المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 04 أيلول/2010

رسالة كورنثوس الأولى10/13

ما أصابتكم تجربة فوق طاقة الإنسان، لأن الله صادق فلا يكلفكم من التجارب غير ما تقدرون عليه، بل يهبكم مع التجربة وسيلة النجاة منها والقدرة على احتمالها.

يجب أن لا يسعى أحد إلى مصلحته، بل إلى مصلحة غيره.

 

"سيمون ويزنتال": "حزب الله" يخطط لشن هجمات جديدة في الأرجنتين 

أكد مركز «سيمون ويزنتال»، أول من أمس، في بيونس إيرس ان «حزب الله يمتلك خلايا نائمة في أميركا الجنوبية مستعدة لتنفيذ هجمات في الأرجنتين». وقال ضابط الاتصالات الدولية في المركز شيمون صامويلز إن «مصدرا رسميا أميركيا موثوقا والذي عقدنا معه اجتماعا الأسبوع الماضي أكد لنا وجود خلايا إرهابية نائمة تابعة لحزب الله في أميركا الجنوبية تنتظر الإشارات للتنفيذ في الأرجنتين». يذكر أن هجومين دمويين استهدفا منشآت يهودية في بيونس إيرس في تسعينات القرن الماضي. ففي العام 1992 قتل 29 شخصا في تفجير السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية، فيما قتل 85 شخصا بعدها بعامين في هجوم على مركز ثقافي يهودي في المدينة. ودعا مركز «سيمون ويزنتال» وهو منظمة يهودية غير حكومية لحقوق الإنسان الأربعاء الماضي الحكومة الأرجنتينية إلى «قيادة تحرك لحظر وجود حزب الله في أميركا اللاتينية» في رسالة موجهة إلى وزير الخارجية الأرجنتيني هكتور تيمرمان.

المصدر : وكالات

 

إسرائيل: حزب الله يمتلك 15 الف صاروخ على الحدود

أ. ف. ب. الجمعة 3 سبتمبر

اعتبر السفير الاسرائيلي في واشنطن ان حزب الله يمتلك 15 الف صاروخ على الحدود تهدد المدن الاسرائيلية بما فيها ايلات. واشنطن: قال السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورين إن حزب الله "حول قرى بكاملها الى معسكرات مسلحة ويمتلك نحو 15 الف صاروخ على طول الحدود مع اسرائيل".واشار اورين الى ان "كل مدن اسرائيل، بما فيها ايلات"، في اقصى جنوب الدولة العبرية، باتت في مرمى هذه الصواريخ، والتي من المتوقع ان عددها يبلغ حاليا "اربعة اضعاف" ما كان عليه خلال الحرب بين اسرائيل ولبنان في صيف العام 2006، كما اضاف. وتابع خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف ان "الكثير من هذه الصواريخ كانت منصوبة في الهواء الطلق (..). وهي الان موضوعة تحت مستشفيات ومساكن ومدارس، لان حزب الله يدرك جيدا اننا لو سعينا الى الدفاع عن انفسنا منها، ستتم معاملتنا على اننا مجرمي حرب".وكانت اشتباكات بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي مطلع اب/اغسطس ادت الى سقوط اربعة قتلى. وقال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم غداة هذه الاشتباكات ان "حزب الله يمتلك القدرة على ايلام اسرائيل"، مشيرا الى انه يختار "وقت الصبر كما يختار وقت الرد بالطريقة المناسبة" على اي هجوم من جانب الدولة العبرية. وخلال حرب صيف العام 2006، اطلق حزب الله اكثر من اربعة الاف صاروخ على شمال اسرائيل، ما ارغم نحو مليون شخص من سكان هذه المنطقة الى الاحتماء داخل الملاجئ او النزوح نحو جنوب البلاد هربا من تهديد الصواريخ.

 

الراي": إنفجار الشهابية تطور سلبي بالنسبة لـ"حزب الله" 

  اعتبرت صحيفة "الراي" الكويتية أن الانفجار الذي وقع في إحدى مخازن السلاح التي يملكها "حزب الله" في بلدة الشهابية، تطوراً سلبياً بالنسبة لـ"حزب الله" في ضوء المعطيات الآتية:

* انه وقع في نطاق منطقة عمليات "اليونيفيل" أي جنوب الليطاني الذي ينص القرار 1701 على وجوب ان يكون منطقة خالية من السلاح غير الشرعي.* انه جاء في غمرة انهماك "حزب الله" في لملمة آثار وتداعيات احداث برج ابي حيدر التي اصطدم فيها مع جمعية "الأحباش" والتي كادت ان تتطوّر الى أزمة سياسية في البلاد مع رفع شعار «بيروت منزوعة السلاح». * انه أتى في لحظة التوتر المكتوم على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية منذ أحداث العديسة بين جيشيْ البلدين في 3 آب الماضي، وصولاً الى تحذيرات تل ابيب من نشاطات "حدودية" للحزب في "يوم القدس العالمي". ومن المتوقّع ان تتردّد أصداء الانفجارات في المشهد السياسي اللبناني وفي نيويورك مع توقُّع قيام اسرائيل بحملة ديبلوماسية ضدّ بيروت على خلفية وجود سلاح في "ارض القرار 1701".

 

عناصره ضربوا طوقاً أمنياً ومنعوا الإعلام من الاقتراب 

انفجار مستودع أسلحة لـ"حزب الله" في الشهابية الواقعة ضمن نطاق "اليونيفيل"

بيروت - وكالات: من باب أمن الجنوب مجدداً, بدأت الفسحة الداخلية التي فرضتها حركة الاتصالات المتسارعة عقب حوادث برج ابي حيدر بالانحسار تدريجياً, لتتصاعد وتيرة الاهتمام الداخلي بالسلاح مجدداً في ضوء انفجار مخزن أسلحة تابع ل¯"حزب الله" في بلدة الشهابية - قضاء صور الواقعة ضمن اطار عمل قوات الطوارئ الدولية والخاضعة لموجبات القرار ,1701 بحيث ازدوجت اشكالية السلاح غير الشرعي بين بيروت المنشغلة بمطلب نزع سلاحها ومنطقة جنوب الليطاني المفترض عدم ظهور هذا السلاح فيها اقله في شكل علني.

وتتسم هذه الحادثة بأهمية نوعية ليس لأنها تشكل خرقاً للقرار الدولي فحسب وإنما لكونها تكاد تكون الثالثة من نوعها.

وفي التفاصيل, وقع انفجار في مستودع أسلحة ل¯"حزب الله" في منزل سكني من ثلاث طبقات, لم تعرف أسبابه, وسط معلومات عن أن سبب الانفجار الذي أدى للحريق والانفجارات اللاحقة المتتالية, ناتج عن انفجار قارورة غاز, ورواية أخرى ذكرت ان انفجار خزان مازوت هو السبب.

وأوضح متحدث عسكري أن "ثلاثة انفجارات وقعت في منزل في خراج بلدة الشهابية" الواقعة على بعد 15 كلم من مدينة صور الساحلية, مشيرا الى انه يعمل على التحقق من مصدرها.

وأكد احد سكان الشهابية وهو يسكن قرب المبنى الذي وقع فيه الانفجار ان "المنزل مستأجر من حزب الله منذ وقت طويل", مضيفاً ان "انفجارا كبيرا وقع في المنزل الذي اصيب بأضرار بالغة".وانتشر الجيش اللبناني في المنطقة وطوق المكان وقطع الطريق المؤدية الى المنزل, كما طلب نحو عشرة عناصر من "حزب الله" بالسراويل المرقطة والقمصان الخضراء من الصحافيين ونحو خمسين شخصا من الاهالي كانوا تجمعوا على بعد حوالي مئة متر من مكان الانفجار, المغادرة.

كما منع الجيش و"حزب الله" الصحافيين من التقاط الصور. وافاد متحدث باسم قوة الامم المتحدة الموقتة (يونيفيل) نيراج سينغ ان "القوة الدولية تنسق مع الجيش اللبناني وارسلت دوريات الى المنطقة", فيما شوهدت مروحية تابعة للقوة الدولية تحلق فوق المنطقة الواقعة ضمن نطاق عمليات "اليونيفيل".

ونفى "حزب الله" في بيان صادر عن العلاقات الإعلامية فيه ما تداولته وسائل الإعلام حول وقوع شهداء أو جرحى في الانفجار, مؤكداً أن الجيش اللبناني يقوم بالتحقيق في الحريق لمعرفة ملابساته.وأفاد موقع "لبنان الآن" أنه فور وقوع الانفجار, ضربت عناصر من "حزب الله" طوقاً أمنياً حول المكان وباشروا بإخماد النيران لأكثر من ساعتين مستخدمين المياه والتراب, كما عمدت عناصر الأمن التابعون للحزب إلى منع أي شخص من الاقتراب من الموقع, فيما راقبت دورية لقوات اليونيفيل ما يجري من تلة تشرف على البلدة, وقد شوهد عناصرها يلتقطون الصور للحريق.

الشهابية-بنت جبيل ضحية انفجار مخزن أسلحة لـحزب الله في منزل أحد كوادره

 الجمعة, 03 سبتمبر 2010

في معلومات اولية، ان الانفجار الذي سمع دويه في بلدة الشهابية - قضاء بنت جبيل، وقع في مبنى مؤلف من ثلاث طبقات يملكه المواطن و.س.، وذكرت المعلومات انه يحتوي على مخزن أسلحة. وقد ضرب الجيش اللبناني طوقا أمنيا في المكان. وأفادت المعلومات ان المخزن تابع لـحزب الله. وتحدثت قناة "الجزيرة"عن أن الإنفجار "ضخم" و وقع في منزل أحد كوادر حزب الله. وفي إحصاء أولي للضحايا، وردت أنباء عن سقوط 4 جرحى. ونفت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" في بيان اليوم، "ما تداولته وسائل الإعلام حول وقوع شهداء أو جرحى في الحريق الذي حصل في بلدة الشهابية". واوضح البيان ان "الجيش اللبناني يقوم بالتحقيق في الحريق لمعرفة ملابساته". وتقع الشهابية جنوب نهر الليطاني حيث يمنع القرار 1701 تواجد "حزب الله" المسلح كما يحظر تخزين الأسلحة.

عرف من الجرحى سليمان محمد سلمان الذي نقل الى مستشفى جبل عامل في صور للمعالجة.

تلفزيون "أخبار المستقبل" ذكر أن الجرحى الثلاثة الآخرين نقلوا إلى "جهة غير معلومة" مشيراً إلى أن القوى الأمنية ضربت طوقاً أمنياً كثيفاً في محيط موقع الانفجار.

وتحدث "حزب الله" عن أن الإنفجار نتج عن قنبلة عنقودية(!) من مخلفات الحرب الاسرائيلية على لبنان.

واعتبر مسؤولون أمنيون إسرائيليون الانفجار الذي وقع في بلدة الشهابية في جنوب لبنان هو "دليل جديد على التقارير الاستخباراتية الاسرائيلية" التي تدّعي "مواصلة تعزيز قدرات "حزب الله" العسكرية بين السكان المدنيين في بلدات الجنوب اللبناني"، ضمن ما تسمّيه اسرائيل "استعداد حزب الله للحرب المقبلة على الحدود الشمالية".

وفي حديث مع الاذاعة الاسرائيلية، اتهم مسؤول أمني إسرائيلي الجيش اللبناني بـ"العمل على منع قوات اليونيفيل من الاقتراب من مكان الانفجار"، وقال إن "هذه الخطوة تؤكد من جديد على توثيق التعاون والعلاقات بين الجيش اللبناني و"حزب الله"، إذ إن الجيش اللبناني بذل كل جهد للتستير على حقيقة ما يحتويه المبنى الذي وقع فيه الانفجار من اسلحة ومعدات عسكرية". ومع الاعلان عن الانفجار، كرر الاسرائيليون حديثهم عن "بنك اهداف الجيش الاسرائيلي" في البلدات اللبنانية التي تدّعي تقارير الاستخبارات الاسرائيلية ان "حزب الله حوّلها الى مخازن لأسلحته وصواريخه".

 

العميد المسن تفقد مكان الانفجار في الشهابية ووحدات من الجيش انتشرت عند المداخل المؤدية الى البلدة

وطنية - 3/9/2010 افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور حيدر حويلا ان قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن خليل المسن تفقد عصراليوم يرافقه عدد من ضباط الجيش، مكان الانفجار في بلدة الشهابية، فيما نفذت وحدات من الجيش اللبناني انتشارا عند المداخل المؤدية البلدة حيث المنزل الذي شهد الانفجارات ومنعت المواطنين من الاقتراب من المنزل.

في وقت واكبت القوات الدولية من بعيد ما جرى، وحلقت طائرة مروحية ل "اليونيفيل" فوق بلدة الشهابية وفوق مكان الانفجار، حيث عمدت الى التقاط الصور جوا. فيما انتشرت آليات "اليونيفيل" عند المدخلين الغربي والشرقي للبلدة.  وكانت هرعت الى مكان الانفجار فرق من الدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني و عملت على اخماد الحريق في المنزل الذي اندلعت فيه النيران وكادت ان تأتي على طبقاته الثلاث والواقع على تلة "بيت روح" ما بين بلدتي الشهابية وكفردونين في قضاء صور. وضرب الجيش اللبناني طوقا امنيا ومنع المواطنين من الاقتراب من مكان الانفجار.

 

انفجار الشهابية وقع في مخزن أسلحة تابع لحزب الله في مبنى  من 3 طبقات

نهارنت/سمع دوي انفجار في بلدة الشهابية، ذكر انه وقع في احد المخازن الذي اشتعلت فيه النيران، وتوجهت سيارات الاسعاف والاطفاء الى المكان. وأشارت المعلومات الاولية الى ان الانفجار وقع في مبنى مؤلف من ثلاث طبقات يملكه مواطن من آل سلوم وهو مؤجر، كما يحتوي المبنى على مخزن أسلحة تابع لـ"حزب الله". وعلى الفور هرعت الى المكان ثالث سيارات اسعاف وعدد من سيارات الدفاع المدني التي تحاشت الاقتراب من المكان خوفا من الانفجارات المتقطعة التي تسمع بين الحين والآخر. وقال متحدث عسكري لوكالة فرانس برس: "سُمعت اصوات انفجارات متتالية في خراج بلدة الشهابية التي تبعد 15 كلم عن مدينة صور الساحلية من دون ان يعرف مصدرها". واضاف ان "هذه المعلومات الاولية مستقاة من السكان، ويحاول الجيش التحقق من الاسباب". وتحدثت قناة العربية الفضائية عن اصابة شخص في الانفجار. وضرب "حزب الله" طوقا امنيا حول المكان الذي يقع في نطاق عمل قوات اليونيفل في جنوب الليطاني. وأفاد المتحدث باسم اليونيفيل نيراج سينغ في اتصال مع وكالة فرانس برس ان "القوة الدولية تنسق مع الجيش اللبناني وأرسلت دوريات الى منطقة الإنفجار في الشهابية".وتجدر الاشارة الى ان الانفجار وقع قبل ساعات قليلة من القاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عصر اليوم كلمة في خلال احتفال يُقام احياء ليوم القدس العالمي وتضامنا مع الشعب الفلسطيني.

 

مسؤولون أمنيون إسرائيليون: انفجار الشهابية يؤكد صحة التقارير الاستخباراتية

آمال شحادة، الجمعة 3 أيلول 2010

لبنان الآن/اعتبر مسؤولون أمنيون إسرائيليون الانفجار الذي وقع في بلدة الشهابية في جنوب لبنان هو "دليل جديد على التقارير الاستخباراتية الاسرائيلية" التي تدّعي "مواصلة تعزيز قدرات "حزب الله" العسكرية بين السكان المدنيين في بلدات الجنوب اللبناني"، ضمن ما تسمّيه اسرائيل "استعداد حزب الله للحرب المقبلة على الحدود الشمالية".

وفي حديث مع الاذاعة الاسرائيلية، اتهم مسؤول أمني إسرائيلي الجيش اللبناني بـ"العمل على منع قوات اليونيفيل من الاقتراب من مكان الانفجار"، وقال إن "هذه الخطوة تؤكد من جديد على توثيق التعاون والعلاقات بين الجيش اللبناني و"حزب الله"، إذ إن الجيش اللبناني بذل كل جهد للتستير على حقيقة ما يحتويه المبنى الذي وقع فيه الانفجار من اسلحة ومعدات عسكرية".ومع الاعلان عن الانفجار، كرر الاسرائيليون حديثهم عن "بنك اهداف الجيش الاسرائيلي" في البلدات اللبنانية التي تدّعي تقارير الاستخبارات الاسرائيلية ان "حزب الله حوّلها الى مخازن لأسلحته وصواريخه".

 

حزب الله": لا اصابات في حريق الشهابية والجيش يقوم بالتحقيق

وطنية - 3/9/2010 نفت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" في بيان اليوم، "ما تداولته وسائل الإعلام حول وقوع شهداء أو جرحى في الحريق الذي حصل في بلدة الشهابية".

واوضح البيان ان "الجيش اللبناني يقوم بالتحقيق في الحريق لمعرفة ملابساته".

 

قهوجي عرض واسارتا تعزيز التعاون مع "اليونيفيل"

وطنية - 3/9/2010 إستقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة اليوم، قائد قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان اللواء البرتو أسارتا، وبحثا في الاوضاع على الحدود الجنوبية، وسبل تعزيز التنسيق والتعاون بين الطرفين، في ضوء قرار مجلس الامن بالتمديد سنة أخرى لمهمة "اليونيفيل".

 

بعد إفشاله نصر الله في توجيه الاتهام لإسرائيل  

مخاوف دولية من اغتيال بلمار بهدف تأجيل إصدار القرار الظني

 كتب- حميد غريافي: السياسة

اعرب مسؤول في الامم المتحدة على صلة بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عن "مخاوفه من ان تتوصل جهة ما لبنانية محلية او اقليمية خلال الاسابيع القليلة المقبلة الى تصفية المدعي العام الدولي للمحكمة الدولية دانيال بلمار منعاً لاصدار قراره الظني "الاتهامي" في وقت قريب في محاولة لتأجيل أعمال المحاكمات الى أبعد فترة ممكنة بسبب سوء الأوضاع في لبنان وسورية وايران واسرائيل".

وعزا المسؤول الأممي مخاوفه هذه الى فشل حسن نصرالله في تسويق حملته التي تتهم اسرائيل بجرائم اغتيال الحريري ومسؤولين لبنانيين اخرين, وكذلك فشله في تحويل الانظار وحصرها ب¯ "الشهود الزور" غير الموجودين أصلا في قاموس المدعي العام الدولي, كما اعلن في اوائل هذا الأسبوع, بغية تأجيل صدور القرار الاتهامي في هذا الوقت الحرج لحزب الله وسورية وايران الى منتصف العام المقبل على الأقل, حيث تكون الغيوم انقشعت عن البرنامج النووي الايراني والمفاوضات السورية- الاسرائيلية التي أعيد فتح ملفها مع استئناف المفاوضات الاسرائيلية- الفلسطينية المباشرة في واشنطن اول من امس وكذلك التوجه الدولي الى شمول لبنان مباشرة في مفاوضات مماثلة تعمل الامم المتحدة وادارة باراك اوباما على تحقيقها متى "غطست" سورية في مفاوضاتها".

وكشف المسؤول في الأمم المتحدة النقاب لسياسي لبناني- اميركي قريب من مجلس الامن عن أن "ثورة حسن نصرالله على من اسماهم "شهود الزور" ناجمة على ان عدداً من عناصر حزب الله الذين خضعوا للتحقيقات من جانب الادعاء العام الدولي في الاسابيع الاخيرة, انما جرى استدعاؤهم استناداً الى اعترافات بعض "شهود الزور" الذين لا يعتبرهم بلمار كما لا يعتبرهم سلفاه في رئاسة لجنة التحقيق ديتليف ويليس وسيرج براميرتس, شهود زور ولو لمرة واحدة".

وقال المسؤول الدولي ان "قول بلمار لاحدى الصحف اللبنانية امس (السفير) انه غير معني أو مهتم ب¯ "الشاهد الملك" زهير الصديق, من دون توجيه اي نعت له لا يعني ان الصديق لن يمثل امام المحكمة في حال استدعته لمواجهة من اتهمهم بالضلوع باغتيال الحريري, وبينهم عناصر قيادية من "حزب الله" وضباط في الاجهزة الامنية السورية, بدليل ان التحقيق الدولي توجه الى دمشق مطلع الشهر الفائت, كما أعلن الشاهد الملك ل¯ "السياسة" الشهر الماضي لإعادة استجواب الضباط الذين كان قد تم استجوابهم سابقاً في اوروبا الواردة اسماؤهم في اتهامات الصديق".

واكد المسؤول الدولي ان مسألتي تحويل "حزب الله" أنظار العالم باتجاه اسرائيل بعد خمس سنوات من وقوع الجريمة, واختلاق "الشهود الزور" في محاولات فاشلة لعرقلة المحكمة وخصوصا صدور القرار الاتهامي, سقطت حكماً بعد تصريحات بلمار الاخيرة الى موقع "ليبانون ناو" الالكتروني اللبناني, وان كل محاولة جديدة من نصرالله للتمسك بهاتين المسألتين تعتبر متعمدة وغير صادقة ولن يأخذ بها أحد بعد الآن".

 

اليابان تفرض عقوبات مالية مشددة عليها  

إيران تهدد بضرب المنشآت النووية الإسرائيلية رداً على أي هجوم عسكري

 طهران, طوكيو - رويترز, ا ف ب: هددت إيران, أمس, بضرب المنشآت النووية الاسرائيلية رداً على أي هجوم عسكري يستهدف منشآتها النووية.

وقال رئيس أركان القوات المسلحة الايرانية الجنرال حسن فيروز ابادي لوكالة أنباء "مهر" الايرانية شبه الرسمية "بوسع أسلحتنا المتطورة ضرب أي جزء من النظام الصهيوني, نأمل ألا نضطر إلى مهاجمة منشآتهم النووية".

وفي كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي, طلب الرئيس محمود احمدي نجاد من اسرائيل ترك بلاده وشأنها, وقال "أود أن أقول ان الصهاينة وسادتهم أيضا أصغر من أن يمسوا الامة الايرانية وحقوقها".

من جهة أخرى, فرضت اليابان, أمس, عقوبات جديدة على ايران تشمل تجميد اصول مرتبطة بالبرنامج النووي الايراني وتشديد القيود على المبادلات المالية.

وأعلنت طوكيو انها ستعلق اي استثمارات جديدة في قطاعي النفط والغاز في ايران, لكنها لا تنوي الحد من استيراد النفط الخام من الجمهورية الاسلامية التي تعد مصدراً رئيسيا للطاقة لليابان.

وتأتي هذه الاجراءات بعدما فرض مجلس الامن الدولي عقوبات جديدة على ايران في يونيو الماضي لرفضها تعليق تخصيب اليورانيوم.

وأفادت وثيقة حكومية ان العقوبات الجديدة تشمل تجميد أصول 88 مجموعة و24 شخصاً مرتبطين بالبرنامج النووي الايراني الذي تخشى دول عدة ان يكون غطاء لبرنامج نووي عسكري, مؤكدة أن الاشخاص الذين يشملهم القرار سيمنعون من دخول اليابان.

وتنص الاجراءات الجديدة أيضاً على منع المؤسسات اليابانية من شراء سندات خزينة يصدرها البنك المركزي الايراني أو أي أصول مرتبطة بأي من نشاطات تطوير أسلحة نووية أو أي أسلحة أخرى للدمار الشامل.

وتضاف هذه الإجراءات إلى عقوبات اقتصادية فرضتها اليابان مطلع أغسطس الماضي طبقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1929 وتنص على تجميد أصول أربعين شركة إيرانية ومسؤولا في القطاع النووي في البلاد.

وبذلك حذت اليابان حذو الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وكندا واستراليا التي فرضت كل منها عقوبات على ايران, تضاف الى عقوبات مجلس الامن الدولي.

وكانت واشنطن دعت اليابان الشهر الماضي الى تعزيز الضغوط على ايران على رغم العلاقات الودية بين طوكيو وطهران.

واكد الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيتو سينغوكو للصحافيين, أمس, ان هذه العقوبات تهدف الى تعزيز الجهود لمنع التطور النووي الايراني وتشجيع منع انتشار الاسلحة النووية.

وقال ان "بلدنا يقيم تقليديا علاقات وثيقة مع ايران", مضيفاً "من هذا الموقع الفريد سنوجه نداءات الى هذا البلد من اجل التوصل الى تسوية سلمية وديبلوماسية لهذه المشكلة".

وكان روبرت اينهورن المستشار لممنع انتشار الاسلحة ومراقبتها في الخارجية الاميركية قال مطلع أغسطس الماضي في طوكيو ان "اليابان تستورد كميات كبيرة من النفط من ايران", مضيفاً "لكن الخطوة التي نطلب من اليابان اتخاذها لن تؤثر بأي شكل من الاشكال على أمن الطاقة في اليابان ووارداتها النفطية من ايران".

وبموجب الاجراءات الجديدة ستوقف وكالة التأمين على الاستثمار نيبون اكسبورت المرتبطة بالحكومة أي بوالص على الامد المتوسط او البعيد تحمي المصدرين الى ايران من اي خسائر محتملة.

وقال مسؤول في الوكالة اليابانية للموارد الطبيعية والطاقة ان ايران هي الدولة الرابعة المصدرة للنفط الى اليابان بعد السعودية والامارات العربية وقطر, مضيفاً "لا نتوقع أن يكون لهذه الاجراء تأثير كبير على حجم تجارة النفط مع ايران".

 

مؤسسة »راند« للابحاث/طهران تتحدى المجتمع الدولي والإدانة والعقوبات وتواصل تسلحها النووي 

الملالي والحرس الثوري و"الباسيج "... ثلاثي القمع والإرهاب الإيراني

سياسة الفصائل تفتح فرصاً للحوار ولعلاقات أميركية إيرانية مستقرة وصعبة

عند وفاة القائد الأعلى هل ستكون عملية انتقال السلطة سلسة في إيران

لغة أحمدي نجاد التحريضية ما زالت تقلق الولايات المتحدة والغرب

السياسة/  أصدرت مؤسسة »راند« للابحاث دراسة جديدة تتناول الوضع الحالي في ايران في ظل الصراع على السلطة الذي اندلع بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو من العام الماضي, وشارك في وضع الدراسة كل من جيرولدغرين وتشارلوت لينش وفريدرك وييري وديفيد »ثالر وإليرزا« ندر وشاهرام تشوبن, ورأوا في الكثير من المحطات مايشبه الاستمرار في النهج ذاته الذي ساد ايران في مرحلة ما قبل الانتخابات, أكان في ما يتعلق بالوضع الداخلي او في علاقات طهران مع عواصم العالم, لكن المعضلة الاساسية التي ستواجهها ايران هي في مرحلة ما بعد خامنئي وعملية انتقال السلطة, ولاسيما ان الصراع بات اكبر من قدرة النظام على استيعاب ردود الفعل في تلك المرحلة.

ينظر الكثيرون الان الى جمهورية ايران الاسلامية على انها قوة صاعدة في الشرق الاوسط, وتحد لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة على المدى البعيد, وقد اتاح سقوط عدو ايران اللدود, صدام حسين, توسيع نفوذها في العراق وما وراءه.

البرنامج النووي الايراني لا يزال فاعلاً نسبياً, بما فيه من تحد الجمهورية الاسلامية للادانة الدولية والعقوبات جراء الاستمرار في برنامجها النووي المدني في ظاهره, وهو برنامج يمكن, من الناحية الفنية, ان يوفر لطهران قدرة »كبيرة« على التسلح النووي, اذا لم يكن بالعفل غطاء للقيام بأعمال عسكرية محددة.

الرئيس محمود احمدي نجاد يضرم النار من خلال لغته الخطابية التحريضية ضد الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الخليج واسرائيل من خلال منهجية انكار المحرقة, وفي الانتخابات الرئاسية في يونيو ,2009 بعد اعلان الحكومة السريع فوز احمدي نجاد بأغلبية ساحقة تم الطعن في نتائج الانتخابات واتهمه المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي ومجموعة واسعة من جماعات المعارضة بالاحتيال والتزوير وهذا الامر مازال حتى الان سبباً آخر يقلق الولايات المتحدة الاميركية والغرب.

ومع ذلك فإن قدرة الولايات المتحدة على قياس مدى ومجمل التحديات التي تمثلها ايران يعوقها عدم وجود علاقات رسمية بين الدولتين منذ العام 1980 وعلاوة على ذلك فان مراقبي النظام الايراني, سواء من داخل ايران او خارجها, كثيراً ما يأسفون لغموض عمليات صنع القرار الايراني التي تعترضها عوائق خطيرة في محاولة لفهم النظام الايراني والسياسات التي يتم انتهاجها ليس فقط لهولاء المراقبين بل حتى للايرانيين انفسهم.

صناع القرار في الولايات المتحدة بحاجة الى ان تكون الصورة اكثر اكتمالاً فيما يتصل بخصائص قيادة النظام الايراني مما هي لديهم حالياً, وبحاجة الى اطار عمل لتفسير مناسب لتصريحات طهران واجراءاتها العملية, وصياغة سياسات فعالة لتأمين مصالح الولايات المتحدة في مواجهة الجمهورية الاسلامية.

الهدف من هذا البحث تقديم اطار عمل يساعد صناع القرار والمحللين في الولايات المتحدة على فهم افضل لديناميات القيادة الايرانية القائمة والمقبلة في اتخاذ القرارات.

كما يوفر هذا البحث ليس فكرة اساسية عن هيكلية الحكومة الايرانية والمؤسسات, والشخصيات وغيرها من مراكز السلطة والنفوذ فقط, بل يساعد ايضاً على فهم افضل للثقافة الستراتيجية الكامنة وراء السياسة الايرانية من حيث الصياغة والتنفيذ, الهدف العام هو تقديم فكرة عن طبيعة النظام الايراني, وليس الدخول في تفاصيل الامور وما يربط بينها.

الثقافة الستراتيجية الايرانية

النخبة في الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتقد ان ايران هي القوة الطبيعية التي لا غنى عنها والرائدة في منطقة الشرق الاوسط, بما فيه العالم الاسلامي, ان ادراك ايران لمركزيتها الفريدة من نوعها نابع من شعور قوي بالهوية الايرانية, ومن اعتقاد راسخ بدورها كواحدة من قوى المنطقة عبر التاريخ, شعور ايران بالفخر والاهمية متأثر بمشاعر الايذاء وانهم ضحية, وانعدام الامن, والدونية الناجمة عن استغلال القوى الخارجية عبر التاريخ.

ان نظرة ايران للولايات المتحدة على انها خلف لحكم الامبراطورية البريطانية ظهرت في انقلاب العام 1953 الانجلو اميركي الذي نجم عنه خلع رئيس الوزراء محمد مصدق وإعادة الوزير محمد رضا شاه بهلوي الى السلطة.

هذا التصور لا يزال عاملاً مهماً في تشكيل قيادة ايران وثقافتها الستراتيجية ونظرتها للعالم, فتنظر الجمهورية الاسلامية الان الى الولايات المتحدة على انها عدوها الرئيسي الذي يهدد بقاء النظام.

بني تصور ايران عن نفسها من خلال تاريخ طويل حافل بالنصر والهزيمة كما ترى نفسها كقوة كانت كبرى ذات يوم لكن الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة - اخضعها وأذلها كما ان الثورة الاسلامية عززت الشعور الايراني بالاستثنائية, وأوجدت مزيجاً قوياً يجمع بين الايديولوجية الدينية والقومية عميقة الجذور. الجمهورية الاسلامية اليوم لها القدرة على العمل خارج حدود الثورة كأمة تسعى لتحقيق مصالحها كدولة غير ايديولوجية, ولكن وجهات نظرها وسلوكها لا تزال متأثرة بتاريخ البلاد المعذب, وبهويتها كدولة اثورية.

أداء النظام

النظام الايراني اللارسمي فيه ينسخ الرسمي, السلطة والنفوذ تستمد من السمات الشخصية بقدر ما تستمد من الموقع في الدولة ان لم يكن اكثر, والديناميات الداخلية بين الفصائل تحرك سياسة الجدال والمناقشات ووضع السياسات, هذا النظام اكثر بكثير من مجرد مؤسسات تعمل تحت مظلة دستور البلاد, النمط الايراني الغريب في وضع الضوابط والتوازنات- الذي شهد تغيراً في أعقاب انتخابات 2009 - قاد الى عدم هيمنة فصيل واحد يتحدى الزعيم الاعلى خامنئي, هناك تشعبات ذات مغزى بين المنتخبين وغير المنتخبين, وبين الرسميين وغير الرسميين. المرشد الاعلى يقف تقليديا كحكم قوي فوق مراكز القوى المتنافسة, ويضمن مكانته من خلال اظهار حيادية واضحة في حلبة الصراع بعد دخول المعركة الانتخابية اذا اقتضى الامر. ومع ذلك فإن اعلان خامنئي دعمه لأحمدي نجاد بشكل حاسم بعد انتخابات 2009 اضر بموقف خامنئي ضررا كبيرا لا يمكن ترميمه بصفته حكما, وربما ادى بشكل ملحوظ الى انخفاض مصداقيته بين مراكز السلطة المختلفة في ايران.

يتكون هذا النظام من شخصيات رئيسية بما لها من شبكات غير رسمية وعلاقات بأفراد آخرين ومراكز قوى, وكذلك يتكون من مؤسسات ترتبط بتلك الشخصيات, يهيمن عدد من الافراد الرئيسيين (بما في ذلك, اولا وقبل اي كان, خامنئي) على النخبة السياسية في ايران, الى حد كبير منذ الثورة الاسلامية عام 1979 وبالتأكيد بعد وفاة والد الثورة, آية الله روح الله الخميني, منذ عقد من الزمن.

هذه الشخصيات تنسحب على شبكات متعددة من عائلات مختلفة - يجمع بينها العراقة والدين والسياسة والمال, وغيرها من علاقات ومصالح - هي بمثابة دعائم المحاباة والمحسوبية والتعبئة وقبول الاختلاف.

واخيرا, ثمة افراد يستخدمون مواقعهم في المؤسسات المالية للحصول على الثروة ولكي يصبحوا من رموز المحسوبية, وبالتالي دعم عائلاتهم وحلفائهم, وشبكاتهم, وكلما كان هؤلاء اكثر قوة, وتأثيرا, وعلى صلات طيبة بقيادة مؤسسة ما كلما زاد الوزن الذي تكتسبه المؤسسة في رسم السياسات وتنفيذها داخل ايران.

خلاصة القول, النظام الايراني مزيج او توليفة من شخصيات اساسية وشبكات قائمة على عدد من القواسم المشتركة, ومؤسسات - اي من هذه العناصر ليس منعزلا - تشكل النظام السياسي للجمهورية الاسلامية.

المرشد الأعلى

خامنئي هو الشخص الاقوى والاكثر نفوذا في ايران, فسلطته مستمدة من مصادر مختلفة, بما فيها شبكات واسعة خاصة من ممثلين عن الشعب ومعينين, وثقات, ودوره كقائد عام, وموقعه كمرشد اعلى, ولكن مع افتقاره لمكانة الخميني الشهير, وللكاريزما التي تمتع بها, لابد لخامنئي ان يوازن بين عدد كبير من المصالح المتنافسة لضمان عدم هيمنة فصيل واحد او مجموعة واحدة بحيث تشكل تهديدا لسلطته وامتيازاته.

وهذا يعني العمل في نظام سياسي معطل نسبيا يميل نحو الركود, حيث غياب الحركة الى الامام والابتكار في هذا النظام امر طبيعي.

ان "التوازن" بين مصالح تلك المجموعات هو الضامن الذي لا غنى عنه بالنسبة للمرشد الاعلى. ومع ذلك, فقد قال في الآونة الاخيرة, انه يتصرف بأقل من حكم عادل واكثر من مشارك في المنافسة بين الافراد والجماعات, والفصائل. وابدى انحيازا للمحافظين الايديولوجيين والاجتماعيين, معتبرا اياهم ثوريين حقيقيين وحلفاءه الطبيعيين. وهو يرحب ب¯"المقاومة" ضد الولايات المتحدة والغرب طالما ان مخاطر المواجهة واردة.

ويشجع المرشد الاعلى التنافس بين الفصائل طالما انه لا يهدد النظام. والفصائل بدورها تعمل ضمن الحدود اللازمة للحفاظ على النظام الاسلامي, ولكن بقاء النظام هو النقطة التي ينتهي عندها ما يسمى بالتوافق. ان المناورة بين الفصائل هي مظهر اساسي من مظاهر التنافس على السلطة والنفوذ, وتستخدم قضايا السياسة الداخلية والخارجية كأدوات وملحقات لذلك التنافس.

تستخدم الفصائل السياسة الخارجية للترويج لبرامجها المحلية, على سبيل المثال, انتهج محمد خاتمي والاصلاحيون التطبيع و"حوار الحضارات" في سبيل انفتاح المجتمع الايراني, وانتهج احمدي نجاد والفصائل الحليفة له المواجهة كذريعة لتقييد ذلك المجتمع.

ان الخلافات بين الفصائل فيما يتعلق بالسياسات المحلية والاجنبية هي معركة مستمرة بين وجهات النظر المختلفة بشكل جوهري - عما ينبغي ان تكون ايران. هذه المعركة اوجدت نقاشا حول جوهر الدولة وشرعية الثورة الاسلامية وقوتها.

ان الخلاف القائم بين هاتين الرؤيتين -اللتين تؤكد احداهما على الثورة الاسلامية ونموذج المقاومة والاكتفاء الذاتي, فيما تنادي الاخرى بالجمهورية الاسلامية ونموذج الحياة الطبيبعية والتنمية المستقلة - سيستمر لسنوات.

سياسات السلطة المحلية

في العقود الثلاثة منذ قيام الثورة كان لمركز قوة مختلف تأثير اكبر من سواه, خلال عهد الخميني والحرب بين ايران والعراق, بدا ان رجال الدين يتمتعون بالمكانة الاولى. وكانت فترة التسعينات تمثل عهد الهيمنة الاقتصادية للبونياد (مؤسسات شبه حكومية) مع استمرار احتفاظ رجال الدين بدور وتأثير سياسيين كبيرين. ويبدو ان قوات حرس الثورة الاسلامية (الحرس الثوري) هيمنت خلال العقد الاول من الألفية, مستفيدة من التركيز الايراني المتزايد على القضايا الامنية كرافعة اقتصادية وسياسية.

وكان جيل جديد من القادة مرتبط بالحرس الثوري في الاصل - مثل احمدي نجاد, علي لاريجاني ومحمد باقر كاليباف, وآخرين - قد برز وشكل تحديا لرجال الدين والحرس القديم.

في الثمانينات والتسعينات, كانت العلاقات الاكثر اهمية تلك المرتبطة برجال الدين, لكن الآن هي تلك العلاقات المرتبطة بالحرس الثوري.

بدأ الحرس الثوري والباسيج يتدخلان على نحو متزايد في السياسة وادارة الاعمال. ومع ذلك, كما هو الحال مع اي مركز من مراكز السلطة في ايران فإن الحرس الثوري ليس متآلفا او متراصا, فكبار قادته ممن يعينهم المرشد الاعلى قد يكونون مثال العنف الثوري, فيما يبدو آخرون من بين العاديين (بما في ذلك اولئك الذين قاتلوا في الحرب بين العراق وايران) اكثر تمثيلا للشريحة الاوسع من المجتمع الايراني الذي يتبنى وجهة نظر اكثر واقعية عن العالم.

الاتجاهات الناشئة في إيران

حددت دراستنا ثلاثة اتجاهات يبدو انها برزت كاتجاهات رئيسية لتحديد الاتجاه المستقبلي لجمهورية ايران الاسلامية.

الحرس الثوري: هل يصعد أم يهبط?

فيما يقترب العقد الثالث للثورة الاسلامية من نهايته, يبرز دور الحرس الثوري في المستقبل كمسألة تطرح نفسها قضية اساسية. يبدو ان الحرس لعب دورا رئيسيا في ضمان فوز احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية (يونيو 2009). الحرس الثوري هو مركز قوة محلي سياسي اقتصادي امني رئيسي, له اعضاء فاعلون وخريجون يعملون في الحكومة والقطاعات الاخرى في المجتمع.

برزت داخل الحرس الثوري فئة من المنفتحين تجاه البيئة التي تعمل فيها المنظمة, احدى وجهات النظر كانت اكثر وعيا بالموضوع الامني حيث يرى اصحاب هذه الرؤية وجود معركة جيوستراتيجية بين ايران والولايات المتحدة من اجل السلطة والنفوذ في المنطقة وثمة رغبة في الاستمرار بهذه المواجهة لضمان "حقوق" ايران وبقاء الثورة الاسلامية. لكن آخرين في الحرس الثوري- اكثر توقا للمكاسب - يركزون على تأمين تجارة ومشاريع مربحة, رغم انهم يوافقون على ان تشارك ايران في التنافس الستراتيجي مع الولايات المتحدة, فهم يعتقدون ان التنافس بين البلدين يمكن ان يخف من خلال وجود بيئة تجارية اكثر ايجابية.

ما الذي يمكن ان ينجم عن هذا الوضع في المستقبل? اذ استمر الحرس في اكتسابه السلطة السياسية, فان افراده قد يبدأون في النظر الى انفسهم على انهم صناع السياسة المؤثرة فيطلبون المزيد من المرشد الاعلى ورجال الدين.

او قد يتقدم الحرس الثوري, خصوصا اذا كان في ذروة نفوذه على الصعيد المحلي عند وفاة خامنئي, للاستيلاء على السلطة في غضون السنوات المقبلة, وربما يتحدى حتى مجلس الخبراء في اختيار الزعيم الاعلى المقبل, ويمكن لهذا السيناريو الثاني ان يكون مقلقاً للغاية اذا كانت الجمهورية الاسلامية قادرة على صنع ونشر اسلحة نووية.

في موازاة ذلك, قد تؤدي زيادة تركيز الحرس الثوري على القوة الاقتصادية الى تحوله الى مؤسسة هدفها الربح بيروقراطية, اقل مرونة, واكثر من ذلك لا تحب المجازفة والتركيز على الأعمال التجارية والارباح يمكن ان يدفع الحرس الثوري للتطلع الى المزيد من الاستقرار في المنطقة وتخفيف حدة التوتر مع الولايات المتحدة والغرب.

الحرس القديم: ضعف أم تحد

هناك اتجاه ثان لابد من النظر فيه خلال السنوات القليلة المقبلة يتمثل في تطور العلاقة بين الجيل الأكبر سناً, الذي أطاح بالشاه وجلب الخميني الى السلطة, والجيل الاصغر من القادة »مع بعض الحلفاء من رجال الدين« ممن برزوا في المقام الاول خلال السنوات الاولى للجمهورية الاسلامية وهم اقل تمسكاً بالمؤسسة القديمة.

قادة الجيل الاقدم راسخون سياسياً ومالياً ولا ينسحبون من السياسة طوعاً وهم حتى الآن, بصفتهم حراس البوابة, مفيدون لجهة اعترافهم بجيل الشباب من النخبة الحاكمة. الجيل الجديد من الزعماء »الثوريين« يسعون لاقامة مراكز سلطة ونفوذ مستقلة, في بعض الاحيان بطرق فيها تحد لمواقف الاقدمين وسلطتهم.

ان شعبية احمدي نجاد في اوساط الطبقات الدنيا في الريف والحضر واتهاماته العلنية »للمافيا الاقتصادية« يمكن فهمها الى حد ما في هذا السياق, في مرحلة ما في المستقبل, سوف يمر الجيل الاكبر سناً بطبيعة الحال امام هذا المشهد. والسؤال هو: هل يتم دفع اعضائه للخروج قبل ذلك الوقت, واذا كان الأمر كذلك, فما قد يعني هذا بالنسبة للنظام الايران? من الواضح ان النخب التقليدية في الجمهورية الاسلامية تجاوزت التحديات الداخلية المتبقية من الماضي  عندما احتفظت بوحدة الصف حين كانت مهددة, ومن خلال التكيف او المشاركة في تبني الاتجاهات السياسية والاجتماعية البديلة.

من سيخلف خامنئي

في العام 2009 تولى خامنئي منصب القائد الاعلى خلال ثلثي عمر الجمهورية الاسلامية, ولقد قاد ايران خلال فترات التوتر والتغييرات التي حدثت في الجوار, والادانة الدولية, بل عزلة ايران بسبب برنامجها النووي, لكنه بلغ من العمر 70 عاماً وظهرت شائعات حول تدهور حالته الصحية في الاونة الاخيرة.

ان طبيعة خلافته- عند وفاته- سيكون من الصعب التنبؤ بها, فهل ستكون عملية انتقال السلطة سلسة, او ستشهد صراعاً من شأنه زعزعة استقرار النظام? اي نوع من الخلفاء سيتم اختياره? وكيف يمكن لوظيفة المرشد الاعلى ان تغدو?

الزعيم الاعلى المقبل سيكون محدداً اساسياً لكيفية تطور الاتجاهين الاخرين, فنطاق سلطته ومستوى نفوذه داخل النظام سيكونان من العوامل الحاسمة في تحديد اتجاه ايران المستقبلي, خصوصا فيما يتعلق بعلاقاتها بالولايات المتحدة, وكذلك بالدول الاخرى في المنطقة.

ان وجود قائد قوي نسبياً قد يبقي على الوضع الراهن او قد يوجه البلاد نحو التغيير التدريجي »الأسوأ او الاحسن, اعتماداً على منظور واحد« في حين انه لو كان زعيماً ضعيفاً يمكن استغلاله او السيطرة عليه من قبل مراكز القوى الأخرى, مثل الحرس الثوري. فان طبيعة الجمهورية الاسلامية في هذه الحالة يمكن ان تتغير جذرياً عبر وسائل يمكن ان تزعزع الاستقرار.

لذلك نرى, ان المناقشات الداخلية والأنشطة المتعلقة بخلافة المرشد الاعلى تشكل اهم تطور للولايات المتحدة وصناع القرار والمحللين الغربيين بوصفه نذير الاتجاه المستقبلي للجمهورية الاسلامية.

أفكار محددة لصناع القرار الأميركي

تشكل الولايات المتحدة ووجودها في الشرق الاوسط محوراً رئيسياً لدى صناع القرار في ايران. النخبة الايرانية تراقب باهتمام بالغ التصريحات الرسمية الاميركية وأي اشارات اخرى تجاه ايران.

ان تفسير هذه النخبة لتلك الاشارات يرسم سياسات ايران الخارجية, وأحيانا الداخلية. في الواقع, ان ردود واشنطن على تصريحات او مواقف من جانب طهران يمكن ان تعزز اهمية مسألة داخلية في ايران فتتجاوز اهميتها الاساسية. لذلك يتعين على راسمي سياسة الولايات المتحدة ان يجروا اتصالاتهم بايران وبالشأن الايراني بطرق مختلفة بعض الشيء, وان ينظروا في كيفية تفسير ايران لهذه البيانات.

الولايات المتحدة تخطئ كثيراً حين لا يصل ديبلوماسيوها ومواطنوها على نطاق واسع على الجمهورية الاسلامية, وبالتالي, لا يصلون الى معرفة وثيقة بأساليب عملها في الداخل. اذا اصبحت علاقات ايران بالولايات المتحدة والمجتمع الدولي طبيعية اكثر من المستقبل, فعلى الساسة الاميركيين ان يأخذوا بعين الاعتبار

وعلى نحو راسخ, بأن التعامل مع ايران لا يعني بالضرورة التعامل مع ممثل واحد جامع. ان العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة قد تكون انطلاقة جذرية للنخبة في ايران لأنهم في حاجة الى الاعتراف بهذه العلاقات وقبولها كضرورة بالنسبة لايران »الحفاظ على الثورة الاسلامية« وبالنسبة لسلطتهم ونفوذهم »بما فيه الشبكات المرتبطة بهم التي يعتمدون عليها« على حد سواء. كما ان سياسة الفصائل تفتح فرصا للحوار ولعلاقات اميركية ايرانية مستقرة وصعبة, كما تفعل الهياكل الحكومية ومراكز القوى الايرانية المتنافسة. وكذلك فان زيادة الارتباط بالولايات المتحدة ودول الغرب سيكون لن عواقب داخلية لايران وسيوجد فائزين وخاسرين, والخاسرون لن يرضخوا بالضرورة عن طيب خاطر, حتى لو كان الزعيم الاعلى يؤيد تماماً هذه المشاركة. الحل الوحيد امام الولايات المتحدة هو الدخول في حوار مع ايران المسلحة بوجهة نظر مختلفة بعض الشيء عن نظام حكومي معقد وسياسات تمثل المتحاورين الايرانيين عبر طاولة المفاوضات.

 

نكتة البيارتة  

حازم الأمين/لبنان الان

في اليومين الفائتين تداول اللبنانيون نكتة مفادها أن المجلس الأعلى للدفاع، الذي اجتمع في أعقاب أحداث برج ابي حيدر، قرر تنفيذ خطة أمنية في العاصمة، فكان أن نفذت القوى الأمنية اللبنانية انتشاراً عسكرياً في منطقة الأشرفية. هذه الطرفة، أو المبالغة، تنطوي على شعور ينتاب مطلقليها ومفادها أن تمييزاً ممارساً في حق من انتشر الجيش بين ظهرانيهم في حين ينعم سكان الأحياء الأخرى، ومنها تلك التي شهدت الاشتباكات الأخيرة بغياب الجيش والقوى الأمنية.

والحق أن هذا الاعتقاد يصح في حال كان قياس ما ينعم به السكان "المتمتعون" بغياب الدولة بتلك الدقائق التي يستغرقها وقوف المرء على الحواجز المستجدة في العاصمة. أما غير ذلك فالتمييز الفعلي ممارس بحق سكان الأحياء التي تغيب عنها الدولة. نعم يشعر سكان الأحياء البيروتية وغير البيروتية المحرومة من وجود أجهزة الدولة بأن جهنم تقترب من منازلهم، وما جرى في برج ابي حيدر ليس سوى عينة من عشرات الوقائع الدامية التي يكابدها هؤلاء السكان. لكن التعبير الأبلغ عن هذه المعادلة تمثل في مستوى آخر من التداول الشفهي للحكايات البيروتية. ففي أعقاب حوادث 7 أيار 2008 قرر كثير من المقتدرين على تغيير مناطق سكنهم وفق معادلة اضطراب الأحياء في بيروت، فاختاروا مناطق من العاصمة غير مرشحة للاشتعال، من ذلك النوع الذي يسهل فيه انتشار القوى الأمنية. وجاء اختبار صحة قرارهم في أحداث برج ابي حيدر. وشعر هؤلاء بصوابية خياراتهم، ولم يترافق ذلك مع شعور بالمرارة من ذلك النوع الذي استبطنته الطرفة أعلاه.

ثمة تمييز كبير ممارس بحق المناطق التي تغيب عنها الدولة وأجهزتها، فالسائد في الوعي اللبناني الطائفي ان سكان الضاحية الجنوبية ينعمون بشبه حكم ذاتي جراء غياب الدولة وأجهزتها الأمنية عن مناطقهم وأحيائهم! لكن الصحيح أن هؤلاء السكان يكابدون جراء هذا الغياب، ومن يقترب من وقائع حياتهم لن يعدم مناسبة للتحقق من ذلك كل يوم. ففي حين يمكن للمقيم في الأشرفية ان يلجأ لأقرب مخفر للدرك طالباً المساعدة في مشكلة تواجهه او ضيم لحق به على غير وجه حق، ليس بالضرورة ان يتمكن المقيم في الضاحية القيام بذلك. والمقيم في برج ابي حيدر بين مركز لجمعية المشاريع وآخر لحزب الله، المتحالفين، سيبقى أسير خوفه طوال فترة اقامته، في حين لن ينتاب المقيم بين مركزين لحزب الكتائب والتيار العوني، المتخاصمين، في الأشرفية أي خوف أو حذر. اذاً، مَن هم المواطنون الذين يُكابدون من التمييز بحقهم؟ الإجابة واضحة وفق المنطق أعلاه.

لكن ثمة مفارقة أشد قساوة جراء ارتسام هذه الخريطة، ففي لبنان، للفوضى وللسلاح، مضمون سياسي أقوى وأفعل منه للأمن والنظام، اذ إن القوى الممثلة للأولى تبدو متفوقة لجهة المغانم والمكاسب على القوى الممثلة للثانية. وهذا هو مصدر الشعور بالضيم، الذي عبرت عنه النكتة. الأمن والقانون هما علامتا وهن في حياتنا السياسية، في حين تشكل فوضى السلاح علامة قوة وهيبة، فتزدهر قيمها على نحو سريع وتسود مظاهرها بصفتها مؤشر تفوُّق، وتتسرب القناعة فيها الى وعي المدينة، فتخرجها الأخيرة على شكل طرفة تثير الضحك.

 

صفير استقبل البون وإده وفارس عزاه بمحفوظ

رحمة: لا أقوم بأي مسعى ولم يكلفني أحد زيارة الديمان

وطنية - 3/9/2010 استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لقاءاته اليوم في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان باستقبال النائب اميل رحمة، وشارك في جانب من الاجتماع النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة. وقال رحمة بعد اللقاء: "شكرت للبطريرك زيارته منطقة دير الاحمر والبقاع الشمالي وكل ما قام به منذ وصوله الى المنطقة حتى عودته الى الديمان، وكانت مناسبة تناولنا خلالها بعض الامور التي تجعلني أنقل الطيبات، وكل ما قاله البطريرك فيه كل الطيبات". وعما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن قيامه بمسعى بين المعارضة السابقة والصرح البطريركي، أجاب: "لا أقوم بأي مسعى ولم يكلفني أحد القيام بذلك، لكني أكلف نفسي دائما أن يكون القادة السياسيون على مقربة من بكركي وأن تكون بكركي كما عرفناها ونعرفها اليوم على مسافة واحدة من الجميع، وسيد الصرح هو راع لكل أبنائه في رعيته. وانا اسعى، وبخاصة أنني رئيس حزب التضامن، الى ان تكون وجهات النظر متقاربة وخصوصا ان هناك مناخا يعول عليه". واستبقى البطريرك صفير النائب رحمة الى مائدة الغداء.

واستقبل البطريرك صفير عضو المجلس التنفيذي ومقرر لجنة الشؤون الاجتماعية في الرابطة المارونية طلال الدويهي الذي عرض له نشاطات اللجنة وسلمه تقريرا مفصلا تناول فيه ما بينته دراساتها وابحاثها من تفش خطير لظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع اللبناني، وفصل له مصادر بيع المخدرات والجهة المستهلكة لها.

ثم التقى النائب السابق منصور غانم البون الذي عرض معه أوضاع المنطقة والشؤون الراهنة محليا.

وظهرا، زار الديمان رئيس "حزب السلام" روجيه اده الذي قال بعد اللقاء: "إن الارث التاريخي الذي يحمله البطريرك حول ضرورة جمع اللبنانيين ضد الخطر الاكبر الذي يهدد لبنان، وهو مشاريع الفتنة، لان كلفة الفتنة على اعداء لبنان أقل من كلفة الحرب، ويسعى الى هذه الفتنة أكثر من عدو، سواء اسرائيل أو غيرها. ولإسرائيل مصلحة في فتنة داخلية كما قد يكون لايران مصلحة أيضا في فتنة داخلية، ولاحظنا في العراق أن إيران كانت عاملا كبيرا في الفتنة".

كما استقبل البطريرك صفير رئيس مؤسسة مواطنزن جدد الدكتور انطوان صفير.

ثم التقى البطريرك في حضور المطران أبو جودة وفدا من عائلة زرد ابو جودة شكر له مؤاساته بفقدان أحد افراد العائلة.

من جهة أخرى، تلقى البطريرك رسالة تعزية من النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس بوفاة المطران يوسف محفوظ، والرسالة موجهة الى البطريرك صفير ومجلس المطارنة الموارنة والرهبانية اللبنانية المارونية.

 

 سليمان عرض مع زواره شؤونا سياسية واقتصادية وترأس اجتماعا بحث في حق المغتربين في الانتخاب

وطنية - 3/9/2010 تركزت اهتمامات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم على شؤون سياسية واقتصادية واعمارية. والملف الاكثر اهتماما تناول موضوع حق المغتربين في الانتخاب واستعادة الجنسية لمن فقدها وذلك في خلال اجتماع رئسه الرئيس سليمان وحضره وزيرا الداخلية والبلديات زياد بارود والخارجية والمغتربين علي الشامي ومدير عام المغتربين هيثم جمعة، تم في خلاله البحث في آلية تنفيذ هذين الموضوعين والخطوات اللازمة لتحقيقهما.

البستاني وعرض الرئيس سليمان مع الوزير السابق ناجي البستاني التطورات السياسية.

وتناول مع النائب السابق جبران طوق الاوضاع العامة.

رئيس المجلس الدستوري

واطلع من رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان على نشاط المجلس وتفعيل عمله.

الجسر

واطلع من رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر على سلسلة مشاريع ينفذها المجلس والعقود التي يتم تحضيرها للبدء بمشاريع اعمارية وتأهيلية.

آل الشامي

وزار القصر الجمهوري الوزير علي الشامي، مع وفد من العائلة، شكر لرئيس الجمهورية مواساته وتعزيته بوالده.

 

فيلتمان: الولايات المتحدة تريد سلاماً يشمل لبنان وسوريا

الجمعة 3 أيلول 2010/ لبنان الآن

رأى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أن "العمل سيكون شاقاً لإنجاح المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيلين"، وقال: "لا ننكر وجود الصعوبات والعراقيل، لكن أستطيع القول إن الطرفين أكّدا أنهما اتفقا على الوصول الى اتفاقية سلام شاملة خلال سنة ووضع اتفاقية إطار لذلك"، لافتاً الى أن "اتفاقية الاطار يمكنها أن تتحدث عن التسويات المتعلقة بالحلّ النهائي من القدس واللاجئين والاستيطان". فيلتمان، وفي حديث الى قناة "العربية"، أوضح أن "الفلسطنيين قالوا موقفهم بشكل واضح حول المستوطنات، وما يجب فعله هو بذل الجهود الكبيرة لإنجاح المفاوضات"، مشيراً الى أن "الولايات المتحدة شريك في العملية التفاوضية لكنها لا تفرض حلاً"، وأضاف: "نتطلع أن يقوم الطرفان بخطوات من أجل إيجاد مناخ مناسب لتقدّم المفاوضات، ويتعيّن علينا إيجاد مناخ للوصول الى السلام، ونحن طلبنا من الطرفين عدم اتخاذ أي اجراء يقوّض المفاوضات، لذلك سنقوم بخطوات مهمة للوصول الى حلّ الدولتين، وعلى الطرفين اتخاذ قرارات مناسبة". ورداً على سؤال حول زيارة مساعد المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في المنطقة فريديرك هوف لسوريا ولبنان، أكّد فيلتمان أن "الولايات المتحدة الأميركية تريد سلاماً شاملاً يضمّ المسارين اللبناني والسوري"، لافتاً الى أن "هناك مشاكل وتحديات عظام ويجب جسر الهوّة"، وختم: "نحن لا نضمن النجاح للمفاوضات ولكن سنبذل كل ما بوسعنا لانجاحها ومن مصلحتنا أن نصل الى السلام".

 

"الأنباء" الكويتية: الحملة على المحكمة عبثيــة وتهديد القضاة اللبنانيين يعرض مطلقيها للمساءلة

المركزية- أبلغ مصدر بارز في المحكمة الدولية الى صحيفة "الأنباء" الكويتية أن "المحكمة ستنجز المهمة التي أنشئت من أجلها وهي محاكمة مرتكبي جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري وكل الجرائم المتصلة بها، وستصدر الاحكام العادلة في حقهم، وهذا أمر محسوم ولا جدال فيه أو مساومة عليه".

واعتبر أن "الحملة الشرسة التي تشنها بعض القوى السياسية في لبنان على المحكمة وقضاتها ليس لها ما يبررّها ولا تستند الى مسوغ قانوني، لأن هذه المحكمة لم ترتكب أي خطأ في سياق تعاطيها مع قضية الحريري".

وشدد على أن "هذه الحملات مهما تعاظمت فلن تنال من عزم وإصرار القضاة على إحقاق الحق في قضية انتدبوا لأجلها، وأن أيا من أعضاء هيئة المحكمة لن يفرط في تاريخه وإنجازاته وسمعته ولن يكون عرضة لتأثيرات أو ضغوطات سياسية أو غير سياسية إذا ما وجدت ومن أي جهة اتت"، كاشفا أن "التهديدات السافرة التي توجه لهيئة المحكمة وخصوصا القضاة اللبنانيين هي موضع متابعة، لاسيما أن نظام المحكمة يتضمن بندا يفرض مساءلة من يتعرض للمحكمة وأعضائها، فكيف الحال إذا كانت التهديدات التي يطلقها البعض صريحة وواضحة وموثقة بالصوت والصورة؟". ولفت الى أن "الحملة المنظمة لن تثني القضاة اللبنانيين عن مواصلة تحمّل مسؤولياتهم أيا كانت التحديات التي تواجههم باعتبار أن استقالتهم من مهامهم ستكون لها تداعيات خطيرة على لبنان وليس العكس"، مذكرا بأن "القرار الظني المزمع صدوره لا يزال سريا وهو ملك المدعي العام دانيال بلمار دون سواه، الأمر الذي يثير الاستغراب حول ما يسرب عن فحواه من وقائع قد لا تتعدى إطار التكهنات، لكن على افتراض أن هذه التسريبات صحيحة، فإن القرار قابل للإبطال إذا ما شابته عيوب، ومن مصلحة أي متهم يعتبر نفسه بريئا أن يواجه القرار بحجة المنطق والقانون والاقناع وليس اللجوء إلى التهديد والتلويح باسقاطه وإسقاط المحكمة بالقوة وهذا ما لن يحصل على الإطلاق".

 

أمل أبو زيد رئيسا للجنة المناطق في الرابطة المارونية

المركزية – انتخب أمل أبو زيد رئيسا للجنة المناطق والخدمات بالإجماع في إطار اللجان التي تشكلها الرابطة الماورنية لتفعيل عملها وحضورها.

 

نجل الشيخ حسن مشيمش: إشاعة مغرضة هدفها اسكات حاملي قضيته

وطنية - صدر عن رضا مشيمش نجل الشيخ حسن مشيمش، البيان الآتي: "ردا على ما أشيع مؤخرا عن الشيخ حسن مشيمش من إشاعة مغرضة يراد منها تشويه سمعة الشيخ وإسكات كل الأبواق التي حملت قضية الشيخ على عاتقها، غير ان ذلك الإتهام الكبير لا يستند الى أدلة بل الى قصة مفصلة على مقاص من أراد القذف بالشيخ حسن الى الهوة، إلا ان كل المعطيات تشير الى تسييس لهذا الموضوع وذلك لأن الشيخ يعد من أشد المعارضين للتيار الفكري والسياسي السائد في بيئته. وبناء عليه، نطالب ذلك الصحافي الذي دفع بقلمه الى إيصال رسالة طلبت منه، إذا كان الأخير تابع لجهة أمنية أو يمتلك أدلة وإشارات على ما افترى به، فعليه أن يعرضها أو إذا كانت القضية على هذه الشاكلة فلما لا يتبناه أحد من الجهات الرسمية التي ذكرها أم انه مطلوب منه فقط إرسال الرسالة من دون إعادة النظر بمدى ترابط أفكارها. إذاننا نطالب الدولة اللبنانية الى التدخل في هذا الموضوع لما يتعرض له من تشويه لكرامات الناس ومنعا لانجراف الموضوع الى مكان آخر وإسكات لأصوات الماكرين.

 

الأحرار: إسقاط المحكمة مستحيل ولا هامش للتأثير في أعمالها

نأسف أن يلقى اقتراح بيروت خالية من السلاح ردود فعل متطرفة

وطنية - 3/9/2010 رأى حزب الوطنيين الأحرار في بيان إثر اجتماع لمجلسه الاعلى اليوم برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء، "أن رفض فكرة العاصمة الخالية من السلاح غير الشرعي، والذرائع التي ساقها أصحابه لتبرير موقفهم، ومكابرة بعضهم، إعلان نيات لم تعد في الواقع عصية على المعرفة بعدما تكررت الاعتداءات المسلحة واستعمل السلاح ذي القدسية دفاعا عن السلاح. ولعل أسخف تلك الذرائع ما درج الخطاب النمطي على تكراره من نسب مهمات سامية ودور يرفض أي مشاركة أو سؤال أو نقاش، وإطلاق التهم والتخوين عشوائيا لردع أي بحث أو اقتراح، مما يعد اعتداء موصوفا على حرية الفكر والرأي وضربا لمبدأ المساواة، وهو ما يوازي إرهابا فكريا بكل معاييره".

وأسف "أن يلقى اقتراح مثل هذا الإجراء البديهي كل الردود الفعل المتطرفة وأن تلاقيه المواقف الاستكبارية المتزمتة التي يراد منها إفهام المواطنين ضرورة الانصياع والاستسلام، تحت طائلة استعمال العنف بكل أنواعه. ولا تنفع معه لهجة هادئة هنا أو كلام معسول هناك ما دام الفعل أصبح مكررا والجرم مشهودا والمخطط مكشوفا".

وكرر مناشدة الدولة "عدم الاكتفاء بالشعارات والعموميات كمن يطمر رأسه في الرمال، والإسراع في المبادرة الى تحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها"، مجددا المطالبة "بتحقيق ما يصبو إليه اللبنانيون، باستثناء المستفيدين من السلاح لفرض أمر واقع قائم على الخلل في موازين القوى بفضله، ولأن له دورا إقليميا معروفا، من رؤية عاصمتهم منزوعة السلاح كخطوة نحو وطن يشبه كل الأوطان ودولة على صورة مثيلاتها لا سلاح فيها غير سلاحها، ولا مجال لأحد للاستقواء بالسلاح وتحويل الآخرين شبه رهائن، يفرض عليهم إرادته ويدفعهم إلى التنازل بما يرضي أطماعه ويحقق طموحاته ويشبع رغباته".

وأمل في أن يكون التصريح الذي أدلى به المدعي العام الدولي دانيال بلمار "موضع تمحيص وتحليل قانونيين من جانب المعنيين والمهتمين، وبخاصة الذين يصرون على تحويل اجتهادهم بالنسبة إلى ما يدعونه شهود زور قضية يراد لها مواجهة القضية الأساس والمحكمة والعدالة، إذ تبين أن لا وجود لمثل هؤلاء الشهود في ملف التحقيق. ولقد شدد على أن القرار الاتهامي لم تتم كتابته بعد وأنه الوحيد الذي يعرف مضمونه ويصر على متانة الأدلة والبراهين التي سيقدمها إلى المحكمة، حفاظا على صدقيته وصدقيتها، ونعلم أن الجواب سيظل عينه، وهو عدم الاعتراف بالمحكمة وعدم التعاون معها، والإصرار على نظرية المؤامرة بحيث تربط المحكمة باستهداف المقاومة والممانعة والمحور الإقليمي، وما إلى هنالك من مقولات يقصد منها الظهور كضحية لاستثارة العصبيات واستنهاض الهمم والحفاظ على الجاهزية والاستعداد لكل طارئ".

وجدد الحزب دعوة المعنيين، "ما داموا يؤكدون معرفة القرار الظني الذي سيتهمهم، إلى استثمار طاقاتهم ووقتهم في البحث عن القرائن والأدلة الدامغة التي لا لبس فيها، والذهاب إلى المحكمة من خلال فريق من المحامين المشهود لهم، والادلاء بما لديهم للاثبات ان إسرائيل، أو غيرها، تقف وراء اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، ووراء جرائم إرهابية أخرى تلته. وهم إذا فعلوا وجدوا تأييدا وتعاطفا من كل اللبنانيين، بينما تسهم مواقفهم وتصريحاتهم اليوم في شرذمة الصفوف وزرع الشكوك وتأجيج الحساسيات". وختم البيان: "عليهم أن يدركوا استحالة إسقاط المحكمة وعدم وجود أي هامش للتأثير في أعمالها، ناهيك بالدور المطلوب من وسائل الإعلام القيام به على غرار ما شهدناه في محاكمات دولية سابقة. وعليهم أن يحجموا عن أي محاولة تكون الساحة اللبنانية هدفها، لان ذلك من المحرمات، ولأنه في حال حصوله، كما لمح إليه أحد نواب حزب الله، سيرتد سلبا على الجميع بدءا بالقائمين به".

 

الحريري عرض الاوضاع العامة مع بطرس ووفد فلسطيني

الاحمد: اطلعناه على الجهود للجم الاستيطان وتعزيز الوحدة

وطنية - 3/9/2010 استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر اليوم في بيت الوسط الوزير السابق فؤاد بطرس في حضور النائب السابق غطاس خوري وكانت جولة افق حول مختلف مواضيع الساعة. كما التقى الرئيس الحريري عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" عزام الاحمد في حضور ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عبدالله عبدالله ونائبه اشرف دبور وامين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات ورئيسة لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني مايا مجذوب.

بعد الاجتماع قال الاحمد: "تشرفت بلقاء الرئيس الحريري ونقلت له بتكليف من الرئيس ابو مازن صورة الاوضاع في فلسطين والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في ظل استمرار سياسة الاستيطان الاسرائيلي والعدوان على الشعب الفلسطيني، والجهود التي تبذل للجم غول الاستيطان وإيقافه، وتعزيز الوحدة الوطنية في الساحة الفلسطينية لكي نكون قادرين اكثر بالتلاحم مع الموقف العربي على مجابهة التحديات الاسرائيلية، خصوصا في ظل المحاولات التي تقوم بها الإدارة الاميركية لتنشيط عملية السلام والعقبات التي تقف امام إمكانية تحقيق إنجازات في هذا المجال في ضوء ما تم في لجنة المتابعة العربية، وتوحيد الموقف العربي والفلسطيني في ضوء الرؤية التي حددتها لجنة المتابعة العربية لعملية السلام".

اضاف: "كما شكرت الرئيس الحريري والحكومة والمجلس النيابي والشعب اللبناني على القرار الاخير الذي اتخذه مجلس النواب اللبناني لإعطاء جزء من الحقوق الاساسية للمواطنين الفلسطينيين الذين هم ضيوف على الشعب اللبناني، خصوصا فيما يتعلق بمنحهم حق العمل، وناقشنا كيفية تطبيق هذا القرار والعمل على الإسراع في تحويله الى واقع لعله يساعد في تخفيف معاناة ابناء المخيمات الفلسطينية في لبنان". وتابع: "كما اطلعنا من دولة الرئيس على الاوضاع العامة في لبنان والمخاطر التي تهدد هذا البلد في ظل استمرار المحاولات الاسرائيلية والمحاولات التخريبية التي تجري لضرب الهدوء الذي ساد لبنان وتعميق الحوار بين القوى اللبنانية من اجل المحافظة على وحدة لبنان وأمنه واستقراره لكي يتمكن من القيام بدوره في مسيرة البناء والاعمار والتنمية التي انتهجتها الحكومة اللبنانية في السنوات الاخيرة".

 

جعجع لقاسم: لسنا بحاجة الى استغلال حادثة برج ابي حيدر لطرح سلاح حزب الله

نهارنت/استغرب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع توصيف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حادثة برج ابي حيدر بـ"الطبيعية" واستغفاله الانتشار الكثيف للمجموعات القتالية المنظمة في ارجاء العاصمة، فسأله "ما هي مهام هذه المجموعات التي انتشرت بسلاحها الخفيف والمتوسط فهل قوتها اكبر من وحدات الجيش اللبناني والقوى الامنية المتواجدة في العاصمة؟ وبالتالي من طلب منها حمايتها؟". وأكّد جعجع أمام وفد الجامعة الشعبية في جبيل "أننا لسنا بحاجة الى استغلال حادثة برج ابي حيدر لطرح سلاح حزب الله فنحن قبل ومع وبعد هذه الحادثة نطرح مسألة هذا السلاح لأننا لم نخجل يوماً من هذا الامر ولا نتطلع الى حجة لطرحه اذ نرى في هذا السلاح كما هو موجود بالمكان والشكل لم يعد يخدم مصلحة لبنان بل مصالح أخرى".

ووصف كلام قاسم بأنه "بمثابة ترهيب فكري لن يردعنا في ظل نظامنا الديمقراطي ولاسيما اننا اعتدنا عليه منذ ثلاثين عاماً الى الآن طيلة أجيال متعاقبة حاولت ان تحكم لبنان ولم تفلح فذهبت جميعها وبقي لبنان"، لافتاً الى "ان هذا المنطق الترهيبي مغلوط ولا يؤدي الى أي نتيجة سوى زيادة الشرخ بين ابناء الوطن الواحد".

وحول دعوته اقفال ملف حادثة برج ابي حيدر سياسياً واعلامياً علّقَ بالقول "لم افهم جيداً ماذا يقصد الشيخ قاسم بهذه الدعوة؟ فأنا أحاول ان أفهم ما يحاول قوله، فما فهمتهُ ان الشيخ قاسم يُشبّه حادثة برج أبي حيدر وكأنه حادث سير عادي وقع قضاءً وقدراً على اوتوستراد بيروت - طرابلس وسقط جراءه عدد من الضحايا" جازما أن "ًهذا الكلام غير منطقي لأننا لو قبلنا بهذا المنطق عندها يكون تصرفنا غير طبيعي وكأن هذا الوطن ليس وطننا وكأن البلد لا يحكمه القانون وكأننا غير ضنينين لا بأنفسنا ولا بأولادنا وبمستقبلنا ولا الى ما ستؤول اليه الاوضاع في هذا البلد".

وتابع: "بعض مسؤولي حزب الله وضع هذا الحادث في اطار فردي، وهذا صحيح انما في بداية الحادثة اي في الدقائق الاولى منها، ولكن الجزء الأهم ليس الحادث الفردي بل ما تلاه _ ولو أننا جميعاً معرضون الى وقوع حوادث فرديّة _ اذ كان من المفترض على الطرفين المتخاصمين الاتصال بالأجهزة المعنية للقيام بالتحقيق اللازم لمعالجة ذيول هذا الحادث كي تسلك طريقها القضائي كأي حادث فردي يحصل".

وأوضح أنه ليس ذلك ما حصل اذ شهدنا فوراً انتشاراً لمجموعات قتالية منظمة في ارجاء بيروت كافة قامت باتصالات خاصة في ما بينها وحصل ما حصل وبدأ اطلاق النار في كل الاتجاهات وفي مناطق لا علاقة لها بالحادث وتساءل:"هل الشيخ قاسم يعتبر ما حصل طبيعياً؟ نحن لا نعتبره طبيعياً ونكون غير طبيعيين في حال اعتبرناه طبيعياً".

وقال "ان بيروت هي عاصمة لبنان وماذا هنالك حتى تنتشر في داخلها مجموعات قتالية وما هي مهامها؟"، داعياً الشيخ قاسم الى ضرورة الاستماع الى وجهة نظرنا حتى يُدرك ما نحاول قوله اذ اننا لا نستغل الحادث الفردي كما يدّعون بل اننا توقفنا عند ما تلا هذا الحادث من وجود لمجموعات قتالية منظمة داخل العاصمة"، سائلاً اياه "هل توصّف هذه المجموعات المسلحة التي ملأت شوارع بيروت بالمقاومة؟ فنحن نعرف ان المقاومة تكون في ارض الاحتلال، فهل بيروت محتلة من الألمان مثلاً؟ أوليس هناك جيشاً لبنانياً ولو بالحد الأدنى؟

وطالب جعجع "بعدم استغباء الناس والقول لهم ان اسرائيل قد تُهاجم بيروت، فمع تواجد كل هذه القوى الامنية والمراكز الحكومية فهل هذه المجموعات المتنقلة بسلاحها الخفيف والمتوسط ستكون قوتها اكبر من وحدات الجيش اللبناني والقوى الامنية المنتشرة في بيروت؟ فمن طلب منهم حماية العاصمة؟ ففي كل قضية يتخذون "مقاومة اسرائيل" كذريعة، ولكن مقاومة اسرائيل شيء، وهذا يعنينا جميعنا، فيما التواجد المسلّح الميليشياوي في بيروت شيء مختلف تماماً".

ودعا جعجع الشيخ قاسم الى النزول الى شوارع بيروت لاستطلاع رأي المواطن العادي وسؤاله ان كان يؤيد بقاء الوضع على ما هو عليه ووضع حادثة برج ابي حيدر ضمن اطار فردي أم انه يحبّذ طرح رئيس الحكومة وقوى 14 آذار والمجتمع المدني على اختلاف انواعه وتوجهاته بأن تكون بيروت خالية من الميليشيات، فبعد 20 عاماً من الحروب الأهلية هل معقول ان يكون في العاصمة منظمات مسلّحة؟"، مشيراً الى ان "الجميع يُرحّب بوجود الجيش اللبناني والقوى الامنية وادارات ومؤسسات الدولة اللبنانية الشرعية".

وعن اعتبار الشيخ قاسم بأن من تكون تصريحاته مشابهة للتصريحات الاسرائيلية شاء ام أبى هو يخدم المشروع الاسرائيلي، ردَّ جعجع "لا يا شيخ نعيم! فلتسمح لي ولأكثرية اللبنانيين. فالشباب في حزب الله يرفعون "بنديرة" كبيرة اسمها "مقاومة اسرائيل" ولأنهم يرفعونها فهم يعتبرون كل من ينتقدهم بأي أمر وكأنه يخدم اسرائيل فهذا منطق مخطئ ومغلوط تماماً "، معتبراً ان "هذه ليست طريقة في التعاطي من خلال حمل هذه "البنديرة" لمقاومة اسرائيل للقيام بكل ما نريد في الداخل دون مساءلة او محاسبة".

من جهة ثانية، رد جعجع على امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة أحمد جبريل، فذكّره بأن "أرض لبنان هي أرضنا والسيادة فيها تعود الى الشعب اللبناني وهو من يُقرر ماذا يفعل بها وهذه ليست المرة الاولى التي يتخطى فيها السيد جبريل كل حدود اللباقة واللياقة ويتصرف وكأنه لا شعب على هذه الارض ولا دولة لهذا الشعب".

كما عزا صمته الحالي في السياسة الى "ان المواطن اللبناني يُعاني من صعوبات معيشية وانمائية جمّة من كهرباء ومياه وطرقات واقساط مدرسية وبنى تحتية وما شابه، فيما النقاش السياسي في مكان مغاير ومختلف تماماً وكأن الدولة غير موجودة وغير مستقرة وكأن الحرب لم تحصل ولم تنتهِ وكأن اتفاق الطائف لم يُقر وكأن ليس لدينا دستوراً أو مؤسسات أو قوانين يجب تطبيقها وكأننا في المراحل الأولية لقيام الدولة، لذا أجدُني محرجاً في التطرق الى الجدل السياسي القائم في الوقت الذي هموم المواطن اللبناني في مكان آخر". 

 

مصدر رئاسي: كلام الحريري عن المفاوضات "تصريح

شخصي" وموقف لبنان تعبّر عنه الحكومة مجتمعة

نهارنت/انطلقت اليوم الخميس المفاوضات المباشرة بين رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والتي لن يكون لبنان بمنأى عن نتائجها، سواء فشلت أو نجحت. وفيما يُتوقع ان يتناول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطاب يوم القدس غدا الجمعة مسألة استئناف المفاوضات ومخاطرها على القضية الفلسطينية، أكد مصدر رسمي مقرب من رئيس الجمهورية ميشال سليمان لصحيفة "السفير" ان موقف لبنان من التفاوض الفلسطيني - الاسرائيلي تعبر عنه هذه الحكومة مجتمعة

.ورأى المصدر الرئاسي انه "يجب عدم تحميل كلام رئيس الحكومة سعد الحريري، في إفطار دار الأيتام الاسلامية في "البيال"، اكثر مما يحتمل، فهو تصريح شخصي وليس قرارا متخذا في مجلس الوزراء، ذلك أن موقف لبنان واضح من الثوابت الوطنية ويعبر عنه الرئيس ميشال سليمان بقوله "ان لبنان لن يوافق على اي حل قد يتم التوصل اليه في اطار إنهاء الصراع العربي الاسرائيلي اذا ما حصل بمعزل عنه او بصورة متعارضة مع مصالحه الوطنية العليا، وفي مقدمة هذه المصالح رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين على ارضه".

وأوضح المصدر أن "لبنان ابلغ من يعنيهم الامر دوليا وإقليميا وعربيا بأنه آخر دولة تدخل في مفاوضات مع إسرائيل بعدما تكون قد انتهت ووصلت الى نتائج على المسارين الفلسطيني والسوري"، مشيرا الى ان لبنان تعرض لضغوط كي يدخل في المفاوضات، خصوصا بعد التفاوض غير المباشر والذي توقف بين سوريا وإسرائيل عبر الوسيط التركي، الا انه رفض ذلك رفضا قاطعا. 

 

سعيد: سوريا ذاهبة الى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل حول الجولان

نهارنت/أكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد أن القرار 1701 هو الذي يحدد العلاقة بين لبنان وإسرائيل. ولفت سعيد، في حديث لـ"أخبار المستقبل" الى ان "سوريا تقول الشيء ونقيضه، فهي التي قدمت صورة الأسد – نجاد – نصرالله في الماضي، قدمت الآن صورة الأسد – أمير قطر – الحريري، والمتابعة تقول ان سوريا ذاهبة الى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل حول الجولان".  وعن زيارة البطريرك الى جرد جبيل قال: "لا يمكن مقارنة هذه الزيارة وموازنتها بالزيارة السياسية التي سيقوم بها النائب ميشال عون الى المنطقة نفسها، أما التبريرات التي أُعطيت عن ان الأسباب لتأجيل الزيارة أمنية فهي معيبة". وتمنى سعيد أن لا تكون انتهت جولة لتبدأ جولة جديدة من العنف، مشدداً على وجوب أن يكون شعار "بيروت منزوعة السلاح" مطلب الشعب ككل. وأضاف سعيد: "من ضمن الأطر التي يجب علينا تفعيلها، الكلام عن عناوين "حب الحياة" و"بيروت منزوعة السلاح" ويجب أن نناضل لنحققها". وحول ملف شهود الزور شدد سعيد على ان السجال حول شهود الزور هو بين حدين، الحد الجدي الذي يستعمله بلمار، والحد الآخر من قبل حزب الله الذي يعرف الحزب انه لن يؤدي الى أي نتيجة. وأشار الى أن كلام حزب الله عن إسقاط القرار الإتهامي وتغييره وان المحكمة إسرائيلية ومطالبة المجتمع الدولي بإسقاطها هو مشروع من دون أفق، وهذه لها علاقة بالصراع الإيراني مع المجتمع الدولي. ورأى ان أي حركة ميليشياوية داخل الشوارع لا يمكن ضبطها من قبل قيادات ذاك الحزب.

 

 مكتب الدفاع في المحكمة: القرار الظنّي هو البداية وليس حكما

نهارنت/أضاء رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان المحامي الفرنسي فرنسوا رو على جوانب اضافية من عمل المحكمة عقب زيارة قام بها لبيروت في الايام الاخيرة والتي غادرها امس الخميس. وكشف رو في حديث لصحيفتي "النهار" و"السفير" أنه أنهى مع وزير العدل ابرهيم نجار مذكرة التفاهم التي كانت أبرمت في الخامس من تموز الماضي، مشيرا الى ان هذه المذكرة "هي كمذكرة التفاهم التي وقعها المدعي العام الدولي مع وزير العدل ممثلا الحكومة". وقال رو في حديثه الذي جاء غداة الحديث الصحافي الذي كان أدلى به المدعي العام الدولي دانيال بلمار: "يجب ان نعي ان القرار الظني يشكل البداية فحسب ومضمونه يترجم رؤية المدعي العام التي نحترمها كثيرا، إلا أن القرار الذي سيصدره لا يعتبر قرارا نهائيا او حكما ومن المهم التذكير بأن القرار الظني هو البداية وليس حكما".

وأوضح انه بعد صدور القرار "ستقوم فرق الدفاع عن المتهمين بما هو ضروري بعمل قاضي التحقيق"، مشيرا الى ان مذكرة التفاهم التي وقعت "تمنح فرق الدفاع كل الحرية لتجري كل تحقيقاتها اللازمة على الاراضي اللبنانية". وإذ شدد على ان "المحكمة وحدها تقرر في نهاية الدعوى" ذكر "بأننا نتكلم عن عملية قانونية وليس عن عملية مسيسة". ولفت الى ان في تاريخ القضاء الجزائي الدولي "حالات عدة برأتها المحكمة في نهاية المطاف بعدما كان القرار الظني اتهمها".

وجزم "أن أحدا لا يعلم متى سيصدر هذا القرار حتى أن المدعي العام لا يعرف تاريخ صدوره ربما"، مضيفاً: "يجب ألا تحصل افتراضات مجانية والاشخاص الذين يقومون بهذه الافتراضات سيكون استيقاظهم منها مؤلما جدا". الى ذلك أكد مكتب بلمار لصحيفة "السفير" أنه "بما يخص محمد زهير الصديق، فقد أعلن بيلمار انه غير مهتم به بالنسبة الى قضية الرئيس الحريري بعد الآن". وأوضح المكتب في رده الحرفي "ان عملية التقييم لشهود محتملين، كما حددت سابقا من قبل مكتب المدعي العام هي جزء كبير من الجهود والتحقيقات الجارية حاليا لمساعدة المحكمة في إظهار الحقيقة". ولفت بيان مكتب بلمار الى ان مكتب المدعي العام "لا يعلّق على التقارير التي تخص النشاطات او العمليات التحقيقية. والمكتب يود الاشارة الى ان لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للامم المتحدة والمحكمة الخاصة بلبنان، هما مؤسستان منفصلتان، فلجنة التحقيق التي توقفت عن عملها عندما بدأت المحكمة عملها في 1 آذار 2009 هي منفصلة عن المحكمة". وختم : "بالنسبة الى محمد زهير الصديق، أعلن مكتب المدعي العام انه غير مهتم به بالنسبة الى قضية الرئيس الحريري بعد الآن".

 

تحقيق برج أبي حيدر: "طرف ثالث" و "طابور خامس" وحتّى "عصابات"

نهارنت/تابعت وحدات الجيش اللبناني تطبيق إجراءاتها الأمنية بناء على قرار مجلس الدفاع الأعلى ومجلس الوزراء، فيما استمرت التحقيقات التي تجريها الشرطة العسكرية في الجيش اللبناني لكشف ملابسات حادثة برج أبي حيدر. وفي هذا السياق، أوضح مرجع أمني أن التحقيق ينقسم الى قسمين، الأول، يتعلق بحادثة مسجد برج أبي حيدر ولم يتم التوصل الى حصيلة نهائية، حيث تفيد حصيلة التحقيق الأولي بأن "إشكالا وقع في المنطقة بين عدد من الأشخاص على أفضلية المرور، استتبعه تجمع لبعض الشبان، وتطور الأمر الى خلاف وتلاسن، تخلله إقدام عناصر مسلحة على إطلاق رشقين ناريين في الهواء وفي الأرض، وتبعهما إطلاق نار أصاب في الدقائق الأولى محمد فواز (في عنقه) وأدى الى مقتله فورا".

أما القسم الثاني، فيتعلق بحادثة إحراق مسجد البسطة الفوقا، وقد تم جمع رواية كاملة من خلال الموقوفين، "حيث تبين أن احدى العصابات المحلية المطلوبة للقضاء، نظرا لسوابقها في السرقات والمخدرات، قد تسللت تحت جنح الظلام الى المسجد، وقام أفرادها وهم يرتدون أقنعة سوداء، برمي مادة البنزين وإشعال المسجد".

وإذ رفض المرجع في حديث لصحيفة "السفير" الكشف عن انتماءات أفراد العصابة، لكنّه أكّد أن رئيس العصابة ليس عضوا لا في حركة "أمل" ولا في "حزب الله" ولا ينتمي أبدا الى بيئتهما، مشيرا الى أن الملف سيرفع للقضاء وهو الذي سيقول كلمته في الموضوع. كما ألمح إلى "وجود طرف ثالث يمكن ان يكون قد دخل على الخط، لافتا الى ان مقتل مسؤول "حزب الله" محمد فواز جاء نتيجة إصابته برصاصة أطلقت من أحد الأبنية العالية في رقعة الاشتباك قرب جامع ابي حيدر وليس من خارج تلك الرقعة. ولفت المرجع الى ان عدد الموقوفين بات نحو خمسة عشر موقوفا، و"ليسوا كلهم من المشاركين في اعمال الفوضى وبينهم عناصر شاركت في الاشتباكات". وفيما سيتطرّق الأمين العام ل"حزب الله" السيّد حسن نصرالله في إطلالته عصر اليوم إلى حادثة برج أبي حيدر والتداعيات السياسية التي نجمت عنها، كشفت معلومات حزبية لصحيفة "اللواء" ان حزب الله وجمعية المشاريع الاسلامية يجريان تحقيقات خاصة تزامنا مع التحقيق الرسمي الذي يتولاه القضاء اللبناني في حادثة برج ابي حيدر، لمعرفة اسباب ومسببات ما حصل وكيفية توسع الاشكال الذي تزامن مع اطلالة السيد نصر الله، والجهات التي اعطت الامر بالرد وفتح النار بطريقة ادت الى ما ادت اليه من نتائج سلبية ورطت الطرفين في المواجهة. واذ ألمحت هذه المعلومات الى "امكان دخول طابور خامس على خط الاشكال بهدف ضرب وهز صورة المقاومة في بيروت"، فإن مصادر امنية رسمية نفت مثل هذا الاحتمال، وكشفت عن واقعة غير متداولة، وهي" ان عناصر حزب الله الذين كانوا متواجدين على الارض في برج حمود اقفلوا خطوطهم الهاتفية بعد مقتل مسؤول الحزب في المنطقة محمد فواز ومرافقه علي جواد،" لكي تتوافر لهم فرصة شن هجوم على مراكز "الاحباش" انتقاما لمقتل القياديين في الحزب، من دون تدخل من القيادات العليا في الحزب" بحسب الصحيفة عينها. هذا ورأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "ان الاستثمار السياسي لما حدث في برج ابي حيدر لا طائل منه" منتقدا ً الهجوم على الجيش اللبناني "الذي يريدون منه أداة تنفيذية لمشروعهم السياسي".  وجزم قاسم في حديث لصحيفة "السفير" "ان الفتنة السنية الشيعية لا يمكن ان تكون في لبنان، لانه لا يوجد طرفان يوصلان اليها". وقال "على الأقل حزب الله يقف ضدها بكل قوة، ولن ننجر اليها وسنقضي عليها في مهدها مهما كلفنا ذلك من أثمان، وإن أطلت برأسها، لا سمح الله، سنسعى لقطع رأس الفتنة، ونحن لا نقول ذلك من موقع ضعف".

 

نجاد يقبض على لبنان ويضمّه الى امبراطوريته الفارسية ؟؟ 

سلمان العنداري

كلام ملفت في التوقيت والمضمون قاله رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود أحمدي نجاد خلال لقائه منذ ايام مسؤولين في حركة "أمل" في طهران، اذ أكد ان "الشعب والمقاومة اللبنانية هي في طليعة الشعوب المؤمنة والحرة في العالم، وان الوعي الكبير الذي تتحلى به الشعوب المقاومة في المنطقة من لبنان وحتى ايران سيلحق الهزيمة بالأعداء". وشدد نجاد في حديثه على ربط لبنان بمحور الممانعة الذي يقوده معتبراً "ان ايران ولبنان، عضوان في جسد واحد، وان الشعبين يتحملان واجبات ومسؤوليات عظيمة ومشتركة لمواجهة أعداء الانسانية والمستكبرين".

كلام مثير للاستغراب ولكنه ليس بمفاجىء صدرعن "الرئيس المتشدد" المصرّ على ابقاء لبنان تحت الجناح الايراني من خلال ربط هذا البلد الصغير بمشاريع وبصراعات الدولة الفارسية الخاصة مع العالم والمجتمع الدولي، من الملف النووي، وصولاً الى ورقة العراق والنفوذ في المنطقة، وذلك عبر "استهلاك" مقولة "المقاومة" والعداء لاسرائيل، وحرص طهران على ارساء العدل والسلام والامن في المنطقة، و"المزايدة" في القضية الفلسطينية، و"الإدّعاء" برعاية الصراع الاقليمي- العربي بمواجهة الدولة الصهيونية، واضعاً لبنان مجدداً وكالعادة في قلب النار، معتبراً أن المقاومة والشعب اللبناني يقفان في الخط الامامي للموحدين والمؤمنين والاحرار في العالم".

باختصار...ان ايران كما اسرائيل وكل الدول، تدخل على خط الصراعات الدائرة لتصفّي حساباتها في لبنان على اعتبار ان الساحة اللبنانية مفتوحة على كل الاحتمالات والمكان الامثل لتمرير الرسائل وتبادلها. ومن هذه التدخلات مثلاً، الدخول على خط المحكمة الدولية من خلال التصريحات الموتورة التي اطلقها اكثر من مسؤول ايراني في الاسابيع الماضية، اذ اتت هذه الخطوة لمؤازرة حليف اساسي في لبنان وهو "حزب الله"، اضافةً الى سعي طهران الى تنفيس بعض الضغوطات التي تتعرض لها من جراء العقوبات المفروضة عليها من قبل المجتمع الدولي، وللهروب الى الامام من ازماتها الداخلية المتفاقمة التي تعصف في كل مكان".

استمرار للنزعة الامبراطورية

عضو الامانة العامة في قوى "14 آذار" الياس عطالله علّق على كلام نجاد معتبراً "ان تكرار هذا الموقف الايراني هو استمرار للنظرة الايرانية وللنزعة الامبراطورية التي تحاول ان تستخدم مصالح شعوب وبلدان وعصبيات على مذبح مصالحها دون اي هاجس ودون اي اكتراث".

يلقي عطالله اللوم والنقد على من يقف خلف ايران في لبنان، وعلى من يتطوع بالانخراط في مشاريعها، "فمن الواضح ان البلد بات معرضاً اكثر من اي وقت مضى لحملة واسعة لاستخدامه في صراعات المنطقة وتحويله الى مسرح، وهذا الامر لا خلاص منه الا بعودة اللبنانيين الى حضن الدولة اللبنانية والى حضن الشرعية، وباعلاء المصلحة الوطنية على اي قضية، لأن التجارب التاريخية دون توقف عند كل مراحلها اثبتت ان كل من يعلي مصالحه الفئوية على مصلحة الوطن يدفع الثمن، فهل من يتّعظ؟".

"مشكور" الرئيس الايراني على اصراه على "زج" البلاد في عين العاصفة وفي تحميله الوزر الاكبر من تبعات مغامراته التي تمتد من افغانستان والعراق واليمن والخليج العربي وصولاً الى لبنان وفلسطين ومصر، من خلال القول ان الصراع الدائر حالياً هو صراع اممي مرتبط بالمواجهة مع الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل وقوى الاستكبار العالمي، اذ وبحسب مصدر متابع في قوى "14 آذار" فإن كلام نجاد الاخير يتناسب مع البيان الاول الذي اطلقه "حزب الله" في اواسط الثمانينات عندما اعتبر انه "لا يوجد لبنان وايران، بل نحن "حزب الله" ايران في لبنان ونحن لبنان في ايران"، وعملياً فالحلم الذي يسعى اليه "حزب الله" بقيادة ايرانية يبدو واضحاً في ان يصبح لبنان احد البلدان التابعة لقيادة الحرس الثوري وبقيادة الولي الفقيه، وهذا ما يعبر عنه بطريقة او باخرى بذلات لسان بعض القيادات الاساسية في النظام الايراني كالسيد احمدي نجاد وبعض القيادات المحلية في الحزب في لبنان".

ان التدخل الايراني في لبنان بات يستهدف اكثر من عنوان، من المحكمة الدولية مروراً بالقوات الدولية العاملة في الجنوب، وصولاً الى استهداف الشرعية الدولية عبر التركيز على القرار 1701، اضافةً الى منع قيام الدولة الحقيقية في لبنان، في وقت يُلاحظ فيه انزعاجاً شديداً من انطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهذا من شأنه ان يُعزز التوقعات لمزيد من محاولات زعزعة الاستقرار في لبنان لمصلحة هذه الاهداف ولمصلحة تلك "الحروب" التي تقودها طهران في المنطقة.

يتوجّه عطالله الى الشعب اللبناني داعياً اياهم " الى التيقّظ والتنبّه للمطامع الايرانية، وان لا يسمحوا بتمرير هذه الحسابات والمسلكيات التي ستجلب اضراراً كبيرة إلى بلدهم, ولا سبيل الا برفع الصوت في وجه الوسائل غير المشروعة التي تستخدم إن بالعاصمة او في غيرها، وبدعم تطوير دور الدولة المنكفىء نسبياً، وبرفض ابقاء البلاد ساحة مرتبطة بالخارج"، مشدداً على ضرورة "نشل الحكومة من حالة الشلل ومن سياسات التعطيل والعرقلة التي تتعرض لها".

ايران تفجّر عملية السلام؟؟ لا شك ان النظام الايراني "مأزوم داخلياً" ويعاني العديد من المشاكل التي تنفخ في مجتمعه، ولهذا نراه يصدّر ازماته الى الخارج عبر استخدام ساحات الآخرين واللعب بالنار، فطهران اعتمدت سياسة بناء مصالحها على حساب جيرانها ومحيطها بدل التفتيش عن مصالح وقواسم مشتركة مع هذه الدول.

وبالتوازي، وليس بعيداً عن لبنان، فمن الواضح ان ايران منزعجة جداً من انطلاق المفاوضات المباشرة برعاية واشنطن بين الاسرائيليين والفلسطييين، وفي هذا الاطار لن تقف طهران مكتوفة الايدي اذ يُتوقع ان ترد على انطلاق قطار السلام لفرملة اي امكانية للوصول الى حلّ نهائي يُنهي الصراع العربي الاسرائليي ويحيي الآمال بامكانية ولادة دولة فلسطينية، لأن نفوذ طهران في المنطقة يعتمد بشكل اساسي على استمرار الصراع العربي الاسرائيلي والاستفادة من تداعياته، وبالتالي فان اي حل عادل للمسألة الفلسطينية سيؤدي الى تضاؤل هذا النفوذ تدريجياً وعودته الى حجمه الطبيعي وهو داخل ايران، وهذا ليس من مصلحة "الامبراطورية" الطامحة الى التمدد والتوسّع والقيادة.

وبهذا، فان كل من يسعى الى ابقاء المنطقة في دائرة الفوضى خدمةً لمآربه سيكون في موقع التخريب على العملية السلمية وعلى قوى السلام في المنطقة، والتي لا يمكن ان تنطلق الا من القضية الفلسطينية وبمعالجة حقوق الشعب الفلسطيني في دولة آمنة وسط احتضان عربي ودولي، ولهذا السبب يُتوقّع ان تشهد المنطقة عمليات تخريب وعرقلة في اكثر من مكان، وقد شهدنا ذلك مؤخراً في الضفة الغربية من خلال العملية التي تبنتها حركة حماس الرافضة للمفاوضات.

وفي وقت تستمر فيه المزايدات الايرانية، فإن على الرئيس محمود احمدي نجاد ان يعي ان لبنان بلد مستقل، ولن يكون ابداً واجهة لصراعاته ومغامراته واهوائه، فلبنان في لبنان وايران في ايران، شعبين في بلدين وفي جسدين مستقلين، وليدرك السيد نجاد ان لبنان لن يكون تابعاً للمشروع الامبراطوري التخريبي في المنطقة، وان مقولة "وحدة المسار والمصير" ولّت الى غير رجعة من القاموس اللبناني... الى ذلك يبقى الترّقب سيد الموقف في انتظار ما ستؤول اليه التطورات الداخلية والاقليمية في الايام والاسابيع القادمة. 

المصدر : خاص موقع 14آذار

 

بين واشنطن وبرج أبي حيدر!

وليد شقير (الحياة)،

انطلقت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية في واشنطن في سباق مع الفشل، لا يحتاج تبريره عند الذين يتوقعونه الى كثير من الشرح، أمام غياب الرؤية الأميركية الواضحة حول سبل تليين الموقف الإسرائيلي، فلا جديد على صعيد الدور الأميركي سوى ذلك الوعد من واشنطن للسلطة الفلسطينية بأن «ادخلوا المفاوضات ونحن سنتدخل حيث نستطيع للضغط على إسرائيل داخل الغرف المغلقة، بدلاً من أن نفعل ذلك علناً لأن التجربة أثبتت عدم نجاحه قبل ان تبدأ المفاوضات. فمحاولة تغيير الموقف الإسرائيلي قبل بدئها تقوّض جهودنا». وهو وعد يبدو التأكد من مدى فعاليته ضرباً بالرمل، خصوصاً ان المفاوضات ستدوم سنة، وفق ما هو مقرر لها بحسب المبادرة الأميركية بالدعوة إليها.

الأسباب الكثيرة لتوقع الفشل، لا تنحصر بتراجع الاندفاعة الأميركية نحو لجم التصلب الإسرائيلي في مواضيع الاستيطان والقدس وقضايا الحل النهائي وإخلاء الأسرى كواحدة من إجراءات بناء الثقة، ولا بضعف المفاوض الفلسطيني الذي يزيده ضعفاً الانقسام الداخلي، ولا بالضعف العربي وغياب الحد الأدنى من القدرة على الضغط على الساحة الدولية لمصلحة التسوية السلمية. لكن توقع الفشل في هذه المفاوضات لا يمنع القول إنها تطلق مساراً في المنطقة من بين أهدافه، كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من امس، صد المتطرفين، من دون ان يعني ذلك التوصل الى اتفاق حول نشوء الدولة الفلسطينية العتيدة.

وإذا كانت الإدارة الأميركية ترعى هذه المفاوضات مع إدراكها سلفاً ترابط الملفات الإقليمية، فإن سؤالاً كبيراً يضاف الى الأسباب الكثيرة المعروفة لتوقع الفشل هو «أين إيران من هذه المفاوضات وهل من الممكن توقع نجاحها من دون إشراك إيران في تلك العملية السلمية لحل القضية الفلسطينية بعد ان نجحت في امتلاك أوراق كثيرة شرق أوسطية على مدى السنوات الخمس الماضية؟». وإذا كانت واشنطن جلبت احد المتطرفين الى الطاولة وهو رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، فأين «المتطرف» الآخر، إيران؟ وإذا كانت الرؤية الأميركية – العربية هي سحب بساط القضية الفلسطينية من تحت أقدام إيران، عبر هذه المفاوضات في سياق تحرك المجتمع الدولي لعزلها وتشديد العقوبات عليها، فإن هذا المسار ينقل الصراع في المنطقة الى مستوى مفتوح على الاحتمالات كافة.

لقد أعطت طهران أجوبة أولية علنية على هذا المسار عبر عملية الخليل التي تنبتها حركة «حماس» بقتل 4 مستوطنين، وعبر هجوم رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني على المفاوضات ثم وزير الخارجية منوشهر متقي الذي شمل في هجومه الزعماء العرب المشاركين فيها من دون مواربة، ثم الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي قال الأمور كما هي لتلفزيون «العالم» قبل يومين حين دعا الى إشراك «الممثلين الحقيقيين للشعب الفلسطيني في أي اجتماع لمناقشة القضية الفلسطينية» معتبراً حكومة «حماس» هي المنتخبة من الشعب... انتهاء بهجوم «حزب الله» في لبنان على تجديد هذه المفاوضات الى درجة الربط بينها وبين تداعيات حادثة الاشتباك بين مسلحيه وآخرين من تنظيم حليف له مبدئياً، في أحد زواريب حي في بيروت (برج ابي حيدر) وإلى درجة إلباس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري موقفاً مرحباً بالمفاوضات لم يرد مرة على لسانه، لتبرير الربط بين الزواريب اللبنانية وبين العملية التي انطلقت في واشنطن. فالحريري اكتفى في خطاب له في 24 آب (أغسطس) الماضي بالقول عن المفاوضات: «نأمل ألا تذهب أدراج الرياح كسابقاتها من المفاوضات وأن تلتزم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني»، محذراً، ضمناً، واشنطن من انه «سيكون من الصعب على أي إدارة دولية ان ترعى أية مفاوضات أخرى» وأنه «إذا وصل الرئيس محمود عباس الى الحائط المسدود كما وصل قبله ياسر عرفات لن يكون في مقدور أي جهة ان تجمع أي فلسطيني الى طاولة واحدة مع الإسرائيليين».

والواقع أن الذي رحّب بالمفاوضات الأسبوع الماضي هو مجلس الوزراء السعودي، ويبدو أن قيادة الحزب أرادت الرد عليه عبر إلباس الحريري الموقف الذي لم يقله، للرد على الرياض بالواسطة. يعبر موقفا إيران و «حزب الله» عن قلق عميق من المسار الذي انطلق في واشنطن. وهو قلق يزداد عمقاً في لبنان من التفاهم السعودي – السوري، على ملفات إقليمية، ومن احتمال انضمام سورية الى المفاوضات مع إسرائيل مجدداً وفق ما يتردد في كواليس التحركات الديبلوماسية، وكما أعلن المبعوث الأميركي جورج ميتشل. وهو قلق يتضاعف إذا كان مسار واشنطن سيتزامن مع تحضيرها لرزمة جديدة من العقوبات على إيران مع مطلع الشهر المقبل. لكن الأهم أنه قلق يصبح شديد الخطورة إذا افتعل اصحابه اسباباً للربط بين ما يجري في واشنطن وبين تداعيات ما جرى في أحد الأزقة في بيروت، لتبرير وجود السلاح فيها.

 

لأنه مطلوب أن يظل لبنان ساحة مفتوحة ولا دولة فيه

فوضى السلاح باقية ولا سبيل إلى وضع حدّ لها

اميل خوري (النهار)، بات واضحاً ان ثمة في الداخل وفي الخارج من لا يريد ان يكون في لبنان دولة بل ان يستمر ساحة مفتوحة لصراعات المحاور تحقيقا لاهداف ومخططات معلنة وغير معلنة. ولكي يظل ساحة ينبغي ان يبقى السلاح خارج الدولة، تارة في يد هذا الطرف وطورا في يد ذاك لاتاحة التدخل لاي خارج، وتبقى الدولة ضعيفة عاجزة ولا دور لها سوى التفرّج على ما يجري والاكتفاء بادارة الازمات او التوازنات...

لقد بدأ لبنان يتحول ساحة عندما وقعت احداث 1958 بين انصار الرئيس كميل شمعون وانصار الرئيس جمال عبد الناصر بحجة منع التجديد له، في حين ان تلك الاحداث كانت تخفي صراعا على النفوذ بين اميركا وبريطانيا انتهى بتدخل الاسطول السادس الاميركي ليس لوقفها فقط بل لسد الفراغ الذي احدثه في المنطقة انهيار حلف بغداد، ثم صار الاتفاق بين اميركا ومصر عبد الناصر على اختيار اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية الذي شهد عهده اول محاولة جدية لقيام دولة القانون والمؤسسات في لبنان.

وفي عهد الرئيس شارل حلو حصل اول دخول فلسطيني مسلح الى لبنان، فأدى الى انقسام اللبنانيين حول ذلك والى دخول مزيد من الفلسطينيين المسلحين والانتشار في اكثر من منطقة وكان مبرر هذا الدخول الرغبة في تحرير الاراضي الفلسطينية، ولكن من لبنان... فكانت النتيجة ان السلاح الفلسطيني لم يحرر شبرا واحدا من ارض فلسطين، بل بات على لبنان ان يحرر ارض الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي... واقام وجود هذا السلاح غير المنضبط دولة داخل الدولة اللبنانية بحيث بلغ بياسر عرفات حد القول انه حكم بيروت... ولم ينفع "اتفاق القاهرة" في المحافظة على البقية الباقية من السلطة اللبنانية.

وحاول الرئيس سليمان فرنجيه اثبات وجود الدولة باخضاع المخيمات الفلسطينية لسلطة القانون فاستخدم الطيران الحربي لهذه الغاية، فردت الدول العربية على ذلك بالتهديد باغلاق حدودها مع لبنان اذا لم يتوقف قصف المخيمات. وعندما توقف القصف ازداد تسليح الفلسطينيين كمية ونوعا وتحولت المخيمات ثكنا ومعسكرات. فكانت الحروب اللبنانية – الفلسطينية، واللبنانية – اللبنانية التي لم تتوقف الا بدخول قوات ردع عربية تحولت قوات سورية بموافقة عربية واميركية وبدون معارضة اسرائيلية...

ثم كان اتفاق الطائف الذي نفذ منه ما يرضي فئة ولم ينفذ منه ما يرضي فئة لا سيما ما يتعلق بحل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم سلاحها الى الدولة كي تبسط سلطتها بواسطة قواتها الذاتية على كل الاراضي اللبنانية. لكن الوصاية السورية على لبنان كانت كافية حتى مع وجود السلاح الفلسطيني وغير الفلسطيني في لبنان، لحفظ الامن والاستقرار وحكم البلاد سياسيا وامنيا وعسكريا. ولم تنجح محاولات الرئيس الياس سركيس ولا الرئيس امين الجميل في انهاء حكم الوصاية السورية من خلال المطالبة رسميا وخطيا باعادة تمركز القوات السورية في منطقة البقاع تطبيقا لاتفاق الطائف.

وفي عهد الرئيس الياس الهراوي وبعده في عهد الرئيس اميل لحود تكرست الوصاية السورية وتشرعنت من خلال البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة بايراد عبارة "وجود القوات السورية في لبنان هو وجود شرعي وضروري وموقت" بعدما ردت سوريا على "حرب التحرير" التي اعلنها العماد ميشال عون على الوجود العسكري السوري في لبنان بصفته رئيسا لحكومة انتقالية، ما لبثت ان اصبحت نصف حكومة، بضربة عسكرية خاطفة اطاحت حكم عون واخرجته من قصر بعبدا منفيا الى فرنسا بموافقة اميركية واسرائيلية، وقيل إن ذلك كان ثمنا لمشاركة سوريا في حرب الخليج بغية اخراج الجيش العراقي من الكويت.

وما ان تخلص لبنان من عبء السلاح الفلسطيني وسلاح الميليشيات اللبنانية ولا سيما الثقيل منه في ظل الوصاية السورية، وتقلصت العمليات ضد اسرائيل وساد جبهة الجنوب بعض الهدوء، حتى نشأت "المقاومة الاسلامية اللبنانية" بقيادة "حزب الله" وهدفها تحرير الاراضي اللبنانية في الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، وقد نجحت في تحقيق ذلك وزال هذا الاحتلال من معظم هذه الاراضي تنفيذا للقرار 425، ثم عادت وسجلت انتصارا على الجيش الاسرائيلي في حرب تموز 2006 بالحؤول دون جعل هذا الجيش يحقق اهدافه وفي رأسها القضاء على المقاومة.

ويستمر الاحتفاظ بسلاح المقاومة بدعوى تحرير ما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب والتصدي للعدوان الاسرائيلي. لكن استمراره اخذ يحدث انقساما بين اللبنانيين كالانقسام الذي احدثه السلاح الفلسطيني لان احداث 7 ايار جعلته في نظر طرف لبناني سلاحا لا يتوجه ضد اسرائيل فقط، بل الى الداخل ايضا لتحقيق مكاسب سياسية واحداث خلل في التوازنات يجعل هذا السلاح هو الحاكم الفعلي وهو صاحب القرار فيوافق على ما يشاء ويرفض ما يشاء.

لذلك فان الدولة القوية في لبنان لم تقم ولا مرة مع وجود سلاح خارجها خصوصا اذا كان يفوقها قوة، ولم يكن لها الحكم والقرار انما كان لحملة السلاح لبنانيين كانوا او غير لبنانيين.

ولا شيء ينهي وجود هذا السلاح الا اذا زالت اسباب وجوده كما زالت من قبل اسباب وجود السلاح الفلسطيني وسلاح الميليشيات اللبنانية، وان لا جدوى من الكلام على ضبط هذا السلاح ولا على اخراجه من بيروت ومن غير بيروت ما دام في الامكان ايصال بديل منه في اي لحظة من اي مكان آخر عندما تقع الحوادث الامنية والاشتباكات، عدا استحالة التمييز بين سلاح مقاوم مسموح به، وسلاح غير مقاوم غير مسموح به. واسباب الاحتفاظ بسلاح المقاومة تزول عندما يتم التوصل الى تحقيق سلام شامل او عندما يتم التوصل الى تحقيق سلام بين سوريا ولبنان من جهة واسرائيل من جهة اخرى، او عندما يتم التوصل الى تفاهم واتفاق مع ايران على برنامجها النووي. ومن الآن الى ان يتحقق كل ذلك، فان الدولة اللبنانية تبقى شبه دولة والسلطة تبقى شبه سلطة والسيادة الوطنية تبقى منقوصة، والقرارات لا تتخذ الا بالتوافق، والا تبقى معرضة للتعطيل وعدم التنفيذ.

الى ذلك فان اوساطا سياسية لا ترى اي جدوى من الانشغال بموضوع سلاح المقاومة ولا اثارة الخلافات والانقسامات حوله لئلا تشعل حربا داخلية كارثية، وما دام كل سلاح خارج الدولة لم تستطع اي حكومة معالجته ولا صيحات الاحتجاج والاشتباكات التي تزعزع الامن والاستقرار، انما انتظار زوال الاسباب التي تبرر حمله. فلا اتفاق القاهرة، ولا اتفاق الطائف ولا القرار 1559 ولا قرارات هيئة الحوار الوطني ولا اتفاق الدوحة ولا القرار 1701 ولا اي قرار آخر، قابلة للتنفيذ للتخلص من هذا السلاح اذا لم تتحقق اهدافه المعلنة وغير المعلنة. فحوادث 1958 جاءت بالاسطول السادس الاميركي والسلاح الفلسطيني جاء بالاحتلال الاسرائيلي لبيروت والحرب اللبنانية – الفلسطينية واللبنانية – اللبنانية جاءت بالوصاية السورية على لبنان، فبوصاية من قد يأتي السلاح خارج الدولة اذا لم يتحقق السلام الشامل او لم يتم الاتفاق مع ايران على برنامجها النووي؟

 

مطلق النار في الدوير سلم نفسه وحزب الله وأمل على خط التهدئة

المركزية- سلم مطلق النار في بلدة الدوير المدعو خليل جمال رمال نفسه لمخابرات الجيش في صيدا التي باشرت التحقيق معه لمعرفة دوافع إطلاق النار على أحمد أسعد قانصو وأصابته إصابة حرجة، الأمر الذي خلق حالاً من الإحتقان والتشنج بين أبناء العائلتين عندما هدد آل قانصو بالإنتقام من مطلق النار وذويه في حال فارق ابنهم الحياة. وتحسبا لأي طارىء، نفذ الجيش اللبناني عملية إنتشار في البلدة، حيث سير دورياته في أنحاءها لتهدئة الأمور ومعالجتها وأقام نقطة حراسة قرب منزل والد مطلق النار جمال رمال المتواري عن الأنظار منذ وقوع الحادث، ذلك تخوفًا من إقدام أحد على التعرض لمنزله أو لعائلته. وعُلم أن إبنه، أي مطلق النار، يتخصص في مجال الطب في فرنسا وكان على وشك مغادرة لبنان غدًا لاستكمال دراسته. وفي هذا الإطار أفادت مصادر أمنية أن "مجهولين أطلقوا النار على طريق الدوير على سيارة مرسيدس 500 سوداء فأصابوها بخمس رصاصات وهي تعود لخليل محمد رمال الذي تقدّم بشكوى إلى مخفر درك الدوير"، مشيرة إلى أن "المسلحين كانوا يستهدفون سيارة جمال رمّال والد مطلق النار قبل أن يسلّم نفسه وهو يملك سيارة مشابهة". وفي تحرك لمعالجة الأمور، زار الوزيران السابقان على قانصو وفايز شكر المستشفى للإطمئنان الى الجريح كذلك إلتقيا إمام البلدة الشيخ محمد قانصو شقيق المصاب الذي أصر على ان يسلم مطلق النار نفسه للقوى الأمنية لينال عقابه ومحاسبته. بدورها دخلت قيادتا حركة "امل وحزب الله على خط التهدئة وإلتقيا الشيخ قانصو في حضور رئيس البلدية إبراهيم رمال وفاعليات آل قانصو الذين أصروا على تسليم مطلق النار. تجدر الإشارة الى ان عائلة الجريح أحمد أسعد قانصو كانت فقدت إبنها حسين المعاون في قوى الأمن - فرع المعلوات بعد إطلاق النار عليه من حسين علي علام في ساحة النبطية العام 2004 أثناء ملاحقته من دورية كانت تحاول اعتقاله لكنه تمكن من الفرار قبل أن يقبض عليه في حي السلم بعد سنة وحكم عليه بالإعدام وهو في سجن رومية.

 

سؤال على ضمير "حزب الله"

بقلم الخوري اسكندر الهاشم     

النهار/ميزة الديموقراطية الاولى، قدرتها على تطوير المؤسسات وحمايتها من السقوط في الفوضى والديكتاتورية، غير ان تبني مبدأ الديموقراطية لا يجبر احدا على الاقتناع بقرارات الاكثرية او اعتبارها صحيحة وجيدة، لكن من واجبنا قبول هذه القرارات لتأمين سير المؤسسات وعملها، وبعد ذلك يبدأ العمل على تحسين ادائها بالطرق الديموقراطية، اما اذا جاءت الانتخابات بنتيجة تناقض الديموقراطية حينها لا احد يمنع الديموقراطيين من مواجهة هذه النتائج الجديدة بالاساليب التي تسمح بها اللعبة البرلمانية.

الخيارات الحرة هي اذا لب المسألة الديموقراطية ونهجها، ولكن كي نصل الى مستوى هذه الخيارات، على الجميع التدرب على منطقها وقبوله طوعا، لأن خير الدولة المدنية في النهاية له طابع اخلاقي وروحي، وهو مرتبط اولا ببشر احرار ومسؤولين، وليس بمؤسسات ميتة وبدون روح.

لا يمكن اذا للمؤسسات ان تتحسن من تلقاء ذاتهها انها مسؤولية تقع على عاتق المواطنين الحريصين على حسن سير الدولة وأدائها وعلى الاحزاب الديموقراطية الساهرة على عمل المؤسسات ومسيرة النخب المثقفة والروابط والجمعيات الاهلية.

السؤال الكبير الذي يطرح على الساحة اللبنانية هو، من اين نأتي بالديموقراطيين؟ وهل هناك مرجعيات صالحة تخرّج مثل هؤلاء؟ ان طوائفنا ومذاهبنا ومجتمعاتنا لا تنتج ديموقراطيين حقيقيين، وفي غياب الجامعات الوطنية المشبعة بالانسانية، يبدو الجواب صعباً، بل مستحيلا، خصوصا في غياب احزاب تؤمن بتداول السلطة والمسؤوليات فيها، وهي بالتالي تخرج من بين صفوفها افراداً لا يزاولون في ما بينهم اللعبة الديموقراطية، بل يتحركون على وقع الزعيم ويميلون يمينا او يسارا دون نقاش او حساب.

1 – مؤسساتنا السياسية صورة للمؤسسة الدينية

ان مؤسساتنا المسماة ديموقراطية تشبه المؤسسات الدينية اي انها تعمل على انتقاء الاقل خبرة وكفاية لان الاشخاص الذين يتمتعون بالكفاية والشخصية والحرية لا يمكنهم مجاراة أخطاء قادتهم وزعمائهم، ولان هؤلاء القادة سياسيين وروحيين يحتقرون التغيير والاصلاح، ان الاوهام والوعود الكاذبة التي يحملها زعماء لبنان الى شعبهم، تبدو لهم علاجا ناجعا، لأنها أوهام تبقيهم في تخلفهم وتعصبهم، وتبقي ايديهم على الزناد للحفاظ على هؤلاء القادة.

2 – أين هي الدولة بعد خروج السوريين؟

أين هي الدولة الموعودة؟ وأين هي مؤسساتها بعد خروج السوريين من لبنان؟ وأين الامن والنمو الاقتصادي والاصلاحات التربوية وتفعيل عمل الادارات ومحاسبة السارقين؟ وأين هي العدالة والمساواة بين المواطنين؟ ومن يهتم بالمهاجرين والمهجرين والمهدورة كراماتهم والمسلوبة حقوقهم؟

لقد خسر لبنان روحه، وخسر مواطنوه مواعيد المستقبلات وكل ما نراه ونسمعه لا يبشر بهذه المواعيد. لقد سقط الهيكل على الجميع من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، لقد تخلف لبنان عن ركب الحضارة بعدما غابت عن أجندته البرامج والرؤى والطموحات.

ان الساحة السياسية تدخل في مرحلة اصطفاف خطر، وكل جهة تعد العدة للنزال والمواجهة تدعمها جهات اقليمية ودولية، دون النظر الى المصلحة الوطنية والى مستقبل ابنائنا، لقد اصبح الوطن اللبناني نقطة عبور لكل الطموحات المذهبية والدينية والحضارية ومكانا ترمى فيه كل فضلات المنطقة وعقدها.

3 – مسؤولية "حزب الله" كبيرة.

حرك "حزب الله" مناخا سياسيا مغايرا لكل المناخات السابقة، ووضع اساسا جديداً لعلاقة الانسان بالمتيافيزق، وأرسى منطقا لا بد من ان يترك انعكاسات ذات اهمية كبرى على مجرى الاحداث المعاصرة، غير ان ابتعاده عن العمل السياسي العادي يضعه في مأزق، ويخرجه من دائرة الاصلاح الداخلي، وبالتالي فإن الطوباوية التي يعمل عليها تضعه في مواجهة واقع عفن لا يريد هو الدخول في متاهاته كما يقول، فيترك امر معالجته لسواه ممن لا يشاطرونه رؤيته الفلسفية والاخلاقية والايمانية. ان الوطن اللبناني في حاجة الى انقاذ، والدولة السالكة من محنة الى محنة. تحتاج الى تصويب ادائها ووضع برنامج اصلاحي حقيقي، و"حزب الله" مدعو الى المشاركة في هذا الاصلاح وطرح قيم العدالة والحرية والسلام على طاولة الحوار، تماما كما تطرح قضية سلاحه. الرد الحقيقي من "حزب الله" يجب ان يأتي ردا سياسياً واخلاقيا باعتبار ان السياسة والعمل السياسي لا ينفصلان عن المستويات الايمانية والاخلاقية التي ترسخ قيم العدالة وتفتح الباب واسعا على قيامة دولة المؤسسات التي تستند الى جوهر القيم والفضائل التي يسعى الحزب إلى ارسائها مقدمة، لمجيء المنقذ والمخلص، وهذه الرؤية نشترك فيها معه ونؤكد ان السياسة يجب ان تقوم على حسن تدبير شؤون الناس وادارتها والسعي الى احلال ملكوت العدالة والمحبة، ولكننا ندرك مقدار الصعوبة في تحقيق هذه القيم لان عالمنا لا يستطيع احتمال افكار بهذا الطموح وبهذا الحجم، وان هناك مسافة بين المستويين الإلهي والبشري، النظري والتطبيقي، اضافة الى الصدامات اللاهوتية والنزاعات الفكرية والعقائدية في قلب الاسلام والمسيحية. سبق اليسوعيون "حزب الله" الى اقامة دولة دينية، ولكنهم اخفقوا اخفاقاً كبيراً لخلل عضوي بين المطلق وبين نسبية الانسان ومحدودية عدالته ورؤيته المشوشة. نريد بصدق ان يخوض "حزب الله" معركة الاصلاح واعادة ترسيخ اواصر الإلفة بين نسيج المجتمع اللبناني وارساء ما يمكن ارساؤه من مضامين افكاره وطموحاته الانسانية المشروعة، وبهذا يسجل سبقا كبيرا وسط الفترات والسقطات التي قادنا اليها نفر من القادة وحشد كبير من الاحزاب.

 

اشكالية "نزع السلاح" في بيروت يعززها انفجار الجنوب الحريري غير مرتاح لجزء من الوضع الحكومي وموازنة الـ2011 في مجلس الوزراء قريبا

المركزية- من باب أمن الجنوب مجدداً، بدأت الفسحة الداخلية التي فرضتها حركة الاتصالات المتسارعة عقب حوادث برج ابي حيدر بالانحسار تدريجا، لتتصاعد وتيرة الاهتمام الداخلي بالسلاح مجددا في ضوء انفجار مخزن اسلحة تابع لـ"حزب الله" في بلدة الشهابية ـ صور الواقعة ضمن اطار عمل قوات الطوارئ الدولية والخاضعة لموجبات القرار 1701 بحيث ازدوجت اشكالية السلاح غير الشرعي بين بيروت المنشغلة بمطلب نزع سلاحها ومنطقة جنوب الليطاني المفترض عدم ظهور هذا السلاح فيها اقله في شكل علني.

وتتسم هذه الحادثة باهمية نوعية ليس لانها تشكل خرقا للقرار الدولي فحسب وانما لكونها تكاد تكون الثالثة من نوعها وتأتي في خضم الانهماك بالمفاوضات الاقليمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتتزامن مع تحركات عدة لقوى الممانعة بدءا من الضفة الغربية وصولا الى حملة اعتراضية في ايران عززها اليوم خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مناسبة يوم القدس اذ اعلن، أنَّ "المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين التي ترعاها الولايات المتحدة ولدت ميتة وآيلة إلى الفشل"، مكرراً القول إنَّ "شعوب المنطقة قادرة على إزالة النظام الصهيوني من الساحة الدولية". وقال: "إذا كان قادة المنطقة لا يتجرأون على التحرك، فليدعوا الشعوب الحرة تقوم بذلك"، منتقداً الرئيس الفلسطيني محمود عباس من دون أن يسميه، وواصفاً إياه بأنه "رهينة". وتساءل: "من يمثلون؟ وعلى ماذا يريدون التفاوض؟ من أعطاهم الحق في بيع شبر واحد من الأراضي الفلسطينية"، مؤكداً عدم سماح "شعب فلسطين وشعوب المنطقة ببيع العدو شبرا واحدا من الأرض الفلسطينية".

الاطلالات والتفجيرات: وفي وقت تتقاطع الدوائر السياسية عند ترقب مضامين الكلمة التي سيلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر اليوم للمناسبة عينها والمتوقع ان يركز فيها على استئناف المفاوضات وموقف الحزب والحوادث الداخلية الاخيرة، ربطت اوساط سياسية في ما يشبه التساؤل بين الحوادث الامنية واطلالات السيد حسن نصرالله، مذكرة بأن حوادث برج ابي حيدر تزامنت مع الخطاب الاخير للامين العام في حين جاء انفجار الشهابية قبل ساعات على اطلالة اليوم. وقالت لـ"المركزية" من دون اسقاط عنصر الصدفة من قاموس الوضع اللبناني الا انه لا يمكن عدم التوقف عند هذا التزامن او القراءة في ابعاده المحتملة نظرا للتداخل الوثيق بين المحلي والاقليمي.

استهداف ثلاثي: في المقابل، لم تستبعد مصادر سياسية في الاقلية فرضية العمل التخريبي عن انفجار الشهابية،عازية الامر الى مخطط اقليمي دولي لاحداث قلائل وفتن امنية ومذهبية على المسرح اللبناني. وتوقفت عند الابعاد الامنية والسياسية للانفجار، معتبرة ان المستهدف من هذا العمل التخريبي هو لبنان والمقاومة والقوات الدولية في آن.

اولا: لبنان لقطع الطريق على مسعاه الديبلوماسي الرامي الى الوصول الى مجلس الامن الدولي لادانة اسرائيل في ملف العملاء واستمرار خرقها للقرارات الدولية وفي طليعتها الـ1701.

ثانيا: المقاومة لتشويه صورتها دوليا واظهارها كساع دائم للتسلح وتخزين السلاح لاستعماله في وجه اسرائيل واضفاء المزيد من الصدقية على المقولات المعادية القائلة بمواصلة تسلح المقاومة ودخول السلاح الايراني وغير الايراني اليها.

ثالثا: القوات الدولية لاظهارها في موقع المنحاز الى الجانب اللبناني الرسمي والمقاوم خصوصا بعد تأكيدها قبل يومين على لسان الناطق باسمها في الجنوب استمرار اسرائيل في خرقها للاجواء اللبنانية وعدم احترامها للقرار 1701.

كتلة المستقبل: وسط هذه الاجواء، نقلت مصادر نيابية شاركت في اجتماع كتلة المستقبل برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط اليوم عدم ارتياحه الى جزء من الوضع الحكومي لجهة التعطيل في بعض العناوين الا انه اكد في المقابل انجاز ملف المجلس الاقتصادي الاجتماعي قريبا والتواصل مع الاتحاد العمالي العام بعد عيد الفطر لايجاد الحلول للازمات المعيشية.

واشارت الى ان الحريري اكد بداية ان موازنة العام 2011 ستعرض قريبا على مجلس الوزراء.ثم شدد على اهمية تسليح الجيش والاستثمار في الامن،خصوصا ان الامن لم يستثمر منذ سنوات طويلة لافتا الى ان من غير المنطقي ان نعول على المساعدات الخارجية لتسليح الجيش والقوى الامنية. واوضح ان تحسين الاداء من شأنه منع الكثير من الحوادث الامنية بما فيها الاغتيالات فلو كان الاداء الامني حسنا ابان فترة الاغتيالات لكان من الممكن ربما منع حصول بعضها.

وتحدث الرئيس الحريري وفق المصادر عن اجواء سحور دمشق فاكد انه يمكن تلخيصها بتكريس الثقة المتبادلة في مرحلة نمو، وان اللقاء يصب في هذا الاتجاه ولا علاقة له بالحوادث التي وقعت في برج ابي حيدر اذ انه كان مقررا في وقت سابق. واشار الى اللقاء تطرق الى تفعيل العلاقات الثنائية ولا سيما لجهة ترسيم الحدود وسائر عناوين البحث.

وفي موضوع نزع السلاح قالت المصادر ان الفكرة قائمة ليس فقط في بيروت وانما في لبنان عموما لكن الطرح ليس بالقوة او اليوم والسبيل الافضل الى ذلك هو النقاش الهادئ.

بين قريطم والضاحية: الى ذلك ترددت معلومات عن تكثيف حركة الاتصالات واللقاءات عبر موفدين بين قريطم والضاحية الجنوبية من اجل ترتيب لقاء بين رئيس الحكومة والسيد نصرالله لترطيب الاجواء المحتقنة عقب حوادث بيروت واعادة المياه الى مجاريها.

تسليح الجيش: وفي مقابل الاجواء المتشنجة امنيا وسياسيا تلوح ملامح انفراج على مستوى تعزيز قدرات الجيش من خلال تسليحه عسكريا بحيث تشير المعلومات المستقاة من مصادر عليمة الى ان مبادرة الرئيس ميشال سليمان التي اطلقها من العديسة بدأت تشق طريقها العملي في اتجاه الالية التنفيذية حيث تجري اتصالات بعيدا من الاضواء مع عواصم عربية وغربية في هذا الشأن في وقت تضع القيادات العسكرية المعنية لائحة بالاحتياجات ليصار في ضوئها الى البحث في كيفية تأمينها.وفي سياق متصل علمت "المركزية" ان الدفعة الاولى من المروحيات الروسية التي قدمتها الحكومة الروسية هبة الى الجيش اللبناني والتي كان ينتظر وصولها نهاية الشهر الجاري قد يتأخر وصولها حتى الشهر المقبل على ان يسبقها الى بيروت وفد عسكري روسي في اطار التحضيرات الخاصة بتسلمها،علما ان فريقا من سلاح الجو اللبناني يخضع لتدريبات عسكرية على كيفية قيادة المروحيات.

جعجع: في غضون ذلك برز اليوم موقف لافت لرئيس الهيئة التنفيذية الذي خرج عن صمته طوال الفترة الماضية على رغم زحمة الملفات الخلافية،اعلن فيه "ان سلاح حزب الله كما هو موجود في المكان والشكل لم يعد يخدم مصلحة لبنان بل مصالح اخرى لافتاً الى "ان المنطق الترهيبي الذي يعتمده الحزب مغلوط ولا يؤدي الى أي نتيجة سوى زيادة الشرخ بين ابناء الوطن الواحد. ورد بعنف على كلام نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في شأن حوادث بيروت واعتبارها طبيعية واستغفاله الانتشار الكثيف للمجموعات القتالية المنظمة في ارجاء العاصمة، وسأله "عن مهام المجموعات التي انتشرت بسلاحها الخفيف والمتوسط وما اذا كانت قوتها اكبر من وحدات الجيش اللبناني والقوى الامنية المتواجدة في العاصمة؟ ومن الذي طلب حمايتها؟ فيلتمان: اما على الخط التفاوضي فرصد موقف لمساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان شدد فيه على ان الولايات تريد سلاما شاملا في منطقة الشرق الاوسط يشمل المسارين اللبناني والسوري لافتا الى ان الزيارة التي يقوم بها مسؤولون اميركيون للمنطقة تصب في هذا المجال. وعن المفاوضات المباشرة التي بدأت بين الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية في واشنطن امس لفت فيلتمان الى ان الجانبين اتفقا على الوصول الى اتفاقية شاملة خلال عام مشيرا الى ان الحكومة الاميركية تتوقع منهما اتخاذ تدابير تعزز المفاوضات لا تقوضها.

 

هل تتأمّن الأموال لإقفال ملف المهجرين؟

«بيت الضيعة» بين سليمان وجنبلاط

بروتوكول بريح يُكرّس المصالحة

الديار/فادي عيد

اكدت مصادر نيابية مواكبة ان توقيع «بروتوكول بريح» لا بد وان يفتح السبل امام طي صفحة الماضي واسدال الستارة عن ملف عودة المهجرين في الجبل وعودتهم الى قراهم. مشيرة الى ان هذا الحدث المهم سيرخي بأثاره الايجابية على الساحة السياسية الداخلية، لا سيما وان التوقيع على «بروتوكول المصالحة» قد تم برعاية مباشرة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئىس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ما اعطى بعدا وطنيا والتزاما كاملا لتأمين كل مستلزمات هذه العودة ماليا واجتماعيا وخصوصا لجهة كل ما كان يعرقل اتمام هذه العودة وفي مقدمها الخلاف المزمن على «بيت الضيعة». وفي هذا الإطار لفتت المصادر نفسها الى ان حل مشكلة «بيت الضيعة» بات حلها في عهدة الرئىس سليمان والنائب جنبلاط اللذين تعهدا بتكليف لجنة لدرس الملف للوصول الى حل يرضي الجميع.

مشيرة الى ان انهاء ملف بلدة بريح بحاجة الى عدة اشهر لإنجازه بشكل كامل، خصوصا لجهة تأمين الاموال اللازمة لإنهاء العودة. نافية ان تكون هناك اية خلفيات سياسية وراء وضع هذا الملف في عهدة رئىس الجمهورية مذكّرة بأن هذا الملف تم بحثه في فترات سابقة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وعلى الاسس نفسها التي تمت مع الرئىس ميشال سليمان الا ان الظروف لم تنضج حتى يومنا هذا حيث جاء تدخل رئىس الجمهورية ليزيل كل العقبات التي كانت تقف حجر عثرة امام المصالحة.

وفي حين اكدت المصادر النيابية نفسها ان النائب جنبلاط في ادائه الانفتاحي هذا يعمل من خلفية الانتهاء من اي ملف خلافي مع اي طرف لبناني اخر وان المطلوب من كل الافرقاء اتباع النهج ذاته ابدت رفضها لما اثير من قبل البعض عن ان النائب جنبلاط تجاوز كل الافرقاء ولا سيما «حلفاء الامس» في اتمام هذه القضية. مؤكدة على ان الهدف الاكبر لدى النائب جنبلاط هو الانتهاء من ملف المهجرين بشكل كامل ولا سيما قضية بلدة بريح الملف الاصعب في ملف العودة. مرحّبة بأن يأتي الحل على يد رئىس الجمهورية المقيم في بيت الدين المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية ما اعطى ثقة اكبر للعائدين وبعدا وطنيا جامعا بعيدا عن اي مزايدات سياسية من هذا الطرف او ذاك. مشددة على ان هذا الدور الوطني لرئاسة الجمهورية تجاوز كل اعتبارات الانقسام المذهبي والطائفي وحتى الانقسام السياسي الحاد الذي تعيشه البلاد بين وقت واخر.

واذ اكدت المصادر نفسها انه تم تشكيل لجان لمتابعة قضايا المفقودين والمتوفين والاراضي وبيت الضيعة والكنيسة.

شددت على ان هذه اللجان ستبدأ عملها وبشكل جدي في وقت قريب جدا لمقاربة هذه الملفات العالقة وحلها بشكل نهائي على ان تتوّج بالمصالحة النهائىة بين المقيمين والعائدين بعد توفير الاموال اللازمة لهذه المصالحة، التي لا بد وان يلعب رئىس الجمهورية الدور المؤثر بتأمينها لإقفال ملف بلدة بريح بشكل خاص وملف عودة المهجرين بشكل عام.

وختمت المصادر مؤكدة ان هذه المصالحة ستكون لها انعكاسات وارتدادات ايجابية وتوافقية بين افرقاء سياسيين مختلفين ومتنوعي الاتجاهات. معتبرة انها اتت بمثابة حجر الاساس للتقارب الحاصل في الجبل الذي كان بدأه البطريرك الماروني من خلال زيارته الى الجبل ما سيؤدي الى المزيد من الانفتاح بين الجميع وفتح صفحات جديدة وبيضاء بين مختلف القوى السياسية.

 

المجتمع المدني يتحرّك : الرأي العام في مواجهة الفوضى

اسعد بشارة /الديار

عندما تتداعى منظمات اهلية الى تحرك فوري احتجاجي على فوضى السلاح الميليشياوي في بيروت فان المجتمع المدني يثبت انه الاقوى والاصلب والاقل تعرضاً للمساومات وللاضطرار الى اعتماد السياسة الواقعية التي باسمها يمكن غض النظر حتى عن الكبائر. المجتمع المدني يتحرك ويتفاعل فكيف لا والصور المؤلمة التي شاهدها العالم كله قد هزت كل المشاعر والقناعات وهي صور لمسلحين يتناحرون ويأخذون اوضاعا قتالية وينفذون انتشارا عسكريا في معظم احياء العاصمة على مرأى من القوى الامنية التي كان اقصى طموحها ان تنظم الخلاف بين المسلحين وان تسهل مرور عربات الصليب الاحمر والدفاع المدني لاخماد الحرائق. ما شاهده العالم في تلك الليلة كان مشهداً لبيروت تحتل من امراء الأحياء ورؤساء الاقسام والمناطق في احزاب لها مكاتب سياسية وثكنات عسكرية واجهزة أمن مستقلة عن الدولة، وما شاهده العالم كان صورة مصغّرة عما يمكن ان يحصل اذا ما ضعف التقاطع العربي والدولي الذي يمنع الانفجار وما سيحصل بات معروفاً، اذ انه وفور اتخاذ القرار سينزل المسلحون من شققهم السكنية باللباس المدني وعلى اكتافهم القاذفات الصاروخية وفي ايديهم الرشاشات وستتحول العاصمة الى صورة نموذجية عن بيروت الحرب التي تختفي وتعود الى الحياة.

امام هذا المشهد الذي حاول من افتعله وشارك فيه ان يقلل من خطورته فان التحرك الذي يأخذ عنوان بيروت مدينة منزوعة من السلاح، يأتي في التوقيت والاطار المناسبين. فهذا التحرك هو بكل بساطة مبادرة من الرأي العام لمواجهة السلاح الميليشياوي الذي بات هو ايضا يستلزم تخصيصه بجلسات حوار موازية للحوار حول السلاح المقاوم.

وصحيح ان التحرك المدني لمواجهة السلاح في بيروت وغيرها من المناطق تأخر كثيراً وصحيح ان هذا التحرك كان يمكن القيام به اثناء السابع من أيار ولكن ما سيأتي اليوم وغداً سيشير الى ان القوة المنبثقة من رحم الرأي العام ستقول ما عندها خارج اطار الاصطفاف السياسي المرسوم منذ العام 2005 وحين تقول هذه القوة كلمتها فإن مسار المواجهة مع الفوضى سيأخذ بعداً جديداً لأن الفوضى المسلحة اصبحت بشكل سافر في صدام مع الرأي العام.

 

جنبلاط «الستيني» يعيش هاجس عائلته... فعبّد الطريق لتيمور و«لو بعد بدّو»

أحداث برج أبي حيدر كمين لـ «حزب الله» : فواز أصيب عن بعد بسلاح يعمل على ضوء «الليزر»

مسجد البسطا أُحرق بعد نصف ساعة من إطلاق شائعة حرقه

نصرالله يفتح الملف كاملاً بعد عيد الفطر ...

الديار/جوني منيّر

انطلاق المفاوضات المباشرة الاسرائىلية - الفلسطينية في واشنطن يشكل عامل قلق كبير لاستقرار الساحتين الفلسطينية واللبنانية.

فحتى مع وجود آمال ضعيفة لإمكانية تحقيق تقدم ملموس على مسار التسوية الاسرائىلية - الفلسطينية، الا ان مجرد الوصول الى مرحلة التفاوض المباشر فإن هذا سيشعل المواجهة بين مشروعين كبيرين في المنطقة وسيحيي التناقضات وسيفتح باب المواجهات الامنية، حيث تبقى الرسائل الامنية احدى ابرز مواصفات الساحة اللبنانية.

لذلك يبدو وليد جنبلاط قلقا وهو الذي عاصر مراحل التفاوض السابق من كمب ديفيد وصولا الى اليوم. والاخطر ان لبنان يدخل هذه المرحلة وهو مكشوف تماما وفي عز انقسامه وحيث ملف المحكمة الدولية يبدو من ابرز وسائل الحرب الامنية ومبعث قلق جنبلاط، حسبما لمس زواره، ولا يقف عند المستوى اللبناني العام بل انه ايقظ عنده هواجس دفينة وسط تموضع صعب ينتظره. فجنبلاط يدرك جيدا ان مبدأ الاغلبية تحكم والاقلية تعارض والذي نادى به طويلا، حشره في موقع صعب، وهو المطالب في المستقبل القريب بحسم موقع كتلته النيابية نهائىا في هذا الموقع او ذاك تصريحا وتصويتا.

ويدرك جنبلاط الذي ما يزال يقف عمليا في المربع السعودي ولكنه يتكلم «باللكنة» السورية، ان دخول الازمة في عنق الزجاجة سيلزمه على حسم موقفه قولا وفعلا.

لذلك يبدو قلقا جدا من تطور الاحداث وهو ما ايقظ عنده هواجس راسخة في اعماقه منها مثلا ان قدر عائلة جنبلاط الحتمي هو الموت اغتيالا وان جده قتل وكان يبلغ الستين من عمره، ووالده اغتيل وهو في الستين من عمره ايضا، ووليد جنبلاط بلغ الستين من عمره. الذين يعرفون جنبلاط يلمسون لديه نوعا من القناعة الممزوجة بالخشية بأن قدرا دمويا يربط بين عمر الستين والزعامة الجنبلاطية. لذلك سعى جاهدا لتعبيد الطريق امام نجله تيمور ولو انه حين يسأل عن الخبرة التي اكتسبها نجله يقول: تيمور بعد بدو»...

فحادثة برج ابي حيدر جاءت مخيفة لناحية بعض جوانبها. فالألغاز تحيط بها لتعطي درسا واحدا اكيدا: الاستقرار الامني في لبنان في دائرة الخطر.

وصحيح ان المواقف السياسية وما صدر في الاعلام، وضع تلك الحادثة في خانة الاشكال الفردي والذي تطور طبيعيا، وبالتالي جرت معالجة ذيوله، الا ان العارفين يتابعون نقاطا غامضة جدا تجعل من هذه الحادثة اقرب لان تكون كمينا لحزب الله.

1- الحادثة وقعت بعد سلسلة حوادث مشابهة حصلت على مدى الاسابيع السابقة. واذا كان هنالك من يعتبر ان هذه الاحداث تؤكد عفوية ما حصل الا ان مطلعين يعتبرونها عاملا اضافيا للاعتقاد بأن يدا خارجية دخلت على الخط فيما يتعلق بما حصل لاحقا.

2- لقد اعتاد مسؤول حزب الله محمد فواز على التوفيق بين المتخاصمين وايجاد الحلول المناسبة، وهو كان محبوبا من جميع الاطراف وعلى علاقة ود معها.

لذلك كان من الطبيعي وصول فواز للمشاركة في حل الاشكال الناتج عن ايقاف السيارة.

3- بدا فواز في الشرائط المصورة للكاميرات الموجودة قبيل مقتله بثوان في حالة مسترخية وكان ينتقل من جهة الى اخرى بحال اطمئنان تامة ولم يكن قد حصل اي اطلاق رصاص.

4- اصيب فواز عن بعد من خلال سلاح يقال انه يعمل من خلال تقنية ضوء الليزر، حيث يصبح اطلاق النار اكيدا ومحسوما سلفا.

وجاءت اصابته قاتلة، وهو ما يعني ان قتله كان عن سابق تصور وتصميم.

5- خلافا لكل ما اشيع فإن اسم الشخص الذي قتل محمد فواز معروفة هويته لدى حزب الله والاجهزة الامنية وهو لبناني وليس من التابعية الكردية كما تردد. ولم تتمكن الاجهزة الامنية من اعتقاله حتى الساعة.

5- سرت شائعات في بيروت مع احتقان الموقف بأنه جرى احراق مسجد البسطا.

وعندما حاول البعض التحقق لا سيما مسؤولون في حزب الله تبين ان المسألة مجرد شائعة غير صحيحة. لكن وبعد مرور اقل من نصف ساعة جرى فعلا الاعتداء على المسجد من قبل اشخاص من اصحاب السوابق الذين لا ينتمون حزبيا الى اي جهة معروفة.

وانسجاما مع كل ما سبق يظهر بكل وضوح ان الجوانب المخفية كانت مخيفة وتظهر ان ما حصل في برج ابي حيدر اقرب لأن يكون كمينا لحزب الله صاغت بعض جوانبه اجهزة استخباراتية خارجية.

وقد يكون حزب الله نفسه قد سهّل وقوعه في هذا الكمين، لانه واجهه من موقع «فائض القوة» وهذا خطأ كبير، بدل ان يتعاطى معه بحنكة ودهاء. واهتم بعض عناصر حزب الله بإرسال رسائل القوة فيما كانت المياه تسري بين ارجلهم.

في المقابل وما ان توقفت الاشتباكات حتى جرى التصويب في اتجاهين، الاول، حول «صراع سوري - ايراني» من خلال برج ابي حيدر، وهو ما رد عليه الرئيس السوري خلال استقباله الرئيس سعد الحريري من خلال تأكيده التمسك بالمقاومة وحمايتها في لبنان.

واما الاتجاه الثاني فكان ناحية الجيش اللبناني وحيث كان الجيش قد طلب في بداية الاشكال مساعدة ميدانية من الوحدات الخاصة في قوى الامن الداخلي والمجهزة بآليات تصلح للتحرك في الاحياء والازقة. لكن الجواب اتى بأن هذه العناصر غير جاهزة لأن 60% منها مصابة بفيروس العين.

وبدا ان كمين برج ابي حيدر نجح في تعبئة الشارعين السني والشيعي مذهبيا الى اقصى الحدود. ولم تنجح المساعدات النقدية التي دفعها حزب الله فورا للمتضررين في التخفيف من هذا الاحتقان.

ومعه تصبح الساحة اللبنانية جاهزة لأن تعيش حال «العرقنة» (نسبة الى العراق) في حال قررت جهة ما خارجية ذلك.

فالهلع الموجود لدى المسؤولين اللبنانيين، حول ما اذا دخلت احدى المجموعات على الخط ووضعت سيارة مفخخة امام رمز ديني او مكان للصلاة هنا او هناك.

عندها يجب حبس الانفاس امام ما يمكن دفع الساحة اللبنانية اليه. اما لماذا اشعال الساحة اللبنانية فمن اجل الهاء «حزب الله» ومن خلفه ايران، عن المفاوضات الاسرائىلية - الفلسطينية، وخلق اجواء تدفع سوريا للدخول ايجابا على خط التفاوض.

اضف الى ذلك ان القرار الظني في حال صدوره كما يتردد سيشحن الساحة اللبنانية بدفع قوي للانفجار الكبير.

وصحيح ان خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله المقرر اليوم سيكون موضوعه الرئيسي ملف القدس والمفاوضات الجارية في واشنطن وهذا ما سيزعج الغرب لكن الكلام الداخلي والكبير والمتعلق بالقرار الظني وشهود الزور سيتركه للمؤتمر الصحفي الذي سيعقده بعد عيد الفطر بعد ان تكون فترة السماح التي طلبتها الرياض قد انتهت ولم تظهر اي بوادر في الافق، وبالتالي الدخول في المواجهة السياسية.

لاجل كل ذلك لا بد لجنبلاط ان يقلق كثيرا.

 

الحويك ردا على قرار فصله وحوحو من نقابة المحررين: غير ذي مفعول أو شرعية ولا مسوغ قانونيا له وهو خطوة انتقامية

وطنية - 3/9/2010 اعتبر الزميل يوسف الحويك في بيان ردا على ما نشر في وكالات الأنباء عن قرار فصله والزميلة فاطمة حوحو من نقابة المحررين، ان "هذا القرار وغيره من القرارات التي تصدرها نقابة المحررين المطعون بشرعية مجلسها قانونا أمام القضاء هو قرار غير ذي مفعول أو شرعية قانونية ولا مسوغ قانونيا له، علما، وللأسف أن هذا القرار هو الثاني من نوعه بالموضوع ذاته في أقل من شهر". وقال: "كنا نتمنى على المجلس المطعون بشرعيته ألا يبادر إلى خطوات إنتقامية من هذا النوع، لأن كل قرار من قراراته وكل حركة يأتي بها مجلس النقابة في هذا السياق كان تحت المجهر القانوني الذي سيحاسب عليه ويتحمل مسؤوليته وفقا للأصول القانونية المرعية الإجراء. مع العلم والتأكيد أن هذا الموقف سيضاف إلى أوراق الدعوى الموجودة أمام المحكمة". أضاف: "لقد فقدوا صوابهم لأن لا سبب قانونيا يتكلمون به، وحولوا انفسهم إلى مجلس تأديبي لاتخاذ قرارات من هذا النوع. نحن تقدمنا باستحضار طعن بشرعيتهم فاستبقوا قرار القضاء الذي لا يزال ينظر في القضية ولم يصدر قراره فيها بعد. ما هي الإساءة التي صدرت عنا بحقهم؟ هل لأننا قلنا بأنهم يجمعون بين صاحب المطبوعة والمحرر؟ هل لأننا دعوناهم للتقيد بالقانون؟ وهل هذه تهمة يجازي عليها القانون؟". وختم: "على كل حال، إنهم معذورون على انفعالهم وعصبيتهم وتوترهم، لكن المستغرب، وللأسف، أن يصدر ذلك عن أناس موزونين مثلهم من رفاق ملحم كرم، رحمه الله، ونسأل كيف كان قادرا على إبقائهم بجانبه طوال هذا الردح من الزمن؟".

 

ضبط مخدرات في سيارة ألماني على الحدود مع سوريا شمالا

وطنية - 3/9/2010 أفاد مندوب الوكالة الوطنية منذر المرعبي أنه تم ضبط كمية من المخدرات كانت موضبة داخل دولاب سيارة يقودها رجل ونجله من الجنسية الألمانية، على الحدود اللبنانية-السورية شمالا. وتمت العملية بعد تعقب السيارة خلال مرورها في المناطق اللبنانية.

 

كشف أكبر شبكات تهريب الكوكايين من بعض دول أميركا الجنوبية

توقيف 5 وتسطير بلاغات بحث وتحر بحق 10 ومتابعة الإجراءات مع الأنتربول

وطنية - 3/9/2010 صدر عن شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي البلاغ الآتي: "في إطار متابعة كبار تجار المخدرات ولا سيما المهربين منهم، تمكن مكتب مكافحة المخدرات المركزي، بعد مراقبة شديدة ومكثفة ومتابعة لفترة زمنية وبأوقات وتواريخ مختلفة، من إماطة اللثام عن أهم الشبكات البالغة التعقيد والناشطة في تهريب الكوكايين من بعض دول أميركا الجنوبية الى لبنان وغيرها، من خلال رصد ومراقبة مجموعة من الأشخاص اللبنانيين والأجانب الذين أقدموا على تهريب كمية كبيرة من الكوكايين بلغت 255 كيلوغراما من فنزويلا الى لبنان عبر مطار دولة مجاورة ومنه برا الى الأراضي اللبنانية، حيث تمكن المكتب المذكور في 27/8/2010 بعد عملية دهم مبنى في محلة دوحة الحص من ضبط نحو 50 كيلوغراما من الكوكايين وتوقيف عدد من أفراد الشبكة.

وفي التفاصيل أنه منذ ما يقارب الستة أشهر، أقدم المدعو ف.ص لبناني (وهو من اصحاب السوابق في تهريب المخدرات ومطلوب للقضاء اللبناني بجرائم مخدرات، وسبق أن أوقف في بلدان عدة بهذا الجرم منها سويسرا والبرازيل) على تهريب المخدرات الى لبنان بالإتفاق مع منظمة دولية تنشط في تهريب المخدرات بعدما عرفه الى مسؤولين فيها المدعو ح.ج لبناني المقيم في فنزويلا، وهو من كبار الناشطين في تهريب الكوكايين الى لبنان من فنزويلا، وقد رتب له اجتماعات لهذه الغاية بالإشتراك والتنسيق مع ابن شقيقته ع.ع الموجود ايضا في فنزويلا، وعرفه بدوره الى شخص فنزويلي يدعى أ.غ يحمل الجنسيتين الفنزويلية والإسبانية، وهو الرجل الثاني في منظمة دولية تهتم بنقل الأموال الناتجة من الإتجار بالمخدرات تحت غطاء شركة فنزويلية "للصيرفة والحماية".

وبعد الاتفاق على تأمين المخدرات المنوي تهريبها الى لبنان، كان لا بد من تسهيل خروجها من فنزويلا. تكفلت المنظمة الدولية الأولى بتأمين سكة خروج آمنة لإخراجها من مطار كراكاس في فنزويلا، على ان يؤمن الطرف الآخر، أي ف.ص المذكور ومن يعاونه تأمين دخولها الى لبنان، لذا لجأ الى المدعو ر.ع مقيم في فنزويلا ومعروف بعلاقاته بتجار مخدرات كبار من آل م. من بلدة بقاعية، والذين يعرفون بعلاقاتهم القوية بمهربين سوريين وقدرتهم على ادخال المخدرات الى لبنان. ولهذا الغرض قام ر.ع المذكور بوساطة بين ف.ص وشقيقه م.ص (الموجود في لبنان وهو من اصحاب السوابق في تهريب المخدرات والذي كان يتردد الى فنزويلا) من جهة، وآل م. من جهة أخرى ومنهم م م وأشقاؤه م م و م م و ج م، وبناء عليه تم الإتفاق على تهريب الكوكايين من فنزويلا الى مطار دولة مجاورة عبر إحدى شركات الطيران الأجنبية، على ان يقوم آل م بإخراجها من المطار ونقلها الى بلدتهم لقاء مبلغ عشرة آلاف دولار اميركي عن كل كيلوغرام من الكوكايين، تحسم من السعر الأساسي الذي اتفقوا عليه وهو 35 الف دولار للكيلوغرام الواحد. وعلى أثر هذا الإتفاق، تم إرسال كمية 40 كيلوغراما من الكوكايين منذ أشهر عدة، وبعدما أصبحت في عهدة آل م رفضوا دفع الثمن المتفق عليه زاعمين أن الكوكايين ليس بالجودة المتفق عليها. وبعد مفاوضات عرضوا أن يدفعوا ثمن الكيلوغرام 15 ألف دولار. وعادوا ونكثوا ايضا بوعدهم، الى ان فض الخلاف على ان يدفعوا مبلغ 150 الف دولار فقط، ويقوموا بتهريب كمية 215 كيلوغراما من الكوكايين لتعويض ما اعتبروه خسارة. وفعلا، أرسلت هذه الكمية بالطريقة نفسها وتم اخراجها من قبل آل م من المطار، ولكنهم عادوا وتمنعوا عن دفع ثمن الكوكايين كما تم الإتفاق عليه، ولم تفلح المفاوضات بين م ص وآل م لمعالجة المسألة، وأخذوا يحاولون التملص من دفع ثمنها متذرعين بأنها ليست بالمواصفات المتفق عليها، ولم تنجح جميع الإتصالات التي أجريت من فنزويلا أيضا من قبل مسؤولين في المنظمة الأولى مصدرة الكوكايين ولا من ف ص وغيرهم من الأشخاص الذين يعملون لمصلحتهم في فنزويلا، الأمر الذي دفع ف ص وشقيقه م ص إلى الإلتجاء إلى المدعو ش س وت ح (احد كبار المهربين) المعروف جيد من قبل م ص وقد اتصل بهما ف ص من فنزويلا مرات عدة لهذه الغاية، وطلبوا منهما التوسط مع آل م لتسليمهم الكوكايين على أن يعمل آل ص بالتعاون مع أصحاب المخدرات في فنزويلا والشخص الفنزويلي على تصريف الكوكايين على دفعات وتسديد بدل أتعاب لآل م بمعدل 10 آلاف دولار عن كل كيلوغراما. كذلك تمكن ف ص وشقيقه م ص بالتنسيق مع المنظمة الثانية من بيع 22 كيلوغراما من الكوكايين من أتراك، ودفعوا قسما من ثمنها على أن يرسلوا اليهم دفعات أخرى في ما بعد إلى سوريا عبر مكاتب صيرفة. كما سافر المدعو أ .غ الفنزويلي -الإسباني المذكور وشقيق زوجته المدعو ع ص إلى تركيا حيث قبضوا دفعة جديدة من ثمن الكوكايين وعادوا إلى لبنان بعد يومين لإكمال العملية.

تجدر الملاحظة أنه سبق أن تم نقل مبلغ مليوني دولار اميركي بواسطة احد افراد المنظمة الدولية الثانية الى الخارج كجزء من الأموال الناتجة من هذه العملية البالغة أكثر من 8 ملايين دولار اميركي، وفي حال تم توزيعها الى المتعاطين ستبلغ قيمتها نحو 255 مليون دولار.

عملا بإشارة حضرة النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، ختم التحقيق وضبطت المخدرات وأوقف كل من: الفنزويلي-الأسباني الجنسية المدعو أ.غ (مواليد 1974)، و ف ص لبناني (مواليد 1971)، و ت ح لبناني (مواليد 1965)، و ع ع لبناني (مواليد 1986 ) و ع ح لبناني (مواليد 1988)، كما سطر بلاغ بحث وتحر بحق كل من المدعوين م ص، و ش س، و ع ص، و م م، وأشقائه م م و م م و ج م، إضافة إلى ع ع و ر ع و ح أ ج، وترك المدعو أ ي، أما ناطورا المبنى أ ع وشقيقه خ ع فتركا حرين.

وأنه سيصار إلى متابعة إجراءات التحقيق والتعاون مع أجهزة مكافحة المخدرات في الدول المعنية بواسطة الأنتربول، ولا سيما في إطار تبادل المعلومات حول القضية والمشتبه فيهم المتورطين تمهيدا لملاحقتهم".

 

الاحدب: شرعية 14 اذار بنيت على خطاب سياسي ولكن ثمة الكثير من التناقضات في الممارسات لا تفهم

وطنية - 3/9/2010 - اقام النائب السابق مصباح الاحدب مأدبة افطار تكريمية للاعلاميين في منزله في طرابلس تخللها دردشة اعتبر فيها اننا "نمر في مرحلة ما بعد 7 ايار ومرحلة التقارب السوري- السعودي، وان الثغرات التي كانت موجودة في المعالجة التي حصلت في الدوحة، كانت حكما ستوصلنا الى ما وصلنا اليه، اكان لجهة الفرز بين السلاح الموجه للخارج الذي هو سلاح مقاومة وهناك اجماع لبناني عليه،او لجهة السلاح المستخدم في الداخل وهنا الاشكالية الحقيقية والتي تكمن بعدم سيطرة الدولة على هذا السلاح الذي يجب ان توضع ضوابط له ". اضاف:"ان الشرعية الشعبية الي اخذتها قوى 14 اذار في الانتخابات بنيت على خطاب سياسي لا يزال ساري المفعول في ذهن المواطن،ولكن ثمة الكثير من التناقضات في الممارسات التي لا تفهم،لذلك على الحكومة التي هي حكومة وحدة وطنية ان تناقش هذا الموضوع وان تضع لجنة تتابع عسكريا ماهية الحيثيات الممكن وضعها لعدم استعمال السلاح في الداخل وحماية المواطنين فنحن في مرحلة ازمة ونريد ان نرى حلولا لان البلد بات مشرعا والاتهامات تطلق من هنا وهناك".

وتابع:"بعد 7 ايار طالبنا ان يكون الشمال منزوع السلاح فقالوا لنا ان هذا الكلام غير منطقي، واليوم يطالبون نواب طرابلس ان تكون بيروت منزوعة السلاح فما الذي استجد ليصبح هذا الكلام منطقيا،مع ذلك فان طرح بيروت منزوعة السلاح امر نتمناه ونتمنى ان يكون كل لبنان منزوع السلاح، فمن غير المقبول ان تبقى الامور بهذه الطريقة، فالفريق المراهن على الدولة يعيش من تسوية الى اخرى وجميع هذه التسويات توصلنا الى شلل مؤسسات الدولة، فاذا كانت الحكومة عاجزة عن اتخاذ قرار بالنسبة لوضع السلاح في الداخل فماذا ننتظر بعد".

وعن الوضع الانمائي في طرابلس قال الاحدب: "من ينظر الى الوضع الانمائي والمعيشي يشعر بان هناك استخفافا بهذه المدينة وبقدراتها وبتاريخها وبكرامة اهلها، ويريدون اعطاء انطباع بأن ما يجري امر طبيعي وان الامور تحل وقت الانتخابات عبر امكانات مالية لا غير وهنااتوجه الى زملائنا واقول لهم ما هكذا تعامل طرابلس".

أضاف: "لقد خاضوا الانتخابات النيابية تحت شعار التضامن لانماء طرابلس فأين هو الانماء؟ وفي الانتخابات البلدية تخطى تحالفهم تحالف الوحدة الوطنية في الحكومة واعطي رئيس البلدية الحالي نادر غزال وعودا كالتي اعطيت للرئيس السابق رشيد الجمالي ولكن لم ينفذ منها اي شيء، واليوم هناك رئيس بلدية انتخب عليكم دعمه كما وعدتم، وقولوا لنا ما هي الاموال التي سترصد للبلدية في الموازنة لا سيما وان باب الموازنة لن يقفل حتى نهاية الشهر وانتم وعدتم الناس بدعم البلدية، والناس تريد ان ترى تنفيذا لوعودكم لا دراسات نظرية دون تطبيق".

وقال: "لا يوجد شيء بالموازنة بالنسبة لوصل المجارير في المدينة بمحطة التكرير ونحن ندفع صيانة سنوية لهذه المحطة فعليكم تأمين اعتمادات لهذا الامر اما من خلال مجلس الانماء والاعمار او من خلال موازنة وزارة اخرى".

وعن التعينات الادارية قال الاحدب: "لقد علمت بأنه تم تعيين احمد تامر مديرا لمرفأ طرابلس وانا لا اعرفه ولكن سمعت انه نشيط وجيد فاتوجه اليه بالتهنئة، اما بالنسبة لحصة طرابلس في التعينات فاقول اذا كانت طرابلس غير موجودة في الموازنة فكيف ستكون موجودة في مواقع اخرى، وهذا امر مؤسف ومرفوض".

ودعا الى "دعم جامعة بيروت العربية التي تشيد فرعا لها في طرابلس"، وشكر من تبرع للجامعة وقال "لمن لم يتبرع ولديه الامكانات ان اياديكم بيضاء في دعم الجامعات فلقد دفعتم مبالغ طائلة لبعض الجامعات وهذا امر مرحب به ولكن يجب ايضا دعم جامعة في طرابلس".

 

العميد فايز كرم الموقوف: هل حاول أن يورّط ميشال عون معه؟

الجمعة 3 أيلول (سبتمبر) 2010/الشفاف

بعد مرور شهر على توقيف القيادي في التيار العوني العميد المتقاعد فايز كرم بشبهة التعامل مع العدو الإسرائيلي، استأنفت وسائل إعلام التيار العوني وقياداته حملتها على "فرع المعلومات" من باب ان العميد المتقاعد اعترف بالعمالة فلماذا "لا يزال قابعاً في معتقلات "شعبة" المعلومات غير القانونية؟"، حسب ما اورد التيار العوني على موقعه على شبكة الانترنيت.

وبالتزامن مع التساؤل عن سبب استمررار احتجاز كرم لدى "فرع المعلومات"، أثارت مسائل الإعلام العونية مسألة قانونية التوقيف، حيث ان "فرع المعلومات" لا يتمتع بالصفة القانونية التي تخوله إعتقال اي مواطن، فضلا عن أن الاعتقال تم خلافا للأصول القانونية!

فبحسب ما يريد "التيار" يبدو ان المطلوب كان ان تُتلى على العميد الموقوف حقوقه وأن "كل كلمة يقولها أثناء إعتقاله قد تستخدم ضده في المحاكمة"، كما يجري في الافلام الاميركية. وحيث انه لم تتم تلاوة هذا الحق الذي لا يكفله الدستور اللبناني ولا قانون المحاكمات الجزائية المعمول به في لبنان، فإن توقيف كرم بالنسبة للتيار العوني غير قانوني، وتاليا كل ما تلاه غير قانوني ويجب إخلاء سبيل العميد الموقوف حسب رأيهم.

ولأن طرق باب قانون اصول المحاكمات الجزائية يحرج الحلفاء الجدد للتيار الذين وافقوا عليه كما هو، بدأ عونيون يطرقون باب الحال الصحية للعميد الموقوف حيث اعلنت محاميته سندريلا مرهج عن "تخوفها الشديد على وضعه الصحي، مشيرةً الى أن صحته في تراجعٍ تدريجيٍ، فهو يعاني امراضاً في القلب والشرايين، وأخضع لعملية قلب مفتوح منذ فترة ليست ببعيد" وما فات التيار العوني ان الموقوف، وإن كان قياديا في تيارهم، إلا أن هذا لا يلغي انه تعامل مع أعداء الوطن. ولكن ما يثير ريبتهم وخشيتهم ما يتم نقله اليهم عن أقوال كرم لدى المحققين الامر الذي وضعهم في حال من الاحراج الشديد حيث ابدى غير قيادي عوني خشيته من ان يكون العميد كرم سعى الى توريط العماد عون معه في شأن عمالته من خلال اعترافاته. وأشار بعضهم الى ان محاولة كرم توريط عون شخصيا في موضوع عمالته يهدف الى امر من إثنين:

الاول : إما ان العميد المتقاعد الموقوف وجد ان نجاته من التهمة تكون بتوريط عون معه، مما يدفع الاخير الى بذل جهد اكبر من اجل إخراج كرم من الورطة التي يتخبط بها.

اما السبب الثاني في رأي القياديين العونيين فيتمثل في ان يكون عون فعلاً على عِلم بتعامل العميد الموقوف، خصوصا وانهم عملا معا على إستصدار القرار 1559 الذي أنكره عون لاحقا ووصفه مؤخرا بـ"الحمرنة" حسب تعبيره. كما ان كرم كان ظل العماد عون في باريس وفي بيروت.

وفي كلا الحالتين يجد العماد عون نفسه في مأزق لا يعرف كيفية الخروج منه، خصوصا بعد الكشف عن المتهم الثاني بالعمالة وهو، أيضاً، من المقربين الى عون، أي العميد غسان الجد، الأمر الذي زاد من إحراج عون فدفع بالمحامين العونيين ووسائل الاعلام من اجل العمل على إيجاد اي مخرج من اي نوع للعميد الموقوف فايز كرم قبل ان يتدحرج رأسه عن حق او زوراً.

 

عائلته كذّبت "الأخبار": الشيخ مشيمش كان من أشدّ المعارضين لحزب الله!

الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

"الشفاف"- خاص - بيروت

اوقفت السلطات السورية في السابع من تموز الماضي، رجل الدين اللبناني المعمّم الشيخ حسن مشيمش، أثناء محاولته دخول الأراضي السورية، قاصداً المملكة العربية السعودية لأداء العمرة. وحسب معلومات "الشفاف"، كان الشيخ حسن مشيمش، حتى اعتقاله، يُصدر نشرة دورية تدعى "ضفاف"، تتضمن إنتقادات لحزب الله وللنظام السوري. وأن ذلك هو السبب الحقيقي لاعتقاله. ومنذ ذلك التاريخ فشلت جميع المحاولات التي قام بها سعاة الخير من اجل إطلاق سراح الشيخ حسن في مقابل إلتزام حزب الله الصمت. الى ان خرج محقق الحزب العدلي الصحافي في جريدة الاخبار التابعة للحزب حسن عليق ليلقي تهمة العمالة لاسرائيل على الشيخ حسن.

كتب عليق في "الاخبار" الصادرة في الثاني من ايلول:

" إلا أن عدداً من زوار دمشق الدائمين يؤكدون أن للتوقيف قصة أخرى. باختصار، يجزم هؤلاء «بأن توقيف الشيخ حسن م. مبني على الاشتباه في تعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية». ويؤكد مسؤول أمني لبناني (محسوب على قوى 14 آذار) أن توقيف الشيخ حسن لا يحمل أي صبغة سياسية، وأنه مبنيّ على ملف أمني «شديد الحساسية».

وتلفت مصادر أمنية لبنانية إلى أن الموقوف، خلال التحقيق معه في سوريا، أقر بتعامله مع جهاز أمني أجنبي، وأنه حاول، خلال الفترة الأولى من التحقيقات التي خضع لها، التخفف من هذه التهمة، قائلاً إنه لم يكن يعرف أن الجهة التي يتواصل معها هي الاستخبارات الإسرائيلية.

فرع المعلومات كان قد رصد اتصالات هاتفية مع مشغّلين إسرائيليّين

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر أمنية لبنانية أن فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بعد توقيف الشيخ حسن، أرسل إلى السلطات السورية ملفاً يتضمّن معطيات تلقي الضوء على اتصالات مشبوهة كان قد تلقاها الموقوف خلال السنوات الماضية. ففرع المعلومات كان قد أوقف قبل أشهر، ع. م.، شقيق الشيخ حسن م، بشبهة التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية. وقد استند فرع المعلومات إلى اتصالات هاتفية كان قد تلقاها ع. م. من أرقام هواتف أوروبية يستخدمها الإسرائيليون للاتصال بعملائهم في لبنان. ولأن الاتصالات المشبوهة كانت قد وردت إلى ع. م. قبل عام 2005، وبما أنه كان قد غادر لبنان بين عامي 2005 و2009، وبما أن ع. م. نفى أي صلة له بالاستخبارات الإسرائيلية، فقد أخلى القضاء سبيله، من دون توجيه أي تهمة له".انتهى كلام "الأخبار"

بيان عائلة الشيخ مشيمش

عائلة الشيخ الاسير اصدرت بيانا ردت فيه على عليق وجاء فيه:

ردا على ما أشيع مؤخرا عن الشيخ حسن مشيمش من إشاعة مغرضة يراد منها تشويه سمعة الشيخ وإسكات كل الأبواق التي حملت قضيته على عاتقها، غير أن ذلك الإتهام الكبير لا يستند إلى أدلة بل إلى قصة مفصلة على مقاس من أراد القذف بالشيخ حسن إلى الهوة. إلا أن كل المعطيات تشير إلى تسيس هذا الموضوع وذلك لأن الشيخ يعد من أشد المعارضين للتيار الفكري والسياسي السائد في بيئته. وبناء عليه نطالب ذلك الصحافي الذي دُفع بقلمه إلى إيصال رسالة طلبت منه، إذا كان الأخير تابع لجهة أمنية أو يمتلك أدلة وإشارات على ما افترى به فعليه أن يعرضها أو إذا كانت القضية على هذه الشاكلة فلمَ لا يتبناه أحد من الجهات الرسمية التي ذكرها أم أنه مطلوب منه فقط إرسال الرسالة بدون إعادة النظر بمدى ترابط أفكارها.

إذ إننا نطالب الدولة اللبنانية بالتدخل في هذا الموضوع لما يتعرض له من تشويه لكرامات الناس ومنعا لإنجراف الموضوع إلى مكان أخر وإسكاتا لأصوات الماكرين.

بعد هذا البيان الصادر عن عائلة الشيخ مشيمش، بات مطلوباً من السلطات اللبنانية أن تصدر بياناً رسمياً حول الموضوع. خصوصاً أن "الأخبار" تزعم أن "فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بعد توقيف الشيخ حسن، أرسل إلى السلطات السورية ملفاً يتضمّن معطيات تلقي الضوء على اتصالات مشبوهة كان قد تلقاها الموقوف خلال السنوات الماضية". مما يشكل إتهاماً لـ"فرع المعلومات" بأنه سهّل إعتقال مواطن لبناني في سوريا، أو حتى بأنه أوعز بهذا الإعتقال!!

علي الامين

أين الإثباتات لعمالة مشيمش؟

نفى مصدر امني كبير ما اوردته احدى الصحف المحلية وبعض وسائل الاعلام عن انها سلمت ملفات امنية للجانب السوري تتعلق بالشيخ حسن م. المعتقل في سورية منذ 8 تموز الماضي من دون اسباب معروفة. ونفت هذه المصادر وجود اي رد او توضيح سوري رسمي يكشف اسباب اعتقال الشيخ حسن م.

واستبعدت مصادر في "حزب الله" ان يكون الشيخ حسن م. متورطا في علاقة مع العدو. والجدير ذكره ان الشيخ حسن كان مساعدا للامين العام في "حزب الله" وكانت له مسؤوليات طيلة 12 عاما، وقد اوفده "حزب الله" الى دول اوروبية عدة خلال توليه مهامه. ولم تنقطع علاقاته مع الحزب حتى يوم توقيفه، رغم الانتقادات العلنية التي كان يوجهها إلى سياسة الحزب وادائه، على ما أكّد مصدر في "حزب الله" أنّ قال إنه يعرف الشيخ حسن وكان صديقا له منذ مرحلة تأسيس الحزب.

ونفت اوساط امنية، الى جانب عائلة الشيخ حسن، ان يكون الأخير قد زار سورية، واشارت إلى ان زياراته نادرة الى سورية، وآخرها كان في العام 2004.

كما نقلت مصادر سياسية متابعة لقضية الشيخ ان هناك "ما يبدو انّه محاولة لتركيب ملفات عبر ابواق مأجورة لجهات سياسية، هدفها تطويع الناس وبث الاكاذيب والشائعات باسم مصادر مجهولة وهي معلومة". واسفت هذه المصادر لـ"تحول بعض المنابر الاعلامية الى اسواق عكاظ للارتزاق وبث الاكاذيب والشائعات". على انها لا تستغرب هذا: "خصوصا ان بعض هذه الوسائل معروفة الوجهة والانتماء والاجرة والايجار". ودعت هذه الاوساط الدولة اللبنانية الى المطالبة باستعادة الشيخ حسن من سورية. يبقى القول إنّ قيام جهة اعلامية او سياسية باصدار حكم على احد المواطنين بأنه عميل اسرائيلي يعتبر دليلا الى اي مدى بات من السهل توجيه تهمة العمالة لأي كان، الى الحد الذي يمكن ان يقوم البعض، من دون ان يكون لهم اي صفة قانونية او رسمية، بوسم فلان على أنّه عميل اسرائيلي، ثم يعلن ذلك على الملأ، ثم يصدر حكم الاعدام المعنوي والمادي، من دون اي اثباتات قانونية"

جريدة "البلد"

 

بعد تبخّر مبادرته الإنقاذية: هل تبتزّ طهران الرئيس برّي عبر استثماراته في إيران؟

الجمعة 3 أيلول (سبتمبر) 2010

أين أصبحت "المبادرة الإنقاذية" التي كانت مصادر حركة "أمل" قد سرّبت أن الرئيس نبيه برّي سيعلنها بعد أحداث برج أبو حيدر التي نأى برّي بحركة "أمل" عنها رغم تحالفه العضوي والاستراتيجي مع حزب الله؟وكانت مصادر "عين التينة: سربت معلومات بشأن ما قالت انه مبادرة انقاذية سيعلن عنها بري في احتفال حركة امل المركزي بذكرى تغييب الامام مسى الصدر. ولكن الوقائع لم تأت منسجمة التوقعات. فخطاب بري في المناسبة أعاد ترداد مواقف منسجمة مع مواقف حزب الله وتجاوزها لاعلان مطالبته بعقد إجتماعي جديد.

مصادر في قوى 14 آذار اعتبرت ان الرئيس بري لطالما عرض المقايضة بين العقد الاجتماعي الجديد الذي يستند الى "المثالثة" بدلا من "المناصفة" بسلاح حزب الله! ولكن هذا الطرح لم يلق قبولا من الأطراف المعنية خصوصا ان المسيحيين لم يعد لديهم ما يتنازلوا عنه. "معمل ترابة" في طهران؟ غير ان مصادر شيعية عادت بالذاكرة الى موقف الرئيس بري من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة حيث كان اعلن انها حكومة مقاومة وطنية في العام 2006. إلا أنه، وفي اليوم نفسه، ولدى وصوله الى طهران، اعلن ان الحكومة "بتراء" ودستورية إلا أنها غير ميثاقية"! وما زال منذ ذلك التاريخ يحاول تقويض كل ما انجزته حكومة الرئيس السنيورة. وعزت المصادر السبب الى الاستثمارات التي يملكها الرئيس بري في ايران والتي تقدر بمئات ملايين الدولارات، ومن ضمنها معمل لانتاج الترابة يصدر كامل انتاجه الى العراق. وأضافت المصادر انه وفور إعلان الرئيس بري عن عزمه على إطلاق مبادرة إنقاذية توقف معمل الترابة في طهران عن العمل لاسباب قيل انها تقنية، ومن ضمنها إنقطاع التيار الكهربائي الذي تفتقده طهران

 

نصر الله قوم التطورات الإقليمية والداخلية في يوم "القدس العالمي"

حادثة برج أبو حيدر تم تضخيمها في وسائل الإعلام والتوظيف المذهبي يهدد الأمن

ليكن موضوع تسليح الجيش اللبناني جديا ووطنيا بعيدا عن الخصومات السياسية

الحكومة الإيرانية أعلنت استعدادها فلنناقش المسألة بجدية مع أحمدي نجاد

لنضع استراتيجية واضحة لملفاتنا المهمة في هذا البلد ونذهب لمعالجتها

الإمام ورفيقاه أحياء محتجزون في ليبيا ويجب إطلاق سراحهم وإعادتهم الى ديارهم

المحكمة الدولية لا تعنينا وما لدينا من قرائن قدمانه إلى القضاء اللبناني

مفاوضات واشنطن ولدت ميتة والانسحاب الأميركي من العراق عنوان فشل وهزيمة

وطنية - 3/9/2010 ألقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله كلمة في احتفال "يوم القدس العالمي" في مجمع سيد الشهداء، قال فيها: "في البداية، أرحب بكم جميعا في هذا الحفل الذي نحيي من خلاله مناسبة جليلة وعظيمة ومقدسة في واقع هذه الأمة وحياتها وماضيها ومستقبلها. آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك الذي هو بلا شك أفضل يوم في أفضل شهر، وبكل ما يعنيه ويحمله من مضامين سماوية وأرضية ومعنوية وإيمانية ودينية وجهادية وإنسانية وأخلاقية أعلنه الإمام الخميني قدس سره الشريف قبل أكثر من 30 عاما يوما عالميا للقدس. في الكثير من المناسبات السابقة، تحدثنا عن هذا الربط والانتخاب والاختيار للزمان ومعانيه وأبعاده، فلا نعيد. ولكن أهمية هذا اليوم تتضح سنة بعد سنة، ومع تطور الأحداث والمؤامرات والاخطار والتهديدات التي تواجهها القدس وفلسطين تتأكد أهمية الإعلان عن هذا اليوم قبل 30 عاما وأهمية التأكيد على هذا اليوم حتى بعد رحيل الإمام الخميني (قدس سره الشريف) عندما جدد وأكد سماحة الإمام السيد الخامنئي (دام ظله) الاستمرار في نفس النهج في نفس الطريق وفي نفس الالتزام تجاه القدس وفلسطين وقضية الصراع مع العدو الإسرائيلي ومواجهة المشروع الأميركي - الصهيوني في منطقتنا".

 

أضاف: "دائما هناك نوع من القضايا مهما كانت كبيرة وعظيمة وجليلة يخشى عليها من الوقت ومضي الزمان. كما في القضاء هناك هذا النوع من القوانين، طبعا ليس في القضاء الشرعي بل في القضاء المدني مضي زمن ما يجعل قضية منتهية. نحن أمام قضية يخشى من الزمان عليها، من التواطؤ، التخاذل، التخلي، التآمر الدولي، الإحباط، اليأس، الوهن، الضعف، وبالتالي نكون أمام قضية في حجم قضية فلسطين، والقدس تتهاوى وتندثر وتزول مع الزمان. هذه القضية لا يمكن لأمتنا أن تتجاهلها أو تنساها لأنها جزء من ديننا والتزامنا الديني، جزء من ثقافتنا وحضارتنا وأخلاقنا وقيمنا وماضينا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا. لذلك، يجب إعادة التذكير بها دائما وفي كل مناسبة، واستحداث المناسبات لتكون حاضرة في وعي الأمة، في وجدان الأمة، في مسؤولية الأمة، في برامج الأمة، في تحرك الأمة حكومات وشعوب، وهذا الهدف المركزي الذي قصده الإمام الخميني قدس سره الشريف".

 

وتابع: "يوم القدس هو يوم التأكيد على الثوابت، وليس إعلانها. الثوابت معلنة، وقدم من أجلها الكثير من الشهداء والدماء والتضحيات والآلام والأسرى والجرحى والبيوت المهدمة والملايين المهجرة. اليوم، يوم القدس هو يوم تأكيد الثوابت، يوم تكرار الحق. كما إننا في شهر رمضان نعيد تلاوة كتاب الله، نعيد الأدعية نفسها، الأذكار نفسها التي تعلمناها منذ 1400 سنة، يوم القدس هو يوم تكرار الثوابت على مسامع العالم لنقول لهم إن التحديات والأخطار والصعوبات والآلام لم تغير حرفا واحدا في هذه الثوابت، وإن تغير البعض أو سقط في منتصف الطريق. الثوابت تقول إن فلسطين من البحر إلى النهر هي ملك الشعب الفلسطيني، حق الشعب الفلسطيني، وحق الأمتين العربية والإسلامية، ولا يحق لأحد أن يتنازل عن شبر واحد من أرضها ولا حبة تراب من ترابها المقدس، ولا عن قطرة ماء من مياهها ولا حتى عن حرف من اسمها. يوم القدس هو يوم إعلان هذا الثابت العقائدي الإنساني القانوني التاريخي الحقيقي، الذي ما عداه هو كذب وتضليل وتزوير وتحريف للتاريخ وللحقائق، إعلان أن القدس لا يمكن أن تكون، ولا شارع من شوارعها ولا حي من أحيائها ـ وليس كل القدس ـ أن تكون عاصمة أبدية لدولة تسمى إسرائيل. القدس هي عاصمة فلسطين وكما قلنا سابقا هي عاصمة الأرض وعاصمة السماء بمعنى من المعاني. من الثوابت أن إسرائيل هذه دولة غير شرعية، غير قانونية، غير إنسانية، غير أخلاقية، دولة كيان قام على الاغتصاب والقتل والمجازر وبالتالي لا يمكن أن تكتسب شرعية لو اعترف بها من اعترف، وأقر بها من أقر. هذا منطق يوم القدس، منطق الحق، منطق أن تقول الحق بدون مجاملات، بدون ملاحظات، بدون خضوع للظروف الإقليمية والدولية، بدون خضوع أو تأثر بإرهاب المتخاذلين، الإرهاب الفكري للمتخاذلين والمتساقطين. ويوم القدس أيضا كما هو يوم لتأكيد الثوابت هو مناسبة عالمية لتسليط الضوء على ما تتعرض له القدس وفلسطين وشعب فلسطين، ما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر نسمع بها في كل يوم، ما تتعرض له القدس كمدينة مقدسة بمقدساتها الإسلامية والمسيحية من تهويد، ما يتعرض له سكان القدس من تشريد وطرد وهدم منازل ومصادرة أراضي، ما تتعرض له الضفة الغربية من زحف استيطاني لن توقفه حتى المفاوضات التافهة التي بدأت بالأمس، ما تتعرض له أراضي ال48 من محاولة أميركية- إسرائيلية غربية لفرضها دولة يهودية صافية، ما تتعرض له غزة وأهلها وشعبها من حصار وتجويع وظلم، وما يتعرض له ملايين الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم وأرضهم وحقولهم في الشتات. إنه مناسبة لوضع هذه العناوين أمام الرأي العام العالمي والإسلامي والعربي ليتحمل الجميع مسؤولياتهم".

 

وقال: "يأتي يوم القدس هذا العام، وبين أيدينا حدثان مهمان: الحدث الأول: اعلان ما يسمى بالمفاوضات المباشرة في واشنطن والحدث الثاني: الانسحاب الأميركي من العراق.

 

البعض اعتبر أن الاحتلال انتهى من العراق وطبعا هذا غير صحيح، والبعض سماه انسحاب جزئي. وأنا اعتبر أن في هذا قليل من التنقيص من حق المقاومة العراقية التي حققت هذا الانجاز، وأفضل أن نسميه انسحاب نصفي أو ثلاث رباعي، ونبحث عن مصطلح يعبر أكثر عن الحقيقة.

 

في النقطة الأولى: هذه المفاوضات ولدت ميتة. استهدافاتها السياسية والإعلامية واضحة. التوظيف السياسي الأميركي والحاجة السياسية الانتخابية الأميركية لها واضحة. الحاجة الإسرائيلية لها واضحة. للأسف إن الحاجة العربية، بعض الحاجة العربية الرسمية، لها واضحة. وآخر من تعنيه هذه المفاوضات وترجع له هذه المفاوضات هي فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني.

 

أقول إن هذه المفاوضات ولدت ميتة، والأغلبية الساحقة من الفصائل الفلسطينية أعلنت رفضها وتنديدها واستنكارها، حتى الفصائل التي ليس لها نقاش في المبدأ. تعرفون حتى نحن كقوى سياسية في العالم العربي هناك في هذه النقطة رأيان: هناك أناس لديهم موقف من المبدأ، مبدأ التفاوض مع العدو الإسرائيلي، ونحن منهم. وهناك ناس ليس لديهم موقف من المبدأ، وإنما يناقشون بالمرجعيات والأسقف والتوقيت والتمثيل وما شاكل. حتى الفصائل التي ليس لها نقاش بالمبدأ أعلنت رفضها لهذه المفاوضات، وكل استطلاعات الرأي التي تداولتها وسائل الإعلام بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني "أظهرت" أن أغلبية الشعب الفلسطيني أعلنت معارضتها ورفضها لهذه المفاوضات.

 

إذا هذه المفاوضات لا قيمة لها حتى من الزاوية الفلسطينية الداخلية، وفي معزل عن النقاش في المبدأ أثبتت التجربة أيضا، وتجربة أولئك الذين جلسوا بالأمس على طاولة المفاوضات ـ ولدينا تصريحات عبر التلفزيونات من بعض هذه القيادات ـ يتحدثون عن الخيبة الكبيرة من سبعة عشر عاما من التفاوض. ما هو الجديد الذي سيأتي به هذا التفاوض؟. للأسف الشديد، المفاوضات مع هذا العدو الإسرائيلي بالتحديد المستعلي والمستكبر والطاغي والمستبد، الذي يمتلك هذا المستوى من التأييد الأميركي والغربي، ومن موقع الضعف، ليست له نتيجة سوى إعطاء المزيد من الحياة والعمر والشرعية التي ليست شرعية لهذا الكيان ولهذا الاحتلال.

 

في الحدث الثاني: الانسحاب الأميركي من العراق هو بالتأكيد عنوان فشل، عنوان هزيمة. في الإدارة الأميركية لم يجرؤ أحد أن يلقي خطاب نصر، بل ما ألقي هو أقرب إلى أن يكون خطاب هزيمة وطرح تبريرات للانسحاب. حتى عندما تحدث بعضهم عن إنجاز، تحدث عن إنجاز متواضع وهزيل. كلنا يعرف أن الأميركيين جاءوا إلى العراق للبقاء وللسيطرة، وليس للخروج بعد سنوات، ولكنهم فوجئوا. كانوا يتصورون غير هذا ـ وهم تحدثوا عن أخطاء هائلة واستراتيجية في قراءة الساحة العراقية ـ فوجئوا بعامل المقاومة الذي بدأ باكرا، وأنا عندما أتحدث عن المقاومة ويستمع إلي إخواني العراقيون يجب أن أميز وأجزم بشكل قاطع وحاسم: المقاومة تعني تلك العمليات الجهادية البطولية التي كانت تستهدف قوات الاحتلال. أما العمليات التي كانت تستهدف الشعب العراقي من كل الطوائف، من كل القوميات، المساجد والكنائس والحسينيات والمدارس ووزارات الدولة والأسواق، فهي عمليات إرهابية إجرامية، عمليات قتل منظم جماعي، جرائم حرب لا يمكن الخلط بينها وبين المقاومة ولا تحميل نهج المقاومة مسؤوليتها".

 

أضاف: "عامل المقاومة فاجأ الاحتلال الأميركي، حجم الخسائر الأميركية أكبر من أن يتحمله الشعب الأميركي والإدارة الأميركية، حجم الإنفاق لمواجهة هذه المقاومة وتثبيت الحضور العسكري أكبر من أن تتحمله الخزينة الأميركية، فكان الخيار الوحيد المتاح أمام الأميركيين هو الانسحاب التدريجي. وبهذا الشكل، هناك عامل ثان ومهم جدا ولا يقل أهمية عن عامل المقاومة، هو عامل صمود الشعب العراقي.. صبر وتحمل الشعب العراقي. منذ سنوات عدة، هناك عوامل كثيرة وأجهزة مخابرات خطيرة جدا عملت من أجل أن تدفع الشعب العراقي إلى الحرب الأهلية والفتنة الطائفية وصراع مذهبي وطائفي وعرقي، قتال بين الشيعة والسنة - قتال بين العرب والأكراد - قتال بين الأكراد والتركمان وهكذا. وهنا، يجب أن نقف حقيقة بإجلال وإكبار أمام صبر الشعب العراقي. من يستطيع أن يتحمل هذا المستوى من التفجيرات المرعبة يوميا أو بشكل شبه يومي وعلى مدى سنوات من دون أن ينجر إلى الاقتتال، تفجيرات تصحبها شائعات وتصحبها خطب نارية واتهامات جاهزة ووسائل إعلام لا تضع الملح على الجرح، وإنما تضع السكاكين في الجراح. ومع ذلك استطاع هذا الشعب العراقي المظلوم بوعي وتوجيه من مرجعياته الدينية وقياداته الدينية والثقافية والاجتماعية وبوعيه وإرادته وعزمه أن يفوت هذه المؤامرة.

 

الإسرائيليون وأجهزة المخابرات الأميركية كلها على صلة بالتفجيرات التي كانت وما زالت تجري في العراق، حتى على صلة بمجموعات الانتحاريين، إذا كان هذا هو مستوى الاختراق الإسرائيلي في لبنان، فما بالكم بمستوى الاختراق المخابراتي الاسرائيلي في العراق في ظل الاحتلال الأميركي للعراق.

 

العراق اليوم ساحة مفتوحة للموساد الإسرائيلي، لمحطات الموساد الإسرائيلي، للتجنيد الإسرائيلي. وكلنا يعرف أن إسرائيل لديها خط أحمر أن يكون هناك عراق موحد ومتماسك وقوي يقف في صف هذه الأمة، وأن يكون جزءا من هذه الأمة وقضاياها. هذا ما ينتظره الجميع من العراق، وهذا خط أحمر إسرائيلي. ولذلك، عليها أن تعمل للتقتيل والتفتيت.

 

الشعب العراقي صمد حتى الآن، ورغم المجازر المهولة استطاع أن يتجاوز هذه المرحلة. عندما يسقط مشروع الفتنة ويصبح الاحتلال مكلفا، فلن يكون هناك خيار أمام المحتلين سوى الانسحاب، هذه سنة الله الكونية والتاريخية، وهذه هي الخيارات الواقعية والحقيقية من لبنان إلى فلسطين إلى العراق إلى فيتنام إلى كل بلد في العالم.

 

الموضوع لا يرتبط بدين أو وحضارة معينة وثقافة معينة، هذه سنة إلهية في أي بلد يتم احتلاله حتى من قوات كبيرة وضخمة وعالمية. إذا كان لدى هذا الشعب إرادة صمود، إرادة تحد، إرادة مقاومة، عطاء، تضحية، صبر، مواجهة، ومقاومة التي تجمع كل هذه العناوين. لا بد لهذا الشعب أن ينتصر، ولو كانت تضحياته كبيرة، وما يجري في العراق هو أيضا مكسب كبير وجدير لخيار المقاومة وليس لأي خيار آخر، طبعا فقط للاستعراض وللتأكيد على أن الكثير من هذه الجماعات التي تمارس العمليات الإرهابية الانتحارية هي مرتبطة بأجهزة المخابرات التي لا تمت إلى الإسلام بصلة ولا إلى المشروع الإسلامي بصلة. انظروا إلى ما جرى اليوم أيضا في مدينة "كويتا" في باكستان، أناس يتظاهرون، وباكستان التي فيها 20 مليون منكوب و4 ملايين فقدوا منازلهم وأرزاقهم، باكستان المنكوبة يتظاهر في بعض مدنها أناس ليدافعوا عن فلسطين والقدس وغزة، ثم يأتي انتحاري ليفجر نفسه في هؤلاء المتظاهرين، وقبل دخولي الأستديو كانت الأخبار الأخيرة تعلن عن 42 شهيدا وأكثر من 100 جريح. هؤلاء شهداء القدس وشهداء فلسطين، شهداء تنظيم الأولويات الصحيحة، هؤلاء شهداء القضية الكبرى. أما أولئك فهم عمي بكم صم، أعمى الشيطان قلوبهم وسيطر عليهم، وتقودهم أجهزة المخابرات إلى قتل هنا وقتل هناك".

 

وتابع: "عندما ننظر الآن إلى المشهد في بعض التفاصيل، لا شك في أننا ما زلنا في قلب الصراع وأن هناك صعوبات في فلسطين حتى أمام انطلاق المقاومة التي عاودت نشاطها مباركة. وفي الشهر المبارك وفي الضفة الغربية، هناك صعوبات في فلسطين، هناك صعوبات في لبنان وفي العراق وفي المنطقة أيضا، ولكن لو نظرنا من زاوية أخرى، أي بنظرة أكثر شمولية وسعة، أريد أن أقول أيضا بالاختصار الممكن إن محور الممانعة والمقاومة، والذي إذا ما قيس بالمحور الآخر ـ يعني ما يسمى بالمحور الغربي الإسرائيلي، والذي يتضامن معه بعض الاعتدال العربي ـ لا يقاس لا بالحجم ولا بالإمكانات ولا بالعدد. في السنوات القليلة الماضية، في هذا العقد الأخير استطاع أن يحقق إنجازا تاريخيا كبيرا على مستوى المنطقة وله انعكاسه على مستوى العالم.

 

باختصار شديد، بعد 11 أيلول جاء المحافظون الجدد إلى الإدارة الأميركية ومعهم مشروع لكل هذه المنطقة، أميركا التي تربعت على عرش العالم وأصبحت القوة العظمى الوحيدة في العالم بعدما انهار الاتحاد السوفياتي، جمعت أساطيلها من كل أنحاء العالم وفككت الكثير من القواعد العسكرية لها في كل أنحاء العالم، وجاءت بها إلى منطقة الشرق الأوسط إلى منطقتنا العربية والإسلامية حيث النفط والغاز والثروات الطبيعية الهائلة. جاءت أميركا بمشروع سمي لاحقا بمشروع الشرق الأوسط الجديد، وكان يفترض هذا المشروع تثبيت الكيان الإسرائيلي، تثبيته نهائيا وترسيخه بشكل أبدي بالمعنى السياسي، ومن خلال تسوية تفرض على الفلسطينيين وبتوقيع عربي شامل. هذا المشروع جيء به إلى المنطقة، جاءوا بمشروع يهدف إلى تصفية المقاومة الفلسطينية كليا، ليس فقط المقاومة التي تحمل السلاح، حتى المقاومة الشعبية وحتى المقاومة السياسية، وحتى المقاومة الثقافية، كان المطلوب عقد تسوية إسرائيلية - فلسطينية، من يعترض عليها لا يقطع لسانه، وإنما يقطع رأسه.

 

كان المطلوب تصفية المقاومة في لبنان ليدخل لبنان نهائيا أيضا في المشروع الأميركي - الإسرائيلي، كان المطلوب إسقاط النظام المقاوم والممانع في سوريا، كان المطلوب السيطرة والهيمنة المطلقة على العراق وأن لا تكون إرادة حقيقية للشعب العراقي، وكان المطلوب الوصول إلى مرحلة محاصرة إيران وعزلها وافتتانها وتخريبها. وفي نهاية المطاف، ضرب إيران وإسقاط النظام الاسلامي فيها، لتستتب هذه المنطقة كلها للمشروع الاميركي - الاسرائيلي.

 

وأتمنى أن تؤخذ هذه الملاحظة في الاعتبار، إني أدعي ان هذا المشروع كان يمتلك خلال 10 سنوات الماضية إمكانات هائلة لم يملكها أي مشروع استكباري طوال التاريخ. أدعي ذلك، جيوش الآلة العسكرية الهائلة، وما يسمى بالمجتمع الدولي الذي لا وجود له، (ما فيه شيء اسمه المجتمع الدولي، فيه اميركا وهي تسوق العالم وراءها)، المال والاقتصاد، أخطر وأكبر قدرة إعلامية شهدها التاريخ من خلال ثورة الاتصالات والفضائيات والانترنت وووو... هذا المشروع سخر له أكبر الجيوش وأقوى الاقتصاديات وأقوى الحروب النفسية وأجهزة المخابرات، ولكن خلال سنوات قليلة تمت مواجهته بمحور المقاومة والممانعة، وانتم تعرفون هذا المحور من هو؟. المقاومة في فلسطين والمقاومة المعارضة في لبنان، سوريا وايران والمقاومة في العراق وبقية التيارات والقوى السياسية المؤيدة والداعمة في العالم العربي، صحيح هم قلائل بالعدد ولكن الحق معهم والله معهم والصدق معهم لذلك المشروع الآخر الآن إذا أردنا تقييمه أين هو؟.

 

هذا مشروع فشل وهزم... عندما أتحدث عن الفشل والهزيمة فهذا لا يعني أن الصراع انتهى. نحن انتقلنا إلى نوع آخر من الصراع، إلى ساحات ونظرة مختلفة من الصراع، ولكن هذا مشروع هزم وتراجع وفشل، وهو إلى مزيد من الفشل والهزيمة. انظروا إلى تداعياته العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والمالية على أميركا وأوروبا التي يجمع كل الخبراء الاقتصاديين والاستراتيجيين أن كل محاولات معالجة الأزمات فيها إلى فشل. وإننا في السنوات القليلة المقبلة سنشهد تطورات هائلة على هذا الصعيد.

 

أميركا ليست قادرة، وهي لا تشن حروبا جديدة لأنها عاجزة عن شن حروب جديدة، ليس لأن عندها تعديل بنظام القيم، وليس لأنها تعيد النظر بموقفها من حقوق الإنسان والشعوب وليس لأن عندها مراجعة أخلاقية، أبدا، بل لأن لديها أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية وعجز نتيجة فشل الهجمة الاستكبارية الضخمة التي شنت على هذه المنطقة.

 

لماذا نجح هذا المحور وسقط ذاك المشروع؟ صمود الشعب الفلسطيني وخصوصا في غزة، صمود المقاومة في لبنان وخصوصا في حرب تموز وصمود الإرادة السياسية الوطنية في لبنان وعدم خضوعها إلى الإملاءات الأميركية الغربية على مدى خمس سنوات، صمود سوريا، صمود إيران، صمود الشعب العراقي ومقاومة الشعب العراقي، كل هذه القوى التي صمدت واستطاعت أن تحقق هذا الانجاز.

 

اليوم نحن مدعوون إلى مواصلة هذا الصمود، هذه الممانعة، هذه المقاومة. نحن اليوم رغم الصعوبات، وقلت قبل قليل هناك صعوبات في أكثر من ساحة، لكن هذه الصعوبات تبقى تفصيلا أمام المشهد العام. نحن نشعر بأننا نقترب من النصر أكثر من أي وقت مضى، لو درسنا إسرائيل هذه، إسرائيل عام 2010 هل هي نفسها إسرائيل عشية 12 تموز 2006؟ هل هي نفسها إسرائيل عشية الاعتداء على غزة؟ هل هي نفسها إسرائيل عشية 25 أيار؟ هل هي نفسها اسرائيل عشية 1982؟ أكيد إسرائيل 2010 مختلفة، إسرائيل الكبرى ذهبت، إسرائيل العظمى ذهبت أيضا. إسرائيل التي نواجهها الآن تواجه وتعيش الكثير من المآزق والتحديات، ولا أريد أن أدخل الآن في تفاصيلها.

 

نعم نحن مدعوون الى هذا الصمود، إلى استمرار مقاومتنا وممانعتنا وتوحدنا وتماسكنا، ونحن معنيون كلنا جميعا أكثر من أي وقت مضى بأن نساند ونقدم الدعم إلى الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية. عندما نفذ الإخوة في حماس العمليتين الجريئتين في الضفة الغربية وهم في حاجة إلى كل صوت في العالم العربي والإسلامي يبارك لهم بهذه العملية التي يدينها باراك أوباما ويدينها الأميركي ويدينها البريطاني.

 

كل أشكال التضامن المعنوي والمادي مع المقاومة يجب أن يستمر لأن الرهان الأساسي لتحرير فلسطين والقدس هو هذه المقاومة".

 

وقال: "في لبنان دائما نؤكد المعادلة التي يسميها البعض بالذهبية والبعض الآخر بالمعادلة الماسية، وهي معادلة: الجيش والشعب والمقاومة. أنا سآخذ من كل جزء من المعادلة عنوانا لأعلق عليه بالاختصار الممكن.

 

وسأبدأ من عنوان المقاومة: - النقطة الأولى: قبل أيام كان 31 آب، ذكرى اختطاف واحتجاز سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر أعاده الله بخير، ومعه اختطف واحتجز رفيقاه سماحة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ السيد عباس بدر الدين، الإمام الصدر هو إمام المقاومة، هذه نقطة من النقاط الكثيرة المتفق عليها بين "حزب الله" وحركة "أمل". نحن جميعا ننظر إلى الإمام موسى الصدر على أنه إمام المقاومة ومؤسسها وأنه هو الأب والقائد لنا جميعا، وهو الذي أخذنا إلى هذا الطريق، وأشار لنا بيده وبعينيه الجميلتين إلى القدس، وعلمنا كيف نعشق القدس وكيف نحب القدس وكيف نقاتل ونقتل ونستشهد على طريق القدس. كلنا يعرف أن الإمام موسى الصدر ورفيقيه كانا في ضيافة النظام الليبي وأنهم احتجزوا في ليبيا، في هذه القضية تحدث دولة الرئيس الأخ الأستاذ نبيه بري قبل أيام بالتفصيل. أنا اليوم لا أريد أن أعيد وإنما أؤكد كل كلمة قالها دولة الرئيس في هذه المسألة سواء على المستوى القضائي أو على المستوى السياسي.

 

على المستوى القضائي، فالقضاء يجب أن يتحمل مسؤوليته عن مواطنين لبنانيين، بل عن قادة لبنانيين اختطفوا واحتجزوا في بلد عربي، ونحن لم نذهب سابقا ولم نذهب حتى في السنوات القليلة الماضية، أي كل من يعتبرون أنفسهم معنيين بقضية الإمام الصدر، وبالدرجة الأولى عائلة الإمام الصدر وكل الأخوة، لم نذهب إلى خيار المحكمة الدولية والتحقيق الدولي، لأننا نعرف أن محكمة دولية في هذا المجتمع وهذا العالم تخضعها بضعة مليارات دولارات، فقد عرض على عائلة الإمام وعلى الرئيس بري أن تتم معالجة هذا الموضوع بأثمان كبيرة جدا بالمعنى المالي، مليارات الدولارات، لكن نحن لا نبيع ليس فقط قادتنا بل حتى أطفالنا الصغار لا نبيعهم بمليارات الدولارات، لم نذهب الى محكمة دولية أو تحقيق دولي في قضية الإمام موسى الصدر، فنحن نعرف كيف تتم إدارة هذا النوع من المحاكم، وهذا النوع من التحقيقات, فلجأت عائلة الإمام إلى القضاء اللبناني الوطني، الذي يجب أن يتحمل مسؤوليته بالتفصيل الذي ذكره دولة الرئيس قبل أيام قليلة.

 

وعلى المستوى السياسي، نحن نؤيد بشدة الدعوة إلى مقاطعة أي قمة عربية في ليبيا، في القمة الماضية صار جدل في مجلس الوزراء أدى إلى مشاركة سفير أو قائم بالإعمال، فما هي الجدوى؟ ماذا قدمت أو أخرت هذه المشاركة لقضية الإمام الصدر؟ وماذا حركت في قضية الإمام الصدر؟. لذلك، في مسألة إمام المقاومة، أقول نحن لدينا موقف واحد على المستويين القضائي والسياسي. ولنا كلمة واحدة: الإمام ورفيقاه أحياء محتجزون في ليبيا ويجب إطلاق سراحهم وإعادتهم الى ساحات جهادهم وعائلاتهم وشعبهم وديارهم ونقطة على أول السطر. فالموضوع لا يبحث عن تسويات ولا عن صفقات ولا يمكن أن يهمل أو ينسى أو يضيع. وفي الوقت نفسه، نحن إنما نريد ان يعودوا إلى ساحتهم ولا نريد الدخول في صراع مع أحد، نحن نريدهم أن يعودوا ليس أكثر ولا أقل.

 

النقطة الثانية في المقاومة هي مسألة التحقيق الدولي والمحكمة الدولية: لا أريد أن أفصل، بل هما كلمتان: قلنا قبل أسابيع أننا نشعر بأن المقاومة مستهدفة من هذا الباب، طرحنا مجموعة أفكار,عرضنا مجموعة قرائن، علق المدعي العام على هذه القرائن، والجيد أنه فتح لسانه وبدأ يتحدث بالإعلام، وقال إنها قرائن منقوصة وما زال هناك شيء باق لم يسلمنا إياه "حزب الله"، وأريد أن أقول ما يلي: نحن قلنا سابقا إننا نحن غير معنيين بالتحقيق الدولي ولا بالمحكمة الدولية. وبالتالي نحن غير معنيين بالإجابة على أسئلة أو طلبات مدعي عام المحكمة الدولية، نحن قدمنا ما لدينا من قرائن ومعطيات إلى القضاء اللبناني بناء على طلب القضاء اللبناني، من جديد إذا كان لدى القضاء اللبناني أسئلة ومتابعات تعنيه هو كقضاء لبناني يريد أن يحقق حولها فنحن جاهزون. أما إذا كان القضاء اللبناني دوره فقط صندوقة بريد بيننا وبين المدعي العام للمحكمة الدولية فنحن لسنا جاهزين لأننا لسنا معنيين بالمدعي العام وبالمحكمة الدولية. إذا كان القضاء اللبناني مهتما ومعنيا بهذه القرائن وبهذه المعطيات وبالتحقيق مع العملاء وشهود الزور وهذه وظيفته ومسؤوليته فنحن جاهزون لكل تعاون، إذا كان المدعي العام يهتم بالقرائن التي قدمناها أو لا فهذا شأنه ولكن اهتمامه أو عدم اهتمامه سيكون مؤشرا مهما جدا يؤخذ في أي تقييم لسلوك وأداء المدعي العام والمحكمة الدولية وإلى هذا الحد يكفي الكلام في هذه النقطة".

 

الجزء الثاني من المعادلة الذهبية - الماسية هو الجيش: نحن جميعا دعونا وندعو ونساند ونؤيد الدعوة إلى تسليح الجيش الوطني اللبناني وتمكينه ليدافع عن السيادة اللبنانية والأرض اللبنانية والشعب اللبناني، ونأمل أن يأخذ هذا الملف طريقه الجاد لا أن يبقى فقط في إطار الخطابات والشعارات والحماسات، ونحن نعتقد أنه يسلك طريقه الجدي وقدمنا اقتراحا في الإعلام وعلى طاولة مجلس الوزراء، نعيد التذكير به: نطالب مجلس الوزراء بتشكيل وفود وزارية لطلب مساعدة عربية، البعض قال إنه لا يريد طلب مساعدة عربية بل نريد أن نسلح الجيش من موازنتنا، فأين هي هذه الموازنة؟ المعروف إنكم تقولون أن لا أموال لديكم. وعندما فتشنا على الطريق السهل أصبحوا يقولون هكذا، أنا خائف من أن يقول أحدهم غدا إننا لا نريد مساعدات من أحد، نحن نريد أن نأتي بالمال من الشعب اللبناني لنسلح الجيش اللبناني. وعندها تخرج القوى السياسية لتقول إن الشعب اللبناني لم يعد يتحمل ضرائب جديدة ورسوما جديدة، ويصبح الأمر أنه لأننا نرفض الضرائب والرسوم الجديدة لا نريد أن نسلح الجيش اللبناني.

 

أتمنى أن يكون موضوع تسليح الجيش اللبناني موضوعا جديا ووطنيا وأخلاقيا وصادقا, بعيدا عن المناكفات والمزايدات والخصومات السياسية الداخلية التي نشعر أحيانا بأنها قذرة. ما المعيب في طلب المساعدة، لا عيب، بل بالعكس واجبهم أن يساعدونا، لبنان رفع رأس العرب والأمة العربية عاليا، بسبب لبنان يستطيع كل عربي أن يعتز بأنه عربي في هذا العالم، فما المشكلة؟ من واجبهم أن يساعدونا. وبالتالي يجب أن نشكل وفودا ونذهب لنطالبهم بهذه الأسلحة المكدسة في المخازن التي تكاد تصدأ أو صدئت ليعطونا إياها، فماذا يعطينا الأميركيون؟ غير سلاحهم الذي يأتون به من ثكناتهم في ألمانيا وغيرها أي أن عمرها عشرون أو ثلاثون عاما أو أربعون عاما؟. نحن قلنا إننا نساعد بطلب مساعدة إيرانية، الأخوة في إيران سارعوا بالإعلان عن استعدادهم للمساعدة بناء على طلب من الحكومة اللبنانية. طبعا طلب تفصيلي وليس طلبا عاما، أي أن يأتي اللبنانيون ليطلبوا بشكل محدد هذا النوع من السلاح وهذا النوع من الإمكانات وهذا النوع من المنظومات الفلانية. وبالتالي الأخوة في إيران يقولون هذا ما نستطيع أن نقدمه. والمضحك أن لبنان الذي كانت تفرض عليه شروط أميركية وغربية في التسليح ـ رغم انه نحن في لبنان نقول أن لا شروط للتسليح ـ عندما تحدثنا عن تسليح إيران للجيش اللبناني خرج الناس ليضعوا شروطا على إيران، أي أننا نقبل بمساعدات إيرانية ولكن من غير شروط، وإذا كان الشرط أن تكون مساعدة غير مشروطة فنحن نقبل، ولكن هناك من بدأ بوضع الشروط على إيران، مثلا سمعت عبقريا يقول: نحن نقبل بالمساعدة الإيرانية بشرط أن توقف دعمها للمقاومة في لبنان, "ما شاء الله عليك كم انك عبقري".

 

هذه فرصة الآن متاحة أمام لبنان، الحكومة الإيرانية أعلنت استعدادها، الرئيس الإيراني الدكتور أحمدي نجاد سيأتي بعد أسابيع قليلة، فلنكن جاهزين لنقاش جدي في موضوع تسليح الجيش.

 

وقال: "الجزء الثالث في المعادلة هو الشعب، عندما أتحدث عن الشعب في لبنان. في الحقيقة فلنقل الشعب اللبناني وأيضا الأخوة اللاجئون الفلسطينيون هم أهلنا وأحبابنا وشعبنا وأيضا هم موجودون على الأراضي اللبنانية، لذلك أفتح عنوانين سريعين أيضا أعتقد أنه يجب أن أتحدث فيهما:

 

العنوان الأول: حادثة برج أبي حيدر، عن هذه الحادثة، أصدرنا بيانا مشتركا نحن والأخوة في جمعية المشاريع، قلنا: هذا حادث مؤلم جدا، مؤسف جدا، محزن جدا، هذه مشاعري ومشاعر كل إخواني، هذا حادث مؤلم جدا. قلت للأخوة نحن لم يسقط لنا شهيدان، سقط لنا ثلاثة شهداء في هذه الحادثة. ما حصل في حادثة برج أبي حيدر لا يحتاج إلى أي مكابرة. بالتقييم هو خسارة صافية، ليس فيها في أي مكان ربح أو مكسب. هناك بعض الناس حاولوا أن يقوموا ببعض التحليلات ليجدوا مكاسب؟ لا، أبدا. أنا أقول لكم هي خسارة صافية إنسانيا معنويا سياسيا أمنيا بشريا، بكل المقاييس. وأؤكد لكم أن هذه حادثة فردية تطورت بشكل محزن ومؤسف وليس لها أي خلفيات. كل ما سمعتموه لاحقا من تحليلات سياسية، هذا الذي اعتبر أن حادثة برج أبي حيدر هي تعبير عن الصراع الإيراني -ى السوري، هؤلاء أناس فاشلون، هؤلاء أناس محبطون، هؤلاء لأنهم أدوات صغيرة في المشروع الكبير، لست أنا من أقول عنهم هذا الكلام وإنما هناك من قال عنهم ذلك، أحد الزعماء اللبنانيين قال عنهم: أدوات صغيرة في المشروع الكبير. المشروع الكبير سقط ولم يبق شيء يراهنون عليه، على ماذا يريدون أن يراهنوا؟ على الأميركيين الذين يخرجون وينسحبون، المهزومين الذين بدأوا بالإفلاس! على من يراهنون؟ على الإسرائيلي وعلى حرب إسرائيلية أصبحت تحسب لها ألف حساب ومئة ألف حساب إذا أرادت أن تعتدي على لبنان. على ماذا يراهنون؟ على العداء مع سوريا؟ لديهم موضوع المحكمة الدولية وأنا أعتقد نحن قادرون على مواجهة هذا التحدي إن شاء الله. فماذا بقي لديهم؟. بقي أنهم ينتظرون أن هذه الجبهة التي انتصرت في أخطر معركة تاريخية خلال العقد الماضي ربما تتفكك، هذا ما بقي لديهم فقط، يقولون ربما يتفككون، ربما يختلفون مع بعضهم، في يوم يتحدثون عن صراع إيراني - سوري، وأنا أحب أن أقول لكم العلاقات الإيرانية ـ السورية الآن أفضل من أي زمن مضى وأقوى من أي زمن مضى، لأن هذا التحالف أثبت جدواه خلال كل العقود الماضية وخصوصا في العقد الأخير، ولولا هذا التحالف لما هزم ذاك المشروع، لتكرست إسرائيل نهائيا، لضاعت القدس وفلسطين نهائيا. القيادتان الإيرانية والسورية اليوم أشد قناعة وأقوى إيمانا بحقانية وضرورة وصوابية هذا التحالف. العلاقة بين المقاومة وبين سوريا، هناك أطفال صغار يريدون أن يلعبوا بين هذه العلاقة، أنا أود أن أقول لكم: لم يأت يوم منذ تأسيس حزب الله في لبنان كانت العلاقة مع القيادة السورية ومع الأخوة في سوريا بهذه المتانة وبهذه الصلابة وبهذه القوة. (يريحوا عديلتهم شوي ويخيطوا بغير هذه المسلة)، يريدون أن يفرحوا لأنفسهم مثل أولئك الذين يجلسون تحت المكيفات ويعيشون أوهاما وأحلاما بائسة، لا بأس بذلك.

 

لكن ما أود التعليق عليه في الحادثة هو الجانب الأخر: هذه الحادثة تم تضخيمها بشكل كبير في وسائل الإعلام، فحتى نحن في الساعات الأولى وفي اليوم التالي كنا ما زلنا مأخوذين بالحادثة، لكن عندما جلسنا ونزلنا على الأرض وألفنا لجانا وجاء الجيش اللبناني وبدأ بالتحقيق وباستدعاء الناس اكتشفنا حجم الذي حصل؟ طبعا الذي حصل ليس صغيرا، لكنه ليس بالضخامة التي أثيرت في وسائل الإعلام، ودائماً يتم استباق التحقيقات وإطلاق أحكام كما يحصل في القضايا الكبيرة والصغيرة فورا. يعني هناك أشخاص في لبنان، مثل قصة اغتيال الرئيس الحريري 14 شباط 2005، بعد ساعة حققوا وحكموا وأدانوا وأعدموا وسجنوا وفعلوا ما يريدون، برج أبو حيدر (على المصغر) كان يصنع به في نفس الطريقة. في النهاية هناك تحقيق وهناك أطراف معنية ومسؤولة ولا أحد يتهرب من مسؤوليته. إذا، أولا التضخيم. ثانيا، التوظيف والاستغلال: أنا هنا أريد أن أقدم نصيحة، نحن سكتنا أول يوم، ثاني يوم، ثالث يوم، صمت كامل، لأننا متألمون نحن مجروحون، نحن وأخواننا في المشاريع، نحن كمقاومة بشكل خاص نعرف حجم الخسارة، لكن في المقابل كيف حصل التصرف؟ لا أتحدث عن رجال دولة وغير رجال دولة، نحن نتحدث كلبنانيين وشركاء ومعا وقوى سياسية وهناك حد أدنى مطلوب من قيم تحكم العلاقات في ما بيننا. تم تضخيم الحادث بشكل كبير جدا وأخذوه وهجموا به وصدر التعميم، الذي أقول عنه دائما أل "أس أم أس"، صدر التعميم وهجموا، إعلام وجهات وشخصيات وقوى سياسية. بدل أن يقوم هؤلاء ويقولوا هناك نار فلنعمل على إطفائها، قاموا ليصبوا فوقها الزيت وليزيدوها اشتعالا، بدل أن ينظروا لهذا الموضوع على أنه موضوع خطير جدا، كما نظرنا إليه نحن والمشاريع، وكذلك بقية حلفائنا في المعارضة. هذا يحتاج إلى تقييم، هناك شيء خطير، هناك شيء جدي يجب معالجته، خصوصا في الموضوع المذهبي، لكن أخذ يرمى نارا وبنزينا ومازوتا على الموضوع المذهبي، هل هذه مسؤولية وطنية أم هذا استغلال خطر، لا أريد أن أعطيه الآن توصيفات أخرى، استغلال خطير جدا. الذي حصل يهدد الأمن ولا يحفظه، الذي حصل يهدد السلم ولا يحميه، الذي حصل يمزق ولا يلم. أحب أن أعبر عن مشاعري للذين أخطأوا في هذه الأيام بعد الحادثة ولم يعالجوها بشكل جيد، بعضهم لا نعتب عليه، لكن البعض الآخر نعتب عليه، أقول له أنت لم تأت وتضع ملحا في الجرح، نحن من يوم الثلاثاء وما زلنا مجروحين في قلبنا من الداخل، أنت جئت ووضعت على السكين ملحا ووضعت سكينك في قلبنا وأخذت تحركها. فليعرفوا ماذا فعلوا وحجم الذي صنعوه، ليس بهذه الطريقة تعالج القضايا الخطرة والحساسة في البلد، ليس هكذا يتصرف رجال الدولة ولا رجال السياسة ولا قادة أحزاب، هذا تقييمنا نحن للموضوع. نحن من أول لحظة جئنا وقلنا الجيش اللبناني، الشرطة، القضاء، الشرطة العسكرية، القضاء اللبناني يوقف، يستدعي، يحقق، وليأخذ كل الإجراءات وكلنا متعاونون معه، لا أحد يريد التمييع ولا أحد يريد أن يغطي لأننا نحن أمام قضية فيها خسارة، أمام قضية كما تحدث آباء الشهداء كلهم، أن هذا الموضوع يمس عنصرا في المعادلة الذهبية الماسية التي هي موضوع الشعب، بدل أن نلم كيف ذهبوا يتصرفون".

 

أضاف: "الأمر الأخير الذي أود قوله في هذا العنوان، هناك منهجية خاطئة، ليس بهذه القضية فقط، وإنما بكل القضايا التي تتم معالجتها في هذا البلد. يحصل حادث ما فنأخذ الحادث لنفتح منه ملفا كبيرا جدا، نعرف أننا لا نستطيع معالجته في المباشر. ملف السلاح وانتشار السلاح في لبنان، كل بيت في لبنان فيه سلاح، هذا الموضوع لا يخص حزب الله ولا المشاريع ولا أي جهة، كل البيوت فيها سلاح، وهناك بيوت فيها "آر بي جي" و"بي كا سي" وهناك بيوت ربما فيها هاون 60 أيضا، بيوت، منازل، عائلات، لا أحزاب وقوى سياسية. هذا ملف عمره من الستينات والسبعينات وربما من الخمسينات، منذ زمن طويل هناك ملف شائك اسمه ملف السلاح، من قبل أن يخلق كثيرون منا. هذا الملف تعقد وتعقد أكثر في الحرب الأهلية اللبنانية، وزاده تعقيدا الاستحقاق الإسرائيلي ودخول عامل المقاومة على الخط. ملف في هذا المستوى من التعقيد والتداخل الإقليمي سواء السلاح اللبناني أو السلاح الفلسطيني يحتاج إلى حكمة ووقت وإلى معالجات كبيرة، فإذا بنا نخرج من حادثة برج أبي حيدر بأننا نريد حل ملف السلاح، وفي يومين ثلاثة نريد أن نتخذ قرارات، ونرى من سيتحدى هذه القرارات، هذه منهجية خاطئة، ليس بهذه الطريقة تعالج ملفات البلد. لا ملف السلاح يعالج بهذه الطريقة، ولا ملف المطالب العمالية يعالج هكذا أيضا، ولا ملف الكهرباء يعالج بهذه الطريقة، ولا ملف الإصلاح السياسي والإداري يعالج هكذا أيضا، هذه منهجية خاطئة.

 

أيام زمان كان للسيارة "ديركسيون" عادي وبحاجة إلى جهد إضافي من السائق ل"يفتل إلى الشمال واليمين (يغير الاتجاه)، وعندما تأتي بحصة (حصاة) تحت الدولاب يظل يبقى "يهدي" (يبقى قادرا على التحكم)... اليوم "ديركسيون" زيت، البحصة تجعل السيارة "تفتل"(تغير اتجاهها)... أنا أرى أن الإدارة السياسية في لبنان "ديركسيونها" زيت، ترى البلد ماشي في اتجاه، ما القصة، فتل (غير الاتجاه)، ذهب يمينا، يحصل حادث يفتل (يغير الاتجاه) شمالا، يصير حادث آخر يرجع ويكمل... كلها ردات فعل.

 

لكي لا نجلس ونشكو فقط أنا أدعو إلى التهدئة والهدوء والأمور أخذت وقتها وانتهينا، هناك أناس يحبون الإكمال "يصطفلو". أنا اليوم أعلن مبادرة من طرف واحد وأنا "مش عامل اتفاق مع حدا"، هذا الموضوع أخذ مساره الطبيعي والتحقيق "ماشي" وعملنا لجنة تعويضات ونحن وأخواننا في المشاريع نعالج الوضع والقضاء اللبناني وضع يده على الملف وانتهينا، لنضع هذا جانبا. في النهاية هؤلاء الناس سيكملون مع بعضهم البعض، ولا أحد يريد إلغاء أحد ولا أحد يريد شطب أحد ولا أحد يريد أن يتجاوز أحد ولا أحد غير معترف بأحد. لنعد ونتفاهم ونضع منهجية لإدارة ملفات هذا البلد، ليست منهجية ردود الفعل، منهجية "ديركسيون" يعرف كيف يسوق ولوين رايح (أين هو ذاهب) "مش ديركسيون زيت". نضع استراتيجية واضحة لمعالجة ملفاتنا ونذهب لمعالجتها.

 

النقطة الأخيرة موضوع الحقوق الفلسطينية: اسمحوا لي أن أقول إنّ المقاربة التي تمت في الآونة الأخيرة لملف الحقوق الفلسطينية هي مقاربة تحتاج إلى نقاش. حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان كانت دائما نقطة ثابتة في خطابات يوم القدس بالنسبة لي منذ العام 1992، القضية عمرها 62 سنة. حقيقة شعرت أنه في الفترة الماضية البلد انعجق وتخربطت الامور وانحشرنا بالوقت، (فاتت الأمور ببعضها). أي ملف عندما تدخل عليه المخاوف والمخاطر والمزايدات والمناكفات تكون نتيجته هي نتيجة ملف الحقوق المدنية للفلسطينيين اللاجئين في لبنان. كل الملفات هكذا. هذا الأمر لم يرضِِ اللاجئين الفلسطينيين وأخواننا الفلسطنيين في لبنان هذا صحيح وهو غير مرضٍ، لكن كيف علينا أن نعالج ذلك، أقترح أن يأتي فريق لبناني ـ وليس على عجل ـ أي فريق لبناني يتطوع ويمكن أن يتطوع حزب الله أو حركة أمل أو الحزب التقدمي الإشتراكي أو الحزب القومي، أي جهة تتطوع وتقول نحن كفريق لبناني سوف نعمل خلية تفكير وعصف أفكار ومقاربات وتلتقي مع أطراف فلسطينيين. أو فريق فلسطيني يذهب ويسلط الضوء على القلق من الحقوق المدنية، الجهات القلقة وقلقها مشروع وليس مداناً، وأحياناً تخرج بعض التعابير العنصرية وطبعا هذا مدان، فليذهبوا ويجلسوا إلى هذه الجهات ويناقشوها ويطمئنونها ويريحوها.

 

الذي أنجز في المجلس النيابي هو خطوة جيدة على الطريق ولكنه غير كافٍ وغير مرضٍ، ليذهب أحد من اللبنانيين أو الفلسطينيين أو فريق مشترك فلسطيني لبناني ويجري نقاشاً بعيداً عن وسائل الإعلام والأضواء والتوظيف السياسي والمزايدات السياسية ويجري نقاشاً جدياً وتعرض المخاوف على الطاولة وكيف يمكن أن نعالجها وكيف لنا أن نجمع ما بين الحقوق والحاجيات الإنسانية الطبيعية وبين المخاوف والمخاطر.

 

في يوم القدس نشعر أننا في المقاومة، في لبنان في الموقع الصحيح من المحور المنتصر، نحن اليوم عام 2010 أقرب ما نكون من القدس بعد 62 عاماً.

 

المسألة بيننا وبين المشروع الصهيوني كحركات مقاومة في المنطقة هي مسألة وقت ليس أكثر، هذا الكيان قَدَره بحسب السنن الإلهية والتاريخية وطبائع الأمور ومعادلات الصراع هو الزوال، قدره مع وجود الإرادة الشعبية، الإرادة المقاومة والصبر والتحدي، هذا الشعب الفلسطيني تحمل 62 سنة ولم يستسلم ولم يحبط ولم ييأس وغير مستعد للتنازل عن أرضه ومقدساته وحقوقه، هذه من أهم عناصر القوة التي دائما يتم التأسيس عليها لحسم المعركة مع هذا المشروع إن شاء الله. كل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".