المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 19 تشرين الأول/10

إنجيل القدّيس لوقا 10/1-7

وَبَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه. وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ. إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب. لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق. وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم. وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.

 

رشح الزيت من تمثال مار شربل ما زال جاريا في الكحالة والطفل رايان يشفى من مرض مزمن

16 تشرين الأول 2010

منذ 55 يوما ونِعَم مار شربل تتدفق في بلدة الكحالة، على أثر رشح الزيت الذي كرّ من تمثال مار شربل الموجود في منزل السيد جميل بجاني. وحيث كانت اولى نعمه شفاء سيدة المنزل جاكلين بجاني، حصلت شفاءات متعددة بعدها لزوار داخل البلدة وخارجها.

إحدى النِعَم التي تمت بواسطة مار شربل، كانت شفاء عجائبيا لطفل عمره إثما عشر عاما واسمه رايان رغيد بجاني.

رايان وفي عمر الثمانية عشر يوما، لوحظ لديه قصور في المعدة والأمعاء يمنعه من تناول الطعام بكمية كافية لنمو جسمه كما يمنع مسالكه البولية من اداء وظائفها بصورة طبيعية.

ولما كانت الظاهرة العجيبة في الكحالة، ركضت أمّه ماريان وهي سيدة عضو في "أخوية الحبل بها بلا دنس"، تتشفع لدى مار شربل ليشفي لها طفلها وهو على عتبة الشباب.

مسحت ماريان قطنة جافة على تمثال مار شربل، لدى زيارتها وصلاتها في مكان وجود التمثال، غير ان القطنة بقيت جافة ولم تلحظ عليها أي نقطة زيت. غير أن الوالدة المؤمنة أخذتها بكل ايمان وأصرت ان تقتطع لولدها جزءا منها ودعته لإبتلاعها، موصية اياه بأن يؤمن بأن الله سوف يشفيه بواسطة مار شربل.

إبتلع رايان القطنة بكل ايمان، وعند المساء تناول طعامه بكل شهية وبكمية وافرة اكثر من المعتاد وفي اليوم التالي، سأل أمه: "ألم تلاحظي شيئا غريبا؟ إني آكل الطعام بكمية كبيرة ولا يحصل لي أي مضاعفات كما انني لم ابلل ثيابي؟".

تنبهت ماريان للأمر وشكرت مار شربل على نعمه وتوجهت فورا الى الطبيب المختص الذي كان يعالج رايان. وبعد الفحوص المخبرية أوضح لها الطبيب بشكل قاطع أن إبنها شفي تماما وهو انسان طبيعي ولا يشكو من أي مرض. وقد اصدر تقريرا طبيا في الموضوع.

ماريان تشكر مار شربل ليل نهار وتقول: "كتر خيرو شفالي إبني". أما رايان فيخبر القصة بفرح يملأ قلبه ويشهد لحالته في الكنيسة أمام المؤمنين. ويتابع في خبريته أنه أبصر مار شربل في نومه وقد قال له: "انا ايضا في صغري كنت مريضا مثلك وعندما كبرت شفيت".

البارحة كان الموعد مع جاكلين واليوم الموعد حطّ عند رايان وظاهرة تدفق الزيت من تمثال مار شربل كما الشفاءات ما زالت مستمرة...

ويُذكر في هذا الإطار، أن مطرانية بيروت أخذت عيّنة من الزيت المتدفق من تمثال مار شربل وبعد الفحص تبيّن أنه من أجود أنواع زيت الزيتون. ويبقى فحص مخبري آخر يثبت ان الزيت عجائبيا ننتظره بكل ثقة وفرح في الكحالة لتثبيت "العجائب".

تقرير لور أبو خليل

 

زيارة نجاد وصراع الثقافتين

*الياس بجاني

نشكر الرئيس نجاد على صراحته المتناهية بفجورها والأوهام التي ضربت كل الأعراف الدبلوماسية وهتكت معايير التهذيب واللياقات كافة، فهو في كل كلمة تفوه بها خلال زيارته التفقدية لجيشه ودويلته ورعيته كان واضحاً ومباشراً في التسوّيق الفج لمشروعه الإمبراطوري والإلهي المذهبي الذي يرى في وطننا ساحة لحروبه الجهادية وخزاناً بشرياً للمجاهدين الانتحاريين الذين يأتمرون بأمرته لإسقاط الكيان اللبناني وضرب كل الأنظمة العربية والإقليمية واستبدالها "بجبهة مقاومة الشعوب"، التي تمتد وكما أفادنا مشكوراً، "من فلسطين إلى إيران مرورا بلبنان وسوريا والعراق وتركيا".

لقد خاطب نجاد رعيته المقتطعة من النسيج اللبناني بقوة المال والإرهاب والفتاوى خلال حقبة الاحتلال السوري الدموية، وأكد لمن يهمهم الأمر في الداخل والخارج أن هذه الرعية أمست ملحقة بالكامل بمشروع جمهورية إيران الملالي عقائدياً ومعيشياً واجتماعياً وثقافة وعسكرة، وأكد علنية دون خجل أو وجل كل الحقائق الصادمة التي كان يعرفها كل لبناني وطني وسيادي وصاحب ضمير حي وبصر وبصيرة، ويتعامى عن واقعها المعاش وعن أخطارها ربع الإسخريوتيين والملجميين والمرتزقة والكتبة والفريسيين.

لم يأتِ نجاد بجديد فهو ثبت وأكد بالقول والفعل وبعروض القوة والتهديد والوعيد كل مخاوفنا من مشروع حزب الله الفارسي على لبنان الرسالة والكيان والحريات والتعايش والهوية والتاريخ والسلام والديموقراطية والحقوق والمجتمع المدني والحضارة والثقافة والانفتاح. لقد وضح نجاد حتى للعميان والسذج والأطفال هذه الأخطار الإيرانية الداهمة التي جعلت من دولة لبنان ومن كل مؤسساته هياكل عظمية صورية لا حياة ولا قرار ولا روح فيها.

إننا نقدر فعلاً للسيد حسن نصرالله شجاعته في إعلانه مرة أخرى وبصوت عال ولاء دويلته وحزبه وجيشه بالكامل لولاية الفقيه وتذكيره الجميع بأن ما تقوم به إيران في المنطقة هو واجب إلهي. لقد توضحت صورة المشروع الفارسي التوسعي والإمبراطوري المذهبي بكل أطره وتفاصيله وغاياته ومراميه ولم يعد من أمر خفي أو مستور وأصبح دور حزب الله العسكري والإرهابي جلياً في مهمات تنفيذ هذا المشروع على الأرض بكل الوسائل المدمرة وفي مقدمها الغزوات والفتن والاغتيالات وزرع سموم الشقاق والفرقة وتعميم الفوضى ونشر شريعة الغاب.

اغترابياً، نحن لم نقرأ في كلام نجاد والسيد وفي ممارساتهما الوقحة خلال زيارة الأخير للبنان أية مواقف جديدة تستأهل اندهاشنا أو مفاجأتنا، فكل ما أُعلن كان السيد وقيادات ونواب حزبه يكررونه علناً منذ سنين وبشكل شبه يومي، وكم من مرة حذرنا من خطورة ما يقولون ويطرحون ويمارسون ويخططون. أليس هم من قال إن سلاحهم مقدس وربطوه بالشرف والعرض وهددوا بقطع أيدي وبقر بطون ونحر رقاب من يتجرأون على سحبه منهم؟ أوليس هم من قال إن سلاحهم باق، باق، طالما بقي هناك قرآن وإنجيل، ولطالما أن باستطاعة إسرائيل تطيير طائرة ورق في سماء لبنان؟! ألم يقولوا ولا يزالون إن وجهتهم القدس ورمي الصهاينة ودولتهم في البحر، وأن مشروعهم هو إقامة دولة الفقيه في لبنان؟

بالواقع إن حزب الله لم يخفِ في يوم مشروعه الإيراني الإلهي، ولا هو مرة واحدة قال إنه سيتخلى عن سلاحه، أو يتنازل عن دويلته، وبالتالي فإن كل المواقف التي جاءت في خطاب السيد وكلام نجاد هي تكرار وتظهير لمواقف معلنة وموثقة منذ العام 1982، وهي تُدرَّس أيضاً ضمن المناهج التعليمية والتثقيفية والدينية التي يفرضها حزب الله على المؤسسات التعليمية التي تقع ضمن حدود مربعاته الأمنية.

لقد بات واجباً وطنياً وإيمانياً على كل لبناني أن يحدد موقفه دون خوف أو تردد لأن المواجهة الحقيقية ليس لها أي علاقة بمحاربة إسرائيل أو بالمقاومة لا من قريب ولا من بعيد، بل هي حرب طاحنة ومصيرية بين ثقافتين، الأولى يحمل راياتها حزب الله وهي ثقافة الجاهلية والعصور الحجرية مع كل ملحقاتها من كراهية وحقد وعداء وتقديس للقتل والانتحار ورفض للأخر وأحادية وشمولية ودكتاتورية وحروب وغزوات، والثانية هي ثقافة السلام والمحبة والحضارة والحقوق والمجتمعات المدنية والتعايش والانفتاح.

اللبنانيون في أكثريتهم الساحقة يقفون ضد ثقافة حزب الله وضد دويلته وهم مع الدولة اللبنانية وقد برهنوا عن ذلك يوم نزل منهم ما يزيد عن مليون ونصف المليون مواطن إلى الشوارع في 14 آذار 2005 في حركة اعتصامية سلمية حضارية تحت راية ثورة الأرز.

يا أيها اللبنانيون الشرفاء كفى خداعاً للذات وللغير، وكفى هرطقات وتقية وطأطأة للرؤوس، أعلنوا من على السطوح والمنابر دون خوف أو مواربة أو تملق أو وتقية أو ذمية إن حزب الله هو تنظيم إرهابي خارج عن القانون ولم يكن مقاومة أو ميليشيا في أي يوم من الأيام، طبقاً لكل المعايير الدولية والقانونية، بل جيش إيراني نظامي بكل ما للكلمة من معنى ومن وقائع وحقائق وممارسات مرئية ومعاشة. قولوا علنية إن من ينسب لهذا الحزب أي دور مقاوماتي أو تحريري في أية حقبة من الحقبات وينافق ويدعى أنه مقاومة وأن سلاحه مقدس إنما يرتكب جريمة بحق الحقيقة ويتعدي اعتداءً فاضحاً على لبنان إنساناً وكياناً وتاريخاً وكرامةً وشهداء. إن الزمن زمن مواقف ورجولة، فهل القيادات عندنا مدركة لواجباتها والمسؤوليات؟!

 يبقى أنه يجب أن تعلم كل دول العالم الحر العربية والأوروبية والأميركية وغيرها أن السماح بسقوط لبنان في مخالب دولتي محور الشر على يد حزب الله، هو أمر خطير للغاية سيهدد السلام والاستقرار والحريات والحضارة، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في كل أرجاء المعمورة، ومن له أذنان صاغيتان فليسمع.

 

مسابقاً التطوّرات: فيلتمان حمل رسالة من أوباما والتقى جنبلاط واتصل بالجميل

الاثنين 18 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

الشفاف/زيارة جيفري فيلتمان إلى لبنان تأتي فور انتهاء زيارة أحمدي نجاد التي كانت نوعاً من "هدنة 3 أيام" قبل عودة التوتّر إلى التصاعد في بيروت على ضوء تهديدات "حزب الله"، وشركائه في دمشق، التي تتراوح بين الإنسحاب من الحكومة (كخطوة أولى) وصولاً إلى.. "الإنقلاب"، على طريقة 7 أيار 2008. وتأتي الزيارة، كذلك، بعد الضغوط غير المسبوقة التي يتعرّض لها رئيس الحكومة سعد الحريري، حتى من بعض أصدقائه السعوديين، للتنصّل من "المحكمة الدولية"!

وكان "الشفّاف" قد نقل يوم أمس عن مصادر ديبلوماسية أن "الإدارة الأميركية وجّهت تحذيراً إلى الحكومة السورية بأن أي "اجتياح" لبيروت ستكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا. وقالت المصادر أن التحذير يرتبط بما يتردّد في العاصمة اللبنانية حول إمكانية قيام حزب الله والجماعات التابعة لنظام الأسد بـ"انقلاب" يكون على غرار 7 أيار 2008 أو حتى أوسع نطاقاً منه!"

طابع "العجلة" الذي ارتدته زيارة فيلتمان إلى لبنان يفترض أن الإدارة الأميركية متخوّفة من انهيار سريع للوضع الداخلي، خصوصاً بعد زيارة أحمدي نجاد الذي "شجّع" أصدقاءه بإعلانه عن "إنتصار محور إيران وسوريا على المحور الأميركي". وقد زار فيلتمان القاهرة والرياض قبل بيروت، مما يعني أنه نقل إلى الملك عبدالله موقفاً أميركياً حازماً ضد مطالب دمشق باستعادة "السيطرة" على لبنان! وهذا الموقف الأميركي "المتجدّد" يلتقي مع الموقف المصري.

وبشكل آو بآخر، فإن زيارة فيلتمان تمثّل نوعاً من "مشاركة أميركية" في القمة السريعة التي جمعت، في الساعات نفسها تقريباً، بين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشّار الأسد!

تبقى الإشارة إلى أن زيارة فيلتمان لوليد جنبلاط بالذات قد تكون إشارة ذات مغزى لأن كل "تحوّلات" جنبلاط منذ عامين ترتبط بـ"خيبة أمله" إزاء رد الفعل الأميركي الفاتر على إنقلاب 7 أيار 2008!

وطنية - 17/10/2010 زار نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، بيروت بعد ظهر اليوم، ولبضع ساعات فقط، التقى خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، واتصل برئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل، ثم عقد مؤتمرا صحافيا في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، قبل مغادرته متوجها إلى مدينة كازابلانكا في المغرب.

واستهل فيلتمان المؤتمر بالقول: "التقيت الرئيس سليمان وأجرينا مباحثات بناءة حول الوضع الحالي في لبنان وقد نقلت له رسالة من الرئيس الاميركي باراك اوباما تؤكد دعم الولايات المتحدة المطلق والكامل لسيادة لبنان واستقلاله في وجه أي إنقسام للدولة. الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة لبنان لبناء مؤسسات قوية ومستقلة عبر دعم المؤسسات الأمنية وعبر برنامج مساعدات اقتصادية".

أضاف: "لبنان القوي، السيد والمستقر هو حيوي لمصلحة لبنان، الشعب اللبناني، الولايات المتحدة وشعوب المنطقة والمجتمع الدولي. اهتمامنا الأساسي يرتكز على أي أمر يؤثر على سيادة لبنان واستقراره".

وتابع: "الرئيس أوباما يدعم بشكل حازم عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كما باقي المجتمع الدولي. المحكمة هي منظمة مستقلة غير سياسية تم إنشاؤها بموجب اتفاق بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة بهدف وضع حد لحقبة غير مستقرة من الاغتيالات في لبنان. نحن نؤمن أنه يجب أن يسمح للمحكمة بأن تقوم بإنجاز عملها ضمن المهلة القانونية المعطاة لها دون أي تدخل خارجي لمعرفة المسؤولين عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري والاغتيالات الأخرى التي حصلت".

ثم دار بين فيلتمان والصحافيين، الحوار الآتي:

سئل: كيف تقيم زيارة نجاد الى لبنان، ونتائج زيارة مصر والسعودية؟

أجاب: "أعتقد ان أصدقاء لبنان في المنطقة وفي المجتمع الدولي أكدوا دعمهم مرارا وتكرارا لسيادة لبنان واستقلاله. إذا نظرنا الى قرارات مجلس الأمن في الماضي واليوم، نلاحظ ان هناك دعما كبيرا من قبل المجتمع الدولي لاستقلال لبنان وسيادته. لقد وصلت للتو من جولة زرت فيها مصر والمملكة العربية السعودية وسمعت من المسؤولين الرسميين السعوديين والمصريين الكلام نفسه الذي يقوله المسؤولون الاميركيون والذي يصب في خانة دعم لبنان.

أما في ما يتعلق بزيارة الرئيس أحمدي نجاد للبنان، ان لبنان دولة سيدة مستقلة. هذه مسألة تخص لبنان وايران لأن لبنان هو دولة سيدة مستقلة وهو يقرر الدول التي يرغب بإقامة علاقات معها وهذه زيارة رسمية. تقييم الزيارة أمر أتركه للبنانيين، أما كأميركي أقول ما نراه في لبنان هو التعددية والحراك الاعلامي والديناميكية والديموقراطية التي يتمتع بها لبنان. وأنا آمل أن يكون أحمدي نجاد أثناء زيارته للبنان قد تعلم شيئا من الحياة الديموقراطية التي يعيشها هذا البلد".

سئل: أنت تصل الى لبنان بعد جولة مباحثات أجريتها في السعودية ومصر، هل هناك أي علاقة بين زيارتك الى بيروت وجولة المباحثات التي أجريتها في الرياض والقاهرة والقمة السورية - السعودية؟

أجاب: "كنت في السعودية في سياق زيارة ثنائية عادية. لدينا شراكة قوية مع المملكة على أصعدة عدة وفي مسائل عدة. القمة السعودية - السورية هي مسألة تخص كلا من السعودية وسوريا. أنا جئت الى لبنان اليوم لأنضم الى السفيرة (الأميركية مورا) كونيلي بنقل رسالة الرئيس اوباما وهي تأكيد دعم الولايات المتحدة لدولة مستقرة سيدة ومستقلة".

سئل: هل تعتبر ان المحكمة الخاصة بلبنان ستكون قادرة على إنجاز مهمتها؟

أجاب: "نحن نثق ان المحكمة الخاصة بلبنان ستقوم بدورها وبعملها، نحن ندعم مبدأ وجود محكمة خاصة بلبنان أما عمل المحكمة فهو مستقل كليا. نحن ليس لدينا أدنى فكرة عما يجري داخل المحكمة وهكذا يجب أن تكون الأمور، هكذا يجب أن تجري الأمور. لكن فكرة مساعدة لبنان في التحقيق في الجريمة هو أمر يدعمه مجلس الأمن. ولأجل ذلك قام مجلس الأمن في أيار 2007 بتحويل المحكمة الدولية الى واقع من أجل وقف سلسلة الاغتيالات. نحن لدينا ثقة ان المحكمة ستنجز عملها، لا نعلم متى ولا يجب أن نعلم متى لأن كل شيء مرتبط ومتوقف على المحكمة نفسها. نحن ندعم المحكمة ولكننا لسنا داخل المحكمة".

سئل: ذكرت أنك التقيت الرئيس سليمان، لماذا لم تلتق قوى 14آذار ليطلعوك على آخر مستجدات الوضع في لبنان؟

أجاب: "عندما كنت سفيرا في لبنان كان لدي الكثير من الوقت للتباحث مع قوى الرابع عشر من آذار الذين أقدر تحليلاتهم وصداقتهم وصياغتهم ووجهات نظرهم. اليوم أنا أتيت لأنقل رسالة الرئيس اوباما الى الرئيس سليمان. كان لدي فرصة أن أمر بعد إنهاء مباحثاتي في بعبدا مع الرئيس سليمان، للقاء النائب جنبلاط للتباحث معه على عجلة، لكن هدف زيارتي اليوم الى لبنان هو نقل رسالة البيت الأبيض للرئيس سليمان".

سئل: لماذا تم إيصال الرسالة الآن؟

أجاب: "نظرا لان هناك توترات داخل البلد، نحن نرى ذلك وأنتم ترون ذلك وتقرأون وتغطونه كل يوم في الأخبار، وجدنا أنه من الضروري إعادة تأكيد هذا الالتزام تجاه لبنان من خلال رسالة الرئيس اوباما الى الرئيس سليمان. الرئيس اوباما يشعر بقوة الرابط بين الولايات المتحدة ولبنان ونحن جئنا لنؤكد على هذا الرابط القوي الذي يربطنا بلبنان ورأينا أنه من المناسب إعادة التأكيد على هذا الرابط الذي يربط الولايات المتحدة بلبنان. هناك رابط قوي وحقيقي بين لبنان والولايات المتحدة خاصة عندما ننظر الى ملايين اللبنانيين -الاميركيين المنتشرين في الولايات الخمسين، أنا اليوم أشعر بالفخر بأن اقوم بنقل رسالة الرئيس اوباما، الرئيس اوباما يقدر الرابط بين لبنان والولايات المتحدة وهو شعر أنه من الواجب والمناسب في هذا الوقت بالتحديد نقل رسالة دعم الى لبنان".

أضاف: "الرئيس اوباما يقدر هذا الرابط القوي بين الشعبين والدولتين. اللبنانيون قلقون من انعكاس الوضع في المنطقة على الداخل اللبناني، وتحديدا في ما يتعلق بعملية السلام. عملية السلام في المنطقة ستنعكس ايجابا على لبنان والمنطقة. كلنا نريد أن نرى سلاما في الشرق الأوسط، يمكن أن نناقش في مسألة متى نصل الى اتفاق وسلام وكم نحتاج من الوقت للتوصل الى اتفاق سلام في المنطقة، (لكن) كلنا نريد سلاما في الشرق الأوسط، سلاما يحمي لبنان، يسمح لدولة فلسطينية يفتخر بها الفلسطينيون وتجلب السلام للاسرائيليين. كلنا نريد رؤية ذلك يتحقق أما إذا كنا عاجزين عن تحقيقه بالسرعة التي نريدها، لا يعني ذلك أن نتفاجأ نظرا لتعقيدات الأمور المتعلقة بهذه المسألة، ونظرا لأن هذه القضية قد أصبح عمرها 60 سنة وهي موضع خلاف.

أما عن مدى السرعة التي ينجز فيها هذا الأمر، آمل أن يركز اللبنانيون على لبنان وعلى ما يحتاجونه من أجل بناء ديموقراطيتهم. لبنان بلد مميز في المنطقة، لبنان يتمتع بنظام ديموقراطي غني ومتنوع قائم على التعددية والحرية الاعلامية. نريد لبنان أن يكون جزءا من عملية سلام ناجحة في المنطقة. ولكننا أيضا نعلم أننا بحاجة لتفعيل المفاوضات على المسار الاسرائيلي - الفلسطيني والمسار السوري - الاسرائيلي ونريد لبنان أن يدخل الى هذه المفاوضات".

سئل: الولايات المتحدة هي المحرك الأكبر لعملية المفاوضات، فماذا ستفعلون بسرعة من أجل تفعيل هذه المفاوضات؟

أجاب: "استمعتم الى الرئيس اوباما في خطابه في الأمم المتحدة في الجمعية العمومية، فهو امل أن نرحب العام القادم بدولة فلسطين كعضو في منظمة الأمم المتحدة. لدينا التزام في واشنطن باستخدام قيادة الولايات المتحدة لهذه المفاوضات من أجل، ليس فقط الحديث عن الدولة الفلسطينية، ولكن بدء الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو الوصول الى نقطة نستطيع فيها الاعتراف بدولة فلسطين. لا أستطيع أن أقول متى سيحدث ذلك لكني أستطيع القول ان الالتزام بهذه القضية موجود والاحساس بضرورة تحقيق ذلك هو شعور متوافر لدى كل الأطراف".

سئل: كيف تفسرون الحماس الديبلوماسي الاميركي في ظل صدور أي قرار ظني عن المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس الحريري، والتأكيد والحديث عن عدم تسييس لهذه المحكمة؟

أجاب: "لا نعلم متى سيصدر القرار الظني ولا يجب أن نعلم متى يصدر القرار الظني عن المحكمة. أنا مثلكم قرأت المقال. ما يجب أن نفعله هو أن نضع ثقتنا في القضاة المستقلين الذي يعملون على هذا الموضوع، ولكن لا يمكن أن نتنبأ متى سيصدر القرار الظني".

سئل: هل أنت قلق من حدوث أي اشتباكات أو توترات في الداخل، خصوصا وأنكم تركزون دائما على الخطر الذي يمثله حزب الله؟

أجاب: "الولايات المتحدة مهتمة بما يحدث في لبنان، رأينا أشياء تحدث في لبنان سابقا، نحن مصممون على أن نستخدم تأثير قيادة الولايات المتحدة ونفوذها للتخفيف من حدة التوتر داخل لبنان. نحن حريصون على الوضع ونبدي دعمنا لدولة المؤسسات. نحن ندعو كل الأطراف في لبنان والمنطقة إلى العمل لخفض التوتر وأن يكون لديهم الالتزام نفسه للتخفيف من حدة التوتر في لبنان".

وردا على سؤال عن المحكمة الدولية وإمكانية وجود صفقة، قال: "لا يوجد أي صفقة على المحكمة، المحكمة أقرها مجلس الأمن وهي جسم مستقل، تقوم المحكمة بعملها، تم إنشاؤها من قبل مجلس الأمن، وبالتأكيد استمعتم الى الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث في هذا الموضوع الأسابيع الفائتة، قال: "ان عمل المحكمة لن يتوقف وعملها سوف يستمر". أعتقد أنه يجب علينا التعود على فكرة ان المحكمة الخاصة بلبنان ستقوم بعملها في إطارها المستقل".

في عمشيت

وكانت السفارة الأميركية في بيروت، قد وزعت بعد ظهر اليوم، تصريحا لفيلتمان بعد لقائه رئيس الجمهورية، قال فيه:

"لقد خرجت للتو من اجتماعي بفخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وكان لنا نقاش مثمر للغاية حول الوضع الراهن في لبنان. انضممت الى السفيرة كونيلي لتسليم رسالة من الرئيس اوباما أكدت على التزام الولايات المتحدة الاميركية الثابت بتطور لبنان مستقل وذي سيادة مع مؤسسات دولة قوية وفعالة. ان الولايات المتحدة ملتزمة مساعدة لبنان في بناء مؤسسات قوية من خلال برامجنا للمساعدات في مجالي الأمن والاقتصاد. ان لبنان قوي، ومستقر وذي سيادة هو من المصالح الحيوية للشعب اللبناني والمنطقة والولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي. ونحن قلقون إزاء أي عمل من شأنه أن يقوض هذه السيادة والاستقرار".

أضاف: "يدعم الرئيس اوباما بقوة عمل المحكمة الخاصة بلبنان، إسوة بالمجتمع الدولي. ان المحكمة، مؤسسة غير سياسية ومستقلة وقد تم تشكيلها بموجب اتفاق بين الأمم المتحدة وحكومة لبنان لوضع حد لحصانة الاغتيالات السياسية في لبنان، ونحن نعتقد بأنه يجب أن يسمح للمحكمة بأن تستكمل عملها بحسب توقيتها من دون تدخل خارجي الى أن يمثل المسؤولون عن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وغيره من الشخصيات أمام العدالة".

المغادرة

يشار إلى أن المؤتمر الصحافي لفيلتمان في مطار بيروت، انتهى حوالى السابعة إلا ثلثا من مساء اليوم، وقد بقي المسؤول الأميركي في صالون الشرف الرئيسي لغاية الساعة الثامنة والثلث، موعد إقلاع الطائرة التي أقلته إلى المغرب.

 

مخابرات الجيش اللبناني أحبطت مخطط لاغتيال نجاد ورفضت تولي حزب الله مسؤولية حمايته

"السياسة" تكشف تفاصيل محاولة اغتيال نجاد في لبنان

نجاد لم يبت ليلته الأولى في فندق "فينيسيا" بل في مقر السفارة الإيرانية

قهوجي رفض أي دور أمني لـ"حزب الله" وأصر على انتقال نجاد بالهليكوبتر

موكب الرئيس الإيراني عاد من منتصف الطريق بأمر من الجيش اللبناني

ما سر خروج المرأة "المشودرة" ليلاً من مقر إقامة نجاد وعودتها إليه صباحاً

سليمان حض نجاد على الإقلاع عن زيارة الجنوب وأوفد قهوجي إلى المطار

"السياسة" - خاص: نجا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من محاولة اغتيال خلال وجوده في جنوب لبنان, الخميس الماضي, وذلك بفضل مخابرات الجيش التي تمكنت من إحباط المخطط في مهده, ومنعت "حزب الله" من تولي مسؤولية الأمن والحماية رغم إصراره الشديد على ذلك.

وفي التفاصيل التي كشفتها ل¯"السياسة", أمس, مصادر مطلعة جداً على خفايا تنقلات الرئيس الإيراني خلال وجوده في لبنان أيام الأربعاء والخميس والجمعة من الأسبوع الماضي, فإن تأخر وصول نجاد إلى بنت جبيل لأكثر من ساعتين, مرده إلى تلقيه معلومات, خلال توجه موكبه إلى الجنوب, عن وجود مخطط لاغتياله.

فبعد مأدبة الغداء التي أقامها على شرفه رئيس الحكومة سعد الحريري, ظهر الخميس الفائت, انطلق الرئيس الإيراني باتجاه الجنوب عن طريق البر, ولم يمر موكبه من منطقتي الجناح والأوزاعي بل سلك طريق المدينة الرياضية على الأوتوستراد الجديد باتجاه مدينة صيدا.

وبينما كان الموكب يسير بسرعة برفقة مواكب مموهة عدة وبمؤازرة هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني, وقبل وصوله إلى دوحة الحص بعد بيروت بحوالي 12 كيلومتراً, تلقى إشارة من مخابرات الجيش بالتوقف والعودة إلى مطار بيروت, على أن تؤمن الحماية له فرق خاصة من الجيش وقوى الأمن حتى دخوله الطريق العسكرية من جهة مدرج المطار.

بعد تلقيه المعلومات, علم نجاد أن مخابرات الجيش اللبناني اكتشفت تحركات مشبوهة على طول الطريق الساحلي, ولديها دليل على أن أمراً ما سيحدث, كما تلقى إتصالاً من الرئيس ميشال سليمان الذي حضه على الإقلاع عن زيارة الجنوب والتذرع بضيق الوقت.

في هذه الأثناء, لم يقتنع "حزب الله" وأمينه العام حسن نصر الله برواية مخابرات الجيش, وسأل ما إذا كان فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي على علم بالموضوع, وأراد أن يأخذ الأمر على عاتقه بعد إقناع نجاد بأن أمنه مسيطر على كل لبنان, وأن نصر الله أعطى شخصياً توجيهاته بإجراء مسح كامل للخط الساحلي.

إلا أن الرئيس سليمان, وفقاً للمصادر, تدخل مجدداً وطلب من قائد الجيش العماد جان قهوجي التوجه فوراً إلى مطار بيروت, حيث أعلن بحزم أن حماية نجاد مسؤولية الدولة اللبنانية, وإذا كان لا بد من زيارة بنت جبيل فلن يكون انتقال الرئيس الايراني إلا في طوافة تابعة للجيش اللبناني, وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس اللبناني.

وفي مؤشر على أن الرئيس الإيراني كان في دائرة الخطر, كشفت المصادر أن أهالي قرية السعديات في ساحل الشوف سمعوا رشقات نارية بعيدة من جهة الجبل, كما أن نجاد لم يبت ليلته في فندق "الفينيسيا", حيث مقر إقامته المعلن, بل في مقر السفارة الإيرانية, وذلك لطبيعة المنطقة الممسوحة من قبل "حزب الله", ثم انتقل إلى الفندق سراً في صباح اليوم الثاني من زيارته لتناول الفطور مع مدعويه.

إضافة إلى ذلك, وردت معلومات عن أن امرأة قصيرة تلبس "الشادور" الأسود مع غطاء لكامل الوجه لم تكن مع الوفد, خرجت من الفندق في ليل اليوم الأول (الأربعاء) وبمرافقة غريبة, ثم عادت في صباح اليوم الثاني.

وبالعودة إلى البرنامج المعد من قبل "حزب الله", كان مقرراً أن ينطلق موكب الرئيس الايراني من بيروت في اتجاه الجناح حيث يصطف المناصرون على جانبي الطريق, ومن ثم يمر من الأوزاعي ذات الكثافة الشيعية, على أن يسلك بأقصى سرعة طريق خلدة - الناعمة حيث "الرمال المتحركة" حسب تصنيف "حزب الله" الأمني لهذه المنطقة.

وخطط الحزب أيضاً لنقل مناصريه من الضاحية في 50 حافلة يتم توزيعها على شكل تجمعات أهلية كل 5 كيلومترات, تحمل كل منها الأعلام الإيرانية, على الطريق الساحلية بين الناعمة والغازية بعد صيدا.

وكان الهدف من ذلك, خلق حفاوة شعبية بزيارة الرئيس الايراني في المناطق التي لا يتمتع "حزب الله" بنفوذ شعبي فيها.

وفي هذا السياق, كشفت المصادر أن نصر الله استدعى رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب السابق أسامة سعد, قبل وصول نجاد بساعتين أي حوالي السادسة والنصف صباح الأربعاء الماضي, والتقاه في مبنى قريب من السفارة الإيرانية بين منطقة الجناح والمدينة الرياضية شمال غرب السفارة الكويتية, وأبلغه أنه سيكون مع رئيس "الحزب السوري القومي الاجتماعي" النائب أسعد حردان على المنصة مع الرئيس الإيراني, ليل اليوم نفسه, لتسليمه درعاً تقديرية خلال الاحتفال في ملعب الراية, وهذا ما حصل فعلاً.

وخلال لقائهما, تحدث نصر الله مع النائب السابق عن نضال والده معروف سعد الذي وقف ضد الاقطاع, وذكره بصيدا المقاومة على مر التاريخ, وأبلغه أنه ينوي أن يعيد المدينة إلى هذا الحضن, من خلال تنظيم استقبال شعبي حاشد لنجاد.

لكن المشكلة تكمن في أن أنصار سعد بضع عشرات قليلة, ومن هنا جاءت فكرة استقدام الحافلات من الضاحية لخلق مشهد شعبي لا يعبر عن الواقع بأي شكل من الأشكال.

وختمت المصادر: كل ذلك لم يتم وألغيت الاستقبالات الشعبية المركبة بعد ورود معلومات عن مخطط اغتيال الرئيس الإيراني.

 

اجتماع عسكري لبناني-اسرائيلي في الناقورة اليوم

وطنية - 18/10/2010 افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صور جمال خليل ان الاجتماع الثلاثي الدوري بين كبار المسؤولين في الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي، وبرعاية القوات الدولية العاملة في الجنوب، سينعقد عند العاشرة من قبل ظهر اليوم في احد مقرات القوات الدولية في منطقة رأس الناقورة، حيث سيصار الى مناقشة كافة الامور المتعلقة بالخط الازرق وقضايا امنية اخرى

 

سليمان التقى حرب ورعد وسفير السودان وتلقى دعوة لزيارة اوكرانيا من وزير خارجيتها

وطنية - 18/10/2010 - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا صباح اليوم، مع وزير خارجية اوكرانيا قسطنطين غريشنكو، للعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتوسيع إطارها من خلال تبادل الزيارات بين الوزراء والمسؤولين خصوصا في مجالات الاقتصاد والاستثمار. وأشار الوزير الاوكراني الى خبرات بلاده في مجالات الطاقة والسكك الحديد والنفط والغاز، مبديا رغبة في تبادل الخبرات والاستثمار في مجالات عدة بين البلدين، ونقل دعوة الى الرئيس سليمان لزيارة اوكرانيا. من جهته رحب رئيس الجمهورية بالوزير غريشنكو، لافتا الى أهمية تعزيز العلاقات مع اوكرانيا التي تلعب دورا على المستوى الدولي، وتجري المفاوضات من أجل الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وستحضر مؤتمر القمة الفرنكوفونية في مونترو بصفة مراقب.

وحمل الرئيس سليمان الوزير غريشنكو تحياته الى نظيره الاوكراني، وشكره للدعوة التي وجهها، مشيرا الى تلبيتها في الظرف المناسب.

وزير العمل

وتناول الرئيس سليمان مع وزير العمل بطرس حرب التطورات الراهنة وعمل وزارته في هذه الفترة.

النائب رعد

وبحث رئيس الجمهورية مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد للأوضاع السياسية وسبل تعزيز الهدوء والاستقرار في هذه المرحلة الحافلة بالتطورات على المستويين الاقليمي والدولي.

سفير السودان

وزار القصر الجمهوري، سفير السودان إدريس سليمان يوسف الذي نقل شكر الرئيس السوداني وتقديره للرئيس سليمان من خلال مشاركته في الاجتماع الخاص بالسودان الذي عقد في الامم المتحدة وموقف لبنان من خلال كلمة رئيس الجمهورية في الاجتماع.

وأطلع السفير السوداني رئيس الجمهورية على التحضيرات للاستفتاء الخاص بجنوب السودان.

 

نصر الله عرض مع جنبلاط مساعي استيعاب الازمات والتحديات

نهارنت/استعرض الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله مع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، آخر التطورات السياسية الداخلية والإقليمية، وكذلك المساعي المبذولة لاستيعاب الأزمات والتحديات القائمة، وخصوصا المسعى السوري ـ السعودي. وتم التوافق على "مواصلة الجهود المشتركة بين الحزبين على كل الصعد". ورافق جنبلاط وزير النقل والأشغال العامة غازي العريضي وفي حضور الحاج وفيق صفا. وكانت صحيفة "السفير" قد أشارت الى اللقاء مضيفةً "لعل "التحفظ المسائي" للنائب جنبلاط ، كما شعر المتصلون به، بعد تصريحاته النهارية المتفائلة، شكل دافعا الى الترقب، في انتظار تلمس معطيات محسوسة.

 

ماري غاي: المحكمة مستقلة وننتظر القرار الظني

نهارنت/اكدّت السفيرة البريطانية فرنسيس ماري غاي ان المحكمة هي محكمة مستقلة وتنتظر القرار الظني. واشارت خلال زيارة لها في عكار الى انه "ليس لدينا اي معلومات عن هذا القرار وعن الوقت الذي سيصدر فيه، وان كثرة الكلام حول هذا الموضوع لا يساعد كثيرا البلد، واعتقد بأن هذه الطريق طريق للعدل ولندع عمل المحكمة للمحكمة". واوضحت غاي انها تفضل الفكرة التي تقول بأن مستقبل لبنان هو بيد اللبنانيين وقرار التوتر او الاستقرار هو بيد اللنانيين، وكل الامكانيات متاحة مشيرة الى انه لا توترات في المستقبل. واضافت عن زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انه "يحق للبنان ان يستقبل اي رئيس ولا مشكلة في هذا الامر على الاطلاق، واذا سمعنا كلام الرئيس نجاد في بعبدا فقد كان كلامه متوازنا ومريحا"، في المقابل اشارت "اما موقفه من اسرائيل فكان متوقعا، وبالطبع ان هذا لا يساعد على تهدئة الاجواء في المنطقة، كان له ترحيب رسمي من الرئيس سليمان، وفي نفس الوقت كان له زيارة ثانية، فكان للزيارة وجهين كما الكل يقول، ولكن الحمد لله ان الزيارة انتهت بسلامة وان لبنان قادر على ان يعيش يوما اخر". 

 

خاص: القزي في دمشق وفي الرابية... وسامي الجميّل قد يزور عون قريباً

18 تشرين الأول 2010 07:03

ليبانون فايلز/علم موقع "ليبانون فايلز" أنّ سجعان القزي، مستشار رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل، قام، في الخامس من شهر تشرين الأول الجاري، بزيارة الى دمشق حيث شوهد في فندق "الشيراتون" في العاصمة السوريّة، علماً أنّ مصدراً مطلعاً رجّح ألا تكون هذه الزيارة هي الأولى لقزي الى دمشق بل سبقتها أكثر من زيارة، كاشفاً عن أنّه قد يكون التقى اللواء رستم غزالي الذي كانت تربطه به علاقة وثيقة. من جهة أخرى، علم موقعنا أنّ القزي قام أيضاً بزيارة، بعيداً عن الأضواء، الى الرابية حيث التقى النائب العماد ميشال عون، في إطار الوساطة بينه وبين الرئيس أمين الجميّل. كما تشير المعلومات الى أنّ النائب سامي الجميّل ربما يقوم بزيارة الى العماد عون بعد عودته الى لبنان، خصوصاً بعد الموقف "المسيحي التوحيدي" الذي أطلقه من الولايات المتحدة الأميركيّة وأبرزته وسائل الإعلام التابعة للتيّار الوطني الحر. وتكشف المعلومات نفسها عن أنّ القزي من مؤيّدي التقارب مع التيّار الوطني الحر، بالإضافة الى ترتيب العلاقة مع سوريا، وهي مهمّة تبدو دونها صعوبات جمّة توضّحت أمام القزي من جرّاء لقاءاته في دمشق.

 

حماده بحث مع السفير السعودي في التطورات

وطنية - 18/10/2010 - استقبل النائب مروان حماده في منزله، بعد ظهر اليوم، سفير المملكة العربية السعودية علي عواض العسيري، وبحث معه في التطورات. وبعد اللقاء، اعلن حماده حسب ما اعلن مكتبه الاعلامي :"شرفني سفير المملكة العربية السعودية بزيارة كريمة، وقد بحثنا في المستجدات على الساحة اللبنانية، وما يحيط بها من اتصالات عربية مشكورة، نأمل أن تنعكس انفراجا، وان تثبت الاستقرار من جهة، والعدالة من جهة أخرى".

 

الصحف السعودية: قمة عبد الله ـ الاسد تناولت الملفات الساخنة

المركزية - اكدت الصحف السعودية اهمية القمة السعودية - السورية مشيرة الى انها تناولت الملفات الساخنة.

"الوطن": وقالت صحيفة "الوطن": في الشكل، تأتي القمة كرد بروتوكولي لزيارة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سوريا في تموز الماضي، واصطحابه الرئيس السوري بشار الأسد إلى بيروت وانعقاد القمة الثلاثية التي جمعتهما والرئيس اللبناني ميشال سليمان، والتي كان لها البعد الإيجابي في تخفيف التوتر اللبناني الداخلي بعد أن كاد يصل إلى نقطة الانفجار. وفي المضمون، القمة هي امتداد لعمل مشترك وتفاهمات معمقة حول قضايا محورية تستدعي ربما طروحات عاجلة خصوصاً أن المملكة تستند إلى قناعة ثابتة في سعيها إلى تحقيق الاستقرار العربي على الأصعدة كافة، وتبذل جهودها لدعم السلام والنمو في أي بلد عربي أو مسلم من دون أي تدخلات في الشأن الداخلي نتيجة قناعة صلبة في أن دورها المحوري يتأتى من خلال المساندة في توفير جميع المناخات اللازمة لإنجاز الهدف الرئيس، وهو أن تحظى جميع البلدان العربية والإسلامية بالاستقرار وأن تتضامن جميعاً لفعل مشترك يرفع صوتها ويعمق حضورها وصولا إلى مكانة عربية وإسلامية رائدة. وتكتسب القمة أهمية خاصة كونها تتزامن مع الكثير من الاستحقاقات العربية والإقليمية التي تمس حال الأمتين العربية والإسلامية. واكدت ان الحكمة التي يتسم بها خادم الحرمين الشريفين، وسعيه الحثيث إلى لم الشمل العربي وملاقاة الرئيس الأسد له في منتصف الطريق؛ من شأن ذلك كله أن يخفف من الاحتقان العربي العربي، وفي ذلك انتصار لسياسة الملك عبدالله التي أطلقها عام 2009 في قمة الكويت الاقتصادية

"عكاظ": اما صحيفة "عكاظ" فقالت ان أهمية زيارة الرئيس السوري إلى المملكة تكمن في تكريسها لثوابت منهجتها المملكة للارتقاء بماهية العلاقات العربية العربية ضمن المرحلتين الآنية والمقبلة، خاصة وأن المأزق الفلسطيني الفلسطيني يظل في ضبابيته، وعثرات العملية التفاوضية أمام إسرائيل بدأت تأخذ منحى التسويف والمماطلة، فضلا عن ملفات عاجلة لا تقبل التأجيل ضمن جغرافية المنطقة.

 

العرب" القطرية: موسى هدد بالاستقالة في ضوء أخطر أزمة تهدد الجامعــة

المركزية - تحدثت صحيفة "العرب" القطرية اليوم عن جهود حثيثة بدأتها الدوحة لاحتواء ما وصف بأنه أخطر أزمة تهدد الجامعة العربية بسبب خلافات حادة بين الأمين العام للجامعة عمرو موسى وعدد من الدول الخليجية على رأسها السعودية والكويت بعدما وصل الأمر لتهديد موسى بالاستقالة من منصبه وعدم انتظاره لنهاية ولايته الحالية. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة إن قطر طلبت عقد الوزاري العربي لبحث مقررات قمة سرت الاستثنائية المثيرة للجدل، والتي فجرت الخلاف بين موسى وعدد من الدول بسبب ما اعتبرته هذه الدول تجاوزا من موسى لصلاحياته بتغيير جدول أعمال قمة سرت بالتعاون مع ليبيا رئيسة القمة، خصوصا ما يتعلق بقضية العمل العربي المشترك ورابطة دول الجوار العربي. وقال المصادر إن مندوبيات الدول العربية تلقت بالفعل المذكرة القطرية التي تم إرسالها للأمانة العامة للجامعة العربية. وأوضح المصادر أن دولة قطر طلبت من الأمانة العامة للجامعة عقد الاجتماع في أقرب وقت, حرصا منها على وحدة العمل العربي المشترك وبغية الوصول إلى صيغة مشتركة ومتوافق عليها, تأخذ في الاعتبار الملاحظات التي أبدتها الدول العربية بشأن تنفيذ قرار قمة سرت الاستثنائية المتعلق بتطوير منظومة العمل العربي المشترك، وأن الجامعة العربية تجري حاليا مشاورات بناء على الطلب القطري، ولم يتم تحديد موعد الاجتماع, ولكنه يمكن أن يكون الأسبوع المقبل. وعلمت "العرب" أيضا أن مصر لديها تحفظ على طريقة خروج قرارات القمة العربية، ولكنها لم ترسل مذكرات بهذا المعنى تفاديا للحرج، باعتبار أن الأمين العام مصري، كما أن لديها علاقة خاصة بليبيا. وتشير المصادر الدبلوماسية العربية إلى أن موسى أبدى أسفه الشديد لما اعتبره مواقف تسيء لتاريخه الدبلوماسي والوطني، مؤكداً أنه لم يتجاوز أحدا في تحديد جدول أعمال القمة العربية في سرت، وأنه هدد بالاستقالة دون الانتظار إلى نهاية ولايته الحالية، حيث يصر على عدم التجديد له, مكتفيا بالسنوات التي أمضاها في الجامعة وحقق فيها إنجازات ملموسة، خصوصا على الصعيد الاقتصادي.

 

الصحف السورية: التلاقي السوري – السعودي رافعة العمل العربي المشترك

المركزية - تناولت الصحف السورية زيارة الرئيس بشار الاسد السعودية ولقاءه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مؤكدة اهمية التشاور العربي في المرحلة الراهنة.

وفي هذا الاطار اعتبرت صحيفة "البعث": ان العلاقات السورية - السعودية شكلت على الدوام مؤشراً إلى حال الأمة، كما كان تلاقي العاصمتين رافعة العمل العربي المشترك بصرف النظر عن بعض الاختلاف في الرؤى والمواقف هنا أو هناك، ففي المحصلة إن ما يقلق البلدين خطر واحد يتهدد كل العرب كونهم يُبحرون معاً في قارب واحد وبالتالي لن يكون أحداً منهم في منأى عن أية عواصف. وعليه فمن الضرورة والأهمية معاً التوصل إلى فهم مشترك ومقاربات واقعية لطبيعة هذه الأخطار وكيفية مواجهتها، علاوة على إمكان استثمار ما لدى البلدين من علاقات وإمكانيات لخدمة المصالح القومية العليا للعرب. اضافت: لقد استطاعت سوريا والسعودية غير مرة تجنيب المنطقة أية منزلقات وذلك بفضل دوريهما المحوريين وتأثيرهما في قضاياها، وهو ما تجلى واضحاً يوم أمس في قمة الرياض (...) لقد أضاف الرئيس الأسد وخادم الحرمين الشريفين لبنة جديدة للعلاقات الأخوية ومسيرة التعاون البناء بين البلدين، خاصة وأن ثمة إرادة واهتماماً وحرصاً مشتركاً لدى الجانبين على مواصلة هذه المسيرة، فضلاً عن الارتقاء بالعلاقات العربية والبحث عن آليات تعزز التضامن وتدعم العمل العربي المشترك. "الوطن": بدورها قالت صحيفة "الوطن" ان ملفات المنطقة الساخنة من لبنان والعراق وفلسطين كانت العناوين الأبرز على طاولة القمة السورية السعودية التي شهدتها الرياض وكرست محورية دور كل من دمشق والرياض في رسم سياسات المنطقة. واكدت ان الملف اللبناني سجل حضوراً كبيراً، في ظل المخاوف من انهيار حكومة الوحدة الوطنية، إلى جانب الفراغ السياسي في العراق وعملية تشكيل الحكومة المستعصية منذ أكثر من سبعة أشهر، وصولاً إلى عملية السلام المتعثرة في المنطقة. واعتبرت ان القمة الثنائية جاءت لمتابعة مفاعيل القمة الثلاثية التي انعقدت في بيروت نهاية تموز الماضي. "تشرين": اما صحيفة "تشرين" فقالت أن آفاق نجاح هذا التنسيق السوري - السعودي تكون أكثر فعالية عندما تجد الأهداف صداها ومداها عند الأشقاء جميعاً، وعندما يدرك كل عربي أن مفهوم العمل المشترك يعني أن يعمل كل واحد ما يجب عليه أن يعمل، وأن يكون لكل عربي حصته من كل مكسب ينشأ عن وحدة العمل العربي المشترك، كما يكون لكل عربي حصته الناشئة من كل جهد يبذله لتحقيق أهداف هذا العمل. ‏

 

الرابطة السريانية" تتمنى على الجيش اتخاذ التدابير لوأد أي فتنة

المركزية- تمنت "الرابطة السريانية"، في خضم كل أجواء القلق والتشنج من التوتر المذهبي والطائفي على الجيش اتخاذ كل التدابير الرادعة لوأد اي فتنة في مهدها، معتبرة أنّ "اللبنانيين لا يستحقون وطنا اذا لم يتعلموا من الحروب الماضية". عقدت الهيئة التنفيذية الجديدة لـ "الرابطة" اجتماعها الأوّل برئاسة حبيب افرام في مقر نادي "نشرو" في البوشرية وتداولت في جدول أعمالها. وبعد اللقاء اذاع الأمين العام جورج اسيو البيان الاتي:

أولاً: في خضم كل أجواء القلق والتشنج من التوتر المذهبي والطائفي وفي تصاعد الحديث عن تسلح واستعدادات لحروب زواريب، تؤكد الرابطة ان بارقة الأمل لطمأنة المواطنين جاءت من بيان قيادة الجيش الذي شدد على دوره الضامن للكل. ان اللبنانيين يتطلعون الى اجراءات حازمة ليس بعد خراب "البصرة" ولا بعد تدفق السلاح، لذلك فاننا نطالب الجيش باتخاذ كل التدابير الرادعة لوأد اي فتنة في مهدها. واذا كان اللبنانيون لم يتعلموا من عبر الحروب الماضية فهم لا يستحقون وطناً.

ثانياً: تلبي الرابطة دعوة مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان لمؤتمر في قطر حيث يشارك رئيسها في أعماله.

ان أجواء الانفتاح في بعض الأوساط العربية والاسلامية هي بارقة أمل في تفهم معنى التنوع والتعدد والحوار وثقافة الجسور عسى تعمم بدل مناخ التكفير والالغاء.

 

آبادي: تسليح الجيش مطروح حاليا ويتابع بين ايران ولبنان

نهارنت/وصف السفير الايراني لدى لبنان غضنفر ركن آبادي العلاقات الايرانية - السعودية بالممتازة ، مؤكدا ان التواصل موجود وان الاتصالات ستكون مستمرة.

واوضح آبادي ، بعد لقائه الرئيس اميل لحود، ان تسليح الجيش اللبناني مطروح حاليا ويتابع بين ايران ولبنان، معلنا اننا سنشهد قريبا النتائج الايجابية لزيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وردا على سؤال ، اعلن آبادي ان رئيس الحكومة سعد الحريري سيزور ايران قريبا.

 

حوري: زيارة فيلتمان تقول ان لبنان ليس ملعبا لفريق واحد

نهارنت/اكّد عضو "كتلة المستقبل" النائب عمار حوري إن ما شهدناه في الأيام الماضية من زيارات يؤكد أن لبنان نقطة التقاء عربية وإقليمية ودولية لأن لبنان شديد التأثر في الإتجاهين. كما اشار في حديث لاذاعة "الشرق"، ان ذلك يؤكد الأهمية البالغة التي يحظى بها لبنان من قبل الكثير من الدول.

وأوضح حوري ان زيارة نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الى لبنان حملت رسالة تضمنت نقطتين، الأولى التأكيد على دعم المحكمة الدولية في مسارها، والثانية دعم لبنان واستقراره، كما تؤكد حجم التوازنات الإقليمية في المنطقة وتوجه رسالة في أكثر من اتجاه كأنها تقول إن لبنان ليس ملعبا لفريق واحد بل محكوم بالتقاء مصالح وتقاطع مصالح دول كبرى. وأكد حوري أهمية المحافظة على أفضل العلاقات مع دول العالم والدول العربية، "لأن لبنان يحتاج الى دول العالم في الكثير من المواقف لضمان سيادتنا واستقرارنا". وأضاف: "قد نختلف مع الولايات المتحدة في الكثير من الأمور ولكنها الأكبر بين دول العالم، ومصلحتنا تقتضي أن نقيم علاقات طيبة معها ومع كل دول العالم".

اما زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، فرأى انها تركت الكثير من المواضيع للبحث، وانقسم اللبنانيون حولها لا سيما في ما سمعناه في ملعب الراية والحديث عن محور يضم ستة شعوب، وهذا ما اعتبره حوري مخالفاً للأعراف ولإرادة اللبنانيين الذين عبر عنهم رئيس الحكومة سعد الحريري في لقائه مع نجاد حين أبلغه أن لبنان لم يستشر ولم يطلب أحد رأيه، وأن من يتحدث باسم الشعب هي المؤسسات الدستورية اي المجلس النيابي والحكومة. وشدّد حوري على ان الزيارة أظهرت جوانب غير معروفة عن ولاية الفقيه والطريقة التي يتعاطى بها أصحاب هذا المنحى وارتباط جزء كبير من اللبنانيين بها وكيفية تعاطي القيادة في إيران مع جمهورها في لبنان. ولفت حوري إلى ان القمة السعودية - السورية تأتي في سياق طبيعي وكمحطة أساسية في سلسلة لقاءات وتشاورات تنعكس إيجابا على لبنان، موضحا ان منذ طرح العاهل السعودي المصالحة العربية في قمة الكويت، شكلت هذه العلاقة بين الرياض ودمشق أمانا للبنانيين وساهمت في تبريد لغة التخاطب السياسي،مشيراً الى ان لقاء الأحد بين الرئيس السوري والملك السعودي ساهم في تجديد الثقة والحماية للبنان في خضم المستجدات المهمة والكثيرة التي تدور في المنطقة، لاسيما الملفات العراقية والفلسطينية والإيرانية واللبنانية. وتوقّّع حوري ان تكون جلسة مجلس الوزراء الاربعاء التي ستبحث في ملف الشهود الزور، هادئة في ظل نقاش موضوعي ينطلق من تقرير وزير العدل، واستبعد التصويت على الملف. 

 

بري لم يلتقِ فيلتمان: حضر ليقول نحن هنا لمن يعنيه الامر ووليد بك سيخبرني بكل شيء

نهارنت/نقلت صحيفة "النهار" عن اوساط قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ان زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى السفير جيفري فيلتمان لم تكن مقررة سابقا. ذلك ان الذين التقوه أنفسهم تبلغوا خبر وصوله امس الاحد. واشارت الاوساط الى انه قبل مغادرة المسؤول الاميركي بيروت بساعتين طلب عقد لقاء مع الرئيس بري ولكن تعذر عقد اللقاء بسبب تضارب المواعيد بينهما.  وقد حصل اتصال هاتفي بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس بري على هامش الزيارة اطلع فيه رئيس الجمهورية رئيس المجلس على اجواء لقائه وفيلتمان والذي فهم منه ان المسؤول الاميركي حضر خصوصاً للتشديد على التمسك بالمحكمة.

وقد توقف بري في مجالسه عند لقاء فيلتمان والنائب جنبلاط ونقل عنه قوله: "على كل، وليد بك سيخبرني بكل شيء"، ملمحاً الى انه يرى ان "الهدف الرئيسي للزيارة هو الوقوف على رأي جنبلاط في المواضيع المطروحة". وعن رأيه في توقيت زيارة فيلتمان بعد زيارة الرئيس الايراني، فاجاب بري لصحيفة "النهار": "حضر السفير فيلتمان ليقول نحن هنا لمن يعنيه الامر". وفي حديث لصحيفة "السفير" رأى بري ان زيارة فيلتمان تبدو ردا على زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان، كأن واشنطن تريد ان تقول: نحن هنا أيضا.

وأشار الى انه يعول الكثير من الأهمية على القمة السورية ـ السعودية التي عقدت أمس في الرياض، معتبرا ان من شأنها ان تساهم في تفعيل معادلة "س. س." التي تشكل ضمانة للاستقرار في لبنان، من دون ان يعني ذلك تخلي اللبنانيين عن مسؤولياتهم وواجباتهم في انتاج الحل المطلوب للأزمة الراهنة، مستفيدين من المظلة السورية ـ السعودية.

وإذ لاحظ بري ان هناك عملية خلط أوراق تجري في المنطقة، دعا الى ترقب المواقف والاتجاهات السياسية في مرحلة ما بعد قمة الاسد ـ عبد الله، متوقعا ان تنعكس مزيدا من التهدئة على الساحة الداخلية. وتوقع ان تسري مفاعيل التهدئة على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، لكنه أكد في الوقت ذاته ان النقاش في الجلسة سيبدأ من نقطة المجلس العدلي وضرورة إحالة ملف شهود الزور اليه، معتبرا ان هذا البند يجب ان يكون هو الاول على جدول الاعمال. وانتقد بري الاجتزاء والتشويه في تطبيق اتفاق الطائف، مشددا على وجوب تنفيذه كاملا ومتسائلا عما إذا كان البعض يسعى الى عقد اجتماعي جديد.

 

يريدون سعد الحريري زعيماً سنياً لا وطنياً

فؤاد ابو زيد /الديار

يحرص بعض السياسيين اللبنانيين المهتمين بمتابعة حركة التاريخ ويملكون قدرة تحليل موصوفة لاقناع غيرهم بوجهة نظرهم، على التأكيد بأن التاريخ لا يعيد نفسه ولا يكرر، بل هو حركة دائمة، تفرز احداثاً ووقائع، قد تكون مشابهة لما سبقها في الشكل، لكنها في المضمون تحمل ابعاداً مختلفة لها علاقة بالزمان والمكان والاشخاص والمعطيات، والاّ كانت الحياة عملية اجترار روتينية تنعدم فيها النكهة الخاصة المختلفة التي يمكن تمييزها والشعور بفرادتها.

قد يكون هؤلاء على حق، وخصوصاً انهم يدعمون نظريتهم هذه بحجج وبراهين لا تزعج العقل، بل يتقبّلها بوعي مقرون برغبة في الاستزادة المعرفية مما حمل اليه الماضي، ومما يحمله الحاضر في مقارنة حيادية لا هدف لها سوى الرسو على الحقيقة الكاملة، خصوصاً ان بعض الاحداث على الارض التي شهدها لبنان، تشبه احداثاً حصلت في التاريخ القريب او البعيد، الى حدّ ان جزئياتها وتفاصيلها الصغيرة تتشابه الى حد كبير في الشكل والمضمون.

اذا اخذنا في شكل عام، الفترة التي تولى فيها رئىس الحكومة الاسبق الشهيد رفيق الحريري مهام رئاسة الحكومة بعد انتخابات العام 1992، نجد ان رفيق الحريري، واجه في شكل مرحلي العديد من العقبات التي تواجه اليوم نجله رئىس الحكومة سعد الحريري، ويمكن اختصار هذه العقبات باربع اساسية هي:

أولا: من منطلق ايمانه بضرورة ان يسمح للبنان بالتنفّس بعد سنوات الحرب الطويلة، سعى جاهداً الى اعادة الجنوب الى الوطن بإرسال الجيش الى الجنوب ليأخذ مكانه مع اهله بدلاً من جيش الاحتلال وجيش المتعاونين معه، على قاعدة انه يكفي لبنان الاستمرار في دور هانوي، ودفع الحريري ثمن هذا الايمان في ما بعد بتقييد حركته السياسية. وهذا الدور تقوم به قوى 8 آذار اليوم في ما خص احترام القرار 1701.

ثانياً: على شاكلة ما يحدث اليوم في مجلس الوزراء من محاولات لعرقلة عمل رئىس الحكومة سعد الحريري، واجه رفيق الحريري الى فترة ليست بالقصيرة عدداً من الوزراء، وصفوا باسم «الوزراء المشاكسين» كانت مهمتهم عرقلة المشاريع التي كان الحريري يطرحها، ما دفعه في مرحلة من المراحل الى الاعتكاف لدفع الممكسين بالقرار اللبناني الى ترتيب الامور بالتي هي احسن.

ثالثاً: في بداية عهد العماد اميل لحود تجاوز لحود ما نصّ عليه اتفاق الطائف لمنع وصول رفيق الحريري الى الرئاسة الثالثة باعتماد بدعة تجيير اصوات النواب، وهذه العملية التي احترمها الرئيس العماد ميشال سليمان عند تكليف سعد الحريري، افشلتها قوى 8 آذار وفي طليعتهم العماد النائب ميشال عون، عندما فرضوا على رئىس الحكومة المكلف اسماء وزراء لا يرغب بهم في وزارته وهذا حق من حقوقه، مثلما كان حق والده الذي صادره الرئيس لحود.

رابعاً: وهي العقبة الابرز التي يستعيدها التاريخ والتي واجهت الاب والابن معاً، عندما حاولوا منع رفيق الحريري من ان يكون زعيماً وطنياً، بتقييد زياراته الى بعض الاقضية مثل عكار والبقاع الغربي والاقليم وغيرها، كما ومنعه من القيام بأي نشاط انتخابي خارج العاصمة بيروت مع فرض مرشحين عليه في بعض دوائرها، وافهامه بأن يهتم بالمال والاقتصاد فحسب وليترك السياسة الى الممسكين بالقرار.

الجمهور المليوني في 14 اذار 2005 كسر جميع العوائق والممنوعات، وكرّس سعد الحريري ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري زعيماً وطنياً عابراً للطوائف، فالتقى مع المسيحيين والدروز وفريق من الشيعة، وهو السنيّ، في تحالف وطني تاريخي عريض، وفرضت وحدة المسيحيين والمسلمين واقعاً صحياً جديداً على الارض، لم تستطع القوى التي شاكست الحريري الاب وعارضته وحجّمته، ان تقبله، وعملت منذ نشوئه على ضربه والاجهاز عليه في مختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة، فاستمالت زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون الى جانبها ملبّية له كل ما يرغب ويطلب من دعم، بقصد شق الصف المسيحي، فكان لها ما ارادت، وارتدّت الى الزعيم الوطني وليد جنبلاط، الذي لعب دوراً تاريخياً مميزاً في قيام الوحدة المسيحية ـ الاسلامية، ونجحوا بالنار في تحجيمه واعادته زعيماً من زعماء الدروز يخاف عليهم ويحضنهم ويحاول ابعادهم عن المكاره ليس إلا، وبقي سعد الحريري عقدة العقد، لأن تمسكه بحلفائه المسيحيين يعطّل السعي الدؤوب لتثبيت الامارات المذهبية، ونزع صفة الزعيم الوطني من جميع القيادات اللبنانية، لتعود الساحة اللبنانية، ساحة قابلة للاشتعال الطائفي والمذهبي غبّ الطلب، وليست محصّنة كما هي اليوم وفي شكل معقول، لهذه الاسباب يقال اليوم ان لا بديل عن سعد الحريري رئىساً جديداً للحكومة في حال استقال او اسقطت الحكومة، لانه الزعيم السني الأول، ولا يقال انه وطني بامتياز يتمسك باتفاق الطائف وبالعيش المشترك وبالمناصفة والمساواة وله طروحات متقدمة في النظرة الى مستقبل لبنان سياسياً واقتصادياً وعمرانياً، وهو منفتح على العالم كله، هذه امور لا تعني جماعة 8آذار، ما يعنيهم ان الرئيس نبيه بري هو الاول في الميزان الشيعي، ولذلك يجب ان ينتخب رئىساً لمجلس النواب خلافاً للديموقراطية، وسعد الحريري الاول سنياً والرئاسة الثالثة محفوظة له، وميشال عون الاول مارونياً ـ وفق قولهم واحصاءاتهم ـ وكان يجب تطويبه رئىساً للجمهورية.

هذه المواقف المرضية المستنسخة من الماضي القريب، لا بد من مواجهتها لاسقاطها، بمثل ما اسقطت حركة 14 آذار المواقف والسياسات السابقة التي تشبه ما يحدث اليوم، واسقاطها يتطلب عملين اثنين، وقفة رجولة وكبرياء وشجاعة من قيادات 14 آذار الحاليين والذين خرجوا منها، وتمتين الوحدة الاسلامية ـ المسيحية وتصليبها للوقوف في وجه الفتن والمؤامرات.

يريدون سعد الحريري زعيماً سنياً، واللبنانيون يريدونه ان يبقى وطنياً حتى من دون زعامة.

 

علوش: لزيارة فيلتمان أهمية معينة نظراً للشكل التي أتت به

الاثنين 18 تشرين الأول 2010 /لبنان الآن

اعتبر منسق الشمال في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن "التدخل في لبنان حاصل بغض النظر عما اذا زاره (مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري) فيلتمان او لم يزر، لأن لبنان وللأسف بلد مفتوح على تدخل كل الدول، وهناك تقاطع مصالح في بلدنا، وحراك أكثر من عادي في الأسبوعين الماضيين".

علوش وفي مداخلة عبر محطة "الجديد" رأى "أن الاميركيين يتحركون في نفس الإطار، وهناك رسالة معينة خصوصاً وأن زيارة فيلتمان كانت فجائية، في حين توقع البعض إلا يكون هناك زيارات لمسؤولين أميركيين إلى لبنان"، معرباً عن اعتقاده بأن "لهذه الزيارة أهمية معينة ورسالة معينة، نظراً للشكل التي اتت به وخصوصاً انها فجائية، ولكن ليس لدي معلومات أو معطيات حول فحواها". وشدد علوش من ناحية ثانية على أنه "لا يمكن تحديد شهود الزور قبل صدور البيان الإتهامي"، وقال إن "المحكمة الدولية خلاف طارئ في البلد، والخلاف الأساسي هو على أمور أساسية خصوصاً حول رؤيتنا للوطن وامتلاك السلاح، وغيرها من المواضيع"، مؤكداً من جهة ثانية "حق الدفاع عن النفس عندما يصدر البيان الاتهامي .. ولكن الاستباق العنيف لهذا البيان هو مؤذ".  واعتبر أن "موضوع شهود الزور مسيس كما أي شيء في البلد، والتصويت عليه لن يكون مبنياً على معطيات جنائية إنما من منطلق سياسي، وهناك محاولة من قبل الرئيس (ميشال سليمان) لعدم التصويت على ملف شهود الزور لأن التصويت سيكون سياسي".  وشدد على أن "الأساس بالنسبة لتيار "المستقبل" هو تأمين الإستقرار والهدوء، وفي السياسة، أنا مقتنع أن التسويات هي التي تحكم الأمور". وأضاف: "بالنسبة لنا، الحد الأقصى هو استمرار المحكمة الدولية، ويجب ألا يكون هناك أي تسوية في مسألة المحكمة الدولية، وهي بالمناسبة في يد مجلس الأمن".

 

صقر: مضمون قمة الرياض لم يمس المحكمة لجهة الغائها او إيقافها

الاثنين 18 تشرين الأول 2010 /لبنان الآن

شدد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر على أنه "ليس هدفنا العودة الى أربع سنوات في الاتهامات"، مضيفاً: "فكل ما اقوله أنني أنبه أن هناك وثائق خطيرة لا تديننا وتعود وتخلق بلبلة في البلد في حال كشفت بشكل كامل، وانما عملية تسريب جزء منها سيضطرنا الى كشفها بشكل كامل."

صقر، وفي حديث لـ"OTV"، لفت الى أن "مضمون قمة الرياض بين الملك عبد الله والرئيس بشار الأسد لم يمس المحكمة الدولية لا من قريب ولا من بعيد لجهة الغائها او ايقافها"، مؤكداً أن "القضية ليست بيد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ولا المملكة العربية السعودية وهذا اعلنه السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري"، وقال: "فاذا كان قاضي التحقيق في دمشق لا يمون عليه الرئيس الاسد فكيف يمون الرئيس الحريري على بلمار وغيره".

وإعتبر صقر أن "قمة الرياض أكدت ثوابت قمة بعبدا بأن الفتنة ممنوعة، وضرورة المحافظة على الإستقرار والسلم الأهلي، وهذا ما اكده الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد"، لافتاً الى أنه "كان هناك تطرق للقرار الظني وكيفية التعاطي مع تداعياته في قمة الرياض"، وأضاف: "ونحن قلنا وقال الحريري أن أي شبهة بالقرار الظني في التسييس او أي مزور مأخوذ بشهادته، وان أي قرار لم يتطرق الى موضوع إسرائيل او ان اي دليل مأخوذ من إسرائيل نحن سنرفضه وسنواجهه، واذا كان القرار الظني إستهداف المقاومة وسلاح "حزب الله" سنواجهه، اما إلغاء المحكمة الدولية فهو موضوع غير متيسر". وحول زيارة نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى السفير جيفري فيلتمان، قال صقر: "ليس عندنا اجواء عن لقاءات فيلتمان، وهو اكد موقفاً قديماً للولايات المتحدة، ولا معلومات عندي عن لقاء للحريري بفيلتمان بالرياض"، مشيراً في سياق آخر الى ان "سلاح "حزب الله" يطرح حصراً على طاولة الحوار ولانقبل بمقايضة المحكمة بالسلاح لأن هذا تسييس للمحكمة ومس بطاولة الحوار الوطني وقضية اساسية عليه".

ولفت صقر الى أنه "يقال إن اسرائيل ستستفيد من القرار الظني، فاذا كان ذلك صحيحاً وقد يتهم "حزب الله" فلماذا يعطيها "حزب الله" هدية من خلال تحرك ما على الارض يفقده مصداقيته تجاه  الرأي العام العربي"، مضيفاً: "وهذا ما قاله نجاد ان اي مس بالاستقرار يشكل هدية لاسرائيل."

وفي موضوع ملف "شهود الزور"، قال صقر: "حتى الآن هناك نية للتوافق حول نظرة لملف "شهود الزور"، وانا لا أرى ان القصة عظيمة من الذهاب الى المجلس العدلي، وهذا امر غير قانوني، وهناك طلبات سياسية ان تسييس القضية ونذهب الى المجلس العدلي، ونحن لا قلق سواء في المجلس العدلي او غير"، مشيراً الى أنه "يجب ان يكون في رأسنا مسألة واضحة ان قضية شهود الزور خرجنا فيها من التجاذب ومن يريد أن يعالجها بجدية يجب أن يعرف أن الوصول الى الحقائق يحتاج الى ادلة، وكل البهلوانات لن تؤدي الى إلغاء المحكمة الدولية".

 

سامر سعادة: التصريحات الأميركية الداعمة للمحكمة ليست جديدة وسنرفض أن يكون السلام في لبنان سلام الطغاة والمجرمين

لبنان الآن/الاثنين 18 تشرين الأول 2010

أشار عضو كتلة "الكتائب اللبنانيّة" النائب سامر سعادة إلى أن "أحداً لا يستطيع أن يبرّئ أي كان، كما أن لا أحد يستطيع أن يتهم أحداً في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري وباقي الشهداء، إنما هذا الأمر من مسؤولية المحكمة الدولية"، مشدداً على أن "هذه المحكمة أقرّت بقرار دولي، وهي سلطة مستقلة على قاعدة مبدأ الفصل بين السلطات".

سعادة، وفي حديث لـotv، أعلن أن "مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان التقى رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية، وزيارته إلى لبنان تأتي دعماً للمحكمة الدولية، فهناك أطراف داخلية تقف بوجه العدالة من دون مبرر على الرغم من عدم وجود أي أمر حسّي حول القرار الظني، كما لا يوجد من هو مطلع على القرار الظني، وبالتالي علينا إنتظار القرار والمحكمة لنرى ما إذا كان هناك من شهود زور أم لا"، وأضاف: "شهود الزور لم يتراجعوا جميعاً عن إفاداتهم، وقرار المحكمة يظهر ما إذا كانت استندت إلى إفادات هؤلاء أم لا".

ورأى سعادة أن "معرفة ما إذا كانت المحكمة مسيّسة أم لا يكون على أساس القرار الظني وبعد صدوره، وليس قبل ذلك"، وسأل: "من سيفجّر الوضع في لبنان غير "حزب الله" الوحيد الذي يملك القدرة العسكرية، وإذا كان متهماً فعليه إنتظار القرار لنرى ما إذا كان مسيّساً أم لا، وسنقف معه في حال كان هذا القرار مسيساً". وتابع سعادة: "من قال إن المحكمة هي في يد السلطات الداخلية اللبنانية أو في يد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد حتى يُقال إن هناك اتفاقاً في السعودية على الغائها، فمحاولة خنق المحكمة لن تحصل، ونحن نبشر بذلك،". وأشار في هذا السياق إلى أن "التصريحات الأميركية الداعمة للمحكمة ليست جديدة، فلماذا الضجة كلما خرج موقف أميركي حول هذا الأمر، ونحن لنا ملء الثقة أن العدالة الدولية ستكون نزيهة".

سعادة جزم قائلاً: "سنرفض أن يكون السلام في لبنان سلام الطغاة والمجرمين، فهذه المعادلة مرفوضة، لأن تخييرنا بين العدالة أو الإستقرار يضعنا أمام هذه المعادلة"، موضحاً أن "الخشية تتمثل بأن يكون هناك من يهدد في حال إستمرار المحكمة وصدور القرار الظني، فالمحكمة عملها إحقاق العدالة".

ورداً على سؤال، أجاب سعادة: "الطائف لم يطبّق وعندما ذهب المسيحيون إلى هناك سببه أن فريقاً كان يطالب بالمشاركة وقبل الفريق الآخر بذلك". وأضاف: "لا سقف واحداً يجمع اللبنانيين، وبالتالي علينا أن نلتقي على طاولة واحدة، للبحث في حلّ جذري حول الوضع في لبنان، فالمسيحيون في الطائف أرادوا إستقراراً ودولة إلا أن ما يحصل اليوم في ظل استمرار السلاح يشكل ضرباً لروحية الطائف، الذي لم يطبق".

وإذ أعرب عن اعتقاده أن "لا اتجاه إلى أي حلّ الآن وسيبقى "الستاتيكو" كما هو حالياً، وأنا لا أقول إنهم سيطلقون النار على بعضهم، فالمواطن يدفع الثمن في النهاية"، أشار سعادة إلى أن "الإيرانيين عندهم مصالح في لبنان، وإذا عدنا إلى البيان الوزاري فلبنان لا يجب أن يدخل في أي محور، واليوم يظهر أن هناك جزءاً من اللبنانيين يدور في الفلك الايراني، وبالتالي مشاركتنا في استقبال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ناتجة عن أن الزيارة رسميّة ويجب أن نكون في الاستقبال، والرئيس أمين الجميل بلياقته المعهودة يلبّي كل الدعوات".

سعادة رأى أن "قسماً من اللبنانيين يخضع للنفوذ الإيراني الموجود في لبنان على أكثر من صعيد، أما الزيارة فكما أتت ذهبت، ولم تغيّر شيئا، فالإنقسام لا يزال كما هو، وما حصل هو عملية إظهار للنفوذ الايراني في لبنان وللدعم الشعبي الموجود لحزب الله".

سعادة الذي اعتبر أن "نقطة التحول في الستاتيكو القائم ستكون القرار الظني للمحكمة الدولية"، أشار إلى أن "شدّ الحبال الموجود في لبنان سيبقى الى حين صدور القرار الظني، ومن يراهن أننا سنتراجع بحجة الإستقرار والسلم وما غيره، فرهانه ليس في محله، وإلا لماذا نتعاطى العمل السياسي وليستلم عندها الفريق الاخر  البلد". واضاف: "عندما تحقق ما تريد عبر المؤسسات الدستوريّة ومن خارجها، فهذا يعني أن الانقلاب قائم، وأنا أرى أن النائب جنبلاط سيقف معنا في موضوع المحكمة، كما أن الرئيس ميشال سليمان قال في مجلس النواب في خطاب القسم إنه يدعم المحكمة، وبالتالي يجب ان يكون معها".

ورداً على سؤال، أجاب سعادة: "في ظل وجود سلاح "حزب الله" ومنظومته العسكريّة والأمنيّة والتي تضاهي قوة الجيش والقوى الأمنيّة يصبح الحديث عن توزيع سلاح هنا وهناك أمر تفصيلي، وإذا لا يوجد عند طرف معيّن منظومة أمنية متكاملة، فمسألة السلاح الفردي ليس بالأمر المهم"، مشدداً على "عدم وجوب أن نجعل الامور التي تفرق الفرقاء المسيحيين عن بعضهم في السياسة ان تلغي امكانية التعاون في ما بينها في الامور المشتركة".

 

تحوّلات لا نلحظها

حازم صاغيّة/لبنان الآن

الاثنين 18 تشرين الأول 2010

- في 1977، حين عُقد ما عُرف بـ"خلوة سيّدة البير"، التي دعت إلى اعتماد "التعدّديّة" في لبنان، واعتبرت الفيدراليّة صيغتها المؤسّسيّة، تعرّضت تلك "التعدّديّة" إلى هجوم كاسح: فهي، كما قيل، تقسيميّة وصهيونيّة الإيحاء والهوى لا تهدف إلاّ إلى تقويض لبنان وعروبته. وأنا وحدي، وكنت يومها من حاملي هذا الوعي المغيّب، كتبت ما لا يقلّ عن عشر مقالات في جريدة "السفير"، أهجو فيها تلك التعدّديّة "الرقطاء".

لكنْ بعد أقلّ من عقد ونصف العقد، صارت "التعدّديّة" تعبيراً يكاد رفضه يرقى إلى عيب وفضيحة. حتّى عتاة الوعي القوميّ والتوتاليتاريّ صاروا يقولون إنّهم تعدّديّون!

-حتّى 2005، كان الكلام عن "وطن لبنانيّ" و"وطنيّة لبنانيّة" يُعتبر هرطقة "انعزاليّة". الآن، صارت اللبنانيّة، كهويّة سياسيّة ووطنيّة، أوسع رقعة وانتشاراً بلا قياس.

الذين صاروا يؤمنون بأنّ وجود الوطن والدولة شرط شارط لكلّ مطلب آخر زادوا بمئات الآلاف.

صحيح أنّ هذا الوعي ليس منزّهاً عن مقدّمات طائفيّة ومحرّكات مذهبيّة، إلاّ أنّه يبقى خطوة متقدّمة بقياس الوضع السابق، سيّما وأنّه يؤسّس لمساحة اشتراك أكبر بين اللبنانيّين.

-كان من غير المألوف الربط بين التقدّم وبين السلام في المنطقة. كان السائد هو ذاك الافتراض القياميّ والرؤيويّ من أنّنا لا نتقدّم إلاّ بعد أن نخوض حرباً مصيريّة لا تبقي ولا تذر! أي أنّنا، والحال هذه، نتقدّم كموتى وجثث.

الآن، تنامت واتّسعت رقعة القناعة بأنّ الخروج من الحروب شرط شارط للتقدّم، وأن السعي إلى خواتم سلميّة للنزاعات ليس نقصاً في "الرجولة" و"الكرامة".

-كان السائد أنّ الاشتراكيّة هي بديل كلّ نظام قائم يتّسم بنقص العدالة (وكلّ نظام في العالم يتّسم، إلى هذا الحدّ أو ذاك، بهذا النقص). بعد سقوط الاتّحاد السوفياتيّ وبلدان كتلته دفعة واحدة، مثل جبل من ورق، صار كلام كهذا يستدعي الشفقة حيال أصحابه. الكلام العلاجيّ اليوم بات أقرب إلى الإجرائيّة والتقنيّة، فيما الخلاف يدور حول طبيعة الرأسماليّة الأكثر نفعاً والأقلّ إجحافاً. فالشكّ بالرأسماليّة ذاتها غدا إلى الولدنة أقرب.

الآن، هناك أزمة ماليّة واقتصاديّة في العالم تعدّت أزمة 1929، ومع ذلك ليس ثمّة قوّة فاعلة وحيدة تتحدّث عن الاشتراكيّة السوفياتيّة، أو أيّ من أخواتها، بوصفها البديل.

هذه تحوّلات تحصل حولنا ولا نلاحظها. لكنّها، على رغم كلّ شيء، تحمل على قدر من الأمل ومن الثقة بأنّ العالم قد يفاجئنا بذكاء لا نتوقّعه. وربّما كنّا، في لبنان، بحاجة إلى جرعة تفاؤل إضافيّة، نحن الذين كادت زيارة أحمدي نجاد تقنعنا بأنّ العالم يسيّره اللا عقل، وأنّ المهديّ والمسيح سوف يأتيان قريباً، لا محالة، لتحرير فلسطين

 

دخول اميركا وايران ينعش س- س

علي الامين -البلد

الاثنين 18 تشرين الأول 2010

يبقى العراق اليوم درة تاج المنطقة، وعصب اشتعالها الملتهب، ومعبر استقرارها. أما بعد، فإنّ الرئيس بشار الاسد في الرياض، في زيارة هدفها محاولة استعادة اوراق التوازن الذي أخلّت به زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان. هكذا يذهب الاسد الى العاهل السعودي في خطوة تبدو مواكبة لاحداث شتى ليس لبنان جوهرها، وان كان مسرح تداعياتها. فاسرائيل متمادية في اطفاﺀ اي بارقة امل لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وهناك محاولات استنقاذ حكومة عراقية جديدة، والى ذلك ثمة استدراك سوري يهدف الى اعادة ترتيب احوال المظلة السورية – السعودية، بعدما بدا انها قابلة للاختراق، بل الاحتراق، مع تقدم ايران خطوة كادت تكشف وهن هذه المظلة وهشاشتها.

وتأتي الزيارة بعد ايام قليلة على تبدل ذي دلالة كبيرة في ادارة عملية صناعة القرار السعودي، وهو عودة مستشار الامن القومي بندر بن سلطان الى واجهة هذه الادارة بعد، اقصاﺀ ما يدفع دمشق الى تلمس مدى (الانتفاضة السعودية) على خط العلاقة مع سورية، ومدى ارتباطها بحراك اميركي كانت زيارة الرئيس أحمدي نجاد ايذانا باطلاقه، إن بسلسلة مواقف معلنة من مواقع عليا في الادارة الاميركية، أو برسائل من واشنطن حملها حلفاﺀ دمشق في انقرة الى الرئيس الاسد، عنوانها: التوازن خط احمر، والحرب مسؤولية تتحمل دمشق تبعاتها.

لذا ومواكبة لزيارة الاسد، فإنّ حامل ملف لبنان في الادارة الاميركية، نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان، قد زار بيروت امس بعدما سبق الاسد الى الرياض. وهي زيارة بدت، في ما رشح عنها، تأكيد على ان واشنطن لم تزل تولي هذا البلد اهتماما، وان لم تكن الزيارة على جدول اعمال فيلتمان. فهي تؤكد في المقابل ان الترابط في ملفات المنطقة بات وثيقا، وما يعد في العراق، بغرف الدول الفاعلة فيه، ليس لبنان في منأى عن نتائجه.

وكما ان الرسالة التي تحملها عودة بندر بن سلطان (اقصاؤه كان مدخلا من مداخل إطلاق عجلة التفاهم السوري – السعودي قبل عامين تقريبا) فإن عودته تثير تساؤلات حول مدى التغيير الذي طرأ في الرياض ومدى حدود هذه الانتفاضة وتأثيرها في مسار السياسة الخارجية السعودية، ودمشق اول من يتحسسها.

إذا فيلتمان في بيروت لا ينافس الرئيس الايراني، ولن يلجم الامتداد الاقليمي في لبنان، بل يدخل من باب القلق الذي اثارته زيارة أحمدي نجاد، ومن بوابة الغموض الذي يحيط باستقرار لبنان، ومن مناخات الفتنة التي راجت في الشارع مغلفة بعنوان "المحكمة الدولية".

يدخل فيلتمان الى لبنان من بوابة "الوسط" الذي يمثله رئيس الجمهورية بقوة، ووليد جنبلاط نسبيا الذي يكاد ينقل كل عتاده نحو ضفة 8 آذار. الرسالة الاميركية وصلت الى آخر ملامح التوازن في البلد، في محاولة لشد ازرها واعطاﺀ دفع سياسي ومعنوي يعيدان الاعتبار إلى توازن راح يتلاشى، مقابل فكرة الحرب.

فالرئيس ميشال سليمان لم يكن في برجه العاجي، وهو يشهد على زيارة الرئيس احمدي نجاد، وكان يتلمس كيف ان موقعه بات يهتز على ايقاع تحولات قد تدفع بالبلد الى حضن اقليمي في مواجهة آخر، وبالتالي تفرض عليه اما التخلي عن لعبة التوازن التي جعلته حاضرا، او الانكفاﺀ باتجاهات لن توفر له موقعا او مكانة تفترضها رئاسة الجمهوربة في حدها الادنى.

والمحكمة الدولية التي لامس التشكيك بها، في زيارته الاخيرة الى نيويورك، عاد اليوم الى تلمس مخاطر ان تقوض، هي أو القرار الظني، كوسيلة لاشعال الفتنة. اذ يتلمس الرئيس، كما ينقل عنه زواره، انهماكا بإيجاد مخارج تتجاوز خيار طمر القرار الظني، او التسليم بما يتضمنه او يفرضه.

الرئيس بشار الاسد في الرياض والمحكمة الدولية وقرارها الظني مسبوقان بتشدد اميركي في دعم مساراتهما، والعراق على اهبة تقاسم الحصص في حكومة مرتجاة، وايران في قلب الحدث، وواشنطن تترصده في أكثر من بلد. لبنان لم ولن يصل الى نهاية الخطّ الأحمر. وترجرجه بين الحرب أو التسوية ما زال هو هو، بانتظار تطورات اقليمية ومعطيات بورصية (من كلمة "بورصة)" قابلة للتغير كل ساعة وليس كل يوم فقط. لكنّ بورصة نهاية الأسبوع أقفلت على توجه سوري الى السعودية، بعد الإعلان الايراني عن نقل حصانها اللبناني الى مرحلة متقدمة، حتى على سورية، في ما يبدو أنّه عنوان ليس لإعادة اصطفاف في المنطقة، بل لتحسين شروط اللاعبين فيها.

 

لبنان والنكران

جميل الذيابي (الحياة)

الاثنين 18 تشرين الأول 2010

يتساءل البعض، لماذا تهتم الحكومة السعودية بالأوضاع في لبنان أكثر مما تهتم بها في العراق أو اليمن أو السودان؟! ولماذا تغدق على لبنان كل هذه المساعدات والمعونات والهبات أكثر من أي بلد آخر، على رغم صغر مساحته ومحدودية إمكاناته ونكران بعض أهله لجهودها المتواصلة الرامية لإحلال الوئام والسلام؟! في «إيلاف» كتب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود صالح الخثلان مقالة بعنوان «لبنان: حان وقت تغيير اتجاه البوصلة»، موضحاً فيها أن المملكة تعيش نهضة داخلية ما يتطلب مزيداً من الجهد والتركيز، والاهتمام ببعض القضايا الإقليمية والدولية لكون الاهتمام بالموضوع اللبناني يشغل القيادة ويصرف الطاقات عن الجهود التنموية الكبيرة، وينعكس سلباً على ما هو أهم في علاقاتنا الخارجية. ثم دعا الخثلان في ختام مقالته إلى وضع لبنان في حجمه الصحيح وصرف الجهد الديبلوماسي السعودي إلى ما هو أهم بدلاً من تبديده في الموضوع اللبناني.

لا يمكن مقارنة ما تقدمه السعودية للبنان بما تقدمه إيران أو غيرها من بقية البلدان سواء العربية أم الغربية، بدءاً من مساعيها «الناجحة» بإنهاء الصراع اللبناني في مؤتمر الطائف بعد حرب أهلية طاحنة، الذي بات المرجعية النهائية التي يستند إليها اللبنانيون. كما أن الجهود السعودية لم تتوقف عن لبنان، إذ عقد الملك عبدالله بن عبدالعزيز قمة ثلاثية في بيروت في أواخر تموز (يوليو) الماضي، بحضور الرئيس السوري والرئيس اللبناني لتعزيز الوفاق الوطني ودعم الاستقرار الداخلي، وتشجيع نهج التهدئة والحوار والوحدة الوطنية للحفاظ على استقرار البلاد ودرء الأخطار.

أما في جانب الدعم المادي واللوجستي، فالسعودية تُعد أكبر داعم للبنان، ولم يشهد أن دعمت طائفة ضد أخرى. وفي إطار الحملة السعودية لإعادة إعمار لبنان، قدمت بلايين الدولارات كهبات ومساعدات، وتبنت إعمار 220 قرية من أصل 323 قرية متضررة في مختلف المناطق اللبنانية، منها 167 قرية في الجنوب. وإعادة إعمار وترميم 54737 وحدة سكنية متضررة. وقدمت منحة بقيمة 100 مليون دولار مخصصة لتجهيز الجيش وقوى الأمن الداخلي و12 مليون دولار لمساعدة أهالي مخيم نهر البارد، ومبلغ 100 مليون دولار كهبة، وبليون دولار على شكل قروض ميسرة لتمويل مشاريع إنمائية وذلك خلال مؤتمر باريس. إضافة إلى دفع الرسوم المدرسية والكتب في المدارس الرسمية عن جميع التلاميذ اللبنانيين وإيداع مبلغ بليون دولار في مصرف لبنان خلال آب (أغسطس) 2006 لدعم الاستقرار النقدي في البلاد، إضافة إلى إيداعات كبيرة سابقة في المصرف.

ما لفت النظر، تحول لبنان خلال زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى «تظاهرة للشعارات الإيرانية واللغة الفارسية»، حتى شكَّ كل من شاهد الصور التلفزيونية المنقولة من مطار رفيق الحريري والضاحية الجنوبية والجنوب أن لبنان تحول إلى «محمية» إيرانية، وان نجاد قد «ملك لبنان» أو استعمرها، إذ لقي استقبالاً شعبياً ضخماً من جمهور «حزب الله» وحركة «أمل» وحلفائهما، لم يسبق لأي زائر أن يجده حتى في بلاده، حتى إن الحلفاء والفرقاء اللبنانيين التقوا جميعاً على طاولة نجاد «البيروتية»، وأبرزوا الابتسامات وتناسوا الاختلافات.

خلال الأشهر الثلاثة الماضية هناك تبدلات في المواقف ومناورات سياسية وتحركات ديبلوماسية واسعة محورها لبنان والعراق. هناك زيارات متبادلة بين نجاد والرئيس السوري. هناك تفاهمات سرية بين واشنطن وطهران نتج عنه التوافق لدعم نوري المالكي الموالي لإيران. وهناك أصوات لبنانية في المعارضة ترفع الصوت ضد الدور السعودي والمصالحة اللبنانية وتثير الخلافات وتنتظر لحظة للانقلاب، وتدعي انها تحظى بغطاء وتأييد من دمشق.

لبنان ليس دولة جارة للسعودية، وعلى الخريطة الجغرافية فالمملكة تمتلك أطول حدود مع اليمن بنحو 1470 كلم تقريباً، وثاني أطول حدود مع العراق بـ 814 كلم، ويفصل بينها وبين السودان البحر الأحمر على حدودها الغربية. لذلك فإن أي تأثيرات مباشرة لن تكون عبر لبنان وانما من الحدود الجنوبية والشمالية للسعودية (اليمن والعراق)، مع عدم التقليل من أي مشكلات تحاول ان تفتعلها إيران داخل دول الخليج.

خلال العقود الماضية عملت السعودية لما فيه مصلحة لبنان كبلد عربي شركاء فيه كل اللبنانيين، لكن مع بقاء النزاع بين الفرقاء ورغبة «زعماء الحروب» في استمرار التجاذبات الاقليمية والتوتر بين الطوائف والتيارات اللبنانية لمصالحهم الشخصية لا مصلحة البلاد فإن ذلك يستنزف الجهود والطاقات السعودية ويبددها ويصرفها عن ما هو أهم من ملفات إقليمية تمس أمن المملكة ومصالحها مباشرة وتؤثر في شقيقاتها من دول الخليج، خصوصاً في ظل تنامي القلق من سوء الأوضاع في العراق واليمن واستمرار التعنت الإيراني بشأن برنامجه النووي وتبنيه لسياسة «توسعية».

اعتقد ان بعد كل تلك المساعدات والمعونات والهبات الكثيرة والكبيرة والجهود الديبلوماسية السعودية المستمرة لبناء لبنان ومساعدة أهله وما تقابله تجاه ذلك الجميل من نكران وتخوين للنيات وتوتير للعلاقات، ان الأمر يستحق التوقف للتأمل والمشاهدة «المركزة» لتوجيه الجهود السعودية نحو مصالح إقليمية ودولية أهم ودراسة الملفات الراهنة الأكثر أهمية من لبنان، خصوصاً في ظل ما تمر به بعض دول الجوار كالعراق واليمن والسودان من أزمات تأثيرها مباشر على أمننا واستقرارنا وحدودنا.

 

أحمدي نجاد في لبنان... «خوش زيارة»!

الإثنين, 18 أكتوبر 2010

جورج سمعان/الحياة

جاء الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى لبنان ليقول ببساطة إن إيران حاضرة هنا في هذا البلد، وحاضرة هناك بمحاذاة الحدود مع إسرائيل. أطلق من قصر بعبدا والضاحية الجنوبية لبيروت ومن الجنوب ما تعوّد إطلاقه في الموضوعين اللبناني الداخلي والإقليمي والدولي، في طهران وخارجها. لا جديد إذاً. ولا الزيارة تنذر بأن الحرب في المنطقة أو على لبنان باتت وشيكة. أو بأن الفتنة بين اللبنانيين باتت أقرب من هذه أيضاً. «الستاتوكو» أو حال «اللاحرب واللاسلم» في المنطقة هو الراجح الثابت حتى الآن. وزيارة الرئيس الإيراني لبلاد الأرز لن تغير في هذا «الستاتيكو» كما يخشى كثيرون.

أهمية الزيارة أنها جاءت في سياق سياسي مفصلي، سواء في لبنان أو العراق أو فلسطين، فضلاً عن الملف النووي الإيراني عشية الاستعداد لجولة محادثات جديدة بين الجمهورية الاسلامية والدول الست منتصف الشهر المقبل. اللحظة هذه هي ما أعطت الزيارة دلالات وكذلك تكرار المواقف. وهذه المرة من لبنان، الموقع الخاص ذي الدلالات، وليس أقلها أنه شكل طوال العقود الماضية «الساحة» الرئيسة للصراعات الدولية والإقليمية في الطريق إلى التسويات، أو الحرب الشاملة.

جاء الرئيس الإيراني إلى لبنان ليطل من بنت جبيل على الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية والأميركيين ويبلغهم أن التسوية لن تمر، وأن له حضوراً وكلمة وموقعاً، وليجدد التمسك بالمقاومة. كما لو أنه يواصل اندفاعته من بغداد بعدما رسم خريطة طريق للحكومة الجديدة بترجيح كفّته في العراق. وهو من بيروت أيضاً يرسم حدوداً جديدة أكثر وضوحاً للعبة، في لبنان والإقليم، وما على الآخرين سوى إعادة النظر في تموضعهم وإعادة خلط أوراقهم وتصويب مواقفهم. أراد القول إن موضوع سلاح المقاومة لم يعد شأناً يقرره أهل لبنان وحدهم – وهم أصلاً عاجزون عن ذلك – بل هو شأن إيراني. أي بات جزءاً من المنظومة الإيرانية في صراعها مع الغرب، وجزءاً من ميزان القوى الإقليمي.

شدّ الرئيس الإيراني هنا عقدة الربط بين وضع لبنان وأوضاع المنطقة. لم يكن «حزب الله» بالطبع يحتاج إلى عون عاجل من طهران. لديه فائض من القوة وشبكة واسعة من الحلفاء. أي أن الزيارة لن تعدّل في ميزان القوى اللبناني الداخلي، بقدر ما أكدت مجدداً أن المقاومة عنصر وازن في ميزان القوى الإقليمي. إنها رأس الحربة في «جبهة مقاومة الشعوب» التي تشمل لبنان وفلسطين وسورية وتركيا والعراق فضلاً عن الجمهورية الاسلامية، على ما أعلن أحمدي نجاد. إنها شبكة أمان وتعزيز لحضور المقاومة في لحظة سياسية صعبة تجتازها هذه الأيام، أكثر منها دعوة إلى استئناف القتال في جنوب لبنان. فالزائر لم يطلق من بنت جبيل ما يعني إعادة فتح الجبهة، أي تجاوز منطوق القرار 1701 أو الاعتراض على انتشار القوات الدولية التي تحرس الحدود.

ولئن أنذر الرئيس أحمدي نجاد بأن إسرائيل إلى زوال، فإن «المقاومة الشعبية» لن تزحف غداً. ولا خوف من حرب على الأبواب. فالمقاومة لم تنتظم صفوفاً في أي من البلدان خارج لبنان، وقد لا تنتظم. فتركيا لا تزال تتمسك بالمسيرة السلمية في المنطقة. لا تريد حرباً في فلسطين ولا تريد حرباً بين الجمهورية الاسلامية وخصومها. ومثلها سورية تتمسك بالحل العادل والشامل، وترغب في المفاوضات ولكن عبر الوسيط التركي. أي أنها تنتظر عملياً عودة التفاهم بين أنقرة وتل أبيب، وإن كان يعني هذا الشرط أنها ليست راغبة حالياً في التفاوض مع بنيامين نتانياهو. أما العراق فقصة أخرى، ويكفيه ما يكفيه من احتراب بين جماعاته ومكوناته، وهو خارج المعادلة إلى حين والمرجح أن يبقى كذلك. فضلاً عن ان المرشحين للمقاومة في هذا البلد هادنوا ويهادنون الأميركيين! وفلسطين نصفها إلى الطاولة يفاوض ونصفها الآخر يبحث عمن يفاوضه... ما دامت الخيارات محدودة. إضافة إلى كل ذلك، تستعد طهران لجولة جديدة من المفاوضات مع الدول الست حول ملفها النووي منتصف الشهر المقبل... أكثر من استعدادها لشحذ آلة الحرب واستنهاض «المقاومة».

عززت زيارة الرئيس أحمدي نجاد موقع «حزب الله» في هذه اللحظة السياسية الحرجة، لكنها في الوقت نفسه ضاعفت مخاوف شركائه في الوطن، أو خصومه. صحيح أن اللبنانيين الذين يقفون على حد الفتنة توافقوا على الهدنة لتمرير الزيارة في أجواء هادئة، لكن المأزق القائم سيدفعهم إلى المناوشات مجدداً، وإلى إعادة النظر في كثير من الحسابات. وإذا كان الزائر الإيراني نأى بنفسه علناً على الأقل عن الخلافات الداخلية، خصوصاً موضوع المحكمة الدولية، فإن دعوته اللبنانيين إلى التمسك بوحدتهم، هي رديف دعوته إلى المحافظة على المقاومة، رأس الحربة في مشروع الممانعة ومناهضة المشاريع الأميركية والاسرائيلية. ألا يعني ذلك وقوفه إلى جانبها في الدعوة إلى ضرب المحكمة؟ أم أنه يريد القول إن طهران هنا شريك في الحل؟ لم يرشح من نتائج الزيارة أن الرئيس الإيراني طرح تسوية أو صيغة تخرج لبنان من المأزق الراهن، بل زاد المخاوف من وضعه لبنان في صدارة «جبهة مقاومة الشعوب»، وهو ما لا طاقة للبنانيين على حمله. هل غاب عن البال تاريخ الحروب التي دمرت لبنان بين من يريدون تحويله منطلقاً لتحرير فلسطين والذين ينادون تارة بحياده وطوراً ببقائه في صف الإجماع العربي و «العمل العربي المشترك»؟ من هنا إن وضع لبنان في مقدم هذه المقاومة الإقليمية يجعله بعيداً من الجبهة الأخرى التي يمثلها شبه الإجماع في الجامعة العربية التي لا تزال تسير في ركاب التسوية والحلول السلمية والمبادرة العربية.

وإذا كان الرئيس أحمدي نجاد لاقى ويلاقي سورية في الحفاظ على المقاومة وحمايتها، إلا أنه قد يكون حرك فيها بعض ما لا يرقى إلى حد التعارض أو الاختلاف وهز التحالف الاستراتيجي بين البلدين. بالطبع ليس سهلاً القول إن دور طهران في لبنان بات أكبر من دور دمشق (حتى وإن لاحظ بعضهم غياب الإشارة إلى سورية في خطب الرئيس الإيراني). فسورية لا يمكن أن تقبل بغير الموقع الأول في البلد الصغير. وإذا بدا أن للآخرين طموحاً بالمنافسة، فإن تجربة «قوة الردع العربية» التي انتشرت في لبنان بعد حرب السنتين (عامي 1975 و1976) لا تزال ماثلة. يومها انتهى التدخل العربي تسليماً لسورية بكل البلد. وتكرس ذلك لاحقاً برضا أميركي عشية حرب تحرير الكويت.

وإذا كانت دمشق ماشت بالأمس طهران وواشنطن في اختيار المالكي بدلاً من غريمه إياد علاوي، فلأنها تدرك أن ما لإيران في العراق أكثر مما لها. علماً أنها قادرة على إعاقة الحكم في هذا البلد إذا تبدى لها لحظة أن ثمة ما يهدد مصالحها. وهي في أي حال دفعت المالكي عندما زارها إلى «الانقلاب» على كل ما أعلنه ضدها في السابق وقطع لها وعوداً وتعهدات. تماماً كما تريد من سعد الحريري «انقلاباً» مماثلاً سواء عبر مذكرات التوقيف لفريق عمله أو عبر السعي إلى إلغاء المحكمة الدولية!

أبعد من هذا: إذا كان بعض لبنان يعترض على حصر المقاومة قرار الحرب بيدها، فهل ترضى سورية بألا تكون لها الكلمة الفصل في هذا القرار؟ ألم يكن هذا سبباً من أسباب الصراع في لبنان بين منظمة التحرير التي نادى زعيمها ياسر عرفات بـ «القرار الوطني الفلسطيني المستقل» من جهة، وسورية حافظ الأسد التي كانت تخشى أن يورطها مثل هذا القرار في حرب لا تريدها، هي التي تمسكت وتتمسك بأنها تختار «زمان المعركة ومكانها»؟

حملت زيارة الرئيس بشار الأسد الى الرياض يوم أمس الأول الكثير من الدلالات. إنها أشبه بتلك الزيارة التي قام بها قبل أشهر لأنقرة، غداة استقباله الرئيس أحمدي نجاد في دمشق حيث أطلق الوعيد والتهديد لإسرائيل والغرب. كأن الرئيس السوري يود الوقوف على مسافة محددة من طهران! ولعل أبرز الدلالات من زيارته الرياض أن سورية التي لا تساوم على تحالفها مع الجمهورية الاسلامية، لا تقبل في المقابل بمحاولات كسر تفاهمها مع المملكة العربية السعودية أو إبعادها منها. وهو تفاهم يشمل العراق كما لبنان. لذلك تحرص دمشق في كل مرة على تبديد الكثير من الأسئلة التي يثيرها الرئيس أحمدي نجاد في جولاته أو مواقفه. وإذا كانت سورية تشعر بأنها معنية بالعراق، فإن لبنان يظل يحظى بالأولوية ومثله فلسطين. وإذا كانت تعوّض بعلاقاتها مع تركيا بعض ما كان لها في العلاقة مع مصر، فإنها لا يمكن أن تجازف بالعلاقة مع المملكة. هل ينجلي غبار الزيارتين عن تفاهم ثلاثي يجنّب لبنان حكم القضاء والقدر ويبعد منه كأس الفتنة والقرار الظني وتبعاتهما. إذا تحقق المرجو، تكون زيارة أحمدي نجاد للبنان «خوش زيارة»!

 

التوسع في تصدير «الثورة» الإيرانية!

الإثنين, 18 أكتوبر 2010

بصيرة الداود *الحياة

عندما شغل علي أكبر ولايتي منصب وزير الخارجية في إيران قال عبارته الشهيرة والصريحة: «إن ساحلنا الجنوبي والخليج ومضيق هرمز وعجمان هي حدودنا الاستراتيجية الأكثر أهمية. وإن هذه المنطقة حيوية بالنسبة إلينا ولا يمكن أن نكون لا مبالين حيالها». ذكرت مراراً أن قوة إيران في سياستها الخارجية وليست الداخلية، كون الجغرافيا السياسية لإيران هي التي تنعكس آثارها على صنع قراراتها الخارجية. ولكن ماذا لو بحثنا في تأثير التاريخ على صانع القرار السياسي في إيران؟

من المعروف أن التاريخ العربي والفارسي تداخلت حلقاته عبر التاريخ قبل وبعد ظهور الإسلام، وهذا التداخل أثر إيجاباً وسلباً على العلاقات العربية - الفارسية، في حين نشأ نوع من التفاعل والتبادل الحضاري بين العرب والفرس في منطقة الخليج العربي عبر التاريخ فأثرت العلاقات بينهم وتبلورت إلى حد التقارب بين بعضهم بعضاً في العادات والتقاليد والاختلاط من طريق المصاهرة الاجتماعية منذ العصر العباسي الأول، إلا أن تلك العلاقات أثرت سلباً زمن الدولة العثمانية، خصوصاً عندما حكمت العراق الدولة الصفوية التي أبقت الصراع بين العثمانيين والفرس ما يزيد على قرنين من عمر التاريخ الحديث، ولأسباب سياسية ودينية «مذهبية» يأتي في مقدمها تشكيل الدولتين العثمانية والصفوية الفارسية كقوتين إقليميتين في تلك المرحلة من القرن السادس عشر الميلادي، ولكل منهما مشروع سياسي وعقائدي مذهبي، بحيث كان الصفويون يحاولون مد نفوذهم إلى بعض المناطق العراقية كلما سنحت لهم الفرصة بعد هزيمتهم أمام العثمانيين، أو يضعون أيديهم على البحرين، فيبادر العثمانيون الى شن هجوم مضاد يدخلون من خلاله إلى عمق المدن الإيرانية.

ومنذ عهد شاه إيران السابق كان للتاريخ أثره الفاعل في صنع القرار بالنسبة الى السياسة الخارجية في إيران، فعلى رغم ثبات سياستها في عهده، خصوصاً في ما يتعلق بتأكيده على أحقية إيران في البحرين ومعارضته عام 1958 اتفاقية الحدود بين السعودية والبحرين والتهديد بانسحاب إيران من أية منظمة دولية تضم البحرين، إلا أن سياسة شاه إيران الخارجية الثابتة بدأت تتغير بعد ذلك خصوصاً بعد اتفاقية بريطانيا مع إيران وتدخلها في مسألة البحرين، والتي سمحت من خلالها بأن تتاح للشعب البحريني حرية الاستفتاء على تقرير مصيره والذي انتهت نتائجه لمصلحة تأييد البحرينيين للاستقلال، ووقّعت إيران على إثر ذلك اتفاقات مع كل من قطر والكويت عام 1969-1970، وأجبر بعدها الشاه محمد رضا بهلوي على الاعتراف بالبحرين كدولة مستقلة في الوقت نفسه الذي صرح فيه آية الله صادق روحاني برفضه لهذا الاعتراف واعتزامه قيادة حركة «ثورية» من أجل استعادة الأرض المسلوبة التي تخلّى عنها الشاه بكل بساطة بحسب زعمه.

وعلى رغم معارضة بعض الملالي في إيران منذ تلك الفترة لتصريحات روحاني، ومساندة البعض الآخر لها، إلا أن ذلك كشف ومنذ تلك الفترة التاريخية عن نيات الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول علاقاتها السياسية مع دول الجوار وخصوصاً البحرين والإمارات العربية المتحدة.

وبعد سقوط بغداد عام 2003 سنحت الفرصة التاريخية مرة أخرى للتوسّع الإيراني في المنطقة عبر بوابتها الشرقية، فبعد تثبيت سياستها في العراق تحاول جاهدة الحصول على دعم إقليمي ودولي لتعزيز طموحاتها التوسّعية في عالمنا العربي والإسلامي، فنجحت في عقد اتفاقات مع سورية والولايات المتحدة الأميركية في ما يتعلق بتدخلها لإدارة شؤون العراق عبر الموالين والخاضعين لأوامرها السياسية ممن حكموا العراق ولا يزالون تحت مظلة الاحتلال الأميركي - البريطاني ودعم نفوذ السياسة الخارجية في إيران، كما تحاول سياسة إيران الخارجية التدخل في شؤون لبنان بعد نجاح سياستها في العراق، وذلك من خلال دور «حزب الله» الموالي لطهران وأحد أهم وأقوى أجنحة سياستها الخارجية والعسكرية في المنطقة، والذي لا يرغب في أن يرى لبنان مستقراً إلا إذا أعطي له حق الكلمة الفصل في إدارة شؤونه خصوصاً بعد انتهاء الحرب اللبنانية مع إسرائيل عام 2006.

إن إيران اليوم قد أعدت مسرحها السياسي والعقائدي والمذهبي والإعلامي من أجل أن تعزز طموحها التوسّعي وتكون اللاعب الرئيس والمحرك لشؤون المنطقة، وهذا ما يشكّل خطورة على الوضع الخليجي والإقليمي والعربي برمته، كون إيران لا تنطلق فقط من منطلقات سياسية بحتة، وإنما من منطلقات تاريخية عقائدية دينية ومذهبية، الأمر الذي بدأ يؤثر سلباً في بعض العلاقات السياسية بين إيران وبعض الدول المجاورة لها خليجياً، وعلى العلاقات الإيرانية مع الدول العربية من جهة أخرى.

وعلى رغم نجاح سياسة إيران الخارجية التوسّعية لكنها لا تزال على مستوى السياسة الداخلية لمجتمعها قاصرة عن تحقيق وتلبية متطلبات الشعب الإيراني، فهي تحرم الأقليات القومية من تحقيق مطالبها في الحصول على قدر من الحرية في إدارة شؤونها الذاتية، الأمر الذي لا يزال يجعل من هذه القضية داخل إيران وقوداً جاهزاً للاستعمال عند اندلاع الصراع السياسي بين التيارات المختلفة فيها.

عند القراءة التاريخية التحليلية والنقدية لدستور إيران كجمهورية «إسلامية» نلحظ فيه على الفور أهم بنوده الذي يحرم من خلاله المسلمين السنّة من أكراد وتركمان وعرب وغيرهم حقهم المشروع في رئاسة الدولة، واشترط الدستور على من يتولى رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية «أن يكون من أصل إيراني ويحمل الجنسية الإيرانية، ويكون مؤمناً ومعتقداً بمبادئ جمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد».

وهنا أتوقف لأطرح هذا السؤال التاريخي على طاولة صناع القرار في إيران:

كيف تقيم دولة ما شرعيتها على أساس ديني، وتطمح إلى تقديم نموذج «إسلامي» قابل للتصدير والتوسّع في المحيط الخارجي الأوسع منها والذي يخالفها من الناحية الدينية مذهبياً، وتعجز في الوقت نفسه عن التوفيق بين هويتها التي يحددها الدستور لرئيس الدولة بأن يكون من أصل إيراني وبين تحديد هويتها الشيعية المذهب كأحد أهم خصوصياتها التي تميزها كدولة «إسلامية»؟!

إن القضايا الاجتماعية الداخلية لكل دولة تبقى في رأيي المحرك الأساسي لقلب الأوضاع وتغييرها نحو الأفضل. فالثورات والانقلابات عبر التاريخ كان ولا يزال للقضايا الاجتماعية الدور الكبير فيها نحو التغيير، وإذا كانت الثورات والانقلابات عبر التاريخ الحديث عسكرية ودموية، فهناك ثورات وانقلابات بيضاء من الأفضل أن يشهدها تاريخنا المعاصر بين فترة وأخرى، وأعني بها الثورات الإصلاحية التي تخدم المجتمعات العربية وتبطل مفعول الأطماع التوسّعية.

* أكاديمية سعودية.

 

باريس تتوقع من بري دوراً وسطياً: المحكمة الدولية لا تلغى بمجرد طلب

الإثنين, 18 أكتوبر 2010

باريس - رندة تقي الدين/الحياة

يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره اللبناني ميشال سليمان في مدينة مونترو السويسرية يوم السبت المقبل، على هامش القمة الفرانكوفونية، ويتناول معه الوضع في لبنان قبل بضعة ايام من لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي يصل الى العاصمة الفرنسية في 26 الجاري في زيارة رسمية تلبية لدعوة ساركوزي.

وأوضحت مصادر فرنسية مطلعة ان باريس استاءت من تصريحات رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون الذي انتقد فرنسا قائلاً «ليتها تعود الى ما مضى»، مؤكدة خيبتها من مثل هذه المواقف.

الى ذلك، تولي فرنسا اهمية لزيارة بري «لكونه يرأس مؤسسة ديموقراطية وهي البرلمان وتريد الأوساط الفرنسية التحدث في هذا الإطار لأن بري حرص على ان يمثل رؤية «الوسط» فهو ليس لديه قوى مسلحة ولكنه اتخذ دائماً دوراً اذ حرص على ألا تكون المواجهة بلغة القوة، وقدّم نفسه كالسياسي الذي تلجأ إليه القوى المتنازعة، لذا عليه في نظر باريس ألا يفعل مثلما قام به قبل اتفاق الدوحة عندما اخذ مفتاح البرلمان وكانت الأزمة المؤسساتية، مسبباً بذلك اعاقة اي قرار. والآن ترى باريس انه ينبغي ان يلعب دوره الوسطي وألا يكون في المعارضة ويسحب وزراءه من الحكومة، إذا لم يكن هناك مناقشة حول شهود الزور لأنه يخرج من دوره الوسطي. وباريس تريد التحدث مع الرجل الذي يعمل من اجل التسوية وهو في مركز أساسي إذ لديه المفتاح على الصعيد المؤسساتي، إضافة الى ان المنطق وروح المؤسسة التي يرأسها عليهما ان يقوداه الى البحث عن الوفاق والتسوية».

ومن المتوقع ان تبلغ باريس بري ما قالته خلال اتصالاتها الأخيرة التي أجرتها مع مسؤولي دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية: السعودية وقطر والإمارات والكويت ومصر وسورية، عن موقفها من المحكمة «لتوعيتهم بمسؤولياتهم أمام القرارات الدولية؛ ويتلخص هذا الموقف بأن أولاً هذه المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري أُنشئت كي لا يفلت المجرمون من العقاب وكي لا تزيد الجرائم في لبنان وهذا العنصر الأخلاقي لإنشائها، فهي ايضاً في قانونها تمنع حدوث المزيد من الجرائم؛ وثانياً هناك قرار دولي صدر عن مجلس الأمن وليس فقط من الولايات المتحدة وفرنسا وهو قرار مسؤول عن تنفيذ عدالة دولية هي خارج سيطرة الدول وكانت منذ البداية النية ان تنشأ هذه العدالة من دون سيطرة الدول، والآن لا احد بإمكانه القيام بأي شيء بالنسبة للقرار الظني ولا بالنسبة للمحكمة».

وأضافت المصادر: «باريس ستقول ذلك لبري، إضافة الى التذكير بأن الحكومة اللبنانية منبثقة من انتخابات تشريعية وتمثل غالبية ربحت الانتخابات ولو انه في الإمكان اعتبار ان النائب وليد جنبلاط ومجموعته في الحكومة خرج من هذه الغالبية ولكن الأمر مفتوح للنقاش، فهذه الحكومة وافقت على بيان السياسة العامة وتأييد المحكمة. وليس لفرنسا ان تتدخل وتقول من المتهم، فمن قال ان حزب الله متهم؟ وستقول باريس ايضاً لبري ان لديه دوراً مهماً في لبنان وإذا اراد القيام به فينبغي ان يقوم به كمالك مفتاح مؤسسة البرلمان الديموقراطية حيث ينبغي العمل على الوفاق والتفاهم، والقول إما الحرب أو إزالة المحكمة فهذا غير مقبول لأنه قرار دولي».

وتابعت المصادر: «باريس تعتبر ان بإمكان بري وجنبلاط لعب دور من اجل التفاهم بين الأطراف في لبنان»، مبدية تخوفاً من «وضع على وشك الانفجار، وهوة وشديد التوتر». ورأت انه «عندما قال رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في صحيفة «الشرق الأوسط» ان اتهامه سورية كان سياسياً، كان ذلك ليقول ان ليس له ان يقول من المتهم، فعلى المحكمة ان تقول من المتهم، وكانت هذه رسالته، فربما كان هناك بعض الخطأ في الاستراتيجية لأنه اعتقد ان هنالك اختلافاً بين حزب الله وسورية ولكن كان له هامش للتحرك محدود مع تدخل قوى إقليمية حليفة، ولم ير ان سورية عادت كلياً الى سياستها الماضية في لبنان. لكن باريس تتفهم وتدعم الحريري بقوة على رغم بعض الخطأ في الحسابات، فهو رئيس غالبية انتخبت شرعياً وعملت على تشكيل حكومة وفاق تضم كل الأحزاب وحكومته معترف بها دولياً وتعطيلها بالتلويح بالحرب غير مقبول. وترى فرنسا في إصدار مذكرات التوقيف القضائية السورية تشدداً في موقفها ورغبة بقتل المحكمة الدولية».

ورأت المصادر انه «خلال سنتين بقيت سورية صامتة على المحكمة ثم استيقظت واعتبرت ان المحكمة تحولت الى خطر مجدداً لأنها اعتقدت في وقت معين ان المحكمة الدولية ماتت وأنها لن تصل الى اي نتيجة ثم منذ مقال الصحيفة الألمانية «در شبيغل» اعتقدوا انه لن يكون هناك اتهام لسورية وأنه سيتوجه الى مكان آخر».

واعتبرت المصادر ان «لا أحد يعرف من سيكون المتهم. وباريس تتساءل باستمرار حول سياسة سورية في لبنان على رغم انها حتى الآن لم تعد النظر بعلاقتها معها، ولكن هنالك اسئلة مطروحة بقوة إزاء نهجها، فهي قضية حساسة يجرى البحث فيها».

وتتوقع المصادر ان «الأحداث في لبنان والتطورات فيه ستفرض نفسها في اعادة التموضع في السياسة الفرنسية وتقييم موقف فرنسا إزاء دمشق حتى ولو ان الرئيس الفرنسي عين مبعوثه السفير جان كلود كوسران مسؤولاً عن المسار السوري - الإسرائيلي لأن باريس تطمح الى دور على هذا المسار ولكن هناك الكثير من التساؤلات لدى الأوساط المختلفة المعنية بصنع السياسة اليومية مع دمشق إزاء ما تقوم به في لبنان خصوصاً بالنسبة لما حصل اخيراً من مذكرات توقيف قضائية اعتبرتها باريس موجهة الى رئيس الحكومة سعد الحريري لحمله على قتل المحكمة. فهي مذكرات توقيف في نظر باريس من دون اساس وانتربول لن يأخذها في الاعتبار لأنها فارغة من اي اساس أو وثيقة قضائية لها قيمة.

وينبغي التذكير بأنه حتى لو قال الحريري انه يتنازل عن المحكمة فليس بإمكانه توقيفها وحتى لو بعثت الحكومة اللبنانية برسالة الى مجلس الأمن بأنها تريد إزالة المحكمة فهو قرار مجلس الأمن لا يمكن إلغاؤه إلا بقرار آخر من دول مجلس الأمن. وأما بالنسبة للتمويل فحتى لو رفض لبنان التمويل الذي يدفع 49 في المئة منه، يحق لرئيس المحكمة ان يوجه طلباً بالتمويل الى الأمين لعام لمجلس الأمن». أما عن توقع التطورات في لبنان فمراقبو الملف اللبناني في باريس في مختلف الأوساط يتخوفون من انفجار أمني أو من أزمة سياسية جديدة في الأشهر المقبلة أو الأسابيع المقبلة على رغم ان احداً لا يعرف متى سيصدر القرار الظني ومَن سيكون المتهم.

 

"اللقاء المستقل": لترجمة وعد عدم الفتنة على ارض الواقع

"حزب الله" امعن في تفرده بتنظيم استقبالات غيب خلالها رموز الدولة

وطنية - 18/10/2010 - عقد المكتب التنفيذي ل"اللقاء المستقل" في كسروان - الفتوح إجتماعه الدوري الأسبوعي قبل ظهر اليوم، في حضور نوفل ضو، ميشال ابي عبدالله، أنطوان بشارة، أنطون المير، الهام الجر، منصور مهنا، غسان دحداح ومروان أبو معشر. وبعد الاجتماع أصدر المجتمعون بيانا، شجبوا فيه، ما اعتبروه "استغلال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الدعوة الرسمية التي وجهها اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لزيارة لبنان من أجل الخروج عن الأصول والأعراف التي تنظم العلاقة بين الدول وتحكم تبادل الزيارات بين مسؤوليها وترسم حدود تعاطي الرئيس الضيف مع الدولة المضيفة شعبا ومؤسسات وخصوصيات ومواقف سياسية ووطنية والتزامات دولية".

واعتبروا ان الرئيس الايراني "تجاوز من خلال مشاركته في مهرجانين شعبيين دعا اليهما "حزب الله" وركوبه سيارة مكشوفة لاستعراض مستقبليه على طريق المطار، من دون حضور رئيس الجمهورية اللبنانية الى جانبه، أصول الضيافة والبروتوكول الذي يرعى مثل هذه المناسبات. كما تجاوز في الخطابين اللذين ألقاهما في الضاحية والجنوب المسلمات الميثاقية التي يقوم عليها الوفاق الوطني اللبناني وسجل تدخلا سافرا في الشؤون اللبنانية الداخلية من خلال محاولة تغليب رأي "حزب الله" الذي يدين له بالولاء، على رأي فئة أخرى ترفض إلحاق لبنان بسياسة المحاور الإقليمية التي تعمل لها إيران". واسف اللقاء ل"الخلل الذي طبع مظاهر استقبال الرئيس الإيراني لا سيما لناحية الصور التي رفعت وغابت عنها صورة الرئيس سليمان، ليقتصر ما رفع على الطرق واللوحات الإعلانية في بيروت والجنوب، وكأن لا دستور في لبنان ينص صراحة على أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن".

واعتبر ان "حزب الله" امعن في تفرده بتنظيم استقبالات شعبية غيب خلالها رموز الدولة اللبنانية ومؤسساتها، في تظهير صورته الموالية للدولة الإيرانية على حساب الدولة اللبنانية وشركائه فيها والمؤسسات الدستورية مما يشكل تهديدا للوفاق الوطني واستهدافا للعيش المشترك وقواعده".

وثمن "موقف رئيس الحكومة سعد الحريري الذي سارع خلال استقباله الرئيس الإيراني الى وضع النقاط على الحروف، رافضا إلحاق لبنان بالمحور الإيراني - التركي - السوري - الفلسطيني الذي تحدث عنه الرئيس الإيراني في خطابه في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومشددا على أن أحدا لم يفاتح الدولة اللبنانية ومسؤوليها بالانضمام الى هذا المحور، وعلى استحالة مثل هذا الانضمام لاعتبارات تتعلق بالقواعد الوفاقية الذي اعتمدها اللبنانيون، وبالتزامات لبنان العربية كعضو في جامعة الدول العربية يلتزم مقرراتها ومن بينها المبادرة العربية للسلام، وكعضو في الأمم المتحدة يلتزم قراراتها ولا سيما القرار 1701". واشاد ب"جرأة الرئيس الحريري وصراحته في تظهير الموقف اللبناني الرسمي الى الرئيس الإيراني، قاطعا عليه طريق المزايدات بقوله: إن لبنان يناصب اسرائيل العداء قبل الدولة الإيرانية نفسها، لكن هذه المواجهة تتطلب قدرات ومقومات اقتصادية وتنموية لا بد من تأمينها لضمان الصمود والقدرة على الاستمرار في المواجهة". وابدى ارتياحه "لما صدر عن قائد الجيش العماد جان قهوجي لناحية تأكيد عدم السماح بالفتنة الداخلية تحت أي ظرف من الظروف"، داعيا السلطات المعنية الى "العمل كل من موقعها ومسؤولياتها على ترجمة هذه الوعود على أرض الواقع بحيث يشعر المواطنون بالإطمئنان".

كما شجب "مضي المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع المنتهية ولايته في اغتصاب سلطة ليست له، وفي التعبير عن توجهات فئوية تعود الى زمن الوصاية التي أوصلت معظم أعضائه الى حيث هم، فيتدخل في عرض المؤسسة اللبنانية للارسال برنامجا بحجة نيله من السلم الأهلي، في وقت يغيب عن السمع عندما تعرض شاشات أخرى برامج وافلاما تمس القواعد والثوابت الإيمانية للمسيحيين، وتصريحات ومواقف تهدد الناس والسياسيين". وتساءل: "ما هو موقف المجلس المذكور مما ارتكبه اللواء المتقاعد جميل السيد في حق الإعلامي جورج صليبي وفريق عمله في محطة "نيو تي في" ليل الأحد؟ عندما منعه من بث شريط مصور يتضمن رأيا للنائب عقاب صقر، قبل أن تتم إهانة الإعلاميين بعد نهاية الحلقة على خلفية قيامهم بدورهم الإعلامي في ضمان التوازن وحفظ حق المشاهد في الإطلاع على كل جوانب القضية المطروحة".

 

حركة الناصريين الأحرارالمكتب الإعلامي الناصريون الأحرار يستنكرون محاولات التشويش على دور المملكة العربية السعودية

وبث شائعات حول مضمون القمة السعودية السورية

العجوز: المحكمة الدولية ليست ملكاً لعوائل الشهداء فقط ولن نقبل بالمساومة عليها استغرب رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار الدكتور زياد العجوز تعليقات بعض أطراف قوى الثامن من آذار حول مضمون المباحثات التي جرت بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد في القمة التي جمعتهما في الرياض والمتعلقة في الشأن اللبناني وبالأخص موضوع المحكمة الدولية في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

ورأى بأن هناك محاولات واضحة من تلك القوى للتشويش على دور المملكة العربية السعودية عبر بث شائعات بعيدة كل البعد عن المنطق والواقع ، حيث سمعنا أحدهم يقول بأن الرئيس الأسد أراد من زيارته للسعودية إبلاغ الملك عبدالله بن عبد العزيز بأن سوريا لم تعد تخشى أميركا والعدو الصهيوني وكأنه بذلك يعتبر السعودية صندوق بريد لهما، وقال آخر بأن القيادة السعودية قرأت جيداً زيارة الرئيس الإيراني الى لبنان وهي بالتالي ستعمل الى إلغاء المحكمة الدولية لعدم القدرة على مواجهة تداعياتها، ومصادر مسؤولة تابعة لنفس المحور الإيراني السوري بدأت تشيع بأن المملكة العربية السعودية ستفرض على الحريري العمل على تعطيل المحكمة الدولية وإلغاءها ، وغيرها وغيرها من إشاعات وأكاذيب تضليلية المراد منها النيل من مصداقية السياسة السعودية تجاه لبنان.

واعتبر العجوز أن إشاعة مثل تلك الأجواء تريد النيل من القيادة السعودية وتريد إظهارها بموقع المستسلم لنتائج زيارة الرئيس نجاد الذي أعطى دعماً كبيراً بشتى أشكاله لقوى ما تسمى المعارضة أي قوى الثامن من آذار .

 وتابع ، إننا في حركة الناصريين الأحرار نرى في زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى المملكة العربية السعودية وتزامنها مباشرة بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني الى لبنان مؤشراً لإعادة القيادة السورية لقراءة الواقع اللبناني بطريقة جديدة بعد أن كادت تلك القيادة أن تتخلى عن اتفاقاتها ووعودها للسعودية حول الملف اللبناني لمصلحة السياسة الإيرانية في المنطقة، إلا أن القيادة السورية شعرت بخطورة التمدد الإيراني الفارسي بشكل كبير في لبنان والذي إن تمادى قد يصل الى عمق وسيادة الأراضي السورية، وعليه سارع الرئيس السوري للقاء العاهل السعودي لإعادة إنعاش الإتفاق بين القيادتين ، لعلها تستطيع تدارك خطور التمدد الفارسي الذي يتسلل الى عمق الوطن العربي بأساليب وخطوات متسارعة، وإن استمرت لن ترحم أحداً.

وسخر العجوز من أحدهم الذي قال بأن كل من ينتقد زيارة نجاد الى لبنان يخدم العدو الصهيوني معتبراً إسلوب التخوين هذا لم يعد يجدي نفعاً، فلبنان بلد الحريات والديمقراطية ونحن من الأوائل الذين انتقدنا الزيارة بلهجتها ومضمونها وأهدافها ولا يستطيع أحد في هذا الكون أن ينظّر علينا أو يشكك بعروبتنا ووطنيتنا .

وأكد العجوز بأن المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ليست ملكاً أو مطلباً لعوائل الشهداء فقط بل هي ملك ومطلب كل شرفاء الوطن وأكثر من مليوني مواطن لبناني انتفضوا في 14 آذار من العام 2005 للمطالبة بالحقيقة، وبالتالي لا نصدق ولا يمكن أن نصدق بأن العاهل السعودي والرئيس سعد الحريري قد يساومون على موضوع هذه القضية الوطنية التي نريد من خلالها وقف الإغتيالات السياسية واستعادة الدولة اللبنانية لدورها ومكانتها القوية السيادية .

وأمام التهديد بخيار إلغاء المحكمة الدولية أو زعزعة الأمن والإستقرار في لبنان والتهويل بحرب أهلية، رأى العجوز بأن غض النظر عن كشف الحقيقة وتعطيل المحكمة الدولية هي التي ستكون الشرارة للفتنة الداخلية حيث لن يكتفي الفريق الإنقلابي بهذا التنازل بل سيطالب بالمزيد والمزيد الى أن ينال من كل شرفاء الوطن وهذا ما لم ولن نسمح له بأن يناله ويحققه أبداً .  بيروت 18-10-2010

 

الاجتماعات الخارجية لن تخلّص اللبنانيين"

عون: متعامل مع الخارج من يحمل البندقية ضد المقاومة

النهار/رأى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ان الحرب الأهلية اذا وقعت فلن تكون مذهبية مطمئناً الى ان لا وجود لأي فتنة. لكنه اتهم كل من يحمل البندقية ضد المقاومة بأنه متعامل مع الخارج. رعى عون تخريج طلاب من "التيار الوطني الحر" في الشهادة الثانوية العامة والبكالوريا الفنية في الملعب البلدي في غزير، في حضور عدد من نواب التكتل وكوادر وناشطين. وألقى كلمة اعتبر فيها ان "ثمة محاولات للتضليل والتعمية في الجامعات ستضع حدودا لاطلاعاتكم ونشاطاتكم، وثمة انظمة تمنع التكتلات في الجامعات لئلا يكون هناك مجموعة فاعلة سواء لمصلحة الطلاب داخل الجامعة، أو لتضليل قوة التغيير التي يمثلها الشباب الطالع، ولكي يجعلوا اصغاءكم محدودا مع المجموعات التي تتفاعلون معها، وأتمنى عليكم متابعة المسيرة معنا على صعيد الوطن".   

وتطرق الى المحكمة الدولية، قال: "اليوم لا يرضى البعض بالقضاء اللبناني، وان المسؤول عن القضاء المشكوك في نزاهته واستقلاليته هو من حكم لبنان منذ عشرين عاما، ونحن نسأل لماذا بلغ الدين هذا الحد؟ لأن هناك سرقة وصفقات، وهل من المعقول ألا يكون هناك حسابات في الدولة؟ ومن يدرس اصول المحاسبة سيعلم ان لبنان مسروق والحياة الطالبية في لبنان، الى جانب مسائل اخرى، مفقودة وتعيد لبنان الى الوراء".

وسأل: "هل من المعقول ان يكون هناك أمن خاص في قلب الدولة؟ ثمة شواذات كثيرة ترتكب وقسم كبير من المواطنين مضلل، ويجدد الثقة بجزارين. وثمة نوعان من الناس يقودان القطيع: احدهما يأخذه الى المسلخ وآخر يأخذه الى المرعى، ومنهم من سرق الشعب وامتص دمه".

ورأى "ان المذهبية هي غطاء لحرب اسرائيلية علينا، وتهدف الى تفكيك لبنان وترحيل فلسطينيي 1948 الى خارج اسرائيل، واذا كنا نتمتع بقوة الممانعة فلن يستطيع احد ان يفكك وطننا. نحن تخطينا الحال الطائفية فحولوها مذهبية".

وأضاف: "نحن اليوم نواجه ازمة والاجتماعات الخارجية لا تخلّص الشعب، وعلى طاولة الحوار نقول ما هو المرض الحقيقي. هم يقولون ان قرار الحرب والسلم لن يبقى في يد "حزب الله"، بل انه في يد اميركا واسرائيل، وفي كل مشكلة داخلية ينقلون قرار السلم والحرب الى "حزب الله"، ليقولوا ان لا قرار عند الدولة، نحن والمقاومة وبالوحدة الوطنية نستطيع ان ندافع عن انفسنا". وتوجه الى "العالم وكل الشرق الاوسط"، قائلاً: "نحن متحدون والحرب لن تكون مذهبية ولا وجود لأي فتنة. ومن يحمل البندقية ضد المقاومة فهو متعامل مع الخارج ضد المواطنين". ولفت الى ان "الاموال في الخزينة هي حقوقكم وامانة لكم لانفاقها لمصلحتكم على الاستشفاء والانماء والمدرسة، وثمة اموال صرفت من خارج الموازنة منذ اربعة اعوام ولم يستطيعوا ايجاد اي تبرير". وختم: "ويا للاسف، البعض يتحدث عن حرب مذهبية بين مجموعتين وليس عن خط سياسي، ومنهم من يجرؤ على الدفاع عن الشهود الزور وهي مسألة ضد كل وصايا الله والبشر والمعايير والتقاليد الاخلاقية في المجتمعات، ونحن نسأل لماذا يخاف هؤلاء من معاقبة شهود الزور؟ نحن اول من يريد الحقيقة واذا كان تشفيا وثأرا فهذا الامر مرفوض". وكان عون قام قبل الاحتفال، بزيارة تهنئة لمقر الرئاسة العامة للرهبانية المارونية في دير غزير، وعقد خلوة مع الرئيس العام للرهبانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، استمرت نحو ساعة، وناقشا خلالها تطورات سياسية ودينية.