المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 07 تشرين الثاني/2010

رسالة كورنثوس الثانية الفصل 5/1-10/الحياة بالإيمان

ونحن نعرف أنه إذا تهدمت خيمتنا الأرضية التي نحن فيها، فلنا في السماء بيت أبدي من بناء الله غير مصنوع بالأيدي وكم نتأوه حنينا إلى أن نلبس فوقها بيتنا السماوي، أننا متى لبسناه لا نكون عراة. وما دمنا في هذه الخيمة الأرضية فنحن نئن تحت أثقالنا، لا لأننا نريد أن نتعرى من جسدنا الأرضي، بل لأننا نريد أن نلبس فوقه جسدنا السماوي حتى تبتلع الحياة ما هو زائل فينا. والله هو الذي أعدنا لهذا المصير ومنحنا عربون الروح. ولذلك لا نزال واثقين كل الثقة، عارفين أننا ما دمنا مقيمين في هذا الجسد، فنحن مغتربون عن الرب، لأننا نهتدي بإيماننا لا بما نراه. فنحن إذا واثقون، ونفضل أن نغترب عن هذا الجسد لنقيم مع الرب. وسواء كنا مقيمين أو مغتربين، فغايتنا رضى الرب، لأننا لا بد أن نظهر جميعا لدى محكمة المسيح لينال كل واحد جزاء ما عمله وهو في الجسد، أخيرا كان أم شر

 

إكتساح لطلاب الكتائب والقوات في جامعة سيدة اللويزة NDU وجامعة القديس يوسف USJ Huvelin بجميع كلياتها بالإضافة لمعهد إدارة الشركات IGE فيما فاز تحالف 8 أذار في الطبيّة والهندسة والعلوم       

 5 Nov. 2010   

اجريت اليوم انتخابات الهيئة الطالبية في جامعة القديس يوسف بفروعها كافة وجامعة سيدة اللويزة ، وقد اظهرت النتائج فوز تحالف الكتائب اللبنانية والقوات وحلفائهم في 14 أذار في جامعة الـUSJ Huvelin بجميع كلياتها : العلوم السياسية – الحقوق – إدارة الأعمال – التأمين – الإقتصاد. ويذكر أنه للمرة الأولى منذ 5 سنوات تفوز 14 أذار في كلية الحقوق. كما تحقق فوز كاسح لتحالف الكتائب اللبنانية - القوات في إنتخابات جامعة سيدة اللويزة NDU بفوزهم على تحالف التيار - المرده - الطشناق بنتيجة 35 -1

وقد فاز تحالف الكتائب اللبنانية والقوات في إنتخابات جامعة الـUSJ IGE أو ما يعرف بمعهد إدارة الشركات.

طلاب الكتائب الفائزون في الـ USJ Huvelin :

- آن ماري باسيل (Assurance)

- أنطوني فغالي ( Droit)

- جو رومانوس ( Droit)

- ميرا عبدالله ( Sciences Politiques)

طلاب الكتائب الفائزون في USJ FM في السوديكو :

- سالي حجل ( Nutrition)

- جو بو حنا (Pharmacie)

- سيسيل فريحة ( Dentaire)

- جوزف الحاج ( Dentaire)

طلاب الكتائب الفائزون في USJ FS

- جوزيف الفرخ

- جورجينو منصور

- جويل صعب

- كمال صهيون

اما طلاب الكتائب الفائزون في إنتخابات الـ NDU فهم:

- طوني شمعون (Business)

- أنطوني ضو (business)

- مارك حوراني (Business)

- ايلي شمعون ( Engineering)

- ايلي سلامة (Engineering)

- سيزار مرهج (Engineering)

- أنطونيو جميّل ( Fine Arts)

- جورج عبد المسيح (Fine Arts)

- أشيليو أنجيليني ( Fine Arts)

- سيريل رعيدي ( Humanities)

- روي جرجس ( Nursing)

- غيدا معوض ( Political Sciences)

فوز المرشح الكتائبي الفرد عيراني في جامعة الـUSJ IGE أو ما يعرف بمعهد إدارة الشركات

فوز المرشح الكتائبي سدريك مانوكيان في جامعة القديس يوسف كلية الهندسة

الى ذلك ، تقدم رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب باتريك ريشا بالتهنئة من جميع الطلاب في جامعتي سيدة اللويزة والقديس يوسف بعد النهار الطويل الذي جرت في خلاله الانتخابات الطالبية مثنيا على الروح الديمقراطية الراقية التي تخللته رغم بعض الاشكالات الصغيرة التي وقعت.

واذ هنأ ريشا طلاب حزب الكتائب على وجه الخصوص لما أظهروه من رقي في التعامل وجدية وانضباطية فكانوا على قدر المسؤولية والحكمة ولم ينجروا الى الاشكالات والخلافات بل سعوا الى ان يكونوا صلة وصل لا حاجز تفرقة، تمنى عليهم وعلى جميع الطلاب من مختلف الاتجاهات السياسية الذين تنافسوا اليوم في هذا الاستحقاق الجامعي الهام، ان يواظبوا على العمل من اجل جمع الطلاب تحت راية العلم والحضارة والديمقراطية طوال السنة الدراسية المقبلة، نابذين اي شكل من التقسيم والخلاف والتقاتل ما يضعفهم ويؤخر مسيرتهم نحو مستقبل راق ومتحضر.

وتوجه الى الطلاب المسيحيين طالبا منهم السعي نحو رصّ الصفوف والوحدة ولم الشمل والابتعاد عن التجاذبات التي لا تصب لا في مصلحة اللبنانيين عموما ولا المسيحيين. خصوصا.

وهنأ ريشا طلاب حزب الكتائب الفائزين في الانتخابات سيما ان اكثر من 90 في المئة من طلاب الكتائب المرشحين حققوا الفوز، وحلفائهم في 14 آذار، وجميع الطلاب الفائزين من الفريق الآخر، متمنيا ان تكون السنة الدراسية المقبلة جسرا متينا اضافيا نضعه نحو الغد المشرق الذي نريده جميعا لوطننا لبنان

 Kataeb.org Team

 

كوشنير زار بكركي والتقى صفير: الوضع في لبنان متشنج وفرنسا تدعم العدالة الدولية

وطنية -بكركي- 6/11/2010 زار وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي صباح اليوم، يرافقه السفير الفرنسي دونيه بييتون والمستشار في السفارة فرنسوا ابي صعب والوفد المرافق للوزير.

وقد استضاف البطريرك صفير كوشنير وبييتون واركان السفارة والوفد المرافق على الفطور على مائدة الصرح البطريركي.

وبعد لقاء بين الجانبين استمر نحو نصف ساعة في الصالون الكبير حيث قدم صفير لكوشنير نسخة من كتاب "البطريركية المارونية تاريخ ورسالة" لامين سره الخوري ميشال عويط، اعرب كوشنير عن سروره للقاء البطريرك صفير الذي سبق والتقاه في فرنسا "وقد وجدته كما عهدته شابا وديناميكيا وقد استقبلني اليوم بحرارة لافتة".

ووصف كوشنير الحالة في لبنان ب "المتشنجة بعض الشيء".

اضاف: "لقد التقيت أمس المسؤولين اللبنانيين وفرنسا لا تستثني أحدا".

وتابع:"لقد تحدث البطريرك صفير عن مسألة خطيرة تتعلق بمسيحيي الشرق والمجزرة التي حصلت في الكنيسة في العراق، وهي مجزرة مدانة من قبل فرنسا. وقد التقيت رؤساء الطوائف في فرنسا، وعقدنا لقاءات لاتخاذ المواقف المناسبة من هذا الأمر".

وردا على سؤال قال:" المسيحيون ليسوا وحدهم المهددين أو في خطر. كثر منهم رحلوا خلال الأحداث المأساوية في لبنان والشرق. ومن جهة أخرى، التوتر الحقيقي القائم بين السنة والشيعة في المنطقة التي يعصف فيها الصراع العربي - الاسرائيلي وعملية السلام التي تعثرت، يجعل الوضع صعبا".

وعن المحكمة الدولية، قال:" لقد تقررت في العام 2007 ووافق عليها المجتمع الدولي في العام 2008 كما حصل في يوغوسلافيا السابقة حيث أوقف كثر في الدول الأوروبية، وفرنسا تدعم العدالة الدولية". وعن عدم شمول الزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري قال:"أولا الرئيس بري ليس هنا، وقد التقيت شقيقه أمس، ولطالما كانت الصداقة تربطنا منذ زمن كالشمس المشرقة ولكن لا أعرف ما الذي أعمى العيون اليوم".

 

كوشنير التقى جعجع في قصر الصنوبر وأكد له مساندة فرنسا لسيادة لبنان وحرية شعبه

وطنية - 6/11/2010 التقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، في قصر الصنوبر في بيروت، في حضور مسؤول افريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية باتريس باولي، سفير فرنسا دوني بييتون، ومسؤول العلاقات الخارجية في "القوات" جوزف نعمة. وأفاد المكتب الإعلامي لجعجع، أن اللقاء استغرق حوالى الخمسين دقيقة جرى فيها عرض للأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة "ولاسيما عملية السلام المتعثرة". وأن كوشنير أكد لجعجع "مساندة فرنسا للمؤسسات الشرعية في لبنان وسيادة وحرية شعبه، مشددا على دعم بلاده الثابت للمحكمة الدولية". كما أبلغ كوشنير جعجع ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "سيلتقي تباعا عددا من الشخصيات السياسية اللبنانية في قصر الإليزيه في باريس".

 

كوشنير عقد مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن نتائج زيارته للبنان: زيارتي هي رسالة فرنسية لدعم الشعب اللبناني والشرعية

نقلت للحريري رسالة من الرئيس الفرنسي يدعوه فيها الى باريس

ليس هناك مجموعة معينة مستهدفة ولا أعرف ما سيتضمنه القرار الظني

اتفهم قلق البعض لكننا نساند سير المحكمة من اجل خير كل اللبنانيين

وطنية - 6/11/2010 عقد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير مؤتمرا صحافيا في قصر الصنوير عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، تحدث فيه عن نتائج زيارته الى لبنان.

أعرب الوزير كوشنير بداية عن تعلقه بلبنان "البلد الذي يحب بكل مكوناته وطوائفه"، معتبرا أن زيارته هي "رسالة فرنسية لدعم الشعب اللبناني والشرعية اللبنانية"، وقال: "اتيت لاستمع الى كل اللبنانيين الممثلين في الأحزاب. استمعت الى الجميع وأمضيت ساعات معهم، وتأثرت كثيرا بكل ما سمعته، فأكثر من شائعات عن خضات مستقبلية، وعن مخاوف معينة، استمعت الى تحليلات دقيقة وموثوقة. وكل هذه التحليلات هي دليل على وجود وقوة بلد هو لبنان".

تابع: "قابلت طبعا مسؤولين لبنانيين ومنهم الرئيس ميشال سليمان، الذي التقيته منذ مدة قريبة أثناء زيارته الى فرنسا ومونترو في سويسرا، حيث قضينا وقتا طويلا معه، والتقيت منذ مدة قريبة أيضا في باريس الرئيس نبيه بري، تحدثنا في باريس ولم نلتق هنا في لبنان، لأنه توجب علي ملاقاته في المصيلح في الجنوب، حيث لديه لقاءات عديدة، ولم يكن ذلك ممكنا. التقيت مع شقيقه محمود بري الى مائدة الغداء، والتقيت رئيس الوزراء سعد الحريري، ونقلت اليه رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يدعوه فيها الى باريس، والتقيت كل ممثلي الأحزاب اللبنانية، وأعربت لهم عن مساندة فرنسا للدولة اللبنانية بكل مكوناتها، والوقوف الى جانبها مهما حصل، وأعتقد أنه لن يحصل شيء مؤسف على الإطلاق".

اضاف: "أعرف مواقف كل الفرقاء في ما خص قرار المجموعة الدولية بمجملها، أعني المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. فبعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري قررنا جميعا، اللبنانيين والمجموعة الدولية، إنشاء هذه المحكمة الخاصة وهكذا تظهر العدالة الدولية، وهي ظهرت وفي ظروف مماثلة أحيانا مليئة بالصعوبات السياسية أحيانا وبعدم التفهم في البلقان وأفريقيا. ظهرت في البلقان في قلب أوروبا، وقبلنا بسير عمل هذه العدالة، وأرى أنه يصعب الآن القبول بالعدالة في هذا البلد، مع أن الجميع يريد معرفة الحقيقة حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري". تابع: "أعرف أن البعض قلق، ذلك أتيت لأذكر لكم أن فرنسا هي الى جانب لبنان وتساند سير المحكمة قدما من أجل خير كل اللبنانيين، لأنه لا يمكن أن يكون هناك إفلات من العقاب في جريمة كهذه. ليس هناك مجموعة معينة مستهدفة ولا أعرف ما سيتضمنه القرار الظني. لا أعرف شيئا عنه، لكن العدالة الدولية هي هكذا دائما تتقدم ولا يمكن لأحد التأثير عليها. إن فرنسا وأنا الى جانب سفيرنا دوني بييتون، الذي يقوم بعمل رائع ويقابل الجميع ويعلمنا بمجريات الأمور، وددت أن أنزل على الأرض وأتفهم القلق ومحاولة الطمأنة على قدر استطاعتنا، فنحن واكبنا لبنان بداية وسنستمر".

 

كوشنير استقبل الجميل واكد له تمسك فرنسا بالمحكمة والعدالة والقرارات الدولية

رئيس الكتائب تمنى ان تواصل فرنسا دعم الشرعية اللبنانية لبناء الدولة

وطنية - 6/11/2010 صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس امين الجميل ما يلي:" استقبل وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، يرافقه مستشاره السياسي سجعان قزي. وعقد اجتماع حضره السفير الفرنسي دوني بييتون والوفد الديبلوماسي المرافق لكوشنير دام حوالى الساعة. وقد نقل كوشنير للرئيس الجميل موقف فرنسا الداعم لسيادة لبنان واستقلاله ولاستقراره خصوصا في هذه المرحلة، وتمسك فرنسا بالمحكمة الدولية والعدالة وبالقرارات الدولية بشأن لبنان، وأشاد بالدور الايجابي والمنفتح الذي يلعبه الرئيس الجميل ورحب به في اي وقت في باريس. من جهته، اعرب الرئيس الجميل للوزير كوشنير عن رهان اللبنانيين على ذاتهم من جهة وعلى اصدقائهم من جهة ثانية من اجل تفادي اي اضطراب في البلاد. وتمنى الرئيس الجميل على الوزير الفرنسي ان تواصل فرنسا دعم الشرعية اللبنانية حكما وحكومة لتتمكن من بناء الدولة ونشر سلطتها الشرعية على كامل الاراضي اللبنانية. واشار الى ان اللبنانيين اليوم اكثر من اي يوم مضى بحاجة الى ان يشعروا ان اصدقاءهم الى جانبهم نظرا لوجود اخطار تهدد الوضع اللبناني ووجود مشاريع اقليمية لا تنسجم مع مصلحة لبنان شعبا وجيشا ودولة".

 

جنبلاط التقى كوشنير في مقر السفارة الفرنسية امس

وطنية - 6/11/2010 صدر عن الحزب التقدمي الاشتراكي ما يلي: "التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مساء امس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مقر السفارة الفرنسية في بيروت وتم في خلال اللقاء التداول في الاوضاع الراهنة وآخر المستجدات والتطورات" .

 

الموسوي التقى كوشنير: إسرائيل أكثر المستفيدين من اغتيال الحريري والحزب أكبر المتضررين

اميركا تسعى لاستخدام المحكمة في الحرب على المقاومة والتصريحات الفرنسية الأخيرة لا تساهم في استقرار لبنان

وطنية - 6/11/2010 صدر عن العلاقات الاعلامية في "حزب الله" ما يلي: "التقى مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي وزير الخارجية الفرنسية السيد برنار كوشنير في قصر الصنوبر، بحضور الفريق المعاون للوزير وأركان السفارة. وتم خلال اللقاء مناقشة الأوضاع والتطورات على الساحتين المحلية والإقليمية. وقد عرض الموسوي وجهة نظر حزب الله حول مسألة التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث أكد أن الحزب كان أكبر المتضررين من الجريمة خصوصا أن التداعيات التي أعقبتها شكلت نوعا من الحصار للمقاومة. أضاف: "ان مسار التحقيق ومنذ البداية تعرض لانتهاكات خطيرة أخرجته عن مهنيته وموضوعيته". وتساءل الموسوي عن سبب رفض البعض إحالة ملف الشهود الزور إلى المجلس العدلي إذا كانوا معنيين بإظهار الحقيقة كما يقولون؟. وتابع: "إن إسرائيل كانت أكثر المستفيدين من عملية الاغتيال فقد تحققت لها الكثير من الأهداف، منها تردي العلاقات اللبنانية - السورية، والتوترات الداخلية بين المجموعات اللبنانية ومع ذلك، ومع القرائن التي أظهرها حزب الله حول إسرائيل كمشتبه به، فإن التحقيق الدولي لم يتصرف بجدية تجاه هذه الفرضية" . ورأى أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى لاستخدام المحكمة الدولية كآخر البيادق في الحرب على المقاومة، داعيا الفرنسيين إلى أن تكون لهم سياستهم المستقلة تجاه لبنان والمنطقة، آخذين في الاعتبار حساسية الواقع اللبناني وضرورة عدم تحويله إلى حقل اختبار وتجارب مرة أخرى. ولاحظ أن بعض التصريحات الفرنسية الأخيرة لا تساهم في تعزيز الاستقرار في لبنان. وشدد الموسوي على أن حزب الله هو أيضا معني بتحقيق العدالة التي لا يمكن إقامتها إلا على أساس الحقائق الثابتة واليقينية وليس على أساس الظنون والشبهات، خصوصا في ضوء التجربة التي وضعت لبنان طوال السنوات الماضية على حافة الحرب الأهلية. وشدد الموسوي في نهاية اللقاء على أن التوترات التي تشهدها المنطقة لها منشأ واحد وهو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ومواصلة الانتهاكات والاعتداءات سواء داخل الأراضي المحتلة أم على الحدود مع لبنان، داعيا المجتمع الدولي إلى أن يركز جهوده الأساسية حول هذه القضايا وأن يمارس ضغوطا لوضع حد لكل هذا التعنت الإسرائيلي الذي يهدد المنطقة بعدم الاستقرار.

 

رئيس الجمهورية عرض مع زواره مواضيع حياتية واجتماعية وقانونية

وطنية - 6/11/2010 عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم لسلسلة ملفات ومواضيع ابرزها الشأن الحياتي والاجتماعي مع وفد الاتحاد العمالي العام، اضافة الى ملفات قانونية وشؤون دبلوماسية وعسكرية.

نجار

وبحث رئيس الجمهورية مع وزير العدل ابراهيم نجار في الاوضاع العامة وعمل وزارته والسلطة القضائية، اضافة الى بعض القضايا ذات الطابع القانوني.

صلوخ

وتناول الرئيس سليمان مع الوزير السابق فوزي صلوخ شؤونا سياسية ودبلوماسية.

الاتحاد العمالي

وزار القصر الجمهوري وفد الاتحاد العمالي العام برئاسة غسان غصن الذي اطلع الرئيس سليمان على الوضع الاجتماعي والحياتي للمواطنين بخاصة في مجالات النقل والتعليم.

ورحب الرئيس سليمان بالوفد، مشيرا الى ان الوضع الاجتماعي والاقتصادي هو في سلم الاولويات.

المجلس العسكري

كما، زار بعبدا اللواء الركن عدنان مرعب واللواء الركن نقولا مزهر اللذان هنأهما الرئيس سليمان بتعيينهما اعضاء في المجلس العسكري، وتمنى ان يقوما مع سائر اعضاء المجلس بواجبهم العسكري والوطني من خلال المناقبية العسكرية التي يتحلى بها اعضاء المجلس.

 

تشييع الخوري بيار الخويري في بلدته جوار البواشق

الرقيم البطريركي: تميز بغيرة رسولية واندفاع في خدمة المعوزين والمنكوبين

وطنية - 6/11/2010 شيعت بلدة جوار البواشق، بعد ظهر اليوم، الخوري بيار سمعان الخويري الذي قضى في حريق مطرانية صربا المارونية، في مأتم حاشد أقيم في كنيسة مار غريغوريوس في البلدة، ترأسه راعي أبرشية صربا المارونية المطران غي بولس نجيم، في حضور المطران شكر الله حرب ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، السفير البابوي غابريال كاتشيا، قائمقام كسروان- الفتوح جوزف منصور ممثلا وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود، النائب فريد الياس الخازن ممثلا النائب العماد ميشال عون، رئيس اقليم كسروان الكتائبي سامي الخويري ممثلا النائب سامي الجميل، راعي أبرشية دمشق للموارنة المطران سمير نصار على رأس وفد من الابرشية، راعي ابرشية الجبة المطران فرنسيس البيسري، رئيس اتحاد بلديات كسروان- الفتوح المحامي نهاد نوفل، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي سمعان ابو عبده ورؤساء بلديات ومخاتير وابناء البلدة والرعية والجوار.

الرقيم البطريركي

بعد الانجيل، ألقى أمين سر البطريركية المارونية المونسينيور يوسف طوق الرقيم البطريركي، وجاء فيه: "فوجئنا بوفاة ولدنا العزيز المرحوم الخوري بيار في ظروف مأساوية، وهو لا يزال في مقتبل العمر، ولكنها ارادة الله، ولا مرد لارادته، وقد عظم الخطب بفقده، لما كان يتميز به من غيرة رسولية واندفاع في خدمة المعوزين والمنكوبين.

أكمل دراسته الكهنوتية في جامعة الكسليك، وارتقى درجة الكهنوت المقدس في الثالث والعشرين من كانون الاول سنة 1990، وهو اول كاهن ابرشية رسمه سيادة المطران غي بولس نجيم السامي الاحترام، وتقلد بعد سيامته خدمة رعية صربا طوال عدة سنوات، ثم اصبح نائبا معاونا في رعية سيدة المعونات في زوق مكايل. وقد خدم الرعية المارونية في دمشق خلال سنة كاملة.

تميز، رحمه الله، بمحبته للفقراء وبخاصة العجزة والمسنين، فأسس مع فريق من العلمانيين جمعية "سندي"، وحاول ان يؤمن للمسنين ما يحتاجون اليه من ادوات تخفف عنهم اوجاعهم، وتساعد ذويهم على الاهتمام بهم في منازلهم، وذلك بمعاونة العديد من اهالي المنطقة. وكان لا يقدم على عمل الا بعد تفكير وتصميم وصلاة، وقد أحب المطالعة وبخاصة الكتاب الديني، وكان يحرص على الاطلاع على كل جديد يصدر عن الفاتيكان او بكركي، وكان مرشدا للفرق الروحية وخاصة الكشاف الماروني وجماعة الرسل العلمانيين في رعيته، واهتم بالحياة الروحية في المدرسة الرسمية ومدرسة ابو شبكة في رعيته.

كان على صلة متواصلة مع احدى فرق الكشاف الفرنسي، فدعا المنضوين اليها الى زيارة لبنان في اثناء الحرب لمساعدة المنكوبين، وقد أسس فريقا لمساعدتهم في لبنان. وغالبا ما استفاد من عطلته السنوية ليذهب الى فرنسا لمساعدة فريق من الكشاف في توزيع المساعدات على الذين هم في حاجة اليها.

وإنااذ نتقدم بالتعزية من سيادة أخينا ونائبنا المطران غي بولس نجيم وكهنة الابرشية وشمامستها وكهنة رعية سيدة المعونات في زوق مكايل، وجمعية "سندي" وجامعة آل خويري ووالده الفقيد وأشقائه وأرملة شقيقه وشقيقته وأعمامه وأبناء عمومته وخاله وسائر ذويه وأنسبائه، نسأل الله ان يجزل له الثواب في دار النعيم.

تغمد الله روح الفقيد الكاهن الجليل بوافر الرحمة، وسكب على قلوبكم الكسيرة بلسم العزاء".

الخويري

والقى رئيس جامعة آل الخويري كلمة قال فيها "ان نور المسيح قد أعمى الخوري بيار فرحل من دون أن يودع أحدا لأن المعلم ينتظر". وعدد مزايا الراحل "الذي علم الناس الصبر والصلاة، وعلمهم برحيله حب الموت لأنه بداية الحياة وليس نهايتها".

كشافة كلوز

كما أرسلت كشافة "كلوز" الفرنسية، التي كان الخوري بيار قد بدأ التعاون معها منذ 20 عاما، كلمة تعزية تلاها الأب عبدو مبارك، تمنت فيها "ان يبقى التعاون الرسولي بين لبنان وفرنسا مستمرا"، آملة "ان يتابع المطران غي نجيم رسالة الخوري بيار الذي أعطى الكثير للمخيمات الكشفية". وأشارت الى انها ستقيم قداسا لراحة نفسه نهار الجمعةالمقبل في كلوز في فرنسا.

هاشم

وألقى جوزف أبي هاشم كلمة باسم أبناء رعية سيدة المعونات في زوق مصبح والفرق الرسولية فيها، وأعرب عن "الحزن الشديد إزاء الفاجعة التي ضربت الجميع بالصميم"، مشددا على "الايمان المسيحي الذي يربينا على الرجاء والمحبة والقيامة، والذي بفضله نقف اليوم بثبات بقوة القيامة لنشيع من كان بيننا أبا وأخا وصديقا.. فلنصل بفرح الرجاء والامل للقيامة الحقيقية".

ريفوني

وختاما ودع الخوري بولس ريفوني الخوري بيار قائلا: "مع آخر قداس لك ايها الكاهن المختار ختمت صلواتك بصلاة الوداع "وداعا يا مذبح الله"، لكنك ستكمل ذبيحة التقديس على المذبح السماوي.."

معزون

من أبرز المعزين بالفقيد الراحل بعد القداس الاباتي ابو عبده على رأس وفد من مجلس المديرين، قنصل مولدوفيا ايلي نصار، النائبان السابقان منصور غانم البون وكميل زيادة وفاعليات سياسية وحزبية واجتماعية ونقابية وروحية.

 

جعجع امام الطلاب الفائزين في اللويزة واليسوعية:

ان لم يصغ عون الى الرأي العام فسيستفيق ولن يجد احدا معه وبوجود هكذا طلاب من سيخاف المواجهة فالقوة العكسرية آخر "قوة غشيمة"

هنأ رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الطلاب الذين فازوا في الانتخابات الطالبية في جامعتي اللويزة واليسوعية والذين تقاطروا الى معراب مساء الجمعة من كافة المناطق اللبنانية خصوصاً بيروت وجبل لبنان وشرق صيدا وزحلة والشمال لإهدائه هذا الانتصار. فغصّت بهم القاعة المخصصة للإستقبالات الى جانب طلاب من تحالف قوى 14 آذار. وتوجه جعجع الى الطلاب قائلا "عملياً أنتم تمثلون نموذجاً مصغّراً عن لبنان، فصحيحٌ ان البلد يمرُّ في ظروف صعبة ودقيقة لكن عندما يدعمنا شارع لديه هذا الحماس والحيوية وهذا النبض فلن يهمّنا أي أمر آخر".

ورأى جعجع ان الانتصار الذي حُقق "ليس انتصاراً طالبياً فقط، ففي ظل ادعاءات الفريق الآخر الذي لم يملك يوماً شيئاً جدياً لطرحه فكان يُصدر الدعايات تلو الأخرى لذلك كان من الصعب مواجهته لأنه لا يُمكن مواجهة الدعاية الا بأخرى ولم نكن في يوم من الأيام "جماعة دعاية"، واستمرت دعاياتهم حتى وصلنا الى نتائج الانتخابات النيابية في العام الماضي وها هي انتصارات الانتخابات النقابية والطالبية تتوالى سنةً بعد سنة لتُبيّن زيف ادعاءاتهم".

جعجع الذي اعتبر ان "أهمية نتائج هذه الانتخابات الطالبية هو انه مرة لكلّ المرات يتبيّن ان الرأي العام أصبح بأكثريته معنا، ما يعني انه ليس مقتنعاً بالطروحات الأخرى بل بطروحاتنا"، أكّد ان "هذا الرأي العام اختار النظام على الفوضى، والجديّة على الغوغائية، ولبنان على الـ"لا لبنان"، والسيادة على الـ "لا سيادة"، والدولة على ما هو خارج الدولة، والاستقلال على الوصاية، وطروحات 14 آذار و"القوات اللبنانية" على كافة الطروحات"، متوقعاً لقوى 14 آذار انتصارات أكبر في الأعوام المقبلة.

ولفت جعجع الى ان "حركة المجتمع على مرّ التاريخ لا تُخطئ، ويتبيّن ان مجتمعنا يسيرُ باتجاه خياراتنا وبإمكاننا ان نطمئن الى مستقبلنا".

جعجع شكر الطلاب على جهودهم وأبدى تأثره بالعناء الذي تكبدّوه لزيارته في معراب بعد يوم انتخابي طويل شاق ومتعب بالأخص هؤلاء الذين أتوا من مناطق بعيدة كالشمال والبقاع والجنوب. وتمنّى جعجع على النائب ميشال عون في هذه المناسبة "لو أنه يُصغي الى صوت الرأي العام فيتصرف على هذا الأساس ماذا والا سيستفيق في احد الأيام ولن يجد أحداً معه، وسنكون راضين اذا ما استمع الى صوت الرأي العام اذ يهمّنا ان تصل القضية وليس نحن فاذا انتصرت القضية من خلالنا أو من خلال غيرنا فالمهمّ ان تتحقق"، لافتاً الى "ان القوات اللبنانية ليست حزباً بالمعنى الضيّق للكلمة يعمل من اجل ايصال شخص معيّن الى مركز ما أو للحصول على مكاسب بل لدينا تصوّر للبنان نريد تحقيقه، وفي ظل وجود اي مجموعة ستقف في وجه تحقيق تصورنا سنستمر بالنضال حتى الوصول الى لبنان الذي نريد أن نعيش فيه".

وشدّد جعجع على ان "المواجهة التي نخوضها صعبة ودقيقة ولكن بوجود هكذا طلاب من سيخاف المواجهة، فالقوة العسكرية هي آخر أنواع القوة المُسمّاة بـ"القوة الغشيمة" لأنها أضعف نوع من أنواع القوة الماديّة، أما أهم نوع من القوة هو قوة الارادة وقوة النفس والقوة الروحية التي لا يستطيع أحد أن يقهرها وعندما نصل الى هذا المستوى لا سلاح في العالم يستطيع التأثير علينا وهذا ما يحصل في الوقت الحاضر"، مضيفاً "ترون من يملكون السلاح كيف هم متوترون ومحتدّون ويهددون ونحن في المقابل نجيبهم بكلمة بسيطة توازي كلّ الكلام الذي يقولونه، ومهما حاولوا لن نغيّر رأينا". وتابع جعجع "يسألني البعض: ماذا لو نزلوا الى الشارع؟، فأجيبهم بكل بساطة فلينزلوا الى الشارع ماذا سيحصل؟ فاذا بقينا ثابتين على مواقفنا، هل سيبقون في الشارع؟، فالأهم ألا يُخيفنا أحد أو يكسر إرادتنا". وأكّد جعجع انه "من خلال التحالف القائم بين المسلمين والمسيحيين داخل قوى 14 آذار، الذي يعتبره البعض خارج عن الطبيعة والمألوف في تاريخ لبنان، بإمكاننا ان نربح أي شيء، فهذا التحالف هو العائق الأساسي في وجههم وبالطبع ارادتنا الصلبة التي من خلالها فشلوا في تقسيمنا الى افرقاء".

وختم جعجع بشكر كلّ القيمين على مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية فرداً فرداً بالأخص رئيس المصلحة شربل عيد ورؤساء الدوائر رئيس دائرة االجامعات الاميركية روبير طوق، رئيس دائرة الجامعات الفرنكوفونية نديم يزبك ورؤساء الخلايا، على أمل اللقاء بهم العام المقبل في انتصار كاسح.

المصدر: فريق موقع القوات اللبنانية

 

مؤكداً ان أحداً لا يمكنه إلغاء بكركي ودورها لان التاريخ خلقها وسائلاً ما اذا كان الدين الإسلامي يسمح باعتبار المسيحي كافراً في القرن ال21، المطران الراعي: كيف يمكن الحديث عن شهود الزور في حين لا يوجد اي إدعاء لا أمام القضاء الدولي ولا أمام القضاء اللبناني؟       

موقع الكتائب/رأى راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي انه لا يتم الاحتكام الى المؤسسات الدستورية اليوم في لبنان في ظل سلطات صغيرة، مشيراً الى ان مقدمة الدستور فرضت إلتزام لبنان بالشرعية الدولية وبالجامعة العربية وبالأمم المتحدة "علماً ان لبنان هو عضو مؤسس في الإثنتين لكن اليوم هناك من يحاول عزلنا عن كل هذه المؤسسات".

المطران الراعي وفي حديث اذاعي، اعتبر ان ما يسمّى بالدستور الذي تعدّل على أساس وثيقة الوفاق الوطني يخالف اليوم نصاً وروحاً وهذا الأمر لا يبني وطناً، لافتاً الى ان هناك تحويلاً لحرب في العراق الى صراع دموي سني شيعي، وخلق محاور إقليمية ودولية تغزّي هذا النزاع وهذا ما دخل الى لبنان اليوم، واصفاً "ما يسمّى ب14 و 8 اذار بانه الصراع السني والشيعي". وشدد على ضرورة ان يلعب المسيحي دور الوفاق بين السني والشيعي دون ان يكون تابعاً لأي كان، مؤكداً ان للمسيحيين في لبنان وفي الشرق مسؤولية كبرى تجاه العالم العربي عبّر عنها الإرشاد الرسولي "الذي يقول ان التعاون والتفاهم بين المسيحيين والمسلمين في لبنان بشكل الوفاق الوطني من خلال المساواة ودولة ديمقراطية لا توتاليتارية وهذا سيكون نموذجاً يمتد الى العالم العربي".

ولفت الى "اننا اليوم كمسيحيين ليس لدينا مشكلة مع السنة او مع الشيعة رغم بعض الخلافات في القضايا على الصعيد السياسي، لكننا لسنا على نزاع مع أحد، بل نريد التعاون مع المسلمين وهذا ما يجب الحفاظ عليه"، مشدداً على وجوب ان يكون المسيحي عنصر وفاق وسلام وعنصر لقاء بين الفئتين السنة والشيعة، مؤكداً وجوب عدم الانزلاق في هذا الصراع الاقليمي الدولي. كما أكد ان لبنان يجب ان يلعب دور الوسيط والمصلح، محذراً بانه اذا استمر الخلاف بين السنة والشيعة وتطوّر فالخراب سيكون لكل العالم العربي.

من جهة أخرى، وفي ملف شهود الزور، سأل المطران الراعي "هل نعرف هوية هؤلاء ام هي كلمة بالمطلق؟ وكيف يمكن الحديث عن شهود الزور في حين لا يوجد اي إدعاء لا أمام القضاء الدولي او أمام القضاء اللبناني؟" لافتاً الى وجود أصول في الحياة وأصول محاكمات ومبدأ فصل السلطات في لبنان، مؤكداً انه ليس من صلاحية الحكومة إحالة هكذا ملفات الى المجلس العدلي، وهناك من يريد إدخال السلطة السياسية في متاهات. واعتبر ان لا مبرر لعقد طاولة الحوار، "فأنا احترمها وأحترم الرئيس ميشال سليمان، لكن طاولة الحوار وُجدت عندما لم يكن في لبنان رئيس جمهورية او مجلس نواب منعقد او حكومة. أما اليوم فكل السلطات تعمل، ولا حاجة لطاولة الحوار". ورداً على سؤال حول اللقاء المسيحي في بكركي بالأمس، رفض إعطاء أي قراءة سياسية وفئوية "كما سمعنا بالأمس"، معتبراً ان اللقاء في الصرح ليس بالأمر الجديد، موضحاً ان بكركي لم تدع لأي لقاء مسيحي فمنذ عهد يوحنا مارون حتى عهد البطريرك صفير كان اللبنانيون المسيحيون وعندما يدق نفور الخطر في جبل لبنان، يتنادون ويأتون الى بكركي معتبرين انها مرجعيتهم الوطنية "وهذا ما حصل بالأمس، اذ تم الإعلام من الصرح ان لبنان يعيش في خطر بمؤسساته ودولته". وأكد المطران الراعي ان أحداً لا يمكنه إلغاء بكركي ودورها لا من الداخل او من الخارج "لان التاريخ خلقها"، متمنياً او تضمّن اللقاء أمس شخصيات غير مسيحية أيضاً". وتابع قائلاً "بكركي هي مرجعية وطنية تاريخية تؤكد الثوابت الوطنية وتعطي اطمئناناً لكل اللبنانيين". من جهة أخرى، طالب المطران الراعي بعقد قمة إسلامية رسمية وتأخذ موقفاً واضحاً ما اذا كان الدين الإسلامي يتبنّى مواقف التيارات التي تدعو الى الاعتداء على المسيحيين، سائلاً "هل يسمح الدين الإسلامي باعتبار المسيحي كافراً وغير المسلم كافراً في القرن ال21 الذي نحترم فيه رأي الانسان والمعتقد؟"  

 

توفيق الهندي: لا وجود للبنان خارج الوجود المسيحي الفاعل

ما يعرض من عناوين تتعلق بالمحكمة قضايا جزئية لمشروع اكبر بكثير يتخطى لبنان

موقع القوات اللبنانية/شدد الدكتور توفيق الهندي على ان قضايا المحكمة الدولية و"شهود الزور" وما يرافقها من تهويلات هي قضايا جزئية مقارنة بمشروع "أكبر بكثير" يتخطى الحدود اللبنانية، معتبراً ان ما يحصل قد يستجلب الحرب إلى لبنان. كما استنكر الإعتداء على كنيسة بغداد، طالباً من مسيحيي لبنان أن يتعظوا وان يعودوا إلى لعب دورهم التاريخي "لأن لا وجود للبنان خارج الوجود المسيحي الفاعل". وفي اتصال مع موقع "القوات اللبنانية" الإلكتروني، أكد الهندي ان مقاطعة فريق "8 آذار" لجلسة الحوار الخميس نوع من رسالة موجهة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، مفادها ان موقفه غير حاسم ومفروض عليه الخروج عن كونه توافقياً وان يصبح رئيساً لطرف محدد، معتبراً ان سليمان فعل حسناً بعدم الإستماع لهؤلاء، وبالتالي عقد طاولة الحوار بمن حضر. ورأى الهندي ان ما يهم هو انعقاد هذه الجلسة، نظراً لضرورة استمرار هيئة الحوار، مشيراً إلى ان سليمان متمسك بصلاحياته وودوره وموقعه السياسي كحكم فاعل، وهو يريد الحفاظ على وحدة البلد وعلى الحوار، في وقت يريده البعض ان يصطف معهم مثلما اعتادوا في العهود السابقة.

وشدد الهندي على ان اهم نقطة كان من المفروض طرحها لو حضر الجميع هي قضية "المحاكاة" التي نشرتها جريدة "الأخبار" اولا وتبعتها صحف أخرى استفاضت بوصف سيناريوهات أمنية وعسكرية، مشيراً إلى ان هذه السيناريوهات العنفية هي خروج عن عمل الدولة والعمل المؤسساتي والديمقراطي. ولفت إلى ان "حزب الله" لم ينكر التحضيرات أو ينف السيناريوهات، معتبراً ان البعض يستقوي على باقي الأطراف بسلاحه لفرض آرائه.

وعن توقعاته عما ستؤول إليه الأوضاع منذ الآن ولغاية الموعد القادم لانعقاد طاولة الحوار، أشار الهندي إلى ان هذين الأسبوعين سيشهدان تطورات مهمة، فنحن على مقربة من صدور القرار الإتهامي وما يرافقه من ضغوطات واهوال، ولا احد يعلم ما ستؤول اليه الاوضاع.

وتوقف الهندي أمام الهجوم الشرس على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ولا سيما موقف رئيس تيار "التوحيد" وئام وهاب، معتبراً ان الأخير يريد الرجوع إلى المحاكم اللبنانية انسجاماً مع موقف حلفائه القائل بأن هذه محكمة اسرائيلية، وان من يتعامل معها هو عميل اسرائيلي وسيتم التعاطي معه على هذا الأساس. ورأى ان هذه التصاريح هي مجرد رسائل تهويل للمعنيين، مع علم الجميع ان لا تسوية بشان المحكمة كونها لم تعد بيد الطراف اللبناني، مشيراً إلى تمسك المجتمع الدولي بها لتطبيق العدالة.

وأوضح الهندي ان في وقت نحن امام محكمة لديها طاقات هائلة، يريد البعض العودة إلى القضاء اللبناني "المعتر"، متسائلاً عن أهداف هذه الخطوة في ظل التشكيك المستمر بالقوى الامنية والقضائية. وأضاف: "هم لا يريدون الوصول إلى اي نتيجة في هذه المسألة، وكل ما يعرضونه يفتقر للمنطق".

وعن تصاريح القاضي أنطونيو كاسيزي الأربعاء، والتي أشار فيها إلى ان اللواء جميل السيد يعود دائماً إلى المحكمة بالرغم من هجومه الدائم عليها، ورد السيد عليه الخميس بأنه لا يزال متمسكاً بموقفه المشكك حيال هذه المحكمة، أوضح الهندي ان كاسيزي أراد القول لـ"حزب الله" أن السيد لديه مشكلة مع التحقيق والمحكمة، انما يتعاطى عمليا معها ولم يقاطعها، الأمر الذي ازعج السيد، كون هدفه يتقاطع مع هدف الحزب القاضي بتطيير المحكمة والعودة إلى القضاء اللبناني.

ولفت الهندي إلى ان ما يعرض من عناوين تتعلق بالمحكمة و"شهود الزور" ولجنة التحقيق هو قضايا جزئية لموضوع اكبر بكثير، فهناك طرف اقليمي - لبناني له مشروعه الخاص بكل أبعاده، ما يجعل من لبنان رأس رمح، ويضعه في موقع حرج يستجلب الحرب اليه، مشيراً إلى ان هذا المشروع يتخطى حتى الصراع اللبناني – الإسرائيلي والصراع العربي – الإسرائيلي.

ونبه الهندي من أن التهديدات الداخلية قد تتعدى التهويل وتترجم على الارض حرباً تطال الجميع، معتبراً ان على سليمان معالجة هذه القضية والتهويل والتهديد باستعمال القوة استنادا إلى السلاح. وإلى ذلك، استنكر الهندي الإعتداء الذي طال كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وقال: "كلما دق الكوز بالجرة بتطلع براس المسيحيين". ورأى ان العبرة بالنسبة إلينا في لبنان هي ان نعي خطورة أوضاع المنطقة، لافتاً إلى ان القضية ليست قضية الغلاء المعيشي والكهرباء، على الرغم من اهمية هذه المطالب، مشدداً على ان الوضع خطير لدرجة اصبحت هذه المطالب صغيرة مقارنة بما هو أهم. وشدد الهندي على وجوب ان يلتزم المسيحيون بخطهم التاريخي والسياسي للمحافطة على الكيان اللبناني، والا اصابهم ما يصيب مسيحيي العراق. وأضاف: "نحن امام قضية وجود للبنان ككل، لأن لا وجود للبنان خارج وجود مسيحي فاعل، وهذه ميزتنا وما يجب ان نعيه وإلا اصبحنا مثل بعض الدول العربية الأخرى".

فريق موقع القوات اللبنانية

 

 وضع "اليونيفيل" جيّد وأيّ تقاتل يؤدّي إلى "عرقنة" لبنان

قهوجي لـ"النهار": الجيش  جاهز لمواجهة التوتّرات  وسيكون حاسماً في كافة المناطق وخصوصاً المسيحية

العماد قهوجي متحدثاً الى "النهار" امس في مكتبه في اليرزة. 

كتبت هيام القصيفي:النهار

في خضم التوتر الحالي الذي يعيشه لبنان، وعلى ايقاع القرار الاتهامي المنتظر، تشهد وزارة الدفاع حركة سياسية وديبلوماسية استطلاعية، لاستيضاح قائد الجيش العماد جان قهوجي وضع المؤسسة العسكرية وجهوزها لمواجهة اي توتر محتمل. وما يزيد من حدة الاسئلة، كمية السيناريوات التي تضخ يوميا اعلاميا وسياسيا، وترسم معالم التوتر  المحلي وآفاقه وتداعياته، كما ترسم تأثيراته على وضع الجيش. وفيما تتجه الانظار الى احتمالات ما بعد القرار الاتهامي، او حتى ما قبله،  جاء الدخول الاصولي على الخط اللبناني ليطرح مجددا، الاخطار التي يمكن ان تنتج وسط مخاضات عسيرة يعيشها لبنان.

لا يبدي قهوجي اي خوف على مستقبل الوضع لكنه يبدي قلقه، في مقابل تأكيده الخطة العسكرية التي وضعها الجيش متحفظا عن ذكر ارقام العديد والقطع وخريطة انتشارها لاسباب لوجيستية وأمنية وعسكرية. ويشرح بإسهاب ثقته بوحدة المؤسسة العسكرية وتشديده على حماية المناطق كافة، وان الجيش سيكون حاسما في كل المناطق وخصوصاً المسيحية.

وهنا نص الحوار:

• كثر في الاونة الاخيرة نشر سيناريوات عن الفتنة في لبنان، وعن توتر الوضع الامني بعد صدور القرار الاتهامي. اين يقف الجيش مما يحكى عن مشاريع الفتنة التي يجري الحديث عنها؟

- من يروج لهذه السيناريوات يخدم اولا وآخرا العدو الاسرائيلي. وكل من لديه مخيلة واسعة يكتب السيناريو الذي يريد. في اي حال لا يحتاج الوضع الى  سيناريوات لتكتب، فالكل يعرف وضع بيروت والتوزع الطائفي والمذهبي في احيائها، ومن سينزل الى الشارع انما سيكون من ابناء البيئة الموجودة في كل حي وشارع، ولن يستقدم احد من الخارج.

ومن يعمل على هذه التصورات، لم يعش فترة عامي 1975-1976. وانا اتوجه بداية الى الاهالي والى كل ام واب يريد ان يحمل ابنهما السلاح، لأقول لهم: خذوا العبرة من الحرب الاهلية التي لم تميز بين كبير وصغير. لان الامور في النهاية ستحل بالسياسة والمشاريع التي ترسم لن يكتب لها نهاية الا بالحوار والسياسة.

اما بالنسبة الى الجيش، فنحن نعمل كل واجباتنا، ولدي النية الكاملة لمنع اي فتنة، ومهمة الجيش منع اي تقاتل بين اللبنانيين. وانا مقتنع ان احدا لن يربح من جراء اي تقاتل، ولبنان وحده الذي يخسر. واذا خسر لبنان سيتعرقن.

لذلك فان الجيش اليوم يضغط بكل قواه من اجل امرين منع اي تقتال داخلي ومنع اي تحرك للاصوليين الذين يريدون الافادة من التوتر الداخلي، مثلهم مثل الاسرائيليين الذين يستفيدون من التوتر الداخلي كي يتسللوا الى الداخل، ويحاولون تشتيت انتباه الجيش عن الوضع الداخلي.

• حكي عن سيناريو يتحرك فيه "حزب الله" لاجراء مناورة ميدانية واحكام فيها السيطرة على بيروت. هل قام "حزب الله" فعلا بهذه المناورة؟

- لا. لا علم لنا بمثل هذا الامر. وعلى كل، فالمناطق التي يفترض ان يكون تحرك فيها ليست خالية من السكان، بل مأهولة، والسكان معروفو الانتماء، كما هو معروف توجههم السياسي. لذا لا يحتاج الحزب او غيره للقيام بمناورة حيث هو موجود اصلا.

خطة الجيش للتحرك

• لا شك في ان صدور القرار الاتهامي يثير بلبلة، وقد بدأ الحديث عن مخاوف عكستها كل الشخصيات السياسية سواء في المناطق المسيحية او في المناطق السنية – الشيعية. ألست متخوفا من الوضع؟

- انا قلق ولست خائفا. والقلق يعطينا الحافز كي نظل على جهوز تام 24 ساعة. اما الخوف فيشلنا عن العمل. لقد ضاعفنا في الاونة الاخيرة وتيرة عملنا واستعداداتنا. والضباط والعسكر يعيشون هذا الجو القلق، ولذلك صار الجهوز شبة كامل ميدانيا للتدخل في اسرع وقت، واينما كان لحظة وقوع اي توتر داخلي.

• هل الجيش في حال تأهب اليوم؟

- حاليا العسكر في حالة حجز رقم 3. ورفعنا الجهوزية الى 65 في المئة، واصبحنا قادرين على رفعه الى 100 في المئة خلال ساعة واحدة، اذا استدعى الامر ذلك. والضباط والجنود موضوعون في هذا الجو. والجهوز يشمل العسكر المنتشرين على الارض حتى يبقوا مستعدين لمهماتهم.

• وضعتم اخيرا خطة لمواكبة التطورات الامنية، ما هي خطوطها العريضة؟

- اعددنا ما يكفي من الجيش  في قلب بيروت، مع درس كل الاماكن الاخرى التي تشكل المناطق الاكثر حساسية، وتعد بمثابة مفاتيح لأي توتر. ونحن نعرف قدر الامكان صعوبة ما يمكن ان يواجهنا. فالحرب المفتوحة اسهل من حرب المدن، لان اي توتر داخل بيروت مثلاً يمكن ان يشكل صعوبة كبرى لأي جيش، اذ ان اي تدخل عسكري سيؤدي الى سقوط ضحايا وحدوث مآس، وهو ما  يحاول الجيش تفاديه.

المناطق المسيحية

• اضافة الى المناطق ذات الوجود السني – الشيعي المشترك، يحكى عن احتمال نقل التوتر الى المناطق المسيحية، وقد تحدث عدد من قيادات هذه المنطقة عن خوفهم ورهانهم على دور الجيش. فهل لديكم تصور محدد لهذه المناطق؟

- نتعامل مع مناطق التوتر بحسب جدول اولويات، لذا تشكل بيروت بالنسبة الينا الاولوية، تليها طرابلس، ثم صيدا واخيرا المناطق المسيحية. لا ارى ان ثمة ما يقلق في هذه المناطق، وحجم المشكلة الداخلية ليس كبيرا بما يكفي لكي يستطيع اي طرف انهاء الوضع لمصلحته.

في اي حال نحن نركز عملنا على هذه المناطق، واقول للجميع ممنوع المسّ بالامن، وقد ابلغنا  الاطراف المعنيين بمحاذير المسّ بالامن في اي منطقة لان الجيش سيكون حاسما جدا مع اي توتر امني في كافة المناطق وخصوصا المناطق المسيحية.

• هل يكفي عديد الجيش لتغطية التوترات الامنية في هذه المناطق؟

- ميدانياً  نعم. واذا اضطررنا سنسحسب من الاحتياط  والافواج الخاصة التي اصبحت جاهزة لمواكبة الجيش الموجود اصلا على الارض. واقولها على رأس السطح، اي توتر امني في الداخل قد يضطرني الى سحب ما احتاج اليه من قوة عسكرية من العناصر المنتشرة في الجنوب. فالتواجد العسكري في الجنوب فقط لن ينفع لبنان اذا "فرط" الوضع في الداخل.

• في اي مدى زمني تضعون خططكم؟ وهل تتوقع صدور القرار الاتهامي في فترة قريبة، بما يجعل الجيش في حالة تأهب مستمر؟

- نحن جاهزون، ونفذنا انتشارنا في بيروت، واصبحنا جاهزين سواء صدر القرار اليوم او بعد اسبوع او اكثر. الافواج كلها وقوات التدخل كلها مستعدة للتدخل فوراً.

• هل الجيش قادر فعلا على منع التوتر؟

- القضية ليست سهلة والحرب ليست لعبة. الجيش سيستخدم كل امكاناته لمنع حصول الفتنة. لكن الامر لا يتوقف فقط على الجيش انما على القوى السياسية مجتمعة.

• ذكر تقرير اميركي اخيرا صادر عن مركز "ستراتفور" ان هناك نحو 6 الاف عنصر من  الحرس الثوري الايراني في بعض مناطق جبل لبنان  كالقماطية والبقاع، هل لديكم اي معلومات عن ذلك؟

- لا تقارير لدينا حول هذا الموضوع. ولكن نحن لم نر اي تضخم في اعداد السكان الموجودين مثلا في القماطية او غيرها، ولم نلمس حركة غير طبيعية. ورقم ستة الاف لا يمكن ان يختفي بسهولة. في اي حال لم نبلّغ عبر المطار او الحدود بدخول هذا العدد من الذين دخلوا ولم يخرجوا من لبنان.

نعمل بتوجهات السلطة السياسية

• لقد حذر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الجميع من التعامل مع فريق المحققين الدوليين والمحكمة الدولية، فهل يشملكم هذا التحذير وهل وصلكم اي امر من هذا النوع؟

- الجيش مؤسسة تعمل بتوجهات الدولة والسلطة السياسية الممثلة بمجلس الوزراء مجتمعا، ووفق ما يمليه عليّ ضميري.

• كيف يتم تعاطيكم مع فريق المحققين الدوليين، وخصوصا بعد حادثة الضاحية الجنوبية؟

- لم نتدخل ولا مرة في عمل المحققين، ولا اين يذهبون واين يحققون. حتى فريق المواكبة وهو مؤلف من عدد من الاجهزة الامنية، يقف بعيدا عن اي مكان يقصده فريق التحقيق وذلك بطلب من المحققين.

• كيف سيتعامل الجيش بعد صدور القرار الاتهامي اذا طال عناصر من "حزب الله" وسوريا.

- لست معنيا بأي امر لا يؤدي الى خربطة الوضع الامني. الامور السياسية تحل بالسياسة، وفي مجلس الوزراء وعلى طاولة الحوار. انا معني فقط بالوضع الامني وبما يمكن ان يحدث على الارض.

• اذا استمر تعطيل مجلس الوزراء وشل عمل الحكومة، بمن تأتمرون؟

- ان شاء الله لا نصل الى هذه المرحلة. حينها لا سمح الله يكون لكل حادث حديث. واعتقد ان السياسيين اذكى من ان يكسروا البلد ويوصلوه الى الفراغ، او ان يتقاتلوا لانهم يعرفون انهم سيخسرون جميعا.

• ولكن سبق ان وصل البلد الى حالة الفراغ؟

- الفترة السابقة تختلف عن المرحلة الراهنة. صحيح ان ما حدث حينها اوصلنا الى اتفاق الدوحة، لكن الدول العربية ملّت من مشاكلنا.

• لكن الاميركيين لم يملّوا، واليوم عادوا بقوة الى دعم لبنان والتحدث عنه في شكل يومي؟

- اساسا لم يذهبوا كي يعودوا. هم دوما يؤكدون دعمهم للبنان ويبدون اهتمامهم به.

• لقد التقيت في الاسبوعين الاخيرين مجموعة من السفراء، وآخرهم السفيرة الاميركية والسفير الفرنسي، هل هم قلقون من الوضع؟

- لقد أبدوا قلقهم من الوضع، ويسألون عن احتمالات التوتر. وانا اطمئنهم اننا سنقوم بواجبنا لمنع الاقتتال الداخلي. اذ لدينا النية والجهوز للقيام بذلك.

سنحمي "اليونيفيل"

• تردد ان السفير الفرنسي ابدى قلقه اخيرا لدى "حزب الله" على وضع القوة الدولية " اليونيفيل"، والخوف ان يتحولوا رهائن كما في فترة خطف الرهائن، اذا حدث توتر داخلي، فهل نقل لكم هذا القلق؟ وهل انت خائفون على القوة الدولية؟.

- لم يبد اي قلق من هذا الامر. ان وضع "اليونيفيل" جيد جنوباً، والعلاقة مع الناس هناك جيدة وعظيمة. اما بالنسبة الى قضية الرهائن فلقد اثبتت التجربة انها لم تعط اي نتيجة. لا اعتقد ان احدا اليوم يفكّر هكذا. الجيش موجود جنوبا وسنستمر في تطبيق مندرجات القرار 1701.

خطر القاعدة

• من بين الاخطار المحدقة، برز في الايام الاخيرة موضوع تهديد "القاعدة" لمسيحيي بلاد الشام، وانتم سبق ان عانيتم الخطر الاصولي، واخر ما حدث في مجدل عنجر. في اي مرتبة تضعون الخطر الاصولي حاليا؟

- نضعه في المرتبة الاولى في تعاملنا معهم، ولكن خطر "القاعدة" والاصوليين لم يعد حالياً في لبنان في المرتبة الاولى، بعد الضربات التي وجهناها اليهم. ولا ننسى اننا عثرنا في مجدل عنجر على بؤرتين فيهما متفجرات.

• ألم توقفوا بعد قاتل الضابط؟

- لا، هو الوحيد الذي لم نستطع القبض عليه. انما اوقفنا كل افراد المجموعة المسؤولة عن المكمن وكل من ساهم في العملية. واؤكد ان جميع ابناء المنطقة متعاونون معنا.

• هل تأخذون خطر التهديد الاخير لـ"القاعدة" باستهداف كنائس منطقة الشام بالاعتبار؟

- نأخذ كل كلام لـ"القاعدة" في الاعتبار. ولكن اريد ان اطمئن الى اننا نرصد كل تحرك ارهابي في لبنان ونستعد له.

لا انقسام في الجيش

• لقد احتضنت الطائفة السنية الجيش خلال معركة نهر البارد. هل تعتقد ان هذا الاحتضان لا يزال موجودا، فيما يتهم البعض الجيش انه اقرب الى المعارضة منه الى الاكثرية؟

- جميع الطوائف في لبنان بمن فيهم الطائفة السنية احتضنوا الجيش. واؤكد ايضا انني لست اقرب الى طرف من طرف آخر. وانا على مسافة واحدة من الجميع لكنني لست على مسافة واحدة من المخلين بالامن. انا مع الجميع ضد اسرائيل. وهذا امر لا اهادن به. اذا كانت علاقتي جيدة مع سوريا فهذا لا يعني انني مع فريق سياسي ضد آخر. بالعكس يحظى الجيش بالاحتضان والدعم من جميع القوى والطوائف. وعسكرنا مرتاح جدا في اي منطقة يخدم فيها، وتربطه علاقة جيدة مع كافة ابناء هذه المناطق. من حين الى آخر يتعرض الجيش لبعض الحملات السياسية التي لا تخفى اهدافها السياسية والخاصة على احد. وذلك على خلفيات مذهبية وطائفية.

• لقد أقدم عدد من الضباط السنة في مرحلة سابقة على تقديم استقالاتهم احتجاجاً، فهل الجيش اليوم موحد وهل تخاف عليه من الانقسام، فيما يكثر الحديث عن مجموعات في الجيش تابعة لهذا الطرف او ذاك؟

- اريد ان اؤكد ان الجيش اكثر وحدة وتماسكا من ذي قبل. وما حصل مع بعض الضباط كان قبل ان اتسلم مسؤولية قيادة الجيش. ومنذ عامين وحتى اليوم، اعتبر انني ابعدت الجيش عن السياسيين، وابعدت اي تدخل للسياسيين في الجيش. علاقتي جيدة مع كل الاطراف، ولا مشاكل لدينا مع اي طرف. لكن لا اريد ان ان يضع اي طرف اصبعه داخل المؤسسة العسكرية، حتى يبقى الجيش حرا. لا اتخوف من اي استقالات ولا من اي محسوبيات لأي طرف سياسي. الضباط هم تابعون في ولائهم للمؤسسة العسكرية. وانا من الذين خبروا انقسام الجيش، واتحدث دوما امام الضباط عن تلك المرحلة التي اصفها بأنها مرحلة الذلّ في الجيش. وأؤكد ان المؤسسة ستكون الضمان لجميع الناس، وستبقى بعيداً عن اي انقسام وتوتر يشهده البلد.

• اذا شلّ عمل الحكومة ألن يتأثر عملكم؟

- عملنا لن يشلّ. فالجيش مؤسسة تعمل مقومات الاستمرار كما تملك من القوة والمناعة والانضباط ما يجعلها بمنأى عن أي تأثيرات سياسية او دستورية.

• هل لديكم تقدير عن عدد السلاح الموجود لدى الناس؟

- كلا، لكن يوجد في كل بيت قطعة سلاح. ولكن ليس لدى كل بيت النية لاستخدامه او للقتال.

• هل هناك تدريب في لبنان لبعض الفئات السياسية، او حتى خارجه؟

- نحن لم نرصد اي شيء في الداخل. ولا نعرف شيئا عن اي عمليات تدريب خارج الاراضي اللبنانية.

 

نديم الجميّل: لم توجه دعوة الى مسيحيي 8 آذار لانهم اطلقوا النار على اللقاء قبل عقده  

 الفوز الكاسح في الانتخابات الطالبية دليل على وحدة احزابنا في مواجهة الخراب   

  المصدر : أخبار اليوم

اوضح عضو كتلة الكتائب النائب نديم الجميّل ان اللقاء المسيحي الذي عقد امس في بكركي ليس في جو صدامي، بل في جو الدفاع عن هذا البلد، في ظل ما يتعرض له في هذه المرحلة.

ورد الجميّل على منتقدي اللقاء، قائلا: ما على هؤلاء الا تحضير ورقة أو مشروع يتضمن طروحاتهم ويضعونه بين ايدي بكركي وفي تصرف الرأي العام، ليتضخ للجميع ما هو الطرح الانسب. واضاف: اهو طرحنا المتمثل بالدفاع عن لبنان والديموقراطية والحريات والامن، ام الطرح الاخر المتمثل ربما بخيار دمار لبنان وانشاء حضارة جديدة مختلفة عن الحضارة التاريخية التي يتمتع بها. وعن اتهام بكركي بالانحياز الى طرف دون الآخر، قال الجميّل: المشروع الذي نحمله هو مشروع بكركي التاريخي. وتابع: بالامس وضعنا انفسنا بتصرف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وقدمنا له مشروع حماة لبنان والبقاء فيه، وفق تركيبته الديموقراطية حيث كانت بكركي رأس الحربة في الدفاع عنه.

ودعا الطرف الآخر الى طرح مشروعه في بكركي المفتوحة للجميع، واذا كانوا لا يريدون التواصل مع البطريركية المارونية فهذه مشكلتهم وليست مشكلتنا وفي هذا الاطار، نفى الجميّل توجيه دعوات الى شخصيات خارج إطار قوى 14 آذار، معتبرا ان الفريق الآخر لن يشارك في اجتماع توصلا الى اتفاق، والبرهان انه قبل عقد اللقاء بدأ اطلاق النار عليه.

ولفت الى ان بعض المواقف الصادرة عن الطرف الآخر تشير بوضوح الى عدم استعدادهم للاجتماع معنا.

وقال: وجودنا في بكركي يحمل الكثير من المعاني، ابرزها ان السلطتين السياسية والروحية اجتمعتا للقول ان لبنان في خطر والمسيحيين في خطر والدولة في خطر، وعلينا ان نقوم بواجب الدفاع.

وعما اذا كانت ستنبثق لجنة لمتابعة ما صدر في البيان الختامي للقاء، اوضح الجميّل ان أي متابعة لهذا العمل ستكون تحت إطار 14 آذار، ولا يجوز ان تكون تحت سقف مسيحي فقط، لان الخطر لا يحوم فقط حول المسيحيين بل حول كل اللبنانيين، مشددا على ان الانطلاقة كانت من بكركي كنوع من اخذ البركة من البطريرك الماروني ومن الصرح الذي شكل ركيزة الدولة اللبنانية. وهذا اللقاء سيشكل الانطلاقة بإتجاه 14 آذار وكل اللبنانيين المؤمنين "بلبنان اولا" وبناء دولة حقيقية بعيدا من الاخطار التي يخلقها الفريق الآخر.

وعما اذا كان هذا اللقاء سيشكل خطوة بإتجاه عودة حزب الكتائب الى المشاركة في اجتماعات الامانة العامة لقوى 14 آذار، اوضح الجميّل ان الكتائب لم تترك ابدا 14 آذار بل هي جزء لا يتجزأ من هذه القوى، علما ان الوزير بيار الجميّل استشهد في سبيل النضال الذي بدأت به قوى 14 آذار.

واذ أشار الى ان لدى الكتائب ملاحظات حول اداء الامانة العامة، أكد ان الحزب جزء لا يتجزأ من هذه الحركة، مشددا على ان لا احد يستطيع ان يأخذ قوى 14 آذار "بالمفرق"، مؤكدا ان قوة 14 آذار بوحدتها، مشيرا الى انه منذ نحو خمس سنوات وهناك محاولات للتفرقة ما بين القوات والكتائب وسائر مكونات 14 آذار او ما بين المسيحيين والمسلمين في هذه الحركة، فكان الجواب فشلهم في تحقيق هذه التفرقة، بدليل الفوز الكاسح الذي حققته قوى 14 آذار في الانتخابات الطالبية في جامعتي NDU و USJ.

واعتبر ان هؤلاء الطلاب يعكسون وحدة احزابهم في مواجهة مشروع خراب البلد.

 

الزغبي لموقعنا: المسيحيون استشعروا الخطر ... وميشال عون يقبض ثمن مواقفه ... والمرحلة الاخيرة من الانقلاب بدأت بالفعل...  

موقع 14 آذار /سلمان العنداري

اعتبر عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي ان " اللقاء المسيحي الذي عُقد في بكركي كان بمثابة اعادة تأسيس وتركيز للثوابت التي بلورتها واطلقتها ثورة الارز في يوم 14 آذار 2005 على خلفية النداء التاريخي الشهير للمطارنة الموارنة في ايلول عام 2000. اذ انه عند كل منعطف تاريخي يشعر المسيحيون انهم مسؤولون بصورة مباشرة عن مصير لبنان، وهذا ما حداهم على التنادي للاجتماع في بكركي تحت راية مرجعيتهم التاريخية كي يؤكدوا ارادتهم في منع انزلاق لبنان الى تدمير هويته التاريخية وتغيير وجهه الحضاري، ولذلك كان لا بد من هذا الاجتماع لاعادة تصويب البوصلة الوطنية و السياسية في غمرة المشروع الواضح والمحسوم والذي يقوده حزب الله وفريق 8 آذار برعاية ايرانية وسورية واضحة".

الزغبي وفي مقابلة خاصة الى موقع "14 آذار الالكتروني" رأى ان "مشروع قوى 8 آذار بحث سابقاً، ويبحث اليوم عن رافعة او عنوان يخوض تحته انقلابه المرسوم، وقد وجد في المحكمة الدولية وفي مسألة ما يسمى "شهود الزور" هذه الرافعة، والحقيقة ان هذا الفريق وضع خطته منذ خمس سنوات وعكف على تنفيذها على مراحل، وابرز هذه المراحل اثتنان: 23 كانون الثاني 2007، و7 ايار 2008، واليوم هو في صدد تنفيذ المرحلة الثالثة، لذلك استشعر المسيحيون الاشد تمسكاً بمعنى لبنان ورسالته وانتمائه الى بيئته العربية مسؤوليتهم الاصلية والاولية للتنبيه الى الخطر الماثل وتوجيه هذا النداء الحارّ والصادق من اجل انقاذ لبنان قبل انحرافه الى قعر الهاوية".

ولفت الى ان "اللقاء ليس موجهاً الى المسلمين او المسيحيين بالتحديد، بل هو موجه الى الوجدان اللبناني والعربي والعالمي:

اولاً: فهو موجه الى المسيحيين كي يفتحوا عيونهم على هذا المشروع الخطير، ويدركوا ابعاده واخطاره، و يحاذروا الانزلاق وراء الداعيين الى هذا المشروع، والذين قبضوا ثمن انخراطهم فيه سلفاً وهم موعودون بالثمن الباقي في المرحلة التنفيذية.

ثانياً: هو نداء موجه الى المسلمين اللبنانيين بصورة غير مباشرة كي يرسّخوا معاً ثوابت ثورة الارز التي على اساسها انطلق الاستقلال الثاني والذي ما زال قيد الاختبار والتنفيذ ويتعرض الآن لأسؤأ حملة منذ خمس سنوات الى الآن.

ثالثاً: يتوجّه النداء الى البيئة العربية الواسعة كي تساهم في انقاذ البلاد من الارتماء في محور غير عربي تقوده ايران، وتبغي من ورائه تحقيق مصالحها الخاصة. كما انه موجه ايضاً الى المجتمع الدولي كي يستعيد ثقته بالنموذج اللبناني الحضاري وبهذه القيمة الاستثنائية في المجتمعات الحديثة القائمة على مبدأ العيش المشترك بين الثقافات والاديان والحضارات".

وتطرّق الزغبي في حديثه الى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، فقال: "لقد ذهب العماد عون بعيداً في انتمائه الى المشروع الآخر الذي يؤدي الى تدمير لبنان في نظامه ودوره ورسالته، بحيث لم يعد يُرجى منه ان يتفاعل ايجاباً مع هذا النداء الاستثنائي. فعون قبض ثمن ارتباطه بهذا المشروع سلفاً، وما زال موعوداً بالنصف الثاني من الثمن على المستويين المالي والسلطوي".

وتابع: "كل مسيحي زعيماً كان او فرداً لا يمتلك حرية القرار وحرية الخيار والتدبير، لا يستطيع ان يتجاوب مع هذا النداء، لذلك كان اللقاء مقتصراً على الفريق المسيحي الاستقلالي، وكان بديهياً ان يغيب عنه الفريق المنتمي الى 8 آذار لأنه لم يعد سيد نفسه، بل رهينة مصالحه واهدافه الخاصة".

وعن معركة القرار الظني والغاء المحكمة الدولية وتحرك المعارضة، اعتبر الزغبي ان " ثلاث خطوات تم تنفيذها من الانقلاب في الآونة الاخيرة: الاولى تتمثل بالفتوى التي اطلقها السيد حسن نصرالله والتي دعا فيها الى مقاطعة المحكمة واعتبار كل من يتعامل معها عميلاً اسرائيلياً. والخطوة الثانية كانت من خلال شل عمل الحكومة واقعياً، بحيث لم تعد تستطيع حتى تدبير شؤون الناس الحياتية. اما الخطوة الثالثة فتتمثل بهذا الانقطاع وادارة الظهر الى طاولة الحوار، بمعنى ان فريق "حزب الله" قرر عملياً قطع الحوار باللجوء الى نقيضه، اي الى منطق القوة والغلبة، وهذا ما هو حاصل الان وما سيحصل في الايام القادمة، وكأن هناك حالة سباق مع القرار الاتهامي، والحقيقة العميقة ان هذا السباق هو سباق وهمي لان المشروع الذي ينفذه حزب الله هو لتغيير وجه لبنان تمهيداً لتغيير وجه المنطقة، وقد عثر هذا الفريق على العنوان المناسب كي ينفذ انقلابه عبر مسألة شهود الزور والمحكمة خير عنوان. لكن المخطط مكشوف ومعروف سلفاً".

ووسط هذه الصورة، رأى الزغبي ان "عاملين اثنين من شأنهما ايقاف مشروع الانقلاب. العامل الاول يتمثّل باعادة هذا الفريق الانقلابي لحساباته الدقيقة، بحيث يطرح على نفسه سؤالاً كبيراً وهو "ماذا ما بعد ما بعد الانقلاب؟"، وماذا في اليوم الثاني، لأن فضيحة الانقلاب عادةً ما تتظهّر بعد اسابيع واشهر، فالى اين يذهب الانقلابيون؟، وهل يستطيعون الاحتفاظ بالمعركة التي يمكن ان يربحوها بالقوة؟. (...) قد يربحون معركة ولكنهم حتماً سيخسرون حرب السيطرة على لبنان وتغيير هويته وهذا امر مستحيل".

" اما العامل الثاني فيتمثل بالضغوط العربية والدولية المتنامية والمتصاعدة التي تظهر من خلالها المجتمع الدولي بانه حريص جداً على القيمة اللبنانية، وقد وجه (المجتمع الدولي ) رسائل بالغة الصرامة والحسم الى دمشق تحديداً ومن خلالها الى ايران. المسألة اذن مرهونة بهذين الامرين وباعتقادي ان حزب الله ومن معه سيعيدون كثيراً حساباتهم قبل ان يقدموا على تنفيذ الخطوات الاخيرة من المغامرة".

 

سورية وأميركا.. انتهى شهر العسل

طارق الحميد (الشرق الأوسط)

يبدو أن شهر العسل الأميركي - السوري قد انتهى، ومما يزيد الطين بلة، كما يقال، سيطرة الجمهوريين على الكونغرس بعد انتخابات هذا الأسبوع. فقد أضاعت دمشق عامين من عمر رئاسة أوباما دون تحقيق نتائج؛ حيث تعامل السوريون مع واشنطن مثلما يتعاملون مع بعض الدول العربية، والدليل: بيان الرد السوري على تصريحات مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان؛ حيث تطالبه سورية بدراسة التاريخ والجغرافيا!

واشنطن، وبعد عامين من الانفتاح على دمشق، أظهرت مؤخرا حنقا على التصرفات السورية في لبنان، فالأميركيون يرون أن دمشق تسهم بزعزعة الأمن والاستقرار هناك، وهذا ما قالته المندوبة الأميركية بمجلس الأمن سوزان رايس، وهذا ما كرره أيضا فيلتمان في تصريحاته التي استفزت السوريين، وإذا ما أضفنا إلى ذلك كله سيطرة الجمهوريين على الكونغرس، حينها يمكن القول: إن أوباما لن يستطيع مواصلة الانفتاح مع سورية، خصوصا أن هناك مطالبات، منذ مدة، في واشنطن بضرورة إعادة تقييم التعامل مع دمشق.

وعندما نقول: إن دمشق قد أضاعت الفرصة، فكم من الزيارات التي قام بها أعضاء من الكونغرس لسورية، خصوصا من الديمقراطيين، دون تحقيق تقدم يذكر، وعدا عن عداء الجمهوريين لدمشق، فإن السوريين قد أخطأوا أيضا باستعداء الديمقراطيين، ويكفي أن نتذكر هنا زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي الديمقراطية نانسي بيلوسي لدمشق إبان فترة رئاسة جورج بوش الابن، وكيف تم تصويرها على أنها خطوة من الديمقراطيين لضرب سياسة بوش تجاه سورية، ولم يستفد الديمقراطيون شيئا من تلك الزيارة أيضا.

اليوم سيكون الوضع أسوأ في واشنطن بالنسبة للسوريين مع سيطرة الجمهوريين على الكونغرس؛ فواشنطن ليست دولة هامشية حتى لا تكترث دمشق بالخلاف معها، بل هي قوة حقيقية، والأخطر من ذلك كله أن سورية تجابه واشنطن، ليس من خلال قوة ذاتية بل اعتمادا على أوراق في مجملها هي بيد إيران.

ويبدو أن ما استفز السوريين من حديث فيلتمان ليس ما سموه النصائح، بل حديثه الصريح والمباشر؛ حيث قال: «هل يعتقد السوريون حقا أن الإيرانيين قادرون على مساعدتهم على استعادة الجولان؟ أعتقد أن هذا أمر غير محتمل»! ثم مضى فيلتمان يعدد نقاط العجز لدى الحليفين سورية وإيران، في لبنان والعراق، حيث تمسك فيلتمان بتصريحاته بمحكمة الحريري الدولية، وبعدها بأيام أعلنت واشنطن تبرعها بمبلغ مالي للمحكمة. وبالنسبة للعراق فقد قال فيلتمان: إن إيران قد عجزت عن تشكيل الحكومة، وإسقاط علاوي، كما فشلت في تعطيل الاتفاقيات الأمنية، وذلك كله صحيح. بينما بالمقابل، وبعد مضي عامين من انفتاح أوباما على السوريين، ومع سيطرة الجمهوريين على الكونغرس، نجد أن دمشق لم تحقق تقدما يذكر مع أميركا، فلم تلغ المحكمة الدولية، ولم ترفع العقوبات الأميركية عنها، ولم يصل السفير الأميركي إلى سورية، ولم يتحقق لها شيء بالعراق.

أمر مؤسف حقا، فقد أضاعت دمشق الكثير من الفرص في عامين، وهاهي تعود من جديد للمربع الأول مع واشنطن.

 

كوشنير التقى صفير والشامي وجنبلاط: المحكمة ولدت بقرار دولي ووضع المنطقة خطير

نهارنت/اكّد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي، ان المحكمة الدولية ولدت بقرار دولي وبموافقة المجتمع الدولي. واستغرب كوشنير كل هذه الضجّة حول المحكمة. ووصف كوشنير الوضع في المنطقة بالـ"خطير". بحث كوشنير وصفير الوضع الخطير الذي يعيشه المسيحيون في الشرق الاوسط ومجزرة كنيسة سيدة النجاة في العراق. واوضح كوشنير ان "التهديدات لا تطال المسيحيين فقط انما الصراع كبير بين السنة والشيعة في الشرق الاوسط".

وذكر ان عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل تعثرت. كما اكّد وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير بعد زيارته وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي، أنه سيعقد مؤتمر صحفيا بعد ظهر اليوم بصدد الوضع في لبنان. واشار الى انه والشامي تطرقنا الى الأوضاع في المنطقة، و"لقد استفدت من بعض الأفكار التي طرحها الشامي حول ضرورة تجديد الحوار على مستوى المنطقة، وكما تعلمون فإن فرنسا تلعب دورا تقليديا، ونحن منذ أعوام عدة نحاول مع إيران والعراق وسوريا، وقد تحسنت علاقاتنا كثيرا وبشكل ملحوظ، وكذلك مع إسرائيل ومصر وتركيا". والتقى كوشنير رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في مقر السفارة الفرنسية في بيروت وتم في خلال اللقاء التداول في الاوضاع الراهنة وآخر المستجدات والتطورات. واستقبل وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في مقر السفارة الفرنسية وعقد اجتماع حضره السفير الفرنسي دوني بيتون والوفد الديبلوماسي المرافق للوزير دام حوالي الساعة، وقد نقل كوشنير للرئيس الجميل موقف فرنسا الداعم لسيادة لبنان واستقلاله ولاستقراره خاصة في هذه المرحلة وتمسك فرنسا بالمحكمة الدولية والعدالة وبالقرارات الدولية بشأن لبنان. وتمنى الجميل على الوزير الفرنسي ان تواصل فرنسا دعم الشرعية اللبنانية حكمًا وحكومة لتتمكن من بناء الدولة ونشر سلطتها الشرعية على كامل الاراضي اللبنانية. 

 

نواف سلام بعد اجتماع مجلس الأمن: لبنان ملتزم بالشرعية الدولية

نهارنت/أكد المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة السفير الدكتور نواف سلام، "ان المسؤولين اللبنانيين، وعلى أعلى المستويات، أكان في بيروت أو في الأمم المتحدة، وأمام الجمعية العامة ومجلس الأمن، عبروا على الدوام عن التزام لبنان بالشرعية الدولية". وتابع سلام إثر جلسة المشاورات التي عقدها مجلس الأمن الجمعة:"لا يرغب أي بلد في العالم أن تكون الحالة فيه على جدول أعمال مجلس الأمن. بل إن ما تسعى الدول إليه، هو تغيير الظروف التي تؤدي إلى وضع الحالة فيها أمام المجلس. كذلك اعتبر سلام أن "الجزء المضيء من الصورة اليوم، هو أن لبنان ليس فقط على طاولة مجلس الأمن، إنما يجلس حولها كعضو في المجلس بما يسمح له بتقديم وجهة نظره".

 

الأباتي نعمة: نحن أبناء البطريرك نسعى لخلاص الشعب المسيحي ونحمي بلدنا.. وزيارة فرنجية ليست سياسية

لبنان الآن/أكد رئيس الرهبنة المارونية الآباتي طنّوس نعمة أن الرهبنة "لا تتعاطى سياسةً"، وأضاف: "نحن نعتبر جميع الموارنة ابناؤنا وأبناء البطريرك (مار نصرالله بطرس صفير)، ونحن ابناء البطريرك ومع البطريرك ونتعاطى مع الجميع ونحبهم، ونسعى لخلاص شعبنا المسيحي وان نحمي بلدنا". وبعد استقباله النائب سليمان فرنجية في مقر الرهبنة، قال نعمة: "معاليه جاء بزيارة كريمة وليس فيها اي شيء من السياسة، وقد تكلّمت معه عن القديسين اكثر ما تكلمنا بأمور اخرى".

 

المحكمة الخاصة بلبنان تشهد لعبة شد حبال بين كاسيزي وبلمار

لايشتندام - نهارنت - خاص

نجح رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي أنطونيو كاسيزي في إيصال "رسالة غير مباشرة مع إشعار بالوصول" الى المدعي العام القاضي دانيال بلمار ولو على حساب صدقية الصحافيين اللبنانيين الذين سمعوا بأنفسهم القاضي كاسيزي يردد - ثلاث مرات بأشكال ومواضع مختلفة من لقائه معهم في مستهل المنتدى الثاني للإعلام الدولي في لاهاي - شهر كانون الأول المقبل موعدا تمنى أن يشهد صدور القرار الإتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

وعلى الرغم من "النفي القاسي" الذي صدر عن مكتب التواصل الخارجي في المحكمة الخاصة بلبنان في شأن ما قاله كاسيزي فإن نحوا من عشرين صحافيا لبنانيا اجمعوا على أنه بمعزل عن الصيغة المستخدمة في نقل كلام كاسيزي فإن الثابت أن رئيس المحكمة بتكراره لشهر كانون الأول موعدا تمنى أن يصدر فيه القرار الإتهامي ولو أنه أكد في الوقت ذاته أنه لا يعرف ما إذا كان يصدر وفقا لتمنايته، لم يكن في صدد زلة لسان، وإنما كان في صدد تحديد إطار زمني لصدور القرار الإتهامي ولو بطريقة دبلوماسية.

لكن عاملين من مستوى رفيع في المحكمة الخاصة بلبنان يرون أن الصحافيين اللبنانيين دفعوا ثمن "لعبة شد حبال" غير معلنة تدور منذ أسابيع داخل أروقة المحكمة بين رئيسها أنطونيو كاسيزي والمدعي العام فيها دانيال بلمار. الأول يريد الإسراع في بدء جلسات المحاكمة وهو ما لا يمكن أن يتحقق من دون قرار اتهامي يصدره بلمار، والثاني يريد استنفاد الحد الأقصى من الوقت ليأتي ما سيصدره من اتهامات مبنيا على أرض صلبة من القرائن والأدلة والإثباتات.

ويبدو من خلال حديث كاسيزي عن كانون الأول المقبل موعدا يتمنى أن يصدر فيه بلمار قراره الاتهامي الاول أن رئيس المحكمة يريد أن يضع المدعي العام أمام نوع من "الأمر الواقع" الذي يشكل له نوعا من الإحراج، من دون الوصول معه الى المواجهة المعلنة، لدفعه الى الإسراع في إصدار قراره الإتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

ويشير عاملون كبار في المحكمة الى أن تاريخ كاسيزي من الضغوطات على المدعين العامين معروف لا سيما من خلال قصته الشهيرة مع المدعي العام في محكمة يوغوسلافيا السابقة ريتشارد غولدستون الذي عاد وترأس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في حرب غزة. فقد دعا كاسيزي في منتصف تسعينيات القرن الماضي، قضاة محكمة يوغوسلافيا السابقة الى اجتماع وضعوا فيه بيانا يعلن تمسكهم بضرورة اتهام كبار المسؤولين عن جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة وسوقهم الى المحاكمة أمامهم لا مجرد الاكتفاء بتوجيه الاتهام الى بعض منفذ الأوامر من الدرجات الدنيا من المسؤولية. وقد دعا القضاة غولدستون لإطلاعه على البيان قبل نشره، فما كان منه بعد الإطلاع عليه سوى الموافقة عليه شرط أن يقوم هو نفسه بتوقيعه الى جانبهم تلافيا للإحراج ومنعا لتحمله مسؤولية التباطوء في القيام بمسؤولياته. كبار العارفين بمسار الأمور داخل المحكمة يؤكدون أن الأمور بين كاسيزي وبلمار لن تصل الى ما وصلت اليه بين كاسيزي وغولدستون من قبل، لكن "رمي حجر في المياه الراكدة ضروري من وقت لآخر من أجل تحريك الأمور ودفعها الى الأمام"!

 

فرنجية: نحن نحمي الكنيسة لا نحتمي خلفها.. والسلم الأهلي أهمّ من الرئيس رفيق الحريري الذي لو عاد لقال هذا الكلام

نهارنت/أوضح رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية أن زيارته إلى مقر الرهبنة المارونية كانت مقررة من فترة. وبعد انتهاء اللقاء مع الآباء في الرهبنة، قال فرنجية: "نحن ننتمي إلى كنيسة يترأّسها البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وواجبتنا أن نحمي هذه الكنيسة لا أن نحتمي خلفها، فمن يحتمي خلفها هو الضعيف، ومن يحميها بصدره هو القوي".

وأضاف فرنجية: "نحن اليوم في دار الرهبانية، هذه المؤسسة الدينية، لا لنطلب منها دعمًا سياسياً أو موقفًا ما، بل لنرى كيف يمكن أن نضع إمكانياتنا في خدمتها، خصوصًا وأنه إذا خسرنا نحن في السياسة يُمكن للكنيسة أن تحمينا لكن إذا ما خسرت هي فلا حماية لأحد، ونحن على قاعدة رفض أن تكون الكنيسة حاضنة لأي رهانات سياسية نكون مع الكنيسة على هذا المنطلق". وردًا على سؤال، أجاب فرنجية: "أعتبر وسأظل أعتبر أن الكنيسة المارونية وبكركي خاصةً هي مرجعيتنا جميعًا، وأتمنّى أن تكون أبوابها مفتوحة للجميع وأن تكون عيونها مفتوحة على من يحاول استغلالها، ونحن مع حقّ كل فرد أن يعبّر عن رأيه، كما أننا مع بكركي في الدين أما في السياسة فلدينا رأينا وهذا من باب الديمقراطية"، وتابع: "لن أردّ على بعض الذين استغلوا منبر بكركي للتصريح والتهجّم، فحديثهم لا يعني أنه رأي بكركي، ولا يعني أن ليس لبكركي رأيها".

وفي سياق آخر تابع فرنجية: "لا زلت مؤمنًا بنظرية التسوية إذا صدقت النوايا لدى الجميع، لكن إذا كنّا نرى أننا ذاهبون إلى المهوار ونستمر فعندها نخاف، والكل يرى بوضوح الواقع السياسي والمصالح الخارجية، وبالتالي إن إمكانية التسوية مرتبطة بالعقلانية وبأخذ موقف سياسي يريح البلد ويكبّر صاحبه ولا يخسّره ويحلّ المشكلة عبره، أمّا إذا كان مطلوباً من فريقٍ ما أن يشنق نفسه وإلا فإنّه ضد لبنان، فهذا لا يجوز، والمطلوب بالتالي التعالي جميعًا خصوصًا وأن الكل مقتنع بأنّه من غير الممكن إلغاء اي فريق، وأنا جلست مع الجميع ومع الرئيس سعد الحريري والجميع يقول إنه لا يمكن لأحد إلغاء أحد كما لا يمكن إلغاء سلاح حزب الله، فبالتالي إلى أين نحن ذاهبون؟ إلى حرب؟ شهر؟ سنة؟ وستنتهي وسنخسر جميعًا خصوصًا المسيحيين الذين لا يحتملون الدخول في حرب مجددًا إذا ما كان هناك رهانات خاطئة".

وقال فرنجية: "الرئيس سعد الحريري يعرف أن حجم والده كان كبيراً وكبيرًا جدًا واغتيال والده أكبر من أن يتحمّله لبنان، لكن الأمن في لبنان ووحدة الشعب اللبناني والسلم الأهلي أهمّ من الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي لو عاد لقال هذا الكلام، وبالتالي مطلوب من الرئيس سعد الحريري موقف شجاع، موقف تاريخي، وهو يعرف ما هو المطلوب منه وبإمكانه أن يأخذ هذا الموقف الذي سيجعل من شخصية تاريخية".

 

عودة التوتر إلى منطقة وادي خالد إثر مقتل شابين.. والمرعبي دعا لحلّ القوة الأمنية المشتركة

نهارنت/أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أنّ الوضع الامني في منطقة وادي خالد توتّر من جديد، على خلفية مقتل شابين من ابناء وادي خالد هما محمد احمد وفضل الله الشهاب خلال الحادثة التي وقعت منتصف ليل امس مع القوة الامنية المشتركة لضبط الحدود. وقد عمد الأهالي الذين ثاروا غضبًا لمقتل الشابين الى إحراق مركز الأمن العام القديم في المقيبلة عند مدخل منطقة البقيعة الحدودية، ورشقوا بالحجارة سيارات القوة الامنية المشتركة التي بادر عناصرها الى اطلاق النار باتجاه الأهالي، ما أدّى إلى جرح 6 اشخاص، إصابة أحدهم (وليد عزّو) خطرة للغاية، ونقلوا جميعا الى مستشفى سيدة السلام في القبيات. وفاقمت هذه المستجدات من حالة التوتر، خصوصاً مع إعلان الاهالي بأن الشابين قُتلا بدون اي سبب وأنهم لم يطلقوا النار ابدا، متهمين القوة الأمنية المشتركة بإطلاق النار ومطالبين بفتح تحقيق بالحادثة ومعاقبة كل من تثبت ادانته متورطا في مقتل الشابين. وقد توجّه النائبان معين المرعبي وخالد ضاهر وسط هذا الجو المتوتر، الى منطقة وادي خالد للمساعدة في بذل مساعي التهدئة وتطويق ذيول الحادثة، حيث أبدى المرعبي استنكاره لمقتل الشابين ودعا الى "حل القوة الامنية المشتركة لضبط الحدود لأنّها فشلت في مهمتها وساهمت على الدوام باستفزاز الاهالي"، مؤكداً "أهمية نشر قوة بديلة موثوق منها تراعي اصول الملاحقات وتحترم الاهالي وتكون مهمتها محصورة فقط بضبط الحدود ومراقبتها وليس المراقبة داخل القرى والبلدات الحدودية". وقال المرعبي إن "رئيس الحكومة سعد الحريري يتابع التطورات منذ لحظة وقوعها، ونحن على اتصال دائم معه لوضعه بالمستجدات، وهو قد اجرى سلسلة اتصالات مع المسؤولين المعنيين على الارض لتبيان حقيقة الموقف، وأمر بتشكيل لجنة تحقيق حيث وصل فجرا عدد من الخبراء والمحققين الى مستشفى سيدة السلام للكشف على الجثتين".

 

بحر من الأفكار

عماد موسى /لبنان الآن

لم يبقَ سياسي لبناني من قوى الممانعة والشرقطة القانونية خارج حفل المزاد العلني في شتم المحكمة الخاصة بلبنان والإستهزاء بها ووضعها في خانة المساخر والموبقات من دون أدنى احترام لمهنة القاضي ولمعايير العدالة الدولية ومن دون قراءة نص ومن دون أن يدري أي من المزايدين عمّا يتكلّم بالتحديد. أثبت الممانعون فعلاً وقولاً أن السفسطة اختصاص. والديماغوجية اختصاص. وتشويه المعاني إختصاص. والكوميديا السياسية اختصاص.

ولعل أطرف ما صدر في بحر الأسبوع (ونهره وسواقيه)، تقديم النائب  علي عمار برنامجه الوطني لحماية المطلوبين من لجنة التحقيق الدولية إذ سمح رجل القانون والمؤسسات لنفسه بالتوجه لكل من يستشعر خطراً: "نحن من ورائه وسنحميه بما أوتينا من قوة ولا يخاف من اي أحد لعدم تعاونه"، ويبدو أن نقيب الأطباء في لبنان الدكتور شرف أبو شرف لم يسمع تصريح عمار لـ"المنار" فسمح لنفسه باستقبال من يمثل لجنة التحقيق لتوضيح ملابسات الإنزال الدولي على عيادة الدكتورة إيمان شرارة والهجوم الذي تعرّض له المحققان الدوليان من وحدة النخبة النسوية في الحزب. لا يجد النائب في البرلمان اللبناني علي عمار سبباً يدعوه إلى تقديم مشروع لحماية رافضي التعاون مع التحقيق الدولي كي يُناقش في لجنة الإدارة والعدل. ففتوى مرشد الجمهورية اللبنانية، بنظر عمّار، تكفي وتزيد وهي أقوى من أي قانون وضعي أو تشريع.

أخوتي اللبنانيون تخيلوا أن في لبنان سرية إلهية لمواجهة العدالة الأرضية، أو جهاز أمن، كما جهاز أمن السفراء والقناصل، يتولى حماية رافضي التعاون مع التحقيق الدولي، ولاحقاً، ومع صدور القرار الظني، تتشكل وحدة مركزية تتولى من جهة حماية المتهمين وهدر دم القضاة والجهات المدعية من جهة أخرى ودم ذوي الشهداء.

وتخيلوا خطاً أحمر يرد عليه النائب علي عمار شخصياً، 24 على 24 لتلقي شكاوى المتهمين ومن يظن بهم بيلمار وسماع الوشايات بحق المتعاونين مع لجنة التحقيق أو المحكمة على حد سواء. أيها اللبنانيون، دعوا كل شيء وتبحروا في نظرية أطلقها المير طلال إرسلان في بحر هذا الأسبوع  وهو يطقطف حبّات مسبحته كسبعيني مجرّب، فطلع بنظرية فحواها أن المحكمة الدولية تريد نسف النسيج الوطني الاجتماعي اللبناني. ستنسف النسيج وتطيح بنول الحياكة وشرانق دود القز يا مير.

من ذا الذي يمكنه مناقشة مثل هذه النظرية الجوفاء كخابية ليس فيها قطرة زيت أو نبيذ أو خل؟ لم يولَد بعد الذي يفجّر النسيج لا أنطونيو ولا راكيل ولا كل بيت كاسيزي المنتشرين في ميلانو وروما ونابولي. الجميع أدلى بدلوه. حتى النائب السابق فيصل الداوود الذي أصدر ورقة نعي وحكماً لا يقبل أي شكل من أشكال النقض: "المحكمة الدولية انتهت، والقرار الظني ليس له أي قيمة عند إرادة الناس وإرادة المقاومة". شاط الداوود المحكمة الخاصة بلبنان شوطة قوية على قفاها. اختفت وتبعثرت غباراً في الفضاء. فكيف سيرد أنطونيو المفجوع على داوود المنتصر في بحر الأسبوع المقبل!

 

مرافق فايز شكر يطلق النار على طريق الكحالة – عاريا  

علم انه فيما كان يمر موكب الامين القطري لحزب "البعث" فايز شكر المؤلف من سيارتي مرسيدس على طريق بيروت – شتورا الدولية في منطقة الكحالة – عاريا قابلة فرن معلولي، حاول تخطي السيارات الموجودة امامه ومنها سيارة للمواطن حسين عبد الخالق، وحين لم يمتثل للاوامر، اطلق احد مرافقي شكر ثلاث رصاصات من السلاح الذي كان بحوزته ما ارهب المارة. وصودف مرور دورية لمغاوير الجيش في المكان، فعمدت الى توقيف مطلق النار وعبد الخالق معاً. موقع القوات اللبنانية

 

 وفد من"14 آذار" و"اللقاء اللبناني" باريس زار كنيسة السريان ودان المجزرة بحق مسيحيي العراق  

وكالات/زار وفد مشترك من أحزاب قوى 14آذار و"اللقاء اللبناني" في باريس كنيسة السريان الكاثوليك في باريس والتقى راعي الأبرشية الأب ايلي وردة وجمع من ممثلي الطائفة، في حضور راعي أبرشية السريان الاورثوذكس الأب دانيال زينو. مثل أحزاب 14 آذار بيار ابو عاصي عن القوات اللبنانية، عبدالله خلف عن تيار المستقبل، جوزف عقل عن الكتائب اللبنانية، وعن "اللقاء اللبناني - باريس": بشير هلال، علي آل ناصر الدين، كمال طربيه، الدكتور خطار أبو دياب، جان دبغي، روجيه هاني وأنطوان عبدو.

وأبدى الوفد تضامنه التام مع السريان الذين يمثلون أحد المكونات التاريخية والحضارية للعراق والمشرق، وإدانته المجزرة الهمجية التي تسبَّب بها إرهابيون برابرة وأودت بحياة أكثر من 50 من المصلين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وشجبه لكافة الاعمال الارهابية التي تطاول المدنيين أيا كانت انتماءاتهم.

وأكَّد حقوق مواطني العراق والدول العربية بحرية المعتقد والعبادات والتعبير والعمل السياسي، وأن حماية هذه الحقوق بخاصة والتعددية بعامة هي من واجبات حكومات هذه الدول بالدرجة الاولى التي يجب أن تسعى الى بناء اجماعات وطنية تتيح قطع الطريق على التعصب ونتائجه الكارثية. كما، شدَّد على ايقاف تدخلات دول الجوار التي ينجم عنها اشتداد الحساسيات المذهبية والدينية والاتنية في العراق. وبحث الوفد مع الأب ورده السبل الممكنة لمطالبة جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي بالتحرك لوضع الحكومة العراقية وحكومات الدول المجاورة امام مسؤولياتها. ولفت الى ضرورة التصدي للجماعات الارهابية ولكل الاصوليات العاملة على إنهاء تنوع المشرق وبخاصة عبر إخلائه من مسيحييه ومن التعدد المعتقدي والسياسي واستكمال عملية تصحيره. واستنكر كل الممارسات التمييزية على مستوى الدول والادارات، واعتبر أن إنهاء التنوع يصب حتما في الصورة السلبية للعالم العربي التي تحاول اسرائيل تعميمها والتذرع بها لقطع الطريق على تسوية سياسية شاملة في المنطقة، كما يصب في منطق صدام الحضارات.

 

وضع حد للبدعة

علي حمادة / النهار

ما ينبغي ان يعرفه أركان "حزب الله" ان غالبية موصوفة من اللبنانيين تعارض ما يقومون به، بل تعتبر ان وجودهم كما بقاء الكيان والنظام والصيغة والخصوصية اللبنانية في هذا الشرق تنوء تحت تهديد صريح ومباشر يمثله "حزب الله" بمشروعه السياسي الامني والعسكري، وبارتباطه العضوي، لا بل تبعيته التامة لمشروع امبرطوري خارجي هو عين الخطر على المشرق العربي. في لبنان غالبية موصوفة في كل البيئات الطائفية و المناطقية بما فيها البيئات التي يوالي قادتها مشروع "حزب الله" لاسباب ليس هنا مكان طرحها. فمن يراقب بيان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الاربعاء الماضي الذي تزامن مع بيان المطارنة الموارنة الشهري، واللقاء المسيحي الموسع في بكركي يكتشف من خلال أدبيات البيانات التي تليت في ما بعد حجم الهوة التي تفصل بين لبنانين. وعندما نتحدث عن الهوة لا نعني بطبيعة الحال ان ثمة هوة بين الشيعة في لبنان وبقية مكونات الوطن، بل بين من يقود الطائفة في خيارات لا لبنانية لا عربية و مثيرة لكل أنواع القلاقل والانقسامات وبين بقية اللبنانيين وبينهم قسم لا يستهان به من الشيعة الصابرين الصامتين على الضيم ويرون كيف ان الوطن يدفع دفعا نحو نكبة كبرى بدأت تطل برأسها.

لسنا من الذين يقولون بوجود مسألة شيعية في لبنان. فعلى الرغم مما يحصل نبقى من المؤمنين بأن لبنان واحد وبأن ساحة الحرية وثورة الارز كانت وستبقى ساحة كل اللبنانيين أكانوا في عداد من نزل يوم 14 آذار أم في المقلب الآخر. فالمشروع الديموقراطي يبقى مشرعا حتى لمن يعمل على تدميره. وحدها المشاريع الديكتاتورية الشمولية تنغلق وتتقوقع وتصبح أقرب الى ماكينة أمنية مخابراتية او تصبح سجنا كبيرا حتى لمن يشعلون الساحات تهليلا و تكبيرا وهذيانا.

كل الحلول لا تأتي من القوة وحدها. ولا من طريق التهديد بها او اسخدامها. لا بد في مكان ما فتح قنوات التواصل مع المحيط ولا سيما في الوطن. هذا ما يعوز "حزب الله" الغارق حتى أذنيه في عزلة لبنانية، عربية ودولية. وكلما مر يوم ولم يجر الحزب مراجعة حقيقية لمشروعه ازدادت عزلته في الداخل، وتكاثر الخصوم والاعداء من كل نوع، وفتحت أبواب الاستهداف على كل المستويات. لا بد من وقفة تضع فائض القوة جانبا وتلقي نظرة فاحصة لحقيقة ما يفكر فيه اللبنانيون في غالبيتهم العظمى. لا بد من ان يطرحوا على أنفسهم سؤالا بسيطا: من يكون معنا متى وقعنا؟ في مطلق الاحوال، ان لبنان على مفترق طرق. وبيد الفريق الخارج على الدولة والقانون القرار لإنقاذ البلد بالخضوع لمنطق الدولة والقانون والقبول بالمساواة بين كل اللبنانيين. والبداية، وضع حد نهائي لهذه البدعة التي اسمها "سلاح المقاومة".

 

فراق، صحوة ومناورة

ليبانون ديبيت/في ظلّ الوضع الداخلي الرمادي لناحية إتجاه رياح الأحداث وتكاثر الضغوطات الخارجية على المحكمة من أجل إصدار قرارها الظني، تبقى الأزمة في لبنان مفتوحة فقط على إحتمالات المواجهة في حبن أن هذا الهدوء الإصطناعي هو دليل على عملية تقطيع وقت لا أكثر ولا أقل.

وفي خضم هذه الأجواء الملبّدة، طبعت هذا الأسبوع ثلاث مواقف اساسية ذات دلالات واضحة المعالم لناحية حدّة المواجهة المحتملة بين الأفرقاء.

إن عدم تلبية أقطاب المعارضة الدعوة الى طاولة الحوار، فهو اول دليل على أن قرار الإنعطاف عن خط رئيس الجمهورية قد بدأ فعلياً بعد التصريحات الصادرة حول عدم السماح باللعب بالسلم الأهلي معطوفة على ما أدلى به كل من وزير الدفاع المرّ وقائد الجيش العماد قهوجي حول هذه المسألة بالذات.

من ناحية ثانية، برز الدليل الثاني من خلال اللقاء المسيحي الذي إنعقد في ظل عبأة البطريرك وإحتضانه لهذه المبادرة – الصحوة، في كل مرة تستشعر بكركي بخطر داهم مع إقتراب الوضع من مرحلة الإنزلاق المتفجّر.

ثالثاً، تسرّب تفاصيل لمعلومات تمّ التداول بها في الفترة الأخيرة عن خطة لحزب الله للسيطرة الميدانية على القرار السياسي من خلال عملية إنتشار واسعة في مناطق مختلفة من لبنان حيث أن ما ألمح اليه النائب عاصم قانصو مؤخراً، هو دلالة واضحة على جهوزية الحزب لهكذا تحرّك.

من هنا، وفي نقطة إلتقاء التوجهات المتضاربة في ظروف جدّ معاكسة من خلال حوار مؤجل - مكرّر لم يكتمل، وصحوة مسيحية متأخرة ضدّ التهديد، ومناورة أمنية إستباقية للإطاحة بالنظام، يلوح في الأفق شبح المواجهة الكبرى حيث لا يمكن لأي فريق التكهن بنتائجها في مرحلة تختلط فيها الأوراق الحسّاسة بشكلٍ دقيق جداً ويغطّي غبار الأحداث كل إمكانية لإستشراف المخارج.

 

كاسيزي رفض تنحية رياشي وشمس الدين

 وكالات /أعلن رئيس المحكمة الدولية أنطونيو كاسيزي قراره المتعلق بطلب اللواء جميل السيد بنحية نائب رئيس المحكمة القاضي رالف رياشي والقاضي عفيف شمس الدين، فقرر عدم تنحيتهما لعدم وجود مصلحة لهما.

 

تحذير أميركي لدمشق

وكالات/حذرت الولايات المتحدة سوريا من أنها قد تواجه إجراء يتخذه مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إذا لم تسمح دمشق لمفتشي الوكالة بالدخول إلى أنقاض ما يشتبه انه كان موقعاً نووياً في الصحراء. وأعلن المندوب الأميركي لدى الوكالة جلين ديفيز في خطاب نشر بموقع البعثة الأميركية أنه "من الملحّ والضروري" أن تستجيب سوريا لمطالب مفتشي الأمم المتحدة بتمديد التصريح لهم بزيارة المواقع والأفراد والاطلاع على المواد.

 

مجلس الامن يجدد دعمه للمحكمة الدولية

وكالات/كرر مجلس الامن دعمه لعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان, وأشار السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارو في تصريح صحافي بعد اجتماع مجلس الامن، ان اجتماع مجلس الامن كان اشارة دعم الى المحكمة بعد الاعتداء الذي تعرض له عدد من محققي المحكمة في بيروت نهاية تشرين الاول الماضي من جهته اعلن السفير اللبناني نواف سلام انه ابلغ مجلس الأمن ان السلطات القضائية في لبنان بدأت تحقيقا في حادث العيادة الطبية في الضاحية مؤكدا التزام لبنان بسيادة القانون على أراضيه.

 

السعودية وجهت تحذيرات لواشنطن

المصدر New York Times /ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان السعودية وجهت تحذيرات عدة منذ تموز الماضي الى واشنطن من تحضير تنظيم القاعدة في اليمن اعتداءً ضد الولايات المتحدة، واخر هذه التحذيرات يتحدث عن هجوم بالطرود المفخخة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين واوروبيين لم تسمهم ان سلسلة تحذيرات ضاغطة نقلتها اجهزة الاستخبارات السعودية الى مسؤولين في الاستخبارات ومكافحة الارهاب في بريطانيا والمانيا والولايات المتحدة. وكان اول هذه التحذيرات في تموز تلاه تحذير في التاسع من تشرين الاول اكثر تفصيلا افادت فيه اجهزة الاستخبارات السعودية ان القاعدة في اليمن انهت قبل اربعة ايام التحضير لاعتداء يستهدف الولايات المتحدة او اوروبا بواسطة طائرة او اثنتين على الارجح بشكل متزامن.

 

لبنان سيلمس تدريجاً التغييرات في واشنطن

اللواء /اعلن ديبلوماسي غربي في بيروت ان التغيرات المنتظرة في التركيبة السياسية والنيابية الاميركية ستعيد الى حد كبير آليات عمل المحافظين الجدد في السياسة الخارجية، وستعود الوسائل الحربية احدى ادوات العمل السياسي. واشارالديبلوماسي للواء الى ان لبنان سيلمس تدريجا التغييرات الاميركية، لافتا الى ان الدور المتقدم الذي ظهر عليه فيلتمان هو احد تجليات هذه التغيرات، التي لن تقتصر على لبنان بل ستكون لها تأثيراتها في سوريا والعراق والمسألة الفلسطينية الاسرائيلية. واعتبر الديبلوماسي الغربي ان واشنطن بعد الانتخابات النصفية قد لا تكون عليه ما قبلها، ذلك ان اولى ضحايا عودة الجمهوريين-واستطرادا المحافظين الجدد- نظرية "القوة الناعمة" Soft Power التي جاءت كرد على فشل سياسات بوش الابن التي اعتمد فيها على القوة المفرطة في سياق حروبه السياسية الوقائية . واشر الى انه لا غلو، والحال هذه، في عودة الحديث الاميركي عن عملية عسكرية ضد ايران اوحرب في المتوسط، ذلك ان المحافظين الجدد لن يتأخروا للثأر لكرامتهم ولمبادئهم ونظرياتهم السياسية التي اهانها اوباما تكرارا، وصوّرها ان سبب البلية الاميركية داخليا على مستوى الاقتصاد والنمو والعقار وخارجيا على مستوى السلطة والنفوذ.

 

قهوجي: لست خائفاً والجيش جاهز

 النهار /اكد قائد الجيش العماد جان قهوجي ان الجيش جاهز لمواجهة التوترات وسيكون حاسماً في كل المناطق وخصوصاً المسيحية. وقال للنهار انا لدي النية الكاملة لمنع اي فتنة ومهمة الجيش منع اي تقاتل بين اللبنانيين وهو يضغط من اجل امرين: منع اي تقاتل داخلي ومنع اي تحرّك للاصوليين الذين يريدون الافادة من التوتر الداخلي مثلهم مثل الاسرائيليين. ونفى علمه بما حكي عن سيناريو تحرّك خلاله "حزب الله" في مناورة ميدانية واحكم فيها السيطرة على بيروت. وقال: لا يحتاج الحزب او غيره الى القيام بمناورة حيث هو موجود اصلاً.

وردا على سؤال عما اذا كان متخوّفا من الوضع في حال صدور القرار الاتهامي قال: انا قلق ولست خائفاً مؤكدا ان الجهوزية اصبحت شبه كاملة واوضح ان العسكر حالياً في حالة حجز رقم 3. ورفعنا جهوزية العسكر الى 65 في المئة. واصبحنا قادرين على رفعها الى 100 في المئة خلال ساعة واحدة كما تم اعداد ما يكفي من الجيش في قلب بيروت، مع درس كل الاماكن الاخرى التي تشكل المناطق الاكثر حساسية. وكشف قهوجي انه ابلغ الاطراف المعنيين من محاذير المس بالامن في اي منطقة مؤكداً ان الجيش اكثر وحدة وتماسكاً من ذي قبل وسيبقى بعيداً من اي انقسام وتوتر يشهده البلد.

 

الى ماذا توصلت الخلوة الرئاسية؟

 الوطن السورية/ذكرت صحيفة الوطن السورية أن الخلوة التي عقدت على هامش طاولة الحوار الخميس وجمعت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، تناولت الموقف السياسي، حيث اتفق المجتمعون على عقد جلسة لمجلس الوزراء رجحت يوم الأربعاء المقبل، أو في أقل احتمال الأسبوع المقبل، مع إعداد ملحق لجدول الأعمال الأساسي على أن يكون بند شهود الزور في جدول أعماله. وتردد أنه تم الاتفاق على مخرج يعفي المجلس من التصويت ومن الانقسام، ويقضي بعدم إصدار مرسوم جديد بإحالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي، على أن يضم هذا الملف إلى المرسوم الأساسي الذي أحال اغتيال الحريري إلى المجلس العدلي في عام 2005، وعلى أن يتولى وزير العدل إبراهيم نجار أو القضاء المختص تحديد الشهود الزور.

 

معطيات القرار الظني تتجاوز "داتا" الاتصالات إلى صور وشاهد جديد

السياسة الكويتية/كشفت بعض المعلومات أن "حزب الله" بات يملك معطيات دقيقة عن مضمون القرار الظني المتوقع صدوره قبل نهاية الشهر الجاري أو مطلع ديسمبر المقبل, خصوصاً للحيثيات التي قد يستند إليها القرار لعناصر من الحزب بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وعلمت "السياسة" أن "داتا الاتصالات" ليست الدليل الوحيد الذي يعتمد عليه المدعي العام في المحكمة الدولية القاضي دانيال بيلمار, وأن هناك دلائل أخرى عدة تشكل ركيزة أساسية في بنية هذا القرار.

وفي حين كان "حزب الله" يتداول معطيات عن أنه قد يكون تعرض لكمين من خلال استدراج مجموعة منه لمراقبة العميل الإسرائيلي غسان الجد في منطقة السان جورج بينما كان الهدف من ظهور هذا العميل هو استدراج الحزب إلى هذه المنطقة تحديداً قبل دقائق من عملية التفجير التي استهدفت موكب الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005, إلا أن الحزب فوجئ بالمعطيات الإضافية التي توافرت لدى التحقيق الدولي من أجل الاستناد عليها لتوجيه الاتهام إلى عناصر من الحزب.

وتشير المعلومات إلى أن أبرز هذه المعطيات الإضافية على "داتا الاتصالات" الهاتفية هو أن بعض الخطوط الهاتفية نفسها استخدمت مرتين بعد اغتيال الحريري: قبل محاولة اغتيال نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر, وقبل اغتيال الصحافي سمير قصير, ما يعني أن الجهة التي نفذت هذه الاغتيالات هي واحدة.

أما الدليل الثاني المهم الذي يعتمد عليه القرار الظني فهو توافر صور لمركبة "الميتسوبيشي" التي استخدمت في التفجير بموكب الحريري ومراقبتها من المكان الذي خرجت منه حتى إيقافها في مسرح الجريمة. أما الدليل الثالث فيتعلق بصور موثقة لعناصر حزبية لبنانية في الدائرة القريبة من منطقة "السان جورج" موقع التفجير الذي استهدف موكب الرئيس الحريري.

لكن ما يتداوله أيضاً مسؤولون في الحزب عن معطياته عن مضمون القرار الظني, هو وجود شاهد على ضلوع مسؤولين في "حزب الله" في عملية الاغتيال, وهو شاهد يبدو أنه على جانب كبير من الأهمية لدى المدعي العام دانيال بيلمار الذي يعتقد أن الشاهد كان من المقربين جداً من القائد العسكري ل¯"حزب الله" عماد مغنية الذي اغتيل بتفجير سيارته في العاصمة السورية دمشق, وإن كان الحزب يهزأ من هذا الشاهد ويقول إنه لم يكن على أي علاقة قريبة من مغنية. ويبدو أن "حزب الله" الذي تمكن من اختراق سرية التحقيق الدولي واطلع على جزء من مضمونه قد أنجز تحضيراته الكاملة لمواجهة القرار الظني. وبحسب مقربين من دائرة القرار في "حزب الله", فإن الأخير أعد خطة متدرجة لهذه المواجهة, رغم التباين بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري حول بعض الخطوات التي يزمع الحزب القيام بها. ويشير هؤلاء المقربون إلى أن الحزب وضع أكثر من سيناريو لمواجهة القرار الظني, وأن جهوداً بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس السوري بشار الأسد لكسب مزيد من الوقت لوضع مخارج للأزمة التي يعيشها لبنان وتفادي الانزلاق نحو وضع أصعب وأسوأ سيحمل للبنان مخاطر جسيمة, وقد جاءت هذه الجهود لتؤمن تغطية للرئيس بري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط التي نجحت في تأجيل ساعة الصفر التي كان حددها "حزب الله" نهاية الشهر الماضي لبدء خطته التي يقول مقربون منه إنها ستقلب الطاولة.

وتقول المصادر القريبة من "حزب الله" إن الحزب سيبلغ نقطة الحسم عندما يعجز عن إسقاط المحكمة الدولية بوسائل دستورية أو من خلال إقدام رئيس الحكومة سعد الحريري على خطوة تطيح بها, وتتلخص الخطوة الحاسمة بالإطباق على مراكز قوى الأمن الداخلي (وبالتحديد المديرية العامة ومركز فرع المعلومات), وكذلك على منازل ومكاتب عدد من النواب والشخصيات السياسية والحزبية والإعلامية القريبة من تيار "المستقبل" وقوى "14 آذار", ومن بينها السراي الحكومي ومنزل الرئيس الحريري في الوسط التجاري ودارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قريطم ومنزل رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ومنازل عدد من القضاة والضباط, في وقت واحد, بحيث يؤدي ذلك إلى شل قدرة فريق رئيس الحكومة على التحرك وفرض واقع جديد يسمح ل¯"حزب الله" بالسيطرة على القرار السياسي بالكامل في لبنان. وتتحدث بعض المعلومات التي يسربها "حزب الله" عن قيامه خلال الأيام القليلة الماضية بمناورة سرية في بيروت حيث نفذ انتشاراً عسكرياً في وقت قياسي لم يتجاوز الساعتين.

فهل تعمد الحزب تسريب هذه المعلومة للتهويل, أم أنه نفذها فعلاً تحضيراً لخطوته التالية?

 

الحرس الثوري الإيراني يزود حزب الله بمنظومة طائرات لا يمكن تشغيلها إلا بأمر من الولي الفقيه

السياسة الكويتية/وسط تصاعد الانتقادات الغربية لتعاظم ترسانته العسكرية نتيجة الدعم اللامحدود من طهران ودمشق والذي ينذر بانفجار في المنطقة وفي ظل المعلومات عن مخازن السلاح التابعة له في عمق الأراضي السورية وطرق الإمداد التي يعتمدها, كشفت مصادر مقربة من كوادر عسكرية عليا في "حزب الله" ل¯"السياسة" عن امتلاكه منظومة سلاح جوي متكاملة تشمل ثلاثة أنواع من الطائرات المسيرة التي يتم التحكم فيها عن بعد, وأهمها على الإطلاق طائرة "كرار" الإيرانية القادرة على التحليق لمسافات بعيدة بسرعة فائقة, وضرب أهداف على الأرض. وأوضحت المصادر أن هذه المنظومة تشكل أهم المفاجآت التي طالما توعد بها الأمين العام للحزب حسن نصر الله إسرائيل, في أي مواجهة مقبلة معها, مشيرة إلى أن امتلاكها والتدرب على استخدامها هو إحدى العبر التي استخلصها الحزب من حرب يوليو ,2006 حيث لم يكن بحوزته آنذاك أي منظومة لمواجهة التفوق العسكري الجوي الإسرائيلي.

ويقف سلاح الجو التابع ل¯"الحرس الثوري" الإيراني بقوة, وفقاً للمصادر, وراء حصول الحزب على هذه المنظومة, حيث خصص موازنات ضخمة لها, وأوفد خلال السنوات القليلة الماضية إلى لبنان عشرات المختصين في مجال الطائرات المسيرة, لبناء المنظومة بالشكل الذي يناسب متطلبات "حزب الله", وتدريب كوادر الحزب على تشغيلها والسيطرة عليها.

ويفترض أن تكون المنظومة الجوية, التي تدار من قبل كوادر عسكرية حزبية وإيرانية, الرد الأقوى في حال قيام إسرائيل بقصف عنيف لأهداف إيرانية أو أهداف تابعة للحزب في لبنان, ولذلك فإن تشغيلها بشكل كامل أو جزئي يتطلب موافقة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي.

وأوضحت المصادر أن المنظومة تشمل ثلاثة أنواع من الطائرات المسيرة:

1- طائرات مسيرة صينية الصنع قام الإيرانيون بفحصها قبل قيام الحزب باقتنائها, وزودوها بأجهزة تلبي متطلباته.

2- طائرات مسيرة بعيدة المدى من طراز "كرار" الإيرانية الصنع, ويبلغ مداها 1000 كيلومتر وتعمل بواسطة محرك نفاث وبإمكانها حمل عبوة ناسفة لتدمير الهدف. وتتمتع هذه الطائرات بالقدرة على الطيران بسرعات عالية وبإمكانها القيام بمهام عسكرية عدة.

3- طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "رعد", القادرة على تدمير أهداف بدقة بالغة.

وكشفت المصادر أن "حزب الله" يحتفظ بهذه المنظومة في منطقة البقاع, شرق لبنان, حيث يجري تدريبات على تشغيلها, تشمل إمكانية استخدامها في مهام داخل لبنان, إذ تم تعديل بعض الطائرات وإضافة تجهيزات خاصة إليها لتمكينها من القيام بهذا النوع من المهام.

واستطاعت إيران, خلال السنوات الماضية, تطوير طرازات عدة من الطائرات المسيرة لتنفيذ مهام متنوعة, وخاصة طائرات من طراز "أبابيل" و"مهاجر", إلا أن طائرة "كرار" التي كشفت النقاب عنها في أغسطس الماضي, هي الأكثر تطوراً وفاعلية, وتعكس القدرة التقنية العالية التي باتت تمتلكها طهران في هذا المجال.

من جهتها, اعتبرت مصادر غربية أن الكشف عن امتلاك "حزب الله" منظومة سلاح جوي, فضح احدى أهم الأوراق التي يمتلكها لمواجهة اسرائيل في أي حرب مقبلة, مؤكدة أن طائرة "كرار" تعتبر العمود الفقري لهذه المنظومة.

 

مكاري: يريد "حزب الله" تحويل لبنان إلى ضاحية جنوبية

السياسة الكويتية/اعتبر نائب رئيس مجلس النواب اللبناني فريد مكاري بأن "حزب الله" وفريق "الثامن من آذار" يعملان علناً على إنهاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان, متسائلاً: لماذا يتخذ "حزب الله" هذا الموقف الاستباقي الذي أضر به أكثر مما نفعه. وقال إن زيارة المحققين الدوليين إلى الضاحية الجنوبية لم تكن انتهاكاً لحرمة النساء, بل إن الاعتداء عليهما, ومواقف الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد نصر الله تشكل بحد ذاتها انتهاكاً لحرمة القانون اللبناني وتؤكد بأن الهجوم على المحققين الدوليين كان مدبراً وأن "حزب الله" يقف وراءه من أجل إعاقة التحقيق وإفهام الجميع أنه هو المرجعية في هذه المنطقة. ولاحظ مكاري أن "حزب الله" يريد أن يحول البلد كله إلى ضاحية جنوبية تكون فيه كلمته وتعليماته هي القانون, ومن لم يمتثل يكون خائناً ومتآمراً على المقاومة. ورأى أن "حزب الله" لم يعد يتخفى وراء أي حجاب في معركته ضد المحكمة, بل أصبح يهاجمها بوجه مكشوف.

كلام مكاري ورد في سياق حوار أجرته "السياسة" معه رأى فيه ان فشل فريق "8 آذار" انتزاع تنصل الحريري من المحكمة جعله ينتقل إلى المواجهة مع الشرعية الدولية, وأن استمرار حربه على المحكمة يجعل فريق الرابع عشر من آذار في حل من معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

كما لم ير مكاري إمكانية التصويت على ملف الشهود الزور وإحالته على المجلس العدلي, ورأى أنه إذا وصلت الأمور إلى هذا المنحى فعلى الرئيس سعد الحريري الخروج من الجلسة مع وزرائه , لافتاً إلى أن محاكمة الشهود الزور هي من حق فريق "14 آذار" لأن هؤلاء جرى دسهم لتضليل التحقيق, مشيراً إلى أن إمكانية تشكيل حكومة من لون واحد صعبة ومن الممكن أن تتحول الحكومة الحالية إلى حكومة تصريف أعمال في حال الوصول إلى طريق مسدود, وقال إن كل الحلول المطروحة, لا تلغي المحكمة عن مسارها والحل الأفضل تركها وشأنها. نائب رئيس المجلس وصف موقف النائب وليد جنبلاط بأن قلبه في مكان ومصلحته في مكانٍ آخر ولكنه قال إنه لا يستطيع إلا أن يقدر له جزءاً مما يقوم به, أما النائب ميشال عون فاعتبر أنه يعيش على الضحايا واتهام الآخرين لإبعاد الشبهة عن نفسه, وهو لم ينفك يحلم ويتسابق مع العمر للوصول إلى الرئاسة. ودعا مكاري الرئيس السوري بشار الأسد للقيام بزيارة رسمية إلى لبنان, لأن زيارته مع الملك عبد الله غير محسوبة, متمنياً على الاخوة السوريين أن يفهموا بأن العودة إلى الماضي مستحيلة, مثمناً دعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى طائف عراقي جديد, مبدياً أسفه لأن هناك من رفض الدعوة, محذراً من تقسيم العراق الذي سيكون فاتحة لأكثرية دول المنطقة. واذ أثنى على العلاقة بين الكويت ولبنان, قال: "إن الجميع في الكويت يتكلم لغة واحدة تشبه اللغة السعودية, وهي لغة لم الشمل وتجنيب لبنان أية مخاطر".

 

انتشار كثيف للجيش في الاشرفية

المصدر الديار/ذكرت صحيفة الديار انه سجل ليل الجمعة انتشار كثيف للجيش اللبناني في الاشرفية وتحديدا حول ساحة ساسين، واقام الجيش حواجز ثابتة ومتنقلة واخضع السيارات لتفتيش دقيق.

 

هل يؤثر التفاوض الغربي - الإيراني على الوضع الداخلي؟

لبنان يواجه محاذير أي تغيير في موازين القوى

 روزانا بو منصف/ النهار

ارتبط الاضطراب الداخلي في لبنان على مدى الاشهر وحتى الأعوام الاخيرة بثلاثة ملفات لا تزال تشهد حساسية كبيرة، وهي الملف الفلسطيني وموضوع الملف النووي الايراني وملف الازمة العراقية، بحيث كان الهدوء أو التصعيد يتصل بقوة بترقب التطورات المتصلة بهذه الملفات. لكن التصعيد المتزايد ضد المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسعي "حزب الله" الى مواجهة القرار الظني المفترض صدوره عن المحكمة الدولية يأخذ مداه في الاستحواذ على اهتمام اللبنانيين وقلقهم الى درجة لم يعد معها الربط بين التصعيد في لبنان والخارج قائما في الخطاب اليومي.

وفيما تخشى مصادر عدة تداعيات التجاذب الاقليمي والاقليمي الدولي في العراق، يثير البعض تساؤلات حول تأثير التطورات وخصوصا المرتبطة بالملفات الاقليمية راهنا على الوضع في لبنان وخصوصا ما يتصل بالملف النووي الايراني، إذ ان الاخير سيكون على جدول التفاوض مجددا بين مجموعة الخمسة زائد واحد، أي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الى المانيا، مع ايران، وتاليا فان هؤلاء لا يتجاهلون هذا العامل واحتمالاته. إذ ان المعلومات المتداولة حول الموضوع تفيد أن تطورا كبيرا حصل في هذا الملف. اذ ان قلق الدول الغربية ازاء ايران قد تبدل بنسبة 180 درجة تقريبا ولم تعد مصدر قلق شديد بالنسبة اليها، لا بل هي اكتسبت نوعا من الثقة بعد مجموعة تطورات تصفها هذه المعلومات بأنها غاية في الاهمية. وهذه التطورات ليست في متناول وسائل الاعلام والسياسيين على نطاق واسع وهي تستند الى ثلاثة عوامل رئيسة: أولا، العقوبات الدولية التي اتخذها مجلس الامن الدولي على ايران والتي زادتها بعض الدول الاخرى كالولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية فاعلية الى حد أنها تركت آثارا على ايران لم تكن متوقعة.

ثانيا ، تتحدث معلومات عن نجاح اختراق الولايات المتحدة نظام المعلوماتية في ايران والتأثير على نحو جدي في موضوع الملف النووي على رغم اعلان الايرانيين انهم نجحوا في تفادي هذا الاعتداء الاميركي وتبعاته، وعن تدمير حصل يتعذر على ايران ترميمه.

ثالثا، تتحدث هذه المعلومات عن عمليات مختلفة تستهدف المنشآت الايرانية النووية لا يعلن عنها لاعتبارات متعددة قد يكون أهمها عدم رغبة النظام الايراني في اظهار أي وهن يتصل بالداخل الايراني كما بالخارج.

هذه المعلومات هي على ذمة ما يتناقله بعض الدوائر الديبلوماسية الاوروبية وبعض من هو مطلع ومعني بالمف النووي الايراني منذ مدة غير قصيرة. وهي تحمل على الاعتقاد بأن وضع ايران في ملفها النووي اختلف عن السابق بحيث أنه تأثر كثيرا بهذه التطورات مما يجعلها في المفاوضات المتوقع حصولها مبدئيا في السادس عشر من الشهر الجاري أضعف مما كانت عليه في اجتماعات التفاوض التي حصلت بينها وبين مجموعة الدول الخمس الكبرى والمانيا في مثل هذا الوقت من العام الماضي. لذلك، فان المنحى الذي ستعتمده هذه الدول هو في اتجاه التشدد أكثر بحيث لن تقبل بأي شكل من الاشكال العرض الايراني الذي قبلت به هذه الدول سابقا، علما ان هناك من يقول ان التطورات التي طرأت على هذا الملف من جانب ايران تجعل العرض السابق غير ذي جدوى او مضمون.

أما التساؤلات التي ترتبط بلبنان في هذا السياق فتتصل بما اذا كان الملف النووي الايراني سيكون وحده على طاولة المفاوضات مجددا أم ستوضع مجمل المسائل الخلافية مع ايران، من العراق الى افغانستان ولبنان وفلسطين وأمن دول الخليج. ففي التفاوض غالبا ما تؤخذ أمور وتعطى أخرى ولذلك يحرص عدد كبير من الدول على طمأنة لبنان الى عدم امكان حصول مساومة على حسابه، وتاليا فان احتمال ليّ ذراع ايران في الملف النووي، إذا صح، ينبغي ان يدفع الى التساؤل عن الثمن المحتمل في مكان آخر.

ومع أن المصادر الغربية تستبعد مساومة مع ايران على الوضعين في لبنان وفلسطين نظرا الى التماس مع اسرائيل وما يعتبره الغرب قدرة ايرانية على اشعال الحرب على هاتين الجبهتين، فان التساؤل في هذا الاطار يقع في الموقع الصحيح في رأي المصادر المعنية، انطلاقا من واقع ان لبنان غدا مهما جدا بالنسبة الى ايران الى درجة ان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد كرر ثلاث مرات على الاقل خلال زيارته الاخيرة أن لبنان هو في الموقع الامامي لايران فضلا عن تقارير ايرانية تفيد بعض الدوائر انها رفعت الى مرشد الجمهورية الاسلامية من مسؤولين في الحرس الثوري في معرض الاعتراض الايراني على أموال تخرج من ايران تفيد أن ما يقدم في هذا الاطار قد يكون الاستثمار الأهم لايران في المنطقة وأن التخلي عن هذا الاستثمار هو بمثابة رميه، مما يعني تشددا ايرانيا في موضوع "حزب الله" في لبنان بما يؤكد وضعه أو تشدده في الشأن الداخلي في لبنان مع كل الاحتمالات التي يبدو الوضع الداخلي مفتوحا عليها. اضافة الى اعتقاد ان هناك شعورا باحتمال تبدل موازين القوى في الداخل ولو ان كفة الحزب لا تزال راجحة، الامر الذي يخشى معه حصول تحرك ما على الارض من جانب الحزب من أجل منع تبدل هذه الموازين لمصلحة خصومه.

 

14 آذار المسيحي... لقاء موسّع يُعيد المسيحيّين بقوّة إلى مُعادلة القرار

صفير استنفر بكركي بعد تحرّك عون لتعطيل الرئاسة وإسقاط الجمهوريّة

مصدر أمني : مُستعدّون للمواجهة في حال التعدّي علينا.. ولا نرتدي «تنانير»

الكاتب سيمون ابو فاضل/الديار

شكلت مقاطعة قوى8 آذار لجلسة هيئة الحوار الوطني في قصر بعبدا، حافزا لدى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لرعاية اللقاء المسيحي في بكركي، وفق ما يقول احد المطارنة، في حين كان المنسق العام لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد والسيد سمير فرنجية يتداولان في فكرة اللقاء داخل بكركي ام خارجها، او برعاية البطريرك صفير او من خلال انتدابه من يمثله على غرار لقاء قرنة شهوان، خرجت الى الواجهة مقاطعة رئاسة الجمهورية ودورها من قبل فريق 8 اذار، وبدا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رأس الحربة في مسلسل تعطيل المؤسسات وحصرا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. عندها، يكمل الاسقف، قرر البطريرك صفير رعاية اللقاء في الصرح البطريكي. لاعتباره بان المرحلة لا تتطلب مواقف عرجاء او رمادية، فكان ان استعاد الدور الذي باشره في ايلول من العام 2000 من خلال البيان - النداء، الذي شكل شرارة الحركة الاستقلالية لمواجهة الوصاية في ذلك الزمن، وتركيبتها الامنية التي ترأسها العماد اميل لحود الذي تحول لاحقا الى اسير الاسلاك الشائكة في قصر بعبدا، خوفا من التحركات الشعبية للذين تضرروا من سواء عهده ونظامه الامني.

فاليوم في منطق الاسقف المقرب من البطريرك صفير، التحديات باتت اكبر لكن المعادلة مختلفة، فصداقة رئيس الجمهورية سليمان للقيادة السورية لم تلغ نفسه الاستقلالي، ورئاسة الحكومة من قبل سعد الحريري عامل مطمئن بعدما ظهرت صلابة في عدة محطات، ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع خارج معتقله السياسي، وفي النهاية، الوصاية لم تعد موجودة، لكنها ووفق الاسقف ذاته، عادت من باب الدور الذي يتولاه النائب العماد ميشال عون، الذي للمرة الثانية كما في العامين 1988 و1989 يقاتل بالمسيحيين ويرتب عليهم خسارات لا يمكن تقبلها بعد اليوم.

لذلك، ايضا، قرر البطريرك صفير العودة مجددا الى الدور القيادي المباشر في هذا الظرف، للتأكيد على دور المسيحيين الواضح في مصير البلاد، ولدعم رئاسة الجمهورية كنقطة ارتكاز لبقاء المؤسسات. ومنعا لبقاء المسيحيين خارج المعادلة بعد ان وضع النائب عون وتياره ذاتهما في تصرف قوى 8 آذار كفصيل في هذا الفريق وليس حالة سياسية مستقلة، ناقلين بذلك المواجهة الى داخل البيت المسيحي وفق ما عبر النائب عون مرارا في خطوة هدفها اضعاف هذا الفريق المسيحي لابعاده عن القرار او الحلول.

لكن في موازة ذلك تمكن فريق 14 اذار المسيحي، ان يعود الى واجهة الحضور السياسي انطلاقا من دور موحد ومتكامل يلغي مشهد النسخات التي شهدتها الامانة العامة مؤخرا، فكانت اللقاءات حول خيار مصيري واستراتيجي دلالة على انهم فريق موحد لدى ارتفاع درجة المخاطر على البلاد والمسيحيين ولا سيما على اتفاق الطائف، الذي يتم دراسة تعديله نحو المثالثة بموافقة النائب العماد عون.

وقد اعاد فريق قوى 14 اذار في اجتماع بكركي الموسع، احياء المسؤولية لدى المؤسسات بانها الوحيدة الضامنة لاستمرارية النظام الديموقراطي وحماية المواطنين وتحقيق امنهم. عبر موقف مظلل برعاية البطريرك صفير، ولا يأتي التركيز على دور المؤسسة العسكرية، نتيجة الخوف في صفوف هذا الفريق من الرسائل التحويلة في اتجاه المناطق المسيحية ورمزية مواقع المسؤولين فيها، فالكلام عن دخول معراب او بكفيا على سبيل المثال، يعكس بوضوح غياب الشرعية العسكرية اواحتضانها من جانب فريق 8 آذار، فالمعادلة المسيحية لدى هذا الفريق بابعادها الامنية تتجاوز هكذا رسائل مركزية المنطلق، اذ لم يعطل نعي الرئيس امين الجميل من جانب سلطة الوصاية نجله الشهيد بيار الجميل وانصار الحزب من المضي في نشاطاتهم يومها، ولم يشكل الدخول الى غدراس واعتقال الدكتور جعجع سياسياً، نهاية القوات اللبنانية ونبضها، فعاد قائدها لاحقا احد اركان طاولة الحوار في ظل معادلة كان فيها سجانوه في الاعتقال الاتهامي.

ولا تكمن المعادلة الامنية لدى القوى المسيحية في 14 اذار، في الحذر مجدداً من اعادة سيناريو العام 1994، بعد التفجير الغامض الواضح لكنيسة سيدة النجاة، وما تبعها من اجراءات امنية وترجمة لطموحات رئاسية، تتشابه حاليا مع ربط الحريق في مطرانية صربا باتصال تهديدي سابق، يترافق مع اطلاق نارفي عدة مناطق، بهدف استعادة مناخ امني في المناطق المسيحية على حساب حرية العمل السياسي لقوى14 اذار، ولا ان الواقع الحالي شبيه بالزمن الذي كان يتجه يومها خلال مدعي عام التمييز القاضي عدنان عضوم، لتركيب ملف على غرار ملف الكنيسة لادخال النائبين فارس سعيد وسمير فرنجية في العام 2002 الى السجن، بعد مشاركتهما في المؤتمر الماروني في لوس انجلوس. ولا حتى يقبل هذا الفريق، بأن يكون اقصاؤه عن المعادلة السياسية، واكتساب صمته مقابل تطبيق الأمن في مناطقه في ظل التداول اليومي في عدة «سيناريوهات» لأعمال وتحركات عسكرية لـ«حزب الله»، بل ينطلق هذا الفريق من تحركاته على قاعدة انه «ام الصبي»، وهو الذي باشر الحركة الاستقلالية في العام 2000، بما لا يدفعه للتراجع امام التحديات او الصمت امام «حماية وهمية»، فشلت في محطات عدة ومناطق اخرى. اذ هو الشريك في الطائف والمحرك لثورة الأرز مع النائب وليد جنبلاط الذي كان له دور مميز وشجاع عشية استشهاد رئيس الحكومة رفيق الحريري، اذ في منطق هذا الفريق بأن الذي لجأ اليه هو التأكيد على شراكته في حماية الجمهورية والمناصفة.

وفي المقابل يجد هذا الفريق بأنه يستند في تحالفاته الى فريق سياسي واسع يترأسه رئىس الحكومة سعد الحريري، الذي فرضت صلابته بقاء المحكمة الدولية ذات الطابع الخاص، وهو ما تعكس المواقف الدولية تجاهه اسوة بوزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون التي اكدت على دوره وصلابته، عدا عن قدرته على مواجهة المناورة بالمناورة واسلوب النفس الطويل بنهج المماطلة التي شكت منها قوى 8 آذار التي توقعت منه انكساراً شخصياً بعد انفتاحه على سوريا وارساء علاقات «بناء ثقة» مع رئىسها الدكتور بشار الأسد.

فالعلاقة بين قوى 14 آذار، واستمرارها في مواجهات فكفكتها، جعلتها تتقدم في الواقع الحالي على قوى 8 آذار، التي تلهت في معادلة «الدجاجة والبيضة» اي ساعة تريد عزل رئيس الحكومة وابعاده عن قوى 14 آذار المسيحية وحضر الدكتور جعجع وتارة اخرى، تشن حملة على الاخير بهدف تطويقه واشغاله في سجالات جانبية، في حين كان مفترض ان تنصرف لقراءة واقع العدالة الدولية الذي يقر صراحة باستمرارية المحكمة وتحضير القاضي دانيال بلمار لقراره الاتهامي، بما سيحمل من وقع مدوي بتفاصيله.

وتماشياً مع استنفار قوى 14 لحضورها السياسي، على مدى مناطقها وقواها، فأن تطمينات وصلتها مباشرة من نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، بأن المؤسسة العكسرية لن تدخل على خط الرد على كل من يسعى لاقحام الجيش اللبناني في حساباته وجعله في مواقع مواجهة مع قوى سياسية او فعاليات سياسية، اذ أن للجيش دوراً واضحاً حدده في قوله سباقاً، بأن ثمة سلاحين واحد شرعي لحماية المواطنين والوطن، والآخر هو سلاح المقاومة للدفاع عن الوطن من اعتداءات اسرائيل، وهو ابلغ كبار المسؤولين في السلطة، بأنه يشرف مباشرة على كل التحركات ومطمئن الى أن خروقات امنية لن تحصل كترجمة للواقع السياسي او عشية القرار الأتهامي.

ولا تسقط طمأنة وزير الدفاع الجهوزية الامنية لقوى الأمن الداخلي، حيث كشف مصدر امني لـ«الديار» بأنها جاهزة للمواجهة للدفاع عن مقراتها حيث وصلتها معلومات، عن اجتماع عقد منذ نحو اسبوع، حددت خلاله اربعة اهداف ذو رمزية معنوية من اجل التحرك باتجاهها، وهي، السراي الحكومي، وزارة العدل، مقر قوى الأمن الداخلي ووسط العاصمة سوليدير.

ويوضح المصدر الأمني، بأن رسالة مباشرة وصلت الى الفريق الذي عقد هذا الاجتماع، بان تحركاته لن تكون نزهة، وان التصدي قرار لا عودة عنه. فاذا كانت الاجتماعات تهدف لارسال رسائل ازعاج وجس النبض، بهدف دفع رئيس الحكومة للتراجع، هم مخطئون، لأنه لن يتراجع وفي كل الأحوال اذا كانت التحضيرات جدية، فاننا لا نخاف وفق المصدر الامني ولا يظنوننا نخاف المواجهة او نرتدي «تنانير»، اذ ستكون تحركاتهم صدمة عليهم ولهم.

 

التوقيت يستهدف منطق التفاعل ويدعم منطق صدام الحضارات

تهديدات «القاعدة» للمسيحيّين تخدم مشروع «الدُويلات الدينيّة» الإسرائيلي

مصادر روحيّة : الحفاظ عليهم مصلحة ومسؤولية إسلامية في الدرجة الأولى

الكاتب ايلين عيسى/الديار

أبدت مصادر روحية مسيحية قلقها البالغ إزاء الحملة التي يشنّها تنظيم القاعدة على مسيحيي المشرق والتي عبّرت عن نفسها خصوصا من خلال الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد وإطلاق الوعيد بارتكاب اعتداءات مفتوحة على المسيحيين ما لم يلبّ الاقباط شروط القاعدة المزعومة بأن الكنيسة القبطية تحتجر امرأتين قبطيتين اعتنقتا الدين الاسلامي.

وتلفت المصادر الى ان هذه «الفورة» من التهديدات للمسيحيين في الشرق الاوسط جاءت في اعقاب السينودس من اجل مسيحيي الشرق والتوصيات التي اعلنها في هذا المجال والتي شدّدت على التفاعل بين الحضارات في المنطقة ولا سيما المسيحية والإسلام في الدول التي عاش فيها ابناء المجموعتين اجيالا تعاونوا خلالها وتفاعلوا، ما اثمر تلاقحا حضاريا فريدا من نوعه في هذه الارض التي نشأت فيها الديانتان السماويتان.

ولذلك رأت المصادر ان الاهداف الكامنة وراء الحملة المستجدة في هذا التوقيت بالذات تستهدف منطق التفاعل وتدعم في المقابل منطق صدام الحضارات الذي بشّر به بعض المتطرّفين بعد حادثة 11 ايلول 2001 التي كانت القاعدة نفسها وراءها.

وتبدي المصادر الروحية المسيحية ضمن هذا السياق مخاوفها من تزامن الهجوم على الحضور المسيحي في الشرق الاوسط في هذا الشكل غير المسبوق مع تطورات سياسية بالغة الاهمية في ملف الصراع العربي - الاسرائىلي خصوصا لجهة إصرار اسرائىل على افشال المفاوضات مع الجانب الفلسطيني والتفرغ لتحقيق هدفين خطيرين يحملان طابعا دينيا: هما المضي بقوة في تنفيذ مخطط انشاء المستوطنات اليهودية والمباشرة في تكريسه اسرائىل دولة يهودية صرف. وهاتان الخطوتان تجد اسرائىل ان الفرصة متاحة امامها لتحقيقهما في موازة عملية التهويد والتدنيس للأماكن المقدسة المسيحية والاسلامية. فتهديدات القاعدة اذا تفضح نفسها بنفسها، لأنها في كل مرة تعزّز منطق التصادم الثقافي والديني الذي ترغب اسرائىل في تعميمه، بدلا منه منطق التفاعل الذي يطمح المسيحيون في المنطقة ومعهم الغالبية الساحقة من المسلمين، الى تفعيله تأكيدا على دور هذه المنطقة في تقديم النموذج الحيّ للعيش بين المسيحيين والمسلمين بسلام. وهذا النموذج غير موجود في اي مكان اخر في العالم والقضاء عليه يعني تبرير النظرية الاسرائىلية في الصفاء الديني لدول المنطقة.

وترى المصادر ان اسرائىل في مسعاها الى التخلص من احراجها الديموغرافي الداخلي يهمها ان تضرب نماذج التعايش المحيطة بها، ولا سيما لبنان. وهذا ما اكّدته التجارب منذ نشوء اسرائىل حيث بقي العامل الاسرائىلي اساسيا في تدعيم القلاقل اللبنانية الداخلية. من هنا تدعو المصادر المجتمعات والسلطات المركزية في دول الشرق الاوسط الى التعاطي مع موضوع التهديدات التي تطلقها القاعدة من منظار استثنائي، وتستدعي مواجهتها بكل الوسائل، ولا سيما من جانب المسلمين انفسهم الذين سيكونون ضحايا القاعدة. ونموذج العمليات التي جرت في العراق يوم الثلاثاء الدامي وتلك التي يشهدها هذا البلد في شكل شبه يومي يقدم إثباتا على ذلك.

 

«تباين لدى قيادات المعارضة حول موعد المواجهة الداخليّة»

مصادر نيابيّة : إتجاه للإستقالة الفوريّة من حكومة الحريري

وآخر يميل لإمهال «س ــ س» فرصة تسوية أزمة «شهود الزور»

هيام عيد / الديار

كشفت مصادر نيابية مطلعة ان المؤسسات الدستورية بما فيها طاولة الحوار الوطني قد دخلت نفق التأجيل وقطعت الطريق على اي فرصة محتملة للتفاهم على ملف شهود الزور في مجلس الوزراء او على اي ملفات خلافية في نطاق الحوار الوطني من دون ان تحدد مصير المجلس النيابي الذي بات المؤسسة الوحيدة التي يسجل فيها حراك سياسي ونقاش مالي واقتصادي تحت عناوين عدة ووصلت احياناً الى مستوى المواجهة كما حصل يوم الثلثاء الماضي في اجتماع لجنة المال النيابية. وعزت المصادر أسباب التأجيل المباشر وغير المباشر الى استمرار تمسك كل من طرفي الخلاف في قوى 14 و8 آذار على موقفه ووصول الوضع الى مرحلة الحسم وذلك على الرغم من مواصلة الرعاة العرب والاقليميين للوضع اللبناني مساعيهم الحثيثة للوصول الى تسوية تحفظ ماء والوجه لطرف وتحقق مطالب طرف آخر من دون ان يكون اياً من قوى 14 او 8 اذار قد تراجع او تنازل للطرف الاخر.

وفي هذا المجال فإن الوصول الى لحظة المواجهة بات حتمياً كما اضافت المصادر ولم تعد تتطلب صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولة الخاصة بلبنان، ذلك ان مسار التعاطي مع تداعيات هذا القرار قد تحدد ولكن موعد التنفيذ ما زال موضع نقاش في كواليس القوى المعارضة نظراً لتباين برز في الاسابيع الماضية حول ضرورة استباق صدور هذا القرار وعدم انتظاره طويلاً خصوصاً وان معلومات قد ترددت اخيراً باحتمال صدوره في اذار المقبل، ويستند مؤيدو هذا التوجه الى ان كل القوى السياسية باتت تدرك ان مضمون هذا القرار بات معلوماً وتتداوله كل وسائل الاعلام العربية والغربية كما المسؤولين وبالتالي فان انتظاره يعني المزيد من المراوحة والشلل الوضع الداخلي المجال امام الفريق الآخر للمماطلة والتسويف مع ما يعني ذلك من تداعيات سلبية على حالتي الاستقرار والسلم الاهلي كما على الوضع الاقتصادي للبلاد، لذلك فان الاسراع في الحسم عبر المواجهة داخل الحكومة هو حتمي وضروري اليوم قبل الغد.

اما التوجه الثاني لدى قيادات معارضة وتحديداً لدى «حزب الله» كما كشفت المصادر نفسها، فيرتأي ترقب القرار الاتهامي واعطاء المجال امام المبادرة السعودية - السورية التي لم تنتهِ كالفشل حتى الان وذلك لكي يتم التوصل الى مخرج لقضية شهود الزور التي أدت الى تصاعد التأزم والى تعطيل الحكومة بفعل الانقسام حول معالجتها. ويسعى مؤيدو هذا التوجه الى استبعاد الحلول «الصادمة» والتي قد ترفع وتيرة المأزق الداخلي من خلال الاستقالة من حكومة الرئيس سعد الحريري، ويفضلون الابقاء على وتيرة الاتصالات الجارية بين اطراف داخليين للوصول الى إقناع رئيس الحكومة بإحالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي وبالتالي عدم اقفال ابواب التفاهم داخل الحكومة لتجنب التداعيات الخطيرة لأي أزمة حكومية أو أي مواجهة قد تحصل كنتيجة لأي أزمة سياسية او اصطفاف قد يسجل لاحقاً وقد يرتدي طابعاً غير سياسي وينعكس سلباً على الاطراف السياسية كافة ومن دون استثناء.

 

المجتمع الدولي يُبلّع سوريا وحزب الله القرار الظني؟

نقولا ناصيف/الأخبار

من أربعاء إلى آخر، تتصاعد نبرة المواجهة في ملف شهود الزور بين قوى 8 و14 آذار، من غير أن تفصح إحداهما عن فرصة ممكنة لتسوية سياسية: محكمة دولية أو لا محكمة دولية. بين أحد هذين الخيارين لا حلّ وسطاً، ولا مكان لوسطاء

لم يأخذ المجتمع الدولي، وأخصه الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، على محمل الجدّ التهديد بتقويض المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلا بعدما اتخذ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله موقفه منها في 28 تشرين الأول، بأن دعا إلى مقاطعة التعاون مع المحكمة، وعدّه اعتداءً على المقاومة. مذ ذاك كرّت سبحة ردود فعل واشنطن وباريس ولندن والأمين العام للأمم المتحدة، في موازاة تحرّك أميركي مثير للانتباه، أقرن حملة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان بالمكالمة الهاتفية التي أجرتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون برئيس الحكومة سعد الحريري وتأكيدها له دعم حكومته والمحكمة، ثم رفع المساهمة الأميركية في موازنة المحكمة 10 ملايين دولار، فاجتماع مجلس الأمن لمناقشة الاعتداء على فريق المحققين الدوليين في الأوزاعي والإصرار كذلك على المحكمة، وصولاً إلى الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لبيروت بعد سلسلة مواقف أطلقها الإليزيه والكي دورسيه كرّرت الثقة بحكومة الحريري واستمرار دعمها.

هكذا استعادت التطورات الأخيرة صورة الانقسام الداخلي الذي رافق النزاع على التحقيق الدولي والمطالبة بمحكمة دولية وصولاً إلى إنشائها. كذلك استعادت سبحة مواقف التأييد الدولي للحريري وحكومته، تلك التي خبرتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عندما كانت تواجه حزب الله وحلفاءه قبل خمس سنوات. كان ينقص التجاذب الدولي الحالي كي يكتمل استرجاع المشهد، انقسام داخلي يصل إلى حدّ تعطيل حكومة الوحدة الوطنية. ومن غير أن يستقيلا من الحكومة هذه المرة، يخوض حزب الله وحركة أمل المواجهة المستعادة على خطين: منع الاستئثار بقرارات حكومية لا يوافقان عليها، والتهديد بالشارع. أول المظاهر الحؤول دون إقرار موازنة 2011 في مجلس الوزراء وموازنة 2010 في مجلس النواب بسبب تخصيصهما حصة لبنان في تمويل المحكمة الدولية، والتلويح بإسقاط القرار الظني في الشارع بقلب توازن القوى رأساً على عقب.

لكن تصاعد نبرة المواجهة بين الطرفين، من دون آمال حقيقية على تسوية سياسية قريبة، يشير إلى الملاحظات الآتية:

1 ـــــ التزام سوريا الصمت حيال الأزمة الناشبة بين قوى 8 و14 آذار حول المحكمة الدولية، وهو الموقف نفسه الذي اتخذته بين أعوام 2005 و2008، في عزّ مقاطعة المجتمع الدولي لها. رأت دائماً أنها غير معنية بالمحكمة رغم تعاونها مع التحقيق الدولي الذي بلغ ذروته عام 2005 بموافقة الرئيس بشّار الأسد على استقبال رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتز والإجابة عن أسئلته. وهي سابقة لم يشهد النظام السوري مثيلاً لها على مرّ أربعة عقود من وجود الرئيس حافظ الأسد ثم نجله بشّار على رأس سوريا، سواء باستعداد رئيسها للإدلاء بشهادة أمام تحقيق دولي في جريمة اغتيال سياسي، أو مثول شخصيات سورية بارزة أمام لجنة التحقيق للغرض نفسه.

وخلافاً لما شابَ السنوات الماضية، لم يُوجه إلى دمشق، في المأزق الحالي، اتهام علني بمحاولة تقويض الاستقرار في لبنان انطلاقاً من المطالبة بإسقاط المحكمة الدولية. أخرج التحقيق الدولي سوريا من دائرة الاتهام، فأخرجت نفسها من دائرة الشبهة في التدخّل في النزاع القائم الآن بين الحريري وحزب الله على المحكمة. قالت إن المحكمة شأن لبنان مع الأمم المتحدة، والخلاف الداخلي عليها شأن اللبنانيين فيما بينهم.

واقع الأمر أن رئيس الحكومة سمع مراراً من الأسد رفضه اتهام حزب الله باغتيال الحريري الأب، ودعوته اللبنانيين إلى اتخاذ موقف وطني عام برفض القرار الظني ـــــ وهي إشارة إلى ضرورة انضمام الحريري بالذات إلى هذا الموقف ـــــ يحمي المقاومة. كان قد قرن له ترسيخ العلاقات المميّزة بين البلدين بالوقوف إلى جانب حزب الله، في نطاق تحديد موقع لبنان في معادلة الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي.

2 ـــــ ولأن مجلس الأمن والأمم المتحدة وروسيا والدول الأوروبية المعنية لم توجّه ـــــ في معرض تمسّكها بالمحكمة ـــــ اتهاماً لسوريا بالسعي إلى تقويضها، تصرّفت باستمرار على أن الضغوط التي تواجهها المحكمة مصدرها داخلي هو حزب الله، إلى أن تيقّنت ممّا أعلنه نصر الله عن خوضه معركة إسقاطها.

وحدها واشنطن أدرجت تصاعد خلافها مع دمشق، واتهامها إياها بتعريض الاستقرار اللبناني للخطر بما في ذلك محاولة تقويض المحكمة، في نطاق تعثّر علاقاتها الثنائية معها. ورغم زياراته المتكرّرة دمشق منذ آذار 2007، لم يتمكّن فيلتمان من الاجتماع بالأسد الذي استقبل وفوداً أميركية عدة من مجلسي النواب والشيوخ، إلى الموفد الخاص لعملية السلام جورج ميتشل. أبقى الرئيس السوري الأبواب موصدة في وجه الخارجية الأميركية، إلا أنه لم يحظَ بدعم الكونغرس الذي أرجأ إلى أمد غير منظور إلحاق السفير الجديد روبرت فورد بمركز عمله في العاصمة السورية.

بذلك يستمد تردّي العلاقة الثنائية مع دمشق تأثيره من مضاعفة الإصرار الأميركي على المحكمة الدولية وإصدار القرار الظني في موعده المرجّح بلا إبطاء، من غير أن تقول واشنطن إنها ـــــ كالرئيس السابق جورج بوش تشتبه في دور لسوريا باغتيال الحريري الأب، أو الإيعاز إلى معاونين وحلفاء لها بذلك. لكنها بالتأكيد تحمّل دمشق مسؤولية اهتزاز الاستقرار في لبنان، وخصوصاً بعدما طوّرت واشنطن موقفها الأخير بربط الموقف من سوريا بموقف هذه من المحكمة. وهو ما أفصح عنه فيلتمان بقوله إن على الرئيس السوري حماية الاستقرار الداخلي في لبنان بعد صدور القرار الظني.

من غير ردّ فعل مباشر، استاءت دمشق من عبارة أطلقها فيلتمان في القاهرة، في طريقه إلى الرياض، جعلت مقياس علاقة سوريا بواشنطن مرتبطاً بمدى محافظة الأسد على الأمن والاستقرار في لبنان.

لم تتلقَّ دمشق بارتياح الموقف الأميركي الجديد، انطلاقاً من معطيين:

أولهما، اعتقادها بأن لا أهمية للقرار الظني لدى الأميركيين خارج اتهامه سوريا أو حزب الله باغتيال الرئيس السابق للحكومة.

ثانيهما، أنها تُدعى إلى ضمان الاستقرار في لبنان وحمايته، ومنع حزب الله من ردّ فعل على قرار ظني يُحتمل أن يتهم أفراداً منه باغتيال الحريري الأب.

ولا يعني ذلك إلا تبليع سوريا وحزب الله القرار الظني.

3 ـــــ تتصرّف قوى 8 آذار على أنها تخوض معركة إخراج لبنان من المحكمة الدولية، لا إسقاط هذه الذي يخضع لمعطيات ومعايير تقتصر على مجلس الأمن، صاحب الإرادة الحصرية في اتخاذ قرار معاكس. وهو مصدر الضغوط التي يمارسها حزب الله، وكذلك سوريا في جانب من الحوار الذي دار أكثر من مرة على نحو غير مباشر بين الأسد والحريري، لحمل الأخير على اتخاذ موقف يرفض مسبقاً قراراً ظنياً يتهم حزب الله باغتيال والده.

ولا يتوخى إخراج لبنان من المحكمة الدولية، عبر الرفض المبكر للقرار الظني، إلا تكرار تجربة تعطيل القرار 1559 بعدما تنصّل منه معظم الأفرقاء اللبنانيين، وتخلى عنه البيان الوزاري، ولا يأتي على ذكره الحريري ولا تيّار المستقبل، رغم الإيحاء الملتبس بالتمسّك بالقرارات الدولية، إذ يطوي ضمنه القرار 1559 إلى سائر القرارات الدولية التي لم تنفذ كالقرارين 425 و1701. بل التحق القرار 1680 الذي ينصّ على علاقات ديبلوماسية لبنانية ـــــ سورية وترسيم الحدود بين البلدين بالقرار 1559، حاملاً معه الحجّة القائلة بتطبيق ما يُتاح تطبيقه وتجاهل ما يتعذّر. طُبقت العلاقات الديبلوماسية عام 2009 كبند انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، وتعذّر تطبيق بند تجريد حزب الله من سلاحه في القرار 1559 كحال تردّد لبنان في العمل على تطبيق بند ترسيم الحدود اللبنانية ـــــ السورية في القرار 1680، وقد تعهّد الحريري للأسد صرف النظر عن الترسيم إلى مقاربة مختلفة، مماثلة لوجهة نظر دمشق: ما يحتاج إليه البلدان توسيع نطاق الحدود لا ترسيمها.

على نحو كهذا، لن يسع حزب الله وحلفاءه، ولا سوريا، إلغاء القرار 1757 القاضي بإنشاء المحكمة الدولية، بيد أنه يخوض، بالقوة أو بتفاهم سياسي يريده أن يؤول إلى النتيجة نفسها، معركة إخراج لبنان من المحكمة الدولية باتخاذ موقف وطني عام من رفض القرار الظني.

بل بات اتخاذ رئيس الحكومة هذا الموقف معيار استعادة علاقته بدمشق، وتجاوز القطيعة القائمة بينه وبين الأسد منذ 3 تشرين الأول.

 

جمهورية الخطر المزدوج : الانقلاب وحال الانقلاب

رفيق خوري/الأنوار

الجمهورية في خطر، يقول البيان الصادر في بكركي عن الاجتماع المسيحي الموسع الذي استضافه البطريرك صفير. واللبنانيون جميعاً مدعوون الى (يقظة وطنية في مستوى التحدي المصيري دفاعاً عن لبنان). لكن المطلوب ضمناً من الجمهورية هو أن تدافع عن نفسها، أقله عبر تطمين اللبنانيين الى أن البلد ليس، كما تصوره السيناريوهات، صحراء خالية من جيش وقوى أمنية مستعدة لممارسة مسؤولياتها في حماية الوطن والمواطنين. والمطلوب المعلن في البيان من رئيس الجمهورية هو (وضع الجميع أمام مسؤولياتهم من خلال تنفيذ أحكام الدستور والعمل على وضع حد لازدواجية السلاح، ومطالبة الدول العربية بتحمل مسؤولياتها في حماية لبنان، ومطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ تعهداته حيال لبنان، لا سيما القرارين 1701 و1757). وتلك هي المشكلة، وإن كانت هي المسألة. فلا رئيس الجمهورية يستطيع أن يفعل ما عجز عن فعله مجلس الوزراء والمجلس النيابي وهيئة الحوار الوطني، وما عجز العرب والمجتمع الدولي عن فعله، وما هو محل خلاف عميق. ولا الخطر هو فقط شيء أمامنا بل أيضاً شيء معنا ومن حولنا. والمشهد الآن ناطق من قبل أن تدق (الساعة الصفر) لبدء السيناريوهات الخطيرة التي يجري الحديث عنها يومياً: المؤسسات معطلة ومشلولة. الدستور معلَّق عملياً.. العصبيات في في قمة توترها. والاستنزاف السياسي البطيء ليس أقل خطورة على الحياة الديمقراطية وقضايا الناس والوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي من أي انفجار أمني سريع. والكل يعرف أن تعطيل المؤسسات هو حلقة في سلسلة هدفها المباشر تعطيل المحكمة الدولية، وسط مفارقة كبيرة هي القدرة على تعطيل المؤسسات من دون القدرة على تعطيل المحكمة. والغائب هو الاستعداد الجدي للبحث في تسوية حول المحكمة والحكم معاً، بدل أن يسيطر فريق على الحكم من أجل الغاء المحكمة، ويتمسك فريق آخر بالمحكمة ليبقى في الحكم ولو من دون قدرة على القرار. وليس هناك بالطبع تقدير كافٍ وقراءة عميقة في الصراع الإقليمي والدولي الذي تبدو معركتنا الداخلية مجرد جبهة في حربه الكبيرة. فضلاً عن أن الأحاديث في اللقاءات تتركز على تحليلات نظرية بين مَن يرى انقلاباً مقبلاً ومَن يقول إنه تهويل ولن يحدث لأن الضغوط والمصالح تمنعه. لكن الخطر في الحالين قائم: الانقلاب خطير اذا حدث. ومجرد وجود قدرة على الانقلاب، ولو لم يحدث، مسألة خطيرة على الجمهورية تجعلها في حال انقلاب. وقمة الخطر أن يكون الثابت هو الوضع غيرالطبيعي، والمتغير هو جوهر لبنان الحر الديمقراطي الثقافي والنهضوي.

 

لقاء بكركي... والبحث عن الذات وزيارة كوشنير لاستعادة المواقع؟!

الفرد النوار/الشرق

لم يخلص اللقاء المسيحي في بكركي الى مجرد نداء عاطفي - وطني من أجل لبنان، بقدر ما كان القصد من المناسبة إعادة التذكير بأن قوة البطريركية المارونية لاتزال قادرة على تأدية دور انقاذي عندما تدعو الحاجة (...) والحاجة في هذه الآونة ماثلة جراء الشرذمة المسيحية المتمثلة بخروج سياسيين من مثل تكتل التغيير والاصلاح على رأي الكنيسة مع كل ما تعنيه كلمة الخروج من معنى، خصوصاً في مجال النزاع السياسي الذي اختلف، باختلاف نظرة زعيم التكتل النائب ميشال عون الى التطورات في لبنان!

وتجدر الإشارة هنا الى ان تغيب عون عن جلسة الحوار قد قصد منه لعب ورقة تضييع المزيد عن المسيحيين عن البوصلة التي لم تكن سوى للدلالة على الدولة (...) ولا حل بالتالي الا من خلال العودة الى الدولة، مهما اختلفت مصالح البعض بالنسبة الى محاولات القيام بثورة نظرية في الاصلاح وفي التغيير، فيما لم يقدر البعض المشار إليه على ان يرد عن نفسه تهمة سرقة المال العام، كما أنه لم يخجل من تحمل تبعات التهمة وإبداء الاستعداد مع بعض ازلامه لخوض معركة "اذا فرضت عليه"!

أمام اللف والدوران حول المحكمة الدولية، لم يقدر حزب الله وأي حليف من قوى 8 آذار، على ادعاء البراءة في أنصع صفحاتها، فيما هناك من يجزم بأن البريء لا يحتاج الى من ينصب له ميزان عدل يختلف عن كل ما عداه. والسؤال عينه مطروح في معرض إصرار الحزب على أنه مستعد لارتكاب السبعة وذمتها كي لا يصل الى حدود ابتلاع طعم المحكمة الدولية. وفي الحالين لن يقدر حزب الله على زعزعة ثقة خصوم الداخل بالمحكمة الدولية، كما لن يكون قادراً على تغيير ثقة خصوم الخارج بما يمكن ان يكون قد لحق به من اتهام وسواه؟! من حيث المبدأ يبدو حزب الله من خلال إصراره على التعطيل الكامل لسلطة الدولة اللبنانية، وكأن همه الأول والأخير جعل البلد يأخذ بوجهة نظرته (...) حتى وإن كانت براءة مصطنعة! ومن حيث المبدأ أيضاً، يبدو حلفاء حزب الله في إصرارهم على التصدي لصدقية المحكمة الدولية وكأن القصد من "الرواية الاتهامية انقاذ الحزب والخط السياسي الذي هم فيه من إمكان الوقوع في مطب الاتهام، حيث لا بد وأن يكون رد فعل غيره في الشكل والجوهر عن قرار المحكمة الجنائية الدولية في حديه الداخلي والخارجي، خصوصاً ان النظرة الدولية الى حزب الله لاتزال تضعه في مصاف "الناشط الارهابي"، وأي توصيف آخر لن يعمل به في الوقت الحاضر قبل ان تعود الدولة اللبنانية قدرتها المطلقة على التحكم بقرارها السياسي - الأمني! قبل زهاء ثلاث سنوات من الآن، كان كلام على فكرة الاستراتيجية الدفاعية. أما وقد انتهت جلسات الحوار من غير مقاربة هذا الموضوع، فإن الفكرة السائدة في الأوساط الداخلية والخارجية تكاد تجمع على ان الدولة اللبنانية ممنوعة من ان تحدد ما تريده في حال كانت لديها استراتيجية دفاعية، او هي ظلت في بحث مضن عمن يسمح لها بالتعبير عن رأيها في كل ما له علاقة بسيادة الدولة على أرضها!

كذلك، هناك من يرى ان اللعبة الإيرانية المتمثلة بتوجه حزب الله المحلي والإقليمي، مرشحة لأن تبلغ مرحلة ضياع مؤسسات الدولة ومعها النظام والقوانين، بدليل إصرار الحزب على التعاطي مع المحكمة الدولية وكأنها حال استفزازية من شأنها جر البلد الى تضييع مقصود للسلطة (...) بل للدولة والأرض والشعب والمؤسسات. ومن هنا جاء اللقاء المسيحي الموسع في بكركي على أمل الوصول الى حل من غير العودة الى دوحة -2، بعدما أثبتت الدوحة -1 أنها لم تكن تجربة ناجحة بالنسبة الى ترميم العلاقة بين الدولة وسياسييها وطوائفها، حتى وإن كان المقصود في بعض مراحل معالجة الأزمة - الأم تجنب فتنة مذهبية سنية - شيعية من الصعب على أي كان تجاهل مخاطرها (...).

وطالما ان المزيد من التعقيد وارد تباعاً عبر لهجة التحدي والاستفزاز والتهويل من جانب حزب الله وحلفائه، وجد بعضهم ان المصلحة العامة تفرض عقد لقاء مسيحي، قبل البحث في لقاء مسيحي - سني، بحسب توصيفات "الجنرال عون" الذي يشتغل منذ وقت طويل على خرق بكركي من دون طائل؟! وجديدنا الخارجي، زيارة وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، حيث ترى مصادر أوروبية ان جهود الأميركيين لتأييد قوى 14 آذار تحتاج الى أكثر من "بيانات في العموميات"، لعدة اعتبارات في مقدمها ان واشنطن غير مقتنعة الى الآن بأن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان قد غيرت بعض المعادلات الداخلية، فيما ترى باريس ان من الضرورة حصول تكشير قريب عن أنياب الحلفاء الغربيين، كي لا تصل الأمور الى حافة تحديد الخيارات الداخلية في لبنان في وقت تعاني الدولة من مغبة البحث عما تريده قبل الذي يفرض عليها؟!

 

انحطاط كلّ شيء تقريباً

حازم صاغية/الحياة

قبل أسبوعين كانت للمؤرّخ اللبنانيّ كمال الصليبي مداخلة في أمر المسيحيّين العرب. فقد قال ما معناه إنّ زوالهم يزيل عن العرب عروبتهم لأنّه، لولاهم، لكانت الهويّة الإسلاميّة كافية ومكتفية بذاتها، لا حاجة معها إلى هويّة أخرى. لكنْ ماذا لو أنّ «العرب» كفّوا، هم أنفسهم، عن التعلّق بمثل هذه «العروبة»؟. جريمة الكنيسة العراقيّة الأخيرة التي ارتكبها مقاومون أصوليّون دليل على هذا الانسحاب من «العروبة» بالمعنى الذي قصده الصليبي. ولأنّها ليست الجريمة الأولى من نوعها، ولأنّ مثيلات لها سبقتها في العراق وفي غير العراق، جاز القول إنّه انسحاب كثيف وعميق، لا هامشيّ ولا عَرَضيّ. لكنْ متى بدأ هذا الانسحاب وكيف تدرّج؟

تزعم الأسطر هذه أنّ بداياته ترقى إلى انسحاب العروبة من ذاتها، أي إلى التحويل الذي خضعت له فنقلها من مفهوم ثقافيّ وإحيائيّ، يستنهض اللغة والتراث، ويدفع أهلهما إلى أفق علمانيّ وحديث، إلى مفهوم سياسيّ ونضاليّ. فالتحويل هذا كان أولى عمليّات الطرد، النظريّ والرمزيّ، التي واجهت الأقليّات. وفي ما خصّ المسيحيّين تحديداً، تسهل المقارنة بين موقعهم في العروبة الثقافيّة، وهو رياديّ ومركزيّ (اليازجي، صرّوف، البستاني، الشميّل الخ...) وبين موقعهم في العروبة السياسيّة: صحيح أنّ مؤسّس حزب البعث مسيحيّ، إلاّ أنّ مسيحيّته واسمه (ميشيل) كانا عبئاً عليه أضيف إلى الأعباء الكثيرة الناجمة عن شخصه وتكوينه. وفي الحالات كافّة، انتهى الأمر بعفلق وقد أشهر إسلامه على يد صدّام حسين. أهمّ من هذا، وأكثر فعاليّة في حركة الانقلاب من العروبة الثقافيّة إلى العروبة السياسيّة، كانت الناصريّة في مصر والعالم العربيّ، والتي انبثقت من «ضبّاط أحرار» ليس في عدادهم مسيحيّ واحد! وعمليّة الطرد الثانية كانت تدمير لبنان بتحويله من مشروع لنموذج تعدّديّ وبرلمانيّ (أي مسالم تعريفاً)، لا تملك «العروبة» مثله، إلى بلد مواجهة تلعب العصبيّات الدينيّة والمذهبيّة دور الدافع فيه والمحرّك.

هكذا كان «جيكل» موضوعَ فلسطين والعروبة، فيما «هايد» هو الطوائف والجماعات الأهليّة. والطرد مستمرّ الآن من خلال التفتّت المريع الذي يكسب كلّ يوم أرضاً جديدة، لا نلمحها في الفتاوى والتلفزيونات المتكاثرة فحسب، بل أيضاً في المذابح. وما المذبحة الرهيبة التي نزلت بشيعة العراق، بعد يوم واحد على مذبحة «كنيسة النجاة» وتهديد أقباط مصر، إلاّ البرهان على انعدام المساحات المشتركة بين أيّ كان وأيّ كان. والتفتّت هذا ليس إلاّ الوجه الآخر لانهيار الإجماعات التي قامت عليها دولة ما بعد الاستقلال، أو التي افترضها إسلام كان محدود التدخّل في السياسة. أمّا اليوم، فالإسلام يعاني ما تعانيه العروبة، وهي العمليّّة التي بدأت تصاعديّاً في التحوّل من محمّد عبده إلى رشيد رضا فحسن البنّا فسيّد قطب فأسامة بن لادن. وعلى العموم لم يبق من العروبة والإسلام السياسيّين إلاّ توفير التبديد لفرصة كان ينبغي أن تُصرف في بناء الدول وتطوير مفهوم المواطنة. والتبديد هذا إنّما طاب للحكّام فاستغلّوه كي يحرفوا النظر عن الفشل السياسيّ والاجتماعيّ الذي حصدوه. ذاك أنّ منطقة المشرق العربيّ عاشت ما بين نموذجين للدولة وسلطتها: إمّا دولة شرسة تحمي الأقليّات لكنّها تراكم التناقضات التحتيّة المكبوتة، حتّى إذا انفجرت انفجرت في وجه الجميع، ودفع الأضعف كلفتها الأكبر. فكيف وأنّ هذه الدولة الفائضة المركزيّة، والقوميّة، والناهضة على اقتصاد أوامريّ، تضرب اللغات الأجنبيّة والتعليم والتجارة، أي كلّ ما يهيض جناح الأقليّات. أو نموذج التفتّت الساطع والتحرّر التامّ من الدولة والقانون ممّا يشكّل العراق الراهن أبرز مسارحه. وقصارى القول إنّه العفن الشامل الذي يضرب كلّ مرتكزات وجودنا الاجتماعيّ، جاعلاً من معاداة الأقليّات ظاهرة تشبه اللاساميّة الأوروبيّة في وجه واحد على الأقلّ، أي الصعود من القاع الاجتماعيّ إلى الأعلى السلطويّ. فمعروف أنّ الملوك الأوروبيّين كانوا أشدّ رأفة باليهود، كما كانوا أحياناً يحمونهم من غضب «الجماهير» المحبطة والتالفة. و«جماهيرنا» المصابة بالإحباط والتلف، بعد ما عانته على أيدي العروبة والإسلام السياسيّ والتسلّط والبرامج النضاليّة التي لا يتعب أحدها حتّى يصعد نظير له...، مستعدّة لارتكاب كلّ الكبائر.

 

متى يخرج لبنان من عنق الزجاجة؟

باسم الجسر/المصدر الشرق الاوسط

«جبهة مقاومة الشعوب للمشروع الأميركي - الصهيوني»؟! أم «حلف إيراني – تركي - سوري»؟! أم «إمبراطورية فارسية - شيعية من الخليج إلى البحر المتوسط؟! ما همت التسمية. فالغاية واحدة والبعد واضح والهدف لا يحتاج إلى دليل. إما الاستراتيجية والتكتيك والمناورات والمعارك الجانبية، فإنها لم تعد خافية على أحد. لا على الدول الغربية، ولا على الدول العربية، ولا على الشعب اللبناني السيئ الحظ، الذي ما كاد ينجو من حرب أهلية كادت تدمر وطنه، ومن «وصاية «سورية مرة المذاق، حتى وقع، مرة أخرى، ضحية المشاريع والنزاعات التي تمزق الشرق الأوسط، وبات معلقا بخيوط الهواء ومرهون الاستقرار والاستقلال، بتوازنات القوى بين الدول الكبرى والدول الفاعلة في المنطقة. لقد كتب الكثير عن زيارة الرئيس الإيراني للبنان، والخطب والتصريحات المزدوجة – كي لا نقول المتناقضة - التي ألقاها في قصر بعبدا والسراي الحكومي، وأمام جماهير حزب الله في الضاحية والجنوب. هنا لغة رئيس دولة يزور رئيس دولة، وهناك لغة رئيس حزب وزعيم مقاومة. هنا كلام يؤسس لعلاقات بين دولتين سيدتين مستقلتين، وهناك كلام خارج عن مفاهيم العلاقات في المجتمع الدولي الحديث. لم يكن بإمكان الرئيس الإيراني تجاهل استقلال الدولة اللبنانية.. ولكن هل كان بإمكانه «تخييب ظن» مقاومي حزب يموله ويسلحه، «لتحرير فلسطين بكاملها»، والأرجح لغايات «تمهيدية «أخرى..

الغريب هو أن وتيرة التوتر السياسي في لبنان، خفت قليلا بعد زيارة الرئيس الإيراني للبنان. فأرجأ مجلس الوزراء البت في قضية ما يسمى بـ«شهود الزور»، وقيل من أجل العثور على مخرج لأزمة الشهود -المحكمة. والتقى الرئيس السوري بالعاهل السعودي وكان الشأن اللبناني في صلب مباحثاتهما، مع أنه ليس بسر أن نظرة دمشق إلى لبنان وموقفها من القوى السياسية فيه، يختلف عن موقف الرياض. والسؤال هو: هل كان لمعادلة (س - س) تأثير على «الرواق» الذي شهده المسرح السياسي اللبناني لبضعة أيام؟ أم أن ردة الفعل القوية والصريحة التي أعلنت عنها واشنطن وباريس ولندن وحتى موسكو، أي تمسكها بسيادة لبنان واستقلاله وبالمحكمة الدولية، هو ما ألقى بماء بارد على الصفيح السياسي الحامي في لبنان؟ ولماذا، إذن، عاد رئيس الحكومة السورية إلى النفخ على جمر الأزمة بتصريحه الأخير؟

إن مواقف الدول الكبرى من لبنان باتت واضحة وصريحة ومحددة. كذلك هو موقف الدول العربية عموما وفي مقدمتها السعودية ومصر. ولكن الموقف «المحير» فهو السوري؛ فبالرغم من كل الخطوات الانفتاحية والتصالحية والايجابية التي قام بها الرئيس سعد الحريري، وكانت ذروتها تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، فإن دمشق ردت على هذه المبادرات الإيجابية، بأكثر من موقف «غير ودي» ونعني: مهاجمة المحكمة الدولية، وإصدار مذكرات «قضائية» بجلب شخصيات لبنانية سياسية وبرلمانية وإعلامية من فريق 14 آذار، وليس أقلها تصريح رئيس الحكومة السورية الذي يصف فيه فريق 14 آذار بالكرتوني؟

لا أحد يدري كيف سيخرج لبنان والحكم اللبناني من عنق الزجاجة الذي حشر فيه، ومتى؟ هل بتأجيل إصدار القرار الظني لعدة أشهر (يطرأ خلالها ما من شأنه نزع فتيل الاحتقان السياسي - المذهبي في لبنان)؟ أم بتفاهم بين الرئيس الحريري والأمين العام لحزب الله على سيناريو مشترك لمجابهة القرار الاتهامي.. أيا كانت وجهة الاتهام أو الأدلة الثبوتية فيه؟ أم «بتنفيس» الأزمة تدريجيا، على يد المحقق الدولي أو المحكمة، لعجزهما عن العثور على أدلة ثبوتية قاطعة تحصر الاتهام بشخص أو فريق أو أجهزة معينة؟ يبقى أن استمرار تعلق «مصير لبنان»، بهذا الشكل العضوي والمباشر بميزان حرارة العلاقات الأميركية – السورية - الإيرانية وعملية السلام بين إسرائيل والعرب، بات كابوسا معلقا فوق رأس اللبنانيين، مع طلوع كل فجر وغياب كل شمس. وهو أمر لا يطاق ولا يجوز أن يستمر. ولكن ماذا بإمكان المواطنين اللبنانيين أن يفعلوا ليحرروا أنفسهم ووطنهم من شرارات النزاعات في المنطقة وعلى المنطقة؟ ولكي لا يفقدوا ثقتهم بالدولة ومؤسساتها؟ او ليتجنبوا «الفتنة» او حربا أهلية طائفية ومذهبية جديدة، او عدوانا إسرائيليا مدمرا؟! لو لم يكن في يد حزب الله سلاح يفوق - حسب قول الجميع - أسلحة الدولة، لما احتل وسط بيروت وقام في7 أيار واجتاح صالون الشرف في مطار بيروت.. بل لكانت الأكثرية النيابية انتخبت رئيسا للجمهورية عام 2009، وألفت حكومة منسجمة. واكتفى حلف حزب الله – أمل - عون، بدور المعارضة البرلمانية الديمقراطية، كما ينص الدستور، بانتظار الانتخابات النيابية القادمة. ولكن من يقنع حزب الله بالتخلي عن سلاحه، بل عن «دولته»؟! من يقنع إيران بالتخلي عن حزب الله وصواريخه؟ من يقنع الحكم السوري بالقبول بحق لبنان في الخروج عن طاعته.. أو ممارسة حقه في السيادة والاستقلال؟ في انتظار القرار الاتهامي وحكم المحكمة الدولية ونهاية المجابهة الأميركية - الإيرانية، وتحسن العلاقات السورية - الأميركية، ومصير المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، ليس أمام اللبنانيين سوى الانتظار والصبر والدعاء لله بأن يلطف بهم وببلدهم.

 

استعادة الحضور في الإدارات العامة خطوة نحو استرجاع الدور والتأثير

موسم عودة المسيحيين إلى الدولة: توافق الأحزاب برعاية الكنيسة

 دنيز عطا الله حداد / السفير

من المرات النادرة تلتقي الكنيسة مع سائر الاحزاب المسيحية على فكرة جامعة: حان موسم عودة المسيحيين الى الدولة. عودة ليس فقط من باب المشاركة السياسية. فهذه بدأت خجولة بعد انتخابات العام 1996 لكنها تكرست منذ العام 2005. انها عودة الى القطاع العام والادارة وبالتالي إعادة الارتباط العضوي بالبلد.

كانت المبادرة كنسية. قالها «الارشاد الرسولي»: «لا يجوز للعلمانيين التخلي عن المشاركة في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية والادارية والثقافية المتعددة الاشكال والتي تهدف الى تعزيز الخير العام عضوياً ومن خلال المؤسسات». كرر ذلك «مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك» و«المجمع البطريركي الماروني» كل بأسلوبه.

وكانت الترجمة عبر فريق ينشط على مساعدة الشباب في تلمس كيفية النجاح في امتحانات الوظائف العامة من خلال دورات تدريبية. لم يكن هذا بالاختراع. سبقهم اليها كل من «تيار المستقبل» و«حزب الله» و«امل».

في المقابل، كانت «الرابطة المارونية» تطلق الصرخة: أيها الشباب عودوا الى الدولة فهي مفتاح ارتباطكم بأرضكم ونجاحكم ومستقبلكم. وقامت الرابطة بجهد كبير في هذا المجال، من دون إعلان أو تبجح أو استعراض. ففي قناعة رئيسها ومجلسها التنفيذي «ان العمل بصمت أكثر جدوى وفاعلية». ولولا إصرار المعنيين على العمل في الظل، لأمكن رواية الكثير من التفاصيل حول أعمال الرابطة على أكثر من صعيد، خصوصا لجهة التشجيع على الانخراط في الشأن العام والحرص على العيش المشترك والحد من بيع الأراضي على «خلفية الحفاظ على لبنان ودوره ورسالته في محيطه». وعلى خط مواز، كان «التيار الوطني الحر» يلاحق إعلانات المباريات في الوظائف العامة وينشئ مركزا لتنسيق عمل الوزارات ويعد دورات تدريبية للراغبين بالتقدم الى الوظائف. وكانت «القوات اللبنانية» تنهي كل محاضرة في التنشئة بتشجيع الحاضرين على الانخراط بالشأن العام والإقبال على الوظيفة العامة.

وتعاون «تيار المردة» مع متخصصين لتدريب كوادره وإعدادهم وواصل تشجيع مناصريه على الدخول في السلك الوظيفي، وهو على أي حال لم ينقطع يوما، على عكس المسيحيين الآخرين، عن المطالبة بـ«حصته» من الحضور والوظائف.

تقاطعت كل هذه الرغبات لتلتقي تحت مظلة الكنيسة التي خصصت من يتفرغ لمتابعتها بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة.

ارتاحت «الاحزاب» من إعداد الشباب وتحضيرهم. تركت لإحدى مؤسسات الكنيسة ان تقوم بذلك. وهي تفعل بجهد كبير ومتابعة حثيثة.

ففي الدولة، نحو عشرين الف وظيفة في الإدارات المدنية وما بين 75 الى 80 الفاً في القطاعات العسكرية والأمنية. والشغور فيها ليس قليلا ومرشحا الى التزايد في السنوات الخمس المقبلة. ازداد إقبال الشبان المسيحيين لكنه بقي أقل من الطموح. يعزو النائب ألان عون ذلك الى «مسار عشرين سنة من الإقصاء حيث اختل الحضور المتوازن في إدارات الدولة لمصلحة المحاصصة على حساب المسيحيين. وباتت الوظائف مدخلا لتعزيز الزعامات السياسية. فقد المسيحيون ثقتهم بالدولة. لكنهم منذ 2005 يستعيدون حضورهم نسبيا والموضوع يحتاج الى مجموعة عوامل». وتشجيعا على الانخراط في الوظيفة العامة، أقام «التيار الوطني الحر» مركز تنسيق عمل الوزارات. يتحدث رئيس المركز هنري عطالله بحماسة عن الخطوات الاولى التي رافقت إنشاءه والتي «كانت نابعة من حاجة أساسية لاستعادة التوازن على المستوى الوطني». ويشير الى «التراجع الكبير في الحضور المسيحي في وظائف الفئة الثالثة. وان مهمتنا هي في تثقيف ماهية القطاع العام ومدى ارتباط ذلك بالتجذر بأرضنا والتمسك بحضورنا». كما يحضر المركز بحسب عطالله «دراسة حول وضع المسيحيين في الادارة، ويلاحق إعلانات مباراة مجلس الخدمة المدنية ويبقى على تواصل مع هيئات التيار المناطقية لتبادل المعلومات عبر الاتصال بالشباب الكفوئين أو تلقي اتصالاتهم ومراجعاتهم».

أوسع من متابعات «التيار» والاحزاب مجتمعة طالبت الكنيسة عددا من المعنيين بوضع استراتيجية لاعادة المسيحيين الى الالتزام بالدولة في الوظيفة والممارسة.

وضعت الدراسات. عالجت الموضوع من جوانبه المختلفة. من تهميش الوجود عبر الغياب الى النظرة الاقتصادية التكاملية أي مفاعيل الدورة الاقتصادية وتضاعف القدرة الشرائية داخل المجتمع وتأثيرها على الاقتصاد ككل. الى معنى القطاع العام وأهميته عند المسيحيين وسلبيات عدم المشاركة في الوظيفة العامة. وخلصت الى تقديم حوافز العمل في القطاع العام ومنها «الثبات والاستقرار. زيادة بقيمة درجة كل سنتين. الترقي وإسناد مراكز هامة. تسهيلات من المصارف والمؤسسات. الضمانات الصحية والاجتماعية ومنح التعليم ومعاش تقاعدي. الحد من الهجرة. تأكيد المشاركة...». وتملك اليوم جهات مارونية فاعلة، تعمل من دون صخب، جداول مفصلة بكل موظفي الدولة بحسب انتمائهم الطائفي وبيان الشواغر حسب الفئات. كما تملك «داتا» لكل الموظفين ولمؤهلاتهم ومراكزهم وتواريخ تقاعدهم. وهي تسخر كل ذلك، بمساعدة كل الاطراف على تحفيز الدخول الى القطاع العام. «فهو يقوي شعور الانتماء والابتعاد عن الغربة النفسية والهجرة الاستنزافية». أيها الشباب المسيحيون الى الدولة من جديد. «فالدولة الديموقراطية هي مؤسسة ذات طابع اداري وان مفهوم المبدأ الدستوري باحترام مقتضيات الوفاق الوطني في مختلف أوجه الحياة العامة يتطلب المحافظة على التوازن في عدد موظفي الادارات العامة وتوزيعها على هذه الادارات»، بحسب احدى الدراسات المارونية.

 

اسرائيل تكشف عن عميل مزدوج لحزب الله

وكالات/اعتبر رئيس أركان الجيش الاسرائيلي غابي اشكنازي أن مواصلة التعاظم العسكري لحزب الله يضع المنطقة في وضع أمني معقد, على الرغم من الهدوء النسبي الذي تشهده المناطق الحدودية لاسرائيل. وجاء حديث اشكنازي في وقت قرر الجيش الاسرائيلي نقل معدات عسكرية من الجنوب الى منطقة الشمال للتعرف على المنطقة عن كثب والتدريب على سيناريو احتلال منطقة, حيث بدأت هذه الوحدات تدريبات نوعية تستمر مدة أسبوع, تستخدم فيها معدات جديدة ترافقها وحدة كلاب. ولم يتجاهل اشكنازي الملف الايراني ومخاطره على اسرائيل في اثناء حضورة الجمعة الى بلدة "المجادل" حيث أعلن أن اسرائيل تتعامل بجدية مع التهديدات الايرانية بابادة الدولة العبرية. وفي ما اعتبر اشكنازي أن تعزيز علاقات سوريا مع ما أسماها الكتلة الراديكالية يسهم في تعقيد الوضع الامني على الحدود الشمالية, ارتفعت الاصوات محذرة سوريا مواصلة دعمها لحزب الله وتصدرت علاقة سوريا بحزب الله أبحاث الجيش الاسرائيلي لصور عملية "أنصارية" التي سبق وكشف عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل شهرين , وأعلن الجيش ان سوريا كانت زودت حزب الله بالبنية التحتية لمراقبة الطائرات الاستخبارتية من دون طيار, وكشفت اللجنة العسكرية أن عميلاً مزدوجاً ساعد حزب الله على التقاط صور الطائرات الاسرائيلية وتنفيذ العملية بقتل 12 جندياً اسرائيليا".

 

تراجع التواصل بين سليمان ودمشق

الأخبار/ ذكرت صحيفة الاخبار أن موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان، من مسألتي الحوار وملف الشهود الزور قد ترك انعكاسات سلبية على علاقته بدمشق، وخصوصاً أنّ في دمشق من بات مقتنعاً بأن سليمان لا يريد أن يكون إلا طرفاً قريباً جداً من فريق 14 آذار، لا العكس أبداً.

وتحدّث زوّار العاصمة السورية عن تراجع حاد في التواصل بين القيادة السورية ورئيس الجمهورية، وأن ما بقي من علاقات يجري بصورة باردة جداً.

 

باريس تدعو عون لزيارتها

 الحياة/نقلت صحيفة الحياة عن مصادر مطلعة في بيروت وباريس أن العاصمة الفرنسية تستعد لاستقبال رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون منتصف الشهر الحالي، وسيلتقيه الرئيس نيكولا ساركوزي. وكان ساركوزي أثار موضوع دعوة عون مع الرئيس ميشال سلمان خلال قمة مونترو الفرنكوفونية واستمزجه رأيه فيها وكان رد سليمان أن لا مانع.

وذكرت المصادر أن ساركوزي أثار احتمال زيارة عون لفرنسا، مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال زيارة الأخير لباريس.

وأبدى ساركوزياستعداده لاستقبال الجميع ومن بينهم رئيس الهيئة التنفيذية لـ القوات اللبنانية سمير جعجع.ويتوقع أن يستقبل الرئيس الفرنسي جعجع بعد زيارة عون.

 

مسار الزور (3)

محمد سلام، لبنان الآن

"حمار" يقتل الحريري:

وقتل الحريري بتفجير سيارة فان مفخخة بما لا يقل عن ألف كيلوغرام من المتفجرات بموكبه في منطقة السان جورج في 14 شباط العام 2005.

قتل من ضمن مسار الرد على القرار الدولي الرقم 1559 الذي كان قد استهدف الوزير مروان حمادة قبل أربعة أشهر.

قتل الحريري مع أنه لم يكن قد تبنى بالمطلق مبدأ مواجهة التمديد للرئيس لحود. ترك الحرية لكتلته النيابية، فمنها من قاطع جلسة التمديد ومنها من "مدد".

الحريري، رحمه الله، بقي تسوويا-تصالحيا حتى النفس الأخير. ومع ذلك قتل. لماذا؟

لأنه كان يرفض حقيقة أن البلد يدار على قاعدة "ع-ع".

وما هي قاعدة "ع-ع"؟

هي حتما ليست عرب-عرب كما قد يتبادر للبعض. فالشهيد كان عربيا حتى نخاع العظم، وما كانت العروبة لتقتله. كان لبنانيا أيضا حتى نخاع العظم، فلم يقبل أن يكون زعيما لطائفة، بل زعيما لوطن.

صيغة "ع-ع" التي رفض الحريري الاقتناع بأنها أساس حكم البلد تختصر مفردتين: "عبد أو عدو".

الحريري لم يكن عبدا، ولم يكن يرى نفسه عدوا. ولكن أهل الصيغة أصروا على أنه "عدو" لأنه لم يقبل أن يكون عبدا، على الرغم من كل التنازلات التي قدمها، والتسويات التي قبل بها.

مدير عام الأمن العام إذ ذاك اللواء جميل السيد ذكر في مقابلة مع الزميل غسان شربل نشرتها صحيفة "الحياة" بتاريخ الخامس من تموز العام 2005 ما حرفيته: "... أقول إن منفذ الجريمة إما حمار وإما آينشتاين. فلتبحث لجنة التحقيق في كل الاحتمالات: التيارات الأصولية، الأجهزة والحكم اللبناني، سوريا، إسرائيل ... ألخ".

وردا على سؤال الزميل شربل: هل يمكن مثلا أن يكون آينشتاين استخدم الحمار للتنفيذ؟ قال اللواء السيد: "هذا كله في التحليل وليس في التحقيق. في التحليل قد تصيب أو تخطئ، أما في التحقيق فتضع إصبعك على الجرح أو لا تضع، والتحليل ممنوع في التحقيق. الرئيس الحريري ليس شخصا عاديا. التعرض له لا يقاس بمقاييس الساحة اللبنانية. من يريد التعرض لرفيق الحريري ألا يعرف أن رد الفعل سيتجاوز الغضب إلى الجنون لدى فرنسا والسعودية".

استعرت صفة الحمار من تحليل اللواء السيد. أما تبني مبدأ وصف من نفذ الاغتيال بالحمار فهو استنتاجي انطلاقا من قناعاتي التحليلية للمنشور من المعلومات.

*- تقنيا

-شحنة الألف كيلوغرام، أو ما يزيد، ذات العصف الموجه هي من نفس مدرسة وعائلة شحنة العصف الموجه التي قتلت الرئيس معوض، ومن نفس عائلة شحنة العصف الموجه التي قتلت الوزير حبيقة.

-شحنة الألف كيلوغرام، أو أكثر، ذات العصف الموجه هي الأكبر حجما في تاريخ الاغتيالات السياسية اللبنانية.

-شحنة الألف كيلوغرام، أو أكثر، ذات العصف الموجه تحمل بصمة سلطة، لا بصمة تنظيم إرهابي سري ولا بصمة عدو. لماذا؟

-لأن التنظيم الإرهابي السري، كما العدو، ينفذ جرائمه في بيئة معادية له. لذلك يحرص على أن يكون خفيفا، سريع الحركة، وغير منظور. لذلك نجد أن جميع جرائم التفجير التي نفذها العدو الإسرائيلي في بلدنا تمت على قاعدة استخدام أقل كمية ممكنة من المتفجرات، كي يسهل للعميل التحرك بها. مثلا: ما حجم العبوة التي قتلت الشهيد العوالي؟ ما حجم العبوة التي قتلت الأخوين مجذوب؟ ما حجم العبوة التي استخدمها المقبور العميل الحلاق لاستهداف شقيق عماد مغنية؟ ما هي أحجام العبوات التي ذكر أن أحد العملاء كان يوزعها في حقائب كي تستخدم لاحقا في تفجيرات؟ القاسم المشترك أنه لا يوجد بين كل تلك العبوات ما يزيد حجمه عن 10 بالمائة في عبوة الألف كيلوغرام أو أكثر.

ذكرت في مقالاتي وندواتي أن من يتجول بألف كيلوغرام من المتفجرات هو "كمن يجر الجمل في ساحة البرج. يستحيل أن يوجد في الساحة من لا يراه".

بل ذكرت أكثر من ذلك: لنفترض أن سائق الميتسوبيشي تعرض لحادث سير أثناء انتقاله إلى مسرح الجريمة أو إلى محطة الانتظار الآمن قبل تنفيذ الجريمة. فماذا يفعل؟ يترك السيارة ويهرب؟ هذا سخف. هذا لا يمكن أن يكون ضمن خطة. لذلك، فإن من خطط كان يضمن وجود غطاء قادر على تحييد نتائج كل ما يطرأ من حوادث تصيب السيارة المفخخة قبل التنفيذ. كان يضمن وجود من هو قادر على منع دورية شرطة من التحقيق في الحادث مثلا. كان يضمن وجود من هو قادر على منع خبير قانوني من التحقيق في الحادث، مثلا. كان يضمن وجود من هو قادر على التحكم بمسار سيارة إسعاف إذا أخلت سائق الميتسوبيشي الجريح نتيجة الحادث مثلا. بل كان أيضا يضمن وجود من هو قادر على منع تسجيل حادث السير من أساسه في محضر رسمي، كي لا يصل إلى النيابة العامة ... مثلا.

السؤال هو:

-هل يستطيع التنظيم الإرهابي السري أن يضمن كل ما سلف؟

-هل يستطيع العدو الإسرائيلي أن يضمن كل ما سلف، مثلا؟

لذلك استنتجت تحليلا أن الذي قتل الرئيس الشهيد هو حمار وليس آينشتاين إطلاقا، ولا يقارب آينشتاين لا في الذكاء ولا في الانتساب إلى اليهودية.

تساءلت في كتاباتي وندواتي:

-هل يستطيع تنظيم سري إرهابي أو أي عدو معلن أن يؤمن العدد الضروري والكافي من العملاء لتغطية فقط حقبة المراقبة التنفيذية –لا أتحدث عن مرحلة ما قبل تنفيذ الجريمة أي الإستطلاع الأولي والإعداد والتفخيخ- مع ما يتطلبه ذلك من تغطية ثلاث طرق على الأقل منذ لحظة انطلاق الموكب من ساحة النجمة حتى سلوكه الممر الإلزامي النهائي، حيث يفترض أن يتم التفجير؟ هذه المهمة تحتاج إلى عدد كبير جدا من العناصر البشرية، كما تحتاج إلى قاعدة اتصال ثابتة تؤمن التواصل بين جميع فرق المراقبة، والموقف الآمن للسيارة المفخخة، كما تحتاج إلى "مرشد" للسائق الانتحاري، وتحتاج أيضا إلى وسيلتي تفجير مستقلتين، إحداهما مع "الانتحاري" على افتراض أنه (أي الانتحاري) مقتنع بالمهمة ويريد تنفيذها، وهذه تكون وسيلة تفجير يدوي، ووسيلة تفجير ثانية لاسلكية مع شخص خارج الآلية المفخخة ويشرف بصريا على مسرح التنفيذ كي يتولى التفجير إذا عجز السائق، أو تراجع.

 

حتمية اللجوء إلى جهاز تفجير لاسلكي –أي عن بعد- أيضا تدخلنا في تساؤل آخر:

 

-هل يستطيع أي تنظيم إرهابي سرّي أو أي عدو اعتماد تفجير لاسلكي لاستهداف موكب الرئيس الحريري مع ما يحمي الموكب من جهاز متعدد الترددات يفجر أي عبوة لاسلكية قبل الوصول إليها؟

=لا يستطيع القيام بمهمة تفجير لاسلكي لموكب الرئيس الشهيد إلا من كان قادرا على معرفة ترددات جهاز الحماية الذي كان يؤمن الطريق الآمن للموكب. تماما كما ذلك الشخص الذي فجر سيارة اغتيال حبيقة في مثلث القصر الجمهوري المحمي بترددات تفجر لاسلكيا أي عبوة ضمن تردداتها.

-قد يتمكن الموساد الإسرائيلي من الحصول على ترددات جهاز حماية موكب الحريري، وهو بذلك يؤمن شرطا ضروريا لتنفيذ القتل ولكنه ليس كافيا، إذ ينقصه تأمين بقية مستلزمات المهمة على الأرض "الممسوكة" بأجهزة أمن تسحب الرجل من سرير زوجته؟

لكل ذلك استنتجت، تحليلا، أن الذي قتل الرئيس الشهيد هو حمار ولا يمت لذكاء آينشتاين بصلة.

بعد الجريمة بساعات، تم نقل، أو البدء بنقل، السيارات المتضررة من ساحة الجريمة، ما استدعى تدخلا من وزير الداخلية سليمان فرنجية شخصيا لوقف ذلك العمل "المشبوه".

تذكرت وأنا أقوم بعملي الصحافي مشهد الجرافات تنظف مسرح اغتيال الرئيس معوض، وتذكرت "شطف" مسرح اغتيال الوزير حبيقة، وتذكرت ... وتذكرت ... وتذكرت. وتساءلت:

-هل يستطيع تنظيم إرهابي سري أو العدو الإسرائيلي أن يؤمن تنظيف مسرح الجريمة؟

-هل "أبو عدس" هو صاحب سلطة تمكنه من إصدار الأمر بتنظيف مسرح الجريمة؟

-هل العدو الإسرائيلي هو صاحب السلطة في البلد "الممسوك" جيدا كي يأمر بتنظيف مسرح الجريمة؟

لذلك استنتجت بأن الذي قتل الرئيس الحريري وأمر بالتلاعب بمسرح الجريمة هو "بغل" بامتياز، ولا يمت لآينشتاين بصلة، تحديدا في الذكاء.

بعد الجريمة ظهر شريط "أبو عدس". تُرك في شجرة، تسلّمه مراسل صحافي، وتم بث محتوياته تلفزيونيا.

-تذكرت شريط الفيديو الذي تضمن مشهد الرهينة الأميركي تيري أندرسون في ثمانينات القرن الماضي، والذي سلّمه في دمشق لمراسل وكالة أسوشيتد برس، "إعلامي" لبناني ما زال حتى اللحظة عضوا في "سلطة" إعلامية لبنانية، مع أنه قام بدور ملتبس بين خاطف ووسيلة إعلام ... ولم يخضع لأي تحقيق ... بل ربما حصل على مكافأة.

بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد قال موظف رفيع لزميله الوزير-الموظف: أنصحك أن تصطحب مندوبي الإعلام الذين ينتظرون خارج مكتبك إلى موقع الانفجار، فتقرأ استقالتك من هناك أمام عدسات المصورين"

رد الوزير-الموظف: لقد تم استدعاؤنا إلى اجتماع مهم الآن في ... نتابع الحديث بعد عودتي".

بعد عودة الموظف-الوزير من ذلك الاجتماع، قال لزميله الموظف الرفيع: "قال لنا ... إن السّنة آخر مرة تظاهروا يوم مات عبد الناصر. كلها كام يوم بيحدّوا وبيعزّوا ... وبيرجعوا على أشغالهم، وكل شي بيرجع طبيعي".

وأضاف الموظف-الوزير لزميله الموظف الرفيع: "ما في داعي للإستقالة. كلها كام يوم وبتخلص الحفلة".

-لذلك اقتنعت أن الذي قتل الرئيس الشهيد هو حمار ولا يمت لآينشتاين بصلة، تحديدا في الذكاء. فقد أعطى الحريري بقتله ما لم يكن يريده في حياته، وهو أن يكون زعيم السّنة، كما أخطأ في احتساب رد فعل الطائفة السنية، ربما لأنه كان "مقتنعا" أنها دخلت حقبة (ع) أي عبيد، بعدما قتل كل "أعدائه" السّنة.

في الحقيقة، القاتل، بتقديري التحليلي، هو حمار "دوبل". فشل في ارتكاب جريمة كاملة، فانتقل إلى ما هو أسوأ، أي إلى رفض العدالة لأنه اقتنع أنها ستكشف جريمته.

لحسن الحظ، حظ شعب العدالة، مسار الزور تلوّث منذ انطلاقه بـالحمرنة الجرمية ... وانتقل الآن، نتيجة خسارته وتخلفه، إلى ما هو أشد خطورة وأكثر وقاحة.

دخل مسار الزور حلقة الدم مجددا، ويستعد لقتل كل من يريد الحقيقة والعدالة.

الزور يتناسل ذاتيا ويتحول إلى ... "قضية" تقتل الضحية.

الزور يستخدم المحكمة الدولية عنوانا فقط كي يعمي بصيرة الخائفين من بطشه عن هدفه الحقيقي وهو ... قتل كل من يؤمن باتفاق الطائف، لأن الطائف ينص على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ولأن الطائف يريد العودة إلى اتفاق الهدنة مع إسرائيل الموقع في العام 1949، ولأن الطائف لا يترك مساحة ... للعصابات المسلحة.

 

عون: نحتاج الى القوة للتغيير والإصلاح.. والمستقلون "حزب بلا أفكار"

الجمعة 5 تشرين الثاني 2010

اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان "لبنان بلد منهوب"، وأضاف: "نحن نحتاج الى القوة من أجل التغيير والإصلاح، ونحن بتنا قوة على مساحة الوطن وفرضنا نفسنا، لكننا لسنا أكثرية بعد".عون، وخلال استقباله طلاب كلية الهندسة في الجامعة اليسوعية، توجه اليهم بالقول: "نحن لسنا "صحبة" مع الجامعة اليسوعية، فهم يحاولون عزلكم عن مجتمعكم ويريدون إبقاءكم أفراداً لذلك يمنعون عنكم المحاضرات السياسية"، معتبراً ان في جامعة اليسوعية "كل مين إيدو إلو".

وإذ وصف المستقلين بأنهم "حزب بلا أفكار"، أضاف عون في هذا السياق: "المستقل هو مدعي، ويظن نفسه محور العالم لكنه لا يستطيع فعل شيء، إذ ان الإنسان لا يجب ان يكون بلا رأي أو إلتزام".

 

هل يهرب حزب الله من القرار الظني ويشعل حربا مع إسرائيل؟

السبت 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010

بيروت- "لشفاف"- خاص

اعربت مصادر لبنانية مطلعة عن اعتقادها بأن حزب الله سوف يلجأ الى افتعال حرب مع إسرائيل في الفترة القريبة المقبلة بعد أن أسقط في يده داخليا نتيجة صمود قوى الرابع عشر من آذار ورئيس الحكومة سعد الحريري وإعلان رفضهما المطلق التنازل عن المحكمة الدولية او إعلان عدم الاعتراف بالقرار الظني في حال إتهم عناصر من حزب الله بالتورط في جريمة إغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الارز.

وأضافت المصادر ان إسرائيل وبعد إنتهاء حرب تموز العام 2006 بدأت تعد العدة للمواجهة المرتقبة، مشيرة الى سيناريوهات متبادلة للحرب بين حزب الله وإسرائيل.

جنوب لبنان "أرض محروقة"

واعتبرت المصادر ان نظرة حزب الله وإسرائيل تطابقتا بشأن النتائج التي ستترتب على هذه الحرب. فإسرائيل ستعتمد إسرائيل سياسة "الارض المحروقة" في الجنوب عبر توجيه ضربات صاعقة لقواعد حزب الله ومستودعاته الصاروخية فضلا عن الاماكن السكنية التي تعتبرها إسرائيل ملاذات آمنة لعناصر حزب الله، او ما تصطلح إسرائيل على وصفه، بـ"إستخدام المدنيين دروعا بشرية"، بحيث ان اسرائيل لن تعتبر هذا الامر عائقا امام هجماتها.

من جهتها، تعتقد مصادر في حزب الله ان الساعات الاولى للمعارك سوف تؤدي الى سقوط ما يقارب 25000 قتيل لبناني.

وتضيف ان الجنوب حتى خط نهر الليطاني سيكون ارضا محروقة يصعب العودة اليها، أو أن العودة لن تكون متاحة إذا كانت على شكل الوضع الحالي. وان سياسة "الارض المحروقة" ستتضاءل تدريجيا الى حدود "إقليم الخروب" و"الشوف"، بحيث تشكل المناطق ذات الغالبية الدرزية الحد الفاصل مع الحرائق.

الحزب يحتل "سوليدير"

وفي سياق متصل تشير مصادر أمنية لبنانية الى ان النزوح الشيعي من الجنوب سيكون في اتجاه العاصمة بحيث سيتركز في منقطة "السوليدير" وجوارها، وان مسلحي حزب الله سينتشرون في العاصمة ومؤسساتها الرسمية بحيث يُخضعون هذه المؤسسات ومن خلفها الدولة اللبنانية لسيطرتهم التامة إداريا وسياسيا.

وتضيف المصادر ان المسيحيين في قوى الرابع عشر من آذار إذ استشعروا الاخطار الداهمة على البلاد، وتعنّت حزب الله، اطلقوا أمس السبت نداءهم من الصرح البطريركي، ما يشير الى ان البطريرك صفير موافق على مضمون النداء وهو اعطاه بركته كما منحها للحاضرين، معطيا زخما لإعادة إطلاق "دينامية آذارية" أشار الحضور الى ان "نداء المطارنة الموارنة عام 2000" هو ركيزتها الاساسية. وكما شكّل نداء المطارنة، في حينه، نقطة الانطلاق للمطالبة بانسحاب الجيش السوري من لبنان، فإن اللقاء المسيحي في بكركي سيشكل الامتداد الطبيعي للنداء من اجل إخراج النفوذ الايراني من لبنان.

من جهة ثانية، اعتبرت مصادر لبنانية ان القرار الاتهامي، إذا صدر ولم يتهم عناصر من حزب الله بالتورط في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، سيكون عندها "قرارا مسيسا"، مشيرة الى ان الحزب ومنذ الاعلان عن تشكيل محكمة دولية لم يألو جهدا في محاولاته ضرب صدقية المحكمة ولم يتوقف عن السعي لتعطيلها وصولا الى المطالبة جهرا بالغائها.

 

مقاطعة الحوار خطيئة تتحمّل مسؤوليتها المعارضة

الصراع الإقليمي ــ الدولي يُهيئ لثورة 1958 جديدة

اتخذ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قراراً وطنياً حاسماً بعقد جلسة الحوار الوطني بمن حضر، ومحدداً موعداً لجلسة لاحقة تعقد قبل 22 تشرين الثاني. كان يمكن ان يؤدي الرضوخ لارادة قيادات 8 آذار المقاطعة الى مزيد من الانقسام السياسي الذي يمكن ان يؤدي الى تعطيل طاولة الحوار وبالتالي دفع الخلاف الحاصل حول مسائل مصيرية كالاستراتيجية الدفاعية وما تستتبع من توافقات حول حل الاشكالية الكبرى القائمة في موضوع ثنائية سلاح الجيش والمقاومة الى الطريق المسدود.

ارتكبت قيادات رئيسية في قوى 8 آذار خطأ استراتيجيا من خلال قرارها بمقاطعة جلسة الحوار الوطني، حيث خلطت اوراق اللعبة السياسية على مستويين مختلفين في الاهداف، وفي الوظيفة، وفي المنهجية، وفي الادوار الوطنية المرجوّة من كل منهما. خلطت هذه القيادات ما بين دور الحكومة في تسيير شؤون الحكم، وتحقيق الاهداف التي حددها البيان الوزاري للحكومة، حيث يمكن للقوى السياسية المشاركة فيها ان تتصرف سياسياً بحرية كاملة تسمح لها بالموافقة او برفض القرارات التي يتخذها مجلس الوزراء، كما تسمح لها بالاستقالة اوالمقاطعة تعبيراً عن احتجاجها على طريقة تسيير شؤون الحكم. لا يمكن ان تترتب على اية مواقف سلبية، ولو ادت الى استقالة الحكومة الى نتائج دراماتيكية، وذلك انطلاقاً من المرونة التي تؤمنها مواد الدستور واللعبة السياسية البرلمانية، حيث يمكن البدء بالبحث في تشكيل حكومة بديلة منذ الساعة الاولى لاعلان استقالة الحكومة، بما يعتبر بأنه جزء اساسي من تعاقب الحكومات في نظام ديموقراطي برلماني.

بينما تعتبر المقاطعة لطاولة الحوار بمثابة خطوة خطيرة على طريق تكريس الخلاف السياسي حول مواضيع حيوية تتعلق بتجديد العقد الاجتماعي بين اللبنانيين وبتدعيم قاعدة التوافق، حول قضايا مصيرية، يمكن ان تهدد ميثاق العيش المشترك، وتزعزع وحدة البلاد والاستقرار العام.

ورث الرئيس ميشال سليمان طاولة الحوار عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والذي قرر الدعوة اليها من اجل البحث عن مخارج لقضايا خلافية تتعلق بوحدة الحكم ويتحدد على اساسها وحدة المجتمع ومستقبل الدولة وقرار السلام والحرب.

تشارك القوى السياسية في الحكومة بمحض ارادتها وعلى اساس حجم الكتلة البرلمانية التي تملكها في المجلس النيابي، كما انها تتمتع بحرية المشاركة او الاستنكاف، وتشكيل معارضة برلمانية تحاسب الحكومة على ادائها.

في المقابل يدعى الى طاولة الحوار لبحث القضايا الحيوية او المصيرية ممثلو القوى السياسية والشعبية الرئيسية وذلك ضمن عمل تأسيسي يهدف الى احياء العقد الاجتماعي الوطني، والذي يشكل الارضية الصلبة لقيام الدولة وتشكيل مؤسسات الحكم الرئيسة، وتقاسم السلطة والنفوذ بين مختلف الطوائف والمذاهب والقوى الوطنية الحية والفاعلة. من هنا تبدو خطورة الخلط بين مفهومي الحكومة وطاولة الحوار الوطني. يقول المقاطعون بأن موقفهم من طاولة الحوار قد جاء احتجاجاً على تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كان من المفروض ان تنعقد يوم الاربعاء الماضي، واعتبر هؤلاء بأن سبب التأجيل يتعلق بالتهرب من بحث مسألة شهود الزور، واصرارهم على احالتها الى المجلس العدلي.

تطرح هذه المقاطعة علامات استفهام حول مدى ادراك هذه القوى لخطورة قرارها، خصوصاً اذا ما استمرت في اعتماد مثل هذه السلوكية السلبية تجاه جلسة الحوار المقبلة. سيؤدي الاستمرار في اعتماد مثل هذا النهج السلبي الى تعميق الانقسام الوطني بما يؤدي الى دفع الامور الى نقطة اللاعودة والاحتكام للشارع. وهنا لا بدّ من التحذير من الانزلاق نحو تنفيذ السيناريو «الطموح» والقاضي بفرض هيمنة قوى المعارضة على مناطق واسعة من البلد، حيث تضع لبنان امام حالة انقسامية كتلك التي سادت اثناء احداث عام 1958، والتي شرّعت الابواب لتدخلات سياسية وعسكرية اقليمية ودولية كادت ان تقضي على وحدة الدولة والمجتمع. ما أشبه الحالة الانقسامية الراهنة بتلك التي حدثت عام 1958، حيث انقسمت القوى السياسية بين مشروعين احدهما اقليمي يتعلق بالمشروع العربي الذي كان يقوده الرئيس جمال عبد الناصر، والاخر يرتبط بالمشروع الاميركي وبالدعوة لانضمام لبنان الى حلف بغداد. لا تختلف الظروف الراهنة التي يواجهها لبنان عن تلك التي هيأت لثورة 1958، حيث تنقسم القوى السياسية بين المحور الايراني - السوري، وبين المحور الاميركي - الاوروبي والذي يحظى بدعم بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية، مع التأكيد على ان المسائل الخلافية التي يواجهها مجلس الوزراء او القضايا الاساسية المطروحة للبحث على طاولة الحوار تشكل انعكاسا حقيقيا لوجوه الصراع القائم بين هذين المحورين. تشكل المحكمة الخاصة بلبنان وقضية شهود الزور المتفرعة عنها محورا ساخنا في المواجهة بين المحورين الاقليمي والدولي، وان التساقطات الناتجة من هذه المواجهة ستؤدي في نهاية المطاف الى تعطيل مجلس الوزراء تمهيدا لانفراط عقده.

ويشكل مستقبل سلاح المقاومة ودوره المستمر في دعم سياسة المحور الاقليمي لبّ المسألة المطروحة على طاولة الحوار، وهي المسألة التي بات يترتب على حلّها مستقبل الدولة وقدرتها على الحؤول دون سقوط لبنان ضحية حرب اسرائيلية مدمرة والتي يبدو انه لا محالة منها وفق اراء العديد من الخبراء ووفق الدراسات التي وضعتها بعض المؤسسات الغربية المرموقة كمجلس العلاقات الخارجية الاميركي ومؤسسة واشنطن لدراسات الشرق الادنى، بالاضافة الى التهديدات المتكررة للقيادات الاسرائيلية.

يفترض ان تعيد قيادات المعارضة تقييم مواقفها من طاولة الحوار، وان تتحضر للمشاركة في الجلسة المقبلة التي دعا اليها الرئيس سليمان، وان تبقي خلافاتها مع قوى 14 آذار، بما فيها مسألة شهود الزور والمحكمة الدولية تحت سقف مجلس الوزراء ولا ضير اذا قررت اتخاذ مواقف سياسية رافضة قد تؤدي الى استقالة الحكومة. لا يشكل الاعتراض او استقالة الحكومة اي خطر فعلي على وحدة المجتمع والبلد او على مستقبل النظام التوافقي الراهن.

يبقى ايضاً من الضرورات الملحة وقف كل الايحاءات حول امكانية تنفيذ المعارضة لانقلاب حقيقي على الارض، لان الضغوط الناتجة من اعتماد مثل هذا الخيار ستؤدي في نهاية المطاف الى تجربة اخطر من تلك التي شهدها لبنان عام 1958، وسيكون من نتائجها وقوع لبنان في حبائل وتعقيدات خيار التدويل.

وليدرك الجميع بان مقاطعة طاولة الحوار هي بمثابة خطيئة تتحمل مسؤوليتها قوى المعارضة، وبانه لا بد من التراجع عنها.

نزار عبد القادر