبنان الذي ما زالت زيارة المبعوث الأميركي السناتور جورج ميتشل له، وتحديداً للقوات الدولية، تثير أسئلة كثيرة لدى »حزب الله«.

 

أي لبنان : تلك هي القضية ؟

نهاد الغادري/المحرر العربي

ما يحدث في لبنان تمثيلية خطرة يمكن أن تكون مقدمة لحدث أو أحداث هدفها تغيير النظام أو فرض تغييرات تطال أسسه وكل ما أعقب مرحلة خروج سورية من لبنان وإقامة الدولة اللبنانية الجديدة . أبعد : كل ما أعقب الإستقلال وصياغة لبنان نموذجاً لتعايش ينقض النموذج الإسرائيلي .

وعلى عكس ماقد يعتقده البعض من أن الهدف هو المحكمة الدولية وماقد يكشفه تقرير المدعي العام من مسؤولية »حزب الله« وشركاه في جرائم الإغتيال . الهدف أبعد من ذلك . إنه الإستيلاء على السلطة في لبنان وكان الإغتيال وماتبعه من اغتيالات هو الهدف الحقيقي منه ومنها .

في تقييم المراقبين ومراكز البحث والتقصى أن »حزب الله« وصل إلى قناعة مفادها أنه أمام أحد خيارين : مواجهات مستمرة تأكل من شعبيته وتحشد خصومه موزعي الإتجاهات ، أو مواجهة واحدة وأخيرة يمسك فيها مع حلفاء موثوقين بالسلطة ويضع إمكانات الدولة في خدمة مشروعَيْه : الداخلي بتغيير تركيبة النظام وقواعد عمله ، والخارجي بتغيير تحالفات النظام ونقلها من الغرب إلى طهران ، ومع إيران ، بقدر محسوب ، سورية .  

يقول أحد مراكز الدراسات في وثيقة أتيح لي الإطلاع عليها إن مشكلة »حزب الله« هي مشكلة كل تنظيم مغلق ذي عقيدة مغلقة ومطلقة . إنه يصل ، تنظيماً وإيماناً ، إلى درجة يصبح معها استمراره متعذرًا مالم يمسك بالسلطة على الأرض كاملة ، إنه بين أحد خيارين : الهزيمة أو النصر . أما التعايش مع الآخر فليس من ثقافته أو استطاعته.

ليس سراً أن »حزب الله« هو حزب إلهي . وبغض النظر عن أن التسمية تمنحه شعورا ليس بالتفوق فحسب بل وأنه تجسيد لسلطة الله ، فإنه ككل حزب ذي عقيدة مطلقة ينتصر في نهاية أمره أو ينهزم . يَقهر أو يُقهر . يزيح الآخر أو يزيحه الآخر .  

في نظام الديموقراطية ذي طبيعة التعدد والإختلاف والحرية يقبل المختلف النقاش والتعايش ويظل كل منهما مستمراً . قد يتبدل أو تتبدل الظروف ومعها القناعات والأفكار ولكن الحياة تبقى ومعها الحرية ، ذلك الحق المقدس الذي يولد معها .  

في النظام المغلق بالمطلق لامجال للآخر . إنه عدو بالفكر السياسي كافر بالفكر الديني . ولأن »حزب الله« يملك الحقيقة المطلقة ومعها تفويض إلهى بالتغيير فإنه لايستطيع الإستمرار إلى ما لا نهاية بالتعايش مع الآخر الضالّ . عند هذه النقطة يبدأ صدام البقاء ويغدو الآخر كافراً وجب هديه بالإيمان أو عدواً وجب قهره بالقوة .

 مشكلة لبنان مع »حزب الله« ليست سياسية ولا مذهبية ، ولا هي قضية فلسطين . مشكلة لبنان مع »حزب الله« مختصرة في كلمتين : أيهما يبقى : لبنان التعايش والحرية والآخر المختلف ، أم لبنان المغلق بحزب يحتكر الله ، ومن خلفه الولي الفقيه في طهران .؟

وتلك هي القضية .

 

كيف يؤثر التيار على المسيحيين؟

 بيروت - »المحرر العربي«:

تتهم قوى مسيحية في 14 آذار التيار الوطني الحر بأنه ينفذ ما يمكن أن يسمى بـ»سياسة الأشباح« في محاولة للتأثير على المسيحيين، وذلك من خلال عرض سيناريوات، مبنية على تصورات أو تخيلات، من أجل اقتلاع المسيحيين من لبنان وإحلال الفلسطينيين محلهم. ومع أن تلك القوى تحارب التوطين بقوة، وتتابع بقلق الطروحات الديبلوماسية الراهنة، لا سيما مع تشديد ساسة إسرائيليين، وعلى رأسهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، على ترحيل فلسطينيي 1948 (فلسطينيو الجليل إلى مزارع شبعا)، فإنها تعتبر أن عملية »الماركيتنغ« التي يتولاها التيار إنما تنطوي على التشكيك بفعاليات مسيحية مؤثرة على الأرض، واتهامها بالتواطؤ أو بالصمت أو بإخفاء الرؤوس في الرمال، فيما الموضوع يتابع بدقة، وهناك اتفاق مع رئيس الحكومة سعد الحريري على مواجهة أي مشروع للتوطين وبمختلف الوسائل.

 

بري ينتفض على »حزب الله«؟

 بيروت - »المحرر العربي«:

فيما كانت البعثات الديبلوماسية العربية والأجنبية في حال استنفار بانتظار ما سيكون بعد التصعيد الدراماتيكي التي شهدته الساحة اللبنانية في الآونة الأخيرة، كان لافتاً كلام أكثر من سفير عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وما إذا كانت مواقفه التي تصب في مجرى التهدئة، تعكس تبايناً في وجهات النظر مع حليفه »حزب الله«، حتى أن أحد السفراء اعتبر أننا أمام مشهد جديد بالنسبة إلى الثنائي الشيعي: »الرئيس بري الأقرب إلى دمشق وحسن نصرالله الأقرب إلى طهران«. هل هي المعادلة في المرحلة المقبلة؟ أجواء عين التينة تبدو غير مرتاحة على الإطلاق إلى ما جرى أخيراً، لا سيما تظاهرة المطار، مع التركيز على عدم دفع الطائفة الشيعية، مرة أخرى وأخرى، إلى متاهات تسيء إليها داخلياً وعربياً ودولياً.. والطريف أن أحد رجال الدين الشيعة الذي يعارض ولاية الفقيه، وهو بعيد سياسياً عن قوى 14 آذار، سأل، في مناسبة اجتماعية، ما إذا كان الرئيس بري قرر أن ينتفض على »حزب الله«.

 

الحملة على ريفي... فضيحة موصوفة

 بيروت - »المحرر العربي«: »هل كان يفترض بشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أن تعلم أن العميد المتقاعد فايز كرم يعمل لحساب الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) ثم تغض الطرف عن ذلك باعتبار الرجل ركناً من أركان التيار الوطني الحر؟«. هذا السؤال لم يطرح في بيت الوسط ولا في الصيفي أو معراب، وإنما في مكان ما من بيروت يفترض أن يكون مقراً لأحد أقطاب 8 آذار، وحيث الاستهجان الشديد للحملة على مدير قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي قال القطب إن اسمه »أشرف« يختزل شخصية الرجل الذي طالما عرف بالنزاهة والفاعلية فضلاً عن المناقبية. القطب أضاف: »نحن نشكر سليمان بك (فرنجية) لأنه رفض توزيره في حكومة الوحدة الوطنية، وإلا لكان لدينا وزير إسرائيلي داخل مجلس الوزراء اللبناني«، ملاحظاً أن الحملة على اللواء ريفي هي »فضيحة موصوفة«.

 

نجاد عند بوابة فاطمة

بيروت - »المحرر العربي«: بدا جدول أعمال زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان الشهر المقبل يثير قلق المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً في ما يتعلق بمحطاته الجنوبية، إذ أن معلومات تشير إلى أن نجاد يزمع زيارة بوابة فاطمة وإلقاء كلمة في الحشود هناك... ويخشى المسؤولون اللبنانيون من حصول أي إشكال عبر الخط الأزرق يمكن أن يفضي إلى مضاعفات خطيرة، من هنا بدأت الاتصالات من أجل أن تكون جولة الرئيس الإيراني بعيدة نسبياً عن المنطقة الحدودية، بحيث تتمركز في مدينة بنت جبيل التي دمرها الطيران الإسرائيلي في حرب عام 2006 بعد الصمود الذي أظهرته في هذه الحرب.. ومع أن هناك من يتوقع أن يستغل نجاد زيارته للجنوب اللبناني لإطلاق مواقف مدوية، فمن المرجح أن تفضي الاتصالات إلى تبريد الزائر.

 

لا دخان بلا نار

المحرر العربي

> سفير عربي صادف وجوده في مطار رفيق الحريري الدولي مع وصول المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد، فوجئ بطبيعة (ونوعية) الحشد الذي كان في استقبال هذا الأخير، ليتصل بمستشار مرجع سياسي ويسأل ما إذا كان هذا مطار بيروت أم مطار مقاديشو، مبدياً تخوفه من أن يكون ما حصل »مظهراً من مظاهر الصوملة«.

> من أطرف ما قيل حول كشف النائب عقاب صقر طلب السيد مبلغ 7 ملايين دولار للتنازل عن دعاواه، الكلام الذي صدر عن قطب بارز في قوى 8 آذار، إذ سأل ضاحكاً: »يا جماعة الذي فعل ما فعله في بنك المدينة، هل هو بحاجة إلى هذا المبلغ الزهيد؟«.

> مسؤول سوري قال لزائر لبناني: »لو أردنا أن ننفي أو نؤكد، نتبنى أو لا نتبنى، الكلام الذي يصدر عن هذا السياسي أو ذاك، أو عن وسيلة الإعلام هذه أو تلك، لانزلقنا إلى المعمعة اللبنانية، وهذا ما نرفضه كلياً«. المسؤول نفى، بصورة قاطعة، وجود ازدواجية في مواقف دمشق حيال الوضع اللبناني.

> رئيس حكومة سابق اتصل بقيادة »حزب الله«، داعياً للعودة إلى الهدوء لأن قضية المحكمة لا تحل بالطريقة الهجومية، وناصحاً بالحفاظ على الرئيس سعد الحريري في السراي لأنه يملك ورقة هامة جداً هي ورقة الاستقالة التي إذا ما استخدمها فإن القرار الظني يصبح على الأبواب ومعه كل... الويلات.

> يؤكد ديبلوماسي سعودي في القاهرة أن التفاهم بين بلاده وسورية لمنع تفجير الوضع في لبنان من أي جهة كانت هو تفاهم جدي وحاسم ولا مجال لخرقه. الديبلوماسي أضاف أنه لولا ذلك التفاهم لما كان باستطاعة أحد أن يتكهن بالاحتمالات.

> وزير عربي معروف اتصل بمرجع لبناني صديق له، متمنياً عليه أن يتوقف بعض حلفاء المرجع عن مهاجمة مصر لأن من شأن ذلك أن يصب الزيت على النار، فيما المساعي لم تتوقف باتجاه رأب الصدع بين دمشق والقاهرة.

> لوحظ أن جهات في قوى 8 آذار بدأت تتعامل بصورة سلبية مع مواقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بعدما كانت قد راهنت على »استدارة جنبلاطية كاملة«.

وعلم أن قيادياً مؤثراً في تلك القوى اتصل بالجهات إياها طالباً عدم إخراج ملاحظاتها وتعليقاتها إلى العلن.

> وزير سابق (في المعارضة السابقة) كان يردد خلال الأسبوع المنصرم، ومن دون أن يخرج بذلك إلى الإعلام، أنه ليس المطلوب فقط إبعاد سعد الحريري عن السراي الحكومي وإنما أيضاً إبعاد ميشال سليمان عن القصر الجمهوري.

> تركيز الحديث عن »استعدادات عسكرية« لـ»القوات اللبنانية« حمل مراجع سياسية وأمنية على التساؤل ما إذا كانت هناك خطة لتسخين الوضع أو لتفجيره في أمكنة بعيدة عن »الأمكنة التقليدية«. هذه المسألة كانت محور اتصالات حساسة في الأيام الأخيرة.

 

واشنطن : القوة الحقيقية في لبنان هي بيد »حزب الله«  وسورية لم تعد تملك أوراقا فاعلة في لبنان

مخاوف جادة من انفجار حروب سنية شيعية على امتداد المنطقة تنطلق من لبنان  

واشنطن / خاص: المحرر العربي

أكدت وزارة الخارجية الأميركية وأجهزة استخبارات أميركية متعددة تعمل في منطقة الشرق الأوسط أن السياسة السورية لم تعد تملك أوراقا فاعلة في لبنان وأن قدرتها على التأثير السلبي في الأحداث تعادل قدرتها على التأثير الإيجابي ولاتتجاوز في حاليها 20٪ بالمئة من سابق قدرتها وبخاصة بعد أن أصبح لبنان بيد »حزب الله« من ناحيتي القوتين السياسية والعسكرية وانتشار جهازه الأمني، ويقدر امتلاكه لهذه القدرة على الأرض بأكثر من خمسين بالمائة على امتداد لبنان، وسبعين بالمائة في بيروت وثمانين بالمائة في جوارها. أما الضاحية فهي أرض أمنيه السياسي والعسكري. وكذلك الجنوب حيث تزيد قوته الممسك بها على ستين بالمائة . إضافة إلى أن سلاحه بأنواعه الحديث والكثيف يمنحه نقاطا إضافية .

وتقدر الأجهزة المختصة هنا في واشنطن قدرة الحزب الأمنية في بيروت وضواحيها بحجم قوة أجهزة الدولة الأمنية مرتين وبحجم قدراتها ثلاث مرات في مناطق أخرى .

وقد طرحت مصادر القرار في البيت الأبيض والدفاع والخارجية على أجهزة البحث، وأجهزتها ، سؤالاً محدداً: ما الذي يمنع »حزب الله« من الإستيلاء على السلطة في لبنان وهل يستطيع ذلك.؟ . فجاء الجواب المشترك بين عدد من المصادر بقدر كبير أن »حزب الله« قادر على تنفيذ انقلابه في ثلاثة أيام ووضع يده على السلطة كاملة في كل لبنان في أسبوع، غير أن ما يمنعه هو ردود الفعل المتوقعة في الداخل والخارج ومحيطه والدم الغزيز الذي سيسفك في مقاومته. وذلك أن لبنان بفريقيه المسلم السني والمسيحي سيعتبر خطوة كهذه اجتياحا للطائفتين معاً، وتحديدا للسنة في لبنان ومحيطه السني، كما ستعتبر هذه الخطوة قراراً إيرانياً يستفز كل العرب وقد يؤدي إلى صدامات تتوسع بحيث يصبح الصراع العربي الإسرائيلي شيئاً منسياً ومجرد لعبة أطفال قياسا لحروب شوارع سنية شيعية تبررها سياسات طهران وحزب الله والإصرار على قضم مواقع أهل السنة على امتداد المنطقة وحيت تتواجد أقليات شيعية تدعمها طهران وتوظفها في مشروعها الإقليمي .

أكثر ما يلفت في هذا الصراع المذهبي أن معظم أهل الشيعة في المنطقة يتجنبه ويعتبره عدواناً على تراثهم وحضورهم وليس تحقيقا لأي مصلحة تتصل بحياتهم.

وأكثر ما يخشاه المراقبون وسورية بشكل خاص أن يؤدي خطأ ما من حزب الله في لبنان إلى تفجير هذا الصراع ببعده المذهبي وأن ينساح إلى سورية بسرعة لا يعود معها النظام قادرا على اللجم أو المواجهة لتبدأ في البلدي: لبنان وسورية حروب مذهبية تغطي على الصراع العربي ـ الإسرائيلي وينساه الناس أمام هول ما قد يقع في حال انفجار الخلاف. صحيح أن القوة المنظمة تملك قدرة على المواجهة لاتملكها الجماعات المقابلة ولكن اتساع أرض المواجهات وانفجار المشاعر يجعل من أية قوة منظمة عاجزة عن مواجهات تتسع على امتداد الأرض والناس ويلتحق بها مظلومون مهمشون منهوبة موارد حياتهم من عصابات القوة .

وتقول تقارير مراقبين كثر في المنطقة إن ما يحتاجه هذا السيناريو الذي تعتبره اسرائيل تعطيلا لجهود السلام وإلغاء لقيام دولة فلسطينية في المستقبل القريب، مايحتاجه هو مجرد عود ثقاب يحمله أكثر من فريق لبناني وبخاصة »حزب الله« الذي يملك أكثر من عود ثقاب في كل زاوية من زوايا ولبنان وبيروت ، وهو مستعد لإشعالها هربا من المحكمة الدولية التي أمسكت فيما يبدو بالقاتل الحقيقي لرفيق الحريري وبقية الشهداء .

هل يقع مثل هذا الإنفجار أم ينجح بقايا العقلاء في لبنان بقيادة كل من: نبيه بري وسعد الحريري وعقلاء في الجانب المسيحي بقيادة البطريرك صفير في تجنيب لبنان والمنطقة تجرع كأس الإنفجار المر ..؟

 

لبنان ومصر والكويت والبحرين تشهد طلائع الهجمة..

مصر والخليج يحبطان هجمة إيران على أربعة محاور..

والقاهرة تهدّد »برد الصاع صاعين« إلى »حزب الله«!!

لندن - أبو ظبي - »المحرر العربي«:

اتهمت أوساط ديبلوماسية خليجية ومصرية في لندن وأبو ظبي أمس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بـ»مباشرة حرب وقائية استباقية ضد الدول الإسلامية العربية لإشغالها عن مساندة المجتمع الدولي في ضغوطه على طهران للتخلي عن برنامجها النووي العسكري ولتهديد حلفاء هذه الدول الأميركيين والأوروبيين بأن نظام الملالي الإيراني قادر في أي وقت على تفجير الأوضاع الداخلية في العالم العربي ذي الغالبية السنّية التي لا تشارك خامنئي ومحمود أحمدي نجاد أفكارهما »الثورية« المتطرفة لتحويل المنطقة إلى بؤرة معادية للعالم وللمجتمع الحر والديموقراطية العالمية«.

ووصف ديبلوماسي كويتي في أبو ظبي »الهجمة الإيرانية على أربعة محاور ضد الدول العربية: الكويت والبحرين ولبنان ومصر حتى الآن عبر إيقاظ الخلايا الإيرانية النائمة منذ سنوات فيها وعبر دفع عملائها الظاهرين والمستترين إلى تخريب الأوضاع فيها وإثارة النعرات المذهبية عبر حملات إعلامية وأمنية وتجسسية منظمة لبلوغ حدود الحروب الصغيرة المتنقلة كما يحدث منذ سنوات في لبنان« - وصفها بأنها محاولات سافرة للضغط على العالم الإسلامي والمجتمع الدولي »من أجل مبادلة استقرار الأوضاع الداخلية في دول الخليج ومصر ولبنان وغيرها من الدول ذات الحضور السكاني الشيعي بالوقوف مع إيران في حربها النووية مع الغرب، وغض الطرف عن انفلاشها في المناطق السنّية انطلاقاً من العراق والبحرين وبعض دول الخليج الأخرى وخصوصاً لبنان للتصدّي للمشروع الأميركي - الأوروبي الرافض حصول النظام المتطرف في طهران على القوة الذرّية التي ستجعل منه شرطي الشرق الأوسط من دون منازع«.

وأكد ديبلوماسي مصري لـ»المحرر العربي« في لندن »أن توسيع إيران عبر »حزب الله« اللبناني دائرة تطاولها واعتداءاتها على مصر والسعودية ولبنان ودول خليجية ومغاربية أخرى خلال الأشهر القليلة الماضية، سوف يُقمَع في مهده لأننا أقوى من الانحراف الإيراني المبني على العداء والحقد والغلو الديني المرفوض اليوم، وأن مصر اتخذت كل الاحتياطات والإجراءات لرد الصاع صاعين إلى جماعات إيران في لبنان الذين يتحرشون بنا بين الحين والحين ويرسلون إلينا إرهابيين وجواسيس إيرانيين ويحرّضون الشارع والجيش المصريين كما فعل حسن نصرالله (الأمين العام لحزب الله) على الثورة ضد النظام الديموقراطي القائم، إلاّ أن عليهم أن ينتظروا ردودنا الوقائية لأن مصر ليست لبنان أو العراق أو أي دولة أخرى ضعيفة«.

وقال الديبلوماسي: »إنهم (حزب الله والإيرانيون) يحرّضون منذ أشهر بل سنوات على الدولة اللبنانية لإسقاطها والحلول محلها كما هو حاصل الآن، ويروّجون للفتنة ويستخدمون السلاح الإيراني في اجتياح المناطق السنّية الآمنة غير المسلحة، دون أن تتمكن أجهزة الجيش وقوى الأمن من التصدي لهم خشية اندلاع حرب واسعة وشاملة في لبنان مرة أخرى«.

وكشف الديبلوماسي الخليجي في أبو ظبي من جهته النقاب لـ»المحرر العربي« عن أن قادة دول مجلس التعاون الخليجي السياسيين والعسكريين »اتخذوا قرارات حازمة بعد أحداث الكويت والبحرين المذهبية خلال الأسبوعين المنصرمين، لمواجهة أي مساس شيعي محلي أو خارجي بأمن بلدانهم، فسحبوا جنسية ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني في البحرين آية الله حسون نجاتي هو وأفراد عائلته، كما نزعت السلطات الكويتية في الوقت نفسه الجنسية الكويتية من رجل الدين الشيعي ياسر حبيب اللاجئ إلى بريطانيا بسبب الإهانات التي وجّهها إلى زوجة النبي محمد، مهدّدين (القادة الخليجيون) كل من تسوّل له نفسه بتخريب الأمن والاستقرار لصالح الإيرانيين المعزولين بأن يلقى نفس مصير هذين الشيخين اللذين يحرّضان الفئات الشيعية في دول الخليج على القيام بأعمال ضد مصالحهم ومصالح دولهم وشعوبهم«.

وقال الديبلوماسي إن »دول الخليج العربية، وفي ظل الجو المشحون الذي تشهده المنطقة انطلاقاً من لبنان والعراق نتيجة ممارسات إيران التي تواجه مشكلات مصيرية مع العالم بأسره ومع الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لن تتهاون في ضرب كل من يحاول استيراد المتاعب الإيرانية إلى الخليج، ودوله متعاونة على أعلى مستوى في هذا الشأن«. وقال: »إن التكاتف الخليجي في وجه إيران ومشاريعها التخريبية سوف ينسحب على كل المحور الخليجي إذا تعرّضت دولة ما منه لأي عمل مخلّ بأمنها«.

 

»حرق العشب في لبنان بدل تشذيبه«

سيناريو الحرب المقبلة كسر »حزب الله« وإضعاف سورية وتقليص نشاط إيران

هناء عليان/المحرر العربي

تناول رجل المخابرات الأميركي السابق جيفري وايت، في دراسة نشرها في واشنطن في إطار »معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى« سينايو الحرب القادمة بين الجيش الإسرائيلي و»حزب الله«، لافتاً إلى أنها ستكون الأقسى.

وتشير الدراسة إلى أن هدف إسرائيل من الحرب إيقاع الهزيمة بـ»حزب الله« وإلحاق الخسائر بالقوات السورية ولجم التدخل الإيراني في المنطقة، في حين أن هدف »حزب الله« سيكون ضرب الجبهتين العسكرية والمدنية الإسرائيلية والتصدي للقوات التي تدخل لبنان والحفاظ على مواقعه.

وبحسب وايت فإن »قيادة الشمال العسكرية الإسرائيلية« ستقوم بتفعيل كتيبة »جيش لبنان« في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى الكتائب السبعة ( كتيبة المظليين 98، الكتيبة المدرعة 36 التي تعمل في الجولان السوري المحتل، الكتيبة المدرعة التابعة لقيادة المركز 162، كتيبة الجليل لحماية الحدود ولقيادة الهجوم على جنوب لبنان 91، وكتيبتا الاحتياط المدرعتين 366 و 319، وكتيبة أخرى).

وقال وايت إن الحرب في حال اندلاعها لن تكون مشابهة للحرب الأخيرة في تموز/ يوليو 2006، وإنما ستمتد على مساحات واسعة من لبنان وإسرائيل، وقد تمتد إلى سورية، ومن الممكن أن تجر إيران إلى الحرب. كما ستشمل عمليات عسكرية واسعة تؤدي إلى إصابات عسكرية ومدنية كثيرة وهدم للبنى التحتية. وستتقرر نتيجتها في ساحة القتال بالرغم من الجهود السياسية.

ورأى أن الجيش الإسرائيلي على استعداد للحرب بشكل أفضل مما كان عليه في الحرب السابقة (2006). وأن هدف الحرب بالنسبة لإسرائيل هو فرض تغيير أساسي في المعادلة العسكرية لذلك سيكون في مركز الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية عمليات مشتركة برية وجوية وبحرية من أجل تدمير القوة الصاروخية لـ»حزب الله«، والقضاء على قواته البرية في جنوب لبنان، وضرب مراكز القيادة والتحكم، وهدم البنى التحتية في أنحاء لبنان كافة.

وأضاف وايت أن إسرائيل ستحاول منع توسع نطاق الحرب إلى الساحة السورية، عن طريق التهديد، وتجنيد الاحتياط وتحريك القوات وإظهار العضلات، ولكنها لن تتردد في شن هجوم على القوات السورية والبنى التحتية السورية والجهات الإيرانية التي ستحاول تقديم المساعدة لـ»حزب الله«. كما ستحاول إسرائيل ردع إيران عن شن هجوم مباشر على أراضيها عن طريق التحذير واعداد قوات هجومية استراتيجية ذ جوية وبحرية وصاروخية.

وتوقع وايت ان يتركز القتال على الحدود الشمالية لكيان الاحتلال وفي جنوب لبنان، مع عدد من »المسارح الثانوية« للمواجهات. وقال ان »حزب الله سيحاول صد الهجوم الصهيوني البري في جنوب لبنان بشراسة، فيما سيحاول الكيان الإسرائيلي الوصول إلى الليطاني، والى ما بعد الليطاني، حيث تتركز صواريخ الحزب«.

وفي محاولة لتصوير »فداحة الخسائر اللبنانية« المتوقعة في اي حرب، قال وايت ان »إسرائيل ستعمد إلى حرق العشب في لبنان بدلاً من تشذيبه »، ولفت إلى أن الحسم في الحرب سيكون عن طريق »الاجتياح الإسرائيلي البري«.  

واعتبر ان »حزب الله سيحاول امتصاص الهجوم الإسرائيلي البري، لكنه لن يتراجع... وستكون معركة الجنوب حاسمة«.

وقال وايت إن التوقعات الإسرائيلية تشير إلى أن »حزب الله سيعمد إلى إطلاق 500 أو 600 صاروخ يومياً في اتجاه إسرائيل، وهذا كثير من النار الذي سيأتي في اتجاه إسرائيل«. وأشار إلى أن تقنية معظم الصواريخ التي بحوزة الحزب أصبحت أفضل مما كانت عليه في العام 2006 ? لكن على عكس العام 2006? فإن »إسرائيل ستعمل على تدمير البنية التحتية المدنية اللبنانية لتحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية أعمال الحزب«.

أما بالنسبة لـ»حزب الله« فإنه سيعمل على إمطار الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية بالصواريخ، وضرب قوات الجيش الإسرائيلي التي تدخل إلى لبنان، وتكثيف الجهود لإيقاع أكبر عدد ممكن من الإصابات، وفي الوقت نفسه الحفاظ على قواته. كما توقع وايت أن يعمل سلاح الجو السوري على منع اختراق الطائرات القتالية الإسرائيلية وطائرات التصوير للمجال الجوي السوري، وربما سيعمل على إسقاط طائرات فوق سماء لبنان.

وأضاف أنه في حال دخلت سورية الحرب فإنها ستعمل على الحفاظ على النظام في دمشق وعلى »حزب الله« في لبنان، وعلى قدرات »حزب الله« في توجيه الضربات لإسرائيل، وإعادة التواجد العسكري السوري في لبنان لتوجيه ضربة لإسرائيل من شأنها أن تحرك جهودا سياسية لإعادة الجولان السوري المحتل إلى سورية.

وتابع وايت أن التصعيد في رد الفعل الإيراني سيبدأ بتزويد »حزب الله« وسورية بالسلاح، ليرتقي لاحقا إلى تواجد مستشارين وفنيين وقوات قتالية لضرب أهداف إسرائيلية ورفع مستوى التوتر في المنطقة (عمليات في مضيق هرمز- على سبيل المثال)، ومن الممكن أن يصل التصعيد إلى حد قصف إسرائيل بالصواريخ.

وبحسب وايت لا يوجد ما يؤكد أن حركة »حماس« سوف تدخل الحرب، خصوصاً وأن إسرائيل من الممكن أن تستغل الفرصة من أجل إسقاط »حماس« في قطاع غزة. وأنه في نهاية حرب تمتد لأسابيع يحتل الجيش الإسرائيلي أجزاء من لبنان وربما غزة أيضاً.

ورأى أن مثل هذه الحرب ستكون الأكثر جدية منذ الحرب عام 1973، وأنه سيتوجب على الجيش الإسرائيلي أن ينتصر فيها. ويقول إنه إذا تمكنت إسرائيل من تحقيق نجاح عسكري فسوف يتم كسر القوة العسكرية لـ»حزب الله« وإضعافه سياسياً، كما سيضعف النظام السوري بسبب خسائر عسكرية وأمنية مهمة، ويتقلص نشاط إيران في المنطقة مع تراجع حلفائها، وإذا تدخلت »حماس« فسوف تفقد قواتها العسكرية في قطاع غزة، إضافة إلى جزء من قوتها السياسية.

وطالب وايت في تقريره الولايات المتحدة بعدم الإسراع إلى وضع حد للقتال، وإنما إلى توفير الوقت والمجال للجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملياته ضد »حزب الله« وسورية. وأن الدور الأميركي يتمثل في ردع إيران عن التدخل في الحرب في الساحة اللبنانية السورية أو في الخليج العربي.

وتتضمن الفكرة العملانية التي يرسمها وايت التقدم على ثلاثة محاور، القطاع الشمالي والمركزي والشرق على طول الحدود مع لبنان، وبعد ذلك التقدم بمحورين شمال نهر الليطاني.

وختم وايت تقريره بالقول إن سيناريوات نهاية الحرب، ثلاثة، وهي تتضمن الحسم، أو تعب المتقاتلين، أو الحل المفروض. الحسم، حسب وايت، »لا يمكن إلا لإسرائيل تحقيقه، وبذلك إنهاء خطر »حزب الله« المسلح وإملاء شروطها لإنهاء الحرب«. أما في الخيارين الثاني والثالث، فستكون النتيجة عبارة عن »فوضى، مثل نهاية حربي 1973 و2006، وسيعمل المتقاتلون على الاستعداد لحرب أخرى مقبلة«.

 

الشرعة الأولى لحقوق الإنسان وحرية المعتقد في العالم... عراقية!

أسطوانة قورش (2600 سنة): غريبة في ديارها!

نجاد ألحق الإرث الإمبراطوري الفارسي بالثورة الإسلامية و.. الفلسطينية

هناء عليان/المحرر العربي

كتب موقع راديو أوروبا الحرة افتتاحية عن وصول »أسطوانة قورش« الأخميني الى ياران لعرضها لمدة ثلاثة أشهر بعد أن وافق المتحف البريطاني أخيراً على إعارتها لطهران.

وجاء في الافتتاحية: »ما إن وصلت اسطوانة قورش الأخميني الأثرية من بريطانيا ليتم عرضها في متحف إيران لما تحمله من إرث تاريخي فارسي، حتى انهالت الدعوات على السلطات الإيرانية تطالبها بالاحتفاظ بالقطعة الثمينة باعتبار أن الحكومة البريطانية سرقت هذا الأثر القديم وليس من حقها استرداده.  

وتعتبر هذه الأسطوانة الشرعة الأولى لحقوق الإنسان وحرية المعتقد في العالم، ويعود تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد، وهي تنص على سلسلة حقوق سنها الملك الفارسي قورش الثاني، مؤسس الامبراطورية الفارسية، في أعقاب غزو بابل سنة 539 قبل الميلاد، ونجاحه في أسر نابونيدوس، آخر الملوك البابليين، بمعونة مردوك إله بابل. والأسطوانة تسرد وقائع قيام قورش بإقامة نُصب لآلهة تعبدها شعوب شتى غير فارسية، وتسامحه الديني مع مختلف الواقعين تحت حكمه.

ورغم المطالبات الإيرانية بالاحتفاظ بالأسطوانة وعدم إعادتها إلى »سارقيها«، إلا أن الواقع يقول إن هذه القطعة الفارسية لم تكتشف في إيران، بل تم العثور عليها في بابل في العراق عام 1879، ما يعني أن ملكيتها عراقية وليست إيرانية. مع ذلك، تصر بريطانيا على حقها في تملك هذه القطعة مؤكدة أنها عثرت عليها عبر عمليات التنقيب وبالتالي لم تسرقها أو تستول عليها.

»قورش نجاد« بالكافية الفلسطينية

وقد ازدادت الأمور ارباكاً عندما زار الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد المتحف الايراني لرؤية القطعة الأثرية والاحتفاء بها، بحيث أبرز حس المفاخرة لدى الإيرانيين. ولم يتوان الرئيس الإيراني عن تعليق الكوفية الفلسطينية على كتفي ممثل ارتدى ثياب قورش. كما وصف نجاد قورش بتبجيل واعتبره ملك العالم، وهي عبارة لافتة للنظر خصوصاً وأن الثورة الاسلامية وعلى عكس الشاه، قللت من أهمية الارث الفارسي منذ ثورة 1979، وشددت على الارث الاسلامي.

وكانت ايران معروفة بمعاداتها لثقافة ما قبل الإسلام في التاريخ الحديث لإيران بحيث كان هناك دائماً نفور من حقبة ما قبل الحضارة الإسلامية في أعقاب الثورة الإسلامية. وكدلالة على ذلك فقد أراد العديد من السلطات الدينية تدمير برسيبوليس التي تعتبر أنقاضها معادية للاسلام، بينما تم إلغاء جميع أسماء ملوك الفرس من الكتب المدرسية في الوقت الحاضر. من جهته نفى آية الله مكرم الشيرازي وهو رجل دين مؤثر في ايران الشائعات عن رغبته في رؤية الاسطوانة، قائلاً »إنه لا يزور أي عرض غير العروض القرآنية«.

 وبالنسبة لأعداء أحمدي نجاد المحليين كان هذا مثالاً واضحاً آخر على ترويجه لذاته وبرنامجه الديني القومي الذي يثير أعمق شكوكهم.

وقد اعتبر الكثير من الايرانيين إقدام نجاد على ارخاء الكوفية الفلسطينية على »الملك قورش« أمراً مهيناً ومعيباً، وسأل أحد المدونين الايرانيين على الانترنت: »لماذا زيّن نجاد كتفي الملك قورش، وهو بطل إيراني، برمز دولة أخرى هي فلسطين؟«..كما أن مدوناً آخر يدعى آنديش اعتبر الخطوة مهينة وغير حكيمة، وتساءل: »كيف يمكن لأحدهم أن يجمع بين رمزين نقيضين فالملك الفارسي حرر اليهود من أسرهم البابلي ودعمهم، بينما موقف إيران الراهن من دولة إسرائيل معروف«.

فيما أشار النقاد اليساريون إلى أن احتفال الرئيس بالاسطوانة باعتبارها ميثاقاً ضد الظلم والقمع مثير للسخرية، بينما يشرف على إساءة استغلال غير مسبوقة لحقوق الإنسان، أما موقع المعارضة »جرس« فعد الأثر غريباً في أرضه، مضيفاً أن قورش كان ليصعقه سماع أحمدي نجاد يذكر اسمه ويردد مقولته »إن من حق كل أمة أن تتقبلني كملك أو العكس«، في إشارة إلى تزويره نتائج الانتخابات الرئاسية في العام 2009.

 وعلقت المعارضة جولناز إسفاندياري في مدونتها »رسائل فارسية« قائلة: »يبدو أن أحمدي نجاد كان يحاول جذب دائرة انتخابية جديدة بين الأنواع غير السياسية واستغلال الاستياء من مؤسسة رجال الدين، محاولاً في الوقت ذاته الاحتفاظ برضا مسانديه المخلصين«.

 

إذا كان دم الحريري لا يستحق حرق البلد لأجله فهل تحرقونه من أجل ضابط متقاعد؟

حسن صبرا/الشراع

حزب الله نظم ضربة استباقية وقام بإنقلاب كامل وجميل السيد رأس حربته حسب مصادر 8 آذار

*بشار الأسد كلّف وليد جنبلاط محاولة إقناع أميركا وفرنسا بوقف مفاعيل المحكمة ففشل

*ساركوزي سرّب مضمون القرار الاتهامي للأسد ومنه إلى حزب الله

*فريق عمل الحريري وسامي الجميل أجهضا اعتذاره من سوريا عبر جريدة ((الشرق الأوسط))

*السيد أقنع سوريا وحزب الله ان الحريري يشتري الوقت تحضيراً لأمر عظيم

*بري انزعج من واقعة المطار وتعليماته رفض مشاركة أمل في أي أمر لكنه لن يخرج عن التضامن الشيعي

*نعيم قاسم وضع الإمام قبلان بما سيفعله الحزب يوم الأحد المشؤوم فطلب قبلان ألا تحصل مشاكل

*الأسد اتصل بسليمان قائلاً: أي مساس بجميل السيد هو مساس ببشار الأسد

*إذا لم يسلم الحريري فريق عمله المتصهين فسيسقط!

*ظهور محمد زهير الصديق بعد مؤتمر جميل السيد هو أخطر ما يكون على حزب الله!

تعرض ((الشراع)) وجهة نظر فريق 8 آذار/مارس عبر أحد مصادره المقربين جداً من جميل السيد، تاركة تعبيرات الفريق السياسية كما هي حرفياً دون حذف ومعلوماته لإعطاء فكرة عن طبيعة الانقلاب الذي حصل، والاستهداف الواضح فيه، وهو ليس المحكمة الدولية فقط، بل ان التطاول عليها بات وسيلة للاستيلاء الكامل على السلطة، وفق مصدر 8 آذار/مارس كما لإسقاط حكومة سعد الحريري وكل من معه عبر اعتماد تسمية ((فريق عمله)) ولم يعد خافياً على أحد ان اعتماد كلمة فريق عمل الحريري تبدأ به شخصياً مع فؤاد السنيورة وسعيد ميرزا وأشرف ريفي ومروان حماده وهاني حمود وباسم السبع وآخرين..

تنشر ((الشراع)) وجهة النظر هذه بمعلوماتها وتحليلاتها واستنتاجاتها دون تدخل للوصول إلى القول انه اعتراف صريح بالإنقلاب على الشرعية، وتجسيد دولة حزب الله بدءاً من المطار إلى كل دار لمنع تطبيق القانون على أحد في لبنان إلا لمن يريد الحزب تأديبه مع إبطال أي مذكرة جلب أو توقيف أو ملاحقة لأي جريمة كانت في حرق للبلد بالمعنى العملي، ليصبح السؤال المطروح أمام الجميع الذين يزعمون الحرص على البلد حتى لا تحرقه دماء الحريري وهو: إذا كنتم ترون ان الحريري مات وانتهى الأمر كما قال جميل السيد في مؤتمره الصحفي ولم يعد جائزاً حرق البلد من أجله، فهل يستحق عدم مثول جميل السيد أمام قاضي التحقيق ان يحرق البلد لأجله؟

ما حصل في مطار بيروت بعد ظهر الأحد في 19/9/2010 لا يهدف إلى حرية شخص، ولا إلى إنهاء حياة شخص آخر بلا عقاب، انه منطق شريعة الغاب، الغلبة فيها للأقوى، وهذه هي المأساة التي دخلها لبنان، وربما لا يجد البعض وسيلة للخلاص إلا بإحراق الغابة بأكملها لتحترق حيواناتها كلها.

كان اللواء جميل السيد ومنذ اعتقاله السياسي يتواصل مع قوى المعارضة وبالتحديد مع سوريا وحزب الله ويصرح لهم ان المحكمة الدولية لا تستهدف الضباط الاربعة بل السوريين والمقاومة وسلاحها بشكل أساسي، وحزب الله كما هو معروف انتظر لسنتين حتى أعلن دعمه لقضية الضباط الأربعة في عاشوراء عام 2007 وتبنى قضيتهم لحين إطلاق سراحهم، وكان موقف حزب الله يتصاعد خلال وجود الضباط الأربعة في السجن. وبحكم ان اللواء السيد شخص عملي رفض فكرة ان القضية انتهت عند إطلاق السراح على عكس بقية الضباط علماً ان العميد ريمون عازار وصل إلى نوع من الاتفاق مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري يقضي بتعيينه سفيراً للبنان في الفاتيكان والعميد مصطفى حمدان استقال وله دور آخر مع ((المرابطون)) واللواء علي الحاج غطاه السوري بشكل كامل وأعطى دوراً لابنه الملازم أول صلاح الحاج الذي سلمه مسؤولية أمن السفارة السورية في لبنان وبطلب من الرئيس بشار الأسد.

كما ان عقلية الضباط الثلاثة ليست كعقلية اللواء السيد ولا علاقاتهم كعلاقاته. فاللواء السيد كانت علاقته قوية بالرئيس بشار الأسد قبل توليه الرئاسة في سوريا كما ان له علاقة صداقة مع شقيق الرئيس السوري قائد الحرس الجمهوري ماهر الأسد، هذه الصداقة استثمرها السيد على المدى الطويل والرئيس الأسد قدّره جداً.

باختصار خرج اللواء جميل السيد من السجن وبدأ يقنع سوريا وحزب الله بأن مصلحتهم ليست بالتسويف بل بإلغاء المحكمة الدولية. وان الرئيس سعد الحريري وفريق عمله ليسوا أصحاب قرار بل مرتهنين للخارج والرئيس الحريري لا يمون على المحكمة فلماذا تفاوضونه(؟). حزب الله أخذ الموضوع في الاعتبار وبشكل حساس جداً ودرسه لفترة طويلة فاقت السنة. بينما الرئيس الأسد كان له رأي آخر وهو ان سوريا قادرة على استيعاب الرئيس الحريري وان ما ارتكبه فريق عمله في هذا الموضوع وبالتحديد شهود الزور صار شبه مفضوح. وان سوريا قادرة على استيعاب الحريري لأنه زعيم طائفة أساسية في لبنان وابن الشهيد وزعيم السنّة، فاستقبله الرئيس الأسد متجاوزاً أعراف البروتوكول لتعظيم ضيفه ونشأت بينهما علاقة.

وفي هذا الوقت كلف الرئيس السوري النائب وليد جنبلاط بإنهاء القرار الاتهامي المنوي صدوره. لأن جنبلاط كان أكثر من يستشعر الخطر الآتي وكان يعلم ان أي قرار اتهامي يشمل عناصر من حزب الله يعني دمار المنطقة وليس دماراً للبنان فقط فالتقى بالفرنسيين والأميركيين فوجد ان ((الجو عاطل)) وتحدث بهذا الأمر مع الرئيس الحريري، ويقال ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سرّب للرئيس السوري مضمون القرار الاتهامي. ثم أرسل الرئيس السوري دعوة للرئيس الحريري على السحور في رمضان الماضي وذكره بوعده وبما جرى خلال القمة الثلاثية في قصر بعبدا بحضور الملك السعودي وقال له أنت وعدتني ولم تفعل شيئاً فطلب الحريري من الأسد أن يعطيه مهلة أيام كي ينهي الموضوع ويعطل مفاعيله وان يشرح للأميركي والفرنسي مدى خطورة صدور قرار يتهم عناصر من حزب الله، وبما انه هو ولي الدم كما خاطبه السيد حسن نصرالله وبما ان مصلحة لبنان وشعب لبنان أهم من دم والده وبما انه ابن شهيد وابن بيت سياسي فمن دون شك لن يقبل بهذا الأمر.

فحاول الرئيس الحريري مع الأميركي والفرنسي عبر الجانب السعودي بكبح جماح مفاعيل القرار الاتهامي فلم يفلح. فأجرى اللقاء الصحافي الشهير مع جريدة ((الشرق الأوسط)) وكان اختيار هذه الصحيفة موفقاً فهي سعودية ولا أحد سيكذّب ما ستنشره وهو لن يتبرأ مما قاله، وأورد في اللقاء الاعتذار من سوريا وتحدث عن شهود الزور، لكن خرج جناح آخر من تيار المستقبل وفسر وأدان وحاول التنصل من كلام الحريري. وكان ان صرح النائب سامي الجميل حليف الرئيس الحريري بما اعتبره السوري غير قابل للغفران عندما قال انهم أعانوا الإسرائيلي على السوري وهو ليس خجلاً من ذلك. ولم يدن الرئيس الحريري هذا الكلام لا هو ولا أحد من جماعته، بل ان بعض نوابه دافعوا عن النائب الجميل، هنا اعتبر السوري ان الرئيس الحريري بتصريحين وبوجهين وبلونين. واقتنع بصوابية فكرة اللواء السيد وان الحريري يشتري الوقت، وشراء الوقت ما هو إلا تحضير لأمر أعظم وان هناك شيئاً ما يحضّر لهم في الخارج، فاتخذ القرار الاستباقي. واللافت ان كلام السيد جاء بعد لقائه مع الرئيس بشار الأسد الذي أعطاه الضوء الأخضر ليقوم بهذه الحملة.

هل هي ضربة تحت الحزام من الجانب السوري للرئيس الحريري؟ هي ليست ضربة أو ((زكزكة)) هي أخطر بكثير. واللواء السيد قام بالمبادرة وزاد العيار وصعّد الموقف ولم يكن منفعلاً بل كان يخطط لهذا الشيء، وعندما قال للشيخ سعد انه سيأخذ حقه بيده قالها بطريقة ذكية ليس بسيارة مفخخة أو بصفعة في الظلام، وهذا ليس تهديداً بالمعنى القانوني بل ضرباً من الذكاء.

وللأسف الرد على اللواء السيد كان ضعيفاً من فريق عمل الرئيس الحريري الذي لم يفند النقاط التي أوردها اللواء السيد بل تناولوا الجانب الشخصي واتهموه بقصة طلبه لخمسة عشر مليون دولار، والوسيط الذي سماه النائب عقاب صقر وهو مصطفى ناصر نفى هذا الأمر.

وللأسف مستوى فريق العمل لشخص بهذا الموقع الرسمي والحركة السياسية مع هذه الامكانيات ليس بالمستوى المطلوب. المستهدف المحكمة الدولية وشهود الزور، وشهود الزور سماهم اللواء السيد مع من فبركهم وهذا يعني فريق عمل الرئيس الحريري وأعضاء 14 آذار/مارس وجميع حلفائه. وتحدثوا عن تحريك الحق العام استناداً للمادة 14 للإدعاء على اللواء السيد وهذه المادة مختصة حصراً برئيس الدولة فقط فالنص واضح ولا عقاب بدون نص. حزب الله اتخذ قراراً بأنه لن يسمح بالمساومة على عناصره وبدأت الاتصالات لاستيعاب الموضوع وكان الجواب انه لا مساومة، ويوم الجمعة الماضي اتصل الرئيس الأسد بالرئيس ميشال سليمان وقال له ان أي مساس بجميل السيد هو مساس ببشار الأسد. فحزب الله اتخذ قراراً بمنع التعرض للواء السيد وفُهم انه إذا كان الرئيس الحريري غير قادر على التخلص من فريق عمله ويعطل مفاعيل المحكمة الدولية فالأمور تسير نحو الخطر.

وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم زار نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ووضعه بأجواء ما سيحصل عند وصول السيد إلى المطار فطلب منه الشيخ قبلان أن لا تحصل مشاكل في البلد ودعا إلى الحوار، لكن من وجهة نظر الشيخ قاسم، وهي وجهة نظر حزب الله، انهم وصلوا إلى نقطة اللارجوع واللاعودة وان على سعد الحريري أن يسلم فريق عمله المتأمرك والمتصهين الذي يركّب الفتن للبنان وإذا لم يسلم هذا الفريق فإن سعد الحريري سيسقط، وهذا ليس تهديداً فقط لأن ما سيحدث هو أخطر مما حدث بعد قرارات 5 أيار/مايو 2008، فحزب الله مقتنع وكذلك أوساطه بأن القرار الاتهامي سيكون من الخطورة باتهام حزب الله بالضلوع باغتيال الرئيس الحريري من دون قرينة. واللافت عودة ظهور الشاهد الذي يعتبره الجميع انه كاذب وهو محمد زهير الصديق، لماذا عاد للظهور من مكان إقامته بعد مؤتمر اللواء السيد. وهذا من أخطر ما يكون خصوصاً انه ظهر ومعه ملف عماد مغنية وملف إيران ويقول ان اللواء غازي كنعان سلمه إياها فمن يصدق ان كنعان يسلم مثل هذه الملفات لسائق ضابط سوري مثل الصديق، رمزية ظهوره تدل على ان هناك فريق عمل يقاتل للبقاء على حياته. فمن يغطي الصديق أكيد هناك من يساعده للتنقل من بلد إلى آخر وللحياة والظهور وهذا يعني ان فريقاً كاملاً يساعده وان هذا الفريق قادر على الفبركة وحماية مثل الصديق وغيره.

واللافت في موضوع الردود على ما قاله جميل السيد في مؤتمره الصحافي ان لا احد مما اتى على ذكرهم من القاضي سعيد ميرزا الى مدير عام قوى الامن الداخلي اشرف ريفي الى وسام الحسن لم يتقدموا بأي دعوى قضائية ضده حتى الرئيس الحريري لم يحرك ساكناً، اما ما يخص مدعي عام التمييز القاضي ميرزا الذي تعرض لأبشع انواع الإهانات فلم يدع على السيد لأنه في حال ادعائه سيقع في خطأ الاثبات والدفاع عن نفسه في مسألة التحقيق وشهود الزور والاعتقال فيكون السيد قد جرّ ميرزا الى المحكمة وهذا ما يهدف اليه الاول، وهذا ما يدركه ميرزا جيداً لأنه يعلم علم اليقين بنوايا السيد والسؤال الى متى سيتحمل اهانات السيد؟!

وكان ((حزب الله)) قد حشد جمهوره في المطار لاستقبال السيد العائد من باريس، وأمام منـزله بلافتات حملت عنوان ((مؤيدون لجميل السيد)). وكان في استقبال السيد في المطار جميع قوى المعارضة باستثناء حركة ((امل)) التي نفذت تعليمات الرئييس نبيه بري بعدم التواجد لا في المطار ولا على الطريق الى منـزل السيد ولا داخل منـزله.

فالرئيس بري يبدي انـزعاجه مما يحدث وهو ينظر بعين الدارس لما يحصل، علماً انه لن يخرج عن التضامن الشيعي ولا عن المعارضة ولا عن الخط السوري، فخروج الرئيس بري من كل التـزاماته هذه حلم من احلام قوى 14 آذار/مارس ليس إلاّ.

أما ما حدث في المطار وحسب شهود عيان ان أمن ((حزب الله)) انتشر في باحة المطار وتوجهت سيارات النواب والوزراء ومسؤول أمن حزب الله وفيق صفا الى حيث هبطت الطائرة وان الحاج صفا صعد الى الطائرة وخرج مصطحباً منها اللواء السيد الذي كانت برفقته زوجه وابنته وتوجه معه الى صالون الشرف الذي فُتح بعلم وحضور عناصر من الجيش اللبناني اما عن السلاح فلم يكن ظاهراً للعيان. وبخروج موكب السيد من حرم المطار اقفلت الطريق وصولاً الى منـزله، ويذكر ان عراضة اخرى لحزب الله كانت رافقت السيد بعد خروجه من السجن وكانت يومها تسجيلاً لنقطة على 14 آذار/مارس وفريق السلطة.

الآن الوضع اختلف فالحديث الآن ان هناك طرحاً لمعادلة إلغاء القرار الإتهامي وإلغاء ملف شهود الزور مقابل بقاء الحريري في السلطة. انقلاب؟ نعم فكل شيء مباح، ففي 7 ايار/مايو 2008 كان هناك انقلاب جزئي، اما الآن فالإنقلاب كامل. وبالعربي الصريح هناك فريق يقول انه محشور بحلفائه والفريق الآخر يقول ان هؤلاء مخترقون بالمتصهينين وعمله هو فبركة شهود الزور لإتهام سوريا ثم يتبين للحريري ان هذا الكلام مفبرك وغير صحيح وهناك من فبركه فدارت الدائرة على ((حزب الله)).

ما فعله ((حزب الله)) يوم استقبال السيد هو ضربة استباقية يقولون لن نسمح بأن يحصل ما يفبرك لنا، وفريق عمل الحريري اوصلنا الى طريق اللاعودة، وهذه هي الحقيقة.

((حزب الله)) اتخذ قراراً عنوانه إلغاء المحكمة وتسليمنا الشهود الزور مقابل البقاء في السلطة واللواء جميل السيد هو رأس الحربة في هذا الموضوع.   

  

محمد الصفدي زعلان

الشراع/حسن صبرا

محمد الصفدي زعلان، ولم ينم الليل كما يقال بسبب مقال نشرناه عنه في عدد سابق، أوردنا فيه بعض الحقائق عن أسلوب عمله منذ ان جاء إلى السياسة نائباً ثم وزيراً للأشغال.

استعدنا في ذلك المقال معلومات نشرت في الصحف عن مؤتمر صحافي تحدث فيه رئيس مجلس إدارة شركة ((طيران الشرق الأوسط)) محمد الحوت عن مخالفات محمد الصفدي عندما كان وزيراً للأشغال العامة في مطار رفيق الحريري الدولي، ومن هذه المخالفات تأسيس شركة بإسم زوج الصفدي لتأمين خدمات المطار بديلاً عن شركة ((MEAS)) التي تؤمن الخدمات هذه، وقلنا انها محاولة لاستغلال نفوذ الصفدي كوزير وصاية على المطار للحصول على مكاسب مادية لزوجه على حساب شركة قائمة بالفعل.

أوردنا الكثير من المخالفات التي لا يحق لأي إنسان أن يفعلها، فكيف بمن اعتقد ان المال الذي معه يؤهله لأن يفعل ما يشاء حتى عندما يكون وزيراً للحصول على ما يريد، أو ان المال يؤهله أن يكون سياسياً.

وكتبنا ان الكبار الكبار في هذا الوطن أمثال رفيق الحريري وعصام فارس ونسيب لحود أوقفوا كل تجارة لهم أو تعهدات أو مشاريع أو استثمارات خاصة في لبنان منذ ان دخلوا معترك العمل السياسي.

أما محمد الصفدي فإنه وجد فرصة أمامه لزيادة ثروته بعد ان دخل مجلس النواب وجاءت به قوى 14 آذار/مارس وزيراً.

كتبنا الكثير مما أغضب محمد الصفدي وهو وحده يعرف أين الوجع.. وقد عبر عنه في مأدبة إفطار دعا إليها بعد المقال وقال فيها ما لم يكن يريد أن يقوله أبداً.

وهذا هو بيت القصيد.

صال محمد الصفدي وجال على جماعات 8 آذار/مارس من ميشال عون إلى سليمان فرنجية، وكاد يستعطف قادة أجهزة الأمن في حزب الله كي يؤمنوا له موعداً مع أمينه العام كي يعرض نفسه رئيساً للوزراء بديلاً عن الرئيس سعد الحريري، بعد ان توهم الصفدي ان هناك إمكانية لإسقاط الحريري والبحث عن البديل وحيث ان هناك مرشحين آخرين محتملين لخلافة سعد الحريري، فإن محمد الصفدي يتوهم انه يمكن أن يكون هو البديل المقبول.

كتبنا في هذه المسألة ان سعد الحريري هو نقطة إجماع محلي – عربي – دولي على بقائه رئيساً للحكومة اللبنانية، وهذا ما أقلق محمد الصفدي لأنه ذهب لركوب حصان إيران – حزب الله في لبنان لكسر هذا الإجماع، وهو يتجاوب مع كل ما يأمره به الحزب وإيران في طرابلس ولبنان كله من أجل أن يكون رئيساً للوزراء.

وكتبنا ان محمد الصفدي يسير على طريق ميشال عون الذي يشن حملة شعواء ضد كل الساسة المسلمين من السنّة، السائرين على طريق الاستقلال الثاني وبناء الدولة وتحقيق السيادة والاستقرار وتحقيق العدالة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري، وان محمد الصفدي على طريق ميشال عون الذي يراهن على ركوب الحصان الفارسي في المنطقة ولبنان للوصول إلى رئاسة الجمهورية، وان الصفدي يركب الحصان نفسه للوصول إلى رئاسة الوزراء، وهذا ما يراه بعض الساسة حقاً.

كل هذا كتبناه ونحن متأكدون منه تماماً وحركة محمد الصفدي تؤكده وتساعدنا في توكيده.

فما الذي حصل؟

وقف محمد الصفدي في مأدبة الإفطار ليعلن تجرع ما لا يطيقه بقوله: انه لا بديل عن حكومة سعد الحريري.

وقف الصفدي ليضع الخنجر في صدره منتحراً ضد كل ما سعى إليه خلال الفترة السابقة من فتح أبواب مع عون واستجداء من حزب الله ورسائل إلى الخارج ليقول انه الشخص البديل ليكون رئيساً للوزراء.

رجع محمد الصفدي عن كل محاولاته التي ما عادت سرية ليقول انه ليس مرشحاً لرئاسة الحكومة لأن الوحيد المؤهل لها الآن والصالح لها الآن والقادر على قيادتها الآن هو سعد الحريري.

كم هي طعنة نجلاء في صدر الصفدي ان يسبب له مقال في ((الشراع)) كل هذه العصبية المفرطة حتى انه يرعد ويزبد في مناسبة روحية رمضانية رامياً سلاحه، مسقطاً كل محاولاته السابقة كي يحصل على تأييد هذا او ذاك ليكون رئيساً للوزراء؟

هذا هو بيت القصيد.

كان الصفدي يظن وهو يقرأ بداية المقال ان المسألة تتناوله شخصياً في سلوكه كوزير سابق للأشغال، فإذا هي كشف حساب بمعركة ضد رفيق الحريري وسعد الحريري منذ ان جاء الى العمل السياسي، آملاً بأن يلتفت اليه اميل لحود فلم يفعل، آملاً في ان يسنده ميشال عون فغنى معه: ((اتلم المتعوس على خايب الرجا)).

ولم يبق له إلا حزب الله فوقف على ابواب قادة أجهزته الأمنية لموعد فإذا الصفعة تأتيه من تبني هذا الحزب لقضية جميل السيد ضد الوطن ومؤسساته، ضد رفيق الحريري ومقتله، وبدا ان شرط تأييد حزب الله لمحمد الصفدي ليكون رئيساً للوزراء بعد اسقاط سعد الحريري، هو ان يؤيد جميل السيد في تمرده على الوطن والسياسيين والقضاء والمؤسسات وان يخرج الى المطار لاستقباله.

اسقط في يد محمد الصفدي وقد شاهد بأم عينه كيف هاجت مدينته طرابلس (هل يعني لقب الصفدي انه من طرابلس ام من صفد؟) ضد جميل السيد وتطاوله على مؤسسات الوطن وتهديده لسعد الحريري رئيس الوزراء والرمز السني.. فتذكر مقال ((الشراع)) وقال انه السبب انه المصيبة، فهرب الى الأمام بدعوى قضائية ضد ((الشراع)) لأنها نشرت جزءاً من الحقيقة التي لا بد أن يطلع عليها الناس.

اللافت في دعوى الصفدي انه يطالب ((الشراع)) بتعويض قدره 500 الف دولار اميركي بدل عطل وضرر (عن ماذا؟ ما هو العطل وما هو الضرر؟).

هذا يعني ان محمد الصفدي فقد الأمل في رئاسة الوزراء وهذا هو الضرر.. وإلا ماذا سيفعل اذا اصبح رئيساً؟ هل يعيد لنا قيمة المال الذي يتوقعه بدلاً عن ضرر؟

تعالوا نمزح مع هذا الصفدي: كنا نتوقع منك يا صفدي ان تطلب عطلاً وضرراً بالعملة الوطنية اللبنانية، او بالريال السعودي حيث كنت تعمل في الاراضي الكريمة، اما ان تطلبه بالدولار فهذا لعمري سيزعج حزب الله لأنه يقبض ماله بالتومان ويكره الاميركان.

اسمع يا صفدي.. عفواً اقرأ.

اول مرة – وآخر مرة - سألت فيها الرئيس المظلوم رفيق الحريري عنك قلت له: دولة الرئيس من هو هذا محمد الصفدي فردّ بعبارة تختصر كل أمر حتى انني لم أعد اعرك اي اهتمام: حسن.. انا أحترم وأحب الصناعي، والزراعي، والتاجر ورجل المقاولات والبناء.. لكني لا أحب ولا أحترم السمسار. ومن حقي أن أقول هذا، فنحن نتكلم بالسياسة. أنا صحافي وأنت سياسي ومسؤول أمام ناخبيك وأمام اللبنانيين الذين يحق لهم أن يعرفوا ممثليهم فلماذا يضيق صدرك؟

 

 

للذين لا يعرفون جميل السيد هذا تحقيق عن شخصيته وتاريخه

الشراع/حسن صبرا

*السيد بدأ رحلته مع العميد إبراهيم شاهين في جيش الطلائع العربي ثم أتقنها ضده تحت قيادة العميد سيمون قسيس

*أول ضابط لبناني يتعرض لمحاولة اغتيال من حزب الله كان السيد قبل أن يصبح بعد سنوات الأكثر تنسيقاً معه

*جميل السيد كان شباك دمشق لاصطياد الحريري.. الصيد الثمين

*ضاق الهراوي وعائلته ذرعاً من أوامر السيد الأمنية ولما شكاه للأسد ((أقنعه)) بكفاءته

*منـزل السيد في الرملة البيضاء اشتراه الحريري له بطلب من الهراوي.. وشقيقاه تعلما بمنحتين دراسيتين من مؤسسة الحريري

*لم يكتف السيد بتلقين صحافيين تحليلاتهم بل كتب بأسلوبه البارع من دون توقيع ضد من يريد النيل منهم

*إشارة من جنبلاط وواسطة من نصرالله مع الأسد طوتا صفحة خلافه مع كنعان وغضبه منه

*جميل السيد كلف مهمة تحجيم الحريري من لحود وسوريا وتوجها بمعركة إقصائه عن رئاسة الحكومة عام 1998

*جميل السيد مفتاح لكل يد تتملكه نقطتا ضعفه تألهه أو نرجسيته وشهوته أو شبقه للسلطة

*اختلف السيد مع رستم غزالة فتحدث كل منهما عن سرقات الآخر وارتكاباته وعلاقاته المتعددة

*طموحه اللامحدود جعله يعمل لتغييرات تجعله رئيساً لمجلس النواب لزمن قبل ان يصبح رئيساً للجمهورية

*النيابة العامة التمييزية في عهدة عضوم كانت خاتماً في إصبع السيد

*لحود أراد أن يوازن بين مصطفى حمدان وجميل السيد عبر تقوية الحرس الجمهوري

*قوة الحرس الجمهوري اعتبرها ساترفيلد رسالة من مصطفى حمدان إلى الحريري فردت بهية الحريري ان على شقيقها توفير الإمكانيات ليحيى العرب لمنازلته

*عندما كان السيد يختلف مع الهراوي كان حافظ الأسد يحميه وحين يختلف مع لحود يحميه كنعان أما حين يختلف مع الحريري أو بري فكان يجد الحماية عند لحود وكنعان

*رتب ملف اعتقال جعجع بعد إثارة ملف الكنيسة

*عندما كان الهراوي أو الحريري يقرأ الصحف صباحاً كان يعرف ان السيد يقف وراءها

*الحريري كان يعتبر ان السيد مزروع سورياً من كنعان وأحياناً من لحود للحرتقة عليه وابتزازه

*الثنائي لحود - السيد أذاقا الحريري المر بدءاً من هجوم وحدة من الجيش على وزارة المالية واعتقال سكرتيرة السنيورة

بتاريخ 9 أيار/مايو 2005 صدر عدد ((الشراع)) رقم 1185 وتضمن تحقيقاً موسعاً بعنوان ((جميل السيد: الاشاعة التي كانت تخيف اللبنانيين)) عرض لأبرز المحطات في سيرته بكل ما علق بها من ممارسات وتجاوزات وارتكابات.

كثيرون لم يطلعوا على ما ورد في هذا التحقيق رغم تلقفه من قبل فئات وشرائح واسعة من اللبنانيين وغير اللبنانيين، ونفاد العدد من الاسواق بعد انتشاره كالنار في الهشيم، ومن يومها ساد اعتقاد بأن هذا التحقيق صار جزءاً من تاريخ مضى بعد ان طويت في ذلك الزمن صفحة جميل السيد رجل السلطة القوي.

اليوم وبعد تهديدات السيد ضد اللبنانيين ورئيس حكومة لبنان سعد الحريري، عاد اسم المدير العام السابق للأمن العام عنواناً لانقلاب يظهر بوضوح ان جهات تقف وراءه وعلى رأسها ((حزب الله)).

وللذين لا يعرفون السيد ولم يتح لهم الاطلاع على ما هو شائع ومعروف وأكيد عنه، تعيد ((الشراع)) نشر التحقيق كما نشر قبل خمس سنوات ونيف.

وضع الياس الهراوي أسير أمنه فذهب يستجير منه بالرئيس حافظ الأسد مفضلاً الخطر على هذا النوع من الأمن.

فرض على ميشال المر وزير الدفاع بالوكالة فاخترع له هيئة تملأ وقته ضجراً ومللاً.

تسلم الاستخبارات العسكرية في الجيش نائباً لمديرها فجعل منها مرتعاً لمواهبه في التخريب السياسي وهدم أسس النظام المدني اللبناني.

اختلف مع اللواء غازي كنعان فلم يجد حرجاً من اللجوء إلى السيد حسن نصرالله والزعيم وليد جنبلاط ليشفعوا له عند الرئيس بشار الأسد.

صنع من إميل لحود رئيساً للجمهورية ثم تجرأ على صنيعته إلى درجة جعلت لحود يقسم على ضريح والدته بأنه لن يعيده إلى مركزه مهما حدث، لكن ((القضاء والقدر)) أي اللواء غازي كنعان في ذلك الحين لم يستطع التخلي عن عقله التخريبـي، ولا عن عينه التي ترصد ظلماً وعدواناً حياة الناس.

بلغت به النرجسية حد اعتبار نفسه المرشح المستقبلي لرئاسة مجلس النواب فاستخف برئيسه الحالي (منذ 1992 -) نبيه بري وأهانه علناً وسراً، حتى ذهب الرئيس بري إلى الرئيس حافظ الأسد مستجيراً للخلاص منه.. فلم يحصد إلا الريح.

حاول ان يجعل من حياة الرئيس رفيق الحريري جحيماً وان يحيل مشاريعه للبنان المستقبل رماداً، فأقحم نفسه في كل صغيرة وكبيرة في مساره العام وحياته الخاصة، فذهب الحريري أيضاً ومراراً وتكراراً مستجيراً بالرئيس حافظ الأسد وكبار معاونيه للتخلص من هذا الشبح، لكنه كان كمن يستجير من الرمضاء بالنار.

فجأة جاء نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة وفي جيبه قرار دولي أكرهت دمشق على الموافقة عليه، فقام وزير داخليته العميد المتقاعد في الأمن العام حسن السبع وأمسك به مخطئاً فحاسبه وهو لم يتعود الحساب من أحد.

انه اللواء جميل السيد الإشاعة التي أخافت لبنان واللبنانيين في الخمس عشرة سنة الماضية.

كان الرائد جميل السيد أول ضابط لبناني يتعرض لمحاولة اغتيال من جانب مجموعة صغيرة شكلت اللبنة الأولى بقاعياً في حزب الله الصاعد حديثاً على يد سفير إيران في دمشق السيد علي محتشمي الذي أصبح فيما بعد وزيراً لداخلية إيران وأبرز عناصر التيار الإصلاحي المتهاوي.. (الضابط الثاني هو رئيس السيد في البقاع اللواء إبراهيم شاهين الذي قاد جيش الطلائع العربي في البقاع والعميد فهيم الحاج بالتحالف مع سوريا عام 1976).. وكان السيد بالنسبة إلى شاهين هو رستم غزالة بالنسبة للجيش السوري في لبنان، ويقال ان الذي اختاره لهذا الموقع هو تحليلاته وأسئلته التي لفتت أنظار قادة جيش الطلائع عند بدء تكوينه حيث كانت الحاجة ماسة إلى جهاز استخبارات أسندت مهمته إلى الملازم أول جميل السيد. ومن هذا الموقع بدأت رحلة جميل السيد التي أتقنها داخل جيش الطلائع تحت قيادة شاهين ثم أتقنها تحت قيادة قائد جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد أمين الجميل العميد سيمون قسيس فبدأ بكتابة تقارير ضد شاهين نفسه ثم كلفه قسيس بفتح خطوط مع جهاز الاستخبارات السوري في لبنان حتى نجح وبات قسيس بعد فترة خاصة في نهاية عهد الجميل أحد أصدقاء غازي كنعان المقربين وبات السيد من أكفأ الضباط الأمنيين الذين تبحث عنهم سوريا في لبنان؟!

عرف عن الضابط جميل السيد أمران أساسيان: هما انضباطيته وجديته الكاملة فضلاً عن طموحه اللامحدود ومن خلال هاتين الميزتين وبهما وبسببهما امتلك السيد قدرة تحليل منطقية وقدرة أقوى على الاسترسال والاستطراد في الكلام إلى ان يجد من هو أعلى منه يطلب منه التوقف بعد استفاضة في شرح أفكاره.

من هذا المنطلق وبسبب تميزه في جيش الطلائع العربي في الجيش اللبناني بقيادة اللواء إبراهيم شاهين حرص على انضباطية الجيش الذي عرفت ردائفه أو أشباهه الأخرى في مناطق مختلفة في بيروت والجنوب والشمال بقيادة الملازم أول أحمد الخطيب تسيباً وانفلاشاً واختراقاً من جانب قوى سياسية وحزبية واستخباراتية فلسطينية في الدرجة الأولى ولبنانية بعد ذلك أو من خلال ذلك أدت إلى انهياره دون وفاة إلى ان اجتاحت إسرائيل لبنان وبيروت عام 1982 فأعلن عن موته قبل ان تعود سوريا بعد ذلك لتعتقل قائده أحمد الخطيب ورئيس أركانه يوسف منصور طويلاً في المزة.

حرص الجيش الثائر الذي عاد كتلة واحدة إلى الجيش الرسمي في عهد أمين الجميل ومنه اللواء شاهين وضابط اللواء جميل السيد على الانضباط في البقاع جعله يتصرف كجيش تقليدي له مناقبيته ولم يكن يرضى وجوداً منفلشاً ميليشياوياً أو حزبياً حوله أو إلى جانبه فكانت حواجزه محاولة للسيطرة على الأرض وهذا ما كان يزعج حزب الله الصاعد حديثاً بأغلبيته البقاعية الذي كان بدأ عملاً سرياً في المقاومة بعد الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، وكانت عقبته حواجز ((جيش الطلائع)) السابق الذي كان فعالاً في التنسيق مع الجيش السوري ومخابراته في البقاع بعد نكسة خروجه الأول تحت وطأة الحصار الصهيوني لبيروت إلى البقاع، فحصلت صدامات متعددة أثارت غضب أطر الحزب فقررت إزاحة شاهين والسيد من الدرب ورتبت عملية لاغتيالهما في البقاع فنجوا منها بأعجوبة حيث رمى السيد نفسه وسط حقل على الطريق، في قريته النبي أيلا، فكان استيعابه للدرس سريعاً، وساعده أول الأمر نسبه مع أحد العناصر البارزة في الحزب يومها إبراهيم أمين السيد، الذي استعار لقب السيد لاسمه إبراهيم الأمين حيث عائلة الأمين من العائلات الدينية المعروفة جداً على مستوى لبنان وسوريا والعراق وبات اسمه متداولاً بهذه الصفة السيد إبراهيم الأمين الناطق الرسمي باسم حزب الله، إلى ان استقامت الأمور وعاد إبراهيم أمين السيد نائباً ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) في مجلس النواب السابق.

ومن مفارقات القدر ان يصبح اللواء جميل السيد بعد ذلك ليس فقط رأس حربة الأجهزة اللبنانية المفوضة سورياً للإمساك بلبنان وتحت رعايتها وجهازها الاستخباراتي بل وكلف بمهمات تتناسب مع طموح وجدية وانضباطية وقدرة التحليل التي يتمتع بها اللواء السيد مديراً عاماً للأمن العام وحاكماً فعلياً للبنان في شقه المحلي بالتنسيق الأكمل مع حزب الله نفسه.

عديدة هي المهمات الاستراتيجية التي كلف بها اللواء السيد ووجدت هوى في نفسه وكفاءته، وإذا كانت إدارته للأمن العام أعطت انطباعاً عن شخصه وإمكانية نجاح الرأس في الإدارة عندما تكون نواياه صافية نحوها فإن الأهم هو المسائل السياسية والأمنية والاستراتيجية التي تصدى لها السيد حتى أعطته صفة الأخطبوط أو المخطط أو الصانع لعهد إميل لحود كواحدة من نجاحاته.

كان تدمير النظام السياسي المتهالك في لبنان هو أول المهمات التي أوكلتها دمشق إلى جميل السيد بعد التزام سوريا حكم لبنان بناء على توكيل عربي ودولي طبيعي أو بصفة الأمر الواقع أو التخلي العربي والدولي عن لبنان لمصلحة سوريا لإدارة هذا البلد في مرحلة إعادة تكوين العالم كله مع بدايات انهيار الاتحاد السوفياتي ثم المنظومة الاشتراكية وبدء قيام الامبراطورية الأميركية الشاملة للكون كله.

وليست من الصدف أبداً ان تكون مهمة السيد هذه جاهزة للتنفيذ مع مجيء رفيق الحريري رئيساً لحكومة لبنان التي سيرأس ثلاثاً منها (1992 - 1995 - 1997) في عهد الياس الهراوي.. فقد كان الحريري هو الصيد الثمين الذي جهزت شباك السيد المتعددة لاصطياده.

كان الرئيس حافظ الاسد - كعادته - حريصاً حرصاً كاملاً على الشكل اما المضمون فليس للسياسيين ان يتعبوا فيه طالما انه يثق برجال استخباراته لاقامة نظام في لبنان شبيه تماماً بالنظام الامني السوري الذي يجلس على عرشه منذ العام 1970، فقد اراد الاسد ان يطبق نجاحه في سوريا في لبنان عبر الاستخبارات والامن اساساً ويبقى للساسة الشكل دون المضمون او الفعالية.

وكان الشكل ايضاً ان يأتي الى الحكم رجل رأى فيه حافظ الاسد بثاقب بصيرته قدرة على تحمل الاوضاع المأساوية اقتصادياً واجتماعياً للملمة الوطن في هذين القطاعين اللذين يهمان الناس التي تريد الخلاص من كل اثر للحرب دماراً وعنفاً وتهجيراً الى استقرار اجتماعي يوازي الاستقرار السياسي عبر مشروع اقتصادي اعماري طموح ليس له الا رفيق الحريري.

تفتقت عبقرية حافظ الاسد عن هذه المعادلة:

اسقترار اقتصادي - اجتماعي يقوده رفيق الحريري من خلال مشروعه الانمائي الشامل.. بدءاً من بيروت العاصمة والقلب والمركز.

امساك امني - عسكري يقوده رجال استخباراته بقيادة الرجل الذي اثبت كفاءة عالية في ميدانه ويتمتع بثقته الكاملة وهو غازي كنعان.

ولأن رفيق الحريري كان يدرك بل ويقول باكراً جداً وقبل ان يصبح رئس حكومة انه يجيء لأن حافظ الاسد هو الذي يصنع الرؤساء.. وكل شيء في لبنان، فإن الحريري لم يخالف هذه المعادلة، فكانت حركته ملتزمة الايقاع السوري بالكامل من خلال المجموعة التي اختارها الاسد لحكم لبنان عبر ما يسمى بالملف اللبناني وهي مشكلة من العماد اول حكمت الشهابي ومن نائب الرئيس عبد الحليم خدام، ومن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية العماد علي دوبا ومن رئيس جهاز الامن والاستطلاع للجيش السوري في لبنان العميد - اللواء غازي كنعان.

والنجاح الذي اعتبرته سوريا جائزتها الوحيدة وهو لبنان بعد حرب تشرين عام 1973 عائد الى هذه المعادلة التي حسمت سنواتها الاولى الى مرحلتين:

المرحلة الاولى 1989 - 1992 وشهدت النصف الاول من عهد الهراوي الدستوري غير التمديدي وفيها ثلاث حكومات (الحص - كرامي - الصلح) وشهدت لملمة الوضع الامني والمؤسساتي.

المرحلة الثانية 1992 - 1995 وشهدت النصف الثاني من عهد الهراوي ببدء عملية الاعمار للملمة الوضع الاقتصادي - الاجتماعي مع حكومة رفيق الحريري الاولى ثم الثانية مع بدء المرحلة الثانية من عهد الهراوي الممدد له من 1995 حتى 1998.

لم تواجه سوريا صعوبات في لبنان في الوسط الاسلامي بعد اغتيال وتهجير وتحجيم كل قادته من الزعيم كمال جنبلاط الى المفتي حسن خالد الى تهجير صائب سلام وتقي الدين الصلح وتحجيم كامل الاسعد واخفاء موسى الصدر.. حيث انحصرت مشاكلها في الوسط المسيحي فكان عليها بعد اقتلاع عون بتدبير اميركي ان تقلع سمير جعجع انما هذه المرة بتدبير استخباراتي، وهنا يبدأ كبيراً الدور المميز لجميل السيد وجهاز استخباراته رغم انه كان نائباً لمدير الاستخبارات يومها العقيد ميشال الرحباني، خاصة بعد ان فتحت له سوريا الطريق بإنهاء اعتصام عون في بعبدا ثم في نفيه الى فرنسا وأيضاً بتدبير امني - قضائي - سياسي كان للرئيس حافظ الاسد دور مباشر فيه (راجع الشراع في العدد رقم1170 تاريخ 24/1/2005).

جميل السيد والهراوي

من مقره المؤقت - عسكرياً - في نادي الضباط وبيوتهم في ثكنة ابلح كان الرئيس المنتخب حديثاً الياس الهراوي تحت حماية وأوامر رئيس مخابرات البقاع المقدم جميل السيد، الذي كان يفرض على الهراوي احياناً ان يخرج بسيارة مدنية خاصة او بالايجار تحسباً وحرصاً على حياته، الى ان قدم رفيق الحريري مبنى يقع في منطقة الرملة البيضاء غرب بيروت لرئيس الجمهورية الجديد ليقطن فيه مع مصروف ((للرئاسة)) قدره 250 الف دولار شهرياً يصرفه له رفيق الحريري عبر رسول خاص له في بيروت (لم يكن الحريري قد استقر بعد في منـزله في قريطم، وان كان يتردد عليه بين الحين والآخر).

سكن الهراوي وعائلته مقر الرئاسة المؤقت (هو الآن مكاتب جريدة المستقبل، احدى وسائل الاعلام الحريرية في لبنان) لكنه ظل ايضاً تحت حماية جميل السيد، وكانت اوامر جميل حاسمة وأرادها ان تشمل الهراوي وعائلته ومرافقيه المدنيين والعسكريين ومستشاريه رجالاً ونساءً.. حتى ضاق الحال بالسيدة منى الهراوي، واشتكت لبعلها اوامر جميل السيد كما اشتكت ايضاً مستشارته الاعلامية مي كحالة، فاستغاث الهراوي كأول استغاثاته من جميل السيد بالرئيس حافظ الاسد وضاق الهراوي ذرعاً بمضايقات جميل الامنية وأوامره بل وتدخله في كل كبيرة وصغيرة حتى انه قال للرئيس الاسد في دمشق يا سيادة الرئيس جميل السيد بيلحقني عالحمام ببيتي..!! وهي احدى الاساليب التي يلجأ اليها الهراوي اذا كان يريد امراً آخر كبيراً وكان يخلط المزاح بالجد وحين يردد انه بعد كل زيارة خارج القصر الرئاسي المؤقت في الرملة البيضاء يستقبل من اهل بيته بالقول ((حمداً لله على السلامة))!!

كانت عين الهراوي على قصر بعبدا ليتخلص ايضاً من نفوذ رفيق الحريري عليه كما نفوذ جميل السيد ليقطن في منطقة مسيحية وفي منتصف الطريق تقريباً الى البقاع وتحت حماية الجيش اللبناني، وألح بالشكوى حتى امر حافظ الاسد بتأهيل قصر بعبدا لينتقل اليه الياس الهراوي، بعد ان كان جميل السيد استقر في مديرية المخابرات نائباً لقائدها.

استقر الهراوي في بعبدا وظل جميل السيد في الرملة البيضاء انما في منـزل كبير يقول الهراوي انه طلب من رفيق الحريري، ان يشتريه له.. ولم تكن هذه هي الهدية الوحيدة التي قدمها الحريري لجميل السيد، فقد سبق له ان قدم قبلها منحتين دراسيتين حصل عليهما اثنان من اشقاء جميل للدراسة على حساب مؤسسة الحريري احدهما اصبح طبيباً معروفاً والآخر مهندساً؟!

ومع ان الهراوي استقر سعيداً في بعبدا وقد انهالت المساعدات الشخصية العربية وأهمها من رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله لتأهيل القصر الرئاسي لكنه كان دائم الشكوى من نفوذ جميل السيد خاصة عندما كان يقرأ في بعض صحف الصباح اللبنانية اخباراً او تعليقات تزعجه وكان يدرك ان جميل السيد وراءها، وهو ككثيرين يعلمون ان جميل كان لا يكتفي بتلقين بعض الصحافيين تحليلات تنشر في كثير من الاحيان في الصفحات الثانية من بعض صحف الصباح، بل وأيضاً كان جميل السيد كاتباً بارعاً بلغة سياسية راقية مليئة بالوقائع - حقيقية او مبهرة او مزورة - تنشر في بعض الصحف دون توقيع طبعاً، ودون اسم ابداً واحياناً تحت عنوان المحرر السياسي او كاتب سياسي او ..

ولعل بعض رفاق جميل السيد يعلمون ان الرجل كانت له أمنية، ان يكون صحافياً ومحللاً استراتيجياً قبل ان تتملكه نزعة الرئاسة من مجلس النواب الى ما هو اكبر ويقول عارفوه ان السيد كان يكتب مقالاً او تحليلاً او تقريراً بلغة عربية سليمة ودون أي خطأ بل انه لا يشطب أي كلمة خلال كتابته حتى لتظنها مطبوعة ومصححة!.

كان الهراوي عصبي المزاج يغلب عليه طابع الزحلاوي في استسهال التعابير المباشرة التي تخدش الحياء احياناً، ومع انه كان يعتبرها مفتاح احاديثه مع الرئيس حافظ الاسد الذي كان يستلقي على كتفيه ضحكاً من قفشات ابو جورج الا انه سرعان ما يضع الهراوي عند حده وهو يطلب - في ثلاث قمم طلبها الهراوي ليشكو فيها من السيد - ان يتوقف عن الهجوم على جميل السيد، ((فهذا ضابط كفؤ ويساعدك يا ابو جورج، ولديه مهمات عديدة في لبنان تحتاجونها جميعكم، ولا تستطيعون الاستغناء عن جميل)).

وعندما كان الياس الهراوي يظهر ألماً من مقالات في الصحف تتناوله من صحافيين معينين يسميهم الهراوي بالاسم في الصحف المحلية كان الاسد يطمئنه الى انه سيطلب من غازي كنعان ان يوقف هؤلاء الصحافيين عند حدهم وكان الهراوي يعلم ان هؤلاء الصحافيين يتلقون اوامرهم من جميل السيد وانهم قد يتوقفون لفترة عن انتقاده ثم يعودون اليه بطلب من السيد نفسه.

ولم تكن إملاءات جميل الصحافية على صحافيين في صحف يومية معروفين هي الأسلوب الوحيد لتعامله مع الوسط الإعلامي، بل ان هناك صحافيين تحدوا جميل السيد لاقوا منه المر والملاحقة والتهديد.

كان الزميل سمير قصير أستاذ العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف، والكاتب في جريدة ((النهار)) ذا رأي مستقل ومن أول المنتقدين في كل لبنان للنظام الأمني اللبناني - السوري، وكانت مقالاته في الصفحة الأولى في جريدة ((النهار)) صباح كل جمعة فضلاً عن محاضراته وندواته ومداخلاته عبر وسائل الاعلام الفضائية تغضب جميل السيد كثيراً وتجعله يتطير شراً من هذا الصحافي الذي يتحدى نظامه، فكان كثير التهديد له بالإلغاء والشطب، دون أن يمنع هذا سميراً من الاستمرار على نهجه، حتى قرر جميل السيد إحالة حياته وزوجه الزميلة جيزيل خوري إلى جحيم (جيزيل كانت تقدم برنامجاً أسبوعياً في ((اللبنانية للإرسال)) ثم تحولت لتقديم برنامج بالعربي في محطة العربية).

وكانت سيارة للأمن العام بعناصرها فرزهم جميل السيد لملاحقة سمير وجيزيل، مما دفع سمير للاتصال بصديقه الزعيم وليد جنبلاط ناقلاً حالته وتهديد السيد له فوضع جنبلاط مرافقاً مع سيارته تحت تصرف سمير، ولم يرتدع السيد وظل ملاحقاً للرجل وزوجه حتى ان سيارة الأمن العام لاحقت الاثنين إلى عشاء برفقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مطعم ((بلنيس)) في آخر الوسط التجاري لبيروت وبعد انتهاء العشاء سارت سيارة سمير التي يقودها عنصر من الحزب الاشتراكي مع موكب الحريري حتى وصوله إلى منـزله في قريطم، واقتربت سيارة الأمن العام من سيارة سمير وزوجه في تحدٍ سافر، لكن عنصر الاشتراكي نزل من سيارته حاملاً مسدساً في يده ووجهه إلى صدر عنصر جميل السيد قائلاً: أمر شو بدهم الشباب فتراجعت سيارة الأمن العام وعناصرها وتوقفت الملاحقة عن سمير بهذه الصفة ليفتعل جميل السيد مشكلة مع جواز سفر سمير العائد من إحدى سفراته فينـزع منه الجواز بحجة تجديده ولا يعاد له لأن سمير حسب رواية الأمن العام فلسطيني المولد، رغم ان جوازه لبناني منذ أكثر من عشر سنوات، إلى ان تم تسليمه الجواز بعد عدة أسابيع.

كان جنبلاط هو الفزاعة الحقيقية التي يخشاها جميل السيد مع نبيه بري، وكان الاثنان مثل جميل مقربين من دمشق مع الفارق النوعي ان جميل مقرب كموظف يؤدي مهمته، أما جنبلاط وبري فهما زعيمان كل في طائفته، وهما على الصعيد الشخصي من الأقوياء ويخيفان مئات من وزن جميل، ولا يجرؤ على مواجهتهما علناً حتى لو سرب اخباراً عبر مخبرين أو كتبة في صحف الصباح.

ولم تكن حالة سمير قصير وحيدة، بل ان الأمر نفسه تكرر بشكل أخف مع الكاتب الصحافي أيضاً الزميل جهاد الزين الذي بكّر مثل سمير ليس فقط في انتقاد النظام الأمني اللبناني - السوري بل وفي إعلان نهايته وقبل عدة أشهر، فكان عرضة لتهديد من جميل ورد لئيم، لكن الزين كتب في ((النهار)) حيث يرأس قسم صفحات الرأي رداً أكثر لؤماً لم يجرؤ بعده جميل السيد على معاودة الكرة وان كان كرهه لجهاد الزين أوغر صدره ليفش خلقه بآخرين.

وقصة سحب جواز سفر الزميلة راغدة درغام في لبنان لأنها شاركت كمندوبة ((للحياة)) في نيويورك في ندوة عقدت هناك وكان بين المحاضرين كاتب يهودي، باتت معروفة وقد صمم جميل على موقفه وهو يعلم ان ((الحياة)) مملوكة للأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز السعودي.

كذلك قصته مع رئيس تحرير جريدة ((الشرق الأوسط)) السعودية عبد الرحمان الراشد الذي منعه جميل من دخول لبنان فجاء عبد الرحمان غصباً عن جميل وفي وفد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز.

واسوأ توقيت اختاره الياس الهراوي ليخلع جميل السيد من منصبه حاملاً شكوى مرة الى الرئيس الاسد بذلك كان مع بدء تركيب ملف كنيسة سيدة النجاة لاعتقال د. سمير جعجع، خاصة بعد ان ذهب الهراوي الى الكنيسة بعد الحادثة وسمع كلاماً قاسياً من رجال الدين والمواطنين المسيحيين محملينه مسؤولية تدبير هذه ((المسرحية)).

طلب الهراوي موعداً عاجلاً من الاسد ملحاً عليه استقباله وعلى جدول الاعمال نقطة واحدة هي إخراج جميل السيد وميشال الرحباني من مديرية مخابرات الجيش، فرد عليه الاسد بحسم: ((يا ابو جورج الشباب الآن ماسكين اهم ملف في البلد - اعتقال سمير جعجع - وعندما ينتهي امر هذا الملف نبحث الأمر من جديد)).

انتهى عهد الهراوي رغم التمديد وما زال سمير جعجع في السجن.. وظل جميل السيد في مكانه في إشارة الى مكانة هذا الضابط عند حافظ الاسد شخصياً.

عاد الياس الهراوي الى لبنان ليشكو أمره الى المقربين وكان بينهم وزير الدفاع ميشال المر، فاخترع له هذا الاخير منصب رئيس الجهاز المشترك المسؤول نظرياً عن أمن العلاقات بين الجيشين اللبناني والسوري لكنه ظل في موقعه ليضبط حركة الهراوي الذي كثيراً ما حاول التفلت لكنه كان يرد على عقبيه دائماً.

جميل السيد والحريري

غير ان المعركة الحقيقية لجميل السيد كانت مع الرجل الأهم في لبنان منذ العام 1992 وهو رفيق الحريري.

نعم،

كان رفيق الحريري هو خيار حافظ الاسد وفق روزنامته التي أشرنا اليها سابقاً، إلا ان طبيعة الحريري وقامته وحجمه الشخصي والمالي وكفاءاته وطموحاته وعلاقاته العربية والدولية ورسوخ شعبيته السياسية والمذهبية في لبنان خاصة وسط الطائفة السنّية كانت تقلق كثيرين حول حافظ الاسد الذي كان يدرك كل هذا، لكنه كان يدرك ايضاً قدرته على ضبط الحريري وعلى ان الحريري لن يخرج عن الخط الذي يرسمه له حافظ الاسد مهما كبر وتوسع وتعمقت جذوره الطائفية في لبنان.

نعم،

كان هناك في دمشق من يخشى حجم رفيق الحريري الكبير عربياً ودولياً، اقتصادياً وسياسياً، طموحاً وجموحاً، والأهم من هذا هو التطلع الاسلامي السنّي لشخصه باعتباره قادراً على تمثيل طموحات السنّة السياسية في ظل المعادلات المحلية التي اظهرت ان لكل مذهب وطائفة في لبنان مرجعية واكثر: شيعة ودروزاً وموارنة وارثوذكساً.. أما السنّة فإن شوكتهم انكسرت قبل الحريري، في ظل انكفاء قياداتهم او ضعف امكانياتهم وامكاناتهم وفي ظل استهدافهم بالتفتيت والتشتيت وشراء واستحداث بعض الدكاكين والشراذم خاصة في بيروت تحت اسماء حركية او تجمعات او جمعيات او جماعات دينية وحزبية نجحت الاستخبارات السورية واللبنانية في الهيمنة عليها مثلما فعلت استخبارات ياسر عرفات سابقاً.

وكان حجم رفيق الحريري يكبر محلياً وعربياً في سوريا وخارجها كلما ظهر خلل عربي او سقط حاكم عربي من ياسر عرفات الى صدام حسين، وفي ظل انكفاء مصر بعد جمال عبدالناصر عن أي دور قومي طليعي ورائد، وفي ظل الهجمة الصهيونية التي تذبح الشعب الفلسطيني وقواه وطموحاته ومساعيه للحرية والاستقلال وتقرير المصير وبعد ذلك وحتى الآن في ظل حصار العراق ثم احتلاله وإسقاط صدام حسين وتراجع التمثيل العربي السني في العراق لمصلحة التحالفات الايرانية - الاميركية التي نصبت جماعاتها في هذا البلد العظيم.

كان كبر حجم رفيق الحريري من طبيعته ومن ظروفه الذاتية والموضوعية عامل قلق في سوريا بالدرجة الاولى وفي لبنان عند كثيرين.

والمشكلة في الحريري انه بالنسبة لخصومه كان شراً لا بد منه، ولأنه كان يعرف حجمه فإنه كان يعمل ويتحمل ويعاني ويصمت في كثير من الاحيان، وإذا ما عاند لفترة - وهو مشهود له بالعناد السلبي والايجابي - فإنه كان يقف عند حدود الخط الاحمر في سوريا ويتراجع بطلب من عبدالحليم خدام او حكمت الشهابي او غازي كنعان، ودائماً عندما كان حافظ الاسد يطلب منهم البحث عن تسوية لخلاف للحريري مع الآخرين (الياس الهراوي، نبيه بري، حزب الله ثم ودائماً اميل لحود..).

واجه الحريري معاركه الكبرى مع اميل لحود، لكنه ايضاً عاش معارك لا تنتهي مع الياس الهراوي وفي معاركه مع الرئيسين كان الحريري يعرف انه يواجه جميل السيد مباشرة او تحت جنح الظلام.

كان الحريري ينتظر، كلما بلغه لقاء جميل السيد مع الياس الهراوي، معركة مع الاخير، وكانت معارك الهراوي مع الحريري قياساً بمعارك الحريري بعد ذلك مع لحود سهلة ومحتملة وثمنها معروف، وكان المال وسيلة مهضومة وفعّالة لحل أي مشكلة مع الهراوي، او تعيين قريب او محسوب بغض النظر عن كفاءته او امكاناته.

ومع ان الهراوي جاء برجل مشهود له بالآدمية هو ريمون روفائيل لرئاسة جهاز الامن العام، وكان ابو اسعد واسطة خير دائماً مع الحريري يعاونه اول الامر شقيق زوجه والمستشار السياحي عند الحريري فؤاد فواز وهو الآن المستشار السياحي لنبيه بري الا ان الهراوي كان يبعد روفائيل عن خط الحريري عندما يريد مشكلة معه فيكلف جميل السيد وهو يعرف ان السيد مؤذ ويجيد ترتيب الخوازيق لحكومة الحريري، ويجيد تسريب ما يريد ضده شخصياً، وكان هو أي جميل يتولى تحريض بعض الصحافيين لكتابة معلومات لا اساس لها من الصحة في بعض الصحف ضد حكومة الحريري وشخصه (مثلما يكتب هؤلاء الصحافيون معلومات اخرى غير صحيحة ضد الهراوي نفسه عندما يشتبك معه جميل). كان جميل السيد نائباً لمدير المخابرات في الجيش وقد نجح مع قائد الجيش المعين اميل لحود في تشكيل ثنائي متناغم ضد الهراوي والحريري، وفي جعل الجيش جزيرة معزولة وكان يتعالى على السياسيين دون استثناء حتى الذين ينتظرون اشارة منه لشتم الحريري او الهراوي او بري وكان يجعلهم ينتظرونه على باب مكتبه في وزارة الدفاع بالساعات وهو جالس في غرفته مع صحافيين يلقنهم درس اليوم لينشر تالياً في صحف الصباح تحليلات في الصفحة الثانية او اخباراً صغيرة فيها او على صدر الصفحات الاولى).

كان الحريري يدرك ان الهراوي يريد منه شيئاً فيصعد اليه الى بعبدا ويتناقشان والحل دائماً على الطاولة يناوله الحريري للهراوي فتنتهي المشكلة ويرتاح الهراوي فيغضب جميل السيد.

كان الحريري في حالات يتجاوز فيها الهراوي حدوده وتزداد مطالبه كفرن تلتهم ناره كل ما تضعه فيه، يصعد الى القصر الجمهوري ليفجرها مع الهراوي او ليوقفه عند حده، وكان الهراوي اللماح والذكي يدرك غضب الحريري فيتداركه بنكتة او طرفة تجعل الحريري يستلقي على ظهره ضحكاً وفرقعة، تجعله ينسى كل ما جاء من اجله.

وكان الحريري يعتبر ان جميل السيد مزروع سورياً وأحياناً كثيرة من قبل غازي كنعان شخصياً للحرتقة عليه، لابتزازه، وفي احيان اقل لحساب قائد الجيش اميل لحود اول الامر وأيضاً لحساب جميل الشخصي.

التمهيد للحود رئيساً

لم يعمل جميل السيد لتحجيم الحريري في عهد الهراوي الا مقدمة وتسهيلاً للمجيء بإميل لحود رئيساً للجمهورية، ولعل الاثنين لحود والسيد لم ينسيا ان رفيق الحريري كان الاكثر حماساً للتجديد للهراوي (1995 - 1998) من حافظ الاسد نفسه، بل انه هو الذي خاض معركة التجديد للهراوي خوفاً من مجيء لحود وهو يعرف ما يخبئه الثنائي لحود - السيد له.

وكان الحريري هو صاحب مبادرة الطلب الحكومي في مجلس الوزراء من الهراوي - المتعفف!!!!!!!! قبول التمديد له لمدة ثلاث سنوات، فوقف خطيباً يرجوه ((قبول)) التمديد الشهير.. تأجيلاً لقدر مجيء اميل لحود لرئاسة الجمهورية.. عل وعسى.

نجح الحريري بالتمديد للهراوي عام 1995 يعاونه اساساً في دمشق نائب الرئيس عبد الحليم خدام وهو صديق شخصي ووفيّ للحريري، ومنذ ذلك التاريخ اقفلت ابواب دمشق الاخرى في وجهه، مع بدء صعود نجم الدكتور بشار حافظ الاسد داخل سوريا، وشيئاً فشيئاً كان الرئيس الاسد يسلم ابنه اوراقاً من ملف لبنان حتى بات كله بين يديه مبعداً وشيئاً فشيئاً قادة الملف القدماء الثلاثي في سوريا الشهابي - خدام - دوبا - مبقياً الرجل الموثوق في كل العهود غازي كنعان في لبنان.

كان حول بشار الاسد رجال لا يحبون رفيق الحريري لاعتبارات كثيرة، ومع ان حافظ الاسد كان يوصي الحريري دائماً باللقاء مع ابنه بشار الا ان الحريري كان يستمع كثيراً الى خدام الذي لم يكن متحمساً لهذا الطلب، وبالمقابل كان الحريري يستمع الى من يقول له ان بشار عندما يأتي الى السلطة لن يرحم خدام.. ولن يرحمك.. وكم خاف الحريري وغضب وتأسف عندما بدأت حملة اعلامية شنيعة من اذاعة لندن وجريدة ((الحياة)) ضد الرجل الاساس في نظام حافظ الاسد العماد اول حكمت الشهابي، واتفق مع رفيقه القوي وليد جنبلاط ان يطلق الاخير تصريحاً من لبنان دفاعاً عن الشهابي - وكان الحريري رحمه الله - يردد: وليد شجاع وأنا لا استطيع ان ادافع حتى عن اصدقائي وأبو حازم (الشهابي) واحد منهم!!

وكان الحريري في لبنان يعرف ان اميل لحود يكرهه أيضاً وان جميل السيد كان يحرتق عليه سواء عبر تصريحات نواب ضده وضد حكومته او وزراء يهددونه داخل جلسات مجلس الوزراء بقلب الطاولة ضده بل ان احدهم محمود ابو حمدان هدده في حال عدم تعيين حسن تفاحة (امل) مسؤولاً عن الاسواق الشعبية المقررة بفتح ملف الاستملاكات البحرية وكل لبنان يعرف ان هذا الملف يطال الجيش ووزراء ونواباً ومؤسسات دينية واجتماعية وحزبية وشخصيات معروفة.. لكن الحريري كان يأخذ كل الامور بصدره رغم معرفته انه المستهدف الوحيد فيذهب لمراضاة نبيه بري وهو يعرف ان باب النار في عنجر او في اليرزة فيتدخل ابو مصطفى بعد الترضية للتخفيف عن الحريري عند كنعان دون أي اتصال مع جميل السيد.

وكان الاعلام المكتوب - وأغلب المرئي - ممسوكاً من قبل جميل السيد وطبعاً غازي كنعان، يسطّر ويشنّع ويشيع ويفبرك اخباراً وأوهاماً ومعلومات في مقالات يطالون فيها دائماً مشروع الحريري الاعماري وأرقامه الاقتصادية، وكان نجاح واكيم صاحب اطول لسان مزوداً بمعلومات جميل السيد او هناك في دمشق من الحاقدين على الحريري للتطاول عليه وعلى مشروعه.

كان الحريري يدرك ان كل هم الثنائي لحود - السيد وترجمة لأحقاد من في دمشق ضده، الاطاحة به واضعافه الى الحد الادنى كي يأتي لحود رئيساً للجمهورية، ولم يكن لحود يخفي هذا الطموح، بل كان يردد وبحسم انه قادم للرئاسة مهما طال الزمن، لأن الرئيس حافظ الاسد الذي يتخلى شيئاً فشيئاً عن الحكم لابنه بشار ويتخفف من اعمال الدولة كلها لنجله الطبيب بسبب وضعه الصحي الحرج يريد أن يطمئن إلى من يرتاح ابنه بالعمل معه في لبنان وهو يعرف ان بشار لا يكن وداً للحريري.

ولقد أذاق الثنائي لحود - السيد رفيق الحريري المر عندما هاجمت وحدة من الجيش وزارة المالية حيث وزيرها الصديق الشخصي للحريري فؤاد السنيورة، بحجة المطالبة بحقوق الجيش في مسائل ((يعطلها)) السنيورة، وحصلت مواجهة مع مديرة مكتبه اعتقلت على أثرها وكان الهجوم والاعتقال رسالة مباشرة ليس لفؤاد السنيورة الذي يمكن اعتقاله من منـزله، بل إلى رفيق الحريري شخصياً وسياسياً، ونموذجاً أو صورة للمستقبل الذي ينتظره بوجود هذا الثنائي القادم إلى الحكم.

كانت مهمة السيد تدمير النظام السياسي في لبنان والطبقة السياسية الحاكمة وكلها جاءت بها دمشق منذ العام 1992، تمهيداً لمجيء إميل لحود من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية على حصان أبيض، وتولى السيد التمهيد بأضخم حملة إعلامية تتحدث إيجاباً عن مآثر الجيش وقائده، ولا تترك سلبية أو نقيصة بالطبقة السياسية إلا وتتهمها بها.

وكان الغريب والعجيب ان كل مساوىء الطبقة السياسية والسياسات الحكومية والقرارات التي صدرت منذ العام 1992 ألصقت برفيق الحريري وحده وتولى نواب ووزراء اعلام وأحزاب وأشخاص التطاول عليه شخصياً وعلى سياساته دون أي ذكر لأي مسؤول أو رئيس أو وزير أو نائب أو مدير عام في لبنان كله.. حتى بات الحريري هو الهدف الأبرز للاغتيال السياسي - قبل الاغتيال الجسدي - لكل هذه الحملة التي بدأت ضد الرجل منذ العام 1993 حتى استشهاده في مطلع العام 2005.

لحود حاكماً والسيد مديراً

جاء الثنائي إميل لحود وجميل السيد إلى السلطة عام 1998 الأول رئيساً للجمهورية والثاني مديراً عاماً للأمن العام مع كامل الصلاحيات.

وإذا كان صحيحاً ان إميل لحود ليس طائفياً ولا يهمه طائفة أو مذهب أي موقع في لبنان حتى لو كان المديرية العامة للأمن العام، فإن الصحيح أيضاً ان اختيار السيد كان سورياً بالدرجة الأولى، لا بل لعل جميل السيد هو الذي عمل لإيصال إميل لحود نفسه إلى الرئاسة بطلب سوري مباشر وصريح وحاسم.

فتنازل لحود الطائفي والمذهبـي هو سياسي أيضاً باختيار السيد مديراً عاماً للأمن العام، وقد خدم لحود السيد بتوسيع جهاز وملاك وصلاحيات الأمن العام مثلما فعل تماماً الرئيس الراحل سليمان فرنجية في مطلع عهده عام 1971 حين اتفق مع الزعيم الراحل صائب سلام على تصفية المكتب الثاني اللبناني يومها - أي استخبارات الجيش حالياً - ووزع ضباطه سفراء ومبعدين وملاحقين، واستعاض عنهم بتعزيز مكانة وصلاحيات وإمكانات الأمن العام اللبناني مع تعيين المقرب منه اللواء انطوان الدحداح مديراً عاماً للأمن العام فزاد ميزانية المديرية وعززها بالعناصر، وكان قربه من فرنجية يسمح له أن يكون الحاكم الأقوى أمنياً وعسكرياً في لبنان.

ولم يكن جميل السيد ليرضى بهذا الموقع إلا وفق المعطيين الأساسيين وهما:

1- أن يكون هذا الخيار سورياً وبالمطلق ولخدمة مشروعها في لبنان، وهو يعرف هذا تماماً قادماً بالإرادة السورية ولاستهداف معين يخدم فيه سياستها ومشروعها في لبنان، مثلما يخدم طموحه اللامحدود رئيساً لمجلس النواب إلى زمن تتغير فيه الأحوال ليصبح بإمكانه أن يكون رئيساً للجمهورية فعلاً!؟

2- صلاحيات مفتوحة على كل الطاقات والافعال المناسبة يريدها موازية لطموحه المهني - وقد برع فيه جداً - والشخصي وقد ((تأله)) حتى لم يبق عنده كبير، وكان هو يردد وعلناً ((والله نحنا قصة كبيرة)) نحنا البلد!!

وكانت الصلاحيات في المديرية العامة للأمن العام والميزانية والعديد والسلطة والهيبة كلها مكونات توافرت بعوامل موضوعية بقرارات من السلطة وذاتية بقدراته الشخصية الكبيرة حقاً.

أما الأهم

فهو ان جميل السيد، وهو الخبير العارف بمكانته الكبيرة وأهميته داخل جهاز الاستخبارات العسكرية، لم يكن ليرضى أن يتخلى عن إدارة جهاز مسؤول عن 50 ألف عسكري ضباطاً وجنوداً ومديريات وعتاداً ومهمات واستراتيجيات ليقبل جهازاً للأمن العام تكاد أفضل مهماته تكون في إصدار جوازات السفر وتصاريح استقدام السيريلانكيات وكتابة تقارير عن هذا وذاك..

كانت السواعد الأقوى مع جميل السيد في مديرية الأمن العام هي في تجيير مدعي عام التمييز عدنان عضوم لخدمة موقعه بالقانون والمؤسسات.

كان جميل السيد يدرك انه يتخلى عن موقع نائب مدير الاستخبارات العسكرية حيث ليس فقط مسؤولية50 ألف عسكري بل وأساساً حيث المؤسسات الفائقة الأهمية العظيمة الصلاحيات، سواء في الضابطة العدلية أو المحكمة العسكرية والقضاء العسكري والشرطة العسكرية وصلاحيات التحقيق وقبول الإخبار والتحقيق فيه.. وقد وفر هذا كله انسجاماً كاملاً مع النيابة العامة التمييزية كانت في عهدة عضوم خاتماً في إصبع جميل السيد ودائماً بوصاية ورعاية وأمر سوري حاسم، وكم من الملفات الكبيرة فبركت في مناخ هذا الانسجام.

وكان أمراً مثيراً للسخرية ان يلجأ السيد إلى هذه النيابة العامة التمييزية مدعياً على نفسه - إخباراً عنه وعن زملائه الذين لم يكلفه أحد منهم بذلك وهم قادة أجهزة - في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم 14/2/2005.

ومصطفى حمدان

جاء إميل لحود على حصان أبيض كان جميل السيد يضع قماشة سوداء على عينيه وكان لجامه الحقيقي في يد غازي كنعان لكن لحود أصعد خلفه على الحصان مرافقه الشخصي بطوله وعضلاته العقيد - العميد مصطفى حمدان.

ومثلما ابتدع السوريون - كسابقة فرنجية المختصرة - صلاحيات وإمكانات وتوسعاً وتجييراً قضائياً للأمن العام ابتدع إميل لحود - وكما فعل صدام حسين في العراق - عديداً وميزانية وصلاحيات وإمكانات للحرس الجمهوري بقيادة مصطفى حمدان ليوازن به حركة وقوة الآخرين وخاصة جميل السيد، (ما هذه المفارقة ان يتجسد أسوأ ما في النظامين البعثيين السوري والعراقي في عهد الثنائي لحود - السيد؟)

كان لواء الحرس الجمهوري قوة مستقلة عن الجيش حتى لو كان نظرياً تابعاً لقيادة الجيش، لكن لحود لم يرض أبداً أن يكون مجرداً من السلاح.

كانت ضخامة عديد وميزانية الحرس الجمهوري المتوافرة من الصندوق الأسود في كازينو لبنان - كغيره من المصادر الأخرى غير المرئية، والتي تبلغ عشرات ملايين الدولارات سنوياً (الكازينو يوفر وحده 78 مليون دولار يوزع هذا المبلغ كما مبالغ المصادر الأخرى أيضاً على عديدين في لبنان وسوريا) تشكل عنصر توازن قوة للحود مع جميل السيد تحديداً أو أية جهة لبنانية أخرى يريد لحود إرعابها أو تطويعها، ألم يكن الصاروخان اللذان اطلقا على ((مرئية المستقبل)) عام 2001 رسالة واضحة الى رفيق الحريري؟

وكان أول من استوعب رسالة قوة الحرس الجمهوري هو سفير اميركا السابق في لبنان (نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية حالياً) ديفيد ساترفيلد عندما حضر بصفته الاولى العرض الذي قدمه الحرس الجمهوري في ((عيد الاستقلال)) عام 2000 وحضره الى جانب لحود رفيق الحريري بصفته رئيساً للحكومة الثانية في عهد لحود الاولى له في هذا العهد.

((تمتع)) حضور العرض بالمعارك اليدوية وبالسلاح الابيض بين عناصر الحرس الجمهوري ليلتفت ساترفيلد الى وزير المالية فؤاد السنيورة قائلاً له: ((مستر سنيورة هذه رسالة من مصطفى حمدان إلى رفيق الحريري، فهل هو مستعد للمنازلة؟)).

سمعت النائبة السيدة بهية الحريري هذا السؤال من السفير الاميركي فردت قائلة: ((على الرئيس الحريري الآن توفير الامكانات لأبي طارق (الشهيد يحيى العرب المرافق الشخصي للحريري وسقط معه يوم 14/2/2005) لكي ينازل مصطفى حمدان)).

بدأ عهد لحود على الضفة السورية بهذه التركيبة الثنائية ليبعد عن نفسه صفة الأول او الثاني مع جميل السيد، فجاء بمصطفى حمدان وعزز وضعه ليحكم هو بثنائية من تصوره أي ثنائية السيد - حمدان.

ومع ان جميل السيد متزوج من ابنة عم مصطفى حمدان السيدة سوسن وشقيقها فؤاد كان مدير عام الاتصالات - اوجيرو. الا ان عقلية جميل واستعداداته العملية للمبادرة والابداع وتمرده الداخلي الخادم لمصلحته الشخصية وهي في نفسه فوق أي اعتبار وقدرته على فعل الشيء ونقيضه وكتابة التقرير ونقيضه واقناعك بالشيء ونقيضه، تختلف تماماً عن عقلية مصطفى حمدان الموظف المنضبط شأنه شأن اعظم ابناء اقليم الخروب الذين امتهنوا الوظيفة الرسمية التي توفر الضبط والربط والدوام واحترام التراتبية في بيروقراطية مشهودة، وليس من المصادفة ان يختار اميل لحود ابرز مساعديه من بين ضباط الجيش المنتمين الى هذه المنطقة، وهم يتمتعون بكفاءة ادارية عالية وعملهم الوظيفي فوق كل اعتبار.

فإميل لحود كان يعرف ان مصطفى حمدان لن يتخلى عنه او يبيعه كما يمكن ان يتخلى عنه ويبيعه جميل السيد مثلاً. وأكثر من هذا كان اميل لحود يعرف ان مصطفى حمدان لن يكتب تقارير ضده حتى الى السوريين بينما كان يدرك تماماً ان جميل السيد مستعد ان يكتب تقارير عن اميل لحود وحتى عن جميل السيد ايضاً!!.

فهذا الرجل - جميل السيد - مبدع في الكتابة ويستهويه قراءة خطه الذي كتبنا سابقاً انه لا يخطىء فيه بحرف، وكان يكتب موجزاً دورياً للسوريين يتناول فيه ليس كتابة المعلومات فقط بل وأساساً كتابة الاستنتاجات والتحليلات التي يتوصل اليها بناءً على هذه المعلومات، وكفاءته تسمح له بأن يكتب تحليلات ويستخرج استنتاجات مضادة بناء على معلومات مضادة ايضاً.

ولم تكن العلاقات دائماً ((سمناً على عسل)) بين اميل لحود وجميل السيد وما قوة او تقوية مصطفى حمدان وحرسه الجمهوري الا للتوازن مع جميل السيد ومهاراته وامكاناته، خاصة وان اسماع لحود كانت تلتقط تمرداً من جميل السيد ضده وكلاماً كبيراً حول دوره في المجيء به الى السلطة، قائلاً في احدى المرات ((نحن بذلنا الدماء كي يصل اميل لحود الى السلطة، فهل يظن نفسه انه اصبح حافظ الاسد في لبنان؟)).

وكانت تعابير الخلاف احياناً بين لحود والسيد تمر عبر مصطفى حمدان الذي كان يصدر تعليماته الى ضباطه بمنع أي منهم من زيارة جميل السيد او الاستماع الى أي معلومة او تعليمة منه، والامر كذلك كان سارياً عند جميل السيد وضباطه فكان منعهم من زيارة القصر الجمهوري او لقاء مصطفى حمدان او التعاون معه في أي حقل او ميدان.

وكانت الامور تتطور من حالة الى اخرى فينقل السيد ضباطاً من الامن العام يشك بعلاقاتهم مع الحرس الجمهوري، وينقل مصطفى حمدان ضباطاً في الحرس يشك بعلاقتهم بجميل السيد.

وكان هناك صراع المودة ايضاً اذ كان السيد وحمدان يتسابقان ويتنافسان حول من هو الأقرب الى عقل وقلب اميل لحود، وكان هذا السباق ينـزل الى الساحة اللبنانية والبيروتية خاصة، فيلجأ كل منهما الى شراذم ودكاكين وأحزاب لا قيمة لها لاحتضانها وتقوية نفوذ كل منها على حساب الاخرى ترجمة للمحبة بين السيد وحمدان وسباق الفوز بعقل وقلب اميل لحود.

وكان لحود اقرب دائماً الى طرف حمدان ليس لأنه الأقرب فقط، وليس لأنه ينفذ كل ما يطلب منه دون نقاش، بل لأنه متفق معه تماماً على ان لحود لا يدين بمجيئه الى الرئاسة الى دور جميل السيد كما كان السيد يشيع ويتباهى حتى يكون تحت وصايته بل هو يدين للسوري مباشرة في مجيئه الى الحكم عام 1998، وكان حمدان يردد ((يا فخامة الرئيس انت وجميل السيد من منبع واحد ولا فضل له عليك فالسوري جاء بكما معاً))، وكان لحود يجن جنونه عندما يصله كلام السيد ويبدأ بالسباب والشتائم ضده، بل اقسم انه لن يتركه لحظة في مكانه، خاصة بعد ان بدأ يقرأ تقارير تعد له ساعة بساعة مقالات في صحف الصباح تنتقده وتجرح في عهده وكان يعرف من اسماء كتابها انها من فبركة جميل السيد.

استدعى اميل لحود ميشال المر وارسله على عجل الى دمشق ليخلع جميل السيد، متجاوزاً غازي كنعان في عنجر فأحاله من في دمشق الى غازي كنعان فعاد المر الى المركز البقاعي الاستخباراتي فلم يجد كنعان فتوجه الى بعبدات لمقابلة لحود ونقل الرسالة السورية له فوجد عنده أبو يعرب يقول له بمودة: ((فخامة الرئيس: انت تقلع عيناً من عيني وانت تكسر يداً من يديّ ولكن اترك لي جميل السيد، فأنا لا استغني عنه، فوافق لحود شرط الا يقوم جميل السيد بأي دور امني او سياسي الآن اما بعد ذلك فيتم كل ذلك تحت اشرافه.

وهكذا عندما كان جميل السيد يختلف مع الياس الهراوي كان يجد حماية من حافظ الاسد الى اميل لحود، وحين كان يختلف مع اميل لحود فإن غازي كنعان كان يحميه، اما حين يختلف مع الحريري او بري فإنه كان يجد لحود وكنعان خلف السيد دائماً.

عكازا جميل السيد

كان جميل السيد يمشي على عكازين ثابتين حتى عندما كان يختلف مع لحود، هما العكاز السوري وعكاز حزب الله، وعكاز الاخير كان وظل وسيبقى آخر ما يمكن ان يستند اليه جميل السيد في آخرته.

غضب كنعان

فعندما اشتد الخلاف بين كنعان والسيد لأن الأخير فتح خطاً مباشراً على دمشق وبات يتجاوز بعض الاحيان غازي كنعان في عنجر صمم الاخير بالاتفاق مع اميل لحود على خلعه واتصل برستم غزالة في بيروت ليطلب منه منع جميل السيد من حضور اجتماع الامن المركزي الذي يعقد اسبوعياً برئاسة وزير الداخلية وحضور قادة الاجهزة اللبنانية والسورية في بيروت فاتصل أبو عبدو بالسيد وأبلغه قرار كنعان فعاد السيد من منتصف الطريق الى مكتبه ممتنعاً عن حضور هذه الاجتماعات الى ان سويت مشكلته مع كنعان. يومها تدخل اثنان لمنع نقل جميل السيد هما وليد جنبلاط وحزب الله بشخص امينه العام السيد حسن نصرالله.

اشارة جنبلاط

ذهب وليد جنبلاط الى دمشق للقاء مع الرئيس بشار الاسد واثناء الحديث تحدث عن اميل لحود والى ان الرئيس اللبناني يحيط نفسه بعضلات مصطفى حمدان وعقل جميل السيد، فالتقط الاسد الاشارة وخاف على اميل لحود اذا تم ابعاد السيد.

وواسطة نصرالله

وكان السيد الاكبر حسن نصرالله زار دمشق سراً طالباً موعداً عاجلاً من الرئيس بشار الاسد الذي يكن مودة شخصية عميقة جداً لأبي هادي فاستقبله ليسمع منه طلباً بالإبقاء على جميل السيد في مكانه لأن المقاومة لا تستطيع الاستغناء عنه تحت أي ظرف.

اشارة جنبلاط الذكية وواسطة نصرالله المباشرة دفعتا بشار الاسد لأن يوعز بزيارة جميل السيد الى غازي كنعان للإعتذار منه، فاستقبله غازي بعد ان سمع بما جرى في القصر الجمهوري وطوى صفحة مع جميل السيد وأعاده الى حضور اجتماعات مجلس الامن المركزي الاسبوعية.

كان هم اميل لحود الاول ان يحكم وان يزيل من دربه كل من يعترض سبيله او يحجم مكانته كرجل اول بغض النظر عن الدستور او القانون او الاعراف، وكان يعتبر ان رفيق الحريري هو العقبة التي لا بد من التخلص منها.

وبدأ إميل لحود بالتفاهم مع الجانب السوري استعراضاً للقوى يؤكد فيه مفهومه للسلطة المقبلة في لبنان واتفق الطرفان بتخفيف الحساسية على ان يتولى الجانب السوري وحده هذه العملية فأبلغ العميد غازي كنعان في حينه الرئيس رفيق الحريري ان لمستشاره السياسي والاعلامي نهاد المشنوق اتصالات بجهات إسرائيلية وانه أمام واحد من أمرين: إما ان يتعرض للتحقيق من جانب السلطات اللبنانية وإما ان يترك عمله ويغادر لبنان.

كانت الخطة تقول بأن فقدان الحريري لمساعده الرئيسي والأقرب إليه درس لرفيق الحريري أولاً ولكل الذين يفكرون في التجرؤ على عهد إميل لحود، وما حصل بالفعل انه تم تطبيق البند الثاني حين نفي نهاد المشنوق لمدة ثلاث سنوات خارج لبنان ونفي رفيق الحريري نفسه لمدة سنتين خارج رئاسة الحكومة (1998 - 2000).

عمل لحود مع جميل السيد على تحجيمه قبل ان يصبح لحود رئيساً للجمهورية وكان قائداً للجيش، فحرّم عليه ان يدخل ملعب الجيش وجعل لحود المؤسسة العسكرية في معركة مستمرة مع الحريري وبالاستناد دائماً الى جميل السيد وقدراته وافلامه وأهمها الطعن والتحريض على الحريري دون الطبقة السياسية التي كلف السيد سورياً بتدميرها وابتداع طبقة اخرى بديلة عنها حملت الى مجلس النواب ومجلس الوزراء حثالات من البشر ليحكموا ويشرعوا؟!!.

ثم لما اصبح لحود رئيساً للجمهورية لم يتورع عن بدء عهده بمعركة اقصاء حاسمة للحريري عن تشكيل اولى حكوماته، في اول جلسة عقدها مع الرئيس حافظ الاسد في مطلع شهر كانون اول/ديسمبر 1998.

قال الاسد في هذه الجلسة ان رفيق الحريري هو أنسب من يتعاون معه لحود لتشكيل حكومة العهد الاولى ليبدأ بداية صحية يحتاجها لبنان للخروج من اوضاعه الاقتصادية المتأزمة. لكن لحود قال انه يرى ان سليم الحص جيد ويحب ان يتعاون معه، قال الاسد الحص كويس لكن يمكن تأجيل مجيئه الآن لأن المرحلة تحتاج الحريري، وخرج لحود وهو متمسك برأيه ضمناً حتى ان الاسد كلف غازي كنعان ان يرافق لحود الى بيروت ليقنعه بالحريري وينـزع فكرة تكليف الحص بتشكيل الحكومة من رأسه.

وبدأ كنعان بمعالجة اولى عقبات عهد اميل لحود المتمثلة بترجمة كلام الرئيس الاسد حرفياً وعدم اغضاب او احباط اميل لحود مطلع عهده خاصة وان أبا يعرب يعرف ان لحود هو خيار بشار الاسد الفعلي والعملي، وان بشار يلتقي مع لحود في كراهية الحريري.

وكان الدور هذه المرة على نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وهو احد الخياطين المهرة العاملين في معمل غازي كنعان بإدارة جميل السيد، فأطلق في بداية مرحلة تكليف رفيق الحريري تشكيل الحكومة بدعة الاستشارات النيابية غير الملزمة التي ستسبق التكليف حسب المادة 53 (زعماً) في محاولة لتحرير اميل لحود من الاغلبية النيابية التي ستسمي رفيق الحريري لتشكيل اولى حكومات العهد، ثم اكتملت المسرحية بتوزيع اصوات النواب كأسهم ((سوليدير أ)) وأسهم ((سوليدير ب)) كما وصف الحريري اللائحة التي قرأها لحود امامه باسماء النواب الذين اقترحوا اسمه لتشكيل الحكومة، اذ قرأها لحود بالتقسيط المريح فلم تتجاوز ارقامها الاولى 60 نائباً اضاف اليها نائبي البعث اللذين فوضاه ثم اضاف اليهما نواب كتلة التحرير والتنمية برئاسة نبيه بري الذي فوضه ايضاً فيصبح عدد النواب الذين سموه لتشكيل الحكومة 83 نائباً، فطلب الحريري مهلة للتفكير بقبوله التشكيل. كانت بداية للإعتذار.

وكان جميل السيد يستند في طموحه الى دعم مباشر وواضح من الرئيس بشار الاسد الذي كان معجباً بشخصية جميل ودوره وكان تعرّف عليه في دمشق وكان يزوره في بيروت ضمن اهتمامات الاسد برفاق دورته الذين درسوا الاركان معه عندما كان يتهيأ للسلطة وكان يلتقيه مع آخرين في الدورة ومنهم جريس لحود ونديم الاسمر وقد استضافوه الى غداء في نادي اليخوت في الكسليك عندما كان عقيداً في الجيش السوري.

1998 - 2000

كانت السنتان الاوليان من عمر عهد لحود وحكومة الرئيس سليم الحص سنتين عجفاوين في حضور الحريري الرسمي، لكنهما شهدتا ازدهاراً في حضوره الشعبي، رافقهما القدر والموت في دعم هذا الحضور بوفاة والدة زوجه السيدة نازك ثم وفاة والده الحاج بهاء الدين، فتحولت التعازي بالرجلين - بفارق عدة اشهر بين وفاة المرحومين - الى استفتاء شعبي حاشد اسس لانتخابات العام 2000 التي جاءت بالحريري على حصان ابيض اين منه حصان لحود تحت وصاية كنعان - السيد.

وكلما كان حضور الحريري يطغى كان حضور لحود - السيد الامني يطغى اكثر، وتتوالى التدابير الكيدية ضد الحريري، بمنع المستقبلين له في مطار بيروت من الاقتراب من طائرته ذهاباً وإياباً ثم في بدء عملية تشهير برجاله واعتقال البعض منهم وهرب البعض الآخر، وبدء التخلي ايضاً من جانب بعض المقربين منه تحت ضغط التهديد والوعيد واغراءات المناصب، وكلها من تدبير جميل السيد وتحت اشراف اميل لحود وبمباركة من غازي كنعان نفسه.

مفتاح لكل الأبواب

وكان جميل السيد مفتاحاً لكل يد تتملكه، من يد اميل لحود ضد رفيق الحريري، الى يد غازي كنعان ضد اميل لحود، وكان خلاف غازي كنعان مع اميل لحود، فرصة كي يجرب كنعان هذا المفتاح خدمة للحريري هذه المرة ضد اميل لحود.

فقد تمرد لحود على كنعان ولم يعد يتصل به كي يخاطب بشار الاسد، بل اعتمد الاتصال المباشر احياناً وكان يكلف رجل الاعمال طه ميقاتي كي يقوم بدور المتصل بالاسد لحل قضية ما للحود مما كان يغيظ كنعان وهو لا يريد اغضاب ميقاتي صديق بشار فكان مستعداً لإغاظة لحود.. وكانت الفرصة مؤاتية في انتخابات 2000 النيابية.

كان الحريري خارج السلطة، وقد اعمى حقد لحود عليه عينيه وبصره وبصيرته حتى لم يعد يرى الا كيف يشنع عليه ويشيع ويفبرك، وكانت الوسيلة الاعلامية (تلفزيون لبنان) هي بابه لهذا السلوك فخدم دون ان يدري الحريري ومده بشعبية كاسحة اوصلته الى اكتساح انتخابات بيروت عام 2000 نكاية بلحود انما دائماً بتدبير من غازي كنعان منتقماً من لحود نفسه.

وأدى غازي كنعان وجميل السيد أدواراً مهمة في ترتيب وضع الحريري في بيروت، من خلال تركيب لوائح بيروت الانتخابية بعد تقسيم العاصمة الى ثلاث دوائر.

قال غازي كنعان لرفيق الحريري: ((أبو بهاء لك كل بيروت فاترك لنا المقعدين الشيعيين الاول لحزب الله والثاني لناصر قنديل))، ولم يجد الحريري مشكلة في طلب كنعان فرضخ له.

وقال غازي كنعان لرئيس الحكومة سليم الحص خصم الحريري الانتخابي في الدائرة الثالثة في بيروت: ((دولة الرئيس خذ ناصر قنديل على لائحتك فرفض الحص التخلي عن حليفه محمد يوسف بيضون فكان ثمن الرفض إسقاط الحص وحليفه والمجيء بناصر قنديل في حملة قادها جميل السيد لفرض قنديل نائباً)).

وتولى كنعان والسيد خداع تمام سلام الذي كان شكّل لائحة لمنافسة الحريري انتخابياً في الدائرة الثانية من خلال إيهامه بأن السلطة وسوريا ستؤيده في هذه الانتخابات ضد الحريري، ليكتشف متأخراً ان الاثنين خدعاه وانهما فرضا حزب الله على لائحة الحريري في دائرته بينما كان سلام يستند الى قوة الحزب الانتخابية الشيعية في دائرة المصيطبة.

وجاء الحريري على حصان ابيض.. نعم لم يكن لجامه كله في يديه، ففي كتلته النيابية وديعة سورية مكونة من اربعة نواب على الاقل هم ناصر قنديل وبشارة مرهج وعدنان عرقجي وباسم يموت فضلاً عن ان غازي العريضي رغم انه حمامة سلام بين الحريري وجنبلاط الا ان جذوره ساعة الحقيقة جنبلاطية مئة بالمئة.

وليردد اميل لحود في مجالسه ان الحريري اشترى جميل السيد بأموال طائلة في هذه الانتخابات دون ان يجرؤ على ذكر اسم غازي كنعان في هذه المنفعة مورداً رقم 15 مليون دولار ثروة جمعها جميل السيد، وكان الاخير يردد انه معتز انه لم يجمع قرشاً واحداً من موقعه الرسمي وان ماله كله جاء من السياسة وهو تقليد بات كثيرون من المتعاطين في العمل السياسي يرددونه أي انهم لم يجمعوا اموالهم من الدولة او استغلال المناصب بل جمعوها من عملهم السياسي استشارات لهذا المتمول أو ذاك سواء سياسياً او غير سياسي، وصفقات في القطاع الخاص وسمسرات هنا وهناك وقسائم نفط عراقية لا شأن للبنان فيها او ((قسمة ضيزى)) اعتمدها النظام المافياوي الامني اللبناني - السوري بين ادواته في لبنان؟!!

ومع هذا،

وعندما شكل الحريري حكومته الاولى عام 2000 في عهد لحود لم يكن مطلق اليدين كالعادة فقد اقصي عنها أي تمثيل سني من كتلته النيابية كما اقصي عنها أي تمثيل مسيحي وفرضت عليه ثقالات سياسية وأخلاقية كان مكلفاً بحملها دون حتى الوعد بتغيير سلوك ونهج وممارسات اميل لحود وجميل السيد ضده، وساد بين الاثنين نهج غسيل القلوب أي ان يفعل اميل لحود ما يريد مقابل ان يسكت الحريري عما يريده لحود، واذا تحدث او تنفس انهالت عليه الأسواط من جميل السيد في الاعلام وفي الامن وفي الاشاعات.

ولم تفد كل الاغراءات التي وفرها الحريري للسيد قبل وبعد وخلال الانتخابات النيابية عام 2000 فجميل السيد لا صاحب له الا جميل السيد.

كان الحريري يستيقظ صباح كل يوم باكراً على خبر او تعليق في صحف الصباح البيروتية فيقرأه سواء نازلاً على درج منـزله الاصلي في قريطم او في بهو منـزله الملحق فيدرك أن غازي كنعان يستهدفه بأمر ما نتيجة ((تقصير)) ما او هفوة او تسريبة او فيلم رتبه جميل السيد.

وكان اسوأ وأكثر ما يؤلم الحريري وهو يعلم ان جميل السيد مكلف من غازي كنعان بإيذائه سياسياً هو مد يده الى الملعب الاساسي لرفيق الحريري وهو الملعب المالي او الاقتصادي.

نعم،

حرّم الثنائي لحود - السيد برعاية غازي كنعان على الحريري الدخول الى ملعب الجيش وملعب مجلس النواب حيث كان نبيه بري (وحزب الله) يتصدى له وأيضاً برعاية سورية، اما ان يقتحموا عليه ملعبه المالي والاقتصادي فكان هذا ضرباً تحت الحزام بالنسبة الى الحريري.

كان الحريري يدرك ان الياس الهراوي سبق ودخل هذا الملعب انما بأسلوب بدائي ومكشوف فكان يتصل بمصرف B.N.P.I لصاحبه هنري تيان ليقلب امواله فيه من ليرة الى دولار اميركي في اشارة الى عدم ثقة رئيس البلاد بالعملة الوطنية ويتكفل جميل السيد بتعميم هذا الاتصال على سياسيين واقتصاديين ورجال أعمال ومال محليين وعرب وكان الحريري يلتقط الاشارة فيذهب الى الهراوي ليشوف خاطره في هذه المسألة، حتى اذا رفع الهراوي سعره اضطر الحريري للذهاب الى السوري فكان يدفع لحل هذه المسألة مرتين مرة للهراوي ومرة للسوري، وكان هناك من ينصح الحريري بألا يشتبك مع احد حتى لا يدفع دائماً ثمن المصالحة للسوري او لالياس الهراوي.

اما ان يدخل جميل السيد على الخط فكانت هذه اشارة خطرة بالنسبة للحريري بعد ان بلغه ان السيد اقام علاقات واسعة وعميقة مع عدد من اصحاب المصارف اللبنانية ومنهم صاحب ((سوسيتيه جنرال)) موريس صحناوي، بل ان هذه العلاقة تعمقت بين الاثنين الى درجة توزير صحناوي في حكومة عمر كرامي الاخيرة بعد ان وصلت الى الحريري اخبار عن تلاعب صحناوي بالعملة الوطنية لضربها خدمة لمشروع لحود - السيد قبل التمديد القسري لاميل لحود.

وقد سبق للحود والسيد ان حاولا اختراق صفوف المشروع الاقتصادي للحريري من خلال اقتراح لحود تشكيل لجنة مشتركة بين مجموعة الحريري ومجموعة ابتدعها السيد للحود لوضع ومناقشة الحلول المقترحة للمديونية اللبنانية - وكان هذا يعني تجميداً عملياً لكل حركة اقتصادية يقدم عليها الحريري فضلاً عن تسجيل فشل كامل لتوجهاته، وعرقلة أي محاولة جديدة وصولاً الى تعطيل كل محاولات الانقاذ عبر مؤتمر اصدقاء لبنان وباريس 1 وباريس 2 وقد تم التعطيل الكامل ودفع لبنان غالياً هذا الثمن وتم تحميل المسؤولية كالعادة لرفيق الحريري.

جميل السيدونقاط ضعفه

الى جانب ثقافته وقدرته على الاقناع وجلَده على العمل وصبره وقدرته على تركيب الافخاخ وتفكيكها، وحذره الموصوف ومسايرته لكل الامواج حتى ركوبها دون خوف او وجل او خجل، وحزمه وعزمه ونجاحه منقطع النظير في جعل جهاز الامن العام الاكثر فعالية واجراءاته اكثر انسيابية وقطع أي فرصة للرشوة او استخدام النفوذ الشخصي (عدا الامني والسياسي طبعاً) فإن لجميل السيد نقطتي ضعف قاتلتين:

النقطة الاولى: هي تألهه او نرجسيته الشديدة التي تكون جزء منها من معرفته والتقاطه المعلومات عن الجميع سياسيين واعلاميين ومثقفين ورجال دين ودنيا ومجتمع واقتصاد وأعمال وفنانين كان يهوى جمع كل معلومة ولو صغيرة عنهم بما اتاح له ان يعرف نقاط ضعف الجميع وكان بهذا يقارن بينه وبينهم فيجد انهم ضعفاء ولا يملكون ما يهددونه به بينما هو يملك هذا ولا يتورع عنه، فضلاً عن حاجة الجميع اليه، حيث كان يتأخر في تحديد موعد لنائب او وزير لمدة شهر بينما كان على استعداد لأن يفرغ نفسه للقاء صحافي من أجل بث معلومة او كتابة خبر او تحليل ضد فلان او فلان فيأتوه صاغرين تائبين مستعدين للرضوخ وتنفيذ ما يريد.

النقطة الثانية: شهوة وشبق للسلطة لم يكن يتصور يوماً ان يكون خارجها او قرارها.

كان جميل السيد يعرف ان الياس الهراوي عقد ثلاث قمم مع الرئيس حافظ الاسد لخلعه ولم يستطع، وكان يعلم ان الحريري عقد خمس قمم مع الرئيس حافظ الاسد وأيضاً لخلعه او نقله ولم يستطع وكان يعلم كم حاول اميل لحود ايضاً تأديبه.. ولم يفلح.

اشتبك جميل السيد مع الرؤساء الياس الهراوي، ونبيه بري ورفيق الحريري واميل لحود وسليم الحص.. وظل هو مكانه بينما كان الآخرون بين مد وجزر.

لم يقف سياسي في وجهه في الحياة المدنية، مثلما لم يقف ضابط خاصة إذا كان شيعياً في وجهه في مؤسسة الجيش والامن العام وكان حريصاً على ابعاد أي ضابط متفوق او طموح، او يلزمه ان يكون تابعاً له متابعاً له كظله حتى لو كان مغموراً، مع حرص على معاقبة أي ضابط يعرف انه توجه الى مصيلح للقاء الرئيس نبيه بري، وتعددت اشتباكاته مع اللواء لطفي جابر واللواء عصام عطوي والعميد ابراهيم عباس، وعندما جاء الى الامن العام ابعد مجموعة كبيرة من الضباط المجازين بالحقوق وجاء بمجموعاته ولم يكن أي منهم قد تجاوز دراسته الثانوية فاقتلع الاكفاء وجاء بالموالين.

لم يكن يقف في وجه جميل السيد الا اللواء غازي كنعان وكان جميل يحسب له الف حساب ويأتيه دائماً من تحت اما مع رستم غزالة فكانت العلاقة ندية جداً.

قصر سيادة اللواء

اشترى - أو بادل - جميل السيد شقة له في بيروت مع وعد بدفع مبلغ من المال لآل مبارك الذين كان أحدهم بنى قصراً لم يكتمل في رياق فسجله جميل باسمه وحوله إلى قصر منيف.

وآل مبارك كانوا يعملون في سياسة الخيل عند آل فستق في رياق، وخلال الحرب رحلوا معهم وقبلهم إلى باريس لمتابعة هذا العمل وهو هواية لآل فستق وبعد فترة هاجر الجميع إلى أميركا وهناك استقل آل مبارك بأعمالهم ونجحوا نجاحاً كبيراً دفعت أحدهم ليعود إلى بلدته رياق لبناء هذا القصر الذي اشتراه أو بادل به جميل السيد ولم يكن قد اكتمل بعد فعمد جميل إلى بنائه على الطريقة السورية بالضخامة وفخامة الأرض الزراعية حوله (60 ألف م2) والديوانية الكبيرة المفتوحة إلى جانب القصر.

بلغ اللواء كنعان ان الناس تطلق على منـزل جميل السيد اسم القصر فإتصل هاتفياً بالمكان فإذا عامل الهاتف يجيب قصر سيادة اللواء السيد نعم، فانهالت شتائم كنعان على اللواء وقصره وخادمه، ثم قرر خلع جميل السيد عام 2001، فوسّط جميل كل معارف كنعان وأصحابه لمنع هذا النقل حتى تجاوز المسألة.

وعندما اختلف جميل السيد مع رستم غزالة بدأ كل منهما يتحدث عما سرقه الآخر وارتكبه من إساءات مشينة ومسائل لا أخلاقية (في هذه المسألة تحدث جميل السيد عن زيجات وعلاقات رستم النسائية المتعددة، وتحدث رستم عن الغرفة المحصنة التي أقامها جميل السيد داخل مكتبه في الأمن العام لعلاقاته الخاصة).

أياً يكن الأمر

فإن جميل السيد وقادة النظام الأمني اللبناني - السوري الذي حكم لبنان منذ العام 1989 وأفقده استقلاله والأمل بخلاص شعبه وتقدمه، حتى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14/2/2005 وانفجار انتفاضة الاستقلال التي أعادت الأمل للبنانيين بالخلاص مع انسحاب القوات السورية واستخباراتها وفكفكة هذا الجهاز، دفعوا غالياً ثمن هذه الممارسات التي أساءت للبنان كله وسوريا كلها وشعبيهما والعلاقات العظيمة التي كانت بينهما والتي كان يمكن أن تكون لخيرهما جميعاً.

وبالنسبة لجميل السيد فقد ترك هذا الرجل انطباعاً عاماً عند الجميع انه حاد الذكاء وحيد عصره وزمانه، من خلال نجاحه بإيصال إميل لحود إلى الرئاسة والجميع يعرف ان هذه المسألة هي قرار سوري لا مرد له، لكن النهاية التي وصل إليها عهد إميل لحود بل وكانت نتائجه كارثية خلال ست سنوات، دلت على ان هذا الذكاء إما انه لم يكن يستخدم في مكانه وإما انه وهم تؤكده نسبة وفداحة الأخطاء التي ارتكبت خلال السنوات الست الماضية، هذا فضلاً عن ان جميل السيد نفسه لم يستطع حماية جميل السيد صاحب صاحبه. كان البعض يعتقد ان جميل السيد كان يدفع إميل لحود إلى ما أسماه هو الخطأ المقصود لتوريطه ثم الدفاع عنه ليظل تحت سيطرته، وهذا التعبير استخدمه جميل نفسه عندما دخل منـزل الحريري بوساطة من اللواء غازي كنعان ليفسر لماذا اقتحمت عناصره وزارة المالية واعتقلت مديرة مكتب الوزير فؤاد السنيورة عندما كان إميل لحود قائداً للجيش.

غير ان المسالة ليست جميل السيد وحده، بل هي النظام الأمني اللبناني - السوري كله، الذي نظر إلى لبنان كله بشعبه ومقوماته ومكانته ودوره كمجموعات مسلحة يمكن ان تهدد هذا النظام في لبنان وفي سوريا أيضاً، فكان التركيز دائماً على بناء أجهزة استخبارات تكاثرت وكبرت وتعززت مادياً وبشرياً مقابل تحطيم كل مؤسسات الدولة اللبنانية، وبهدف واحد دائم هو تدمير بنية النظام السياسي اللبناني، بقتل الحياة السياسية فيه تماماً كما تم في سوريا خلال 30 سنة من عهد حافظ الأسد و5 سنوات من عهد بشار الأسد.

كان كثيرون يعتبرون ان الممارسات الأمنية السورية في لبنان واستتباع الأجهزة الأمنية اللبنانية المضخمة لها هدف واحد وهو إزالة مبرر بقاء لبنان دولة مستقلة ذات سيادة ودور ورسالة لإلحاقها بالكيان السوري خطوة خطوة.. حتى ولو لم يكن الأمر رسمياً أو علنياً، لكن واقع الحال في لبنان منذ العام 1989 حتى انتفاضة الاستقلال بعد جريمة اغتيال الحريري يؤكد ان هذا الهدف كان متحققاً فعلاً.. والفضل كما قلنا لجميل السيد والنظام الأمني اللبناني - السوري الشامل.

لقد جعلت الاستخبارات العسكرية وغيرها في لبنان من نفسها مرجعاً سياسياً للمواطنين وليست جهازاً أمنياً لحماية الوطن، فحكمت الوطن والمواطنين وتحكمت بهم وبمصالحهم.. وبالغت حتى قرب موعد محاكمة قادة هذه الأجهزة هم أنفسهم.

وفقدت هذه الاستخبارات حس الدبلوماسية السرية وهي أساس نجاحها، فتعهرت ورقصت عارية على المسرح وهي ترمي الجمهور بكتل من النار فانفض عنها وخافها وترقب لحظة وصول النار إلى أركان المسرح لحرقه وتدميره بمن فيه وهذا ما حصل في انتفاضة الاستقلال.

توقفت هذه الاستخبارات عن أن تكون مرجع معلومات لصنع القرار العسكري والسياسي وهذا هو صميم عملها السري وبدل ان يفاخر الضباط الأكفاء فيها بكونهم مراجع المعلومات السرية التي تصنع القرارات المصيرية في الوطن سلماً وحرباً تقدماً وتراجعاً دخلوا مستنقع العمل السياسي تحت عناوين التأله وانعدام الثقة بالسياسيين وفقدان الكفاءة بينهم وبات الضابط الأمني مرجعاً سياسياً متخلياً عن دبلوماسيته السرية كالطبيب الذي يفشي سر مريضه.

ليس ممنوعاً على الاستخبارات ان تتصل بالسياسيين، لكن الاعلان عن ذلك هو الخطأ، والمجاهرة بمرجعيتهم لكل صغيرة وكبيرة في الوطن يجلس الهرم على رأسه فينكس الرأس وهذا ما حصل في لبنان عند زلزال جريمة اغتيال رفيق الحريري.

قراءة خاطئة

بعد ساعات من استشهاد الحريري وفي جلسة طارئة لمجلس الدفاع العسكري اللبناني وقف جميل السيد ((مطمئناً)) الخائفين في الاجتماع قائلاً في أول مرة يختصر فيها كلامه: لا تخافوا لن يستمر الغضب والحزن إلا ثلاثة أيام وبعدها يعود كل شيء إلى حاله!!

قراءة خاطئة

تماماً مثلما قال إميل لحود حين بدأ حملته الإعلامية ضد رفيق الحريري قبل انتخابات 2000 ورد على الذين أوصلوا له رد الفعل العكسي على هذه الحملة واستفادة الحريري منها: اعطوني ثلاثة أيام لتروا ان الحريري أصبح في الأرض!!

قراءة خاطئة

تماماً مثلما قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وقبل ثلاثة أيام من استقالة جميل السيد: بسيطة دعوه يذهب سفيراً إلى الخارج إلى ان تستقيم الأمور من جديد.

قراءة خاطئة؟

بل هي حالة الخوف والإرعاب والخنوع والانتهازية والنفاق والإغراءات التي جعلت حالة جميل السيد في لبنان كحالة النظام الأمني اللبناني - السوري المافياوي فزّاعة بل إشاعة أخافت اللبنانيين جميعاً وكانت بحاجة إلى حقيقة تفيق الناس لنبذ الإشاعة ودفنها وكانت الحقيقة هي زلزال اغتيال رفيق الحريري أفاق الناس عليها ليبدأوا منها انتفاضة الاستقلال وقيامة الوطن.

رئيس التحرير   

 

 

 

 

 

تلقينا نصائح بعدم التحرُّك... سامي الجميل: "حزب الله" يُنفِّذ إنقلابًا أبيض ليأتي بحكومته 

   

 

٢٤ ايلول ٢٠١٠

 

مع نسمات أيلول الراكن بشمسه فوق سقف منزل الرئيس أمين الجميل، ندخل مكتب النائب سامي الجميل. الجدران عارية، "ما زلنا في طور تجهيز المكتب". لكن الرسائل والمعلومات التي تبلغها بضرورة عدم التحرك في هذه المرحلة استوجبت التسريع في الانتقال الى هنا.

 

واضح وعقلاني. لا يجازف في الكلام ولا يتراجع عن كلمة أو تصريح. قد يكون أدرك واقع الظروف ودخل بدوره قطار التهدئة. إلا أنه لا يفرط في حق الوجود المسيحي والمحكمة الدولية التي ستستمر على رغم الجميع. كثير هو الكلام الذي قاله النائب الجميل، وما لم يقله قد يوازيه. لكنه حتما قال ما يريد وما يجب أن يقال.

 

واضح أن التهديدات جدية هذه المرة بدليل أنكم تلتزمون بالبقاء في بكفيا؟

- لنقل أن الوضع الأمني غير مطمئن وقد تلقينا معلومات ونصائح بعدم التحرك.

 

هل جاءت على خلفية التصريح الأخير؟

-ربما ساهم الأمر في تأزيم الأمور، لكن التهديدات بدأت قبل ذلك بكثير.

 

هل مصدرها حزب الله أم سوريا أم فريق 8 آذار؟

-لن أدخل في التفاصيل. كل ما في الأمر أن هناك معلومات ونصائح جدية بضرورة عدم التحرك.

 

متى ينتهي مفعولها؟

- لا جواب.

 

قد يكون كلامكم عن وجود ظرف إقليمي يغير الأمور هو ما أثار حفيظة حزب الله؟

-لن أضيف شيئا إلى ما قلته ولن أتراجع، عنه لكن كلامي عن الظرف الإقليمي كان واضحا. ففي كل المحطات الأساسية تأتي ظروف إقليمية وتحدث تغييرا، منها محطة 14 آذار والطائف وسواها. هذا هو لبنان، يتأثر بكل الرياح والظروف الخارجية. هذا مؤسف لكنه ملموس.

 

هل يعني ذلك أن لا مجال لأي قرار أو تغيير من الداخل؟

-لطالما أملنا بأن يكون لدينا القرار الذاتي، لكن هذا لن يحصل إلا عند توافق الأفرقاء على الجلوس إلى طاولة واحدة والتواصل في شكل منفتح من خلال الاعتراف بالآخر. لكننا لا نرى ترجمة لهذا بسبب ارتباط أفرقاء لبنانيين بالخارج، إن على المستوى المادي أو السياسي أو الاستراتيجي، مما يجعل لبنان رهينة التغيرات الإقليمية.

 

وهل ترى أن الظرف الإقليمي سيكون لصالح الوطن أم لصالح فريق على حساب الآخر؟

-قد يكون لصالح لبنان وقد لا يكون. المهم أن نكون مهيئين لكل التغيرات المتوقعة، فإذا جاءت لصالحنا نستفيد منها أو نواجهها كما حصل في العام 1975 حين كانت على حساب لبنان. يومها وقف حزب الكتائب في وجه مؤامرة التوطين وقاومنا خطة إقامة وطن بديل للفلسطينيين في لبنان.

 

هل بات مصير كل زعيم سياسي أو نائب مهددا إذا تكلم بعكس توجهات الفريق الآخر، أي فريق 8 آذار وحزب الله؟ وهل توصلتم الى جواب؟

-في المنطق هناك جواب واحد مفاده أن من غير الجائز أن نعيش في ظل واقع مماثل. ونأمل بأن تكون هذه المرحلة عابرة. لكن طالما هناك سلاح في يد فريق وجزر أمنية ممنوع على المؤسسات الأمنية الدخول إليها، لن نحظى كلبنانيين بالعيش بهناء وسلام، وسيبقى سيف الإرهاب مسلطا فوق رؤوسنا طالما أنه يتمتع بالملاذ الآمن؟

 

أليس من حل لهذا الواقع الشاذ؟

-الحل موجود وبسيط، إذ يكفي أن تقرر الدولة بسط سلطتها وتأخذ قرارا بدخول الجزر وسحب السلاح غير الشرعي من يد كل الأفرقاء. عندها نستطيع أن نفكر بوطن وحياة كريمة.

 

قبل اليوم كان السؤال هل تقع الحرب أم لا. اليوم تحول إلى متى تقع الحرب، وكأنها صارت واقعا وشرًا لا بد منه؟

-اليوم هناك توتر كبير، لكننا نأمل كما الجميع بألا يقع المحظور.

 

وكيف تقرأون تطورات المرحلة في ضوء المستجدات الإقليمية؟

-لا يمكن أن يقرأ أحد النتائج أو يقول ماذا سيحصل. هناك استحقاقات محلية وإقليمية تؤدي إلى التشنج الحاصل في الداخل، منها ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والملف النووي والاضطرابات الداخلية في إيران ومفاوضات السلام والإشكالات الحاصلة مع قوات حفظ السلام في الجنوب... كلها إستحقاقات تؤثر في الداخل اللبناني وما من أحد قادر على التكهن بما يمكن أن يحصل في ضوئها في الداخل.

 

لكن هل يجوز أن يعيش اللبناني في هاجس الحرب ويضبط نظام حياته على عقارب الفتنة المتوقعة؟

-كل شيء رهن بما يحصل في الخارج. وطالما أن منطق رفض الآخر موجود عند الفريق الآخر، فإما هو أو لا أحد، هاجس الفتنة باق ولا يعلم أحد متى يترجم على الأرض.

 

لكن هناك دائما مساع للتهدئة، وكل فريق معني بالفتنة يقول أنه لا يريدها. فمن يجمد هذه الفتنة في رأيك؟

-تنازلات 14 آذار تجمد الفتنة ولا شيء سواها. بدءا من البند السادس في البيان الوزراي والتركيبة الحكومية. مرورا بالزيارات الى سوريا واستمرارالقبول بالمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري.

 

هل نفهم أن ملاحظاتكم هذه ومآخذكم كانت السبب في تمايزكم عن فريق 14 آذار؟

-نحن غير موافقين على السياسة التي يتبعها فريق 14 آذار، ونعتبر أن المشاكل لا تحل بهذه الطريقة، لأنهم في ذلك يؤجلون المشكلة ولا يعالجونها، حتى أنهم يسمحون للفريق الآخر بالتمادي في مطالبتهم بالمزيد من التنازلات.

 

لكن المعادلة باتت واضحة: إما التنازل أو الفتنة؟

-أنا لا أؤمن بان الحل يكون في اعتماد منطق التنازلات لحزب الله. فلنأخذ ما حصل أخيرا في مطار بيروت. هل يجوز ذلك؟ وبأي منطق؟ والمؤسف أن هذه المشكلة ستمر وستدفن بحجة وأد الفتنة.

 

كيف تفسرون ما حصل في مطار بيروت؟

-مسألة أمن مطار بيروت مطروحة منذ بداية الحرب اللبنانية عندما اتخذت منه منظمة التحرير الفلسطينية مقرا واحتلته بقوة السلاح. وأعيد فتح الملف بعد تاريخ استشهاد النائبين جبران تويني وأنطوان غانم وآخرين ممن استشهدوا بعد عودتهم إلى بيروت. حتى أحداث 7 أيار تحركت من زاوية أمن مطار بيروت، مما يؤكد أنه محطة فاصلة. والثابت أن هناك وضعًا استثنائيًا ودقيقاً جدًا، علما بأنه رمز للسيادة الوطنية. لكن المؤسف أنه تحول جبهة يستخدمها فريق ضد آخر وتمارس تحت سقفه سياسة صيف وشتاء. وهنا أسمح لنفسي بالسؤال التالي: لماذا لا يحق لأي نائب في البرلمان اللبناني بالدخول إلى حرم المطار بالطريقة نفسها التي دخلها نواب حزب الله لمواكبة اللواء جميل السيد؟

من يتحمل مسؤولية هذا الوضع الشاذ في المطار؟

-الحكومة ودولة المؤسسات .فإما أننا في دولة مؤسسات أو في غابة وتطبق فيها شريعة الغاب.

 

كيف كان يفترض أن يتصرف فريق 14 آذار؟-

-يفترض على فريق 14 آذار أن يقف ويقول لا ويلتزم بما وعد به الناس في الانتخابات. فهم صوتوا لنا على أساس معين وعلينا أن نلتزم بوعدنا لهم.

 

وماذا لو كان الرد بالنزول إلى الشارع؟

-يتحمل الفريق الذي سينزل الى الشارع كامل المسؤولية التي ستترتب على تصديه لمنطق الدولة والمؤسسات، وفي رأيي ليس على فريق 14 آذار الخوف من المجاهرة والبقاء على مواقفه الثابتة من دون تسوية أو رضوخ أو تنازل. وهناك طريقة أفضل تتمثل في جلوس الجميع إلى طاولة واحدة ليقول كل فريق رأيه لمعالجة المشاكل الحاصلة.

أصر على أن موقفنا هو الركون إلى الدولة وهكذا كان موقف المسيحين منذ البداية فقد اختاروا الدولة وطالبوها بتحمل مسؤولياتها. وإذا لا كانوا يواجهون بالوسائل الخاصة لحماية أنفسهم ووطنهم.

 

هل تقصد بذلك طاولة الحوار؟

-لا. فطاولة الحوار وجدت للبحث في الاستراتيجية العسكرية. ونحن نقول أن يكون هناك مؤتمر وطني يضم كل القيادات السياسية والحزبية والمجتمع المدني ويكون منظما بطريقة معينة وتحت رعاية جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة، وأن يأخذ الجميع وقته في دراسة الملفات .عندها يجلس الجميع إلى الطاولة ويطرح هواجسه من دون خلفية إلغاء الآخر أو فرض رأي على آخر. والأهم أن يعترف الفريق الآخر بالآخر وبالتمايز كما الحال في كل الدول التعددية. بناء عليه يمكن أن نصل إلى مسودة نظام سياسي جديد لأن الراهن لا يعالج هواجس اللبنانيين. وإذا لم نتوصل إلى ذلك، فنحن ذاهبون إلى منطق اللادولة.

 

هل تعتبرون أن النظام الفدرالي هو الحل الأمثل للخروج من النظام السياسي القائم؟

-لا يجب تسييس اي نظام .على العكس علينا الإفادة منه وتطبيق ما يمكن أن يتلاءم في لبنان. وقد يكون الحل في تركيبة عدد من نماذج الأنظمة السياسية المتبعة في الدول التعددية للخروج في النهاية بصيغة جديدة تمكننا من حلحلة العقد، مع الأخذ في الاعتبار عدم التنكر لأي من المراحل التي مرت بها البلد فنأخذ من التجارب عبرة للمستقبل.

 

أين دور المسيحيين من الفتنة السنية – الشيعية؟

-على المسيحيين أن يكوّنوا شخصيتهم المستقلة التي تمكنهم من لعب دور إيجابي في الأزمات، فلا يكونوا وقودا. وعلى المسيحيين أن يدركوا أنهم إن لم يلتقوا على قواسم ثابتة ومشتركة تحفظ وجودهم وكيانهم، فسيبقون في دائرة الفتن المتنقلة من طائفة الى أخرى.

 

هل ستكون المواجهة من حزب الكتائب بالسلاح أو الركون إلى الدولة؟

-رهاننا كان ولا يزال على الدولة، وسنضعها أمام مسؤولياتها.

 

ما هي جدية الحملة الإنقلابية التي يعدها حزب الله ؟

-هناك خطة وضعها حزب الله لأنه لا يتصرف إلا بناء على خطط ولديه اسلوبه في ذلك.

 

هل يعني ذلك أن خطة الإنقلاب باتت واضحة وتنتظر ساعة الصفر؟

-هناك سيناريوهات عدة موضوعة في الأدراج. لكن ما أراه اليوم أن حزب الله لديه كل الإمكانات لقلب المعادلة من دون حصول ضربة كف في الشارع. لذلك أنا لا أرى أن الإنقلاب سيحصل من خلال حرب أو فتنة، ولن يلجأ حتى إلى السلاح لأنه سيكون إنقلابا أبيض.

 

وهل ينجح الرهان في الإنقلاب السياسي؟

-إذا عرضنا الواقع نرى أن هذا ممكن. فالأكثرية في المجلس النيابي لم تعد من فريق 14 آذار، وإذا طرحت الثقة بالحكومة فهي لن تنالها لمجرد طرح حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر الثقة بها. عندها تتشكل حكومة بناء على هذه الأكثرية ويحصلون على ما يريدون.

 

ومتى تدق ساعة الصفر؟

-عندما يشعر حزب الله بأن العملية وصلت إلى حدها.

 

وهل هذا مرتبط بالقرار الظني المتوقع صدوره؟

-لا أدري، لكن هناك استحقاقات إقليمية قد تؤثر على الوضع في الداخل وقد يكون فتيل التفجير من الداخل.

 

هل سيصل ملف شهود الزور إلى نتيجة؟

-تصويب الكلام والاتهامات على المحكمة الدولية وملف شهود الزور ليس إلا من باب حرب الأعصاب ويدخل في إطار الحملة التي تشن لإلهاء الناس عن الحقيقة، في حين كان يفترض أن تكون كل هذه الأمور واضحة. اليوم هناك قانون وموضوع شهود الزور يجب أن يأخذ مجراه القانوني، بمعنى أن يتم رفع دعوى عليهم ويذهب الملف أمام القضاء اللبناني ويتم التحقيق معهم، فإذا ثبت الشك في أحدهم يحاكم أو يخلى سبيله ويطوى الملف. عدا ذلك يعني أن دولة المؤسسات فقدت هيبتها.

 

لكن الحملة على المحكمة باتت واضحة الأهداف وملف شهود الزور واحد منها؟

-الكل يتكلم عن شهود زور لكن لم نسمع بعد عن حل لهذه الأزمة. على الدولة أن تقوم بواجباتها لأن الأمر لا يتوقف على أي مسؤول. هناك القانون والقضاء الذي يجب ان يحاكمهم. أما بالنسبة إلى المحكمة، فلا يظنن احد بأن ملف شهود الزور أو سواه سيلغيها لأن شهاداتهم استبعدت ولا يجب خلط الأمور بعد اليوم. فنحن متمسكون بها وهي مستمرة "على رقبة الكل".

 

هل ستشاركون في جلسة تمثيل الجريمة المقررة في فرنسا؟

-إذا دعينا فسنشارك، لكن حتى الساعة لم نبلغ بالأمر.

 

لماذا التزم حزب الله الصمت تجاه قضية العميد المتقاعد فايز كرم، في حين قامت الدنيا ولم تقعد عندما جئتم على ذكر الإستعانة بإسرائيل في حرب السنتين ووصل الأمر إلى حد هدر دمائكم من بعض الأصوات المتحركة بإيعاز سوري؟

-سبق وذكرت أنني قلت ما قلت ومتمسك به ولن أحرك الموضوع ثانية. لكن حان الوقت ليعترف اللبنانيون ببعضهم بعضًا ويكون هناك سياسة مساواة وتلعب الدولة دورها وفق الأصول الدستورية. أما في مسألة العمالة، فبات واضحا أن كل من تثبت عليه تهمة التعامل مع دولة غريبة ضد مصلحة لبنان يجب محاكمته ومحاسبته بحسب القوانين المرعية الإجراء. وهذا الأمر يطبق منذ العام 1990 وحتى اليوم. لذلك لا يجوز أن نزيد من حجم الضغوط على عائلات الأشخاص المتهمين بالتعامل مع دولة عدوة، ونترك القضاء يأخذ مجراه.

 

السياسة المارونية انتهت مع الطائف، فهل بدأ عصر انحدار السياسة السنية؟

-لا أوافق على هذا الكلام في شكل مطلق، ولست في صدد القيام بجردة تاريخية للسياسة المارونية. لكن الثابت أن في كل مرحلة من المراحل التي قطعها الوطن هناك فريق يأخذ دور الأولوية والصدارة في الحكم، مما يخلق نوعا من التشنج ويؤدي إلى قيام ثورة وانقلاب على الواقع. واللافت أن المعارضين يتحولون فريقاً يستأثر بمقومات البلد، وهذا ما اسميه سياسة الدولاب. وكل من يحكم يأتي بدعم من الخارج ثم تنقلب الأدوار. هذه السياسة يجب أن تتوقف لكن ليس قبل أن يدرك كل فريق أن من غير الممكن أن تُحكَم دولة متعددة بنظام مركزي، طالما هناك شعب ودولة متعددة وفي الوسط نظام مركزي سيظل الصراع قائما وسيستعين كل فريق بالخارج للانقلاب على من استولى على هذه السلطة المركزية. من هنا يجب إعادة النظر في نظامنا السياسي، لأن القائم لن يعطي كل المكونات حقها ولن يثنيها عن فكرة القيام بانقلاب في كل مرحلة من تاريخ الوطن.

 

هل نفهم أن الثورة المقبلة ستكون على يد الطائفة الشيعية؟

-الطائفة الشيعية تحاول اليوم أن تقوم بتوازن مع سلطة رئيس مجلس الوزراء من خلال السلاح.

وكيف تفسرون صمت الرئيس نبيه بري، وهل يكون بمثابة صمام أمان لوأد الفتنة؟

-الرئيس نبيه بري من أكثر رجال السياسة ذكاء في لبنان، ويكفي أنه مستمر في رئاسة المجلس منذ أكثر من 20عاما. في اختصار إنه ملك في اللعبة السياسية.

هل تتوقعون أن يقدم الرئيس سعد الحريري استقالته أو يعتكف عن العمل السياسي؟

-على رغم اختلاف الآراء ونظرتنا إلى الأمور مع الرئيس سعد الحريري في بعض المحطات والمناسبات، أتمنى ألا يقدم على أي من الخطوتين وتحديدا الإستقالة، لأنه يبقى رمزًا للإعتدال ويجب أن يحظى بدعم مطلق من المسيحيين لأن لبنان لا يقوم إلا بالاعتدال، ونحن نصر على بقائه على رأس الحكومة ليتحمل مسؤولياته في الحفاظ على البلاد.

هل تكون التنفيسة في إقالة المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا أو المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أو رئيس شعبة المعلومات وسام الحسن؟

-أشك في ذلك، وإلا تكون المؤسسات الأمنية والقضائية خضعت للضغط السياسي.

كيف تصفون العلاقة اليوم مع الدكتور سمير جعجع؟

-جيدة جدا.

والنائب ميشال عون؟

-هناك اختلاف واضح في الفكر والخط السياسي، لكنني أصر على ضرورة عدم الدخول في سجال مع التيار الوطني الحر.

وكيف تصفون الهجوم الذي شنه على رئيس الجمهورية ميشال سليمان وشعبة المعلومات ووزيري الداخلية والعدل؟

-لا أعرف ما هو الدافع الذي ألزم الجنرال عون بالتكلم بهذه اللهجة. ولماذا يقبل أن يكون الصوت المُصوّب على القيادات والمؤسسات الدستورية. وكنت أتمنى أن يحيّد نفسه عن الصراع القائم، لأن استهداف هذه المواقع هو استهداف لمواقع المؤسسات الدستورية.

ماذا تعني عودة الحرارة على خط بكركي- بنشعي؟

-سعينا منذ البداية لحصول هذا اللقاء مع غبطة البطريرك صفير وعلى فترات متلاحقة. أما وقد حصل، فنحن سعداء جدا لأن من غير المسموح أن يكون هناك صدام بين المسيحيين.على العكس عليهم مد الجسور وإيجاد قواسم مشتركة لتجنب أي خلاف.

هل يمكن أن تنسحب هذه المصالحة على الأفرقاء المسيحيين؟

-مجرد أن يجلس إثنان إلى طاولة واحدة دليل خير ووعي عند المسيحيين.

الوزير سليمان فرنجية حذر في لقائه مع غبطة البطريرك من انزلاق المسيحيين، فهل تخشون من تكرار الصراع المسيحي –المسيحي؟

-عندما يتشنج المسيحيون في وجه بعضهم بعضًا ويرفعون السلاح تكون الإنزلاقة. لذلك يجب فك التشنج حتى لا يتكرر سيناريو العام 1989.

وهل المسيحيون على درجة من الوعي تمكنهم من تبديد مخاوفكم؟

-نحن نقوم بكل ما يلزم لتوعية المسيحيين. وأعتقد بأنهم باتوا على درجة كافية من الوعي، وأشك في أن تتكرر الأحداث بين المسيحيين.

ألا تخشون من أن يكون المسيحيون مرة جديدة بيضة قبان؟

-علينا أن نكون حذرين ومتيقظين للمرحلة المقبلة، فهناك تسويات يمكن أن تأتي على حساب المسيحيين أو على حساب لبنان ولن نقبل بها. أما إذا كانت هناك أجواء تهدئة، فسنشجعها وندعم الساعين إليها.

وأين يقف المسيحيون اليوم من الصراع السني –الشيعي في المنطقة وخطر انعكاس الفتنة في الداخل؟

-لن نكذب على الناس ونقول لهم الدني بألف خير. هناك وضع خطير وسنقوم بما يلزم حتى لا يتحول التشنج صراعًا على الأرض. وهذا ما يضمن الوجود المسيحي.

ماذا لو تحققت فرضية الإنقلاب الأبيض؟

-لن أدخل في الفرضيات.

هل تتوقعون تعديلا ما في التركيبة الحكومية؟

-لن يكون هناك أي تعديل حكومي. وإذا حصل سيكون هناك تغيير حكومة ويتزامن مع الإنقلاب الأبيض .فإما أن يحصل التغيير والإنقلاب أو لا يحصل شيء، وتبقى الحكومة على حالها.

المصدر : المسيرة

 

خطوط التواصل بين حزب الله والقاهرة والرياض تستعيد حرارتها

"المستقبل" يرد على فرنجيـــة: التصعيد لن يؤثر في المحكمـة فرنسا تنفي التوسط لارجاء القرار الظني وجعجع يخاطب العونيين

المركزية- يبدو المشهد اللبناني جانحا نحو هدنة سياسية فرضتها الاتصالات الضاغطة السورية- السعودية التي استوجبت تغليب اللغة الايجابية ولو ظرفيا ،حيث فرضت وقائع الساعات الاخيرة نفسها على مجمل المواقف السياسية ولا سيما للاطراف المعنية مباشرة. وبدا ان ثمة رهاناً جديداً على حركة متعددة الطرف يُراد لها أن تجمد مفعول السجالات والخلافات وتعزز اجواء التقارب، وهو ما ظهر جليا من خلال رصد تحرك حزب الله في الساعات الاخيرة على موجتي اللقاءات مع ممثلي مصر والسعودية في لبنان والتحذيرات الجدية التي وصلت الى "المعنيين" والتي لا يخرج كلام رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه امس عن اطارها.

ما بين مصر والحزب: ففي خطوة تعكس تقدما ملحوظا في نتائج الاتصالات العربية في اتجاه الحلول المرجوة على المستوى الداخلي ولا سيما بعد تصاعد السجالات بين حزب الله وتيار المستقبل والتي اصابت بشظاياها الدولة المصرية عبر سفارتها في بيروت وبعد الاتهامات المباشرة التي كان وجهها اللواء جميل السيد الى القنصل العام في السفارة المصرية في بيروت أحمد حلمي،إستقبل مسؤول العلاقات العربية في "حزب الله" الشيخ حسن عزالدين في مكتبه اليوم القنصل حلمي وتم في اللقاء بحسب بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، بحث المستجدات السياسية والتطورات على الساحتين اللبنانية والعربية، وتبادل وجهات النظر حول القضايا السياسية والعلاقة بين حزب الله ومصر". وأكد الطرفان وفق البيان "ضرورة سير العلاقات بينهما بشكل طبيعي، وتطوير العلاقة الثنائية، بما يحقق الثقة التي تساهم في تجاوز العقبات وتمتين الموقف الوطني اللبناني والعربي".

الاعتذار: وفي هذا المجال، اعتبر مصدر في الغالبية ان استقبال الحزب لحلمي جاء مثابة اعتذار بعدما كان السيد اوحى في كلامه انه يعبر عن موقف حزب الله .واعتبر ان حزب الله الذي بات في موقع لا يحسد عليه راهنا يدرك تماما اهمية الدور المصري على اكثر من مستوى ويحاول تاليا فك العزلة عنه ان من خلال زيارة السفارة السعودية امس الاول او مشاركة وفد من الحزب في استقبال العيد الوطني السعودي او لقاء القنصل حلمي، ولا سيما بعدما لمس ان اساليب الضغط وسياسة التصعيد وكيل الاتهامات التي اعتمدها عبر اكثر من قناة موظفا هذا او ذاك من طرف المعارضة لشنها لم تؤت بالنتائج المرجوة لا بل اكثر من ذلك ارتدت سلبا عليه.

الرد المباشر: في غضون ذلك، جاء بيان كتلة المستقبل الصادر عقب اجتماع هو الرابع للكتلة هذا الاسبوع مواكبة للتطورات مثابة رد مباشر على مواقف رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في الشق المتعلق بوجوب الغاء المحكمة الدولية تفاديا للحرب، اذ اكدت الكتلة ان اجواء التصعيد لن تؤثر على مسار المحكمة، مبدية دعمها الكامل لموقف رئيس الحكومة سعد الحريري من ان لا مساومة على المحكمة.

وبعدما اطلع الرئيس الحريري النواب على الاتصالات السياسية الجارية وأجروا مراجعة في ضوئها للتطورات والمواقف الإعلامية الأخيرة شددوا على تمسكهم بكل ما يحمي السلم الأهلي ويعزز عوامل الاستقرار في البلاد.

ووصف مصدر في الكتلة لـ"المركزية" هذا البيان بالبالغ الاهمية لما تضمنه من مواقف رغم انه جاء مقتضبا، الا انه اكد اربع ثوابت لا حياد عنها وفي مقدمها عدم المساومة على المحكمة مهما بلغ التصعيد من قبل الفريق الاخر وحيثما وصلت اجواء التهويل بالفتنة والحرب فغبار الصخب السياسي لنيتمكن من التعمية على الحقيقة.

ولاحظ المصدر ان الكتلة ايدت كل كلام فرنجية امس خارج اطار المحكمة الا ان موقفه من المحكمة غير مقبول فالتمسك بالسلم الاهلي لا يعني في اي شكل من الاشكال التنازل عن معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة التي تحصن السلم الاهلي.

وتابع: في مكان ما، اذا استمر الفريق الاخر بهذا الاسلوب فانه سيتحمل وحده مسؤولية هز السلم الاهلي.

وكلام فرنجيه ولا سيما لجهة مطالبته بتنحي وزير العدل ابراهيم النجار لمصلحة الإتيان بشخصية "معتدلة، لقي ردا مباشرا ايضا من القوات اللبنانية التي أعلنت أن "العودة الى زمن فبركة الملفات القضائية والأمنية، هو الحلم او الوهم الذي يدغدغ مشاعر فرنجية وكل من وراءه وهذا من رابع المستحيلات"، متمنية "لو يتعلم فرنجية كيفية التعاطي مع المؤسسات والنظام العام واحترامهم عل ذلك يفيده قليلا بدل التخبط في مستنقعه الراهن.

فرنسا والمحكمة: وفي موقف فرنسي رسمي مما يتداول عن دور لباريس في قضية المحكمة نفى نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال ما ذكرته بعض وسائل الاعلام اللبنانية من كلام للسفير الفرنسي دوني بييتون من ان الاتصالات السعودية – الفرنسية ادت الى تأخير صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه من ايلول الجاري الى كانون الاول المقبل وقال ردا على سؤال لـ"المركزية" ان ما نشر لا يعكس في اي شكل حقيقة مواقف السفير بييتون الذي لم يدل باي تصريح رسمي في هذا الشأن ولم يوح حتى في تصريحاته بشيئ من هذا القبيل. واكد ان المحكمة الخاصة بلبنان تعمل باستقلالية تامة ولا تتأثر باي اتصالات لا فرنسية ولا غير فرنسية.

لا حرب مذهبية: وسط هذه الاجواء، طمأنت اوساط في الغالبية الى ان ما يحكى عن حرب مذهبية يهيأ لها في لبنان اذا ما اتهم القرار الظني حزب الله لا يمت الى الواقع بصلة وان مطلقيه اما واهمون او غير قادرين على الاحاطة بتفاصيل الوضع اللبناني او انهم يهولون بهدف اثارة المخاوف والتراجع عن المطالبة بالحقيقة، فاسس الحرب المذهبية، بحسب الاوساط، غير متوافرة راهنا لان المتهم ليس مذهبا بل اشخاص كما ان الشهداء ليسوا من طائفة واحدة، اضف ان لا طائفة تتهم اخرى بدليل ان ثمة تيارات شيعية غير حزب الله لم يتهمها احد ومن بينها مثلا حركة "امل".

واضافت: الحرب المذهبية او الاهلية تتطلب توافر عنصري نزاع مسلحين وهو غير متوافر اليوم لان طرفا واحدا يملك السلاح في لبنان هو حزب الله.

وختمت الاوساط: اذا كان من رد فعل على اتهام مماثل فسيكون من جهة واحدة يمكنها الرد والاعتراض عبر المؤسسات والطرق القانونية والقضائية لا عبر لغة الحديد والنار اذا كانت تعترف فعلا بالدولة ومؤسساتها.

شهود ام متورطون: وفي سياق متصل، لاحظ المراقبون تراجعا في وتيرة الحديث عن ملف "شهود الزور" الذي اكدت اوساط وزارة العدل لـ"المركزية" ان الوزير ابرهيم نجار سيعرض مطالعته في هذا الخصوص على مجلس الوزراء في اول جلسة لمجلس الوزراء تعقد بعد عودة رئيس الجمهورية من نيويورك، ولفتت الى انها استندت الى مراجع قضائية محلية واجنبية، موضحة ان الاسماء المدرجة كشهود زور تبين ان اصحابها اما تحولوا الى متورطين في القضية او صدرت في حقهم مذكرات توقفوا او سجنوا .

وشددت الاوساط على انه لا يمكن للقضاء التحرك في هذا المجال الا بطلب من السلطة السياسية كون الملف مرتبطا بالمحكمة الدولية وقد تنازل القضاء اللبناني عن صلاحية النظر فيه ولا مجال تاليا لاي تحرك الا في حالتين لا ثالث لهما اما بناء على طلب من السلطة السياسية عبر النيابة العامة او من القضاء الدولي.

نداء جعجع الى "العونيين": على صعيد آخر، وفي وقت تتقاطع الدوائر السياسية عند ترقب مضامين الكلمة التي سيلقيها رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في القداس الذي يقام عصر غد في جونيه لراحة انفس شهداء المقاومة اللبنانية، علمت "المركزية" ان جعجع سيتوجه في كلمته بنداء الى القاعدة العونية ليذكرها بالمبادئ التي قام على اساسها التيار "العوني" والاسس والتاريخ المشترك من النضال بين القوات و"العونيين" وما تخلله من مصير مشترك وسجن وكفاح على مدى سنوات في سبيل السيدة والاستقلال والحق ويتوجه اليهم بالسؤال: اين انتم اليوم من هذا التاريخ المشرف ومن الاسس التي لطالما عملنا معا من اجلها؟