المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 05 أيلول/2010

 

إنجيل القدّيس لوقا 18/01-08/الإصرار والمثابرة

وقَالَ لَهُم يَسُوعُ مَثَلاً في أَنَّهُ يَنْبَغي أَنْ يُصَلُّوا كُلَّ حِينٍ وَلا يَمَلُّوا، قَال: كانَ في إِحْدَى المُدُنِ قَاضٍ لا يَخَافُ اللهَ وَلا يَهَابُ النَّاس وَكانَ في تِلْكَ المَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَة: أَنْصِفْني مِنْ خَصْمي! وظَلَّ يَرْفُضُ طَلَبَها مُدَّةً مِنَ الزَّمَن، ولكِنْ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ في نَفْسِهِ: حَتَّى ولَو كُنْتُ لا أَخَافُ اللهَ وَلا أَهَابُ النَّاس، فَلأَنَّ هذِهِ الأَرْمَلةَ تُزْعِجُني سَأُنْصِفُها، لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأْتِي إِلى غَيْرِ نِهَايةٍ فَتُوجِعَ رَأْسِي ثُمَّ قالَ الرَّبّ: «إِسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْم. أَلا يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ لَيْلَ نَهَار، ولو تَمَهَّلَ في الإسْتِجَابَةِ لَهُم؟ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ سَيُنْصِفُهُم سَرِيعًا. ولكِنْ مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَان، أَتُراهُ يَجِدُ عَلَى الأَرْضِ إِيْمَانًا؟

 

توقع انتقام إسرائيلي نوعي لمقتل المستوطنين في الضفة الغربية

 بروكسل- "السياسة":حذرت أجهزة استخبارية أوروبية في تل أبيب »استعدادات عسكرية أمنية اسرائيلية لشن أخطر العمليات نوعية, ضد قياديين كبار في حركة »حماس« و»الجهاد الإسلامي« رداً على مقتل ستة مستوطنين اسرائيليين خلال 24 ساعة في الضفة الغربية وإعلان هاتين الحركتين مسؤوليتهما عن حادثين. وقالت الأجهزة الأوروبية التي نقلت معلوماتها الى دول الاتحاد الأوروبي أول من امس أن رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة اسماعيل هنية واحد كبار قادة حركة »حماس« قد يكون في رأس لائحة الاستهداف الاسرائيلية الى جانب عدد آخر من القادة البارزين والكوادر الميدانية خصوصا من »كتائب القسام« الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية وحتى داخل قطاع غزة نفسه أو في الخارج. وكشفت الاستخبارات الأوروبية النقاب عن أن الأوامر صدرت الى عدد من عملاء اسرائيل داخل الضفة الغربية والقطاع استعداداً لتلقي أوامر التنفيذ, وان ضباط استخبارات اسرائيليين انتقلوا الى خطوط متقدمة في الضفة الغربية, من أجل شن حملة اغتيالات وتفجيرات واسعة بعد انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية في واشنطن التي بدأت منذ يومين. وعلى الرغم من »ضبط النفس« القوي الذي مارسه الرئيس الأميركي باراك أوباما على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه ايهود باراك, اللذين يشاركان في تلك المفاوضات للامتناع عن الانتقام لمقتل المستوطنين العبريين  الستة بهدف نسف المفاوضات, إلا أن الاستخبارات الأوروبية اكدت ان المسؤولين الاسرائيليين الكبيرين ابلغا اجهزتهما الأمنية في تل أبيب والقدس ان تكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ العمليات الانتقامية القاسية متى انتهت المفاوضات وصدرت اليها الأوامر بذلك.

 

إكذوبة إسمها يوم القدس العالمي

د. أيمن الهاشمي/كاتب عراقي

 تلك هي ساحة الجهاد في فلسطين فلتتحرك جحافل الجيش الاسلامي الايراني لتحريرها

في السابع من أغسطس عام 1979 أعلن الإمام الخميني في بيان وجهه الى عموم الامة الاسلامية اعتبار يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك من كل عام "يوما للقدس",  لنصرة الشعب الفلسطني والوقوف إلى جانبه في محنته ضد الاحتلال الصهيوني, واستبشر بذلك بعض العرب المخدوعين بشعارات الثورة الخمينية, وظنوا أن هذه الثورة تسعى فعلا إلى تحرير فلسطين.. ولكن لم تكد تمر اشهر قليلة حتى نشبت الحرب الايرانية العراقية (سبتمبر 1980) واستمرت ثمانية اعوام لتعنت الامام الخميني ذاته في قبول قرارات المجتمع الدولي بوقف اطلاق النار بين الجانبين, وكان أن خسر العالم الاسلامي في هذه الحرب مايفوق المليون مسلم قتيلا واضعاف هذا العدد من الجرحى والمعاقين, وتأخرت عملية التنمية في البلدين وتركزت المصاريف على المجهود الحربي. فكانت اختبارا لشعارات يوم القدس الايراني, وأكدها كذلك ما جاء على لسان قائد الثورة في ايران, الامام الخميني من أن "الطريق الى القدس يمر ببغداد!", وهو ما معناه أنه لا يمكن تحرير القدس إلا باسقاط نظام الحكم في العراق وتدمير مدينة بغداد كرمز عروبي اسلامي يغيض بماضيه وتاريخه كوامن الحاقدين على العروبة والاسلام العربي. وكان شعار الخميني الجديد "الطريق الى القدس تمر ببغداد" شاهدا على أن الثوار الاسلاميين في ايران انما يستخدمون اسم القدس كورقة سياسية ودعاية فجة, ومحاولة لاستمالة المخدوعين العرب وغير العرب الذين صدقوا عزم الثورة الاسلامية الخمينية على تحرير القدس. وإذا كانت بغداد ونظامها يشكلان عقبة أمام الجمهورية الاسلامية من اجل انجاز وعدها بتحرير القدس, فإن بغداد ونظامها سقطا في غزو اميركا للعراق عام 2003 وهو الغزو الذي لم يكن ليتم ولم يكن لاميركا ان تحتل العراق وتسقط النظام, لولا الدور الايراني في ذلك وهذا ما اكده اكثر من مسؤول ايراني منهم رفسنجاني ومنهم محمد علي ابطحي النائب السابق رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية للشؤون القانونية في كلمته امام مؤتمر "الخليج والتحديات" الذي عقد في ابوظبي يناير 2004 حين قال بالحرف الواحد أمام المؤتمر: "لولا الدور الايراني المتعاون لما تمكنت اميركا من اسقاط كابول وبغداد! فإذا كانت العقبة امام جهود الثورة الاسلامية لتحرير القدس هي بغداد ونظامها فإنهما سقطا فما العذر لدى ايران في عدم اتمام مشروعها لتحرير القدس بعد ان تحررت بغداد وصارت ولاية من ولايات ايران?

لو كان ملالي طهران عازمون حقا على تحرير القدس لكان لهم دور في صد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة, ولكان لهم دور في كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة منذ عامين, ولكنهم اكتفوا هم ووكيلهم "حزب الله" بكل ترسانته من الصواريخ الايرانية موقف المتفرج في حين ان تصريحاته العنترية الطنانة كانت تتوعد اليهود بسيل من الصواريخ ان هم اعتدوا على غزة!

لقد وعت الأمة العربية وبخاصة الاحرار من العرب, والمتنورين, والذين ادركوا المرامي الخداعة لملالي طهران من رفع شعار يوم القدس, للمتاجرة بالقضية الفلسطينية, لقد بات معلوما للقاصي والداني ان الملالي لاتهمهم فلسطين ولا تهمهم القدس ولا تعنيهم في شيء, سوى استخدامهما كورقة دعائية وخديعة للمخدوعين من العرب والمسلمين الذين صدقوا أو يصدقون ان إيران الملالي عازمة على تحرير القدس, لكنها استبدلت شعار "الطريق الى القدس يمر عبر بغداد" بشعار "الطريق الى فلسطين يمر عبر نشر التشيع الصفوي في العالمين العربي والاسلامي, فإلى متى يظل المخدوعين على انخداعهم بهذه الشعارات الايرانية الجوفاء التي بان كذبها وافتضحت مراميها?

تلك هي ساحة الجهاد والنضال في فلسطين فلتتحرك جحافل الجيش الاسلامي الايراني لتحريرها إن كان ملالي طهران صادقين هم وامامهم الراحل الخميني حقا بالشعارات الجوفاء التي يخدعوننا بها.. ولكن هيهات, فقد افتضحت العلاقات السرية الوثيقة بين ايران واسرائيل, وهذه الساحة العراقية بعد غزو العراق تشهد على تنسيق كامل بين الملالي وبين الشيطان الاكبر (اي الولايات المتحدة الاميركية), لإدارة الشأن العراقي, واميركا هي التي سمحت لايران بالتمدد في العراق.. فكفى خداعا وجدلا.

 

العميد المتقاعد وهبي قاطيشا : "زكزكة" سورية للسيد نصرالله... وإنفجار الشهابية" يفضح حزب الله من جديد 

ناتالي إقليموس/موقع 14 آذار

على وقع ردود الفعل التي رافقت إطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، رأى أمين سر العام القوات اللبنانية العميد المتقاعد وهبي قاطيشا "أن السيد نصرالله لا يحاول إلغاء فريق آخر، إنما إلغاء الدولة بحد ذاتها من خلال تهميشه لدورالجيش اللبناني"، متمنياً على السيد "لو يطبق فعلياً ما يقوله عوضاً من الغوص في عالم النظريات".

ورداً على إعتبار السيد نصرالله ان إشتباكات برج أبي حيدر نتيجة حادث فردي، إعتبر قاطيشا في حديث خاص إلى موقع "14 آذار" الإلكتروني "أن الحادث لم يكن ليتطور لولا وجود ميليشيات تتربص في بيروت، أضف إلى ذلك ظاهرة إنفلاش السلاح في أحياء العاصمة". وتابع قاطيشا موضحاً: "كشفت أحداث برج أبي حيدر أن الوحدات الميليشياوية تتمتع بتنظيم خاص بصرف النظرعن نوعية الأسلحة التي تتمتع بها".

وعلى ضوء تأكيد السيد حسن نصرالله على متانة العلاقة بين سوريا وايران، إعتبر قاطيشا "ان السيد نصرالله يحاول طمأنة جمهوره على صلابة الحلف الإيراني السوري سيما بعد إشتباكات برج أبي حيدر، والتي تبين على أثرها وجود خلل ما في العلاقة". وتابع قاطيشا: "كما أن ما جرى أشبه بـ"زكزكة" سورية لحزب الله تأكيداً أن ليس بوسعه الإبتعاد عن الحضن السوري، فدمشق دوماً على إستعداد لتحريك عناصر من خارج قوى 14 آذار من أجل تحجيم حزب الله أحياناً".

من جهة اخرى كشف قاطيشا عن وجود خلل وضياع في السياسة الداخلية والإقليمية داخل حزب الله في كيفية التعامل مع لجنة التحقيق والمحكمة الدولية، فقال: "في الوقت الذي نسمع فيه الشيخ نعيم قاسم يبلغنا أن لدى الحزب المزيد من الملفات عن المحكمة سيظهرها تباعاً، يؤكّد السيد حسن نصرالله أنه قدّم ما يملك من معطيات للقضاء اللبناني". وتابع قاطيشا متأسفاً: "قد ينسى البعض أنه لا يمكنه التخلي عن رحمة الدولة اللبنانية وسقفها، مهما زاد شأنه وتدجج بالسلاح".

كما أثنى قاطيشا على مطالبة السيد حسن نصرالله بمتابعة قضية إحتجاز الإمام موسى الصدر: " نضم صوتنا إلى مطلب السيد نصرالله، ولكن في الوقت عينه نذكره بأن للبنان مفقودين في السجون السورية، فنتمنى عليه له يصر أيضاً على كشف مصير هؤلاء المخطوفين".

ورداً على قطع السيد حسن نصرالله الطريق على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وحقيقة جدواها في واشنطن، قال قاطيشا: "نستغرب كيف أن حزب الله وجميع القوى التي تدور في فلكه بالإضافة إلى الدول الممانعة ينعون المفاوضات لحظة إنطلاقتها من دون طرح أي حل بديل عن الحوار والتباحث. وللأسف نراهم يعطلون الحلول المطروحة من دون السعي إلى توفير أي إمكانية للتوصل إلى نتيجة. فهل هذه الأطرف تسعى إلى خدمة إسرائيل بطريقة غير مباشرة".

وعن موقفه من الإنفجار الذي وقع في بلدة الشهابية الجنوبية قال قاطيشا: "ما حدث في جنوب الليطاني دليل واضح على إنتهاك قرار 1701، وهي ليست للمرة الاولى التي ينكشف فيها حزب الله، فهو لا يزال يخزن الأسلحة بطريقة لا تستوفي شروط التخزين السليمة، لذا من وقت إلى آخر نسمع وقوع إنفجار لمستودع من الذخائر المكدسة".

وعلى أثر الحملة الهجومية المتكررة على رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، انتقد قاطيشا كلام الوزير السابق وئام وهاب: "مواقف وهاب كمن يسير على آلة تحكم عن بعد، فهو أشبه بصندوف بريد أو بوق ينقل الرسائل إلى الحريري، إلا أن الأخير حتى الآن يتصرف كرجل دولة بامتياز". 

 

"لوفيغارو": تمثيل جريمة إغتيال الحريري في 28 أيلول الحالي جنوب فرنسا 

أوردت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية على موقعها على شبكة الإنترنت أنَّه "سيتم في الثامن والعشرين من أيلول الحالي إعادة تمثيل جريمة إغتيال (رئيس مجلس الوزراء الأسبق) رفيق الحريري في معسكر للجيش الفرنسي جنوب غرب فرنسا"، مشيرةً إلى أنَّ "إعادة تمثيل الجريمة ستتم في معسكر كابتيو في منطقة الجيروند". وكتب الصحافي جورج مالبرونو على موقع الصحيفة أنَّ "الإستعدادات بدأت في حزيران الماضي مع زيارة قام بها خبير فرنسي في المتفجرات إلى المعسكر"، موضحاً أنَّه "تم شق طرق وتركيب مبان في المكان ليكون مشابهاً تماماً لمكان الجريمة". ويشار إلى أنَّ هذا الخبير يعمل في فريق المحققين التابع للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في قضية اغتيال الحريري.

إلى ذلك، أكد مصدر مقرب من هذا الملف لـ"فرانس برس" هذا "الخبر الصحافي".   أ.ف.ب.

 

تحذيرات دولية من زيارة بعض المناطق في لبنان 

وكالات/حذرت السفارة الفرنسية في موقعها على الانترنت رعاياها من تفادي زيارة بعض المناطق اللبنانية ومنها المناطق الحدودية والمناطق الواقعة جنوب جزين،الضاحية الجنوبية لبيروت، بحيرة القرعون، راشيا ومحيط المخيمات في طرابلس ووصيدا كما طالبتهم بالاكتفاء بزيارة بعلبك لا مناطقها محذرة من ان الوضع الامني قد يتدهور بسرعة . السفارة البريطانية نبهت مواطنيها بدورها من التوجه الى بعض المناطق بسبب مخاوف امنية خاصة المخيمات الفلسطينية ومنطقة جنوب الليطاني مشيرة الى احداث العديسة وبرج ابي حيدر. وفي صفحة مخصصة للارهاب، حذرت السفارة من تعرض المصالح البريطانية والغربية في لبنان لتفجيرات

 

حوادث بيروت وتداعياتها أظهرت صعوبة تجاوز مشكلة السلاح

"حزب الله" يأخذ على الحريري انه غير مطواع على نحو يخدم التهدئة

روزانا بومنصف/النهار

على رغم حرص "حزب الله" على طي حادث برج ابي حيدر الذي اصابه بضرر شديد بسرعة، فان اصرار الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله على اثارة الموضوع على النحو الذي اثاره فيه في خطابه في "يوم القدس" لا يمكن ان يخدم مساعي التهدئة اذ هو استهدف رئيس الحكومة سعد الحريري، اللهم الا اذا كان مفهوم التهدئة يعني فرض الصمت حيال كل ما يتصل بالحزب. وهو الامر الذي يبدو ان الحريري فهمه ورد عليه. اذ سأل تعليقا على كلام الامين العام للحزب "ما هو المطلوب حين تصبح بيوت الناس وممتلكاتهم عرضة للانتهاك ان نقف متفرجين دون ان يكون لنا الحق بابداء الرأي او الكلام؟".

ويعزى انزعاج الحزب، وفق مصادر سياسية الى شعوره بأن الحريري رغم الهجوم عليه والذي تكرر على لسان السيد نصرالله قبل ساعات قليلة من توجهه الى دمشق الاحد الماضي لا يبدي طواعية بالسرعة والمواصفات الكافية. اذ يفترض في رأيه ان يكون الحريري بات في موقع آخر نتيجة عوامل واعتبارات عدة من بينها انفتاحه على سوريا ونسبه اليها مواقف تفيد بضرورة حماية الحزب ومنع المس به وكذلك الأمر في الحملة على المحكمة وتخييره بين مواصلة عملها والاستقرار الداخلي.

لكن الحريري اظهر ممانعة ولم ينتقل الى الموقع المحدد له. فالحزب الذي يخشى احتمال اتهام عناصر منه باغتيال الرئيس رفيق الحريري ويعتقد ان حل موضوع المحكمة الدولية هو في يد نجله رئيس الحكومة، توقع من هذا الاخير الا يظهر في بيروت الاشكالية التي سعى الى تغطيتها في اشتباكات برج ابي حيدر عبر رفض لعبة السلاح في بيروت. اذ ان هناك عيبا اساسيا يكمن في واقع تحول سلاح "حزب الله" سلاحاً رديفاً لسلاح الجيش اللبناني انكفأ الحديث عنه الى حد بعيد. الاّ انّ اشتباكات برج ابي حيدر اضاءت على اشكالية متعددة الوجه بالنسبة الى الحزب ابرزها ان اثارة موضوع السلاح في شوارع بيروت لقي تجاوبا من اهل العاصمة ومن خارجها وممن هم ايضا حلفاء للحزب. اذ ان اللبنانيين ليسوا في حاجة الى حض من احد في موضوع نزع السلاح من الشارع إذ يعتبرونه امراً بديهياً. وكان موقف الرئيس السابق للحكومة سليم الحص نموذجا في هذا المجال في حين كان وجود شخصيات سنية معارضة للحريري في بيروت نقطة قوة بالنسبة الى الحزب. كما كان هناك موقف لنواب من كتلة النائب ميشال عون حليف الحزب ذهب الى المطالبة بنزع السلاح ليس في بيروت فحسب بل في كل لبنان.

اذ ان الحزب الذي يعتبر ان ميزان القوى تحول لمصلحته في العامين الاخيرين ويسعى خطوة بعد خطوة الى تثبيت ذلك بقوة واجه ثغرة كبيرة شكلتها اشتباكات برج ابي حيدر من خلال الاضاءة على سلاحه مجدداً وفي سياق يضر به كثيراً وتضاف هذه الثغرة الى المشكلة التي يواجهها في موضوع المحكمة. وفي هذا السياق يبرز امران احدهما ان اشتباكات بيروت اظهرت ان الحزب غير معصوم من الخطأ الامني مثلما يظهر ذلك انفجار الشهابية ولو انه يدرج في اطار مختلف. لكن في الحالين لدى الحزب اشكالية تكمن في انه رفع سقف العصمة لديه وإمكان اختراقه او الوقوع في ما يقع فيه الآخرون.

وبعض المراقبين يرون الامر في الاشهر الاخيرة من زاوية انه كيفما تطورت الامور على الارض في لبنان هناك "حزب الله" او سلاحه في الواجهة وبارادة من الحزب، من المشكلات مع القوة الدولية في الجنوب الى انفجارات مخازن الأسلحة من خربة سلم الى الشهابية الى موضوع المحكمة الدولية الى موضوع الاشتباكات في بيروت. وهو أمر بات يبرز على هذا النحو بالنسبة الى الخارج والداخل والذي يعتقد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري حاول التخفيف من وقعه في خطابه الأخير في ذكرى الامام موسى الصدر من خلال الاصرار على موقع الطائفة الشيعية من ضمن الدولة وليس خارجها. اما ما يضيفه انفجار الشهابية الى هذه الاشكالية فهو انه، وبغض النظر عن واقــع التســلــيــم بــوجــود سلاح للحزب في مناطق الجنوب قريبا من الحدود مع اسرائيل وعما يثيره من احراج للدولة اللبنانية ممثــلة بالجيش او للقوة الدولية العاملة في الجنوب واستغلال اسرائيل لهذا الانفجار، يثير تساؤلات عن عدم شرعية هذا السلاح. فلو ان هذه الاسلحة المــوجودة في الجنوب ايا يكن نوعها هي بامرة الجيش اللبناني لكانت اكثر من مقبولة وشرعية ولا يمكن أحد الاعتراض عليها لا داخليا ولا خارجيا.

وقد حظي "حزب الله" اخيرا بواقع التسليم بوجود سلاحه من الجميع وصولا الى "القوات اللبنانية" التي طالبت الدولة بتنظيم هذا السلاح ولم تعد تطالب بنزعه، فلم ينل الاقتراح اي رد فعل ايجابي ولو في معرض الاستفادة من هذا الاقرار اللبناني الشامل ومناقشته من ضمن ما يمكن قبوله وما لا يمكن قبوله. في حين تقول هذه المصادر انه تمت مراعاة التهدئة من رئيس الحكومة وكتلته حول سلاح الحزب من حيث التأكيد ان لا خلاف على دور المقاومة في وجه اسرائيل في العبارة نفسها المتعلقة بحماية العاصمة، وهو امر اساسي ومهم قفز فوقه الحزب الى انتقاد المواقف ككل. لكن الامر لن يتطور الى ابعد من ذلك اي الى توتير او مواجهة على رغم الحدة في المواقف.

 

تعذر نزع السلاح يدفع السلطة نحو تقوية الجيش

رسائل التهدئة السورية لقيت صدى لدى الحريري وطالت "حزب الله"

سابين عويس/النهار     

بدا واضحا من المواقف الاخيرة للقوى السياسية على ضفتي "تيار المستقبل" و"حزب الله" ان الجانبين استجابا لدعوات التهدئة في الاطار الذي وضعه سحور دمشق (الذي جمع الرئيس الاسد ورئيس الوزراء الحريري) على أثر الاشتباكات الاخيرة التي وقعت في منطقة برج ابي حيدر وتمددت الى مناطق محيطة.

وتعزو مصادر سياسية منحى التهدئة الذي التزمه الحريري وقيادات "حزب الله" الى رغبة سورية تلتقي مع رغبة الفريقين في عدم تكرار 7 ايار. وفيما اعتبر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان حوادث برج ابي حيدر لم تكن سوى "بروفة" لما يراد أن يستدرج اليه الحزب، لاحظت المصادر السياسية أن تلك الحوادث كانت أشد وقعا وخطرا مما شهدته البلاد في 7 ايار، وأن أي تفجير أمني على خلفية احتقان مذهبي سيجعل من 7 ايار نزهة. وهذه الخطورة هي التي دفعت كل الافرقاء الى اعادة النظر وتقويم ما حصل بكل حيثياته وخلفياته التي لا تزال موضع التباس وغموض لدى الرأي العام، والتزام سقف التهدئة الذي دعت اليه دمشق.

وفي حين جاء التزام الحريري فوريا وتمثل بتراجع لهجته الحادة التي اتسم بها خطابه في الافطار الرمضاني في البيال، فان التزام "حزب الله" وان جاء متأخرا قليلا، كان واضحا وحاسما، فقد انتهت الحملات الاعلامية الداعية الى تغيير الحكومة وأرجأ الحزب اثارة ملف شهود الزور وتريث حيال القرار الظني، في مقابل تراجع "تيار المستقبل" عن شعار بيروت مدينة منزوعة السلاح واستبعاد صدور القرار الظني في الامد القريب بعدما فعلت الديبلوماسية الخارجية للمملكة العربية السعودية فعلها في الاوساط الدولية، اذ أبرزت الانعكاسات الخطيرة لأي قرار ظني يطال "حزب الله" على الاستقرار ليس في لبنان فحسب وانما في المنطقة.

المجلس الأعلى للدفاع

وفي هذا السياق، جاء مخرج مسألة السلاح برمي كرة النار الملتهبة في حضن الجيش اللبناني بعدما سحب ملف برج ابي حيدر من مجلس الوزراء واللجنة الوزارية المنبثقة منه ليوضع في عهدة المجلس الاعلى للدفاع.

ورغم أن مداولات المجلس تتسم بطابع السرية إلا أن ما رشح عنها وفق ما أفادت مصادر مطلعة لـ"النهار" أن حوادث برج ابي حيدر الاخيرة استأثرت بالحيز الاكبر من النقاش. وبعدما عرض المجتمعون خلفياتها السياسية ووثائقها الامنية واللوجيستية، بدا واضحا للمجلس أن ظاهرة انتشار السلاح المتفلت من أي ضوابط او رقابة باتت تتطلب مقاربة مختلفة بعيدة عن التحدي والاستفزاز، بعدما بات الكلام في هذا الشأن يمس سلاح المقاومة من دون الاخذ في الاعتبار أن حوادث برج ابي حيدر كما كل الحوادث الفردية التي سبقتها أظهرت وجود السلاح غير سلاح المقاومة في مناطق عدة بكثرة وبأحجام متفاوتة تتجاوز ما تسمح به القوانين المرعية.

وقد دفع هذا الواقع مناطق عدة الى البحث عن بدائل تتيح ولو في الحد الادنى ضبط استعمال السلاح ومنع توجيهه نحو الداخل. وقد ركز المجلس الاعلى للدفاع مداولاته في هذا الشأن على الاجراءات الواجب اتخاذها لاحتواء أخطار هذا السلاح، وهذا يكون بحسب المصادر المطلعة بالمضي في اجراءات تسليح الجيش اللبناني وتعزيز قدراته القتالية والدفاعية وتجهيزه بالاسلحة والاعتدة الملائمة ليكون قوة ردع حقيقية في وجه كل من تسول له نفسه اللجوء الى السلاح،  الى جانب تحصين عقيدته وهيبته انطلاقا من الدور الاساسي للقوى المسلحة في اعادة بسط سلطة الدولة على أراضيها.

وأشارت المصادر الى أهمية الوجود القوي للجيش خلال الحوادث الاخيرة لبرج أبي حيدر حيث اختفت المظاهر المسلحة فور ظهوره.

ولكن ماذا يعني عمليا تسليح الجيش والمضي في اجراءات تعزز قدراته؟

تجيب المصادر السياسية عينها ان تطبيق قرارات المجلس الاعلى للدفاع في ما يتعلق بـ"مستلزمات المهمة الدفاعية والتسليح" يلتقي عمليا مع فكرة "الاستثمار في الامن" التي نادى بها رئيس الحكومة في افطاراته الرمضانية. وهذا يعني عمليا الحاجة الى تمويل اضافي، يذكّر بالانفاق الاستثنائي الذي تكبدته الخزينة على مدى العقود الثلاثة الاخيرة على الاسلاك العسكرية. واللافت بحسب هذه المصادر ان كل ما أنفق حتى اليوم لم يغط الحاجات الاساسية للجيش ليكون على مستوى الاعمال المطلوبة منه وهو بالتالي لا يزال في حاجة الى الكثير.

وأمام طرح غير بريء صدر في وسائل الاعلام عن احتمال اللجوء الى ضرائب جديدة لتغطية هذا الانفاق أكدت المصادر انها تأخذ كل الخيارات المتاحة في الاعتبار بما فيها الخيار الضريبي "ولِمَ لا اذا كان الهدف تحصين الجيش وقدراته"، مشيرة الى ان رزمة من الاجراءات التي اتفق عليها في المجلس الاعلى للدفاع لتسليح الجيش والاجهزة العسكرية ستبدأ بالظهور تباعا. ولكن المهم ألا تستدرج المؤسسة العسكرية الى أعمال تضيع بوصلة الاهداف الرئيسية.

 

سفير اسرائيل بواشنطن: "حزب الله" نصب 15 الف صاروخ على امتداد الحدود

نهارنت/لفت سفير اسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل اورين الى أن "حزب الله" نصب نحو 15 الف صاروخ على امتداد الحدود اللبنانية الاسرائيلية، من بينها صواريخ قادرة على اصابة مدينة ايلات.واشار أورين الى ان "الصواريخ التي يملكها "حزب الله" أكثر دقة من تلك التي استخدمها في خلال حرب تموز". واعتبر أن "حزب الله" نشر الصواريخ في محيط مستشفيات ومنازل سكنية ومدارس لكي تُتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب اذا حاولت استهداف هذه الصواريخ. 

 

فيلتمان: واشنطن تريد سلاما شاملا يضم لبنان وسوريا

نهارنت/ أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان الجمعة ان "واشنطن تريد سلاما شاملا في الشرق الأوسط يضم المسارين اللبناني والسوري"، لافتاً الى أن "هناك مشاكل وتحديات عظام ويجب جسر الهوة". وأضاف فيلتمان في حديث الى قناة "العربية"، "نحن لا نضمن النجاح للمفاوضات المباشرة الإسرائيلية-الفلسطينية في واشنطن، ولكن سنبذل كل ما بوسعنا لإنجاحها ومن مصلحتنا أن نصل الى السلام". وأشار الى أن "الولايات المتحدة شريك في العملية التفاوضية لكنها لا تفرض حلاً"، مضيفا ً "نتطلع أن يقوم الطرفان بخطوات من أجل إيجاد مناخ مناسب لتقدّم المفاوضات، ويتعين علينا إيجاد مناخ للوصول الى السلام".

 

مصادر غربية: حملة "حزب الله" وإيران على المفاوضات لقطع طريق عملية السلام على المسار السوري-اللبناني 

نقلت "المركزية" عن مصادر ديبلوماسية غربية أن الحملة التي شنها "حزب الله" بالتنسيق مع إيران على المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل تهدف في ما تهدف الى قطع الطريق مسبقاً على إعلان الموفد الأميركي الخاص جورج ميتشيل ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان أن واشنطن ستعمل على تحريك عملية السلام على كل المسارات وفي مقدمها المسار السوري – اللبناني.

 

مصادر دبلوماسية: أميركا أبلغت إسرائيل معارضتها أي تعرّض للجيش اللبناني

وكالات/تواجه الولايات المتحدة الأميركية احراجاً شديداً في التهديدات الاسرائيلية للجيش اللبناني، وهي سارعت الى الضغط على تل أبيب للجم الدولة العبرية اثر المواجهة التي حصلت في عديسه بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي في 3 تموز. وعزت مصادر ديبلوماسية سبب الضغط الأميركي الى ان الادارة الاميركية قررت مواصلة تسليح الجيش اللبناني وفق برنامج متفق عليه. وهي صرفت الى الآن نحو 700 مليون دولار بدل اسلحة وتدريب للجيش، ذلك ان المسؤولين الأميركيين يرون ان مؤسسة الجيش اثبتت انها قادرة على الحفاظ على وحدة البلاد وان قيادته اظهرت حكمة في النهج الذي اتبعته في معالجة الحوادث والتظاهرات التي حصلت في السنوات الأخيرة، وتوفير الأمن لاجراء الانتخابات النيابية والبلدية.

وتأكد للأميركيين أيضاً ان ما التزمته قيادة الجيش قد تحقق حتى الآن وهو منع وقوع اسلحة اميركية معينة سلمت الى الجيش في يد أي حزب او حركة سياسية وذلك من خلال الكشف الذي تقوم به السفارة الاميركية بشكل دوري متفق عليه مع الجهة المختصة في وزارة الدفاع الوطني. ولفتت الى أن الرئيس باراك أوباما اثنى على الجيش والدور الذي يقوم به وساند وزارة الخارجية في الاتصالات التي اجرتها مع زعماء في الكونغرس لوقف الحملة الاسرائيلية لوقف المساعدات العسكرية له بعد مواجهة عديسة. واشارت الى ان واشنطن طلبت أيضاً من قيادة الجيش ممارسة ضبط النفس وعدم اعطاء اسرائيل اي فرصة لمهاجمته. وقد نقل هذه الرغبة اكثر من موفد اميركي زار بيروت كان آخرهم مساعد الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط فريدريك هوف الذي ابلغ قائد الجيش العماد جان قهوجي ومسؤولين آخرين التقاهم الاثنين والثلثاء الماضيين ان ليس بمقدور واشنطن ان تضغط على تل أبيب في حال حصلت مواجهة جديدة بين جيشي البلدين. ونبّهت الى أن المرحلة حساسة جداً في المنطقة فاذا هاجمت اسرائيل ايران فان جبهة الجنوب ستشتعل. ولاحظت في حديث لـ"النهار" ان اسرائيل تراوغ في اعلان نيتها الانسحاب من شمال بلدة الغجر لانها تريد ان تستعمل ورقة الانسحاب لدفع لبنان الى الدخول في مفاوضات مباشرة معها. وتجدر الاشارة الى ان واشنطن تسعى لدى تل أبيب بشكل جدي لدفعها الى الانسحاب من الغجر وهذا التوقع لمثل هذا الانسحاب لحظه القرار 1937 الذي صدر الاثنين الماضي والذي بموجبه وافق مجلس الامن على التمديد لقوة "اليونيفيل" سنة جديدة تنتهي في 31 آب من العام المقبل. وذكرت ان الاستقرار السياسي والامني في لبنان معرض للانتكاسة في اي وقت وفي مناطق معينة دون سواها، وان دمشق تلعب دوراً محورياً لتهدئة الاوضاع. ورأت ان الامن يبقى نسبياً ما دام السلاح في حوزة المواطنين. وتعترف بان هذه المشكلة غير قابلة للحل في ظل الظروف الأقليمية المعقدة.

 

واشنطن قررت مواصلة تسليح الجيش وطالبته بعدم إعطاء اسرائيل ذريعة

نهارنت/نقلت صحيفة "النهار" عن مصادر دبلوماسية أن سبب الضغط الأميركي على تل أبيب يعود الى أن "الادارة الاميركية قررت مواصلة تسليح الجيش اللبناني وفق برنامج متفق عليه، وهي صرفت إلى الآن نحو 700 مليون دولار بدل اسلحة وتدريب للجيش". ولفتت الصحيفة نقلاً عن المصادر عينها أن "الرئيس الأميركي باراك أوباما أثنى على الجيش والدور الذي يقوم به وساند وزارة الخارجية في الاتصالات التي اجرتها مع زعماء في الكونغرس لوقف الحملة الاسرائيلية لوقف المساعدات العسكرية له بعد مواجهة عديسة".

وأشارت الى ان "واشنطن طلبت أيضاً من قيادة الجيش ممارسة ضبط النفس وعدم اعطاء اسرائيل اي فرصة لمهاجمته"، منبهة الى أن "المرحلة حساسة جداً في المنطقة فاذا هاجمت اسرائيل ايران فان جبهة الجنوب ستشتعل". ولاحظت المصادر أن "اسرائيل تراوغ في اعلان نيتها الانسحاب من شمال بلدة الغجر لانها تريد ان تستعمل ورقة الانسحاب لدفع لبنان الى الدخول في مفاوضات مباشرة معها". وذكرت أن "الاستقرار السياسي والامني في لبنان معرض للانتكاسة في أي وقت وفي مناطق معينة من دون سواها، وأن دمشق تلعب دوراً محورياً لتهدئة الاوضاع". كما رأت أن "الامن يبقى نسبياً ما دام السلاح في حوزة المواطنين، وتعترف بأن هذه المشكلة غير قابلة للحل في ظل الظروف الأقليمية المعقدة". 

 

وزير إسرائيلي: محور إيران-حزب الله سينحسر كلما تقدمنا بمسيرة السلام

نهارنت/أكد الوزير الاسرائيلي افيشاي برافيرمان أن "ردود الفعل الهستيرية الصادرة عن طهران في اعقاب المفاوضات المباشرة تبرهن على ان التقدم في المسيرة السلمية سيعزز العلاقات بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة". وشدد برافيرمان على ان "محور ايران حماس حزب الله سينحسر نفوذه كلما تقدمنا في العملية السلمية". 

 

إعادة تمثيـل اغتيـال الحريري تبدأ في 28 أيلول وتستمر من ثلاثة أيام الى أسبوع

السان جورج لم يخرج من ركامه، ولكن توأمه الفرنسي اكتمل بناؤه. الاختلاف لن يطول بين الفندقين. وسيلقى التوأم الفرنسي مصيراً مشابها نهاية أيلول الحالي على يد لجنة التحقيق الدولية، وبمتفجراتها بالأحرى، وهي تختبر في الأسابيع القريبة ما جنته من فرضيات في الأعوام الخمسة الماضية، حول تفجير موكب رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وتعيد تمثيل وتسجيل ما فاتها من اللحظات الأخيرة المفترضة لموكب 14 شباط عام 2005 ومشاهده الدامية. وكشفت صحيفة «لوفيغارو» أمس أن إعادة تمثيل الجريمة ستبدأ في 28 الحالي، بعد أن أنجزت شركات فرنسية، في ثلاثة أشهر من العمل، بناء نسخة عن الفندق اللبناني الشهير، في قاعدة «كابسيو» العسكرية قرب مدينة بوردو. وقال مصدر فرنسي لـ«السفير» إن الكومندان جان بيار لاروش، وهو أحد العاملين الفرنسيين في لجنة التحقيق الدولية، قد أشرف على عملية إعادة بناء موقع تفجير موكب رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في نقطة السان جورج، التي شملت إلى الفندق المنعطف المطل على الخليج، وبعض الأبنية المطلة على الموكب. وأوضح المصدر أن اللجنة، التي يشرف عليها لاروش، اكتفت بإعمار نسخ من المباني البيروتية التي تعرضت للموجات التفجيرية الأولى للكمين الانتحاري، من بين مبان أخرى تقع عند المنعطف الشهير . وقال المصدر إن عمليات إعادة التفجير وتمثيل الجريمة ستستمر من ثلاثة أيام إلى أسبوع، إلى أن تتفحص اللجنة من الفرضيات كافة وتقارنها بما توصلت إليه التحقيقات قبل رفعها إلى المدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بيلمار، وضمها إلى ملف التحقيق. وأشار المصدر إلى أن الجيش الفرنسي سيبدأ باتخاذ إجراءات أمنية مشددة لحماية منطقة الاختبارات، التي تقع في مثلث استراتيجي، يضم إلى «كابسيو» وحي حقل رماية واختبار متفجرات قاعدة «مونمارسو» ومطاراً عسكرياً. وتم اختيار «كابسيو» من دون غيرها تأكيداً لالتزام فرنسا دعم المحكمة الدولية في عملها. وكانت «كابسيو» خلال الحرب الباردة قاعدة عسكرية للجيش الأميركي لمدة 20 عاما، قبل أن يقرر الجنرال ديغول إقفالها والانسحاب من حلف شمال الأطلسي. وخلف الأميركيون وراءهم مدينة عسكرية تبلغ مساحتها 10 آلاف هكتار، تضم أبنية ومعدات وتحصينات ومواخير تذكر بالجنود الأميركيين، ويستخدمها الجيش الفرنسي، حقلا للرماية. 

 

شمعون: السلاح استُعمل لافتعال مشاكل "بلا طعمة" وتحقيق مكاسب سياسية  

ليس لـدى "حزب الله" أي حسابات وطنية بـل يسعى الى "دويلته الصغيرة"   

لم يستغرب رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون الموقف الصادر بالأمس عن أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، مشيراً الى هذا الأخير من الأساس رفض المحكمة الدولية ولم يعترف بها، ولطالما وصفها بالإسرائيلية وبنعوتٍ أخرى. وفي حديث لوكالة "أخبار اليوم"، أكد أن "لا أحد يعرف ماذا يوجد في داخل ملفات المحكمة"، وقال: "عندما يصدر القرار الظني سنرى ماذا سيفعل حزب الله؟"، وعن موقف النائب نوّاف الموسوي بأن السلاح في بيروت لمواجهة القرار الظني، قال شمعون: "يبدو أنهم يتخوّفون كثيراً من هذا القرار، ولذا يتصرّفون وكأنهم فقدوا أعصابهم". وعن القول بأن "نزع السلاح من بيروت ليس موجّهاً الى المقاومة"، قال: "فليسمحوا لنا، ما هو دور سلاح المقاومة في بيروت؟ لا سيما بعدما استُعمل لافتعال المشاكل الـ"بلا طعمة" او لتحقيق المكاسب السياسية من ورائه. وأضاف: السلاح لمقاومة العدو، وهل هذا العدو موجود في بيروت؟".

وأيّد شمعون، في هذا المجال، الصرخة التي أطلقتها الهيئات الإقتصادية تحت شعار "قوة بيروت اقتصادها"، معتبراً أنه "إذا عدنا الى الحسابات الوطنية نرى لأي درجة تصرّفات حزب الله تضرّ بالوطن واقتصاده". وتابع: "ليس لدى "حزب الله" أي حسابات وطنية بل كل ما يسعى اليه هو تحقيق مشاريعه، يهدف الى إقامة "دويلته الصغيرة، ويريد السيطرة على لبنان بأي شكل من الأشكال، او أقله السيطرة على جزء منه. ورداً على موقف النائب ميشال عون بأن اللبنانيين خسروا إرادياً ما اكتسبوه من سيادة وحرية واستقلال، انتقد شمعون مواقف "التّيار الوطني الحر" التي تعتبر أنه حصل تهجّم بالسلاح على "حزب الله" فلجأ الى استعمال سلاحه دفاعاً عن النفس.

وذكّر شمعون العماد عون بالحرب التي شنّها ضد البندقية الأخرى بهدف توحيد السلاح تحت جناح الدولة وعدم وجود أي سلاح بين أيدٍ أخرى، وقتذاك "خرّب" عون البلد لا سيما في المناطق المسيحية. وتابع: "في ذلك الوقت لم يكن حزب الله موجوداً ليملء له صناديق الإقتراع". أما لجهة إلتزام لبنان بالعقوبات المصرفية ضد ايران، لفت شمعون الى أن "العلاقات بين لبنان وايران في هذا المجال قد تكون محدودة"، متوقعاً أن "ينقسم الموقف اللبناني كما حصل عند التصويت في مجلس الأمن الدولي على هذه العقوبات، وبالتالي قد لا يصل لبنان الى موقف واضح". وتعليقاً على المفاوضات المباشرة الفلسطينية – الإسرائيلية، اعتبر شمعون أنه "إذا عدنا الى التاريخ نجد أن المفاوضات المماثلة لم تكن مشجّعة لجهة الوصول الى نتائج ايجابية، ولكن لا أحد يعلم شيئاً ومن الممكن أن نصل الى مكان ما".

 

مصدر أمني دولي: نتوقع أن يكون سبب إنفجارات الشهابية تدريبات لـ"حزب الله" 

وكالات/وقّع مصدر أمني دولي أن يكون ما جرى في بلدة الشهابية سببه "تدريبات يقوم بها "حزب الله" داخل المنزل الذي وقعت فيه الإنفجارات"، لافتاً إلى أنه "منذ صدور القرار 1701 إثر حرب تموز عام 2006 وقع في منطقة جنوب الليطاني الخاضعة للقرار 1701 إنفجاران في سهل المجادل وآخر بين سلعا والشهابية ورابع في بلدة طيرفلسيه وخامس في خربة سلم والسادس خلال تدريبات للحزب داخل حسينية الشهابية والسابع أمس في مركز للحزب في منزل يملكه المواطن أحمد سلوم في الشهابية والموجود خارج لبنان". وفي السياق نفسه، ذكرت معلومات صحفية من الجنوب أنَّ الجيش اللبناني واصل لليوم الثاني على التوالي تحقيقاته في ملابسات إنفجار مخزن الأسلحة التابع لـ"حزب الله" في بلدة الشهابية، التي تقع جنوب الليطاني وتخضع للقرار 1701، مشيراً إلى أنَّ دورية تابعة للكتيبة الإيطالية في قوات "اليونيفيل" وصلت إلى البلدة اليوم لإجراء تحقيق أيضاً في الموضوع، تمهيداً لإعداد تقرير بالمشاهدات وإرساله إلى الناقورة ليصدر قائد "اليونيفيل" في الجنوب ألبرتو أسارتا نتيجة التحقيق بالتشاور والتنسيق مع الجيش اللبناني.

موقع لبنان الآن

 

سليمان يتصل بالأسد ويبحث معه أمور ثنائية تهمّ البلدين

نهارنت/أجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد ظهر السبت اتصالاً بنظيره السوري الرئيس بشار الأسد تم في خلاله التشاور في التطورات الراهنة على صعيد المنطقة وكذلك في امور ثنائية تهم البلدين وتصب في خانة تعزيز العلاقات الثنائية، وفق ما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية. هذا وكان قد عقد رئيس الجمهورية سلسلة اجتماعات صباح اليوم عينه مع مساعديه اطلع في خلالها على عدد من التقارير السياسية والامنية والدبلوماسية الواردة، وزود المعنيين التوجيهات اللازمة في شأنها. 

 

البطريرك صفير عرض مع طوق لاوضاع الشمال وبشري والتقى وفودا

الجميل: رهان المسيحيين هو مشروع دولة قوية تضمن عيشهم مع سائر اللبنانيين

وطنية - الديمان - 4/9/2010 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في الديمان اليوم، النائب نديم الجميل الذي اكد بعد اللقاء ان "رهان المسيحيين هو مشروع الدولة القوية القادرة، التي تضمن عيشهم بمساواة مع سائر اللبنانيين"، لافتا الى "ان الصرح البطريركي الماروني يظل في أساس قيام لبنان واستمرار دوره الحضاري". وقال الجميل:" جئت اولا للاطمئنان الى صحة صاحب الغبطة، ولتهنئته على الجولات الراعوية التي قام بها في عدد من المناطق اللبنانية، وللتأكيد أمامه على ان هذا الصرح كان وسيبقى في اساس قيام لبنان واستمرار دوره الحضاري". اضاف:" أكدت مرة جديدة أمام البطريرك صفير تمسكنا بمشروع قيام الدولة، وهذا هو رهان المسيحيين، اي قيام الدولة القوية القادرة التي تضمن عيشهم بمساواة مع سائر اللبنانيين". وتابع:" في سياق اللقاء وجهت اليه الدعوة لترؤس القداس الذي نقيمه عند الساعة الرابعة من بعد ظهر الرابع عشر من أيلول الجاري في كنيسة الآباء اللعازاريين في الاشرفية احتفالا بذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل". وقد استبقى البطريرك صفير الجميل الى مائدة الغداء.

ثم استقبل البطريرك صفير النائب السابق جبران طوق الذي قال بعد اللقاء:" عرضنا مع غبطة البطريرك مجمل الاوضاع اللبنانية الراهنة بامتداداتها الاقليمية والدولية المعروفة، وحال القلق التي يشعر بها اللبنانيون، وقد عبر عنها غبطته في عظته الاخيرة. كما تطرقنا الى أوضاع الشمال عموما ومنطقة بشري خصوصا التي يجب ان تبقى بمنأى عن حال القلق العامة، على قاعدة تمتين علاقات حسن الجوار التي نتمسك بها على مقلبي بشري الشمالي والبقاعي".

وكان البطريرك صفير قد استقبل صباحا وفودا شعبية أبرزها: وفد اغترابي من آل حايك من الاشرفية وعين الرمانة وسوق الغرب يقوم بزيارة حج الى الوادي المقدس، فوفدا من منطقة صفاراي في قضاء جزين وقد أطلع الوفد البطريرك على أجواء البلدة بعد الانتخابات البلدية الاخيرة وبعد الطعن الذي قدم بشأنها. وقد ترأس الوفد المختار فرحات ملحم، وتحدث باسمه يوسف منصور.

 

الحريري استقبل نجار وسعادة وفاعليات سياسية واقتصادية ودينية

وطنية- 4/9/2010 استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" وزير العدل ابراهيم نجار وعرض معه التطورات، ثم التقى وزير الدولة يوسف سعادة. واستقبل النائب السابق منصور غانم البون وعرض معه شؤونا عامة . كذلك استقبل الرئيس الحريري عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الياس عطالله وعرض معه التطورات الراهنة. كما استقبل رئيس غرفة التجارة والصناعة في صيدا محمد الزعتري وتناول البحث اوضاع الغرفة . واستقبل الرئيس الحريري أعضاء "لجنة جامع محمد الامين" برئاسة الشيخ امين الكردي واطلع على اوضاع اللجنة ونشاطاتها للعام المقبل .

 

الزغبي: جهود لبنانية وسورية رفيعة لجمع الحريري ونصرالله

وطنية - 4/9/2010 أكد عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي، في تصريح، "أن اتصالات عالية المستوى تحصل بين بيروت ودمشق، بمتابعة عربية ودولية، لترتيب لقاء بين الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصر الله في موعد قريب". وقال: "ان هذه الاتصالات تتجه الى جمع الرجلين اما في قصر بعبدا أو في دمشق، بعد بلوغ الخطاب السياسي حدا متوترا على خلفية الكلام القاسي الأخير لنصر الله". ورأى "أن هامش المناورة ضاق كثيرا أمام حزب الله بعد تلاشي حملتيه على اليونيفل والمحكمة الدولية، وبعد الخسارة الصافية التي تكبدها في اشتباكات برج أبو حيدر، وانعكس ارتباكه في تغييب أمينه العام الوعد السابق بكشف المزيد من المعلومات والقرائن، مكتفيا برفض المدعي العام والمحكمة بدون أي نقاش، ومتجاهلا ما أعلنه بلمار عن عدم كتابة القرار الاتهامي حتى الآن، خلافا لما ذهب اليه نصر الله سابقا". وتوقع الزغبي "أن يبدي حزب الله مرونة لافتة تحت ضغط الخسائر التي تكبدها في الجنوب وبيروت وعلى جبهة المحكمة، وقد بات أمام أحد خيارين: اما الانزلاق الى المزيد من التشنج نحو خطر الفتنة غير المضمونة النتائج، واما التراجع تحت غطاء الوساطة الخارجية والقبول بترتيبات أمنية وسياسية تعيد الاعتبار الى اتفاقي الطائف والدوحة، وهذا هو الخيار الأغلب".

 

كاهن البترون يرد على كلام باسيل: أطالب باعتذار علني من كنيستي لا مني شخصيا

وطنية - 4/9/2010 رد كاهن رعية البترون الخوري بيار صعب في بيان اليوم على كلام وزير الطاقة جبران باسيل في خلال حفل الافطار امس، وجاء في الرد: "بعد اطلاعنا على ما ورد في كلام الوزير باسيل، نتوجه بالشكر الى معاليه على اعترافه ان هناك حادثا حصل في البترون واعتداء على رجل دين بقوله "التعدي على اي انسان مرفوض ومستنكر، وكيف بالحري إذا كان رجل دين...". وقال: "هنا نسأل: طالما ان الاعتداء الذي حصل أظهر أن الادعاء على رجل الدين كان كاذبا وان وضع ساعة الكهرباء في منزله سليم وان لا سرقة للتيار الكهربائي، فلماذا لم يتم الاعتذار الذي طالب به سيادة راعي الابرشية الذي رفعنا اليه شكوانا وظلامتنا من دون ان نستغل الموضوع سياسيا او طائفيا كما قال معاليه؟".

وتابع: "اما عن كلامه أن كل مواطن صالح عليه ان يشتكي على مواطن آخر إذا وجد خطأ ما، فنسأل: هل لنا ان نعرف عما اذا كان هذا المواطن الذي اشتكى علينا هو مواطن صالح فعلا؟ ومن يحاسب هذا المواطن بعدما تأكد لكم ان ادعاءاته كانت باطلة وان هدفه فقط التشهير بكاهن رعيتكم يا معالي الوزير؟". وطالب الخوري صعب بان يتم الاعتذار من الكنيسة التي يمثل، وقال: "أنا لا اطلب اعتذارا شخصيا لانني قد غفرت للذين اساءوا الي، ولكن يجب على معاليه الاعتذار من كنيستي التي أمثل". وختم: "كنت اتمنى ان يكون كلام الوزير باسيل عن الاعتداء على بيتي لتوضيح ما جرى واعلان نتيجة التحقيقات التي من المفترض ان يكون أجراها لتبيان الحقيقة الى الرأي العام بدلا من توجيه العظات الى المواطنين".

 

فتفت: السلاح المستعمل داخل بيروت مليشياوي وغير شرعي

وطنية- 4/9/2010 نفى عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت "ان يكون مطلب سحب السلاح من بيروت قائماً على الرغبة في نزعه بالقوة"، مشدداً على ان "السلاح الذي يستعمل داخل بيروت مليشياوي وغير شرعي". وقال فتفت في حديث الى محطة "الجديد" اليوم: "المطلوب ان يعي "حزب الله" والمقاومة ان سحب السلاح من بيروت يصب في مصلحتهما في الدرجة الاولى. كما ان السلاح يجب ان يوجه ضد العدو الاسرائيلي". وأوضح ان "سعد الحريري هو رئيس للحكومة ونائب عن بيروت ومن واجبه ان يذهب الى برج ابي حيدر ويمطمئن الناس". اضاف: "مطالبة النائب ميشال عون بسحب السلاح من كل لبنان محقة لكن يجب الانتباه الى الحوادث المتكررة في بيروت". ونبه لوجود "مخازن للأسلحة في بيروت وهذه المخازن يتم فتحها واستعمالها في ظروف معينة". تابع: "ما حصل في برج ابي حيدر يشير الى ان لدى "حزب الله" عناصر غير منضبطة في الشارع، ما جرى لا يجب تبسيطه". ورأى ان "السلاح الموجود في بيروت سبب وسيسبب مشاكل كثيرة"، لافتاً الى ان "التفلت بموضوع السلاح وانتشاره وتوزيعه بهذه الكثافة يخلق أمراء شوارع وحالات من الفوضى المنظمة". وخاطب المقاومة بالقول: "هذا السلاح الموجود في الاحياء المدنية لا مصلحة لكم فيه، انقلوه ليواجه اسرائيل كي يبقى سلاح مقاوم للحفاظ على كلمة المقاومة وعدم جرها الى الزواريب". من ناحية اخرى، علق فتفت على موضوع المحكمة الدولية، فشدد على "اننا نريد محاكمة شهود الزور أكثر من السيد نصرالله". وقال: "على حزب الله ان يسارع الى تقديم اي قرائن اضافية تتعلق باتهام اسرائيل. ونتمنى ان تكون اسرائيل هي التي قتلت الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

جنبلاط استقبل شكر ووهاب ووفودا شعبية ودينية

المركزية- استقبل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة اليوم الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق فايز شكر، ورئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب ونائبه سليمان الصايغ، في حضور نجله تيمور. والتقى جنبلاط وفدا من مطرانية صيدا ودير القمر للموارنة ضم النائب العام المونسنيور الياس الاسمر، والاب جوزف القزي، دعاه إلى المشاركة في القداس الاحتفالي لمناسبة عيد مولد العذراء مريم في الكرسي الاسقفي في بيت الدين مساء الثلاثاء 7 الحالي.

واستقبل وفودا من عائلات مزرعة الشوف مع قاضي المذهب الدرزي الشيخ فؤاد البعيني ومشايخ وفاعليات لشكره على اهتمامه بشؤون البلدة، ووفدا من المزرعة مع رئيس البلدية جهاد ذبيان حيث قدم اليه الفنان فوزي عبد الساتر لوحة تقديرية داعياً إياه للمشاركة في معرض خاص في 25 الجاري في البلدة، ومن بلدة رشميا ضم رئيس البلدية منصور مبارك، والمختارين الياس ابو سلوان، ودياب حبيقة واعضاء المجلسين البلدي والاختياري، ومن ظهر الاحمر تقدمه رئيس البلدية شوقي بحمد وفاعليات، ومن الفرديس تحدث بإسمه رئيس البلدية انيس سليقا والمختار فايز نصر، ووفودا من: شويا، ميمس، الماري، كفرشوبا، إضافة إلى جمعية "أجيال" في شحيم، ونادي "الارشاد الرياضي" في شحيم، ونادي الولاء الرياضي كترمايا شكر له دعمه نشاطه الرياضي وقدم إليه كأسا ودرعا تقديرية لدورة شهداء كترمايا، ووفودا بلدية عدة عرضت له مطالبها الانمائية والحياتية من الشوف الاعلى واقليم الخروب.

شارك في اللقاءات الوزير وائل أبو فاعور والنائبان نعمة طعمة وعلاء الدين ترو.

 

حبيــب: القوات تتقدم المدافعيــن عـن لبــنان ونرفض تمسك البعض بقوته الخاصة خارج الشرعية

المركزية- أوضح عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب أن "القوات اللبنانية ستبقى السدّ المنيع ضدّ المؤامرات التي تحاك ضدّ سيادة لبنان واستقلاله، وهي كما كانت في الحرب في طليعة المدافعين عن الكيان اللبناني ستسعى اليوم الى تركيز أسس الدولة القادرة على بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية". كلام النائب حبيب جاء خلال العشاء السنوي للقوات في حدث الجبة مثل فيه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. وقال: "ما نراه اليوم وما يحصل غير مقبول، لقد بات واضحا محاولة البعض التمسك بقوته الخاصة والتي هي خارج السلطة الشرعية، ولو كان هذا كله على حساب استقرار البلاد وأمنها، معتبرا ان قوته اللاشرعية فوق كل اعتبار". ولفت الى انه عندما طرح الدكتور سمير جعجع حلا موضوعيا جد متقدم فيما يخص الاستراتيجية الدفاعية البعض ممن رفض النقاش في سلاحه غير الشرعي عمد الى نسف الطرح قبل الاطلاع عليه وذلك من اجل منع محاولة لتعتيم الشرعية وتطبيق القوانين. اضاف:" الضنية كانت وستبقى رمزا للعيش المشترك والتعايش بين المسلمين والمسيحيين"، داعيا الى الاستمرار في هذا النموذج المتقدم والحفاظ على الاسس التي ارستها ثورة الارز والتضامن من اجل قضية كبرى اسمها لبنان السيد الحر المستقل الباسطة دولته سيادتها على كل الاراضي اللبنانية. وختم بدعوة الى المشاركة في ذكرى الشهداء في الخامس والعشرين من ايلول الجاري.

 

حمادة في افطار ل "اطباء الاسنان" في الجبل: لبنان الحقيقي ليس سجالات وشتائم بل هو وحدة مواطنيه

وطنية -اقليم الخروب- 4/9/2010 أقامت "رابطة أطباء الاسنان" في الجبل مأدبة افطار تكريمية للاطباء في مطعم الجسر في الدامور، حضرها وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب الدكتور سليم السيد ممثلا النائب وليد جنبلاط، النائب مروان حمادة، منير السيد ممثلا النائب نعمة طعمة، صياح فواز ممثلا النائب ايلي عون، الدكتور احمد محمود ممثلا النائب محمد الحجار، الدكتور جمال ابو خانة ممثلا النائب علاء الدين ترو، نقيب اطباء الاسنان في لبنان الدكتور غسان يارد وحشد من الاطباء.

بعد ترحيب من محمد بو كنعان، ألقى رئيس الرابطة الدكتور سعد الحلبي كلمة قال فيها:"واجبنا نشر التوعية وثقافة العلم والمحبة، لا سيما محبة الآخر، كفانا المتاجرة بالاوطان والارتهان الى الخارج"، آملا "ان تعم في المناطق كافة كتلك التي حصلت في الجبل"، متحدثا عن نشاطات وأوضاع نقابة الاطباء وبرامجها نشاطاتها العلمية والطبية وغيرها.

حمادة

ثم ألقى النائب حمادة كلمة قال فيها:" كنت التقي دائما رابطة أطباء الجبل، ونقابة الاطباء في بيروت والشمال في مناسبات عديدة، منها ما كان يجري في دير القمر سنويا، وكنا نحضر مؤتمراتها هذه المرة جمعنا الشهر الفضيل، جمعنا في بوتقة تعبر عن وحدة الجبل وعن وحدة لبنان" مضيفا "اختلاف القوى السياسية هنا، وتعدد وتنوع ممثلي هذه القوى، ولا أريد ان أتحدث عن الخلفيات المذهبية والطائفية، يؤكد ان رابطة اطباء الاسنان في الجبل كانت فعلا رابطة وحدة الجبل. ففي بداياتها كان يقال ان هذا مشروع "كانتوني"، أذكر ذلك في اول ايام رابطة اطباء الجبل، وكنت بصفتي وزيرا للصحة في مرحلة من المراحل أحاول ان أتاكد من ان هذا المشروع الذي امتد الى مناطق اخرى، لم يكن مشروعا لتفتيت النقابة، بل تشغيل مواهب مختلفة لتقوية النقابة بكل ما تأتون اليها أنتم من تنوع وزخم جبلي".

وتابع حمادة:" هذا المشوار المشترك قادنا من مشروع الى مشروع، وبعض هذه المشاريع يعني حبرا على ورق، في المجلس النيابي او في ادراج الحكومة، وبعضها اخذ طريقه للتنفيذ، وهنا أتمنى على النقيب، وبعدما استمعنا الى المحطات التي قطعتها النقابة على طريق الواحد بالمئة والتي أذكر كما كنا نلاقي معارضة لهذا المشروع تحت حجة غلاء المعيشة وإنعكاسه على غلاء المعيشة، وكأن فرشاة الاسنان ودواء الاسنان هو سبب الداء الكبير في لبنان واسمه غلاء المعيشة" مضيفا "أظن ان هذا التطور النفسي في المحافل التشريعية والحكومية قد قطعناه، ويبقى ان هذه الشريحة، هذه النخبة، هذه العينة عن نخبة المهن الحرة في لبنان، هي في نظري وعلى الرغم من كل الصعوبات التي نواجهها في هذه الايام، هي لبنان الحقيقي".

واردف:"لبنان الحقيقي ليس سجالات وشتائم، لبنان الحقيقي ليست حروب الازقة، لبنان الحقيقي هو هذه الوحدة المتمثلة من خلالكم والتي تسمو بالعلم والجد والتوحد الى خلق مجتمع لبناني مناضل، وفي نفس الوقت منفتح، متنوع ومثقف. هذا هو لبنان اليوم، باكورة لبنان الغد الممثل بكم ومن خلالكم، أتمنى لهذه النقابة ولنقابة الشمال وللرابطة العزيزة التي أعتز برفقة لها من ايام سليم مرورا بكل الزملاء الى سعيد، أتمنى لكم التوفيق، وليكن العيد المقبل عيد كل لبنان، عيد وحدة كل لبنان، عيد نضال كل اللبنانيين من اجل غد افضل".

 

 أوغاسبيان: لسلاح المقاومة بعد اقليمي ودولي ونزعـه يحتـــاج الــى قرار ســياسي

المركزية- أشار وزير الدولة جان أوغاسبيان إلى أن "حوادث برج أبي حيدر أتت لتثير بعض الشكوك حول نيات البعض، كما أنها خطرة جداً ومخيفة، وبالتالي لا يمكن المرور عليها مرور الكرام وخصوصاً بعد ما سببته على كل الصعد من إخافة الناس والإعتداء على أملاكهم، إلى تأثيرها على الصعيد الإقتصادي والسياسي والأزمة السياسية التي أوجدتها"، مؤكدا في حديث متلفز أن "معالجة حوادث برج أبي حيدر لا تستهدف سلاح المقاومة، لأنه أكبر من هذه الأمور في كثير وله بعده الإقليمي والدولي". ولفت إلى أن "التوافق السياسي هو الذي يسمح للجيش بالعمل"، مشددا على أن "الجيش اللبناني لن يدخل في مواجهة مع حزب الله"، سائلا: "ألا يحق للمواطن أن يعيش في أمان؟ وما هو دور الجيش، أليس ضبط الأمور في الشوارع؟". وإذ لفت الى أن "نزع السلاح غير الشرعي حق للمواطن اللبناني"، أوضح أن "آلية نزع السلاح من بيروت تعتمد على قرار سياسي يتخذه جميع الأفرقاء". وعن المحكمة الدولية، لاحظ أوغاسبيان أن "القضاء اللبناني أقفل الملف وأرسله إلى القضاء الدولي وبالتالي لم تعد هناك من دور له، وهذا واضح في قانون المحكمة الدولية"، مضيفا: "عندما أرسل حزب الله معطياته إلى القضاء اللبناني، كان دور هذا الأخير فقط الى المحكمة من دون الاطلاع عليها لأنه لم يعد لديه صلاحية في عمل المحكمة". وقال: "ليس هناك اليوم ما يسمى شاهد زور لأن القضاء اللبناني والمحكمة الدولية لم يحددا أي شهود زور، كما أن القضاء اللبناني لم يدّع على زهير الصديق كمتهم أو كشاهد زور". ولفت الى أن "وزير العدل ابراهيم نجار كلف من مجلس الوزراء للإجابة عن بعض الاسئلة فقط، لأننا لا نستطيع التدخل في عمل المحكمة الدولية".

 

اليونيفل والجيش يحققان في انفجار الشهابية مصدر دولي: إنه الســابع منذ العام 2006

المركزية- خيم الهدوء اليوم على بلدة الشهابية في قضاء صور بعد إنفجار مخزن الأسلحة التابع لحزب الله في البلدة الواقعة جنوب نهر الليطاني والخاضعة للقرار الدولي 1701.

وواصل الجيش اللبناني تحقيقاته في ملابسات ألإنفجار الذي تبين في معلومات لـ"المركزية" انه ناجم عن إنفجار وأحتراق مولد الكهرباء في المبنى الذي يضم المخزن ما أدى الى إلتهام النيران برميلي مازوت وإنفجار 8 قذائف صاروخية. وفي حين لا تزال عناصر حزب الله تضرب طوقا حول المنزل وتمتنع عن إعطاء أي معلومة عن دوافع الإنفجار وأسبابه. عادت "اليونيفيل اليوم الى تلال البلدة وراقبت المنزل المحترق . وفي هذا الإطار توقع مصدر أمني دولي ل"المركزية" ان يكون ما جرى ناتجاً عن تدريبات لحزب الله داخل المنزل، لافتا الى ان منذ صدور القرار 1701 عقب حرب تموز وقع في منطقة جنوب الليطاني الخاضعة للقرار المذكور إنفجارات إثنان في سهل المجادل وآخر بين سلعا والشهابية ورابع في طيرفلسيه والخامس في خربة سلم والسادس خلال تدريبات لحزب الله داخل حسينية الشهابية والسابع أمس في مركز للحزب في منزل أحمد سلوم الموجود خارج لبنان.

وأفاد المصدر ان القوة الإيطالية في "اليونيفل" وصلت الى مكان الإنفجار وتجري التحقيق وسترفع تقريرها بالمشاهدات والإنطباعات الى القائد العام للقوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ألبرتو اسارتا الذي يتابع الموضوع مع الجيش والمسؤولين اللبنانيين لإبلاغهم حقيقة الأمر وتفاصيله. إلى ذلك، أكد المتحدث بإسم قوأت الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان نيراج سينغ أن "القوة الدولية تنتظر نتائج تحقيقاتها لتحدد طبيعة الانفجارات التي وقعت أمس، علماً أنّ المؤكد حتى الآن أن حريقاً شب في موقع الحادث" في الشهابية، موضحاً إنه في انتظار الحصول على النتائج من المحققين لا يمكن تأكيد أيّ شيء". وقال سينغ، في حديث صحافي:"أجرينا تحقيقات إضافية في موقع الحادث، والحصول على رد من المحققين سيستلزم بعض الوقت"، نافياً في الوقت نفسه "تقارير إعلاميّة تحدثت عن منع اليونيفيل من الوصول إلى المكان"، وأوضح أن "قائد القطاع الغربي دخل إلى المنزل وهناك تعاون في شكل جيّد مع الجيش اللبناني".

 

جعجع اكد لوفد نقابة الاطباء امكانية حل مشاكل القطاع بالتعاون مع وزير العمل

وطنية- 4/9/2010 اعلن المكتب الاعلامي لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، ان وفدا من نقابة الأطباء برئاسة النقيب الدكتور شرف أبو شرف، زار معراب في اطار جولته على القيادات السياسية، حيث التقى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الذي عرض معه هموم ومشاكل النقابة لا سيما مسألة الضمان الاجتماعي واطلعه على المشاكل المتراكمة منذ سنوات والتي تعمل النقابة على حلّها بالطرق العمليّة والقانونيّة. اضاف: طلب الوفد من جعجع مساعدته على حلّ هذه المشاكل من خلال قوننة بعض الحلول في مجلس النواب وامكانية مساعدة القوات اللبنانية لالغاء الغرامات عن الاطباء غير المنتسبين الى الضمان الاجتماعي وايجاد حلّ جذري للاشتراكات المتراكمة لغير المنتسبين الى نقابة الاطباء ودفع المستحقات المتأخرة من الضمان للأطباء والمستشفيات وفي حال لم يتم ذلك فإنه سيؤثر سلباً على وضع بعض الأطباء على عكس ما يُشاع بأن الجسم الطبي بألف خير. بدوره وضع جعجع امكانيات نواب ووزراء واطباء القوات اللبنانية بتصرف النقابة من أجل معالجة مشاكل هذا القطاع، مطمئناً الوفد بأن هناك امكانية كبيرة في تسريع حلّ هذه المشاكل مع وزير العمل بطرس حرب لأنه متفهمٌ ومدركٌ وواعٍ لأهمية الجسم الطبي في لبنان وضرورة حلّ مشاكله.

 

استنفار في عين الحلوة بعد بيان "فتح الإسلام" ابو عرب يحذر من مغبّة الإخلال بأمن المخيم

المركزية- ترك البيان الذي وزيع في مخيم عين الحلوة وحمل توقيع "فتح الاسلام"، أجواء توتر في المخيم بعدما توعد بالإنتقام من القائد العام للكفاح المسلح الفلسطيني في المخيم العقيد محمود عبد الحميد عيسى الملقب بـ"اللينو" لاتهامه بالوقوف وراء عملية قتل عبد الرحمن عوض ومساعده غازي مبارك "من خلال تقديم معلومات الى مخابرات الجيش اللبناني"، ودعا البيان الذي دعا من سماهم "المجاهدين" الى "تأبط سلاحهم للانتقام لدم القائدين عوض ومبارك اللذين قتلتهم خيانة "اللينو" وعمالته ومن يلف لفه"، مؤكدا أن "سيوفهم لن تعود إلا مضرجة بدماء الخونة". هذا البيان الذي دفع "اللينو" إلى تعزيز إجرءاته الأمنية، إستدعى أيضا انعقاد القيادة العسكرية لـ"فتح" داخل مخيم عين الحلوة لمناقشة المستجدات الأمنية في المخيم ، داعية الى إتخاذ الحذر واليقظة والتنبة . وفي هذا السياق رأى أمين سر "فتح" في لبنان اللواء فتحي أبو العردات في حديث الى "المركزية" أن "هذا البيان مختلق إذ لا يوجد داخل مخيم عين الحلوة أي تنظيم اسمه "فتح الاسلام"، إنما كان هناك بعض الافراد وانتهوا"، مشيرا في المقابل إلى أن "البيان المدسوس الذي جرى توزيعه باسم "فتح الإسلام" هو بيان فتنة يجب التصدّي له، لأن أمن المخيم جزء من الامن اللبناني، وأولوية حركة فتح تكمن في تعزيز التعاون والتنسيق على كل المستويات الامنية والسياسية مع الدولة اللبنانية، إذ إنّ في ذلك مصلحة مشتركة للبنان ولضيوفه الفلسطينيين". بدوره، أكد مسؤول الأمن الفلسطيني في لبنان العميد صبحي أبو عرب لـ"المركزية" ان "هناك طابوراً خامساً يقف وراء هذا البيان الذي لن يغيّر في المعادلة سواء داخل المخيم، أو على صعيد العلاقة القائمة مع الجيش اللبناني"، داعياً في هذا السياق الى "التنبه والحذر من الغاية الفتنوية وراء توزيع هذه البيانات".

وأكد في المقابل أنّ "أي إخلال بالأمن داخل المخيم سيُقمع ولو بالقوة، في سبيل الحفاظ على أمن المخيم وأمن جواره".

 

محور الداخل نحو التأزم ولغة "السكاكين" ترفع منسوب القلق حزب الله يرد على "نزع سلاح بيروت" وخط التواصل

مع قريطم مقطوع سليمان يتشاور والاسد اقليميا ومحليا وبري يتحرك لرأب الصدع

المركزية- مجمل المعطيات المتصلة بالوضع الداخلي بما فيها الاجواء السياسية العامة، يشير الى اتجاه الامور نحو التأزم. ومع أن الكثير من القوى في ضفتي الغالبية والاقلية وفي الجبهة الوسطية يراهن على اختراق الازمة، الناشئة على خلفية حوادث برج ابي حيدر وما تلاها من تداعيات، باعتبار انه ممنوع تفاقمها او تخطيها سقف قمة بعبدا العربية الثلاثية ومناخ الوفاق السعودي- السوري، فان أي ترجمة لهذا الرهان لم تظهر بعد، بدليل استفحال الخلاف الحاد الذي تفجر الى العلن امس بين رئيس الحكومة سعد الحريري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله "وتراجع" قنوات الاتصال على نحو ملحوظ على خط بيت الوسط "الضاحية" في ضوء لغة "السكاكين" التي حكمت خطاب السيد نصرالله ورد الحريري المباشر ب"القلم والكتاب" في افطار قريطم.

الجدية ورد الفعل: وعزت مصادر نيابية في الغالبية تصويب السيد نصرالله السهام في اتجاه الرئيس الحريري الى استشعاره مدى جدية طرح "بيروت منزوعة السلاح" الذي عبرت عنه اكثر من جهة سياسية ومدنية واقتصادية بدأت تحركاتها امس في هذا الاتجاه اضافة الى محاولته ايصال رسالة الى "من يهمه الامر" تؤكد ان خطوط التواصل بين الحريري والرئيس السوري بشار الاسد والزيارات المتتالية لن تغير قيد انملة في موقف الحزب من الملفات المطروحة وانه يتصرف وفق ما تقتضي مصالحه.

ما بين ايران وسوريا: ولاحظت ان تفجر الخلاف يشكل مؤشرا الى استمرار الازمة مبدية تخوفها من انتقال فتيل التفجير الى داخل مجلس الوزراء ولا سيما بعد حديث بعض الوزراء عن ان كلام رئيس الحكومة عن مفاوضات السلام لا يمثل الحكومة، مشددة على ان الموقف الايراني هو الغالب في هذا المجال لان سوريا لم تعلن موقفا واضحا على هذا المستوى من الحدة والرفض الذي عبرت عنه ايران، وتاليا من الواضح ان ثمة ادارة ايرانية مباشرة وثمة تبن من قبل الحزب للموقف الايراني وتجاهل للسوري بما فيه دور سوريا في استقرار الوضع الداخلي وهو ما اكدته حوادث برج ابي حيدروما تلاها من كلام يؤكد اولوية الموقف الايراني ومحاولة تجاهل الموقف الناتج عن قمة بعبدا.

واوضحت ان خطوط التواصل بين الرئيس الحريري وحزب الله شبه مقطوعة ذلك ان الزيارات "المتواضعة" من قبل الطرفين لم تتعد اطار رفع العتب والنقاش السياسي حول عناوين محددة لم يصل الى نتائج.

الاسد- سليمان: والتطورات الدراماتيكية على الساحة الى جانب الوضع الاقليمي المستجد في ضوء انطلاق المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية والحركة الاميركية في اتجاه بيروت ودمشق واخرها زيارة مساعد الموفد الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط فريديريك هوف الى كل منهما استدعت تسارع حركة الاتصالات بين العاصمتين على اعلى المستويات بحيث اجرى رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان إتصالاً بنظيره السوري بشار الاسد "تم خلاله التشاور في التطورات الراهنة على صعيد المنطقة وفي أمور ثنائية تهم البلدين وتصبّ في خانة تعزيز العلاقات الثنائية".

بري يتحرك: وتوقعت اوساط سياسية قريبة من عين التينة ان يكون لرئيس مجلس النواب نبيه بري مع بداية الاسبوع المقبل تحرك ما على خط الضاحية- قريطم من اجل رأب الصدع بين الطرفين وحصر الخلاف المتفاقم علنا خصوصا ان الرئيس بري هو المؤهل اكثر من اي طرف سياسي للعب هذا الدور سواء من موقعه الرسمي في رئاسة المجلس النيابي او كرئيس لحركة امل بما يربطها بحزب الله لجهة وحدة المسار والمصير،علما ان ما قيل عن تحرك لرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في اليومين الاخيرين على هذا الخط تراجعت وتيرته، اعلاميا على الاقل، في ضوء معلومات عن فتور يشوب علاقته بحزب الله راهنا على خلفية عدم التنسيق في بعض اللقاءات التي تمت خارج لبنان في الاونة الاخيرة.

وعزز هذا التوجه المعلومات التي تحدثت عن اتصال تم في الساعات الماضية بين الرئيسين بري والحريري اثر سجال الامس.

انفجارات الشهابية: في غضون ذلك، بقي حادث الشهابية موضع متابعة من القوى الامنية والسياسية في انتظار نتائج التحقيقات التي يجريها المحققون .واليوم أكد المتحدث بإسم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان نيراج سينغ أن "القوة الدولية تنتظر نتائج تحقيقاتها لتحدد طبيعة الانفجارات علماً أن المؤكد حتى الآن هو أن حريقاً شب في موقع الحادث" وأنّه "وبمعزل عن هذه الحقيقة فإنه بانتظار الحصول على النتائج من المحققين لا يمكن تأكيد أيّ شيء".

وقال: "أجرينا تحقيقات إضافية في موقع الحادث، والحصول على ردّ من المحققين سيستلزم بعض الوقت"، نافياً ما تردد عن منع اليونيفيل من الوصول إلى المكان".

في قفص الاتهام: ولاحظت اوساط سياسية في قوى 14 اذار ان الحادث وضع حزب الله مجددا في قفص الاتهام اسرائيليا ودوليا من خلال خرق القرار 1701 ونشر السلاح جنوب الليطاني وان من شأنه رفع مستوى التوتر بين الجيش اللبناني واسرائيل التي اتهمته بتطويق المكان ومنع اي كان من الاقتراب بالتنسيق مع حزب الله وهو ما يؤشر ايضا الى ان اي حرب قد تندلع مستقبلا سيكون الجيش احد اطرافها بصفته حليفا للحزب، من وجهة النظر الاسرائيلية، وليس كمؤسسة محايدة، وما يعني عمليا زيادة الضغط الاسرائيلي على فرنسا والولايات المتحدة الاميركية ودول اخرى من اجل وقف تسليح الجيش ومساعدته على تعزيز قدراته العسكرية.

ابو الغيط: اما على الخط الاقليمي المتداخل باللبناني فقد رأى وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط أنّ "نسبة فرص نجاح مفاوضات السلام المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين تبلغ 50%"، مشيراً إلى "أهمية استمرار المحاولات للوصول إلى تحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية". وقال‏ إن "الانفراج للوصول إلى اتفاق سلام يتطلب وقف الاستيطان الإسرائيلي"، مضيفاً: "لا أتصوّر أن يُجمّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاستيطان لمدة 10 أشهر ثم يستأنفه بعد بدء المفاوضات المباشرة".

وفي الشق اللبناني وتحديدا في مسألة السلاح، اعتبر أبو الغيط أن "أبناء الشعب اللبناني هم الذين يجب أن يحسموا قضيّة سلاح "حزب الله" في إطار مناقشات داخليّة ولا يُمكن لمن هو غير لبناني أن يتحدث في هذا الشأن".

وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية أن الحملة التي شنها حزب الله بالتنسيق مع إيران على المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل تهدف في ما تهدف الى قطع الطريق مسبقا على إعلان الموفد الأميركي الخاص جورج ميتشيل ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان أن واشنطن ستعمل على تحريك عملية السلام على كل المسارات وفي مقدمها المسار السوري – اللبناني.

 

اسامة حمدان: اسرائيل تعارض السلام والمفاوضـات عملية تنازل

المركزية- اعلن ممثل حركة "حماس" في لبنان أسامة حمدان أن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تدرك قبل اي شخص ان الذي يعارض السلام هو اسرائيل، ولقاؤها مع نتنياهو اكد لها ذلك عندما رفض ان يستجيب لرجاء اميركي باستمرار تجميد الاستيطان خلال عملية التفاوض، وتاليا من يبني المستوطنات ويحاول تهويد القدس هو المعطل الحقيقي للسلام. وقال في حديث الى الـmtv اليوم: "مبدأ التفاوض هو مبدأ سياسي ونحن لا نستطيع ان نقول ان هناك مبدأ نرفضه بالمطلق، لكن المفاوضات مع الاحتلال في ما هو قائم حالة مرفوضة، ليس لأن الطرف الذي يفاوض هو "فتح" بل لان هذه المفاوضات تأتي في سياق عملية التنازل وليس في سياق عملية انجاز الحقوق، وتاليا الاسرائيلي لم يعلن انه انسحب أو أن هناك ترتيبات لهذا الانسحاب. اما موضوع السلام مع اسرائيل نحن كحركة موقفنا ان كل الارض الفلسطينية هي حق للفلسطينيين ولا بد ان نستعيد هذا الحق.

ولفت الى انه في حال كان هناك من نتيجة للتفاوض فيمكن لاصحاب منهج التفاوض ان يدافعوا عنه، ولكن حتى اليوم ليس هناك من نتيجة للتفاوض، مشيرا الى ان الحديث عن المفاوضات وكأنها الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني تعتريه مغالطات، فالشعب تحت الاحتلال عنوان قضيته هو الحرية، وكيفية تحريره هو وسيلة يجب ان لا تحكمنا وان لا تكون خيارنا الوحيد، وما يحكمنا هو هدف محدد ان يكون الشعب الفلسطيني محررا وتتحرر ارضه وان يقرر مصيره بنفسه، والتسوية لغاية اليوم لم تفعل ذلك. ونفى حمدان ان يكون هناك أي مفاوضات سرية مع اسرائيل، وقال:" نحن في الحركة نؤمن ان برنامج المقاومة هو برنامج شامل وليس عملية اطلاق النار وحدها، وهناك فرق بين برنامج المقاومة الذي يتخذ من الحقوق الفلسطينية عنوانا لاستعادتها وبين برنامج آخر مستعد للمساومة على هذه الحقوق، ولعل هذه هي نقطة الخلاف الاساسية في الساحة الفلسطينينة حتى قبل ان تنطلق حركة حماس.

 

نقولا: في كل بلدان العالم من يحرر الارض هو الذي يحكم

اذا كان انفجار الشهابية ناجم عن مخزن سلاح فهذا مصدر فخر واعتزاز لنا

وطنية - 4/9/2010 اعتبر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا في حديث لقناة الـ"ANB"، ان هناك تسرعا بالاجوبة على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لافتا الى انه " في كل بلدان العالم من يحرر الارض هو الذي يحكم"، متسائلا ان "كان من المعقول ان تتهم مقاومة حررت الارض بالاغتيالات وانها ضد لبنان"، معتبرا انه "يجب ان يكون هناك نوع من العرفان بالجميل للمقاومة". ولفت الى "انه من الطبيعي ان يكون هناك عتب لدى المقاومة على الداخل اللبناني بعد الاتهامات بالاغتيالات التي وجهت لها من خلال الاصرار على ان المحكمة منزهة وغير قابلة للشك بعد القرائن التي قدمها نصرالله والتحليلات الصحافية عن ان القرار الظني سيتهم عناصر من الحزب"، معتبرا "ان استبعاد اسرائيل من احتمال ان تكون اغتالت رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري اهانة للوطن وللحريري بعد كل ما قدمه للمقاومة".

وفي ما يتعلق بملف تسليح الجيش اللبناني، اكد "انه يجب ان يسلح الجيش وان يكون الجيش قويا، لافتا الى انه يجب الا يكون هناك اي اعتراض على تسليح الجيش من اي دولة شرط الا يكون هناك شروط، مشيرا الى انه لا يحق لاحد ان يفتش عن السلاح الذي استخدمه الجيش في صد العدوان الاسرائيلي في العديسة، مشددا على ان الجيش له الحق في استخدام اي سلاح متوفر للدفاع عن الوطن".  ودعا الدولة اللبناية الى ان "ترفض التحقيقات حول السلاح الذي استخدم بالعديسة، مشددا على ان الجيش لا يسلح بالتبرعات، داعيا الى ان يكون هناك موازنة دائمة لتسليح الجيش". وعن حادث الانفجار الذي وقع في الامس في بلدة الشهابية في الجنوب، لفت الى انه ليس لديه معلومات كافية عن الموضوع، لكنه شدد على انه "اذا كان مخزن سلاح للمقاومة فهذا مصدر فخر واعتزاز ويعني ان على اسرائيل ان تفهم انها ليست بعيدة عن ردة فعل لبنان اذا ما قامت بأي عدوان". وفي ما يتعلق بقضية العميد المتقاعد فايز كرم الموقوف لدى فرع المعلومات، اكد "ان كل ما يطالب به "التيار الوطني الحر" هو تطبيق القوانين، لافتا الى انه ليس من حق فرع المعلومات ان يحتجزه 30 يوما وهو جهاز غير شرعي، معتبرا ان وزير العدل ابراهيم نجار لا يقوم بواجبه كوزير عدل".

 

مصدر أمني ينسبه إلى تدريبات لحزب الله: اليونيفيل تنتظر تحقيق "انفجار" الشهابية

نهارنت/اكد متحدث باسم قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان الـ"يونيفيل" لوكالة "فرانس برس" اليوم السبت أن القوة الدولية تنتظر نتائج تحقيقاتها لتحدد طبيعة الانفجارات التي وقعت أمس الجمعة في جنوب لبنان، علما ان المؤكد حتى الآن هو أن حريقاً شب في موقع الحادث. وقال نيراج سنيغ "بمعزل عن حقيقة أن حريقاً شب في المكان، وحتى الحصول على النتائج من محققينا، لا يمكننا أن نؤكد أي شيء". وأضاف "أجرينا تحقيقات اضافية في موقع الحادث، والحصول على رد من المحققين سيستلزم بعض الوقت".

ووقعت ثلاثة انفجارات الجمعة في منزل في خراج بلدة الشهابية على بعد 15 كلم من مدينة صور الساحلية، ولا يزال الغموض يحيط بهذه الانفجارات التي تسببت بأضرار بالغة في المنزل، كما أدت الى اندلاع حريق هرعت سيارات إطفاء إلى إخماده. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في البداية أن الانفجارات وقعت في "مخزن أسلحة"، ثم عادت بعد ساعات واوردت الخبر على انه "انفجار ضخم سمعت أصداؤه على بعد اكثر من ثلاثين كيلومترا من بلدة الشهابية". واكد احد سكان الشهابية ان "المنزل مستأجر من "حزب الله" منذ وقت طويل". واكتفى الحزب حتى الآن بتوزيع بيان مقتضب ينفي فيه ما ذكرته بعض وسائل الاعلام عن "وقوع شهداء او جرحى في الحريق". ونفى سينغ "تقارير اعلامية تحدثت عن منع "اليونيفيل" من الوصول الى المكان"، موضحاً أن "قائد القطاع الغربي دخل الى المنزل ونتعاون بشكل جيد مع الجيش اللبناني". وفي الإطار عينه، توقع مصدر أمني دولي ان يكون ما جرى ناتجاً عن تدريبات لحزب الله داخل المنزل، لافتا الى ان منذ صدور القرار 1701 عقب حرب تموز وقع في منطقة جنوب الليطاني الخاضعة للقرار المذكور إنفجارات إثنان في سهل المجادل وآخر بين سلعا والشهابية ورابع في طيرفلسيه والخامس في خربة سلم والسادس خلال تدريبات لحزب الله داخل حسينية الشهابية والسابع أمس في مركز للحزب في منزل أحمد سلوم الموجود خارج لبنان.  كما كشف المصدر في حديث لوكالة الأنباء"المركزية" ان القوة الإيطالية في "اليونيفل" وصلت الى مكان الإنفجار وتجري التحقيق مؤكّدا ً أنها "سترفع تقريرها بالمشاهدات والإنطباعات الى القائد العام للقوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ألبرتو اسارتا الذي يتابع الموضوع مع الجيش والمسؤولين اللبنانيين لإبلاغهم حقيقة الأمر وتفاصيله".

 

برّي اتصل بالحريري لتقريب وجهات النظر مع نصرالله

نهارنت/أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر السبت اتصالا ً برئيس الحكومة سعد الحريري على خلفية السجال بين الأخير والأمين العام لحزب الله السيّد نصرالله. وفي هذا السياق، ذكرت إذاعة "صوت لبنان" أن الإتصال يهدف إلى تقريب وجهات النظر وخفض منسوب التوتر على محور قريطم _ حارة حريك. وكان السيّد نصرالله قد توجّه خلال خطابه في يوم القدس العالمي الجمعة إلى الحريري دون أن يسمّيه قائلا ً: أنت جئت ووضعت على السكين ملحا ووضعت سكينك في قلبنا واخذت تحركها" وردّ عليه رئيس الحكومة خلام إفطار في قريطم في اليوم عينه : " أنا لا أعرف أن أحمل سكينا، بل أحمل قلما وأعطي كتابا وأعلم أناساً".

 

الحريري ردّا ً على نصرالله: لا أحد يحدد لي إلى أين أذهب و لا أعرف أن أحمل سكينا

نهارنت/أكّد رئيس الحكومة سعد الحريري خلال إفطار أقامه على شرف عائلات عكار وفاعلاتها في قريطم أن مدينة بيروت هي لكل اللبنانيين، لكنها ليست عرضة للسلاح ولأن تنتهك بيوت الناس فيها وتساءل : "هل هكذا نكافئ المدينة التي احتضنت المواطنين في كل الحروب الإسرائيلية التي مرّت؟" وقال الحريري في معرض ردّه على الكلام الأخير لأمين عام حزب الله السيّد حسن نصراالله "" أذهب حيثما أشاء ولا أحد يحدد لي إلى أين أذهب. كما أني لست أنا من يحمل السكين، فأنا لا أعرف أن أحمل سكينا، بل أحمل قلما وأعطي كتابا وأعلم أناساً. أنا ابن رفيق الحريري، ورفيق الحريري هو رجل الدولة الأول، أنا انسان متواضع وسأبقى متواضعا بإذن الله، ومن أراد أن يفهم فليفهم". وأردف:"أنا قلت منذ البداية إني أريد الهدوء والكلمة الطيبة، ولكن حين تصبح بيوت الناس وممتلكاتهم عرضة للانتهاك، هل المطلوب أن نقف متفرجين من دون أن يكون لنا الحق في إبداء الرأي أو الكلام؟ فهذا الكلام مرفوض، وهذا العمل مرفوض." وطالب الحريري بالتواضع قليلاً والنزول إلى الأرض والنظر إلى مشاكل الناس "الذين لديهم الكثير ليقولوه سواء بالنسبة الى ملف الكهرباء أو المياه أو الحياة الاجتماعية أو ما يعانونه من عدم الاستقرار" وختم الحريري داعيا ً إلى الهدوء والكلمة الطيبة قائلا ً " إننا سوف نخسر لبنان إن لم نتصرّف بوعي".

 

عون: اللبنانيون خسروا إرادياً ما اكتسبوه من سيادة وحريّة واستقلال ولتحفيز الشعب على المحاسبة

نهارنت/اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون أن "اللبنانيين خسروا ارادياً ما اكتسبوه من سيادة وحرية واستقلال"، لافتاً الى "ضرورة تحفيز الشعب على المحاسبة والإتيان بقياديين يريدون الإصلاح". ولفت عون، في خلال استضافة لجنة الدراسات في "التيار الوطني الحر" وزير السياحة فادي عبود، في لقاء هو الأول من ضمن سلسلة محاضرات تقوم بها عن واقع الإدارة وإمكان الإصلاح، لفت إلى أن في "الإدارة اللبنانية خلايا مافيوية تسعى الى استغلال الشعب واستمرار الفساد وتهجير اللبناني من ارضه لتسلم الى سواه"، معتبراً أن "كثيرين يبدعون اليوم في التحايل على القانون". وشدد على "ضرورة الإحاطة الشاملة بكيفية الإصلاح"، مشيراً الى أن "الإصلاح ينتج من توافر الفكر والإرادة والتقنية"، ولفت الى ان "مفهوم الخدمة العامة في لبنان يتراجع على حساب المال والخدمة الخاصة التي تأتي على حساب القانون"، وأضاف إن "هناك فئة من المستفيدين ترفض الإصلاح وتسعى الى استمرار الوضع القائم الذي اوصل البلاد الى حافة انهيارات كبرى في الماء والكهرباء والامن والقضاء". وسأل "إذا كان القضاء هو المرجعية، فعلى من نحيل اليوم القضاء الذي يخالف القانون؟". ثم تحدث عبود مشيراً الى "وجود مشكلات جذرية تعاني منها الإدارة في ظل غياب اي تحرك جدي حتى الان للسيطرة على آفة الفساد"، معتبرا ان "لبنان يخسر الكثير يوميا نتيجة الإدارة غير الفاعلة التي باتت مصدرا كبيرا للهدر". واشار الى أن "تقرير الأمم المتحدة اوضح أن الدولة تهدر سنوياً مليار ونصف مليار دولار"، لافتا الى ان "الهدر بات اليوم يبلغ اضعاف ذلك"، معتبراً أن "العدوى انتقلت الى مختلف القطاعات حتى بات الفساد نوعاً من الشطارة". وأوضح أن "الفساد السياسي يستشري اليوم، إذ ان معظم رجال السياسة التقليديين يتحملون مسؤولية الفساد الذي يرهق البلد ويهدد مستقبله لأن معظمهم متورط والمحاسبة غائبة". 

 

اسباب وموجبات خصومة ابو جمرا - عون والخلفيات المالية؟!  

الفرد نوار/الديالا

بدا واضحاً من خلال نظرة القيادي السابق في التيار الوطني اللواء عصام ابو جمرا انه قطع علاقاته مع زعيم التيار النائب ميشال عون، فيما هناك من يجزم بوجود صعوبة في ابتعاد الرجلين عن بعضهما، حيث لا تزال «الثروة المشتركة» قائمة جراء رفض عون الموافقة على اعطاء ابو جمرا حصته التي يقال انها تقدر بزهاء عشرين مليون دولار، مع العلم ان بعض من حاول التوسط بين عون وابو جمرا قد اصيب بخيبة امل، خصوصاً ان الاول لم ينجح في حيازة تنازل من الثاني عن الشراكة المالية العالقة منذ وقع الخلاف بين الاثنين في اعقاب رفض عون التمسك بتوزير ابو جمرا، فيما لم يتوان عن ربط مشاركة تكتله بالحكومة شرط توزير صهره جبران باسيل!

وتقول اوساط مقربة من ابو جمرا ان ثمة استحالة امام عودة المياه الى مجاريها بينه وبين عون لعدة اعتبارات في مقدمها الخلاف المالي اولاً ومن ثم الخلاف السياسي، حيث تقول الاوساط المشار اليها ان ابو جمرا غير راض عن العلاقة القائمة بين التيار العوني وحزب الله، بينما تؤكد مصادر الوزير الصهر جبران باسيل ان «لا علاقة للمشكلة بالمواقف السياسية بقدر ارتباطها بالخلاف المالي»، لا سيما ان عون يرفض بشكل مطلق ان يقاسمه احد ثروته ويعيد الاسباب الى ان من تبرع له ولا يزال يغدق عليه المساعدات الشهرية والدورية لم يأت على ذكر شريكه السياسي اللواء ابو جمرا.

وتجدر الاشارة في هذا السياق الى ان التباين بين عون وابو جمرا مرشح لمزيد من التصعيد في حال كشف الاخير بعض اوراقه ووثائقه ذات العلاقة بالتحويلات التي يحتكرها عون وبينهما مجموعة ارقام تبرع بها عدد من المغتربين، فيما يرى آخرون ان مشكلة عون مع حليفه السابق مرتبطة بنوعية معينة من التحويلات المالية التي تلقاها من شخصيات وقيادات عربية سابقة يوم كان رئيساً للحكومة العسكرية ومسيطراً على قصر بعبدا، لا تحمل اية اشارة او شروط الى حصة ابو جمرا او غيره!

وفي معلومات اخرى، ان الشريك الثالث في «حسابات التيار الوطني» في الخارج اللواء ادغار معلوف، قد رفض بشكل مطلق مجاراه زميله ابو جمرا قناعة منه ربما ان حصته تصله من خلال مركزه النيابي الذي لولا عون والتيار لما كان قد حصل عليه، فضلاً عن ان معلوف لا يتطلع الى زعامة عابرة يعرف مسبقاً ان المال وحده لا يوفرها له، كما يدرك ايضاً وايضاً ان التعتيم الذي يفرضه عون على «حسابات الشراكة السياسية» من الصعوبة بمكان الحصول منه على قرش، بإستثناء ما يمكن تأكيده من تحويلات سجلت في اسماء افراد العائلة وتحديداً بإسم الوزير الصهر الذي شعر مسبقاً بإمكان حصول خلاف مع ابو جمرا وغيره وتصرف بالاموال الموضوعة باسمه بطريقة يستحيل على احد مشاركته فيها باستثناء عقيلته!

ويقال في هذا المجال ان اكثر من جهة سياسية وديبلوماسية تتحرك على موجة اللواء ابو جمرا سعياً وراء كشف بعض اسرار الجنرال عون، حيث يمكن استخدام الموضوع في مجال الصراع السياسي، لا سيما ان بعض الارقام المالية الفضفاضة التي وضعت في حسابات عون جاءت من مغتربين في افريقيا على علاقة وطيدة بحليفه السياسي (حزب الله) ممن قدم مساعدات بملايين الدولارات تحت عنوان المساهمة في «تلفزيون اورانج تي في» قبل ان تصبح التسمية O.T.V الامر الذي سهل نقل الحسابات من اسم الى مجموعة اسماء ليس من الصعب تحديد مصيرها في حال تغير واقع عون بمستوى تغير لونه السياسي؟! واللافت ايضاً بالنسبة الى هذا الملف السياسي - المالي الشائك، ان اللواء ابو جمرا يعرف انه يخوض معركة خاسرة مع عون في حال لم ينضم اليه اللواء معلوف، او في حال ظل الاخير مقتنعاً بأن من الافضل له تقاضي حصته بالقطارة، اي عبر راتبه النيابي من ان يتحول الى خاسر مالي وسياسي في وقت واحد مثلما حصل مع ابو جمرا؟!  المصدر : الشرق

 

لو يتعظ "حزب الله".

٤ ايلول ٢٠١٠ /:حسن صبرا

يشهد الجميع بأن سلوكيات حزب الله كمقاوم ضد الاحتلال الصهيوني، وتحديداً في قرى وبلدات الجنوب كانت مميزة اخلاقياً حتى انسحاب العدو في ايار/مايو 2000.

وكانت هذه السلوكيات الى جانب عوامل اخرى من الاسباب التي جعلت الانتصار على العدو المحتل ممكناً، كما هي من الاسباب التي جعلت امينه العام حسن نصر الله يحتل مكانة مميزة في قلوب اللبنانيين بل والعرب جميعاً حتى اوصى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وليد جنبلاط به خيراً.

حزب الله فقد هذه السلوكيات في الجنوب وبيروت بعد الانتصار العظيم عام 2000، حتى بات في نظر معظم اللبنانيين والعرب مجرد ميليشيا من تلك التي سامت المواطنين العذاب والاهانات والتعدي على الكرامات، واستغلال النفوذ وتكديس الثروات وما ظاهرة صلاح عز الدين وغيره من الهاربين بالمال الا احدى نتائج هذه السلوكيات التي صعدت بعد التحرير، مثلما التعدي على الناس في بيروت والجنوب، وعقد الصفقات المهينة لحرياتهم والمضيعة لحقوقهم، والمشكلة ان حزب الله مصمم على انه ما زال في مرحلة المقاومة، وهو اوقفها عملياً منذ العام 2006، وكان ممكناً لها ان تتوقف عام 2000 لولا استخدامه اقليمياً (سورياً وايرانياً لحسابات هذين البلدين على حساب بلده لبنان، لينصرف لخدمة الناس والتعبير عنها سلمياً وحقوقياً)). حزب الله حائر بين ان يكون حزب مقاومة او حزب سلطة، وهو يفقد يوماً بعد يوم قيم المقاوم التي عرف بها، ليغطس في سلوكيات الميليشيات التي يجمع الشعب اللبناني على احتقارها وكرهها. فحزب المقاومة يحتاج الى شروط اخرى عندما يتحول حزب سلطة، وأولها ان الناس كانت كلها مع المقاومة، اما عند السلطة فإنك لن تجد شعباً عبر الزمان كان محباً لمن في السلطة الا نادراً. ولو اتعظ حزب الله بما كان عليه حال المنظمات الفلسطينية عندما اتت الى لبنان وحملها الشعب اللبناني على كفوف الراحة، وخرج مليون مواطن لبناني ليشيع اول شهيد لبناني في معركة الكرامة في الاردن خليل عز الدين الجمل، في مرحلة المقاومة، فلما تحولت الى سلطة في كل قرية ومدينة حتى سيطرت على معظم الوطن، انقلب حالها مع سلوكيات الميليشيات التي اتبعتها ففقدت كل تعاطف من الناس، وعندما واجهتها اسرائيل باجتياح عام 1982، نثر جنوبيون الارز على جنود الاحتلال الصهيوني الذين ضربوا هذه المنظمات ورفعت لافتات في صيدا وصور مرحبة، وطالب صائب سلام وتقي الدين الصلح ياسر عرفات بأن يخرج من بيروت التي حضنته ليوفر عليها مزيداً من الدمار والخراب.

لو اتعظ حزب الله لفهم القرار الذي اتخذته قيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية بإعدام كل مقاتل في صفوفها ضد الاستعمار الفرنسي اذا شوهد يجلس في مقهى في اي بلدة او مدينة في الجزائر.. فانتصرت الثورة بهذه السلوكيات.

لو اتعظ حزب الله لأدرك ان تسلم هذه الجبهة السلطة والتخلي عن قيم المقاومة، اوصل الجزائر الى الافلاس الاقتصادي ثم الى الحرب الاهلية التي حصدت اعداداً تجاوزت اعداد الذين سقطوا اثناء حرب التحرير، ثم الى الفوضى المستمرة او التي تقف خلف ابواب الرئاسة عندما يغيب رئيسها الحالي.

على حزب الله ان يقرر اما انه حزب مقاومة يحتفظ بقيمها وأهمها سلوكيات اخلاقية تسود تحت شعار أول من يغرّم وآخر من يغنم، واما ان يسعى الى السيطرة على الوطن بقوة السلاح الذي لم يعد موجهاً ضد اسرائيل بل يواجه صدور الناس وممتلكاتهم منذ العام 2008.. وقبلها.. وبعدها. اما ان يقرر حزب الله وحده انه ينوب عن كل اللبنانيين فعلى هذه الانابة ان تكون شرعية، أقلها في الموافقة الشعبية على قرارات الحزب سلماً او حرباً، وفي حسن التعامل مع المواطنين، وعدم اعتبارهم اعداء مفترضين وهو يسكن بينهم، او التعامل معهم كخونة اذا فتحوا افواههم، واعتبار جماعته اشرف الناس لأنهم يستفيدون منه بالمال الشريف والنظيف والعفيف. لقد حاول بول بوت بعد تحرير كمبوديا ان يفرض على شعبه قيمه هو فأباد مليوني كمبودي ومات في السجن الذي وضع فيه بانتظار محاكمته كمجرم حرب. حزب الله لم يعد يستطيع تغطية السماوات بالقباوات، وها هو سلاحه الذي قدمه لجماعاته في بيروت وغيرها ينقلب عليه، سواء من الاحباش مباشرة، او مما يسمى سرايا دعم المقاومة توريطاً. لقد انشأ ياسر عرفات في مدينة بيروت وحدها اكثر من 50 دكانة مسلحة باسم حماية الثورة، وها هي المجموعات التي تحمل سلاح حزب الله، وتعيش بماله الشريف تتجاوز هذه النسبة من الدكاكين، واذا كانت دكاكين عرفات نجحت بابقائه في بيروت.. فعلى حزب الله ان يزيد اعدادها وان يعمم التجربة في كل لبنان! اما اذا ادرك حزب الله سقوط سلوكيات المنظمات الفلسطينية في شوارع بيروت قبل خسارتها امام العدو الصهيوني فعليه ان يتعظ. كنا نود ان نقول ان على حزب الله ان يعامل اهل بيروت كما يعامل اهله في الجنوب او الضاحية او البقاع.. لكن لسان الجنوبيين من سلوك هذا الحزب بعد التحرير وانتهاء المقاومة يقول: لا تشكوا لي حتى لا ابكي لكم.  المصدر : الشراع

 

 أيّ دور للسياسة؟  

٤ ايلول ٢٠١٠

حازم صاغيّة/الحياة

ما معنى نقد الدولة في الشرق الأوسط العربيّ راهناً؟، ما معنى نقد سلطتها ونقد السياسات التي تتّبعها، الداخليّ منها والخارجيّ؟، وبالتالي، ما معنى السياسة انشغالاً بها أو اعتراضاً عليها؟. اللبنانيّون، مثلاً، أعادوا للمرّة المليون اكتشاف حقيقة ضعف الدولة والجيش حين اندلعت اشتباكات برج أبو حيدر الأخيرة. هكذا استعاد بعضهم تلك المعادلة الذهبيّة عن بلدهم، والقائلة إنّ الدولة نتاج التقاطع بين الطوائف الدينيّة. فإذا ما ضعف التقاطع، أو انعدم، ضعفت الدولة أو انعدمت. هذا ما رأيناه جليّاً في الحروب السابقة وفي انقسامات الجيش وتصدّع أجهزة السلطة. العراقيّون، اليوم، مع الانسحاب الأميركيّ من بلدهم، يستولي عليهم هاجس امتناع الدولة، أي هاجس البقاء على قيد الحياة نفسها، فيما القوى الفاعلة والمؤثّرة خليط من تناقضات الإثنيّات والطوائف والمناطق، وهو الخليط الذي يتنازل للقوى الخارجيّة عن قدر هائل من النفوذ هو احتياط افتراضيّ للدولة.

الفلسطينيّون، من ناحيتهم، وفي ظلّ انقسامهم إلى قطاع غزّة وضفّة غربيّة، برهنوا كم أنّ الترجمة الوحيدة للاختلاف السياسيّ هي تمزّق الوطن والدولة ذاتهما. المسافة، إذاً، تكاد تكون صفراً بين الرأي والانفصال. لنقل إنّ ما فعله الفلسطينيّون، بقيادة «حماس»، كان، على بشاعته، رائداً وسبّاقاً: ذاك أنّ الكتل البشريّة الضخمة في المشرق العربيّ لا يستهويها البقاء على العيش المشترك المفروض، ولا تستهويها، من ثمّ، السياسة كأداة لتدبّر العيش المشترك هذا. وذلك ليس بسبب مشروع ما، إمبرياليّ أو صهيونيّ، لتقسيم المنطقة وتبرير وجود إسرائيل. إنّه الواقع الفعليّ لرغبات الجماعات التي عجزت، أوّلاً، عن إرساء إجماعات تقوم عليها دول، ثم، ثانياً، بلغت خلافاتها حدّاً يفيض عن ضفاف السياسة إلى العنف، وأحياناً، وإذا أمكن ذلك، إلى التطهير. المتمسّكون، اليوم، بالعيش المشترك هم، في أغلبيّتهم الساحقة، مغلوبون على أمرهم: إمّا لأنّ المشاريع التقسيميّة غير متاحة عسكريّاً، أو لأنّها غير ممكنة ديموغرافيّاً، وإلاّ فللسببين معاً. هكذا يعيش العراقيّون واللبنانيّون زواجاً غير سعيد فيما الطلاق ممنوع عليهم. ولنقل بصراحة إنّ الاستعمار مسؤول إلى حدّ بعيد عمّا وصلنا إليه، ليس لأنّه «جزّأ» المنطقة، بحسب قول خشبيّ لا تتوقّف عن ترداده الأدبيّات القوميّة، بل لأنّه وحّدها أكثر ممّا تحتمل جماعاتها وثقافاتها البدائيّة. لقد قامت هذه الوحدات بعيداً من كلّ إدراك لمعنى الوطن والدولة والسياسة والتعاقد السياسيّ.  وكان شريك الاستعمار في هذه المسؤوليّة تعرّفنا إلى لون من الحداثة قبل أن نكون مهيّأين له: ففي عهود السلام الأهليّ، وفي ظلّ حدّ معقول من سلطة الدولة، تداخل السكّان المتعدّدو الطوائف والإثنيّات وهم يخدعون أنفسهم بأنّهم يتنقّلون في وطنهم. وما لبث أن تبدّى لاحقاً أنّ هذا الاختلاط أقرب إلى إيداع رهائن في أيدي أكثريّات دينيّة أو إثنيّة أخرى. قصارى القول إنّ مشكلاتنا الراهنة ليست سياسيّة، ولا هي طبعاً إيديولوجيّة، وبالتالي، لا نفع للسياسة في علاجها. إنّها مشكلات تكوينيّة لا يبدو أنّنا سنخرج منها مُكوَّنين.المصدر : الحياة

 

السفير": الحريري أجرى اتصالاً مع جنبلاط لإبلاغه عتبه على انتقادات السيد نصر الله

علمت «السفير» أن رئيس الحكومة سعد الحريري أجرى اتصالاً مع النائب وليد جنبلاط لإبلاغه عتبه على انتقادات أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله. ودعا جنبلاط إلى التزام أجواء التهدئة وعدم التفريط بأجواء الاستقرار خاصة بعد أحداث برج أبي حيدر. وأجرى جنبلاط اتصالات بهذا المعنى مع قيادة «حزب الله».

 

لبنان يتراجع عن جمع السلاح لمصلحة إباحته  

سليم نصار/الحياة

مطلع شهر حزيران (يونيو) 1990، استقبل الرئيس ميخائيل غورباتشيف سفير لبنان محمود حمود الذي جاء ليودعه ويبلغه عن انتهاء مهمته في موسكو.

افتتح غورباتشيف اللقاء بالحديث عن العنف الذي رافق عملية تفكك الاتحاد السوفياتي عقب انهيار جدار برلين، ملمّحاً إلى دوره في نشر مناخ التحرر للجمهوريات التي ضمها ستالين بالقوة. ثم انتقل فجأة ليتحدث عن مخاوفه من «لبننة» روسيا، ومن مخاطر تفشي نموذج الحرب اللبنانية التي استمرت مدة خمس عشرة سنة في نشر الفوضى والدمار.

ولما أعرب السفير حمود عن استغرابه لتأثر المجتمع الروسي بما يحدث على الساحة اللبنانية، ذكّره وزير الخارجية إدوارد شيفارنادزه الذي حضر اللقاء، بحادث إطلاق الصواريخ في محيط السفارة السوفياتية في بيروت، وكيف اضطرت موسكو للاستنجاد بميليشيات وليد جنبلاط عندما عجزت الدولة اللبنانية عن صد المهاجمين.

ولمّح غورباتشيف في نهاية اللقاء الى الآثار السلبية التي نُقلت عن عنف الحرب اللبنانية، بما فيها صور لاعبي الغيتار فوق جثث ضحاياهم. وكان بهذه الملاحظة يشير الى عمق الجراح التي خلفها قتال الميليشيات الذي أوجد نمطاً من العنف الدموي حصد أكثر من مئة ألف نسمة ودمر العاصمة وسائر المدن والقرى.

والمؤسف ان الصور المرعبة التي ذكرها غورباتشيف ظلت عالقة في أذهان الإعلاميين الذين أعادوا إنتاجها بطرق مؤذية لسمعة لبنان واللبنانيين. وهذا ما دفع سفير لبنان في لندن اللواء أحمد الحاج الى إصدار بيانات تصحيح تسوّق فكرة العيش المشترك وتقديم لبنان كنموذج لصهر 18 طائفة في بوتقة وفاق العقد الاجتماعي.

وقد أكدت المؤلفات التي صدرت عن الحرب اللبنانية الأخيرة، انها ليست أكثر من نموذج مكرر لحرب 1840 وحرب 1860 يوم بقيت الجثث في دير القمر وزحلة مرمية في الشوارع مدة تزيد على الشهر. كذلك أثبتت انهيارات الدولة عام 1975 أن تفسخ الجيش عقب انفصال ثكنة حمانا عن مركزية الجيش النظامي وحركة التمرد التي قادها أحمد الخطيب، كانا المشجع على ولادة نظام الميليشيات. ومع اختفاء مظلة الحماية والوقاية وكل ما توفره هيبة الدولة من قانون وردع، ازدادت عمليات شراء الأسلحة التي كانت تنقلها بواخر الشحن الى مرافئ جونيه وصيدا وصور، إضافة الى صفقات الأسلحة التي نُقلت الى المرافئ الخاصة في الضبية وسواها. وخلّف عدد الضحايا الكبير أثراً مفجعاً في الحياة العامة اللبنانية، السياسية منها والاجتماعية والثقافية، وولد اتفاق الطائف من المعاناة المشتركة بين ابناء الوطن الواحد.

وفي وثيقة الوفاق الوطني التي صاغها النواب، حرصوا في الطائف على «قيام الدولة القوية والقادرة» من خلال بسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، ورسموا لها بعض الخطوط العريضة أهمها: حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية (أي الفلسطينية) وتسليم أسلحتها الى الدولة خلال ستة أشهر تبدأ بعد التصديق على وثيقة الوفاق وانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوفاق وإقرار الإصلاحات السياسية بصورة دستورية.

وبما أن الإصلاحات السياسية لم تتم بحسب المواصفات السياسية... وبما أن «حزب الله» لا يصنّف نفسه ولا تصنّفه سورية في عداد الميليشيات، فقد اقتصر جمع السلاح على الأحزاب والمنظمات الأخرى. ثم جاءت حرب صيف 2006 لتثبت ان «حزب الله» يستحق المعاملة الاستثنائية التي لقيها من جانب طائفته والطوائف الأخرى. وبقي يعامل بحسب منزلته، الى ان أدار سلاحه في أحداث 7 أيار 2007 نحو المواطنين من السنّة والدروز. وفي ضوء تلك الواقعة، بدأ الحديث عن ضرورة احتواء قوات «حزب الله» داخل الجيش النظامي، لأنه استخدم سلاحه في غير موضعه.

مرة ثانية استُخدم هذا السلاح ضد جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش)، الأمر الذي استدعى تدخل سورية لحسم الإشكال على طريقة «لا غالب ولا مغلوب».

ومع ان قيادة «حزب الله» تحتفظ لنفسها بالأسباب الحقيقية التي قادتها الى ضرب جمعية «الأحباش» بعصا الطاعة، إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس سعد الحريري من المطالبة بمنع السلاح، ومن ثم بجمع السلاح!

أكد الحريري بعد رجوعه من دمشق أن لبنان لن يكون ساحة مواجهة بين أبنائه. ثم كرر هذا الكلام امام اللجنة الوزارية المكلفة معالجة ظاهرة انتشار السلاح بين المواطنين في بيروت وسائر المناطق. وحاول بالتعاون مع وزير الدفاع الياس المر ووزير الداخلية زياد بارود، إيجاد حلول مجدية يرتاح لها الشعب ويطمئن الى نتائجها.

وبعد التشاور مع الرئيس ميشال سليمان، تقرر عقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع بهدف مناقشة الإجراءات الواجب اتخاذها من اجل مساندة قوى الأمن الداخلي.

يُجمع المراقبون على القول ان اتفاقي الطائف والدوحة وفرا هدنة موقتة بين اللبنانيين، ولكنهما لم يوفرا الاستقرار المطلوب لإنهاء حال الحرب. ومعنى هذا ان عوامل الكراهية ورواسب الحقد لا تزال مخزونة في النفوس والعقول. لذلك، فهي تطفو على سطح الأحداث كلما ضعفت قبضة الدولة أو اهتز ميزان الاستقرار الداخلي.

وفي تاريخ الولايات المتحدة حقبة سوداء (1861 – 1865) عرفها الأميركيون اثناء الحرب الأهلية التي حصدت 620 ألف نسمة، أي بنسبة 2 في المئة من عدد السكان.

ومع ان الرئيس ابراهام لينكولن حسم الأمر لمصلحة الوحدة والنظام والقانون، إلا ان كوابيس الذعر التي خلفتها الحرب لم تمنع المواطنين من امتلاك السلاح بهدف حماية انفسهم وعائلاتهم. وعليه نرى ان غالبية الولايات تجيز شراء السلاح واقتناءه. كما نرى ان الدولة الفيديرالية لم تستطع إصدار قانون يمنع حمل السلاح في كل الولايات على رغم انقضاء أكثر من قرن ونصف القرن على الحرب الأهلية. ومن المؤكد ان إباحة امتلاك السلاح ساعدت على ظهور الميليشيات المسلحة. وتقول الصحف ان الدولة أفشلت ستين عملية إرهابية في عهد كلينتون. ويؤكد تقرير صادر عن البيت الأبيض عودة الميليشيات المسلحة بعد انتخاب أوباما. وهناك نحو خمسين منظمة مسلحة تطالب بانفصال الولايات عن الاتحاد. كل هذا بسبب ضعف قوة الدولة المركزية ونشوء ميليشيات عنصرية متطرفة تسعى الى احتلال مواقع الدولة.

بعض نواب لبنان طالب بضرورة اقتباس القوانين السويسرية المتعلقة بموضوع حمل السلاح أو امتلاكه. وعندما يبلغ الشاب السويسري سن الثامنة عشرة، ترسل له الدولة المركزية الاتحادية رسالة تذكير بأهمية ممارسة الخدمة العسكرية. وتقضي هذه الخدمة منه بالالتحاق لمدة شهر بكتيبة المدرعات أو المشاة أو أي سلاح آخر. وعندما يبلغ الثلاثين من عمره تنخفض نسبة التدريب الى دورة واحدة كل سنتين.

وبسبب حال الاستنفار الدائمة، يمكن المتدرب الاحتفاظ بسلاحه في منزله شرط ألا يستخدمه ضد أحد. وبسبب روح الانضباط، يعتبر الاحتياطي السويسري من أقوى الجيوش وأسرعها تعبئة بحيث انه يتفوق على الإسرائيلي في هذا المجال. أي انه يستطيع الالتحاق بثكنته خلال ست ساعات فقط.

واللافت أنه طوال الثلاثين سنة الماضية، لم يحدث أن استُعمل سلاح الدولة السويسرية ضد مواطنين آمنين سوى ثلاث مرات. وكانت هذه المرات الثلاث كافية لتشجيع نواب الكانتونات على المطالبة بسن قانون يمنع الاحتفاظ بالسلاح في المنازل. ولكن الاقتراح سقط.

وسبب رفض الاقتراح يعود الى الحجة الدامغة التي تقول ان الحق في هذا ليس على وجود البندقية في البيت، بل على نية الشخص الذي يستخدمها لاقتراف جريمة بدلاً من الدفاع عن السيادة الوطنية. ومن هذا المنطلق، تعتمد الدولة السويسرية على حسن تنشئة رعاياها وحسهم الوطني، الأمر الذي يمنع انتهاك القوانين ويحول دون استخدام سلاح المقاومة لتصفية حسابات شخصية.

وفي بريطانيا، تحظر قوانين الأمن على الشرطي حمل أي سلاح غير الهراوة. ويُستثنى من هذا القانون حراس المطارات والسفارات لأسباب تتعلق بأعمال إرهابية سابقة. وفي نهاية كل سنة تدل نتائج استطلاعات الرأي على ان الشرطي غير المسلح هو الأكثر احتراماً بين كل موظفي الدولة.

السؤال الذي تواجهه الحكومة اللبنانية يتأرجح بين موقفين: هل من الأفضل جمع السلاح من كل المواطنين، أم منعهم من اقتنائه؟

في الاقتراح الأول ستضطر الدولة الى الدخول في ورطة جديدة تقودها الى جمع السلاح من كل اللبنانيين باستثناء سلاح «حزب الله». وهذا بالطبع يكشف عن مدى عجزها عن معالجة هذه المسألة الحساسة.

أما بالنسبة الى الاقتراح الثاني، فإن قرار منع السلاح سيعرّض القوات النظامية الى الاشتباك مع الأحزاب والمنظمات التي تحتاج الى حماية نفسها ما دامت الدولة غير قادرة على حمايتها من تسلط «حزب الله».

وأمام هذا الوضع المقلق، لا بد من ان تستسلم الحكومة للأمر الواقع، وترضى بسلاح «حزب الله» المؤهل لحماية السيادة الوطنية. كما ترضى كذلك باقتناء السلاح الخاص من جانب مواطنين تعجز الدولة عن حمايتهم. وهي في الحالين تجد الوقت الكافي لإقناع المواطنين بأنها تعمل من اجل سعادتهم وأمنهم.

 

لا مواطنية في ظل تشريع الميليشيات

ميشال أبو نجم - جاد يتيم /عن النهار

أخطر ما كشفته المعارك العنيفة في برج أبي حيدر محاولة تطبيع ثقافة الميليشيا وسلوكاتها لدى اللبنانيين باعتبار أن الإقتتال الداخلي أمرٌ واقعٌ لا حول ولا قوة للبنانيين على ردِّ غائلته.

وبعد أن ذُهل اللبنانيون بالجهوزية العالية للميليشيات المسلحة في أحياء العاصمة اللبنانية، أوحت تصريحات بعض الأقطاب والسياسيين أنه ما على الشعب اللبناني إلا رفع الراية البيضاء أمام دبيب الفتنة الزاحفة و"تطبيعهم" على انفجار ديناميات النزاع الأهلي وتقلّص دور الدولة كحاجزٍ بين المذاهب المتصارعة إلى الحد الأدنى.

هذا مع العلم أنَّ محاولات "التطبيع" على الأمر الواقع وسيطرة المنظمات الفلسطينية المسلحة على الشارع والكيان عشية حرب العام 1975 لم تفعل سوى تسريع الخطى نحو الهاوية.

هكذا فإن دعوة سياسيين لإقامة لجانٍ أمنية ما هي إلا استعادةٍ لسلوكات لجان الإرتباط خلال الحرب الأهلية والتي لم تعنِ إلا إمعاناً في ضرب هيبة الدولة. حتى أن هذه الآليات تفوح منها رائحة "اتفاق قاهرة" جديد غير مكتوب تتنازل فيه الدولة عن أبسط واجباتها وحقوقها وهيبتها.

لكن في حين أنَّ تلك الثقافة نشأت في الحرب على أنقاض الدولة المنهارة فإنها تتم اليوم تحت سمع وبصر ما تبقى من هيكل الدولة المتصدعة بنزاعات الداخل ووطأة "الفوالق الزلزالية" للصراعات الإقليمية المتعددة على الكيان اللبناني.

وكان على اللبنانيين أن ينصتوا بألمٍ وأسفٍ إلى سياسيين يستخفون بخطورة الوضع الراهن عبر التعجب من إثارة موضوع ما وصفوه بـ "السلاح الخفيف"، في تشريعٍ رمزي للتسلح وتالياً توفير أرضية مثالية لحروب الزواريب المتناسلة والتي لا تحتاج بالطبع إلى مدافع وصواريخ باليستية بل إلى مجرد سلاح... "خفيف"!

 ولكي يُستكمل خطاب ازدراء الشعب اللبناني في سياسة التَورية اعتُبرت الحادثة "فردية" جداً وبين أطراف "الخط الواحد"، وهكذا فإنه من غير المقبول استنكار سياسيين لسقوط ضحايا بـ "نيران صديقة" وكأن سقوط ضحايا من الخصوم السياسيين أمر مقبول!

 إنه الخطاب الخشبي المموّه الذي، وإن كان هدف أصحابه التهدئة، ربما، فإنه لا يضع إصبعه على جرح النزاع وجوهره، ومن ينسى أن التفسير الشعبي لأسباب حوادث 1840 و1860 في الجبل كان يستند إلى رواية الخلاف "الفردي" على "الكِلَّة" و"الحجل" بين مسيحيين ودروز؟!

التشريع المعنوي لثقافة الميليشيا و"تطبيع" النزاع الأهلي يؤازره تراجع الدولة عن تأدية مهماتها الأساسية في تأمين الأمن والسلامة، إلى خانة الحياد السلبي في الإقتتال الداخلي.

 ليس أبلغ من التعبير عن محدودية قدرات "الدولة" تصريح وزير الداخلية بالقول إن اللجنة الأمنية الوزارية لن تجترح العجائب، فكيف إذا حددت لنفسها خطوطاً حمراء في عدم الحديث عن سلاح "حزب الله" في بيروت؟ أما قرار وزير الدفاع بوقف رخص الأسلحة فهو تعبيرٌ آخر عن شكلية "الدولة" وقراراتها وعدم تطبيقها إلا على من يلتزم القانون في المبدأ، في ظلِّ لعلعة السلاح غير المرخص وغير الشرعي والذي لا يوجد أي قرار بسحبه لا بل يتم تحصينه ويُستخدم من ضمن تعجيز تحقيق مطالب المواطنين المحقة عبر اعتبار السلاح الفردي أمراً واقعاً. وأبرز مظاهر انكفاء الدولة أو حياديتها في الصراع الأهلي ما يعبر عنه سلوك الجيش الذي الذي يأتمر بأوامر السلطة السياسية، فنراه لا يبادر إلى ضرب المسلحين بل إلى تطويق رقعة الإشتباكات وحصرها، وهذه الصورة هي أكثر ما يعزِّز الشعور بعدم الأمان والقلق لدى المواطنين.

 إنَّ تعرّض الجيش لانتقادات لعدم تدخله، لا يقلِّل من حقيقة أن سلوك المؤسسة العسكرية يجد جذوره في سوابق للجيش اللبناني إزاء النزاعات الأهلية (ثورة 1958 وسلوك فؤاد شهاب، أحداث 7 أيار 2008،...). لن تُستَخدمَ وحدات الجيش في ضبط نزاعٍ أهلي تخوضه قوى سياسية ومذهبية لديها ما لديها من تمثيلٍ، تحت وطأة انقسامٍ سياسي حاد، ومن الخطأ المنهجي بمكان اعتبار الجيش مؤسسة خارج البنية اللبنانية المتعددة ومتعالية عليها وقادرة على فرض حلولها على حوادث وسياقات قد تتفاعل وتؤثر سلباً على الجيش.

يدفع هذا الواقع إلى رسم صورةٍ لبنانية مقلقة جداً. ثَبُتَ أنَّ ما نشهده منذ اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة ليس سوى هدنةٍ طويلة يلتقط فيها البعض أنفاسهم في استعدادٍ محموم لخوض معركة شرسة وتحقيق أوهام الحسم ضد الطرف الآخر، وأنَّ ديناميات الصراع لا تحتاج سوى إلى الفتيل لإشعالها. والأسوأ أن الإحتقان المذهبي في لبنان والذي تعززه عوامل عدة هو في شكلٍ أو آخر رجع صدى للمخاض المجبول بالدماء الذي يعيشه الشرق الأوسط في صياغة مستقبل دوله وجماعاته انطلاقاً من العراق.

 لم تتعلم الجماعات اللبنانية من دروسها القاسية في الحرب وها هي اليوم تتعامل مع معارك برج أبي حيدر من خلال منظارٍ نزاعي يؤدي إلى المزيد من تفكك الدولة والتوتر وتشدد الأفرقاء المعنيين وتمترسهم وراء خنادقهم. وكل الشعارات التي قد تبدو براقةً ومحقّة في الشكل تسقط فاعليتها ما دامت لا تبغي حلاً حقيقياً بل غلبةً ولي ذراع في المعركة المذهبية الكبرى.  يقع ضمن هذا السياق شعار "بيروت منزوعة السلاح". فهذا الشعار في المبدأ مطلبٌ محق لكنه جزئي ولا تنفصل بعض خلفياته عن الصراع المذهبي. المطلوب تحديد الهدف بدقة: لا يمكن أن تنعم منطقة لبنانية بالشرعية دون منطقة أخرى، أو أن ينعم مواطن لبناني بالأمن بينما يفقده آخر وجميعنا متساوون في الحقوق والواجبات بحسب الدستور.

إنه المبدأ: الدولة هي فقط من يحتكر العنف. وإنَّ آليةً – إن وُجدت - لمعالجةٍ جدية للسلاح الفوضوي يجب أن تشمل بدايةً كل بؤر التوتر من باب التبانة إلى صيدا فالبقاع وغيرها من المناطق، لكن تحت سقف تفاهم سياسي يعزز الأمن ولا يعلو فوق سلطة الدولة في تأمين حق المواطن بالحياة.

ولكي تنجح الآلية يجب أن تشمل كل بؤر التوتر المحتملة ونزع السلاح منها إضافةً إلى بيروت. طرابلس التي اختيرت قبل عامين لكي تكون ميداناً للرد على مفاعيل 7 أيار 2008 في شوارع باب التبانة- جبل محسن؛ صيدا حيث الأولوية بسبب غابة المنظمات المتطرفة والأسلحة في مخيم عين الحلوة؛ سلاح المنظمات الهجينة ما بين الإنتماء الطائفي والمشارب السلفية والجهادية التي برزت في مجدل عنجر قبل عامين وفي مجزرة حلبا؛ السلاح في خطوط التماس التي استحدثت بقاعياً في أحياء سعدنايل وتعلبايا حيث استخدمت في تلك المواجهات قذائف الهاون ولا نعتقد عند حدود علمنا بنوعيات السلاح أنه سلاح خفيف!!!...

إن وجوب مغادرة السلوك النزاعي يحتم على "حزب الله" قراءة نقدية لبعض سلوكاته. إذ أن تحريم البحث في نزع السلاح في بيروت وباقي المناطق تحت حجة توصيفه بأنه سلاح "المقاومة" لا يقنع الجمهور اللبناني الذي يميز جيداً بين السلاح المقاوم ضد إسرائيل وذلك الذي يستخدم في الداخل. وهنا المطلوب من الحزب عدم السماح للبعض باستغلال رصيد المقاومة من أجل المشاركة في اشتباكات في أحياء بيروت وغيرها، لا لشيء سوى لأن هذا البعض ينتمي للطائفة الشيعية.

وهكذا فإنه على "حزب الله" أن يحمي المقاومة من خلال الالتزام بقوانين الدولة واحترام حق المواطنين بعيش آمن، وإقفال النوافذ وخاصةً محاولات استدراجه إلى نزاعٍ أهلي مع السنّة في الزواريب.

ذلك أن النزاع المذهبي مع السُنّة مشتهى خصومه في الداخل والخارج ومقتله لذا فإن مبادرة الحزب لا تضعفه، وكان معبّراً جداً موقف الرئيس السابق للحكومة سليم الحص المؤيد للمقاومة والمفترض أنه حليف "حزب الله" في تأييد شعار "بيروت منزوعة السلاح"، وهو موقف يجب قراءته جيداً. وقد ثَبُتَ أيضاً أن حلفاء "حزب الله" في الطائفة السُنيّة ما زالوا متأخرين بأشواط عن تشكيل بديل أو حتى إيجاد موطئ قدم راسخ في البيئة السُنيّة المضطربة المتفاعلة كما البيئة الشيعية مع خطوط التصدع المذهبي الإقليمي من باكستان إلى العراق.

تراوح المذاهب بين حدّي تفضيل التعددية السياسية في زمن الهدوء النسبي (مَثل الإنتخابات البلدية وتراجع تيار "المستقبل" وقوى أخرى في بعض المناطق) وخيار التوحد والإلتفاف حول القوة الأكبر والأفعل في الطائفة والمذهب في زمن الإحتراب والإقتتال الأهلي (وهذا ما شهدناه في برج أبي حيدر).

إن كل المواطنين اللبنانيين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم لا يطلبون المستحيل من قواهم السياسية ومما تبقى من دولتهم – أو من الجزء الدولتي الذي لا يمثل أفرقاء النزاع المباشرين – بل يتمسكون بأبسط حقوقهم في عدم الرجوع إلى فترات أليمة مظلمة سابقة. وهم يدرجون أيضاً على لائحة مطالبهم الخروج من الخطاب الخشبي والتَوريات وازدراء اللبنانيين الذين لا يزال لدى بعضهم حس نقدي ووعي يحفزهم على السخرية من طبقة سياسية أسيرة نزاعاتها ومحاسبتُها لا تتم في الداخل.

 يحق لنا كلبنانيين أن نتمتَّع ببلدنا بعيداً من صراعات النفوذ الإقليمية التي تستغلُّ الساحة اللبنانية المشرَعة ومن النزاعات الأهلية التي يكون الأبرياء وقودها، من دون أن ننسى أن هذا الواقع يدعو النخبة والقوى اللبنانية الفاعلة إلى التبصر في آفاق المستقبل، والبحث عن صيغةٍ جديدة تستوعب كل هذه التناقضات، وتريح الطوائف المتذابحة، وتفتح المجال أمام استقرار راسخ ذي ركائز داخلية يقفل النوافذ أمام دخول العرب والعجم والتركمان والفرنجة و.... 

(ميشال أبو نجم أمين سر مركز عصام فارس للدراسات اللبنانية  - ناشط في التيار الوطني الحر

جاد يتيم صحافي في "النهار" - ناشط في صفوف 14 آذار)  

 

كنج لـ "ليبانون فايلز": حق كرم محفوظ في الادعاء على "المعلومات"

ملاك عقيل/ليبانون فايلز

تحت عنوان "المدّعى عليهم لدى قضاة التحقيق بجرم التعامل مع العدو"، ورد اسم العميد فايز وجيه كرم ضمن لائحة من ثلاثة أقسام أعدتّها وزارة الخارجية اللبنانية وأرسلتها الى مجلس الأمن، وهي تتضمن اسماء 141 متعاملاً مع اسرائيل مرفقة بشكوى حول شبكات التجسّس الاسرائيلية التي زرعتها اسرائيل في الكثير من المناطق اللبنانية. واللائحة تضمنت فرزاً للعملاء بين مدّعى عليهم أمام المحكمة العسكرية الدائمة، ومدّعى عليهم لدى قضاة التحقيق، إضافة الى أسماء المتعاملين الذين صدرت بحقهم أحكام وجاهية.

لم يكن لهذا الإجراء من جانب الخارجية اللبنانية صداه الايجابي لدى الرابية التي تتعاطى مع ملف فايز كرم بكثير من الدقة والحذر. فالعماد ميشال عون ليس بوارد التغطية على اسم أي شخص قريب منه أو من "تياره" في حال ثبتت عليه تهمة التعامل مع اسرائيل، لكن هذا لا يمنع الرابية، وتحديداً في ملف فايز كرم، من إثارة  مسألة الإطار القانوني الذي تتعامل من خلاله الأجهزة الأمنية مع إجراءات توقيف العميد المتقاعد. هذا بالتحديد ما دفع "الجنرال"، أمام جمهوره وأمام حليفه "حزب الله"، الى توصيف "حالة كرم" بـ "السقوط الانساني"، من دون ان يجد نفسه مكبّلاً حيال واقع الاعتراض على المسار القانوني للملف، في وقت تطرح فيه أوساط "التيار" تساؤلات حول تداعيات هذا التشهير بحق كرم، في حال ثبت لاحقاً انه بريء من تهمة العمالة.

في هذا السياق، يعتبر القيادي في "التيار الوطني الحر" رمزي كنج، ان توقيف العميد المتقاعد فايز كرم لدى فرع المعلومات غير شرعي وغير قانوني لأنه جهاز بحدّ ذاته يفتقر الى المشروعية والقانونية داخل القيادة، مما يعرّض كل تصرفاته وخصوصاً استنطاقاته للبطلان.

وإذا كانت بعض الوزارات، يضيف كنج، تغضّ النظر عن تصرفات فرع المعلومات لأسباب سياسية فإن حقّ العميد كرم، ولو بعد سنوات، في الادعاء الشخصي لدى المحاكم على تصرفات مسوؤلي الجهاز وعناصره يبقى محفوظاً.

وأضاف "من المعيب على وزارات مفترض فيها أن تصون القانون والعدل ان تغضّ النظر عن تصرفات لا قانونية".

والاعتراض على المسار القانوني لملف العميد كرم يأخذ منحى مختلفاً حيال الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة بين الحليفين "حزب الله" والأحباش". وفي هذا السياق، يعتبر كنج "ان التحقيقات في حادثة برج ابي حيدر لن تصل الى نتيجة كما غيرها من التحقيقات لأن الجرائم السياسية والتي يراد منها صنع الفتنة في لبنان والتي تؤسّس لتأجيج الصراعات المذهبية والطائفية مكتوب لها ان تبقى مكتومة، منذ اغتيال معروف سعد حتى حادثة برج ابي حيدر، وستبقى هذه الحوادث ذخيرة بيد شاغلي مهنة السياسة للتوظيف غبّ الطلب".

لا سلام ولا كلام كتبت صحيفة "الديار" في عددها الصادر يوم السبت 4 أيلول 2010: صودف حصول ثلاث مناسبات بينها حفلا زفاف وحفل افطار ضمت كلا من رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ونائب رئيس الحكومة الأسبق اللواء عصام أبو جمرا، ولم تسجل في المناسبات المذكورة اي مصافحة بين عون وابو جمرا.

 

بيضون: عرقلة الحكومة تهدف لاستنزاف الحريري محمد عبد الحميد بيضون

بيروت ابوزارفر/رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن حزب الله مشارك في هذه الحكومة وعليه أن يقدم حلاً  لتأمين الأمن للمواطن و"أن لا يكتفي فقط بالقول أن مسألة برج أبي حيدر حادث فردي".ورأى ان ثمة اختلافا جوهريا في لبنان بين نهجين في التفكير، الاول يريد ترسيخ مبدأ المواطنة والثاني يعتمد عقلية الميليشيا في التعاطي مع كل ما حوله، واعتبر ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لم يطرح في مؤتمره الصحافي حلا لموضوع الأمن وتجاوز ما حصل في برج أبي حيدر كما تجاوز احداث عائشة بكار.

وشدد على ان عرقلة العمل الحكومي من قبل الفريق الاخر تهدف لاستنزاف رئيس الحكومة والقصد من ذلك ليس فقط سعد الحريري، بل الفئة الاجتماعية التي تقف خلفه.

وقال بيضون لـ" اخبار المستقبل": "منذ انتخاب الرئيس ميشال سليمان لم يمر يوم في البلد من دون سقوط قتيل، لا يمكننا أن نبقى على هذا الحال، أولويات المواطن هي الأمن وحزب الله مشارك في الحكومة ويجب أن يقدم حلا". أضاف: " على حزب الله أن يعطي أوامر صارمة لعناصره ومناصريه والباسيج أنه ممنوع حمل السلاح، لا ردا على الأحباش ولا على غيرهم". واسترسل" لأول مرة يحرق مسجد في لبنان، وهذا نتيجة التعبئة التي مارسها حزب الله على عناصره، فليكفوا عن توزيع السلاح". واستبعد وصول التحقيقات في حادثة برج أبي حيدر الى نتائج ملموسة "طالما أن القضاء والأمن تحت الضغط السياسي".

ودعا بيضون القطاع الاقتصادي في لبنان إلى رفع الصوت والقيام بتحركات فاعلة كون البلد محكوم بالميليشيات، لافتا إلى ان الاقتصاد اللبناني يخدم السياسة وهذه مفارقة في العالم.

عن الانفجارات في بلدة الشهابية قال بيضون "الوضع في جنوب لبنان غير طبيعي"، موضحا أنه "في جنوب الليطاني هناك تفاهم من خلال القرار 1701 يؤكد أن جنوب الليطاني السلاح الوحيد الذي يجب أن يكون موجودا فيه هو سلاح الدولة اللبنانية الممثلة بالجيش". اضاف "إذا كانت المقاومة تحتاج إلى مخازن أسلحة جنوب الليطاني فلتكن هذه المخازن في يد الجيش اللبناني". وتابع "المهم أن لا يعطي لبنان أعذارا لإسرائيل، فأن يعيش لبنان تحت فكرة انتظار الحرب مع إسرائيل هي فكرة يجب أن ننتهي منها". وأردف "نحن وافقنا على القرار 1701 وقد كان حزب الله أول من وافق عليه من أجل إنهاء الحرب، واليوم هناك اتفاق شامل في البلد وقد ألفنا حكومة وحدة وطنية كي لا نعطي أعذارا لإسرائيل".

في الملف الحكومي أكد بيضون أن "الطرف الآخر هو الذي لا يتعاون مع الحكومة، لا بل يعرقل عملها، هم لا يريدون للرئيس الحريري أن ينجح بدليل أن البلاد لم تكن بحاجة لعشرة أشهر لتقديم خطة انقاذ لقطاع الكهرباء

 

نصرالله لا يلتزم بتعليمات بشار ودمشق تعود بإرادة السنّة 

ماذا يجري بين الاسد وايران؟

حسن صبرا: الشراع

هل هي لعبة المعادلات الجديدة؟ الرئيس بشار الاسد لا يريد التخلي عن علاقته المميزة وحلفه الاستراتيجي مع ايران، لكنه يريد العودة بها الى زمن والده حافظ الاسد، حين كانت ايران تحتاج سوريا في لبنان وفلسطين وباقي الدول العربية، لا الى الوقت الذي باتت فيه سوريا بحاجة الى ايران في هذه البلدان مضافاً اليها العراق.. خاصة بعد اعلان الاسد الإبن اخراج القوات السورية من لبنان بمقتضيات القرار الدولي 1559.

وايران نفسها انهت بإخراج سوريا من لبنان، زمن تلقي حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله تعليماته من دمشق، كما كانت في عهد حافظ الاسد، وعلى بشار الاسد ان يقتنع بأن ايران هي التي تعطي التعليمات لنصرالله وحزبه، وعلى سوريا ن تلتزم بها وان تدافع عنها!

كيف يمكن التوفيق بين طرفي هذه المعادلة؟ سوريا بحاجة الى ايران، وحزب الله لم يعد يأخذ تعليماته من دمشق، طهران تحتاج الى سوريا، وحزب الله يحصل على اسلحته الايرانية عن طريق دمشق؟ عندما كانت سوريا مطلقة اليدين في لبنان حتى عام 2005، لم يكن هناك من مشكلة كبيرة بين النظامين في دمشق وطهران، ولم يكن حزب الله يجد أي حرج لسنوات طويلة حتى في احرج الاوقات.

عندما خطفت جماعات ايرانية عام 1984 رئيس الجامعة الاميركية في بيروت روبيرت دودج ونقلته إلى طهران، اخترق القائم بالاعمال السوري في طهران اياد المحمود (وهذا ليس اسمه الحقيقي) مجموعة الحرس الثوري التي كانت تحتجز دودج ونجح في اطلاق سراحه ونقله عبر شركة الطيران السورية الى دمشق، ومنها الى اميركا التي سارعت في عهد رئيسها رونالد ريغان للاتصال بسوريا لشكرها على هذه المساعدة.

يومها تعرض اياد المحمود للاختطاف في طهران وكاد يقتل لولا انه قاوم مختطفيه الذين اصابوه اثناء اختطافه، ووصل امر الاختطاف الى الرئيس حافظ الاسد الذي سارع للاتصال برئيس الجمهورية الايرانية يومها علي خامنئي الذي امر بترك المحمود واعادته الى سوريا (عاد منها الى لبنان ليتسلم فصيلة جهاز امن الدولة السوري في لبنان) ويقال انه كان وراء ارسال خبر بيع اميركا الاسلحة لايران وهو ما سمي بـ((ايران غيت)) عبر اصدقاء خليجيين الى مجلة ((الشراع)) لنشرها في العدد 242 تاريخ 3/11/1986 وكان نشر هذه الفضيحة في ((الشراع)) احد اسباب خسارة ايران الحرب مع العراق على حد وصف باتريك سيل في كتابه - الاسد - الصراع على الشرق الاوسط.

ورغم خلاف اياد المحمود مع غازي كنعان الذي كان يتولى رسمياً مسؤولية رئاسة جهاز الامن والاستطلاع للقوات العربية السورية العاملة في لبنان، في كثير من السياسات والسلوكيات الامنية والاستخباراتية السورية واتباعها في لبنان، الا ان امراً اساسياً ظل يجمع بين الامنيين السوريين الكبيرين هو الحذر الشديد، بل التنبه الى ثقافة وتبعية حزب الله الى ايران.. ملتـزمين الى حد القداسة تعليمات حافظ الاسد بدعم الحزب في مقاومته لاسرائيل.. فقط.

وعندما اتهمت ايران ضمنياً الاستخبارات السورية، بتسهيل اغتيال الموساد لرجلها في المنطقة عماد مغنية في مربع الاستخبارات السورية في كفرسوسة يوم 12/2/2008 وردت عليها دمشق بأن السيارة التي قتل فيها مغنية فخخت في لبنان، في اشارة واضحة الى اختراق الموساد لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، بلعت ايران هذا المسمار الصدىء، لأنها على حد وصف احد المسؤولين الايرانيين لا تريد التضحية بالعلاقة الاستراتيجية مع دمشق من اجل شخص واحد مهما كانت اهميته لها، ومهما قدم لها من خدمات! وعندما هدد حسن نصرالله بالانتقام من اسرائيل لقتلها مغنية، جاءته التحذيرات واضحة من دمشق بألا يجرب استدراج المنطقة (لبنان وسوريا) الى حرب لن تسمح دمشق لأحد ان يحدد لها فيها المكان والزمان وما زال الموعد مفتوحاً الى اجل غير مسمى!؟.

في اطار المحافظة على هذه المعادلة، ينظر الايرانيون الى المعلومات التي تحدثت عن ان دمشق ارسلت الى مجلة ((ديرشبيغل)) الالمانية بشكل مباشر، او بطريقة غير مباشرة، بواسطة احد عناصرها في لبنان الوزير السابق ميشال سماحة معلومات عن تورط حزب الله بقتل الرئيس رفيق الحريري يوم 14/2/2005 في بيروت، بأنها معلومات غير مفاجئة او انها من النوع الذي يمكن استيعابه طالما ان دمشق لم تقطع بعد حبل السرة مع وليدها في لبنان حزب الله وطالما ما زالت تفتح له مستودعاتها لتـزويده بكل انواع الاسلحة التي يحتاجها في لبنان، وهي المرسلة كلها من ايران، كما تفتح دمشق ابواب معسكراتها في كل انحاء سوريا لتدريب عناصر هذا الحزب على الاسلحة الحديثة الواردة اليه من طهران، كما وتستقبل دمشق كبار مدربي الحرس الثوري وكبار ضباطه الاستخباراتيين.

ووفق هذه المعادلة ايضاً وايضاً تغلق دمشق ابواب الحوزات ((الدينية)) التي انشأتها وتمولها ايران بواسطة اعداد كبيرة من رجال الدين الايرانيين (والعراقيين) لنشر التشيع بين العلويين السوريين واستقطاب متحمسين سنة متأثرين بالمقاومة التي ابداها حزب الله سابقاً تجاه اسرائيل (تراجع هذا الحماس بشكل كبير منذ اجتياح حزب الله لبيروت يوم 7/5/2008).

وترى ايران هذا الاغلاق جزءاً من رسالة سورية رسمية الى العالم كله بأنها محكومة بنظام علماني، اصدر في الوقت نفسه قرارات حاسمة بمنع دخول المدرسات المنقبات الى مدارسهن، واحالتهن الى وظائف ادارية، ويدرس النظام نفسه ايضاً قراراً بمنع المنقبات من دخول الجامعات السورية سواء كمدرسات او كطالبات وكلهن على المذهب السني وهو دين الدولة الرسمي (70% من الشعب السوري على المذهب السني).

طبعاً ترى طهران في قرار بشار الاسد بمنع المدارس الدينية الايرانية في كل سوريا، استعادة لسياسة والده تجاه هذه المسألة، وبشار يذكر كيف ان الرئيس حافظ امر السلطات الايرانية الرسمية في عهد الرئيس هاشمي رفسنجاني بسحب رجال الدين الايرانيين الذين جاؤوا ينشرون التشيع داخل سوريا ويقيمون المراكز الدينية، واعادتهم الى بلادهم فوراً.

وتسجل ايران لبشار الاسد انه مثلما فعل والده وأصر بسحب المشايخ فوراً ودون ضجيج او اعلام، فإن بشار نفسه امر بإقفال هذه المدارس وأيضاً دون ضجيج او اعلان.

وفي سوريا قرى عديدة على المذهب الشيعي، منها 4 في حلب و4 في حمص، وفي دمشق نفسها حي الامين الذي يحمل اسم السيد محسن الامين وهو مرجع شيعي لبناني كبير كانت له مواقف مستنيرة من عدد من القضايا، وهذا الحي ظل حاضناً لمعظم الحركات الاسلامية الشيعية العراقية المعارضة للنظام السابق في العراق، كحزب الدعوة، ومنظمة العمل الاسلامي.. وفي دمشق نفسها يحضن جبل قاسيون حياً شيعياً كاملاً كما يحضن اللاجئين من الجولان وأغلبيتهم من الدروز.

هذا عدا الحوزات العراقية في سوريا، التي واجهت تحديات شديدة من جانب اعداد كبيرة من العراقيين الذين نزحوا من بلادهم بعد احتلال القوات الاميركية للعراق بدءاً من 20/3/2003 ودخول ميليشيات الموت التي ارسلتها ايران الى العراق للانتقام من كل اثر عربي قاتل ضدها خلال الحرب بين البلدين (1980 – 1988) وتشهد دمشق في احيان كثيرة مشاحنات ومشاجرات بين العراقيين المحسوبين على ايران الذين نجحوا في اقامة حوزات دينية في بعض المواقع التي يعتبرها الشيعة ذات اهمية دينية لهم، وبين العراقيين الذين هربوا من جرائم ميليشيات فرق الموت الايرانية ولا يتسرب الى الاعلام كثير من هذه المواجهات بسبب القبضة القوية لأجهزة الامن السورية في كل البلاد، خاصة حيث يمكن ان يتعرض الامن لتحد شديد من مثل هذه الجماعات.

وهناك فرق،

بين ان يذهب الرئيس بشار الاسد الى الرياض مشتكياً من اصرار ايران على نشر التشيع بين العلويين وحتى بين السنة، وشراء عشرات المواقع التي يعتقد الايرانيون انها لشخصيات لها قيمة عند الشيعة، لتحويلها الى مزارات ومراقد وحوزات دينية بدءاً من سوق الحميدية في دمشق على بعد امتار من المسجد الاموي وصولاً الى حلب وحمص وبقية المدن السورية التي تقطن فيها قلة من الشيعة السوريين والجهر بلعن الصحابة في كل مرة يتم فيها التمجيد بآل البيت بما يثير نقمة عند الاغلبية السنية، ويشكل احراجاً للنظام الذي يجهر بعلمانيته تجاه السنة، ويحضن التشيع مستفزاً السنة مرة اخرى، وبين قرار بشار الاسد بإقفال هذه الحوزات الدينية، في وقت يمنع فيه المنقبات المدرسات من دخول مدارسهن.

ما الذي تغير؟

البعض يعتبر ان بشار الاسد ومنذ فترة ليست طويلة استعاد السلطة كاملة بين يديه فأبعد من ابعد وقرب من قرب، وبات الآن يكمل دور والده او يشبهه في الامساك بالسلطة، وتوزيع المهمات والمسؤوليات على من يثق بهم، يسانده شقيقه الضابط المحترف ماهر، الذي لن يؤدي دور عمه رفعت الاسد حين كان شقيقه حافظ ممسكاً بالسلطة منذ العام 1970 (على الاقل هذا ما يبدو الآن حيث ينام ماهر حين يكون بشار صاحياً.. والعكس صحيح).

والبعض الآخر يرى ان المتغيرات السياسية حول سوريا لم تعد تسمح للنظام فيها ان يظل معتمداً الى هذا الحد على ايران وهو يغامر بمعاداة العالم كله.. فيعود الى مغازلة هذا العالم من جديد، استعادة لدوره في عهد حافظ الاسد، الذي ظل يقدم نفسه قادراً على تأدية اصعب الادوار في المنطقة دون ان يغضب الغرب او اسرائيل، وفي الوقت نفسه يظل رافعاً شعار الممانعة والصمود.. بما يرضي ايران واتباعها والمقهورين من القوميين!!

وهناك من يعتقد ان اسرائيل في عهد بنيامين نتنياهو مجرم الحرب الاشرس، اوصلت الى النظام في دمشق رسائل حاسمة بأن اي التزام سوري مع ايران في مسألة الحرب في لبنان او خارجه يعني ان دمشق نفسها وقصر الشعب او قصر تشرين نفسه سيصبح عرضة للاستهداف الصهيوني المباشر.. ألم يقصف الصهاينة مفاعل الكبر النووي السوري قيد الانشاء (بمساعدة ايرانية مالية وكورية شمالية فنية) عندما كانت اوساط ايرانية تتهم دمشق بأنها سهلت لاسرائيل اغتيال رجلها في المنطقة عماد مغنية؟

ألم تقتل اسرائيل مسؤول الملف النووي السوري محمد سليمان، عندما كانت سيغولين رويال (مرشحة الحزب الاشتراكي الفرنسي الرئاسية ضد المرشح اليميني نيكولا ساركوزي) تقول لوليد جنبلاط ورهط من رفاقه في قوى 14 آذار/مارس، لا تعتمدوا علينا او على اميركا لاسقاط نظام بشار الاسد، لأن اسرائيل ابلغتنا وأبلغت واشنطن ان هذا النظام هو حاجة امنية استراتيجية لها في المنطقة؟

الموقف الايراني

لن تتخلى ايران عن حلفها الاستراتيجي مع دمشق، تحت اي ضغط او دفع او اغراء او تخل، لاعتبارات معروفة وبالغة الاهمية، اهمها على الاطلاق ان دمشق تمسك بعنق اهم اذرع ايران العربية على الاطلاق وهو حزب الله في لبنان، مثلما يشكل هذا الحزب لسوريا اهم ادواتها الفاعلة في القضايا التي تهم دمشق في لبنان وفي الصراع مع العدو الصهيوني.

وبالمقابل لن تتخلى دمشق ايضاً عن حلفها الاستراتيجي مع طهران، تحت اي ضغط او دفع او اغراء او تخل لاعتبارات معروفة وبالغة الاهمية وأهمها، ان دمشق لم تحصل حتى الآن من الغرب او من العرب على ما يدفعها لأن تستبدلهم بالعلاقة مع الايرانيين.

النظام السوري اخترع التجريبية (البراغماتية ان لم يكن الميكيافيلية العربية)، وهو ليس مستعداً لأي خطأ في هذه المسألة الاستراتيجية لأنها باتت تمس امنه ووجوده، والخطأ الاول فيها كخطأ التدريب على المتفجرات هو الخطأ الاخير!

سيتعايش النظامان السوري والايراني تحت كل الظروف لاعتبارات مصلحية حاسمة، ومثلما يتعايش النظام السوري مع الاحتلال الصهيوني للجولان، ويتعايش النظام الايراني مع مشيخة قطر التي تضم اهم قواعد عسكرية اميركية في الخارج مهددة للنظام الايراني نفسه، فإن ما يجمع بين دمشق وطهران كثير كثير يستحق ان يحافظ عليه النظامان.

وأكثر من هذا

ان دمشق تحاول ان تروج لمصالحة مع طهران تكون هي فيها الوسيط بينها وبين العرب، وبينها وبين الغرب، وقد ردت على كل الذين طالبوها بأن توقف علاقاتها مع ايران، بأن العالم كله اصبح قرية كونية وان ايران اصبحت اقرب الى اي بلد عربي من اي عاصمة عربية اخرى، كما ان ((دفاع)) ايران عن القضايا العربية يكبر كلما تخلى الغرب وبعض العرب عن القضايا العربية.

صحيح

ان دمشق تراقب عن كثب تداعيات الحصار الاقتصادي على ايران، ومفاعيل الثورة الخضراء الداخلية، التي تقض مضاجع النظام، لكن دمشق تراقب ايضاً اصرار الادارة الاميركية على الحوار والمفاوضات مع ايران حول امور عديدة، وما يتردد عن منع واشنطن اسرائيل من اي حرب مباشرة ضد ايران لتدمير منشآتها النووية وطاقاتها الاخرى العديدة.

انها التجريبية او البراغماتية والبعض يعتبرها الميكيافيلية العربية، تتساوى فعلاً وقولاً مع مثيلاتها سواء كانت في الغرب او في الشرق وتحديداً في ايران.

كيف تنعكس هذه السياسة في لبنان؟

كثيرون رأوا ان الاشتباك الذي وقع في برج ابي حيدر بين حزب الله وجماعة ((الاحباش)) (إحدى الادوات المخلصة للنظام السوري) احد مظاهر المسعى السوري لاستعادة وضع سابق لدمشق في لبنان قبل اغتيال رفيق الحريري في 14/2/2005 الذي ادت تداعياته الى اخراجها من لبنان يوم 26/4/2005.

ذلك انه

ومثلما كان الخروج السوري من لبنان فرصة لايران للامساك بلبنان عبر حزب الله فإن اضعاف حزب الله يصبح امراً حتمياً لكي تضعف ايران فيمكن لسوريا ان تعود للبنان من الباب العريض، ودون خلاف مع ايران.. هكذا امسكت ايران بلبنان دون خلاف مع سوريا.. وهكذا يمكن ان تستعيده دمشق دون خلاف مع طهران!، حتى الآن سوريا قوية في الشارع الشيعي لاعتبارات يعرفها الجميع، لكنها تعرف انه لم يكن ممكناً لها ان تخرج من لبنان لو ظل الشارع السني معها، لكنه حين انقلب هذا الشارع عليها اصبح خروجها من لبنان حتمياً خاصة بعد ان تحالف مع الشارعين المسيحي الذي قاد حملة الاستقلال الثاني والشارع الدرزي الذي ايده تحت قيادة وليد جنبلاط (وكان الدعم العربي والدولي عبر القرار 1559 ضرورياً ليتحقق هذا الاستقلال).

سوريا تصحح علاقاتها شيئاً فشيئاً مع الشارع السني، خاصة تيار المستقبل تحت راية المصالحة العربية التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان اللقاء الحميم بين الرئيس بشار الاسد والرئيس سعد الحريري في قصر تشرين الذي شهد حضوراً مميزاً لمستشار الملك عبدالله نجله الامير عبدالعزيز بن عبدالله رسم معالم مرحلة جديدة بين الرئيسين وبين دمشق وتيار المستقبل الذي يعيش وجمهوره منذ فترة تداعيات القرار الظني المنتظر، وامكانية توجيه التهمة بقتل زعيمه رفيق الحريري لحزب الله دون ان يعني هذا تبرئة ضباط سوريين من ارتكاب هذه الجريمة.

لكن هناك فارقاً بين ان يقول السيد حسن نصر الله للرئيس سعد الحريري ان حزبه لا يمكن ان يخترق وان اي اتهام لأي عنصر فيه بقتل والده رفيق الحريري، يعني توجيه التهمة مباشرة الى نصر الله نفسه، وبين ان يقول الرئيس بشار الاسد لسعد الحريري، ان المرحلة التي قتل فيها رفيق الحريري لم تكن كلها صافية بيد الاسد داخل سوريا، وانه لو ثبت له ان هناك سورياً واحداً ضالعاً في هذه الجريمة فإنه لن يتردد في تسليمه الى القضاء السوري لمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى.

وهناك فرق بين ان يعلن السيد حسن نصر الله السعي لاسقاط القرار الظني والمحكمة الدولية الخاصة لبنان، وبين ان يعلن الرئيس نبيه بري انه يجب التمييز بين القرار الظني والمحكمة الدولية.

وهناك فرق بين ان يقفل عناصر حزب الله الذين استباحوا جزءاً كبيراً من بيروت اثر مصرع احد مسؤوليهم في اشتباك برج ابي حيدر هواتفهم النقالة حتى لا يتلقوا اي تعليمات من قياداتهم بضرورة الانضباط والانسحاب من الشوارع تحت ضغط اتصالات الرؤساء بقيادات هذا الحزب؟ وبين اصرار الرئيس نبيه بري على ان احداً من حركة امل لم يشارك في هذه الاشتباكات، خاصة وان حلف امل مع الاحباش قديم وراسخ.

وهناك فرق بين ان تعلن حركة امل انها لم تكن طرفاً في اشتباكات مساء يوم الثلاثاء الدامي، وأن عناصرها كانوا ضيوفاً عند الاحباش في افطار رمضاني كريم، وبين نزول مسلحين الى الشارع في بعض أطراف منطقة الطريق الجديدة التي تدين بالولاء لـ ((تيار المستقبل)) ولا تكن اي ود في معظم زواريبها وسكانها للأحباش بسبب حلفهم مع حزب الله.. لدعم الاحباش في هذه المواجهة مع حزب الله.

يتندر بعض ابناء بيروت بأن حزب الله شطب تيار المستقبل في ساعات في بيروت يوم 7/5/2008 دون ان يخدش اي عنصر منه، بينما استطاع الاحباش قتل ثلاثة عناصر من حزب الله (البعض يقول اثنين) قبل افطار الثلاثاء الرمضاني.

وهذا التندر يهدف للوصول الى واقع ان جماعة سوريا وحدهم قادرون على تخليص البيارتة من هيمنة حزب الله، وفي مجالس بيروت وأمسياتها الرمضانية همس تتصاعد عبراته بأن احداً لن يخلصنا من حزب الله الا سوريا!! لكن هناك فرقاً بين ان يشتبك الحزب التقدمي الاشتراكي مع حركة امل في شوارع بيروت طيلة اعوام 1985 – 1986 – 1987 وان يذهب المفتي الراحل الشيخ حسن خالد والرئيس الراحل تقي الدين الصلح الى دمشق لرجاء حافظ الاسد بإرسال قواته الى بيروت لوقف ممارسات الحلف المعمد بالدم بين الحليفين السوريين، وبين ان يشتبك حليفا دمشق حزب الله والاحباش في شوارع بيروت احياء لذكرى هذه الايام السوداء في تلك السنوات العجاف.. كمقدمة يخشاها كثيرون من عودة القوات السورية الى لبنان.

هناك فرق بين منظمة التحرير الفلسطينية المتحالفة مع اليسار اللبناني التي كانت تسيطر على جزء كبير من لبنان طيلة عامي 1975 – 1976 (وما قبلها في الجنوب) والتي دخلت القوات السورية للجمها ومحاصرتها كما طلب هنري كيسنجر عام 1974 من حافظ الاسد وكما التزمت الدول العربية في قمتي الرياض والقاهرة عام 1976، وبين حزب الله الذي يكاد يسيطر على كل لبنان ومؤسساته الامنية وغير الامنية، منذ العام 2006 وبدءاً من العام 2005 اي بعد اغتيال رفيق الحريري وإخراج سوريا من لبنان.

هناك فرق بين ان تقبل دمشق اسلحة متقدمة من طهران، وان ترسل ضباطاً منها الى ايران للتدريب عليها، وان ترفض البرامج الدينية التي تفرضها الاستخبارات الايرانية على الضباط السوريين، وبين ان تقبل ارسال ضباط لبنانيين الى ايران للتدريب على اسلحة عرضت ايران بيعها او تقديمها هدية للبنان.. هذا اذا وافقت دمشق على تسلم لبنان اسلحة من ايران.

وهناك فرق بين ان يأتي محمود احمدي نجاد الى لبنان ضيفاً رسمياً، وبين ان يكون تحت رعاية حسن نصرالله، وبين ان يكون نجاد ونصرالله ضيفين في دمشق تحت رعاية بشار الاسد.

وهناك فرق بين ان يجمع نجاد جماعاته في لبنان ليتباهى بهم امام العالم ودمشق.. وبين ان يأتي الاسد مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى بيروت بطائرة واحدة بعد قمة ثنائية في دمشق هي الانجح لهما والاكثر تحديداً لمعالم التحرك المشترك في لبنان تحديداً.

هناك فرق بين حزب الله الساطع نجمه عربياً بعد حرب 2006 ضد اسرائيل وبين الحزب الذي يفزع لصدور قرار ظني يتهمه بقتل الحريري ولا يجد وسيلة للهروب الى الأمام الا اتهام اسرائيل بأنها قتلت رفيق الحريري .

حزب الله اداة ايرانية صافية، ودمشق لن تضحي تحت اي ثمن بعلاقتها مع ايران.

دمشق تريد تصحيح علاقتها بطهران لاستعادة الريادة السورية لها كما كانت في عهد حافظ الاسد.

ودمشق تريد تصحيح علاقتها بحزب الله ليعود نصر الله الى استلهام وتطبيق تعليمات بشار الاسد.

دمشق تريد استعادة وجودها بلبنان بطرق ربما تكون مختلفة عن السابق.

فليس من الضروري مثلاً ان تدخل دمشق بجيوشها الى لبنان كما دخلت سابقاً لمقاتلة منظمة التحرير الفلسطينية والامساك بها، اذ يكفي دمشق ان تقوم بهذه الخطوات كي تمسك بحزب الله.

كان اول مسمار في نعش السيطرة الكاملة لحزب الله على كل لبنان هو مسمار معلومات مجلة ((دير شبيغل)) عن مشاركة عناصر من حزب الله بقتل الحريري، والبعض يقول لا بل كان المسمار الاول هو في قتل الموساد لعماد مغنية في قلب دمشق، بعد ان تجاوز مغنية حدوده وبدأ استمالة ضباط علويين في اجهزة الامن السورية لمصلحة ايران!!

المسمار الثاني الاكبر سيكون صدور قرار ظني يحمِّل عناصر من الحزب مسؤولية قتل الحريري، (الم يسأل احد نفسه عن كيفية معرفة حزب الله بوجود العقيد غسان الجد في مكان جريمة قتل الحريري قبل 24 ساعة من وقوع الجريمة، وماذا كان يفعل عناصر الحزب يومها، ولماذا لم يقدموا هذه المعلومات لسوريا حينها التي وجهت لها الاتهامات بقتل الرئيس المظلوم، وكيف ولماذا وصلت عناصر الحزب الى مكان وقوع العمل الارهابي بعد ثوان من التفجير المروع؟).

المسمار الثالث سيكون ببساطة بإعادة الاعتبار مثلاً لأول امين عام لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي في البقاع على الاقل لاستمالة خارجين ناقمين على الحزب في هذه المنطقة التي شكلت خزاناً بشرياً حقيقياً لردف الحزب في مقاومته لاسرائيل حيث سقط حتى سنة التحرير عام 2000 نحو 45% من كل قتلى الحزب من البقاع نفسه.

أمر كهذا يعني ببساطة شق الحزب بين بقاعيين وجنوبيين، خاصة وان الشيخ الطفيلي يأخذ على الحزب التمديد 9 مرات للسيد نصرالله في الامانة العامة للحزب، بينما نص النظام الداخلي على البقاء في هذا الموقع لمرة واحدة فقط.. هكذا كان عهد الشيخ صبحي، وهكذا كان عهد خليفته الامين العام الثاني السيد عباس الموسوي ، اما السيد حسن فيبدو ان الثالثة جاءت ثابتة على عهده ولأجله.

لاحظوا كيف اعلن طلب الشيخ صبحي من السيد نصرالله ان يسلم العناصر المتواطئة في قتل الحريري، اذا كانت فعلاً كذلك وكيف طلب من الرئيس سعد الحريري الصفح عن الذين ارتكبوا هذه الجريمة؟

وهل يمكن استبعاد دور الجماعات المحسوبة على دمشق في لبنان في تحجيم حزب الله تمهيداً لدور سوري اكبر في هذا البلد.

الاحباش مقدمة.. اول الغيث والمطر بعدها ينهمر.

حزب الله يعرف ذلك تماماً - وايران تعرف اكثر – لذا لن يندفع اي منهما لمناطحة سوريا في لبنان، ولا بد من تسوية لذا يخشى كثيرون ان تكون التسوية حائرة بين نارين:

نار رفض الاستسلام ونار تحسين الشروط وكلاهما حاضران في اذهان الذين يريدون بيروت مدينة خالية من السلاح تمهيداً لتوسيع خارطة الاخلاء ليشمل كل لبنان!!!. 

المصدر : الشراع

 

ياغي: بالمقاومة فقط حفظت قضية فلسطين والقدس

وطنية-الهرمل- 4/9/2010 راى مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" الحاج محمد ياغي "ان الغاية من لقاء واشنطن بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني، برعاية اميركية وعربية، هي تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل واطلاق رصاصة الرحمة عليها، حيث يعلن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو قبل اللقاء وبعده بانه يريد دولة يهودية بامتياز على ارض فلسطين وعاصمتها القدس كما يشتهي ويحلم". كلام ياغي جاء في كلمة له في الاحتفال الحاشد الذي نظمه "حزب الله"،احياء ليوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء في مدينة الهرمل، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي، رئيس بلدية الهرمل صبحي صقر، رئيس اتحاد بلديات الهرمل مصطفى طه، مفتي الهرمل الشيخ علي طه، وفعاليات حزبية وعلمائية واجتماعية وحشد من الاهالي. وتخلل الاحتفال عروض للنزول على الحبال "رابيل" قدمتها فرق من الجوالة في كشافة الامام المهدي.

وقال ياغي "ان يوم القدس جاء ليؤكد ويثبت معادلة اساسية في عملية الصراع انه بالمقاومة فقط حفظت قضية فلسطين والقدس"، مضيفا بانه "لولا المقاومة في لبنان وفلسطين،والوقفة التاريخية لسوريا وايران،لكانت قضية فلسطين والقدس هشيما تزوره الرياح".

وانتقد بعض السياسيين في الداخل الذين اشادوا بلقاء واشنطن، معتبرا "ان الذين يراهنون على الادارة الاميركية وما ينتج عن هذا التفاوض المذل، يعيشون اوهامهم وخيالاتهم،ولم يقرأوا ان اميركا في وضع ينهار يوميا وعلى كل الصعد والمستويات".

 

العماد عون امام لجنة الدراسات في "التيار الوطني": لتحفيز الشعب على المحاسبة والإتيان بقياديين يريدون الإصلاح

عبود:السياسيون التقليديون متورطون والمحاسبة غائبة

وطنية - 4/9/2010 استضافت لجنة الدراسات في التيار الوطني الحر وزير السياحة فادي عبود في لقاء هو الأول من ضمن سلسلة محاضرات تقوم بها عن واقع الإدارة وإمكان الإصلاح. وفي اتصال هاتفي اكد العماد ميشال عون أن "اللبنانيين خسروا اراديا ما اكتسبوه من سيادة وحرية واستقلال"، لافتا الى "ضرورة تحفيز الشعب على المحاسبة والإتيان بقياديين يريدون الإصلاح". واشار الى أن في "الإدارة اللبنانية خلايا مفيوية تسعى الى استغلال الشعب واستمرار الفساد وتهجير اللبناني من ارضه لتسلم الى سواه"، معتبرا ان "كثيرين يبدعون اليوم في التحايل على القانون". وشدد على "ضرورة الإحاطة الشاملة بكيفية الإصلاح"، مشيرا الى ان "الإصلاح ينتج من توافر الفكر والإرادة والتقنية"، ولفت الى ان "مفهوم الخدمة العامة في لبنان يتراجع على حساب المال والخدمة الخاصة التي تأتي على حساب القانون"، معتبرا ان "هناك فئة من المستفيدين ترفض الإصلاح وتسعى الى استمرار الوضع القائم الذي اوصل البلاد الى حافة انهيارات كبرى في الماء والكهرباء والامن والقضاء". وسأل إذا كان القضاء هو المرجعية، فعلى من نحيل اليوم القضاء الذي يخالف القانون؟

عبود

ثم تحدث عبود مشيرا الى "وجود مشكلات جذرية تعاني منها الإدارة في ظل غياب اي تحرك جدي حتى الان للسيطرة على آفة الفساد"، معتبرا ان "لبنان يخسر الكثير يوميا نتيجة الإدارة غير الفاعلة التي باتت مصدرا كبيرا للهدر". واشار الى أن "تقرير الأمم المتحدة اوضح أن الدولة تهدر سنويا مليار ونصف مليار دولار"، لافتا الى ان "الهدر بات اليوم يبلغ اضعاف ذلك"، معتبرا ان "العدوى انتقلت الى مختلف القطاعات حتى بات الفساد نوعا من الشطارة". وأوضح ان "الفساد السياسي يستشري اليوم، إذ ان معظم رجال السياسة التقليديين يتحملون مسؤولية الفساد الذي يرهق البلد ويهدد مستقبله لأن معظمهم متورط والمحاسبة غائبة". وكانت كلمة لرئيس لجنة الدراسات حنا الحاج الذي اشار الى ان اللقاء مع عبود هو الحلقة الأولى من سلسلة لقاءات ومحاضرات مع وزراء وباحثين، مؤكدا ان "البكاء على الاطلال لا يجدي نفعا، بل هناك ضرورة للبحث العقلاني والهادىء والهادف والجهد المشترك للوصول الى نتائج".