المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 08 تشرين الثاني/2010

إنجيل القدّيس متّى 16/13-20

وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟». فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء». قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات». حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.

 

إنتصار بكركي على أبواب ... الجحيم اللبناني

 يقال نت/على جري العادة، سوف يتعرض الصرح البطريركي في بكركي وسيده لوابل من التهجمات على خلفية رعايته اللقاء المسيحي الموسع وحضوره ومباركة "النداء من أجل لبنان".الحملة المتوقعة - وظهرت بوادرها قبل ايام بكلام للنائب سليمان فرنجية- تهدف الى منع اللبنانيين من القراءة الدقيقة لما حصل، لأن ما حصل هو "انتصار" حقيقي لنهج بكركي وتاليا لمسيرة الإستقلال "المكربجة".أين تكمن أهمية حدث بكركي؟ للحدث مقدمات كثيرة، لا بد من التوقف عند أبرزها، وفق الآتي:

أولا، سبق أن تعرض البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لهجوم مسيحيي 8 آذار عموما والعماد ميشال عون خصوصا، وصل الى حد مراجعة الفاتيكان لتنحية البطريرك عن كرسي بكركي.

ثانيا، تجاوز العماد عون ، بدعم واضح من منظومة حزب الله وسوريا، البطريركية المارونية وخاطب، مباشرة، السينودوس الذي ترأسه البابا في الفاتيكان.

ثالثا، جرى إغراق بكركي بمطالب من أجل "تحييدها" عن الواجهة الوطنية، بحجة وحدة المسيحيين.

رابعا، جاء اللقاء المسيحي الموحد، غداة عودة البطريرك صفير من الفاتيكان، وتاليا فهو خطا خطوة في سياق نهج تدعمه عاصمة الكثلكة في العالم. ماذا يعني كل ذلك؟ ببساطة كلية، بعد الحملة التي تعرضت لها بكركي، رسخ البطريرك صفير موقعه الفاتيكان وأقنع مركز القرار في الفاتيكان بوجهة نظره من لبنان، مما أسقط كليا، ليس الحملة عليه، بل المؤامرة التي كانت تستهدف لبنان، كما تنظر إليه جماهير الرابع عشر من آذار.

 

موضحًا بالأرقام نتائج الانتخابات الطالبية في جامعتي اليسوعية وسيدة اللويزة

عيد: انتخابات سياسية بين مشروعين "الثورة البيضاء والانقلاب الأسود"

السبت 6 تشرين الثاني 2010

تساءل رئيس مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" شربل عيد عمّا "إذا كان البعض قد نسي أن الانتخابات الطالبية قد جرت أمس في كلٍّ من جامعتي سيدة اللويزة (NDU) واليسوعية (USJ)". وفي حديث لموقع "nowlebanon.com"، تابع عيد متسائلاً: "أيّهما هي الجامعة المسيحية بامتياز؟ وفي أيّ منهما النتيجة صاعقة ومعبّرة أكثر عن الصوت الطالبي المسيحي؟ ولماذا هذا التغاضي في إعلام 8 آذار عن نتيجة جامعة سيدة اللويزة التي تضم خمسة آلاف طالب مسيحي؟".

وإزاء ذلك، أوضح عيد لموقعنا أن النتائج في جامعة سيدة اللويزة جاءت على الشكل التالي: "35 مقعدًا لـ"القوات اللبنانية" وحلفائها في 14 آذار، مقابل مقعد واحد حصل عليه "التيار الوطني الحر" في كلية العلوم السياسية بالتزكية"، مشيرًا إلى أن فارق الأصوات "تعدّى الألف صوت لمصلحة 14 آذار".

وبالنسبة لكليات الجامعة اليسوعية، قال عيد: "في فرع الشمال فازت 14 آذار بخمسة كليات من أصل خمسة، وفي فرع البقاع حصلت 14 آذار والقوات على كليّتين من أصل اثنين، مع تسجيل أنه في إحدى هاتين الكليتين حصلت قوى المعارضة على مقعد واحد لا غير، أمّا في فرع الجنوب فقد نال تحالف "حزب الله" وقوى المعارضة على ثلاثة كليات من أصل خمسة وفازت 14 آذار بالكليتين الباقيتين"، وتابع: "وفي بيروت، حيث كانت النتائج سابقًا لمصلحة 8 آذار، نالت "القوات اللبنانية" و14 آذار عشرة كليات من بينها أربع كليات من أربعة في (HUVLEIN)، فيما نال تحالف "حزب الله" سبعة كليات من بينها تلك في مجمع المنصورية، وحصل المستقلّون على كليّتين، وبقيت ثلاث كلّيات تنتظر إجراء قرعة بعد تعادل المرشحين فيها". وأكمل عيد: "78 بالمئة من الصوت المسيحي في (HUVLEIN) صبّوا لصالح "القوات اللبنانية"، وقد حصلت القوات وحلفائها في 14 آذار على مجموع 143 مندوبًا في كلّ الكليات في اليسوعية، وتحالف حزب الله وحلفائه على 81 مندوبًا، و41 مندوبًا مستقلّين"، وختم بالقول: "هذه الانتخابات ليست انتخابات طفولية بل سياسية بامتياز تمّت بين نخبة من الشباب اختاروا بين مشروعين، مشروع الثورة البيضاء ومشروع الانقلاب الأسود، وبين معرفة الحقيقة والتمسك بالعدالة ومشروع الموت وعدم كشف الحقيقة، بين مشروع الدولة ومؤسساتها ومشروع الدويلة".

 

صفير ترأس قداس الاحد في بكركي واستقبل وفدا ايطاليا

وطنية - بكركي - 7/11/2010 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران شكر الله حرب والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري والخوري جورج قزي، وشارك فيه حشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس ألقى البطريرك صفير عظة تحدث فيها عن المقطع الاخير من كتاب فرانسوا مورياك عن حياة يسوع المسيح، ومما جاء في العظة:

"ما من شكّ في أنه يجب ألا نخلط بين ظهورات المسيح التي هي ضمانة قيامته، وتلك التي أفادت منها نفوس كثيرة، منذ صعوده إلى السماء. ولا ينفي ان الذي اسقط بولس على الأرض على طريق دمشق هو هذا اليسوع عينه الذي عرفه القديس فرنسيس، والقديسة كاترينا، والقديسة تريزيا، والقديسة مرغريت ماري، والقديس الخوري أرس، وغيرهم من القديسين المعروفين وغير المعروفين، في وجه الكنيسة او في ظلمات حياة مختبئة، وقد سمعوا، ورأوا، ولمسوا. وهذا حضور ليس بالحضور الافخارستي، ولكن البرشانة الصغيرة تعطي فكرة للمسيحي العادي، عندما يعود إلى مقعده، ويحزم معطفه، بهدؤ على هذه اللهبة في أعماق نفسه، وعلى خفقان المحبة الأسيرة". وتابع:" هذا صحيح فيما كثير من الأحاديث الانجيلية تبقى بالنسبة إلينا لا يمكن تخيّلها، فما من واحدة منها هي أكثر قربا من اختبارنا المعاش أكثر من تلك التي تتعلّق بالمسيح القائم من القبر. وأولاً لاننا لا نعرفه الا من خلال آلامه. واذا كان لا يأتي إلينا من قعر الموت، فهو يأتي إلينا من عمق آلامه. ولكي يصل إلى كل منا، فهو لا ينتهي أبدا من اجتياز هذه الجهنم البشرية. والوجه الذي نعرفه له ليس بوجه اليهودي الذي لم يتمكّن جنود المجموعة وخدم الكاهن الأكبر من تمييزه من بين الآخرين، لولا قبلة يهوذا. ان هذا الوجه المتورّم الدامي بسبب آثامنا، وهذا النظر الحارّ والحزين الذي يتبعنا على مدى حياتنا . من سقطة إلى سقطة، دون ان تضعف المحبة التي يغمرنا بها، ودون ان تفقد الشجاعة".

اضاف:" ما من اجتماع عقده يسوع القائم من الموت مع احد خاصته، لا يذكّر المسيحي ببعض حوادث حياته الخاصة. مريم المجدلية، خارج القبر، تبكي "لأنهم أخذوا سيدها، ولا تعرف أين وضعوه"، وبعد ان قالت هذه الكلمات،التفتت ورأت يسوع واقفا: ولم تكن تعرف أنه يسوع. وقال لها:"يا امرأة، لماذا تبكين؟ ماذا تطلبين"؟ وهي، وقد ظنّت انه البستاني، قالت له:"يا رب، ان كنت انت من أخذه، قل اين وضعته، وأذهب لآخذه". فقال لها يسوع:"مريم "! وانفتحت عينا المرأة القديسة، وقالت: "ربي" ! ونحن ايضا لقد عرفناه بعض الأحيان. لماذا لا نقرّ بذلك ؟ في كهنته غالبا. ونقول غالبا السؤ عن الكهنة ! ومع ذلك،ان المسيحي الذي تعوّد (او هي عادة ربما سيّئة) غالبا أن يركع امام احد كراسي الاعتراف، قد تأتى له ان يسمع مرارا الكلمة غير المنتظرة، الصاعقة، وان يتلقى فجأة من انسان مجهول عذب ومتواضع القلب، سجين هذا التابوت المشبّك، هبة رقة الهية، وعزاء ليس من انسان ".

وتابع:" إن دعوة توما الملقّب بالديديم كم من مرّة لامست شفاهنا، عندما نحن أيضا، بعين الإيمان، وبأيدي أعمى يبحث، قد رأينا ولمسنا بعين الإيمان، جراح المسيح ! "ربي وإلهي"، فهو ملك الجميع، معطى، ومسلم إلى كل بمفرده. لأول مرة يدخل يسوع إلى القاعة التي كان فيها التلاميذ قد تحصنوا، خوفا من اليهود، كان قد أراهم جراحه، وكان قد غمرهم بسلامه، وفرحه، ومنحهم هذا السلطان لمغفرة الخطايا ( يا لها من ثقة بأن ننال الغفران ! ويد الكاهن على جبهتنا، وكلمة الحل التي تجري على قلبنا وعلى جسدنا، جري الماء والدماء من الجنب المفتوح بالحربة !). لم يكن توما معهم عندما جاء يسوع ولم يكن يريد أن يصدق ما أخبروه به: إن لم أر في يديه آثار المسامير، وإن لم أضع إصبعي في مكان المسامير، ويدي في جنبه، فلا أؤمن". بعد ثمانية أيام، ظهر يسوع بغتة، وقال لتوما:"ضع هنا إصبعك، وانظر يدي، وضعه في جنبي، ولا تكن غير مؤمن، بل مؤمنا". فأجابه توما:"ربي وإلهي "! فقال له يسوع:"لأنك رأيت آمنت، يا توما، فطوبى لم يروني وآمنوا" !

وقال:"أيها الرب الذي لم نره بأعيننا الجسدية، إننا نؤمن بك ". من لم يكن فندق عمّاوس أليفا بالنسبة إليه من بيننا ؟ ومن لم يمش على هذه الطريق ذات مساء حيث كل شيء قد بدا ضائعا ؟ لقد مات المسيح فينا. لقد أخذوه منا:العالم، الفلاسفة، العلماء، لم يبق يسوع ارضنا . كنا نتبع طريقا. وكان احدهم يمشي حوالينا. كنا وحدنا ولم نكن وحدنا. هوذا المساء. هوذا باب مفتوح، هذه الظلمة في قاعة لا تضيء فيها شعلة المدفأ غير الأرض، وتحرك الاشباح. ايها الخبز المكسور ! ويا لكسر الخبز المأكول على الرغم من كثير من الشقاء !"ابق معنا، لأن النهار قد مال". النهار يميل، والحياة تنتهي. والطفولة تبدو أبعد من بداية العالم، ومن الشباب الضائع لا نسمع سوى آخر عجيج في أشجار الحوش الغير معروف المائتة.

اضاف:"عندما وجدوا أنفسهم قريبا من القرية التي كانوا ذاهبين إليها، بدا كأنه يريد الذهاب الى أبعد. ولكنهم ألحوا عليه بقولهم :"ابق معنا، لأنا قد تأخرنا والنهار قد مال". ودخل القرية ليبقى معهم . وجلس إلى المائدة معهم .اخذ الخبز، وبعد ان شكر، كسره، وأعطاهم. فانفتحت أعينهم وعرفوه. ولكنه غاب عن أعينهم. وقال أحدهم للآخر: اليس صحيحا ان قلبنا كان يشتعل في داخلنا عندما كان يكلّمنا في الطريق ويشرح لنا الكتب المقدسة"؟

وتابع:" مرة اخرى، كان الصفا، وتوما، ونتنائيل، ويعقوب، ويوحنا يعظون. وكانوا قد رجعوا الى طبريتهم، وزورقهم، وشباكهم، "وانتظموا" على ما اعتقدت عائلاتهم لم يأخذوا شيئا. وقال لهم مجهول ان يلقوا شباكهم الى اليمين. وسحبوا سمكا كثيرا، بحيث ان يوحنا فهم حالا:"انه الرب ! يا بطرس ، انه الرب" ! وارتمى بطرس حالا في البحر ليصل فورا الى محبوبه. فهو هنا على الشاطئ .انه هو . هناك بعض قطع حطب مشتعلة . والشمس تنشف ثياب بطرس . وشووا صيدهم. وأكلوا هذا الخبز الذي أعطاهم إياه هذا اليسوع الذي لم يسألوه: من انت ؟ ولم يكونوا واثقين انه هو . ولكن أجل ! يا الهي، انك انت . انك انت الذي طرح السؤال ( كم هو أليف ! ولكن الجواب لم يكن هكذا للأسف! - يا سمعان، بن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء؟ -اجل، يا رب. انك تعرف اني احبك . -ارع خرافي. ودار هذا الحوار ثلاث مرات على الشاطئ، على جانب البحيرة. وابتعد يسوع وتبعه بطرس ويوحنا، بعده بقليل. كما لو انه فقد امتيازه بانه "الاحب" . كما لو ان المسيح القائم من الموت لا يتساهل مع ما يفضّله قلبه. ومع ذلك ، فهو قد قال في ابني زبدى كلمات خفيّة تحمل على ذلك ، انتزع يسوع نفسه، وصعد ، وتحلّل في النور، ولكنه ليس ذهابا ابديا. فهو منذ حين مراقب عند لفتة الطريق الذاهبة من القدس الى الشام، وهو يلاحظ شاول، سلفه المحبوب . ومن الآن وصاعدا، في مصير كل انسان، سيكون الله بالمرصاد". وختم بالقول:"لقد استعرضنا حياة يسوع المسيح كما رواها احد مشاهير الكتاب الفرنسيين، وهو فرنسوا مورياك ، فعسى ان نكون قد أفدنا منها تجب الإفادة منه".

بعد القداس، استقبل البطريرك صفير وفدا ايطاليا من ابرشية ميلانو يضم كهنة وعلمانيين يقومون بزيارة الى الاماكن المقدسة.

ورحب البطريرك بالوفد، متمنيا له "اقامة طيبة في بلد القديسين". وقد رافق الوفد الخوري جورج قزي.

 

صفير رعى العشاء السنوي ل"مؤسسة البطريرك الاجتماعية": لبنان سيستمر بابنائه ومساعدة الطلاب مهمة للوطن قبل الفرد

وطنية - 7/11/2010 أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ان "لبنان سيستمر بأبنائه وبعطاءاته"، آملا ان "يستمر على ما له من صيت حسن في مجال العلم والمعرفة". كلام صفير جاء خلال رعايته وحضوره العشاء السنوي ل"مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية" في فندق "حبتور" - سن الفيل ويعود رعيه للتلامذة من ذوي الحاجة.

شارك في العشاء وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون ممثلا رئيس الجمهورية، وزير التربية الدكتور حسن منيمنة ممثلا رئيس الحكومة، النواب: فريد حبيب، شانت جنجنيان، انطوان بو خاطر، جوزف المعلوف، قائد الجيش العماد جان قهوجي، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، الوزير السابق طوني كرم، الوزير السابق إدمون رزق، النائب السابق اميل نوفل، نقيبة المحامين في بيروت امل حداد، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم، المستشار السياسي لرئيس الحكومة الدكتور داود الصايغ، مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل، القنصل الفخري لبريطانيا وليم زرد ابو جوده، المدير العام لوزارة التربية الدكتور فادي يرق، نائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين المهندس نعمة افرام، نقيب الاطباء في بيروت الدكتور شرف ابو شرف، الرئيس الفخري لجمعية الصناعيين جاك صراف، المطران شكرالله حرب، القيم البطريركي الخوري جوزف البواري، امين سر البطريرك الاب ميشال عويط، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الاب مروان تابت، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، رئيس مجلس إدارة دار الهندسة "شاعر ومشاركوه" طلال الشاعر وعقيلته، الأمين العام ل"تيار المستقبل" احمد الحريري على رأس وفد، نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة النقيب سليمان هارون، الأمين العام لحزب "القوات اللبنانية" وهبه قاطيشا، مسؤولا "القوات" في البترون وكسروان الفتوح فادي سعد وشوقي الدكاش، الامير حارث شهاب، المحامي ارنست كرم، الدكتور جورج اميل نوفل، اعضاء "المؤسسة المارونية للانتشار": شارل الحاج، طلال الدويهي، انطوان قليموس، انطونيو عنداري وانطوان واكيم، رئيس "مؤسسة البطريرك صفير" الدكتور الياس سعد صفير والأعضاء وحشد من الفاعليات السياسية والاجتماعية والعسكرية والروحية والنقابية والاعلامية.

الياس صفير

بعد النشيد الوطني وكلمة لعريف الاحتفال الزميل انطوان سعد، ألقى رئيس المؤسسة الدكتور الياس صفير كلمة رحب فيها بالحضور وقال: "اهلا بكم في هذه العشية الجامعة للتأكيد ان لبنان بخير. لبنان الوطن النهائي، والمجتمع الحضاري، ارض اللقاء بين الاديان، والحوار بين الثقافات، والمساواة بين البشر، يلتف حوله شعبه، وترعاه العناية الالهية، بدعاء رجل الخير، والمحبة والسلام، أبينا الجليل، الكلي الطوبى، حامل امانة انطاكيا والمشرق، إرثا مباركا، لالف وستماية سنة، من الايمان والحضارة".

أضاف: "ان "مؤسسة البطريرك نصرالله صفير الاجتماعية" تعمل لخدمة الانسان، في وطن القيم حيث يلتقي الشرق والغرب، ويشعر كل الناس بالكرامة والامان، في نظام ديموقراطي حر وحكم دستوري شرعي يتمثل برئاسة الجمهورية ومجلسي الوزراء والنواب وبالجيش الباسل الابي، والمؤسسات الوطنية حامية الأمن والاستقرار".

وتابع: "اننا نتطلع الى غد افضل للبنان واللبنانيين ويسرنا ان تكون المؤسسة بفضل دعم الخيرين والرعاية المباشرة التي خصنا بها صاحب الغبطة قد استطاعت زيادة تقديماتها، فشملت مساعداتها التربوية في العام الدراسي الماضي، حوالى 250 طالبا. ويسعدنا ان يكون بعضهم قد بلغ مرحلة التخرج، وانتقل الى ميدان العمل المنتج على ارض الوطن. بالاضافة الى ذلك، تابعت المؤسسة في مركز ريفون بإدارة كاريتاس لبنان، تقديم الخدمات الطبية وضاعف المركز الثقافي انشطته، بتنظيم دورات في اللغة الانكليزية، الخياطة والموسيقى والرقص الايقاعي، مساهمة في التنمية الريفية والبيئية، وتعزيزا للثبات في الارض، كما وفرت المكتبة خدماتها، واضعة اكثر من خمسة عشر الف كتاب بمختلف اللغات، في تصرف الباحثين والراغبين. كذلك تم اصدار المجموعة الثانية، من النتاج الفكري لسيدنا البطريرك، في اربعة مجلدات، بالاضافة الى المجموعة الاولى، من مؤلفات غبطته التي تقع في تسعة مجلدات".

أضاف: "بالنسبة إلى بيت الراحة في ريفون، فقد انجزت الدراسات بفضل دار الهندسة "الشاعر ومشاركوه"، حيث يتابع الصديق الدكتور طلال الشاعر، مآثر المغفور له والده الدكتور كمال المشهود له بالكفاءة المهنية ومحبة لبنان، والذي كان له الدور المشكور، في انطلاقة المؤسسة بصفته كبيرا لامنائها".

وختم: "باسم اخواني في لجنة المؤسسة وامنائها، ارحب بكم تكرارا واحيي وجودكم الكريم، شاكرا جميع الاصدقاء الذين عملوا على انجاح هذا اللقاء، وخصوصا النسيب العزيز الاستاذ سليم صفير السباق في المبرات والوفاء".

سليم صفير

بعد ذلك، القى رئيس مجلس ادارة مدير "بنك بيروت" سليم صفير كلمة اكد فيها ان "لبنان بات في حاجة الى تضافر كل الجهود توفيرا لمقومات ديمومته من خلال احتضان الشباب الذين هم دفق الحياة له وقال: "بخضوع ومحبة بنوية اناشد المؤسسة التي تحمل اسمكم الكبير، وكل المؤسسات المعنية بتربية ابنائنا، كما كل مؤسساتنا الاقتصادية، ان تسهم من خلال توحيد مساعيها، في خلق روحية خدمة الوطن والايمان بانسانه وموارده، لدى كل شاب وصبية، فهذا واجب مقدس لا يقل قدسية عن الايمان بالخالق وبخلقه. ولعل اهمية مؤسساتنا الروحية المسيحية تبرز في هذه الحلقة، من خلال ممارسة تأثيرها المعنوي على كبار المستثمرين لتوزيع استثماراتهم في المناطق والاطراف فيشكلوا بذلك الرديف المطلوب من الدولة في تحريك عجلة العمالة والاقتصاد وتنشيط الريف بحيث يمكن زيادة فرص الاختيار امام افضل خريجينا ومساعدتهم بالتالي على التخطيط لبناء مستقبلهم في الوطن".

وسأل: "ألا ترون معي حجم المسؤولية الملقاة على عاتق مؤسساتنا لزرع لبنان في صدر او عقل كل طالب من طلابها، ليستمر الوطن من خلالهم؟"

وتابع: "غايتي تسهيل حياة الشباب وهدفنا في "بنك بيروت" هنا او في فروعنا في الخارج اجتذاب الخريجين وتوفير فرص العمل لهم، ترجمة لايماني العميق بهذا الوطن وبمقدراته وبوجوب العمل لتحصين طاقاته الانسانية. وندائي الى كل المؤسسات، كل في قطاعه، السعي ما امكنها في هذا الاطار، فمسؤوليتنا تجاه لبنان تفرض علينا ذلك وحكم التاريخ لا يرحم".

وختم: "لا حضور فاعلا لنا من دون لبنان، وقد ارتبط مصيرنا به، لاننا ومنذ ان كان كنا، ولن نبقى ونحيا من دون هذا الوطن. ان مسؤوليتنا، كما واجبنا، يفرضان علينا ألا نوفر جهدا لضمان مقومات استمراره، وفي عروق شبابنا يكمن سر البقاء وبناء لبنان الغد. فلنحدد خطة عملنا خدمة لهذا الهدف السامي، ولننطلق والا سنلقى لعنة ابنائنا ولبنان، وهو الامانة في اعناقنا. وفقنا الله بدعائكم، صاحب الغبطة، وأعانكم على إتمام الرسالة التي نذرتم النفس لاجلها".

البطريرك صفير

وفي الختام ألقى البطريرك صفير كلمة شكر فيها "كل الذين لبوا هذه الدعوة"، وقال: "ان مساعدة الطلاب النابهين لاكمال دراستهم هو أمر مهم للوطن قبل ان يكون مهما لكل فرد من بينهم. وهذا الوطن سيستمر بأبنائه، وبالتالي بعطاءاته. ويتميز اللبناني، على وجه الاجمال، بنباهته، ودرايته وفطنته. وهذا ما يجعله يتميز في المجتمعات التي يتوطنها خارج بلده. وذلك يعود الى ما اختزنه من علم ومعرفة وما اكتسبه من مهارة".

أضاف: "نأمل ان يستمر لبنان على ما له من صيت حسن في مجال العلم والمعرفة، وان تستمر الاجيال الطالعة تعمل على منوال الاجيال التي تقدمتها، وذلك بفضل مساندتكم اياها، ودعمكم لها، المادي والمعنوي. والسيد المسيح يقول: "ان من سقى كأس ماء بارد احد اخوتي هؤلاء الصغار، فإن اجره لا يضيع" (متى 10:42) فكيف بالذين ينفقون ربما من حاجتهم لدعم سواهم ممن هم افقر منهم، ليقتطعوا لنفوسهم في مجتمعهم المكانة المرموقة التي يصبون اليها".

وختم صفير: "انا، اشكر لكم جميعا، ولكل منكم بمفرده وخصوصا للسيدين طلال الشاعر وسليم صفير مساعدتكم لمؤسستنا وبالتالي مساعدتكم الطلاب الذين ينكبون على الدرس والتحصيل، ليقتطعوا يوما مركزا يليق بهم في مجتمعهم. نسأل الله ان يعيضكم مما تبذلون أضعافه، ويزيدكم صحة وعافية وتقدما وازدهارا".

وفي ختام الاحتفال قطع صفير ورئيس المؤسسة والحضور قالب حلوى في المناسبة.

 

جناز لراحة أنفس شهداء مجزرة كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد

يونان: للاهتمام بالوجود المسيحي في العراق على أساس المواطنة الكاملة

وطنية - 7/11/2010 احتفل بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بالذبيحة الالهية في كاتدرائية سيدة البشارة - كورنيش النهر - المتحف، وأقام خلالها صلاة الجناز لراحة أنفس شهداء مجزرة كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد، يعاونه المعاونان البطريركيان المطرانان مار رابولا انطوان بيلوني ومار فلابيانوس يوسف ملكي والنائب البطريركي في أبرشية بيروت البطريركيةالمونسنيور جورج مصري. حضر القداس رؤساء وممثلو الطوائف المسيحية في لبنان، رؤساء وأعضاء المؤسسات السريانية وحشود من المؤمنين، ومن بينهم السريان العراقيين اللاجئين في لبنان.

وبعد الانجيل المقدس، ألقى صاحب الغبطة عظة حيا فيها أرواح الشهداء الذين "مزجوا دماءهم بذبيحة الحمل الخلاصية"، داعيا جميع المؤمنين كي يبقوا "أمينين للمعلم والمخلص الالهي"، وضارعا الى الرب الاله أن يمنح المؤمنين "نعمة الرجاء، إذ لا بد للخير أن ينتصر وللمحبة أن تغلب".

وأكد البطريرك يونان على أن موضوع الوجود المسيحي في العراق هو "قضية تحتاج الى اهتمام جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة وغيرهما من المنظمات على أساس مبادىء المواطنة الكاملة". وفي الختام دعا اللبنانيين الى بناء "جسور التوافق والتضامن والاحترام المتبادل والحوار البناء، ووضع خير الوطن قبل كل مصلحة، فردية كانت أو عائلية أو طائفية".

وبعد القداس، تقبل يونان يحيط به اكليروس الطائفة التعازي من الحضور.

 

سعيد: لقاء بكركي تأكيد ان لا حلول لجماعة على حساب أخرى

المحكمة الدولية صدرت بقرار من مجلس الامن ولا تسقط الا بقرار منه

سوريا لم تتعلم من أخطاء الماضي ولم تفتح بعد صفحة جديدة مع لبنان

وطنية - 7/11/2010 أكد منسق الأمانة العامة ل"قوى 14 آذار" فارس سعيد، في حديث لإذاعة "صوت لبنان"، أن "لقاء بكركي هو تأكيد لجميع اللبنانيين ان لا حلول لجماعة دون أخرى ولا حلول لجماعة على حساب أخرى، وهو ايضا للقول ان المسيحيين غير منسحبين من المعركة الوطنية، والمعركة اليوم هي بين لبنان الذي نراه اليوم في وسط بيروت أو لبنان الاكفان، المعركة هي معركة كيان ووجود، معركة أسلوب عيش، وللقول لشركائنا المسلمين أنكم لستم بمفردكم في هذه المعركة وان ما يجمعنا هو دم الشهادة".

كما أكد "أن اللقاء هو للقول للعالم العربي والمجتمع الدولي بأن هناك فريقا في لبنان وبالتحديد الفريق المسيحي يخوض معركة قيام الدولة لتحمي هذه الدولة المواطنين اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، وبأننا لا نقبل أن يقوم تنظيم بتخويف المسيحيين، وتنظيم آخر رسمي أو غير رسمي بطمأنة المسيحيين باننا سنحيد مناطقكم شرط مشاهدة الأحداث عبر شاشة التفلزيون فقط وتغييب الكلام عن سلاح حزب الله وعن المحكمة الدولية والعلاقات اللبنانية- السورية، ولا تتمسكوا بقرارات الشرعية الدولية كي لا تتعرضوا لما يتعرض له المسيحيون في العراق، وبعد أن تنتهي الاحداث تتكيفون معها. نرفض هذا المنطق ونقول إننا رأس حربة البناء في هذا البلد ودولة البلد. لا خلاف على مبدأ المقاومة التي في مرحلة الاحتلال الاسرائيلي لأراض واسعة في الجنوب والبقاع الغربي وبدعم من الشعب اللبناني بذل فيها حزب الله جهودا طائلة، الا أن الخلاف معه هو أن من بذل الدم في سبيل تحرير الأرض يجب لا يسلم قرار الأرض لغير اللبناني".

وقال: "لا امكانية للمساكنة بين منطقين: منطق تسليم البلد الى دولة اسلامية غير عربية ووضع لبنان في مواجهة القرار العربي ومنطق من يريد أن يعيش. اننا أمام اختبار يوم الأربعاء خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي سيطرح فيه ملف شهود الزور. وان فريق رئيس الجمهورية وربما فريق النائب وليد جنبلاط وفريق رئيس الحكومة وفريق 14 آذار سيرفضون التصويت، وربما قد تشهد جلسة مجلس الوزراء مشادة سياسية وتكون الانطلاقة من أجل ادخال لبنان ليس بحرب أهلية، انما بتشنج سياسي في الجو العام حتى صدور القرار الاتهامي".

وقال ردا على سؤال "ان تأجيل اجتماع مجلس الوزراء أيضا من الأمور الواردة لعدم حصول مواجهة".

ورأى "أن حزب الله لن يستخدم سلاحه في الداخل لأن ذلك يتطلب ضوءا أخضر من سوريا وهذا أمر مستحيل، وعليه، ليستعمل سلاحه في الخارج، أن يحصل على ضوء أخضر ايراني، وهذا صعب في الوقت الراهن. وان الضوابط الدولية حذرت السوريين والايرانيين من أن التلاعب بالاستقرار في لبنان سيؤدي الى اندلاع حرب في المنطقة يدفع ثمنها الجميع، وامام هذه الضوابط الدولية والاقليمية لا تستطيع رغبات فريق القيام بأي خطوات لمنع الاستقرار الداخلي".

واعتبر "أن الحزب يحاول القيام بحركة انقلابية من خلال انتقال كتل نيابية ووزارية من موقع الى آخر وتبديل معالم معينة، الا أن ذلك لن ينجح لأن الحزب غير قادر على استعمال السلاح لا في داخل لبنان ولا في خارجه".

وذكر "أن المسيحي في لبنان هو الذي يدافع عن لبنان في كل مرة كان يتعرض فيها للخطر". أضاف "ان الكيان في خطر والعيش المشترك في خطر ومن حق اللبنانين أن يشعروا بذلك بعد الذي حصل في العراق، ومن حق المسلمين الخوف من أن يتعرضوا لخطر الفتنة، وبالتالي لا خلاص لجماعة دون أخرى، ونحن نادينا الأفرقاء وعلى رأسهم حزب الله بالعودة الى الدولة". وشدد على "أن الكنيسة ليست بحاجة لحماية أحد لأنها هي التي تحمي لبنان والجمهورية اللبنانية والعيش المشترك، كما أن لا أحد يحتمي وراء الكنيسة التي أشارت من روما الى أن بقاء المسيحيين رهن بالاستقرار المربوط بالسلام". وقال "ان الكنيسة وضعت للمرة الاولى خارطة الطريق ونحن سنسير على خطى هذه الخارطة".

ورأى "أن ما من عدالة من دون استقرار وليس العكس، وأن الاستقرار هو بموازاة العدالة". وعن طاولة الحوار، قال "انها ضرورية انما تتطلب اعادة النظر في آلياتها بعد زيارة الرئيس الايراني، اذ أصبح موضوع حل ازدواجية السلاح يتطلب حوارا بين الدولتين اللبنانية والايرانية". واعتبر "أن ثوابت الكنيسة وعلى مدى الدهور كانت بالحفاظ على الكيان اللبناني والعيش المشترك ولبنان في محيطه العربي وفي علاقاته مع الخارج وحرية الفرد اللبناني والديمقراطية ومبدأ الحرية". كما اعتبر "أن قوى 14 آذار ليست بحاجة الى أن تقدم أوراق اعتمادها لأحد وهي جاهزة لاستعمال اسلوبها التقليدي السلمي والديمقراطي لمواجهة الاخطار". وشدد على "ان المحكمة الدولية صدرت بقرار من مجلس الامن ولا تسقط الا بقرار منه، وأن السيناريوهات التي تطرح اليوم هدفها محاولة تعطيل المحكمة". واذ نوه ب"الخطوات التي يتخذها قائد الجيش العماد جان قهوجي، أكد "أن الجيش يقوم بخطوات جبارة لفرض الاستقرار الداخلي". وقال "ان سوريا لم تتعلم من أخطاء الماضي ولم تفتح بعد صفحة جديدة مع لبنان".

 

قاسم: لا نعترف بأي قرار ظني لا يعتمد نتائج التحقيق مع الشهود الزور

لنضع الملف على التصويت في جلسة مجلس الوزراء ونقبل بالنتيجة

وطنية - 7/11/2010 أكد نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال تأبيني في بدنايل، "ان اي قرار ظني لا يعتمد على نتائج التحقيق مع شهود الزور ومفبركيهم لا جدوى منه ولا نعترف به مهما كان ويكن، وهناك معادلة يجب ان تحصل اولا بهذه الدويخة"، سائلا "لماذا يخافون تحويل القضية الى المجلس العدلي وكأنها بعبع، فالمجلس العدلي قضاء وأدلة تدين اناسا وتعفي عن اناس، وميل هذا القضاء السياسي للطرف الآخر وفي الظروف الحالية يصعب عليه ان يحكم على احد بدون التباس او أدلة مئة بالمئة، ولماذا لا تريدون المجلس العدلي طالما تريدون الحقيقة وقد احيلت على المجلس العدلي قضايا مثل قضية الزيادين وهي جريمة شخصية".

وقال: "لماذا لا تحال هذه القضية على المجلس العدلي، ولا اعرف ما هو السبب الاساس لذلك، وكأنه يراد ان لا تفتح هذه القضية وان لا يبحث بها، فلماذا تعذبون انفسكم، هنك قضاء في المجلس العدلي، او يقول هناك شهود زور او لا يقول، ونحن نقبل بالنتيجة التي ستصدر وشهود الزور ليسوا الاسماء التي تعرفونها بل الاسماء التي لا تعرفونها وهي معروفة بالصفات، والمطلوب النطق بالاسم ممن خربوا البلد وحرفوا التحقيق الدولي وهم من حرف وبدل، وشهود الزور ادوات. وضعنا القضية على جلسة مجلس الوزراء اولا وثانيا ولم تبحث، ونتمنى ان نتوافق على حل، واذا لم نتوافق ماذا نفعل، نقول لكم لنضع هذا الملف على التصويت في جلسة مجلس الوزراء ونقبل بالنتيجة. يقولون لا تقبل الا بالتوافق حول هذا الموضوع معكم، اقول لا لن نتوافق الا على مجلس عدلي، "وشرفوا على التصويت" ضمن المعادلة الصحيحة في اول جلسة لمجلس الوزراء، لكن الواضح انهم يريدون صدور القرار الظني قبل شهود الزور لكن قضية شهود الزور هي المعبر الوحيد للقرار الظني، واي قرار ظني لا يعتمد على شهود الزور ومفبركيهم لا جدوى منه ولا نعترف به مهما كان ويكن".

اضاف: "ألم تتساءلوا عن الاهتمام الاميركي مع الدول الكبرى من اجل دعم المحكمة والعدالة التي استفاقوا لها، فأين العدالة الدولية باغتيال المبحوح علما ان القضية موثقة ومصورة وهم مدانون وثبت عليهم الجرم، هذا لان اسرائيل مسموح لها ان تقتل وتفعل ما تريد والادارة الاميركية ومن معها قتلة مجرمون دمروا العراق بسبب معلومة مغلوطة، ومن حاسبهم على ذلك "وبدنا نشوف كيف بدنا نحاسب اميركا ومن معها على جرائمها".

تابع: "يقولون لنا سلموا للمحكمة وارسلوا الدفاع والقرار سيصدر بحق افراد وانتم لستم مدانون، وهم يعلمون ونحن نعلم ان القرار الظني نسخة طبق الاصل عما صدر في "دير شبيغل" وسيصدر باسم افراد من حزب الله، واللعبة اذا شاركنا فيها ادانة موصوفة وهذا القرار الظني سيف مسلط على حزب الله ويمكن ان يصل الى سوريا وايران، لان "الفاخوري مثل ما يريد يركب اذن الجرة".

وتابع: "غدا يتحدثون عن 500 ألف اتصال تم البحث بها ونعرف هؤلاء الذين يدعوننا للاستجابة للقرار الظني وبما لا يشير الى حزب الله، فهم يعلمون علم اليقين ان القرارالظني سوف يكون شوكة بخاصرة حزب الله لانهم يريدون إسقاطه بالمحكمة الدولية وليس بالدفاع عن العدالة، لانهم لا يجرأون ان يقولوا "بدنا ننهي حزب الله"، اذا كنتم تريدون انهاء حزب الله قولوا ذلك واستفتوا اللبنانيين، نعم لدينا اكثر شعبية تساند مشروعنا وهذه اللعبة اصبحت مكشوفة".

وأكد "ان وضع حزب الله مرتاح وأرجله بمياه باردة ونظيفة، وانما اذا تحدثنا فلنبين للناس وقمنا بكل الاحتياطات للدفاع عن انفسنا، وهذا حق، وكنت اتمنى لو ان الاهتمام كان بوجع الناس والوضع الاقتصادي".

وتحدث عن "خطة من ثلاثة ابعاد، البعد الاول هو استباحة البلد بكشفه والبحث عن نقاط الضعف والقوة فيه من اجل تهيئة مقدمات للدخول الى نقاط الضعف وإسقاط نقاط القوة. والثاني، هناك تكبيل دولي ليكون لبنان محكوم لقوى وارادة دولية فتتعطل كل الدساتير والمقومات تحت عنوان اولوية دولية. اما الثالث فيقضي بإبقاء لبنان لقمة سائغة امام اسرائيل تدخل اليه ساعة تريد وتوطن الفلسطينيين وتدخل اليه ليصبح مسحوقا امامها ضمن خطة "استباحة وتكبيل واحتلال". لكننا جاهزون وحاضرون ومستعدون لدرء الخطر ان كان هذا الخطر اسرائيليا مباشرا او غير مباشر، وللاسف في لبنان هناك من يقبل باسرائيل ولا يقبل بلبنان".

وقال: "قل لي ماذا عندما يكون خطابك اسرائيليا ونعرف ان المقاومة والشعب والجيش مستهدفون من اسرائيل وهم بوجهها وانت تسعى للوقوف بوجههم فالجيش ممنوع عليه التسلح، وما معنى ان تطالب بإسقاط المقاومة امام اسرائيل ولا تضع ولا تسمح بكلمة انتقاد او اعتراض على اسرائيل او حديث عن انتهاك للاجواء او مطالبة للامم المتحدة بوجه اسرائيل، ولو تحدثوا ولو بكلمتين او سطرين كل اسبوعين وحتى ولو بسطر واحد عن اسرائيل".

أضاف: "أحدهم له احترام كبير، واحتراما لمقامه لن اذكر اسمه، قالوا له اصبح لكم مدة لم تتحدثوا عن اسرائيل، قال: "تحدثت منذ سنتين، وهل يجب أن أتحدث كل يوم عن اسرائيل". ولماذا تتحدثون كل يوم عن الكرامة والعزة والاستقلال وتنسون اسرائيل، فاسرائيل تريد ان تسحق من معها بوجودنا فإضعافنا هو الهدف ولا نقبل الوصول الى هذا الهدف وحزب الله سجله مشرف وكل العالم يعرف ذلك".

ختم قاسم: "لقد سمعتم تصريحات بيللغريني الذي كان يرسل التقارير الخاصة للامم المتحدة ثم يكتشف بعد ساعات ان مسؤولين اسرائيليين يطالبونه بنقاط وردت في التحقيق، فكل المحاكم الدولية باشراف اسرائيل وكل الاعمال باسم مجلس الامن والامم المتحدة وكل التحقيقات لها ارشيف كامل عند اسرائيل ونسخة طبق الاصل عند الامم المتحدة، واليوم لبنان مستباح بطائرات العدو من 6 الى عشر طلعات يوميا في مسح تام لاي اعتداء يمكن ان يحصل، ونحن أمام نغمة "سمجة" وهي نغمة المجتمع الدولي ومجلس الامن وهذه كذبة كبيرة".

 

 

زهرا: لقاء بكركي بداية مرحلة جديدة ستتبين تجلياتها يوما بعد يوم

من يعتبر ان بكركي هي فقط مرجعنا الديني ليس مارونيا ولا لبنانيا

قريبا تعود الروح الى قوى 14 آذار ويعود نشاطها السياسي العلني

مقاومتنا السلمية اليوم ضرورية لاننا نعيش محاولة إلغاء المؤسسات الدستورية

ورقة التفاهم كانت وصفة مسممة لبناء الدولة وسنعالجها سلميا وديمقراطيا

وطنية - 7/11/2010 أعلن النائب أنطوان زهرا، خلال تمثيليه رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في العشاء السنوي لقطاع الصيادلة، في حضور نقيب صيادلة لبنان واعضاء في مجلس النقابة، "عودة الروح الى قوى 14 آذار وتفعيل نشاطها السياسي العلني بالقريب العاجل"، واعتبر "ان اللقاء المسيحي الذي جرى في بكركي شكل بداية مرحلة جديدة ستتبين تجلياتها يوما بعد يوم، وفحواها رفض كل محاولات القضاء على الكيان والعبث بالنظام وتخويف اللبنانيين".

وقال متوجها الى الصيادلة: "كونكم خبراء في خلط الادوية، تعرفون ان هناك اوراقا وخلطات ووصفات مدمرة ولا تفيد، يستعملها فريق في داخل مجتمعنا اللبناني، فعلينا معالجتها بوصفات صحيحة، وبالتالي مطلوب منا اليوم نضال أطول وأصعب عبر تمسكنا بدولتنا وبمؤسساتنا وبحقنا بحياة حرة كريمة مستقرة غير مهددة من احد ولا خاضعة لمزاج احد، لا في الداخل ولا الخارج".

وفيما اعتبر "اننا نعيش اليوم مرحلة مصيرية"، رأى "ان مقاومتنا السلمية اليوم ضرورية اكثر من اي وقت مضى، لاننا نعيش محاولة إلغاء لكل المؤسسات الدستورية، اذ تتعدد العناوين الفرعية ولكن الهدف واحد، وهو وضع اليد على البلد من قبل فريق اقليمي ممثل بحزب مسلح في لبنان لا يقبل بوجود مؤسسات في الجمهورية اللبنانية الا بتصرفه، ولا مانع لديه في ان يلجأ الى تدمير هذه المؤسسات اذا اقتضى الامر، وخطوته الاولى اليوم هي الهيمنة على لبنان من خلال المؤسسات الدستورية".

وتحدث عن "محاولات الفريق الآخر تعطيل مجلس الوزراء اذا لم يعمل بحسب ارادته، كذلك الامر في ما يتعلق بالحوار الوطني الذي بدأ في العام 2006 لمعالجة مشكلة واحدة وهي سلاح حزب الله وسمي مسايرة ب"الاستراتيجية الدفاعية للبنان"، واليوم بعد حوالي خمس سنوات ما زلنا في بدايات الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية، اخترعوا عنوانا لتعطيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اسمه شهود الزور ويهددون اما ببته "وإلا"، ونحن لا ندري ماذا سنفعل بهذه ال"وإلا" التي تترافق مع رفع الإصبع في وجهنا". وتساءل "ماذا ستكون النتيجة اذا قلنا لهم انه في المقابل يجب الانتهاء من دراسة الاستراتيجية الدفاعية ومصير السلاح، وإلا؟".

وقال: "هذا الكلام ليس للبحث عن تسوية، انما هو كلام للبحث عن سبل تحصين الدولة ومؤسساتها وعدم المس بهيبتها في كل المجالات، نحن طلاب تطبيق القانون ونريد ان نكون تحت سقف الدستور، وبالتالي المطلوب اقناع الفريق الآخر، ولا بد ان يقتنعوا يوما ما، أن الدولة لا تعيش برأسين والسلطة لا تكون بسلاحين ولا بجيشين ولا بقرارين. وهذا اللبنان هو لبنان الذي ارتضيناه بالطائف الذي لا امكان لصيغة بديلة عنه، ونريد وطننا دولة بجيش واحد هو الجيش اللبناني، وبرئاسة واحدة هي رئاسة الجمهورية اللبنانية، وحكومة وهي الحكومة اللبنانية، وبمجلس نيابي تمثيلي واحد هو المجلس النيابي اللبناني، وبقوى امن داخلية واحدة وهي الامن الداخلي اللبناني، وبمؤسسات رعاية اجتماعية تابعة للدولة اللبنانية وليس لاي طرف إقليمي او داخلي".

واذ اعتبر "انهم سيتعبوننا على هذا الطريق، اي طريق النضال، وسيضعون لنا العراقيل وسيهددون وسيتوعدون كالعادة"، أسف "لوجود وصفة ركبت في يوم من الايام سموها ورقة التفاهم وكانت وصفة مسممة لبناء الدولة في لبنان"، معلنا "اننا سنعالجها وسنصر على معالجتها سلميا وديمقراطيا وبصمود وعناد والتشبث بالحق".

وتطرق الى لقاء بكركي، فقال: "ليس خطأ ان نشبه هذا اللقاء ببيان المطارنة الموارنة الذي أسس لانتفاضة الاستقلال". وأكد "ردا على من حاول تصوير هذا اللقاء بأنه احتماء بالكنيسة، ان لقاء بكركي هو للتأكيد على مرجعية بكركي الوطنية والدينية في آن معا، هذا الدور التاريخي لبكركي لا احد يستطيع مهما كانت قوته ان يغيره، ومن يعتبر ان بكركي هي فقط مرجعنا الديني، هو ليس مارونيا ولا لبنانيا، فالماروني اللبناني والمسيحي المشرقي، وبشهادة طوائف اكبر منا بكثير، يعترف ويؤمن انه عندما تكون بكركي بخير يكون كل مسيحيي الشرق بخير"، مشددا على "اننا لا نذهب الى بكركي للاحتماء بها او لدعمها بل نذهب اليها كي نكون أمناء لدم شهدائنا على مدى 1400 سنة ولبطاركة عظماء، ولكنيسة فصحية قيامية، تؤمن بالحياة المشرقية الاصيلة وكانت الاساس في وجود لبنان وتنوعه واحترام الرأي الآخر فيه".

اضاف: "ان هذا الدور التاريخي لا بد ان يتجدد عند كل خطر داهم، وهذا ما حصل بالامس في اللقاء المسيحي في بكركي الذي شكل بداية مرحلة جديدة ستتبين تجلياتها يوما بعد يوم، وفحواها رفض كل محاولات القضاء على الكيان والعبث في النظام وتخويف اللبنانيين، والاستقرار في لبنان. إنها حقوق اللبنانيين ونريدها كلها، نريد العدالة والاستقرار والامن والرفاهية والازدهار ودولة واحدة تسود سلطتها على كل الاراضي اللبنانية".

وأعلن "عودة الروح الى قوى 14 آذار وعودة نشاطها السياسي العلني بالقريب العاجل، علما ان عملها لم يكن يوما بالسر".

وتحدث عن "الانتصار الباهر لقوى 14 آذار الذي تجلى بالنتائج التي حققها طلابها في الجامعات". وتوقف بشكل خاص عند "الفوز الذي حققه طلاب القوات و14 آذار في جامعة سيدة اللويزة"، وقال: "انا لا اتكلم من منطلق طائفي انما انطلاقا من الحديث عن المشرقيين والرأي العام المسيحي، فالانتخابات الطالبية التي جرت في جامعة سيدة اللويزة اتسمت بأهمية فريدة كونها تعتبر من اكثر الجامعات محافظة على هوية طلابها الطائفية، فأتت نتائجها كمؤشر للرأي العام المسيحي الذي عبر عن توجهه بالقول ان المسيحي اللبناني لا يستطيع الا ان يكون سياديا واستقلاليا، ومن يعبر عن هذا التوجه التاريخي في المرحلة الحالية هو مشروع 14 آذار".

تابع: "لذلك يكتسب هذا الاستطلاع للرأي اهمية كبرى ويظهر تحولا في الرأي العام يوما بعد يوم، فالكل يصحح رأيه ومسيرته ويعود الى الخط التاريخي اللبناني، خصوصا اولئك الذين "انغشوا" بسياسات خارج اطار قوى 14 آذار وظنوا انها تحفظ كرامة لبنان، ولكن اليوم أيقنوا انه لا يمكن ان يحققوا لبنان الذي يطمحون اليه والذي يليق بهم وبمسقبل ابنائهم الا من خلال تحالف قوى 14 آذار ومشروع العبور الى الدولة التي تعمل من اجله".

وختم زهرا بتأكيده "استمرار القوات اللبنانية الى جانب حلفائها بالنضال السلمي الديمقراطي من اجل تحقيق مشروع الوطن الحقيقي الذي نحلم به".

قشوع

وكانت منسقة قطاع الصيادلة في "القوات اللبنانية" الدكتورة ليليان قشوع قد ألقت كلمة تحدثت فيها عن واقع النقابة، معلنة "ان هناك عملا منجزا من قبل النقابة ولكن ما زالت هناك وعود ومشاريع لم تنجز بعد، ومحفوظة في الادراج بانتظار ظروف افضل". كما أعلنت "ان لدى قطاع الصيادلة في القوات مشروعا لتحسين عمل النقابة وتفعيله، وان عملنا لا يقتصر على النقابة فحسب، بل هو عمل مؤسساتي جماعي إطاره ومرجعه المنطق المؤسساتي".

وأكدت "انها مع تسمية الصيدليات التي تبيع الدواء المزور بأسمائها لان التستر والتغطية يشجعان على تكرار المخالفة"، كما اعلنت دعمها لوضع عقوبات صارمة بحق المخالفين".

ورأت "ان القوات اللبنانية ثابتة في مبادئها"، ودعت الصيادلة الحاضرين الى "العمل والصمود في الوطن ساعين الى تطويره".

 

بمشاركة سليمان؟: معلومات عن "انقلاب دستوري" حرّكت استنفاراً أميركياً - فرنسياً

روزانا أبو منصف/الشفاف

تكشف مصادر سياسية مطلعة ان السبب الرئيسي وراء "الاستنفار" الاميركي والفرنسي حيال لبنان في الاسابيع الاخيرة كان معلومات تردد ان سوريا اوصلتها الى الفرنسيين مفادها ان " حزب الله" يحضر لانقلاب سياسي دستوري في لبنان معتبراً ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط هما الى جانبه مع حليفيه اي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون الامر الذي يتيح له قلب الاكثرية في مجلس النواب. وتاليا الدفع نحو حكومة جديدة برئاسة شخصية سنية مقبولة ومستعدة لهذا الدور. وهذه الحكومة تتولى قطع علاقة لبنان بالمحكمة الدولية.

وقد حضر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الى لبنان في ضوء تبلغه هذه المعلومات من الفرنسيين والتقى رئيس الجمهورية والنائب جنبلاط من دون سواهما من اجل التحذير من مغبة سيناريوات مماثلة على لبنان وخصوصاً بالنسبة الى رئيس الجمهورية الذي يعتبر حاميا للدستور والامين عليه وعلى اللبنانيين. كما واصلت الولايات المتحدة وفرنسا مواقفهما الداعمة للمحكمة وعملتا على اضاءة هذا الجانب من الازمة امام المملكة العربية السعودية التي وعدت بتقديم التمويل اللازم للمحكمة، كما فعلت الولايات المتحدة قبل ايام قليلة اذ قدمت عشرة ملايين دولار اضافية اعلنت عنها المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس. وهي خطوة سعودية الى جانب خطوات تتصل باهتمام سعودي توزع على اكثر من مستوى في المملكة حيال التعامل مع الشأن اللبناني.

وبحسب هذه المصادر ليس واضحاً السبب الذي حدا بدمشق على الاضاءة على هذه الاستعدادات لفريق حلفائها وما اذا كان متصلاً برغبتها في استعادة الدور الراعي والممسك بلبنان بطلب من الخارج من اجل درء ما يحضر. الا ان الدور الذي اعتمدته سوريا في الاسابيع الاخيرة لم يلق اي صدى ايجابي لدى الدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا وان تكن ابواب الحوار بين اي منهما والعاصمة السورية لا تزال مفتوحة. اذ ان سوريا كانت نجحت في العامين الماضيين بفضل مجموعة عوامل من بينها حملة علاقات ديبلوماسية عامة تولتها زوجة الرئيس السوري واقامتها مع وسائل اعلام عدة ومؤسسات في الغرب فساهمت في تخفيف حدة النظرة الغربية الى سوريا والتشجيع على الانفتاح عليها. وهي أمور ساهمت ايجابا الى جانب التعديل الذي طرأ على الموقف السوري من مسائل تهم الولايات المتحدة او اوروبا ومن بينها لبنان. الا ان الوضع تبدل في الاسابيع الاخيرة ولم يعد الغرب متأثراً بذلك والبعض يعتبر ان خطأ كبيراً ارتكبته دمشق في الدخول المباشر على خط الانحياز في لبنان والتدخل في ازمته من خلال المذكرات القضائية السورية في حق شخصيات لبنانية فأضاءت على دور سلبي لها مجددا في لبنان اقله وفق نظر الدول الغربية التي تطمح سوريا الى علاقات جيدة معها، وكذلك وفق وجهة نظر بعض الدول العربية.

وقد تطورت المسألة على نحو حساس ومعقد بحيث ان اسرائيل وظفت الدخول السوري على الازمة في لبنان وبزيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد له بموقف اسرائيلي تفيد المعلومات انه حمل انذاراً او كان بمثابة تهديد لسوريا ازاء اي دور متطور لـ"حزب الله" في لبنان" بتوجيه ضربات عسكرية اليها وليس الى لبنان فقط، علما ان دمشق كانت تعول على المفاوضات من اجل تجنب الحرب.

ولهذا المشهد الاقليمي خلفية اكثر تعقيدا مع ايران الذاهبة الى مفاوضات جديدة حول ملفها النووي في ظل تشدد غربي متوقع ومع تركيا الذاهبة وفق معلومات موثوق بها الى محاولة استعادة علاقتها مع الغرب والولايات المتحدة بعدما توترت علاقتها مع كليهما بسبب اسرائيل من جهة وبسبب تقاربها من ايران من جهة اخرى والذي لم يعد عليها بالفوائد الاقتصادية المرجوة. ولن تتأخر الاشارات التركية التي توحي بالاتجاهات الجديدة التي لها انعكاساتها ايضا على طبيعة العلاقة التركية مع دول الجوار.

وبسبب هذه العوامل المتداخلة فان التوتر في لبنان خرج عن امكان اعتباره محلياً صرفاً كما ان الغموض هو سيد الموقف على رغم كثرة التكهنات والسيناريوات. وقد لفت تبرير مقاطعة قوى من 8 آذار لجلسة الحوار في بعبدا بثلاثة عوامل من بينها مبلغ عشرة ملايين دولار قدمتها الولايات المتحدة الى المحكمة وموقف رئيس المحكمة الخاصة بلبنان انطونيو كاسيزي وكأنما هذا الامر يشي بأن لهذه القوى ان الامور تتخذ منحى آخر لم تتوقعه. اذ ان كاسيزي اضاء في الايام القليلة الماضية على نقطة كان يعول عليها البعض "في الانقلاب الدستوري" من اجل وقف عمل المحكمة اي من خلال استرجاع الحكومة اللبنانية الاتفاق الموقع مع الامم المتحدة. اذ قال "انه بموجب اتفاق فيينا وفي حال اعتبرت المحكمة غير دستورية (على ما كان قال الرئيس نبيه بري) يمكن ان يكون مصادقا على الاتفاق حتى لو لم تكن السلطات موافقة. وان السلطات اللبنانية وافقت على الاتفاق المعقود في خصوص المحكمة لانه عندما طلب المدعي العام الدولي من لبنان احالة جميع الملفات التي جمعت من السلطات اللبنانية ولجنة التحقيق الدولية امتثل للطلب واحالها علينا من طريق وزارة العدل ولولا احالتها لما تمكن القضاة من اطلاق الضباط الاربعة". وهو أمر يؤكد ان اي قرار من مجلس النواب او الحكومة اللبنانية لن يغير من واقع الاتفاق الموقع مع الامم المتحدة حول المحكمة وان الموافقة سابقا لا تسمح بالتراجع عنها لاحقاً. الامر الذي يعطل الكثير من مبررات السيناريوات الداخلية او غاياتها من حيث المبدأ. نقلاً عن "النهار"

 

وادي خالد: المشكلة في الكيل بمكيالين

علي حماده/النهار     

كيفما توصلت نتائج التحقيق في حادث البارحة الذي اودى بحياة اربعة شبان في وادي خالد، ثمة مشكلة يجب ان تدرس في ضوء الكلام الذي سمعناه من الاهالي طوال يوم امس حول الكيل بمكيالين في لبنان لا بل في منطقتين متجاورتين ! فالقوة الامنية المشتركة في الشمال التي مثلت مطلباً اساسياً للاستقلاليين لمنع تهريب السلاح من سوريا الى جماعاتها، ولا سيما ان قسما لا بأس به من افراد "فتح الاسلام " اتوا الى مخيم نهر البارد من سوريا عبر الحدود الشمالية، بعضهم عبر الطرق الفرعية غير الشرعية، وبعضهم عبر المعابر الحدودية. وإذا كانت القوة الامنية المشتركة وفي سياق قيامها بمهماتها الاعتيادية لمراقبة الحدود وضبطها قد ارتكبت خطأ ميدانيا كبيرا بقتل الشبان الاربعة في حادثين منفصلين، ولو بداعي مكافحة تهريب الممنوعات، فإن الخطأ الاكبر لا يأتي من القوة الامنية المشتركة على الحدود الشمالية بمقدار ما يأتي من نمط الكيل بمكيالين في لبنان بأسره. فالشباب في الشمال يتحدثون عن الحدود المفتوحة تهريبا عند جيرانهم في المقلب الشرقي من الحدود، من الممنوعات الى السلاح بكل الانواع الى تنقل المطلوبين وبعضهم بمئات مذكرات التوقيف، ولا الجيش ولا القوى الامنية تتحرك، بل ان الكثير مما يحصل هناك يحصل تحت لافتات ما يسمى "مقاومة"! وعندها يختفي كل اثر للجيش اللبناني. او يتحول الى شرطة سير على الطرق.

ليس مهما ان يكون لقائد الجيش العماد جان قهوجي مجموعة مواقف ("النهار" الجمعة) حول جهوز الجيش لمواجهة اي اهتزاز امني. لأن الكلام التقني هو بالتحديد الكلام الذي لا يفيد اللبنانيين في هذه المرحلة. المهم ان يشعر اللبنانيون بصدق اللهجة الحازمة الحاسمة  وان يعامل الجميع امام القانون بالمساواة. وبهذا المعنى ثمة من يعتبر ان تهريب بضائع او ممنوعات ليس اخطر على البلد من ادخال خمسين الف صاروخ، او تهريب مئات الخبراء الايرانيين اما من مطار بيروت عَبر المدارج غير المراقبة الى الضاحية الجنوبية لبيروت، او من طريق الحدود الشرقية من البقاع الغربي الى اقاصي قضاء الهرمل، او الانتشار بالسلاح في مناطق تماس ديموغرافي، او بناء قواعد عسكرية مموهة بمجمعات سكنية في كل مكان. وثمة من يعتبر ان رد فعل الجيش وسرعة اطلاق النار في وادي خالد كان في ود اللبنانيين لو شهدوا مثله في مناسبات مثل حرب الحلفاء في برج ابو حيدر حيث اطلقت اكثر من خمسين قذيفة صاروخية في اقل من ساعتين في الاحياء السكنية لعاصمة لبنان. وثمة من سيسأل ماذا عن رد فعل الجيش حيال اغتيال نقيب طيار بطائرته فوق ارض لبنانية او حيال بقاء قتلته طليقين.

ان الامن الوطني ليس وجهة نظر. وهنا تجدر الاشارة الى ان حديث قائد الجيش في "النهار" البارحة كان خطوة جيدة بعد هذا الغياب الفاضح امام مسلسل التهديدات المكتوبة المرئية والمسموعة التي انهالت على رؤوس اللبنانيين. ولكنها خطوة ناقصة لأن من يقرأ بين السطور بالكاد يرى حزما حقيقيا او حتى تصميما على مواجهة ما يحضر من سيناريوات حربجية. كما تلفته الاشارة الى المناطق المسيحية بعبارات تحتمل تأويلات غير مستساغة. والحال ان الجانب التقني حول الانتشار العسكري ليس مطلب الناس بل معرفة ما اذا كانت النار على المسلحين او شلل الدراجات النارية المسلحة بالعصي والبلطات التي سيكون هدفها ترويع الآمنين العزل؟

ان المسألة المطروحة تتعلق بازدواجية المعايير وكأن العالم صار بالمقلوب: جميل السيد يمارس عصيانا سعيدا على القضاء بحراسة مسلحي "حزب الله". اما مي شدياق فتمثل امام القضاء في دعوى اقامها السيد ضدها. اربعة شبان يقتلون في وادي خالد اما لجنة التحقيق الدولية فيعتدى عليها تحت انظار الامن الرسمي مثلما حدث في الاعتداء على قوات "اليونيفيل" في الجنوب ومثلما تحولت مديرية مخابرات بيروت قبل اسابيع الى مشيخة صلح  بين ميليشيات اللون الواحد التي تحاربت لساعات طويلة في الاحياء السكنية بالسلاح المتوسط.

املنا ألا تصح مخاوفنا مما هو آت.

 

استئناف المشاورات السعودية – السورية يحيل جلسة "شهود الزور" الى تأجيل آخر

نهارنت/نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر سياسية بارزة قولها أن هناك احتمالاً لتأجيل جلسة مجلس الوزراء مرة أخرى إذا استؤنفت الاتصالات السعودية – السورية بحثاً عن حلول تتجاوز ملف شهود الزور الى مخارج للتأزم الناجم عن الخلاف على المحكمة الدولية وإزاء احتمال صدور قرار اتهامي يتناول أفراداً من "حزب الله".

وأكدت المصادر أن الجانبين السعودي والسوري كانا كثفا مشاوراتهما الأسبوع الماضي للتوصل الى تفاهم على المخارج الممكنة من الأزمة، لا سيما خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله للعاصمة السورية قبل زهاء أسبوعين وأن التداول جرى في نص مكتوب لهذه المخارج، وأن الجانب السوري أخذ وقتاً من أجل إبداء ملاحظاته عليها.وأضافت المصادر: "اتفق الجانبان على استئناف الاتصالات بعد عودة الرئيس بشار الأسد من زيارته الرسمية لقبرص. وهذا يفترض أن يعاودا التواصل خلال يوم أو يومين، ما يعني أن تأجيل عقد جلسة مجلس الوزراء ممكن مرة أخرى". واعتبرت أنه "إذا كان يجرى البحث عن مخارج حلول أبعد من هذا الملف، فإن الأمر يحتمل تأجيلاً جديداً للبت فيه لتفادي المواجهة السياسية التي تسعى الاتصالات السعودية – السورية الى تجنبها". ورجحت مصادر في المعارضة، في حديث الى صحيفة "الديار"، عدم حصول جلسة هذا الاسبوع ايضاً، معتبرة ان رئيس الحكومة سعد الحريري يتهرب من الدعوة لجلسة بحجة اعطاء الوقت للاتصالات من اجل الوصول الى مخرج وعدم ترك الامور تصل الى التصويت داخل الحكومة، وهو يتفادى حصول مشكلة. واشارت الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يحاول تفادي التصويت لسببين، الاول لعدم احراج وزرائه والثاني، لانه حريص على الاجواء الايجابية داخل الحكومة. وفي الاطار كشفت صحيفة "النهار" ان التحرك الداخلي المرتقب في الاسبوع المقبل لا يزال غير واضح المعالم لجهة انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي ستبت ملف ما يسمى شهود الزور. واشارت مصادر وزارية، في حديث الى صحيفة "النهار"، الى ان جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء هو جاهز وهو نفسه الذي جرى توزيعه قبل أسبوع لكن تحديد موعد الجلسة ينتظر نتيجة المشاورات الجارية. 


اسرائيل تبحث خطة الانسحاب من قرية الغجر

نهارنت/يعرض رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو غداً في لقائه مع الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الخطة الاسرائيلية حول الانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر.

وذكر ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو سيعرض الدراسات التي أُجريت في اسرائيل حول المنطقة والخطة التي تتيح للجيش الانسحاب من المنطقة الشمالية للقرية.

وبحسب مكتب نتنياهو، فإن الخطة ستعرض على المجلس الوزاري المصغّر للحكومة الاسرائيلية لدى عودة نتيناهو من زيارته الحالية الى واشنطن. وبحسب هذه الخطة، ينسحب الجيش الاسرائيلي من المنطقة ويسلّم المسؤولية الأمنية لقوات اليونيفيل على أن تكون مرحلة أولى لتنتقل مسؤولية هذه المنطقة الى لبنان، أما المسؤولية المدنية فتطالب اسرائيل بابقاء المسؤولية عليها.

 

ساركوزي يدعو الحريري لزيارة فرنسا وينظر الى عقد لقاءات مع عدة مسؤولين لبنانيين

نهارنت/أفادت صحيفة "النهار" من مصادر حكومية ان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تلقى دعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لزيارة فرنسا في موعد يحدد لاحقا.

وتأتي هذه الدعوة بعد لقاء الرئيس ساركوزي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على هامش مؤتمر الفرانكوفونية الذي انعقد في مونترو في سويسرا وبعد استقبال الرئيس ساركوزي لرئيس مجلس النواب نبيه بري في الاليزيه اخيراً. وعلم ان ساركوزي سليمان في مونترو بالعزم على دعوة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ثم تطورت الفكرة لتشمل قيادات الاحزاب الرئيسية ولاسيما الرئيس امين الجميل ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

وسألت "النهار" الرئيس الجميل عن موضوع زيارة فرنسا في ضوء محادثاته امس مع الوزير كوشنير فأجاب: "ليس هناك من دعوة ولكن فرنسا تدرس امكان عقد لقاءات على اعلى مستوى بين الرئيس ساركوزي وبعض المسؤولين اللبنانيين. ولم يدخل السيد كوشنير في التفاصيل بل تحدث بصيغة الجمع". 

 

زهرا: لقاء بكركي شكل بداية مرحلة جديدة.. ونعيش محاولة إلغاء كل المؤسسات الدستوريّة

وكالات/أعلن عضو كتلة "القوات اللبنانية " النائب أنطوان زهرا "عودة الروح إلى قوى "14 آذار" وتفعيل نشاطها السياسي العلني بالقريب العاجل"، معتبراً أن "اللقاء المسيحي الذي جرى في بكركي شكل بداية مرحلة جديدة ستتبيّن تجلياتها يوماً بعد يوم، وفحواها رفض كل محاولات القضاء على الكيان والعبث في النظام و تخويف اللبنانيين".

زهرا، وخلال تمثيله رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في العشاء السنوي لقطاع الصيادلة، ردّ على من حاول تصوير هذا اللقاء كـ"احتماء بالكنيسة"، فأكد أن "لقاء بكركي هو للتأكيد على  مرجعية بكركي الوطنيّة والدينيّة في آن معاً"، لافتاً إلى أن "هذا الدور التاريخي لبكركي لا أحد يستطيع مهما كانت قوّته أن يغيّره، ومن يعتبر أن بكركي هي فقط مرجعنا الديني، هو ليس مارونياً ولا لبنانياً، فالماروني اللبناني  والمسيحي المشرقي وبشهادة طوائف أكبر منا بكثير يعترف ويؤمن أنه عندما تكون بكركي بخير كل مسيحيي الشرق هم بخير".

ورأى أن "مقاومتنا السلميّة اليوم ضرورية أكثر من أي وقت مضى، لأننا نعيش محاولة إلغاء لكل المؤسسات الدستوريّة، إذ تتعدد العناوين الفرعيّة ولكن الهدف واحد، وهو وضع اليد على البلد من قبل فريق إقليمي ممثل بحزب مسلح في لبنان الذي لا يقبل بوجود مؤسسات في الجمهورية اللبنانية إلا بتصرفه، ولا مانع لديه في أن يلجأ إلى تدمير هذه المؤسسات إذا اقتضى الأمر، وخطوته الأولى اليوم هي الهيمنة على لبنان من خلال المؤسسات الدستوريّة".

وأشار زهرا إلى "محاولات الفريق الآخر تعطيل مجلس الوزراء إذا لم يعمل بحسب إرادته ، كذلك الأمر في ما يتعلق بالحوار الوطني الذي بدأ في العام 2006 لمعالجة مشكلة واحدة وهي سلاح "حزب الله" وسُمي مسايرةً "بالاستراتيجية الدفاعية للبنان"، واليوم بعد حوالي خمس سنوات ما زلنا في بدايات الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية، إخترعوا عنواناً لتعطيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إسمه شهود الزور ويهددون إما ببتّه و"إلا"... ونحن لا ندري ماذا سنفعل بهذه الـ"إلا" التي تترافق مع رفع الإصبع في وجهنا". وتساءل زهرا في هذا السياق: "ماذا ستكون النتيجة إذا قلنا لهم في المقابل يجب الإنتهاء من دراسة الاستراتيجية الدفاعية ومصير السلاح وإلا..."؟"وتوقف زهرا عند الفوز الذي حققه طلاب "القوات اللبنانيّة" و"14 آذار" في جامعة سيدة اللويزة، وقال: "أنا لا اتكلم من منطلق طائفي إنما انطلاقاً من الحديث عن المشرقيين والرأي العام المسيحي، فالإنتخابات الطالبيّة التي جرت في جامعة سيدة اللويزة إتسمت بأهمية فريدة كونها تُعتبر من أكثر الجامعات محافظةً على هوية طلابها الطائفيّة،  فأتت نتائجها كمؤشر للرأي العام المسيحي الذي عبّر عن توجهه بالقول إن المسيحي اللبناني لا يستطيع إلا أن يكون سيادي واستقلالي، ومن يعبّر عن هذا التوجه التاريخي في المرحلة الحالية هو مشروع  14 آذار".

 

أبو فاعور: لا قرار بمقاطعة طاولة الحوار.. ومصلحة لبنان في التوافق

وكالات/شدّد وزير الدولة وائل أبو فاعور على أنّ "الحوار هو السبيل الوحيد لحلّ الخلافات العالقة، ونحن لدينا الثقة الكاملة بأنه مهما كانت الخلافات كبيرة، فبالإمكان الوصول إلى خيارات توافقيّة تحمي السلم الأهلي والإستقرار وتجنّب لبنان التلاعب به لحسابات دوليّة، تريد له أن يكون جزءاً من خيارات وحسابات أخرى لا علاقة لها لا بلبنان ولا بمصالح اللبنانيين". ورأى أنّ "بعض الأجواء الدوليّة الجديدة تريد أن تحجب التسوية الداخليّة في لبنان لحسابات ليس لها علاقة بلبنان".

أبو فاعور، وفي خلال لقاء مع قيادة الحزب "السوري القومي الإجتماعي" في منفذيّة راشيا، أشار إلى العلاقة التي تجمع بين الحزبين، وقال: "تجمعنا اليوم المسؤولية الوطنية لحفظ الإستقرار والسلم الأهلي في لبنان، واللقاء اليوم للتأكيد مجدداً أن شبكة الآمان لا تزال قائمة"، مشدداً على وجوب "اللجوء إلى التسوية وخيار التفاهم السياسي، لاسيما أن جميع القوى السياسية تدرك ألا مصلحة لأحد بالفتنة بين اللبنانيين، والقضايا العالقة تحل بالحوار".

وأكد أبو فاعور أنّ "الوضع الذي يقوده رئيس الجمهورية ميشال سليمان هو حاجة ملحّة لكل اللبنانيين، وما حصل من غياب لظرف عابر من قبل فريق وازن عن جلسة الحوار، لا يعني أن هناك قراراً بالمقاطعة، لأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات العالقة". ورأى أنّ "مصلحة اللبنانيين هي في الركون الى الإحتضان والمسعى العربي، لأجل إيجاد الحل إذا ما تمّ الوصول الى صياغات تقبل بها كل الأطراف"، معرباً عن إعتقاده أن "مسألة شهود الزور هي جزء من هذا النقاش، لتكون التسوية أعمّ وأشمل"، ومبدياً تفهّمه "للقوى التي تدعو الى حسم مسألة شهود الزور في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، لكن في الوقت عينه نحن ندعو لعدم الإستعجال ولعدم حرق المراحل، إنطلاقاً مما يحصل في الخارج"، داعياً إلى "التمهل قليلاً لنرى الى أين تصل الإتصالات الخارجية". وعن تصويت وزراء "اللقاء الديمقراطي" في مجلس الوزراء، قال أبو فاعور: "نحن سياسياً إلى جانب خيار التوافق لأننا نرى بذلك مصلحة للبنان، لكن إذا ما تمّ التصويت وتحويل القضية إلى المجلس العدلي، فنحن أمام مخاطر منها ربما إحتمال إعتكاف رئيس الحكومة، أو خروج فريقه الوزاري منها، أما إذا ما تم تحويلها الى القضاء العادي، فنحن أمام مخاطر أو إحتمالات إعتكاف الفريق السياسي الذي  يطالب بتحويل القضية إلى المجلس العدلي". وسأل: "هل لبنان اليوم إلى أزمة وزاريّة من هذا النوع طالما أن النقاش الذي يحصل على المستوى الداخلي كما على المستوى العربي، هو نقاش لم يصل  حتى اللحظة إلى نهاية يسدل الستار فيها على المحاولات". وختم قاءلا: "حتى اللحظة لم نتبلّغ أي أمر بإنعقاد أو تأجيل جلسة مجلس الوزراء، ولكن قناعتي أنّ ليس هناك تسويفاً ولا مماطلة، بل هناك عمل جديّ لبحث قضايا أخرى تهمّ المواطن".

 

وزير الدولة يوسف سعادة: بالسياسة من الطبيعي أن يهزّ ما جرى علاقتنا ببكركي.. ونحن كتيار "مردة" قلقون جداً على الاستقرار جراء "المحكمة"

جمال العيط، الاحد 7 تشرين الثاني 2010 /لبنان الآن

وصف وزير الدولة يوسف سعادة اللقاء المسيحي الذي عقد في في بكركي بأنه لقاء "قرنة شهوان 2"، معتبرًا أنّ "الشخصيات التي شاركت في هذا اللقاء شعرت بأنه ليس لها وجود ولا دور ولا قرار، فحاولت أن تخلق لها منبراً لتطل منه على الرأي العام".

سعادة، وفي حديث لموقع “nowlebanon.com” أوضح أنّ "المشكلة ليست في اللقاء بحد ذاته والذي لا نعرف من دعا إليه، بل المشكلة هي في اتخاذ بكركي مكانًا لانعقاده"، مستغرباً في هذا السياق "أن تفتح بكركي أبوابها لفريق 14 آذار فقط لعقد لقاء مسيحي لم يُدع إليه كل المسيحيين"، وأضاف سعاده مستطردًا: "للأسف لا يزال هذا الفريق يتلطّى بعباءة سيد بكركي، بعدما اعتبرنا أننا تخطينا ذلك"، متمنّيًا في المقابل أن "يصدُر توضيح من الصرح البطريركي حول هذا الموضوع".

وردًا على سؤال، أجاب سعادة: "لا شك أن بكركي هي مرجعيتنا الدينية والروحية، ولها دور تاريخي نسيَه بعض من كان في اللقاء، لكن في السياسة فإنّه من الطبيعي أن يهزّ ما حصل العلاقة بيننا وبين البطريرك، فنحن لطالما كان هدفنا أن تبقى بكركي فوق كل الخلافات وإلى جانب الجميع لا إلى جانب فريق دون آخر، وحتى لا نريدها إلى جانبنا ضد الآخرين".

من جهة ثانية، أكّد سعادة أن غياب رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية عن جلسة الحوار الوطني الأخيرة "لم يكن موجّهاً ضد رئيس الجمهورية ميشال سليمان إنما كان مرتبطًا بعدم انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي كانت ستبحث على رأس أولوياتها موضوع ملف "شهود الزور"، لذلك اضطررنا إلى اتخاذ موقف مماثل بدون أي تنسيق مسبق مع أي من أفرفاء المعارضة وأبلغنا فخامة الرئيس به".

وإذ شدد على كون "العلاقة جيدة" بين تيار المردة ورئيس الجمهورية، لفت سعادة إلى أن "الرئيس سليمان رئيس توافقي وهذا موقف نهائي لتيار المردة، وليس كما يحاول فريق 14 آذار تصوير علاقتنا مع رئيس الجمهورية"، مشيرًا إلى أنّ "هذا الفريق لطالما وصف طاولة الحوار الوطني بأنها طاولة حوار "الطرشان" و"طبخة بحص" أو أنها حوار للحوار فقط وليس للوصول إلى نتيجة".

إلا أنّ سعادة رأى أنّ "هناك ملفات لا تقل أهمية عن الإستراتيجية الدفاعية وفي طليعتها ملف المحكمة الدولية وقرارها الظني المرتقب، تستحق أن تكون على طاولة الحوار الوطني"، موضحًا أنّ "لبنان يمر بأزمة خانقة، ومرحلة قاسية وصعبة حيث ثمة خوف حقيقي على السلم الأهلي والاستقرار العام في البلد من جرّاء ملف المحكمة الدولية"، وأضاف سعاده في السياق نفسه قائلاً: "نحن كتيار مردة قلقون جداً على هذا الاستقرار،  ونرى أن هناك إرادة دولية من أجل ضرب واستهداف المقاومة في لبنان، وبالتالي واجبنا كلبنانيين حماية المقاومة من الأخطار التي تهددها، ونتمنى على كل الأفرقاء السياسيين في لبنان أن يكون لديهم موقف موحّد وثابت لرفض ما يحاك في الكواليس الدولية ضد المقاومة، لأنّ اتخاذ موقف كهذا يحصّن وضعنا الداخلي ويجنّب البلد الدخول في نفق مجهول لا أحد يعرف إلى أين سيوصل".

وفي معرض تشديده على إصرار المعارضة على تحويل ملف "شهود الزور" إلى المجلس العدلي، قال سعاده: "مجلس الوزراء هو صاحب القرار بهذا الشأن، وإذا تعذّر التوافق على هذه المسألة فليتم التصويت في الجلسة المقبلة"، مشيرًا ردًا على سؤال إلى أنّ العلاقة "على المستوى الشخصي" بين النائب سليمان فرنجية ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري "علاقة عادية، أما فيما خصّ الأمور السياسية فلا شك أن هناك اختلاف في وجهات النظر ولكن العلاقة موجودة ولا توجد قطيعة بين الرجلين".

وفي مقابل كون "المحكمة الدولية خرجت عن سيطرة لبنان وعن نطاقه لتصبح في يد مجلس الأمن الدولي"، رأى سعاده أنّ "المطلوب اليوم هو موقف جريء من الداخل اللبناني نقول فيه أن هذه المحكمة خرّبت مصداقيتها من خلال تسييس أعمالها ومن خلال تصرفاتها وتسريباتها، بالإضافة إلى ما كان قد صدر عن لجنة التحقيق الدولي لجهة اتهام سوريا"، مشددًا على أن "أي قرار دولي لن يكون بمقدوره التأثير على لبنان وعلى مناعته إذا ما تم التوافق على موقف كهذا بين جميع الافرقاء اللبنانيين".

وفي ما خصّ التزام لبنان بالشرعية الدولية والقرارات الدولية والاتفاق على المحكمة  الدولية سواء على طاولة الحوار الوطني أو في البيانات الوزارية المتعاقبة، أجاب سعادة: "نحن لم نخلّ بهذه الالتزامات أو القرارات أو البيانات الوزارية، بل نرى أن المحكمة الدولية هي التي أخلّت بإلتزاماتها من خلال تصرفاتها على الأرض"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ "المعارضة لديها موقف من دستورية إنشاء المحكمة الدولية، وإذا كانت هذه المحكمة ستجرّنا إلى أزمة وطنية داخلية وفي اتجاه فتنة فإننا طبعاً نؤيّد كلام السيد حسن نصرالله وموقفه تجاه المحكمة والتحقيق الدولي من أجل تحصين الساحة الداخلية ونبذ الفتنة".

 

ماذا لو وافق سعد الحريري على طي صفحة اغتيال والده: سيناريو اليوم الرابع 

فارس خشّان

لنفترض أن الرئيس سعد الحريري، وافق على الإنضمام الى المحور اللبناني والإقليمي المناهض للمحكمة الخاصة بلبنان، وأعلن ، وفق ما هو مطلوب منه، أنه طوى ملف اغتيال والده إلى غير رجعة، درءا للفتنة وحفاظا على الوحدة الوطنية والعيش المشترك، فأي نتائج سوف يحصد؟

حتى اليوم، لم يقدّم طارحو هذا "الإقتراح" سوى "إغراءات" شخصية للرئيس سعد الحريري.هذا ينبئه بأن التاريخ سيحفظ له هذا "الإنجاز"، وذاك يبلغه بأنه سوف يُبقيه رئيسا لحكومة لبنان "حتى الممات"، وذياك يعده بحملة إعلامية عمودها الفقري أن سعد الحريري هو "رجل دولة".

إذن، كل المعروض على الرئيس سعد الحريري، هو حفظ موقع له ، في محور محلي وإقليمي، أما لبنان، الدولة والكيان والتطلعات، فيبقى خارج كل بحث.

لنعود الى الفرضية ونستشرف ما سوف يكون عليه واقع الحال!

يُعلن الرئيس سعد الحريري وقوفه ضد المحكمة الخاصة بلبنان، إذا كان المدعي العام لديها دانيال بلمار، سوف يوجه أصابع الإتهام، الى مجموعة في "حزب الله" أو إلى أفراد ينتمون الى النظام السوري، ولا يحصر تهمته بالعدو الإسرائيلي.

حالة ذهول، تصيب اللبنانيين عموما وجمهور 14 آذار 2005 خصوصا، فيما حملة دعائية مركزة سوف تشيد بخطوة الحريري الجريئة، تستمر ثلاثة ايام.

في اليوم الرابع، تظهر قائمة شروط جديدة مطلوب من الحريري تنفيذها لتطهير "نفسه" من المرحلة السابقة، بحيث يكون مدعوا الى "تنقية" صفوفه من كل من سوّلت له نفسه يوما الوقوف في صفوف المواجهة، سواء مع النظام السوري أم مع "حزب الله".

يرفض الحريري هذه المطالب، فتعود التهديدات بالفتنة الى البروز، ويعود مجلس الوزراء الى "الكربجة"، ويكون سعد الحريري، مرة جديدة، مدعوا الى اتخاذ قرار جريء، درءا للفتنة، على اعتبار أن "مصلحة لبنان"، كما كانت أكبر من رفيق الحريري، فهي أكبر من بعض "الشياطين" في فريقه السياسي والأمني والقضائي والإعلامي.

وبعد أشهر من الصراع، يقرر الحريري بأن يخطو خطوة "رجل الدولة"، فيقدم على ما هو المطلوب منه، فيصاب اللبنانيون بالذهول، فيما تُسخّر حملة مدتها ثلاثة ايام للإشادة بالحريري وبخطوته الجريئة. وفي اليوم الرابع، يطلب من سعد الحريري أن يكون رئيسا لحكومة المقاومة الوطنية، بحيث يُبعد عنها أركان "مرحلة الإنقلاب"، وخصوصا "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" وأن يحصر تمثيله بأقل من الثلث المعطل، على اعتبار أن "قوته" تكمن في "ضعفه"، إذ يمكنه، حينها، أن يتحجج أمام المجتمع الدولي بعجزه عن تنفيذ إلتزامات لبنان، مما يساهم بسقوط "ميداني" للقرار 1701 وبدفن نهائي للقرار 1559 وبإزالة مفاعيل القرارات المنشئة للمحكمة الخاصة بلبنان.

يرفض الحريري ذلك، فتقوم القيامة، ويعود لبنان الى دائرة الخطر، لأن الفتنة على الأبواب، ولا بد من التصدي لها، عبر قرارات جريئة، على اعتبار أن خطوات الحريري السابقة تبقى بلا قيمة عمليا، إن لم يساهم في تحصين لبنان أمام العواصف الدولية والمؤامرات الصهيونية. وبعد أشهر من الصراع، يقرر الحريري درءا للفتنة الإستجابة لما هو مطلوب منه، فيصاب اللبنانيون بالذهول فيما تسخّر ثلاثة أيام للإشادة بخطوة الحريري الجريئة. وفي اليوم الرابع، يُطلب من الحريري إدخال تعديلات على قانون الإنتخابات النيابية بالتزامن مع "ودائع" لا بد منها ، صونا للتوجه الوطني المقاوم، في لوائحه الإنتخابية. يرفض الحريري. تقوم القيامة. يتم تهديد الإستحقاق الإنتخابي.تصدر أصوات تدعو الى التأجيل. يفتح ملف انتخابات رئاسة الجمهورية بالتوازي.تطرح أسماء مرشحي خط المقاومة والممانعة.تصدر تحذيرات من أن رأس الفتنة يطل من جديد. يقاوم الحريري.يرفض. يواجه.يوحّد صفوفه المبعثرة...

ويمر في منطقة الـ"سان جورج"!

 

 

"المجتمع الدولي ومجلس الامن كذبة كبيرة"، قاسم: اي قرار ظني لا يعتمد على الشهود الزور لا جدوى منه ولا نعترف به مهما كان ويكن

 وشرفوا على التصويت في اول جلسة لمجلس الوزراء        

7 Nov. 2010   

موقع الكتائب/أكد نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال تأبيني في بدنايل، "ان اي قرار ظني لا يعتمد على شهود الزور ومفبركيهم لا جدوى منه ولا نعترف به مهما كان ويكن، وهناك معادلة يجب ان تحصل اولا بهذه الدويخة"، سائلا "لماذا يخافون تحويل القضية الى المجلس العدلي وكأنها بعبع، فالمجلس العدلي قضاء وأدلة تدين اناسا وتعفي عن اناس، وميل هذا القضاء السياسي للطرف الآخر وفي الظروف الحالية يصعب عليه ان يحكم على احد بدون التباس او أدلة مئة بالمئة، ولماذا لا تريدون المجلس العدلي طالما تريدون الحقيقة وقد احيلت على المجلس العدلي قضايا مثل قضية الزيادين وهي جريمة شخصية".

وقال: "لماذا لا تحال هذه القضية على المجلس العدلي، ولا اعرف ما هو السبب الاساس لذلك، وكأنه يراد ان لا تفتح هذه القضية وان لا يبحث بها، فلماذا تعذبون انفسكم، هنك قضاء في المجلس العدلي، او يقول هناك شهود زور او لا يقول، ونحن نقبل بالنتيجة التي ستصدر وشهود الزور ليسوا الاسماء التي تعرفونها بل الاسماء التي لا تعرفونها وهي معروفة بالصفات، والمطلوب النطق بالاسم ممن خربوا البلد وحرفوا التحقيق الدولي وهم من حرف وبدل، وشهود الزور ادوات. وضعنا القضية على جلسة مجلس الوزراء اولا وثانيا ولم تبحث، ونتمنى ان نتوافق على حل، واذا لم نتوافق ماذا نفعل، نقول لكم لنضع هذا الملف على التصويت في جلسة مجلس الوزراء ونقبل بالنتيجة. يقولون لا تقبل الا بالتوافق حول هذا الموضوع معكم، اقول لا لن نتوافق الا على مجلس عدلي، "وشرفوا على التصويت" ضمن المعادلة الصحيحة في اول جلسة لمجلس الوزراء، لكن الواضح انهم يريدون صدور القرار الظني قبل شهود الزور لكن قضية شهود الزور هي المعبر الوحيد للقرار الظني، واي قرار ظني لا يعتمد على شهود الزور ومفبركيهم لا جدوى منه ولا نعترف به مهما كان ويكن".

اضاف: "ألم تتساءلوا عن الاهتمام الاميركي مع الدول الكبرى من اجل دعم المحكمة والعدالة التي استفاقوا لها، فأين العدالة الدولية باغتيال المبحوح علما ان القضية موثقة ومصورة وهم مدانون وثبت عليهم الجرم، هذا لان اسرائيل مسموح لها ان تقتل وتفعل ما تريد والادارة الاميركية ومن معها قتلة مجرمون دمروا العراق بسبب معلومة مغلوطة، ومن حاسبهم على ذلك "وبدنا نشوف كيف بدنا نحاسب اميركا ومن معها على جرائمها".

تابع: "يقولون لنا سلموا للمحكمة وارسلوا الدفاع والقرار سيصدر بحق افراد وانتم لستم مدانون، وهم يعلمون ونحن نعلم ان القرار الظني نسخة طبق الاصل عما صدر في "دير شبيغل" وسيصدر باسم افراد من حزب الله، واللعبة اذا شاركنا فيها ادانة موصوفة وهذا القرار الظني سيف مسلط على حزب الله ويمكن ان يصل الى سوريا وايران، لان "الفاخوري مثل ما يريد يركب اذن الجرة".

وتابع: "غدا يتحدثون عن 500 ألف اتصال تم البحث بها ونعرف هؤلاء الذين يدعوننا للاستجابة للقرار الظني وبما لا يشير الى حزب الله، فهم يعلمون علم اليقين ان القرارالظني سوف يكون شوكة بخاصرة حزب الله لانهم يريدون إسقاطه بالمحكمة الدولية وليس بالدفاع عن العدالة، لانهم لا يجرأون ان يقولوا "بدنا ننهي حزب الله"، اذا كنتم تريدون انهاء حزب الله قولوا ذلك واستفتوا اللبنانيين، نعم لدينا اكثر شعبية تساند مشروعنا وهذه اللعبة اصبحت مكشوفة".

وأكد "ان وضع حزب الله مرتاح وأرجله بمياه باردة ونظيفة، وانما اذا تحدثنا فلنبين للناس وقمنا بكل الاحتياطات للدفاع عن انفسنا، وهذا حق، وكنت اتمنى لو ان الاهتمام كان بوجع الناس والوضع الاقتصادي".

وتحدث عن "خطة من ثلاثة ابعاد، البعد الاول هو استباحة البلد بكشفه والبحث عن نقاط الضعف والقوة فيه من اجل تهيئة مقدمات للدخول الى نقاط الضعف وإسقاط نقاط القوة. والثاني، هناك تكبيل دولي ليكون لبنان محكوم لقوى وارادة دولية فتتعطل كل الدساتير والمقومات تحت عنوان اولوية دولية. اما الثالث فيقضي بإبقاء لبنان لقمة سائغة امام اسرائيل تدخل اليه ساعة تريد وتوطن الفلسطينيين وتدخل اليه ليصبح مسحوقا امامها ضمن خطة "استباحة وتكبيل واحتلال". لكننا جاهزون وحاضرون ومستعدون لدرء الخطر ان كان هذا الخطر اسرائيليا مباشرا او غير مباشر، وللاسف في لبنان هناك من يقبل باسرائيل ولا يقبل بلبنان". وقال: "قل لي ماذا عندما يكون خطابك اسرائيليا ونعرف ان المقاومة والشعب والجيش مستهدفون من اسرائيل وهم بوجهها وانت تسعى للوقوف بوجههم فالجيش ممنوع عليه التسلح، وما معنى ان تطالب بإسقاط المقاومة امام اسرائيل ولا تضع ولا تسمح بكلمة انتقاد او اعتراض على اسرائيل او حديث عن انتهاك للاجواء او مطالبة للامم المتحدة بوجه اسرائيل، ولو تحدثوا ولو بكلمتين او سطرين كل اسبوعين وحتى ولو بسطر واحد عن اسرائيل".

أضاف: "أحدهم له احترام كبير، واحتراما لمقامه لن اذكر اسمه، قالوا له اصبح لكم مدة لم تتحدثوا عن اسرائيل، قال: "تحدثت منذ سنتين، وهل يجب أن أتحدث كل يوم عن اسرائيل". ولماذا تتحدثون كل يوم عن الكرامة والعزة والاستقلال وتنسون اسرائيل، فاسرائيل تريد ان تسحق من معها بوجودنا فإضعافنا هو الهدف ولا نقبل الوصول الى هذا الهدف وحزب الله سجله مشرف وكل العالم يعرف ذلك". ختم قاسم: "لقد سمعتم تصريحات بيللغريني الذي كان يرسل التقارير الخاصة للامم المتحدة ثم يكتشف بعد ساعات ان مسؤولين اسرائيليين يطالبونه بنقاط وردت في التحقيق، فكل المحاكم الدولية باشراف اسرائيل وكل الاعمال باسم مجلس الامن والامم المتحدة وكل التحقيقات لها ارشيف كامل عند اسرائيل ونسخة طبق الاصل عند الامم المتحدة، واليوم لبنان مستباح بطائرات العدو من 6 الى عشر طلعات يوميا في مسح تام لاي اعتداء يمكن ان يحصل، ونحن أمام نغمة "سمجة" وهي نغمة المجتمع الدولي ومجلس الامن وهذه كذبة كبيرة".

  

ستريدا جعجع فازت بسباق الماراتون المخصص للنواب والوزراء

نهارنت/فازت النائبة ستريدا جعجع بالسباق المخصص للنواب والوزراء حيث سجلت رقما قياسيا هو 16 دقيقة في مسافة 3 كيلومترا، بحسب بيان صدر عن مكتبها الاعلامي.

وشاركت جعجع في ماراتون بيروت اليوم تحت شعار: "لا للمخدرات، لا للتدخين"، وقد رافقها اكثر من 200 شاب وشابة من "القوات اللبنانية". وفي اتصال مع "صوت لبنان" بعيد فوزها، أعلنت جعجع ان هذا الفوز هو فوز للعنوان العريض "لا للمخدرات"، مهدية إياه للجمعيات التي تكافح هذه الآفة. وأعلنت استعداد كتلة "القوات اللبنانية" لاي مساعدة في المجلس النيابي للعمل على إيجاد الحلول. ورأت ان اللبنانيين اليوم أثبتوا بأن آمالهم كبيرة للمستقبل، وان السياسيين من كل الأطياف ركضوا من أجل لبنان وبقاءه. وفي اتصال آخر مع "لبنان الحر"، كررت جعجع التأكيد بأن هدفها الأساسي كان المشاركة تحت عنوان مكافحة آفة المخدرات التي أصبحت متفشية في مجتمعنا اللبناني، لا سيما في أوساط الشباب، الذين هم مستقبل لبنان. وتوجهت جعجع إلى الشباب، من وراء تجربتها الشخصية كمدخنة لمدة 10 أعوام أثناء سجن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع فقالت: "دخنت السكائر خلال تلك الفترة، ولم تنفعني هذه التجربة بشيء، من هذا المنطلق أتمنى عليكم الإبتعاد عن آفتي المخدرات والتدخين". وشارك في السباق رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير الداخلية زياد بارود، وكل من النواب ستريدا جعجع، شانت جنجنيان، عمار حوري، آلان عون، سيمون أبي رميا، غسان مخيبر، خالد زهرمان، ووزير الشباب والرياضة علي عبدالله. 

 

تجاذب مسيحي ــ مسيحي تحت قبّة المرجعيات الروحية

بين مبادئ «14 آذار» في بكركي وواقعية فرنجية لدى الرهبان

إيلين عيسى/الديار

مع اتجاه التطورات في لبنان نحو التصعيد ومحاولات الحسم بين طرفي الصراع السني والشيعي، ترتفع السخونة على المحور المسيحي، حيث الطرفان المتحالفان مع «تيار المستقبل» من جهة و«حزب الله» من جهة أخرى، يحاولان إثبات الوجود وتقديم البراهين على زعامة المسيحيين. ففريق «14 اذار» ذهب الى بكركي للاستعانة بجبّة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير والقول ان المسيحيين يقفون الى جانب «14 آذار» والمحكمة وكل الخيارات التي يتبنّاها هذا الفريق ازاء المقاومة وسلاحها وسوريا، فيما ردّ النائب سليمان فرنجيه على هذه الخطوة بزيارة الرئاسة العامة للرهبانية اللبنانية في غزير، على مرمى حجر من الصرح البطريركي، على رغم تأكيد فرنجيه والرئاسة الجديدة للرهبانية بقاء بكركي رأس الكنيسة والموقع الوطني الذي يشكل البوصلة.

فسواء كانت هناك علاقة بين لقاءي بكركي وغزير أم لا، فالمراقبون يشيرون الى ان ثمة استقطابا جديدا يسعى اليه طرفا الصراع المسيحيان، اي «14 اذار» من جهة و«التيار الوطني الحر» و«تيار المردة» من جهة اخرى. وهذا الاستقطاب يبدو حاجة لكل من المحورين الكبيرين في البلد، لأن كلاً منهما يحاول ان يحظى بدعم مسيحي على ابواب المواجهة الكبرى المتوقعة عشية صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبعده، ففريق «14 آذار» يخشى ان تؤدي التطورات المقبلة الى عملية فوضى مدبَّرة قد تُترجم بما يشبه الانقلاب السياسي والأمني الذي يقوم به فريق «8 اذار»، اذا ما وجد أن القرار الاتهامي بات مسألة حتميّة، ويستند هذا الفريق الى تهديدات واضحة من جانب خصومه بـ7 أيار جديدة قد لا تقتصر على بيروت، وعبّر عاصم قانصوه عن بعض ملامحها عندما قال «إن معراب لن تأخذ معنا اكثر من ساعتين».

وهذه الاجواء المثيرة للهواجس المسيحية نقلها المعنيون الى البطريرك الماروني سعياً الى ايضاح الصورة ووضع الجميع امام مسؤولياتهم، علما بأن البطريرك كان التقى اخيرا رئيس «المردة» الذي حذّر من ان سياسة غير واقعية قد يسلكها بعض المسيحيين يمكن ان تؤدي الى وقوع ضرر كبير على مستوى الطائفة، وهو في زيارته مقر الرهبانية اكد على الخيارات الواقعية للمسيحيين.

هل يمكن لبكركي ان تضطلع بدور يحتاج الىه المسيحيون اليوم، وهو تقريب وجهات النظر في ما بينهم في ظرف من أصعب الظروف التي يمر بها لبنان؟

الصرح البطريركي كانت له تجارب في هذا المجال. لكن الاشكال كان يقع دائما نتيجة تصنيف بكركي على أنها تدعم فريقا دون آخر، فيما تؤكد هي ان مواقفها هي الثابتة، وان الاخرين يلتقون معها او لا يلتقون في الشؤون الوطنية. ولذلك، لا يبدو الوضع مناسبا لهذه المرحلة لعملية مصالحة مسيحية تؤدي الى تدعيم الحضور المسيحي في لبنان، والخشية، وفق مصادر مسيحية، تكمن في أن يتحول المسيحيون الى وقود يستخدمه هذا الطرف السياسي او ذاك في معركته الخاصة.

 

الجمهورية في خطر والظرف دقيق والتاريخ لا يرحم...»

لقاء بكركي أطلق النداء لمواجهة ما يُهدّد الكيان اللبناني

صونيا رزق/الديار

الحدث الاخير الذي خيّم على الصرح البطريركي في بكركي منح الساحة المسيحية تنفسّاً واعطاها جرعة تفاؤل بعيدة عن الخوف، فالمكان مثقل بالهموم اللبنانية عموماً والمسيحية خصوصاً بعد عودة لغة التصعيد الى الخطاب السياسي وطغيان الجو المتشنج على الساحة اللبنانية، خصوصاً ان في الافق مشاهد ماضية حاول اللبنانيون نسيانها، وهذا ما يتلمّسه زوار البطريرك الماروني وينقلون إستياءه الشديد مما هو حاصل بعد غياب اي بارقة أمل ُتبشر بإمكان وجود اشارات ايجابية تسمح بحصول توافق لبناني عام.

لقاء بكركي الموّسع ذكّر بالاجواء التي سبقت مرحلة «ثورة الارز»، فعُقد تحت عنوان «الجمهورية في خطر والظرف دقيق والتاريخ لا يرحم»، موجهّاً بذلك سلسلة رسائل الى الشريك في الوطن للعمل معاً على معالجة الوضع، والى رئيس الجمهورية رسالة تأكيد على انه الرمز الاول وعليه وضع الجميع امام المسؤولية من خلال احكام الدستور، كما دعا اللقاء المسيحيين الى استعادة دورهم المعروف على مدى وجود لبنان.

الى ذلك اوضحت اوساط الصرح البطريركي لـ«الديار» ان اجتماعات اخرى ستعقد وسترتدي الطابع الوطني للتاكيد مجدداً على الثوابت الوطنية التي تسير عليها بكركي، معتبرةً ان اللقاء سيؤثرعلى مجريات الامورعلى الساحة اللبنانية، لان المسيحيين إتخذوا موقفاً موّحداً ودقوا ناقوس الخطر إزاء ما يحصل من تشنجات وتوترات، ولفتت الاوساط الى انها كانت تفضّل لو ان لقاء بكركي جمع كل المسؤولين المسيحيين لان الوطن في خطر، آملةً من الجميع ان يعوا حقيقة هذا الخطر.

وأشارت الى ان اللقاء اكد إثبات موقع بكركي في المعادلة اللبنانية ودورها الذي يتجاوز البعد الديني الى البعد الوطني الاوسع، خصوصاً انها بدت هذه السنة مقلة في اطلاق المواقف السياسية، لكنها في كل مناسبة مهمة تعاود تأكيد ثوابتها على المبادئ الاساسية وهي لم تتأثر اطلاقاً بالحملات التي ُشنت عليها. وفي ضوء ذلك بدا واضحاً ان بكركي تتجنب غالباً الرد على منتقديها، وهي تشجّع اليوم على إعطاء الاولوية للاستقرار والتوافق والتفاهم، خصوصاً انها لم تنزلق الى الدرك الطائفي او المذهبي، ومواقفها تتسّم دوماً وفي كل المحطات السياسية والسيادية والاستقلالية بالمنحى الوطني العام.

ولفتت الاوساط الى ان القيادات المسيحية التي اجتمعت في هذا اللقاء ابدت القلق على تراجع جو الاستقرار والتهدئة الذي نحن فيه، اذ تعمل على منع هدم الاسس التي بني عليها لبنان، لانه آن الاوان لمواجهة هذه الاخطار والعودة الى اسس العيش المشترك والاستقرار، خصوصاً ان هناك شعوراً بتهديد هذه الانجازات لاننا نمّر بمرحلة بالغة الخطورة على كل المستويات، وقالت: «كان لا بدّ من هذا الاجتماع الموّسع لبحث طرق الحفاظ على لبنان الوطن السيّد والمستقل وعلى اولوية دعم الدولة والشرعية، بعد ان وضعت الازمات اللبنانيين أمام معادلة خطيرة قد تقضي على السلم الأهلي، مؤكدة ان اللقاء نادى بتنفيذ احكام الدستور والشرعية وتثبيت حق اللبنانيين في وطنهم. ولفتت الى انه كان بمثابة نداء لمواجهة كل ما يهدد الكيان اللبناني. ورداً على سؤال حول تخوّف بكركي من انفجار امني قريب، قالت الاوساط: «في ظل الشرخ المستشري بين الجميع نتخوف من انهيار البيت اللبناني وحدوث شرخ لا يلتحم ابداً بين ألاطراف»، واصفة الوضع «بأنه في أسوأ مراحله، وسألت هل سيستيقظ الجميع من أحلام اليقظة ويتخلون عن مصالحهم الشخصية وينظرون فقط الى مصلحة لبنان...؟».

 

حاول اكمال مهمة بييتون في استشراف المرحلة المقبلة

اوساط ديبلوماسية: كوشنير حمل رسائل دعم للمحكمة والاستقرار وتساءل عن وضع «اليونيفيل» بعد صدور القرار الاتهامي

هيام عيد/الديار

كشفت اوساط ديبلوماسية في بيروت ان الحراك الفرنسي المستجد عبر الرسائل التي نقلها وزير الخارجية برنار كوشنير من الرئيس نيقولا ساركوزي الى الرؤساء والمسؤولين اللبنانيين، لا ينبئ بوجود مبادرة اوروبية عموما او فرنسية خصوصا بشأن الجدل اللبناني الداخلي حول المحكمة الدولية. واوضحت ان الوزير كوشنير يكرر، وكما درجت العادة، دعم بلاده للحكومة وللاستقرار من دون اسقاط دعم فرنسا للمحكمة الدولية في الوقت نفسه، كما تحذيره من اي تداعيات للانقسام حول المحكمة على الوضع الامني سواء في بيروت او في الجنوب وتحديدا في مناطق انتشار قوات «اليونيفيل». ولاحظت الاوساط المواكبة للتحركات الديبلوماسية الفرنسية والتي كانت بدأت مع جولات السفير الفرنسي في بيروت دوني بييتون على الفاعليات السياسية، تستهدف كلها استشراف افاق مرحلة ما بعد صدور القرار الاتهامي وردود الفعل الداخلية ازاءه من جهة وتأثيره على المؤسسات الرسمية والدستورية وعلى مجمل الحياة السياسية من جهة اخرى.

وعلى الرغم من ان محادثات الوزير كوشنير مع الرؤساء لم تحمل اي جديد بشأن ما تواصل الخارجية الفرنسية اعلانه حول وقوف فرنسا الى جانب لبنان، فإن الاوساط الديبلوماسية لفتت الى ان اجندة وزير الخارجية ليست سياسية مئة بالمئة اذ هي تتوزع ما بين الشؤون السياسية المعقدة والوضع الثقافي والتربوي من خلال مواكبة معرض الكتاب الفرانكوفوني اضافة الى تأكيد تضامن فرنسا مع مسيحيي الشرق من خلال مسيحيي لبنان وذلك بعد الاعتداءات الدموية التي لحقت بالمسيحيين في العراق.

وفي الشأن المرتبط بالسجالات حول المحكمة الدولية، قالت الاوساط نفسها، ان وجهة النظر الفرنسية التي حملها كوشنير الى بيروت لا تتناقض مع مبدأ الوصول الى الحقيقة الذي يجمع عليه كل اللبنانيين ولكن تباينا سجل بين اعتبار فرنسا المحكمة الدولية مستقلة وغير مسيسة واتهام شخصيات لبنانية معارضة لهذه المحكمة بتحقيق مصلحة اسرائيل تحت ستار البحث عن قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورأت ان وزير الخارجية الفرنسية يرمي من خلال لقاءاته في بيروت ولاحقاً في عواصم عربية اخرى، الى التحذير من مغبة انزلاق الساحة اللبنانية نحو اي اضطرابات امنية تأخذ طابع الخلاف حول المحكمة الدولية في ظاهرها وتهدف تسوية حسابات اقليمية ودولية في جوهرها انطلاقا من الاصطفاف الجاري حول الاتهامات المفترضة من هذه المحكمة لاطراف لبنانية. كذلك فان اي تداعيات امنية للقرار الاتهامي قد تحصل في اي منطقة لبنانية، ستترك تأثيرات مباشرة على واقع الوجود الدولي في الجنوب خصوصا وان تصريحات عدة اطلقت في الاونة الاخيرة وتناولت مصير اليونيفيل وبشكل خاص الفرنسيين فيما لو اتى القرار الاتهامي المرتقب مشابها لما يتم التداول به في وسائل الاعلام في الفترة الاخيرة.

وقالت الاوساط الديبلوماسية ان الوزير كوشنير لم يستطع ان يحصل على اجوبة حول تساؤلات ادارته وهي الاجوبة ذاتها التي بحث عنها السفير الفرنسي منذ اسابيع في زياراته لقيادات وفاعليات معارضة حيث ان اي تصور لما يمكن ان تقوم به قوى المعارضة او 8 آذار بعد صدور القرار الاتهامي لا يزال غامضاً ولن يتم الكشف عن اي خطط معدة لهذه المرحلة سواء للوزير او السفير الفرنسي او لاية جهات اخرى وذلك بصرف النظر عن عمليات الاستشراف الداخلية التي تجري ولا يتم تأكيدها او نفيهالاحقاً من قبل المعنيين.

 

«بيت الوسط» حراك سياسي يبلغ الذروة وهذه أجواء السيد المنزل»

تفاؤل الحريري في عز تشاؤم البعض و«أبو حسام» يوازن بين المحكمة والاستقرار وحرص على الأصدقاء والحلفاء والعلاقة وسوريا خيار استراتيجي ولا قطيعة

وجدي العريضي/الديار

اخذ البعض يعيد نبش القبور واثارة ملفات سياسية ومالية وهمية وتحديداً العماد ميشال عون فاتحاً النار على قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ظاهرة غير مألوفة حيث انتهاك حرمة الموت والشهادة الى التعرض للرئيس سعد الحريري، وتيار المستقبل، وذلك تحت شعار محاسبة المدرسة الحريرية، وهنا لا بد من تسليط الضوء على الحريرية الآتية من نهج الاعمار والتعليم وعمل الخير وصولاً الى نادي رؤساء الحكومات عبر الرئيس الشهيد والآن نجله رئيس الحكومة سعد الحريري، وفي غضون هذا الجنون والجنوح السياسيين السائدين في البلد تكرّ سبحة التساؤلات وذلك من المقربين والاصدقاء والمخلصين لبيت الوسط وقريطم، لماذا لا يستقيل الشيخ سعد وآخرون لماذا لا يرد على هؤلاء المتطاولين وسوى ذلك من النصائح والطروحات، تالياً ثمة من اخذ ما كتب في بعض الاعلام المقرّب من المملكة العربية السعودية عبر بعض الاعلاميين وكأنه دعوة من القيادة السعودية تتضمن استقالة رئيس الحكومة او انها ترغب بذلك وقد انهك بعض الاعلام في لبنان واشتغل على «مقالين» حتى الثمالة، لكن نسي هؤلاء بان السعودية ماضيا ولا حاضراً لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية رغم محبتها وتقديرها ودعمها للرئيس الحريري، باعتبار انها تتعاطى مع حكومات ومؤسسات وايضا وايضاً تكثر وتتوالى التساؤلات كيف سيواجه رئيس الحكومة الشاب اعتى الحملات التي تتناوله بهدف ممارسة الضغوطات عليه ودفعه لتقديم التنازلات وربما لاحراجه وصولاً لاخراجه من رئاسة الحكومة وكل ذلك على خلفية المحكمة الدولية.

} الابن سرّ ابيه }

ماذا في «بيت الوسط» حيث منزل رئيس الحكومة والحراك السياسي الذي لا يهدأ المكتب الاعلامي والمستشارون وفريق عمل الرئيس الحريري وعلى طريق الوالد الرئيس الشهيد، فان «ابو حسام» هادئ صابر متماسك يتحمل الكثير لكنه صلب ومن يعرف الرئيس الشيخ يدرك بامتياز بانه قادر على المواجهة وعلى الطريقة الحريرية المتمثلة بالحوار والكلمة الطيبة والانفتاح والاعتدال والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين والاحتكام الى الدولة والدستور والتمسك بالطائف والسلم الاهلي والاستقرارفتلك كلمات وعناوين يرددها دوماً الرئيس الحريري في مجالسه ومواقفه وفي سائر المناسبات من هنا وامام هذا الكم من الحملات المستعرة، فان الرئيس الحريري يستاء ويحزن، لان ذلك له انعكاسات سلبية جداً على المسار العام للبلد ولا سيما اوضاع الناس، لانه بات واضحاً لا اقتصاد وسياحة واستثمار وازدهار في ظل التصعيد السياسي وخصوصاً ان الاستياء الابرز الذي يحيط «ببيت الوسط» وحتى على المستوى الوطني العام، قيام بعض الاعلام المعارض بوضع السيناريوهات العسكرية والاشارة الى احتلال هذا الشارع وذاك الحي وكأن هؤلاء يدخلون ارض عدوة وسيحررون القدس، في حين الانكى ان هؤلاء ينقلون عن رئيس الحكومة بانه اخذ قرارا بتدبير بعض الوسائل الاعلامية فبركات لا تنتهي وكل ذلك عبر روايات الف ليلة وقصص خيالية لا تركب في رأس عاقل، لكن وحيال هذه العصفورية السائدة في البلد من خلال الهرج والمرج وتركيب الافلام، فان اجواء رئيس الحكومة تؤكد على ثبات مواقفه وثوابته تالياً، ولن يدخل في اي معارك سياسية او مماحكات مع هذا الطرف وذاك او هذه الجهة السياسية وتلك.

} الاصدقاء والحلفاء }

تتمايز الحريرية السياسية في الوفاء للاصدقاء والمقربين وبالتالي، خصال الرئيس سعد الحريري نسخة طبق الاصل عن والده المشهود له بالوفاء حتى لمن هاجمه وعاكس مسيرته السياسية من هنا تقول الاوساط المعنية ان الرئيس الحريري يشاور الحلفاء وثمة تأكيدات بانه لن يتخلى عنهم وهم يتفهمون خصوصيته كرئيس حكومة على لبنان وتحديداً حول العلاقات مع سوريا ناهيك ان الرئيس الحريري تربطه صداقة مع البطريرك صفير ويحرص دوما على وضعه في سياق حركته السياسية والخطوات التي يقدم عليها عبر مستشاره الدكتور داود الصايغ في ظل ارتياح البطريرك صفير لمواقف الرئيس الحريري الوطنية ودعمه للمسيحيين عبر مبدأ المناصفة وامور كثيرة اخرى.

اما على خط الاصدقاء الجدد لا سيما من هم من غلاة فريق 8 آذار ولا سيما النائبين سليمان فرنجية وطلال ارسلان. فالاجواء تشير الى استمرار التواصل معهما والرئىس الحريري حريص على هذه العلاقة وبالتالي الخلاف او التباين السياسي لا يفسد في الود قضية، انما المستغرب النصائح الارسلانية المتتالية وسواها للرئىس الحريري لاتخاذ الموقف الذي ينقذ البلد، وقد سهى عن بال هؤلاء من يهدد ويتوعد البلد والدولة والناس والمؤسسات. وبالتالي ان المحكمة الدولية غير موجودة في «بيت الوسط» بل في لاهاي وفي عهدة المجتمع الدولي. كما ان الرئيس الحريري، وفي مجالسه وأمام الاصدقاء، لم يتهم لا حزب الله ولا اي طرف اخر بل يقول دائما اريد العدالة ولن اسعى للإنتقام السياسي والثأر. لذا هذه المواقف والنصائح الشبه يومية تثير الغثيان، انما ثمة حرص من رئيس الحكومة على استمرار هذه الصداقات مع فرنجية وارسلان وغيرهما بحيث بلغت مراحل متقدمة على ايقاع الاوضاع السياسية المأزومة.

} العلاقة وسوريا خيار صادق }

من الزيارات المتكررة للرئيس الحريري الى دمشق وبناء افضل العلاقات وسوريا وصداقة شخصية مع الرئيس بشار الاسد، ومن ثم توقيع اتفاقيات مهمة ومدروسة لصالح البلدين الى حديث رئىس الحكومة «للشرق الاوسط» فالمذكرة القضائىة السورية بحق مقربين في فريق عمل الرئيس الحريري، هنا ثمة تساؤلات عن العلاقة الحريرية السورية الى اين؟ لكن هنالك حرص في «بيت الوسط» على تمسكه بخيار العلاقة الاستراتيجية مع دمشق والرئيس الحريري صادق وثابت في هذا الخيار لما يعود بالخير لكلا البلدين وما قام به رئيس الحكومة غير نادم عليه بل مصرّ على الحفاظ على ما تم انجازه من خطوات كبيرة على هذا الصعيد، انما ثمة من لا يريد لهذه العلاقة بين الرئيس الحريري ودمشق ان تتطور وتتفاعل، الامر الذي يظهر في بعض الاعلام حيث التشكيك والحديث عن عدم الإلتزام بما تم الإتفاق عليه بين الرئيس الاسد ورئيس الحكومة الى ما هنالك من تشويش لا ينقطع على تلك العلاقة وحيث يشير الرئيس الحريري الى انه متمسك بالتواصل والتنسيق مع سوريا ومرتاح لعلاقته الشخصية والرئيس الاسد اكثر من اي وقت مضى لمواجهة التحديات والتهديدات الاسرائىلية. وهذا ما اكد عليه من لندن والامور تعالج بهدوء لكن الطريق من «بيت الوسط» الى قصر المهاجرين ما تزال سالكة والاشارات الايجابية التي اطلقها الرئيس الاسد تجاه الرئىس الحريري تؤكد على ذلك وتم تلقفها بإيجابية مماثلة على الرغم من استمرار بعض حلفاء دمشق بإطلاق حملات تصعيدية تتناول رئىس الحكومة، الى العبارات غير اللائقة والسباب والشتائم الخارجية عن الادبيات والاخلاقيات السياسية. انما يبقى ان مهندس العلاقة الحريرية - السورية مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري، جاهز للتواصل والتنسيق مع مستشارة الرئىس الاسد السيدة بثينة شعبان وكل الاحتمالات تبقى واردة.

} اللاءات لا تتزحزح } واخيرا يبقى للملكة العربية السعودية كل المعزة والمودة والتقدير في «بيت الوسط» وقد شرّفه بزيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز اذ يثمّن الرئيس الحريري عاليا مبادرة الملك عبدالله تجاه العراق وما تقوم به المملكة لإعادة لم الشمل العربي وارساء التضامن بين القادة العرب ناهيك عن ارتياحه بالتنسيق بين الرياض ودمشق الامر الذي يريح الساحة العربية ولا سيما لبنان. هذه اجواء «بيت الوسط» حيث الحراك السياسي على كل المستويات وفي سياق اجواء مفصلية يجتازها لبنان مما يبقي الانظار مسلطة على الرئىس الحريري في هذه المرحلة لجملة اعتبارات لكنه على مواقفه الوطنية الحاسمة ومن يواكب هذه الاجواء الحريرية، يدرك بامتياز مدى حرص الرئيس الحريري على استقرار البلد والناس والسلم الاهلي على ان تسلك المحكمة طريقها نحو العدالة باعتبار ان العدالة تعني الاستقرار وليس كما يروّج البعض فتنة وزعزعة الاستقرار فهذه هي لاءات ومسلمات «بيت الوسط»،

 

 

سمير فرنجية: هناك همّ واحد هو كيفية حماية اللبنانيين من الخطر الذي يهددهم

وكالات/أوضح عضو الأمانة العانة لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية أن "الهدف من اللقاء المسيحي الذي حصل في بكركي يتخطّى السجال السياسي، وهو بالتحديد التأكيد أن كل لبنان بخطر وأن لبكركي دوراً تاريخياً في حماية كل لبنان، والقول إن معركة الاستقلال التي أطلقتها بكركي في العام 2000 لا زالت مستمرة". فرنجية، وفي حديث الى قناة "أخبار المستقبل"، لفت الى أن "الإلتقاء الذي تمّ بين بكركي والمجلس الاسلامي الشرعي هو التقاء واضح وهو للتأكيد في أي موقع هو تواجدُنا"، مؤكداً أن "هناك همّاً واحداً الآن وهو كيفية حماية اللبنانيين من الخطر الذي يهددهم". وشدّد على أن "الفريق الآخر يجب أن يفهم أن التعاطي مع اللبنانيين لا يتمّ بالترهيب بل بالتوافق".

 

أسئلة أمام «حزب الله

عبدالله اسكندر (الحياة)، الاحد 7 تشرين الثاني 2010

مجلس الوزراء في لبنان شبه معطل. الحوار الوطني مهدد بالتوقف. اتهامات لرئاسة الجمهورية بمغادرة موقع الحياد والتوافقية. ثمة جدل يتسع شيئاً فشيئاً في شأن دور المجلس النيابي وصلاحياته. وثمة تشكيك يرتفع من هنا وهناك في مدى قدرة المؤسسات العسكرية والأمنية على تدارك أي تهور أمني.

بذلك تكون كل صمامات الأمان المؤسساتية والشرعية، والتي يمكن ان تستوعب اي انزلاق في النزاع السياسي، قد فقدت وظيفتها. ولم تعد تحمي هذه الوظيفة اية تفاهمات اقليمية، ما دام اطراف محليون يخرقون الخطوط الحمر الموضوعة من اجل الإبقاء على البقية الباقية من امكان ضبط الأوضاع.

فالقضية لم تعد تتعلق بكيفية معالجة هذا الملف او ذاك، وانما تتعلق بكيفية تنظيم استمرار العيش في بلد متعدد سياسياً وطائفياً، وتضبيط موازين القوى الداخلية بما يتيح استمرار نظام الحكم المنبثق من اتفاق الطائف... او على الأقل هذا ما ينبغي ان تكون عليه الأمور في حال استمرار الإجماع الداخلي على ذلك، كما يُقال حتى الآن.

هذا الانكشاف الداخلي ينطوي على اخطار قد تكون قاتلة هذه المرة. ويشكل تداركه اولوية تفوق في خطورتها كل القضايا موضع النزاع الحالي، بما في ذلك المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. واذا كان مسيحيون التقوا في الصرح البطريركي ليشددوا على بديهية الأخطار الناجمة عن الابتعاد عن الدولة والمؤسسات، ولاقاهم في هذا الهاجس تيار المستقبل الممثل لغالبية السُنة في لبنان، يصبح السؤال المتعلق بهذه الهواجس مطروحاً بقوة على «حزب الله»، ليس بصفته حركة ترفع شعار المقاومة وتتمسك بسلاحها، وانما كحركة شيعية اساساً.

السؤال يطرح على «حزب الله» لأنه جعل من قضية المحكمة مسألة تتعلق بجوهر النظام وليس بمجرد تحقيق قضائي حتى لو قيل انه مسيّس. وفي الوقت نفسه، وبصرف النظر عن النيات، لم يوفر ما يكفي من ضمانات سياسية وامنية لعدم المس بجوهر النظام. لا بل تُسمع من على اطرافه سيناريوات، لم ينفها رسمياً، عن قدرات على قلب الطاولة على الجميع وإحداث تغيير حتى بالعنف.

والسؤال المطروح على «حزب الله»، كحركة شيعية لبنانية قوية، هو عن مدى ذهابه في رهان تجارب القوة الى حد الانقطاع عن مكونات طائفية لبنانية اخرى لا تقل تمثيلاً طائفياً عنه. يمكن «حزب الله» ان ينفي، ربما عن حق، نيته في حسم امني وتغيير النظام لمصلحته، لكن ذلك سيكون محصلة ونتيجة لسيرورة بدأت في البلد. ونفي النية لا ينفي الوصول الى هكذا نتيجة.

و«حزب الله» معني اكثر من غيره بالرد على هذه الاسئلة، خصوصاً ان الأكيد في خطابه هو العمل على منع الفتنة، بوجهيها الإسلامي - الإسلامي والإسلامي - المسيحي. لقد دأب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله على استهلال كل طلاته الإعلامية بجولة افق سياسية على المنطقة، بما يعني انه يرصد تطوراتها على المستويات كافة. وهذا الرصد لا يمكنه ان يغفل الهواجس الكبيرة والخطرة المتعلقة بالفتنة في المنطقة. ولا يمكنه ان يغفل مخاوف متزايدة لدى المسيحيين خصوصاً من كون تحولهم عناصر غير مرغوب فيها وربما مستهدفة بالتهميش والتهجير والقتل. وهذا ما ينعكس على المسيحيين في لبنان، والذين يعتبرون ولأسباب تاريخية، ان ضمانتهم تظل في طبيعة النظام وما يوفره لهم من مشاركة فعلية.

وفي هذه الفترة الملتهبة بالهواجس والمخاوف، يتحول اي التباس في مواقف «حزب الله» مزيداً من الهواجس والمخاوف لشركائه في الوطن، ويقلل فرص تفاهمات تطاول هواجسه ايضاً... وهي الهواجس التي يعتبر بعض انصاره ان تبديدها ينبغي ان يكون عملاً أحادياً.

 

شهود الفتنة

احمد عياش (النهار)، الاحد 7 تشرين الثاني 2010

ما كتبه الاستاذ كريم بقرادوني عن عهد رئيس الجمهورية السابق اميل لحود وحمل كتابه عنوان "صدمة وصمود" لا يزال الوثيقة الأهم التي تؤرخ لتلك الحقبة وتستمر مفاعيلها الى يومنا هذا. وبالعودة الى هذا الكتاب ما يكفي لتبديد الغبار الذي يثيره ضجيج المواقف السياسية ولا سيما منها تلك التي تصدر عن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون.

في كتاب بقرادوني الذي يتحدث عن المبادرة التي رعاها الرئيس لحود ونظيره السوري بشار الاسد والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله لعودة العماد عون من منفاه الباريسي، ورد الآتي: "يسهر رئيس الجمهورية (لحود) بالتفاهم مع دمشق على اقفال كل الملفات والدعاوى القضائية المقامة ضد الجنرال عون ورفيقيه الجنرال عصام ابو جمرة والجنرال ادغار معلوف وسائر الضباط الموالين له، وتسديد التعويضات المستحقة لهم وحماية الأمن الشخصي للجنرال لدى عودته الى لبنان".

لقد سبق ان نشر في هذه الزاوية كل ما ورد في هذه المبادرة من تعهدات التزمها عون تجاه لحود وسوريا و"حزب الله" في مقابل عودته من دون اي مساءلة قضائية.

واليوم من المفيد التذكير بهذه المبادرة في وقت عادت الى واجهة الاحداث الاموال العامة التي تصرف بها عون وظهرت وثائقها من جديد ليتبين ان براءة الذمة التي نالها الاخير جاءت عن طريق السياسة اولا قبل ان يلتحق القضاء آنذاك بهذه الطريق. حتى كتابة هذه السطور لم يعلن احد سواء بقرادوني او غيره من المعنيين ان لا صحة للمبادرة التي اعادت عون الى لبنان وعليه فان ذهاب الجنرال غدا الى القضاء لمقاضاة النائب عمار حوري على خلفية ما ابرزه من وثائق يقول انها تتضمن تفاصيل تصرف عون بالمال العام والمقدّر بنحو مئة مليون دولار اميركي يقتضي اعادة المبادرة الى الاضواء لمعرفة الحقيقة كاملة حول هذه الصفقة التي جعلت عون ليس حليفا موثوقاً به لـ"حزب الله" والنظام السوري فحسب، بل رأس حربة في مواجهة قوى 14 آذار التي اخرجت في الانتفاضة التاريخية عام 2005 الجيش السوري من لبنان ووضعت مشروع "حزب الله" الذي انشأته وموّلته ايران ورعته وحمته دمشق تحت مجهر المصلحة الوطنية اللبنانية العليا من خلال الحوار المستمر والمهدد بالتوقف حول سلاح هذا الحزب.

لا احد يعلم ماذا كانت التعهدات التي التزمها عون امام ثالوث الاسد – نص رالله – لحود تتضمن بنودا سرية بينها اثارة النعرات المذهبية بين السنّة والشيعة وهي فتنة تكاد ان تجرف المسيحيين معها، كما يشاهد العالم نموذجها المروع في كنيسة سيدة النجاة في بغداد. علما ان ما قاله عون في جونيه اول من امس عن "السني الذي شتمني" والذي "ليس لديه القضية التي عندنا وعند الشيعة" لم يسبق لأي شخص يعمل في الحقل العام ان تفوه به حتى في ذروة الحروب الاهلية والخارجية التي عصفت بلبنان. الا يستحق هذا الكلام احالته على المجلس العدلي الذي يريده عون وقوى 8 آذار ان يهتم بقضية "شهود الزور"؟ من يهدد السلم الاهلي اكثر: عون ام زهير الصديق وهسام هسام اللذان قال بقرادوني عنهما في كتابه "ان الاول سيناقض لاحقاً اقواله قبل ان يلجأ الى فرنسا، والثاني سيهرب الى دمشق ليعقد مؤتمراً صحافياً يتراجع فيه عن افادته"؟

ان الحض المكشوف من عون على الفتنة يتقزم امام عملقة النداء الصادر عن اللقاء المسيحي التاريخي في بكركي. ففي النداء دعوة الى العمل مسلمين ومسيحيين على "تجاوز الحساسيات الطائفية والمذهبية التي انبعثت على نحو لم تشهده البلاد من قبل(...) من خلال عودتنا جميعاً الى الدولة وبشروط الدولة لا بشروط طائفة او حزب".

كما يتقزّم امام الموقف التاريخي لزعيم الاكثرية رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الذي لا يترك مناسبة الا ويؤكد فيها التزامه المناصفة التامة بين المسلمين والمسيحيين مما يجعله زعيم الاعتدال في لبنان والمنطقة التي لن تجتاز حقول الموت الا بالاعتدال في مواجهة النافخين في بوق الفتنة على شاكلة ميشال عون.

 

بعد مقاطعة المحققين الدوليين... هل يقاطعون "هيئة الحوار" أيضا؟

محمد مشموشي (المستقبل) ، الاحد 7 تشرين الثاني 2010

اذا صح ما يقال، وهو صحيح لأن مصادر عدة أكدته، من أن مندوبين عن "حزب الله" جالوا على عدد من المؤسسات والدوائر الرسمية في بيروت لتبليغها قرارالأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله مقاطعة المحققين الدوليين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وضرورة "عدم التعاون معهم بعد الآن"، وأن التبليغ تم في اليوم نفسه(الأربعاء في 3 تشرين الثاني) الذي كانت ستعقد فيه جلسة مجلس الوزراء للبحث في مسألة ما يسمى "شهود الزور" والتي أرجئت في اللحظة الأخيرة، فان نقطتين جديدتين تكونان قد أضيفتا الى المأزق الراهن في لبنان. أولاهما، أن "القرارات" التي يتخذها الحزب لم تعد تكتفي باطلاع الناس عليها عبر الاعلام والبيانات والاطلالات التلفزيونية بل باتت تتم بتبليغ رسمي مع "اشعار بالاستلام"(أو "مع الشكر لتفهمكم" كما قيل أن المندوبين أبلغوا من قابلوهم)، وثانيتهما، أن مسألة ما يسمى "شهود الزور" ليست سوى تفصيل صغير في المشهد، بحيث أنه لا مانع من تجاوزه، وربما حتى حذفه منه، اذا لم يكن يؤثر في النهاية على تراجيدية المشهد المرسوم والصورة العامة للمعركة.

والنقطتان ليستا قليلتي الأهمية، بل والخطورة البالغة، في المرحلة الخطيرة بدورها التي يمر بها لبنان حاليا، خصوصا لجهة ما يطرحه اللبنانيون من أسئلة حول الخطوة التالية ل"حزب الله"، وحلفائه المحليين والاقليميين، بعد قراره مقاطعة المحققين والمحكمة، واعلانه الصريح أنه يعتبر كل من يتعامل مع المحققين معاديا للمقاومة من ناحية وعميلا لاسرائيل والولايات المتحدة من ناحية ثانية.

ذلك أنه لا حاجة الى القول أن بعض اللبنانيين(وحتى بعض العاملين في الدوائر الرسمية) قد يلجأون، التزاما بموقف الحزب أو ربما خجلا منه أو حتى خوفا، الى التحفظ بشكل ما على التعامل مع المحققين في الآتي من الأيام، بينما يواصل الآخرون التعاون مع المحكمة بكافة أجهزتها وحتى محضها كل ما تستحقه من ثقة رسمية وشعبية والى أبعد الحدود. وفضلا عن تقسيم المجتمع اللبناني مجددا بين فسطاطين متقابلين، أو متعاديين وربما بعد ذلك متقاتلين - "من هم معنا ومن هم ضدنا" فالمسألة في ما يتعلق بالدولة ومؤسساتها وأجهزتها الرسمية تبقى أخطر من ذلك بكثير.

فهل يعني تبليغ "القرارات" بهذا الشكل الصريح، وان غير العلني حتى الآن، أقل من تبليغ صريح للبنانيين كأفراد، وللمسؤولين كسلطة تنفيذية وتشريعية بقيام "دولة الحزب"، أو "دويلته"، بعد أن قام طويلا جنبا الى جنب مع حلفائه بوضع العراقيل في طريق اعادة بناء الدولة وعمل مؤسساتها، بما فيها عمل مجلس الوزراء من داخله ومن الخارج؟.

أم أن التبليغ موجه الى هؤلاء اللبنانيين كأفراد، والمسؤولين كسلطة لاعلامهم بأنه سيتم التعامل معهم من الآن وصاعدا على أساس أنهم اما مؤيدون للمقاومة، وبالتالي فهم جزء من "دولة الحزب" هذه، أو أنهم معادون لها، وبالتالي عملاء لاسرائيل والولايات المتحدة بكل ما تعنيه هذه الكلمة؟.

أم أن المسألة كلها، كما لا يزال يظن البعض، لا تعدو كونها مسألة تهويل من ضمن اللعبة المستمرة اياها منذ شهور(لعبة "اشاعة الذعر" كما قال أحدهم مرة) وأن هدفها هو مواصلة العض على الأصابع لا أكثر ولا أقل؟.

أياً يكن، فما تم في هذا المجال ليس مما يجوز تجاهله أو التغاضي عنه لأكثر من سبب محلي لبناني أو خارجي اقليمي ودولي في الوقت ذاته.

فاذا كان اللبنانيون قد اعتادوا على ممارسات، أو حتى "ألعاب" في ما بينهم، من هذا النوع، فمسألة التعامل مع المحققين و"المحكمة الخاصة بلبنان" لا يمكن أن تكون كذلك. اذ هي تمس مباشرة السؤال الكبير عما اذا كان لبنان دولة عضوا في الأمم المتحدة، بما يعنيه ذلك من التزام بميثاقها وقراراتها، أو أنه دولة ينطبق عليها وصف "الدولة الفاشلة" التي لا تستطيع الوفاء بمثل هذا الالتزام، أو "الدولة المارقة" التي تقرر طوعا وعن سابق تصور وتصميم عدم الوفاء به.

ولم يصل لبنان، حتى في ذروة الحرب الأهلية التي ضربته على مدى خمسة عشر عاما، أو حتى عندما خضع في قسم كبير منه للاحتلال الاسرائيلي بعد العام 1982، الى الحال التي ينطبق عليه فيها أي من النعتين المذكورين.

وبالتأكيد فليس لبنان في مثل هذه الحال اليوم، أقله بدليل ما تقوله الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن الدولي عنه. وليس "دولة فاشلة"، أو "دولة مارقة، بالرغم من كل ما يشهده من خضات داخلية، سياسية وأمنية وعسكرية وطائفية ومذهبية، ومما يحيط به من أزمات خارجية وتدخلات في شؤونه على المستويات الاقليمية والعربية والدولية.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فلم يعرف ما اذا كان المندوبون هؤلاء قد زاروا في سياق جولتهم مبنى رئاسة مجلس النواب، كسلطة رسمية، أو مقر رئاسة الجمهورية أو رئاسة مجلس الوزراء، لتبليغهم مضمون "القرارات" .. وطبعا "مع الشكر على تعاونها". بل ماذا كان سيقول وزراء "حزب الله" لو أن زميلا لهم سأل في جلسة مجلس الوزراء التي أرجئت، أو عضوا في جلسة هيئة الحوار الوطني التي تغيبوا عنها، عما فعله مندوبوهم في المؤسسات والدوائر الرسمية؟. هل كانوا سيجيبون بأن السؤال من خارج جدول الأعمال، وبأن الجلسة مخصصة لمسألة "شهود الزور"؟.

المعروف فقط، أن شيئا شبيها بالقيامة طلع على اللبنانيين لمجرد أن جلسة مجلس الوزراء في ذلك اليوم قد أرجئت، وأدى ذلك الى قرار مقاطعة من نوع جديد: عدم التعامل بعد الآن مع هيئة الحوار الوطني، بحسب موقف الحليف الناشط رئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون، وربما اسقاطها ونزع شرعيتها في المستقبل.

ثم ماذا يعني ألا يجد "رئيس المعارضة"، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما يبرر به غياب زملائه عن اجتماع هيئة الحوار سوى القول إن المقاطعين أرادوا التضامن مع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، وأن يقول رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن غيابه كان تضامناً مع العماد عون؟. وهل، بعد اعلان "الدولة" الجديدة هذه من الضاحية الجنوبية واعلان قيام "جبهة الشعوب المقاومة" من بنت جبيل، لم تعد هناك حاجة للبحث في ما يسمى "الاستراتيجية الدفاعية"... النقطة الوحيدة على جدول أعمال هيئة الحوار؟.

.. بانتظار معرفة الخطوة التالية من "حزب الله"، واصرار نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم على ابقائها سراً، يصعب الجواب على هذا السؤال، كما على الكثير من الأسئلة الأخرى.

 

برسم الضالّين 

الياس الزغبي ، السبت 6 تشرين الثاني 2010

عند كلّ مفترق مصيري، يُعيد مسيحيّو لبنان تأكيد مسؤوليّتهم التاريخيّة عن الوطن الذي أسّسوه، وصانوا نسيجه بالصبر والحكمة، وخاضوا غمار انقاذه بالدمع والدم.

عبر تاريخهم المديد، خضعوا لاختبارات وتجارب قاسية في ارادتهم ووعيهم وثقتهم وايمانهم، حول معنى لبنان الذي أرادوه. وكانت أقسى التجارب في بيئتهم، ومن لحمهم ودمهم، بعد كلّ نجاح في ردّ الخطر الخارجي.

وهم اليوم في ذروة امتحانهم الداخلي، بعدما اخترقهم مشروع الغاء لبنان في جوهر ثلاثيّتهم الكيانيّة المقدّسة: الحريّة والسيادة والاستقلال.

نعم، لقد نجح المشروع الانقلابي في استمالة فريق منهم واستخدامه، بوعود وعهود وأثمان، وبفحص دقيق وخبيث للطبائع والنوازع الشخصيّة والنفسيّة، وتوغّل الى مركز ادارة هذا الفريق، وملك عليه حركاته وسكناته، وأحصى أنفاسه، وحوّله الى أداة هيّنة ليّنة طيّعة، تُجيد الرقص "... بأشدَّ ممّا ينفخ الزمّارُ!"، كما في قصيدة الجواهري.

قبل بضعة شهور، بل قبل 4 سنوات، كان الاختراق أشدّ خطورة وعمقا، لأنّه امتدّ من الرؤوس والقادة الى النفوس والقاعدة، وكاد الداء يفتك بمعظم الجسم المسيحي، على أساس الوكالة الشعبيّة التي اقتنصها هؤلاء في لحظة تخلّ وغفلة وخدعة.

اليوم، تراجع الخطر الوافد الى العمق المسيحي بفعل انكشاف المشروع وأبعاده، وافتضاح أمر أدواته المسيحيّة وضمورها التمثيلي، لكنّها، وبسبب هذا الافتضاح، تبثّ سمومها الأخيرة في الاعلام والسياسة، وباتت في سباق مع وظيفتها والدور الموكل اليها.

وقد اقتضى استشراس المشروع وأدواته استنهاضا للثوابت والركائز المسيحيةّ، فكان اللقاء المفصلي في بكركي، وفرضت الضرورة والخطورة صدور الموقف – النداء الذي أعاد ربط التاريخ المسيحي بالحاضر والمصير، ووضع الميزان السياسي والوطني في نصابه الصحيح.

واذا كانت وثيقة بكركي رسمت اطار شراكة الحياة مع المكوّنات اللبنانيّة الأخرى من طوائف وأحزاب، وأرست ثابتة الانتماء والمسؤوليّة مع العالم العربي، وأيقظت المجتمع الدولي على واجبه في انقاذ النموذج اللبناني الاستثنائي، فانّها وضعت علامة الزمان في وجه الضالّين من المسيحيّين، لعلّهم يهتدون الى سواء السبيل، ويعودون الى البيت الأبوي، قبل سقوطهم في الغربة الأبديّة.

هو نداء الى الذات قبل أن يكون نداء الى الآخر، ولو لم يُشر بكلمة الى الأبناء الشاطرين.

فأيّ مشروع تدميري لا يمكن أن يمرّ بين المسيحيّين اذا لم يكن في صفوفهم أكثر من قايين ويهوذا وبروتس، ولا يمرّ تاليا بين اللبنانيّين، ولا تجد الفتنة أرضا خصبة في أيّ بيئة اسلاميّة اذا لم تبدأ في البيئة المسيحيّة. انّها مسؤوليّة المسيحيّين في منع الفتنة بين المسلمين. وفي الماضي القريب أكثر من عبرة: لم تحدث حرائق 23 كانون الثاني 2007 لو لم تسبقها "ورقة" 6 شباط 2006، ولم تحصل الاعتصامات الانقلابيّة ومحاولة اقتحام السراي لولا مشاركة فريق مسيحي، ولم يكن 7 أيّار 2008 بدون "غطاء" مسيحي تباهى آنذاك بوضع الأمور "في نصابها الصحيح"!، ولم تقُم قائمة "الثلث المعطّل"، وشلّ المؤسّسات، واضعاف رئاسة الجمهوريّة، واستباحة الجيش من الشيّاح الى سجد الى بعلبك، واباحة التسليح وتكديسه في الأزقّة، وتقديس السلاح، وتغليب الدويلة على الدولة... الاّ بالتأييد المطلق والضرير الذي محضه بعض المسيحيّين للمشروع الانقلابي.

انّ في انقاذ بعض المسيحيّين من هوس قيادتهم انقاذا للبنان بأسره، فبمقدار ما يكون وعيهم دواء يكون انزلاقهم داء، لهم وللمسلمين وللبنان.

هذا ما شاءته بكركي والملتقون تحت جبّتها.

وليس كثيرا القول: انّ مصير لبنان معقود على انضواء فريق الضلال تحت هذه الجبّة الخلاصيّة. واذا تلكّأ عن العودة التائبة، فبكركي ولبنان باقيان في ضوء الخلود، أمّا هو فالى عتمة التاريخ.

 

ابو عاصي : من أتلف العلاقة بين لبنان وسوريا هي ممارسات القمع السورية واجتماع بكركي بالامس هو لمواجهة الاخطار! 

باتريسيا متّى

وضع عضو الأمانة العامة في 'قوى الرابع عشر من أذار” الدكتور الياس ابو عاصي الاجتماع الذي عقد أمس الأول في بكركي والذي جمع مسيحيي 14 أذار، في سياق مواجهة الاخطار التي تحدق بالبلد في ظل تعدد السيناريوهات التي تطاول السلم الاهلي وتهدد الوحدة الوطنية والتي يعبّر عنها بشكل علني واستفزازي، فأقل ما يمكن القيام به هو تنبيه الرأي العام وتوضيح المبادىء التي يجب اتباعها, مؤكدا انه نوع من تحذير واعادة تأكيد "تمسكنا بالثوابت والمبادىء التي يتوافق عليها اللبنانييون ولكنه ليس موجها ضد أحد بل اجابة للتأكيد على الثوابت والمسلمات اللبنانية، خاصة تعلقنا بالدولة والدستور وبمرجعية الطائف والحوار وسيلة للتفاهم على المسائل الخلافية وليس الى اللجوء للتهديد والتخوين والتهويل".

ابو عاصي وفي حديث خاص لموقع "14 آذار الالكتروني" وصف فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان بصفتين، من جهة صفته كرئيس جمهورية وهو مولج الحفاظ على السلم الاهلي والوحدة الوطنية والساهر على حسن تطبيق القوانين والدستور، ومن جهة أخرى هو الرئيس التوافقي ويكون ذلك بالشهادة للوطن والوقوف الى جانب المبادىء اللبنانية والدفاع عن الثوابت اللبنانية, من هنا ،على الرئيس سليمان التنبيه من الاتجاه التدميري للوحدة الوطنية الذي تتخذه بعض الاحلاف والذي لا يساعد على تقدم لبنان وحل المشكلات، فعليه التنبيه من أن كل الحلول يجب أن تطرح تحت سقف المؤسسات وليس في الشارع والسلاح ووجود دولة رديفة للدولة اللبنانية لها منظومتها الأمنية والاعلامية".

وعن مقاطعة أقطاب المعارضة لجلسة الحوار التي عقدت في بعبدا يوم الخميس الفائت ،اعتبر ابو عاصي "أن هذه الخطوة هي من خطوات التدرج في تطبيق ما يسمى بالانقلاب المتدرج الذي تحاول المعارضة القيام به، والذي يتدرج بالابتعاد عن منطق الحوار وعن المؤسسات ومحاصرتها ليكون ذلك بمثابة اطلاق نية تجاه فخامة الرئيس سليمان". وأضاف:" وهذه المقاطعة تدل على عدم وجود ثقة بالمواقف التي يطلقونها وعلى قناعات غير مبنية على أسس صلبة".

وعن الرسالة التي أرادت المعارضة توجيهها للرئيس سليمان، أشار الى أن "الرسالة واضحة وأن الرئيس تلقاها انما ذلك لن يؤدي إلى أي نتيجة لأن من يتحمل مسؤولية قطع ما يربط اللبنانيين بالدولة هو من يسعى الى شل المؤسسات", لافتا الى "أن التجارب السابقة في محاولة شل كل من المجلس النيابي والحكومة لم توصل الى أي نتيجة، بل أدت الى ما لا تحمد عقباه".

ودعا ابو عاصي الى "الاستفادة من تجارب الماضي خاصة في هذا الجو الاقليمي الذي يشهد تغير وتبدل جذري للمواقف من اصرارهم على مواجهة اسرائيل الى اصرارهم على تغيير واقع الداخل اللبناني", متسائلا: "كيف تطلق هذه المجموعة على نفسها لقب معارضة وهي تشارك في الحكم من خلال مشاركتها في الحكومة؟؟ معتبرا أنها "لن توفر أي وسيلة لأنها مصابة باحراج كبير وفي موقف لا تحسد عليه، وهي تجهل تماما أن ما يخرجها تماما من هذا الموقع هو فقط الحوار اللبناني- اللبناني مع الاطراف الاخرى، والضمانة الأقوى لذلك هي الدولة التي ندعو لتقوية مناعتها والالتفاف حولها".

وبالنسبة لملف ما يسمى بشهود الزور قال ابو عاصي:"المشكلة أنهم اخترعوا قصة و"خبرية" اطلقوا عليها لقب شهود الزور وصدقوها وانغمسوا فيها ويحاولون فرضها على الآخرين، وللمرة الألف نقول هناك مواصفات قانونية لشاهد الزور الحقيقي، ولا يمكن تخطي القانون أو تجاهله لأن ذلك يعني العودة لشريعة الغاب، فشاهد الزور هو من يدلي تحت القسم بكلام يسميه حقيقة، ويتبين عندما تتوضح خفايا الأمور وتنجلي أنه أدلى بشهادة كاذبة، فتتولى عندئذ المحكمة والقضاء مهمة اتهامه ومحاكمته".

وأكمل:"المعارضة تقول أن شهود الزور هم من أتلف العلاقة مع سوريا، لكن الحقيقة أن من أتلف هذه العلاقة هي الممارسات السورية في لبنان والقمع الذي كانت تمارسه، مع العلم أننا منذ العام 1990 ونحن نناضل ضد الهيمنة السورية والاحتلال السوري للارادة اللبنانية ".

وتابع:"إن طويت صفحة ما يسمى بملف شهود الزور سيفتعلون مشكلة جديدة لأن هدفهم هو أخذ اللبنانيين رهائن للوقوف ضد الشرعية الدولية والاعتراف غصبا بأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اسرائيلية واميريكية ومشروع ضرب للسلم الاهلي، والاعتراف أخيرا بأنهم حكام هذا البلد واللبنانيين مستسلمين لهم".

وأضاف: "مما لا شك فيه أن المحكمة الدولية باتت تشكل ورقة ضغط يمارسونها والمطلب بات الغاءها تحت غطاء انها اسرائيلية ومسيسة ولضرب المقاومة ... غير أن المحكمة قائمة على مقومات وحيثيات قانونية لا يجوز خلطها بأية اعتبارات أخرى و من يثق بقراراته ومواقفه عليه الانتظار بروية صدور أقله القرار الاتهامي بهذا الموضوع ومشروعهم بات مرتبط بمشروع اقليمي معروف ولكن المؤسف أنهم يجاهرون بالولاء له و يريدون استسلام كلي لهم في الداخل".

وحول المشاورات السورية-السعودية، أمل ابو عاصي "أن يكون هناك نتيجة لهذا الموضوع أقله لتجنيب اللجوء للسلاح وابقاء الامر تحت سقف الحوارات والعمل السياسي، ولكننا لن نراهن على هذه المشاورات في ظل وجود اللاعب الايراني الثالث".

وحول مواقف سوريا قال: "موقف سوريا واضح والذي يظهر الى العلن أقل بكثير من المتواجد وراء الكواليس، والمطلب يعبر عنه حلفاؤهم في لبنان بالوكالة عنهم وهو ضرب المحكمة الدولية".

وحول جلسة مجلس الأمن التي عقدت منذ يومين والتي تمحورت حول المحكمة الخاصة بلبنان وآخر المستجدات حولها، قال: "ان انعقاد الجلسة تدل على متابعة المجتمع الدولي والشرعية الدولية أولا بأول ما يحصل في لبنان، ولولا جهود سفير لبنان في الامم المتحدة نواف سلام، والجهود التي قامت بها البعثة اللبنانية هناك، لكان كلام مجلس الأمن وتعليقه أفظع وأقسى، فإكتفى بالاشارة لعدم توتير الاجواء والإبقاء على شعرة معاوية على أمل أن يعود فريق الثامن من آذار الى رشده ويقوم بواجباته تجاه لبنان".

و تطرق ابو عاصي في حديثه الى زيارة وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير للبنان، فلفت الى أن "موقف فرنسا واضح من خلال معطيين، الاول واضح بالنسبة للقرار 1701 بكامل مندرجاته، واكبر برهان وجود قوة فرنسية ضمن قوات اليونيفل الدولية، والثاني هو أن فرنسا لا يمكنها أن تكون ضد العدالة الدولية تحت أي ظرف أو ضغط كان، وهي لطالما كانت السباقة في موضوع العدالة والمحكمة الدولية, ومن هنا نجد اصرارها على تنفيذ القرار 1757 المتعلق بالمحكمة وإعتبارها أن العدالة هي الاساس لقيام الدولة ولا يمكن لأي دولة أن تقوم وتستمر بدون العدالة لئلا يبقى المجرمون يسرحون ويمرحون فيكون ذلك مؤشر لانهيار الدولة".

وختم ابو عاصي حديثه مشيرا الى موقع لبنان من هذه الاوضاع, فاعتبر أن "الجماعات المتحركة في الفترة الأخيرة تتحرك باتجاه مصالحها بدون اقامة أي اعتبار للمصلحة الوطنية، وذلك يعني سياسيا البقاء على نوع من الجهوزية والتحرك، وكأن الرسالة تتخطى الحدود اللبنانية لتذهب باتجاه دعم مواقف ايران", مشددا على ضرورة" أن يكون كل لبناني فعلا مسوؤل وأن يدرك تماما أبعاد ما يتم التخطيط له وأن يكون على كامل الاستعداد للدفاع عن الدولة والالتفاف حولها ، وأن يحمل العلم اللبناني بيد والدستور اللبناني بيد أخرى لأن ذلك ما يصب في مصلحتنا ومصلحة الوطن". 

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

"حزب الله" يحمي "جماعات المرجلة" بين الاوزاعي وطريق المطار ؟ 

سلمان العنداري

منذ يومين كان الشاب راندي شعبان يقود سيارته على طريق المطار باتجاه العاصمة بيروت، ليتفاجىء بسيارة اخرى تقودها مجموعة من الشبّان في منطقة الاوزاعي، اذ حاولت استفزازه من دون اي سبب، وإعترضت طريقه وسط الشارع الرئيسي وانهالت عليه بالضرب باستخدام العصي والادوات الحادة، مما ادى الى اصابته بجروح متوسطة ورضوض في جسمه، وفقدانه للوعي لدقائق. وتسبب الحادث بزحمة سير خانقة.

المعتدون لم يكتفوا بالضرب والاذى الجسدي، بل عمدوا ايضاً الى تكسير مصابيح السيارة وتحطيم الزجاج فيها قبل ان يفرّوا الى جهة غير معروفة.

المعطيات المتوافرة تشير الى ان السيارة تعود الى مواطن من بلدة جنوبية من آل عز الدين، يسكن حالياً في منطقة دوحة عرمون (بعد تمكّن المُعتدى عليه من حفظ رقم التسجيل)، وهو قريب من "حزب الله"، وقد رفع راندي (طالب جامعي يعمل في شركة خاصة) دعوى بحق المعتدين بعد التحقيق معه في بعبدا، إذ أن مخافر الاوزاعي وبرج البراجنة والشويفات كانت قد رفضت استقبال طلبه لأسباب "غير واضحة وغير مبررة".

حادث الاعتداء السافر على الشاب، ادى الى حالة من الاستياء الشديد من كثير من الاوساط المعنية والمتابعة لما يجري في منطقة الضاحية الجنوبية. وفي هذا الاطار تقول شخصية امنية متقاعدة تعليقاً على الحوادث المتكررة على طريق المطار ان "الامور لم تعد تُطاق، وعلى الدولة تحمّل مسؤولياتها وضبط الامن بشكل حازم بدل استمرار مشاهد الفلتان والتعدي على الابرياء من دون اي حسيب او رقيب".

السيد شعبان تحدّث الى موقعنا مبدياً اسفه وسخطه الشديد على ما حدث، محمّلاً المسؤولية الكاملة الى "الجهة التي تحمي وتُشرف على هذه المنطقة"، مؤكداً على "اهمية الحفاظ على الهدوء والركون الى الدولة في تحصيل حقنا وفي الاقتصاص من الفاعلين، مع الاشارة الى ان راندي لا يتعاطى السياسة بأي شكل من الاشكال، ولم يعمد الى استفزاز المجموعة التي اعتدت عليه، الا ان منطق التعدي على ابناء الدولة الواحدة بهذه الطريقة العنفية والجرمية الحاقدة غير مقبول ومرفوض، فهل هكذا تُبنى الشراكة في الوطن بين الناس والشعب ومن يُفترض بهم ان يكونوا مستقبل لبنان؟".

من يتحمل المسؤولية المباشرة وبكل صراحة هو "حزب الله" الذي لا يتوقف عن التهديد والوعيد والتهويل، فسياسة رفع الاصبع التي اعتدناها في المقابلات التلفزيونية وعلى المنابر الاعلامية يبدو انها مستمرة في الشارع عبر بعض مناصري ومؤيدي واعضاء هذا الحزب، لنجدها موجهة الى رأس المواطن اللبناني البريء الذي يسعى الى كسب لقمة العيش بكرامة وهدوء، وها هو الشاب راندي شعبان يدفع ثمن الانتماء الى الدولة، ويدفع فاتورة منطق "المرجلة" من قبل تلك العصابات التي تغذّت على "الاحقاد".

من المؤسف القول ان "حزب الله" اليوم يسوّق لثقافة الخروج عن القانون والاعراف، ثقافة الانتقام والاخذ بالثأر، ثقافة بشعة وحاقدة ومذرية لا تليق بمن دافع بشرف واستبسال عن الارض والوطن على جبهات الجنوب، ولا تليق بمن قدّم مئات الشهداء في سبيل وحدة لبنان وعزّته ومنعته امام العدو الاسرائيلي، فها هو اليوم ينفّذ "ميني 7 ايار" سياسي وامني ونفسي في كل شارع وحيّ وبيت ومنطقة ومؤسسة، وهذا لأمر معيب على حزب كبير تحوّل بين ليلة وضحاها الى هاجس امني لا يحتمل.

انحدار "جماعة المرجلة" بدفع من داعمي "الدويلات" مستمر في نهش الدولة والمؤسسات، وفي تعكير امن المواطن اللبناني الذي لا يريد سوى الاستقرار والطمأنينة والراحة، فالى متى سيستمر هذا الحزب في اذكاء هذه الثقافة البالية واشعال نارها في الساحات بالسيناريوهات والتهويلات اليومية. الم يدرك هؤلاء ان منطق التعدي على الناس لن يرتد الا على اصحابه، وان منطق التعالي على الشركاء سينقلب ضدهم؟.

يبدو ان منطق اللادولة مستمر في عقول بعض الناس، يضاف اليه منطق تحقير الآخر والشعور بالفوقية والتفوّق عليه. كيف لا وترسانات الاسلحة والصواريخ تغذّي تلك الأنا الكبرى والصغرى، وتحرّضهم على رفض الآخر وانكار وجوده، وتسفيه اسلوب حياته تحت عدة عناوين، (وما اكثر الامثلة).

وفي انتظار "الدولة الغائبة" على طريق المطار، على "جماعات المرجلة" ان تعي جيداً "اننا مع السلم الاهلي واننا لا نركن الا للدولة، لأن اي استدرج الى العنف سيؤدي الى توترات داخلية نحن بغنى عنها، وهذا من شأنه ان يؤدي الى نهاية "حزب الله" ونهاية البلد وخرابه... فهل يّدرك "حزب المقاومة المسلّحة" هذا الواقع؟ ومتى يتوقف عن دعم "ثقافة الاعتداء" والمربعات الممنوعة؟؟؟

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

الهجمة مستمرة على لبنان... والعرب

الرأي الكويتية /خيرالله خيرالله

الهجمة مستمرة على لبنان ولكن من خلال المحكمة الدولية هذه الأيّام. وما يتعرّض له الوطن الصغير يندرج في سياق الغاء العرب لا أكثر ولا أقلّ وتحويلهم إلى دور المتلقي في الشرق الأوسط بدل أن تكون لهم كلمة في شأن كل كبيرة وصغيرة. فعندما يطلب الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله من المواطن اللبناني ومن المسؤولين في الدولة مقاطعة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وفي الجرائم الأخرى التي استهدفت تغطية تلك الجريمة، ومنع قيام المحكمة الدولية، فإن مثل هذا الطلب يجب أن يوضع برسم العرب.

المحكمة تحد للعرب أوّلاً. ما يريد أن يؤكده الأمين العام للحزب، الذي يمتلك ميليشيا خاصة به تسيطر على أجزاء من الأرض اللبنانية، بما في ذلك مطار بيروت والعاصمة نفسها والجنوب، هو أن لبنان ليس بلداً عربياً مستقلاً وعضواً مؤسساً في جامعة الدول العربية، وإنما هو دويلة تابعة لإيران ليس إلاّ. كل ما تبقى تفاصيل. لكنها تفاصيل مهمة. ولعل أخطر ما في هذه التفاصيل، كما يبدو واضحاً الآن، أنه لا يوجد بلد عربي واحد على استعداد لاتخاذ موقف واضح مما يتعرض له الوطن الصغير بسبب الخوف من النظام الإيراني وسطوته وقدرته على التصرف من دون حسيب أو رقيب في كل المنطقة العربية الممتدة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر!

ما يحصل في لبنان تعبير صارخ على حال العجز العربية التي يجسدها الموقف من الوطن الصغير الذي لا يجد في الوقت الراهن من يواجه معه الحملة الشرسة التي يتعرض لها والتي تستهدف إزالته عن خريطة الشرق الأوسط. عندما يدافع العرب عن لبنان وعن المحكمة الدولية التي يتوقف عليها مصيره، فهم يدافعون عن أمنهم وعن مستقبلهم وعن الواجهة الحضارية التي يطلون من خلالها على العالم. إنها قبل كل شيء واجهة الانفتاح على كل ما هو حضاري على وجه الكرة الأرضية.

إن لبنان يمثل، إلى اشعار آخر، الوجه الحقيقي لما يفترض أن يكون عليه العرب في مواجهة كل أنواع التزمت والتطرف الديني والشعارات الرنانة التي لا تخدم في نهاية المطاف سوى دولة عنصرية إسمها اسرائيل. لا حاجة إلى ادعاء أي عربي أكان مسؤولاً كبيراً أو مجرد مواطن عادي إنه يحارب الإرهاب فعلاً في حال الاستمرار في التعاضي عن الذي يحصل في لبنان، خصوصاً عن الحملة على المحكمة الدولية.

لماذا المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مهمة عربياً قبل أن تكون مهمة لبنانياً؟ الجواب أن الموقف من المحكمة سيكشف ما اذا كان العرب قادرين على اتخاذ موقف شجاع يتوقف عليه مستقبلهم ككتلة فاعلة في الشرق الأوسط قادرة على تقرير مصيرها والدفاع عن مصالحها وأمنها. هل لا يزال للعرب مكان في الشرق الأوسط أم لا؟ في النهاية لا تستهدف الحملة على المحكمة الدولية تأكيد أن لبنان بلد مستباح فحسب، بل المطلوب أيضاً وقبل أي شيء آخر تكريس لبنان «ساحة» تستخدم لضرب العرب من خلف وعقد صفقات مع إسرائيل... أو مع «الشيطان الأكبر» الأميركي على حسابهم، وعلى حساب الشعب اللبناني، وعلى حساب كل ما هو عربي في المنطقة!

من حسن الحظ أن الشعب اللبناني يقاوم ويصمد رغم من الحصار المفروض عليه من كل حدب وصوب. الشعب اللبناني يقاوم السلاح المذهبي الذي تتحكم به إيران والذي يستهدف اخضاعه. يفترض في العرب، جميع العرب الالتحاق بـ»ثورة الارز» لأنها ثورتهم أولاً. انها ثورة حقيقية، رغم من خيانة بعض المشاركين فيها. لقد واجه اللبنانيون بصدورهم العارية السلاح الموجه إليهم والذي لا هدف له سوى القضاء على مستقبل أبنائهم. اللبنانيون يعرفون جيداً من قتل رفيق الحريري ورفاقه، على رأسهم باسل فليحان. ويعرفون من قتل سمير قصير، وجورج حاوي، وجبران تويني، ووليد عيدو، وبيار أمين الجميل، وانطوان غانم، والمقدم وسام عيد، واللواء فرنسوا الحاج، والنقيب سامر حنا. ويعرفون من حاول اغتيال مروان حمادة، والياس المر، ومي شدياق، والرائد سمير شحادة. ويعرفون خصوصاً أن المحكمة الدولية تمثل الأمل وذلك ليس بالنسبة إليهم فقط. انه الأمل بالنسبة إلى العرب أيضاً. الأمل بأن تكون هناك عدالة في المنطقة وبألا تعتبر الجرائم بمثابة حق شرعي يمارسه كل من يحمل السلاح باسم قضية ما ليست في واقع الحال سوى ذريعة للقضاء على المنظومة العربية والاستعاضة عنها بمنظومة تتحكم بها كل الدول غير العربية في المنطقة، خصوصاً إيران وإسرائيل. لا شيء شوفينيا في هذا الكلام. على العكس من ذلك، مطلوب أن تكون هناك أفضل العلاقات بين العرب وإيران ولكن في ظل الاحترام المتبادل، وليس علاقات بين دولة تسمح لنفسها بالتحكم بمصير أي شعب عربي من دون أن يمتلك هذا الشعب حتى حق الاعتراض. كيف يمكن الكلام عن علاقات سليمة بين أي دولة عربية وإيران عندما يسمح الرئيس محمود احمدي نجاد لنفسه بزيارة لبنان بالطريقة التي زاره فيها والتي ضربت عرض الحائط بكل مؤسسات الدولة اللبنانية وقوانينها وأعرافها؟

يمثل الوقوف مع المحكمة الدولية إشارة عربية إلى إيران بأن العرب لن يرضخوا لها وأنهم لا يخافون كشف الحقيقة، حقيقة الجرائم التي استهدفت أشرف اللبنانيين العرب الذي رفضوا الخنوع والاستسلام. فهؤلاء الشهداء دافعوا عن العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، ورفضوا أن يكون المسيحيون أهل ذمة كما تسعى إلى ذلك تلك الأداة التي اسمها النائب ميشال عون ومن على شاكلته من أدوات الأدوات التي لا همّ لها سوى إفلات المجرمين من العقاب أو تغطية الجرائم التي ترتكب على ارض لبنان.

لبنان ليس لقمة سائغة. اللبنانيون، من كل الطوائف والملل ليسوا بالغباء الذي يتصوره الإيرانيون والناطقون باسمهم هنا وهناك وهنالك. مَنْ مِنْ بين العرب يقف مع لبنان ومع المحكمة الدولية إنما يقف مع نفسه أوّلاً وأخيراً... يقف مع البحرين، والكويت، والسعودية، واليمن، وفلسطين، ومصر، وسورية، والعراق خصوصاً، ومع كل أرض عربية يمكن أن تكون معرضة لهزة ذات طابع طائفي أو مذهبي لا تصب سوى في مصلحة المشروع العنصري الإسرائيلي...

 

اميل اميل لحود: الكنيسة ليست رجالا ومنابرها ليست للتحريض

وطنية - 7/11/2010 رأى النائب السابق اميل لحود في تصريح اليوم ان "الساحة اللبنانية شهدت في الفترة الاخيرة عودة بعض الوجوه التي تذكرنا بالمرحلتين "البوشية" و"الشيراكية" غير المأسوف على رحيلهما، واللتين دفع اللبنانيون ثمنا غاليا لهما، ما يثير القلق مما ستحمله المرحلة المقبلة، بخاصة ان هذه الوجوه لم تحمل الى لبنان سوى الشؤم والخراب".

وأشار الى ان "هذه الوجوه احتجبت عن الظهور بعدما أدت قسطها في زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين وفي تحريضهم، وها هي تعود اليوم لأداء الدور نفسه على الأرجح، ونقل كلمة سر الى فرقاء لبنانيين منعا للوصول الى حل للازمة الداخلية". وقال لحود: "ان حل الازمة الحالية لا يتم عبر التعنت ولا عبر الهروب الى الامام ولا بخاصة عبر الاستنجاد بالخارج واستعادة خطاب لم يحمل سوى الكوارث على الشعب اللبناني من دون تمييز، بخاصة ان السنوات الاخيرة حملت اكثر من عبرة على هذا الصعيد، لذا فان أقل ما هو مطلوب إحالة ملف الشهود الزور الى المجلس العدلي كبداية لمعالجة موضوعية لهذه القضية". على صعيد آخر، أسف لحود "لمحاولة زج البطريركية المارونية من جديد في "القرنة"، معتبرا "ان بكركي، عبر عمقها التاريخي والوطني، أكبر من ان تستغل من فريق بلغ حد الإفلاس السياسي ويهوى اختيار موقعه السياسي في "القرنة" ولو على حساب الصرح البطريركي ومسيحيي لبنان الذين يدفعون الثمن تلو الآخر نتيجة السلوك التاريخي لفريق سياسي يجمح نحو الرهانات والمجازفات". وختم: "ليست الكنيسة رجالا وليست منابرها للتحريض ولسنا من هواة الاحتماء بها ولا استهدافها، لانها تشكل هويتنا وانتماءنا، وهي أكبر من السياسيين وخلافاتهم، وما عدا ذلك ليس سوى استثناء لا بد من ان يزول".

 

احمد قبلان: اصحاب الاجتماع الاخير جلبوا الدمار والخراب والطائفية للوطن

وطنية- 7/11/2010 رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان في تصريح له، "ان الحكومة سقطت في امتحانها الوفاقي والوحدوي وسقطت في امتحانها العملاني المتعلق بأمن البلد المجتمعي، فأصبح المواطن اللبناني يعيش بلا أمن اقتصادي ولا أمن اجتماعي ولا أمن علمي ولا أمن صحي".

وقال:"هذا أمر بديهي لحكومة يحكمها الخلاف والتناقضات والشخصانية في ادارة البلدة ومؤسساته، وما هكذا الظن كان بحكومة اعتقدناها بداية انها حكومة وفاق وإنماء وتطور. هذا ما كنا نتمناه ولكن للاسف سقط البلد في فخ المعادلات والرهانات واصبح السياسيون فيه مجرد أدوات في لعبة الدويلات وخاصة ما سمعناه مؤخرا من إعادة لطرح توجهات سياسية أعادتنا بالذاكرة الى الماضي البغيض، بداية حرب الاخوة والشركاء، ونظرية التقسيمات والكانتونات الطائفية والمذهبية والتي رفضناها في ما مضى وما زلنا".

أضاف:"اما اصحاب الاجتماع الاخير الذين ادعوا الخوف على الكيان والوطن، أليس هم من جلب الدمار والخراب والطائفية والظلم للوطن والكيان، وكانوا مفتاحا لباب الفتنة والتقسيم، وبداية لحرب دفع ثمنها اللبنانيون من دمائهم وأرواحهم وأموالهم، وسيبقى هذا الوطن مهددا من قبل هؤلاء وأمثالهم اذا ما استمروا بهذه العقلية والعصبية. والاخطر من ذلك ان تبارك تلك العقلية من قبل مرجعيات روحية ما زالت تعيش البكاء على الاطلال".