المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 02 أيلول/2010

رسالة كورنثوس الثانية الفصل 4 و5/16-18/1-10/الحياة بالإيمان

ولذلك لا تضعف عزائمنا. فمع أن الإنسان الظاهر فينا يسير إلى الفناء، إلا أن الإنسان الباطن يتجدد يوما بعد يوم. وهذا الضيق الخفيف العابر الذي نقاسيه يهيئ لنا مجدا أبديا لا حد له، لأننا لا ننظر إلى الأشياء التي نراها، بل إلى الأشياء التي لا نراها. فالذي نراه هو إلى حين، وأما الذي لا نراه فهو إلى الأبد. ونحن نعرف أنه إذا تهدمت خيمتنا الأرضية التي نحن فيها، فلنا في السماء بيت أبدي من بناء الله غير مصنوع بالأيدي. وكم نتأوه حنينا إلى أن نلبس فوقها بيتنا السماوي، لأننا متى لبسناه لا نكون عراة. وما دمنا في هذه الخيمة الأرضية فنحن نئن تحت أثقالنا، لا لأننا نريد أن نتعرى من جسدنا الأرضي، بل لأننا نريد أن نلبس فوقه جسدنا السماوي حتى تبتلع الحياة ما هو زائل فينا. والله هو الذي أعدنا لهذا المصير ومنحنا عربون الروح. ولذلك لا نزال واثقين كل الثقة، عارفين أننا ما دمنا مقيمين في هذا الجسد، فنحن مغتربون عن الرب، لأننا نهتدي بإيماننا لا بما نراه. فنحن إذا واثقون، ونفضل أن نغترب عن هذا الجسد لنقيم مع الرب. وسواء كنا مقيمين أو مغتربين، فغايتنا رضى الرب، لأننا لا بد أن نظهر جميعا لدى محكمة المسيح لينال كل واحد جزاء ما عمله وهو في الجسد، أخيرا كان أم شرا

 

ضجيج التطرف لن يعطل المفاوضات

 أحمد الجارالله

تنطلق اليوم المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في واشنطن, في ظل قعقعة سلاح التطرف الفلسطيني والاسرائيلي الذي يعمل على تأبيد التوتر في المنطقة الى ما لا نهاية لانه اولا لا يمتلك قراره, وثانيا لعدم وجود مشروع لديه لحل القضية الفلسطينية.

عندما تطلق "حماس" النار وتقتل اربعة اسرائيليين قبل يوم واحد من المفاوضات فهي لا تطلق رصاص المقاومة على المحتل, انما تنفذ الأمر الإيراني وتنقل صوت سيدها من طهران الى شوارع الضفة الغربية, وتتساوى في ذلك مع الحاخام عوفاديا يوسف الذي سبقها بيوم واحد وقال قولته الشهيرة للخلاص من الفلسطينيين جميعا, فكلاهما اطلق نار أزمته على السلام الذي بات حاجة فلسطينية وعربية وعالمية في مرحلة سدت فيها كل طرق الحلول الاخرى, ولم تستطع الدول العربية كافة, ومعها المقاومة الفلسطينية, ان تعدل ميزان القوى, بل ازدادت ضعفا على ضعف طوال العقود الماضية, واستنزفت الطاقات العربية والفلسطينية في مواجهات جانبية بين الاشقاء, وآخرها هذا الانقسام المريع في الصف الفلسطيني ومماطلة "حماس" في الذهاب الى طاولة المصالحة مع السلطة الوطنية والابقاء على غزة رهينة أوامر رب العمل الإيراني, بل انها في كل ذلك منحت اسرائيل القدرة على توظيف كل الخراب الفلسطيني والعربي من اجل مصالحها.

ما لم تدركه "حماس" وابواق ايران في الشرق الاوسط هو ان اتباع سياسة الافق المسدود لا يمكن ان تستمر الى الابد, بل انها تزيد من اهدار الحقوق الوطنية, او بالاحرى ما تبقى منها ما دام الشعب الفلسطيني لم يحسم امره ويوحد كلمته, ويقفل ابواب رياح تبعية بعض الفصائل الى قوى اقليمية كشفت, وفي اكثر من مناسبة, عن وجهها القبيح, وقالتها من على اعلى منابرها إنها لن تسمح لأي حل ان يرى النور, وليس ادل على ذلك اكثر مما اعلنه رئيس البرلمان الإيراني قبل ايام, والتدخل السافر في الشؤون الداخلية الفلسطينية واللبنانية عبر "حزب الله" و"حماس", وتأجيج نيران الفتن الداخلية في اكثر من دولة عربية, حتى تبقى طهران بعيدة من مواجهة كأس الحقيقة المرة في خروجها على الشرعية الدولية والاستمرار في تنفيذ مشروعها التوسعي.

لذلك لا يمكن ان يحجب ضجيج التطرف صوت الاعتدال, وبالتالي لا بد لهذه المفاوضات من السير في طريقها الصحيح, من اجل تعرية التطرف الإسرائيلي امام العالم اجمع الذي اصبح اكثر واقعية في تعامله مع القضية العربية, وحتى تدرك الأمم ان مبادرة السلام العربية ليست بالون اختبار, انما هي خيار ستراتيجي عربي في مواجهة الصلافة الاسرائيلية التي تسعى دائما الى عرقلة اي سعي من اجل حل القضية الفلسطينية واخراج المنطقة من دائرة العنف, وهنا تتقاطع المصالح الإيرانية والاسرائيلية, واكثر الامثلة وضوحا في هذا الشأن استمرار الاستيطان في المناطق الفلسطينية المحتلة في الوقت الذي تستمر فيه طهران في اذكاء التوتر في الخليج, وعرقلة قيام الدولة في لبنان ومنع اهالي غزة من الذهاب الى خيارات أكثر واقعية في رفع الحصار عنهم عبر منعها إتمام المصالحة الفلسطينية.

لن يهدأ ضجيج التطرف وسيبقى إطلاق النار على السلام, وهذا هو التحدي التاريخي الذي تقف أمامه قوى المنطقة, فإما أن تسقط رهينة العنف العبثي وإما أن تمضي في طريق صناعة السلام الحقيقي الذي يؤسس فعلا لاسترداد الحقوق الفلسطينية الكاملة.

 

البيت الأبيض يدين عملية الخليل ويدعو إلى المضي قدماً في المفاوضات وإسرائيل تتوعد بمعاقبة المسؤولين عن سفك الدماء 

باراك مخالفاً نتانياهو: إسرائيل مستعدة للتخلي عن أجزاء من القدس

عواصم - وكالات: عشية بدء المفاوضات المباشرة برعاية الإدارة الأميركية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, بحضور الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني, ظهر خلاف داخل الحكومة الإسرائيلية, أضيف إلى عملية الخليل التي دانها البيت الأبيض, داعياً إلى عدم تأثيرها على سير المفاوضات. وأكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك, أمس, أن الدولة العبرية, مستعدة للتخلي عن أجزاء من مدينة القدس المحتلة, للفلسطينيين, في اطار اتفاق سلام. وقال باراك قبل بدء المفاوضات, في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية: إن تقسيم القدس التي تقع في قلب الصراع بين بلاده والفلسطينيين سيشمل "نظاما خاصا" لإدارة المواقع المقدسة بالمدينة, في إشارة واضحة إلى أن حكومة نتانياهو مستعدة للتخلي عن أجزاء من القدس, منها الحي القديم الذي يوجد فيه المسجد الاقصى ثالث الحرمين الشريفين المتاخم لحائط المبكى المقدس لدى اليهود. وقال باراك الذي مهد للقمة التي ترعاها الولايات المتحدة "ستكون القدس الغربية و12 حيا يهوديا يقطن فيها 200 ألف لنا, وستكون الاحياء العربية حيث يعيش نحو ربع مليون فلسطيني لهم", مضيفاً "سيطبق نظام خاص وترتيبات متفق عليها في الحي القديم وجبل الزيتون ومدينة داود". وأوضح أن أي اتفاق سيشمل نقل مواقع يهودية منعزلة في الضفة الغربية الى داخل اسرائيل التي ستحتفظ بالكتل الاستيطانية الكبرى, مضيفاً أن أي اتفاق يجب أن يضمن أيضا أمن اسرائيل بما في ذلك وجود على طول وادي الاردن عند الحدود الشرقية للضفة الغربية الى جانب "ترتيبات تكنولوجية".

وأعادت رؤية باراك لتقسيم القدس الى مدينتين, ووضع نظام خاص في ما يعرف باسم "الحوض المقدس", الى الاذهان, خطة ناقشها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت خلال محادثات السلام مع عباس التي توقفت قبل قرابة عامين. في المقابل, أكد أحد مساعدي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو, أن القدس ستبقى "عاصمة موحدة لإسرائيل".

من جهة أخرى, توعد نتانياهو بمعاقبة المسؤولين عن سفك "دماء المدنيين الاسرائيليين", وذلك ردا على مقتل اربعة مستوطنين اسرائيليين في الضفة الغربية في اطلاق نار تبنته "حماس".

وقال نتانياهو في واشنطن قبيل لقائه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "لقد شهدنا عملية قتل وحشية لأربعة اسرائيليين ابرياء", مؤكدا ان "سفك دماء المدنيين الاسرائيليين لن يبقى من دون عقاب". وجدد وعده بالعثور على مدبري الهجوم ومنفذيه ومعاقبتهم, كما كرر عزمه وضع امن اسرائيل في صميم المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين التي ستبدأ اليوم بعد توقف دام 20 شهرا. وأعلنت "كتائب عز الدين القسام", الجناح العسكري ل¯"حماس", "مسؤوليتها الكاملة" عن هجوم بالرصاص استهدف سيارة قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية, ما ادى الى مقتل اربعة مستوطنين اسرائيليين كانوا على متنها.

ووضعت القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية, في حالة تأهب, غداة الهجوم المسلح, كما أغلقت القوات الاسرائيلية أجزاء من الضفة, فيما قال مسؤولون امنيون فلسطينيون انهم اعتقلوا 55 شخصا إثر الحادث. وقام الجنود الإسرائيليون بعمليات تفتيش من منزل الى منزل في قرى قضاء الخليل قرب مستوطنة كريات اربع, حيث قتل رجلان وامرأتان احداهما حامل.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي غابي اشكينازي انه يقوم مع ضباط آخرين "بتقييم الوضع العملاني" في المنطقة, مضيفاً "نعمل على مستويات عدة منذ وقوع الحادث, وسنواصل العمل إلى أن نصل إلى الإرهابيين".

من جهتها, اعتقلت الشرطة الفلسطينية ليل أول من أمس, في المناطق الخاضعة لسيطرتها جنوب الضفة الغربية 55 شخصا من انصار "حماس" التي تبنت هجوم الخليل.

من جانبه, دعا مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية "يشع" في بيان, الى الاستئناف الفوري لأعمال البناء في مستوطنات الضفة, من دون انتظار انتهاء مفاعيل القرار الحكومي بتجميد التوسع في هذه المستوطنات في 26 سبتمبر الجاري, مؤكداً أن "الرد الوحيد لإظهار تصميمنا على مكافحة الارهاب, هو التزامنا بالبناء, وعلينا إنهاء هذا التجميد العبثي فورا".

وفي ردود الفعل على الحادث, دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس من واشنطن الهجوم, معتبرا انه يهدف الى "التشويش على العملية السياسية" عشية استئناف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. وجاء في بيان نشره المكتب الاعلامي لعباس في واشنطن, ان "الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية دانا العملية التي حدثت في الخليل, من منطلق ادانتنا لاي أعمال تستهدف مدنيين فلسطينيين او اسرائيليين". ودان البيت الابيض "باشد العبارات" الهجوم, محذرا "اعداء السلام" من محاولة تقويض جهود السلام, كما دانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الهجوم, معتبرة انه عمل ينم عن "وحشية همجية لا مكان لها في اي بلد كان وفي اي ظرف كان". ونددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون بشدة ب¯"الهجوم الإرهابي", مؤكدة أن الاتحاد لن يسمح "لأعداء السلام" في الشرق الأوسط بفرض قانونهم. بدوره, حض وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير, اسرائيل والفلسطينيين على ضبط النفس وعدم الرضوخ ل¯"استفزازات المتطرفين المعادين للسلام".

 

البطريرك الماروني اطلع من كاهن البترون ومديرة "الوكالة الوطنية"

على "انتهاك فريق مفتشي كهرباء لبنان منزلهما في المدينة خارج الاصول المتبعة"

صفير: أمر مستغرب يجب عدم تكراره ونأمل اعتماد الأصول القانونية المعروفة

سعادة:التحقيق لم يظهر أي مخالفة ونطالب الكهرباء ووزارةالوصاية بإعتذار

وطنية - 1/9/2010 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، كاهن رعية البترون الخوري بيار صعب وزوجته مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب اللذين أطلعاه على ما "تعرض له منزلهما في البترون من انتهاك على يد فريق مفتشي شركة كهرباء لبنان ليل الثلثاء، وقد دخل الفريق المنزل خارج الأصول القانونية المتبعة مما أثار ذعر الأطفال وريبة الجيران من إنتشار المفتشين في محيط المنزل وداخله بأعداد كثيفة تواكبهم عناصر قوى الأمن الداخلي". وأبدى البطريرك صفير استغرابه لهذا الأمر، آملا "اعتماد الأصول القانونية المعروفة والمعتمدة في مثل هذه الحالات التي يجب الا تتكرر، خصوصا ان ما حصل استهدف منزل كاهن".

ومن الديمان، أبدى راعي ابرشية البترون المارونية المطران بولس اميل سعادة "أسفه الشديد لما حصل أمس من انتهاك شركة كرباء لبنان" منزل كاهن رعية البترون الخوري بيار صعب بمؤازرة من قوى الأمن الداخلي.

وقال: "جالت أمس فرقة من مفتشي كهرباء لبنان في مدينة البترون وسألت عن منزل الكاهن بهدف التشهير، ثم دخلت باحة المنزل ليلا وتفقدت كل ما يختص بالكهرباء في مختلف أرجائه، وبقيت الدورية من الثامنة الى العاشرة ليلا في باحة المنزل موجهة أسئلة عدة الى الجيران عن التمديدات الكهربائية المتصلة به، مع الإشارة الى ان تحقيقات الدورية أظهرت عدم وجود أي مخالفة أو تعد أو سرقة للتيار الكهربائي".

وتساءل: "هل شركة كهرباء لبنان لا تقوم بحملة ازالة التعديات في البترون الا في بيت كاهن الرعية وتدوم ساعتين، أما في منازل أخرى فتكتفي بخمس دقائق، او ان هناك خلفيات ما تتحكم بالموضوع؟".

وختم: "اننا إذ نأسف لهذا العمل ونشجبه، نطالب المسؤولين في شركة كهرباء لبنان وفي وزارةالوصاية بتوضيح لما جرى وباعتذار".

من جهة أخرى، استقبل البطريرك صفير السفير السابق جوي تابت.

 

المطارنة الموارنة أسفوا للأحداث في بعض احياء العاصمة: لوضع حد للفوضى في انتشار السلاح واستعماله والحؤول دون تكرارها

على الدولة مواكبة المفاوضات المباشرة بحملة ديبلوماسية واعلامية

ورفض تنصل المجتمع الدولي من مسؤولياته وحل قضية اللاجئين على حسابها

المركزية- أهاب مجلس المطارنة الموارنة بالمسؤولين العمل على وضع حد للفوضى في انتشار السلاح واستعماله والحؤول دون تكرار الحوادث الامنية المستنكرة. ودعا الدولة الى مواكبة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بحملة ديبلوماسية واعلامية واسعة ترفض تنصل المجتمع الدولي من مسؤولياته وحل قضية اللاجئين على حساب لبنان.

عقد المجلس اجتماعه الشهري في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وبحث شؤونا كنسية ووطنية. واصدر البيان الاتي:

- يستعد الآباء للمشاركة في الدورة العادية لسينودس الاساقفة التي ستعقد في روما خلال الشهر القادم وهي مكرسة لبحث موضوع الحضور المسيحي في الشرق الاوسط: شراكة وشهادة وهم يدعون ابناءهم وجميع المسيحيين المعنيين بهذا الحدث الى ان يواكبوهم بالتفكير والصلاة من اجل نجاح هذا السينودس وتعزيز حضور المسيحيين وشهادتهم في خدمة جميع ابناء هذه المنطقة.

- يأسف الاباء لما جرى مؤخرا من احداث مؤلمة في بعض احياء العاصمة، وهم اذ يرفعون الصلاة لراحة نفوس الضحايا وشفاء الجرحى،يهيبون بالمسؤولين على كل الصعد ان يعملوا على وضع حد للفوضى في انتشار السلاح واستعماله ،وعلى الحؤول دون تكرار مثل هذه الاحداث المستنكرة.

تنطلق غدا المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين برعاية اميركية، وعلى أمل ان يصل المتفاوضون الى حل عادل وشامل ينهي مأساة الشعب الفلسطيني المزمنة"، لافتا الى "ان لبنان معني مباشرة بهذه القضية لا سيما بمعضلة اللاجئين الفلسطينيين الذين قد يحرمون من حق العودة او يجبرون على التوطين في البلدان التي يعيشون فيها وهذا ما يرفضه جميع اللبنانيين لانه يتناقض مع الدستور اللبناني ويشكل أكبر خطر على لبنان دولة ومجتمعا وكيانا كما ترفضه سائر البلدان المضيفة، وعلى الدولة اللبنانية ان تواكب هذه المفاوضات بحملة ديبلوماسية واعلامية واسعة وواضحة ترفض تنصل المجتمع الدولي من مسؤولياته وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين على حساب لبنان.

- شهد لبنان عودة الكثيرين من ابنائه لتمضية فصل الصيف في ربوعه والتمتع بمشاهدة الاهل والاصدقاء، اضافة الى العدد الكبير من السياح والمصطافين الذين نرحب بهم في لبنان وهذا كله يسهم في ازدهار الاقتصاد الوطني وفي ترسيخ محبة الوطن في قلوب ابنائه".

- مع اقتراب عيد ارتفاع الصليب المقدس وعيد الفطر المبارك، توجه الاباء بالتهنئة الى جميع اللبنانيين، متمنين لهم اعيادا مباركة تزخر بالفرح والخير، سائلين الله ان يعيد عليهم امثال هذه الاعياد بالبركة والطمأنينة والسلام".

 

جعجع يأسف لتجاهل مبادرته الدفاعية: هناك تعتيم على قوة الجيش اللبنانـي ومحاولات للتخلص من القوات اللبنانية

المركزية - وصف رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع اقتراح انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان بأنه اقتراح متكامل ولا يمكن تجزئته، على رغم انه مرحلي، مبدياً تفاؤله بأن ينظر الاطراف الاخرون في جدية الى الاقتراح لأن عدم قبوله يًبقي لبنان ضعيفاً في دفاعه وساحة مفتوحة على الرياح الاقليمية.

ورأى في حديث لشبكة "CNN" انه لا يمكن استباق القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية قائلا: "كغيرنا من الافرقاء سندلي بدلونا اذا جاء غير منطقي ولا مبرر للاشتباك السياسي الحاصل اليوم بسببه وكل ما يقال اليوم لا يتعدى كونه تسريبات".

واشار الى ان "انتشار الجيش اللبناني في الجنوب اليوم هو انتشار رسمي أي لتأكيد وجود الدولة في الجنوب والمطلوب ان يتحول الى انتشار عملاني اي ان تكون الاجزاء الاساسية من قوته غير ظاهرة ومحصنة". ويجب ألا يأخذ طابعاً تقليدياً كلاسيكياً بل الطابع الذي اخذه تواجد "حزب الله" حتى اليوم وأدى الى نتائج جيدة، أضاف: "للأسف هناك تعتيم في شأن قدرة الجيش اللبناني وقواته الخاصة، اي المغاوير والمجوقل وقوة التدخل ومغاوير البحر وغيرها، والتي هي اكثر عدداً وعدةً وفعاليةً من قوات "حزب الله" وهذا امر لا يعرفه الكثير من الناس". واوضح جعجع انه لا يشك لحظة في قدرة الجيش على القيام بالمهمة في شكل افضل، مشيرا إلى أن اكبر دليل على ذلك تجربة نهر البارد التي حصلت في سرعة ومن دون تحضير ونجحت في موقع صعب ومعقد مثل مخيم نهر البارد الذي هو في حجم مدينة. ولو دخل الجيش الاميركي الى ذاك المخيم لحصل معه ما حصل مع الجيش اللبناني".

وتابع شرح الجانب العسكري لاقتراحه قائلاً "تنتشر القوات الخاصة في قرى الجنوب وفي السرية التامة ونكون بذلك أمنّا وجود قوة عسكرية تدافع عن ارضنا، ولا يمكن لإسرائيل ان تستهدفها لأنها لا تعرف مواقع تمركزها وهذا لا يحتاج الى تأمين موازنة ضخمة ويمكن للبنان تحملها".

وعن عناصر "حزب الله" المتواجدة على الارض، قال: "لا يفترض وجود مسلّح لعناصر حزب الله في جنوب الليطاني وهذا باعترافه وموافقته حسب القرار 1701 الذي اكّد الحزب التزامه اياه، فالاقتراح يتعلق بمناطق شمال الليطاني ومعروف انه لدى حزب الله مجموعات قتالية تبلغ قيادة الجيش عنها، وهي قدرات قتالية يضعها الجيش ضمن حسابات المعركة من دون الكشف عن اماكن تمركزها". ولفت جعجع إلى أن من غير الممكن ان تتولى سلطتان امر الدفاع عن لبنان، قائلا: عند تطبيق هذه الخطة يتولى الجيش مسألة الدفاع عن لبنان ويمسك بها، واعني في هذا اوامر اطلاق النار ام عدمه، الرد على اطلاق النار او عدمه، ولا يقوم اي عنصر من عناصر "حزب الله" بأي تحرك عسكري من دون ان تصدر قيادة الجيش الأمر بذلك". ورأى جعجع أنه نتيجة لهذه الخطة سيكون اضيف عملياً قوةً مضاعفة او اكثر وهي قوة الجيش اللبناني، الذي يتلقى اوامره من مجلس الوزراء حيث يشارك في اتخاذ القرار وزراء حزب الله وحركة امل والقوات اللبنانية وكافة الفرقاء السياسيين وتالياً كل الشعب اللبناني الممثل في مجلس الوزراء ما يضع كل اللبنانيين وراء هذه الاستراتيجية الدفاعية في وجود ممثليهم في مجلس الوزراء حيث يساهمون في وضعها، مقارنة بالوضع الحالي، غير المقبول، حيث يطلب حزب الله من اللبنانيين ان لا يفكروا لأنه هو يفكر عنهم، لافتا إلى أن حزب الله يقول لنا اليوم لا تفكروا وعليكم السير في ما نقرر ونفعل."

وشدد جعجع على أن لا يمكن مصادرة قرار الدفاع عن لبنان من قبل حزب الله في وقت ليس الحزب سلطة شرعية وليس هناك اجماع على تكليفه هذه المهمة بينما سيؤدي اعتماد هذه الاستراتيجية التي اقترحتها الى كسب غطاء الشرعية الدولية والعربية. وعن ردات الفعل السلبية على اقتراحه لدى طرحه في اطار طاولة الحوار الوطني، قال: "لم افهم ردات الفعل الفورية والسلبية، كانت الاعتراضات في السابق حول محاولة التخلي عن هذه القوة "حزب الله" نحن نقول ببقاء هذه القوة ونريد تنظيمها واضافة قوة اكبر اليها ومنحها غطاء شرعياً قويا".

أضاف: "رئيس مجلس النواب نبيه بري هو المسؤول الوحيد الذي توقف عند الاقتراح، لأن ذهنه مفتوح على كل الاقتراحات والاحتمالات كل الوقت"، مشيرا الى انه لم يتم اي تواصل معه بعد انتهاء جلسة طاولة الحوار، ومتمنياً " على الرئيس بري لعب دور عوّدنا عليه وهو لفت حزب الله الى جدية هذا الطرح ومكوناته واهميته، وتساءل: " فاذا لم يتم القبول به فما البديل؟". أما عن رد فعل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قال: "للأسف لم اشعر انه تصرف بالجدية اللازمة مع هذ الاقتراح." كنت اتوقع ان يتناوله في جدية اكثر، اذ هي المرة الاولى التي يصار فيها الى التقدم باقتراح يجمع كل وجهات النظر وينأى عن الكلام العقيم من الجانبين اي عدم مناقشة مسألة سلاح حزب الله من جهة، او الكلام الاخر الذي يدعو الى نزع هذا السلاح فوراً ومن دون وضع خطة عملية لذلك". وقال "عدم الاتفاق على هذا الاقتراح يعني تمسك الفريق الاخر بالامر الواقع ما يعني ان قرار الدفاع عن لبنان ليس في لبنان، وليس لدى السلطة الشرعية حكما ولا عند الفرقاء اللبنانيين بل عند حزب الله وحلفائه الاقليميين"، سائلاً "اذا كان حزب الله يعتبر ان سلاحه للدفاع عن لبنان فليقل لنا لماذا يرفض هذا الاقتراح. وهل يحق له ان يزج بلبنان واللبنانيين رغما عنهم في الصراع الاقليمي الحالي الدائم؟."

واوضح انه "لا يرى اي امكانية لأي تعديل او تغيير حكومي، متسائلا: لماذا يريدون ابعاد القوات اللبنانية عن الحكومة؟ هل نحن من يحمل السلاح ويطلق النار في برج ابي حيدر؟ أم لاننا من يطالب بشكل مستمر بقيام دولة لبنانية فعلية! الهذا يريدون التخلص من القوات اللبنانية؟ لا يمكن التخلص من حزب سياسي يتمتع بهذا الحجم من التأييد الشعبي والتحالفات السياسية." ولم ير جعجع اية رسائل سياسية من الحوادث الامنية الاخيرة في بيروت. وابدى قناعته بأنها بدأت بحادث فردي لكنه يرى المشكلة في ما كشفت عنه هذه الحوادث من "تركيبة قتالية كاملة موجودة في العاصمة". وسأل: "هذه التركيبة القتالية الميليشيوية في بيروت موجودة ضد من ولمواجهة من؟" وقال:" "للاسف صورة حزب الله تضررت بسبب هذه الحوادث لأنه تبين ان للحزب تركيبة قتالية لا مبرر لها ابدا في العاصمة وكانها لوضع اليد على الساحة الداخلية، وهذا غير مقبول، فمن يريد وضع اليد على الساحة الداخلية عليه ان يضعها في العمل السياسي وليس عسكرياً".  واكد ضرورة جعل بيروت "منزوعة السلاح غير الشرعي، واعلن ان الحكومة بدأت تطبيق هذا القرار ولا مصلحة لأحد في عدم تطبيقه .

وعن العلاقة المستقبلية مع سوريا قال جعجع ان تقدمها "يعود للسوريين، لان اللبنانيين لم يسيئوا يوماً الى سوريا ولا تدخلوا يوماً في السياسة السورية وليس هناك ملف سوري واحد عالق مع لبنان"، مبدياً اسفه "لعدم حصول اي تقدم في اي من المحاور الرئيسية المطروحة"، وموضحاً ان مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات هي عملياً قرار سياسي عند سوريا او مسالة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا او حتى موضوع المعتقلين الموجودين في السجون السورية"، لافتاً الى ان هناك محاولات حثيثة للوصول الى تقدم. وقال "للاسف همّ السوريين زواريب السياسة اللبنانية الداخلية لا العلاقة من دولة الى دولة فهم يحاولون دائماً تزكية اشخاص ووضع فيتو على آخرين"، مؤكداً ان هذه التصرفات لا تتعدى المحاولات "لأن السياسة الداخلية اللبنانية هي اليوم في يد الشعب اللبناني لكنه من المؤسف يستمرون بالمحاولة."

واكد انه "لولا الدور السعودي الذي لعبه الملك السعودي عبدالله لما توصلنا الى الاستقرار الذي حصل مؤخراً والتهدئة".

 

فتفت: كلام بلمار أطاح الشائعات حول المحكمة

وطنية - 1/9/2010 أكد النائب احمد فتفت في حديث الى "تلفزيون لبنان" أن المدعي العام في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي دانيال بلمار "يتمتع بمهنية وصدقية عاليتين"، مقللا من أهمية "أن يكون تأجيل صدور القرار الظني الى ما بعد أيلول هو لاستيعاب الشارع اللبناني ودحض الفتنة الداخلية". وأشار الى أن "كلام بلمار أطاح كل الشائعات التي سرت حول المحكمة وكل التحليلات التي بنيت عليها". وعن القرائن التي عرضها الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في شأن اتهام اسرائيل باغتيال الرئيس الحريري، سأل فتفت: "هل هذا التأخير هو لحماية اسرائيل، أم أن حزب الله لا يمتلكها أصلا؟". وعلق على كلام النائب نواف الموسوي الذي قال "إنهم يحاولون وضع أغلال للمقاومة عند سحب سلاحها لعدم حماية نفسها عند صدور القرار الظني"، فوصفه بأنه "كلام خطر جدا". ورأى أن "العلاقة اللبنانية - السورية تقوم على المساواة والعمل المؤسساتي"، مرحبا ب"كل الجهود التي تمتن العلاقة بين دمشق وبيروت".

 

ترو: جبهتنا الداخلية تكون محمية بالتوافق السياسي الداخلي

بيروت منزوعة السلاح غير قابلة للتطبيق والضبط يكون بميثاق شرف ولجان

وطنية - 1/9/2010 علق النائب علاء الدين ترو على اجتماع اللجنة الثلاثية واجتماع المجلس الأعلى للدفاع، فقال في حديث الى اذاعة "الشرق": "معيب ما جرى في منطقة برج أبي حيدر والنويري، قيل انه بين حليفين وقيل حادث فردي. لو كان هذا الحادث بقرار من الفريقين فماذا كان سيحصل. من المعيب أن تستمر حالة الفلتان وفوضى السلاح أكان في بيروت أم في المناطق وعلى القوى السياسية ضبط السلاح ومنع انفلاته لأنه في الحادث الفردي لا يستطيع أي شخص كائنا من كان أن يجر هذا العدد الكبير من السلاح والمسلحين الى إشكال من هذا النوع". ورأى أن "ما تقوم به اللجنة الوزارية تحت شعار منع الفوضى والتسيب الأمني يكون بإجراءات وقائية بالإتفاق مع القوى السياسية في بيروت لضبط هذا السلاح وتكون هناك أيضا لجان سياسية في الأحياء لا لجان أمنية، وخصوصا بعد الإنفتاح الكبير لتعالج الإشكالات وتحذر من فوضى السلاح القائمة في العاصمة".

وأشار الى أنه "إذا لم يتم التوصل الى صيغ محددة وتفاهمات سياسية معينة وتواصل بين الأفرقاء السياسيين فستبقى البلاد عرضة لهذا النوع من الإشكالات سواء الفردية أو المنظمة".

ورأى أنه "يجب تعزيز دور الجيش في مواجهة الإشكالات واعتقال الفاعلين".

وقال ردا على سؤال: "موضوع سلاح المقاومة يبحث داخل هيئة الحوار، ولكن ما يجب بحثه هو تحت شعار الشعب"، لافتا الى أن "السلاح يستعمل في غير أغراضه ويجب منع أن يكون له قرار سياسي أو أمني أو خارج الإطار القانوني العام في البلد ويجب أن يتم بتفاهمات مع من يملك سلاح المقاومة بضرورة ضبط هذا السلاح المتفلت الذي يستعمل لغير أغراضه السياسية ودور القوى الأمنية والجيش في مواجهة هذا السلاح والفوضى، وهناك الكثير من الفوضى في بيروت وأعمالا مخلة بالأمن".

اضاف: "شعار بيروت منزوعة السلاح غير قابل للتطبيق. نحن نريد قرارات تطبق بضبط هذا السلاح عبر ميثاق شرف بين القوى السياسية الموجودة لمنع استعمال هذا السلاح داخل الأحياء السكنية والقرى والبلدات على مستوى لبنان لأنه بهذا الميثاق وباللجان السياسية التي يجب ان تتواصل في ما بينها يضبط هذا السلاح ويمنع من الإخلال بالأمن والنظام وتعريض حياة المواطنين للفوضى".

وقال: "توافقنا كلنا كلبنانيين على المحكمة الدولية وكان القرار بموافقة الجميع على عملها على رغم الإعتراضات والملاحظات. ويجب الفصل بين المحكمة كقرار صدر عن مجلس الأمن الدولي وبين القرار الظني الذي سيصدر عن القاضي الدولي الذي أكد أنه لم يصدر بعد. إن الإستعجال في طرح الموضوع يستدل من خلاله أن هناك عملا وقائيا لمواجهة ما سيصدر عن رئيس المحكمة"، مشيرا الى أن رئيس الحكومة "قادر بتعاطيه في مواجهة هذه المسائل على التواصل مع "حزب الله" ومع كل القوى السياسية التي تخوض حملة الشهود الزور وحملة القرار الظني بتهدئة الساحة السياسية وإبعاد الموضوع عن الإعلام في مواجهة هذه الإستحقاقات والمسائل الخلافية".

وأشار الى أن "المدعي العام الدولي أكد أن المحكمة غير مسيسة وربما الحملة التي تتبع هي ليست للضغط على من يؤيدون المحكمة إنما هي للضغط السلبي على المدعي العام الدولي".

ودعا الى "ضرورة تحصين الوضع الداخلي مهما كان قرار المحكمة الدولية لأنه بوجود التوافق السياسي الداخلي فإن جبهتنا الداخلية تكون محمية"، لافتا الى أن "المحكمة أنشئت بقرار دولي لا يستطيع من هو ضدها أو معها أن يغير عملها أو يعرقله أو يلغيه".

 

الكتلة الوطنية: لإنشاء هيئة وطنية لنزع سلاح المليشيات

تثبت للبنانيين والمجتمع الدولي أن الوطن دخل مسيرة سلام ونهوض

وطنية - 1/9/2010 رأى حزب الكتلة الوطنية في بيان بعد الاجتماع الدوري للجنته التنفيذية في زوق مكايل، "أن سلم القيم وتعريفها قد انقلب وفق مفهوم حزب الله وأتباعه مئة وثمانين درجة، فهم يهاجمون من استنكر الحوادث الأخيرة في برج أبي حيدر وكأن المطلوب مباركتها، ويعترضون إذا ما بادر المسؤولون الى القيام بواجباتهم التي تملي عليهم زيارة موقع الحدث ومؤاساة أهله وتخفيف آلامهم. فبالنسبة اليهم، المطالبة بتطبيق النظام ومحاسبة من أزهق الأرواح وأرهب الناس وأحرق الممتلكات وحمل السلاح جريمة وعمالة ومؤامرة لا تغتفر. لم يعد جائزا أن يدفن السياسيون والأمنيون رأسهم بالرمال كالنعامة، فموقفهم هذا أصبح كالمشاركة في جريمة نحر الوطن والمؤسسات. فما نفع الكلام عن مشاريع وإنماء ونمو وإستثمارات في ظل استقرار قائم على أمن بالتراضي والإستجداء لا بالهيبة وفرض القانون. أننا نسأل هل الوطن أصبح فداء المقاومة أم أن المقاومة هي فداء الوطن؟

واستغرب الحزب "تصريحات بعض السياسيين الذين ردوا على مطلب بيروت منزوعة السلاح بحصر الموضوع بتنظيم إعطاء تراخيص حمل السلاح الفردي. فهذا الموضوع يمكن مقارنته بمرسوم التجنيس، الذي بدل أن تدرس ملفاته كل على حدة، لجأ الى إعطاء الجنسية بالجملة دون تقدير العواقب، فهم يريدون تنظيم السلاح الفردي وإعطاء رخص بالمفرق، بينما يريدون إعطاء رخصة حمل سلاح بالجملة لحزب الله دون معرفة هوية حامله ولا من يحركه". وختم: "إن حزب الكتلة الوطنية، وفي موضوع نزع السلاح، وخصوصا بعد اشتباكات برج ابي حيدر يجدد اقتراحه بإنشاء "الهيئة الوطنية العليا لنزع سلاح المليشيات" لأنها وحدها التي تثبت للبنانيين والمجتمع الدولي ان لبنان دخل مسيرة سلام ونهوض، وبغير ذلك ستظل صورة لبنان غير المستقر وغير الآمن والذي هو في حاجة دائما الى من يتدخل فيه، مطبوعة في نظر مواطنيه ومهاجريه والعالم أجمع".

 

امانة 14 آذار: نزع السلاح بات مطلبا شاملا وما اعلنه بلمار اسقط محاولات الترهيـــب

المركزية- اعتبرت الامانة العامة لقوى 14 آذار ان نزع السلاح غير الشرعي بات مطلباً شعبياً وسياسياً واقتصادياً. وعاهدت الشعب اللبناني المضيّ في هذا السبيل، ودعت بعض الرؤوس المنتفخة إلى التعقُّل والإقلاع عن المشاريع العبثية لافتة الى مؤشرات خطيرة على نزعة بعض الفرقاء الترهيبية ضد اللبنانيين والسياح الأجانب. وأضافت إن هذه الأساليب تدل الى وجود اوركسترا من المخلين بالأمن منتشرة على مساحة الجغرافيا اللبنانية تتحرك للنيل من سلطة الدولة اللبنانية وصدقيتها وفرض أمر واقع يرفضه اللبنانيون. واكدت ان ما اعلنه المحقق الدولي دانيال بيلمار دليل الى فشل كل حملات التهويل والترهيب التي تحاول النيل من عمل المحكمة الدولية وصدقيتها.

عقدت الامانة العامة اجتماعها الاسبوعي في مقرها في الاشرفية في حضور النائبين عمار حوري وسيبوه كالباكيان اضافة الى النائبين السابقين: منسق الامانة العامة الدكتور فارس سعيد، الياس عطالله ومصطفى علوش والسادة : آدي أبي اللمع، الياس أبو عاصي، هرار هوفيفيان، واجيه نورباتليان، يوسف الدويهي و نوفل ضو.بعد الاجتماع تلا عطا الله الببان الآتي:

أولاً: ناقش المجتمعون تداعيات الإشتباكات الميليشيوية الأخيرة في قلب العاصمة وما نجم عنها من أضرار فادحة أصابت المواطنين في أمنهم ومصالحهم، كما أساءت إلى صورة الدولة وصدقيتها. وإذا كان هذا الحادث الخطير قد أعاد إلى الأذهان صورةً كالحة من صور الفلتان الأمني واستباحة العاصمة، فقد أعطى لمطلب "بيروت منزوعة السلاح" أولوية آنية مقدمة لجعل لبنان كله منزوع السلاح غير الشرعي.إن ما جرى من توافق واسع وتلقائي على هذا المطلب، عبَّرت عنه مواقف القوى السياسية الحريصة على مشروع الدولة فضلاً عن تعبيرات الرأي العام وهيئات المجتمع المدني، ينبغي أن يحمل الجميع على الرجوع إلى كنف الدولة.

لقد بات نزع السلاح غير الشرعي مطلباً شعبياً وسياسياً واقتصادياً. وقد تدارست الأمانة العامة لقوى 14 آذار في إجتماعها مختلف الوسائل والأساليب الديمقراطية والمدنية والسلمية الآيلة إلى تحقيق هذا الهدف الوطني. وهي إذ تعاهد الشعب اللبناني المضيّ في هذا السبيل، فإنها تدعو بعض الرؤوس المنتفخة إلى التعقُّل والإقلاع عن المشاريع العبثية التي سبقهم إليها كثيرون في هذا البلد وعادت على الجميع بالخسران.

ثانياً: توقف المجتمعون عند مجموعة من الحوادث الأمنية المتنقلة، ولا سيما إطلاق عناصر من المردة النار في جرود منطقة بشري الأحد الماضي، وخطف السائحين البولنديين في منطقة بعلبك – الهرمل الليلة الماضية، واعتبروها مؤشرات خطيرة على نزعة بعض الفرقاء الترهيبية ضد اللبنانيين والسياح الأجانب. إن هذه الأساليب تدل على وجود اوركسترا من المخلين في الأمن منتشرة على مساحة الجغرافيا اللبنانية تتحرك للنيل من سلطة الدولة اللبنانية وصدقيتها وفرض أمر واقع يرفضه اللبنانيون.

ثالثاً: تبدي الأمانة العامة لقوى 14 آذار ارتياحها الى المهنية الصلبة الذي يتعاطى بها المدعي العام الدولي دانيال بيلمار مع ملف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. ويرى المجتمعون أن ما أعلنه بيلمار دليل على فشل كل حملات التهويل والترهيب التي تحاول النيل من عمل المحكمة الدولية وصدقيتها، وعلى استحالة التأثير على المسار المستقل لعملها مهما ارتفعت الضغوطات التي يمارسها بعض الفرقاء الداخليين والخارجيين على الشعب اللبناني ومؤسساته الدستورية.

رابعاً: توقفت الأمانة العامة لقوى 14 آذار عند الذكرى السنوية الثانية والثلاثين لتغييب الأمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، واستذكرت دوره الوطني في وأد الفتن والتمسّك بفكرة لبنان العيش المشترك والسلم الأهلي ونبذ العنف والتعصّب الطائفي والمذهبي.

وعن دعوة الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط الى فصل القرار الظني عن موضوع المحكمة الدولية، قال عطا الله: يصعب فهم هذا الكلام في شكل منطقي ويحمل التباسا كبيرا، كيف نريد فصل القرار الظني عن المحكمة امر غير مفهوم حتى في المنطق الشكلي وليس في المضمون القميق ولا ترجمة له.

اضاف: اعتقد ان خلفياته واضحة، البعض لا يريد ان اتخاذ المواقف الواضحة من الموضوع. ان المحكمة تثبت كل يوم دورها المهني والمحترف. وفي الامس اثبت القاضي بيلمار هذه الحرفية والمهنية العاليتين.

 

جنبلاط زار السفارة السورية

المركزية- زار رئيس الجزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط السفارة السورية في بيروت وعقد اجتماعا مع السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، وعرض معه التطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة

 

كلام بلمار يهز اسس مواقف حزب الله ويفرمل اندفاعـه مجلس الوزراء

بلمار التزام التهدئة ويتخذ "المناسب"لمنع الحوادث انطلاق المفاوضات يواجه تحركا اعتراضيا من قوى الممانعة

المركزية- "لا قرار ظنيا في ايلول ولا حتى مسودة موضوعة حتى الساعة و صدوره في أقرب وقتٍ ممكن، ولكن ليس في وقتٍ أقرب من الممكن".عبارات اطلقها المدعي العام الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي دانيال بلمار من شأنها ان تحدث تغييرا جذريا في مفاصل المشهد اللبناني الداخلي الذي تتحكم به خيوط المحكمة ويعيش على هاجسها سياسيا وامنيا .

وكلام بلمار يعني عمليا وجوب اتخاذ الاوضاع المتشنجة منحى تبريديا ولا سيما على ضفة حزب الله الذي هزت عبارات المدعي العام كل الاسس التي بنى عليها مواقفه الاخيرة التي خلقت مناخ التوتر خصوصا لجهة ان القرار الظني مكتوب ويبحثون عن ادلة لاتهام حزب الله تماما كما في ملف شهود الزور الذي لم يستخدم بلمار مرة هذه العبارة وفق ما اكد متسائلا من قال عن هسام هسام ومحمد الصديق انهما شاهدا زور؟ ويأتي موقفه هذا بعدما انضم رئيس مجلس النواب نبيه بري امس الى قافلة مطالبي القضاء اللبناني بالتحقيق في ملف شهود الزور في وقت يعكف وزير العدل ابراهيم نجار على اعداد دراسة خاصة به خلاصتها ان لا شاهد زور ما دام لم يقسم اليمين امام المحكمة .

عودة الى التهدئة: ويتوقع المراقبون السياسيون في ضوء ما افرزته الساعات الاخيرة من تطورات عودة الهدوء تدريجا الى المسرح اللبناني ومفاعيل القمة العربية الثلاثية في بعبدا وما تلاها من خطوات صبت في مصلحة تدعيم الاستقرار بحيث تطوى صفحة الاشكالات الامنية التي شغلت البلاد في الايام الاخيرة والتي استدعت تدخلا على اعلى المستويات تخطى الحدود واقلق الحريصين على لبنان ورعاة امنه ولا سيما الجانب القطري الذي ابدى استعدادا للمساعدة والتدخل اذا اقتضت الحاجة لاعادة الامور الى نصابها المحكوم باتفاق الدوحة.

مجلس الوزراء: وعززت هذا التوجه اجواء جلسة مجلس الوزراء التي بحثت في تداعيات حوادث برج ابي حيدر من كل جوانبها وتأكيد الوزراء كافة اهمية عودة الهدوء .وعلم في هذا المجال ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ركز على ضرورة التزام سقف التهدئة والعمل على منع تكرار الحادثة بكل الطرق والوسائل والتركيز على النشاط الحكومي . واعتبر الوزيران حسين الحاج حسن ومحمد فنيش ان ما حصل من مواقف عقب الحادثة كان تسييسا، فيما اكد رئيس الحكومة سعد الحريري انه لم يوجه "اي اتهام الى احد لكن هناك إشكالا أمنيا كبيرا حصل ونتج عنه ألمٌ عند الناس في المنطقة".

واشارت المعلومات التي تسربت من الجلسة الى ان الحكومة كلفت مجلس الأمن المركزي اتخاذ تدابير حفظ الامن في بيروت، وتم تكثيف وجود القوى الامنية فيها بحيث تم رفد المدينة بـ6 سرايا من الامن الداخلي و3 كتائب من الجيش اللبناني كما تقرر رفع عدد المتطوعين في قوى الأمن الداخلي الى 2900 عنصر اضافة الى 4الـ آلاف التي كانت مقررة سابقا.كما أطلع وزير العدل إبراهيم نجّار المجلس على توقيف 12 شخصًا شاركوا في أحداث برج أبي حيدر حتى الساعة.

بين 8 و14: اما مواقف بلمار فشكلت الحدث الابرز اليوم لجهة تقويمها في موازين القوى السياسية وخصوصا بين 14 و8 اذار حيث ابدت الاولى عبر امانتها العامة ارتياحها لـ"المهنية الصلبة التي يتعاطى بها المدعي العام الدولي ملاحظة أنَّ "ما أعلنه بيلمار دليل على فشل كل حملات التهويل والترهيب التي تحاول النيل من عمل المحكمة الدولية وصدقيتها، وعلى استحالة التأثير في المسار المستقل لعملها مهما ارتفعت الضغوط فيما لوحظ ان سياسيي 8 اذار اكتفوا بالاشارة الى ان المحكمة لا تعنيهم وكلام بلمار كذلك اما حزب الله فالتزم صمتا مطبقا وغابت اي مواقف لنوابه او فاعلياته في ساعات ما قبل الظهر في انتظار ما قد يعلنه نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بعد ظهر اليوم خلال الاحتفال التأبيني الذي يقيمه الحزب في مجمع أهل البيت التربوي الثقافي - زقاق البلاط لمناسبة مرور اسبوع على مقتل محمد فواز وعلي الجواد في حوادث برج ابي حيدر، وتردد في هذا المجال ان وفدا من جمعية المشاريع قد يشارك في الاحتفال، وما قد يطلق الامين العام السيد حسن نصرالله من مواقف الجمعة في يوم القدس، حيث يتوقع ان يتطرق الى كلام بلمار وحوادث برج ابي حيدر تداعيات وذيولا ولا سيما لجهة مطالبة نواب وقوى 14 اذار بجعل بيروت عاصمة منزوعة السلاح ،وهو ما شددت الامانة العامة عليه مجددا اليوم اذ اعتبرت ان" الحادث الخطير أعاد إلى الأذهان صورةً كالحة من صور الفلتان الأمني واستباحة العاصمة وأعطى لمطلب "بيروت منزوعة السلاح" أولوية آنية مقدمة لجعل لبنان كله منزوع السلاح غير الشرعي"،علما ان الحركة المطلبية المتنامية في اتجاه نزع سلاح العاصمة مستمرة على اكثر من مستوى حيث تطلق هيئات ومؤسسات المجتمع المدني برنامج تحركها في مؤتمر صحافي تعقده الجمعة المقبل .

المفاوضات: اما على الخط الاقليمي -الدولي المتداخل بالمحلي فتنطلق غدا المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين برعاية اميركية ،وقبل ساعات على الحدث أعلن الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أنَّ "الولايات المتحدة تسعى دائماً لإطلاق مفاوضات سلام بين إسرائيل من جهة وسوريا ولبنان من جهة أخرى".

ولفت في حديث صحافي في البيت الأبيض، إلى أنَّ "في ما يتعلق بسوريا، فالجهود مستمرة في محاولة لإلتزام إسرائيل وسوريا في شكل ما محادثات سلام بين البلدين، وكذلك بين إسرائيل ولبنان"، مكرراً رغبة الرئيس الاميركي باراك أوباما في "التوصل إلى سلام في كل المنطقة وليس فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأضاف: "عندما أعلن الرئيس تعييني، بعد يومين على تسلمه السلطة، تحدث عن سلام شامل، ووصفه بأنه بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل وسوريا، وبين إسرائيل ولبنان، ودعا لأن تكون إسرائيل في سلام مع جميع جيرانها العرب، وهذا الأمر ما زال هدفنا".

المطارنة الموارنة: وفي بيروت، سجل موقف بارز لمجلس المطارنة الموارنة اعتبر فيه "ان لبنان معني مباشرة بهذه القضية لا سيما بمعضلة اللاجئين الفلسطينيين الذين قد يحرمون من حق العودة او يجبرون على التوطين في البلدان التي يعيشون فيها وهذا ما يرفضه جميع اللبنانيين لانه يتناقض مع الدستور اللبناني ويشكل أكبر خطر على لبنان دولة ومجتمعا وكيانا كما ترفضه سائر البلدان المضيفة. ودعا الدولة اللبنانية الى مواكبة هذه المفاوضات بحملة دبلوماسية واعلامية واسعة وواضحة ترفض تنصل المجتمع الدولي من مسؤولياته وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين على حساب لبنان. "

في مواجهة المفاوضات: وفي سياق متصل ، نقلت مصادر ديبلوماسية عربية لـ"المركزية" اجواء مفادها ان ثمة مخاوف جدية من امكان حصول ردة فعل اعتراضية على انطلاق المفاوضات وخصوصا من جانب القوى الممانعة للمفاوضات لانها تعتبرها استسلاما وقد بدأت تحركا في الضفة الغربية لتؤكد ان الكلمة ليست فقط لمنظمة التحرير وان توجه رئيس السلطة محمود عباس للتفاوض مع الاسرائيليين سيكون من موقع المفاوض الضعيف غير القادر على التحكم بالقرار الفلسطيني فهو رئيس سلطة منقسمة على نفسها وممدد له رغم الاعتراضات الواسعة.

وكشفت المصادر عن استياء سوري بلغ مسامع الادارة الاميركية جراء ما اعتبرته دمشق عزلا سوريا لها في مرحلة ما قبل المفاوضات المباشرة وهي المعنية بالملف الفلسطيني ،واوضحت ان الرئيس بشار الاسد غير متفائل بما قد تفضي اليه المفاوضات باعتبار ان المفاوض الفلسطيني ذاهب في وضع بالغ السوء في الحياة السياسية الفلسطينية.

 

معين المرعبي رد على كلام العماد عون

عكار كانت وما زالت وستبقى المدافع عن النظام والحاضن الاكبر والعمق الاستراتيجي للقوى الشرعية

وطنية - 1/9/2010 رد النائب معين المرعبي على كلام النائب العماد ميشال عون الاخير وقال في تصريح اليوم :"كنا نتمنى من الجنرال أن يذكر عكار و ابنائها بالخير و يطالب معنا بانصاف هذه المنطقة الطيبة بالماء و الكهرباء و الجامعة و المدرسة و الطرقات و المستشفيات و غيرها من الشؤون التنموية و التي حرمت منها عكار لحساب تنمية اغلب المناطق اللبنانية الاخرى". اضاف :"كما كنا نتمنى ايضا من الجنرال أن يذكر على الاقل ابناء عكار الشرفاء الذين دافعوا عنه في العام 1990 واستشهدوا ليحيا الجنرال و ينساهم و ينسى معهم الحصار. على كل.وتصحيحا لبعض المغالطات والمعلومات التي ادلى بها الجنرال حين تناول مناطق عكار واكروم و طرابلس نذكره،ان عكار معروفة بكونها عرين و خزان القوى الوطنية الشرعية من قوى أمن و جيش وغيرها.ودفع اهلها و من كل الاديان والمذاهب و على مر العصور اثمانا باهظة من ارواح ابنائهم دفاعا عن الوطن و عن العيش الواحد في وطنهم لبنان،والتاريخ على ذلك شهيد.وان عكار كانت وما زالت و ستبقى باذن الله المدافع الاول عن الوطن والقانون و النظام والحاضن الاكبر والعمق الاستراتيجي للقوى الشرعية.وآخر دليل على ذلك وقوف ابناء عكار اثناء الحرب على الارهاب عام 2007 الى جانب جيشنا البطل،حيث قدمت الشهداء بالمئات ولن تبخل.وان عكار هي المنطقة الاكثر امانا في الوطن وهي خالية من أي مربعات امنيةأو قوات غير شرعية (الا من قليل قليل يتبع الجنرال و فريقه،كما ذكر بنفسه).أما بالنسبة للسلفية فهي و كما يعلم الكل العلم بأنها مذهب ديني من المذاهب الاسلامية الحنيفة (اتباع السلف الصالح) ولا يجب أن تختلط على البعض الامور فلا يميز بين الدين والسياسة".

وختم المرعبي :"حتى لا نضطر الى قول المزيد،نرجو من الجنرال التأكد من معلوماته قبل أن يقوم باتهام مناطق ينحني الاوفياء الشرفاء عند ذكر اسمها".

 

نتنياهو يتوعد بمعاقبة المسؤولين عن سفك "الدماء" الإسرائيلية

توزيع حلوى في غزة ابتهاجاً بالعملية 

واشنطن، الخليل - وكالات

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمعاقبة المسؤولين عن سفك "دماء المدنيين الإسرائيليين"، رداً على مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، في إطلاق نار تبنته حركة حماس، الثلاثاء 31-8-2010. وقبيل لقائه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في واشنطن، قال نتنياهو "لقد شهدنا اليوم عملية قتل وحشية لأربعة إسرائيليين أبرياء"، مؤكداً أن "سفك دماء المدنيين الإسرائيليين لن يمر من دون عقاب". وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، "مسؤوليتها الكاملة" عن هجوم بالرصاص استهدف سيارة قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية، ما أدى إلى مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين كانت تقلهم، في هجوم نددت به السلطة الفلسطينية، ورأت أنه يتناقض مع المصالح الفلسطينية ويهدف إلى إفشال العملية السلمية. وجدد نتنياهو وعده بالعثور على مدبري الهجوم ومنفذيه ومعاقبتهم. كما كرر عزمه وضع أمن إسرائيل في صميم المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، والتي ستبدأ الخميس بعد توقف دام 20 شهراً. بدورها، دانت كلينتون الهجوم معتبرة أنه عمل ينم عن "وحشية همجية لا مكان لها في أي بلد كان وفي أي ظرف كان". وأضافت أن نتنياهو أتى إلى واشنطن بهدف القضاء على "قوى الدمار" عبر التفاوض المباشر مع الفلسطينيين.

 تفاصيل العملية

وكانت مصادر إسرائيلية قد أعلنت عن مقتل المستوطنين في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "كريات أربع" القريبة من بلدة بني نعيم. وفي التفاصيل قالت المصادر الإسرائيلية إنه وفي تمام السابعة والنصف مساء (بالتوقيت الصيفي) أطلقت النار باتجاه سيارة إسرائيلية خصوصية كانت تسافر على مفترق طريق بلدة بني نعيم جنوب الخليل، ما أدى إلى مقتل 4 من كانت تقلهم بينهم امرأة حامل، فيما قالت مصادر نجمة داوود الحمراء إن القتلى هم رجلان يبلغان من العمر 25 و40 عاماً وامرأتان في ذات العمر تقريباً.

وحضرت قوات كبيرة تابعة للجيش الإسرائيلي وشرعت بأعمال تمشيط واسعة النطاق. وفي أنباء غير مؤكدة قالت مصادر إسرائيلية إن قوات الجيش ألقت القبض على منفذي العملية.

بدورها، قالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال أغلقت بلدة بني نعيم شمال الخليل وشرعت في عمليات دهم وتفتيش واسعة، كما أغلقت جميع المداخل المؤدية إلى مدينة الخليل.

وأضافت أن قوات الاحتلال تقوم بأعمال استفزازية بالبلدة، واعتدت على عدد من المواطنين بالضرب، وقامت بعمليات تفتيش لعدد من المنازل ومستشفى الولادة هناك.

كما اندلعت مواجهات في بلدة الشيوخ شمال الخليل بعد اقتحام قوات الاحتلال للبلدة.

 استهداف المفاوضات

واعتبر الناطق بلسان حركة حماس فوزي برهوم في حديث مع موقع يديعوت أحرونوت العملية "رداً طبيعياً على جرائم العدو"، مضيفاً: "هدف العملية ليس إفشال المفاوضات فهي فاشلة قبل أن تبدأ، لكن العملية هي رد طبيعي على جرائم الاحتلال".

من ناحيتها، أدانت السلطة الوطنية الفلسطينية عملية إطلاق النار في منطقة الخليل واعتبرتها متناقضة مع المصالح الفلسطينية، وتستهدف نجاح العملية السلمية.

وقال رئيس الوزراء سلام فياض "إن العملية وتوقيتها يستهدفان الجهود التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية لحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني إزاء متطلبات نجاح العملية السياسية وقدرتها على إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا". وأكد فياض في بيان أن العملية "تتناقض مع المصالح الوطنية الفلسطينية والرؤية الاستراتيجية التي تتبناها السلطة الوطنية، والتي تجمع بين النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحريرالفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي من جهة، واستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية وتعزيز المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال من جهة أخرى، تحقيقاً لهدف إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود العام 1967".

 

مخاوف أمنية ترجئ زيارة صفير لقرطبا...وعون بدوره يرجئ زيارته!

علمت "المركزية" أن راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي أبلغ قبل ظهر اليوم منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد إرجاء زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في 11 الجاري الى قرطبا حيث كان من المقرر أن يقيم سعيد مأدبة غداء على شرفه في دارته دعا إليها فاعليات المنطقة.

وكانت المنطقة شهدت منذ أيام إشكالا بين عائلتي عساكر وزعيتر استدعى اتصالات أجراها وجهاء قرطبا للحد من تداعيات الحادث ومنع تكرار ما حصل. وفي هذا الإطار يعقد سعيد مؤتمرا صحافيا في الثانية عشرة ظهر غد في دارته في قرطبا يتحدث فيه عن هذا الموضوع، وهو رفض في اتصال مع "المركزية" التعليق على تأجيل زيارة البطريرك صفير، مؤكدا أنه "سيقول كل شيء غدا".

تجدر الإشارة الى أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون أرجأ بدوره زيارته المقررة للمنطقة في 12 الجاري، حيث أبلغ النائب وليد الخوري رئيس بلدية قرطبا رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس أن السبب يعود الى انشغالات عون.

 

شمعون لموقع "القوات": التشنجات ستستمر لحين يصبح لدينا دولة "قوية العضلات"ولا أحد سيأتي ويقول لها تفضلي وخذي مكاني بل عليها ان تزيحهم وتسلبهم الكرسي

استغرب رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون المنطق المتبع بعد حوادث برج أبي حيدر، بحيث شكّل "حزب الله" و"جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" اللجان المشتركة للتحقيق ولمعاينة الأضرار وتقييمها، مؤكداً ان هذا الأمر هو من صلاحيات الدولة وأجهزتها. وأضاف: "حيط الدولة واطي وهي لم تتعود تحمل مسؤولياتها"، آملاً ان تتحسن الظروف "كي لا تضطر الدولة ان تتعلم الأمثولة بثمن غال".

وفي حديث لموقع "القوات اللبنانية" الإلكتروني، استبعد شمعون أن يؤدي إعلان المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، القاضي دانيال بلمار عدم جهوزية القرار الظني، وبالتالي عدم صدوره في أيلول، إلى وقف التشنج، مشيراً إلى ان من يفتعل هذه التشنجات والإشكالات "يعلم جيداً ان القرار الظني في توقيته ومضمونه مرتبط بالتحقيق الذي يجريه بلمار، وليس بأي شيء آخر".

وأكد شمعون ان لا احد يستطيع إيقاف صدور القرار الظني، لكون المحكمة الدولية كيان مستقل عن المؤسسات اللبنانية، موضحاً ان لا لبنان ولا غيره من الدول يستطيع التأثير على مسارها. ولفت إلى ان ما يجري تداوله حالياً بشأن مضمون القرار الظني المرتقب هو لإعطاء الإنطباع بأن "بعض الأطراف على دراية بما يحدث"، معتبراً ان هذا "نوع من تسميع الأمثولة لكي تظل القاعدة التي يريد البعض الترويج لها بأن المحكمة مسيسة."

ورأى شمعون بأن التشنجات ستستمر لحين يصبح لدينا دولة "قوية العضلات". وأضاف: "لا أحد سيأتي ويقول للدولة تفضلي وخذي مكاني، بل على الدولة ان تزيحهم وتسلبهم الكرسي"، مشيراً إلى ان "هذا صعب جداً في ظل قضية الولاء والإنتماء والخلاف على معنى المواطن والمواطنية، فكل يفسر واجبات المواطن تجاه وطنه على ذوقه. والحق ليس عليهم، انما على الدولة اللبنانية التي من الأساس لم يكن لديها الثقة الكافية بنفسها لأن تصدر كتاب تاريخ موحد لكي يتعرف اللبنانيون على تاريخهم الحقيقي".

وإلى ذلك، اعتبر شمعون ان الرد على المؤتمر الأخير لرئيس تكتل "الإصلاح والتغيير" النائب ميشال عون ودفاعه عن "حزب الله" وسلاحه "إضاعة للوقت"، موضحاً ان عون سيظل على مواقفه هذه طالما يستفيد سياسياً من الموضوع. وأضاف: "كما ان هناك مجنون ليلى، هناك مجنون الكرسي، وعون يظن ان حزب الله سيوصله إلى الرئاسة. ورأى شمعون ان عندما تنتفي حاجة عون للحزب، "سيصبح مصيره مثل مصير حلفاء عون السابقين الذين استغنى عنهم بمجرد ان انتفت حاجته إليهم".

 

محمد عبد الحميد بيضون: "الأحزاب الشيعية الحالية تنتهج خطًا يتنافى تماماً مع خط الإمام الصدر"

بفريق 8 آذار يبتز كل البلد لأنه يستطيع تخريبه... وعلى حزب الله التخلي عن عقلية الميليشيا للحفاظ على صورة المقاومة

جمال العيط، الاربعاء 1 أيلول 2010

شجب الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون الاشتباكات المسلحة التي شهدتها بيروت، مشددًا على أن "المشكلة الكبرى تكمن في وجود جماعات مشاركة في المؤسسات الدستورية من حكومة ومجلس نواب وغيرها، وعلى الرغم من ذلك لا تريد ان تعترف بشرعية الدولة ومؤسساتها، ولا بأبسط قواعد العمل السياسي".

بيضون، وفي حديث لموقع “nowlebanon.com” لاحظ أن "هناك صراع نفوذ على السيطرة على هذه المنطقة او ذاك الحي أو الشارع، الأمر الذي يدفع إلى الإستنتاج بأنّ البلد محكوم من الميليشيات"، داعياً في المقابل الى "مراجعة جذرية لوضع المؤسسات الرسمية، وبخاصة المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية".

 وإذ شدد على وجوب على "أن تحزم الدولة أمرها حيال الميليشيات التي ما زالت تتحكم بمصائر اللبنانيين وسلامتهم، لا سيما وأنّ لبنان سبق واتخذ قرار حل الميليشيات في اتفاق الطائف"، أكد بيضون أنّ "وجود ظاهرة ميلشيوية في الداخل هو بالتأكيد تمهيد للفتنة لا أكثر ولا أقل".

 بيضون الذي لفت إلى "وجوب أن يعتذر "حزب الله" لأهالي بيروت، ولا يكفي ان يقول بأنه سيعوض عن الخسائر والدمار الذي لحق بالاحياء والممتلكات، فضلاً عن ترويع الأهالي الآمنين في بيوتهم"، أوضح أنه خلال اشتباكات برج أبي حيدر وبعض المناطق المحيطة "تم إطلاق أكثر من 50 قذيفة صاروخية في مناطق آمنة"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ "الحركة الاقتصادية أصيبت كذلك جراء هذه الإشتباكات التي أدت إلى خسارة لبنان كالعادة كثيراً من التوقعات الإيجابية اقتصاديًا وتنمويًا".

 إزاء ذلك، طالب بيضون "حزب الله بإجراء مراجعة نقدية للسياسة التي ينتهجها، والتي أدت إلى نتائج سيئة على لبنان، وبالتالي فإنّ الحزب معني بسحب جميع الاسلحة من بيروت وغيرها من المناطق"، وكشف بيضون في هذا السياق عن "وقوع أحداث يومية مؤسفة في الضاحية الجنوبية حيث تندلع اشتباكات من هنا وهناك"، مشيرًا إلى أن "عملية النظام من الإيمان فشلت والضاحية لا تزال محكومة بالسلاح".

وفي الإطار نفسه، لفت بيضون إنتباه "حزب الله" إلى أنّ مجريات الأحداث "تركت عند اللبنانيين جميعاً انطباعاً بأنه تحول الى ميليشيا، أو أن حيثية الميليشيا لديه أصبحت اكبر من حيثية المقاومة، لذلك بات عليه ان يتخلص من عقلية الميليشيا للحفاظ على صورة المقاومة، إذا ما زالت المقاومة تهمه"، معتبرًا في المقابل أنّ "حزب الله غير قادر على الدفاع عن نفسه إلا بالمضي قدمًا باتهام الاخرين على التعبئة والتحريض ضده، في الوقت الذي ينتهج هو نفسه خطابًا تعبوياً وتحريضاً".

وأشار بيضون إلى أنه "وفي حين يحاول الأفرقاء الآخرون إدارة ملف العلاقات الداخلية، خصوصاً منها السنية-الشيعية، بحكمة وعقلانية ودراية تحت عنوان العيش المشترك والدعوة الى احترام سيادة القانون والدستور، نرى جميعاً كيف أنّ "حزب الله" لا ينتهج سوى منطق التخوين والتحريض ووضع البلد تحت وصاية السلاح"، مستغربًا في هذا المجال "انتقاد رئيس الحكومة سعد الحريري الذي قام بواجباته ومسؤولياته بوقوفه مع الناس وتفقد الاضرار الجسيمة التي لحقت بالاهالي والممتلكات جراء اشتباكات حزب الله والأحباش".

 وإذ شدد على أنّ "موضوع المقاومة بدون مرجعية الدولة لا معنى له"، أوضح بيضون متسائلاً: "إذا لم ندافع ونقاوم في سبيل وطن محكوم من الدولة ومؤسساتها السياسية والامنية والقضائية، فعن ماذا تدافع المقاومة؟"، مطالبًا في المقابل الدولة بوجوب أن "تسترجع وتعزز هيبتها وهيبة مؤسساتها، في ظل وجود انطباع عام لدى معظم اللبنانيين ان مؤسسات الدولة الامنية والقضائية لا تقوم بعملها كما يجب".

 وفي سياق آخر، أكد بيضون أن "اللبنانيين يريدون معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبالتالي فهم غير معنيين بحملة "حزب الله" على المحكمة الدولية، وما ملف شهود الزور سوى جزء من هذه البروباغندا التي يقوم بها حزب الله"، مشددًا في المقابل على أنّ "الخطير جداً في هذا الأمر يكمن في الجوقة الموجودة حول حزب الله وبعض حلفائه والتي تهول على اللبنانيين بأنه في حال صدر القرار الظني فسوف يخرب البلد"، وتساءل بيضون: "هل هذا البعض يفخر بتخريب لبنان؟"، وأضاف: "الفخر هو لمن يساهم في بناء البلد وليس في خرابه"، معربًا عن أسفه لكون "فريق 8 آذار يبتز البلد كله تحت وطأة أنه قادر على تخريبه، فمن المعيب أن تفتخر أي جهة بقدرتها على تخريب هذا البلد وكأنه جزء من كيان عدو".

 وفي معرض إنتقاده النهج السياسي لحزب الله الذي "يعتبر أكثر من نصف اللبنانيين عملاء وخونة، ويعتبر جماعته وحلفاءه من جنس الملائكة"، شدد بيضون على ضرورة أن "يعمد حزب الله إلى معالجة جذرية ذاتية لعمله السياسي والامني في الداخل"، مذكرًا في هذا المجال "بمواقف الامام المغيب موسى الصدر الذي بذل جهوداً حثيثة ودؤوبة ومتواصلة لبناء مشروع الدولة، كما انه كان الاساس في عملية لبننة قضية الجنوب اللبناني، بمعنى ان تسترد الدولة القرار في الجنوب بعد ان كان هذا القرار محكوماً من العدو الاسرائيلي من جهة والمنظمات الفلسطينية بغطاء من الدول العربية والاقليمية من جهة ثانية"، وختم بيضون بالإعراب عن أسفه لكون "الاحزاب الشيعية السياسية الموجودة حالياً، تعيد قرار الجنوب الى اللعبة الدولية والى القوى الاقليمية، خصوصًا سوريا وايران، وفق خط سياسي يتنافى تماماً مع خط الإمام موسى الصدر".

 

أحمدي نجاد: لإشراك "حماس" في المفاوضات لأنها الجهة الأكثر تمثيلاً للفلسطينيين

الاربعاء 1 أيلول 2010/انتقد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، معتبراً أنّها "لن تؤدّي الى انهاء النزاع في الشرق الأوسط"، ورأى أن "عشرات المفاوضات حصلت في السنوات الثلاثين الأخيرة وجرى تقديم عشرات الخطط للسلام، لكنها فشلت كلها". أحمدي نجاد، وفي مقابلة مع قناة "العالم" الايرانية الناطقة بالعربية، قال: "اذا لم يتمّ أخذ مشاكل فلسطين في الاعتبار، فلن يغيّر شيئاً جلوس شخصين على طاولة واحدة والتحدث"، مؤكداً أن "المحادثات وحتّى التوقيع على اتفاقيات مصالحة لا يمكنهما اضفاء شرعية على النظام الصهيوني ولا توفير حلّ للقضية الفلسطينية". وأمل أحمدي نجاد أن يتمّ اشراك حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في المفاوضات "لأنها الجهة الأكثر تمثيلاً للفلسطينيين الذين انتخبوها". الى ذلك، انتقد نجاد الدور الذي يؤديه الوسيط الأميركي لهذه المفاوضات، معتبرًا أن "التجربة تظهر أن الحكومات الأميركية دعمت على الدوام النظام الصهيوني وجرائمه، فكيف يمكنها لعب دور الوسيط؟". (أ.ف.ب.)

 

الاستثناء والقاعدة

إيلي فواز

الاربعاء 1 أيلول 2010

لم يتفاجأ أكثرية اللبنانيين باحداث برج ابي حيدر لانه بات من السهل على المتابع للواقع السياسي المتشنج والتصاريح النارية لاقطاب 8 آذار ان يتحسس قرب انفجار الاوضاع في البلد. طبعا ليست التصاريح التحريضية او الخطب التي يتلوها وئام وهاب واعوانه من سماحة وقنديل سببا مباشرا للاحداث، انما هي مؤشر لخطورة الوضع الراهن. اما السبب الاساسي والمباشر للاحداث فهو فشل نظرية "مساكنة" سلاح "حزب الله" مع الشعب والجيش.

انها ليست المرة الاولى اصلا الذي يوجه السلاح ضد الشعب او الجيش في خلال السنوات القليلة الماضية فكلنا يذكر احداث 23 كانون الاول 2007 حيث عمد السلاح الى قطع الطرقات في بيروت بالسواتر الترابية والاطارات المشتعلة وقطع طريق مطار رفيق الحريري الدولي وتعطيل الملاحة الجوية فيه و من ثم احداث الجامعة العربية في الخامس والعشرين منه وبعدها بعام احداث السابع من ايار. وكلنا يذكر ايضا احداث مار مخايل 2008 حين وضع السلاح في مواجهة الجيش تمهيدا الى تحييده في اية مواجهة اهلية آتية.

وفي كل مرة كان يسارع الجميع الى اتهام "الفتنة" ولملمت الاوضاع متجاهلين استحالة المساكنة بين سيادتين اي سيادة الدولة و سيادة "حزب الله". 

السؤال كيف لتلك المساكنة ان تنجح في حين لا يتوانى اصحاب السلاح عن استعماله في الداخل من اجل ارهاب اخصامهم او الانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية مثلا؟ ثم كيف للناس ان تطمئن لدور السلاح ومهمته لا تنحصر في التحرير او تلتزم في الدفاع عن لبنان كما حدده البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري انما تتعدى حدود البلد وقدراته وتدخله مرغما احلاف وجبهات تحت شعار "محاربة مسار التسلط الامريكي على المنطقة"؟. وكيف لتلك المساكنة ان تستمر من دون توتير وهناك طرف لا يأخذ في خياراته السياسية امن اللبنانيين وسلامتهم في الاعتبار ويتعدى على سيادة دول بعضها تربطنا فيها علاقات استراتيجية كمصر او حتى دول الخليج من خلال اقامة خلايا فيها من دون ان يعلم الحكومة اللبنانية عن تلك النشاطات وطبعا من دون ان يقيم وزنًا لتبعة أعماله هذه على اللبنانيين المقيمين في تلك البلدان؟. وحين تتعالى اصوات تطالب بتصحيح الخلل وتسليم السلاح للجيش اللبناني وفق استراتيجية تمكنه الدفاع عن لبنان في وجه كل الاعداء تتهم تلقائيا بالخيانة والعمالة والتحريض للفتنة.. واية فتنة اكبر من احراق المساجد بمن فيها وقتل الامنين في بيوتهم؟

الى متى يتجاهل "حزب الله" حجم المأزق الذي هو فيه؟ مشكلة اللبنانيين انهم ارتضوا للاستثاء في الحياة السياسية ان يكون القاعدة لذلك اصبح الصراع مع اسرائيل مثلا القاعدة التي تتحكم بيومياتنا والرافعة التي تحلل حمل السلاح واستعماله لاجتياح بيروت وقتل ابنائها وحرق دور العبادة والاعلام فيها واتهام الناس بالعمالة، في حين القانون وتطبيقه اصبحا الاستثناء.

والاستثناء في تطبيق القانون لا يبني وطنا ولا اقتصادا ولا مستقبلا مستقرا، انما يعزز شعور الاضطهاد بين ابناء البلد الواحد ويشجع قيام البؤر المسلحة والعصابات ويبشر بحرب لا تبقي ولا تذر.

 

تساؤلات عما إذا كان موجها إلى الداخل اللبناني أو لعمل ضد الإسرائيليين

تقرير عن استنفار "حزب الله" يثير الريبة في واشنطن 

حسين عبدالحسين/ (الراي)، الاربعاء 1 أيلول 2010

يعكف ديبلوماسيون ومسؤولون امنيون اميركيون، على دراسة تقارير وردت إلى العاصمة الاميركية تفيد بان «حزب الله» وضع مقاتليه في حال تأهب.

وأكدت مصادر ديبلوماسية اوروبية، انها قامت بعملية «مشاركة ودراسة معلومات» مع المسؤولين الاميركيين، وان الطرفين لم يتوصلا إلى تحديد سبب الاستنفار حتى الان، او هدفه، فيما ان كان «توتر حزب الله موجه إلى الداخل اللبناني، اثر الاشتباكات الاخيرة في بيروت، او بنية القيام بعمل ضد جنود إسرائيليين عبر الحدود الدولية».

وقال الديبلوماسيون ان هدف واشنطن والمجموعة الأوروبية انجاح المفاوضات المباشرة المقرر ان تبدأ رسميا غدا في واشنطن بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وانه «قد يكون من مصلحة طهران او حلفائها في المنطقة عرقلة هذه المفاوضات وتشتيت الانتباه عنها باحداث بلبلة امنية في المنطقة». وأضافوا ان «عواصم أوروبية على اتصال في المنطقة مع بعض الاطراف، منها حزب الله نفسه وحليفته دمشق، حاولت استبيان اسباب التوتر، من دون التوصل إلى نتيجة».

وتتابع المصادر ان «الوضع في المنطقة مقلق، وان العواصم الاوروبية وواشنطن على اتصال مع تل ابيب لمحاولة ضبط الامور استباقيا في حال وقوع حادث».

كذلك افادت المصادر بانها على اتصال «باطراف اقليمية اخرى و(رئيس حكومة لبنان سعد) الحريري في محاولة لتطويق التوتر وحلحلة الاعصاب المشدودة».

واعتبرت ان الاشتباك الاخير الذي ادى إلى مقتل جنود لبنانيين وإسرائيليين على الحدود الدولية «لم يكن عفويا، بل كان عملية جس نبض». وألقت باللوم على «الطرف اللبناني»، معتبرة ان «تقرير الامم المتحدة رأى ان لبنان كان في حال المبادر بالعدوان».

وكادت محاولة إسرائيل قطع شجرة على الحدود الدولية، في الثاني من اغسطس الماضي، ان تتسبب في اندلاع حرب لبنانية - إسرائيلية بعد ان أدت المواجهات إلى مقتل ضابط إسرائيلي، وجنديين لبنانيين، اضافة إلى صحافي لبناني.

واضافت المصادر ان «لا شك في ان اطرافا اقليمية، مثل ايران، ترغب في عرقلة المفاوضات المباشرة». وقالت: «سورية مثلا أبدت معارضتها علنا لاستئناف المفاوضات غير المباشرة اثناء اجتماعات الجامعة العربية، ولا يخفي احد ان سورية منزعجة من المفاوضات المباشرة كذلك، وستساهم في اي عملية عرقلة ممكنة قد يقوم بها حزب الله في لبنان».

الا ان المسؤولين الاوروبيين والاميركيين لا يحصرون اهتمامهم بالجبهة اللبنانية - الإسرائيلية لتفسير ما يسمونه «توتر حزب الله وحلفائه»، ويشيرون إلى احداث بيروت الاخيرة كسبب ممكن في هذا التوتر. فالثلاثاء الماضي، اندلعت اشتباكات في برج ابي حيدر في بيروت بين «حزب الله» وحليفته «جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية»، ادى إلى مقتل محمد فواز، وهو مسؤول في الحزب، ومساعده. واستمرت الاشتباكات ساعات عديدة قبل ان تنجح القوى الامنية والاتصالات السياسية باخمادها.

تقول المصادر: «لطالما تحدث المسؤولون في حزب الله وحلفاؤهم عن امكان اندلاع فتنة، اي حرب اهلية، داخل لبنان في حال استمرار المحكمة الدولية الخاصة في لبنان بعملها او في حال صدور قرار ظني عنها، ولا احد غير مسؤولي الحزب يعلمون متى ستندلع هذه الحرب، وقد يكون استنفار مقاتليهم في هذا الاطار».

وأعلنت انها تلقت ايضا معلومات تتقاطع مع تلك التي اوردتها «الراي» عن استعدادات إسرائيل توجيه ضربات ضد مخازن سلاح «حزب الله» في لبنان وسورية، وان هذه التقارير، ان «تقاطعت مع تقارير عن استنفار مقاتلي حزب الله، تشير جميعها في اتجاه ارتفاع هائل - وان صامت وبعيد عن الاضواء - لمنسوب التوتر واحتمال نشوب مواجهة في المنطقة».

 

استهداف الحريري يرمي الى إضعافه سنياً وحكومياً

الرسالة الأساسية: ضرب شعار بيروت منزوعة السلاح

النهار/سابين عويس     

لم تكن اشتباكات برج ابي حيدر وما تلاها من ردود فعل بين رئيس الوزراء سعد الحريري و"حزب الله" الا الشرارة التي انتقلت عبرها المواجهة بين الفريقين، وهي مواجهة ذات خلفيات سياسية وطائفية متعددة الى مستوى الاستهداف المباشر للحريري في موقعه المزدوج: زعيماً لتيار "المستقبل" والطائفة السنية ورئيساً للحكومة.

وفي قراءة اوساط سياسية قريبة من السرايا ان الحملة على الحريري ليست جديدة وان تكن استعرت في الفترة الاخيرة على خلفية الاشتباكات الاخيرة التي اعطت الزعيم السني حجة لاعادة فتح ملف السلاح وجعله بنداً أول على طاولة النقاش السياسي في البلاد. كيف لا وهو نجح في رفع مستوى هذا النقاش من الشارع وتجاذبات القوى السياسية المختلفة او من مجرد كونه مهمة للجنة وزارية ليجعل منه مسؤولية وطنية وضعت في عهدة المجلس الاعلى للدفاع ورئيس الجمهورية والجيش.

وترى هذه الاوساط ان استهداف الحريري يرمي الى اضعافه في موقعه على رأس طائفته من جهة وعلى رأس الحكومة من جهة اخرى من اجل تطويعه واحتواء مواقفه من المسائل الحساسة. وقد بدأ ذلك في المرحلة الاولى مع طرح الاستراتيجية الدفاعية لـ"حزب الله" على طاولة الحوار على قاعدة انه زعيم الاغلبية النيابية ورأس الحربة في المواجهة السياسية مع قوى 8 آذار التي يقودها الحزب وهو يستكمل الآن بعدما اعاد الحريري هذا الملف الى الضوء مستغلاً الحوادث الاخيرة في برج ابي حيدر. وقد بات الحزب الذي لمس ان هذه الحوادث على طابعها الفردي دفعت المسلك السياسي في منحى مغاير بعدما كان محوره الاوحد تعطيل المحكمة الدولية وقتل القرار الظني لها في مهده، بتسليطها الضوء مجددا على ملف السلاح وخطر استعماله في الداخل وحشرته في دائرة المطالبة السياسية ببيروت منزوعة السلاح، بات الحزب مضطراً الى تصويب مسار استراتيجيته في محورها الاساسي المتمثل في ملف المحكمة وهو سيبادر لهذه الغاية الى اعادة طرح ملف شهود الزور في مجلس الوزراء اليوم تأكيداً لهذا المسار وقطعاً للطريق على أي محاولة توظيف للحوادث الاخيرة في أي عملية مقايضة يروّج لها على اساس معادلة سحب ملف السلاح من التداول في مقابل سحب ملف شهود الزور.

واذ نفت الاوساط عينها وجود معادلة كهذه، لفتت الى ان الرسالة الاساسية لحملة "حزب الله" على الحريري اليوم تتمثل في ضرب شعار بيروت منزوعة السلاح والغائه من قاموس العمل السياسي وخصوصاً ان الحزب استدرك واعترف حتى بخطأ الاستدراج في حادث فردي انتهى الى التصويب مجدداً على سلاحه.

وفي هذا السياق ترى الاوساط ان الحزب بات محرجاً بين نقاط القوة التي كان يرتكز عليها في حملته ضد المحكمة الدولية والحكومة وبين مكامن الضعف التي برزت لديه بعد حوادث برج ابي حيدر.

فالحزب يرتاح الى امساكه بأوراق قوية تحصن موقعه الداخلي:

- امساكه بمصير الحكومة من الداخل وقد ذكر امينه العام السيد حسن نصر الله في اطلالته الاخيرة أن لا حاجة للحزب الى الشارع لاسقاط الحكومة ( في معرض رده على اتهامه بتحريك الشارع ضد الحكومة).

- امساكه بملف شهود الزور وحرصه على المضي فيه حتى النهاية على قاعدة ان هذا الملف سيطيح في اعتقاده رؤوساً من "المستقبليين" ومن صقور "14 آذار".

- رهانه على متانة تحالفه مع سوريا وهو لا يفوّت مناسبة او زيارة للحريري لدمشق الا يؤكد ان النصائح التي يتلقاها رئيس الوزراء من دمشق هي ضرورة التهدئة والتعامل مع الشريك الآخر في الحكم من منطلق حماية المقاومة. علما ان ثمة من في فريق رئيس الحكومة من يسأل عن سبب هذا التأكيد الاعلامي المتكرر لقيادات حزبية وكأن في الامر شكاً لدى هؤلاء او مخاوف من ان يكون في الحديث عن فصل ما للمسار السوري – الايراني شيء من الحقيقة.

- استثمار تراجع لهجة الحريري بعد زيارته الاخيرة لدمشق لتأكيد متانة التحالف مع دمشق ووقوف القيادة السورية في جانب حلفائها وعدم تخليها عنهم على حساب تحالفات جديدة. وليست النتائج التي خلص اليها اجتماع المجلس الاعلى للدفاع الا حصيلة لما اسفرت عنه الزيارة إذ ترى اوساط في المعارضة ان المجلس الذي دعي اساسا للبحث في مكافحة ظاهرة تفشي السلاح اعطى موضوع تسليح الجيش الاولوية متجنباً الخوض في مسألة السلاح، مما يشير بالنسبة الى هذه المصادر الى ان الموضوع سيسحب من التداول.  في المقابل تسجل الاوساط القريبة من السرايا نقاط ضعف تبرز في ميزان "حزب الله":

- فالاشكال الفردي بين عناصر من الحزب و"جمعية المشاريع" استدرج الحزب الى عملية عسكرية ورّطت سلاح الحزب في الداخل وان كان في اتجاه حليف له.

- ان تطور الاشكال الى اشتباكات حادة استعملت فيها الاسلحة المتوسطة واوقعت قتلى وجرحى وشلت العاصمة واثارت الذعر فيها عكس حجم الاحتقان المذهبي القائم بين ابناء المدينة وأكد ان اندلاع الفتنة لا يحتاج الى اكثر من حادث فردي وان توافر فريقين ممكن في ظل اجواء التشنج القائمة.

- ان انجراف الحزب في اتجاه عملية عسكرية ضد "الاحباش" عكس وجود عناصر منفلتة لا تلتزم الانضباط الحزبي الصارم الذي يفاخر به الحزب دائماً.

- ان العملية خرجت عن نطاقها الفردي المحض لتوظف في السياسة مما دفع الامين العام للحزب الى احتواء التداعيات بلقائه رئيس جمعية المشاريع حسام قراقيرة وتأكيد الحرص على التوافق.

- ان حادثاً فردياً أحيى اجواء السابع من أيار وجعل من "البروفة" العسكرية موضع تقويم ومراجعة من كلا الفريقين .

وفي حين لا تقلل الاوساط من اهمية القراءات السياسية للزيارات الخمس لرئيس الحكومة لدمشق، فهي لا تقلل في المقابل من اهمية ارتداداتها الداخلية وفقا لقراءة كل فريق لمضامين تلك الزيارات.

واذا كانت الزيارة الاخيرة حملت حوادث برج ابي حيدر وتداعياتها ، فان المشهد يعود مجددا الى حيث كان قبل الثلثاء الدامي الماضي: الى المحكمة وشهود الزور والقرار الظني.

أوليست كل الامور تبدأ من هنا؟ 

 

نزع الأوهام والشوبك

ميرفت سيوفي/الشرق

لا يستطيع حزب الله أن يبلغ في حملته على رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وعلى المجتمع الأهلي لمدينة بيروت وعلى نواب كتلة تيار المستقبل مستوى خطابه المعتاد في "نزع الزلاعيم والأحشاء وانتزاع القلوب وتقطيع الأيدي"، لذا يتناوب نواب الحزب على تنفيذ المهمة الموكلة إليهم في إطلاق رشقات التصاريح في كل الاتجاهات، وبلغ الأمر حد الحديث عن "نزع الأوهام من عقول المتآمرين على المقاومة في بيروت"!!

 بالطبع كل تصريحات التآمر والتخوين "قشة لفة" لا تستحق التعليق فهي ليست أكثر من كلام "العاجز" و"المحشور" في زاوية ضيقة جدا، عندما يفقد مطلق حزب لغة الحوار والخطاب العقلاني والحجة المقنعة ولا يعود يجد سوى تهم التآمر والتخوين يكون قد أصبح مستنزفا وبلغ حد الإفلاس في خطابه، وبصرف النظر عن حال الإفلاس التي أصابت حزب الله منذ عجز عن إقناع اللبنانيين بأن سلاحه "طاهر مطهر" ومن غير الوارد استخدامه في الداخل، وهو يورط نفسه عبر كم هائل من التصريحات التهديدية، ففي وقت يدعي الحزب أن اتهاما يبيت له عبر قرار ظني أكد مدعي عام المحكمة دانيال بلمار أنه لم يضعه بعد ـ إلا إذا كان الحزب مطلعا على غيب الله يصر الحزب على حشر نفسه في زوايا سيكون من الصعب جدا عليه أن يغادرها على الأقل على مستوى النظرة الشعبية العامة إليه في لبنان والعالم العربي، ونظرية المؤامرة التي يتكل عليها الحزب سمعتها سيئة جدا عبر التاريخ وتفسيرها النفسي "عويص" على الحزب!!

 على الرغم من كل هذا يصر الحزب على الذهاب إلى الآخر في "استكباره" وعدم اعترافه بأخطاء إدارته للأمور، فبدلا من أن يحتوي آثار حادثة برج أبي حيدر، ويلملم سلاح "جماعته" الذين أظهروا فجأة حجم "انضباطهم" الذي يتغنى به الحزب وأمينه العام فأقفلوا هواتفهم حتى لا يردوا على تعليمات القيادة وليستمروا في خوض معركة زواريب بيروت وكأنهم يقتحمون "تل أبيب"، وهذا نموذج صارخ في الانضباط!!

 وعلى جبهة ثانية يخوض إعلام الحزب حربا من نوع آخر، فلا نفهم ما الذي قد يعيب رئيس مجلس الوزراء إن كان يعاني مثلا أزمة مالية، والأقلام التي تنبري لكتابة هذه التفاهات تقدم عليها بعد "سكرة عامرة"، ناسية مثلا أن استدانة سعد الحريري معلومة ومعلنة وأن دولته لم يبلع في بطنه أموال بسطاء المواطنين كما فعل صلاح عز الدين ربيب الحزب مع أبناء الجنوب، وما زالت قضيته حتى الآن: "لا حس ولا خبر" على رغم أن أمين عام الحزب وعد بتحقيق شفاف في هذه "النصبة" الكبيرة على أبناء الجنوب وجمهور المقاومة!!

 وتسترسل الأوهام الإعلامية في "مخادعة" حزب الله من كيسه، هي نفس الأقلام التي دبجت له صورة انتصاره الساحق في انتخابات العام 2009 وها هي اليوم تصور له أن: "تطورات العامين الأخيرين أظهرت تراجعا حقيقيا لتيار الحريري، مقابل تقدم الآخرين، ومن بينهم حلفاء للحزب"، ولا يحتاج هذا الكلام الساذج إلا إلى تذكيره بنتيجة الانتخابات النيابية في بيروت على الأقل، والتي شهدت رقما غير مسبوق في نسبة المشاركة ردا على ما فعله الحزب بأهلها في 7 أيار 2008.

 وإمعانا في تصوير الأوهام لحزب الله تتبرع الأقلام بالحديث عن ملف شهود الزور وتصور لنفسها ولحزب الله وسط حالة "تهيؤات": "أن ما أثاره حزب الله بقوة تحت عنوان "ملف شهود الزور"، لأن الخطوة الأخيرة ستصيب سعد الحريري مباشرة من خلال إصابة أبرز مساعديه السياسيين والقضائيين والأمنيين والإعلاميين، وفي ذلك ما يجعله ضعيفا، لا في ملف المحكمة نفسها فقط، بل في ملف العلاقة مع جمهوره أيضا"!! نفس الأقلام "مريضة التهيؤات" اخترعت رواية "الـ 13 الأصولية" واخترعت أوهام "فتح الإسلام" وروجت طويلا لسيناريوات اغتيال للرئيس الشهيد رفيق الحريري علها تقنع الجمهور برواية "الزور"، وبعدما أسقط في يديهم انطلقوا إلى رواية اتهام للعدو الإسرائيلي تأخرت خمسة أعوام!!

 وعلى جبهة ثالثة وأخيرة يستنجد الحزب بأبواقه عامة وبـبعض حلفائه من الطائفة السنية علها تخفف من وطأة الأمور المتدهورة من حوله بسبب ارتباكه، فيطلع مع هؤلاء الحلفاء أن حرق المساجد وسقوط القتلى والجرحى قبيل الإفطار وفي شهر رمضان المعظم هو "لأسباب شخصية وأسباب تافهة"، وأنه "لا يوجد بيت في لبنان إلا وفيه سلاح خفيف، وأن الـ"كلاشينكوف" أو"آر بي جي" هو سلاح خفيف"، "يعني بدكن تقولوا إنو الآر بي جي في أي بيت مثلها مثل الشوبك"!!

 

مشروع قتيل 

الشرق/الهام ناصر

الحادث الفردي والذي يُمكن أن يحصل بين الأخوة كما بّرر دولة الرئيس نبيه برّي المفروض أن لا يتعدّى عدد الأفراد فيهِ عدد أصابع اليد كي يوصف " بالفردي " وعلى أن يُطوق الإشكال بسرعة وبِحكمة بعد تدخّل أولاد الحلال من هذا الفريق وذاك لفك الإشتباك الفردي.. ولكن أن ينتشر مسلحي الحزبين المُسلّحين مثل " النمل " في الأزقة وبمدة زمنية قياسيّة يتمدّد الإشكال الفردي ويتضخّم ليُصبح إشكال عابر للمناطق ، فهو بالتأكيد لم يكن بأي حال من الأحوال والأشكال " إشكالا فرديا"..!

في الحال الطبيعية للإشكالات الفردية والتي لا خلفية سياسية لها، يتم ضبط الوضع فورا ويلتزم المختلفون بأوامر قيادييهم في "لم الموضوع" وفك الإشتباك الفردي قبل أن " تطلع الريحة " خصوصا أن المختلفين والمتشابكين ذو توجّه سياسي واحد..!  ولكن ما حدث  من تطوّر " للإشكال الفردي " وانتشاركثيف للمسلحين في أكثر من منطقة يدل على أنه لم يكن أبدا " إشكالا فرديا "، بل كانَ إشكالا مُدبّرا ومُخطّطا له، أو أقلّه كان " إشكال صُدفةٍ " استُغلّ من الطرفين المُسلّحين لغاية في نفس "يعقوبيهما"..  وكانت الفرصة السانحة لإرسال رسائل عبر هذا الأشكال الفردي، وإلا ما كان تحوّل إلى معركة أنتجت قتلى وجرحى!..  وسؤال على هامش " المعركة الأخويّة"، كيف سكتَ أهالي القتلى عن فقدان أبنائهم هكذا " بإشتباك أُخوي"؟..

 كيف لم يخرج أهالي ضحايا "الإشكال الأَخوي " ناقمون غاضبون صارخون في وجهِ الأحزاب التي ينتمي إليها من قُتلوا في معركة سلاحٍ يحمونه برموش العين ليكون سببا في إنهاء حياتهم "!..  كيفَ تقبّل أهالي القتلى خبر قتلِ فلذات أكبادهم بصمتٍ مُريب.! وقُضي الأمر من دون التعبير أقله عن نقمتهمِ من موتِ أبنائهم هكذا ببساطة "بإشكال أَخوي" من دون أن يحمّلوا مسؤولي الأحزاب التي ينتمي إليها هؤلاء الشباب  المسؤولية ومحاسبتهم لتركهم  إياهم يقتلون بعضهم بعضا بسلاحهمِ المقدّس؟!..

 غريبٌ أمرُ من يجعل من أبنائه "مشروع قتيل " في سبيلِ خدمة حزب السلاح!.

 

مواجهة برج أبي حيدر أظهرت أن «حزب الله» جاهز لكل الخيارات والحريري جاهز للانقضاض

الغيوم تتجمّع في سماء شهر أيلول... استحقاقات داخلية ومناخ إقليمي متأزّم

جوني منيّر/الديار

قد تنتج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق استمرارا للهدنة التي عرفتها الساحة اللبنانية منذ زيارة العاهل السعودي والرئيس السوري الى بيروت، خصوصاً ان الملك عبدالله كان قد طلب المساعدة السورية في تأمين مساحة زمنية هادئة على الاقل حتى عيد الفطر تمكنه من صياغة حل للعاصفة التي تهدد لبنان.

وقد يكون الرئيس الحريري قد عاد من دمشق وهو متيقن ان الامن لن يتحرك من جديد على الاقل في ظل المعطيات الحالية، لكن المعادلة السياسية الكبرى لم يطرأ عليها تغييرات اساسية في ظل تمسك دمشق بحماية حزب الله.

وهذا الواقع اللبناني يصبح منطقياً انسجاماً مع اللعبة الكبرى الحاصلة في المنطقة.

فعلى المستوى الاسرائيلي - الفلسطيني مفاوضات مباشرة من المفترض ان تبدأ وسط معارضة لحركة حماس ومن خلفها ايران وسوريا، وفي العراق ازمة سياسية مستمرة وسط اغراءات اميركية وسعودية لدمشق للحد من نفوذ طهران في هذا البلد المهم للادارة الاميركية سياسياً وعسكرياً واقتصادياًَ وحتى اعلامياً.

ومعه تبقى الساحة اللبنانية ساحة مواجهة متقدمة لهذه المشاريع في ظل تصنيف حزب الله كورقة اقليمية مؤثرة جداً.

وصحيح ان مواجهة برج ابي حيدر جاءت حاملة بالرسائل والرسائل المضادة واختزنت الكثير من القطب المخفية، الا ان دروسها الاساسية جاءت كالتالي: حزب بالله الذي يعيش اكثر درجات استنفاره، جاهز لكل الخيارات، حتى العسكرية منها. وفي المقابل فان سعد الحريري حاضر للانقضاض سياسياً عند اول منعطف للاحداث.

بالتأكيد فان هذه المعادلة تعني ان لبنان يسير باتجاه المواجهة اكانت سياسية او غير سياسية، وان خطورة المرحلة المقبلة هي بان المعركة المقبلة يجري التخطيط لها لان تكون حاسمة ونهائية من خلال تكريس اقصاء احد الفريقين عبر ضرب مشروعه بشكل كامل. وهذا ما يتلاءم بدوره مع طبيعة الصراع الاكبر الحاصل في المنطقة.

وفي النصف الثاني من ايلول تكون قد ظهرت آفاق المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية والتي تبدو حكومة نتنياهو تسير باتجاهها رغما عنها، في وقت يعارضها ايضاً الشارع الفلسطيني بزعامة حركة حماس، وهذا ما جعل كثيرين يبدون حذري من مشروع اميركي يرتكز فقط على شخص الرئيس الفلسطيني محمود عباس. فهل يستطيع عباس تحمل ثقل المشروع المطروح وحده؟ وبالتالي الا يجعل ذلك من عباس يقف في الدائرة الخطرة؟ وفي ايلول ايضاً طروحات جديدة على مستوى الملف السياسي في العراق.

وفي العاشر من ايلول تنتهي فترة السماح التي طلبها الملك عبدالله بالنسبة للأزمة اللبنانية.

وفي منتصف ايلول من المفترض ان يطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليطرح ملف شهود الزور بكل ابعاده ومعطياته المنيرة، طالبا من الحكومة اتخاذ الاجراءات العملية بشأنه، وهو ما يعني باللغة السياسية استئناف الهجوم الوقائي الذي كان بدأ به السيد نصرالله سابقا.

وقبل 15 ايلول من المفترض ان يجيب قاضي الاجراءات التمهيدية في فرنسا على طلب اللواء جميل السيد حول تزويده بالأدلة المتعلقة بشهود الزور. يومها ابلغ القاضي الفرنسي انه سيدلي بجوابه حول ادلة شهود الزور قبل 15 ايلول من دون ان يعترض على توصيف هؤلاء بشهود الزور. وفي حال طلب القاضي الفرنسي تمديدا للمهلة فإن هذا سيطرح علامات استفهام كثيرة وغير واضحة.

وفي منتصف ايلول ايضا من المفترض ان تباشر المحكمة في دمشق بدرس الاجوبة المتعلقة بالإستنابات القضائىة التي عرفت بملف جميل السيد. وحتى الساعة لم يسجل اي جواب على الذين طالتهم هذه الاستنابات. مما يعني ان الاحتمال الاقوى هو بإصدار مذكرات توقيف غيابية والطلب من الانتربول تنفيذها.

وفي الخلاصة فإنه يبدو ان الغيوم تتجمع في شهر ايلول وهو ما سيضع لبنان من جديد امام معركة وجود تصاعدية للفرقاء السياسيين يستنتج انها ستكون قاسية طالما ان كل فريق يعتبرها نهائية. وهذه المعركة ستأخذ منحى الانقلاب الكامل مع صدور القرار الظني والذي يتردد انه سيصدر قبل نهاية العام الجاري عندها سيكون لبنان قد دخل في مرحلة...

 

وبعد توجّه نحو تعزيز التعاون مع الجيش والأهالي

هيام عيد/الديار

يرتدي التمديد الاخير لمهام اليونيفيل في جنوب لبنان سنة جديدة، أبعاداً مختلفة عن كل قرارات التمديد السابقة ذلك أن الظروف التي رافقت هذه الخطوة حفلت بسجالات دولية ومحلية واقليمية تناولت دور هذه القوات في الجنوب ومهامها المحدودة وفق القرار 1701 ومدى فاعليته في ردع اي اعتداء اسرائيلي على الاراضي اللبنانية وكان آخرها العدوان على الجيش اللبناني في العديسة. واعتبرت مصادر ديبلوماسية مطلعة على واقع ومهام قوات اليونيفيل في الجنوب ان العام الماضي والاحداث التي سجلت فيه لجهة التوتر ما بين الجنود الدوليين وبعض القرى الحدودية وصولاً الى حادثة العديسة، قد شكلا نقطة تحول في العلاقات السابقة ما بين اليونيفيل والجنوبيين خاصة وانه في كل مرة كانت تحصل احتكاكات او توتر كانت تطرح بشكل مفصل وفي الاوساط السياسية اللبنانية كما الدولية القواعد التي تحكم هذا الوجود الدولي ودوره وعديد هذه القوات كما عددها، ويجري الحديث عن مبادرات لتغيير مهام اليونيفيل وتحديد ادوار جديدة لها، اضافة الى التشكيك المتواصل بدورها والانتقادات الحادة التي جرى توجيهها للكتيبة الفرنسية العاملة فيها من بعض الفاعليات في قرى جنوبية عدة.

وقالت المصادر ان الغبار الذي أثير بعد الحوادث التي جرت بين الاهالي والجنود الدوليين في الجنوب والذي استغلته اسرائىل للتأثير على مجلس الأمن لعدم التجديد لليونيفيل، لم تضرب أسس العلاقات المتينة ما بين اليونيفيل والجنوبيين ولم تؤد الى تغيير قواعد الاشتباك وان سجلت ملاحظات سياسية من قبل افرقاء جنوبيين على بعض المهمات داخل القرار واكدت ان ردة الفعل الدولية كما اللبنانية على هذا التوتر كان تعزيز التعاون والتنسيق ما بين الاجهزة الامنية الرسمية وقيادة اليونيفيل وهو ما سمح باستقرار العلاقة على اكثر من مستوى بين اليونيفيل والاهالي من جهة وبين قيادتي اليونيفيل والجيش اللبناني من جهة أخرى.

ومع صدور قرار التجديد طويت صفحة النقاش حول قواعد الاشتباك محلياً واقليمياً كما رسمت معادلة التعاون الوثيق بين الجيش واليونيفيل في القرى الحدودية بعد حادثة العديسة خصوصاً وركزت المصادر الديبلوماسية على أهمية هذا التنسيق في الحؤول دون تكرار اي انتهاكات اسرائيلية للخط الازرق وحصول احتكاكات امنية على طول الخط الازرق وان كانت مهمة اليونيفيل لا تشمل اي تدخل ميداني لردع اسرائيل عن تكرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية.

واذ اعتبرت المصادر ان لبنان اكد التزامه بالقرار 1701 ويواصل التعاون مع القوة الدولية، لفتت الى أن اسرائيل ما زالت تناور وتتهرب من تنفيذ التزاماتها وأبرزها الانسحاب من الجانب اللبناني من قرية الغجر كما تستمر بخروقاتها للقرار وانتهاكها للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً مروراً باختراقها للداخل من خلال شبكة العملاء الذين تم اكتشافهم اخيراً. وخلصت الى ان قرار مجلس الامن بابقاء الوضع على ما هو عليه في الجنوب يشير الى ان لا تعديلات بارزة في توجهات المجلس ازاء الوضع الجنوبي والى استمرار الستاتيكو الحالي وبالتالي عدم حصول اي خطوات عملية في دور اليونيفيل في العام المقبل.

 

مصدر في 14 آذار: نزع سلاح الجميع يمنع الفتنة

صونيا رزق/الديار

تستمر معركة برج أبي حيدر بالكلام المتشّنج بين الافرقاء السياسيين وسط كلام عن عودة ظاهرة التسلح الى جميع المناطق اللبنانية، في وقت تنشط فيه الاتصالات على خطوط عدة، منها محلي ومنها اقليمي خصوصاً على الخط السوري - السعودي لوقف السجال وتكريس العاصمة بيروت مدينة بعيدة عن فوضى انتشار السلاح. وتكثر السجالات في هذه الفترة تحديداً بين رئيس الحكومة سعد الحريري ونواب حزب الله الذين صعّدوا من هجومهم على رئيس الحكومة والقوى المؤيدة لإقتراحه بيروت مدينة منزوعة من السلاح، وتعتمد هذه السجالات سياسة التخوين، فتستحضر مجموعة عناوين لصرف الأنظار عن المطالبة بعاصمة مسالمة بعيدة عن سياسة الزواريب الضيقة وعودة اللغة الميليشياوية، ومحاولة إقحام الجيش في السجال السياسي الذي لا ينتهي بين الافرقاء اللبنانيين كافة، في وقت يسعى فيه المسؤولون الرسميون الى تـثبيت الهدنة والاستقرار والقضاء على شبح الفتنة الذي يجعل اهالي العاصمة يعيشون في خوف شديد من عودة المعارك الى شوارعهم، فيعود الفلتان الامني وسط طوابير تزيد من إشعاله كما يحدث دائماً. والعمل السياسي ينكب حالياً على التخفيف من طابع الهجوم الشخصي على رئيس الحكومة والسير نحو التهدئة، خصوصاً بعد اللقاء الذي جمع الحريري ليل الاحد مع الرئيس السوري بشار الأسد الى مائدة سحور.

وسط هذه الاجواء اعتبر مصدر بارز في 14 اذار ان عزيمة صلبة جداً تهدف اليها قوى 14 آذار اليوم من أجل تحقيق شعار بيروت منزوعة السلاح لمصلحة سلاح الشرعية، على امل ان تكون العاصمة نموذجاً لتطبيقه في جميع المناطق اللبنانية، واصفاً المطلب الذي ينادي به معظم الافرقاء السياسيين والمواطنين بالصائب والضروري، ورأى ان التنفيذ يصبح سهلاً عندما تتخذ السطلة قراراً حازماً بتطبيقه لان لا احد اكبر من السلطة الشرعية، والمفروض ان تتوافق كل القوى السياسية على تطبيق هذا المطلب ومساعدة الدولة وإثبات حسن النيّة لتبيان المصداقية، لان القوة تصبح في معظم الاحيان خطرة على اصحابها، مؤكداً انه من مصلحة الجهات السياسية ان تساهم في ضبط هذا السلاح اذا ارادت ان ترى دولة حقيقية في لبنان، وأن إصرار قوى 14 آذار على نزع سلاح الجميع من بيروت هو لإبعاد شبح الفتنة المذهبية الى الابد وعدم رجوعها عند اي مفترق سياسي بسيط .

وأعرب المصدر الاكثري عن خشيته في حال لم يتم التوافق على هذا المطلب من أن تصبح بيروت مزروعة بالسلاح، لان الخوف سيطال الجميع من ان يبقى سلاح فريق واحد والكل ُينزع سلاحه فهذا خطر اكبر، وقال إما أن ُينزع كل السلاح من بيروت او لا ُينزع، ورأى انه من غير المقبول ان يؤدي كل إشكال فردي الى حرب شوارع بين حيّ وآخر، وقال : على حزب الله ان يوافق على تسليم سلاحه في العاصمة اذا اراد ان ُيرجّع ثقة الناس به بعد احداث 7 ايار وبرج ابي حيدر لانه لا يواجه الاسرائيليين في بيروت بل في الجنوب، واعتبر أن قضية السلاح غير الشرعي تحتاج الى معالجات سريعة، مطالباً الدولة بأن تكون حازمة هذه المرة لان الامن بالتراضي مرفوض في مواجهة حوادث من هذا النوع ، واكد انه في حال نجح هذا القرار في العاصمة لا بدّ ان ينسحب على بقية المناطق اللبنانية وعلى المخيمات الفلسطينية خصوصاً تلك المتواجدة في العاصمة، مشيراً الى ان قرار سحب السلاح خارج المخيمات قرار إتخذ على طاولة الحوار وينتظر التنفيذ، كما ان المنظمات الفلسطينية اعلنت اكثر من مرة بأنها تخضع للقوانين اللبنانية والمطلوب اليوم ان تبرهن ذلك من خلال تسليم سلاحها.

وعن نيّة اهالي بيروت النزول الى الشوارع الى حين تطبيق مطلب نزع السلاح ، اعتبر ان التحركات السلمية تنجح في معظم الاحيان، والمطلوب ان يستمروا في احتجاجاتهم كي لا تتكرر مآساتهم كل فترة لانهم يدفعون الثمن دائماً، كما ان تكرار تلك الاحداث من 7 ايار الى إشكال برج ابي حيدر يجعل من بيروت دويلة ضمن الدولة لصالح المسلحين وهذامرفوض.

وعن تخوفه من تكرار هذه الاحداث، قال لا بدّ من إتخاذ قرار صارم من قبل القوى الامنية ، مؤكداً انها لن تنتقل الى المناطق المسيحية اذ لا يوجد هناك افرقاء متناحرون ومسلحون.

ورداً على سؤال حول إمكان ان يكون حادث برج ابي حيدر رسالة موجهّ الى القرار الظني بأن الفتنة السنيّة - الشيعية ممكن ان تحدث في اي وقت، اعتبر ان فريقّي الاشكال هما من الحلفاء والمهم ان نؤكد ان كثافة السلاح لا يمكن الا ان تؤدي بالبلد الى التوّرط في ما لا ُيحمد عقباه، ولقد آن الاوان ان نبني دولة حقيقية ، وختم متسائلاً : هل هناك دولة في العالم تحوي سلاحاً غير سلاح جيشها ومؤسساتها ؟، وعن إنعقاد اللجنة الوزارية ومدى توصلها الى حلول للبحث في أحداث برج أبي حيدر، قال : أعتقد أن ليس هناك فائدة من إنعقاد هذه اللجنة لانها لن تؤدي الى شيء ُيذكر.

 

النص الكامل لمقابلتي مع السفير جوني عبدو، جريدة أراميكا_نيويورك

السفير جوني عبدو في حوار شامل مع "أراميكا":

لسنا نحن من يتهم حزب الله باغتيال الحريري ولم نقل إن سوريا برّئت من الجريمة

نصرالله يتصرف كرئيس دولة، وعون..شاهد الزور الأكبر!

أراميكا - فاديا سمعان

الاشتباكات الدامية التي شهدتها بيروت الاسبوع الماضي بين عناصر من حزب الله والأحباش - جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية- أرخت بثقلها على الأجندة السياسية والأمنية في لبنان وطرحت العديد من علامات الاستفهام، إن كان لجهة "نوعية" الحزبين المتقاتلين (الأول شيعي والثاني سني) وكلاهما حليف لسوريا، أو لجهة كمية و "وزن" الاسلحة التي استخدمت فيها، حيث أفيد عن سقوط ما لا يقل عن ثلاثين قذيفة آر بي جي بين المنازل في منطقة معروفة بالكثافة السكانية، وكانت حصيلتها أربعة قتلى وأكثر من عشرة جرحى، وتخللها إحراق مسجد لتنظيم الأحباش. في وقت يرزح لبنان تحت وطأة انتظار صدور القرار الظني عن المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والذي بات يثير مخاوف من انعكاسات أمنية محتملة في حال صحت التوقعات وكان اتهام لحزب الله بتنفيذ الجريمة.

الأوضاع السياسية والأمنية السائدة في لبنان والتحديات والأخطار التي يواجهها هذا البلد في هذه المرحلة المفصلية  كانت محور حديث مطول اجريناه عبر الهاتف مع السفير السابق جوني عبدو، الحاضر الغائب، الذي طالت إقامته في العاصمة الفرنسية باريس لسنوات مؤخراً، كونه يملك معلومات بأن "خطراً ما يتهدده في حال تواجده في لبنان". علماً أنه قام بزيارة قصيرة إلى بيروت قبل اسابيع هدفت إلى حضور حفل زفاف ولده.

الحوار تطرق إلى القرائن التي قدمها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والتي أشار فيها بإصبع الاتهام إلى إسرائيل كمخطط ومنفذ للجريمة، إضافة إلى الحالة السياسية القائمة في لبنان، الوضع في الجنوب، دور الجيش ووسائل تسليحه، واشتباكات برج ابي حيدر الأخيرة.

ظهور "الحقيقة" حاجة ماسة للبنان واستقراره

السفير جوني عبدو حرص خلال الحوار على إطلاق سلسلة مواقف كان من أبرزها تشديده على حاجة لبنان الملحة إلى ظهور حقيقة من اغتال الرئيس الحريري لأن لا أحد الآن - ولأي فريق سياسي انتمى-  يشعر بالاطمئنان لتواجده في لبنان طالما الحقيقة غائبة والعدالة لم تتحقق، واعتباره أن بيان الحقيقة لن سيؤثر سلباً على الاستقرار في لبنان.

عبدو يعتبر ان سوريا لا تنتظر إشارة أميركية لاستعادة دورها في لبنان، بل هي "أُعطيت دورا - تعتبر انها تستحق ان يُعطى لها في لبنان - من قبل المملكة العربية السعودية". وإذ يشير إلى وجود تفاهم سوري سعودي من أجل المحافظة على الاستقرار، يقولل "إن من نراه من خنوع أو خضوع من قبل من هذا الفريق أو ذاك ضمن 14 آذار وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري، هو بسبب حرصهم على الاستقرار، وبكل الأثمان التي يمكن أن تُدفع من أجل ذلك".

س: هل تتخوف من عودة الاغتيالات السياسية في المرحلة المقبلة؟

ج: إذا لم يُصَر إلى عقاب أساسي رادع في المحكمة الدولية بحق الذين اغتالوا رفيق الحريري، نعم. الاغتيالات ستعود وستستفحل من قبل المجرمين الذين اغتالوا رفيق الحريري.

س: ومن هم هؤلاء المجرمون؟

ج: كلهم. لا أعرف من هم. كل الذين ساهموا في اغتيال رفيق الحريري سيقومون باغتيال اشخاص آخرين إذا ما لم ينالوا العقاب الذي يستحقون، لأن العدالة تكون قد سقطت.

حزب الله يستعمل سلاحه على طاولة الحوار والانقلاب حاصل أصلاً

في مجال آخر، يصف عبدو الاحتجاجات على قطع التيار الكهربائي وما يتخللها من إحراق دواليب وقطع طرق بانها تحركات عفوية تنطلق من "حاجة الناس الماسة للكهرباء وليست تحركات سياسية ضد وزير الطاقة جبران باسيل"، ويدعو الحكومة مجتمعةً إلى دعمه في هذه الأزمة.

أما تعليقاً على الاشتباك الذي دار في منطقة برج ابي حيدر قبل أيام بين عناصر من حزب الله وأمل من جهة، والأحباش من جهة أخرى، والذي استخدمت فيه قذائف صاروخية، فيقول السفير جوني عبدو إننا "سمعنا قبل 7 ايار تأكيدات كثيرة بأن سلاح حزب الله لن يُستعمل في الداخل، ولكنه استعمل. وبالتالي لم تعد هناك مصداقية لهذه التأكيدات". ويضيف متسائلاً: "فما هو الذي يمكّن حزب الله من الإمساك ب (رقبة) الدولة اللبنانية غير السلاح في الداخل؟ وهل من الضروري أن يطلق النار منه حتى نعتبر انه يستعمله؟ حزب الله يستعمل هذا السلاح على طاولة الحوار. وهناك معادلة قائمة اليوم في لبنان هي (إما ان تسيروا كما نريد أو فهناك سلاح)، وهذا واضح."

أما رداً على سؤال عما إذا كان يرى وجود نية لدى حزب الله بالانقلاب على السلطة، فقال: "حزب الله ليس بحاجة للانقلاب. فهو أحدث الانقلاب أصلاً وانتهى. فعملياَ حزب الله هو الذي يأمر. وإذا شاهدنا كل المداخلات التلفزيونية للأمين العام لحزب الله نرى انه أطل كرئيس دولة وليس كرئيس حزب. فالنصائح التي يعطيها عما يجب ان تفعله الدولة وما يجب ان تقوم به الحكومة لا يعطيها الا رئيس دولة، وها نصرالله يعطيها بنفسه.

س: إلى أين برأيك يريد حزب الله أن يصل من خلال هذا الانقلاب؟

ج: للإمساك بالوضع في لبنان. وهناك ترجمات لسياسات اقليمية، وخاصة ايرانية. باستطاعة حزب الله في اي وقت ان ينفذ الأوامر التي يمكن ان تعطى له من قبل إيران. لبنان، وبقوة حزب الله وسلاحه، أصبح حدوداً إيرانية مع إسرائيل، وبالتالي أصبحت لإيران قوة ذاتية تمكنها من التحكم بالصراع مع إسرائيل عبر لبنان.

س: هل ترى في الأفق القريب اصطداما سنيا شيعيا ما قد يشعله القرار الظني المرتقب للمحكمة الدولية؟

ج:  لا. لا أعتقد ذلك لأن صداما سنياً شيعياً يلزمه طرفان. أي أن يمتلك السني أيضا سلاحاً وأن يكون قادراً على بدء معركة، وهذا الوضع غير قائم في لبنان. الذي بإمكانه أن يقوم بالفتنة هو حزب الله، إذا أرادها. فهو الوحيد الذي يملك السلاح.

س: بالأمس سمعنا وئام وهاب يقول أن سوريا ستعود إلى لبنان في حال حصول فتنة بين السنة والشيعة..

ج: من هو هذا وئام وهاب؟ هذا إنسان شتام ليس له أي علاقة بالسياسة. يحاول ان يعطي انطباعاً بأن سوريا ترغب في حدوث فتنة لكي تعود إلى لبنان، وأنا لست من هذا الرأي.

حزب الله أكثر العارفين بمضمون القرار الظني

السفير جوني عبدو لا يتخوف من ردة فعل حزب الله في حال اتهمته المحكمة الدولية باغتيال الحريري ويقول: "إذا كان اتهامٌ لحزب الله، فلن يكون السنة ولا 14 آذار هم من أصدر الاتهام بل محكمة دولية قائمة بموازين عدلية. ويضيف أن " مَن يعرف ماذا يتضمن القرار الظني هو حزب الله أكثر من أي أحد آخر. لأن حزب الله جرت مع عناصره تحقيقات من شأن الحزب وحده ان يستنتج منها ان هناك اتجاها لاتهامه هو. لذلك قام بوضع استراتيجية ذكية جدا لها علاقة بشهود الزور والهجوم على المحكمة. وانا لا أعرف لماذا لم يصدر القرار الظني بعد، لأن لا تحقيقات تجريها المحكمة الآن. الوقت يفسح في المجال أمام حزب الله الآن لحملة طويلة عريضة لترهيب الشهود، فهناك شهود حاليون يرهبهم الحزب عن طريق وصمهم بشهود الزور قبل ان يذهبوا إلى المحكمة".

س: ولكن بالفعل هناك تخوف أمني في الشارع اللبناني من الصدمة التي قد يحدثها صدور القرار الظني. ألا تعتقد ان سعد رفيق الحريري سيقايض الحقيقة بالأمن؟

ج:  لا اعتقد ان في يد سعد الحريري أوراقاً كثيرة. ليس بإمكانه أن يقايض بشيء. سعد الحريري له الحق في أن يسامح او لا يسامح، ولكنه ليس هو العدلية وهو يعرف ذلك تماماً. ومع احترامي للملك السعودي، إذا اعتبر أنه قد يمكن له ان يؤثر على مجرى القرار الظني فهو مخطئ.

س: لماذا إذن كانت القمة السورية السعودية اللبنانية في بيروت؟

ج: كان موضوع تهدئة. القمة مشكورة على التهدئة. ولكن لا يعتقدنّ أحد بقدرتها على الإمساك بالأمور. وفي ما يتعلق بالمحكمة الدولية، أنا باعتقادي الخاص أنه في شأن استخباراتي يجوز لبعض الدول الكبرى أن تكون على علم بشيء من مضمون القرار ولكن هذا لا يعني إطلاقاً أن بإمكانها أن تؤثر فيه.

نصرالله مطالب بتسهيل التحقيق

س: كيف تقرأ بيان القاضي بلمار الذي اعتبر أن القرائن التي قدمها نصرالله لاتهام إسرائيل منقوصة؟

ج: في بيان بلمار الأول بعد المؤتمر الصحافي عندما طلب القرائن الموجودة لدى حزب الله قال جملة مهمة جدا لم أن ينتبه لها أحد. قال: أطلب القرائن لكي نتحقق من مدى صحتها وأطلب من الامين العام أن يسهل موضوع التحقيقات. هذا يعني أن بلمار كان قد طلب أن يحقق مع أشخاص في حزب الله والحزب رافض. إلى ذلك، بلمار يعرف اكثر من الجميع ما هي المستندات التي يحتاجها لكي يسلك بالمحكمة اتجاها آخر غير الاتجاه الذي هو فيه حالياً.

س: ما هي المعطيات الاخرى التي تتصور انها لا تزال في جعبة نصرالله ولم يعلن عنها؟

ج:  لا اعرف. الأمين العام بنفسه قال في مؤتمره الصحافي إن لديه معلومات سيكشف عنها لاحقا. فأجابه بلمار: أعطني إياها. هذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها إسرائيل. الوزيرة السورية بثينة شعبان سبق ان اتهمت اسرائيل. عندها ارسل المحقق رسالة خطية إلى سوريا يطالب فيها بتزويد المحكمة بأية معلومات تتيح لها الشك في الموضوع الإسرائيلي، ولكن لم يرد عليه أحد.

س: هل تعتقد ان من شأن قرائن نصرالله أن تغير شيئاً في وجهة سير التحقيق؟

ج: لا أستطيع ان أجيب على ذلك. لا شك ان عملا متقناً أنتج القرائن التي قدمها نصرالله. لسنا نحن أصحاب الاختصاص، بل الخبراء الموجودون في المحكمة الدولية والذين يعرفون عن طريق البحث الطوبوغرافي والجغرافي والتصوير الجوي مدى صحة هذه المعلومات وبالتالي مدى تأثيرها على الاتهامات.

س: انطلاقا من خبرتك في الشؤون الأمنية، ماذا قد يعني وجود العميل غسان الجد في موقع الجريمة في 13 شباط 2005 عشية اغتيال الحريري؟

ج: أنا لا اعرف إذا كان غسان الجد موجوداً هناك ام لا. الأمين العام يقول إنه كان موجودا. إميل لحود كان موجوداً أيضا وكان رئيس حرسه أيضا موجوداً. يومها كان عندهم حفل عشاء في ضبية فنقلوه إلى السان جورج. انا لا أوجه اتهاما الآن، بل أقصد القول إنه ليس بالضرورة ان يصبح كل من تواجد هناك متهماً. على كل حال، الأمين العام لم يتهم غسان الجد بالجريمة بل اتهمه بالعمالة. إلى جانب ذلك، ليس هناك مبرر للاعتقاد بانه إذا كانت هناك ملاحقة بالطيران للطرقات التي كان يسلكها موكب رفيق الحريري بأن هذه المراقبة لا بد ان تكون لها نهاية تنفيذية، فيما لا يؤخذ بالاعتبار أن رفيق الحريري لوحق من قبل اجهزة امنية لبنانية وسورية قبل 5 او 6 اشهر من اغتياله وجرت مراقبة اتصالاته الهاتفية وكل تحركاته، أفلا يعني ذلك ان هناك حالة تنفيذية في النهاية؟

س: غداة اغتيال الرئيس الحريري اتهمهم سوريا والنظام الامني المشترك بالجريمة. هل نقلتم الاتهام اليوم باتجاه حزب الله؟

ج:  لا احد منا يتهم حزب الله. وعلى كل حال نحن لا نعرف ماذا لدى المحكمة. الكل يقول إن سوريا بُرّئت، ولكني لا اعرف إذا تمت تبرئتها ام لا. من الذي يقول انه تمت تبرئة سوريا؟ كيف يعرف امين عام حزب الله ان سوريا برّئت لو لم تكن لديه معلومات من داخل المحكمة نحن لا نملكها؟

س: ولماذا قد يَغتال حزبُ الله الرئيسَ الحريري؟

ج: لا اعرف. هناك عدة اسباب وقراءات لاغتياله وليست قراءة واحدة.

س: حزب الله يتهمك بفبركة الشهود. كيف ترد على ذلك؟

ج: انا لا اعتقد ان حزب الله يتهمني. إذا كان يتهمني فهذا يعني ان معلوماته "تعتير بالمرّة" لأن كل هذه الاسماء التي يذكرونها لا اعرف احدا منها. والشيء الاكيد انا منه هو ان هسام هسام قبل ان يذهب إلى سوريا تم استجوابه من قبل حزب الله.

ميشال عون شاهد الزور الأكبر

إلى ذلك، لا يعير عبدو أهمية للدعوى التي أقامها اللواء جميل السيد ضده في لدى المحاكم الفرنسية بجرم القدح والذم، ويضع ذلك في إطار حب الظهور الإعلامي للواء السيد الذي "يعرف طريقة عمله جيداً". ويقول تعليقاً على الدعوى: "يضحك كثيرا من يضحك اخيرا". ورداً على سؤال عن اتهام العميد مصطفى حمدان له بفبركة شهود زور انطلاقا من فندق جورج الخامس في باريس يقول عبدو إن "هذا الانسان أصبح يخرّف، ربما بسبب تأثير السجن عليه".

س: اتهمك ايضا بأنك من أدخل العمالة الاسرائيلية الى لبنان..

 ج: في السابق اتهموني بأكثر من ذلك وقالوا بأني مهندس الاجتياح الاسرائيلي للبنان. من يشرب من البحر لا يغصّ في الساقية.

س: وما حكاية هذه الاجتماعات التي قال حمدان إنك كنت تعقدها في حالات مع "إحدى السيدات المخرّجين من مدرسة التعامل مع الصهاينة"؟

ج: هذا اعتراف منه ومن اميل لحود ومن كل الاجهزة الامنية بأنهم كانوا يراقبونني ويلاحقونني كلما ذهبت إلى بيروت. وإذا كان صحيحاً ما يقوله حمدان، فلماذا - وهو كان في السلطة - لم يقبضْ علي؟

س: كيف تعرّف شاهد الزور وعلى اي اساس اعتبرت ان مواصفات شاهد الزور قد تنطبق على وليد جنبلاط؟

ج: انا قلت إنه إذا اعتُبر أن كل من تراجع عن افادة كان قد ادلى بها اصبح شاهد زور، فوليد جنبلاط تنطبق عليه شهادة الزور. فهو بإفادته للمحكمة الدولية اتهم سوريا، وبعد ذلك تراجع عنها. أما عن شاهد الزور الأكبر، فهو من يقول الآن إن القرار الدولي 1995 هو القرار المشؤوم الذي خرب الوضع في لبنان. هذا الشخص اسمه ميشال عون وهو الذي ذهب إلى اميركا وشهد من اجل صدور هذا القرار ، فهل هو شاهد زور أم لا؟

مصلحة لبنان في "تلاحم" الجيش مع المقاومة

في مجال آخر، يرفض عبدو مبدأ تسليح الجيش من طريق التبرعات، ويرى في المقابل أنه "إذا اتى تسليح الجيش من الشرق -اي من طرف إيران وسوريا- فهذا سيعني للكثيرين ان هذا السلاح موجود بأمرة من يعطي هذا السلاح، والعرب وغيرهم يخافون من ان يسلحوا الجيش اللبناني فيستولي حزب الله عليه ويستعمله في الداخل. وغرباً لا أحد يريد أن يسلح الجيش كي لا يخلّ ذلك بالتوازن بينه وبين إسرائيل". ويقول عبدو إنه "على كل حال، مهما تسلح الجيش اللبناني فهذا التوازن من غير الممكن ان يكون لصالح لبنان إلا عن طريق المقاومة"، داعياً إلى تلاحم الجيش مع المقاومة في الجنوب. وإذ يحرص عبدو على التمييز بين حزب الله في الداخل والمقاومة في الجنوب، يلفت في هذا الإطار إلى أن سياسة "الأمن بالتراضي" التي رأى ان الجيش اتبعها في تعامله مع اشتباكات برج ابي حيدر الأخيرة، من شأنها أن تضعف دور الجيش.

 

الزغبي : المطلوب مراجعة عاجلة لاعادة الطائفة الشيعية الى سياقها اللبناني التاريخي

منوّها بكلام الرئيس برّي عن النظام والدولة

الزغبي : المطلوب مراجعة سريعة لاعادة الطائفة الشيعية الى سياقها اللبناني

نوّه عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي بتأكيد الرئيس نبيه برّي على انتساب الطائفة الشيعية الى النظام والدولة. وقال في تصريح: " انّ كلام الرئيس برّي أمس يندرج في السياق التاريخي لطائفة كيانيّة أساسيّة، بدءا من تاريخ جبل عامل وانتماء العائلات والعشائر الشيعيّة الكبرى والثلاثة الكبار: الامامين موسى الصدر ومحمّد مهدي شمس الدين والعلاّمة السيّد محمّد حسين فضل الله ". وأضاف: "تأسيسا على ما قاله برّي يجب التنبّه الى حالة الانزلاق المتصاعدة التي تأخذ الطائفة الى خارج سياقها اللبناني التاريخي، وتربطها بمشروع خارجي، سواء تحت شعار المقاومة ذات البعد الاقليمي، أو تحت عناوين التصدّي لكلّ ما ينتمي الى الشرعيّات الثلاث: اللبنانيّة والعربيّة والدوليّة".

وتوقّع الزغبي "أن يدفع هذا الكلام المسؤول في اتجاه مراجعة حقيقيّة بين المرجعيّات الشيعيّة، على خلفيّة التطورات السلبيّة منذ حصار القصر الحكومي و7 أيّار وصولا الى برج أبو حيدر، ومسالة القرار الظنّي والمحكمة الدوليّة، كي ينخرط الشيعة اللبنانيون فعلا في ما أعلنه الرئيس برّي، فلا يبقى كلامه اطارا بدون صورة فعليّة، بل تبدأ ورشة بناء الدولة اللبنانيّة بما يتلاءم مع العصر ومع طموح اللبنانيين

 

محمد فواز على لائحة الاتهام

"السياسة" - خاص: أكدت مصادر سياسية وأمنية لـ"السياسة" أن مسؤول "حزب الله" محمد فواز الذي قتل خلال الاشتباكات بين الحزب وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في منطقة برج أبي حيدر غرب بيروت مساء الثلاثاء الماضي, كان قد خضع سابقاً لاستجواب لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأفادت المعلومات أن التحقيق مع فواز كشف أنه حلقة رئيسة في هيكلية الحزب على مستوى مدينة بيروت, وان هناك شكوكاً كبيرة كانت قائمة لدى الكثير من الأوساط السياسية والرسمية وكذلك لدى "حزب الله" أن القرار الاتهامي سيتضمن اسم محمد فواز. وجاءت قضية مقتله لتطرح علامات استفهام كبيرة حول احتمال وجود رابط بينها وبين التحقيق الدولي.ولدى سؤال مسؤولين في "حزب الله" عن هذا الأمر, أكد هؤلاء أن المحققين الدوليين حققوا فعلاً مع فواز, لكنهم اعتبروا أن التحقيق شمل الكثير من المسؤولين في الحزب على مستوى بيروت وليس فواز فقط. ورفض المسؤولون في الحزب أي ربط بين مقتل فواز وبين التحقيق الدولي.

 

مقتل 4 مستوطنين في الضفة يسبق قمة واشنطن

المفاوضات المباشرة تنطلق غداً بتوقعات متواضعة

 (أ ب) النهار

وسط توقعات متواضعة لاحراز تقدم نوعي، تنعقد غدا في وزارة الخارجية الاميركية الجلسة الأولى للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ نحو سنتين، وستكون هذه المرة السادسة "تعاود" المفاوضات بين الطرفين خلال 12 سنة، وبعد 17 سنة من المفاوضات التي لم تؤد حتى الان الى اتفاق سلام نهائي.

وعشية انطلاق المفاوضات قتل أربعة مستوطنين بالرصاص في مكمن نصب لسيارة كانوا فيها قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية. وفيما تبنت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" الهجوم الأول من نوعه في الضفة منذ أكثر من سنتين، سارعت السلطة الفلسطينية إلى التنديد به، معتبرة انه يضر بالمصالح الوطنية للشعب الفلسطيني. أما الحكومة الاسرائيلية، فأمرت الجيش بملاحقة الفاعلين من دون التقيد "بقيود سياسية"، ورأت ان الهجوم يثبت انه يجب ألا تكون ثمة تنازلات في ما يتعلق بالمطالب الأمنية في المفاوضات.

اجتماعات تمهيدية

وستبدأ المفاوضات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووفديهما بعد ظهر الخميس، اثر اجتماعات ثنائية يعقدها الرئيس باراك اوباما اليوم معهما ومع الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وبعد لقاء خماسي في البيت الابيض الى مائدة عشاء يأمل الرئيس الاميركي في ان تكون بداية جدية لعملية مفاوضات تؤدي الى اتفاق سلام خلال سنة.

وقالت مصادر اميركية مطلعة لـ"النهار" ان الجهود مستمرة للتوصل الى حل او تفاهم لمسألة انتهاء فترة التجميد الموقت للمستوطنات الاسرائيلية في 26 أيلول الجاري والتي يمكن ان تؤدي الى تفجير المفاوضات اذا علق الفلسطينيون مشاركتهم فيها، في حال تجدد عمليات الاستيطان كما يقول نتنياهو. واضافت ان المحادثات التي اجراها المسؤول في مجلس الامن القومي دنيس روس أخيراً في اسرائيل في هذا الشأن كانت مفيدة، لكنها غير كافية.

ورأت المصادر ان نتنياهو وعباس يدركان بوضوح ان عليهما التوصل الى تفاهم على هذه القضية خلال الاسابيع المقبلة، لان مصلحتهما تقضي بعدم اتخاذ أي قرار احادي الجانب يمكن ان يقوض المفاوضات المباشرة ويلحق بالرئيس الاميركي نكسة سياسية بعد ثلاثة اسابيع من معاودة المفاوضات وقبل اقل من شهر ونصف شهر من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الولايات المتحدة.

وتحضيرا للقمة الخماسية والمفاوضات المباشرة، عقدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أمس، لقاءات منفردة مع عباس، ووزيري الخارجية الاردني ناصر جودة والمصري أحمد أبو الغيط، ونتنياهو، ومبعوث الرباعية الدولية طوني بلير.

وخيم خبر مقتل أربعة مستوطنين اسرائيليين في الضفة الغربية على لقاء كلينتون وعباس ووفديهما. وخلال التقاط الصور لم يدل أي منهما بتصريح. وفور وصول نتنياهو الى واشنطن قال للصحافيين تعليقا على الهجوم: "الارهاب لن يحدد حدود اسرائيل او مستقبل المستوطنات".

وقلل الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي التوقعات من الجلسة الاولى للمفاوضات قائلاً: "نحن لن نحل كل شيء يوم الخميس، وما نود ان نراه هو وجود التزام قوي لمواصلة هذه المفاوضات". وكرر ان الولايات المتحدة ستكون شريكا فعالا في المفاوضات، لكنها لن تشارك في كل جلسة مفاوضات بين الطرفين. واضاف ان "الخطوات العامة للحل النهائي معروفة... وما نريده هو الارادة السياسية والتفكير الخلاق لمعالجة التحديات والقضايا المعقدة، من اجل التوصل في النهاية الى اتفاق ينهي النزاع". وجدّد مناشدة الطرفين، عشية معاودة المفاوضات، عدم اتخاذ أي اجراءات يمكن ان تعرقل التقدم وايجاد الظروف التي تؤدي الى مفاوضات ناجحة.

وسئل عن التوقعات من جلسة الخميس، فأجاب ان حكومته تأمل في ان تؤدي الى احياء عملية مفاوضات مستمرة تؤدي الى "اجتماعات دورية" تشارك فيها الولايات المتحدة مشاركة كاملة.

ولم يعلق تفصيلاً على مقتل المستوطنين الاسرائيليين الذي حصل قبل الايجاز الصحفي، لكنه قال: "نحن ندرك انه ستكون هناك احداث خارجية ستؤثر على المناخ" الذي ستجري فيه المفاوضات "ونحن ندرك أيضاً ان هناك لاعبين آخرين في المنطقة يشنون عن قصد هذه الهجمات من اجل تخريب هذه العملية".

ومن المتوقع ان يركز الفلسطينيون في اجتماعات واشنطن، مع الاميركيين ومع الاسرائيليين، على ايضاح مرجعية المفاوضات بما فيها بيانات الرباعية ومواقفها، وخصوصاً ما يتعلق بوقف الاستيطان الاسرائيلي، الى ايضاح طبيعة الدور الاميركي فيها، وتحديدا سبل طرح المقترحات الهادفة الى جسر الهوات بين الطرفين كما تعهدت ادارة اوباما.

وقالت المصادر التي تحدثت الى "النهار" ان المسؤولين الاميركيين يريدون إيجاد مناخ مناسب "لاصلاح الامور بين نتنياهو وعباس، وضمان بداية جيدة لعلاقة معقولة بين الرجلين". وتحدثت عن وجود مقترحات يمكن ان تؤدي في بداية عملية المفاوضات الى اتخاذ سلسلة من اجراءات بناء الثقة بين الطرفين تشمل افراج اسرائيل عن مزيد من الاسرى الفلسطينيين، وتخفيف عمليات الدهم والهجمات الاسرائيلية في الضفة الغربية، واخضاع مزيد من الاراضي لسيطرة السلطة الفلسطينية. لكنها استبعدت التوصل الى تفاهم كامل وعلني على قضية المستوطنات، بل أشارت الى احتمال وقف الاستيطان في معظم اراضي الضفة الغربية، ومواصلته في الكتل الاستيطانية الكبرى التي تصر اسرائيل على الاحتفاظ بها، والخروج بصيغة مبهمة عن الاستيطان في القدس، او حتى تجاهل الاشارة الى الاستيطان في القدس.

ويعلق المسؤولون الاميركيون اهمية كبيرة على الاجتماع المنفرد الذي سيعقده عباس ونتنياهو، إذ يأملون في ان يكون بداية لاجتماعات دورية تعقد في المنطقة.

عملية الخليل

وقبل ساعات (الوكالات) من انطلاق المفاوضات، صرحت الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي اللفتنانت كولونيل افيتال ليبوفيتش بان أربعة مدنيين اسرائيليين في سيارة قتلوا بالرصاص في الضفة الغربية. وقالت: "هذا هجوم ارهابي والجيش يتعامل معه على انه حادث خطير".

وأوضحت ان رجلين وامرأتين احداهما حامل قتلوا عندما أطلقت النار على سيارتهم في طريق سريع مزدحم يستخدمه الفلسطينيون والمستوطنون اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت: "الأمن كان مستقرا طوال السنتين الاخيرتين، ونأمل في ألا يسبب ذلك أي تدهور". وأشارت الى ان القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية تبحث عن مرتكبي الهجوم.

الى ذلك، قال الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد: "يمكننا أن نؤكد أن هناك أربعة قتلى في الموقع" بعد مكمن أطلقت فيه عيارات نارية على سيارة عقب حلول الظلام قرب مدينة الخليل، حيث يعيش مستوطنون في جيب في حماية قوات للجيش الاسرائيلي. وأفاد أن الحادث وقع قرب مستوطنة كريات اربع.

وبثت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان الاسرائيليين قتلوا بعيارات نارية أطلقت من سيارة متحركة.

وقال الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية نير حيفيتز إن نتنياهو سيبلغ وزيرة الخارجية الأميركية أن الهجوم يظهر أنه ينبغي "ألا تكون هناك تنازلات" في شأن المطالب الأمنية الإسرائيلية في محادثات السلام.

وأعلن أن نتنياهو أمر "قوات الأمن بالتحرك من دون التقيد بقيود سياسية والتحرك بأقصى طاقتها من أجل اعتقال القتلة".

وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في بيان بأن تجعل إسرائيل منفذي الهجوم يدفعون الثمن. وقال: "هذه محاولة في ما يبدو من إرهابيين منحطين لتخريب محاولة إنجاز عملية ديبلوماسية ومحاولة للإضرار بفرص المحادثات التي ستبدأ في واشنطن" هذا الأسبوع.

السلطة الفلسطينية

ورداً على الهجوم، صرح رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بأن "العملية وتوقيتها يستهدفان الجهود التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية لحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني ازاء متطلبات نجاح العملية السياسية وقدرتها على انهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا". وقال ان العملية "تتناقض مع المصالح الوطنية الفلسطينية والرؤية الاستراتيجية التي تتبناها السلطة الوطنية والتي تجمع بين النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية على الصعيدين الاقليمي والدولي من جهة، واستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية وتعزيز المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال، من جهة أخرى، تحقيقا لهدف إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود العام 1967".

"كتائب القسام"

واعلنت "كتائب عز الدين القسام" في بيان ان "كتائب القسام تعلن مسؤوليتها الكاملة عن عملية الخليل البطولية" التي وصفتها بأنها "حلقة ضمن سلسلة عمليات سابقة ولاحقة باذن الله للرد على جرائم الاحتلال".

وصدر بيان التبني هذا عن "كتائب عز الدين القسام" بعيد صدور بيان آخر عن التنظيم نفسه لم يتبن الهجوم، الا انه وصف "عملية الخليل بأنها رد طبيعي على جرائم الاحتلال ومغتصبيه وتأكيد لحضور المقاومة بالرغم من حرب الاستئصال".

ودعت "حماس" الى مسيرات عدة في قطاع غزة "ابتهاجاً بعملية الخليل". وقال النائب عن الحركة مشير المصري خلال مسيرة في مخيم جباليا بشمال غزة، ان "كتائب القسام تنهض من جديد في الخليل وفي الضفة الغربية في هذه العملية البطولية... القسام هي عنوان هذه المرحلة، ستخرج لكم كتائب القسام من تحت الارض ومن كل مكان الى ان تخرجوا من هذه الارض". واضاف وسط تكبير المشاركين: "في الوقت الذي يلتقي المجرم عباس مع قادة الاحتلال في واشنطن تلتقي كتائب القسام مع المستوطنين في معركة الدم والبطولة في الخليل". وشدد على ان هذه العملية "هي اكبر رد على خيار المفاوضات".

و"باركت" حركة "الجهاد الاسلامي" هذه "العملية البطولية شمال الخليل المحتلة والتي تعتبرها الحركة بمثابة الخطوة الاولى على طريق احباط مفاوضات التسوية وتاكيد لحيوية المقاومة وقدرتها على الرد على جرائم الاحتلال".

مشعل

• في دمشق ("النهار")، رأى رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل في كلمة له في الافطار المركزي الأول للايتام الذي أقامه القسم الخيري في الحركة في أحد الاحياء المحافظة بضواحي العاصمة السورية، أن اجتماع واشنطن "محكوم بالفشل وهو سوق للنخاسة لبيع فلسطين". وقال: "نحن طريقنا الجهاد والمقاومة، وهو طريق العزة والنصر، أما اجتماع واشنطن فهو اجتماع فاشل ولا شرعية سياسية ولا وطنية ولا أخلاقية له، وهو اجتماع الضعفاء المنبوذين الذين انفصلوا عن شعبهم بالأمر والنهي الأميركي".

طهران

• في طهران، نقلت وكالة "فارس" الايرانية عن وزير الخارجية منوشهر متكي قوله لـ"بعض القادة الذين يخوضون مفاوضات السلام مع الكيان الصهيوني وفقاً لاملاءات اميركا: "عليكم ان تدركوا انكم تمارسون مبدأ الخيانة مع شعوبكم وان مفاوضاتكم تعد مسماراً في نعش هذا السلام". وأضاف: "نحن ننطلق من مبادئ الثورة الاسلامية نحو العالم عبر الوقوف في وجه من لا يقيم نظام العدل... نحن لا نحمل العداء لأحد، لكن خطابنا يقوم على أساس المنطق".

 

 القائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور توماس حبيب: المسيحيون ليسوا أقلية في أوطانهم والوحدة لا تعني الذوبان

هالة حمصي/النهار     

"تحريك المياه الراكدة". الصورة التي يقدمها القائم باعمال السفارة البابوية المونسنيور توماس حبيب عن السينودس الخاص من اجل الشرق الاوسط معبّرة، تختصر التوقعات والآمال. "ما دام هناك تحريك للمياه، فهذا يعني ان هناك حياة. وهذا ما تسعى اليه الكنيسة"، يقول في حديث الى "النهار". في اعتقاده، الامر المؤكد ان "المياه الراكدة ستزيل، لدى تحركها، الكثير من الشوائب العالقة على مدى الاعوام"، بما يجعله يتفاءل تجاه نجاح "المشروع". وتبقى الارادة واضحة: "نعمل بكل ما لدينا من قدرات ونيات صالحة وحسنة من اجل تحقيق ذلك".

"رفع الصوت" و"تلاحم"

أهمية السينودس وتوقيته يربطهما المونسنيور حبيب بالواقع الذي يعيشه مسيحيو الشرق الاوسط، ويقول: "منذ مدة، تقع ضغوط عليهم. وهذه الضغوط تتنوع ما بين بلد وآخر، وفق طبيعته ومشكلاته. وبسبب ذلك، بدأ البابا بينيديكتوس السادس عشر ينظر الى واقع المسيحيين في الشرق الاوسط، وخصوصا ان الكل بات يعرف ان هناك هجرة كبيرة في صفوفهم، وهي ملحوظة في عدد من البلدان، وفي اخرى بدأت المسيحية تقل. وقد يكون مرد ذلك الى بعض الوقائع السياسية او الظروف التي يمر بها كل بلد. لذلك، رأى البابا ان هناك اهمية للنظر الى المسيحيين على انهم نسيج من الاوطان التي يعيشون فيها".

تعبير "المسيحيون اقلية" يرفضه كليا المونسنيور حبيب. "فهم ليسوا اقلية في أوطانهم"، يقول. "قد يكون عددهم قليلا، لكنهم ليسوا اقليات، بل هم من نسيج واحد، من نسيج الوطن، ويتقاسمون العيش مع اخوانهم من الديانات الاخرى، ويتعرضون للصعوبات نفسها. وقد يتعرضون في بعض البلدان للتهميش، لكنهم من نسيج الوطن الواحد". وانطلاقا من هذا الواقع، وجد البابا، على ما يشرح، ان "ثمة اهمية، ليس لرفع الصوت من اجل المسيحيين فحسب، انما ايضا من اجل تنبيه الغرب وحضه على مساندة مسيحيي الشرق الاوسط، لان الغرب ليست لديه معلومات كافية عنهم، ويعتقد احيانا كثيرة ان لا مسيحيين في الشرق. لذلك من المهم ايضا توعية العالم على ان هناك مسيحيين في الشرق، ولهم تأثير، اكان على المستوى السياسي، ام الاقتصادي، ام الاجتماعي". بالنسبة الى المونسنيور حبيب، عنوان السينودس "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط: شركة وشهادة" يعكس الدور الكبير الذي يمارسه المسيحيون في الشرق الاوسط. "الشركة تعني ان المسيحيين الشرقيين يشاركون فعليا، وان لهم دورا فاعلا في البلد وفي بنائه". ويجد ان هناك اهمية ثانية للسينودس "تتمثل في الالتحام، اي العيش المشترك. فتثبيت حجر فوق آخر ليس ممكنا من دون اضافة الاسمنت الذي يؤمن التحامهما". في رأيه، العيش المشترك تعبير لا لبس فيه. "فهو لا يعني اطلاقا ذوبان المسيحيين في مجموعة اخرى، كما يفسره بعضهم، بل هو التحام ووحدة، في السراء والضراء، كما يقال".

أهمية اخرى للسينودس يضيفها: "فهو يجمع، ليس الكاثوليك فحسب، انما ايضا مدعوين من طوائف اخرى، وحتى من اديان اخرى". ودعوة هؤلاء، في رأيه، "تشكل حضا لتلك الطوائف على تفعيل العيش المشترك معها، وفي داخلها ايضا. نحاول ان نذيب متعلقات الزمان، ونرفع شأن المسيحيين معا، بحيث يكونون يدا واحدة". ويتدارك: "كلما التحموا معا، قدروا على ان يكونوا صوتا واحدا، قويا، ولهم فاعلية".

من جهة اخرى، تتيح هذه الفسحة المشتركة "مناقشة المسائل والصعوبات التي يواجهها مسيحيو الشرق الاوسط، بغية ايجاد حلول وطرق لمعالجتها وتخطيها، ورفع الصوت لدى المسؤولين للتشديد على ضرورة ايجاد حل لها".

"رؤية" المسلمين و"تجاوب" غير الكاثوليك

الجهود المبذولة من اجل السينودس "ايجابية"، على ما يصفها المونسنيور حبيب. "الجميع يعملون. الاستعدادات جيدة، وقد شُكِّلَت لجان في مختلف الكنائس والبلدان، والمعنيون يأخذون الامور في الاعتبار، لانهم يرون ان القضية تهمّ كل مسيحي". ومن الملاحظات التي سجلها عبر متابعته الامور ان "حتى المسلمين يضعون انظارهم على السينودس، انطلاقا من ادراكهم ان هناك قضايا مشتركة، وثمة حاجة الى معالجتها، والى ايجاد جسر للالتقاء والمرور من عنق الزجاجة الذي يحاول دائما خنق كل مبادرات ونيات صالحة تريد بلوغ برّ الامان".

فاعلية تطبيق الارشاد الرسولي الذي سيصدر في ضوء نتائج السينودس من المواضيع المثارة من اليوم. وللمونسنيور حبيب كلام واضح في هذا الشأن: "اذا اتخذنا مجرد قرارات واخرجنا ما في قلوبنا من آهات وسكّنا الآلام ثم هدأنا، فلا يمكن ان نتوصل الى نتيجة. وبالتالي سيكون السينودس كأي مشروع تم، وسيكون الارشاد مجرد كتاب يزين المكتبة. اما اذا كانت النية صالحة لدى الجميع من اجل عمل مشترك للوصول الى الغاية التي يبتغيها كل مواطن صالح كي يعيش بأمان واستقرار وتعاون مع شريكه الآخر، ففي هذه الحال ستكون نتائج السينودس ايجابية".

كيف يتمنى على المسلمين قراءة السينودس ونتائجه؟ يجيب: "نتمنى على غير المسيحيين عموما ان تكون لديهم رؤية كافية الى دور المسيحي. المسيحي ليس عالة على المجتمع، ولا يأتي ليأخذ شيئا ليس من حقه. انه ابن البلد، ولذلك اذا كنا نعتبره شريكا في البلد وابن البلد، ايا يكن البلد، فان نظرة المسلم تكون بالتالي التعاون معه من اجل نهضة البلد. يد واحدة لا يمكن ان تصفق وحدها. واي مجتمع، اكان في لبنان ام مصر ام سوريا ام الاردن ام العراق، يحتاج الى الاثنين (اي المسيحي والمسلم) معا. والمسيحيون والمسلمون يشكلون نسيج الوطن الواحد. واذا كنا نتمتع بهذه النظرة، فسنتخطى الصعوبات معا".

تجاوب الكنائس غير الكاثوليكية مع نتائج السينودس من آمال المونسنيور. وامنيته ان "يكون هناك انفتاح من الكنيسة الارثوذكسية او الكنائس غير الكاثوليكية على السينودس، بحيث لا تعتبر ان الكاثوليك هم المعنيون به فقط، ولا تكون مشاركتها مجرد حضور". وان يكون حضورها "ايجابيا وفاعلا"، امر يشدد على اهميته، "بحيث نسعى معا الى الوحدة المشتركة، لان لنا مسيحا واحدا، ولا نحتاج الى تجزئته". ويتدارك: "الوحدة لا تعني اطلاقا ذوبان الواحد بالآخر. كل كنيسة لها سلطتها وكيانها الذاتي. الذوبان مفهوم خاطئ يحاول بعضهم اظهاره. نحترم بعضنا البعض باختلاف اقتناعاتنا. وهذا الاختلاف لا يمنع ان نكون متحدين معًا".

ومآخذ بعض الفئات على ما اعتبرته "ليونة" تضمنتها ورقة عمل السينودس في بند العلاقات باليهودية يقرأها المونسنيور حبيب انطلاقا من "ان كل واحد ينظر الى الامر من جرحه، كما يقال. فالشرق اكثر المتألمين من الوضع اليهودي- الفلسطيني. وطبيعي ان تكون نظرة الشرقيين اكثر حدة اليه. والغرب ليست لديه النظرة نفسها". ويقول: "اذا عملنا معا، وحاولنا ان تكون لدينا رؤية واضحة، بالتأكيد سنتمكن من ايصال آرائنا من دون حدة وعنف، ونصل الى ما نسعى اليه. اما الاعتراض على امر لم يتحقق عمليا بعد ليس منطقيا في رأيي. لا يمكن وضع كل شيء على الورق. نضع رؤوس اقلام، ثم تظهر كل الاشياء على ارض الواقع".

متفائل المونسنيور حبيب تجاه السينودس وما سيخرج به، يقول: "نعمل بكل ما لدينا من قدرات ونيات صالحة وحسنة من اجل انجاح المشروع. وهذا اهم شيء، لانه اذا ذهبنا اليه بنظرة غير متفائلة، فسيفشل. اما اذا ذهبنا بتفاؤل، فطبيعي ان نواجه صعوبات وبعض الاعتراضات. ولكن ما دام هناك تحريك للمياه، فهذا يعني ان هناك حياة. وهذا ما تسعى اليه الكنيسة. وبدلا من ان تبقى المياه راكدة، نحركها، ونرى ما سينتج من ذلك. بالتأكيد المياه الراكدة ستزيل لدى تحركها الكثير من الشوائب العالقة على مدى الاعوام. انا اكيد من ذلك، ومتفائل". 

 

حزب الله" لا يقبل بعزله... كالموارنة عام 1975 وأطراف الصراع يستعدّون لمواجهة ما بعد الهدنة

هيام القصيفي/النهار    

لن يكون الاحتفال بـ"يوم القدس" هذه السنة كمثيلاته في الاعوام الاخيرة. فاستعراض القوة والجماهيرية التي يُشهد لـ"حزب الله" بتنظيمها، ستأخذ في نهاية الاسبوع معنى مختلفا. وستؤذن مشهدية المناسبة لبداية المرحلة  الخطرة والمفصلية التي يعيشها لبنان قبل القرار الظني، وستتحول تلقائيا   عنصر الضغط المعنوي وإحدى ركائز الخطاب السياسي بعد انتهاء هدنة رمضان التي تعرضت لانتكاسة خطرة.

والهدنة التي تشارف الانتهاء تطرح معها سؤالا واحدا: الى أي حد يمكن لـ"حزب الله" ان يتحمل تطويقه وتضييق الحصار عليه، وهو الذي بدأ يبدّل سياسته التي كانت قائمة على تفادي الخوض في مواجهات كلامية وسجالات اعلامية، ويتحول من مرحلة الدفاع الى الهجوم.

يشبه وضع الحزب اليوم، بحسب مصادر سياسية مواكبة لمرحلة الحرب، ما عاشه الموارنة عندما اندلعت حوادث 1975، رغم اختلاف الظروف الاقليمية وأسباب الصراع الذي خاضه الموارنة ودفعوا ثمنه غاليا . كان الصراع الماروني مع الفلسطينيين، سببا لتطويق المسيحيين والموارنة خصوصا ومحاولة عزلهم التي امتدت اعواما، وأسفرت لاحقا عن قيامهم بتنازلات لمصلحة اتفاق الطائف.

يخوض "حزب الله" الصراع اليوم، من زاوية مختلفة، ومن منطلقات سياسية وعسكرية مغايرة، سواء بالنسبة الى السلاح الذي يحمله ضد اسرائيل، أو الحرب التي يخوضها لازالة السيف المصلت على رأسه  من جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولكلا السببين، بدأت الكماشة الاقليمية تطبق الحصار على الحزب الذي يبدو انه تعلم من الدروس التي أدت الى انقلاب موازين القوى واطاحة الدور الماروني. وبدأ الافادة  من أوراق عدة في يديه، من خلال مقاربته الصراع حوله وعليه.

ثمة فارق جوهري في الظروف التي أحاطت بالطائفتين المارونية والشيعية. فالاولى كانت معزولة عن امتدادات عربية، في حين حكمت  المساعدة المصرية - الاردنية لاحقا تطورات لها صلة باتفاقات كمب ديفيد، أدّت تدريجا الى إضعاف الموارنة، ناهيك بخلافاتهم الداخلية وتعدد قياداتهم.

أما الطائفة الشيعية فمنضوية تحت قيادة واحدة، وامتداداتها في الدول العربية، فضلا عن مركزية الدعم الايراني غير المشروط، تحوّلها قوة ليس من السهل العبث معها. لم يكن هاجس الهلال الشيعي الذي تحدث عنه الرئيس المصري حسني مبارك او الملك الاردني عبد الله، إلا واحدا من المخاوف التي بدأت تطرح نفسها في خضم البحث عن تداعيات مرحلة القرار الظني.

ساعد الامتداد الجغرافي والثقل الايراني في مد "حزب الله" بزخم يقوى عربيا وايرانيا، ولم تكن هذه حال الموارنة عام 1975. من هنا تصبح عناصر المواجهة التي يمتلكها الحزب اليوم اقوى واشد تأثيرا اذا احكم الطوق عليه، الامر الذي يمكن ان يرتد على لبنان كله تحت تأثير القرار الظني.

يملك الحزب اليوم أوراقاً عدة، يستفيد من تحويلها أدوات سلاح لحرب مقبلة عليه عاجلا ام آجلا. فما قبل الهدنة الرمضانية، لن يكون حتما مثل ما بعدها. لدى الحزب سلسلة ملفات يخوضها دفعة واحدة، شهود الزور، والقرائن الاسرائيلية، والتنصت الاسرائيلي والمتهمون بالتجسس  لاسرائيل، ووضع لبنان في المحكمة الدولية، والاعتراف بالمحكمة او عدمه، وتدريجا دور الجيش في المعركة المقبلة، والتغيير الحكومي، وما الى ذلك من سلسلة لا تنتهي. لكن هل لدى الحزب الوقت لاثارة هذه الملفات قبل ان يسبقه المدعي العام الدولي دانييل بلمار، ام انه سيستبق كل هذه المراحل ويقفز الى الامام؟

الواضح حتى الآن أن ثمة مأزقا يتخبّط فيه الاطراف الثلاثة المعنيون، سوريا و"حزب الله" والحريري ومن خلفه، وسط كم من الملاحظات التي بدأت تنذر بالسوء.

لم يكن أمرا عابرا التقرير الذي نشرته " النهار" عن مقتل المسؤول عن حركة "فتح الاسلام" عبد الرحمن عوض وتخطيطه الذي كان يعدّ له لتدبير عمليات انتحارية في لبنان. فنموذج بغداد او غزة، لا يزال النموذج الذي يترجح معه البلد منذ المرحلة التي تلت حرب تموز 2006. وسبقتها مرحلة القرار الظني بكل ما تعنيه من اخطار تعيد احياء المخاوف الامنية من ان تكون عناصر الفتنة بدأت تتسلل الى الساحة، كما حصل في برج ابي حيدر.

وترصد مصادر سياسية مواكبة سلسلة ملاحظات تشير الى عمق المأزق الذي يعيشه لبنان، نتيجة عدم وضوح الموقف السوري.

يحاول السوريون كسب الوقت الضائع، لكنهم يحاولون اللعب على حافة الهاوية في ساحتين، العراق ولبنان. ففي بيروت يتجلى الصراع الايراني – السوري، عبر إشارات سورية متضاربة، كاطلالات متفرقة للامين العام السابق لـ"حزب الله" صبحي الطفيلي، او حادث برج أبي حيدر، او حتى اللقاء الذي جمع الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس سعد الحريري بعد ساعات على اطلاقه كلاما في حق "حزب الله" وسلاحه.

وفي العراق يحاول السوريون الايحاء انهم ذاهبون في تأييد علاوي الى النهاية، تحاول ايران اعادة تثبيت نوري المالكي رئيسا للحكومة العراقية المعلقة منذ اشهر. لكن الاشارات السورية لا تعني في أي حال، انها مضت في الخيار الذي تريده منها فرنسا ومصر والسعودية وواشنطن، اي فك حلفها مع طهران، مقابل اعادة تثبيت دورها في لبنان. وتحاول دمشق عبر هذا المنحى من كمية الاشارات المتناقضة ان تمسك العصا من نصفها، قبل لحظة القرارات المصيرية واضطرار النظام السوري الى ان يحسم على الملأ خياراته.

ولا تقنع الاشارات السورية مصر ولا فرنسا، وللمرة الثانية في غضون شهرين يلتقي الرئيسان المصري حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي، وفي أحد بنود لقائهما الوضع اللبناني والدور السوري فيه. وكلا الرئيسين عبّر صراحة عن مخاوفه من صدور القرار الظني وتبعاته. في المقابل، يعيش "حزب الله" المأزق من زاوية اخرى، ويدرك ان ما تقوم به سوريا حياله ليس معزولا عن الصراع الايراني – السوري حول العراق وحول الحزب نفسه. ومن خبر النظام السوري في مراحله المتشددة، يعرف ايضا نوعية السلوك الذي تمارسه دمشق حين تريد جس نبض حلفائها بطريقة أو أخرى، من خلال حدث ما أو خبر أو حتى تسريب معلومات حول القرار الظني. وايران التي تقود قرار الحزب في المرحلة المصيرية تعرف ايضا من اين تؤكل الكتف السورية، وهي طبعا لن تقف مكتوفة حيال تسريبات تورط الحزب من دون سوريا في القرار الظني.

أما الحريري فقد دخل المأزق عبر بوابة الرياض، من غير ان يملك اوراقا خاصة تتيح له اللعب منفردا من دون السقف السعودي. لا يجمع اليوم بين الحريري وسوريا والحزب اي نقطة التقاء واحدة. لا المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين التي سارع الى تأييدها منفردا عنهما، ولا النظرة الاقليمية الى ايران النووية، ولا القرار الظني حكما. وهو اكثر من غيره يعرف ان سوريا ترسل اشارات متناقضة، لا تعبر عن رأيها الحقيقي. ويدرك ايضا ان حلفاء سوريا لا يصدقون حتى انعطافة النائب وليد جنبلاط فكيف الحال معه فيها يستمر حلفاء الحريري بتوجيه انتقاداتهم اليها؟

وبين الثلاثة يغيب المسيحيون عن أي دور لهم في القرار المصيري، وهم غارقون بين استثمار الجولات البطريركية وانتخابات الرهبانيات. وحده النائب وليد جنبلاط الذي دفع سلفة للحزب عبر تجييره موقفه من الحكومة له، ومن احتمال تطييرها في المجلس النيابي، انتقل الى بيت الدين ليعطي رئيس الجمهورية دفعة أخرى ويتلطى خلف موقفه الى ان ينقشع الغبار الاقليمي. 

 

بيروت منزوعة القرار... لا السلاح

النهار/عبد الوهاب بدرخان

قد يستلزم الامر "هيئة حوار وطني" اخرى للبحث في استراتيجيات السلاح المنتشر في الداخل، في بيروت وغير بيروت، ولتحديد معايير التمييز بين سلاح وسلاح. لكن الصدمة في برج ابي حيدر كانت ان الصدام حصل بين ذاك السلاح وذاته. وربما يقال انه، هو ايضا، رديف للجيش في حفاظه على الامن والاستقرار، ولذلك لا بد من بقائه، لكن لا بأس في "ضبطه"، مما يعني الاستمرار في منظومة "الامن بالتراضي".

الارجح ان اللبنانيين مقبلون على التعرف الى معادلة جديدة – قديمة لم يكن معترفا بها ولا مشرعنة في البيانات الحكومية. فبعد معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" ضد اسرائيل، يبدو ان قضية السلاح في بيروت، نزعا او ضبطا، تتطلب معادلة "الجيش وسوريا وحزب الله" من اجل حماية السلاح بالسلاح نفسه.

نعرف ان المسألة اكثر من جدية، وانها تحتاج الى اكثر من شعار "بيروت منزوعة السلاح"، اي تحتاج الى قرار سياسي واضح وجريء. لكن، من يستطيع اتخاذه؟ انظروا الى الوجوه، والى ردود الفعل على هذا المطلب البديهي وكيف انها تلعثمت او غرقت في "المدرحيات" الكلامية لتعيد كل شيء في نهاية المطاف الى "أمن المقاومة" كحجة يجب ان تفحم كل من تسوّل له نفسه القول ان لا داعي للسلاح في زواريب العاصمة ايا كان من يحمله او من رخص له بحمله.

واقعيا، لا يمكن "نزع السلاح" من بيروت الا بموافقة صريحة ممن زرعه ورعاه وحافظ عليه وزاده وطوره، لذلك وجبت العودة الى دمشق وخصوصا ان من اشتبكوا الثلثاء الماضي هم اصدقاؤها وحلفاؤها، ولأن اي قرار يتخذه مجلس الوزراء لا بد من ان يحظى بموافقة مسبقة منها. وهي، على الاغلب، وعلى رغم استيائها مما حصل، ليست الآن في وارد نزع هذا السلاح، الا اذا كان لديها تفكير جديد بامكان الاعتماد على الجيش في بيروت، ولا ضرورة لـ"سلاح المقاومة"، هنا بعدما زالت الاخطار التي جرى التذرع بها لاشعال ازمة ما بعد حرب 2006، ولا ضرورة ايضا وخصوصا للحالات الميليشيوية التي اعيد احياؤها في سياق حملة 7 ايار 2008، وابقيت بعدها لاستخدامات شتى في الوقت المناسب، ولدواع تتعلق بالوضع الداخلي لا بالمواجهة مع العدو الاسرائيلي.

المشكلة ان مخادعة اللبنانيين، كما في مراحل سابقة، هي في اوجها خلال هذه المرحلة. فما يقال لهم يعاكس الاقتناعات التي تكونت لديهم من تجربة تقارب الاربعة عقود، بل يدعوهم الى عدم تصديق الواقع الذي يرونه بعيونهم. ينطبق ذلك على تسليح الجيش ودوره، على سلاح المقاومة وانتشاره في كل المناطق، على التطورات المتعلقة بالمحكمة الدولية والقرار الظني، على قضية الكهرباء، ولا بد من انه سينطبق ايضا على مسألة "بيروت منزوعة السلاح" و..."الميليشيات"، اذ بدا هذا المطلب كما لو انه "ثورة ارز" مستجدة، والامل كل الامل الا تلقى مصير "الثورة" الاولى. فكل ما يمكن ان يجمع عليه اللبنانيون، باندفاع وعفوية وتوق الى استعادة الدولة سلطتها، غالبا ما يلقى خيبات الأمل من الاوصياء العائدين هذه المرة من طريق التقمص، عبر وجوه حلت محلهم بالوكالة طوال الاعوام الخمسة الماضية، وتتنافس الآن مع وجوه تريد ان تحل محلهم بالاصالة.

ولأن ما يقال، مبدئيا او طمأنة او تمويها، بحسن نية او بسوئها، لم يعد يعني شيئا على ارض الواقع، فان الكلام الوحيد الوازن والفاعل هو الذي يأتي من دمشق او من "حزب الله". ولان الاولى لا تفصح الا وراء الابواب المغلقة وينبغي استقراء الالغاز التي ينقلها اصدقاؤها او الوقاحات التي يتفوه بها ازلامها، فانه لم يعد مستغربا ان تخلو الشوارع ويجلس الجميع الى الشاشات منتظرين اطلالة جديدة للسيد حسن نصر الله ففيها "نشرة اخبار" الامس واليوم والغد، مرئية ومسموعة من فم "صاحب القرار" بالبث المباشر، وفي الآونة الاخيرة ندرت الاخبار المطمئنة. فهناك قرار ظني يجب قطع الطريق عليه ومنع صدوره. وسيكون مفيدا سماع ما رأى وما رسم بالنسبة الى "بيروت منزوعة السلاح".

بعد اشتباك برج ابي حيدر وتداعياته في الاحياء المجاورة والبعيدة، صدرت مواقف ابرزها لرئيس الجمهورية (منع تكرار ما حصل) ورئيس الحكومة (السلاح غير مقبول). الموقفان متكاملان، لكن "منع التكرار" يمكن ان يعني او لا يعني ازالة السلاح، اما "غير المقبول" فيعني بالضرورة ان وجوده مرفوض، وبالتالي يجب نزعه. ولا شك في ان من يريد منع تكرار الحادث، كما الذي يرفض السلاح، يريدان عمليا نزعه، لكن كيف؟ لم يكن الامر يحتاج الى "لجنة"، وانما كان يحتاج الى نقاش معمق وهادف في مجلس الوزراء، ثم الى اجتماع حكومي – امني يتخذ فيه القرار بعد اقل من ثمانية واربعين ساعة على الحادث. هذا يحصل فقط في دولة ذات سيادة، وحتى في دول اقل سيادة، ما دام الامر يتعلق بالامن الداخلي.

القرار في مكان آخر. وهذا ليس جديدا، لكن الافضل لأصحابه الخارجيين والمحليين ان يكونوا اقلعوا عن هذه الطقوس اللعينة التي لم تأت في السابق ولن تأتي مستقبلا الا بنتائج عكسية هي الاخرى جربت واختبرت. والاكيد ان اللبنانيين لن يسمعوا اي شرح او توضيح عن اي من المعوقات والعراقيل والموانع والمحظورات او الضرورات التي تحول دون "نزع السلاح" في بيروت. وما عليهم سوى ان يكتفوا ببيان الاخوة المشتبكين وتأكيدهم ان لا دوافع او اسباب "سياسية او مذهبية" وراء اقتتالهم. لم يبق سوى ان نشكرهم كثيرا وجزيلاً على هذين التوضيح والتطمين.

عبد الوهاب بدرخان

    

قضية الشيخ حسن مشيمش: تراخي "حزب الله" وتخدير 14 آذار

بقلم فيديل سبيتي/النهار

يرجو بعض الساسة اللبنانيين ان تكون العلاقات اللبنانية – السورية في سبيلها الى التحوّل بين دولتين مستقلتين ذواتي سيادة، وهم يروجون لهذه الفكرة علّ كثرة الترويج تؤدي الى نوع من التصديق. وهذا الترويج يصب في مصلحة مختلف السياسيين في البلد، سواء كانوا حلفاء سوريا او كانوا يكنون العداء لها منذ العام 2005.

فأن تصبح تلك العلاقات أقرب الى علاقة بين دولتين، لكل واحدة منهما سفارة في الأخرى، يلغي مقولات الوصاية التي من المفترض ان ثورة 14 آذار قد أنهتها الى غير رجعة، وهذا في مصلحة سياسيي ما يسمى ب14 آذار. أما العلاقات الندية التي تخفف من مقولات التدخل السوري في لبنان عبر فرقاء سياسيين ينفذون أجندتها، فهذا مطلب من مطالب ساسة فريق 8 آذار. ففي كلا الحالين يربح الفريقان، الاول بأنه حقق الاستقلال والسيادة، والثاني بأنه غير مرتهن. لكن بالنسبة لمواطن مثلي ينظر الى الامور من منطلق مصالحه الشخصية والمرتبطة بالآخرين الذين يحيطون به ويعيشون في فضاء حياته، فإن العلاقات اللبنانية السورية ما زالت كما كانت عليه قبل "ثورة الارز" او "انتفاضة الاستقلال" التي خسرت انا شخصيا بسببها عددا من الاصدقاء والرفاق الذين أحبهم، في اغتيالات وتفجيرات متفرقة.

ما أتخذه دليلا على ما أشعر به هو ما جرى الشهر الماضي على الحدود اللبنانية السورية، اذ بينما كان رجل الدين الشيعي المعارض لـ"حزب الله"، الشيخ حسن مشيمش إمام بلدة كفرصير، يعبر الحدود السورية برفقة زوجته وأخيه بهدف إقامة شعائر العمرة في السعودية، تم توقيفه من قبل فرع من فروع الامن السوري، وما زال معتقلا منذ ذلك الحين حتى اليوم من دون أن يعرف أحد شيئاً عنه ولا عن مكان إعتقاله ولا عن الاسباب التي أدت الى ذلك، هذا رغم طلب أهله للمساعدة والتدخل من حلفاء سوريا في لبنان للكشف عن مصيره، وعلى رأس هؤلاء "حزب الله" الذي كان مناضلا في صفوفه في زمن سابق وبعيد، يرقى الى السنوات الاولى التي بدأ فيها الحزب بالظهور.

لم تثمر المناشدات بالتدخل لهذا الحزب ومسؤوليه (هم في معظمهم من أصدقاء الشيخ المعتقل) أي معلومات او اشارات الى رغبة فعلية من قبل الحزب للتدخل في هذه القضية التي تعني عائلة جنوبية سقط منها عدد من الشهداء في صفوف الحزب، ويعني بلدة جنوبية دمرت في حروب عدة منذ العام 1982. وهذا التراخي من قبل الحزب في التعامل مع القضية دفع الى خروج أقاويل وشائعات تفيد بأن "حزب الله" المنزعج من الشيخ مشيمش لا يرغب بخروجه من المعتقل السوري.

بغض النظر عن هذه الشائعات، فإن للحزب حساباته التي تسمح له بالتدخل او عدمه، ولكن ما لا يفهم في الامر هو عدم تدخل الجهات الرسمية المختصة التي بدت خرساء صماء وبلا حيلة أمام قضية اعتقال أحد مواطنيها، وكأن إبرة العلاقات اللبنانية السورية قد خدرت كل أعصابها. هنا لا مجال للكلام عن دور ساسة 14 آذار في هذا الموضوع - وللمناسبة كان عدد من ساسة الفريق من أصدقاء الشيخ المخطوف، وكان يحسب في بلدته الجنوبية على فريق 14 آذار - ولا مجال للكلام على دور هؤلاء فهم في معظمهم لا يعرفون موقعهم السياسي في هذه الآونة، أي أيُّ رِجْل في "الفلاحة" وأيُّ رِجْل  في "البور".

قد تطول فترة غياب الشيخ حسن مشيمش، وقد لا تطول. قد يكون قد نال قسطا وافرا من التعذيب وربما لا، ولكن في كل الاحوال من يضمن لنا نحن المواطنين اللبنانيين الذين نعترض على الدور السوري السياسي المستمر على شاكلة انواع مختلفة من الوصاية، او على أدوار سياسية داخلية نعتقد انها تأخذ البلاد إلى أفخاخ سيعلق فيها اللبنانيون عاجلا ام آجلا، من يضمن لنا ان لا نقع قيد الاعتقال أو الخطف أو... من يملك شجاعة الاجابة على هذا السؤال؟

(صحافي)      

 

 

في ذكرى الرئيس بشير الجميّل :لنعتمدْ مبدأ "الحلول المتناقضة"

بقلم أنطوان نجم

أحداث الربع الأخير من القرن العشرين في لبنان جديرة بأن تشكّل مادة تأمل منهجيّ عميق مبنيّ على وقائع صحيحة ومعطيات مؤكّدة، يسبر أغوار قضايا اللبنانيّين في أبعادها.

قلتُ وأردّد القول: "إنّنا جزء أصيل وعضويّ في هذا المشرق. فلا نتصرّفنّ، بوحي من تمايزنا الدينيّ، وكأنّنا في جزيرة معزولة غير معنيّين بجوارنا وبما يجري فيه. أو كأنّ حدود لبنان سياجات عالية يعجز الغزاة عن تسلّقها. أوهام من هذا النوع غالية الثمن. إنّنا جزء من هذا العالم المشرقيّ. التوافق معه ضرورة مصيريّة. وصداقته وتعاونه والتعاضد معه ركيزة في الاستقرار." والبراهين كثيرة. وأقلّها ما جرى منذ نشوء دولة إسرائيل حتى الحرب على العراق وفيها، اليوم، مرورًا بالانقلابات العسكريّة في سوريا ومصر والعراق وليبيا، وأحداث 1958، والصراع مع المسلّحين الفلسطينيّين واتفاق القاهرة في العام 1969، ونتائج أيلول الأسود في الأردن في العام 1970، وانفجار 1975، ودخول الجيش السوريّ رسميًّا وعلنًا في العام 1976، واتفاق الطائف في العام 1989 وحروب الخليج ونتائجها... وكذلك ما انعكس علينا من جرّاء ما ابتُليَ به هذا الشرق من غيابٍ لإستراتيجية العقل، وسيطرةِ جَرَيان الخطابات الجوفاء، وانجرافٍ بسهولة وراء الديماغوجيّة والتعصّب على أنواعه، وقبولٍ بالطغيان والاستبداد والخضوع لهما كقضاء وقدر، ومفرداتِ التخوين والتكفير والنبذ والشتم، وتبسيطِ الإيديولوجيّات الكاريكاتوريّ لحقائق الحياة والتاريخ...

"حقائق الحياة وأوضاعها ليست على لون واحد، أبيض أو أسود، مثلاً، وحسب. ولا يمكنها أن تكون كذلك، لأن مجريات الحياة وحقائقها تكتنفها ظلال وفروق وتناقضات واستثناءات.. الحياة شبكة كثيفة جدًّا من خطوط متعرّجة ومتداخلة تذهب وتعود في كلّ الاتجاهات. دوائرها غير واضحة المعالم دائمًا. وعناصرها متفاعلة في حدّة متفاوتة الزخم. والقواعد في الحياة ليست في الشموليّة والآحاديّة التي يظنّها بعضهم. ولا في القوّة ذاتها. ولا في الوضوح الكلّيّ نفسه. لذا هي حركة مركّبة ومعقّدة ولا تستجيب الانقسام العموديّ الحادّ المطلق المستقيم."

فرجل السياسة-"رجل الدولة"-ملزَم بالأخذ في الاعتبار واقع الحياة المعقّد وبالتعرّف إلى متاهاته ليحسن استنباط الحلول المناسبة للمسائل والقضايا المطروحة. وما تاريخ الاجتماع الإنسانيّ إلاّ تاريخ مساعي الاستنباط والابتكار ومحاولات تلمّس الطريق الفضلى.

لقد عشتُ حتى أعماقي مأساة لبنان. وأعملتُ فيها انتباهي وعقلي. وسعيتُ إلى فهمها على حقيقتها من غير تزويق ولا تحوير وأنا، في الوقت نفسه، "ملتزم" بكلّ ما في هذا المصطلح من معنًى وبُعد.

إنّني على اقتناع بأنّ "التزامي" لا يتعارض ألبتّة و"موضوعيّتي". فالموضوعيّة هي أن تقرّ بحقيقة ما هو حقيقيّ. ذلك أنّ التناقض بين الالتزام والموضوعيّة ليس بِنيويًّا. فمن يعتنق مبدأً معيّنًا ويتبنّاه ويعمل له ويعبّر عنه صراحة وجهارًا، يمكنه أن يبقى، في الآن نفسه إذا شاء، متحرّرًا من المحاباة والتحيّز المغرض. فـ"الموضوعيّة" ليست، بالتالي، في حاجة إلى "الحياد" أو "اللاإكتراثيّة" كي تأتي أحكامها صائبة. فالأمر أخلاقيّ بامتياز في المبتدإ والمنتهى.

فإذا قلتُ إن أحداث لبنان كانت في تلك الفترة، موضوعيًّا، ردّات فعل "متناقضة"، فالموضوعيّة إيّاها تؤكّد أن كلاًّ منها، في جوهره، كان تعبيرًا صادقًا عمّا جاش في وجدان ناس "الهُنا" وناس "الهُناك" من الذين لم يكونوا لا عملاء ولا وصوليّين ولا محترفي إجرام. فنقرّ جميعًا بأنّ أولئك كانوا أصحاب "قضيّة".

فإذا فهمنا "هواجس" أحد الأفرقاء ومعايير تفكيره ومقاييسه، واقتنعنا بأنّه كان صادقًا مع ذاته ، أدركنا دافعه إلى موقفه المعروف فكوّنّا فكرة واضحة عنه فحكمنا له أو عليه.

هذا ما كان قد بدأ بالوصول إليه بشير الجميّل بعد انتخابه إلى سدّة الرئاسة الأولى. وبذلك انفتح باب جديد في حياته وتفكيره وَلَجَ منه إلى رحاب "رجل الدولة المسؤول".

فمن عرف بشير الجميّل عن قرب-وليس فقط عن طريق ما قاله أو كتبه أو قيل عنه- علِم أنه كان يقارب المسائل بعَيْنَي "الواقعيّة العفويّة". "لستُ مفكرًا وإنّني أحدّد نفسي بعملي"، قال بشير . ولكنّ واقعيّته العفويّة أخذت تنتقل تدريجيًّا من العفويّة البحت إلى واقعيّة أكثر صقلاً وفطنةً وتنظيمًا بوتيرة ممارسته المقاومة ميدانيًّا بصدق وأصالة ومسؤوليّة، وإنْ بَرَزَ في الوقت نفسه ذا طموح في نَيْل العُلى لا يُحَدّ.

طبعًا، كنتُ، وكنّا، إلى جانبه نخلص له الرأي والنصيحة، وإنْ لم يعمل بهما دائمًا. فليس، بالتالي، "كلّ" ما جاء به بشير يُعتبر من عندياته على نحوٍ محض. رفقاؤه-وأنا منهم-على اختلاف مسؤوليّاتهم ومستوياتهم وقدراتهم وعطاءاتهم، "ضخّوا" فيه من الآراء والنصح والمعرفة والتنبيه والتحذير والتشجيع والتأييد ما جعله في العام 1982 غير بشير الجميّل الآتي من العام 1975. وفضله الكبير أنّه أحسن الإصغاء إلى ما سمع والتفكير في ما رأى. فما جاء به خلال فترة صعوده ووصوله من أقوال وأعمال وتطلّعات إنّما كان ثمرة هذا التفاعل في داخله بين طاقاته الذاتيّة وشخصيّته الفذّة المميّزة وما اكتسبه طوال الأعوام السبعة، وقد كانت مليئة بما يشبه الأساطير.

شكّل كلّ ذلك، في نهاية الأمر وإجمالاً، ما يمكن تسميته "الخطّ البشيريّ". وهو الخطّ الذي جَعَلَنا وأبناءَ المجتمع المسيحيّ نتعلّق ببشير الجميّل وبالمقاومة التي قاد.

ومن بين الأمور التي تناولها هذا الخطّ ثلاثةٌ، أطرحها على سبيل المثل، وخصوصًا لأنها تشكّل مسائل-مشاكل قسمت اللبنانيّين ولا تزال. أبحث فيها من خلال اقتناعاتي ورؤاي.

1 – الشعور الانتمائيّ والولاء للبنان

شكّلت قضيّة الشعور الانتمائيّ والولاء للبنان، بهذا المفهوم أو ذاك، عقدة مزمنة بدأت منذ ما قبل الحرب العالميّة الأولى-وربّما قبل ذلك-وحتى اليوم، مرورًا بإنشاء لبنان الكبير (1920)، ومرحلة الانتداب الفرنسيّ (1918-1943)، ومرحلة الاستقلال (1943-1976)، وأحداث 1958، والانفجار الكبير في العام 1975، وميثاق الطائف في العام 1989، والنظرتَين، في عهد الوصاية، إلى الوجود السوريّ المتعارضتَين تعارضًا تامًّا.

وسبق إن شاعت في فترة طويلة عبارة "لبنانيّ صميم" تمييزًا له عمّن يتطلّع إلى ما وراء الحدود، سواء أمِن أجل "وحدة سوريّة"، أم "وحدة عربيّة"، أم ربط لبنان بمصير القضيّة الفلسطينيّة.

وفي كلّ مرّة كان "اللبنانيّون الصميمون" يستوحون مبادئ "الدولة الحديثة" ومفاهيمها الأوروبيّة في السيادة والاستقلال والقرار الحرّ لينعتوا الآخرين بالتفريط بهذه القيَم خدمة لإيديولوجيّة تناقض نظرتهم إلى لبنان ونظريّتهم فيه. وفي المقابل، قامت وتقوم مواقف تستند إلى "مفاهيم" أخرى ذات تطلّعات مختلفة على نحوٍ تناقضيّ تدفع أصحابها إلى نعت "اللبنانيّ الصميم"-مع لهجة ساخرة-بالانعزاليّ والمتغرِّب وعدوّ العرب والعروبة والإسلام...

وهكذا انقسم اللبنانيّون وينقسمون، على نحوٍ عام، قسمَين ما إن كانت الأحداثُ تطرح عليهم ما يستوجب اتخاذ موقف واضح وصريح منه .

إن الحلقة المفرغة هذه لا يبدو أنّها ستتحوّل يومًا حلقة اتّصال ووصل ما دمنا أغلقنا نفوسنا فيها.

أمّا الحلّ فيكمن في "قبول" النظرتَين المتناقضتَين معًا-مع بقائهما متناقضتَين-كي نتمكّن من نزع فتيل التفجير منهما. وبذلك نضع موضع التنفيذ مبدأ ارتباط كلّ جماعة، إنسانيًّا وروحيًّا، بأصول اقتناعاتها ومعتقداتها وبما تشعر بأنّه يؤالفها ويجذبها. فنقرّ عمليًّا بالتمايز الحاصل في ما بين اللبنانيّين ونضع حسيًّا "المتمايزين في مستوًى واحد من الاحترام" والمساواة. فلا يعود أحد ينظر نظرة ريبة وحذر ،وربّما نظرة تخوين، إلى علائق مسلمي لبنان الشيعة بإيران وبسائر شيعة العالم ومناطقهم، مع ما يترتّب على ذلك من نتائج على غير صعيد وصعيد. وكذلك إلى علائق مسلمي لبنان السّنّة بسوريا والسعوديّة ومصر وسائر السّنّة في العالم ومناطقهم. أو إلى علائق دروز لبنان بدروز سوريا وفلسطين. أو إلى تلاؤم مسيحيّي لبنان-المتجذّرين في مشرقيّتهم أصلاً ودينًا ومذاهب ولغةً-وتآلفِهم والعالمَ الغربيّ، بما فيه شرقيّ أوروبة، وعلائقِهم بحضارته وثقافاته.

لكنّ بشير الجميّل، كسائر "اللبنانيّين الصميمين"، لا يمكنه أن يهضم وجود "لبنانيّ-ليببيّ، و لبنانيّ-عراقيّ، و لبنانيّ-سوريّ، و لبنانيّ-مصريّ، ولبنانيّ لا أعرف ماذا"، على ما قاله . فهو يرفض "أن يكون لكلّ واحد منّا "مزراب" إلى الخارج، أو تطلّعات إلى ما وراء الحدود، في حين أن الولاء إلى لبنان مشكوك فيه أحيانًا كثيرة" .

التعلّق بلبنان كما شربناه مع حليب أمهاتنا يرفض هذا النوع من الانتماء. ومفهوم الدولة كما تعلّمناه في العلم الدستوريّ الغربيّ ينفر من هذا النوع من الولاء.

غير أن الحقيقة الملموسة لا تأبه لما نفهمه، نحن، عن لبنان والدولة. فـ"اللبنانيّ-اللبنانيّ"، فقط وحسب ولا غير، لا نراه خارج المجتمع المسيحيّ اللبنانيّ. أأعجبنا ذلك أم لم يعجبنا. فـ"اللبنانيّ" مع صفة أخرى موجود على نحو حسّيّ وفاعل عند الفريق اللبنانيّ الآخر، عمومًا. وجود "الصفة الإضافيّة" هناك له جذوره وخلفيّاته وتبريره. لا يحقّ لنا التنكّر له. علينا القبول به والتآلف معه واعتباره من معطيات الواقع الأساسيّة.

وقد لامس بشير الجميّل حلاًّ من هذا النوع عندما أقرّ واعترف بالشهداء جميعهم الذين "ماتوا من أجل لبنان" وإنْ كان لكلّ منهم "نظرة معيّنة إلى لبنان". قال في كلمة له في المعهد اللبنانيّ للمعاقين في بيت شباب بتاريخ 29 آب 1982: "وكرئيس جمهوريّة لبنان أودّ ان تكون هذه الكلمة موجهة الى كل لبناني مصاب في الحرب، والى جميع الشهداء اللبنانيّين الذين ممكن ان يكونوا قد اختلفوا بعضهم مع بعض في وقت من الاوقات، فمات كل منهم في سبيل نظرة معينة الى لبنان، إلاّ انهم جميعًا ماتوا من أجل لبنان."

2 – السلطة والحكم

في الفترة القصيرة التي تلت ترشيح بشير الجميّل للرئاسة الأولى في 24 تمّوز 1982 فانتخابه في 23 آب 1982 وحتى اغتياله في 14 أيلول 1982، ركّز "المرشّح والرئيس" كثيرًا على فكرة "لبنان القويّ" و"الحكم القويّ".

عرّف بشير الجميّل "لبنان القويّ" فقال: "لبنان القويّ بديموقراطيّته هو لبنان القويّ بحرّيّته وبكلّ مؤسّساته... لبنان القويّ بديموقراطيّته هو لبنان الذي يتمتّع بمجلس نيابي قويّ، وبصحافة قويّة ونظيفة، وبوازرة تربية وبرامج تربويّة قويّة، وبقضاء قويّ، وبجيش قويّ قادر ومؤمن بالقضيّة التي يضحّي من أجلها. لبنان القويّ هو القويّ بكلّ هذه المؤسّسات، وغير مهدّد ومعرَّض للأخطار، ومن دون أن يكون لكلّ واحد منّا "مزراب" إلى الخارج، أو تطلّعات إلى ما وراء الحدود، في حين أن الولاء إلى لبنان مشكوك فيه أحيانًا كثيرة" .

و"لبنان القويّ" يديره "حكم قويّ..." "سيكون الحكم قويًّا، وسيرتكز على قواعد دستوريّة وبرلمانيّة. سيكون هناك حكم برأس واحد لا برأسَين..."

"والجيش اللبنانيّ بإمرة رئيس الجمهوريّة، لا بإمرة وزير الداخليّة. الجيش اللبنانيّ بإمرة رئيس. وأنا هو الرئيس. وهو بإمرة قائد الجيش، وقائد الجيش بإمرتي. وهو بإمرة كلّ وزارة الدفاع التي أنا مسؤول عنها."

والتعريف الأقوى والأوضح للحكم القويّ الذي عناه الرئيس بشير الجميّل يكمن في القول الآتي: "هناك دستور لبنانيّ. وسأطبّقه نصًّا وروحًا. وجميع العادات البشعة التي اعتمدت منذ العام 1943 حتى اليوم لتمييع الدستور، أو لمغالطة نصوصه، أو للتلاعب بها، أو لتفريغ بعض موادّه من أهمّيتها ومدلولها وعمقها وأبعادها، سأضع حدًّا لها. سوف أرجع إلى الدستور لأطبّقه كما وضعه ميشال شيحا."

وهكذا يرى بشير الجميّل، رئيسُ الجمهوريّة، أن يكون هو المسؤول الأوّل والأساسيّ في حكم الدولة. علمًا بأنّه مقتنع في عمق وجدانه بحقيقة التعدّديّة في المجتمع اللبنانيّ. وقد أعلن ذلك صراحة وعلى نحو مستمرّ. وسبق أن دافع عن تجسيد هذه التعدّديّة في نظام فدراليّ .

كلام بشير الجميّل يعني أن لا تعارضَ بِنيويًّا بين التعدّديّة المجتمعيّة والنظام المركزيّ الصارم. وهو، من جهة أخرى، مقتنع بأنّه قادر على إقامة "الحكم القويّ" معتمدًا على إخلاصه وصدقه في توطيد الاستقرار والإلفة بين اللبنانيّين وقدرته على النجاح في مهمّته. ألم يردّد غير مرّة "أنا معتاد على تحقيق كلّ أحلامي"؟

أجزمُ أن بشير الجميّل، هنا، كان على خطإ. ولطالما ناقشتُه في هذه القضيّة وبحثتُ معه في أمرها من وجوهه المختلفة.

فمن جهة، إنّ بشير الجميّل، ذا الطموح اللامحدود، مِثْله مِثل القادة التاريخيّين الذين يقودهم طبْعُهم إلى تولّي السلطة مباشرة بأنفسهم بأكبر مقدار ممكن من الصلاحيات وأقلّ مقدار ممكن من حصر السلطة.

ومن جهة أخرى، إنّ التركيبة المجتمعيّة في لبنان وفي سائر البلاد حيث عدد المسلمين فيها أكثريّ أو مساوٍ للآخرين وفاعل في الواقع المحسوس، لا تتحمّل على الإطلاق نظامًا مركزيًّا متشدّدًا يكون على رأسه شخص غير مسلم. ونزع الصلاحيات "غير الفاعلة" التي كانت لرئيس الجمهوريّة في لبنان في الدستور قبل تعديلات الطائف كان تطبيقًا لهذه الحقيقة.

إنّه أمر مبتوت فيه. وعلينا قبوله واعتباره معطًى أساسيًّا من معطيات النظام السياسيّ اللبنانيّ المستقبليّ. وأعتبرُ أن إصرار بشير الجميّل على "الحكم القويّ" بالمقوّمات التي أعلنها وقتذاك هو "حلّ تفجيريّ" عاجلاً أم آجلاً.

على كلٍّ، يُستشفّ من موقفَيْن للرئيس بشير الجميّل أنّه، في أعماقه، لم يكن واثقًا كلّ الثقة من نجاحه في تحقيق "الحكم القويّ" الذي رمى إليه في كلّ الأراضي اللبنانيّة. لنسمعه يقول: "...أصبح عندنا اليوم لبنان واحد. ولبنان واحد لا يعني "لبنان واحد لا لبنانان" مع المحافظة على سيّارتَيْ كاديلاك، لا على سيّارة واحدة، ولا يعني المحافظة على قصرَيْن، لا على قصر واحد، وموكبَيْن، لا موكب واحد، وكرسيَيْن أحدهما قرب الآخر. لا، ليس هذا ما نريد. "لبنان واحد لا لبنانان" يعني "لبنان واحد لا لبنانان" على طول الخطّ. وإذا كان هناك موكبان لا موكب واحد، فلْيكن كلّ شيء اثنين وليس واحدًا، مع كلّ ما يترتّب على ذلك."

وكان موقفه صريحًا أيضًا في اجتماعه العام الأخير بقياداته في بكفيا بعد نجاحه في انتخابات الرئاسة-وكنتُ مشاركًا في الاجتماع-عندما قال ما معناه: إنْ نجحتُ في تحقيق الدولة القويّة بحكم قويّ على كامل الأرض اللبنانيّة أكون قد نجحت. وإلاّ فأنا رئيس جمهوريّة شرعيّ على ما يبقى من لبنان.

إذًا، الحلّ الأفضل للحكم في لبنان يكمن في مشاركةٍ متساويةٍ تمامًا في أعلى قمّة السلطة بين المجموعتَين اللبنانيّتَين، لا في أن يتولاّه شخص واحد بمثل الصلاحيّات التي يريدها بشير الجميّل.

3 – التعليم والثقافة

يقدّم المسار التربويّ في لبنان، منذ إنشاء الكيان اللبنانيّ في العام 1920 وحتى اليوم، برهانًا تلو برهان، وفي غير انقطاع، على انقسام عموديّ في ما بين اللبنانيّين في الشأن التعليميّ-الثقافيّ. وقد أقرّ رسميًّا بذلك وزير تربية سابق، الأستاذ عاصم خوري، في محاضرة له بتاريخ 18/2/1983 خلال تولّيه مسؤولياته الوزاريّة، في كلامه "على عدم وجود وفاق تربويّ بين عناصر الأسرة التربويّة... والمؤسّسات في اتفاق أحيانًا على تأمين بعض المصالح، ولكنّها في خلاف أكثر الأحيان على مضمون التربية الوطنيّ والثقافيّ."

وكان بيان ختاميّ صادر عن "مؤتمر التربية الإسلاميّة" الذي انعقد في قاعة قصر الأونسكو في بيروت في العام 1981، قد رسم معالِمَ التربية الإسلاميّة المنشودة.

من هذه المعالم: "إن هذا التغريب الثقافيّ لا يزال يحول بيننا وبين أن نختار طريقنا الثقافيّ الإسلاميّ المتميّز اختيارًا واعيًا..." ومنها "ضرورة العمل لتوليد نظام تربويّ ذاتيّ أصيل، يستمدّ أصوله من الثقافة الإسلاميّة، ويتغذّى بما تدعو إليه أحدث الاتجاهات التربويّة في العالم..."

وأذكر، في جملة ما أذكر، الخلاف القويّ حول لغة تدريس العلوم والرياضيّات ومادة الحقوق اللبنانيّة، ومسألة التعطيل الأسبوعيّ وأياّم الأعياد الدينيّة في المدارس، وكتابَيْ "التربية" و"التاريخ" الموحّدَيْن ألخ... هذه الأمور التي لم تلقَ بعدُ حلّها العملانيّ.

وفي نهاية العام 2003 ومطلع العام 2004، أُثير موضوع انضمام لبنان إلى "المنظّمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة" (إيسيسكو) بعدما كان قد "تسلّل" تحت جنح الصمت انضمام لبنان إلى "ميثاق الوحدة الثقافيّة العربيّة" و"دستور المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم" (أليكسو) بالقانون رقم 29 تاريخ 14/11/1990. فسحبت الحكومة مشروع "إيسيسكو" من مجلس النواب بعدما كانت قد أحالته إليه بـ"الاجماع". وأغلق الموضوع "حرصًا" على الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك.

فكتبتُ وقتئذٍ أن إيسيسكو "حقّ للمسلمين لا جدل فيه، ولا ينبغي لأحد أن يقف في وجه حصولهم عليه وتحقيقهم إيّاه تحت طائلة طعن الحرّيّة واضطهاد معتقد الناس." فلماذا لا يحصلون عليه؟ ولماذا يربطون به قبول المسيحيّين له؟ إن للمسيحيّين توجّهًا آخر. وهذا، أيضًا، حقّ لهم لا جدل فيه، ولا ينبغي لأحد أن يقف في وجه حصولهم عليه وتحقيقهم إيّاه تحت طائلة طعن الحرّيّة واضطهاد معتقد الناس.

كيف؟

"نجلس معًا. نعم، معًا. وحدنا. من دون وصيّ ولا وسيط. ولا موحٍ ولا رقيب إلاّ ضميرنا. نعرض في ما بيننا قلقنا وهواجسنا، آمالنا وأمانينا. لا بنيّة هيمنة أحد على أحد-لا مباشرة ولا مداورة-، ولا بسعيٍ إلى تذويب أحد بأحد-لا مباشرة ولا مداورة-، بل بنيّة الحوار والتشاور والتفاوض "بالتي هي أحسن" و"بكلمة سواء"، انطلاقًا من مبدإ المقاربة الواقعيّة لأمورنا ولحقيقتنا الحقيقيّة وانتهاءً بقبولنا حقّ كلّ منّا في أن يحيا مقتضيات ضميره على الأصعدة كلّها وبملء مستلزماتها."

وها هو بشير الجميّل، ومنذ العام 1977، ينادي بحلّ معضلة التربية على النحو الذي ادعو إليه. قال: "نريد ان تكون لكل مجموعة حضارتها وثقافتها في اطار بلد واحد وكيان واحد. لا نريد ان نفرض حضارتنا على احد، كما لا نرضى بأن يفرض احد حضارته علينا. فليتعلموا تاريخهم وحضارتهم، ولنتعلم تاريخنا وحضارتنا، وكلّ ذلك في اطار بلد واحد. فنحن نرفض مبدأ التقسيم... بكل اختصار: نريد حضارة تتجاوب تماما مع معتقداتنا وثقافتنا، فنتمكّن من دراسة الفيزياء والكيمياء باللغة الفرنسية او الانجليزية او الألمانية وسواها من اللغات، كما يتمكّن سوانا من تعلّم هذه المواد باللغة الباكستانية او الهندية او سواهما."

محصِّلة ما تقدّم أنّ لثوابت حقائق الحياة تأثيرًا أوّليًّا في رسم مخطّطات المستقبل. وهي من القوّة والفعل ما يجعلنا نعي غباء الركض وراء الأوهام.

فما دام قرار المواطنين المسيحيّين والمسلمين القاطعُ بشأن وحدة الدولة اللبنانيّة في حدودها المعترف بها دوليًّا وارتباطِها البدَهيّ بمحيطها، قرارًا غير قابل لأي مفاوضة أو مساومة، فإنّ على كلّ فريق منهم أن يتخلّى عن فرض اقتناعاته على تنظيم الدولة وانتظام مؤسّساتها وتعيين سياساتها. وأن يتخلّى عن محاولة التسلّط على الآخرين، أو شلّ قدرتهم على المشاركة الفاعلة في الحياة العامة، أو إلغاء تأثيرهم في الميزان الداخليّ.

إذ ذاك، نجلس معًا ونتباحث في اقتحام الصعوبات للتّغلّب عليها، وهدفُنا-جميعًا-أن نصل إلى ما يريح اللبنانيّين ويرضي ضمير كلٍّ من المجموعتَين اللبنانيّتَين.

ولا أرى، حتى الآن، أيّ قاعدة فكريّة تصلح لأن تكون فكرة محرِّكة بغية تحقيق الهدف المنوّه به إلاّ مبدأ "الحلول المتناقضة".

فالقبول، مثلاً، بحقّ كلّ جماعة في أن ترتبط، إنسانيًّا وروحيًّا، بأصول اقتناعاتها ومعتقداتها وبما تشعر أنّه يؤالفها ويجذبها،

والقبول بتعدّديّة الشعور الانتمائيّ والولاء،

والقبول بمشاركة متساوية تمامًا في أعلى قمة السلطة بين المجموعتَين اللبنانيّتَين،

والقبول بأن يقوم على أرض لبنانيّة واحدة توجّهان تربويان مختلفان،

والقبول بأن تعطّل المدارس الرسميّة في الأيّام والمناسبات التي تتآلف واقتناعات أبناء بيئاتها،

كلّ ذلك، وسواه من نوعه، يشكّل حلولاً لأوضاع وتوجّهات "متناقضة"، ممّا يجعلها بدورها"حلولاً متناقضة".

فـ"الحلول المتناقضة" تعني، إذًا، حلولاً متعارضةً في ما بينها تعارضَ اقتناعات وتصوّرات الذين تتوجّه إليهم وتقصدهم. ولكنّها تلبّي احتياجات كلٍّ منهم بطريقة خاصّة مناسبة.

"الحلول المتناقضة" تعني تغليب الواقعيّة العقلانيّة على توتاليتاريّة الإيديولوجيّات، وانتصارًا على استبداديّة الواحديّة القائمة على تماثليّة وهميّة وقسريّة.

"الحلول المتناقضة" حلول واقعيّة لحقائق واقعيّة تفقر العين.

ولا يزيل "تفجّر" التناقضات إلاّ القبول بها وتعيين ما تستسيغه هي من علاج، لا ما يتخيّله لها الوهم والمحاكاة.

واعتماد مبدإ "الحلول المتناقضة" يقتضي قبل كلّ شيء اقتناعًا إجماعيًّا به، فإرادةً في تحقيقه، فتوافقًا على مقوّماته وعلى الحدّ من سلبيّاته وأخطار إساءة استعماله وتجاوز حدّ المشروع منه، فوضعَه موضع التنفيذ، فالإخلاصَ له، فصيانتَه وحمايتَه وتطويرَه عند الاقتضاء. ذلك أنّه "لا يوجد حلٌّ نهائيّ، دائم، ثابت، جامد. الحياة، في سيرها، في تطوّر وتغيّر مستمرَّين. الحياة تقدّم كلّ يوم معطيات جديدة وقدرات جديدة، ممّا يفترض تصوّرات جديدة. إنّ ما يصلح اليوم قد لا يصلح غدًا. وما يصلح غدًا قد لا يصلح بعد غد... خير الناس، خير كلّ إنسان من هؤلاء الناس، حرّيّتهم وحرّيّاتهم، تفتّح شخصيّة كلٍّ منهم، تعميق القيَم فيهم، تأكيد هويّتهم، إلخ.. هي الغاية المرتجاة. فما سار في خطّ هذه الغاية وجب أن نعمل له. وما خالفه وجب أن نعارضه."

أمّا في حال استحالة التوافق الإجماعيّ، أو شبه الإجماعيّ على الأقلّ، على اعتماد هذا المبدإ، فإنّه لا يتحقّق.

على كلٍّ، أيّ حلّ، من أي نوع كان، لا يجوز أن يطبَّق إلاّ إذا قبله المعنيّون به قبولاً حرًّا. أمّا إذا فُرض عليهم فرضًا، أو تمترس كلّ فريق وراء حاجز اقتناعاته لفرضها على الآخرين، عند ذاك نقول لا حول ولا قوّة...