المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 15 أيلول/10

إنجيل القدّيس يوحنّا12/24-26

إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة. مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة! يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد». وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ». أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم. هِيَ الآنَ دَيْنُونَةُ هذَا العَالَم. أَلآنَ يُطْرَدُ سُلْطَانُ هذَا العَالَمِ خَارِجًا. وأَنَا إِذَا رُفِعْتُ عَنِ الأَرض، جَذَبْتُ إِليَّ الجَمِيع».

 

مروان حماده...سلامتك

 الثلاثاء, 14 سبتمبر 2010

يقال.نت/في ظل الصخب "التضليلي"الذي أقحم ويقحم إسمه في مخطط دعائي أسود،كان النائب مروان حماده يعود الى غرفة العمليات الجراحية،بسبب تداعيات الإنفجار الذي استهدفه،وكاد يودي بحياته بعدما أدى الى استشهاد مرافقه غازي أبو كروم. وقد خضع حماده،أمس في "عيادة اليد" في باريس لعملية جراحية،لوقف الشلل الذي بدأ يضربها،وقد تكللت العملية بالنجاح،مما يؤمل أن تدب الحياة مجددا بثلاثة أصابع ضربها الشلل،بفعل تأثيرات الحريق الناجم عن الإنفجارات على أعصاب كف يده. العملية التي وصفت بالدقيقة جدا،دامت أكثر من اربع ساعات. ومن المفترض أن يقيم حماده في باريس لمدة أسبوعين،من أجل البقاء تحت المراقبة الطبية. تجدر الإشارة الى أنه في الأول من تشرين الأول المقبل تحل الذكرى السنوية السادسة على محاولة اغتيال حماده،بالقرب من الحمام العسكري في بيروت. وكانت محاولة اغتياله بمثابة إشارة الإنطلاق لمجزرة كبرى استهدفت الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشخصيات سياسية وإعلامية وأمنية في البلاد. وملف حماده من الملفات التي ينظر فيها مكتب المدعي العام لدى المحكمة الخاصة في لبنان،وسط اعتقاد بأنها مرتبطة ارتباطا كبيرا بجريمة الرابع عشر من شباط 2005.

 

عفوا أيها السادة...سوريا غير بريئة من "إطلالة"جميل السيّد

 الثلاثاء, 14 سبتمبر 2010

فارس خشّان-يقال.نت

يدرك كل متابع لتفاصيل الحياة السياسية في لبنان،أن لجميل السيّد مرجعيتين متلازمتين ومتقاطعتين،هما القيادة السورية و"حزب الله". ويعرف كل مطلع على ارتباط السياسة بالإعلام، أن تخصيص وسلية إعلامية مرتبطة بنظام أو بطرف سياسي،حيّزا كبيرا من هوائها،لشخصية ما،يعني تبني هذه الوسيلة الإعلامية لهذه الشخصية،بالمطلق. ومن هنا،يمكن تحديد موقع المؤتمر الصحافي الذي عقده اللواء المتقاعد جميل السيد،على الرقعة السياسية الداخلية والإقليمية. داخليا،لا جدال حول التبني الكامل لـ"حزب الله"وتابعه"التيار الوطني الحر"لجميل السيد،مثل التبني الكامل لوئام وهاب وناصر قنديل وميشال سماحة. إقليميا،يكثر اللغط حول علاقة سوريا بمؤتمر جميل السيّد.هذا يقول إن المدير العام السابق للأمن العام "يغني على ليلاه"،وذاك يتحدث عن قدرة القيادة السورية على التعبير عن نفسها بنفسها،وذياك يتوقع أن يكون جميل السيد قد "نصب فخا"للقيادة السورية،بحيث "استغل"استقبال الرئيس السوري بشار الأسد له،من أجل أن"يضرب ضربته"ليزرع الزؤان في حقل القمح اللبناني-السوري الخصيب! ولكنّ المحللين والسياسيين والمخضرمين الذين راجعهم "يقال.نت"يقولون بعكس ذلك،بحيث يجزمون بأن بين ما قاله جميل السيد في خطوطه العريضة، وبين "الخطة "التي تضعها القيادة السورية،هناك وحدة حال! ويمكن تقسيم ما انتهى إليه من راجعهم "يقال.نت"إلى ثلاثة أجزاء،الأول،ما ورد على لسان جميل السيد بالذات،والثاني،طريقة تعاطي الإعلام السوري مع مؤتمره الصحافي،والثالث،الأسلوب الذي تعتمده القيادة السورية في التعاطي مع من تريد تطويعهم!

منقذ النظام السوري!

في هذا الإطار،يمكن التوقف عند أربع نقاط، وهي:

أولا، إصرار جميل السيد على تكرار جملة كاملة مفادها: لولا صمودي لكان هناك رئيس سوري غير الرئيس بشار الأسد!

ثانيا، تعمد الغموض عند تطرقه الى أسباب إرجاء المؤتمر الصحافي هذا من ثلاثين آب إلى إعلان تاريخ انعقاده،فور انتهاء اجتماعه بالأسد!

ثالثا، الإشادة المتكررة بمزايا الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز!

رابعا، قدرة جميل السيد على توجيه قاضي التحقيق السوري مباشرة عبر الهواء!

بالنسبة للنقطة الأولى،يكرر جميل السيد ما مفاده أنه لو ضعف أمام الإغراءات أو التهديدات،لكان النظام السوري قد سقط.طبعا هو يحيل ما يدعيه الى عرض-صفقة قدمه له نائب رئيس لجنة التحقيق الدولية بهيئتها الأولى غيرهارد ليمان،فرفضه.

ولكن التدقيق في المعطيات الثابتة،يظهر أن جميل السيد يتوسل الكذب عند إثارة هذه المسألة التي سبق ووصفها ديتليف ميليس بالتفاهة،فمثله مثل حسام حسام،الذي بمجرد انتقاله من لبنان الى دمشق،بعد ترتيب الأوضاع من خلال "حزب الله" في لبنان،راح يرغي ويزبد،وله في كل يوم رواية-على "المنار"طبعا- تصب في مصلحة رعاته،وكان آخرها كلامه بعد المؤتمر الصحافي لنصرالله،عن صورة عرضها عليه ديتليف ميليس شخصيا ويظهر فيها "المدعى عليه"لاحقا العميد المتقاعد غسان الجد،ليعود ميليس شخصيا فيهدد حسام حسام بـ"قطع رأسه"(عبارات تتقاطع مع عبارات جميل السيد) إن نطق بأمرها لأي كان!

وهنا بالذات،يكمن السؤال الدائم،عن سر تحلي جميل السيد بالثقة التي تسمح له بتكرار الكلام على أنه لعب دورا حاسما في إنقاذ النظام السوري،خصوصا وأن هذا النظام نجح،على الرغم من كل الهجمة عليه التي تجلت في إدراج التحقيق الدولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة،على تجاوز صعوبات جمة،بفعل استراتيجية من قوامها التعاون مع القيادة الإيرانية،في إنقاص المناعة المكتسبة في كل البلدان التي وطأها التحالف الأميركي –الأوروبي!

الإرجاء الأول...مطلوب

أما بالنسبة للنقطة الثانية،المتصلة بالغموض الذي تعمده جميل السيد في توضيح أسباب إلغاء مؤتمره الصحافي الأول،ليأتي غداة استقبال الرئيس الأسد له،على مدى أطول من ساعتين،فإن المعلومات التي بدأت تتوافر،تشير الى أن القيادة السورية طلبت من جميل السيد ذلك،على اعتبار أن كلاما على هذا المستوى التصعيدي،سوف يمنع الرئيس سعد الحريري من أن يقول ما قاله في صحيفة "الشرق الأوسط".

ولا يمكن في هذا السياق،إعطاء اي أذن صاغية ،لما يتردد عن ارتباط الإرجاء باشتباكات برج ابي حيدر،على اعتبار ان "حزب الله"كان ميالا الى نقل اهتمام اللبنانيين عن هذا التطور الذي حقق أهدافه(رسالة التأديب لكل من تجرأ عليه أو يمكن أن يتجرّأ)إلى ملفه "الأول"أي شهود الزور.

أمر قاضي التحقيق السوري:التجيير للمقايضة

وبخصوص النقطة الثالثة المرتبطة بالإشادة بمزايا الملك عبد الله بن عبد العزيز،فإن جميل السيد فهم جدا في سوريا،ان المملكة العربية السعودية "خط أحمر"في هذه المرحلة،وتاليا لا بد من تحييدها عن الرئيس سعد الحريري،وإن أمكن تحريضها عليه!

وهذا ما حصل.

أما بما يتعلق بالنقطة الأخيرة،أي توجيه قاضي التحقيق السوري مباشرة على الهواء،فهذه ميزة لا تعطى في سوريا،إلا للحاكم أو لمن هو مفوّض من الحاكم!

وثمة من يعتقد بأن الإذن المعطى لجميل السيد في هذا السياق مرتبط كليا برفض الرئيس الحريري إثارة ملف الإستنابات القضائية مع الرئيس الاسد،وتاليا فإن إعادة هذا الموضوع بهذا الشكل،قد يكون الضغط على الحريري لقطع الطريق أمام صدور مذكرات توقيف غيابية،من خلال فتح هذا الملف على مصراعيه في دمشق،حيث يستدرج الى دفع أثمان ليس مضطرا لها على الطلاق!

الإعلام السوري ومؤتمر جميل السيد

ومن هذا المستوى،في رصد التحليلات والمعلومات،لا بد من الإنتقال الى المستوى الإعلامي السوري،بحيث يُبرز التدقيق أن هذا الإعلام الرسمي الممسوك حديديا،قد أفرد مساحات كبيرة لما أورده جميل السيد في مؤتمره الصحافي،لا بل إن التلفزيون الرسمي السوري،بث لاحقا الوقائع الكاملة لهذا المؤتمر الصحافي.

وفي ظل هذه السلوكية الإعلامية،نشرت "الوطن"السورية مقالا تخوينيا ضد كل من يعارض "حزب الله"المسلح،فبات بالنسبة إليها،في زمن التهدئة بالذات- حيث صحيفة "المستقبل"وتلفزيون "المستقبل"يكادان ينتحران بفعلها-مجرد"سموم رأس الأفعى"و"منتحل صفة العروبة"!

سوريا وحزب الله:توأم سيامي

ومن هنا،نصل الى السلوكية السورية والأسبقيات في التعامل مع لبنان.

في السلوكية السورية،يتأكد،يوما بعد يوم أن فصل سوريا عن "حزب الله"مجرد "سراب"،وكلاهما تجمعهما إستراتيجية واحد،ويخدم أحدهما الآخر بتكتيكاته.

ولأن "حزب الله"وسوريا "توأم سيامي"،فالمراقبون متأكدون أن شيئا لم يحصل في لبنان أو سوف يحصل،يمكن قراءته بعيدا من "الشراكة" أو "جوان فانتشر"!

وبناء عليه،فإن سعي رئيس الحكومة سعد الحريري إلى فصل علاقته مع سوريا -وهي جاءت في أعقاب المصالحة العربية-العربية التي شاءها الملك السعودي وفي ظل ثابتة مفادها أن رئيس حكومة لبنان يجب أن يكون على علاقة سوية بسوريا-عن علاقته بـ"حزب الله"،لا تروق للشريكين الإستراتيجيين...ابدا!

وفي هذا الموقع، يمكن قراءة جميل السيد كما وئام وهاب وناصر قنديل وميشال سماحة.

وبالنسبة لشخصية مخضرمة في العلاقات اللبنانية –السورية،فإن الرئيس السوري يمتلك أسلوبا مميزا في العمل،فهو يملك القدرة على ترييح محاوريه ويدفعهم بسلاسة الى القبول معه في ما يطرحه عليهم، لأنه يركز على ما يسمى بالأهداف المرحلية،فيما يتولى متابعو الإستراتيجية السورية الضرب للوصول الى الغايات المنشودة.

وثمة من تذكر بعد كلام الرئيس سعد الحريري الى "الشرق الأوسط،"التسهيلات الكبرى التي وعد بها الرئيس الأسد الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتشكيل حكومة ما بعد التمديد،ليغطي في وقت لاحق، العراقيل التي وضعت في وجه الحريري،لتسهيل إحراجه وإخراجه! ومع ذلك، كل المصادر تصلي لله ان "يديم الوفق".

 

كشف أنه التقى فريق بلمار وأنه مشتبه به تحول إلى شاهد استناداً إلى معلوماته وأكد استعداده لأي قرار تصدره المحكمة الدولية 

محمد زهير الصديق لـ"السياسة": غازي كنعان سلمني وثائق تثبت ضلوع "حزب الله" في اغتيال الحريري

محمد زهير الصديق يشير إلى الملفات الموجودة بحوزته ("السياسة" - خاص)

قمت بنقل اللواء بهجت سليمان من مكان اغتيال الحريري إلى مدينة عاليه من دون أن أعلم المستهدف

عماد مغنية متورط في قتل المفتي حسن خالد ورمزي عيراني واختطاف طائرة "الجابرية"

"حزب الله" يخشاني وعناصره "ن.ق" و"م.ق" و"ع.ش" كانت تراقب الحريري

أمتلك هذة المعلومات كنت مقرباً من اللواء غازي كنعان وممسكاً بملف مخيم عين الحلوة

نصر الله يعلم أن ضباطاً من المخابرات السورية لقنوا شهود الزور أمثال هسام وجرجورة إفاداتهم الكاذبة

 "السياسة" - خاص:

كشف ضابط المخابرات السوري محمد زهير الصديق الذي وصف بأنه "الشاهد الملك" في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري لـ"السياسة" أن وزير الداخلية السوري الراحل غازي كنعان الذي كان رئيس شعبة المخابرات السورية في لبنان سلمه "ملفات ووثائق مكتوبة بخط يده" تثبت تورط "حزب الله" في اغتيال الحريري, مؤكداً أنه بعد أن يقوم بالكشف عن مضمونها "في الوقت المناسب" لن يتمكن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله وكل حلفائه في لبنان "من رفع رؤوسهم".

ونفى الأنباء الصحافية التي نشرت أمس عن تعرضه لمحاولة اغتيال أخيراً وطلبه اللجوء السياسي في فرنسا, مؤكداً أن هذه الشائعات لاتعدو كونها أكاذيب لا أساس لها من الصحة بهدف التشويش على عمل المحكمة.

وفي مقابلة شاملة مع "السياسة" عبر الهاتف, أوضح الصديق أن الراحل غازي كنعان, الذي كان يوصف بأنه الحاكم الفعلي في لبنان خلال فترة الوصاية السورية, سلمه الوثائق قبل أيام قليلة من مغادرته (الصديق) الأراضي السورية, مؤكداً أن هذه الملفات "تدين "حزب الله" وتثبت تورط قائده العسكري عماد مغنية (الذي اغتيل في دمشق في فبراير 2007) بجرائم اغتيال مثل جريمة اغتيال رفيق الحريري والمفتي حسن خالد (الذي اغتيل العام 1989) ورموز فلسطينية كانت تقيم في لبنان ورمزي عيراني (القيادي في "القوات اللبنانية" الذي اغتيل في مايو 2002), بالإضافة إلى جريمة خطف الطائرة الكويتية (الجابرية في ابريل 1988) ومحاولة استهداف نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام أثناء فترة وجوده في الحكم".

ضباط سوريون في الضاحية

وشدد على أن "جريمة اغتيال الحريري حصلت بمباركة من "حزب الله" وكان على علم بها وشارك فيها لوجستياً", معتبراً أن "الدليل على ذلك هو تواجد ضباط سوريين قبل وقوع الجريمة في الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل "حزب الله")".

وأشار إلى أن الحزب "نفى بادئ الأمر وجودهم في الضاحية ثم عاد وتراجع عندما اعترف الضباط أنفسهم بذلك أمام لجنة التحقيق" الدولية.

ورداً على سؤال بشأن تأخره في الإدلاء بمعلومات عن تورط "حزب الله", قال الصديق "أنا كشفت منذ اللحظة الأولى أمام لجنة التحقيق الدولية أن عناصر من "حزب الله" برفقة ضباط سوريين كانوا يراقبون الرئيس الحريري قبل إغتياله, وأعطيت أسماءهم إلى اللجنة وأذكر منهم "ن.ق" و"م.ق" و"ع.ش", وأكد كلامي (الأمين العام للحزب) حسن نصر الله عندما تحدث في مؤتمره الصحافي عن العميل (لإسرائيل) غسان الجد وتواجده في ساحة الجريمة قبل يوم من موعد الإغتيال", متسائلاً "كيف علم "حزب الله" بوجود الجد لو لم يكن عناصره يراقبون فعلاً تحركات الحريري"?

وعن كيفية حصوله على المعلومات التي يدلي بها رغم أنه لم يتقلد منصباً كبيراً في المخابرات السورية, قال الصديق "أنا رائد سابق في المخابرات السورية, وأمتلك هذا الكم الهائل من المعلومات كوني كنت ممسكاً بملف مخيم عين الحلوة (أكبر المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان), وكنت من المقربين من اللواء غازي كنعان الذي سلمني ملفات وتسجيلات قبل أن أغادر سورية, لو تم نشرها لما استطاع نصر الله وكل حلفاء سورية في لبنان رفع رأسهم من بعدها وسأقوم بالكشف عن هذه المعلومات في الوقت المناسب".

مشتبه به وليس شاهداً

ورداً على تأكيد مدعي العام المحكمة دانيال بلمار أنه ليس شاهداً أو متهماً, قال الصديق "هذا رأي بلمار الخاص به", مضيفاً "أنا فعلياً لست شاهداً في القضية بل أنا مشتبه به ووقعت على إفادة بخط يدي تفيد بذلك, وهي موجودة لدى لجنة التحقيق الدولية".

وكشف أنه قام "بتنفيذ أوامر قبل وبعد حصول الجريمة (في 14 فبراير 2005) منها انني قمت بنقل اللواء بهجت سليمان (الرئيس السابق لفرع الأمن الداخلي في سورية) من مكان الجريمة إلى منطقة عاليه (في جبل لبنان), لكنني لم أكن أعلم أن المستهدف هو الرئيس رفيق الحريري".

وأشار إلى أن "لجنة التحقيق لم تستدعه بل ذهب إليها من تلقاء نفسه", لافتاً إلى أن "هناك فقرة في قانون المحكمة تنص على أن أي شخص يدلي بمعلومات تفيد التحقيق حتى ولو كان مشتبهاً به في مواجهة مشتبهين آخرين يتحول تلقائياً إلى شاهد في القضية, وأنا مازلت أملك وثائق ومعلومات لم أسلمها بعد للجنة التحقيق ولن أسلمها إلا أمام المحكمة خوفاً من تسريبها, ومن أي تسييس قد يطرأ على المحكمة".

وإذ أوضح أن الشريط الذي ذكر سابقاً أنه سلمه إلى المحكمة "يتضمن تسجيلات تدين أشخاصاً شاركوا في الجريمة ومنهم جميل السيد", أكد الصديق أن الوثائق الموجودة بحوزته "هي التي ستجعل من القرار الظني زلزالاً, وأنا أتحدث عن الجانب الذي أعرفه ومتأكد منه".

وكشف أنه لم يلتق بلمار شخصياً "بل فريق عمله", وتحفظ عن توضيح كيفية خضوعه لحماية من قبل المحكمة في إطار برنامج "حماية الشهود" رغم أنه ليس شاهداً, كما رفض الكشف عن الجهة التي تقدم له الحماية, نافياً وجود اتصالات بينه وبين أي جهة سورية سواء سياسية أو أمنية.

الدور الإيراني

وأشار إلى "دور إيراني بارز" في عمليات الاغتيال التي جرت في لبنان خلال السنوات الماضية, وأنها "نفذت من قبل فريق سياسي واحد", وأضاف ان "حزب الله ومن ورائه إيران يتهمون دائماً العدو الإسرائيلي بتنفيذ هذه العمليات", متسائلاً "لماذا رأينا موجة فرح عارمة تعم المناطق الشيعية ويتم إطلاق النار ابتهاجاً عند وقوع كل جريمة اغتيال? أو ليس من المفروض أن يكون هؤلاء شهداء ووطنيون لأنهم قتلوا على يد العدو الإسرائيلي حسبما يزعم حزب الله"? وقال إن "حزب الله" وأمينه العام "يخشونه لأنه رفض كل المساومات والتهديدات التي تلقاها من جهات عدة ومن ضمنها "حزب الله" نفسه, ولأنه يعلم الكثير عن الإجتماعات التي كانت تحصل بين نصر الله ومعاونيه من جهة وغازي كنعان ومن بعده رستم غزالي من جهة أخرى, وعن عمليات التحريض ضد رموز كانت رافضة للإحتلال السوري آنذاك أمثال النائب ميشال عون الحليف الحالي" ل¯"حزب الله".

سماحة ضلل نصر الله

وبشأن المطالبة بمحاسبة شهود الزور والعملاء, دعا أولاً إلى محاسبة من قام بفبركة الأخبار الكاذبة والملفقة "من (النائب السابق) ناصر قنديل إلى (الوزير السابق) ميشال سماحة, اللذين أشاعا خبر مقتلي مراراً, ومرة زعما أنني اجتمعت مع المخابرات الأميركية, وتارة أنني مدفون في باحة فيلا يملكها رفعت الأسد (شقيق الرئيس الراحل حافظ الأسد)", متسائلاً "أليست هذه كلها شائعات وإفادات كاذبة لتضليل التحقيق? وإذا كنتم تدعون أن لديكم ملفات ستظهرونها في الوقت المناسب, فأنا أيضاً أملك من الملفات ما يدينكم ويكشف ألاعيبكم, وحذار من الفبركات فهي مرتدة عليكم وأنا لكم بالمرصاد".

واتهم ميشال سماحة ب¯"تضليل "حزب الله" وأمينه العام والتحقيق طيلة السنوات الماضية, فهو من قال إنني خرجت من لبنان بجواز سفر لبناني وقد كشفت سابقاً كذبه وافتراءه عندما أثبت أنني خرجت من مطار دمشق, وهو من قال إني مدفون في باحة فيلا يملكها رفعت الأسد, وهو من قال أن (الصحافي) فارس خشان قام بتصفيتي وهذا كذب لأني حي أرزق, وهو من ادعى أني اجتمعت في باريس مع أميركيين وإسرائيليين وأعطى عنوان سكني, وهذا كذب أيضاً لأن لجنة التحقيق لم تغير مكان إقامتي طيلة فترة تواجدي في فرنسا ومعروف أين كنت أسكن, وهو من قال إن السعودية ورائي وآل الحريري ورائي وهذا كله كذب لأن لجنة التحقيق, ومنذ اللحظة الأولى, تعلم كل شيء عني ومن يتصل بي وهو مسجل ومدون باليوم والساعة".

دور وهاب تافه

ورداً على الهجوم المركز الذي يشنه وئام وهاب على المحكمة الدولية, قال الصديق ان "دور وهاب هو دور مخابراتي تافه وحقير, ومن أهدافه إهانة كيان الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية وعلى رأسها القضاء" ويسعى لإيصال رسالة الى كل متمسك باستقلال وسيادة لبنان مفادها: مت وانت صامت".

وأكد الصديق أن إفادته أمام لجنة التحقيق الدولية كلها "صحيحة وموثقة وهو مستعد لأي حكم تصدره المحكمة الخاصة بلبنان في حقه", مستغرباً "كيف يجرؤ السيد نصرالله على طلب محاكمة شهود زور أمثال هسام هسام وميشال جرجورة وغيرهما, وهو يعلم أن ضباطاً من المخابرات السورية هم من لقنوهم الإفادات الكاذبة".

لم ألتق حمادة

وبشأن ما تردد عن اجتماعه بالنائب وليد جنبلاط في بيروت, دعا الصديق نصر الله إلى سؤال "حليفه" جنبلاط عن صحة هذه المعلومات, نافياً عقده اجتماعات سرية مع أجهزة مخابرات خلال إقامته في باريس, أو لقاءه النائب مروان حمادة والصحافي فارس خشان "كما تدعي أبواق فريق 8 آذار".

ونصح في هذا الإطار نصر الله بسؤال حليفه النائب ميشال عون "الذي كان منفياً في باريس لفترة طويلة ويعلم جيداً أن المخابرات الفرنسية تسجل وتراقب كل تحرك وإجتماع لأي شخص يقيم على الأراضي الفرنسية بصفة سياسية أو موضوع تحت المراقبة, وما عليه إلا أن يطلب هذه التسجيلات من السلطات الفرنسية ليتأكد من صحة كلامي".

أقيم في دولة أوروبية

وعن مكان إقامته, أكد الصديق أنه "خرج من الإمارات (حيث قضى فترة بالسجن لدخوله البلاد بجواز سفر مزور) إلى دولة أوروبية لا عربية", موضحاً أنه سافر بجواز سفره السوري الذي لم تكن منتهية صلاحيته بعد.

وأشار إلى أن "السلطات السورية تعلم متى ينتهي جواز سفره", مؤكداً أنه لايزال مقيماً "في هذه الدولة الأوروبية".

وبشأن مطالبة "حزب الله" بإعدام العملاء الذين يتجسسون لصالح إسرائيل, اعتبر الصديق أن "نصر الله يحاول التخلص منهم لأنه حاول تجنيد بعضهم ليكونوا عملاء مزدوجين, وقام بتزويدهم بمعلومات ضد قيادات من "حزب الله" تمهيداً لتصفيتهم من قبل العدو الإسرائيلي, لأنهم كانوا يشكلون خطراً على مستقبل نصر الله في قيادة حزب الله".

 

مؤسسات الاغتراب تنوي محاكمة الأمني السابق دولياً 

مراجع روحية تدعو الحريري إلى اعتقال السيد فوراً وإلا نجحت خطة إطاحة الحكومة

السياسة/لندن - كتب حميد غريافي

دعت مؤسسات سياسية واجتماعية في دول الكثافة الاغترابية اللبنانية في الولايات المتحدة والبرازيل وكندا واستراليا ودول الاتحاد الاوروبي, حكومات تلك الدول الى اصدار مذكرات توقيف دولية شاملة بحق مجموعة من الساسة والعسكريين والامنيين اللبنانيين السابقين والحاليين بتهم جرائم ضد الانسانية استنادا الى ما ارتكبوه من جرائم وعمليات تعذيب وقمع في المعتقلات والسجون في عهد الوصاية السورية على لبنان منذ العام 1976 حتى العام ,2005 ضد مواطنين مدنيين وقادة سياسيين وعسكريين وامنيين في مقدمها اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي هز العالم في فبراير 2005 وعدد من الشخصيات الاعلامية والحزبية والسياسية والامنية الاخرى.

كذلك دعت مصادر روحية مارونية في بيروت رئيس الحكومة سعد الدين الحريري الى "ضرب الحديد وهو حام" و"اعتقال مدير الامن العام السابق في عهد الوصاية السورية اللواء جميل السيد واحالته فورا الى القضاء بتهم التهديد العلني باغتيال الحريري الابن والمدير العام لقوى الامن الداخلي اشرف ريفي ومدعي عام التمييز سعد ميرزا واربعة آخرين من القضاة, والا سقط رئيس الحكومة خلال ايام معدودة تحت رحى حملات التجني والتضليل عليه وعلى المحكمة الدولية والقرار الاتهامي (الظني) و"شهود الزور", وافلت زمام الامور في البلاد اذ سيكون من شبه المستحيل تشكيل حكومة اخرى في هذه الظروف المحتقنة المؤذنة بانفجار قريب وما سمح لمواجهة استحقاقات الاتهامات التي ستوجه الى "حزب الله" وحلفاء سورية في لبنان خلال الاسابيع القليلة المقبلة".

ووجه "الاتحاد الماروني العالمي" باسم رئيسه الشيخ سامي الخوري من مقره في واشنطن بواسطة ممثليه حول العالم, الى معظم الدول الاوروبية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا, "طلبا ملحا باسم ملايين اللبنانيين الذين تعرضوا للهجرة بسبب تصرفات جميل السيد الذي كان "حاكم لبنان المطلق" طوال ما يقارب العقدين من الزمن, لاعتقال جميل السيد وتقديمه الى المحاكمة في اي دولة اوروبية يزورها, وخصوصا فرنسا التي انتقل اليها قبل 48 ساعة, اسوة بما فعل القضاء البريطاني عندما اوقف الرئيس التشيلي الاسبق اوغوستو بينوشي ومنعه من السفر وكاد يسلمه الى السلطات القضائية الاسبانية التي كانت تطالب بمحاكمته بتهم لا ترقى الى التهم الموجهة الى جميل السيد من قتل وتعذيب وتهجير وخطف واعتقال وعمالة للخارج".

واعلن "الاتحاد الماروني العالمي" في طلبه الذي حصلت "السياسة" على نسخة منه في لندن امس انه سيتقدم بدعوى قضائية لدى المحكمة العليا الفرنسية ولدى المحكمة الدولية في لاهاي مرفقة بشهادات ووقائع عن "ارتكابات جميل السيد وعدد من معاونيه في ادارة الاستخبارات اللبنانية, ثم ادارة الامن العام بطلب من المحتل السوري للبنان وتحوله الى اداة قمع وقتل ضد مواطنيه اللبنانيين من ساسة ومدنيين".

واتهم الاتحاد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بأنه "كان هو وراء المؤتمر الصحافي الذي عقده جميل السيد في نهاية الاسبوع الماضي وتهجم فيه على الحكم اللبناني القائم المتمثل برئيس الحكومة والقضاء وحتى رئاسة الجمهورية مهددا العشرات بالقتل والتصفية علنا من دون وازع او رادع".

واضاف بيان الاتحاد ان "حزب الله طلب من السيد مغادرة لبنان فورا بعد اقل من 12 ساعة على مؤتمره الصحافي (فاختار الذهاب الى باريس) بانتظار تطورات الموقف المحلي وعودة سعد الحريري من السعودية لمعرفة ما اذا كان هذا الاخير سيلجأ الى القضاء هو ومدير قوى الامن الداخلي ومدعي عام التمييز والقضاة الآخرين ضد جميل السيد فورا ومن دون تأخير, والا فإذا لم يتخذوا اي خطوة لاعتقاله وتقديمه الى المحاكمة, فإن هيبتهم ستصبح مثل هيبته المنهارة عندما سجنته لجنة التحقيق الدولية ونزعت عنه هالته السورية في التحكم برقاب العباد من اللبنانيين, وبالتالي فإننا سنشهد عما قريب تحول رئاسة الحكومة والقضاء الى مكسر عصا كما تشير الحملة المبرمجة حاليا عليهما تتبعه حملة اعنف لإطاحة الحكومة ورمي البلد في اتون الفوضى والاقتتال والفتنة". وقالت المراجع الروحية المارونية في بيروت "ان امام سعد الحريري الآن واحدا من طريقين لا ثالث لهما: فإما ان يعتقل جميل السيد ويحيله الى التحقيق والمحاكمة بتهمة التهديد بالقتل والثورة المسلحة على الدولة منهيا بذلك هذه الظاهرة السوداء التي اعادت الشارع اللبناني الى اجواء الاحتلال السوري وصوره القبيحة طوال نيف وعقدين من الزمن, او ان يستعد الحريري لتقديم استقالته والانسحاب من الحياة السياسية و"نسيان موت والده" كما دعاه السيد في مؤتمره, وتاليا تفرق ثورة الارز و"14 آذار".

 

الأكثرية لن تسمح لـ"حزب الله" بالإنقلاب على الدولة 

الحريري يدعي على جميل السيد وصقر يعد بكشف المستور

 بيروت - "السياسة" والوكالات: على وقع استمرار المواقف المنددة والشاجبة لمواقف اللواء جميل السيد, أكدت مصادر قيادية في الأكثرية لـ"السياسة" أن قرارات على مستوى كبير من الأهمية ستصدر عن الأمانة العامة لقوى "14 آذار" بعد اجتماعها المقرر اليوم, في إطار الرد على ما قاله السيد ومن يقف وراءه, مشددة على أن الغالبية لن تسمح ل¯"حزب الله" ومن معه من الانقلاب على الدولة والدستور والمؤسسات, في إطار الحملة على المحكمة لمنع إحقاق الحق وكشف الجناة الذين ارتكبوا جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, عن طريق إثارة ملف ما يسمى ب¯"شهود الزور" والدعوة إلى محاكمتهم, في سياق العمل على إثارة ملفات هامشية وجانبية, للتعمية على التقدم الكبير الذي أحرزه التحقيق في جريمة اغتيال الحريري, وما سيتضمنه القرار الاتهامي من أدلة وقرائن تدين الذين ارتكبوا هذه الجريمة.

وشددت المصادر على أن رئيس الحكومة سعد الحريري ومعه قوى الأكثرية لن ترضخ لكل هذه التهديدات, وهي اليوم أكثر تمسكاً بالمحكمة من أي وقت مضى, باعتبارها الجهة الوحيدة القادرة على كشف الحقيقة وإماطة اللثام عن ملابسات الجرائم التي حصلت في لبنان, مؤكدة أن كل هذا والصراخ والعويل الصادر عن بعض فريق "8 آذار" لن يؤثر على مسار العدالة بشيء, وسيشكل حافزاً لمدعي عام المحكمة القاضي دانيال بلمار للسير في عجلة لإصدار القرار الاتهامي في وقت قريب لكي يطلع الرأي العام بشكل جلي وواضح على هوية الذين ارتكبوا جريمة العصر ومن حرضهم وسهل لهم المهمة.

في موازاة ذلك, اشتدت موجة السجالات على خط النائب عقاب صقر واللواء السيد ونجله, حيث كشف صقر ان "الرئيس سعد الحريري شرع برفع دعوى ضد اللواء جميل السيد على خلفية تهديده بالقتل", مؤكداً أن اللواء السابق تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء وكلامه يشكل خطراً على هيبة الدولة وبنيتها.

ورفض صقر كشف اسم الوسيط الذي تولى نقل "عرض" اللواء السيد لطي الصفحة مقابل 15 مليون دولار, مشيراً إلى أنه ينتظر صدور نفي واضح وصريح عن السيد شخصياً قبل كشف اسم هذا الوسيط كما سبق ووعد. وفي معرض دحضه المعطيات التي أوردها السيد, قال صقر إن "المعلومات التي كان أدلى بها السيد وذكر في خلالها ان جيلبرت الشاغوري هو واحد ممن قدموا له مبالغ مالية, في محاولة لتبرير مصادر ثروته ثبت انها معلومات غير صحيحة", كاشفًا "تبين أن الشاغوري لا علاقة مالية له مع جميل السيد". وأضاف أنه "على الرغم من ابتزاز جميل السيد للشاغوري إلا أنه لم يستطع إرغامه على تقديم اي مبالغ مالية, وبالتالي فإن ما قاله السيد لم يكن صحيحا, ما يعني انه حتى حين تهرب من تبيان مصدر امواله, إنما تهرب بكذبة أوقع الناس ضحيتها". في المقابل, اعلن السيد الموجود في باريس انه سيعقد مؤتمراً صحافياً عند عودته الى لبنان للرد على الردود عليه والتي قاربت ال¯,20 مشيراً الى ان هؤلاء يردون عليه بالشتائم وليس بالمضمون, ويقومون بعملية تشويش على الرأي العام لتضليله.

وبشأن موضوع الوسيط بينه وبين الرئيس الحريري على حد ما كشفه النائب صقر, قال السيد "اتحدى أيا كان بهذا الموضوع, وما ورد عن مكتبي الاعلامي هو صادر عني, وعندما أعود الى لبنان, سأعقد مؤتمراً صحافياً ارد فيه على هؤلاء, أما الآن, فلدي أمور أهم اقوم بها في فرنسا".

وفي سياق متصل, أصدر مكتب السيد الاعلامي بيانا رد فيه على بيان السفارة المصرية, فأوضح انه يمكن للسفارة المصرية ان تفتح تحقيقاً داخلياً لديها, وأن ترسل إليه مندوباً عنها, للاطلاع منه مباشرةً بأن من يعرض ديبلوماسييها للخطر, وان من يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التعريض, هو تلك المواقف اللامسؤولة التي يعممها على زائريه اللبنانيين, المسؤول الديبلوماسي الذي أشار اليه اللواء السيد, والذي يتحدث فيها جهاراً عن أمور خطيرة تسيء الى الاستقرار وإلى العلاقات اللبنانية -السورية - المصرية.

 

العاهل الأردني يلتقي كلينتون...وميتشل يزور سورية غداً

عمان, دمشق - ا ف ب, كونا: أكد مسؤول اردني رفيع المستوى فضل عدم الكشف عن اسمه, أمس, أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون, ستقوم بزيارة الى عمان غداً, لإجراء محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني, حول تطورات مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال المسؤول ان "الملك عبد الله وكلينتون سيلتقيان حول مائدة غداء عمل, يبحثان خلالها السبل الكفيلة بإحراز تقدم في عملية السلام", مضيفاً أن "الملك عبد الله سيشدد خلال اللقاء على ضرورة ان يتم تحقيق السلام على اساس حل الدولتين, الفلسطينية والاسرائيلية, الذي يعد الضمانة الحقيقية لأمن واستقرار جميع دول المنطقة وشعوبها". وفي سياق التحركات الأميركية للحديث عن المفاوضات المباشرة, يزور المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل دمشق في اليوم نفسه, بهدف وضع القيادة السورية في صورة المفاوضات وسبل دعمها. وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية لصحيفة "الوطن" السورية, أن ميتشل سيصل الى دمشق, في زيارة تستمر يوما واحدا, يقوم خلالها اضافة الى لقاءاته الرسمية, بلقاء اعلاميين سوريين لشرح موقف واشنطن وجهودها في عملية السلام على المسار الفلسطيني.

 

النائب جمال الجراح معلقًا على تهديدات السيد: لا يملك إلا صندوقًا أسود وتاريخًا أشد سوادًا

الجراح لــ"NOW Lebanon": كنا نتوقع أن يشكر جنرال الهزائم المعلومات لكشف عميل بدائرته الضيقة.. إلا أنّ نوبته الهستيرية تدعو للتمحيص بخلفياتها

الثلاثاء 14 أيلول 2010/علق عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب جمال الجراح على حديث رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون إثر اجتماع تكتله في الرابية، فقال الجراج لموقع “nowlebanon.com”: "لم نستغرب دعوة جنرال الهزائم إلى العصيان والتمرد لأنها دعوة تأتي في سياق امتداد طبيعي لتاريخ هذا الجنرال العريق بالتمرد واغتصاب السلطة والخروج على منطق الدولة والقانون والتسبب بالكوارث والدمار والخراب، لكن ما نستغربه هو هجوم جنرال الهزائم على القضاء وقوى الامن الداخلي حيث كنا مثل غيرنا من اللبنانيين نتوقع منه ان يتوجه بالشكر والامتنان الى فرع المعلومات تحديداً لانه كشف عميلاً خطيراً كان من ضمن الدائرة الضيقة للجنرال وقد اطلع وشارك في القرار السياسي لتياره".

الجراح أوضح أنه كان يعتقد بأنّ "الجنرال عون سيعتبر هذا الانجاز الامني المهم الذي حققه فرع المعلومات بمثابة الحماية له من الاختراق الاسرائيلي الكبير، خصوصاً وانه حليف اساسي للمقاومة مثلما يدعي"، مشددًا في المقابل على "أنّ نوبة الغضب التي اجتاحت الجنرال وأدت به الى فتح حساب للعصيان والتمرد تدعو الى التساؤل والتنبه والبحث والتمحيص في الخلفيات الحقيقية لهذه النوبة الهستيرية". إلى ذلك، وفي معرض تعليقه على المواقف التي أدلى بها أخيرًا اللواء المتقاعد جميل السيد، لفت انتباه الجراح "التهديد المباشر الذي وجهه السيد لرئيس الحكومة سعد الحريري"، مستدركًا في الوقت نفسه بالإشارة إلى أنه لم يأخذ تهديدات السيد "على محمل الجد" ولم يعر كلامه "أية اهمية تذكر لأنه أقسم بشرفه والجميع يعلمون بأن السيد ليس عنده سوى صندوقه الاسود وتاريخه الأشد سواداً".

 

الوطن السورية تُفسّر كلام الحريري على أنه تبرئة شاملة لدمشق وتصف لبنانيين بـ"الحثالة"وتطالب بمحاكمة نديم الجميل لأنه اساء الى ...سوريا

 الأربعاء, 15 سبتمبر 2010 /يقال نت

دعت "الوطن"السورية الى محاكمة النائب نديم الجميل و"كل من يسيء" الى سوريا، مفسرة كلام الرئيس سعد الحريري الى "الشرق الأوسط" كما لو كان تبرئة لسوريا وليس تبرؤا من الإتهام السياسي لها. وقبل أن يتكلم الجميل، واكبت هذه الصحيفة اللصيقة بالرئاسة السورية بإيجابية كلام جميل السيد ووصفت اللبنانيين المعارضين لـ"حزب الله"بعبارات على قياس:"سموم رأس الأفعى"و" منتحلي صفة العروبة". في ردها على الجميل اليوم ذهبت هذه الصحيفة إلى وصف بعض اللبنانيين بـ"الحثالة"، متسائلة عما إذا كان هناك تنسيق أدوار بين الحريري وقى14 آذار الأخرى،مطالبة بإلغاء الإحتفالات ! وجاء في مقالة "الوطن"المقربة من القيادة السورية الآتي:

"تجاهل عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميل كلام رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي أكد براءة سورية من دماء أبيه الراحل رفيق الحريري. وجدد الجميل المعروف بعنصريته تجاه كل ما هو سوري الاتهام تجاه دمشق وحملها مسؤولية كل الاغتيالات التي حصلت في لبنان، وقال خلال احتفال للكتائب أقيم أمس إن «مشروع سورية للهيمنة على لبنان اقتضى اغتيال بشير الجميل وكمال جنبلاط واغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ونحملها مسؤولية كل الاغتيالات». يشكل كلام الجميل هذا جرماً بحق سورية ولبنان معاً، وحان الوقت لوقف كل أشكال التجارة باسم سورية، وبدماء شهداء لبنان، ورفع كل أشكال الحصانة عن «صبيان» السياسة في لبنان، ومحاكمتهم مع كل من يسيء إلى سورية بجرم الإساءة لدولة صديقة، ونشر أخبار كاذبة، والعمل على إثارة الفتنة بين شعبين صديقين. إن كلام الجميل الأخير يثير أيضاً إشارات استفهام على مدى التحالف الذي يربطه مع رئيس وزراء لبنان، وهل هناك أي اتفاق مبطن بين جماعة 14 آذار أو توزيع أدوار، بحيث منهم من يبرئ ومنهم من يتهم ويجرم ويحمل المسؤوليات؟ لقد حان الوقت لمحاكمة كل هذه «الحثالة» التي أخذت لبنان إلى حافة الهاوية وأساءت بشكل كبير، وباعتراف كبار السياسيين اللبنانيين، إلى العلاقات السورية اللبنانية، وحان الوقت لوقف هذه المهرجانات الكلامية التي لا هدف منها سوى تبرئة البعض من تهمة العمالة لإسرائيل واستغلال المنبر للهجوم على سورية. ولمسيحيي لبنان تحديداً وكل من يتكلم عن «احتلال سورية للبنان» و«مشروع الهيمنة السورية على لبنان» نقول: إن أحد الأسباب الرئيسية لدخول الجيش السوري إلى لبنان كان لإنقاذ المسيحيين الذين كانو، لولا تدخل سورية، عرضة للتصفية الشاملة، ولعل النائب «الصغير سناً وقيمة» نديم الجميل، لا يذكر التاريخ الحقيقي للبنان ولا يعرف كل التضحيات التي قدمتها سورية ليبقى لبنان سيداً حراً مستقلاً وليبقى مسيحيو لبنان حاضرين في رسم سياسة بلدهم وتقرير مصيره.

وهجوم آخر على سامي الجميل

وفي مقال آخر، هاجمت "الوطن" السورية النائب سامي الجميل، وجاء فيه الآتي: ليس في تصريحات ومواقف النائب «اللبناني»، سامي الجميل شبهة في علاقة حزبه مع «إسرائيل»، بل تقدم دليلاً دامغاً، موثقاً بالصوت والصورة، فهو يقول بالحرف: «يحكى أننا نفتخر بتعاملنا مع إسرائيل، هذه الكلمات والعبارات المستخدمة من قبل البعض تؤكد أنهم ربما معتادون التعاطي مع من يتخلى عن تاريخه وهويته وما يمثل ويمشي مع الريح، وربما ظنوا من خلال الهجوم علينا أنه يمكن أن نتخلى عن مسيرتنا وشهدائنا». بهذه العبارة الواضحة، مضافاً إليها ما أعلنه سابقاً حول عدم الخجل من علاقة حزبه مع «إسرائيل»، يقطع النائب الجميل «الشك» باليقين، ليؤكد عودته وحزبه «بما مضى» ولأمر «فيه تجديد»، وهكذا أزاح عن كاهل بقايا 14 آذار مشقة تفسير معنى مقاصده، وخصوصاً أن هؤلاء «الجهابذة» منشغلون اليوم بنزع صفة «شهود الزور» عن الذين قدموا شهادات كاذبة للمحققين الدوليين حول ارتكاب سورية لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومارسوا الافتراء وضللوا التحقيق طوال خمس سنوات وأكثر، وهي الصفة التي أكدها أخيراً رئيس الحكومة ورئيس أكثريتهم سعد الحريري.

النائب سامي الجميل، لم يكتف بالإعلان عن عدم التخلي عن مسيرته (العلاقة مع «إسرائيل») ولا بتأكيد فعلته النكراء يوم نطق كفراً بعدم خجله من تلك العلاقة، بل زاد على ذلك، بأنه اعترف بعمالته لـ«إسرائيل» جهاراً نهاراً، من خلال اختراع نظرية المساواة بين العدو والصديق، وواضعاً جرم العمالة للعدو الصهيوني، في مرتبة علاقات الأخوة والصداقة مع سورية وإيران!. كلام النائب الجميل هذا، غاية في الوضوح، ولا يحتمل تأويلاً وتفسيراً، فهو كلام ينطوي على معنى واحد لا ثاني له، وهذا المعنى يقوم على تجديد «التاريخ الذي كان فيه رجال عظماء كبشير الجميل»، هذا التاريخ الأسود المشؤوم الذي يرفض النائب الجميل التطاول عليه.

إذاً، المسألة ليست مسألة رأي سياسي متاح التعبير عنه في النظم الديمقراطية، ولا هي اختلاف على تفاصيل داخلية، وليست خلافاً على علاقات لبنانية مع دول غير مصنفة في خانة الأعداء، بل إنها تعكس جوهر الخلاف الحقيقي على الخيارات الوطنية، بين من لا يخجل بالعلاقة مع العدو الصهيوني ومن يقاوم هذا العدو دفاعاً عن سيادة لبنان وعزته وعن كرامة اللبنانيين. أما من لم يعلم بعد، أو بالأحرى من لا يرد أن يسمع، فعليه أن يعرف بأن كلام النائب سامي الجميل المخزي، واستطراداً ما يصدر عن «الجميل إخوان» والفروع والشركاء، ليس قائماً على ما مضى فحسب، بل يقوم على أساس تجديد ما مضى، وهذا التجديد بدأ مع «ثورة الأرز» المحمولة على ظهر القرار 1559، حيث لم ينس اللبنانيون بعد، كيف تجرأت «ثورة الأرز» على شطب «إسرائيل» بوصفها عدواً، وصنفتها «جاراً» للبنان!.. ولم ينس اللبنانيون بعد، كيف تعمدت «ثورة الأرز» انتهاك الدستور اللبناني وصنفت سورية عدواً للبنان!. ومن لم يعلم بعد، فعليه أن يعلم، بأن تعامل بعض اللبنانيين مع العدو الصهيوني جلب على لبنان حرباً أهلية، وأن اغتيال رفيق الحريري واستثمار دمه استهدف إغراق لبنان بفتنة أهلية لا تبقي ولا تذر. بعد سلسلة المواقف الصادرة عن «الجميل إخوان» كل على حدة، يتضح أن هناك استهدافاً مباشراً لسورية وللمقاومة وهذا الاستهداف مربوط برغبات «إسرائيل» التي عجزت عن لي ذراع سورية وعن تصفية المقاومة في عدوان 2006. السؤال المطروح اليوم، هو أين الدولة من مواقف الجميل النائب والجميل الأب والجميل ابن العم؟

فهل يعقل أن تتغافل الدولة عن واقعة المس بدستورها الذي يؤكد أن «إسرائيل» عدو وأن من يفتخر بالعلاقة معها عميل؟

وهل يعقل أن تصمت الدولة عن الهجوم على سورية وبحضور ممثليها. إن دستور الدولة ينص على أن «إسرائيل» عدو، ودستور الدولة ينص على أن سورية شقيقة وهناك علاقات أخوة مشتركة، ودستور الدولة ينص على أن إيران دولة صديقة، ودستور الدولة يؤكد شرعية المقاومة، فأين الدولة لا تتحرك بقضائها لمعاقبة من ينتهك الدستور. من الطبيعي أن نسأل، أين الدولة من مواقف الجميل إخوان، أليست الدولة هي التي يفترض أن تحدد من العميل والخائن ومن الوطني والمقاوم بموجب الدستور؟ وظيفة الدولة صون دستورها وحماية ثوابتها وخياراتها، وغير مسموح تقزيم مفهومها . إن الدولة الحقيقية هي التي تضع حداً لمن يناهض المقاومة التي حررت الأرض وصانت الكرامة. والدولة الحقيقية هي التي تقتص من العملاء ومن يرتكب الإساءات بحق سورية التي حمت وحدة لبنان. هذه هي الدولة الحقيقية فأين هي من الكلام الذي لا يخجل بالعمالة مع العدو؟

 

قداس في الاشرفية في ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل

نديم الجميل: حان الوقت ليسلم كل الاطراف بسلطة الدولة الواحدة

لا نعترف الا بالدولة وهي تعترف بالدويلات وبغير سلاح جيشها الشرعي

مطر: أدار ظهره لزمن الانقسام وفتح صدره لزمن الوحدة وطيب مواعيدها

لن ننقذ لبنان ما لم يجتمع اللبنانيون على هدف واحد دون اسقاط أحد

وطنية - 14/9/2010 أقامت مؤسسة بشير الجميل عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، قداسا في كنيسة سيدة الإيقونة العجائبية في الاشرفية، في الذكرى الثامنة والعشرين لاستشهاد الرئيس بشير الجميل.

ترأس الذبيحة الالهية المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في حضور الوزير ابراهيم نجار ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير ميشال فرعون ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل وعقيلته جويس، الوزيرين سليم الصايغ وجان اوغاسبيان، والنواب: نديم الجميل، سامي الجميل، فادي الهبر، سامر سعادة، جورج عدوان، ستريدا جعجع، شانت جنجيان، جوزف المعلوف، دوري شمعون، عاطف مجدلاني، اغوب بقرادونيان، سيرج طورسركسيان وفريد حبيب، الوزراء السابقين: نايلة معوض، جو سركيس وريمون عوده، النائب السابق عثمان الدنا، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي العميد رودلف صليبا، منسق قوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، نقيبة المحامين أمل حداد، عائلة الرئيس الشهيد بشير الجميل النائبة السابقة صولانج وابنته يمنى، باتريسيا بيار الجميل، الام ارزة الجميل، جاكلين ابو حلقة، كلود ابو ناضر، نيكول الجميل، مدير مؤسسة بشير الجميل جو توتنجي، نائب رئيس الحزب شاكر عون، مستشاري رئيس الكتائب سجعان قزي وساسين ساسين واعضاء المكتب السياسي، لولا انطوان غانم، ريمون غانم وليلي سعاده.

كما حضر وفد من "القوات اللبنانية" ضم: ادي ابي اللمع، وهبة قاطيشا وعماد واكيم، رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، نديم ابو رزق ممثلا رئيس بلدية بيروت بلال حمد، دايفيد عيسى، رئيس مؤسسة "مواطنون جدد" الدكتور انطوان صفير وحشد من الشخصيات السياسية والإعلامية والإجتماعية.

مطر

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، القى رئيس أساقفة بيروت بولس مطر عظة قال فيها: "ثمانية وعشرون عاما مرت على غياب رئيس الجمهورية المنتخب الشيخ بشير الجميل الشهيد. وهو لم يغب فيها لحظة عن البال ولا عن الوطن الذي خسر بفقده الآثم فرصة للنجاة طالما حلم بها اللبنانيون وسألوا السماء رحمة من أجلها. فهل يبقى لبنان وطن الفرص الضائعة أم يستحق له شهداؤه الأبرار وعلى رأسهم الشيخ الرئيس أن يفتدى حقا، وأن يلتف أبناؤه جميعا من حوله ويقفوا وقفة رجل واحد مذعنين للحق ومتخاطبين بلغة العقل وموجهين قلوبهم نحو المحبة المتبادلة التي تفتح لهم وحدها في باب سجن عذابهم الكبير كوة خلاص؟".

اضاف: "كل شيء في حياة الشيخ بشير الجميل كان يعده من بيته إلى مواهبه لعملية هذا الإنقاذ الكبير. وكل الأقدار تجمعت في لحظة مأساوية لمنع لبنان من أن يقطف ثمرة جهاد هذا الرئيس ويفيد من قدراته ومن تضحياته. وفي هذه المناسبة تدفعنا المحبة وأسمى مشاعر التقدير إلى الانحناء في يوم عيد الصليب أمام الصلبان الوطنية الكبرى التي حملتها عائلته العزيزة وما زالت تحملها من أجل لبنان. من الشيخ بيار المؤسس لحزب الكتائب ورجل الاستقلال أولا وثانيا، إلى نجله الأكبر فخامة رئيس الجمهورية الشيخ أمين الصابر والمعاند والذي لم يتهيب أمام محنة ولم يتراجع عن أية تضحية في كل قضية تخص لبنان، إلى الشهيد الشاب الوزير الشيخ بيار الذي خسرناه في عز عطائه وفي بداية إطلاله الواعد على العمل من أجل لبنان، إلى أفراد أعزاء من الأسرة كبارا وصغارا ممن سقطوا على درب الشهادة في أحلك الظروف وأصعبها، وإلى الشيخ الرئيس نفسه الذي يجمعنا الوفاء اليوم في هذه الكنيسة ليصلي معنا من حيث هو على نية لبنان العشرة آلاف وأربعة مئة واثنين وخمسين كيلومترا مربعا، وهو الذي تحدى الدنيا من أجله، والذي لن يكون رهانه عليه خاسرا، لأن الأبطال لا يموتون ولأن وطن الأبطال يستمر وينهض أبدا من رماده كطائر الفينيق ويطل بوعوده مع الشمس الطالعة كل صباح على عرس الحياة".

وتابع: "كان الشيخ بشير فرصة حقيقية للبنان في نهايات القرن العشرين، ولإعادته إلى مسرح الدنيا وطنا قويا مشاركا في صنع مصير منطقته وحاملا رسالة حضارية خصوصا في دنيا العرب ومقدما للعالم مساحة حوار بين الديانات في جو من الحرية الكاملة والاحترام المتبادل. ولقد كان استقلالنا الأول في العام 1943 قد بدأ يهتز. وبعد جلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان في العام 1946 عدنا نرى جيوشا غير جيشنا على أرض الوطن ولو كانت للمساعدة على حفظ الأمن والسلام. وكانت أيضا دولة الاستقلال التي انطلق بناء مؤسساتها بشكل جدي في العام 1958 قد تعرضت هي أيضا لتراجعات كبيرة بفعل تقصير في الداخل وضغوط فائقة من الخارج، إلى أن وصلت الدولة إلى شفا التقسيم والشلل والضياع بعد أحداث العام 1975. ولو لم يكن الكيان اللبناني متينا والشعب صامدا في إرادة عيشه معا على الرغم من المآسي التي تعرض لها، لكان وطننا وصل إلى حالة أصعب وأدهى مما عرف على مدى هذه السنوات العجاف. فأطل بشير الجميل إلى الرئاسة مطلقا نداء لتثبيت لبنان وطنا قويا ودولة كاملة السيادة وشعبا موحدا في نظرته إلى ذاته وإلى رسالته في هذا الشرق. كانت القوة في حلم بشير أنه تبنى حلم اللبنانيين بالذات بالنسبة إلى بلدهم ومستقبله".

واردف: "لقد أثبت في الأسابيع الثلاثة التي أمضاها رئيسا منتخبا للجمهورية أنه جاء من الحرب إلى السلام، وتحول من متكلم باسم فئة من اللبنانيين إلى رئيس لهم جميعا بكل طوائفهم وكل مناطقهم دون استثناء. حاور الكل والتف الكل من حوله مبايعين، وقد احترم الجميع ولم يسقط من حسابه أحدا. أدار ظهره لزمن الانقسام وفتح صدره لزمن الوحدة وطيب مواعيدها. زار العربية السعودية وأعاد تظهير صورة لبنان الحقيقية، أيْ صورة الوطن العريق الذي كان عضوا مؤسسا للجامعة العربية ولمنظمة الأمم المتحدة على حد سواء. وهكذا اختبرنا حقيقة كبرى حول مقدرة الشعوب على فرض مصالحها إذا ما تأمنت لها سلامة الرؤيا وقوة الإرادة معا. فلقد انتزع بشير الجميل وطنه انتزاعا من لعبة الأمم التي حولته يومها إلى مساحة تجاذب بين الشرق والغرب، قسمت جغرافيته بين نفوذين دوليين ومصلحتين متضاربتين فضرب لبنان بوحدته وبيعت مصالحه في سوق المزاد العلني".

وقال: "سقط بشير الجميل وسقط معه حلم الوحدة الراهنة والسيادة الكاملة وبقي لبنان على صليب الشرذمة والانقسام، إلى أن دفعنا الأثمان تلو الأثمان لتحرير الأرض وعودة السيادة إلى أصحابها ولم ننته بعد تماما لا من التحرير ولا من فرض السيادة بكل معانيها وأبعادها حتى اليوم. لكننا نحمد الله على كل ما حصل من إيجابيات في ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن. ونسأله تعالى أن يلهمنا إلى تكملة الطريق لتحقيق حلم البشير كاملا فيعود الفرح إلى شعب أثبت مع انتخابه أنه يتوق إلى الفرح بكل جوارحه. يكفي لنا أن نذكر تلك الموجة العارمة من الثقة التي فجرها هذا الرئيس، وكيف أن المغتربين قرروا العودة إلى الوطن بالآلاف وكيف أن الموظفين امتثلوا من دون حسيب أو رقيب لنظام العمل ورفض الفساد لأن رئيسا نظيفا كان واصلا إلى قيادة الجمهورية".

اضاف: "أما اليوم، وعلى الرغم مما حصل من إيجابيات فإننا لم نصل بعد إلى هذا النوع من الثقة الشاملة التي تحرك الجبال وتجترح الأعجوبة. ونقولها بصراحة: إن ما يبعدنا عن ذلك هو أن قوى لبنان التي نجلها ونحترمها ليست اليوم مجموعة في قوة واحدة وفي مشروع مستقبلي واحد. والناس منا يحاذر بعضهم بعضا ويحجمون عن شبك الأيدي ولو تجمعت تشكيلاتهم كلها في حكومة واحدة. هنا حقا مكمن الداء. ومن الاعتراف به وبسلبياته نصل إلى اكتشاف الدواء والإفادة منه ليشفى الوطن ويسير في طريق النجاة. فهلا تعلمنا من بشير الجميل أن نجمع الرؤيا السليمة والإرادة الصلبة من أجل لبنان؟ فلا الرؤية تكفي وحدها دون الإرادة ولا الإرادة وحدها تكفي دون رؤيا جامعة ودون وحدة صف. ونحن لن ننقذ لبنان ما لم يجتمع كل اللبنانيين على هدف واحد، دون أن يسقطوا أحدا منهم أو جماعة من الحساب، ودون الإقلاع عن النظر بعضهم إلى بعض بالريبة التي يجب رفضها بينهم أصلا وفصلا. الأفراد يسقطون في الخطأ لكن الجماعات لا تسقط ويد الله أبدا مع الجماعة فكيف لا نعرف هذا الأمر ولا نتصرف على أساسه؟".

وتابع: "وإن كان للرئيس الشهيد بشير الجميل من رسالة إلى اللبنانيين في هذا الزمن الصعب وبعد مرور ثمانية وعشرين سنة على غيابه فهي في دعوته إياهم إلى أن يتضامنوا بالعمق ويتوحدوا بالحقيقة والمحبة أي دون خوف ودون إرادة اختزال أحد لأحد، وأن يتعاطفوا بعضهم مع بعض بشرف رفيع وهمة عالية كما فعلوا في بضعة أيام من رئاسته قبل أن يتسلمها. وإلا فإن فرصة جديدة ستضيع من بين أيدينا لنعود وننتظر قطار الحياة على محطة الجمود إلى أن تأتي تلك الفرصة، ولكن بعد أثمان ندفعها من ضياع للوقت وهدر للطاقات وهجرة للشباب إلى بلدان الله دون أمل بالعودة سريع؟ هذه رسالتك أيها البشير ورسالة كل شهداء الوطن من بعدك، فلتحركنا دماؤكم جميعا والأثمان التي دفعتم من أجلنا، لعلنا نسلك طريق الخلاص بالاتجاه الصحيح. عند ذاك تنقذوننا حقا ونستطيع القول أنكم واجهتم الموت وقبلتموه ليحيا لبنان".

وختم: "باسم صاحب الغبطة والنيافة الذي أولاني شرف تمثيله في هذا القداس الذي نقدمه لراحة نفس الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل ورفاقه الأبرار، نتقدم من الشعب اللبناني ومن رئاسة جمهوريته ومن حزب الكتائب والقوات اللبنانية وآل الجميل الكرام بأحر التعازي، وليسكب الرب العزيز القدير على كل شهدائنا الميامين فيضا من رحمته ورضوانه".

نديم الجميل

وفي ختام القداس قدمت الاعلامية ناديا الياس في كلمة مقتضبة النائب نديم الجميل الذي القى كلمة جاء فيها:

ما كُنا نُحْيي ذِكرَى استشهادَ بشير في 14 أيلول، لو لم ينتصرْ في 23 آب. حينَ كانَ بشير حالةَ مقاومةٍ لبنانيةْ ، بَقِيَ حياً. وحينَ أصبحَ بشيرْ حالةَ إِنقاذْ ومشروعَ حلْ، قتلوه. اغتالوا الرجلْ لِيَقتُلوا لبنان. لكنْ لا بشيرْ مات ولا لبنانْ سيموت... خافوا من الدولةِ أَن تَقُوم، ومِنَ الجيشِ أَن يَقْوىَ، ومِنَ الشعبِ أن يتوحّد. وخافوا على احتلالِهم أن يزولْ، فزالْ، ولَوْ بعدَ حين. اعْرَفوا أَننا لسنا هُواةَ عداوةِ أحدْ، لا في الداخلِ ولا في الخارجْ لكن تأكدوا أننا لا نخاف أحداً لا في الداخل ولا في الخارج. إن شعباً قاومَ وصمدْ، بنىَ وعَلّمْ ، طوالَ ألفْ وخمسُمائة سنة ، لن ينالَ منهُ أيّ عدو أو أي معتَدٍ، مَهْما تَكَرَّرَتْ المُحاولات. إن انتخابْ بشير الجميل رئيساً للجمهورية، هوَ من أهمِ الانتصاراتْ في تاريخِ هذا الوطن. هو انتصارٌ مسيحيِ، لأنَ قائدَ المقاومةْ و رائد مشروعِ تثبيتِ الوجودْ المسيحي الحرّ، أصبحَ رئيساً. هو انتصارٌ إسلامي، لأن المُؤْمنَ بدورٍ فاعلٍ ومسؤولْ للمسلمِ اللبناني في الحُكمِ، أصبحَ رئيساً. هو انتصارٌ لبناني ،لأن الداعي إلى إحياءِ ميثاقِ التعايشْ على أسسٍ حديثةْ، أصبحَ رئيساً. أقامَ بشير دولةً قبل أن يتسلمَ السُلْطةْ، وفَرَضَ القانونْ قبلَ أَنْ يَحْكُمْ، واسْتَعادَ الدستورْ قبل أن يُقسِمَ اليمينْ.

لأن بشيرْ جَسََّد كلْ هذه الانتصاراتْ، شَكّلَ استشهادُه أكبرَ صدمةٍ، مَسَّتْ اللبنانيين في صميمِِ وُجودِهمْ فَقلقوا على حاضرِهم ومستقبلِِهم. أما اليوم فنكتفي بالتعينْ من دونِ الانتخاب،

وبالوصولْ من دونِ العَمَل، وبالمساوماتْ من دونِ الحلولْ، بالتوافق من دونِِ الوِفاقْ، وبالحُكم من دونِِ سُلْطة . نحن نؤمن اليوم ، أن حقوقَ المسيحيين وحريّتَهم لا تَتَحققْ خارجَ الدولةْ.

ونؤمن أن دَور المسيحيّينْ ليسَ التقَوْقُع والإِنعزالْ، فالمسيحيونْ هُمْ طَليعةََ حركةِ التغيير، ورُوّادِ النهضةْ ، ورُسُلَ التواصلِ مع الآخرين،من أجلِ لبنانْ الرُقي، وشرقٍٍ حديث، وعالمٍ عربيٍّ مُتقدمْ.

ايها الاصدقاء

الدولةُ اللبنانية لن تقومْ، ما لم نَضَعْ كل طاقاتِنا في مؤسساتها الدُستوريةْ والشرعيةْ، وما لم تَضَعْ هِيَ أيضاً كل طاقاتِها في صونِِ كَرامتِها وحِمايَة شعبِِها وَوَضْعِِ حدٍّ للدُويلات.

نحنُ لا نعترفْ إلاّ بالدولة، فيما الدولة، حُكْماً وحُكومةً ومُؤسساتْ، تَعْتَرفُ بالدويلاتْ وبسلاحٍ غيرِ سلاحِ جيشِها الشرعي. لقد حانَ الوقت لكلِ الأطرافْ، وخُصوصاً لِحزبِ الله، أن يُسلِّمَ بسلطةِ الدولةْ الواحدةْ. بذلك، يُوَفِّر على لبنانْ أخطاراً، لا قُدْرَةَ للشعبِ والدولةِ والجيش و حتى حزب الله بالذات، على تَحَمُّلِ عَوَاقبِها. اللبنانيون إِختاروا لبنان أولاً، أما حزبُ الله، فإيران أولاً، اللبنانيون اختاروا الدولة،  أما هو فالدويلة، اللبنانيون اختاروا السلامْ،  أما هو فالحَرْب، اللبنانين اختاروا سلاحَ الدولة، أما حزب الله فاختار دولةَ السلاحْ. اليوم وبهذه المناسبة، أُحذّر جميعَ الاطرافْ الساعينْ إلى تدميرِ الدولةْ،  بأن لا أحدْ يتحملُ استمرارَ الوضعِ الراهِنْ الذي قد يُعيدُنا إلى زمنْ ما قبل سنة 2005، لَئِلا نقول، إلى زمن سنة 1975.

فالكَيانْ اللبناني يُواجِهُ امتحانَ الوِحدةْ، والدولةُ امتحانَ السيادة. القرارُ الوطني يخضعُ لنفوذٍ خارجي، والاستقلالْ لعودةِ الوصاية. مؤامرةَُ التوطينْ عادت تُطِلُ بِرَأْسِِها من جديد.

شعبَ لبنانْ مُهَدّدْ، بينَ حربٍ دَمَّرَته عام 2006، وسلاحٌ يجتاحُ شوارعَ العاصمةِ منذ 2008

أيها الرفاقْ والاصدِقاء،

إن التَصَّدِي للأخطارْ التي تُهددُ لبنان، هوَ مَسؤوليةِ الدولةْ هذه المرة، لا مسؤوليةَ الطوائفْ والأحزابْ والميليشيات. أيُ تقصيرٍ للدولةْ بكاملِ أجهزتِها في التَصَّدي، يَفْتحُ أبواباً ُتهددُ الاستقرارْ في لبنان، وتُمهٍِّدُ لعودةِِ الحربِِ الأهليةِ. التَصَدِّي للمؤامرات يتم بتغليبِ القرار الوطني الحرّ (على أي قرار آخر) لا بعودةِ الضُغوط الخارجية، سوريةً كانت أم إيرانيةْ.

خلافُنا مع سوريا بَدَأَ و سَيَبْقى مع استمرارِ المشروعْ السوري للهَيْمَنَةْ على لبنان. تحقيق مشروعِ الهَيْمَنةْ هذا، اقْتَضَى إغتيال بشيرْ الجميّل وكمال جنبلاط ورينه معوّض. كما اقتضَى أيضاً إغتيالْ رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز. إن أي حلّ للإِشكالات اللبنانية السورية يتطلّب:

أولاً : تخلّي سُوريا ولمرةٍ أخيرة عن مشروعِها

وحِلمِها بِضّمِ لُبْنان.

ثانياً : تغييرَ ذهنيةِ التعاطي مع لبنانْ دولةً وشعباً

ثالثاً : إطلاقْ المعتقلينْ اللبنانيين لديها

رابعاً: حَسْم موضوع الحدودْ المشتركة.

تسليمْ قاتلْ بشير الجميّل الى القضاءِ اللبناني

لقد تَخَاصَمْنا مع دولٍ عديدةْ، وتحالفنا مَعْ دولٍ مُخْتَلِفة، لكننا لم نَكُنْ يوماً إلا مع لبنانْ أولاً. وما اِنْقَلَبَتْ علينا دولٌ عربيةْ وشرقيةْ وغربيةْ، إلا لمّا فَشِلَتْ في توظيفِنا لخدمةِ مصالِحِها ومشاريعِها، ولمّا رَفَضْنا أن نكون خاضعين لشروطها.إن وجودَ لبنان ومسؤوليَتَنا في الدفاعِ عن هذا الوُجود، تَتَخطى كلَ الحدودْ والمعايير. فلا يُزايِدَّنَ أحدٌ علينا، ولا يُعطينا أحدٌ دروساً في الوطنية. فعندما يُهَدِّدُ الخطرْ لبنانْ والوُجود المسيحيِ الحُرّْ فيهْ، تَسْقُطُ كلَ التَحَفُظات وكلَ المعايير.

فسؤالنا لمن يتهمنا:

هلِ الدفاعِ عنْ إيران، وبسلاح اسرائيلي، بِحَرْبِها ضِد َالعراق عام 1985 أمراً مقبولاً؟ وهلْ كانَ حُكّامُ إيرانْ خَوَنَة، عندما دافعوا عن إيرانْ بالسلاحِ الاسرائيلي؟

وهل كان الامام الخميني عميلاً ؟؟؟ إن الكتائبِ اللبنانيةْ التي كانتْ الرائدةْ في تحقيقِ الاستقلالْ، وفي صَوْنِهِ والتَصَّدي لِمُؤامرةِ التَوْطين والإِحتلال، تفتخر بتاريخها البطولي.

إن الكتائب اللبنانية التي ناضلتْ من أجلِ بقاءِ الانسان الحرّ على أرضِ لبنان، ومن أجل ترسيخِ إيمانِ الشباب بالقيم الانسانية ، تفتخر بدورها في الحفاظ على هوية لبنان.

إن المقاومة اللبنانية التي قدمت آلاف الشهداء لتحمي الكيان تفتخرُ هي أيضاً بانتصاراتها وإِنجازاتِها من أجل لبنان.

ندائي اليوم الى شبابِ لبنانْ، أن يُؤْمِنوا، رغمَ الصُعوبات والمُعاناةْ، بوطنِهم ودولتِهم. أن يُوقِفوا نزيفَ الهِجرة ،ولا يَدَعوا بلادَهُم للغُرباء، أن ينخَرطوا في القطاعِ العام ولا يَحْصُروا طموحَهم في القطاع الخاص. أن يَعْمَلوا معاً من أجل ميثاقٍٍ اجتماعيٍّ جديد ، يؤكدُ على ارتباطِ الانسان بالارض، والالتزامْ بالمُواطنية االصحيحة. أن يشاركوا، وبخاصةٍ المسيحيون منهم، ببناءِ الدولةِ الجديدة، وإَغْنائِها بعِلْمِهم وذِهنيتِهم الحديثة. لا يجوز أن يعتقدَ البعضُ منّا، بأن الدولةَ إما أن تكون كلَّها له، أو لا يشارك فيها. فالدولة اللبنانية لكل اللبنانيين. إحياؤنا لذكرى انتصار بشير، هو إحياءٌ لنهجِهِ ومشروعِهِ. إحياؤنا لذكرى استشهاد بشير هو عهدٌ منا وتجديدٌ للوعد. عندما نُبدّي مصلحةَ لبنان على مصلَحَتِنا الشخصية وعندما تعودُ سيادةُ الدولةِ على كامل ال10452 كلم2 عندها وعندها فقط يحيا بشير فينا.

بعد ذلك توجهت العائلة والمشاركين الى مكان اغتيال الرئيس بشير الجميل في بيت الكتائب في الأشرفية، على وقع الأناشيد الحزبية وكلمات الرئيس الراحل، حاملين الورود الحمراء والأعلام الحزبية حيث اضاءوا الشعلة ووضعوا اكاليل من الزهر امام النصب التذكاري.

 

صفير عاد من الديمان الى بكركي

وطنية - 14/9/2010 عاد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير،الى بكركي بعد ظهر اليوم، بعدما أمضى فصل الصيف في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان.

وفور وصوله الى بكركي، أدى صلاة الشكر في كنيسة سيدة بكركي بمشاركة لفيف من المطارنة والعاملين في الصرح.

 

صفير ترأس قداس عيد الصليب في الصرح البطريركي في الديمان: الحياة هي ان تكون مع المسيح وحيث المسيح هناك الحياة وهناك المملكة

وطنية - 14/9/2010 - احتفل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بعيد الصليب بقداس ترأسه في كنيسة سيدة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وعاونه فيه المطرانان شكر الله حرب وسمير مظلوم والمونسينيور فيكتور كيروز وخدمه المؤمنون المشاركون بالذبيحة الالهية.

العظة

والقى البطريرك صفير بعد تلاوة الانجيل المقدس عظة بعنوان "ونؤثر هجر هذا الجسد لنقيم في جوار الرب" (2 قورنتس 5:8) تناول فيها معاني عيد الصليب المقدس، وقال: "نحتفل اليوم بعيد الصليب المقدس ونكرم الصليب لان السيد المسيح مات عليه مصلوبا وافتدانا جميعا بموته عليه، فأصبح لموت المسيحي، بعد ان علق المسيح على الصليب، معنى خاص. ان بولس الرسول يقول: "الحياة لي هي المسيح، والموت ربح" ( فيليبي 21:1) وهو يقول ايضا: "اذا متنا معه، فسنقوم معه ( 2 تيم 2:11) وان ما هو جوهري وجديد بالنسبة الى موت المسيحي هو هذا: "بالعماد، يموت المسيحي مع المسيح، سريا، لكي يعيش حياة جديدة، واذا متنا بنعمة المسيح، فان موت الجسد يتمم هذا الموت مع المسيح" ويتمم اتحادنا بالمسيح بفعل افتدائه ايانا".

يقول القديس اغناطيوس الانطاكي: "خير لي ان اموت في المسيح يسوع، من ان املك على الارض كلها. واني اطلبه هو الذي مات من اجلنا.وأرغب فيه هو الذي قام من اجلنا.اني على وشك اعطاء الولادة.. دعوني اتلقى النور الصافي، عندما اكون قد وصلت الى هناك، اكون قد اصبحت رجلا".

بالموت يدعو الله الانسان اليه، وبالتالي فان المسيحي بامكانه ان يشتهي الموت على مثال القديس بولس: "اني ارغب في ان اذهب لاكون في المسيح. ( فيلبي 1:23) وهو باستطاعته ان يحول موته الى فعل طاعة ومحبة تجاه ابيه وعلى مثال المسيح" ( لو 23:49). لقد صلبت اهوائي الارضية.. ولدي ماء حي، ماء يتمتم ويقول في داخلي: هلم الى الاب" وكانت القديسة تريزيا الكبيرة تقول: "اود ارى الله، ولكي أراه، يجب ان اموت"، وكانت القديسة تريزيا الصغيرة تقول: "لا اموت، بل ادخل الحياة".

ورؤية المسيحي الموت لها تعبير مميز في طقس الكنيسة: على ما ورد لدى القديس بولس في رسالته الى اهل تسالونيكي: "ايها الرب، ان الحياة تغيرت بالنسبة الى شعبك المؤمن، ولكنها لم تنته. عندما يتمدد جسد حياتنا على الارض من جراء الموت، نبلغ المسكن الابدي في السماء".

ان الكنيسة تشجعنا لنستعد لساعة موتنا. في طلبة القديسين، مثلا، تحملنا على الصلاة بقولنا: "نجنا يا رب، من الموت الفجائي، ونطلب من العذراء مريم ان تتشفع بنا، في ساعة موتنا" بتلاوة السلام الملائكي. وان نسلم انفسنا للقديس يوسف، شفيع الميتة الصالحة". لقد جاء في كتاب الاقتداء بالمسيح: "كل عمل تأتيه، وكل فكرة، يجب ان تكونا عمل وفكرة من ينتظر الموت، قبل ان ينتهي النهار. ويجب الا يخيفك الموت، اذا كان ضميرك مرتاحا.. وبعد، لماذا لا تتحرر من الخطيئة، بدلا من ان تهرب من الموت؟ واذا كنت غير اهل لمواجهة الموت اليوم، فلن تكون اهلا لمواجهته غدا. المجد لك، ايها الرب، لاجل اخينا الموت الجسدي، الذي لا يمكن لبشر ان يجتنبه. ويل للذين يموتون في حال الخطيئة المميتة! ومباركون هم الذين يجدون انفسهم وفقا لارادتك المقدسة، فان الموت الثاني لا يؤذيهم". يقول ترتليانونس: "ان الموت هو ما تدورعليه الحياة"، نؤمن بالله الذي هو خالق الجسد، نؤمن بالكلمة الذي صار جسدا لكي يفتدي الجسد، نؤمن بقيامة الجسد، نؤمن باكتمال الخلق وبافتداء الجسد". بالموت تنفصل النفس عن الجسد، غير ان الله في القيامة يمنح جسدنا حياة غير قابلة للفساد، لانه يكون قد تبدل باتحاده بنفسنا. وكما ان المسيح قام وهو حي الى الابد، هكذا كل منا سيقوم في اليوم الاخير. انا نؤمن بقيامة هذا الجسد الحق الذي نملكه الان، على ما جاء في مجمع ليون. ونزرع جسدا فاسدا في القبر لكنه يقوم جسدا غير فاسد، "جسدا روحيا" على ما يقول بولس الرسول ( راجع 1 كور 15:42-44 ). وكنتيجة للخطيئة الاصلية على الانسان ان يعاني موت الجسد الذي كان الانسان معفيا منه، لو لم يخطا". ان، يسوع ابن الله، تحمل بحريته الموت عنا بخضوعه التام الحر لارادة الله، ابيه. وبموته غلب الموت، وفتح هكذا امكانية الخلاص لكل الناس.

ونؤمن ان بعد الموت حياة ابدية، والمسيحي الذي يقرن موته بموت المسيح يرى في الموت خطوة نحو المسيح ودخولا في الحياة الابدية. وعندما تعيد الكنيسة كلام المسيح في اليوم الاخير، كلام الصفح والحلة التي يعطاها من ادنف على الموت، تختمه لاخر مرة بالمسحة المقوية، وتمنحه المسيح زادا أخيرا لسفرته، وهي تتكلم بثقة فتخاطبه قائلة: "اذهبي، ايتها النفس، من هذا العالم، باسم الله الاب القوي، الذي خلقك، باسم يسوع المسيح ابن الله الحي الذي تألم من اجلك، وباسم الروح القدس الذي فاض عليك. اذهب ايها المسيحي المؤمن".

باستطاعتك ان تحيا بسلام هذا اليوم، وليكن بيتك مع الله في صهيون، ولتكن مريم العذراء ام الله البتول مع يوسف، وجميع الملائكة والقديسين، فلترجع الى خالقك الذي كونك من تراب الارض، ولتأت مريم القديسة، والملائكة وجميع القديسين لملاقاتك عندما تغادر هذه الحياة، ولتشاهد فاديك وجها لوجه.

الدينونة الاخيرة الموت يضع حدا للحياة البشرية، وهو الزمن الذي يمكن الانسان معه اما ان يقبل او يرفض النعمة الالهية التي ظهرت مع المسيح. ويتحدث العهد الجديد عن الدينونة اولا في اللقاء الاخير مع المسيح لدى مجيئه الثاني، انما ايضا يؤكد مجددا ان كلا سيلقى مكافأته حالا بعد الموت، وفق اعماله وايمانه. ان مثل الرجل الفقير لعازر وكلام المسيح على الصليب الى لص اليمين كما تحدثت نصوص العهد الجديد عن المصير الاخير كنصوص اخرى من العهد الجديد تحدثت عن مصير النفس الاخير - وهو مصير يختلف باختلاف الاشخاص.

كل رجل يقتبل جزاءه الاخير في نفسه الخالدة في ساعة موته، في دينونة خاصة التي تعيد حياته الى المسيح: اما الدخول في بركة السماء، من خلال التطهير، او حالا الهلاك الفوري والابدي. وفي مساء الحياة سنحاكم على المحبة.

السماء /والذين يموتون في نعمة الله وصداقته وهم متطهرون كليا سيحيون الى الابد مع المسيح. فهم مثل الله الى الابد، "يرونه كما هو" وجها لوجه.

قال البابا بنديكتس الثاني عشر "بقوة السلطة الرسولية، انا نحدد ما يلي: وفق تدبير الله الشامل، ان نفوس جميع القديسين.. وغيرهم من المؤمنين الذين ماتوا بعد ان نالوا عماد المسيح المقدس، ( على ألا يكونوا في حاجة الى تطهير عندما يموتون، او اذا كانوا في حاجة او سيحتاجون الى تطهير بعد ان يكونوا قد تطهروا بعد الموت..)، فهم قبل ان يرتدوا اجسادهم مجددا، وقبل الدينونة الاخيرة، وذلك منذ صعود سيدنا ومخلصنا المسيح الى السماء - كانوا او سيكونون في السماء، في المملكة السماوية والملكوت السماوي مع المسيح، صحبة الملائكة القديسين. ومنذ الام سيدنا يسوع المسيح، رأت هذه النفوس او سترى الجوهر الالهي مع الرؤيا الفورية، وجها لوجه دون وساطة اية خليقة".

وهذه الحياة الكاملة مع الثالوث الاقدس - وهذه المشاركةالحياتية والمحبة مع الثالوث الأقدس، والعذراء مريم، والملائكة وكل المباركين، تدعى "السماء" السماء هي المرحلة الاخيرة واتمام رغبة الانسان العميقة، وحالة السعادة الاخيرة النهائية". والحياة في السماء، هي ان "تكون مع المسيح" والمختارون يحيون في المسيح"، ولكنهم يحتفظون او بالاحرى يجدون هويتهم الحقيقية، اسمهم الخاص بهم. يقول القديس امبروسيوس: "الحياة هي ان تكون مع المسيح، وحيث المسيح هناك الحياة وهناك المملكة. امين .

عفلق

من جهة ثانية، استقبل البطريرك صفير الرئيس السابق لبلدية بزعون القنصل ميشال عفلق، الذي قال: "ان الزيارة هي لوداع صاحب الغبطة قبيل انتهاء اصطيافه في الديمان، وقدمنا له التهاني بعيد الصليب، كما اثنينا على خطوة اللقاء بين غبطته ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، ونأمل ان تتوسع مثل هذه اللقاءات وتعمم لما فيه فائدة الجميع اللبنانيين وللمسيحيين بصورة خاصة .

 

سليمان استقبل وزيري المال والخارجية واطلع من قائد الجيش على الاوضاع الامنية في البلاد

وطنية - 14/9/2010 ركز رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اهتمامه اليوم على شؤون دستورية ومالية وامنية وديبلوماسية مع زواره، حيث بحث مع الرئيس حسين الحسيني في امور دستورية تتعلق بحسن سير الامور على مستوى المؤسسات وتكامل السلطات. الوزيرة الحسن واطلع الرئيس سليمان من وزيرة المال ريا حفار الحسن على "الخطوات التي تقوم بها الوزارة في سبيل انجاز الموازنة العامة للعام 2011 وعمل لجنة المال والموازنة النيابية بهدف الانتهاء من درس مشروع قانون موازنة العام 2010 وإحالته على الهيئة العامة للمجلس النيابي لمناقشته واقراره". الوزير الشامي وعرض رئيس الجمهورية مع وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي لبعض التقارير الديبلوماسية التي تتناول علاقات لبنان الخارجية.

قائد الجيش وزار القصر الجمهوري في بعبدا اليوم قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي اطلع رئيس الجمهورية على الاوضاع الامنية في البلاد ولا سيما منها الوضع في الجنوب إضافة الى شؤون المؤسسة العسكرية واحتياجاتها. زوار ومن زوار قصر بعبدا الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي الياس خليفة، فالنائب السابق شامل موزايا وشقيقه رفيق لشكر الرئيس سليمان على مواساته وتعزيته بوفاة شقيقهما

 

كتلة "المستقبل" النيابية اجتمعت برئاسة السنيورة في قريطم: بعد طي صفحة الاتهام السياسي يجب الاخذ فقط بأحكام المحكمة وقراراتها

مواقف الرئيس الحريري لم تفهم على حقيقتها فقرأ فيها البعض تراجعا

على السلطات القضائية اتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء التطاول والتهديد

وطنية - 14/9/2010 عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري بعد ظهر اليوم في قريطم، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، واستعرضت الأوضاع الراهنة في البلاد. وأصدرت بيانا تلاه النائب هادي حبيش، وتوقفت فيه "أمام مجمل التطورات والمواقف السياسية التي صدرت في الاونة الأخيرة ورأت ضرورة التأكيد على النقاط التالية:

1- إن مسألة الحقيقة والعدالة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار منوطة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان حصرا. ولقد تم التوصل إلى هذه القناعة بإجماع اللبنانيين من مختلف أطرافهم، في أكثر من مناسبة ووثيقة وطنية، وانطلاقا من نتائج ومقررات الحوار الوطني وصولا إلى بيانات الحكومات المتعاقبة. وبالتالي فان المحكمة هي المسؤولة عن إصدار الأحكام في هذه الجريمة ولذلك، فان كل عمل مغرض سواء كان كلاما أو اتهاما أو تسريبا أو ترويجا هو امر مستهجن وغير مقبول. لذلك، وبعد طي صفحة الاتهام السياسي اثر انطلاق عمل المحكمة ذات الطابع الدولي، فانه يتوجب الاخذ فقط بأحكام وقرارات المحكمة لا غير.

2-إن كتلة المستقبل النيابية، تعلم كما يعلم الشعب اللبناني انه منذ لحظة اغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه كانت هناك محاولات دؤوبة ومستمرة للتضليل، من جهة، والطعن بصدقية التحقيق الدولي، من جهة اخرى، وذلك عبر وسائل وأشخاص ومواقف وأساليب متعددة. لكن الكتلة على ثقة بان المحكمة الدولية، بقضاتها ومحققيها وأجهزتها والمسؤولين فيها، هم على دراية بتلك المحاولات، وهم، كما اكدوا، لا يتأثرون بها، وان الكتلة، التي تدين وترفض كل هذه المحاولات، على ثقة بأن الأحكام التي تصدر عن مثل هذه المحاكم لا تقوم ولا تستند الا إلى أدلة صلبة ووقائع ثابتة يمكن على أساسها التحقق والتمييز بين التضليل والتحريف والصدق والحقيقة وصولا إلى إحقاق العدالة.

3-لقد بدا أن المواقف التي صدرت عن الرئيس سعد الحريري في المدة الأخيرة، والتي جاءت في سياق متكامل ومنسجم مع التوجهات والمواقف الداعية إلى التهدئة وتغليب لغة الحوار والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية، انها لم تفهم على حقيقتها فقرأ فيها البعض في جرأة مبادرته وحرصه تراجعا، ولذلك انطلقوا بهجوم منفلت من عقاله وبدل ان يتلقفوا هذا التوجه ويبنوا على المبادرة الايجابية للرئيس الحريري، رأيناهم على النقيض من ذلك يسعون عبثا الى الضغط والابتزاز وفتح باب المساومات، بل إن البعض انطلق في مواقف تصعيدية مهددا بالانقلاب على الدولة والعصيان عليها مطلقا التهديد والوعيد في أكثر من اتجاه عبر وسائل الاعلام. انطلاقا من ذلك يهم كتلة المستقبل أن تشدد على الأمور التالية:

أ-إن الشعب اللبناني وجمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن يتهاون إزاء محاولات التفريط بتضحيات ودماء الشهداء الأبرار ولن يتنازل أمام محاولات البعض الإضرار بالتحقيق في الجريمة والنيل من صدقية المحكمة.

ب-إن الإسفاف الذي يمارسه بعض الموتورين الحاقدين لن يزيد اللبنانيين إلا تمسكا بحرياتهم ونظامهم الديمقراطي ومؤسسات الدولة واجهزتها والابتعاد عن الدخول في المعارك الجانبية التي لا تعود بالخير على لبنان والتأكيد من جهة اخرى على أهمية التقدم على مسار إحقاق العدالة.

ج-ازاء هذا التطاول المرفوض والمدان والتهديد العلني بقلب النظام والتهديد باغتيال المسؤولين وغير ذلك من مواقف وتصريحات مرفوضة ومدانة، فإن الكتلة ترى انه يتوجب على السلطات القضائية أن تمارس دورها وتتخذ الإجراءات اللازمة دون أي تردد أو تأخير لمحاسبة المهددين للسلم الأهلي وامن الدولة.

4-ان الكتلة تنظر بعين الاسف والقلق الى المواقف والتصريحات المتهورة التي تستبطن اعلان العصيان والانقلاب على الدولة بأجهزتها ومؤسساتها العسكرية والقضائية بما يؤشر الى فقدان حس المسؤولية لدى البعض الذي يندفع في ممارسات وسياق عبثي وفوضوي عقيم يفتقر الى الحس الوطني السليم".

وختم البيان: "تؤكد كتلة المستقبل ان ما صنعه ويصنعه كبار لبنان والعالم العربي لحماية لبنان ووحدته الوطنية واستقراره وسلمه الاهلي والنابع من ارادة اللبنانيين لم ولن يتأثر بالمحاولات اليائسة التي يقوم بها البعض لتعكير وضرب هذا المسار".

 

عون بعد الاجتماع الاسبوعي لتكتل "التغيير والاصلاح": الدولة في لبنان سقطت منذ زمن ولا شيء منتظم ويجب قلب الصفحة

لوضع ميرزا وريفي والحسن بتصرف لجنة نيابية تحقق في مخالفاتهم

وطنية - 14/9/2010 وصف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح"العماد ميشال عون، بعد الاجتماع الاسبوعي للتكتل في الرابية، فرع المعلومات ب "العصابة المسلحة"، مشيرا الى انه "مخالف لكل القوانين"، معتبرا ان "من يحمي هذا الفرع هو رئيس العصابة"، مؤكدا أن "المعركة مع فرع المعلومات لا دخل للوزراء بها وهي معركة نيابية"، مشيرا الى اننا "لسنا متمسكين بالحكم ولكن متمسكون بمواقفنا". ورأى أن "الدولة في لبنان سقطت منذ زمن"، مشيرا الى أنه "لا شيء يسير على ما يرام ويجب قلب الصفحة، وليس هناك إمكانية للانقاذ، ولو كان هناك إمكانية لوجدنا بعض التجاوب"، وشدد على أن "النموذج الآخير هو في الوضع الأمني، فهناك جهاز تم انشاؤه في قوى الأمن هو فرع المعلومات كبر بشكل عشوائي"، متسائلا "من المسؤول عن هذا الفرع والى من يرسل هذا الفرع تقاريره ومن اين يأتي بميزانيته"، مؤكدا أن "اللعبة كبيرة وليست صدفة".

وقال: "عندما إقترحت عام 2005 مشروع قانون لتنظيم الاجهزة الامنية هناك من أوقف المشروع، وهو بذلك يكون ضالعا معهم في بناء جهاز فالت"، معتبرا أن "من يحمي هذا الجهاز هو السلطة التنفيذية المتمثلة برئاسة الحكومة والنيابة العامة". وحول ما قاله المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد، علق عون بالقول: "لم يفتحوا تحقيقا مع السيد في كل كما قاله اللواء ومع كل من يتهمهم للتدقيق، وكل الذين تحدث عنهم اللواء جميل السيد يجب أن يتنحوا عن مواقعهم ويضعوا أنفسهم في تصرف القضاء لأنهم متهمون بجرائم وليسوا متهمين بجنح...السيد اتهم بصوت جهوري كل هؤلاء"، مطالبا ب "لجنة تحقيق نيابية ووضع مدعي عام التمييز سعيد ميرزا ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن في تصرف لجنة التحقيق، للبحث في المخالفات المنسوبة إليهم ومنهم سيتم الوصول إلى شهود الزور".

وتابع: "يجب النظر لما أدلى به اللواء السيد لانه كان رئيس جهاز أمني ونطالب رئيس المجلس النيابي نبيه بري تأليف لجان تحقيق مع السيد حول ما أدلى به وغيره لكي تستقيم الدولة لانها مذنبة بشخص رئيس حكومتها وأجهزتها"، لافتا الى ان "الوضع لا يحتمل السكوت عن أي شيء"، مطالبا "المواطنين أن لا يمتثلوا لأي طلب من فرع المعلومات و"يمشكلوا معه على حسابي"، لأنه غير شرعي ونحن له بالمرصاد وأن لا يستجيبوا لأوامر سعيد ميرزا". وأشار عون الى أن "مجلس الانماء والاعمار والهيئات الناظمة وهيئات الخصخصة هي خارج إطار المراقبة وستبقى المكان الذي يطلق النار عليه بينما الأشخاص الحقيقيين هم خارج إطار المراقبة، ولكن يجب أن نبدأ من القضاء لأنه امرأة قيصر". وحول موضوع العميد المتقاعد فايز كرم، لفت الى أن "الموضوع اصبح بعهدة القضاء"، مشيرا الى انه اعترض "لانهم تجاوزوا القوانين في التحقيق معه لانه بقي ست اسابيع بتصرف شعبة المعلومات، مع أن المدة القانونية القصوى هي 4 أيام ثم يرسل الى سجن تابع للدولة".

 

اللجنة الاسقفية ردت على "الضجة المثارة حول منحوتة الصليب": تعبير فني عن فكرة لاهوتية وكتابية نابعة من نص أشعيا عن آلام المسيح

وطنية - 14/9/2010 اعتبرت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، في بيان اليوم، ردا على "الضجة التي أثيرت حول منحوتة الصليب للفنان رودي رحمه"، ان "الفن لا يتوقف عند الشكل بل يذهب إلى عمق المغزى وإلى عمق ترميز الموضوع ويعطيه شكلاً يتناسب مع المغزى". واشارت الى ان "منحوتة الصليب" تعبير فني عن فكرة لاهوتية وكتابية نابعة من نص أشعيا الفصل 53 الذي ينبئ عن آلام المسيح وقد اختبره داخليا وإيمانيا الفنان وعبر عن آلام المسيح الذي حمل كل أوجاع البشر وعاهاتهم ومظالمهم على مدى التاريخ كفارة عن خطاياهم. هذا هو سر المسيح المتألم على مدى الأزمان والمسافات في حياة البشرية جمعاء من أجل الفداء والمصالحة".

واعلنت ان "سر المسيح المتألم في لاهوت الصليب الفادي لا يظهر لنا بالصورة المجردة على خشبتين أو خشبة واحدة بل يحمل عمق الألم المرتكز على قربانية البريء المصلوب كفارة وفداء في بعد لاهوتي، يشمل كل المتألمين والمظلومين والمسجونين والمستضعفين، وآلام القابعين في أقبية التعذيب. هذا هو سر ذاك الذي "علق على الخشبة" وهو الذي علق الأرض على المياه وصارت آلامه نبع خلاص وفرح وقيامة". واعتبرت ان "هذا المصلوب هو تعبير عن رؤية داخلية مشبعة بالآلام وليس عن رؤية ظاهرية شكلية. هذه الرؤية الداخلية تعبر عن مشاركة جميع المتألمين والموجوعين على مدى الأفق الكوني في آلام الذي قال: "وأنا إذا ما رفعت عن الأرض، جذبت إلي كل أحد".

واعلنت اللجنة انها تشجع وتبارك مثل هذا العمل الفني ولا اعتراض عندها لهذا الإبداع الداخلي المشبع لاهوتا وإيمانا، علما إن المنحوتة قسم من عمل فني كامل لدرب التوبة المزمع تنفيذه على دائرة وادي قاديشا".

رحمة /من جهته، اعلن الفنان رودي رحمه في تصريح اليوم، انه "عرض هذا العمل على اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام برئاسة المطران بشارة الراعي لتبدي رأيها الذي قررت الإلتزام به، ولما ثمنت اللجنة هذا العمل من الناحية اللاهوتية والمسيحية والفنية من خلال بيان أصدره المركز الكاثوليكي للاعلام موقعا من مدير المركز، أعلن انني متمسك بهذا العمل، مع تحفظي بالعودة إلى المراجع المدنية المختصة في مواجهة ما أتعرض له من تشهير وتهديد تمس بكرامتي وحياتي الشخصية".

 

الشعب الحرّ يحمي لبنان من الوصايتين

النهار/علي حماده  

الحملة المركزة على المحكمة الدولية ليس لها هدف سوى تمكين القتلة من الافلات من المحاسبة. اما الهدف الآخر المتفرع عن الاساس فهو انهاء مرحلة الاستقلال اللبناني بفرض وصايتين، الاولى قديمة متجددة، والثانية التي تمثل خطرا وجوديا على البلد لا يقل عن الاولى، بل ربما تعداه، ويتمثل بفرض وصاية من طرف فئوي داخلي مليشيوي مسلح مستتبع بالكامل لاجندة نطام خارجي غير عربي.

هذه هي الحقيقة، نقولها لأن دفن الرؤوس في الرمال سياسة قاتلة، لا بل انها استسلامية تامة لظلامية آتية بخطى ثابتة لخطف الوطن من ايدي الاستقلاليين الذين دفعوا وما زالوا يدفعون الثمن الباهظ للحفاظ على الكيان. فالمعركة الراهنة ابعد من كونها معركة حول العدالة لجميع شهدائنا، وابعد من كونها معركة المحكمة الدولية التي تبقى الامل الوحيد في عالمنا العربي في ان يساق ارهابيون وقتلة ارتكبوا فعلتهم لاسباب سياسية وفي سياق اهداف سياسية امام المحاكم. ان المعركة هي معركة الدفاع عن الكيان والاستقلال. يهمنا ان يكون سقف المصالحات عربية كانت ام لبنانية، وسقف التهدئة اقليميا ام محليا راعيين للواقع السياسي الراهن. لكن الاهم ان نحمي استقلالنا وكياننا وصيغتنا ونظامنا وتعدديتنا.

ان المحكمة اساس، والقرار الاتهامي اساس ويستدعيان منا الجهد والموقف الحاسمين دفاعا عن الامل في إحقاق العدل ليس للثأر بل لأن العدالة حق اخلاقي وشرعي لا تنازل عنهما. ومن هنا فإن ابنا ء "ثورة الارز" والاستقلاليين في كل مكان مدعوون الى وقفة تتجاوز القيادات وحسابات الزعامات، لأن "ثورة الارز" كانت من صنع الشعب الذي تقدم قياداته وحماها وحضنها وشجعها على بلورة المواقف التي ادت الى الاستقلال الثاني غير المكتمل. واليوم هناك حرب على هذا الاستقلال بكل الوسائل، وبحناجر متعددة تستغل خوف البعض، وحرص البعض الآخر، وانحصار البعض الثالث، وانكفاء البعض الرابع من اجل خلق واقع جديد تستحيل العودة عنه.

إن الطريق طويلة وصعبة والآلام ستتوالد، انما ان نترك وطننا يسقط في وصاية ثنائية جديدة فجريمة نرتكبها نحن ابناء "ثورة الارز".

ربما تصلني غدا رسالة من قارئ كتلك التي وصلتني تعليقاعلى مقالتي الاخيرة التي دعوت فيها الى وقف مسلسل التنازلات، وقد اعتبرت ان هذا الكلام ساذج. ربما سيقولون ان سلاح الموقف سلاح لا قيمة له في مواجهة السلاح القابض راهنا على ارواح اللبنانيين. اما انا فأقول ان كل ما يفتشون عنه هو ان نتنازل عن الموقف، وعن المبادئ، وان نعلن الهزيمة برضوخنا للامر الواقع الذي يحاولون فرضه. ان لبنان مهدد كما لم يكن. والهجوم على المحكمة له وجهان، واحد مكشوف وآخر مستتر. والعهران الاعلامي والسياسي هما الوجبة الاولى للحرب على لبنان الاستقلال. ومن هنا كان وجب على اللبنانيين ان يسمعوا اصواتهم لأن الاكثرية الساحقة استقلالية، وهي صانعة "ثورة الارز"، وهي التي ترعرعت على مقاومة الظلم، والاحتلالات، واعتى الاجهزة البوليسية في عز ايامها. ان الاحرار لا يخافون. واصحاب الحق لا يخافون. فلينزع الخائفون خوفهم، وليقلع المترددون عن ترددهم، وليقرر اللبنانيون انهم هم قادة الساحة الحقيقيون. عندها نحيي شعلة "ثورة الارز"، وهكذا نحمي استقلالنا ونحقق العدالة لشهدائنا من اولهم الى آخر من سقط. ان الشعب هو الذي يحمي القيادات، وهو الذي بصلابته وايمانه وبتمسكه بسلاح الموقف الرافض للامر الواقع يمنع سقوط البلد بيد الوصايتين.

 

"دبكا": نجاد يريد لبنان جبهة إيرانية للرد إذا ضربت إسرائيل المفاعل النووي

نهارنت/ذكر موقع "دبكا" الاسرائيلي ان ايران تخطت الخيط الرفيع الذي يفصلها عن الوصول الى صواريخ مجهزة برؤوس نووية، وفق ما ذكره تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاسبوع الفائت". وقام الامين العام لحلف شمال الاطلسي الجنرال اندرز فوغ راسموسن هرع الى واشنطن الاحد الفائت لحث الرئيس الاميركي باراك اوباما للقيام بتحرك ما، مشيرا الى انه "وفقاً لتصريحات الايرانيين العلنية، فإننا نعلم انهم يملكون حالياً صواريخ يمكنها ان تضرب الاهداف في اوروبا، كما انهم لا يخفون رغبتهم في تطوير قدراتهم".

وحصل راسموسن على وعد بقيام أميركا بتوفير درع مضاد للصواريخ الى اوروبا بقيمة 200 مليون يورو ضد التهديدات الايرانية.

وافاد الموقع انه في حين سارعت اوروبا الى حماية نفسها من التهديد الايراني، فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك لا يزالان غير معنيين بما يجري، وهما لا يحركان ساكناً حتى في وجه الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان يومي 13 و14 تشرين الاول المقبل.

وأوضح الموقع أن "نجاد يهدف من خلال زيارته هذه الى احكام القبضة الايرانية على لبنان وتجهيزه كجبهة ايرانية امامية للرد في حال ضربت اسرائيل المفاعل النووي الايراني".

وسأل الموقع: هل سيرافق الرئيس ميشال سليمان نظيره الايراني في زيارته الرمزية الى العديسة؟ ام سيتولى قائد الجيش العماد جان قهوجي ذلك؟ ام سيتخلى الامين العام لـ"حزب الله" عن ملازمة مكان اقامته السري اكراماً للضيف الايراني؟ ان القرار مهم جداً، والاهم هو السكوت الاسرائيلي على هذه الطبيعة الاستفزازية، حيث ستستغل طهران الفرصة للاشادة بالدور البطولي الذي قام به الجيش اللبناني في وجه الجيش الاسرائيلي، وسيتم الترحيب به كعضو فاعل في جبهة المقاومة الايرانية- السورية- الفلسطينية مع "حزب اله" في وجه اسرائيل.

واعتبر الموقع ان نجاد ينوي استغلال زيارته للاحتفال باتفاق دفاعي بين لبنان وايران بالتزامن مع عملية كبيرة لتجهيز الجيش اللبناني بالاسلحة التي يحتاجها لمواجهة اسرائيل، ما سيعزز جهود دمج وتوحيد انظمة الاسلحة للجيش و"حزب الله"، وفي المرة المقبلة التي يهاجم فيها الجيش اللبناني اسرائيل، فمن المرجح ان يستخدم اسلحة ايرانية الصنع. 

 

نديم الجميل: واجب الجميع حمل القضية التي إستشهد من أجلها بشير الجميل

نهارنت/اعتبر النائب نديم الجميل أن "التضحية من أجل قضية وحزب ووطن ومجتمع أصبح مفهوماً بعيداً اليوم"، مشدداً على ضرورة إعادة تطبيق هذا المفهوم خصوصاً أن القضية التي يناضل من أجلها حزب "الكتائب" تستحق التضحية من أجلها، موجهاً تحية إلى الشهداء الذين قدموا أغلى ما عندهم من أجل الوطن ومن أجل المسيحيين وبقائهم الحر في الشرق.

وتحدث الجميل في خلال حفل توزيع الجوائز على الفائزين في Rally Paper نظمه مكتب الطلاب والشباب في إقليم كسروان-الفتوح تحت إسم "الرئيس الشهيد بشير الجميل 2010"، تحدث "عن الرئيس الشهيد بشير الجميل وحلم الجمهورية" مذكراً بموعدين أساسيين، الأول في 23 أب 1983 يوم إنتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية وإنتصار المقاومة اللبنانية، ذلك النهار الذي حقق فيه بشير ليس فقط حلمه بالوصول إلى الرئاسة بل حلمه بتوحيد لبنان وإعطاءه المقياس والحجم الذي يستحقه لبنان الـ10452، لبنان أولاً الذي حلم به اللبنانيون، والثاني، 12 أيلول 1982 يوم إستشهاد الشيخ بشير ومحاولة قتل الحلم وقتل الوطن بذاته.

وفي هذا الإطار، أكد الجميل أن من واجبات الجميع حمل القضية التي إستشهد من أجلها بشير الجميل وهي ليست فقط أمانة بيد من عرف بشير شخصياً بل هي أيضاً أمانة بيد جيل الشباب الذي هو منه والذي يفترض عليه تسليم الشعلة مضاءة إلى الأجيال المقبلة كما تسلمها من الأجيال السابقة.

وختم الجميل كلمته بتشجيع الشباب "على الإنخراط بالشأن العام وفي الدولة ولو تطلب ذلك تضحيةً منهم فهذا الإنخراط لا يجب أن ينحصر في إطار ضيق بل يجب أن يكون إلتزام بالدولة ككل، وهذا الأمر يفيد الحزب، فهذا الأخير لن يستطيع التوسع والعمل بفاعلية إن لم يكون حاضراً في مؤسسات الدولة وإداراتها، من هنا الإعتماد على دور الشباب الذي منه سيخرج نواب وزراء، اقتصاديين ومدراء عامين بعد أن يتسلحوا بالعلم والمعرفة والتجربة في الحزب ويضعوا امكانياتهم بتصرف الدولة فيصبح هم سند للحزب وليس العكس". 

 

بان كي - مون: المحكمة تتقدم في تحقيقاتها وليست في خطر

نهارنت/تمسك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باستمرار عمل المحكمة الخاصة بلبنان، رافضا التعليق على أي جدل يدور في هذا الشأن. وردا على تصريحات الرئيس سعد الحريري التي أقر فيها بخطأ اتهام سوريا باغتيال والده، اعتبر بان كي مون في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أن المحكمة هي التي يجب أن تحدد قراراتها في هذا الشأن. وقال بان إن المحكمة الخاصة بلبنان بدأت العمل وتحقق تقدما. هذا مسار قضائي مستقل، وبالتالي لا يجوز ربطه بأي تصريحات سياسية أدلى بها أي شخص أو اي سياسي. واضاف: في الوقت الحالي، الدول الأعضاء قررت بالفعل التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وهذا الأمر حدده مجلس الأمن. لقد استثمرنا الكثير من الوقت والجهد والإمكانيات، ولندع المحكمة تصدر حكمها بهذا الشأن. وأنا شخصيا لا أتفق مع أي تشخيص يرى أن مستقبل هذه المحكمة قد يكون في خطر.

وردا على سؤال عما إذا كانت تصريحات الحريري تعني إسقاط كل القرارات الدولية المتعلقة بالمحكمة الدولية، أجاب: القضية قيد التحقيق. لن أقول أي شيء يتعلق بمسألة تخضع للتحقيق، وبغض النظر عن كل ما قيل من قبل البعض أو أي طرف كان، فإن هذه المحكمة يجب أن تستمر وفقا للولاية التي حددها لها مجلس الأمن. لذلك فلن أقوم بالتعليق على الأمر.

 

عقاب صقر: الحريري شرع برفع دعوى ضد اللواء السيد على خلفية تهديده بالقتل

نهارنت/أكد عضو كتلة "لبنان أولا" النائب عقاب صقر ان"هدفه ليس ان يتحدى احدا، أو أن يقوم باحراق اللواء جميل السيد"، مشيرا الى انه "حاول أن يقوم بعملية ردع لان ما قام به السيد هو هدم للدولة، واتهام بالجملة وكلها معلومات معظمها موهومة". ودعا صقر السيد في حديث لـ"الجديد" إلى أن يرفع دعوى ضده متعهدا له باسقاط الحصانة عن نفسه، كاشفا ان"رئيس الحكومة سعد الحريري شرع برفع دعوى ضد اللواء جميل السيد على خلفية تهديده بالقتل". ورفض صقر كشف اسم الوسيط الذي تولى نقل "عرض" اللواء السيد لطيّ الصفحة مقابل 15 مليون دولار، مشيراً إلى أنه ينتظر صدور نفي واضح وصريح عن السيد شخصيا قبل كشف اسم هذا الوسيط كما سبق ووعد. وقال صقر ان"هناك اناس يشعرون ان اللواء السيد مظلوم"، مشيرا الى ان" الحريري وجه لوما لي لما صدر عني من كلام ، لان الحريري من مدرسة اخطأ فهذه اخلاقه". واعتبر ان"السيد تجاوز الكثير من الخطوط الحمر، مستنكرا ان يكون شخصا منغمسا ومنخرطا بهذه الشبكة من الفساد ويقوم بغيعاظ الناس". وكان صقر قد أعلن حديث إلى صحيفة "السياسة" الكويتية ان "لا تداعيات لكلام اللواء جميل السيد على الوضع الحكومي، لأن ما قاله هذا الأخير هو تعبير هامشي عن حالة شخصية، ولا يمكن النظر إليه على أنه مؤشر حتى على تغيير في حالة ستراتيجية تم إرساؤها".

وأكد أن "كلام السيد وغيره يعتبر مؤشراً هامشياً على متن الاتفاق الكبير الذي أرسته القمة الثلاثية في بعبدا بين الرئيس ميشال سليمان والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد، ولا يمكن أن يعبر عن موقف أي طرف أساسي، لا إقليمي ولا داخلي، وبالتحديد يمكنني القول إن سوريا تملك "أوتوسترادات" للعلاقة مع رئيس الحكومة سعد الحريري وتملك "أوتوسترادات" أكبر للعلاقة مع السعودية، وتعرف جيداً أن هذه "الأتوسترادات" فتحت لها أبواب العلاقات مع الدول العربية والعالم، فالقيادة السورية لا ينقصها الشجاعة أن تقول ما تريد مباشرة للحريري أو للسعودية".

 

اللواء السيد: ما قدمته خدمة مجانية للسفارة المصرية وأمن دبلوماسييها لتتدارك الوضع وتعالجه بموضوعية

نهارنت/رد المكتب الاعلامي للواء جميل السيد في بيان على بيان السفارة المصرية في بيروت لجهة إعتبارها بأنّ ما قاله السيد في مؤتمره الصحفي هو غير صحيح وأنّه يعرّض سلامة دبلوماسيّيها للخطر، موضحا أنه "يمكن للسفارة المصرية ان تفتح تحقيقاً داخليّاً لديها، وأن ترسل اليه مندوباً عنها، للاطلاع منه مباشرةً بأنّ من يعرّض دبلوماسيّيها للخطر، وانّ من يتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذا التعريض، هو تلك المواقف اللامسؤولة التي يعمّمها على زائريه اللبنانيين، المسؤول الدبلوماسي الذي أشار اليه اللواء السيّد، والذي يتحدّث فيها جهاراً عن أمور خطيرة تسيء الى الاستقرار وإلى العلاقات اللبنانية -السورية -المصرية". واعتبر المكتب الإعلامي أن هذه المواقف لا تتلاءم مع صورة بلاده ولا مع طبيعة عمله في لبنان، وقال: "إنّ ما لفت السيّد النظر اليه في مؤتمره الصحفي قد يكون خدمةً مجانية يقدّمها للسفارة المصريّة وأمن دبلوماسيّيها، كي تتدارك هذا الوضع وتعالجه بموضوعيّة، بدلاً من التهويل على مسؤولية اللواء السيّد بمثل هذا البيان الصادر عنها". ولفت اللواء السيد الى انه خلال اليومين الماضيين لاحظ أن هناك ما يقارب 20 رداً عليه بالشتائم، مشيرا الى ان هؤلاء يردون على الشكل لا مضمون كلامه بالمؤتمر الصحفي. ورأى السيد، وفي مداخلة عبر تلفزيون "الجديد"، أن هذا البلد يُدار "بعقلية سعادين"، معتبرا ان "لا احد يتكلم دون اذن المسؤول عنه"، مشيرا الى "انهم يقومون بعملية تشويش على الرأي العام لتضييعه". وأعلن انه سيعقد مؤتمراً صحفياً عند عودته الى لبنان للرد على الردود عليه، مضيفاً "هذا النوع من الوسخ لسنا معتادين عليه".

وقال في حديث إلى صحيفة "السفير" إنه يعد لرفع دعوى قضائية أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خلال الأسابيع المقبلة، "لتعويضه مادياً وأخلاقياً عن اعتقاله التعسفي ورفاقه الضباط الثلاثة سياسياً لمدة أربعة أعوام". 

 

خريس بعد الهجوم على بري: اللبنانيون يعرفون من ضحّى من أجل لبنان وعمل لبناءه

نهارنت/في إشارة إلى حديت المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيّد ،أوضح عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس أن أعضاء الكتلة لا يردّون على أحد ولا يدخلون في سجال، داعيا في هذه المرحلة الحرجة جداً جداً الى التهدئة، وقال: "اليوم لا نريد أن يدفع لبنان أي ثمن للمفاوضات التي بدأت في واشنطن وتستكمل في شرم الشيخ".

وحذّر خريس في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، من أن لبنان لطالما دفع ثمن أي مفاوضات فلسطينية-اسرائيلية تحصل على مستوى المنطقة من أوسلو الى كامب دايفيد، مشددا ً على ضرورة التماسك الداخلي والتهدئة والحوار وإشاعة أجواء ايجابية لمواجهة المخططات والمشاريع التي تحاك في الخارج. وأردف خريس:"كفانا مواقف متشنّجة تجعل المواطن اللبناني يهرب أو يشتمّ كل السياسيين فالمواطن يريد الإستقرار والدولة والمؤسسات والعمل في أجواء مريحة معتبرا ً أن الكلام الذي صدر الأسبوع الماضي من جهات متعددة لا يؤمّن الإستقرار الداخلي وحماية السلم الأهلي. ورداً على سؤال حول ما يعتبره البعض عن ان تمويل المحكمة بمثابة صاعق سينفجر قريبا، واذا كانوا مع التمويل او ضده، أكد خريس أن كل الأمور المطروحة يجب أن تناقش داخل المؤسسات الدستورية، رافضاً التخاطب بالشكل الذي سمعناه في الأيام الأخيرة. وشدّد على أن كل ما يقوم به بري ينطلق من قناعته وثقافته، لأنه من مدرسة الإمام موسى الصدر أي مدرسة الحوار والإعتدال والبناء.وفي هذا الإطار، ذكّر خريس بما قام به برّي في مجال العمل على قانون النفط، قائلاً: "لولا مساعي برّي والتوافق الداخلي هذا القانون ما كان ليبصر النور". وختم خريس مؤكّدا ً أن "كل من يسير في اتجاه البناء توجّه اليه الأسهم والإتهامات ولكن كل ذلك يكون باطلاً، فاللبنانيون يعرفون من ضحّى من أجل لبنان وعمل لبناء الوطن، وفي المقابل يعلمون من يسعى لهدم الوطن".

 

زهرا: كلّ البهورة والصوت العالي والتهديد والإيحاءات هي تصرّف مذعور

نهارنت/رأى عضو كتلة "القوّات اللبنانية" النائب انطوان زهرا "أننا نسمع ضجيجاً كبيراً ولهجة عالية كثيراً، من المجموعة إيّاها، ونسمع تهويلاً وتخويفاً وتصنيفاً وإدعاء بأنّ الزمن اكمل دورته في 5 سنوات". وقال: "عودٌ على بدء ايها اللبنانييون فلا تفرحوا كثيراً لأنكم لا تستطيعون ان تعيشوا سيادتكم كاملة". وأضاف زهرا في خلال عشاء أقامه المغتربون على شرفه في بلدة تنزرين، "جوابنا بكلّ بساطة ومحبّة وديمقراطية هو انّه مهما تعددت العناوين الفرعية فإن نضالنا مستمرّ وجهدنا كذلك وثقتنا أكيدة اننا واصلون الى الدولة التي نريدها، وانّ المحكمة الدولية ستتابع عملها وستصل الى نتيجة، وسنصل الى حصر السلاح بيدّ الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وسنصل، بالإقناع وليس بالإكراه، إلى تسليم كلّ أمورنا الى دولة واحدة سلطاتها منتخبة شرعياً وتمثّل اللبنانيين، وكلّ الباقي كلام في الهواء لا يقدّم ولا يؤخّر".وشدد زهرا على انّ الشعب اللبناني عندما حزم أمره انجز ما كان يعتبر أعجوبة في العام 2005 ووصل الى الإستقلال الثاني، والشعب اللبناني الذي عرف انّه قادر على تحقيق ما يريد عندما يصمم، مصمم اكثر من ايّ وقت مضى، وتحت لواء إنتفاضة الإستقلال وثورة الأرز انّ يستكملّ مشروعه في بناء الدولة مهما كانت الصعوبات. وأضاف: "كلّ ما تسمعونه محاولة هروب من المحتوم وكلّ البهورة والصوت العالي والتهديد والإيحاءات هي تصرّف مذعور، مثل الولد في الليل او المار قرب مقبرة، والذي يحاول ان يشجّع نفسه ويعلّي صوته، هذا كلّ ما نسمعه اليوم وليس أكثر من هذا ابداً". 

 

الحسن: المساهمة في المحكمة الدولية تدفع بموجب مراسيم بسلفات خزينة لا تحتاج الى قوانين

نهارنت/اكدت وزيرة المال ريا الحسن ان مخصصات المحكمة الدولية كانت تدفع بموجب سلفات خزينة تصدر بمراسيم نظامية بموافقة مجلس الوزراء منذ العام 2007 وحتى اليوم.

واوضحت الحسن في حديث لصحيفة "السفير" رداً على عدم قانونية تسديد المستحقات في غياب تنفيذ وتصديق الموازنة العامة ان هذه المساهمة تدفع بموجب مراسيم بسلفات خزينة لا تحتاج الى قوانين، مشيرة الى ان طلب السلفات يأتي من وزارة العدل وتتم الموافقة عليها من قبل مجلس الوزراء مجتمعا. وأضافت وهذا ما حصل مؤخراً مع عدد من السلفات التي اعطيت لبعض وزارات الخدمات على حساب موازنة العام 2010 ومنها وزارة الطاقة التي حصلت على سلفة خزينة بقيمة 6 مليارات ليرة وغيرها من الوزارات ايضاً وهي سلفات لا تحتاج الى قوانين او الى انتظار الموازنة. واعتبرت الحسن ان كل السلفات التي اعطيت تعتبر قانونية ونظامية كونها سلفات خزينة تتم بموافقة الحكومة.

 

 سوسة

زياد ماجد، الثلاثاء 14 أيلول 2010

لم يعد من اليسير أن يكتب الواحد مقالاً – ولو مقتضباً - كل ثلاثاء دون حيرة تصيبه لحظة الكتابة إن هو أراد الخوض المباشر في شأن سياسي لبناني.

فهل يعلّق على حدث يحتل صدارة الأحداث مثلاً، أم يناقش مسائل عامة متصلة بأزمات البلد واستطراداً بأزمات المنطقة ومعضلاتها؟ أم يكتب في قضايا الإصلاح المنشود (والبعيد) التي يُعنى بها كمواطن منذ زمن؟ وهل يساجِل بعض الكتّاب أم يعقّب على مقولات وتصريحات بعض السياسيين أم يحاول الاكتفاء بإثارة قضايا يجري تجاهلها في الثقافة السياسية المهيمنة؟

تبدو الإجابة عن الأسئلة المذكورة وغيرها على الدوام معلّقة أو مؤجّلة. ويبدو الاستمرار في الكتابة كل فترة حول الشأن اللبناني مرتبطاً بالشعور بواجب المواكبة أو بحاجة التواصل مع قرّاء وأصدقاء، أو ربما بـ"سوسة" تنخر المرء على الدوام، سوسة الانتماء الى هذا الوطن الصغير والتعلّق به وبشجونه.

فلولا هذه السوسة، لما أمكن لشخص - لا يعدّ نفسه مازوشياً – تفسير أسباب إضاعته وقتاً:

- في سماع زعيق ضابط يتهدّد وحلفاؤه من يسمّونهم "شهود زور" (رغم أن أوّلهم موجود في دمشق وطريقة إخراجه من لبنان تشير الى هويّة من فبركه وحماه ونظّم مؤتمره الصحفي، وثانيهم موجود في بيروت وشريط أبو عدس الذي أرسله الى الإعلام ما زال متوفّراً)؛

- أو في قراءة العبارات السقيمة حول "وحدة 14 آذار وتماسكها" (بعد كل ما جرى!) وتشبّث "المجتمع الدولي بالحقيقة والعدالة"، أو على العكس "تآمره عليهما استهدافاً للمقاومة والممانعة"؛

- أو في متابعة أفعال "الندامة" المحيلة اتّهام النظام السوري في اغتيال رفيق الحريري الى تسرّع ولعبة أمم وشهادات مضلِلة (من بينها - وفق هذا المنطق - شهادات عدد من النادمين أنفسهم وشهادات سواهم ممّن أكّدوا شكوى الحريري لهم عقب تلقّيه تهديدات مباشرة من الرئيس الأسد "بتحطيم لبنان على رأسه ورأس صديقه شيراك")،

- أو في الوقوف على الحملات ضد جهاز أمني رسمي وتشبيهه شتماً بالميليشيا (بعد مرحلة إشادات بأدائه عقب توقيفه جواسيس أو متّهمين بالتجسّس لإسرائيل)، في وقت يدافع المتحاملون أنفسهم عن ميليشيات فعلية قائمة شهدت برج أبي حيدر نتفاً من مآثرها منذ أسابيع،

- أو في البحث وسط السجالات في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والخدماتية والنفطية عن معلومة علمية واحدة أو عن فكرة جديدة (بعيداً عن الاتهامات الممجوجة والمواقف المُسبقة) يمكن الاستفادة منها لتحديد موقف من قضايا معيشية راهنة تؤثر في حياة الناس أكثر من الصراخ والتخوين العقيم.

لكنها السوسة. ولولاها لما تابع شخص سويّ مجريات ما ذُكر. ولولاها أيضاً، لما كان كثر من القرّاء ليلقون نظرة عليه...

 

"سلاح على مين"...أيها اللبنانيون إرفعوا صوتكم: لا لسلاح المليشيا! 

١٤ ايلول ٢٠١٠ غسان عبدالقادر

لم تكن حادثة برج أبو حيدر سوى تعبير عن السلاح الذي قسم ظهر اللبنانيين. تلك الحرب الصغيرة التي دارت لبضع ساعات، أثارت إشمئزاز اللبنانيين من القتل العبثي في شوارع العاصمة والمناطق، وكانت الشرارة التي دفعت المجتمع المدني لإعادة إستنهاض قواه ورفع كلمة "لا" كبيرة في وجه السلاح المتفلت من عقاله، والذي يعيث فساداً في جنبات الوطن، ويسلب المواطنين أرواحههم قبل أرزاقهم، ويسخر من طمأنينتهم وسلمهم.

المجتمع المدني، متمثلاً بحركات ثلاث هي مرصد الجمهورية وتجمع ملتزمون وإعلاميون ضد العنف، دعا اللبنانين الى التجمع يوم الأربعاء 15 أيلول 2010 عند الساعة الرابعة عصراً قرب حديقة سمير قصير، من أجل رفض هيمنة السلاح على حياتهم اليومية.

كل لبناني فقد أحباء له أو سلبه السلاح مصدر رزقه هو معني بهذا التحرك، وكل من يخاف على مستقبل أولاده وأحفاده وسلامتهم، كل من تضرر من تلك الحروب العبثية في الأحياء، كل من يعنيه الشأن العام ويطمح لبناء دولة تصون حقوقه، كل هؤلاء هم مدعوون يوم الأربعاء للوقوف وقفة مواطنة حقة، بغض النظر عن ميولهم السياسية وعقائدهم الدينية.

في هذا الإطار، إلتقى موقع "14 آذار" الالكتروني بممثلين عن حركات المجتمع المدني الثلاث المولجة بتنظيم هذا الحدث. وقد شددت تلك الجمعيات على أن تحركهم مرتكز على الحق بالحياة والتأكيد أن المجتمع المدني ليس مغيباً عن الأحداث الوطنية لأنه هو المعني الأكبر بها.

نجيب زوين: لن نملّ عن المطالبة بحقوق المجتمع بالعيش بطمأنينة وبناء دولة القانون

المنسق العام لتجمع ملتزمون، الأستاذ نجيب زوين رأى أن تحرك المجتمع المدني هو "غير مسيس ولا يسير وراء أشخاص بل ما يهمه هو مبادىء معينة على رأسها حق الانسان أن يحيا محترماً بظل دولة يمكن لها ان تؤمن السلام والأمان. وهنا نقول أنه هذه الدولة القيام لن تقوم بواجباتها مادامت تنازعها سلطة أخرى في ممارستها لسيادتها. ونعود لنؤكد أن تحركنا غير مسيس؛ بمعنى انه لا يلتحق لا من قريب ولا من بعيد بأي فئة سياسية انما يقع بصلب القرار اللبناني والعمل الوطني الذي يدعو الى قيام سلطة وجيش وبندقية واحدة على مساحة الوطن تؤمن لهذا المواكط السلام والأمان والطمأنينة".

وعن فرص نجاح هذا التحرك، أعتبر جبور "أننا نعمل للوصول الى تحقيق غايات هذا المجتمع ونحن كأهل طفل مصاب بمرض عضال نذروا أنفسهم لعلاجه ولن نتوقف عن علاج طفلنا مهما ساءت حالته بل سنعمل كي ننقذه ولن نمل من ذلك. أنا أعترف أن الصعوبات والعثرات التي تقف في وجهنا دون شك هي كثيرة، وهناك مصالح لدى الكثيرين بعدم قيام الدولة التي نطمح لها. لكننا نحن كمواطنين، فإن مصلحتنا تكمن في قيام هذه الدولة القادرة على إحلال الأمن والسلام في المجتمع وبالتالي لن نمل ولن نيأس، ولن يثنينا أي شيء عن متابعة نشاطنا المدني لأننا على ثقة من نجاحنا في تحقيق قيام الوطن. اننا ننطلق من قناعة أن صاحب الحق هو سلطان ونحن نتحرك باسم ملايين هم غالبية اللبنانيين بوجه قلة تتحكم بالأكثرية لأنها تملك سلطة معينة ". واكد زوين أن هذا التحرك لن يكون الأخير بل هو انطلاقة لمسيرة طويلة بهدف قيام دولة القانون والدستور وكذلك سحب جميع الأسلحة غير المشروعة من الشارع اللبناني.

شارل جبور: نستلهم روح ثورة 14 آذار قدوة لنا وهمنا الحفاظ على الأمن والحريات والسلام

في حديثه لموقعنا، قال الأستاذ شارل جبور "بصفتي صحافي وأتحرك على الساحة العامة من خلال حركة اعلاميون ضد العنف، أريد أن أتوجه للرأي العام لأقول له أن ما دفعنا الى تحرك يوم الأربعاء 15 ايلول ليس حدث واحد فحسب ولكن جاءت احداث برج ابو حيدر من اجل اعادة استنهاض الحركة المدنية في البلد والتي كان من معالم الانتصارات التي سجلتها هي ثورة 14 آذار2005، هذه الثورة المدنية التي عبر فيها الرأي العام المدني اللبناني عن توجهه للمطالبة بوطن حر سيد مستقل". كما رأى جبور أنه منذ تاريخ 14 آذار 2005 ظهرت انتفاضة مضادة تهدف الى اعادة لبنان الى الوراء والى زمن الوصاية.

وقد لخص جبور أهداف التحرك المدني بثلاثة أقانيم مرتبطة "المسألة الأولى هي قضية الأمن. لأن المجتمع يملك الحق بالعيش بأمان، بعيد عن أي سلاح خارج اطار الشرعية، وان تلعب الدولة دور الملاذ للمواطنين عندما يشعرون بوجود أي تهديد. نحن نعيش في ظل تهديدات مستمرة معنوية بالقتل وبالتحديد من جانب قوى 8 آذار كما حصل في تصريحات جميل السيد الأخيرة، وكذا الأمر في مواقف قيادات حزب الله المتكررة والتي لا تتحدث سوى عن دحرجة الرؤوس، وعن الطعنات وعن القتل...وبالتالي ثمة ثقافة موت، نواجهها نحن بثقافة الحياة التي ينادي بها المجيتمع المدني من خلال اللجوء الى الدولة. وهنا ندعو ان ترد الدولة اعتبارها من اجل ان تكون دولة فعلية لا شكلية".

وأضاف جيور "أمر آخر نحن نسعى له هو موضوع الحريات فسعينا هو الحفاظ على لبنان، كواحة للحريات في هذا الشرق وكمجتمع للتعدد والتنوع والديمقراطية، ونحن كمجتمع مدني لن نقبل ان يتحول هذا الوطن الى ديكتاتورية تتحكم بها الأجهزة الأمنية، لأننا معنيون ان نحافظ على مستوى التنوع الثقافي، وعلى حرية الآراء على المستوى السياسي، وليس مسموحاً تدجين اللبنانيين وتحويل وطنهم الى ساحة لسوريا وايران وغيرها من القوى الأقليمية. أما الهدف الثالث الذي نتحرك له هو إحلال السلام الحقيقي بين المواطنين اللبناني لضمان التواصل الطبيعي والشفاف بين المجتمع بعيداً عن الصراعات والتناحرات التي نشهدها. ونحن نطالب هنا بتثبيت شخصية هذا المواطن اللبناني المتميزة الذي قال لكل العالم أننا قادرون على التعايش معاً بسلام رغم الإختلافات الثقافية بيننا. هذه هي الأقانيم الثلاث التي نسعى للحفاظ عليها".

جاد يتيم: لايجوز للدولة الوقوف على الحياد ونحن لن نقبل بالسلاح الذي يهدد الحياة والأرزاق

"نحن ننطلق من مبادىء المواطنة وحقوق الإنسان البديهية، فعلى سبيل المثال اول حق لي ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو حقي في الحياة، كما أن اول حقوقي الدستورية في لبنان هو الحياة الآمنة الكريمة والتنقل دون خوف أو أذى وكذلك الحياة على أي أرض لبنانية دون خوف". فقد رأى الصحافي جاد يتيم (من مرصد الجمهورية) "انا كمواطن لبناني من حقي على الدولة أن لا تصيبني عندما اذهب للبحث عن لقمة عيشي او ان يقتل ولدي لا سمح الله في طريقه لمدرسته أو أن أن يفقد المواطن العادي جنى العمر الذي وضعه في محل رزقه، لأن هناك غابة من السلاح غير المشروع، والتي تطور من حادث فردي احياناً وصولاً لإرسال رسائل سياسية من خلال هذا السلاح.

وقد أكد يتيم على "أنه من حقوقي البديهية وجود سلطة مركزية قادرة على تأمين الحماية الكافية لي كمواطن في هذه الغابة من الأسلحة المتفلتة.فلا يجوز للدولة الوقوقف على الحياد وأن تضبط السلاح مثلاً من خلال الرخص لأن المليشيات غير معنية برخص السلاح فسلاحها غير مرخص أصلاً. كما لا يجوز للدولة أن تنتظر أن ينهي المتحاربون قتالهم كي تدخل بعد ذلك".

ورداً على سؤال حول كيف ستواجه أرض الواقع القاسية بهذه المثاليات، نفى يتيم ان تكون هذه المبادىء هي مثالية "بل هي منتهى الواقعية ان تطلب الأمان وسط مشقات الحياة التي تشقى وسطها يومياً، في حين ان المتنفذ السياسي الكبير لا يفقه ما معنى الكد اليومي للحياة وربما لا يأبه بما يعيشه المواطن العادي من أمثالنا. ربما هناك مناخ سياسي غير مؤات في هذا النطاق لان عدد من السياسيين سيقومون بتسويات أبعد ما يكون عن السلام الحقيقي. ومع هذا أقول اننا لا نسنتطيع ان نلوذ بالصمت، كما لا نستطيع ان نتوقف عن التنفس، كم لا نستطيع أن نسلم او نقبل ان يقتل المارة بكل بساطة في الشوارع كما حصل في برج أبو حيدر أو أن تحرق المحال التجارية بين باب التبانة وجبل محسن أو أن ينتشر العنف المسلح في مخيم عين الحلوة الذي هو أرض لبنانية. وهنا اذكر الجميع أنه قبل 14 آذار 2005 لم يتوقع أحد ان نتمكن من اخراج السوري من لبنان، وان هذا النضال بدأ ببضعة شباب".

وأوضح يتيم "نحن بصدد هذا التحرك من خلال ثلاث جمعيات قد تختلف في أسلوب عملها أحياناً ولكن تجمعها قضية مشتركة، هي حبنا للحياة مستظلين كذلك بشعار بيروت منزوعة السلاح كي يستطيع اللبناني ان يحيا بأمان كيفما وحيثما قرر أن يعيش. وعن الخطوات التالية التي يزمعون القيام بها، أجاب جاد يتيم " ان التجمع الذي نحن بصدد القيام به تكمن رمزيته بأنه تجمع لإعلاء الصوت بوجه هذا الإنتهاك الصارخ لحقنا بالعيش".

 

مصدر مسؤول في 14 آذار: ندعو الشعب اللبناني لمواجهة الانقلاب الشرس على الدولة والمؤسسات  

١٤ ايلول ٢٠١٠ /سلمان العنداري

رأى مصدر مسؤول في الامانة العامة لقوى 14 آذار ان " كلام اللواء الركن المتقاعد جميل السيد الاخير بلغ حداً من الوقاحة والسفاهة تخطى فيه كل الخطوط الحمر، وبالتالي يتوجّب على القضاء اللبناني التحرك بأسرع وقت ممكن لوضع النقاط على الحروف ومحاسبة هذا المسؤول الامني السابق الذي هدد رئيس حكومة لبنان علناً على الهواء، مستعيداً ممارساته السابقة ابان النظام الامني الذي اداره بالتعاون مع الرئيس الاسبق اميل لحود وحلفائهما".

ولاحظ المصدر نفسه في حديث لموقع "14 آذار" الإلكتروني، ان "انقلاباً يلوح في الأفق تستعد له القوى التي تعوّدت على الاستقواء والتخوين والتهديد وخطف البلاد وترهيب اهلها وناسها وسياسييها، وقوى 14 آذار في هذا الاطار لن تقف مكتوفة الايدي ولن تبقى تتفرج على مشهد القضم المستمر للدولة ومؤسساتها وعلى مكتسبات المرحلة الماضية التي تحققت بالدم بعد سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات، وسيكون للامانة العامة موقفاً واضحاً وصارماً وحاسماً في اجتماعها الاسبوعي ترد فيه على بقايا النظام السابق، لتدعو فيه الشعب والرأي العام اللبناني لمواجهة هذا الانقلاب الشرس بكل الوسائل الديمقراطية والسلمية".

وسأل المصدر: "من المعلوم ان وصول الرئيس سعد الحريري الى رئاسة مجلس الوزراء ورغبة 14 آذار في ارساء علاقة جدية وندية وصحية مع سوريا ادت الى نوع من التقارب بين رئيس الحكومة والادارة السورية، اضافةً الى مفاعيل التفاهم السوري السعودي والقمة الثلاثية التي انعكست ايجاباً على البلاد رغم ممارسات بعض الاطراف المتضررة والمنزعجة، الا ان تصريحات جميل السيد ونواب "حزب الله"، وكلامهم التهديدي الذي كشف نياتهم ومساعيهم "لفكفكة المنظمة السياسية والامنية والاعلامية في البلاد" يستدعي السؤال: هل غيرت دمشق من سياستها تجاه لبنان، ام انها ما تزال تتصرف على القاعدة القديمة؟، ولماذا كل هذا الصمت على ما قاله السيد من تفاهات وتهديدات غير لائقة؟".

من جهة اخرى شددت اوساط متابعة في قوى 14 آذار على تماسك ووحدة قوى 14 آذار "مهما علت الاصوات المهددة والمتوعدة، كما ان القوى الاستقلالية في البلاد مصرة على استكمال مشروع الدفاع عن لبنان الذي يتعرض لهجمة غير مسبوقة من رموز النظام السابق، وستبقى هذه القوى متمسكة بالثوابت والمكتسبات التي تحققت في المرحلة الماضية والتي وصفها النائب محمد رعد "بالمرحلة الانقلابية"، وفي مقدمتها المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري المستمرة في عملها بعيداً من بعض الابواق المشوشة والموتورة".

وبالنسبة لعلاقة العماد عون بحزب الله، لاحظت الاوساط في الامانة العامة "اختلافاً في المواقف بين الحليفين، اذ يدعم العماد ميشال عون "حزب الله: في معركته لاسقاط المحكمة الدولية بكل الاشكال، بالمقابل نرى "حزب الله" لا يدعم رئيس تكتل التغيير والاصلاح وشريكه في ورقة التفاهم الشهيرة في معركته لاسقاط شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي".

يُذكر ان الامانة العامة لقوى 14 آذار ستلتئم ظهر غد الاربعاء وسترد بموقف لافت على اللواء جميل السيد "لتضع النقاط على الحروف، ولتعلن استعدادها لمواجهة اي انقلاب على الدولة والمؤسسات والمحكمة".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 فصول من تباينات قوى الإغتراب حول قضية المحكمة (1)

المسؤولون الأميركيون يُطالبون اللبنانيين بمعالجة قضاياهم لوحدهم

جنى عساف - واشنطن /الديار

منذ أن أطلق رئيس الحكومة سعد الحريري مواقفه الأخيرة في ما يخص التراجع الواضح والصريح عن إتهام سوريا بإغتيال والده وتبرير هذا التراجع بأن ما أطلق من إتهامات كان متسرعاً وإقراره بأن فريقه السياسي إرتكب أخطاء عديدة ولا سيما في ما يتناول قضية شهود الزور، فإن هذه المواقف أظهرت تباينات واضحة بين فريق الرابع عشر من آذار في داخل لبنان وخارجه، وخصوصاً في الولايات المتحدة الأميركية.

بداية وحول الموقف الرسمي هنا في واشنطن، يلاحظ أن الإدارة الأميركية أو وزارة الخارجية لم تشأ التعليق بشكل مباشر وفوري على مواقف رئيس الحكومة الأخيرة، ولكن مصادر رسمية مواكبة لاحظت أن المسؤولين في الخارجية الأميركية يتابعون ويحللون الدوافع الحقيقية والأسباب التي دفعت بسعد الحريري إلى إختيار هذه اللحظة بالذات من أجل إحداث إنقلاب نوعي على مواقفه منذ خمس سنوات وحتى الأمس القريب، وبالتالي ستقوم الولايات المتحدة بالتأكيد بإبلاغ من يعنيهم الأمر بموقفها الرسمي من تراجع الحريري في قضية والده، وربما أيضاً ستبرز موقفها إلى العلن، ولكن في إنتظار ذلك فإن الإدارة الأميركية وبحسب المصادر الرسمية لا تزال تؤكد دعمها عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من دون أن تتدخل في شؤونها إنطلاقاً من التركيز على أهمية عمل هذه المحكمة في سبر أغوار الجريمة السياسية التي إستهدفت الهيكل السياسي اللبناني طوال حقبة من الزمن لا سيّما وأن مثل هذا النوع من الجرائم طاول بالفعل عدداً لا بأس به من المواطنين الأجانب في لبنان لسنوات طوال.

إلا أن مصادر دبلوماسية أوروبية هنا في واشنطن إعتبرت أن مواقف الحريري الأخيرة تأتي في سياق التقارب الواضح بين سوريا والسعودية التي تحاول قدر الإمكان إعادة التوازن في علاقة سوريا مع الدول العربية لا سيما في ضوء العلاقة القوية والمتينة التي تجمع دمشق بطهران، وقالت هذه المصادر إن إختيار الحريري صحيفة سعودية لإطلاق موقفه الأخير من سوريا شكل محاولة مقصودة للقول صراحة إن المملكة نجحت في إرسال التطمينات إلى النظام في سوريا وعدم جعله بعد اليوم في ما وصف بدائرة الإتهام في إغتيال رفيق الحريري ولعلّ أقوى دليل على ذلك هو « نطق ولي الدم» سعد الحريري ببراءة سوريا من عملية الإغتيال. وبالتالي تكون السعودية لعبت دوراً تشجيعياً للرئيس السوري من أجل عودة إنخراطه من جديد في منظومة العمل العربية وليس أي منظومة أخرى.

تباينات داخل قوى الإغتراب

وفي حين بدت تطفو على الساحة التباينات داخل قوى الرابع عشر من آذار في لبنان وحتى قبل إعتراف رئيس الحكومة بتسرعه تجاه إتهام سوريا بمقتل والده، فإن هذه الإختلافات إنتقلت إلى بلدان الإغتراب، ووفق المعلومات التي حصلت عليها " الديار" من مصادر موثوقة فإن هذه التباينات بلغت العاصمة واشنطن وحتى أنها جرت بشكل مباشر على مسامع عدد من المسؤولين الرسميين في الإدارة الأميركية.

ولعل نقطة الإختلاف الجوهرية إنطلقت من مواقف سعد الحريري الأخيرة، حيث تكشف مصادر مطلعة أنه وعلى مسمع هؤلاء المسؤولين طرح الأمين العام للجنة اللبنانية الدولية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1559 المهندس طوم حرب إستفساراً واسعاً حول الدوافع التي جعلت الحريري يدلي بمواقفه والتي شكلت بمثابة صك براءة لسوريا حتى قبل صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية،

وبالتالي كان يجب عليه الحؤول دون إتخاذ هذا الموقف وإنتظار قرار المحكمة طالما أن الزخم الذي أفرزته ثورة الأرز لا يزال يحظى بالدعم الدولي المطلوب.

وبعد هذا الإستغراب، بادر أحد معاوني رئيس الحكومة سعد الحريري في واشنطن، إلى الردّ حيث نفى بشدة أن يكون الحريري بكلامه يعطي صك براءة لأحد، لكن هذا الشخص المعني أردف بالدعوة إلى قراءة الفقرة الثانية من مواقف الحريري والتي بحسب هذا الشخص فإن الحريري قال بوضوح إنه ينبغي إنتظار قرار المحكمة قبل إدانة أي جهة بمقتل رئيس الحكومة الأسبق.

وبعد هذه المداخلة، كرّر ممثلو اللجنة العالمية لتطبيق القرار 1559 والمجلس العالمي لثورة الأرز تشديدهم على أهمية الحفاظ على ما تحقق في لبنان بفعل الدعم الدولي له وصدور قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية اللبنانية، وبالتالي عدم إفساح المجال أمام إعادة لبنان إلى الحقبة السابقة.

وفي السياق ذاته شدّد رئيس الإتحاد الماروني العالمي سامي الخوري في ورقة رسمية قدمّها إلى عدد من الوزارات والهيئات الأميركية على أهمية تطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان وعلى ضرورة إستمرار المساعدات العسكرية للبنان وعلى أهمية مواصلة دعم مهمة القوات الدولية في جنوب لبنان من أجل ترسيخ الإستقرار في المنطقة بأكملها.

وتكشف المصادر أنه عند هذا الحد بادر أحد الدبلوماسيين الأميركيين الكبار إلى القول إن اللبنانيين منقسمون فيما بينهم في مسألة حسم ملفاتهم الداخلية، وهو أعطى هذا الإنطباع من أجل تشجيع اللبنانيين على معالجة مشاكلهم وقضاياهم بذاتهم من دون أي تدخل خارجي.

 

برّأ اسرائيل من اغتيال الحريري حين طلب طيّ الملف واتهم بري بالفساد»

مصادر في 14 آذار: من نصّب السيّد قاضياً ليُصنّف الناس ويُحاكمهم

وهل نسيَ اللبنانيون مآثره في قمع الحريات وضرب النظام الديموقراطي؟

فادي عيد/الديار

تتوقف مصادر نيابية بارزة في قوى 14 آذار عندما أطل اللواء المتقاعد جميل السيد به على اللبنانيين في مؤتمره الصحافي الاخير من سلسلة شتائم وتهديدات لم توفر المسؤولين اللبنانيين على مختلف مستوياتهم الوزارية والنيابية والقضائية والعسكرية، «ما ينم عن نسبة توتر مرتفعة جداً بات يعيشها السيد وأمثاله ممن تنتابه الكوابيس الليلية والنهارية بسبب اقتراب موعد صدور القرار الظني المرتقب عن المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع شهداء ثورة الارز».

ومن جملة ما تضمنه المؤتمر الصحافي المطوّل للسيد، والذي تصفه المصادر النيابية البارزة في قوى 14 آذار بـ«الحكواتي»، تتوقف هذه المصادر عند بعض النقاط نظرا لما تضمنته من تهديدات لمسؤولين لبنانيين وللسلم الأهلي في لبنان:

ـ كل ما أورده السيد من تفاصيل مزعومة عن لقاءات ونقاشات تمت على صعيد القاضي بلمار ومن سبقه في رئاسة لجنة التحقيق الدولية إنما يأتي في سياق غير موثق ويهدف الى محاولة يائسة لاحراج المدعي العام الدولي وللتشويش على عمل المحكمة الدولية. واللبنانيون الذين يعرفون تاريخ جميل السيد وممارساته لن تنطلي عليهم حيلة السيد الذي اطلّ كالحكواتي رغم ان شهر رمضان انقضى!.

ـ ان اتهام القوات اللبنانية بأنها «الفرع الشرقي» لتيار المستقبل ينم اما عن جهل مطبق بالتاريخ من السيد، واما عن محاولة سخيفة منه. وفي الحالتين تبقى النتيجة واحدة بأن السيد أظهر انه مثير للشفقة في محاولاته البائسة، وخصوصاً انه يعلم علم اليقين من هي القوات اللبنانية التي لا تزال تشكل له عقدة حياته كونها تشكل حجر الزاوية في قوى 14 آذار، وحصن الدفاع الاول عن لبنان في مواجهة مشاريع جميل السيد ومن وراءه لاستلحاق لبنان واستتباعه.

ـ ان التهديد المباشر من قبل السيد لرئيس حكومة لبنان سعد الحريري ولعدد كبير من المسؤولين على مختلف المستويات يستوجب تحركاً فورياً من القضاء اللبناني لجلب السيد واستجوابه ومحاكمته وفقاً للأصول القانونية، ونظرا لخطورة الجرم الذي اقترفه علانية وامام مرأى المشاهدين في لبنان والعالم.

ـ ان الدعوة العلنية للانقلاب على المؤسسات الشرعية يشكل سابقة خطيرة وتستوجب بدورها احالة السيد أمام القضاء المختص لمساءلته.

ـ في توجهه الى رئىس الحكومة سعد الحريري، عمد جميل السيد وبطريقة غير مباشرة الى تبرئة اسرائيل من عملية الاغتيال عندما طالبه بطي الصفحة قائلاً: «خلص بتطوي الملف وبتقول بيي مات وبينتهي الموضوع وبتقلهم ما بقى في محكمة.. غلطنا» الا اذا كان السيد يريد التغطية على امكانية ان تكون اسرائيل وراء ارتكاب الجريمة».

ـ وحتى رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يسلم من جميل السيد عندما اتهمه بالتواطؤ في مشروع سوليدير قائلا: «فأنا أقول بحكم معرفتي كيف أخذ الوسط التجاري من مواطنين لبنانيين وكيف شري وبأي ظروف وما كان دور عبد الحليم خدام وكيف رشوا النواب.. فأنا ما كنت قاعد ناطور بالدولة كنت شايفها كلها وبعرف ليش انقبع حسين الحسيني من رئاسة مجلس النواب في ذلك الزمن وانا بعرف كيف اشتريتوا سوليدير ومن عينتوا قضاة..» فهل يقصد ان الرئيس بري قبل الرشوة ايضاً ولهذا اتوا به الى رئاسة المجلس مكان الرئيس السابق للمجلس حسين الحسيني؟ وطالما ان لدى السيد معلومات خطيرة عن هذا الملف وغيره من ملفات الفساد وبقي صامتاً طوال الوقت ولا يزال فهذا يعني في علم القانون انه شريك في الجريمة المتمادية!.

ـ والطريف في ما ساقه السيد تكراره انه لا يشتم وانه ليس شتاماً في حين لم يفض كلامه بغير الشتائم.

ـ حاول السيد ان يثير نعرات طائفية في لبنان من خلال محاولته الايحاء بأن رئيس الحكومة السني وفريقه يهمشون موقع الرئاسة الاولى متوجهاً بشكل مباشر الى المسيحيين قائلاً «ان ثمة قراراً دولياً قضى بنقل قيادة المارونية السياسية الى بيت الحريري» واتهم الرئيس الحريري بالدوس على قرار رئيس الجمهورية وبالمس بهيبة الرئيس وصلاحياته.

ومن نافل القول ان هذه الاتهامات عارية عن الصحة وتندرج في عملية اثارة النعرات الطائفية، ما يقع تحت طائلة الملاحقة القانونية والقضائية. اما قمة الشتم في كلام السيد تابعت المصادر النيابية نفسها، فهي حين يقول: «لم يحصل في تاريخ لبنان ان سلطة تغاضت عن أناس اخطأوا لأنهم حلفاء، ولكن لم يحصل في تاريخ لبنان ان قاضياً او ضابطاً او مسؤولاً تجرأ ان يرعى بالشكل العلني شهود زور في قضية بهذا الحجم...».

ونحن نجيبه بان اتهامه في هذه القضية فارغ، اما الحقيقة فهي انه كان احد اركان النظام الامني الذي خطّط واشرف على تنفيذ تفجير كنيسة سيدة النجاة موقعاً 11 شهيداً بهدف حل حزب القوات اللبنانية واعتقال قائده. وهو الذي ضغط على القضاة واشرف على تركيب تحقيقات وملفات مزوّرة وفارغة ومارس ما لم يمارسه اي مسؤول لبناني قبله او بعده لا في التاريخ القديم ولا الحديث. وهو اشرف على تهديد الناس في ممتلكاتهم واعراضهم محاولا ابتزازهم، وهو من اشرف على جريمة 7 آب 2001 التي حصلت تحت ناظريه وامام مكتبه، وهو من هدّد الصحافيين والكتّاب والسياسيين وعدد الجرائم التي يتحمل مسؤوليتها اكثر من ان تحصى.

واخيراً تسأل المصادر النيابية في 14 آذار: من نصّب جميل السيد المتهم حتى اشعار آخر في نظر غالبية اللبنانيين، قاضياً حتى يقوم بتصنيف الناس والصاق التهم والاوصاف بهم، قضاة ومسؤولين وسياسيين وضباطاً واعلاميين؟!!! وهل يحق لمن لوّث صورة لبنان الحديث بممارساته ان يصف الناس ويطلق الاتهامات؟.

 

هل يُقدم بلمار على تقديم استقالته بعدما بات التحقيق الدولي والمحكمة موضع شُبهات؟

أوساط تتوقّع تطوّرات دراماتيكية على قاعدة الاستقالات التي شهدتها المحكمة الدولية سابقاً

اسكندر شاهين/الديار

هل تطرأ تطورات دراماتيكية في ملف المحكمة الدولية بعدما باتت في مرمى قصف المعارضة لها، واثر الكلام الكبير للرئيس سعد الحريري حول شهود الزور الذين دخلوا على خط «تطيير» الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهل يطوي مجلس الامن قراره بشأنها، لا سيما وان كبار اللاعبين على رقعة انشائها باتوا في المقلب الآخر، بعدما تحولت المحكمة الى كابوس يهدد السلم الاهلي في لبنان، كون مسيرة التحقيق الدولي انطلقت بخطوات قاتلة لجهة حجم الاخطاء التي ارتكبها باكورة المحققين الدوليين ديتليف ميليس الذي بنى تحقيقاته على شهود الزور وافاداتهم فاطلق رصاصة الرحمة على الحقيقة في اكتشاف قتلة الرئيس الحريري وما بني على باطل فهو باطل وفق الاوساط المواكبة للمجريات.

وتشير الاوساط نفسها الى ان التطورات الدراماتيكية على صعيد ملف المحكمة الدولية قد تطل بملامحها في مطلع العام المقبل. وربما ستتمثل بحملة استقالات لبعض القضاة فيها، وهذا الاحتمال وارد كون نصف الذين عملوا في جهاز المحكمة استقالوا لاسباب لم يكشف عنها وتم ملء الفراغ في الامكنة والمواقع التي شغرت، وربما توالي 4 محققين على العمل في ملف جريمة العصر من المؤشرات التي تدل على ان امكانية تقديم مدعي عام المحكمة الدولية دانيال بلمار استقالته يجب ان تؤخذ على محمل الجد، خصوصاً وان المذكور يشهد له عارفوه بالشجاعة وربما قراره باطلاق سراح الضباط الاربعة يدل على ذلك. ولو لم يكن الامر وارداً لما لجأ اللواء جميل السيد في الاول من امس الى الطلب اليه ان يفعلها، وحتى ان مجريات اعداد القرار الظني تبعث على طرح كم كبير من الاسئلة وعلامات الاستفهام تصب جميعها في خانة ان بلمار لم يعثر حتى الآن على قرائن صلبة يبني عليها قراره الظني المرتقب، وهذا ما دفعه الى الاعلان »ان مسودة القرار الظني لم تكتب بعد».

وتقول الاوساط ان اسقاط مسؤولية المحكمة الدولية عن محاكمة شهود الزور، كانت خطوة استباقية نفذتها جهات دولية لتضييع كل ما له علاقة بالحقيقة في اغتيال الحريري، ولحماية ميليس من المساءلة القانونية، فهل يعقل ان يرتكب قاض في جريمة من هذا الحجم خطأ بحجم الجريمة نفسها، وذلك بتوجيه التهمة الى «النظام الامني اللبناني السوري» ام ان اختيار الجهات الدولية المعنية لهذا الرجل كان بهدف اتهام سوريا لا اكثر ولا اقل، وربما هذا الخطأ أو الارتكاب اذا جاز التعبير سهّل عمل الاشباح في المسلسل الدموي الذي حصد الشهداء من ر جالات البلد، ولعل اللافت ان المحقق سيرج برامرتز عندما تولى التحقيق خلفاً لميليس وضع في اولوية اهتماماته اعفاء معظم فريق سلفه وعلى رأسهم مساعده غيرهارد ليمان الذي حققت معه سلطات بلاده حول علاقته بجهاز السي اي ايه الاميركي وما قدمه للجهاز المذكور من معلومات.

واذا كان برامرتز، وفق ما قاله اللواء السيد، قد كشف ظلامة الضباط الاربعة لخلفه بلمار تاركاً على عاتقه الامل بتقويم الاعوجاج فان قرار بلمار باطلاقهم ولو جاء متأخراً، يدل على ان الرجل يمتلك الجرأة في موقفه ويحاول ان يتملص من الضغوطات السياسية وفق التوقيت الذي يراه مناسباً. فهل يقدم بلمار على الاستقالة في لحظة صحو، لا سيما وانه سبق له ان غاب عن مجريات التحقيق بحجة زيارته لبلده كندا لاجراء فحوص صحية، وهل التأخير في كتابة القرار الظني يتعلق بفترة تأمل يمر بها بلمار قبل ان يأخذ قراراً مفاجئاً خصوصاً وان مصداقية التحقيق والمحكمة الدولية باتت موضع شبهات.

 

بداية طريق جديدة من زغرتا إلى الدّيمان

فرنجية لصفير : يا سيّدنا تستدعينا ولا تدعونا

المسيحيّون لن يزولوا إذا لم نجلس مع جعجع

ابتسام شديد /الديار

قليلة جداً زيارات رئيس تيار المردة الى سيد بكركي لكنها دائماً معبرة في السياسة ومفعمة بالمعاني والأهداف والمضامين . في كانون الثاني من العام 2008 وبمسعى من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرابطة المارونية ، حصل اللقاء الأبرز بين سيد بكركي ورئيس المردة الذي سوَى علاقة متوترة بينهما وأنهى قطيعة سياسية قاسية كانت تباعد بينهما ، لكن تلك المحطة لم تزل وتلغِ كل الحواجز القائمة ، بقدر ما ساهمت في إزالة الجليد في العلاقة الذي تراكم بفعل العواصف السياسية التي هبت على البلاد وشعور رئيس المردة أن سيد الصرح ليس على الحياد وأنه منحاز الى جانب فريق سياسي ولا يعامل رعاياه بسواسية . بعدها لم تهدأ الأمور بالمطلق بين الصرح ودارة بنشعي ، كانت الرسائل المعترضة على أداء الصرح تطير في كل الاتجاهات وتصل الى سيد بكركي الذي بخرج في عظاته الأسبوعية الى الرد بطريقة مبطنة على الموقف الزغرتاوي . فرنجية وعلى طريقته السياسية المعروفة في التعبير عن رأيه السياسي لم يجد إحراجاً في التصويب على بكركي بإشارته في افتتاح مجمع زغرتا الرياضي الى كهنوت يقفلون على أنفسهم.. ويأكلهم الغبار والصدأ . تلك العبارة كانت كافية في رسم المسافة والهوة المتسعة بين بكركي وبنشعي وفي انطلاقة مردية مكثفة للزعيم الزغرتاوي ومد خطوط تواصل مع الرهبانيات المارونية ، والتي تميزت زياراته إليها بالحفاوة والاهتمام بالزعيم الشمالي ، وفي اللقاء الأخير مع الرهبانية المارونية بدا واضحاً في الدفاع عن مسيحيته ورسم اطر علاقته بالكنيسة ورأس الكنيسة ، فيومها أكد فرنجية ان هذه المنطقة ستبقى في صلب المسيحية والموارنة وعلاقاتها بالكنيسة ستستمر ولن تتغير أو تتزعزع .. هذا إيماننا ولن نغيره ولو اتفقنا أو إختلفنا في السياسة .

اليوم تبدو زيارة رئيس تيار المردة الى سيد الصرح مختلفة عن اللقاءات الماضية ، وهي بالنسبة الى العارفين في السياسة لها مضمون مختلف ، ولأن اللقاء يقرأ من عنوانه ، فإن الدعوة لا يمكن أن تكون بريئة من الإشارات فهي المرة الأولى التي تأتي فيها المبادرة من بكركي وفي وقتٍ لم تسجل زيارات أو علامات فارقة في اللقاءات الصيفية للبطريرك صفير ، وهي تأتي بعدما تردد أن البطريرك ألغى عدداً من الزيارات الى مناطق شمالية وفي جبل لبنان كانت ستثير انقسامات مسيحية مسيحية ومن شأنها أيضاً أن يتم توظيفها واستثمارها في السياسة لمصلحة فريق سياسي .

بالنسبة الى المرديين اليوم فالتعليق الأولي على الزيارة بأنها في الإطار العادي والتواصل مع سيد الصرح الذي لم يتوقف ولو أنه يترنح أحياناً تبعاً للأحداث والمواقف السياسية ، وإن كان التواصل نجح مرات كثيرة في إعادة تصويب الأمور وفشل مرات لأسباب غير واضحة في تصحيح الخلل . مقولة التهجم على الكنيسة مرفوضة بالنسبة إليهم ، فالتباعد يحصل في السياسة لكنه لا ينعكس على علاقة الاحترام لمقام سيد الصرح أو ينعكس سلباً على حرص رئيس المردة على المصلحة المسيحية المسيحية .

لا يخفي المرديون أن العلاقة شهدت توترات كبيرة ، انسحبت على هوةٍ عميقة بين القيادة المردية و الشارع المؤيد للمردة وبكركي ، لكن فرنجية لم يتراجع عن ثوابته المسيحية وطروحاته المسيحية وعلى رأسها عدم التفريط بصلاحيات رئاسة الجمهورية وضرورة استعادة صلاحيات فقدتها الرئاسة الأولى في الطائف ، وأن ثمة خطوط ساخنة في الموضوع المسيحي لا يسمح رئيس المردة بتجاوزها . وتمسك فرنجية بهذه الثوابت أكسبه من دون شك رضى واحترام الأصدقاء والأعداء وحتماً رأس الكنيسة المارونية .

ولا ينكر المرديون أن أنصارهم رفعوا في ما مضى شعار أنت البطرك يا سليمان في مرحلة انهيار العلاقة مع بكركي ، لكن فرنجية كان ولا يزال يسعى الى تمتين علاقته بالصرح البطريركي وفتح صفحة جديدة مختلفة عن الماضي .

اللقاء على مائدة سيد بكركي هي بدون شك انطلاقة جديدة في علاقة فرنجية وصفير ، ولافتة في التوقيت السياسي وفي الظروف ، وهي بدون شك لن تعجب في السر العديد من القوى السياسية التي تخشى التقارب وانفتاح بكركي على بعض القيادات المسيحية وتحديداً فرنجية الذي يملك انتينات سياسية قد تضر بمصالح البعض .

«يا سيدنا تستدعينا ولا تدعونا، وهذا الصرح هو صرحنا وسيدنا البطريرك مرجعيتنا الاولى والأخيرة، لذلك أتينا ولم يكن الأمر بالنسبة الينا أمراً غريباً، أما مقاطعة سيدنا فكانت سياسية».

هذه الكلمات هي الاولى التي خاطب بها رئىس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، خلال زيارته يرافقه الخوري اسطفان فرنجية،و استقبله على باب الصرح المطران فرنسيس البيسري والمونسنيور فؤاد بربور، ثم انتقل الى صالون الصرح الكبير حيث كان في استقباله البطريرك والى جانبه رئىس الرابطة المارونية جوزف طربيه وعضوي المجلس التنفيذي للرابطة وعضو لجنة التهدئة في الشمال انطونيو العنداري وطلال الدويهي في حضور المطران سمير مظلوم.

بعد ذلك انتقل الجميع الى شرفة جناح البطريرك الخاص حيث استكمل الحديث الى مائدة الغداء، فلبى الجميع دعوة صفير اليه.

بعد الغداء زار الجميع الكنيسة ثم كانت استراحة في صالون الاستقبال في الطبقة الأرضية، وأدلى فرنجية بتصريح قال فيه: «أنا امثل اكبر مدينة وأكبر منطقة مارونية ولم نتخل عن مارونيتنا او مرجعية بكركي الدينية لنا في اي يوم، هذه بداية طريق جديدة مع بكركي ونحن لسنا بعيدين، ولكن نحتاج الى اذنين تسمعنا والبطريرك كان متفهما والجميع لديه قناعة بأن لا أحد ضد قيامة لبنان واستقلاله وكل واحد منا له قناعاته وطريقته في هذا الموضوع وأي مكاسب تجنيها نضعها بتصرف بكركي».

وعن موضوع المصالحة المسيحية ـ المسيحية، قال فرنجية: «كان لنا موقف مفاده أن الموارنة والمسيحيين لن يزولوا اذا لم يجلس رئىس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وسليمان فرنجية. يمكننا ايجاد مئة صيغة مسيحية لتوحيد استراتيجية مسيحية معينة، وكل شيء يحصل في وقته ولا يجب الوقوف عند هذه النقطة فقط، فالجنرال رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون والدكتور جعجع جلسا مرات عدة، وبقي الخلاف السياسي. المشكلة هي في الخلاف السياسي، اما الخلاف الشخصي فنقول انه انتهى، ولكن القول ان الموارنة لا يتوحدون الا اذا جلس جعجع وفرنجية هو تضليل للمسيحيين، علينا الاتفاق على ثوابت واحدة مسيحية، وفي المقابل يمكننا ان نجلس معاً ولا نتفق. الثوابت هي الاهم».

وعن موضوع التعيينات الادارية، قال فرنجية: «ليتم وضع كل المراكز الشاغرة في الدولة امام البطريرك ونختار منها ما نريده، قد يكون لدينا النصف في الدولة ولكن النصف غير السيادي او غير الفاعل لذلك يجب ان يكون لدينا مشروع كامل متكامل للتعيينات الادارية».

وعن زيارة البطريرك الى زغرتا، قال فرنجية: «البطريرك يحدد اليوم الذي يريد ان يذهب فيه الى زغرتا ونحن نستقبله لأن هذه رعيته وانا لن احرجه بدعوة سياسية».

وعن العلاقة مع العماد عون، قال فرنجية: «العماد عون حليف وصديق ونحن في الكتلة نفسها وملتزمون معه الاستراتيجية السياسية نفسها، ولكن لسنا نسخة طبق الاصل مع بعضنا، واليوم نحن مع رئىس الجمهورية بمرحلة طبيعية وانا لن انتقده اليوم وربما لديه اسبابه ليقوم بما يقوم به».

واعتبر فرنجية أن الوضع السياسي دقيق ويجب أن نتصرف جميعا كرجال دولة ولا اعرف التصعيد الذي يحصل في السياسة الى أي مدى ينفعنا، ولكن اليوم مرحلة تسويات وفي النتيجة سنصل الى تسوية وكل واحد يشد لتكون التسوية في صالحه».

وفي الصالون الكبير كانت مداخلة لطربيه قال فيها «ان البطريرك صفير هو لجميع اللبنانيين وللموارنة بصورة خاصة، مشددا على «أن البطريركية تمثل مرجعية روحية ووطنية تحقق بثوابتها الالتفاف حولها، ولم تكن يوما الا للجميع على قدم المساواة». واضاف: «إن للموارنة دورا فاعلا واساسيا على الصعيد الوطني ماضيا وراهنا ومستقبلا، ولا ضمان للمستقبل الا بحسن الخيارات، وأحسنها العمل بروح التضامن والوحدة على المسلمات مع الابقاء على حرية العمل السياسي وتنافسه المشروع».

وختم طربيه آملاً «أن يشكل لقاء اليوم خطوة ايجابية على طريق تعميق الخيارات الحسنة لدى الموارنة بانعكاساتها الطيبة على المستوى الوطني العام».

وشكر صفير وفرنجية لرئيس الرابطة مداخلته، وابديا «التفهم الكامل لمضمونها»، آملين «ترجمته عملياً».

 

ترقب لما سيصدر عن مجلس الوزراء ورئيسه بخصوص شهود الزور

سر الصمت الرسمي المطبق على اتهامات اللواء السيد

إبراهيم عوض /ايلاف/الإثنين 13 سبتمبر

تهديده للحريري يجب أن يودع للنيابة العامة

ماذا بعد كلام جميل السيِّد وما هو وضع المحكمة الدوليّة؟ 

ليست هي المرة الأولى التي يعقد فيها المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد مؤتمراً صحافياً يطلق فيه سيلاً من الاتهامات العنيفة ضد رئيس الحكومة سعد الحريري وعدد من القيادات الأمنية والقضائية إضافة الى شخصيات سياسية وإعلامية ومستشارين ممن يصنفهم بالقريبين من الأخير على خلفية موضوع شهود الزور والدور الذي قاموا به في تضليل التحقيق الدولي الخاص بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

سبق للمدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد ان شن هجوماً مماثلاً على من يعتبرهم في نظره مسؤولين عن إدخاله السجن وابقائه فيه لأكثر من ثلاث سنوات بتهمة المشاركة في الجريمة قبل ان يثبت بطلانها بعد اتضاح امر هؤلاء الشهود، الا انه هذه المرة تخطى كل الحدود ووجه تهديداً مباشراً للحريري ومن خلاله للنائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ولمدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ولرئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن بأنه في حال لم يحصل على حقه منهم فإنه سيعمل على تحصيل هذا الحق بيديه.

السفارة المصرية: إدعاءات السيد تحريض على الدبلوماسيين

أعلنت السفارة المصرية في بيان اليوم، أنها "فوجئت بالتصريحات التي أطلقها أمس اللواء جميل السيد والتي تضمنت إدعاءات مغرضة لا أساس لها من الصحة، وتحريضاً على أحد الدبلوماسيين العاملين في السفارة".

وإذ أعربت عن "دهشتها الشديدة للافتراءات التي تضمنتها تصريحات اللواء السيد"، أكدت "أن الدبلوماسيين المصريين يتحركون في لبنان، ويلتقون لبنانيين من مختلف الإتجاهات، في إطار عملهم الشرعي والقانوني على الأراضي اللبنانية، وإن الإدعاءات الكاذبة التي تضمنتها تصريحات اللواء السيد هي تحريض غير مقبول وغير قانوني وغير أخلاقي على دبلوماسييها، وتحمله المسؤولية القانونية كاملة عن أي اعتداءات أو استهداف لأي فرد من العاملين فيها".

 وفيما كان لافتاً ان اياً من كبار المسؤولين الواردة اسماؤهم أعلاه والذين تناولهم السيد في مؤتمراته الصحافية التي عقدها بعد إخلاء سبيله والضباط الثلاثة الذين لفقت لهم التهمة نفسها، ورغم سوقه ضدهم اتهامات من العيار الثقيل وصلت الى حد قوله للحريري بانه "باع دم والده" ووصفه لبعضهم بـ "المجرم" و "المزور" و "المعتوه" فان احدهم لم يحرك ساكناً ولم يقم بأي اجراء من شأنه ردع السيد او محاسبته على اقواله علماً ان الأخير لطالما طالب المعنيين ان يحيلوه على المحاكمة لتفصل بينه وبينهم.

هذا وتترقب الاوساط السياسية المتابعة ما سيكون عليه تصرف الحريري بشأن ما أورده السيد وما اذا كان موقفه سيعلن داخل جلسة مجلس الوزراء المقبلة التي لم يحدد موعد لها بعد والتي يتوقع ان يعاود فيها وزيرا حزب الله محمد فنيش وحسين الحاج حسن ومعهما وزراء المعارضة إثارة قضية شهود الزور وما توصل اليه وزير العدل ابراهيم نجار بعد ان كلف بدراسة الملف، في وقت يبدو فيه الحزب مصمماً على المضي بهذه القضية حتى النهاية بعد ان جعلها أولوية لديه كما أفصح عن ذلك صراحة اكثر من قيادي ومسؤول ونائب في هذا الحزب أخيرهم وليس آخرهم مسؤول العلاقات الدولية فيه النائب السابق عمار الموسوي الذي اعتبر في حديث الى محطة "نيو. تي. في" اليوم ان ملف شهود الزور ليس ملفاً بسيطاً بل هو ملف هائل من حيث أهميته وخطورته مشدداً على "وجوب ان يتوقف كل شيء وننصرف لمعالجة قضية هؤلاء الشهود وعلى ضوء ذلك نستأنف العمل".

في المقابل شن نواب حاليون وسابقون ينتمون في غالبيتهم الى تكتل "لبنان أولاً" الذي يتزعمه الحريري هجوماً مضاداً على اللواء السيد مطالبين القضاء بالتدخل لوضع حد لتطاول مدير عام الأمن العام السابق على رجالات الدولة ومسؤوليها.

فبعد مسارعة النائب عقاب صقر بالأمس الى الاعلان ان اللواء السيد طالب الحريري بمبلغ خمسة عشر مليون دولار مقابل "سكوته" وسحبه الدعوى المرفوعة من قبله في سوريا ضد المشاركين في فبركة شهود الزور المشار اليهم سابقاً ورد مكتب السيد بنفيه صحة هذا الخبر، استغرب النائب محمد كبارة (القريب من الحريري) عدم تحرك النيابة العامة بعد المؤتمر الصحافي للواء السيد متسائلاً ما إذا كان تحركه الأخير "نتيجة تعليمات وأوامر تلقاها بعد ايام قليلة على لقائه الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد جعلته يستنفر ذاته ويشهر سيفه أم ان هناك مؤامرة مبطنة تحاك ضد الرئيس الحريري ظاهرها إيجابي وباطنها تحريك الأزلام من اجل تحقيق غايات بات الجميع يعلم بها".

من جهته رأى النائب السابق غطاس خوري الذي عين حديثاً مستشاراً خاصاً للرئيس الحريري ان "كلام السيد يقوّض أسس الدولة من القضاء الى السلطتين العسكرية والأمنية"، متسائلاً بدوره "هل ان هجومه منفرد أم يأتي في سياق هدم الهيكل على رؤوس الجميع !".

ولوحظ في هذا السياق دخول الجماعة الاسلامية على خط السجال الدائر حول المحكمة الدولية وشهود الزور اذ قال النائب عماد الحوت (الجماعة الاسلامية) والعضو في تكتل (لبنان أولاً): "ان المؤتمر الصحافي الأخير للواء السيد يأتي في سياق التوترات التي يقوم بها البعض للضغط على المحكمة الدولية كما هو مبني على وجهه نظر شخصيته منطلقة من مصالح شخصية بحتة اكثر مما هي سياسية".

 

خاص بيروت أوبزرفر : وثيقة سرية تثبت تسليم اللواء السيد لأحمد أبو عدس إلى المخابرات السورية قبل تنفيذ اغتيال الحريري

الاثنين, 13 أيلول 2010 / كشفت مصادر خاصة وموثوقة لبيروت أوبزرفر عن وثيقة سرية عبارة عن صفحة من سجل الوارد والصادر الخاص بالمخابرات السورية – فرع التحقيق العسكري، تثبت أن الفلسطيني أحمد تيسير أبو عدس المتهم المفترض أنه وراء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي ظهر على شريط مسجل على قناة الجزيرة عقب الإغتيال بخمس ساعات وأعلن مسؤوليته عن تفيذ العملية، تم نقله إلى المخابرات السورية قادماً من الأمن العام اللبناني بتاريخ 17 كانون ثاني 2005 بتهمة الإشتباه أي قبل تنفيذ الإغتيال بحوالي الشهر ولفتت المصادر أن اللواء جميل السيد كان وقتها مديراً عاماً للأمن العام اللبناني، أي أنه كان على علم أو هو من أمر بنقل المدعو أبو عدس

وأشارت المصادر أن هذه الوثيقة تدحض فرضية أن يكون المدعو أبو عدس هو من نفذ عملية الإغتيال، لأنه كان قابعاً في أحد سجون المخابرات السورية وقت الإغتيال

وأكدت المصادر أن المخابرات السورية قامت بتصفية المدعو أبو عدس، وهو ما يؤكده اختفاؤه وعدم ظهور أي أثر له أو لجثته حتى الآن رغم مطالبة ذويه بمعرفة مصيره ولكن دون جدوى

لرؤية الوثيقة انقر هنا

http://beirutobserver.com/images/news/report.jpg

 

مصادر فرنسية لـ"السفير": "حزب الله" تمدد إلى العراق ويدعم "حماس" لوجستيا وسياسيا عبر أنفاق غزة

أعلنت مصادر فرنسية أن "حزب الله" تمدد إلى العراق، حيث يلعب دوراً رئيسياً في إعداد مقاتلي التنظيمات التي تقاتل الأميركيين، كعصائب الحق، و"حزب الله" في العراق وغيرها، مشيرة إلى أن صفقة إطلاق أحد كوادره، علي موسى دقماق، كانت قد شملت قائد العصائب قيس الخزعلي، وآخرين منها، لقاء رهائن بريطانيين.

وأكدت المصادر أن "الحزب" يعمل على دعم "حركة حماس" لوجستياً وسياسياً عبر انفاق غزة، حيث لعبت كوادره دوراً أساسياً في إعادة تسليح الحركة التي تسيطر على غزة، بعد "عملية الرصاص المصبوب". إلى ذلك، أشار مصدر فرنسي إلى أن الأجهزة الفرنسية رصدت مسؤول الاتصالات في "حزب الله" بعد وصوله إلى مصوع في اريتريا، وهي أحد المحطات الرئيسة للتدخل في الصومال، حيث تعتقد الاجهزة الأمنية أن "حزب الله" يعمل في المنطقة كذراع لإيران، التي تقوم، مع أسمرة، بتسليح حركة الشباب، التي تقاتل حكم الشيخ شريف أحمد الموالي للغربيين. ولفتت مصادر في باريس إلى أن الأجهزة الفرنسية تعيد تقييم علاقتها بـ"حزب الله"، على ضوء تحوله إلى لاعب رئيسي، وأحد الأرقام الصعبة في المنطقة، وقد تلقت نصائح عربية بضرورة ألا يقتصر الاتصال بقيادته على القنوات الدبلوماسية المعهودة في بيروت، وقررت الدخول في حوار معه في مرحلة أولى، لتتفادى أي توتر ينشأ عن القرار الظني في قضية الحريري، الذي قد يستهدف عناصر من "الحزب".

 

طلب من أمير قطر إقناع فرنسا بسحب تأييدها للمحكمة وكذلك فعل جنبلاط لكنها رفضت...

"حزب الله" يخوض معركة إلغاء المحكمة الدولية على مسارين: الضغط ووقف التمويل والتدمير المنهجي

فادي شامية/اللواء

 في "اللواء: ليس سراً القول إن "حزب الله" يريد إلغاء المحكمة الدولية نهائياً. قد يبدو للبعض أن هذه الإرادة مستجدة، لكن مراجعة الوقائع منذ العام 2005 وحتى اليوم تفيد أن "حزب الله" لم يكن يريد للمحكمة أن تقوم، وأنه عمل جاهداً على عرقلة قيامها، وأنه تعاطى معها بعد نجاح فريق 14 آذار في فرضها عبر مجلس الأمن على أساس أنها مولود غير شرعي وغير مرغوب فيه، وأنه حالما تسمح الظروف لقتله فإنه سيفعل.

وعليه، فإن إطلالة السيد حسن نصر الله الأولى في "سلسلة إطلالات المحكمة الدولية"، في 16/7/2010، لم تكشف رغبة "حزب الله" في إلغاء المحكمة -على أساس أن هذه الرغبة قديمة- وإنما كشفت انطلاق "معركة إلغاء المحكمة". بمعنى آخر فإن قول السيد نصر الله في "يوم الجريح": "لقد أعددنا ملفاً حول المحكمة" يفهم منه أن "حزب الله" أعد ملف "إعدام" المحكمة، بناءً على قراءة لديه تقول إن الظرف السياسي بات يسمح بالتخلص من أحد مفاعيل الفترة التي أعقبت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نتيجة تعديل موازين القوى.

والواقع أن موقف "حزب الله" القديم- من المحكمة كشفه السيد حسن نصر الله نفسه في مؤتمره الصحفي في 9 آب الماضي، رداً على أحد الصحفيين الذين سألوا عن موافقة "حزب الله" على المحكمة علناً، في أولى جلسات الحوار الوطني، وفي بيان حكومة "الوحدة الوطنية" التي أعقبت اتفاق الدوحة، فقال نصر الله: "خلال نقاشات الحكومة كان هناك طرح أن نتحفظ على بند التعاون مع المحكمة الدولية وصرفنا النظر عنه، لكن موقفنا منها معروف وقديم"!.

أما قرار حزب الله الجديد- المتعلق بـ"إعلان الحرب" على المحكمة، وصولاً إلى إلغائها، فقد كشفه عضو المكتب السياسي لـ"حزب الله" محمود قماطي، في حديث صحفي قال فيه بوضوح شديد: "مطلبنا هو إلغاء المحكمة الدولية واستبدالها، وإلغاء مفاعليها، وإلغاء المعاهدة القائمة بشأنها"!.

مساران متوازيان

لا شك أن إلغاء المحكمة هدف كبير، ليس لأن فئة كبيرة من اللبنانيين ما تزال متمسكة بالمحكمة فحسب، وإنما لأن المحكمة وبعد عرقلة إقرارها عبر مجلس النواب صدرت بقرار دولي، وبالتالي فإنه لا يمكن إلغاؤها إلا بقرار دولي، وهذا أمر صعب للغاية، وليس ثمة سابقة له. ولأن "حزب الله" يدرك هذا الواقع تماماً فإنه يعمل وفق مسارين متوازيين:

المسار الأول: هو عرقلة عمل المحكمة، وإضعافها، وصولاً إلى موتها نهائياً، سواء صدر قرار عن مجلس الأمن بذلك أو لم يصدر.

المسار الثاني: هو التدمير المنهجي للمحكمة، بحيث تصبح أغلبية ساحقة من اللبنانيين ضدها؛ إما لعدم القناعة بعدالتها، وإما نتيجة الخوف من تداعيات قراراتها على السلم الأهلي والاستقرار في البلد... ثم الانطلاق من هذا الواقع الشعبي لبناء منظومة سياسية تجعل المحكمة الدولية فاقدة لأية فعالية -في حال استمرت على قيد الحياة. ولا يضير هذا المسار أن يبقى سعد الحريري رئيساً للحكومة، بل لعل الأفضل -لهذا المسار-أن يقوم سعد الحريري نفسه بإفقاد المحكمة فعاليتها، تحت عنوان أن البلد أهم من الحقيقة ومن العدالة...

وإذا كان هذا الأمر صعباً على سعد الحريري، فإنه بالإمكان تشكيل سلطة سياسية جديدة "قادرة على التعامل مع المحكمة".

الأمر الطبيعي والهدف هذا أن يكون لكلا المسارين وسائله المعتمدة، التي تتنوع بين الداخل والخارج، على أساس أن عرقلة عمل المحكمة يحتاج إلى قرار سياسي لبناني رسمي، كما يحتاج إلى قرار سياسي دولي. كما أن إفقاد المحكمة صدقيتها يرتكز على آلة إعلامية ضخمة تستهدف الداخل كما الخارج أيضاً، لأن "حزب الله" ليس مجرد حزب لبناني، وإنما هو شديد الاهتمام بصورته في الخارج.

الضغط على الدول الداعمة للمحكمة

في المسار الأول، فإن الواضح حتى الآن أن عرقلة عمل المحكمة الدولية يقوم في ركنه الخارجي على إقناع الدول الداعمة للمحكمة أو الضغط عليها- من أجل سحب دعمها لها. مصدر مطلع كشف أن التركيز -في هذا المجال- منصب على فرنسا، وأن "حزب الله" طلب من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، إقناع فرنسا بسحب تأييدها للمحكمة، "حفاظاً على الاستقرار والسلم الأهلي"، وأن أمير قطر نقل هذه الرغبة إلى فرنسا التي رفضت ذلك. المصدر نفسه أكد أن النائب وليد جنبلاط وخلال زيارتين له إلى باريس- تحدث مع أكثر من شخصية فرنسية في هذا الموضوع، على أمل أن تتراجع فرنسا عن دعمها للمحكمة، لكن جنبلاط لم ينجح.(الغريب أن جنبلاط كان من أشد الداعمين للمحكمة)!.

ما كشفه المصدر المطلع لـ"اللواء" يتوافق تماماً مع ما نشرته صحيفة "الحياة"، يوم الأحد الماضي، نقلاً عن مصدر فرنسي، من أن جنبلاط قال لكوشنير: "إن العدالة والحقيقة مهمتان ولكن استقرار البلد أهم وإن فرنسا ستتحمل مسؤولية حرب أهلية إذا حدث ذلك"، فكان رد كوشنير أن باريس تعتبر أن طمس القرار الظني للمحكمة الدولية، خوفاً من زعزعة استقرار لبنان غير متناسب مع مواقف فرنسا التي تدعم المحكمة الدولية.

الأمر لم يقتصر على محاولات الإقناع، بل تعداه إلى "فبركة" الإشاعات، وقد كان أبرز هذه الإشاعات المتعلقة بالمحكمة وفرنسا أن الحريري نفسه، وفي إطار حرصه على الاستقرار، طلب من الرئيس نيكولا ساركوزي، منتصف آب الماضي، إرجاء صدور القرار الاتهامي!...وقد تبين لاحقاً أن لا أساس لهذه الإشاعة...غير أن المحاولات استمرت، حيث نشرت صحيفة السفير، في 9 أيلول الجاري "المانشيت" الآتي: "فرنسا تلغي تمثيل جريمة اغتيال الحريري على أراضيها؟" ليتبين أيضاً أن لا صحة لهذا الكلام، وأن الإعداد لتمثيل الجريمة جار منذ أشهر في قاعدة "كابسيو"!.

ما هو أكثر خطورة في هذا المجال، أن وئام وهاب (الذي يقول في العادة ما يتجنب من بيدهم القرار التصريح به)، قال مؤخراً: "لن نكون رهينة عند الأمم المتحدة بل جنودها (قوات اليونيفيل ومن ضمنهم القوات الفرنسية) رهائن عندنا"!.

إعاقة التمويل

غير بعيد عن الضغوطات التي تمارس على فرنسا وعلى غيرها من الدول الداعمة للمحكمة الدولية، ثمة محاولات واضحة لإعاقة تمويل المحكمة، عبر الطلب من الدول الممولة وقف تمويلها. ونظراً لكون المملكة العربية السعودية من أكبر ممولي المحكمة فقد وصلت رغبة "حزب الله" في وقف تمويل المحكمة إليها عبر القيادة السورية، لكن الجواب السعودي-وخلافاً لما شاع في الإعلام لمدة غير قصيرة- تمثل بتسديد حصتها من تمويل المحكمة الدولية لسنة 2011.

في الإطار نفسه، كان لافتاً "المانشيت" الذي نشرته صحيفة السفير أيضاً!- في العاشر من أيلول الجاري: "الحكومة تخالف الدستور بتهريب تمويل المحكمة"، حيث اعتبرت أن تسديد حصة لبنان من تمويل المحكمة البالغة 50 مليون دولار أقرب ما يكون إلى "التهريبة"، على اعتبار أن الموازنة لم تقر بعد، وأن الأمر تم بسرية بالغة، مع أن المستحقات على الدولة اليوم، تدفع كلها بموجب سلفات خزينة، لعدم إقرار الموازنة بعد، فضلاً عن الأمر لم يتم بسرية، لأن وزيرة المال ريا الحسن نفسها صرحت للإعلام بذلك، قبل أيام على نشر السفير لهذا الخبر. الضغط على الحكومة لوقف تعاملها مع المحكمة

في المسار الأول نفسه؛ ثمة ضغط واضح على الحكومة لوقف تعاملها مع المحكمة الدولية، تحت طائلة إسقاط هذه الحكومة.المطلوب في هذا المجال هو التوقف عن تمويل المحكمة، والطلب من مجلس الأمن إصدار قرار بإلغائها. يقول النائب في كتلة "حزب الله" وليد سكرية في 24/8/2010: "أدعو الحكومة لاتخاذ الموقف المناسب من المحكمة الدولية، ووقف تمويلها، ووقف التعامل معها، وسحب القضاة اللبنانيين منها، وإنشاء محكمة رديفة لبنانية... وإن البقاء (بقاء "حزب الله") في الحكومة أمر غير صحيح إذا قبلت التماشي مع قرارات المحكمة لتمرير الفتنة".

ويذهب وئام وهاب كالعادة- أكثر من ذلك فيقول في 15 آب الماضي: "المحكمة إسرائيلية، وقرارها إسرائيلي، وكل من يتعامل معها كذلك...إذا أوقف لبنان تمويل هذه المحكمة فهي ستتوقف... وأنا أطالب وزراء المعارضة بطرح سحب التمويل من المحكمة، وإذا لم يوقفوا التمويل ادعوهم إلى الاستقالة".

الحريري نفسه وفي إطار تواصله مع "حزب الله" سعياً لتهدئة سمع طلباً مشابهاً من المعاون السياسي لنصر الله الحاج حسين خليل، قبل نحو شهر ونصف من الآن!.

مسار التدمير المنهجي للمحكمة

لم يبدأ مسار تدمير صدقية المحكمة حديثاً. ثمة جهود معلومة وأخرى مجهولة، بُذلت لإفقاد هذه المحكمة صدقيتها لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، لكن "إعلان الحرب" على المحكمة مؤخراً- ترافق مع حملات مركزة على نزاهة هذه المحكمة، ليزداد المقتنعون بتسييسها أكثر، وليخاف غير المقتنعين من تداعيات قرارها الظني. وعلى ذمة مراكز الإحصاء القريبة من "حزب الله"، فإن 60% من اللبنانيين اليوم لا يعتقدون بنزاهة المحكمة، وإن أكثر من 60% يخشون تداعيات قرارها الاتهامي!.

لم يحقق "حزب الله" هذه النتيجة إلا بعد جهد إعلامي وسياسي ?وربما أمني- مكثف، تنوعت فيه الموضوعات والمداخل والشخصيات، التي يجمعها هدف واحد؛ هو النيل من مصداقية المحكمة الدولية. في هذا الإطار يمكن إدراج "سلسلة الإطلالات الإعلامية" للسيد نصر الله، اعتباراً من خطاب "يوم الجريح"، مضافاً إليها إطلالات عدد كبير من الشخصيات المكملة للصورة أمثال: وئام وهاب، وميشال سماحة، وجميل السيد، وناصر قنديل... وغيرهم. فضلاً عن دعم الحلفاء، بإعلامهم وشخصياتهم، وعلى رأسهم "الإعلام العوني" وممثلوه.

ويأتي ملف ما يسمى بـ"شهود الزور" في قلب هذا المسار، على اعتبار أن هؤلاء الشهود ومصنّعيهم "ضللوا التحقيق" وأساؤوا إلى العلاقات اللبنانية السورية، وكانوا وراء سجن الضباط الأربعة، وتسببوا بفتن واضطرابات سياسية وأمنية.

ورغم تأكيد القانونيين عدم وجود ملف اسمه شهود زور بالمعنى القانوني ?بمن فيهم عدنان عضوم نفسه (أسماهم في 23 آب الماضي "مفترين" في محاولة لإيجاد توصيف قانوني لهم)-، ورغم نسف بلمار للملف من أساسه في توضيحاته الأخيرة لموقع Now Lebanon، ورغم محاولة الرئيس سعد الحريري إخراج الملف من السجال السياسي ووضعه في إطاره القانوني، عبر الطلب من وزير العدل إبراهيم نجار إعداد دراسة قانونية حول الموضوع، فإن النفخ في هذا المزمار استمر، إذا اعتبر "حزب الله" أن ما كُلف به نجار اعتراف بملف قانوني اسمه "شهود زور" وأن هدف دراسته هو البحث في السبل القانونية لمحاكمة هؤلاء ومن يقف وراءهم، كما اعتبر الحزب المذكور أن كلام الرئيس سعد الحريري الأخير لصحيفة الشرق الأوسط، ليس إلا "اول الغيث"، وأنه حتى يكون منتِجاً لا بد أن يُستتبع بمفاعيل قضائية، وصولاً إلى <رؤية حزب الله رؤوساً تتدحرج> (وفق تعبير نائب أمين الحزب)، وذلك خلافاً لرغبة الحريري من تصريحاته الأخيرة الهادفة إلى التخفيف من حدة الاحتقان وترك المسار القضائي يأخذ مجراه.

إزاء هذا كله؛ هل توجد خطة لحماية المحكمة لدى داعميها؟! لا يبدو ذلك، فالارتجالية والاعتماد على ردات الفعل ?بدلاً من المبادرة- هما سمة تعاطي الفريق المؤيد للمحكمة، والأهم أن داعمي المحكمة باتوا تقريباً ?لأسباب ليس هذا مجال الحديث عنها- بلا إعلام فاعل يواجه الحملات الممنهجة التي تطال المحكمة، والفترة السابقة لاتفاق الدوحة، بكل "إنجازاتها" و"رموزها"

 

مؤشرات دمشقية جديدة: فرنجية يتقرّب من البطرك وجعجع.. وعون "برّا"!

الاثنين 13 أيلول (سبتمبر) 2010/الشفاف

 اللهجة الودّية جداً التي تحدّث بها النائب سليمان فرنجية، الملقّب بـ"الزغير"، في مقر البطريركية الصيفي في "الديمان"، تعبّر، في ما يبدو، عن موقف "سوري" جديد من البطريركية المارونية، أي عن موقف يتميّز عن مواقف ميشال عون وحزب الله العنيفة من البطريركية! هذا من جهة. كما تعبّر عن "طموحات" سليمان زغير "الرئاسية"، ليس الآن على غرار ميشال عون، بل في مستقبل "دستوري" قادم!

ويعني ما سبق أن "غنج" سليمان بك بالنسبة لموضوع المصالحة مع قائد القوات اللبنانية "سمير جعجع" قد لا يدوم طويلاً، خصوصاً أن النظام السوري قد لا يكون ضدّ مصالحة فرنجية-جعجع بل وقد يشجعّها!! وهذا في حين لا يفوت المراقب أن نائب زغرتا يتميّز بوضوح عن حليفه ("السابق") الجنرال ميشال عون، ويبدو متضامناً مع الرئيس ميشال سليمان.

وهذه كلها "علامات" تطوّر ملحوظ في المواقف السورية، قد يكون على صلة بالتصريحات المنسوبة لسعد الحريري في جريدة "الشرق الأوسط".

"الشفاف"

وطنية - 13/9/2010 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية يرافقه الخوري اسطفان فرنجية. واستقبله على باب الصرح المطران فرنسيس البيسري والمونسنيور فؤاد بربور، ثم انتقل الى صالون الصرح الكبير حيث كان في استقباله البطريرك صفير والى جانبه رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه وأعضاء الرابطة، في حضور المطران سمير مظلوم.

وفي الصالون الكبير كانت مداخلة لطربيه قال فيها "إن البطريرك صفير هو لجميع اللبنانيين وللموارنة بصورة خاصة"، مشددا على "ان البطريركية تمثل مرجعية روحية ووطنية تحقق بثوابتها الالتفاف حولها، ولم تكن يوما إلا للجميع على قدم المساواة". وأضاف: "إن للموارنة دورا فاعلا وأساسيا على الصعيد الوطني ماضيا وراهنا ومستقبلا، ولا ضمان للمستقبل إلا بحسن الخيارات، وأحسنها العمل بروح التضامن والوحدة على المسلمات مع الابقاء على حرية العمل السياسي وتنافسه المشروع".

وختم طربيه آملا "أن يشكل لقاء اليوم خطوة ايجابية على طريق تعميق الخيارات الحسنة لدى الموارنة بانعكاساتها الطيبة على المستوى الوطني العام".

وشكر صفير وفرنجية لرئيس الرابطة مداخلته، وأبديا "التفهم الكامل لمضمونها"، آملين "ترجمته عمليا".

بعد ذلك انتقل الجميع الى شرفة جناح البطريرك الخاص حيث استكمل الحديث الى مائدة الغداء، فلبى الجميع دعوة البطريرك صفير اليه.

فرنجية

بعد الغداء، زار الجميع الكنيسة ثم كانت استراحة في صالون الاستقبال في الطبقة الأرضية. وأدلى فرنجية بتصريح قال فيه: "ان البطريرك صفير لا يدعونا بل يستدعينا. نحن في أكبر منطقة مارونية في لبنان وأكبر مدينة مارونية، وأنا أمثلها. في السياسة نحن وسيدنا اختلفنا، لكننا لم نتخل يوما عن مرجعية بكركي الروحية، لذلك كانت أول كلمة قلناها: يا سيدنا تستدعينا ولا تدعونا. وهذا الصرح هو صرحنا وسيدنا البطريرك مرجعيتنا الاولى والاخيرة، لذلك أتينا ولم يكن الامر بالنسبة الينا أمرا غريبا. أما مقاطعة سيدنا فكانت سياسية. من هنا كان هناك حوار صريح بالسياسة، في حضور رئيس اعضاء الرابطة المارونية والمطارنة والخوري اسطفان فرنجية، وكان سيدنا متفهما لموقفنا السياسي وما قلناه، ونحن استمعنا الى غبطته وهذه بداية طريق جديد مع بكركي في السياسة".

وقال: "نحن لسنا بعيدين، ولكننا في حاجة الى من يسمعنا، ولقد أبدينا رأينا صراحة، والبطريرك كان مصغيا ومتفهما، والجميع مقتنعون بأن ما من أحد ضد سيادة لبنان واستقلاله. لكل طريقه وأسلوبه واقتناعه في هذا الموضوع، وعندما نحقق أي مكاسب في السياسة نضعها في تصرف بكركي لأنها الام والاب للطائفة، وأتصور ان سيدنا أتاح لنا الفرصة لكي نعطي رأينا، وهذا ما كنا نتمناه منذ وقت طويل".

سئل: هل تناولتم موضوع المصالحة المسيحية - المسيحية؟ وهل من خطوات جديدة عبر الرابطة على هذا الصعيد؟

أجاب: "تحدثنا في هذا الموضوع، وقد طرحه الاستاذ جوزف طربيه، وكان لنا موقف مفاده أن الموارنة والمسيحيين لن يزولوا اذا لم يجلس سمير جعجع وسليمان فرنجية. يمكننا إيجاد مئة صيغة مسيحية لتوحيد استراتيجية مسيحية معينة، وكل شيء يحصل في وقته ولا يجب الوقوف عند هذه النقطة فقط، فالجنرال عون والدكتور جعجع جلسا مرات عدة، وبقي الخلاف السياسي. المشكلة هي في الخلاف السياسي، أما الخلاف الشخصي فنقول انه انتهى، ولكن القول ان الموارنة لا يتوحدون الا اذا جلس جعجع وفرنجية هو تضليل للمسيحيين".

أضاف: "علينا الاتفاق على ثوابت واحدة مسيحية، وفي المقابل، يمكننا أن نجلس معا ولا نتفق. الثوابت هي الاهم. وقبل أي مركز نريده، فلتوضع كل المراكز أمام بكركي، ولنبين ماذا تعني وما هي خدماتها لنختار ما نريد. قد يكون عندنا النصف في التعيينات ولكنه غير سيادي، وغيرنا عنده النصف الافضل. لنر المراكز الاساسية والمراكز الاخرى وبعدها نختار، وهذا ليس عليه اي خلاف عند الموارنة. إذا اتفقنا على هذا الموضوع فنطالب بأمور اساسية. اما اذا وجدنا مركزا، ولغاية في نفس يعقوب، نقول ان الشيعة اخذوا مركز الامن العام وتقوم القيامة عليهم فماذا نكون نفعل؟ نكون نقيم القيامة على الشيعة في الوقت الذي نخسر فيه مراكز اخرى. يجب ان يكون عندنا مشروع كامل متكامل للتعيينات الادارية، وعلى أساسه نعرف ماذا نريد وماذا نطلب".

سئل: هل وجهت دعوة لصاحب الغبطة لزيارة قضاء زغرتا؟

أجاب: "إن البطريرك صفير يحدد اليوم الذي يرغب فيه زيارة المنطقة، ونحن نكون في استقباله وزغرتا رعيته، وانا لم أشكل ولن أشكل أي إحراج لغبطته بدعوته لزيارة زغرتا، لأنها ستعتبر دعوة سياسية. غبطته يحدد النهار ونحن واجبنا ان نستقبله".

سئل: هل بحثتم في قضية شهود الزور؟

اجاب: "لا، إطلاقا".

الجنرال عون حليفنا.. لكننا لسنا صورة طبق الأصل!وردا على سؤال عن الانتقادات التي وجهها النائب العماد ميشال عون الى رئيس الجمهورية، قال فرنجية: "الجنرال عون حليفنا وهو أخ وصديق، ونحن نواب في الكتلة نفسها وملتزمون سياسة واحدة، لكننا لسنا صورة طبق الاصل. نحن مع رئيس الجمهورية في مرحلة طبيعية، ولن أنتقده، والجنرال عون له اسبابه لانتقاده. هناك علاقة بيننا وبين رئيس الجمهورية، واذا كان من انتقادات في السياسة فإنني أذهب الى القصر وأبلغه بها".

وعن الوضع السياسي العام، اعتبر فرنجية "ان الوضع دقيق وعلينا ان نتصرف جميعا كرجال دولة. التصعيد الحاصل في السياسة لا اعرف الى اي مدى سيخدمنا جميعا. والاهم أننا في النهاية سنجلس معا لإيجاد تسوية بين الجميع. والسؤال: متى وكيف؟. لكننا نرى جميعا أننا في النهاية سنتوصل الى تسوية".

ومن زوار الديمان الرئيس العام للرهبانية المريمية المارونية الاباتي سمعان بو عبده والرئيس السابق لاتحاد بلديات قضاء بشري الشيخ نوفل الشدراوي.

وأفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الديمان، عن استئناف تحرك الرابطة المارونية بوتيرة أشد زخما لمقاربة موضوع المصالحات المطلوبة. وتعمل الرابطة وفق آلية تحظى برعاية البطريرك صفير وبالتنسيق مع مختلف الاحزاب والهيئات المسيحية.

طربيه

وقال طربيه بعد اللقاء: "نحن نقوم منذ مدة بمساع للتقريب بين وجهات النظر حتى تبقى المرجعيات المسيحية تحت سقف بكركي، وهذا ما برز اليوم بصورة واضحة في زيارة النائب فرنجية لغبطة البطريرك. لسنا في مجال الكلام على تموضع سياسي جديد للبطريرك او للنائب فرنجية، انما نعتبر ان بكركي هي السقف الذي يتواصل تحته الزعماء الموارنة. واتصور ان ما سمعناه من جميع الحاضرين كان جيدا، وخصوصا من النائب فرنجية، مما يساعد على خفض التوتر في المشهد السياسي في لبنان، فكيف اذا كان الامر ضمن اطار الطائفة الواحدة والبيت الواحد؟ كفى لبنان توترا وجدلا لا يؤدي الى أي جدوى، واجتماعنا اليوم كان ضمن هذا التوجه".

وعن خطوات الرابطة اللاحقة، وهل هناك مصالحات، قال طربيه: "ما حصل اليوم ليس مصالحة بين البطريرك وفرنجية، بل كانت مصارحة، والوزير فرنجية يعتبر أنه نقص في التواصل، وكان إصرار منا على عدم انقطاع هذا التواصل".

وأكد انه "ليس المطلوب وضع المسيحيين في جبهة سياسية واحدة، وهذا ليس مفيدا، انما نريد ان يكون التعامل السياسي بين كل الأفرقاء وضمن اطار الاحترام والقواعد الديموقراطية والحضارية، بحيث لا يجري تخوين أو استفزاز أو تشنج، وهذا ما نسعى اليه".

 

ميتشل يصف المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية في مصر بـ"الجادة"

أمام امتحان "مقابلة الحريري": "الأمانة العامة" تقفل أبوابها أم تستمرّ، وكيف، وبمن؟

الاثنين 13 أيلول (سبتمبر) 2010/"الشفّاف"- خاص

اشار مراقبون في العاصمة اللبنانية بيروت الى ان الأمانة العامة لقوى 14 آذار ستواجه امتحانا صعبا يوم الاربعاء المقبل، موعد انعقاد اجتماعها الدوري في مقرها في الاشرفية. واعرب مراقبون عن خشيتهم من ان هذا الاجتماع ربما كان الأخير، فتقفل "الأمانة العامة" ابوابها على مرحلة من تاريخ لبنان ساهم فيها روّاد |الامانة" من قيادات ثورة الارز في صنع "الاستقلال الثاني" إلا أنهم أخفقوا في المحافظة عليه وعلى المكتسبات التي تعمدت بتضحيات جمهور ثورة الارز منذ العام 2005 وبدماء قافلة من الشهداء.

واعتبر المراقبون ان الذين يجتمعون في "الامانة العامة"، بعد انسحاب "اللقاء الديمقراطي" (وليد جنبلاط)، هم "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" والاحزاب المسيحية في قوى الرابع عشر من آذار، مع تسجيل غياب حزب "الكتائب" بداعي الحَرَد وليس المقاطعة، والشخصيات المسيحية المستقلة التي واكبت ثورة الارز منذ لقاء "قرنة شهوان" والشرارة التي اطلقها نداء مجلس المطارنة الموارنة في العام 2000.

الاربعاء المقبل يشكل يوما مفصليا ومحطة في مسيرة الامانة العامة وقوى الرابع عشر من آذار التي اصابتها تداعيات المقابلة التي اجراها رئيس الحكومة سعد الحريري مع جريدة "الشرق الاوسط" يوم الاثنين الماضي، فظهرت على انها يتيمة بحيث اقتصرت تداعياتها وردود الفعل عليها استثمارا من قبل قوى 8 آذار وامعانا في تهشيم القيم والمباديء التي قامت عليها ثورة الارز. هذا التهشيم الذي بلغ مداه في المؤتمر الصحفي للواء جميل السيد الذي دعا الرئيس الحريري بالصراخ الى سحب جثمان والده من المدفن حيث يرقد وإلغاء المحكمة و"خلص".

العارفون بطبائع واخلاق وسلوكيات قيادات قوى الرابع عشر من آذار اعتبروا ان الأمور تجاوزت الخطوط الحمر وأن قياديي 14 آذار لن يقبلوا باستمرار امتهان كراماتهم وتضحياتهم ودماء شهدائهم على مذابح المصالح الاقليمية. وأنهم ما زالوا ينتظرون شرحاً وتفسيراً، لم يصل اليهم بعد، عن الموجبات التي حدت بالرئيس الحريري الى إسقاط الاتهام السياسي عن دمشق في جريمة إغتيال والده والاقرار بوجود شهود زور أساؤوا الى المحكمة. كما ان تجاهل "كتلة المستقبل" النيابية لمضمون مقابلة الرئيس الحريري مع "الشرق الاوسط" لم يشفع لـ"تيار المستقبل" لدى"الامانة العامة" وقيادييها لتبرير ما جاء في المقابلة، في إشارة الى انه إذا كانت كتلة المستقبل تعلم بمضمون المقابلة فتلك مصيبة وإذا كانت لا تعلم فالمصيبة اعظم.

وتأسيسا على ما سبق سوف تواجه الامانة العامة لقوى 14 آذار في اجتماعها المقبل مسألة السقف السياسي للبيان الختامي، بحيث يبدو ان هناك اتجاهات تدعو الى مواجهة الحملة المسعورة لقوى 8 آذار على كل المستويات وخصوصا تهديدات اللواء جميل السيد ونزقه وقلة أدبه السياسي والاجتماعي، في حين ان موقف "تيار المستقبل" من هذه المواجهة ما زال مجهولا.

ولذلك يرى مراقبون ان قيادات ثورة الارز ترى انها أضاعت الكثير من الفرص وتهاوت قيادات من بينها على الطريق عندما قررت المساومة واعتماد منطق التنازلات والتسويات. فكانت النتيجة ان سوريا وقوى 8 آذار، التي لم تعترف يوما بنهائية "الكيان اللبناني" ولا بمشروع "الدولة"، وتاليا "العبور الى الدولة"، تعاطت مع منطق التسويات على قاعدة "خُذ وطالِب". وهكذ خسرت قوى 14 آذار الانتخابات النيابية مع انها ربحتها. وخسرت الحكومة مع انها صاحبة الحق في تشكيلها. وخسرت الانتخابات البلدية والاختيارية. وخسرت الدعم الدولي. وهي حاليا قاب قوسين او ادنى من خسارة المحكمة الدولية التي بنت عليها مشروعها السياسي وقدمت في سبيلها التنازل تلو التنازل، بحيث اصبحت المحكمة سلعة في سوق النخاسة المحلية، وهذا ما سيعرّي قوى 14 آذار ويفقدها آخر اوراق التوت. وهناك من بين هذه القوى من هو ليس على استعداد لدفع مزيد من الاثمان!

وانطلاقا مما سبق يرى المراقبون ان اجتماع الاربعاء المقبل سيكون حاسما نحو استمرار "الأمانة العامة" (ولكن ضمن اي دور او وظيفة) أو نحو انفراط عقدها لصالح مشاريع تنبع من رحم المشروع الأم وتعمل على المحافظة على ما تبقى من مبادىء وقيم ثورة الارز وتأتمن نفسها على تنفيذ هذه المباديء.

 

"عاصفة" السيد عكست الصراع السوري – المصري فــي لبنان الحريري يدعي

وصقر يتوعــد كشف المستـور كونيللي تتحصن بتعليمات اميركية لدعم المحكمة وتحصين الجيش

المركزية- على وقع ثاني جولات المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية التي انطلقت اليوم في منتجع شرم الشيخ برعاية اميركية وانشغال قادة المنطقة بدقائق وتفاصيل مسار العملية السلمية ومدى الاختراق الممكن ان تحرزه في ظل حزمة عقبات تواجهه عند اكثر من مفترق، يبقى المسرح السياسي اللبناني تحت وطأة عاصفة اللواء جميل السيد وكذلك الاسئلة التي تحوط بها من اكثر من اتجاه سواء تعلق الامر بتنسيق مباشر مع حزب الله الذي يعمل لضرب المحكمة الدولية او بتنسيق غير مباشر مع دمشق التي لا تبدو حسب مصادر ديبلوماسية عربية متضررة من اي اجراء يمكن ان ينجح في ابعاد ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري من الدوائر الامنية والسياسية السورية.

وتشير المصادر عينها الى ان "الهزة" التي احدثها اللواء السيد لا يمكن ان تكون منفصلة في مكان ما عن استراتيجية سورية ترمي الى تطويق ما تبقى من مقومات الرابع عشر من آذار بعدما تمكنت من تطويع النائب وليد جنبلاط واحتواء الرئيس سعد الحريري، ولا سيما الاجهزة الامنية التي لا تدور في فلك دمشق او في فلك حلفائها في لبنان والكتل السياسية التي تشكل قوة مرجحة سواء في البرلمان او في مجلس الوزراء. وتضيف المصادر ان البديل عن هذه القراءة يعني ان السيد تحول الى قوة سياسية مستقلة قادرة على تجاوز حزب الله وسوريا وايران وهو امر يدخل في دائرة المستحيلات، مشيرة الى ان الاجتماع الطويل الذي عقده مع الرئيس بشار الاسد عشية مؤتمره الصحافي لا يمكن ان يكون بعيدا من الرسائل التي وجهها اللواء السيد في اكثر من اتجاه محلي واقليمي ولا سيما لجهة التعرض للحكومة المصرية التي تخوض معها دمشق صراعا مريرا على النفوذ في لبنان وفلسطين.

المصداقية المصرية: ولا شك ان الرد الذي اصدرته السفارة المصرية امس يستهدف سوريا قبل جميل السيد انطلاقا من اقتناع شبه راسخ بأن ما جاء في مؤتمره الاخير كان يهدف الى ضرب المصداقية المصرية في لبنان والمنطقة وتحويل الرئيس حسني مبارك من صانع للسلام الى صانع للقلاقل والفتن المذهبية.

وتخوفت مصادر قريبة من قوى الاكثرية من ان تكون سوريا في صدد انتهاج سياسة مزدوجة في لبنان بحيث يقول السيد شيئا ويقول النائب سليمان فرنجية شيئا آخر تماما كما حدث امس على ابواب الديمان، وبحيث يقود العماد ميشال عون حملة على رئيس الجمهورية ويسمع الوزير جبران باسيل شيئا آخر من الرئيس السوري في دمشق. وتتساءل المصادر نفسها: هل يعني ذلك ان سوريا فقدت سيطرتها على حلفائها في لبنان وان الامر بات في يد حزب الله أم ان ما يجري لا يعدو كونه تبادلا للادوار وتوزيعا للمهمات؟ مشيرة الى وجود قطبة مخفية في الحلف القائم بين دمشق وطهران قد لا تظهر حقيقتها في مستقبل قريب.

دعوى الحريري: وفي وقت اجتمعت اليوم كتلة المستقبل النيابية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة على ان تصدر بيانا وصف بالمهم،اشتدت موجة السجالات على خط النائب عقاب صقر واللواء السيد ونجله ،حيث كشف صقر ان "الرئيس سعد الحريري شرع برفع دعوى ضد اللواء جميل السيد على خلفية تهديده بالقتل".ورفض صقر كشف اسم الوسيط الذي تولى نقل "عرض" اللواء السيد لطيّ الصفحة مقابل 15 مليون دولار، مشيراً إلى أنه ينتظر صدور نفي واضح وصريح عن السيد شخصيا قبل كشف اسم هذا الوسيط كما سبق ووعد.

في المقابل، اعلن السيد الموجود في باريس انه سيعقد مؤتمرا صحفيا عند عودته الى لبنان للرد على الردود عليه والتي قاربت الـ20، مشيرا الى ان هؤلاء يردون على الشكل لا على مضمون كلامه في المؤتمر الصحفي. واعتبر ان "لا احد يتكلم من دون اذن المسؤول عنه"، مشيرا الى "انهم يقومون بعملية تشويش على الرأي العام لتضليله".

رد على الرد: وفي سياق متصل اصدر مكتب السيد الاعلامي بيانا رد فيه على بيان السفارة المصرية فاوضح انّه يمكن للسفارة المصرية ان تفتح تحقيقاً داخليّاً لديها، وأن ترسل اليه مندوباً عنها، للاطلاع منه مباشرةً بأنّ من يعرّض دبلوماسيّيها للخطر، وانّ من يتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذا التعريض، هو تلك المواقف اللامسؤولة التي يعمّمها على زائريه اللبنانيّين، المسؤول الدبلوماسي الذي أشار اليه اللواء السيّد، والذي يتحدّث فيها جهاراً عن أمور خطيرة تسيء الى الاستقرار وإلى العلاقات اللبنانية -السورية – المصرية.

بان والحسم: وبعيدا من القراءة اللبنانية والعربية للواقع السياسي في لبنان، حسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجدل اللبناني الدائر حول المحكمة الدولية مؤكدا ان الاخيرة لا يمكن ان تتأثر بالتصريحات محبطا بذلك الآمال المعقودة لدى بعض اللبنانيين وفي مقدمهم حزب الله على امكان اسقاط المحكمة من خلال اسقاط المؤسسات الرسمية والقضائية والامنية في لبنان، وهو ما اكدت عليه بعض عواصم القرار وفي مقدمها واشنطن وباريس، ما يعني عملياً ان ما يتردد في لبنان لا يسمع صداه في مجلس الامن وان ما يؤثر في الحكومة اللبنانية لا يؤثر في البيت الابيض وقصر الاليزيه.

تعليمات اميركية: وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ "المركزية" ان السفيرة الاميركية الجديدة لدى بيروت مورا كونيللي التي قدمت اوراق اعتمادها اليوم الى وزير الخارجية علي الشامي تحمل تعليمات جدية باتباع السياسة نفسها التي اتبعها من قبل السفيران ميشيل سيسون وجيفري فيلتمان لجهة دعم المحكمة الدولية وتعزيز الجيش وتطبيق القرارات الدولية ولا سيما القرارين 1559 و1701، مشيرة الى ان واشنطن لا تبدو مستعدة لتقبل اي خضة في لبنان او في سواه يمكن ان تخربط مسار المفاوضات المباشرة عشية الانتخابات الفرعية في الولايات المتحدة حيث يخوض الرئيس باراك اوباما وحزبه الديموقراطي منافسة مريرة مع الجمهوريين الذين يحاولون استعادة السلطة في واشنطن من بوابة الكونغرس.

واضافت المصادر ان الزيارة المرتقبة للموفد الاميركي الخاص جورج ميتشل نهاية الاسبوع الى بيروت، والتي لم تؤكد موعدها اوساط السفارة في بيروت مكتفية بالقول ردا على سؤال لـ"المركزية" انه من غير الممكن تأكيد اي تفصيل يتصل بالزيارة في هذه الفترة، انما تدخل في اطار استراتيجية اميركية تعتبر ان لبنان لا يزال جزءا اساسيا في اولويات الولايات المتحدة وانه يشكل جزءا اساسيا من عملية السلام وليس من قوى الممانعة على رغم النفوذ الكبير الذي يحظى به حزب الله في هذا البلد. ولم تستبعد المصادر الغربية ان يحمل ميتشيل الى بيروت تحذيرات من مغبة اللجوء الى خيارات المقاومة والممانعة معتبرا ان ذلك سيعني حكما ضم لبنان الى ما يسمى "محور الشر" واعطاء اسرائيل الضوء الاخضر للتعامل مع "الخطر اللبناني" على انه نسخة عن الخطر الايراني او الايراني – السوري معاً.

المظلة الصامدة: وختمت المصادر ان الامر الآن بات يحتاج الى ابقاء المظلة السورية – السعودية مفتوحة اطول وقت ممكن او على الاقل صامدة اطول وقت ممكن لأن اغلاقها سيعني هذه المرة ان الوضع في لبنان سيكون مفتوحا على كل الاحتمالات ومن دون ضوابط هذه المرة، على رغم ان مصادر في الاقلية استبعدت ان يتعدى الامر في لبنان حدود الصراع السياسي، مشيرة الى ان ما يريده حزب الله هو اكل العنب لا قتل الناطور اي صك براءة في الداخل يواجه به صك الادانة في الخارج ،وان ما تريده سوريا هو تطبيع ما قبل الرابع عشر من آذار لا تطبيع ما بعد الانسحاب السوري من لبنان. ونفت المصادر ان تكون في الامر محاولة انقلاب قائلة ان ليس كل تغيير في الاداء يشكل انقلابا وليس كل فورة تشكل ثورة.

بري يتريث: وسط هذه الاجواء ، وفيما تأكد عدم انعقاد مجلس الوزراء هذا الاسبوع بفعل غياب رئيس الحكومة الذي توقعت اوساط السراي عودته الى بيروت خلال الساعات الـ24 المقبلة ما يعني عمليا ابعاد شبح عدوى الخلافات عن المجلس وسط معلومات تشير الى حركة اتصالات رفيعة المستوى افضت الى التوافق على عدم عقد جلسة لمجلس الوزراء في انتظار ترميم الوضع المأزوم ، قللت اوساط قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري في معرض تعليقها على تصاعد موجة السجالات من اهمية ما يجري، مشيرة الى ان التساجل السياسي لا يؤثر في مصير وطن على قدر حلم ابنائه وتطلعاتهم ولا على الاسس التي تحدث عنها الرئيس بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر الكفيلة ببناء وطن على اساس الحوار "ولو تمادى" .وجددت التاكيد على اصرار الرئيس بري على ازالة المعوقات من امام حكومة الوحدة للقيام بواجبها، لافتة الى ان اي مبادرة او تحرك من قبل رئيس المجلس على خط التهدئة يحتاج الى ارضية صالحة ومجموعة عوامل متكاملة، داعية الى الانتظار لاستيعاب صورة ما ستؤول اليه الاوضاع على المستويين الاقليمي والداخلي.

الى ذلك، استبعدت اوساط سياسية مراقبة انعكاس حدة السجالات على الوضع الحكومي وبنية حكومة الوحدة او امكان اهتزازها في ظل مظلة الامان العربية ، وقالت لـ "المركزية" ان الوضع السياسي راهنا لا يحتمل خرق سقف التهدئة المفروض اقليميا ودوليا، مستبعدة ان يكون كلام السيد يشكل في شكل من الاشكال انعكاسا او ترجمة للموقف السوري البعيد راهنا عن هذه الاجواء والمنهمكة قيادته في الانخراط في اللعبة الاقليمية والدولية الهادفة الى تحريك المفاوضات على اكثر من مسار اقليمي.

 

فرحات أولم في حمانا تكريما للسفير السوري : لسنا هواة حرب بل ننشد السلام بدون أي تفريط بالمقدسات

علي: ليفهم العدو أننا شعب واحد ولا تمييز بين مسيحي ومسلم

وطنية -14/9/2010 أولم الوزير والنائب السابق الدكتور عبد الله فرحات تكريما للسفير السوري الدكتور علي عبد الكريم علي، في مطعم شاغور في حمانا، في حضور رئيس المجلس الأعلى اللبناني -السوري نصري خوري، النواب محمد رعد، نقولا فتوش، بلال فرحات، فادي الأعور، مروان فارس، عاصم قانصوه، ميشال موسى، قاسم هاشم، علي حسن خليل، ممثلة النائب سليمان فرنجيه فيرا يمين، الوزراء السابقين: الياس حنا، خليل الهراوي، يعقوب الصراف، بشارة مرهج، ميشال سماحة، وفايز شكر، النواب السابقين: أيمن شقير، ايلي سكاف، كميل خوري، عدنان عرقجي، عبد الرحيم مراد، أحمد حبوس، فيصل الداود، ايلي الفرزلي.

كما حضر رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غضن، رئيس اتحاد بلديات حمانا المحامي حبيب رزق، أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض، وفد من قيادة "حزب الله" تقدمه محمود قماطي، غالب أبو زينب، وبلال داغر، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور، وكيل داخلية الحزب الاشتراكي في المتن هادي أبو الحسن، إمام بلدة كيفون الشيخ حسين الحركة، رئيس جمعية متخرجي الجامعات الفرنسية الدكتور وليد عربيد، وفاعليات عسكرية وقضائية ونقابية.

استهل الاحتفال بكلمة لفرحات قال فيها: "إن السفير علي عبد الكريم علي صديق وأديب ومفكر وشاعر، وهو موصوف بحنكته وثقافته العالية وإدراكه الثاقب وإنجازه المبارك بإعادة التلاقي الصافي بين البلدين الشقيقين سوريا ولبنان بأرقى وجوهها وحقيقة عمقها. هذا التكريم هو حلقة في سلسلة لإعادة الحقيقة التاريخية والواقع الجغرافي إلى نصابهما. يجب أن يحكم العلاقات بين سوريا ولبنان قرارا تكامليا في السياسات عموما تجاه كل القضايا، لا سيما القضايا العربية، وكل محاولة لتفريقها هو من قبيل معاكسة كل المبادىء العلمية في الجيواستراتيجيا ومعاكسة الواقع الصارخ الثقافي والانساني والسياسي، لأن سوريا هي العمق القومي العربي الرحب القائم على الثوابت التاريخية المناهضة للمشروع الصهيوني العدواني".

أضاف: "لعل الخطأ الفادح الذي وقع فيه بعض القوى في مراحل سابقة وحاول التنكر لواقع التاريخ والجغرافيا، أضر بلبنان ووضعه في حال من النكران لثقافته وتاريخه وإنسانه ووحدة شعبه. كل استقرار داخلي على الساحة اللبنانية لا بد أن يمر ويترسخ عبر قناعة أصحاب القرار السياسي. فلا يمكن للبنان أن ينفصل في وجهته السياسية عن التوجه القومي السوري العام والقرار الواحد المتناسق والمتكامل".

وتابع: "نرفض أن يكون لبنان الرسمي حاملا لمشروعين متضاربين، ولا يمكن أن تقوم سلطة في لبنان مستقرة وفاعلة مؤسساتيا إلا إذا كانت مؤمنة بأحقية الممانعة المبدئية للمشاريع الصهيونية العدوانية. كما نرفض كلام بعض المسؤولين المسيحيين الذين يضعون مسيحيي لبنان في وضع هامشي طارىء على القضايا العربية المصيرية، بينما نعتبر أن المسيحيين في صلب كل المسائل العربية الجوهرية وحال عربية صافية أساسية وأصيلة وجزء لا يتجزأ من محور الممانعة ومجابهة الأطماع الصهيونية المعادية لثقافتنا وإنساننا وأرضنا العربية. إن جذور المسيحيين ضاربة في عمق هذا العالم العربي وصائنة تاريخيا وحديثا للمختزن الفكري واللغوي للمشرق العربي، من أرض مار مارون في براد وانطاكيا حتى آخر ذرة من تراب قانا المباركة والجنوب الصامد، مرورا بوادي قاديشا المقدس".

وختم: "الوطنية والعروبة صنوان لا ينفصلان في مقاربة أي موضوع أو في المواجهة، خصوصا أننا على شمال دولة صهيونية غاصبة أطماعها لا تتوقف عند أي حدود مما يستلزم مقاومة دائمة وجيشا مؤمنا وقادرا وشعبا لا ينصاع لأي ظلم كمثل شعبنا اللبناني ومقاومته وجيشه، ونحن في صلب المقاومة. إننا على العهد باقون معا وسويا لمواجهة الأخطار المحدقة، نحن لسنا هواة حرب، بل ننشد السلام العادل والشامل، سلام الشجعان من دون أي تفريط بالمقدسات وباسترجاع كامل الحقوق المغتصبة".

بعد ذلك، قدم فرحات درعا تذكارية إلى السفير السعودي.

السفير السوري

من جهته، شكر السفير السوري فرحات على تكريمه وقال: "عرفتني هذه الدعوة إلى إحدى أجمل بقاع هذه البلاد، طبيعتها كأهلها فيها الجمال والاخوة. إني مدين لهذا الحضور وسعيد بأن الوفاق الوطني اللبناني ووعي الحقيقة التي يجب أن نعيها جميعا تكبر".

أضاف: "لبنان كله وسوريا كلها والمنطقة كلها يجب أن تكون مقاومة، فالمقاومة هي دفاع عن الذات والكرامة وانتساب الى المستقبل. من دون المقاومة لا يمكن أن نحجز لنا مكانا كريما آمنا نستطيع فيه بناء الأرض والوجود، وتحقيق الآمال لأجيالنا المقبلة. فالمقاومة يجب أن تكون حاضرة في مواجهة أطماع عدو لا حدود لأطماعه. فلا بد إذا من تجنيد كل إمكاناتنا لتكون في مواجهة هذا العدو الشرس".

وتابع: "المقاومة يجب أن تكون في الثقافة والاقتصاد، كما في السلاح والدماء، وكلنا مسيحيون ومسلمون يجب أن نكون واحدا. هذه الارض كانت عبر التاريخ وما زالت وستبقى باذن الله مثالا حيا يتعلم منه الجميع وتتعلم منه البشرية التسامح والاخاء والعيش المشترك، والصليب والهلال يجب أن يتعانقا دائما. نحن إخوان، ويجب أن نبقى كذلك، وعلى العدو أن يفهم أننا شعب واحد، لا تمييز بين مسيحي ومسلم. والمقاومة عنوان للجميع، ولبنان العزيز أسس لثالوث الجيش والمقاومة والشعب، وأراه ضروريا ومهما الآن وغدا".

وفي الختام، هنأ السفير السوري "اللبنانيين والسوريين والأمتين العربية والإسلامية بعيد الفطر".