المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 5 تشرين الثاني/10

إنجيل القدّيس متّى 22/15-22/مملكة الله

حِينَئِذٍ ذَهَبَ الفَرِّيسِيُّونَ فتَشَاوَرُوا لِكَي يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَة. ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلامِيذَهُم مَعَ الهِيرُودُوسِيِّينَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِق، وأَنَّكَ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالحَقّ، ولا تُبَالِي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُحَابِي وُجُوهَ النَّاس. فَقُلْ لَنَا: مَا رَأْيُكَ؟ هَلْ يَجُوزُ أَنْ نُؤَدِّيَ الجِزْيَةَ إِلى قَيْصَرَ أَم لا؟». وعَرَفَ يَسُوعُ مَكْرَهُم فَقَال: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونِي، يَا مُراؤُون؟ أَرُونِي نُقُودَ الجِزْيَة». فَقَدَّمُوا لَهُ دِيْنَارًا. فَقَالَ لَهُم: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ والكِتَابَة؟». قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَر». حَينَئِذٍ قَالَ لَهُم: «أَدُّوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَرَ ومَا للهِ إِلى الله».فَلَمَّا سَمِعُوا تَعَجَّبُوا وتَرَكُوهُ وَمَضَوا.

 

جلسة الحوار بغياب أقطاب 8 آذار واتفاق على عقد جلسة جديدة قبل22 الشهر الحالي

نهارنت/انتهت جسة الحوار الوطني في قصر بعبدا بعد اقل من نصف على بدايتها وتم الاتفاق على عقدها قبل الثاني والعشرين من الشهر الجاري.

وكانت قد التأمت هيئة الحوار برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا عند الحادية عشر من ظهر اليوم الخميس، في ظل غياب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال ميشال عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ورئس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان والنائب اسعد حردان، الذين أعلنوا مباشرة نية المقاطعة، فيما يتغيّب بداعي السفر والعذر المسبق كل من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والنائب اغوب بقرادونيان, كما تغيب رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد دون سابق تبليغ. ومعلوم ان عون كان اول المبادرين الى اعلان مقاطعته جلسة الحوار الثلاثاء رابطاً مقاطعته بتأجيل جلسة مجلس الوزراء. ثم كرّت السبحة امس الاربعاء مع اعلان النائب فرنجية بدوره انه سيقاطعها وتردد انه اوفد الوزير يوسف سعاده الى الرئيس سليمان وابلغه هذا الموقف، واعتبر فرنجيه في هذا الاطار ان "ملاحقة شهود الزور يجب أن تكون مطلباً لآل الحريري قبل أن تكون مطلباً للمعارضة"، مشيراً إلى ان "التهرب من هذا الموضوع يأتي خوفاً من الحقيقة". وقال ان تأجيل موعد جلسة طاولة الحوار "ضروري في هذا الظرف وهو أفضل من وقوع الخلاف داخلها الأمر الذي قد يؤدي الى الغائها".

ثم اعلن النائب ارسلان مقاطعته وقال بعد لقائه الرئيس بري انه لا يستطيع ان يحضر طاولة الحوار "عندما يكون الامن الوطني والقومي اللبناني مهددا بمسألة شهود الزور ومع ذلك يتم التعاطي معها بتأجيل تلو الآخر"، معتبرا انه إذا "صعدنا للبحث في الاستراتيجية الدفاعية نكون كالنعامة التي تضع رأسها في الرمال"؟.واعتذر كذلك ممثل حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان ورئيس الحزب السوي القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان الذي أثنى على الدور المهم للرئيس سليمان وحرصه الدائم على اشاعة مناخ التوافق في البلد.

وفي المقابل، اصدر الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً اوضح فيه ان النائب جنبلاط سبق له ان ابلغ الرئيس سليمان اعتذاره عن عدم حضور اجتماع هيئة الحوار اليوم بداعي السفر وان "لا علاقة لغيابه تالياً باعتكاف اعضاء آخرين من الهيئة عن الحضور بل انه يؤكد ضرورة استمرار عمل هيئة الحوار الوطني لانها تتيح المجال للنقاش والحوار حول مسائل وطنية مهمة". كذلك تأكد ان النائب بقرادونيان كان ابلغ الرئيس سليمان اعتذاره بسبب السفر.

وأفادت صحيفة "النهار" ان الرئيس أمين الجميل عاد مساء أمس الاربعاء خصيصاً الى بيروت من تونس للمشاركة في جلسة الحوار، اذ كان مقرراً ان ينتقل من تونس الى مدريد لتلبية دعوة أخرى، ورأى الجميل ضرورة العودة للمشاركة في الجلسة بعدما برزت ملامح استهداف لرئيس الجمهورية في مقاطعة عدد من المشاركين في هيئة الحوار.

واوضحت مصادر سياسية في قوى 8 آذار لـ"النهار" ان هذه القوى لم تتخذ قراراً جماعياً بمقاطعة الجلسة، وان الثنائي الشيعي سيحضرها تجنباً لاي تفسير خاطئ عن مقاطعة الحوار بذاته، لكن ذلك لا يعني ان هذا الثنائي لا يشاطر المقاطعين موقفهم ويقف معهم في الدوافع التي املت عليهم المقاطعة، خصوصاً ان "امل" و"حزب الله" هما رأس الحربة في المناداة بإحالة ملف "شهود الزور" على المجلس العدلي. ونقلت صحيفة "السفير" عن بعض أوساط المقاطعين استغرابها كيفية تعامل رئيس الجمهورية مع اعتذار عدد من أركان المعارضة عن المشاركة في الحوار، متسائلة: ألا يستحق هذا الامر سؤالا من راعي الحوار حول الأسباب التي دفعت هؤلاء الى عدم الحضور، لافتة الانتباه الى انه كان الأولى بالرئيس سليمان ان يطلب الاجتماع بالمنسحبين لمعرفة دوافعهم بدلا من تجاهلها.

وأكدت اوساط الرئيس نبيه بري لـ"السفير" انه سيشارك في جلسة اليوم، لا سيما انه من مؤسسي الحوار ومطلقيه في أصعب الظروف عام 2006 ، كما انه ركز خلال زيارته الاخيرة الى سوريا وفرنسا على أهمية الحوار للوصول الى الحل المنشود للأزمة الراهنة، ولكن ذلك لا يعفي - حسب الأوساط - من ضرورة الوقوف عند أسباب مقاطعة البعض للجلسة المقررة اليوم، مشيرة الى ان البلد يتخبط حاليا في أزمة حكم ونظام ويواجه خطرا يطال أسس وجوده، وبالتالي المطلوب تحديث جدول أعمال الحوار بحيث يحاكي جوهر الأزمة الراهنة بدل التلهي بأمور أخرى هي ناتجة في الأساس عن قصور وتقصير النظام، ما فرض ظهور المقاومة لتملأ فراغ الدولة وتقاعسها عن حماية أبنائها.

وأعرب رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي لصحيفة "النهار" عن اطمئنانه الى ان "الأوضاع في البلاد لن تتحول عنفية على رغم بعض ما يمارس بغرض الضغط اذ ما من مصلحة لأحد في وصول الأمور الى الشارع". وأكد ان لا بديل من الحكومة "لأن أي استقالة لها تعني فراغاً طويلاً لذا الأفضل عدم التفريط في هذه الحكومة". واذ استغرب اعتذار بعض الأقطاب عن المشاركة في جلسة الحوار الوطني رأى ان "الحوار لا يزال ضرورة لأنه قد يشكل التنفيسة المطلوبة في هذه المرحلة وخصوصاً لجهة ارساء مناخ التهدئة بما يعكس الصورة للرأي العام الداخلي والخارجي على السواء". وتساءل: "لم نقضي على كل ذلك؟". 

 

سليمان قرر رفع جلسة الحوار إلى فترة لا تتجاوز 22 الحالي

وطنية - 4/11/2010 - رأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم جلسة لهيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري في بعبدا التي تغيب عنها النائبان وليد جنبلاط وآغوب بقرادونيان لوجودهما خارج البلاد كما تغيب كل من الرئيس العماد ميشال عون والنواب: سليمان فرنجية، طلال ارسلان ، أسعد حردان ومحمد رعد.

وأفاد بيان صدر عن رئاسة الجمهورية، انه "بنتيجة التداول، قرر الرئيس سليمان رفع الاجتماع، ودعا هيئة الحوار الى جلسة تعقد في فترة لا تتجاوز 22 تشرين الثاني 2010 وتخصص لمتابعة مناقشة موضوع الاستراتيجية الوطنية الدفاعية لحماية لبنان والدفاع عنه وبما يضمن صيانة السلم الاهلي المستند الى صيغة العيش المشترك وفقا لروح الدستور والميثاق الوطني.

 

سليمان تشاور مع بري والحريري في التطورات وعرض مع اعضاء هيئة الحوار الاوضاع واهمية مواصلة الحوار

وطنية - 4/11/2010 تشاور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع كل من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري في التطورات الراهنة السائدة على الساحة السياسية الداخلية. وبعد إنتهاء اجتماع هيئة الحوار في القصر الجمهوري في بعبدا عرض الرئيس سليمان مع أعضاء الهيئة على التوالي للأوضاع العامة وأهمية مواصلة هيئة الحوار ومبدأيتها واستمرار عملها. وكان الرئيس سليمان استقبل صباحا نائب وزير خارجية اليابان هيساشي توكوناغا على رأس وفد حيث تم البحث في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها من خلال الاتفاقات المعقودة بين البلدين في مجالات عدة. كما تناول اللقاء الاوضاع في

 

الحريري أسف لتغيب البعض عن جلسة الحوار: لعدم ربط الامور ببعضها وتبسيط الامور جريمة ضد الوطن

وطنية - 4/10/2010 - رأى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري "ان الحوار هو الاساس في البلد، ومن المؤسف ان يتغيب البعض عن جلسة هيئة الحوار الوطني لانها حوار بين كل الاطراف، ونحن نتحاور حول استراتيجية دفاعية، ونحن منذ البداية نقول اننا نواجه تحديا كبيرا هو التهديدات الاسرائيلية، واليوم ماذا نقول حتى للاسرائيليين انه حتى هيئة الحوار لا تجتمع على موضوع بذات الاهمية وهو الاستراتيجية الدفاعية، هذا امر مؤسف وسلبي". واشار الى ان "رئيس الجمهورية كان واضحا في الكلام الذي قاله، وسيتحدد موعد جديد يجب على كل اعضاء هيئة الحوار ان يشاركوا في الجلسة المقبلة، وعدم ربط الامور ببعضها لان الاستراتيجية الدفاعية شيء والتهديدات الاسرائيلية ضد لبنان شيء آخر، والامور الاخرى التي نناقشها في مجلس الوزراء أمر آخر، محاولة تبسيط الامور، هي جريمة ضد الوطن بكل ما للكلمة من معنى، يجب عدم المزايدة على بعضنا البعض في بعض الامور وخاصة في ما يتعلق بهيئة الحوار التي بدأ بها الرئيس بري منذ العام 2006 لانه كان يرى وجوب الحوار بين اللبنانيين، وشاهدنا ماذا حصل بالبلد عندما انقطع الحوار، نحن نريد ان يستمر الحوار لمصلحة كل اللبنانيين".

 

الجميل بعد لقائه سليمان:الحوار مرجعية للقضايا الاستراتيجية

ليس المطلوب من الهيئة حل قضايا تفصيلية روتينية ولم نفهم سبب تعطيلها

وطنية - 4/11/2010 - اعتبرالرئيس امين الجميل ان "المعارضة كانت ممثلة بالرئيس نبيه بري وأن الجو كان ايجابيا". وقال، إثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا: "لم ندخل في التفاصيل لا الشهود الزور ولا سواه. هيئة الحوار هي هيئة جامعة للمؤسسات وملاذ لكل اللبنانيين ومقاطعة الحوار شيء غير طبيعي لأننا بذلك ننسف ملاذا مهما لاسيما ان هيئة الحوار تتصرف بمسؤولية وترفع، ولم نفهم سبب تعطيلها خصوصا انها لم تتعاط في التفاصيل او الامور الروتينية بل في امور وطنية لها علاقة بمستقبل الوطن خصوصا في مواجهة اسرائيل وتهديداتها". اضاف: "طمأننا الرئيسان سليمان وبري ان الامور غير مقطوعة ولنعتبر ان هذا الاجتماع تأجل ريثما تكتمل الاتصالات اللازمة ثم نعود للاجتماع بمعزل عن كل القضايا التطبيقية التي يحاول البعض وضعها على طاولة الحوار وهي ليست من صلاحياتها". وقال ردا على سؤال: "نأمل في الاجتماع المقبل حضور الجميع خصوصا ان الرئيس بري ابلغنا انه يفترض ايجاد حل للمشاكل المطروحة قبل 22 تشرين الثاني". وردا على سؤال، نفى ان يكون بري قد عرض "نقل ملف المحكمة والشهود الزور الى طاولة الحوار"، وقال: "لم ندخل في اي تفاصيل ابدا، وبحثنا بضرورة استمرارية هيئة الحوار وعدم تعطيلها ومعالجة بعض القضايا التي تسهل عمل الهيئة". وعن سبب غياب المعارضة قال: "لا نريد تعقيد الامور بل تسهيلها وهناك ضرورة لاستمرارية هيئة الحوار خصوصا ان الرئيس سليمان يرعاها بشكل بناء ومنفتح ولذلك دعونا نستمر، ونجد مخرجا بأسرع وقت ممكن لأنه ليس مطلوبا من هيئة الحوار حل قضايا تفصيلية روتينية بل هي مرجعية تتعاطى القضايا الاستراتيجية وتتعاطى عمق القضايا الوطنية التي تهم اللبنانيين".

 

جعجع بعد لقائه سليمان: حوار بلا نتيجة أفضل من عدمه

ماذا يريدون ان يفعلوا إذا كانوا ملوا من الكلام ولا يريدونه؟

وطنية - 4/11/2010 اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعع انه "يجب عدم وقف هيئة الحوار، وانه لأمر مؤسف ما حصل". وقال إثر لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري: "صحيح اننا نجتمع ولا نستطيع الوصول الى نتيجة، ودائما كان المبدأ ان حوارا بلا نتيجة افضل من عدم الحوار والخطوة التي قام بها من تغيب وهذا حقهم، لا تنم عن بوادر ايجابية في ما يتعلق بالمستقبل القريب لأن هناك مشاكل يجب ان نأتي للحوار". وردا على سؤال عن السبب الذي يمنعه من عدم الايعاز لوزير العدل لحل ملف الشهود الزور قال جعجع: "لانه في الاصل ليس هناك ملف جدي اسمه ملف شهود الزور، والموضوع المطروح هو محكمة او لا محكمة. وعندما تصبح الامور كذلك نحن مع المحكمة". وعما اذا كانت رسالة المعارضة بالمقاطعة رسالة الى الرئيس الحريري أو الى الرئيس سليمان، قال جعجع: "انها رسالة الى الرئيس سليمان والى الرئيس الحريري والى الرئيس بري والى المؤسسات الدستورية والنظام في لبنان، لأننا لم نفهم الرابط بين هيئة الحوار واي شيء آخر. لديهم موقف في مجلس الوزراء حول ما يسمونه هم الشهود الزور هذا حقهم، ولكن ما علاقته بهيئة الحوار؟ هذا معناه وكأنهم بدأوا بالقول اننا مللنا من الكلام ولا نريد الاستمرار به. ماذا يريدون ان يفعلوا اذا كانوا لا يريدون الكلام؟".

وسئل عن قول النائب عاصم قانصو ان "معراب لا تحتاج لأكثر من ساعتين"، قال جعجع: "قولوا له ان يذهب ويلعب". واعتبر انه "قياسيا لما حصل اليوم النوايا ليست ديموقراطية ولا سليمة ورئيس الجمهورية سيستمر بالمحاولة رغم كل شيء". وقال انه افتقد للنائب العماد ميشال عون اليوم، ورأى ان "هناك امورا يجب لبننتها وأن هناك امورا مثل القرارين 1701 و1757 ما كان بالامكان ان يحصلا الا بهذه الطريقة". وقال: "كلنا نتذكر ظروف البلد في العام 2005 ووضع جريمة اغتيال الرئيس الحريري وكل الاغتيالات التي تلتها وكان مفترضا قيام محكمة دولية. ويجب ان نتابع عمل المحكمة بكل دقة". وعما اذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري وعد بالقيام باتصالات مع المقاطعين، قال جعجع: "ان الرئيس بري من اللباقة والمسؤولية بمكان، ونتمنى ان يكون هناك كثر من امثاله في البلد لكننا في مكان آخر".

 

الحجار: مقاطعة البعض هيئة الحوار إصرار على قطع جسور الأمل

وطنية - 4/11/2010 إستغرب عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار في حديث الى محطة ال "OTV"، "مقاطعة البعض هيئة الحوار الوطني اصرار على قطع جسور ألامل لدى اللبنانيين من الوصول إلى تفاهم". واشار الى ان "الهدف الأساسي من طاولة الحوار كان موضوع الإستراتيجية الدفاعية، ولا يجب ان ننسى المعاني التي تحملها إنعقاد هذه الهيئة، وهي تأكيد التباين بين اللبنانيين بشأن سلاح "حزب الله"، والاهم يتمثل بالرغبة المشتركة لدى اللبنانيين في التواصل والوصول إلى التوافق، لأن التلاقي والحديث في الإختلافات هو أمر مثير جدا ويبعث بمؤشرات جيدة إلى اللبنانيين". وشدد على ان "الهم الرئيسي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري هو الإستقرار في الوطن والبحث عن حلول لمشاكل اللبنانيين كما جاء في البيان الوزاري"، آسفا من ان "الفريق الآخر لم يلاق الرئيس الحريري في سياسة اليد الممدودة". ولفت الى ان "اللقاء بين الرئيس الحريري والرئيس السوري بشار الاسد يمكن ان يحصل في أي وقت وعندما تتأمن الظروف".

 

مكاري بعد لقائه سليمان: جلسة الحوار كانت ناقصة

المقاطعة رسالة الى رئيس الحكومة ومن تغيب ارتكب خطأ كبيرا

وطنية - 4/11/2010 اعتبر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، إثر انتهاء جلسة هيئة الحوار، انه "لا شك بأن الجلسة اليوم كانت ناقصة لأنه يجب ان تشارك جهات لأننا لا نستطيع سماع وجهة نظر واحدة، رغم وجود الرئيس بري المهم جدا، وهو اضافة الى فخامة الرئيس، عبر عن اهمية الحوار".

واعرب عن اعتقاده ان "الذين تغيبوا عن الجلسة ارتكبوا خطأ كبيرا لأن الحوار هو ما تبقى للبنانيين لكي يترابطوا مع بعضهم لإيجاد الحلول لمشاكلنا، ولو لم يكن هناك مشاكل ما كان من لزوم للحوار". وقال: "الرؤساء شددوا على اهمية الحوار واعتقد ان تعيين جلسة قبل عيد الاستقلال يبرز الاصرار على البقاء في هذا الخط ولا اعرف ما هي الاسباب التي دعت الاخرين للغياب". واشار الى ان "الرئيس بري تحدث عن اهمية الحوار وانه اذا كان هناك اختلاف في جلسة مجلس الوزراء يجب الا يؤدي الى عدم الحوار لأن الحوار يجب ان يستمر".

وردا على سؤال عما اذا كانت مقاطعة الحوار هي بداية الاصطدام بين المعارضة والموالاة، قال: "الاصطدام موجود. هذه رسالة غير مرحب بها في الوقت الحالي وعدم الحضور فيه اساءة لرئيس الجمهورية ولكل اللبنانيين ولكن هذه الرسالة موجهة الى رئيس مجلس الوزراء أكثر من غيره".

 

الصفدي: الغياب عن جلسة الحوار ليس ضد الهيئة

وطنية - 4/11/2010 اعتبر الوزير محمد الصفدي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، إثر انتهاء جلسة هيئة الحوار في قصر بعبدا، ان "طاولة الحوار قائمة". وقال: "من المؤكد ان فيها نقصا اساسيا، ولكن جميع الذين غابوا اليوم، هناك تأكيد بأن الغياب هو عن هذه الجلسة وليس ضد طاولة الحوار. ونحن جميعا متفقون على استمرارية هيئة الحوار والحوار اللبناني - اللبناني قائم". وردا على سؤال عما اذا كانت خطوة المعارضة ستسرع في بت ملف الشهود الزور، قال: "كنا نتمنى عدم ربط المشاركة في جلسة هيئة الحوار بجلسة مجلس الوزراء لأن الموضوعين المطروحين مختلفين. واعتقد ان الموقف بالمقاطعة هو تعبير عن استياء".

واشار الى انه "تم استعراض الوضع العام مع الرئيس سليمان".

 

فرعون اسف لتغيب عدد من المشاركين عن طاولة الحوار: كأننا امام مشهد جديد من الانقلاب على المحكمة الدولية وتعطيل الحوار

وطنية - 4/11/2010 أسف النائب ميشال فرعون في تصريح ادلى به بعد خروجه من جلسة الحوار لتغيب عدد من المشاركين عن الاجتماع في القصر الجمهوري اليوم، وقال: "إن ما حصل اليوم كان أقرب الى مقاطعة روحية الحوار والوفاق الوطني، اضافة الى إحراج فخامة الرئيس، على الرغم من تقديرنا لمشاركة الرئيس نبيه بري، وكأننا أمام مشهد جديد من الانقلاب على المحكمة الدولية يتضمن تعطيل الحوار وزج مجلس الوزراء وطاولة الحوار في ملف الشهود الزور، والتهرب من النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية التي تحصن لبنان في مواجهة الخطر الإسرائيلي وملامسة الخطوط الحمراء من تسوية الدوحة الى البيان الوزاري والتراجع عن المقررات التي تم التوافق حولها في طاولة الحوار، من دون أن ننسى لغة التهديد التي تحضر في الكثير من التصريحات، والتصرف عكس الفقرة باء من مقدمة الدستور وعدم احترام المواثيق الدولية".

أضاف فرعون: "كنا تمنينا أن تنعقد طاولة الحوار بكامل أعضائها، خصوصا في ظل هذه الظروف، عل اللقاء يساهم في إدخال الطمأنينة الى قلوب اللبنانيين، ما يستدعي تحمل المسؤولية لمواجهة ما يتعرض له وطننا من تهديدات".

 

وفاة كاهن في حريق ابرشية صربا

المركزية – استبعد النائب البطريرك العام راعي ابرشية صربا المارونية غي نجيم العمل التخريبي في الحريق الذي وقع في دار المطرانية في صربا والذي شب عند الثالثة فجر اليوم في دار المطرانية وفي غرفة السنترال تحديدا عند المدخل فانبعث منه الدخان داخل المطرانية حيث كان ينام المطران نجيم وثلاثة كهنة والشماس الذين استقظوا وخرجوا الى شرفة المطرانية خوفا من الاختناق في حين اغمي على الكاهن بيار خويري الذي يعاني من داء الربو فسقط من الطبقة الثانية ما ادى الى وفاته ونقلت جثته الى مستشفى سيدة لبنان في جونية.

وحضر الدفاع المدني وعملت عناصره على اخماد الحريق في حين باشرت القوى الامنية على الفور التحقيقات بأمرة آمر فصيلة درك جونية الرائد روبير رحال كما حضرت الادلة الجنائية الى المكان. واستبعدت مصادر الكنيسة بدورها ان يكون الحادث مفتعلا عازية السبب الى احتكاك في الاسلاك الكهربائية. واوفد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الى دار المطرانية مدير مكتبه العميد بيار سالم داعيا الى التريث في تحديد اسباب الحادث قبل ان تنتهي الاجهزة المختصة من تحقيقاتها. كذلك اوفد البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صغير امين سره المونسنيور ميشال عويط الذي تفقد الاضرار وقدم التعازي الى المطران نجيم. كما حضر الى مكان الحادث قائمقام كسروان بالتكليف جوزف منصور وآمر سرية درك جونية العقيد انطوان بستاني ومسؤول القوات اللبنانية في منطقة كسروان الفتوح شوقي الدكاش وعدد من فاعليات المنطقة. وتحدث المونسنيور يوسف حبيقة الى الاعلاميين مشيرا الى ان السبب الرئيسي للحادث هو احتكاك كهربائي ولا وجود ا % لفرضية العمل التخريبي. وظهرا حضر الى المستشفى الطبيب الشرعي مالك هلال الذي عاين الجثة. بعد ذلك انتقل المطران نجيم والكهنة الى كنيسة سيدة المعونات في زوق مكايل حيث غص صالون الكنيسة بالمعزين ومن ابرزهم الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة، النائب السابق فريد هيكل الخازن، الوزير السابق يوسف سلامة، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح المحامي نهاد نوفل، نائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين المهندس نعمة افرام، مسؤول منطقة كسروان - الفتوح في القوات اللبنانية شوقي الدكاش، المستشار السياسي للرئيس امين الجميل سجعان قزي، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم وعدد من الاساقفة ورؤساء الاديرة ورؤساء بلديات ومخاتير من قضاء كسروان – الفتوح.

 

صفير اوفد امين سره للتعزية بوفاة الخويري

نجيم استبعد اي عمل تخريبي وراء حادث حريق كنيسة صربا

وطنية - 4/11/2010 - اوفد البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير امين سره الخوري ميشال عويط، للوقوف الى جانب النائب البطريركي عن ابرشية صربا المطران غي بولس نجيم وكهنة الابرشية في محنتهم، بعد الحريق الذي طال المطرانية في صربا. وقد زار الاب عويط مستشفى "سيدة لبنان"، حيث التقى المطران نجيم واهل الفقيد الخوري بيار الخويري، وقدم لهم التعازي باسم غبطته. كما تفقد الاب عويط مبنى المطرانية للاطلاع على الاضرار التي نجمت عن الحريق الذي طالها. وقد استبعد المطران نجيم في تصريح له "اي عمل تخريبي وراء هذا الحادث".

 

وفد كتائبي عزى بالاب خويري

وطنية - 4/11/2010 - زار المستشار السياسي للرئيس أمين الجميل سجعان قزي على رأس وفد كتائبي مطرانية صربا للموارنة، وقدم باسم رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل التعازي للمطران غي نجيم بوفاة الاب بيار خويري في الحريق الذي شب فجر اليوم في المطرانية

 

شخصيات وفاعليات تفقدت مطرانية صربا

وطنية - 4/11/2010 - توافدت شخصيات وفاعليات الى مطرانية صربا المارونية لتفقدها بعد الحريق الذي اندلع فيها فجر اليوم، منها ممثل وزير الداخلية العميد بيار سالم وممثل البطريرك صفير الاب ميشال عويط، رئيس جمعية تجار جونية بولس مارون واعضاء بلدية جونية، مسؤول منطقة كسروان - الفتوح في القوات اللبنانية شوقي الدكاش ولفيف من الكهنة. واوضح المونسنيور يوسف حبيقة "ان الحريق اندلع في مكتب السنترال وتصاعد الدخان كثيفا حتى انتشر الى الطوابق العليا حيث غرف الاباء والمطران غي بولس نجيم وتم انقاذ المطران. اما الاب المرحوم بيار الخويري فقد خرج الى الشرفة على اثر استنشاقه للدخان مما ادى الى اصابته بدوار ووقوعه من الطابق الثاني واصابة رأسه بحجر. نقل على اثرها الى مستشفى سيدة لبنان حيث فارق الحياة بعد عدة ساعات. وقد كشف على الجثة الطبيب الشرعي الياس الخوري. وقد افادت المعلومات والادلة الجنائية ان احتكاكا في الكهرباء ادى الى الحريق. وكان المونسنيور يوسف حبيقة ابدى "استياءه من بطء تلبية عملية الانقاذ"، مشيرا الى ان "الاتصالات بمراكز الدفاع المدني بدأت منذ الثانية والنصف فجرا على الرقم 125 وقد استغرقت حوالي الساعتين لتلبية النداء". بدوره شكر المفوض البطريركي الخوري بولس الريفوني الدفاع المدني - فرع زوق مكايل، "لانهم كانوا اول الواصلين الى المطرانية". في حين لم تحدد بعد اجراءات رتبة الجنازة والتعازي للاب الخويري، كما لم يعرف بعد ما اذا كانت ستجري في رعيته في سيدة المعونات ذوق مكايل او في مسقط رأسه عشقوت

 

محققان دوليان إجتمعا ونقيب الأطباء

المركزية- أعلنت نقابة الأطباء في بيان أصدرته ان بناء لطلب المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا زار محققان دوليان نقيب الأطباء البروفسور شرف ابو شرف في بيت الطبيب لنحو عشر دقائف، وأكدا حرصهما على قوانين النقابة ونظام السرية المهنية التي شدد نقيب الأطباء على وجوب مراعاتها في الظروف كلها وضرورة إحترام الطبيب وخصوصياته

 

بلمار الغائب الأكبر عن منتدى الإعلام الدولي في لاهاي ومكتبه يوزع بيانا مكتوبا عن "شهود الزور"

لايشتندام – خاص - نهارنت: يعتبر المدعي العام لدى المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه القاضي دانيال بلمار الغائب الأكبر عن المنتدى الدولي للإعلام بدورتيه الأولى التي خصصت لرؤساء التحرير ومدراء الأخبار وممثليهم في وسائل الإعلام اللبنانية المكتوبة والمرئية والمسموعة والإلكترونية، والثانية التي خصصت للمراسلين والمندوبين الذين سيتولون تغطية المحاكمات، على الرغم من حضور بعض "ملائكته" الذين يعاونوه في التحقيقات التي يتولاها. ومرد هذا الغياب الى أن أنظار الإعلاميين والرأي العام تتجه الى معرفة موعد صدور القرار الإتهامي ومضمونه، في حين أن المحكمة الخاصة بلبنان تركز اهتمامها، في ظل الصمت المطبق لبلمار، على ناحية أخرى تتعلق بصورتها ودورها وآلية عملها بعيدا عن المضمون المتعلق بالاتهامات والمتهمين. حتى أن مكتب بلمار الذي تلقى سلسلة اسئلة استيضاحية وجهتها اليه "نهارنت" حول صحة تأجيل بلمار زيارة كانت مقررة له الى الولايات المتحدة الأميركية والى مقر الأمم المتحدة في نيويورك ليتمكن من مواكبة ذيول التعرض للمحققين الدوليين في بيروت الاسبوع الماضي، اكتفى بالتعليق التقليدي المختصر:"إن السياسة الإعلامية لمكتب المدعي العام تقوم على عدم الكشف عن زياراته وتحركاته وبرنامج عمله". ويبدو أن بلمار الذي يشعر بمدى "الاستياء الإعلامي" من ابتعاده عن الإعلاميين وانقطاع خطوط "التواصل الساخن" مع مكتبه خصوصا في ظل غياب مسؤول إعلامي يتولى التنسيق مع وسائل الإعلام منذ استقالة المسؤولة السابقة راضية عاشوري، حاول التخفيف من "النقمة الإعلامية" عليه، ببيان مكتوب وزعه مكتبه على المشاركين في المنتدى الثاني للإعلام الدولي في شأن الملف الذي بات يعرف في لبنان ب"ملف شهود الزور".

واعتبر بلمار في توضيحاته أن مصطلح "شهود الزور" غير دقيق قانونيا بالاضافة الى كونه مضللا، ذلك أنه لا يمكن التثبث مما اذا كان احد الشهود قد كذب بالفعل الا في حال الانتهاء من تقييم كامل الادلة في ختام العملية القضائية. وذكر بلمار على أن الضباط الاربعة، جميل السيد وريمون عازار وعلي الحاج ومصطفى حمدان أخلي سبيلهم في نيسان عام 2009 بسبب عدم وجود ادلة موثوق بها تسمح بالاستمرار في إحتجازهم. كما ذكر بلمار بأنه شدد مرارا على ان تقييم موثوقية الادلة بشكل عام وموثوقية الشهود المحتملين بشكل خاص هو جزء من جهد تحقيقي اكبر بكثير جار الان لمساعدة المحكمة الخاصة بلبنان على الوصول الى الحقيقة. وتلفت التوضيحات الى ان المدعي العام سبق أن اوضح بأن الاتهام من قبل المحكمة سيكون مبنيا على ادلة موثوقة وذات مصداقية مع الاشارة الى ان التعليق على مصداقية الشهود لن يكون امرا ممكنا قبل ان تقول المحكمة كلمتها.

ويجزم مكتب المدعي العام دانيال بلمار في توضيحاته المكتوبة على ان الاخير لا يملك الارضية القانونية التي تخوله التحقيق او الادعاء على ما يسمى شهود الزور كما ان المحكمة الخاصة بلبنان لا تتمتع بالاختصاص للحكم على شهود يحتمل ان يكونوا قد ضللوا التحقيق قبل دخول المادة 134 من قواعد الاجراءات والإثبات التي تعمل المحكمة بموجبها حيز التنفيذ في تشرين الاول 2009. 

 

البابا شنودة: تهديد "القاعدة" شر انعكس علينا خيراً

أعلن بطريرك الاقباط الارثوذكس في مصر البابا شنودة الثالث أن التهديد الذي وجهه تنظيم "القاعدة" في العراق إلى الاقباط هو "شر حوله الله خيراً"، بعدما انعكس "تعاطفاً" من جهات دينية وسياسية وأمنية. وأوضح البابا شنودة أن "كل الامور تعمل معا للخير للذين يحبون الله، وربنا إما يمنع الشر أو يحول الشر إلى خير"، وذلك إثر التهديد الذي وجهته "دولة العراق الاسلامية" التابعة للاقباط، وتبنت الهجوم الذي استهدف كنيسة للسريان الكاثوليك في بغداد الاحد الماضي، واسفر عن مجزرة قتل فيها 46 مصلياً بينهم كاهنان إضافة إلى سبعة من عناصر الامن. وأضاف البابا شنودة في عظته الاسبوعية في كاتدرائية القديس مرقس في القاهرة "تأكيداً لمبدأ "كله للخير"، إن الانذار الذي وصلنا جلب لنا تعاطفا من الازهر الشريف ومن كثير من الكتاب والصحافيين ومن وزارة الداخلية ورجال الامن". (أ.ف. ب.)

 

مصدر مسؤول في "القوات اللبنانية" لـ"الشرق الأوسط": في حال قرر قانصوه المجيء إلى معراب سيجد في انتظاره تمثال سيدة لبنان والجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية

رد مصدر مسؤول في "القوات اللبنانية" على كلام النائب عن حزب البعث عاصم قانصو الذي اعترف فيه بوجود مؤشرات على الأرض لتكرار 7 أيار جديد، لا يستثني هذه المرة مقر إقامة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية د.سمير جعجع في معراب، ملمحا بأن احتلالها لا يحتاج إلى أكثر من ساعتين، فوصف كلامه بـ" التهويلي والتهديدي الذي لا يثنينا على الاستمرار في نهجنا". المصدر، وفي تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، اعتبر ان تهديد معراب موجه بالشكل إلى القوات اللبنانية، لكن في المضمون هو تهديد للدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والعسكرية، فهو يتحدث كأنه ليس في لبنان جيش أو قوى أمنية، هذا الأسلوب المعتمد لدى فريق الثامن من آذار هو نتيجة لتخبطه، وافتقاره إلى المنطق السياسي السليم.

وأشار المصدر إلى أنه في حال قرر عاصم قانصوه المجيء إلى معراب، سيجد في انتظاره تمثال سيدة لبنان حريصا والجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية

 

موفاز يرى أن المنطقة تتجه نحو حرب مؤلمة

المصدر الراي الكويتية/أكد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق النائب شاوول موفاز، امس، ان «المنطقة تتجه إلى حرب ستكون مؤلمة أكثر من سابقاتها، وأن الهدوء الحالي، وهمي»، فيما توقع وزير الدفاع ايهود باراك، «انجاز تقدم ذي مغزى في العملية السلمية في الاشهر المقبلة».

وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين، قال خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، اول من أمس، إن «الهدوء الأمني في الآونة الأخيرة غير مسبوق، لكن يجب ألا نخطئ، لأن عمليات تعاظم القوة في المنطقة مستمرة وفي الحرب المقبلة سنواجه جبهات قتالية عدة وستكون المواجهة أصعب وسيسقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى».

ودعا موفاز في خطابه، أمام «المعهد السويدي للعلاقات الدولية» في ستوكهولم، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى تبني خطته السياسية والعمل على تحريك عملية السلام.

وذكرت إذاعة الجيش أن العشرات تظاهروا امام المبنى ورفعوا لافتات «موفاز قاتل، موفاز مطلوب».

من ناحيته، قال باراك، امس، أنه «يؤمن انه في الأشهر المقبلة، سيتم انجاز تقدم ذي مغزى في العملية السلمية».

وأوضح خلال زيارته للمجلس الإقليمي «عيمك همعنيوت»، ان «بعد انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة ستكون المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين موضوعا مركزيا على جدول أعمال الإدارة الأميركية».

الى ذلك، يصل مدير الاستخبارات المصرية العامة الوزير عمر سليمان الى تل أبيب اليوم، للاجتماع مع نتنياهو وباراك للبحث عن مخرج مناسب لاستئناف المفاوضات.

من ناحية ثانية، أرجأت اسرائيل، امس، استئناف «الحوار الاستراتيجي» مع بريطانيا ما لم تراجع هذه الاخيرة قانونا مثيرا للجدل حول جرائم الحرب.

واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية يغال بالمور، ان «الحوار الاستراتيجي ارجئ. وتشكل زيارة وزير الخارجية البريطاني (وليام) هيغ مرحلة مهمة في التبادل الثنائي حاليا». واضاف ان «عدم تمكن المسؤولين الاسرائيليين من التوجه الى بريطانيا سيحتل الاولوية في برنامج هذه الزيارة بالنسبة الينا».

ويسمح القانون البريطاني بان يصدر قاض مذكرة توقيف ضد شخصية اجنبية تزور بريطانيا بطلب من المدعي، اذا رأى انه شارك في جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية.

وبحث هيغ، امس، في شكل منفصل مع الرئيس شمعون بيريس وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني، عملية السلام والملف النووي الايراني على ان يلتقي اليوم نتنياهو وباراك.

في سياق ثان، ناحيته، اكد رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية السابق اللواء توفيق الطيراوي، ان التدريب الذي كان يتلقاه أفراد الأمن في الخارج من خلال مشروع الجنرال الأميركي كيث دايتون، يكلف 10 ملايين دولار عن كل كتيبة عسكرية.

وذكر أن «التدريب المماثل كان سيكلف 300 ألف دولار فقط، لو جرى داخل الأكاديمية للعلوم الأمنية التي يتولى رئاسة مجلس أمنائها».

ميدانيا، قتل فلسطيني وجرح 3، امس، في انفجار سيارة قرب مقر قيادة الشرطة غرب غزة اكدت وزارة الداخلية المقالة، انه نجم عن صاروخ اطلقته طائرة اسرائيلية.

وقال ادهم ابو سلمية المنسق الاعلامي للخدمات الطبية ان «محمد جمال النمنم (27 عاما) من غزة استشهد وجرح اخر ونقل الى المستشفى». ولم يشر الى اسباب الانفجار ومن يقف وراءه. كما قتل فلسطيني وأصيب اخر بجروح خطرة في وقت سابق لدى تدخل شرطة الحكومة المقالة لفض شجار وسط سوق شعبي في غزة. واعتقل الجيش الإسرائيلي، امس، 4 أشقاء فلسطينيين من منزلهم في بلدة كور قضاء طولكرم. وعثرت الأجهزة الأمنية في شمال سيناء، على نفقين أرضيين على الحدود الدولية بين مصر والقطاع كانا يستخدمان في التهريب وكان في أحدهما كميات كبيرة من الأسمنت. وغادر وفد قيادي من حركة «حماس» ونوابها في المجلس التشريعي، امس، قطاع غزة إلى السعودية لأداء فريضة الحج.

 

معلومات للـ"OTV وفود من حزب الله زارت الدوائر الرسمية في رسالة ان كل من يتعاون مع المحكمة يُعتبر متعاملاً مع اسرائيل  

ذكرت معلومات لل"OTV" ان وفوداً رسمية من حزب الله زارت الدوائر الرسمية في الدولة لتعلنها رسالة ان كل من يتعاون مع المحكمة الدولية يُعتبر للحزب متعاملاً مع اسرائيل، في خطوة ترسم مرحلة جديدة تحددها الايام المقبلة. وان الرئيس ميشال سليمان على علم بذلك. كما ذكرت المعلومات ان بعض الرسميين سأل عن بعض النواحي المتعلقة بروتينية عمله، فأبلغ ان الأمر عائد إليه للتدقيق بين مقتضيات العمل والمصلحة الوطنية

 

هل بقي من جدوى للحوار حول سلاح "حزب الله" ؟

علي حماده/النهار

كان اعطاء طاولة الحوار عنوان "الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية" نوعاً من التجميل الذي أريد منه عدم استفزاز "حزب الله" المعني الاساسي بالحوار، باعتبار انه ينفرد في لبنان بامتلاك سلاح هو موضع خلاف وطني عميق يصل الى حدود الانقسام السياسي العنيف وقد بلغ حد السيف، كما يقال، في 7 أيار 2008 و11 منه، تاريخ غزوات "حزب الله" لبيروت والجبل. ومع ان الكثيرين لم يروا في طاولة الحوار اكثر من مناسبة لسحب فتائل التوتر من الشارع ووضعها على طاولة تجلس اليها قيادات سياسية، فإن احدا من الطرفين الكبيرين حول الطاولة ما ساورته أوهام حول الحوار لكون الطرف المسلح يضع سلاحه في مرتبة المقدس، ويصنف الاعتراض اللبناني الاستقلالي اعتراضا اميركيا واسرائيليا ضد ما يسمى "المقاومة". من هنا كان مآل الحوار في ظل المعادلة التي سادت حتى اليوم مجرد نزهة فكرية اكاديمية يؤدي فيها الاطراف دورا مسرحيا لا أكثر ولا أقل!

في مطلق الاحوال وصلنا اليوم الى ساعة الحقيقة في العديد من القضايا، وذمة "حزب الله" مثقلة بالملفات وبالمساحات الرمادية التي توشك على التحول مساحات سوداء، لجهة انتقال ملف السلاح الذي يتحصن خلفه في سبيل فرض اجندته على اللبنانيين بالاكراه الى دائرة الضوء مرة جديدة. ولكن هذه المرة تبدو الامور مختلفة الى حد بعيد. فالسلاح الذي استخدم في الشارع في غزوات بيروت والجبل ومناطق اخرى، واستخدم بالتهديد في العملية السياسية الداخلية بلغ حدود استخدامه القصوى. فاللعب بالسلاح في الداخل مكلف أياً تكن موازين القوى على الارض. ولبنان ليس نزهة كما يتراءى لبعض صبية الكومبيوتر والغرف المغلقة السوداء عندما يرسمون "محاكاة" لغزوة مقبلة تأتي رداً على القرارالاتهامي. والتمييز بين قادة استقلاليين والجمهور العريض الواقف خلفهم في لبنان والخارج ليس مسألة بسيطة. كما أن وضع لبنان العربي والدولي إن وقع في يد انقلابيين مقامرين يكون أقرب الى وضع الدول المارقة. والأهم لا بل الأخطر في ذلك، أن العبء هذه المرة سيقع على البيئة الحاضنة للمقامرين. بمعنى آخر، وبكل وضوح، يواجه الطرف الانقلابي احتمالات أحلاها مر، تبدأ بالدخول من الباب العريض في لوائح الارهاب الدولية انطلاقاً من أوروبا. وللتذكير، كان رفيق الحريري نجح في تجنيب "حزب الله" دخول "جنة" لائحة التنظيمات الارهابية الاوروبية". والامر ينعكس مباشرة على البيئة الحاضنة بالرضى أم بالإكراه في دول أوروبا الغربية والشرقية السابقة، فضلا عن أن اخطار جمة ستتجمع في سماء الاغتراب في القارة السوداء!

من يدخل "جنة" لوائح الارهاب الدولية لا تكفيه صداقة دول مثل ايران وفنزويلا وسوريا، فهو يحتاج على سبيل المثال لا الحصر في اميركا اللاتينية الى تحييد حكومات مثلث البرازيل والباراغواي والاوروغواي ومعها الارجنتين وربما كولومبيا، لأن حركة المال السائل والتمويل المستتر تكون عرضة لملاحقات ومضايقات من كل الانواع.

هذا بالنسبة الى ما يثار عن المقامرة بقتل اللبنانيين في الداخل مرة ثانية. أما بالنسبة الى السلاح نفسه والحوار حوله، فثمة غالبية لبنانية ترى أن لا مقاومة في لبنان بل تنظيم مسلح يمثل جزءاً لا يتجزأ من الآلة العسكرية الأمنية للجمهورية الإسلامية في إيران. ومن هنا فإن الحوار يجب أن يكون حول طرق تسليم السلاح وحل البنية التنظيمية العسكرية والأمنية غير الشرعية، لا في وسائل إدامة السلاح تحت عناوين أخرى. دون ذلك الهدف يكون حواراً قائماً على التكاذب وعلى مسرحة الاشياء. وكلا التكاذب والمسرحة لا ينقذ لبنان من الكارثة الآتية.

 

الامين العام للامم المتحدة يدين اعمال العنف في العراق 

دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء بشدة الهجمات الدامية الاخيرة في العراق واعتبرها "اعمال عنف مشينة وغير مبررة". وقال متحدث باسم الامين العام ان بان كي مون "يدعو العراقيين الى البقاء اقوياء بعد اعمال العنف هذه وموحدين في التزامهم طريق المصالحة الوطنية". واوقع انفجار نحو عشر سيارات مفخخة مساء الثلاثاء 64 قتيلا و360 جريحا في احياء شيعية في بغداد, في حين تبنى فرع تنظيم القاعدة المجزرة التي وقعت في كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد حيث قضى 44 مصليا وكاهنان الاحد.

 

مقاطعة الحوار رسالة مباشرة لسليمان

المصدر النهار /ذكرت صحيفة "النهار" ان مقاطعة بعض أقطاب المعارضة جلسة الحوار الخميس في قصر بعبدا اكتسبت أبعاداً سياسية بارزة لا يمكن عزلها عن مناخات تصعيدية بدأت تلقي بظلالها على مجمل الوضع الداخلي ويخشى ان تتطور تباعاً في الايام المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى ان المقاطعة شكّلت في بُعدها المباشر رسالة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان شخصياً مع صدور مواقف وايحاءات من رموز في قوى 8 آذار تحمّله مسؤولية مشتركة مع رئيس الحكومة سعد الحريري عن ارجاء جلسة مجلس الوزراء الأربعاء ، حتى ان انضمام محسوبين على سوريا مباشرة الى هذه المقاطعة اتخذ بعداً اضافياً في ابراز المأزق، وسط حديث عن خطوات تصعيدية متدرجة وضغوط متعاقبة تهدف الى الذهاب بملف "الشهود الزور" الى الحسم ولو بالتصويت في اول جلسة يعقدها مجلس الوزراء. وأضافت الصحيفة انه مع ان المقاطعة ستقتصر على كل من العماد ميشال عون والنواب سليمان فرنجية وطلال ارسلان واسعد حردان من قوى 8 آذار، فيما يتغيّب بداعي السفر والعذر المسبق كل من رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والنائب اغوب بقرادونيان، فإن حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لا يعني ان الجلسة ستعقد وسط اجواء طبيعية . واوضحت مصادر سياسية في قوى 8 آذار لـ"النهار" ان هذه القوى لم تتخذ قراراً جماعياً بمقاطعة الجلسة، وان الثنائي الشيعي سيحضرها تجنباً لاي تفسير خاطئ عن مقاطعة الحوار بذاته، لكن ذلك لا يعني ان هذا الثنائي لا يشاطر المقاطعين موقفهم ويقف معهم في الدوافع التي املت عليهم المقاطعة، خصوصاً ان "امل" و"حزب الله" هما رأس الحربة في المناداة بإحالة ملف "شهود الزور" على المجلس العدلي. وتوّقعت المصادر ان يكون موقف الثنائي الشيعي منسجماً في اعتبار الجلسة منقوصة التمثيل السياسي والمطالبة بالاتفاق على ارجائها الى موعد آخر من دون التطرّق الى اي موضوع في الجلسة احتراماً لموقف المقاطعين

 

لقاء بين ولي العهد السعودي والحريري

المصدر وكالات/ التقى رئيس الحكومة سعد الحريري ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود في مقر إقامته في أغادير في المغرب . وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" أنه جرى خلال اللقاء استعراض آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في المجالات كافة.

 

حوار "اللون الواحد" اكد مبدأ استمراره والموعد الجديد رهن الاجندات اوساط بعبدا: مظلة وفاقية جامعة ساهمت في حل الكثير من الخلافات الغالبية تستغرب الربط والاقلية تراهن على انقلاب موازين القـــوى

المركزية- الحوار من دون موعد كما مجلس الوزراء. والارجاء سيد المواقف من دون منازع كمخرج وحيد متوافر في انتظار المخرج الحل لازمة بلغ مستوى تعقيدها درجة تكاد تلامس الافق المسدود ،على رغم كل المظلات العربية والدولية الحاضنة والمحتضنة للوضع اللبناني . فباستثناء بعض التسريبات الاعلامية المبشرة بنضوج طبخة الحل في وقت لم يعد بعيدا، وجرعات نسبية ومقصودة من المواقف الرئاسية المتفائلة، لا شيئ يوحي الا بمزيد من التصعيد في ضوء خطوة المعارضة غيرالمسبوقة بمقاطعة هيئة الحوار ردا على ارجاء جلسة مجلس الوزراء لبت ملف شهود الزور. حوار اللون الواحد الذي خرقه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورفعه رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى جلسة حدد مداها لا موعدها قبل 22 الجاري "لمناقشة الاستراتيجية الوطنية الدفاعية بما يضمن صيانة السلم الاهلي المستند الى صيغة العيش المشترك وفقا لروح الدستور والميثاق الوطني"، فتح باب التكهنات على مصراعيه عن طبيعة الصورة التي بدأت ترتسم تدريجا في الافق اللبناني المتجهم بعدما بات بعض اللاعبين السياسيين يرفضون حتى مبدأ الحوار الذي اصر رئيس الجمهورية عليه رافضا اقحامه في بازار السجالات السياسية والمقايضة انطلاقا من كونه حاجة وضرورة لا خيارا.

اللقاءات الجانبية: وعكست حلقات اللقاءات الجانبية الثنائية والثلاثية التي سبقت وتلت جلسة الحوار التي لم تتعد دقائق الساعة الواحدة بين الرؤساء سليمان وبري ورئيس الحكومة سعد الحريري واقطاب قوى 14 اذار مدى حراجة الوضع من جهة والتصميم على الاستمرار في الحوار من جهة ثانية ،وهو ما اكده الرئيس الحريري الذي اسف لتغيب البعض عن الجلسة لأنها حوار بين كل الأطراف حول الاستراتيجية الدفاعية، مؤكدا ان رئيس الجمهورية سيحدد موعداً جديداً، ويجب على كل أعضاء هيئة الحوار أن يشاركوا في الجلسة المقبلة وعدم ربط الأمور ببعضها لأن الاستراتيجية الدفاعية شيء والتهديدات الإسرائيلية ضد لبنان شيء آخر، كما ان الأمور التي تناقش في مجلس الوزراء أمر آخر. واعتبر ان محاولة تبسيط الأمور هي جريمة ضد الوطن مشددا على" وجوب عدم المزايدة على بعضنا البعض لاسيما في ما يتعلق بهيئة الحوار التي بدأها الرئيس بري فنحن نريد أن يستمر الحوار لمصلحة كل اللبنانيين".

بعبدا والحوار: وكشفت مصادرالمتحاورين في بعبدا لـ"المركزية" ان موعد الحوار ترك رهن التشاور لتحديده وفق اجندة المتحاورين، الا ان المؤكد ان الجلسة ستعقد والحوار سيستمر والكل مصر عليه. وقالت لـ"المركزية" ان اهمية جلسة اليوم تكمن في تأكيد مبدئية الحوار وعدم ربطه باي تطور او موضوع، فالهيئة مرجعية ليس في المعنى التنفيذي وانما كمظلة سياسية وفاقية تجمع الاقطاب اللبنانيين لحل اي مشكلة او خلاف. وهي شكلت في اكثر من مرة عاملا مساعدا في نزع فتيل توترات سياسية او اعلامية. وشددت على ان مداخلة الرئيس ركزت على اهمية طاولة الحوار وكان تأكيد وتأييد من قبل الاطراف كافة على استمرارها، مشيرة الى انه لم يصر الى مناقشة اي موضوع لغياب بعض الاقطاب وانحصرت المداخلات السريعة بتأكيد مبدأ الحوار. وعما اذا كان سيناريو جلسة اليوم قد يتكرر في المرة المقبلة لجهة المقاطعة قالت المصادر: في ضوء ما يحصل يبنى على الشيئ مقتضاه.

المعاملة بالمثل: وسط هذه الاجواء، استغربت اوساط في قوى 14 اذار محاولة ربط اقطاب 8 اذار ملف شهود الزور بجلسة الحوار محاولين تطييرها، متسائلة ما علاقة هيئة الحوار التي انشأها الرئيس نبيه بري عام 2006 بهدف جمع الاقطاب والانطلاق في حوار بناء ،بملفات مستجدة هي موضع تجاذب ؟ اما اذا كان منطق الاقلية يقضي باعتماد المقاطعة عند كل مفصل فيمكن عندها للاكثرية ان تعتمد الاسلوب نفسه فتقاطع الحوار لانه لم يبت في الاستراتيجية الدفاعية وجلسات مجلس الوزراء في كل مرة لا تقر مشروعا معينا، واكدت ان هذا المنطق مرفوض ولا يخدم في اي شكل من الاشكال بناء دولة المؤسسات في لبنان.

وقالت الاوساط لـ"المركزية" كيف توفق المعارضة بين اعتراضها على عدم بت ملف شهود الزور في مجلس الوزراء ودعوة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الى مقاطعة لجنة التحقيق والمحكمة الدولية ؟ وخلصت الى القول ان موقف المعارضة هذا يندرج في اطار خطوة سياسية مطلوبة من خارج الحدود.

الـ مع والـ ضد: على صعيد اخر، حذرت مصادر في الاكثرية من تعبير بعض اطراف المعارضة عن مظاهر القوة المفرطة التي يمكن ان تؤدي الى شلّ البلد والاطاحة بكل المؤسسات الدستورية والادارية والقضائية بما فيها الامنية الى حد ما .ونبهت الى خطورة الانعكاسات السلبية التي تركتها موجة التهديدات التي يطلقها هؤلاء والتي لم تستثن موقع رئاسة الجمهورية معتبرة ان في هذا الكلام ما يؤذي صورة لبنان في الخارج وما يشكل خطرا جديا على الوحدة الوطنية في مرحلة ما وخصوصا اذا اقترنت هذه التهديدات باي خطوة من الخطوات التي اشار اليها هؤلاء.وذكرت بان مشاعر الافراط في القوة عاشتها اطراف سياسية وحزبية في اوقات سابقة ولم تؤد الا الى انهيار في تركيبتها .كما لفتت الى خطورة الاساءة الى موقعي رئاسة الجمهورية والحكومة معتبرة ان مشاركة الرئيس بري اليوم في طاولة الحوار هو محاولة لاحياء مظهر من مظاهر المؤسسات الدستورية. واكدت ان غياب بعض القوى عن الحوار لا يسيء الى رئيس الجمهورية فطاولة الحوار لم تستند في اي يوم الى نصاب معين انما ما جرى اليوم يوحي بفرز خطير بين من هم على تواصل مع الدولة ومؤسساتها وبين من يتلهفون الى اسقاطها.

اكثر من مخطط: في المقابل، اكد مصدر في الاقلية لـ"المركزية" ان القرار اتخذ ولا رجوع عنه بالنسبة الى تطيير المحكمة مشددا على اننا لن نرضى بابقاء السيف مسلطا على رقابنا مهما كلف الامر وعلى الحكومة ورئيسها ايجاد المخرج اللائق، غير ان اللجوء الى العنف كما يلوح البعض ليس من ضمن مخططنا فالامن مضبوط، وثمة اساليب كثيرة غيره يمكن ان تحقق غايتنا، من بينها اللجوء الى التصويت الذي سيفضح امر الاكثرية بتحولها الى اقلية مع انضمام النائب وليد جنبلاط الى صفوف 8 اذار بحيث يمكن للاقلية انذاك تطيير الحكومة وتشكيل اخرى تتخذ المناسب من القرارات في هذا الصدد،مؤكدا ان الاوان آن لتعرف قوى 14 اذار ان زمن السيطرة والهيمنة انقضى. وغدا يوم اخر.

قلق دبلوماسي: الى ذلك، نقل سياسيون لبنانيون عن اوساط دبلوماسية غربية قلقها البالغ ازاء ما وصلت اليه الاوضاع اللبنانية من سوء، وابدت خشيتها من ردات الفعل المحتملة على القرار الظني للمحكمة الذي توقعت صدوره في وقت قريب. واكدت اهمية تحصين الجبهة الداخلية اكثر من اي يوم مضى لمواجهة المرحلة المقبلة.

واعربت عن اعتقادها وفق ما ابلغ هؤلاء الى "المركزية" ان الصراع السائد على الساحة الداخلية ما هو الا انعكاس للكباش السياسي الحاد اقليميا ودوليا بدءا من ملف العراق مرورا بفلسطين وصولا الى النووي الايراني، بحيث ان كل تأزم في اي من هذه الملفات بات يدفع لبنان ثمنه السياسي.

ما بين التحقيق والطب: وفي شريط احداث اليوم زيارة فريق من لجنة التحقيق الدولي لنقيب الأطباء شرف ابو شرف في مقر النقابة على مدى ساعة ونصف الساعة وذلك في اعقاب حادثة الضاحية الاخيرة في عيادة الطبيبة ايمان شرارة .وفيما لم يصدر اي تعليق عن الاجتماع اكتفت النقابة بتأكيد الخبر من دون اي تفاصيل اضافية.

 

السيد يعترض على ملاحظات الأمم المتحدة

المركزية ـ علمت "المركزية" ان وكيل اللواء جميل السيد المحامي أكرم عازوري سيقدم إعتراضا على الملاحظات التي قدمتها الأمم المتحدة الى رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي انطونيو كاسيزي على طلب السيد الحصول على ستندات تتعلق بشهود الزور ، ذلك قبيل الأجتماع الدوري لقضاة محكمة الإسئناف الذي يلتئم في تشرين الثاني من كل سنة والمقرر الإثنين المقبل وذلك للبت في إستئناف المدعي العام للمحكمة القاضي دانيال بلمار قرار قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين الصادر في 17 أيلول الفائت، والمتعلق بتسليم اللواء جميل السيد مستندات تتعلّق بشهود الزور، والذي طلب فيه رئيس المحكمة أنطونيو كاسيزي أيضاً استشارة الأمم المتحدة في هذا الموضوع.

 

"الانتماء": الغداء بين سفراء السعودية وسوريا وايران لن ينتج حلا

وطنية - 4/11/2010 - استغرب حزب "الانتماء اللبناني" "توهم البعض من ان مجرد غداء بين سفراء السعودية والسورية والايرانية يمكن أن يكون عصا سحرية وأن ينتج بالتالي حلا جديا وحقيقيا للازمة الراهنة في لبنان". وقال في بيان اصدره اثر اجتماعه الأسبوعي "مع احترامنا للسفراء الثلاثة وتقديرنا لجهود جميع السفراء المعتمدين ، فانه من غير الطبيعي أن تكون آمال اللبنانيين معلقة على اجتماع ثلاثة سفراء وأن تكون سياسات الأطراف السياسيين وتوجهاتهم مبنية على نتيجة هذا الاجتماع". وأسف من "تلهي الرأي العام اللبناني أحيانا بتفاصيل صغيرة وباوهام، مما يجعله ينسى ان لبنان هو مرآة لصراع بين محورين ومشروعين، من جهة محور المشروع السوري - الايراني ومن جهة ثانية محور المجتمع الدولي"، منتقدا "تمسك الطبقة السياسية بزمام القرار من دون محاسبة من الرأي العام".

 

"المستقبل" و"القوات": انتخابات "اليسوعية" سياسية بامتياز

وطنية - 4/11/2010 - شددت قيادتا قطاع الشباب في "تيار المستقبل" ومصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية"، في بيان، على أن "الانتخابات الطالبية في جامعة القديس يوسف "j.s.u" سياسية بامتياز، بين خطي 14 و8 آذار"، منوهين ب"وعي كل طلاب "14 آذار" لأهمية المعركة، وضرورة رص الصفوف، وتوحيد كل الجهود والإمكانيات من أجل تجديد إنتصار العام الماضي وتثبيته، بما يعنيه ذلك من انتصار لروحية "14 آذار" وثورة الأرز المتجذرة في نفوس طلابها، ولمشروع "لبنان أولا" وثوابت الحرية والسيادة والاستقلال، وللحقيقة والعدالة في قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري وقافلة شهداء الاستقلال الثاني". ودعت "كل طلاب ثورة الارز إلى الاقتراع بكثافة ودعم لوائح 14 آذار".

وأكدت القيادتان، إثر إجتماع تنسيقي، في مقر مصلحة طلاب القوات في الضبية مساء الاربعاء، في حضور رئيس مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" شربل عيد ومنسق عام قطاع الشباب في "تيار المستقبل" وسام شبلي، "ان الانتخابات الطالبية في "القديس يوسف"، وغيرها من الجامعات، تكرس متانة التحالف الذي يجمع طلاب "14 آذار"، ومن ضمنهم طلاب "القوات" و"المستقبل"، في سياق إكمال مسيرة ثورة الأرز، في إطار الحركة الطالبية داخل الجامعات، وخارجها دفاعا عن وحدة لبنان وعيشه المشترك وسلمه الأهلي، وصولا إلى تحقيق الدولة القوية القادرة التي تبسط سلطتها على كامل اراضيها وتنعم بالاسقرار الامني المطلوب لتثبيت الشباب اللبناني في أرضه والمساهمة في ازدهاره وانمائه على المستويات كافة".

كما دعت القيادتان كل الاطراف المشاركة في الانتخابات إلى "خوضها تحت عنوان الديموقراطية، واحترام الرأي الآخر، وتجنب الممارسات الاستفزازية التي تسيء إلى صورة الشباب اللبناني، وتقبل النتيجة سواء كانت الربح أو الخسارة بكل روح رياضية".

 

المجلس الشيعي ناقش التطورات الداخلية: المحكمة الدولية ومسارها بات يهدد أمن الوطن ومصيره

ويعطل العمل الجدي للوصول إلى حقيقة جريمة الاغتيال

وضع حد للتعاطي اللامسؤول للمحققين في انتهاك الحرمات

وطنية - 4/11/2010 عقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى جلسته الدورية بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان.

وفي بداية الجلسة تلا المجتمعون السورة المباركة الفاتحة عن أرواح شهداء العراق الذين "سقطوا في العمليات الإرهابية"، ومن ثم تم التداول في الأوضاع الداخلية والإقليمية.

ودعا المجلس جميع القوى السياسية إلى "الاستمرار في الحوار لإيجاد المخارج المناسبة للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد ولمواجهة الأخطار المحدقة بالوطن والمنطقة والاستفادة من التفاهم العربي والمبادرات الهادفة إلى ترسيخ الاستقرار".

وبارك المجتمعون للمسلمين حلول موسم الحج لهذا العام، متمنين لحجاج بيت الله الحرام "التمكن من أداء مناسكهم والعودة إلى بلادهم بأمن وسلام".

البيان

وفي نهاية الجلسة أصدر المجتمعون بيانا الذي تلاه عضو الهيئة الشرعية القاضي الشيخ علي الخطيب وفيه:

"توقف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أمام التحديات التي تواجه لبنان، خصوصا موضوع المحكمة الدولية ومسارها الذي بات يهدد أمن الوطن ومصيره، ويعطل العمل الجدي للوصول إلى الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويحولها إلى إداة تعمل لتهديد الاستقرار الداخلي، ويجعل الدولة مكشوفة أمام المخابرات الدولية والإسرائيلية، فضلا عن وضع اللبنانيين في مواجهة بعضهم البعض، مهددة بفتنة لا تبقى ولا تذر ليحقق للعدو الإسرائيلي ما عجز عنه في كل حروبه ضد لبنان".

ودعا اللبنانيين وقواهم السياسية إلى "التحلي بروح المسؤولية والشجاعة لمقاربة هذه التحديات الخطيرة، والعمل الجاد لمعالجتها حفاظا على وحدة لبنان واستقراره"، مطالبا الحكومة ببت "قضية شهود الزور في أول جلسة تعقدها، وإحالتها إلى المجلس العدلي لما تتضمن من عناصر جرمية أضرت بالوحدة الوطنية وعلاقات لبنان العربية.

وشدد على ضرورة "وضع حد للتعاطي اللامسؤول لمحققي اللجنة الدولية في انتهاك الحرمات والخصوصيات خلافا للأصول القانونية والأخلاقية، ونرى أن ما حدث في إحدى العيادات النسائية على هذا الصعيد إلى جانب تعاطي لجنة التحقيق الدولية خلال السنوات الماضية أكد الإعتقاد بأن المعلومات التي تجمع والتحقيقات التي تجري لا تبغي الوصول إلى الحقيقة وإنما لتحقيق أغراض أمنية وسياسية يستفيد منها العدو الإسرائيلي.

وإستنكر المجلس ما ورد في التقرير الدولي الرابع عشر حول القرار 1701 الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ويعتبر "أن الجيش اللبناني قام بواجبه الوطني في التصدي للعدوان الإسرائيلي، ويحمل الأمم المتحدة المسؤولية المباشرة عن انتهاك العدو الإسرائيلي المستمر للسيادة اللبنانية وآخرها ما جرى من خرق جوي يعد الأكبر بعد حرب تموز 2006".

وأكد ضرورة "تنفيذ ما تعهدت به الحكومة في بيانها الوزاري، والاهتمام بالشأن المعيشي للمواطنين، والعمل على مواجهة مشكلة الغلاء الفاحش والاستجابة للمطالب العمالية".

ودان بشدة ما تعرض له العراق الشقيق من مجازر دامية بحق أبنائه الآمنين مسلمين ومسيحيين، متوقفا عند التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة بما له من دلالات وأبعاد خطيرة، مؤكدا دعوة الشعب العراقي إلى "العض على الجراح، والوقوف صفا واحدا للحؤول دون تحقيق الأهداف المشؤومة لهذه العمليات الإرهابية من زرع بذور التفرقة وتعريض وحدة العراق للخطر، كما يدعو القوى السياسية العراقية إلى الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لإحباط هذه المؤامرة".

كما دان الاعتداءات الصهيونية الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني والمخططات الرامية إلى طرد الفلسطينيين من بيوتهم وأرضهم بغرض توسعة الاستيطان والتي يشكل الاعتداء على قرية أم الفحم إحدى نماذجها الحية الجديدة، كما يحذر من استمرار استهداف المسجد الأقصى وكل المقدسات، ويهيب بالمسلمين في كل مكان أن يقوموا بواجبهم المقدس لحمايتها قبل فوات الأوان".

 

بطريركية الأرمن الكاثوليك:نعاهد شهداءنا الأبرار

الدفاع عن وجودنا المسيحي وحقوقنا المشروعة في العالم

وطنية - 4/11/2010 - استنكرت بطريركية كيليكيا للأرمن الكاثوليك في بيان اليوم جريمة كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد، وجاء فيه:

"مرة أخرى وفي محاولة غادرة وجبانة، طالت يد الإرهاب والظلام الأبرياء المؤمنين من أبناء الطائفة السريانية الكاثوليكية. وللمرة الثانية تتعرض كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد لهجمات وحشية خارجة على القيم الدينية والانسانية، وانتهت العملية باستشهاد أكثر من خمسين من المصلين المسيحيين وثلاثة كهنة من بينهم الأبوان ثائر عبدال ووسيم صبيح وعشرات الجرحى". وتابع البيان:"إننا إذ نستنكر بشدة هذه الجريمة الشنيعة، البعيدة كل البعد عن أخلاقيات المجتمع العراقي والعربي عامة، والتي تأتي ضمن مسلسل استهداف شعب العراق الأبي ووحدة نسيجه الفريد في محاولة يائسة لإفراغ العراق من أبنائه المسيحيين". واضاف البيان:"إننا في الوقت الذي ندين ونستنكر هذه الجريمة النكراء، نعرب عن تضامننا الكامل مع عوائل الضحايا ونعلن عن قلقنا بشأن المواطنين العراقيين عامة والمسيحيين خاصة المتواجدين في المناطق التي تنشط فيها عصابات الجريمة والإرهاب." وقال البيان:"في التاريخ المسيحي كثيرون ترسخ إيمانهم على أثر ما رأوه بأم العين من المعجزات أثناء استشهاد الشهداء بسبب آلام الشهداء وموتهم، وما أظهروه من ثبات واحتمال وصبر. وليس من المبالغة إن قلنا إن الإيمان المسيحي إنتشر فى العالم باستشهاد المؤمنين وليس فقط بوعظ المبشرين وتعاليمهم، فدماء الشهداء روت بذار الإيمان. والإستشهاد لم يكن في نظر المسيحيين ضرورة لا مفر منها، بل كان التعبير الأقصى عن الإيمان والتمسك بالإنجيل الذي يفوق كل شيء، ولو اقتضى ذلك الذهاب إلى أبعد حدود الآلام والموت اقتداء بالمسيح". وختم البيان:"نعزي أنفسنا وأبناء شعبنا الشقيق وطائفة السريان الكاثوليك الكريمة على المصاب الأليم الذي أصابهم ونعاهد شهداءنا الأبرار على المضي قدما على درب الجلجلة والدفاع عن وجودنا المسيحي وحقوقنا المشروعة في العالم أجمع مهما غلت التضحيات، فمع المسيح الحي وتعاليمه، تنشئ الأحزان أفراحا، وتولد الضيقات تعزيات. رحم الله شهداءنا الراقدين على رجاء القيامة وإننا نرفع أيدينا بالدعاء إلى الرب القدير كي يسكنهم فسيح جناته ويحصي أرواحهم الطاهرة مع الأبرار والقديسين".

 

جعجع أمام وفد نواب البرلمان الأوروبي: فريق 8 آذار يريد إلغاء محكمة أقرتها طاولة الحوار

وطنية - 4/11/2010 - استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وفدا من لجنة العلاقات مع دول المشرق في البرلمان الأوروبي، ضم النواب: ماريو دايفيد، ماريسا ماتياس، سعيد الخضراوي، ايلينا انطونيسكو، ريا أومنرويختان وفريدا بريبولز، في حضور سفير الاتحاد الاوروبي باتريك لوران،النائب جوزف المعلوف، مسؤول العلاقات الخارجية في "القوات" جوزف نعمة ومستشار العلاقات الخارجية ايلي خوري. ولفت بيان صادر عن المكتب الاعلامي لجعجع أنه تم التطرق الى مسألتين أراد الوفد الاستفسار عنهما هما المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمحادثات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، فشرح جعجع للوفد ان "المحكمة الدولية أتت نتيجة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تلاها من اغتيالات طاولت شخصيات سياسية عدة. وأوضح أن "المحكمة الدولية طالب بها أكثر من مليون لبناني حين نزلوا الى الشارع في العام 2005 في ما سمي بثورة الأرز السلمية"، مشيرا الى ان "كل الأفرقاء وافقوا على انشائها على طاولة الحوار في العام 2006 حيث لم يستغرق اقرارها سوى خمس دقائق فقط من وقت الجلسة".

ولفت جعجع الى ان "فريق 8 آذار يحاول حاليا الضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري من اجل نقل المحكمة الى القضاء اللبناني لأن هدف هذا الفريق في الواقع هو الغاء هذه المحكمة". وجدد جعجع التأكيد ان "لا وجود لما يسمى ملف الشهود الزور حاليا"، مشددا على ان "المحققين الدوليين هم فقط الذين يقررون اذا كانت شهادات هؤلاء مزورة أو لا". أما في ما يتعلق بمفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، أكد أن "لا حل لكل مشاكل الشرق الأوسط قبل ايجاد حل للقضية الفلسطينية يكمن في قيام دولة فلسطينية مستقلة".

وحث جعجع الوفد الأوروبي على "الوقوف دائما الى جانب لبنان وحكومته ومؤسساته الشرعية بخاصة في الدفاع عن المحكمة الدولية من أجل الوصول الى العدالة والحقيقة".

 

 

السيناريوهات العسكرية تتقدم

المصدر الشرق الاوسط/ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" ان السيناريوهات الأمنية التي تسوّق في لبنان، وتتحدث عن خطط سرية أعدها حزب الله وحلفاؤه للسيطرة العسكرية على بيروت ومناطق لبنانية واسعة، ومقرات رسمية وأمنية ومنازل سياسيين وقضاة، والتي حددت ساعة الصفر لها لحظة صدور القرار الظني في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري , بدأت تتقدم على الحلول السياسية في ظل إخفاقات مساعي الحل، مشيرة إلى ان هذه السيناريوهات بدأت تؤخذ على محمل الجد، ولا سيما أن أي نفي أو توضيح لها لم يصدر عن حزب الله، وهي تعززت أخيراً باعتراف النائب عن حزب البعث عاصم قانصو بوجود مؤشرات على الأرض لتكرار 7 أيار جديد، لا يستثني هذه المرة معراب , ملمحا بأن احتلالها لا يحتاج إلى أكثر من ساعتين . وعلمت الصحيفة أن ثمة سياسيين وقضاة وأمنيين يعتبرون أنفسهم في دائرة الاستهداف، بدأوا باتخاذ الاحتياطات اللازمة، كما أن مقرات أمنية وضعت خططا مشددة ومحكمة للحماية في محيطها وفي الداخل أيضا، تحسبا لمهاجمتها أو اقتحامها بشكل مفاجئ، بينها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التي كانت طيلة الفترة الماضية عرضة للحملات السياسية من فريق الثامن من آذار، وتوج هذه الحملات باستهداف مباشر، عبر شمول مذكرات التوقيف السورية أسماء المدير العام للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ورئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن، وعدد من الضباط . وأفادت معلومات أمنية بأن مسألة الحماية أوكلت إلى وحدات في هذا الجهاز، مدربة تدريبا عالي الكفاءة ومنها فرقة الفهود، التي أخذت على عاتقها مهمة الحماية الخارجية.

 

عباس: الفلسطينيون على الحياد في لبنان

المصدر اللواء /وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الوضع في لبنان بأنه متفجر وصعب، مؤكداً أن الفلسطينيين هم على الحياد في ما يجري لأنهم ضيوف على هذا البلد.

واعتبر عباس في حديث إلى صحيفة "اللواء" أن لا قيمة للسلاح الفلسطيني على الأرض اللبنانية، معتبراً ان من يدّعي أنه يحتفظ بهذا السلاح من أجل الوصول الى حق العودة، فهذه كلمة لا أساس لها من الصحة، بل هي من أجل المتاجرة بالقضية الفلسطينية . وأشار عباس إلى أنه أبلغ الحكومة اللبنانية في أواخر عام 2004 ان السلطة الفلسطينية ستسلم لبنان السلاح المسؤولة عنه في الوقت الذي يريده ، مضيفاً ان هناك سلاحاً خارج إطار مسؤوليته يتبع تنظيمات تحمل السلاح لأسبابها الخاصة لا علاقة للسلطة بها ·

وفي حديث آخر إلى صحيفة "الأنباء" الكويتية , شنّ عباس هجوماً على ايران متهماً اياها بعرقلة عملية التسوية والقيام بدور سلبي تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، واعتبر ان حماس تخضع للفيتو الايراني، مشيراً الى ان ايران هي السبب في عدم توقيع حماس على وثيقة المصالحة المصرية.

وأضاف أبومازن : أقولها صراحة لا نريد ان نخفي الشمس باصابعنا فإيران تتدخل ليس فقط في فلسطين وانما في الخليج لبنان واليمن والمنطقة ككل وتحرك من تستطيع من الأطراف التي ترتبط بها في هذه المناطق وتستفيد من ادواتها لمصالحها وفي صراعها مع العالم . وعلى الرغم من تحميله ايران المسؤولية الا انه أشار إلى انه لا يرى أي تدخل اليوم لسوريا في الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، مؤكداً انه على الرغم من الاختلاف مع دمشق الا ان دعمها الواضح لحماس لا يعني انها تفرض عليها اي سياسة خاصة.

وبشأن الاعلان عن استئناف الحوار بين فتح وحماس في دمشق والمخصص لمناقشة الملف الأمني , تمنى عباس نجاحه الا انه أكد في الوقت نفسه انه في حال طرحت حماس اقتسام الأمن سيتم رفضه، مشدداً على ان الأمن لا يمكن الا ان يكون بيد واحدة ومرجعية واحدة وقيادة واحدة وبالتالي قصة اقتسام الأمن في غزة والضفة أمر مرفوض وغير مقبول اطلاقاً.

 

كاسيزي يأمل بصدور قرار الإتهام في ك1 ومكتب المدعي العام يتحدث عن المستقبل القريب

المصدر وكالات /كشف رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي أنطونيو كاسيزي أنه لا يزال يأمل بصدور القرار الاتهامي في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري خلال شهر كانون الاول المقبل، موضحا أنه لا يعلم في الواقع اي شيء عن موعد صدور القرار·

غير ان اللافت ان كاسيزي وخلال محاضرة افتتاحية لاعمال المنتدى الاعلامي الذي نظمته المحكمة الخاصة لاعلاميين لبنانيين اعطى الانطباع في ثلاث محطات في كلامه بأنه مقتنع بقرب صدور القرار الاتهامي· وإذ اوضح كاسيزي انه صاحب صلاحية في حث المدعي العام على تسريع وتيرة الاجراءات القانونية المؤدية الى ولادة القرار الظني الا أنه اشار الى انه لا يشعر بضرورة إقدامه على استخدام صلاحية الحث هذه في ضوء قناعته بجهوزية المدعي العام للمحكمة الخاصة دانييل بلمار لإصدار قرار إتهامي قبل أن يغمز من قناة الاعلام بالقول <هذا ما أقرأه في وسائل الإعلام>· وقد تعزز إنطباع المشاركين في أعمال المنتدى في لاهاي بقرب صدور القرار الاتهامي من خلال التقاء كلام كاسيزي مع اشارات عبر عنها قائد فريق المحاكمة في مكتب المدعي العام ايكهارد ويتهوبف حين قال إن القرار سيصدر في المستقبل القريب· الى ذلك كشف كاسيزي أنه بصدد الاعلان عن قراره يوم الجمعة المقبل بشأن تنحية او عدم تنحية القاضيين رالف رياشي وعفيف شمس الدين عن الملف المتعلق بدعوى اللواء الركن المتقاعد جميل السيد وطلبه الحصول على بعض اوراق التحقيق الدولي بما يمكنه (اي السيد) من المضي قدما في دعوى ما يسمى شهود الزور امام القضاء اللبناني كما كشف كاسيزي أنه بصدد اعلان قراره الاسبوع المقبل بشأن إختصاص المحكمة النظر في دعوى السيد وفي قرار تسليمه أوراق من التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الحريري· وتعليقا على بعض المواقف التي باتت تشكك في دستورية الاتفاق الموقع بين لبنان والامم المتحدة لانشاء المحكمة الدولية قال كاسيزي إنه كأستاذ في القانون الدولي وليس كرئيس للمحكمة يرى أنه <بموجب إتفاقية فيينا فإن قبول السلطة السياسية ومؤسسات الدولة في التعامل مع اتفاقية موقعة مع طرف خارجي هو اقرار بشرعية هذا الاتفاق بمعزل عن المواقف السياسية منه وبالتالي فإن قبول الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية بإحالة ملف اغتيال الرئيس الحريري الى المحكمة الخاصة بلبنان والتنازل عن سيادتها للنظر في هذه القضية في العام 2009 يعد اقرارا بشرعية الاتفاقية التي تقوم بموجبها المحكمة·

وفي سياق متصل أوضح كاسيزي أن تغيير نظام المحكمة أمر يتم بالإتفاق بين الامم المتحـدة والحكومة اللبنانية معربا عن شكه في أن يحصل إتفاق من هذا النوع·

وسخر كاسيزي من الأنباء حول خضوع المحكمة لضغوط سياسية وقال ممازحا الصحافيين لا ادري لماذا لا يأخذونني على محمل الجد أنا فعلا لا أخضع لأي ضغط سياسي وفي حال شعرت أن هناك ضغوطا لن يكون بوسعي مقاومتها فسأستقيل واعلن على الملأ اسباب هذه الاستقالة· وقال كاسيزي إنه لا يرى سببا لماذا قد يُحدث القرار الاتهامي حربا اهلية في لبنان إذ أن القرار ليس حكما مبرما وبالتالي هو مجرد محطة في مسار طويل يبقى في خلاله الجميع متمتعون بقرينة البراءة داعيا الى التعاون من أجل احقاق الحق والعدالة منعا لاستمرار القتل السياسي· الى ذلك وزع مكتب المدعي العام القاضي دانييل بلمار على المشاركين في اعمال المنتدى قائمة بثماني نقاط في ما يتعلق بملف ما يسمى شهود الزور ابرز ما جاء فيها أن مصطلح شهود الزور غير دقيق قانونيا بالاضافة الى كونه مضللا، وتوضح القائمة انه لا يمكن التثبث مما اذا كان احد الشهود قد كذب بالفعل الا في حال الانتهاء من تقييم كامل الادلة في ختام العملية القضائية· وتشدد القائمة على أن الضباط الاربعة قد أخلي سبيلهم في نيسان عام 2009 بسبب عدم وجود ادلة موثوق بها تمكن من إمكانية الاستمرار في إحتجازهم وتشير القائمة الى أن المدعي العام قد شدد مرارا على ان تقييم موثوقية الادلة بشكل عام وموثوقية الشهود المحتملين بشكل خاص هي جزء من جهد تحقيقي اكبر بكثير جار الان لمساعدة المحكمة الخاصة بلبنان على الوصول الى الحقيقة· وتلفت القائمة الى ان المدعي العام قد اوضح سابقا ان الاتهام من قبل المحكمة سيكون مبنيا على ادلة موثوقة وذات مصداقية مع الاشارة الى ان التعليق على مصداقية الشهود لن يكون امرا ممكنا قبل ان تقول المحكمة كلمتها وتجزم القائمة الموزعة من قبل مكتب المدعي العام على ان الاخير لا يملك الارضية القانونية التي تخوله التحقيق او الادعاء على ما يسمى شهود الزور كما توضح القائمة ان المحكمة الخاصة بلبنان لا تتمتع بالاختصاص للحكم على شهود يحتمل ان يكونو قد ضللوا التحقيق قبل دخول المادة 134 من قواعد الاجراءات اي قبل تاريخ تشرين الاول 2009·

 

مقاومة» شعبيّة لاحتلال حزب اللّه

المصدر الأخبار /تجري في أوساط القوات اللبنانية وتيار المستقبل الاستعدادات لمعركة مع المعارضة السابقة التي أعلنت عدم تعاونها مع المحكمة الدوليّة. وعنوان المعركة: «المواجهة المدنية». يريد فريق 14 آذار استعادة مشهد انطلاقته عبر جعل الناس محرّكه الأساسي، هذا مع افتراض عدم وجود قوى خارجية أو عواصم كانت العنصر الأساسي لتشغيل «ثورة الأرز». يبحث الأكثريون عن أمور تعيد إلى الجمهور حماسته في الانخراط السياسي، ما دفع قيادة 14 آذار إلى بحث مجموعة من الأفكار لإعادة دمج مجموعة من الوجوه في الحياة السياسية وضمن أطر واضحة. على الأقل، هذا ما تهيّئ له القوات اللبنانية التي تقوم بمساعٍ لإطلاق لقاء مسيحي يكون «على يمين الأمانة العامة لقوى 14 آذار».

وصلت إلى معراب منذ أسابيع مجموعة من الشكاوى الشخصية بأن بعض الشخصيات المسيحية مهمّشة ولا تقوم بدورها على صعيد خوض المعركة السياسية. ويقول مطلعون على أجواء رئيس الهيئة التنفيذية، سمير جعجع، إنّ هذه الشكاوى تخطّت إطار التعبير عن الاستياء، وبلغت حد وضع الضغوط على معراب لتنظيم تجمّع يسعى إلى تفعيل دور هذه المجموعة التي يمكن أن تؤدي دوراً قيادياً على صعيد الاختلاط بالناس والظهور في الإعلام.

النظرة القواتية للمعركة المقبلة مع حزب الله يمكن تلخيصها بالآتي: «باستطاعة حزب الله فعل ما يشاء بقوة سلاحه، ليحتلّ المناطق التي يريدها وليفعل ما يشاء، ونحن عاجزون عن ردعه. لكن في السياسة الخناق يضيق على الحزب، وهو بات في بيت اليكّ».

وفي إطار القراءة القواتية للأزمة، يشدد المعرابيّون على أنّه لا مستقبل لقيام حزب الله بانقلاب في الشارع أو بإسقاط الحكومة، فهو بعد تلك المرحلة يعجز عن الحكم أو عن تأليف حكومة جديدة. تدفع هذه القراءة الأكثريين إلى التركيز على المواجهة السياسية والفوز بـ«تأييد الرأي العام». وفي الإطار، يجري الاستعداد لإطلاق تجمّع الشخصيات المسيحية، وغيرها من التجمّعات التي ستكون متخصّصة في الشؤون القانونية. لكن الحديث الأكثري عن المواجهة المدنيّة لا يأخذ الطابع السلمي في كل المجالس. ففيما يشدد القواتيون على أنّ المعركة ستكون في السياسة، ثمة في فريق 14 آذار من يتحدث عن أنّ دخول حزب الله إلى شوارع العاصمة أو غيرها من المناطق، سيحوّله بغضون ساعات إلى «قوة احتلال». أي أنّ هذه المواجهة المدنية، أو الشعبية، يمكن أن تتحوّل إلى مواجهة شعبية مسلّحة، ما يمكن أن يكمّل المواجهة السياسية التي يعدّ لها قسم من الفريق الأكثري.

لكن اللافت أنّ الحديث عن معركة سياسية يدور في مجالس القواتيين، أما الحديث عن «قوة احتلال» فيجري في مجالس قوى حملت مرّة واحدة السلاح وفشلت بغضون ساعات. السؤال عن هذا الانقلاب في المواقف يجيب عنه أكثريّون: لا فرق، «الكل يكمّل بعضه». في الأثناء، عاد عدد من أطراف قوى 14 آذار إلى الواجهة. وبعد طول انقطاع عن الإعلام والكثير من النقد الذاتي نتيجة سلسلة الارتباكات والخسائر السياسية غير الانتخابية يستعيد الأكثريون نشاطهم على اعتبار أنّ معركة جديدة يجري الاستعداد لها.

 

عسيري : لا نتدخل في شؤون أي بلد

المصدر الحياة /أكد السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري رفض بلاده أي تدخل خارجي في شؤونها ، لافتاً إلى أن المملكة بدورها لا تسمح بأن تتدخل في شؤون أي بلد , معتبراً أن تحسّن العلاقات بين الرياض وطهران ليس أمراً غريباً . وأشار عسيري في حديث إلى صحيفة "الحياة" إلى ان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد اتصل بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قبل أن يزور لبنان، وهذا كان له أثر على الساحة اللبنانية، مضيفاً أن السعودية وإيران بلدان إسلاميان مهمان والعلاقات بينهما تاريخية ولا يستغرب أن تتحسن . وأوضح عسيري أن السعودية حريصة على أن يكون الاحترام المتبادل عنواناً لعلاقاتها مع دول الجوار، وهي لا تسمح بأن تتدخل في شؤون أحد كما لا تسمح لأحد بأن يتدخل في شؤونها . وحول اللقاء الذي جمع سفراء ايران والسعودية وسوريا أخيراً, لفت عسيري إلى ان الاجتماع كان اخوياً أكثر من كونه اجتماع عمل، وتخلله بحث في المستجدات على الساحة اللبنانية وأيضاً المستجدات الإقليمية، خصوصاً أن لبنان يتأثر بالجغرافيا السياسية . وأكد عسيري عزمه ونظيريه السوري والايراني على عقد لقاءات أخرى، مشدداً على انه يجب استغلال أي جهد ممكن من خلاله تشجيع كل الفرقاء في لبنان على الحوار البناء وإيجاد مخرج، وتحصين البلد ضد أي تحديات تواجهه. وفي حين أوضح عسيري أن موعد الاجتماع المقبل بين السفراء الثلاثة لم يتحدد موعده بعد بسبب اقتراب إجازة الحج، إلا أنه أكد أن لقاءات مماثلة ستعقد في المستقبل. وعن إمكان أن يكون مثل هذا اللقاء تمهيداً لبدء صفحة جديدة في شكل علاقات هذه البلدان الثلاثة مع لبنان، أضاف عسيري : العلاقات بين البلدان الثلاثة ممتازة وقادتها على تواصل، وهذا ينعكس على أدائنا المهني، وهو ما يجعلنا ننشط على الساحة السياسية، معلناً أن القيادات حريصة على أن تهدأ الأوضاع في لبنان، وأن يكون هناك حوار بين الفرقاء اللبنانيين لتحصين البلد ضد أي مفاجأة.

 

قارب أوكراني يفرّ من زوارق حربية لبنانية إلى إسرائيل

المصدر الأخبار /بعد بضعة أشهر على انطلاق زورق بريطاني من جونية، وتسلّله إلى إسرائيل، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن قارباً شراعياً يرفع العلم الأوكراني تمكّن فجر أمس من الفرار من زوارق حربية لبنانية كانت تطارده، ودخل المياه الإقليمية الفلسطينية المحتلة، دون أن يصدر أي موقف عن قوات اليونيفيل البحرية. ولا يستبعد أن يحمّل التقرير المقبل للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن تطبيق القرار 1701، المسؤولية للزوارق اللبنانية، أسوة بما فعله في تقريره الأخير عندما رأى أن الجيش اللبناني يتحمّل مسؤولية حادثة العديسة، وهو موقف استدعى ردوداً من حزب الله والنائب قاسم هاشم والحزب القومي. وقد اتهم حزب الله بان بالانحياز الكامل لمصلحة العدو، مديناً «الإمعان في استخدام الأمم المتحدة أداة في خدمة المشروع الأميركي الإسرائيلي من خلال موظفين ليس لهم أي هدف سوى إرضاء أسيادهم والتفكير في مستقبلهم الشخصي، دون النظر إلى الدور الذي ينبغي أن يؤدّوه في خدمة الأمم جمعاء». ورأى أن قرار بان «كتب بحبر إسرائيلي وخطته يد أميركية (...) ما يجعل الأمم المتحدة منظمة لا يمكن التعويل عليها، بعد أن أصبحت بالكامل في أيدي أصحاب المشروع المعادي لشعبنا وأمتنا».

 

صقر يحذر من تحويل لبنان لطائرة مخطوفة

المصدر الشرق الاوسط/وصف عضو تكتل "لبنان أولا" النائب عقاب صقر السيناريوهات التي تسوّق وتتحدث عن خطط سرية أعدها حزب الله وحلفاؤه للسيطرة العسكرية على بيروت ومناطق لبنانية واسعة، ومقرات رسمية وأمنية ومنازل سياسيين وقضاة بالترهيبية والتهويلية الرخيصة، التي تدل على ذهنيات سياسية عقيمة، لا تعرف التعاطي إلا بلغة السلاح، وذهنيات إعلامية مستأجرة ومرتزقة منتحلة صفة الإعلام، في حين أنها ذراع مافيوية ليس أكثر . وأسف صقر في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" ألا يرد حزب الله على معلومات حولته من مقاومة إلى ميليشيا في فترة ما، ونقلته بالأمس من ميليشيا إلى مافيا، مشيراً إلى ان هذا الأمر يدل على ان اللبنانيين أمام مشهد تهويلي هابط لا يخدم البلاد ولا يليق بحزب مثل حزب الله، حيث تحول مع هذه السيناريوهات إلى شيء لا يشبه المقاومة . وأضاف صقر : إذا صح هذا السيناريو يكون حزب الله حوّل لبنان إلى طائرة مخطوفة وبدأ يهدد بتصفية ركابها إذا لم يمتثل المجتمع الدولي إلى مطالبه.

 

تأملات حول جريمة كنيسة <سيدة النجاة>

الكاتب فؤاد مطر /المصدر اللواء

يحزن المرء كثير الحزن عندما يتأمّل في هذه الجريمة التي إستهدفت كنيسة <سيدة النجاة> في العراق وكيف أن بضعة مسلّحين جناة شُلَّت أياديهم أطلقوا النار على المصلّين والكهنة فقُتل من قُتل وجُرح من جُرح وساد الرعب بيتاً من بيوت العبادة محرَّم على غير المؤمنين والمصلّين دخولها· والذريعة الى هذه الجريمة واهية ومن عقول تستهدف الإساءة الى الدين الحنيف· وعندما نقرأ بيان <أبطال> العدوان على الكنيسة المنسوب الى <دولة العراق الإسلامية> فإن نسبة الحزن الكبير تمتزج بالإستهجان الأكبر وخصوصاً العبارة التي تهدد المسيحيين في الشرق الأوسط وهي: <لقد أقدمنا نحن جنود وكتيبة الإستشهاديين في دولة العراق الإسلامية على هذا العمل استجابة لنداء الله تعالى ولنداء المستضعَفات من المسلمات المأسورات بأيدي عبَّاد الصليب في مصر كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين· وطلبنا بسيط وواضح: أسيراتُنا عند أبناء ملّتكم في مصر مقابل أبناء ملّتكم المحتجزين عندنا في الكنيسة>· (إشارة الى سيدتين قبطيتين هما زوجتا قسَّين قبطيْين سرت شائعات واسعة حول اعتناقهما الإسلام، الأولى عام 2004 والثانية في تموز 2010) إن جعلتم كنائسكم سجوناً للمسلمات فسنجعلها مقابركم بإذن الله ولن تكون النهاية بقتل الرهائن فحسب بل ستفتحون على أبناء ملّتكم باباً لا تتمنونه أبداً ليس في العراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة>!

في ظل بقايا الإحتلال الأميركي حدثت هذه الجريمة· وفي أجواء الوثائق الأميركية الدموية والمخجلة إستُبيحت كنيسة <سيدة النجاة> فإختلطت الدماء بالصراخ فيما مرتكبو الجريمة يؤكدون للدولة الكبرى التي إحتلَت وللدول الأخرى التي باركت الإحتلال وساندتْه ولرموز العمل الحزبي والسياسي الذين يواصلون كيد بعضهم البعض وإعتماد العناد أسلوباً لممارسة المسؤولية السياسية، إنهم قادرون على أن يفتِكوا بمن يريدون ويجعلون من بيت للعبادة ساحة للفتك بالأبرياء·

مثل هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها في العالم العربي، وحتى في لبنان دفع رهبان في <دير عشاش> ضريبة الدم والخوف، ومثلهم رجال دين في مصر·

ومع كامل الاستنكار والإدانة لمثل هذه الأعمال العدوانية، فإننا نرى أن الكنيسة الكاثوليكية في مقرها في الفاتيكان وبقية الكنائس البروتستانتية والأرثوذكسية في الدول الكبرى مثل روسيا وأميركا وبريطانيا تتحمّل المسؤولية الأساس في ما يجري· ونقول ذلك على أساس أن من واجب رؤساء هذه الكنائس حَثْ رؤساء الدول على النظر في أن مشكلة التطرّف وإلى درجة أن تنظيمات ترتسم فوقها علامات استفهام وتعجُّب كثيرة، تتلطّى وراء الموقف الدولي الذي يتفهّم العدوان الإسرائيلي فيتسامح معه ويرتضي الإحتلال الإسرائيلي للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس فلا يصل اعتراضه الى حَدْ الإدانة· ومن الطبيعي في ظل هذا التراخي أن تنمو نبتة التشدد تُغذيها في أكثر من وسيلة الدوائر الصهيونية وبشكل مستتر من يدري، ويبحث الذين يجنّدون بعض الأفراد لإرتكاب جرائم قتل مثل جريمة كنيسة <سيدة النجاة> في بغداد قبل أمس عن ذرائع واهية لإرتكاب جرائم لا تفيد القضية في شيء·

خلاصة القول إن الإستنكار الذي سمعنا عنه عبارات كثيرة من أكثر من جهة للجريمة التي حدثت لا يكفي· وصلوات رئيس الكنيسة الكاثوليكية البابا بندكت السادس عشر لا تكفي· والمطلوب هو قطْع الطريق على هذا النمط من التشدد، وذلك من خلال إحقاق الحق للفلسطيني وعندها سيصبح من واجب كل مسلم ومسيحي في العالم مطاردة كل من يقترف قولاً أو فعلاً أو جريمة في حق مؤمن·· وبالذات داخل بيوت العبادة·

 

 حوار" و"حرادين"!

الكاتب ميرفت سيوفي /المصدر الشرق

كان "حسين" يركز محاولا فهم النظريات الفلسفية الصعبة المجبر على دراستها في آخر أعوامه المدرسية، وهو شديد الغرام بطرح الأسئلة "الجدلية" العويصة التي لا توصل إلى مكان، إلى أن قررت إجباره على الكف عن طرح الأسئلة حرصا على صحتي العقلية....

بالأمس فاجأني حسين بسؤال أيقظني على واقع لبنان المخيف، الشباب الذين قرروا صرف النظر واختصار حال البلد بأنه "لا أمل"، كأن رأسي "رُضِخ" بصخرة قاسية... سألني حسين ولأول مرة ببراءة كلية لا رائحة تعجيز فيها: "في أمل إنو لبنان يصير منيح"؟ ثم أردف: "إنو في أمل يصير أخضر"؟ وعلى عادته في طرح أسئلة "الجدل البيزنطي": "السؤال الحقيقي... في أمل إنو لبنان يصير عندو دولة"؟!

عجزت عن إجابته وطالبته بالعودة إلى "نظريات واطسون وكوندياك وبرادين"، كانت الوسيلة الوحيدة للهرب من سؤال لا أملك جوابا عليه لأنني لم أطرحه سابقا على نفسي، ولم اصطدم بواقع وجود مسافة هوة بيني وبين لبنان، ربما كان السؤال الحقيقي الذي علي أن أطرحه: ما الفرق بين جيلي الذي عاش الحرب على أصول بشاعتها في لبنان، وجيل حسين الذي سمع عنها منا ويعيش حرب انقسام سياسي لم يتورط إلا قليلا في حروب الشوارع، من "الآخر" من حيث انتهت الحرب؟

هذا واقع لبنان في وقت ما زالت فيه سلسلة من الزعماء تتوارثنا كشعب "أبا عن جد"، وما زال واقع لبنان لم يتغير فالطوائف بالدور تسعى للسيطرة على لبنان، ولم تتعلم طائفة من هزيمة أختها التي سبقتها، أما الأدهى والأمر فهو "الدعوة إلى الحوار" منذ ما يزيد على نصف قرن، نصفها كان سؤالا محوريا في الحرب الأهلية: لبنان عربي أو ذو وجه عربي؟ ويبدو أن نصفه الآخر سيكون في "استراتيجية دفاعية" تحسم أمر وجه وموقع لبنان وهل هو عضو في الجسد الإيراني، ووجهه "ولاية الفقيه"؟

ويحدثونك عن الحوار؟ وفي بلد النكايات "تطيير بتطيير"، في لبنان ليس الفيل وحده يطير ولا العنزة حتى الحردون يطير!! "الحرد" حضر تضامنا بالامتناع عن الجلوس إلى طاولة حوار هي مجرد "أكذوبة" من أكاذيب اللبنانيين على بعضهم البعض، وكله يحتاج إلى تسوية "مخرج" لائق!! البلد يا جماعة ولد يحمل تشوه "خلقي" البلد مولود بلا "مخرج"، وهذا واقع مروع فانسداد الأفق اللبناني الدائم، والبحث الدائم عن تسوية مخارج قادني إلى الحصول على إجابة واقعية لسؤال "حسين" علينا أن نتعايش معها: "لا أمل في أن يصبح للبنان "دولة"، أما ما أزاح عن كاهلي عبء علاقتي بوطني، أننا منذ البداية كنا نعي حقيقة أننا "نتمسك" بلبنان، و"نتمسك" بالإصرار على أن نكون دولة، وحرة وسيدة ومستقلة، ولسبب شديد البساطة فمنذ البداية "الجغرافيا" تحاول أن تفرض نفسها كـ "قضاء وقدر" على لبنان!! ما نعيشه اليوم أشبه بأحد أفلام خيال هوليوود الذي يستعيد "الديناصورات" عندما تهاجم مدينة ما، مع فارق بسيط أن البطولة في مشهد لبنان الهوليوودي لا تحتمل حجم الديناصور لأنه كبير، بالكاد تكتظ الشاشة بـ "الحرادين" وإن طارت وهاجمت وعضت وأصدرت أصواتا مزعجة، وصوت لبنان والفلسفة وأسئلة الشباب أعلى من أصوات "الحرادين"!! > الأسماء الواردة في النص: حسين مواطن لبناني لم يتخط السابعة عشرة من عمره، موريس برادين 1874-1956م، قسيس و فيلسوف ايرلندي اشتهر بمذهبه في اللامادية، أهم آثاره كتاب المعرفة البشرية، جون برودس واطسون، (1878-1958م). عالم نفسي أميركي عرف زعيما لحركة ثورية في علم النفس تسمى السلوكية، ايتين بونو دي كوندياك رائد التنوير الفلسفي في فرنسا...

 

ماذا بعد السفراء الثلاثة وهل تنجح فكرة الانتحار الذاتي؟!

الكاتب الفرد النوار /المصدر الشرق

أكدت اوساط سياسية قريبة من بعبدا، ان «الرئيس ميشال سليمان بات على مشارف اعلان موقف يترجم من خلاله امتعاضه القوي بالنسبة الى ما يصدر عن بعض الجهات من محاولات للقول ان القصد من معادلة «الشعب والجيش والمقاومة» لم تعد تلبّي مطلبها، مع ما يعنيه ذلك من اعتبار رئيس الجمهورية خارج المعادلة السياسية الاساسية المبنية على قاعدة النظام والقوانين المرعية الاجراء! وفي رأي الاوساط السياسية المشار اليها ان «الكلام على محاولات التفاف على الدولة عبر فكرة انقلابية بيضاء او سوداء لا فرق، سيؤدّي تلقائياً الى الطعن مباشرة بكل ما تعنيه الرئاسة الاولى، مع ما يجسّد نقل البلد من حكم المؤسسات الى حكم الغوغاء، بحسب تسريبات مَن يهمّه القول ان الانقلاب على الدولة وارد من غير حاجة الى اعلان تفاصيله، وهذا ما اوردته بعض وسائل الاعلام من دون ان يرف لها جفن خجل او وجل؟!

وفي حال لم يقل بعض مَن يعنيه الامر رأيه في المشروع الانقلابي، هناك مَن يجزم بأن قراراً بمثل هذا الحجم قد يرضي جهات على حساب جهات اخرى، لكنه سيصل في نهاية المطاف الى وضع البلاد أمام خيارات يمكن ان تلبّي مصلحة حزب الله، فيما ستكون خيارات اخرى تكفل منع التعاطي مع الحزب من جانب مَن يعتقد ان بوسعهم تأمين اقنية له مع المحافل الدولية، لاسيما من قبل الحليف الايراني الذي تتحدث مصادر مراقبة عن ان طهران لا ترى حرجاً في حصول انقلاب في لبنان يكفل لها مدّ يد العون على طريقتها الخاصة لاعادة لجم الحزب، خصوصاً عبر مراجع دولية تتحدث بكثير من التشاؤم عمّا يمكن ان يحصل في لبنان فور اعلان حزب الله وضع يده على مؤ«سات الدولة السياسية والعسكرية - الأمنية، هذا في حال وقف الجيش وقوى الأمن الداخلي على الحياد او استنكفت القيادتان عن تلقّي الاوامر بالتصدّي للغوغاء!

والذين علّقوا آمالاً عريضة على نتائج اجتماع سفراء سورية والسعودية وايران امس، لم يصلوا في قناعتهم الى حدّ فهم ما اذا كان في وسعهم ترتيب حلّ معيّن لعقدة المحكمة الدولية، بعدما اثبتت التجارب ان المساعي التي بذلت مع الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا لم تسفر عن ايجابية واحدة، فيما هناك مَن يجزم بأن ردّ فعل الامم المتحدة قد نصح بالتزام القوانين والتمسّك بكل حرف سيصدر عن المحكمة الجنائية الدولية، حيث لا سابقة تقول عكس ذلك، فضلاً عن ان اي تأثير جانبي في مجريات المحكمة الدولية سيضع مجلس الامن الدولي والشرعية الدولية امام خطر اسقاط القرارات واعتبارها وكأنها لم تكن! وتجدر الاشارة بعد هذا العرض المتكرر للنظرة الدولية الى المحكمة ان ثمّة مَن يفضّل انهيار لبنان على ان ينهار مجلس الامن الدولي عن سابق تصوّر وتصميم، طالما ان في وسع المؤسسة الدولية اعادة احياء بلد مثل لبنان بعكس ما ستصادفه من صعوبات واستحالات في حال قبل مجلس الامن الدولي والدول ذات العضوية الدائمة في تدمير الشرعية الدولية والصدقية الدولية لمجرد ارضاء فريق في لبنان او في المنطقة على حساب فريق آخر، من غير ان ينسى احد المشكلة النووية الايرانية مع المجتمع الدولي، حيث ثمّة قرارات قد اتخذت في حق حكومة طهران ينظر اليها المجتمع الدولي وكأنها مقدّمة لما هو اكبر وأوسع وأخطر من قرارات لاحقة مطروحة امام مجلس الامن الدولي!

والذين يهمّهم امر حزب الله وتبرئته من تهمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وغيره من القيادات السياسية والحزبية والعسكرية في لبنان، لابدّ وأن يكونوا مهتمّين بمجالات التعاطي المستقبلي مع الحزب عندما يخرج على الدولة وعلى القانون. وهذا السؤال سبق طرحه في مجال مَن يهمّه ان يغطّي مقدماً على اخطاء الحزب من حلفائه الذين يسرّهم القول إن المعارضة تضم نصف اللبنانيين. وهؤلاء يتصرفون طوعاً وكأن النصف الآخر من دون رأي او حيل. وهذا خطأ مقصود من قبل قوى 8 آذار، ترى من خلاله ما يؤهّلها إلى أن تنفذ انقلاباً وهي تعرف مُسبقاً أنه يمكن ان يصل بها وبلبنان الى حدّ الانهيار؟! امس، كان موعد اجتماع سفراء سورية والسعودية وايران، واليوم موعد جلسة مجلس الوزراء التي أرجئت لتجنّب محاذير النظر في ملف «الشهود الزور»، حيث يستحيل في الحالين توقّع حلّ ايجابي في مستوياته الأدنى؟! كذلك، فإن جلسة الحوار اليوم لا توحي بأن امورنا الداخلية سائرة من حسن الى حسن، فيما الحاصل بحسب اجماع المراقبين أننا نتّجه نحو الأسوأ الذي يوحي بوجود ما يتجاوز النيات السيئة لغايات القصد منها معروف من دون حاجة الى تحديد ماهية السلبية المشغول عليها؟!

 

حركة الناصريين الأحرارالمكتب الإعلامي الناصريون الأحرارجريمة كنيسة سيدة النجاة في العراق عمل إرهابي والإسلام براء من مرتكبيها

أدانت حركة الناصريين الأحرار العمل الإجرامي الذي حصل في كنيسة سيدة النجاة في العراق معتبرة إياه حلقة في مسلسل ترهيب الأخوة المسيحيين لتهجيرهم من وطنهم وتشتيتهم إستكمالاً لمؤامرة تفتيت العراق وتشويه الواقع الحقيقي لأهمية تواجدهم في الشرق الذي لا بد منه .وأكدت بأن كل الأديان السماوية ترفض إراقة الدماء البريئة والدين الإسلامي براء من هؤلاء المجرمين الذين يتسترون وراء قناعٍ كشفهم وكشف زيف إدعاءاتهم . فأمثال هؤلاء يجب مواجهتهم لأنهم يؤثرون سلباً على أخلاق الدين الإسلامي وسماحته أولاً وعلى أهمية التعايش الإنساني بين مختلف الأديان ثانياً.واعتبرت الحركة جريمة كنيسة النجاة في العراق عملاً إرهابياً مستنكراً ومداناً لا بد من مواجهته وإفشال مشروعه ومخططه.وإذ توجهت بأحر التعازي من ذوي الضحايا ، فحذرت الحركة من خطورة استمرار عمليات استهداف الأخوة المسيحيين في العراق التي قد تمتد الى المنطقة كلها في حال التراخي والتساهل في التعاطي مع هذا الأمر ، مؤكدة بأن الساحة اللبنانية محصنة حول هذا الموضوع لأن الأمور بمختلف مقاييسها لا يمكن مقارنتها بالوضع على الساحة العراقية في هذا الشأن

 بيروت / 4-10-2010 www.nasseryounahrar.org info@nasseryounahrar.org: +9613348602

 

رسالة إلى بان

الديار/بعد الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي والتي خصصت لمناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول مجريات تطبيق القرار 1559 شهدت أروقة الأمم المتحدة مزيداً من الإتصالات بين دبلوماسيين في الأمم المتحدة وبين عدد من أعضاء اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة، حيث علمت الديار أن المجلس العالمي لثورة الأرز واللجنة اللبنانية الدولية لدعم القرار 1559 بعثت برسالة خطية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلبت فيه وفي ضوء المستجدات الطارئة في لبنان، ولا سيّما في ضوء تصاعد الهجوم ضدّ عمل المحكمة الدولية وإستباقاً لأي ردّ فعل قد يحصل على الأرض، للمنظمة الدولية بالعمل على وضع لبنان تحت صلاحية الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة من أجل العمل على نزع السلاح من أيدي الميلشيات والمنظمات الإرهابية على الأرض اللبنانية والعمل على ضمان مستقبل لبنان كجزء من السعي لتحقيق الإستقرار في المنطقة والعالم.

 

رسالة من اللّوبي اللبناني إلى بان كي مون تُطالب بوضع لبنان تحت الفصل السابع

تصعيد واشنطن تجاه سوريا وإيران خطوة وقائية ضمن ثوابت معروفة

واشنطن ــ جنى عساف/الديار

صعدت الولايات المتحدة لهجتها طوال الأسبوع الماضي تجاه سوريا من الباب اللبناني الواسع وتحديداً من نافذة المحكمة الدولية التي تحقق في إغتيال رئيس الوزراء الأسبف رفيق الحريري. ولعلّ المفارقة في هذا التصعيد أنه يأتي بعد سلسلة لقاءات سورية أميركية رفيعة المستوى في نيويورك وواشنطن، ولئن كانت الإدارة الأميركية الحالية أعلنت منذ وصولها إلى البيت الأبيض عن إنفتاحها للحوار مع سوريا إلا أن مصادر دبلوماسية مطلعة في واشنطن تؤكد أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تبقى أسيرة برامج وخطط وضعتها لنفسها مهما تغير شكل الحكم وأشخاصه في أميركا، وعلى الرغم هذا التقييم المعروف لأداء الدبلوماسية الأميركية إلا أن المفاجأة تمثلت في توقيت رفع وتيرة الخطاب الأميركي الرسمي ضدّ سوريا وتصوير الأمر مجدّداً بأن شغل الشاغل للولايات المتحدة هو الدفاع عن سيادة لبنان وإستقلاله.

تعتبر المصادر الدبلوماسية أن هناك سببين رئيسيين وراء تصعيد هذه اللهجة تلخصهما وفق الآتي:

أولاً: بعدما وجدت الإدارة الأميركية الديمقراطية أنها ستحقق تراجعاً ملموساً في الإنتخابات النصفية التي جرت الثلاثاء وأدركت أن النهج المتشدّد بدأ يطل برأسه من جديد في أروقة الكونغرس، عند هذه النقطة أرادت الإدارة الأميركية الذهاب بعيداً في ملاقاة مثل هذا التوجه لدرجة المغالاة في تصعيد المواقف ببعديها الداخلي والخارجي ومن أجل أن تبقى تدير دفة الحكم إلى حين الإنتخابات الرئاسية المقبلة بعد عامين، فكان الملف الأول الخارجي هو محور العلاقة السورية -الأميركية من خلال البوابة اللبنانية، وكان لافتاً هو إضطرار الخارجية الأميركية إلى كشف ما أبلغته للمسؤولين السوريين لجهة أن الولايات المتحدة كانت واضحة جداً حول توقعها أن تلعب سوريا دورا أكثر إيجابية في المنطقة. وأنها أعربت عن قلقها العميق للتدخل السوري المستمر والذي يؤثر على سيادة لبنان ولكن الخارجية الأميركية لم تقطع الأمل بإعادة إرسال السفير الأميركي إلى سوريا لكنها رسمت لهذه العودة محورين يتمثل أولهما بإبداء الولايات المتحدة مباشرة قلقها من السياسة السورية في المنطقة، وثانيهما ربط تحسين العلاقات الثنائية بمقدار ما تقدم سوريا على لعب دور أكثر إيجابية في المنطقة.

ثانياً: تشير المصادر الدبلوماسية إلى أن التصعيد الأميركي تجاه سوريا سببه أيضاً الملف الإيراني في ضوء تعثر مزدوج تمثل في عدم إقناع سوريا بفك تحالفها مع النظام الإيراني، وفي عدم جدوى العقوبات الدولية المفروضة على إيران في ثنيها عن الإستمرار في تطوير برنامجها النووي والدخول مجدداً في مفاوضات مع دول مجموعة الست للإتفاق على مخرج معين لأزمة هذا البرنامج.

فمن هنا يأتي القلق الأميركي الرسمي المعلن من سلوك سوريا وإيران إزاء لبنان، وخصوصاً في مسألة التناغم الإيراني -السوري في العمل على التهجم على المحكمة الدولية، وفي التركيز مجدداً على مسألة توفير الجارية الأسلحة إلى حزب الله ووصفته صراحة بأنه انتهاك لسيادة لبنان.

وفي موازاة ذلك تعتبر المصادر الدبلوماسية أن هنا تأثيراً للولايات المتحدة على السعودية لكي لا تذهب بعيداً في عملية تطبيع علاقاتها مع سوريا، بحيث لاحظت المصادر الدبلوماسية دخول الولايات المتحدة الأميركية على خط العلاقة بين سوريا والحكومة اللبنانية لا سيما بعد لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري مرات عدة الرئيس السوري بشار الأسد من خلال عدم إقرارها بأن هناك تحسناً طرأ على علاقة الحريري مع الأسد، أو حتى على علاقة البلدين على الرغم من إقرارها بأن لبنان وسوريا بلدان جاران ولديهما تاريخ مشترك ولكن واشنطن رأت وجوب أن تحترم سوريا سيادة لبنان وامنه.

وشدّدت المصادر الدبلوماسية المطلعة على أن القلق الأميركي الجدي من إستمرار تزويد حزب الله بالسلاح ينبع حقيقة هذه المرة - وليس كما كان سائداً في الإدارة السابقة- من منطلق الحرص على تلافي أي تصعيد إقليمي، حيث تعتبر الولايات المتحدة بشكل رسمي أن هذه الأسلحة تقوض سيادة لبنان لأن السيادة بحسب المفهوم القانوني تتجسد من خلال إحتكار القوة بيد الدولة وحدها، ولذلك يأتي التركيز على أن أي سلاح خارج هذا التعريف يقوض سيادة الدول ويضعف قدرتها على حماية شعبها، وهنا رأت الخارجية الأميركية ، أن تمكين سوريا وايران من حيازة وتزويد حزب الله بالسلاح أدى إلى صراع إقليمي قبل أربع سنوات فقط.

وتعتبر المصادر الدبلوماسية أن تصعيد الولايات المتحدة موقفها ضدّ سوريا ينطلق أخيراً من سعيها الدؤوب للدفاع عن عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعدما دعمت قيام هذه المحكمة من أجل ما تعتبره التحقيق في جرائم بشعة، وانهاء الغموض المصاحب لها، معتبرة أنه ما لم يتمكن اللبنانيون من انهاء الغموض الذي يلف هذه الجرائم، فمن الصعب تحقيق السلام والاستقرار اللذين يستحقهما كل الشعب اللبناني، وتشير المصادر الدبلوماسية إلى أنه تحت هذا العنوان السياسي العريض لجهة وقف ما تعتبره واشنطن السعي لكشف الغموض حول الجرائم التي وقعت في لبنان، فإنها في المقابل تحرص على التأكيد أنها لم ولن تسعى للتأثير على عمل المحكمة الدولية الخاصة بلنبان، وأنها لم تمارس اي ضغوط على المحكمة على الاطلاق، وهي تشير إلى أن المحكمة انشئت بطلب كانت تقدمت به الحكومة اللبنانية للامم المتحدة، وانها محكمة مهنية ومستقلة وتعمل بتفويض من مجلس الامن الدولي وبدعم من المجتمع الدولي.

 

هاشم والقومي دانا تقرير بان كي مون

<حزب الله>: تحميل مسؤولية العديسة للجيش انحياز للعدو

دان <حزب الله> المواقف المنحازة التي ضمنها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريره الـ14 حول القرار 1701 وتحميله الجيش اللبناني مسؤولية حادثة العديسة، واعتبر الحزب أن <تقرير كي مون منحاز بشكل كامل لمصلحة العدو الصهيوني، ويقف فيه مع الجلاد ضد الضحية، وهو موقف غير مفاجئ لطالما عودنا بان كي مون عليه>·واستنكر الحزب <تعامي الأمم المتحدة وأمينها العام عن الجرائم الصهيونية المتصاعدة في لبنان وفلسطين، وتسلح كيان العدو بالأسلحة النووية تحت نظر وسمع المؤسسات الدولية التي لا تحرك ساكناً في هذا الموضوع>·كما دان <الإمعان في استخدام الأمم المتحدة كأداة في خدمة المشروع الأميركي - الإسرائيلي من خلال موظفين ليس لهم أي هدف سوى إرضاء أسيادهم والتفكير بمستقبلهم الشخصي دون النظر إلى الدور الذي ينبغي أن يؤدوه في خدمة الأمم جمعاء>·ورأى الحزب أن <هذا القرار كتب بحبر إسرائيلي وخطته يد أميركية، وهو الأمر الذي بات غير مفاجئ، ما يجعل الأمم المتحدة منظمة لا يمكن التعويل عليها، بعد أن أصبحت بالكامل بأيدي أصحاب المشروع المعادي لشعبنا وأمتنا>· < وعلق النائب قاسم هاشم على تقرير بان كي مون حول القرار 1701، مشيراً إلى انه <لم يأت الامين العام وتقريره بجديد، بل كان نسخة عن التقارير السابقة والمتطابقة لتقارير 1559، مما يُؤكّد الانحياز الدائم للعدو الإسرائيلي والالتزام بتوجيهات وإملاءات الإدارة الأميركية وسياستها التي لا تفعل إلا ما يخدم الكيان الصهيوني>·واعتبر انه <لم ولن ينتظر اللبنانيون تقرير ورأي الأمين العام حول المواجهات البطولية التي خاضها الجيش الوطني اللبناني في بلدة العديسة، وان القيام بالواجب الوطني لا يحتاج إلى قرار مون ومنظمته، ولقد أثبتت التجارب الطويلة أن رهان لبنان واللبنانيين لن يكون الا على عوامل قوتهم الذاتية، على مثلث الكرامة جيشاً وشعباً ومقاومة>·

< اعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي، تعليقاً على ما تضمنه التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول القرار 1701، ان <فحوى التقرير يؤكد مرة جديدة مدى خضوع هذه المنظمة الدولية، بمختلف مواقعها الإدارية، للاملاءات الصهيونية - الأميركية· فتقرير بان كي مون الجديد يكشف حقيقة سعي الأمم المتحدة للانابة عن العدو الصهيوني في تحقيق الأهداف التي عجز هذا العدو عن تحقيقها في عدوانه على لبنان عام 2006، بفعل انتصار المقاومة وتكاملها مع الجيش والشعب، وبفضل الدعم المطلق الذي يلقاه لبنان من قوى الصمود وعلى رأسها سوريا>·

 

الحسابات الجدية إقليمياً وداخلياً تبرز صورة مختلفة للأخطار

هل هناك استسهال في الكلام عن اتجاهات انقلابية ؟

النهار/روزانا بومنصف     

لا يوفر السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي فرصة منذ اعداده لزيارة الرئيس محمود احمدي نجاد اخيرا للبنان من اجل التأكيد انه لا يتوقع انقلابا على الوضع او انفجاراً امنياً في لبنان وان الامور ستذهب الى التهدئة والاستقرار على نحو يناقض الى حد بعيد الاجواء التي يوحي بها "حزب الله" في خطابه او في اعلامه . ويفترض من يعتقد بان هناك مونة كبيرة لايران على "حزب الله" باعتباره المعني بالقيام انقلاب او اي امر اخر اعتراضا على المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ان هناك حدودا رسمتها ايران للحزب لن يكون سهلا تخطيها من دون موافقتها انطلاقا من اعتبارات عدة معروفة او ان ليس من مصلحة ايران الايحاء بانها تشجع على اي انقلاب في لبنان او اي حركة عسكرية تؤثر على نظامه. الامر الذي يعني ان هناك تبعات اقليمية ودولية بالغة تدركها ايران على نحو جيد وتتعاطى معها على هذا الاساس. ولا تستهين مصادر ديبلوماسية وسياسية بالضغوط الكبيرة التي يتعرض لها الوضع في لبنان من جانب الحزب وحلفائه المحليين والاقليميين على خلفية الموقف من المحكمة والتي تترجم تعطيل عمل الحكومة والمؤسسات وصولا الى تعطيل جلسات الحوار برئاسة الرئيس ميشال سليمان علما ان هذا التعطيل لا يقتصر على التأثير على مصالح فريق الاكثرية وجمهوره من دون باقي الافرقاء وجماهيرهم المؤيدة بل يطاول مصالح جميع اللبنانيين في كل المناطق ومن كل الفئات والطوائف والذين يئنون تحت وطأة انشغال المسؤولين بحروبهم السياسية العبثية عن الاهتمام بشؤون الناس ومطالبهم. الا ان هذه المصادر تتساءل عما اذا كان هناك استسهال في الكلام على سيطرة او انقلاب على النظام في لبنان او على الامساك بالوضع فيه نظرا الى المترتبات البالغة الخطورة ليس على الصعيد اللبناني المحلي بل على صعيد الحسابات الاقليمية للدول المعنية بالافرقاء في لبنان وبما يعنيه لهم.

فالوضع صعب لا بل خطير الى حد بعيد في ضوء احتمالات التصعيد السياسي او احتمالات اللجوءالى العنف. لكن احداً لا يناقش امكانات "حزب الله" او قدراته العسكرية التي يتحدى بها اسرائيل التي هي اقوى من لبنان باضعاف لكن هذه المصادر تتساءل كيف يمكن الحزب ان يتساهل ازاء كلام يوحي او يتحدث عن امكان تحويل سلاحه الذي قال دوما انه موجه للدفاع عن لبنان ضد اسرائيل وليس موجها للداخل نحو السيطرة على المؤسسات في الداخل؟ فهذا كلام يسيء اليه في الدرجة الاولى وهو الذي رد بعنف على التقرير الاخير للامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن القرار 1559 كما فعل سابقا بالنسبة الى هذا القرار الذي يعتبر الحزب ميلشيا ينبغي نزع سلاحها وتسليمه للدولة اللبنانية لان هذا الكلام يعني انزلاقاً عن وضع "المقاومة" الى ما يرفضه الحزب علنا حتى لو ان الامر يتصل بالدفاع عن نفسه ازاء قرار ظني مفترض سيصدر عن المحكمة الدولية. فاذا لجأ الحزب الى الخيار الذي يتم الحديث عنه قد لا يهمه كثيرا التوقف عند هذا التحول لانه قد يبرر ذلك بانه سيحول لبنان كله الى مقاومة لكن صورته الراهنة تأثرت كثيرا حتى الان نتيجة هذا الكلام خصوصا حتى لو لم يتم اللجوء الى العنف في الداخل.

وتتوقف هذه المصادر عند نقطتين في طبيعة المنطق الذي يستسهل الحديث عن تغيير الوضع بالقوة وتخويف اللبنانيين تتصلان بوضع الحلفاء الاقليميين للحزب اي سوريا وايران ومصلحة كل منهما في حصول امر مماثل. فبالنسبة الى ايران تثار تساؤلات كثيرة قد يكون من ابرزها اذا كان انكشاف الوضع اللبناني على سيطرة حزبية مؤيدة لها على مؤسسات الدولة لن تطلق يد اسرائيل او تشجعها على توظيف الفرصة من اجل القيام بما تطمح اليه منذ وقت ليس قصير اي شن اعتداء على المفاعلات النووية الايرانية في ظل انشغال عن الجبهة الشمالية لاسرائيل بالوضع الداخلي فضلا عن امكان تحول دول الخليج في ظل احتمالات من هذا النوع الى التساهل مع عبور الطائرات الاسرائيلية لاجوائها لضرب المفاعلات الايرانية علما انها وقفت ضد اي احتمال سابق من هذا النوع ولا تزال وان كانت تعترض وتستاء من التوسع الايراني في بعض دول المنطقة. فالوضع في العراق مأسوي وصعب بناء على محاولات التأثير الايراني في فرض الحكومة التي تناسب ومصالحها والتي لا توافق عليها الدول العربية المؤثرة. وهذا الوضع يشكل نموذجا لا يمكن تجاهله ازاء احتمالات قبول تغيير الوضع في لبنان قسريا على النحو الذي حصل في العراق.

وتثار مسائل مماثلة بالنسبة الى مصلحة سوريا في حصول امر مماثل ولو انه بدت في كلام الرئيس السوري اخيراً ايحاءات تصب في هذا الاطار من خلال كلامه عن الانعكاسات المحتملة للقرار الظني للمحكمة. ومع ان كثرا يأخذون في الاعتبار طموح سوريا الى الامساك بالوضع اللبناني كما قبل 2005، فان هناك علامات استفهام كبيرة حول السيناريوات الممكنة التي تسمح بذلك وتلك التي لا تجعل من لبنان عراق اخر يبدو النفوذ السوري فيه واقعا ولكن محدودا في ظل سيناريوات السيطرة التي يتم تداولها اعلاميا وسياسيا.

وهناك عوامل اخرى داخلية لا تقل اهمية قد يكون اهمها ان العنف لن يغير القرار الظني بل سيفتح ابواباً جديدة على مخاطر كبيرة لا مجال للدخول في تفاصيلها. لكن هذا كله في حسابات تقول انها تعتمد المنطق البسيط للمعطيات السياسية ليس الا.

 

ما دام محكوماً باستمرار من الخارج القريب والبعيد

كيف يكون لبنان سيّداً ليحكم نفسه بنفسه ؟

النهار/اميل خوري     

إلى متى يظل لبنان محكوماً من الخارج القريب والبعيد وغير قادر على ان يحكم نفسه بنفسه؟ في الماضي كان محكوماً من الدولة العثمانية وجربت لحكمه نظام القائمقاميتين الذي لم يدم طويلاً. ثم جربت نظام المتصرفية الذي عمّر وتميز بالامن والاستقرار بحيث كانت مقولة "هنيئا لمن له مرقد عنزة في جبل لبنان". لكن الوضع الاقتصادي كان صعبا جدا فحمل العديد من اللبنانيين على الهجرة. ثم حكم بواسطة الانتداب الفرنسي فكان الحكم الذي اقام المؤسسات والنظام والامن.

وفي العام 1943 نال لبنان استقلاله وبدأ تجربة ان يحكم نفسه بنفسه، فكانت تجربة ناجحة نسبيا، ولم يكن للخارج تدخل في شؤونه الداخلية الا في الانتخابات الرئاسية واحيانا في الانتخابات النيابية فكان لهذا الخارج يد في اختيار رئيس الجمهورية، بدون تدخل مباشر في الشؤون الداخلية الاخرى.

واستمر الوضع في لبنان على هذا النحو الى ان وقعت الحرب عام 1975 والتي لم تتوقف الا بعد الاتفاق على دستور جديد للبنان تم التوصل اليه في الطائف، وباخضاع لبنان لوصاية سورية دامت ثلاثين عاما وكانت هذه الوصاية هي التي تختار رئيس الجمهورية وتشكل الحكومات وتعين الموظفين ولا سيما في وظائف الفئة الاولى. وفي العام 2005 انتهت هذه الوصاية بانسحاب القوات السورية من كل الاراضي اللبنانية وكان هذا الانسحاب بمثابة استعادة لبنان لاستقلاله وسيادته وحريته بحيث يكون قادراً على ان يحكم نفسه بنفسه. لكن تبين ان الوصاية السورية استطاعت خلال حكمها زرع حلفاء لها واصدقاء في لبنان من مذاهب ومناطق عدة يعملون بتوجهاتها وينفذون تعليماتها، الامر الذي حال دون التوصل الى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية لان هؤلاء الحلفاء استطاعوا تعطيل كل جلسة مخصصة لاجراء هذا الانتخاب، ولم يكن في الامكان ايضا حتى التوصل الى اتفاق على تشكيل حكومة رغم اجراء انتخابات نيابية انبثقت منها اكثرية واقلية، لان التدخل الخارجي المتعدد الجهة حال دون ذلك كما هو حاصل حاليا في العراق، ولم يكن في الامكان اخراج لبنان من ازمة الفراغ الرئاسي والفراغ الحكومي الا بعقد مؤتمر في الدوحة شارك فيه المعنيون بالوضع من زعماء لبنانيين ومسؤولين في دولة عربية. وعاد لبنان الى ما كان عليه، اي لبنان المحكوم من الخارج والعاجز على ان يحكم نفسه بنفسه لان الزعماء فيه توزعوا في ولائهم بين هذا الخارج وذاك للاستقواء به علّ فريقا منهم ينتصر على فريق آخر فتكون له السلطة وان بوصاية خارجية مقنّعة.

واذا كان الخارج في الماضي واحداً اي تركياً او فرنسياً أو بريطانياً او أميركياً وكان ايضا مصرياً أو اسرائيلياً أو سورياً فإنه بات الآن خليطاً متعدد الهوية، أي اميركياً واسرائيلياً وفرنسياً أو سورياً وسعودياً وايرانياً، بحيث لم يعد في امكان الحكم في لبنان اتخاذ قرار لا سيما في المواضيع الاساسية والمهمة، الا اذا اتفق هؤلاء على اتخاذه، والا كانت الساحة اللبنانية مكاناً لصراعاتهم وتجاذباتهم السياسية التي قد تبلغ حد الاصطدام المسلح ويكون اللبنانيون بكل اسف وقوداً له كما كانوا في الماضي عندما بلغت الصراعات بين المحاور هذا الحد.

وها ان لبنان الذي يقال عنه انه سيد حر مستقل يدير الحكم فيه خارج من هنا وخارج من هناك، وهو ينتظر ما تريده الولايات المتحدة الاميركية وما تريده مصر والسعودية وسوريا وايران. فاذا اتفقت هذه الدول على رأي واحد ارتاح لبنان واراح وان اختلفت ارتبك... واضطرب الامن فيه...

والغريب ان اللبنانيين لم يعودوا ينتظرون ما يقرره زعماؤهم في مجلس الوزراء او في مجلس النواب او في هيئة الحوار الوطني، بل ينتظرون ماذا تقرره الادارة الاميركية او القيادة السعودية او القيادة السورية او القيادة المصرية لا بل اخيرا وليس آخرا القيادة الايرانية ليصدر القرار المطلوب صدوره حول اي موضوع اساسي ومهم. لا بل باتوا ينتظرون ماذا سيقرر سفراء السعودية وسوريا وايران لدى لبنان في موضوع شهود الزور وفي موضوع القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، ولا يكون له تداعيات تنعكس سلبا على السلم الاهلي وعلى الاستقرار في لبنان. فاذا توصل كل هؤلاء الى اتفاق نعم لبنان واللبنانيون بالامن والراحة والهدوء والاستقرار، واذا اختلفوا اصيبوا بالذعر والقلق وراحوا يفكرون بتأمين لقمة العيش وبمصير ما ادخروه وبالهجرة مجددا...

هذا الوضع الشاذ الذي يعيشه لبنان واللبنانيون يكذب القول بان الدولة اللبنانية هي دولة حرة سيدة مستقلة خصوصا عندما لا يكون حتى القرار العادي ليس في يدها وحدها بل يشاركها في اتخاذه اكثر من خارج قريب او بعيد.

لقد كان لبنان محكوماً في الماضي من دولة واحدة يتفاهم معها او يختلف معها فأصبح الآن محكوماً من دول عدة عليه ان يتحمل نتائج اتفاقها او خلافها. فإذا صار اتفاق فقد يكون على حساب استقلاله وسيادته وحريته، واذا صار خلاف فقد يكون على حساب امنه واستقراره وازدهاره...

يقول مرجع ديني تعليقاً على هذا الوضع الشاذ والمؤسف، لو ان الزعماء اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم كان ولاؤهم للبنان وحده من دون سواه وكانوا يأتمرون بما يخدم مصلحة وطنهم، وليس مصلحتهم ولا مصلحة اي خارج، لما كانوا في حاجة الى عقد لقاء تارة في الطائف وطورا في سان كلو في فرنسا او في الدوحة، ولا انتظار ما سيتقرر في لقاء قمة سورية – سعودية، او سورية – ايرانية او سعودية – مصرية وما سوف يسفر عن انتخابات تجرى هنا او هناك في دول العالم، بل كان في امكانهم ان يلتقوا هم داخل المؤسسات الدستورية ويقرروا ما يرضي ضميرهم وينفع وطنهم. فمتى يصير في امكانهم ان يفعلوا ذلك ويحكموا انفسهم بانفسهم في دولة سيدة حرة مستقلة؟

السفيرة البريطانية في لبنان فرنسيس غاي قالت في "مركز عصام فارس" ان مشكلة اللبنانيين الاساسية انما في طلبهم النصيحة دائما من الخارج"...

وكان الرئيس الحريري سأل النواب في الاستشارات لتأليف الحكومة "اي وطن نريد قبل ان نبحث عن اي حكومة نريد" ودعا البطريرك الكردينال صفير اللبنانيين غير مرة الى ان يكونوا في اتجاه واحد لحماية بلدهم، فخطأهم انهم يوكلون امورهم للآخرين، والرئيس ميشال سليمان دعا اللبنانيين الى ان يكونوا مسؤولين عن ادارة شؤونهم بانفسهم والا ظل لبنان كما يقول احد الاعلاميين قبائل طائفية متهادنة حينا ومتناحرة احيانا وألسنة زعمائهم طويلة في الداخل وآذانهم تدار من الخارج، زعماء قبائل لا يعرفون كيف يحكمون بلادهم ولا يتركون غيرهم يحكمها بحيث تحول لبنان شققا مفروشة نستطيع ان نستأجرها، والسياسة فيه اكياساً طائفية والزعامات كثباناً رملية تتحرك مع هبوب الريح".

الواقع ان الخارج القريب والبعيد اذا كان يريد فعلا لا قولا ان تقوم دولة في لبنان، تحكم نفسها بنفسها فما على هذا الخارج سوى ان يوعز لجماعته في لبنان بان يسمعوا كلمة الدولة اللبنانية وينفذوا قراراتها ويخضعوا لسلطتها وقوانينها كما فعل الرئيس عبد الناصر مع جماعته في لبنان في عهد الرئيس فؤاد شهاب تسهيلاً لمهمته. يبقى ان اقامة دولة امر سهل لكن خلق امة امر صعب جدا كما قال مفكر تركي.

 

هيئة الحوار أو هيئة الحرب "الوطنية"... "الموتور" أهم، الحوار الوطني الى أين؟

النهار/غسان حجار      

كان السؤال أمس، هل تعقد جلسة هيئة الحوار الوطني أم لا في ظل غياب عدد كبير من القادة المشاركين في الحوار المزعوم؟ للحوار أصوله وناسه ولائحة أهداف يتم العمل وفقها ضمن روزنامة زمنية محددة، فلا حوار مفتوحاً الى الأبد، ولا حوار من دون أفق، أو أهداف واضحة، ولا حوار لا ينطلق من الحد الأدنى المتفق عليه، في بلد يبدو يوماً بعد آخر، ان لا أمر فيه متفقاً عليه. أما السؤال البارز فهو عن المتحاورين في ذواتهم. صحيح انهم يملكون سلطة الربط، لكنهم في الواقع ليسوا أسياداً في وضع الحلول، اذ غالباً ما تم الاتكال عليهم أو تكليفهم لتعقيد الأمور، ثم جاء أهل الطائف والدوحة، وقبلها دمشق ولوزان وباريس وغيرها في محاولات لإبتكار الحلول التي غالباً ما منيت بالفشل، لسبب وحيد هو تضارب المصالح ما بين العواصم الكبرى. والسؤال الثاني البارز أيضاً، هو عن الرغبة في الحوار والقدرة عليه، فكيف للمتحاورين ان ينجحوا في قاعة مقفلة، فيما ازلامهم، قبلهم، يتبادلون الشتائم والتهم والتخوين عبر الإعلام في الخارج، ثم يخرج القادة بدورهم ليصبوا على النار زيتاً.

في هذه الظروف، وقبل ان يبادر عدد منهم الى التغيّب، هل ينجح الحوار، ومتى؟ وماذا سيحقق من أهداف غير مرسومة أصلاً؟

ديغول عيد وجدلية الحرب

المخرج ديغول عيد في فيلمه (الممنوع من العرض) عن الحرب اللبنانية، أو كما يسميها عميد "النهار" غسان تويني حروب الآخرين على أرضنا، أعاد نكء الجراح التي لم تندمل أصلاً.

عرض عيد قصته مع الحرب، تلك القصة التي عاشها بآلامها وبنتائجها، لكنه لم يعِ تفاصيلها آنذاك، اذ كان بعد طفلاً. عرض القصة من وجهة نظره، ولكل قصة وجهات نظر مختلفة، خصوصاً اذا كانت قصة معقدة ومتشعبة ومتداخلة الى الحد الذي بلغته حروب الشوارع والأزقة، وحروب الأخوة وأبناء العم مع تداخل كل أنواع الغرباء من الأشقاء والأعداء.

عرضُ ديغول عيد الممنوع، نكأ جراحاً بالفعل، وأعاد التذكير بمحطات أليمة، حاول البعض نسيانها أو تناسيها، لكن السنين

الـ 28 لم تكن كافية، كما بدا لاحقاً، للشفاء الحقيقي.

والشفاء من الحرب لدى كل الأمم والشعوب مرّ بمراحل عدة، تجاوزها اللبنانيون من دون وعي وادراك. وهم كذلك عادة في إخفاء عيوبهم ونقائصهم، يديرون ظهورهم، ويغضون الظرف، كأن كل شيء انتهى.

لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فالذاكرة حية دائماً، ويعمل السياسيون والزعماء والقادة ان صح الوصف، على اعادة احيائها في كل حين، لتوتير الأجواء، وزيادة الإحتقان طمعاً بتوظيفها لتحقيق مكاسب سياسية مذهبية وطائفية آنية، تخدم الكرسي الذي يجلسون عليه أو مصالح تلك الدول التي تدعمهم وتمولهم... وبالتالي تحرّكهم.

ان طي صفحة الحرب (وقد نكون على أبواب أخرى لا سمح الله والقادة معاً) لا يكون بإدارة الظهر، بل بمراجعة الماضي، وتحويل طاولة الحوار الوطني (المعطلة تقريباً) مساحة حقيقية للمصالحة مع الآخر، القريب، الجار والصديق، والمنتمي الى حزب مختلف...

ان الحوار الوطني، كما الحوار الإسلامي المسيحي، فوقي، لأنه يقتصر على القادة والزعماء وما قد يسمى "النخب" ولا يمسّ القاعدة، ليطال الناس العاديين، الذين كانوا وقود الحرب، والذين يجب ان يتصالحوا حتى لا يتحولوا مرة جديدة أدوات حرب جديدة.

قرأت رد نضال دياب في العدد الماضي، واليوم أقرأ وتقرأون رد الحزب السوري القومي الإجتماعي على ديغول عيد، وفي كليهما وجهة نظر مختلفة عن الفيلم، ربما تصلح لتكون فيلماً آخر. لكن الحقيقة، ان جريمة كانت تسبق جريمة أو تتبعها، وفي المحصلة ضحايا جرائم متعددة، غير مبررة على الإطلاق، لأن الجريمة لا تعالج بجريمة، والجريمة الصغيرة لا تغطي الكبيرة والعكس صحيح.

ان الإعتراف بفداحة الحرب والجرائم التي ارتكبت في خلالها، والإعتراف بالخسائر لدى كل الأطراف، كفيلان بإعطائنا دروساً لعدم الخوض مجدداً في غمار الحروب والتقاتل الأخوي، لأنها لم تكن مبررة ولن تكون كذلك. ومن يشأ استزادة في ثقافة معالجة ذيول الحروب فليسأل ألمانيا جدار برلين بعد سقوطه وبعد نحو خمسة وستين عاماً من الحرب الهتلرية المجنونة وما تركته من ندوب عميقة في النشء الألماني ما بعدها.

مافيا المولدات الكهربائية

في أحد الأحياء المحيطة بالعاصمة، قرر أحدهم شراء مولد كهربائي خاص و"تشغيله" بسعر أقل من زملاء المهنة في الأحياء والشوارع المحيطة، رغبة منه في كسب المزيد من الزبائن. لكن أصحاب المولدات المجاورة عملوا على التضييق عليه ومارسوا "زعرنة" مكشوفة اذ عمدوا تكراراً الى قطع كابلاته عن المنازل، حتى رضخ في نهاية الأمر، فلم يرفع السعر، بل عمد الى بيعهم المولد!

ويتكرر المشهد على نطاق أوسع، فكلما تجرأت بلدية ما على ان تحدد تسعيرة الإشتراك في المولدات، اجتمع أصحاب هذه "المحطات" وهددوا وتوعدوا الناس بقطع الكهرباء عنهم، بل ان بعضهم من الذين مددوا نفوذهم الى شوارع عدة، عمدوا الى التعليق على شبكة كهرباء لبنان، فصاروا يغذون الناس في شارع من تيار شارع آخر، من دون ان يبدّدوا أموالهم على المازوت والصيانة وغيرها!

وصار معظم أصحاب المولدات أرباب عمل، لا يقومون بأمر أو حركة بأيديهم، بل وظفوا عمالاً لديهم يهتمون بكل التفاصيل، ولكن من دون ان يستحصلوا لهم على إجازة عمل، أو ان يدفعوا عنهم رسوم التأمين وما شابه.

أصحاب المولدات هم أصحاب مؤسسات غير مسجلة، ولا يدفعون الضرائب، والرسوم والـTVA. ولم تنجح وزارة الطاقة أو البلديات في فرض تسعيرة موحدة عليهم، شأنها شأن سعر قارورة الغاز أو البنزين.

لقد تحول أصحاب المولدات في لبنان مافيا جديدة، إضافية، لأنهم تقاسموا الأحياء وفقاً للإنتماءات السياسية والمذهبية والحزبية، أو وفقاً لدرجة القربى مع الزعيم المحلي وحتى رئيس البلدية.

ترى لماذا يتمكن أصحاب المولدات من قبض مستحقاتهم في اشتراكات الكهرباء، ولا تتمكن الدولة من القيام بمهمة مماثلة في مؤسسة كهرباء لبنان؟ اسألوا عن الغطاء السياسي لأصحاب المولدات، وعن الغطاء السياسي للسارقين، ولا تسألوا عما حصل مع السياسيين الذين لم يسددوا فواتير الكهرباء منذ سنوات؟ عيب!

 

عودة الحديث عن تعديل الطائف والصلاحيات

مقابل تخلي المسيحيين عن المحكمة الدولية

النهار/هيام القصيفي     

فيما ينتظر اللبنانيون موعد صدور القرار الاتهامي، وسط السيناريوات المطروحة عن اليوم الذي يلي الساعة الصفر، بدأت الدوائر السياسية المعنية، تتداول الاطار السياسي للحل الذي تعوّل عليه القوى المحلية. والمفارقة ان ما يطرح لا يستند الى تداعيات القرار الاتهامي ولا الى معالجة ذيوله، انما الى اعادة تركيب النظام اللبناني، في وقت يلوح شبح الانقسامات من السودان الى العراق. ليس من السهل الحديث عن تغيير النظام، الذي استدعى نسفه للمرة الاولى عام 1990، حربا طويلة وسلسلة ثورات متفرقة امتدت سبعة عقود قبل ان تطيح ما رسمه اتفاق سايكس بيكو .الا ان في لبنان اليوم  من يطرح بجدية مطلقة اعادة النظر جذريا في النظام انطلاقا من  المحكمة الدولية، ومن مراهنة على دور مسيحي في تعديل جوهري للطائف الذي كرس المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.

منذ قيام المحكمة، ينشط فريق مسيحي من المفكرين الموارنة والمقربين من بكركي في التمسك باتفاق الطائف، كحل ارسى معادلة المناصفة، وفي دعم فكرة المحكمة الدولية الى الحد الاقصى. ولا يقوم تأييد المحكمة على اسباب سياسية وعقائدية تتعلق بمحاكمة من اغتال الرئيس رفيق الحريري وسائر الذين سقطوا لاحقا وحسب، انما لاسباب تتخطى الظروف الآنية لتعود اعواما الى الوراء، الى وقت عمت المجازر القرى المسيحية واغتيلت القيادات المسيحية الواحدة تلو الاخرى. تشكل المحكمة بالنسبة الى هذا الفريق الغطاء الاساسي الذي يحمي مسيحيي لبنان من اي سيف يمكن ان يصلت عليهم (كما يحصل اليوم في العراق). لان العدالة الدولية لو وجدت منذ عام 1975، لما احكمت سوريا قبضتها على لبنان ولما وصل البلد الى حالته الراهنة. وانطلاقا من تلازم فكرتي المحكمة والطائف، جرى تسليط الضوء على المناقشات التي كانت تدور في فلك المثالثة التي طرحت في اجتماعات اقليمية، فرنسية – ايرانية، وداخلية عبر عنها بعض وزراء المعارضة في مجالسهم الخاصة والعامة. وكذلك جرى العمل على الدفع في اتجاه التمسك بالمحكمة الدولية في كل المحافل، وفي شرح موجبات التمسك بالطائف، والتمعن في قراءته، ولو من دون زيادة صلاحيات رئيس الجمهورية. لان البنود الاصلاحية التي ساهم مسيحيون وموارنة تحديدا في صياغتها تعيد البلد الى حالة التوازن التي كان ينشدها، بين الطوائف الاساسية، فلا تغبن فريقا على حساب آخر. اما سوء التطبيق الذي لحق بالطائف فمرده الى مكونات سياسية لا تزال تعمل وفق الايقاع نفسه، والاصلاح المنشود، من وجهة نظر مسيحية، انما في تصويب عمل هذه الجهات السياسية، من دون ان تكون محكومة بالاغتيالات. وهذا ما ستركز عليه توجهات المرحلة المقبلة، بعد القرار الاتهامي، لاعادة تصويب عمل المؤسسات من خلال تعديل جوهري للوجود المسيحي فيها، وهو امر سبق لبكركي ان طالبت به الرئيس رفيق الحريري في المذكرة التي قدمت اليه في 6 آذار 1998. وما حدث بعد عام 2005، اعطى المسيحيين حق المطالبة باصلاح الخلل بعيدا من الشعارات الداعمة لوجودهم على غرار ما حصل بعد بيان السينودس الاخير.

في المقابل عاد الحديث في اوساط المعارضة حول تلازم نسف المحكمة وتعديل الطائف. وفي اختصار جوهري لما يقال في هذه الاوساط المعارضة للمحكمة الدولية، ان المسيحيين هم الذين يجب ان يطالبوا باسقاطها، لان اطاحتها يمكن ان تؤدي الى اعادة النظر في تركيبة ارساها الطائف، وقللت من صلاحيات رئيس الجمهورية، واعطت فريقا اسلاميا  سنيا مقدرات الحكم تحت ستار المناصفة. وتتعامل اوساط المعارضة بكل جدية مع هذا الطرح، انطلاقا من ثوابت تعدّ بالنسبة اليها ركيزة المرحلة المقبلة. فالطائفة الشيعية التي ذهبت الى الطائف، تحت وطأة حرب لم تكن لها اليد الطولى فيها، لم تعد هي نفسها، بعدما اصبحت تملك مقدرات عسكرية ومالية وسياسية، لم تصل اليها حتى الطائفة المارونية حين ارست دولة الاستقلال. ناهيك بأن موازين القوى تعدلت كثيرا مذ اصبح للطائفة الشيعية امتدادات عربية وفارسية، تشكل مظلة حماية اقليمية لها. ولا شك ان هذه الطائفة التي تفرض اليوم ايقاعها السياسي على لبنان منذ عام 2005، لم تعد تقبل بالعودة الى صيغة تكون فيها تحت سقف سياسي لا يشكل بيئة حاضنة لها، بل العكس تماما، وخصوصا بعد ازمات الثقة التي تلاحقت بينها وبين الطائفة السنية.من هنا يأتي الطرح المتداول حاليا في اعادة صياغة اتفاق طائف جديد يقوم على "إرضاء المسيحيين" باعادة بعض صلاحيات رئيس الجمهورية، معطوفا عليها تثبيت المثالثة من خلال اعادة توزيع الحصص النيابية والوزارية، على ان تتم المداورة لا بين الرئاسات الثلاث بل بين الرئاستين الثانية والثالثة فحسب.

يشكّل هذا المشروع احدى الافكار المتداولة حاليا. لكن دونه عقبات كثيرة، وهي على التوالي ان المسيحيين لا يوافقون جميعهم على العبث باتفاق الطائف، وخصوصا الكنيسة المارونية. وقد اثبت البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير في حديثه التلفزيوني الاخير، انه لا يزال كما كان عام 1990 عراب اتفاق الطائف والداعم الاقوى لقيام المحكمة الدولية.

وكذلك ليس من السهل ذهاب الدول العربية الراعية للوجود السني في لبنان الى تقديم مثل هذه التنازلات، في وقت لم تفقد بعد قدرتها على التحرك وعلى الحضور في شكل فعّال حيث لها امتداد قوي كما حصل في العراق اخيرا. اضافة الى ان ليس لسوريا حاليا اي ثقل اقليمي يجعلها تساهم في احداث مثل هذه التغيرات المفصلية.

ولا يمكن المعارضة في غياب اي مظلة دولية لمثل هذا لانقلاب الجذري ان تذهب الى تغيير آحادي ولو حصلت على موافقة احد الاطراف المسيحيين. كما ان التجربة دلت على ان الفريق المعارض يخسر بعض اوراقه حين يترك السلاح ويذهب الى طاولة المفاوضات، وهذا ما حصل عند ارساء القرار 1701 وبعد 7 ايار. فالقوات الدولية والجيش اللبناني صارا عماد الاستتباب الامني جنوبا، ومصر والسعودية ارستا اتفاقا على رئيس الجمهورية، والمعارضة لم تستطع الحصول في مجلس الوزراء على اكثر مما كان كتب لها.

 

استيقظوا يا مسيحيّي لبنان فالخطر يهدّد وجودكم

النهار/بقلم مروان قرضاب     

القمّة الثلاثيّة التي عقدت في بعبدا بالأمس القريب أعطت حقنة مهدّئة للساحة اللبنانيّة، ما لبثت أن تلاشت وعاد التشكيك بقدرة أقطابها على التزام ما اتفقوا عليه في تلك القمّة!

جاءت بعدها زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أيضاً طوّلت فتيل الانفجار، لكنّها لم تستطِع إلغاءه. عاد من جديد الحديث عن القرار الظنّي، وعاد معه الحديث عن ملف ما يسمى شهود الزور الذي أدرج في جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستنعقد اليوم، وكلّما اقترب أمر بت هذين الموضوعين يعود الحديث عن قرب تفجير الوضع الأمني.

توقيت زيارة السفير السعودي للشمال التي شملت جميع القيادات الطرابلسية جاء ليؤكّد ما يشاع عن احتمال حدوث توترات أمنيّة قد تهب هذه المرّة من الشمال، أو من البقاع.

هواجس الانفجار أصبحت رفيقتنا الدائمة، لم نشعر منذ بداية الحرب الأهلية بهذا الخوف والقلق على الكيان مثلما نشعر اليوم.

مرحليّاً لا يهدِّئ الأوضاع سوى قيام أهل الأمر والنهي بتنظيم رحلات متواصلة لرؤساء الدول القريبة والبعيدة المعنيّة بما يجري على الساحة اللبنانيّة، علّهم يمدّوننا بحقن مهدئة شبيهة بحقن القمة الثلاثيّة وزيارة الرئيس الإيراني.

وتوقّفت مليّاً أمام مجزرة كنيسة "سيّدة النجاة" في العراق التي جاءت بعد انتهاء أعمال السينودوس، وكأن أهل الشر يريدون أن يقولوا للجميع نحن أقوى من أي حوار.

توقفت أيضاً أمام الصمت العربي والدولي عن تلك المجزرة، الشبيه بصمتهم طيلة السنوات المنصرمة على الكثير من المجازر التي هجّرت أكثر من مليون مسيحي عراقي (باستثناء بعض ردود الفعل الخجولة التي لا تزيد ولا تؤخّر).

أنا مواطن عادي تأثر في ما جرى ويجري في حق مسيحيي الشرق، وأعبر بوضوح عن مشاعري. أنتم يا قادة مسيحيي لبنان الذين تناحرتم بالأمس لأسباب عديدة أثبتت الأيّام أنّها كانت عبثيّة، هل نتوقع منكم ردّة فعل تترجم على الأرض، أم ستكتفون ببعض التصريحات العاطفيّة المستنكرة؟

هل لفتكم الصمت الغربي، عمّا حل بأهلكم في الشرق من ويلات؟

هل سمعتم أو قرأتم كيف هبَّ قادة الغرب المسيحي إلى الدفاع عن قضايا الأميركيين والأوروبيين؟ (طرد بريدي مفخخ لم ينفجر جعل الرئيس الأميركي يستنفر).

اليوم مجزرة أخرى وقع ضحيتها ابرياء جدد في كنيسة كاثوليكية عراقية اخرى، تطهير عرقي، ابادة للمسيحيين في العراق على مرأى العالم ومسمعه. العالم الغربي المسيحي الذي يدعي الحضارة.

مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، ابتدأ منذ ما قبل احتلال فلسطين، وما قبل الحروب الإسرائيليّة العربيّة، وقبل الاتفاقات العلنيّة والسريّة، وقبل سقوط نظام شاه إيران وقيام دولة اسلاميّة، وقبل اندثار الأحزاب العلمانيّة والتقدميّة من لبنان إلى السودان، وقبل سقوط الرئيس صدّام حسين وتفكك العراق وتقسيمه غير المعلن... هل سمعتم به؟

مشروع "الشرق الأوسط الجديد" أصبح على ما أعتقد في مراحله الأخيرة، وستدفع ثمن خارطته الجديدة الأقليّات، وعلى رأسها المسيحيون.

شواهد أخرى ودلالات أتمنّى أن تتوقفوا عندها، على سبيل المثال لا الحصر، أنظروا إلى فلسطين المحتلّة التي أضاعت هويّتها بالأمس باللاءات الثلاث، واليوم بين الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة. انظروا إلى العراق الذي بانت معالم خارطته المقسّمة. أنظروا إلى ما تقوم به إسرائيل كل يوم من تهجير لمسيحيي القدس الشرقيّة، وعرب الـ48. تأمّلوا في طموحها الدائم بالسطو على مياه الجنوب اللبناني، وأخيراً السطو على نفط الشواطئ اللبنانيّة وغازها بطريقة تقنيّة حديثة.

أنظروا يا قادة مسيحيي لبنان إلى ما جرى ويجري لإخوانكم في العراق وفلسطين واعتبروا، علّكم تتوقفون عن هذا الصراع العبثي على أمور تافهة لا تساوي شيئاً أمام الحفاظ على وجودكم في هذا الشرق. "لم يتبقَّ في الميدان إلاّ حديدان"، أنتم يا مسيحيي لبنان "حديدان" الباقي والصامد في هذا الشرق.

المبادرة سريعاً في الدعوة إلى عقد مؤتمر مسيحي يجتمع فيه الزعماء المسيحيّون كافة ولا سيما المتنافسين والمتناحرين على كرسي الزعامة، لأنّهم هم مشكلة المسيحيين الكبرى.

أي مراقب أو متابع للأحداث والتصريحات يلاحظ أن المتنافسين على زعامة المسيحيين مشغولون بتعزيز مواقعهم ومصالحهم الشخصيّة، أو متلهّون بجدالات أين منها "الجدل البيزنطي"!

من الواضح أنّهم لم يعوا بعد أن الوجود المسيحي في هذا الشرق أصبح في خطر، وأنّهم لن يستطيعوا درءه إلاّ بالتكاتف والانسجام والاتفاق على مصالح الوطن العليا، وبالابتعاد عن الدخول في أي صراع سياسي أو عسكري، أو أحلاف إقليميّة أو دوليّة... لن يحمي المسيحيين من الهلاك والزوال إلاّ الوقوف في الوسط، ليستطيعوا أن يضطلعوا بدور الإطفائي في أي صراع مذهبي، "عند اختلاف الدول احفظ رأسك". اليأس والإحباط تغلغلا إلى نفوس المواطنين اللبنانيّين الذين لا ينتمون إلى أي حزب، ويئس المسيحيون من سماع حجّة "الدفاع عن حقوق الطائفة ومصالحها"، هم اليوم تماماً، كما قال عنهم جبران منذ أكثر من مائة عام أيّام الحكم العثماني: "ما عادوا يرفعون أصواتهم إلاّ إذا مشوا في جنازة". إحباطهم دفعهم إلى البحث عن وسائل للعمل في الخارج، خصوصاً بعد أن دهمهم على غفلة منهم غلاء المعيشة الفاحش وزيادة الضرائب بشكل عشوائي حسب الحاجة، "غب الطلب"...

المسيحيّون الوسطيّون يتساءلون ماذا جنينا من صراعات  فريقي 8 و 14 آذار غير استجلاب المزيد من الخراب والتقهقر واستنزاف خيرات لبنان وطاقات أبنائه؟

الجميع ينتظرون من الزعماء المسيحيين، التحلّي بالمسؤوليّة الوطنيّة والتوحّد علّهم يستطيعون أن يقوموا بدور الشرطي في أي صراع سني شيعي محتمل بدل من أن يصبّوا الزيت على النار من خلال دعم قسم منهم لهذا الفريق، وقسم آخر للفريق المقابل... توافق طرفي الصراع المسيحي الكبار بالأمس على رئيس جمهوريّة مسيحي وسطي، هل يستطيعون اليوم أن يتوافقوا على موقف وسطي، علّهم ينجون وينجو معهم الوجود المسيحي في لبنان برمّته.

 

زيادة التأزم بين العماد عون والرئيس سليمان

طاولة الحوار دون التيار وفرنجيه وارسلان وحردان

قانصو : معراب لن تصمد أمامنا أكثر من ساعتين

استعادت البلاد أجواء الصراعات السياسية بعنف كبير، لا بل ان الامين العام الاسبق لحزب البعث الاشتراكي عاصم قانصو قفز الى التهديد باللغة العسكرية اذ قال: «ان معراب وهي مركز سمير جعجع لا تصمد أمامنا لأكثر من ساعتين» وهو اول تهديد ضد منطقة تقع في العمق المسيحي.

في هذا الوقت تأزمت بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والعماد ميشال عون، وصحيح ان فتيل التفجير هم شهود الزور، الا ان حقيقة الامور هي تعطيل الحكومة وشل عملها.

ويبدو ان الرئيس سليمان الذي جاء على أساس وفاقي وحيادي، بدأ الجميع يضغط عليه كي يأخذ موقفا او ان يكون طرفا، مع العلم ان الرئيس سليمان لا يستطيع ان يبادر الى إلغاء المحكمة الدولية، او عدم اصدار القرار الاتهامي.

ويمكن اعتبار ان الصراع بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والعماد ميشال عون هو من اعنف الصراعات بين شخصية مارونية قوية مثل عون ومركز رئاسة الجمهورية التي يرأسها ماروني.

في ظل هذه الاجواء وافق البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير على اعطاء الاذن لمسيحيي 14 اذار بعقد اجتماع في بكركي، وللموضوع دلالات اذ يعني ان البطريرك صفير الذي عاد حديثا من الفاتيكان حيث حضر السينودس من اجل المسيحيين، اظهر ميلا واضحا الى 14 اذار عبر فتح ابواب بكركي لها.

في ظل هذه الاجواء برز موقف رئيس مجلس الامن الدولي لهذا الشهر وهو المندوب البريطاني الذي اعلن انه «كما تم انشاء المحكمة الدولية بقرار من مجلس الامن فإن إلغاء المحكمة لا يتم إلا بقرار صادر عن مجلس الامن».

وفي ذات الوقت فإن رئيس المحكمة الدولية القاضي انطونيو كاسيزي صرح امام الصحافيين اللبنانيين الذين يزورون لاهاي بأن القرار الاتهامي سيصدر الشهر المقبل، كما ان كاسيزي سيجاوب يوم الجمعة اللواء جميل السيد بشأن تنحية القاضيين رالف رياشي وعفيف شمس الدين كقضاة في المحكمة الدولية بناء لطلب اللواء السيد الذي وضع القاضيين رياشي وشمس الدين في موضع الخصومة، لكن مكتب التواصل التابع لمكتب بلمار والمحكمة الدولية نفى كليا كلام كاسيزي وقال: ان رئيس المحكمة الدولية امل في صدور القرار الاتهامي بحلول الشهر المقبل لكنه لم يؤكد ذلك.

وفي هذا الوقت تجتمع المعارضة فيما بينها وبات واضحا ان حزب الله يعتبر اي قرار اتهامي ضده هو قرار ضد سلاحه وضد المقاومة وهو لا يقبل بأي قرار اتهامي من هذا النوع، ويجري البحث مع بري لعقد جلسة نيابية من اجل التصويت على إلغاء المحكمة الدولية من طرف واحد اي من طرف لبنان، على قاعدة ان القضاء اللبناني سنة 2010 اصبح جاهزا ولديه القدرة على المحاكمة ولم يعد كما كان سنة 2005 عندما تم اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لكن حتى الان فإن الرئيس بري لم يظهر اي نية بالتحرك في هذا المجال.

في هذا الوقت انتقد عاصم قانصو رئيس الجمهورية وقد كان عدد كبير من المعارضين ينتقد الرئيس سليمان الذي اجرى اتصالا بالنائب طلال ارسلان واكد على موعد الجلسة وانتقد سليمان العماد عون الذي اتهمه بتطيير جلسة مجلس الوزراء، وبتطيير جلسة الحوار في قصر بعبدا حيث اعتبر سليمان انه لا بديل عن الحوار.

كلام كاسيزي وانعكاسه على جلسة الحوار

شكل كلام كاسيزي امام الاعلاميين في لاهاي حول امله بصدور القرار الظني قبل نهاية الشهر الحالي، ما يمكن ان يوصف بالمفاجأة للاوساط المراقبة خصوصا بعد ان كانت هذه الاوساط قد علمت بطرق مختلفة عن تأخير القرار الى اذار المقبل.

وقد قالت مصادر اعلامية ان النفي كان ضعيفا لان الكثيرين من الاعلاميين سمعوا من كاسيزي بأنه سمع من بلمار ان القرار سيصدر قبل الشهر المقبل. وقد جاء هذا الموقف ليحدث في بيروت اجواء سلبية بعد الاجواء الايجابية التي سادت مساء اول امس والتي عبر عنها الرئيس بري في توصيفه لتأجيل جلسة مجلس الوزراء بأنه تأجيل تقني آملا في ان يحصل تقدم خلال الايام المقبلة.

جلسة الحوار ومصيرها

هذا التوتير الذي احدثه تصريح كاسيزي زاد من الاجواء الضبابية التي احاطت بالموقف عن جلسة الحوار اليوم، فما هي تفاصيل هذا الموضوع.

توافرت لـ«الديار» معلومات دقيقة وتفصيلية حول هذا الامر، بدت على الشكل التالي:

يوم اول امس، سبق قرار التأجيل لجلسة مجلس الوزراء موقف للعماد عون يتميز باللهجة العالية لجهة الموضوع المالي، وعصرا وبعد اجتماع تكتله وبعد تبلغه خبر إرجاء الجلسة، صعّد العماد عون سياسيا واعلن مقاطعة جلسة الحوار، وبقيت الامور على حالها حتى قبل ظهر امس.

وكان من الطبيعي لاسباب كثيرة ان يتضامن معه النائب سليمان فرنجية الذي قرر ايضا عدم حضور جلسة الحوار، وقال ان تأجيل موعد انعقاد الجلسة في هذا الظرف افضل من وقوع الخلاف داخلها الامر الذي قد يؤدي الى إلغائها.

اما رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان فقد اتخذ موقفه من دون التشاور مع عون او فرنجية او احد آخر. وقالت اوساطه ان هذا الموقف ينسجم مع ما يراه ارسلان لجهة ان هناك امرا خطيرا ومهما يهدد الساحة اللبنانية والبلد وهو القرار الظني وهناك ايضا قضية اساسية بشأن المحكمة وهي شهود الزور، فكيف يمكن ان نؤجل جلسة مجلس الوزراء بينما البلد في دائرة الخطر. وبعد اعلان موقف ارسلان، اتصل رئيس الجمهورية به مستفسرا عن سبب الموقف فأوضح له ارسلان الموقف نفسه متسائلا، لماذا لا تؤجل جلسة الحوار فيما تأجلت جلسة مجلس الوزراء، أليس من المهم بحث ملف شهود الزور اكثر من ان نبحث اليوم في الاستراتيجية الدفاعية، وكيف يمكن مناقشتها وعلى ابوابها قرار ظني يهدد بخراب البلد.

ويبدو ان الرئيس سليمان لم يقتنع بكلام ارسلان وقال له بأن جلسة الحوار لن تؤجل ولن تؤخر، وانها ستعقد بمن حضر، وذكرت معلومات ان رئيس الحكومة سعد الحريري يشارك رئيس الجمهورية في هذا الموقف.

وعلم ان النائب اسعد حردان تريث لاعلان موقفه حتى المساء وتضامن مع المقاطعين لكنه اصدر بيانا يشيد بموقف رئيس الجمهورية وبالحوار.

وقد انتظرت بعض الاوساط ان يصدر عن قصر بعبدا بيان يؤجل الجلسة خصوصا بعد ان تسرب لوسائل الاعلام مساء، ان حزب الله سيعتذر عن المشاركة وان النائب محمد رعد لن يصعد الى بعبدا، ورغم عدم صدور بيان عن الحزب في هذا الصدد، الا ان المعلومات حتى مساء امس اكدت اعتذار الحزب.

وحسب المعلومات المتوافرة ان رئيس الجمهورية سيلتقي المتحاورين اليوم في لقاء غير رسمي وربما ليس الى الطاولة البيضاوية، وسيعلن من بعبدا بيان تأجيل الجلسة مع التأكيد على الحوار.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الديار» انه في كل الاحوال فإن المشهد اليوم في بعبدا سيكون باهتا لا بل سيعكس الانقسام الحاد في البلد، وهو سيترك اثاره على الحوار وعلى مسيرة الحوار بانتظار ما ستسفر عنه التطورات المتعلقة بالمحكمة الدولية وتحديدا بملف شهود الزور حيث بات مؤكدا ان الجلسة المقبلة لن تتأجل وان النقاش سينتهي الى قرار.

وفي هذا المجال فإن مصادر بعبدا تؤكد حصول جلسة الحوار اليوم وان كانت ابدت استغرابها لحملة المقاطعة لجلسة الحوار التي لا تنسجم مع مساعي التهدئة، مع العلم ان الاتصالات قائمة مع كل الاطراف.

وقد اكدت مصادر مطلعة بأن المراوحة تسود الاتصالات المحلية والاقليمية وليس هناك من نتائج متوقعة للخروج من الازمة.

ورغم تأكيد اطراف المعارضة على عدم وجود اي تنسيق بينهم في موضوع مقاطعة جلسة الحوار في ضوء تضامن النائب سليمان فرنجية مع العماد عون، اخذ النائب ارسلان موقفه من دون التشاور مع رموز المعارضة ايضا، اما النائب اسعد حردان فأعلن اعتذاره واشاد برئيس الجمهورية، لكن المعلومات اشارت الى ان قرار المقاطعة اتخذ في اجتماع وزراء المعارضة الذي عقد في منزل وزير الصحة محمد جواد خليفة، حيث قررت المعارضة تعطيل جلسة الحوار ردا على تعطيل جلسة مجلس الوزراء.

ملف شهود الزور واتجاه للحسم

وفي هذا المجال اعتبرت مصادر في المعارضة ان الامور ذاهبة نحو الحسم، ولم يعد ممكنا انتظار المزيد من التأجيل لملف شهود الزور.

وقالت ان على الجلسة المقبلة ان تبت بملف شهود الزور وتحويله الى المجلس العدلي وإلا فليطرح الموضوع على التصويت.

واضافت ان الرئيس الحريري يراهن على الوقت بانتظار حصول شيء ما وقد يكون صدور القرار الظني.

ولفتت المصادر الى ما قاله رئيس المحكمة الدولية انطوان كاسيزي حول توقعه صدور القرار الظني مطلع كانون الاول المقبل، ومن ثم عاد ونفى الخبر، واعتبرت ان هذا الكلام يؤكد صحة ما تبلغته اطراف المعارضة بأن القرار الظني سيصدر في وقت قريب.

افكار رئيس الجمهورية

واكدت مصادر متابعة ان افكار رئيس الجمهورية للحل تتركز على نقطتين:

1 - تشكيل لجنة وزارية لدرس ملف شهود الزور او تشكيل هيئة قضائية كهيئة القضايا في وزارة العدل وذكرت المصادر ان المعارضة رفضت الفكرة واعتبرت ان تشكيل لجنة يمكن ان يؤدي الى تمييع قضية شهود الزور.

قانصو

على صعيد آخر، لفت النائب عاصم قانصو الى ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كذبة كبيرة شكلتها اميركا واسرائيل بأدوات لبنانية للاستفادة منها، ولكنهم لن يستفيدوا بعد الان، معتبرا ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تأخر كثيرا في وضع حد للتعامل معها. واعلن في حديث اذاعي: لا اريد القول ان المواجهة على قاب قوسين او ادنى، انما المؤشرات على الارض توحي بذلك، اذا استمروا في هذه المواقف والتعنت والفوقية حيالنا، وفي هذه الحال فليحدث ما يحدث، وسيكون هناك 7 ايار كبيرة هذه المرة، مضيفا: معراب لن تأخذ معنا ساعتين، لقد طفح الكيل، ونريد الدفاع عن انفسنا وعن وحدة لبنان، والجيش معنا من اجل وحدة البلد، وحماية المقاومة اهم من اي شيء. وامل في ان تبقى الامور على مستوى رشق حجر من هنا وهناك، ويبقى الامر محمولا، لا ان ندخل في اتون المواجهات الطائفية والفتنة، لافتا الى ان الرئيس سعد الحريري لم يستطع القيام بشيء بسبب الملكيين الاكثر من الملك الذين حوله، مثل فؤاد السنيورة، ومصطفى علوش وآخرين. ودعا قانصو الحريري الى ان يكون واضحا في مواقفه مثل والده، قائلا: نريد من الحريري ان يكون رئيسا للحكومة، واذا بقي يتلقى الاوامر من الغرب ومن الطرف الاخر، فليبق جانبا، لاننا لن نريده. واعتبر ان طاولة الحوار تكاذب كامل، مؤيدا مقاطعة النائب ميشال عون طاولة الحوار.

واستغرب تلطي الرئيس ميشال سليمان مع كل احترامنا له، وراء اجتماعات جلسات الحوار، داعيا اياه الى ان يأخذ دوره ويطرح الامور في شكل دستوري، لان الحياد والتأجيل ليسا من مصلحته، والحسم في مجلس الوزراء ضروري هذا الاسبوع قبل الاسبوع المقبل، وليكن التصويت.

رد القوات على قانصو

وفي هذا الاطار، اعتبر مصدر في القوات اللبنانية ان ما جاء على لسان النائب عاصم قانصو لجهة التهديد باستهداف مقر الدكتور جعجع هو بحد ذاته اخبار للنيابة العامة للتحرك لاستجواب النائب المذكور حول خلفية كلامه وحول ما اذا كان يملك معلومات ام انه يطلق تهديدات للتهويل وفي الحالتين فإن الكلام يقتضي من اجهزة الدولة تحمل مسؤولياتها لان من يقول هذا الكلام هو نائب في البرلمان اللبناني وخطورة هذا التهديد هي خطورة مضاعفة لانه لا يمس طرفا بحد ذاته بل يعتبر تهديدا وقحا للسلم الاهلي خصوصا انه اتى قبل يوم واحد من انعقاد جلسة الحوار في قصر بعبدا. واضاف المصدر ان القوات اللبنانية في الوقت الذي تحتكم به الى الدولة بأجهزتها السياسية والامنية والعسكرية تؤكد ان هذه السيناريوهات المتتالية التي تطلق بقصد الترهيب والتهديد لن تثنيها عن التمسك بما تؤمن به من ثوابت وسعي دائم لترسيخ سيادة لبنان وبناء الدولة.

 تحوّل إيران إلى لاعب يبحث عن حلّ وحزب الله يُواجه خيارين مستحيلين

نزار عبد القادر /الديار

في وقت يجري فيه الحديث عن استمرار الاتصالات السعودية - السورية من اجل معالجة الاوضاع المتأزمة في كل من العراق ولبنان، تستمر المواقف الساخنة للافرقاء الداخليين حول ملف شهود الزور ومستقبل المحكمة الدولية وموعد صدور القرار الظني، حيث باتت هذه المواقف مصدر تنامي هواجس وقلق اللبنانيين من احتمالات تدهور الوضع الامني، وخصوصاً في ظل تناقل بعض الصحف لسيناريو تعدّه قوى 8 آذار بقيادة حزب الله للسيطرة على مناطق جغرافية واسعة تمتد الى جبل لبنان ومحافظتي الشمال والبقاع.

هناك تساؤلات لدى المواطنين عن التطورات المقبلة بعدما توافرت معلومات عن توقع صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الحريري في مطلع شهر كانون الاول المقبل. وتتركز التساؤلات حول ما يمكن ان تقوم به الولايات المتحدة من اجل دعم الحكومة ومؤسساتها الشرعية، حيث لا يتوقع ان تتجاوز الجهود الاميركية الراهنة اصدار البيانات والتصريحات الداعمة، والتي قد تترافق مع بعض الاتصالات التي تجريها واشنطن مع كل من دمشق والرياض من اجل المساعدة في حماية الحكومة من خطر التفتت. لكن لا يبدو في الافق اية مؤشرات حول توصل الطرفين السعودي والسوري الى اية تفاهمات واضحة حول استمرار وحدة الحكومة، وتدعيم الاستقرار الداخلي. لا يبدو من خلال الخطوات التصعيدية التي خطاها حزب الله بعد زيارة المحققين الدوليين لزيارة عيادة الدكتورة شراره، حيث وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الدولة بكل مؤسساتها والحكومة تحديداً امام اختبار «تحريم» التعاون مع لجنة التحقيق ومقاطعة المحكمة الدولية، بأن الجهود السورية - السعودية ستؤتي النتائج المرجوة منها، وبأنه لا بدّ من طلب النجدة من القيادة الايرانية للحؤول دون انزلاق حزب الله وقوى 8 آذار نحو اتخاذ خطوات باتجاه حسم الموقف على الارض.

كان من الطبيعي توقع تقدّم ايران لتصبح لاعباً اقليمياً فاعلاً في ظل تراجع نفوذ الدول العربية الاساسية وعجزها عن معالجة التداعيات الحاصلة في كل من العراق ولبنان وفلسطين. ان انضمام ايران «المرجح» الى كل من المملكة العربية السعودية وسوريا للبحث عن مخرج للازمة السياسية القائمة في كل من العراق ولبنان يؤكد على مزيد من التراجع في الموقف العربي.

انتجت زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى لبنان تبدلاً في الخريطة السياسية الاقليمية، حيث بات من الممكن استيعاب معنى الاتصالات التي اجراها مع قيادات كل من السعودية وسوريا والاردن قبل بدء الزيارة، على انها اعلان عن الموقع الجديد الذي باتت ايران تحتله على هذه الخريطة، حيث انه لم يعد من الممكن تجاوز دورها في حل المشاكل والازمات التي تعاني منها دول عربية عديدة وعلى رأسها العراق ولبنان.

برز تصعيد جديد في مواقف بعض قوى 8 آذار، وبشكل متناغم مع مواقف حزب الله المتشددة وذلك من خلال اعلان كل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية عن مقاطعتهما لطاولة الحوار الوطني، ويعتبر قرارهما خطوة متقدمة على طريق مقاطعة التعامل مع كل من رئيسي الجمهورية والحكومة.

يطرح موقف عون وفرنجية من مقاطعة طاولة الحوار علامات استفهام حول حقيقة الموقف السوري من الرئيسين سليمان والحريري، بعدما اعلن الرئيس سليمان بواسطة الوزيرة عفيش عن موقفه والتزامه بدعم المحكمة الدولية، وفي ظل استمرار الرئيس الحريري وكتلة المستقبل في تمسكهم بالمحكمة الدولية وفي ظل رفضهم القاطع باحالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي. لا تظهر حتى الآن في الافق اي بوادر ايجابية للوصول الى مخارج عملية للازمة الراهنة، وخصوصا المأزق الذي يواجهه حزب الله مع اقتراب موعد القرار الظني. وتكمن العقبة الكأداء في ان الطرفين اي حزب الله وتيار المستقبل ينظران الى اي تنازلات يقدمانها بناء لطلب سوريا والسعودية هي بمثابة انتحار سياسي.

اذا دخلت ايران في عملية البحث عن حل للازمة فانه ما زال من غير الواضح ما يمكن ان تقدمه من مخارج لعقدة القرار الاتهامي، في ظل الموقفين الاميركي والاوروبي المتصلبين في استمرار قيام لجنة التحقيق والمحكمة في اداء عملهما حتى كشف المسؤولين عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري.

من المؤكد بأن باستطاعة ايران وسوريا فرض اي تسوية يقبلانها على افرقاء قوى 8 آذار وحزب الله، كما ان باستطاعة المملكة العربية السعودية التأثير على موقف سعد الحريري لقبولها، ولكن هذا لا يشكل الضمانة الكافية لانهاء الازمة اذا ما بقي الموقف الاميركي على تصلبه. وهناك قناعة لدى عدد من الخبراء السياسيين بأن دخول ايران على خط البحث عن حل سيؤدي الى مزيد من التصلب والرفض من قبل واشنطن، وهي تملك ما يكفي من الادوات والمقاربات لتعطيله.

في حال عدم التوصل الى مخرج من المأزق الراهن عن طريق التوافق السعودي - السوري (مع مساعدة ملموسة من قبل القيادة الايرانية) فانه لا يبقى امام حزب الله وحلفائه سوى اعتماد واحد من خيارين:

الخيار الأول: تنفيذ سيناريو النزول عسكرياً الى الأرض وفرض سيطرتهم على اجزاء واسعة من البلاد مع كل ما يستتبع ذلك من مواجهات واعتقالات لعدد من قيادات 14 آذار.

الخيار الثاني: اللجوء الى عملية خلط الاوراق على المستويين الاقليمي والدولي وذلك من خلال شن هجوم صاروخي على مجموعة من الاهداف الاسرائيلية، وتبرير ذلك على انه عمل تحذيري «وقائي» لمنع اسرائيل من استكمال تحضيراتها العسكرية لشن هجوم واسع على حزب الله وسوريا.

سيرتب على الخيار الاول مخاطر الانزلاق الى فتنة شيعية ـ سنية لا تلبث ان تتطور الى حرب اهلية طاحنة، وسيتحمل حزب الله مسؤولية اندلاع الحرب عربياً ودولياً، وتجاه شريحة واسعة من اللبنانيين. ويبقى الخطر الاساسي من امكانية استفادة اسرائيل من الواقع الانقسامي لشن حرب جديدة ضد لبنان وحزب الله، ويدرك حزب الله النتائج الدراماتيكية التي ستترتب عليه من هذه الحرب. يبدو أن الظروف الدولية والاقليمية هي غير مؤاتية الآن لاعتماد الخيار الثاني، وذلك بسبب ما يمكن ان يتسبب به من مخاطر وتعقيدات داخلية واقليمية ودولية. ومن المرجح جداً أن سوريا ستعارض مثل هذ الخيار، والذي قد يجرها الى حرب واسعة مع اسرائيل. من هنا يفترض المنطق والحكمة أن يقبل الطرفان اي قوى 8 و14 آذار الحفاظ على أجواء التهدئة، على أن تتركز جهودهما على معالجة نتائج وتداعيات القرار الاتهامي بعد صدوره. يمكن البحث عن مخارج عملية ضمن اطار المحكمة، وذلك قياساً على المخارج التي اعتمدت في المحاكمات الخاصة بطائرة «لوكربي».

 

الحريري: من المؤسف أن يتغيب البعض عن هيئة الحوار ويجب عدم المزايدة على بعضنا بعضاً 

وكالات/أكد رئيس الحكومة سعد الحريري من قصر بعبدا أن  "الحوار هو الأساس في البلد، ومن المؤسف أن يتغيّب البعض عن جلسة هيئة الحوار الوطني لأنها حوار بين كل الأطراف، فنحن نتحاور حول الاستراتيجية الدفاعية، ومنذ البداية نقول إننا نواجه تحدياً كبيراً وهو التهديدات الإسرائيلية. واليوم ماذا نقول للاسرائيليين؟ أن هيئة الحوار لا تجتمع حول موضوع ذي أهمية وهو الاستراتيجية الدفاعية؟ هذا أمر مؤسف". وأشار الحريري إلى أن "رئيس الجمهورية كان واضحاً  في الكلام الذي قاله وسيحدد موعداً جديداً، ويجب على كل أعضاء هيئة الحوار أن يشاركوا في الجلسة المقبلة وعدم ربط الأمور ببعضها لأن الاستراتيجية الدفاعية شيء والتهديدات الإسرائيلية ضد لبنان شيء آخر، كما أن الأمور الأخرى التي نناقشها في مجلس الوزراء أمر آخر، محاولة تبسيط الأمور هي جريمة ضد الوطن بكل ما للكلمة من معنى، ويجب عدم المزايدة على بعضنا البعض لاسيما في ما يتعلق بهيئة الحوار التي بدأ بها الرئيس بري منذ العام 2006 لأنه كان يرى وجوب الحوار بين اللبنانيين وشاهدنا ماذا حصل بالبلد عندما انقطع الحوار، فنحن نريد أن يستمر الحوار لمصلحة كل اللبنانيين".

 

الجميل من بعبدا: بري أبلغنا أنه يُفترض إيجاد حلّ للمشاكل المطروحة قبل 22 الحالي  

وكالات/اعتبر الرئيس أمين الجميل أن "المعارضة كانت ممثلة بالرئيس نبيه بري في هيئة الحوار اليوم وأن الجو كان إيجابيًا". وإثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، قال الجميل: "لم ندخل في التفاصيل لا شهود الزور ولا سواها، فهيئة الحوار هي هيئة جامعة للمؤسسات وملاذ لكل اللبنانيين، أما مقاطعة الحوار فهي شيء غير طبيعي لأننا بذلك ننسف ملاذاً مهمًّا لاسيما أن هيئة الحوار تتصرف بمسؤولية وترفّع، ولم نفهم سبب تعطيلها خصوصاً إنها لم تتعاطَ في التفاصيل أو الامور الروتينية بل في امور وطنية لها علاقة بمستقبل الوطن خصوصا في مواجهة اسرائيل وتهديداتها". وأضاف الجميل: "طمأننا الرئيسان سليمان وبري أن الامور غير مقطوعة ولنعتبر ان هذا الاجتماع تأجل ريثما تكتمل الاتصالات اللازمة ثم نعود للاجتماع بمعزل عن كل القضايا التطبيقية التي يحاول البعض وضعها على طاولة الحوار وهي ليست من صلاحياتها". ورداً على سؤال، أمل الجميل "في الاجتماع المقبل حضور الجميع خصوصًا أن الرئيس بري أبلغنا انه يفترض ايجاد حل للمشاكل المطروحة قبل 22 تشرين الثاني". ورداً على سؤال آخر، نفى الجميل أن يكون بري قد عرض "نقل ملف المحكمة والشهود الزور الى طاولة الحوار"، وقال: "لم ندخل في اي تفاصيل ابدا، وبحثنا بضرورة استمرارية هيئة الحوار وعدم تعطيلها ومعالجة بعض القضايا التي تسهل عمل الهيئة". وعن سبب غياب المعارضة، رد الجميل: "لا نريد تعقيد الأمور بل تسهيلها وهناك ضرورة لاستمرارية هيئة الحوار خصوصا ان الرئيس سليمان يرعاها بشكل بناء ومنفتح، ولذلك دعونا نستمر ونجد مخرجًا بأسرع وقت ممكن، لأنه ليس مطلوبا من هيئة الحوار حل قضايا تفصيلية روتينية بل هي مرجعية تتعاطى القضايا الاستراتيجية وتتعاطى عمق القضايا الوطنية التي تهم اللبنانيين".

 

المكتب الإعلامي للرئيس الحريري يؤكد أن كل ما ذكرته "جريدة الأخبار" هو عار عن الصحة  

ذكرت جريدة الأخبار في عددها الصادر اليوم أن "اجتماعا عقد في مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري تفرعت عنه اجتماعات أخرى ناقشت سبل ما سموه الحملة الإعلامية التي يخوضها الفريق الآخر واستقر الرأي عند النافذين في هذا الفريق على القيام بحملة مضادة. وفي سياق ما عد أولوية أبلغ الحضور أنه يجب تدمير جريدة الأخبار". وأكدت الجريدة أن هذه العبارة الأخيرة وردت "بالحرف وبالصوت وبالصورة لمن يرغب". يؤكد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء أن كل ما نشر هو عار عن الصحة ومختلق جملة وتفصيلا، ويدعو الصحيفة إلى نشر ما بحوزتها بالصوت والصورة كما زعمت.

 

مالت ... الطاولة ؟ !   

طوني انطون

عدم مشاركة العماد ميشال عون في إجتماع طاولة الحوار اليوم وتضامن النائبين سليمان فرنجيه وطلال إرسلان معه، أفقدها الوزن الضروري لبحث الإستراتيجية الدفاعية وسبل ضمّ السلاح غير الشرعي ووضعه تحت أمرة المؤسسة العسكرية، وأفقدها أيضاً الوزن السياسي الضروري وجعلها تميل بشكل خطير الى المقلب الآخر حكماً ؟ !

والمير طلال وجد قربه من ينقل إعتذاره المدوّي ! اما فرنجيه فإتكل على آخر تصريح له (منذ أشهر) اعلن فيه انّه متضامن مع العماد ميشال عون ظالماً كان البرتقالي او مظلوماً، و ... نقطة على السطر ؟ ! ولترطيب ذاكرة اللبنانيين فإنّ دمشق وحزب الله فعلا المستحيل حتى يتاح للرجلين المشاركة في إجتماعات طاولة الحوار، فرنجيه عبر نقل " إستاذ اميل " من كتلتي الوفاء للمقاومة والإصلاح والتغيير، في ثالثة ثابتة، الى كتلة لبنان الموحّد ؟ وإرسلان عبر " لمّية " جمعت له 3 نوّاب من كتل 8 آذار حتى يستوفي شروط الإنضمام ولا يحرم المجتمعين من إستراتيجياته المشهورة والمشهودة ؟ ! وبعيداً عن المزاح فإنّ المراقبون يسألون عن الحاجة الى الفرسان الثلاثة في إجتماع يبحث موضوع سلاح حزب الله غير الشرعي ومدى تأثير حضورهم أو غيابهم على البحث المذكور ؟ إذا حسنت نوايا الحزب او في حال بيّت رغبة في المماطلة والجرجرة كما يحدث منذ 4 أعوام مضت ؟

والواقع ان الثلاثة لا يملكون ما يفعلوه في مرحلة الإنتظار الراهنة فلا همّ في عير الحراك الإقليمي ولا في نفير الضغط الدولي، وجلّ ما يمكنهم فعله هو محاولة الإيحاء للقواعد بأنهم أصحاب قرار مستقلّ أقلّه في الموضوع الوحيد الذي لا يحرج حزب الله ولا يغيّر في معادلة انّه قائد قوى 8 آذار والباقين (جميعاً) أرقام لا تقدّم ولا تؤخّر في مسار الأمور الإقليمية المرسومة الهياً ؟ ! ويبقى ان الطاولة " مالت " بعد غياب القيادات المذكورة أعلاه، فتعطّلت لغة الكلام ! ولغة الأرقام ! ولغة الدراسات الإستراتيجية ! ولم يبقى أمام اللبنانيين إلاّ ان يضربوا يداً بيد ويرددون سرّاً وعلناً ... يا حرام ؟ ! . 

 

دوافع غزوة بيروت الغربية هي ما يفعله الآن حسن نصر الله

صالح القلاب (الشرق الاوسط)

لم تتضح دوافع «غزوة» السابع من مايو (أيار) 2008، التي اجتاح خلالها مغاوير «الولي الفقيه» في حزب الله بيروت الغربية، إلا بعد الهجوم الذي شنته مقاتلات الجناح النسائي في هذا الحزب على فريق التحقيق التابع لمكتب المدعي العام في المحكمة الدولية في ضاحية بيروت الجنوبية وإعلان السيد حسن نصر الله في هيئة أوامر عسكرية، أنه على اللبنانيين مقاطعة المفتشين الدوليين، «نظرا لأن كل المعلومات التي تقدم إلى هؤلاء تصل إلى الإسرائيليين» والمقصود بهذا الكلام هو أن أي تعاون في هذا المجال سيتم التعامل معه على أنه تجسس لحساب الدولة الإسرائيلية.

وبهذا المعنى فإن حسن نصر الله بات يتعامل حتى مع سعد الحريري على أن تعاونه مع المحكمة الدولية والتمسك بها والإصرار عليها، بمثابة تجسس لحساب الدولة الإسرائيلية. وحقيقة أن ضغط ما يسمى تحالف الثامن من آذار، الذي هو حزب الله المدعوم بعمق إقليمي قريب وبعيد، كان قد استهدف رئيس الوزراء اللبناني مبكرا، وأنه تصاعد على نحو متواصل منذ غزوة مايو (أيار) الآنفة الذكر، وحتى هجوم الفيلق النسائي في هذا الحزب، على مفتشي المحكمة الدولية في ضاحية بيروت الجنوبية قبل أيام.

لقد رفع حسن نصر الله، الذي لم يعد هناك أي شك بأن ذلك المثل القائل «يكاد المريب أن يقول خذوني» ينطبق عليه تمام الانطباق، شعار خاطب فيه سعد الحريري يقول: «إما إسقاط المحكمة الدولية وإلغاؤها، وإلا فإن لبنان سيغرق في الدماء حتى شوشة رأسه»، وهذا الكلام إذا ما قرئ قراءة سياسية، وفقا للغة التخاطب التي غدت سائدة في هذا البلد، كأحد مخلفات الحرب الأهلية الأخيرة، فإنه يعني تهديدا مباشرا لرئيس الوزراء اللبناني، ويعني وضعه بين خيارين، فإما أن ينهي هذه المحكمة بصفته وكيل دم رفيق الحريري، وإلا فإنه سيخسر حياته، كما خسر والده حياته في الخامس من فبراير (شباط) عام 2005، ومعه كل هذا الرهط من اللبنانيين الذين انتفضوا ضد تلك المعادلة الإقليمية التي أخضع لها بلدهم لسنوات طويلة.

لقد تقصد حسن نصر الله، بتوجيه من حلفه الإقليمي، القريب والبعيد، أن يكون اجتياح السابع من مايو 2008 لبيروت الغربية مرعبا. وفي هيئة صدمة سريعة مروعة تم إشعار سعد الحريري ووليد جنبلاط خلالها أنهما مستهدفان بحياتيهما شخصيا، وكانت تقديرات «سيد المقاومة» أن حسابات سعد الحريري ستكون كحسابات الزعيم الدرزي اللاحقة التي غلبت مصلحة العائلة الجنبلاطية ومصلحة الطائفة الدرزية على المصلحة الوطنية العامة وعلى القيم والأهداف التي من أجلها كانت «ثورة الأرز»، التي على أساسها تم إنشاء الرابع عشر من آذار.

كانت تقديرات حسن نصر الله، ومعه تحالفه الإقليمي، البعيد والقريب، أن سعد الحريري سيصاب بالهلع والرعب تحت ضغط اجتياح بيروت الغربية المرعب، وإنه إما أن يفعل كما فعل وليد جنبلاط لاحقا، الذي عندما شعر بانقلاب المعادلات الإقليمية والدولية، سارع، من دون إبطاء، إلى التحول من الضد إلى الضد، بطريقة فاجأت كل حلفائه وفاجأت حتى بعض كبار مساعديه في الحزب الاشتراكي والطائفة الدرزية، وإما أن يستقيل من رئاسة الحكومة، ويتخلى عن العمل السياسي ويلتزم منزله أو أن يلملم أشياءه ويغادر البلاد في هجرة قسرية قد تستغرق الأعوام نفسها التي استغرقتها هجرة الجنرال ميشال عون إلى فرنسا قبل عودته إلى لبنان، حيث سبق الزعيم الدرزي إلى الانتقال من خندق إلى خندق آخر والانقلاب على كل مواقفه، وليس قناعاته، السابقة.

لكن هذه التقديرات، وفقا لما جرى لاحقا، ثبت أنها ليست دقيقة، فحسابات سعد الحريري، حتى الطائفية تختلف عن حسابات وليد جنبلاط الذي وضع، بعد عاصفة السابع من مايو، مصلحة عائلته الجنبلاطية ومصلحة الطائفة الدرزية موضع الأولوية بالنسبة للكثير من القضايا الأخرى التي تعتبر قضايا وطنية لبنانية، وهنا فإن ما يجب قوله: إن من يعرف تاريخ عائلة الزعيم الدرزي، وآخر حلقات هذا التاريخ هي اغتيال والده القائد الوطني والقومي الكبير كمال جنبلاط، وإن من يعرف الدروز (بنو معروف)، لا يؤاخذ هذا الرجل على هذه الانعطافة التي قام بها بعد شعوره باهتزاز المعادلة الإقليمية التي كانت استجدت بعد اغتيال رفيق الحريري مباشرة.

كان على حسن نصر الله أن يدرك، لو أنه فكر من خارج دائرة منطق القوة الذي بات يتحكم في كل تصرفاته، فإن ما انطبق على وليد جنبلاط، لا يمكن أن ينطبق على سعد الحريري، الذي لا يتجاوز إرث الزعامة في عائلته العشرين عاما، وهو الذي يتصدر زعامة الطائفة السنية، التي حتى وإن شب بعض المتزعمين فيها الآن عن الطوق، تعتبر نفسها ركيزة العمل الوطني، التي لها امتداد يشمل كل الدول العربية والإسلامية، التي من غير الممكن أن تقبل لزعيمها أن يفعل ما فعله الزعيم الدرزي.

لقد اتضح بعد إطلالة حسن نصر الله من خلال شاشته المعهودة ومطالبته اللبنانيين، في هيئة إنذار وتهديد ووعيد، بمقاطعة المحكمة الدولية ومحققيها وباتهام كل من لن يلتزم بهذا الإنذار بالعمالة لإسرائيل، أن سعد الحريري بات أمام خيارين: فإما أن يفعل ما فعله وليد جنبلاط، وقبل ذلك ما فعله الجنرال ميشال عون، وإلا فليس أمامه سوى إما الاستقالة والذهاب إلى المنافي البعيدة أو انتظار مصير كمصير والده الراحل رفيق الحريري ومصير كمال جنبلاط وحسن خالد وصبحي الصالح ورينية معوض، لكن المؤكد أن هذه الحسابات، التي تستند إلى عامل القوة وإلى الرعب المنتظر بعد إصدار المحكمة الدولية لقرارها الاتهامي المنتظر، سيكون مصيرها الفشل المحتم، فرئيس الوزراء اللبناني ليس مجرد موظف كبير، من الممكن أن يخضع لإملاءات حزب الله وحلفائه الإقليميين، بل هو يشغل حيزا سياسيا يمثل الطائفة السنية كلها والمسيحيين بغالبيتهم والكاظمين عواطفهم وميولهم الحقيقية من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة التي لم تشعر على مدار تاريخها الطويل بمصادرة موقفها لاستحقاقات غير لبنانية، إلا بعد أن بزغ نجم هذا الحزب في سماء لبنان بهذه الطريقة التي لن تكون نتائجها، أطال الزمان أم قصر، على هذه الطائفة ذات التاريخ النظيف والعطر إلا الويلات والكوارث والثارات الجاهلية.

إنه على حسن نصر الله، الذي دفعه الشعور بالقوة الزائدة والرعب القاتل مع اقتراب صدور قرار المحكمة الدولية، أن يدرك أن هذا الذي يقوم به يشكل مغامرة مدمرة له ولحزبه أولا، وثانيا للطائفة الشيعية ذات التاريخ الوطني الناصع والمشرف، فحسابات الحقل التي تراوده ويعمل سياسيا على أساسها لن تكون مطابقة لحسابات البيدر، فلبنان - وهذا يعرفه «سيد المقاومة» أكثر من غيره - بلد رمال متحركة وقد ابتلعت هذه الرمال مغامرين كثرا مثله وأكثر منه جاها ووجاهة وقوة. ثم إن سعد الحريري ليس ظهره إلى الحائط كما يعتقد ويظن، وأن المحكمة الدولية ليست مجرد مناورة لبنانية داخلية، بل هي تمثل إرادة دول مقتدرة، أيديها طائلة وتمثل إرادة معظم اللبنانيين والعرب والمسلمين والمجتمع الدولي كله.

 

السلاح يخرب الدار

أيمن جزيني/لبنان الآن

الخميس 4 تشرين الثاني 2010

http://www.nowlebanon.com/Arabic/NewsArticleDetails.aspx?ID=213494

في الـ"واشنطن بوست" يعرض جيفري فيلتمان على سوريا مقايضة. احتمال الجولان مقابل الكف عن التخريب في لبنان والعراق. الإدارة السورية ترفض التعليق، حتى لا تزيد الأمر سوءاً. لكن القاصي والداني يعرف ان العرض الأميركي له حيثياته، وأن الإدارة السورية لا بد وأنها باتت تعتبره احد خياراتها الممكنة.

لكن العرض الذي يمكن اعتباره عرضاً ذكياً ويكاد يكون مغرياً، لن يجعل الإدارة السورية تغير مسلكها في لبنان او في العراق بطرفة عين. ذلك انه لأسباب شتى يعتقد السوريون، بخلاف ما يعلن فيلتمان نفسه، أنهم منتصرون في العراق ولبنان وبعض فلسطين، وان المشروع الاميركي إلى انحسار في المنطقة ولن تقوم له قائمة بعد اليوم.

على أي حال، حدد فيلتمان ميادين المعركة، والأرجح انه ليس في وسع احمدي نجاد ان يضيف إليها ما سبق له وأضافه في لبنان، حين اعلن عن ولادة مقاومة الشعوب وضمّ الشعب التركي إلى القائمة.

مشكلة احمدي نجاد أنه لم ينتبه ربما إلى ان ميادين المعركة التي سبق له وأعلن قيادته لها من بنت جبيل في جنوب لبنان، لا تضم اراضٍ أميركية. وان الصراعات، الدموية خصوصاً، قائمة في المنطقة التي يعلن انتصاره فيها. العراق يخوض في الدم، ولبنان خاض في دمه ويستعد لحفلة دم جديدة، وفلسطين أيضاً، والتهديدات تطاول إيران وسوريا من كل حدب وصوب. يبقى ان ضم تركيا إلى انتداب أحمدي نجاد، عصي على التصديق، حتى أحمدي نجاد نفسه الذي اعلن الضم لا يصدقه تماماً.

ولنخض في الوقائع المباشرة حتى لا تعمينا الديماغوجيات الهادرة. في سوريا ولبنان ثمة تصريحات مقاومة وممانعة لا تكف عن اعتبار القرار الظني الذي من المتوقع صدروه في وقت قريب عن المحكمة الخاصة بلبنان، انتدابًا جديدًا. "حزب الله" يقاومه، على ما يعلن هو نفسه، وسوريا نفسها تحاول حصر تبعاته والحد من اخطار إعلانه.

وهما، أي "حزب الله" وسوريا، يحاولان ما أمكنهما تدارك أخطار هذا القرار عليهما. بل وذهب "حزب الله" إلى اعتبار صدور القرار حرباً دولية عليه أكثر خطراً من حرب تموز – يوليو العام 2006. وهو لذلك، لا يملك من أسلحة يقاوم بها هذه الحرب، إلا إعلان الخطط العسكرية وتسريب بروفات الهيمنة الأمنية، وتهديد رئيس حكومة لبنان وحلفائه. لكنه يضيف كعهده دائماً، وإننا لمنتصرون.

مع ذلك يجدر بكل عاقل ان يعاود التفكير قليلاً. كيف تكون أميركا مهزومة إذا كان معسكر المقاومة يخشى قراراً ظنياً إلى هذا الحد؟ وكيف تكون اميركا خاسرة إذا كان ثمة في لبنان وفلسطين من يقسم الشعوب إلى مقاومين وعملاء؟ ثم وكيف يكون المشروع الاميركي محتضراً إذا كانت زيارة مسؤول أميركي للبنان لبضع ساعات استدعت مثل هذا الاستنفار المقاوم، واربكت خططاً منتصرة وصنعت بلبلة لم تخف وتيرتها حتى اليوم؟

محور المقاومة النجادي مسلح حتى الأسنان. لكنه يستخدم سلاحه في صحن داره. حيث لا ينتج عن استخدام هذا السلاح إلى خراب الدار على قاطنيها، والمقاومون اولهم.

 إذا كان ثمة في محور المقاومة النجادي من يعتقد انه سيهزم أميركا من خلال سيطرته الأمنية والعسكرية على لبنان، فربما يجدر به ان يعيد حساباته. ذلك ان السلاح في هذه الحال، لا يفعل غير قتل اهل البيت والاعتداء عليهم. ولا ينفع اهل السلاح الإدعاء بأن المعتدى عليهم هم اميركيون وإسرائيليون. ذلك ان مثل هذه الحجة لا تقنع احداً.

خصوصاً في أميركا نفسها.

 

أين لقاء «المؤمنين» بخط بكركي التاريخي؟ نداء أو وثيقة؟ وقيادات على غير علم

الكتائب: الجميل وجعجع أصحاب تاريخ واحد

عيسى بو عيسى /الديار

من المنتظر أن يكون الاجتماع التمهيدي لقادة وممثلي قوى 14 آذار المسيحيين وفعاليات مسيحية قد انهى كتابه الخطوط العريضة التي ستتم مناقشتها خلال الاجتماع المسيحي الموسع المزمع عقده خلال الاسبوعين القادمين، وهذا اللقاء كان قد سبقه اجتماعات عقدهما النائبان السابقان سمير فرنجية وفارس سعيد مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير خلال اسبوع واحد ممهدين بذلك للقاء الموسم، وكشفت مصادر متابعة لهذا الاجتماع انه يأتي على خلفية دعم مواقف بكركي الوطنية وضرورة جمع المؤمنين بهذا الخط وهذا هو الهدف الاساسي الذي سيجمع القيادات، وقالت هذه المصادر: انه في العام 2000 تنادى المؤمنون بالسيادة والحرية والاستقلال حول النداء الاول للمطارنة الموارنة الذي يجسد هذه المبادىء، واليوم فان انعقاد السينودس في الفاتيكان وتصريح البطريرك صفير الأخير من الواجب التكوكب حول هذه الثوابت، وبالتالي فان من كان يراهن على تغيير في مواقف البطريرك قد خاب ظنه وسوف يتبين له الثابتة الحقيقية التي لا تتزحزح والمتمثلة باحتضان البطريرك لهذه المبادىء الاساسية التي لن يزيح عنها في أي وقت من الاوقات، وتؤكد هذه المصادر ان «القصة» مشغولة من زمان ويلزمها بعض الروتوش وابداء الملاحظات عليها، وحول توقيت اللقاء قالت المصادر نفسها ان الجميع يستشعر الخطر المحدق بالبلاد والفتنة التي تدق الابواب خصوصاً مع ارتفاع نبرة الخطاب السياسي وانحداره الى مستويات لم تكن مسبوقة من قبل خصوصاً وان نظرة البطريرك صفير الى الوضع اللبناني غير متفائلة، وتحدثت هذه المصادر عن بعض التشويش الذي حصل سابقاً فيما خص مواقف البطريرك من مسألة المحكمة الدولية بحيث بادر الى الفور بتصحيح كلام نقل عنه بكلام آخر نقله عنه احد زواره في اليوم الثاني.

وكشفت مصادر اخرى عن «تسرع» ما حصل في اعلان اللقاء ولكنه لم يكن عن سوء نية بحيث لم يتم اعلام قيادات مسيحية في 14 آذار، وفيما تحدث الدكتور سمير جعجع عن ان لقاء مسيحيا سوف ينتج «وثيقة سياسية» دون ان يحدد مكان اللقاء، قالت مصادر اخرى ان اللقاء سوف يوجه نداء للمسيحيين في لبنان لوعي دقة المرحلة وما هو قادم على لبنان من مخاطر بحيث لا يدفع المجتمع المسيحي الاثمان في كل مرحلة مفصلية من تاريخ البلد، وبالمقابل اكدت مصادر كتائبية مسؤولة «انها كانت تنتظر عودة البطريرك صفير من الخارج، وانها ترحب بدعوة الدكتورسمير جعجع لاجتماع القادة والاقطاب المسيحيين في «الصرح البطريركي في بكركي.

واكد المصدر الكتائبي ان لا خلاف بين القوات اللبنانية والكتائب والرئيس امين الجميل والدكتور سمير جعجع اصحاب تاريخ واحد وملتزمان بثورة الارز وتوجيهات بكركي وثوابتها، ولفت المصدر الى ان الاجتماع هو لقاء مسيحي عام وان مسيحيي 14 اذار لم يدّعوا مرة تمثيل المسيحيين ويتمنون مشاركة اطراف اخرى شرط ان تشاركنا ثوابت بكركي وليس ثوابت 8 آذار او الكتائب او القوات. من جهته اكد منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد: ان اللقاء ليس في بكركي، و«كل شيء عم ينحكى ما في منو»، ونحن في اطار الاتصالات الاولية فقط.

 

ماذا يربح لبنان إذا ضمن المسيحيّون أمنهم واندثرت الجمهورية؟

حراك مسيحي لتصحيح مفهوم المعركة: حماية الكيان أولاً

اسعد بشارة /الديار

قبل ساعات او ايام من موعد حسم الخيارات الكبرى لا تزال شخصيات قيادية في الوسط المسيحي تتساءل عن معنى هذا الركود السلبي لدى المسيحيين في التعاطي مع ملف المحكمة الدولية الذي هو الواجهة لملف اكثر عمقاً وامتداداً في المعاني والثوابت اي ملف حراسة الكيان من الاخطار.

واذا كانت كلمة الركود السلبي او الانكفاء تعني ما تعنيه من تطلع الى الامام بقدرة تصلح للتميز على بعد امتار قليلة فان الانكفاء عن لعب الموقع والدور المطلوبين قد يكون التوصيف الادق في هذه المرحلة لمراقبة ردة الفعل لدى القيادات المسيحية على ما يمكن ان يحصل من تطورات واحداث في مرحلة ما قبل او ما بعد صدور القرار الظني.

وفي مرحلة حسم الخيارات بات السؤال يطرح لدى بعض الدوائر الفاعلة عما سيكون عليه موقف المسيحيين اذا ما تعرض الكيان الذي ناضلوا من اجله للخطر.

وبتفسير اخر ماذا سيكون موقف المسيحيين في حال تم اجتياح جزء من الجمهورية ووضعه تحت السيطرة وماذا لو ترك لهم في مناطقهم حق نيل الحماية والعفو من الطرف القادر على الاستيلاء على البلد خلال ساعات كما تروج موضة سيناريوهات المحاكاة النظرية والعملية؟

الخيارات لا شك صعبة لكنها ليست مفتوحة الاحـتمالات، والخيار الاول هو الخيار الامن القصير الامد وهو عبارة عن تحييد المناطق المسيحية التي يفترض بها في هذه الحالة ان تشكر من حيّدها عن لعبة النار وان تترجم هذا الشكر بالانكفاء الى الاحياء المسيحية في بيروت والى الجبل والتفرج على السنة النيران من وراء النظارات السوداء كما عليها الاستمتاع في الجزيرة الهادئة وسط البحر الهائج. وهذا الخيار هو الاسهل وهو الذي يروّج له حليف حزب الله وهو الذي يغري شرائح مسيحية ترى في التحييد الخيار الاقل كلفة بانتظار انكفاء العاصفة. اما الخيار الثاني فهو الذي بات يجد صدى في اوساط الرأي العام المستقل والمنضوي لـ14 آذار وهو تعبير عن رؤية متكاملة للازمة الحالية التي عنوانها الدفاع عن هوية محددة للكيان. قاتل المسيحيون الفلسطينيين والسوريين للدفاع عنها ويفترض بهم اليوم ان يستمروا بالقتال خصوصاً وان ما يواجهونه (مشروع ايراني) لا يختلف كثيرا عما واجهوه في السابق وبالتالي فان الخيار ليس آنياً تشخيص الصراع القائم والمستقبلي على انه صراع سني شيعي بل على انه قتال مستمر لتثبيت هوية الكيان والدفاع عنه ومنع تحوّله الى مادة للمساومة على طاولة التفاوض الايرانية الاميركية او السورية الاميركية. واذا ما اقرن الوعيد بالتهديد بالتنفيذ فسيكون مشهد المسلحين في الشوارع مقلقاً للمسيحيين ولكن المقلق اكثر اذا ما ادت هذه الصورة الى تحقيق هدف سياسي بتحييد المسيحيين عن معركة «الدفاع عن لبنان» التي فجرتها الثورة السلمية الأكثر فعالية في تاريخ لبنان في الرابع عشر من آذار 2005. ولعدم تمكين أي طرف داخلي او خارجي من تحقيق هذا الهدف الثمين فإن حراكاً مسيحياً بدأ يسجل على أكثر من محور لاستنفار موقف او مواقف وتحركات واتصالات ستصب كلها في خانة بلورة ارضية لمواجهة الخطر على الجمهورية بروحية الشراكة الاسلامية المسيحية والتوحد على مثال النموذج الذي ولد صبيحة 14 آذار 2005. ولكن ماذا عن اغراء المسيحيين بتحييد مناطقهم أمنياً وكيف سيقابل هذا العرض؟

يجيب أكثر من مطلع على الحراك المسيحي ان هذا العرض سوف يقابل بالشكر للمؤسسات العسكرية والامنية التي ستضطلع بهذا الدور لكن هذا الشكر سيرفق بتمن ونداء لقيادة هذه المؤسسات مفاده: حماية المسيحيين تنبثق من حماية الجمهورية والعكس ليس صحيحاً

 

 الرسالة إلى بان

بعد الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي والتي خصصت لمناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول مجريات تطبيق القرار 1559 شهدت أروقة الأمم المتحدة مزيداً من الإتصالات بين دبلوماسيين في الأمم المتحدة وبين عدد من أعضاء اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة، حيث علمت الديار أن المجلس العالمي لثورة الأرز واللجنة اللبنانية الدولية لدعم القرار 1559 بعثت برسالة خطية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلبت فيه وفي ضوء المستجدات الطارئة في لبنان، ولا سيّما في ضوء تصاعد الهجوم ضدّ عمل المحكمة الدولية وإستباقاً لأي ردّ فعل قد يحصل على الأرض، للمنظمة الدولية بالعمل على وضع لبنان تحت صلاحية الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة من أجل العمل على نزع السلاح من أيدي الميلشيات والمنظمات الإرهابية على الأرض اللبنانية والعمل على ضمان مستقبل لبنان كجزء من السعي لتحقيق الإستقرار في المنطقة والعالم.

 

رسالة من اللّوبي اللبناني إلى بان كي مون تُطالب بوضع لبنان تحت الفصل السابع

تصعيد واشنطن تجاه سوريا وإيران خطوة وقائية ضمن ثوابت معروفة

واشنطن ــ جنى عساف

صعدت الولايات المتحدة لهجتها طوال الأسبوع الماضي تجاه سوريا من الباب اللبناني الواسع وتحديداً من نافذة المحكمة الدولية التي تحقق في إغتيال رئيس الوزراء الأسبف رفيق الحريري. ولعلّ المفارقة في هذا التصعيد أنه يأتي بعد سلسلة لقاءات سورية أميركية رفيعة المستوى في نيويورك وواشنطن، ولئن كانت الإدارة الأميركية الحالية أعلنت منذ وصولها إلى البيت الأبيض عن إنفتاحها للحوار مع سوريا إلا أن مصادر دبلوماسية مطلعة في واشنطن تؤكد أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تبقى أسيرة برامج وخطط وضعتها لنفسها مهما تغير شكل الحكم وأشخاصه في أميركا، وعلى الرغم هذا التقييم المعروف لأداء الدبلوماسية الأميركية إلا أن المفاجأة تمثلت في توقيت رفع وتيرة الخطاب الأميركي الرسمي ضدّ سوريا وتصوير الأمر مجدّداً بأن شغل الشاغل للولايات المتحدة هو الدفاع عن سيادة لبنان وإستقلاله.

تعتبر المصادر الدبلوماسية أن هناك سببين رئيسيين وراء تصعيد هذه اللهجة تلخصهما وفق الآتي:

أولاً: بعدما وجدت الإدارة الأميركية الديمقراطية أنها ستحقق تراجعاً ملموساً في الإنتخابات النصفية التي جرت الثلاثاء وأدركت أن النهج المتشدّد بدأ يطل برأسه من جديد في أروقة الكونغرس، عند هذه النقطة أرادت الإدارة الأميركية الذهاب بعيداً في ملاقاة مثل هذا التوجه لدرجة المغالاة في تصعيد المواقف ببعديها الداخلي والخارجي ومن أجل أن تبقى تدير دفة الحكم إلى حين الإنتخابات الرئاسية المقبلة بعد عامين، فكان الملف الأول الخارجي هو محور العلاقة السورية -الأميركية من خلال البوابة اللبنانية، وكان لافتاً هو إضطرار الخارجية الأميركية إلى كشف ما أبلغته للمسؤولين السوريين لجهة أن الولايات المتحدة كانت واضحة جداً حول توقعها أن تلعب سوريا دورا أكثر إيجابية في المنطقة. وأنها أعربت عن قلقها العميق للتدخل السوري المستمر والذي يؤثر على سيادة لبنان ولكن الخارجية الأميركية لم تقطع الأمل بإعادة إرسال السفير الأميركي إلى سوريا لكنها رسمت لهذه العودة محورين يتمثل أولهما بإبداء الولايات المتحدة مباشرة قلقها من السياسة السورية في المنطقة، وثانيهما ربط تحسين العلاقات الثنائية بمقدار ما تقدم سوريا على لعب دور أكثر إيجابية في المنطقة.

ثانياً: تشير المصادر الدبلوماسية إلى أن التصعيد الأميركي تجاه سوريا سببه أيضاً الملف الإيراني في ضوء تعثر مزدوج تمثل في عدم إقناع سوريا بفك تحالفها مع النظام الإيراني، وفي عدم جدوى العقوبات الدولية المفروضة على إيران في ثنيها عن الإستمرار في تطوير برنامجها النووي والدخول مجدداً في مفاوضات مع دول مجموعة الست للإتفاق على مخرج معين لأزمة هذا البرنامج.

فمن هنا يأتي القلق الأميركي الرسمي المعلن من سلوك سوريا وإيران إزاء لبنان، وخصوصاً في مسألة التناغم الإيراني -السوري في العمل على التهجم على المحكمة الدولية، وفي التركيز مجدداً على مسألة توفير الجارية الأسلحة إلى حزب الله ووصفته صراحة بأنه انتهاك لسيادة لبنان.

وفي موازاة ذلك تعتبر المصادر الدبلوماسية أن هنا تأثيراً للولايات المتحدة على السعودية لكي لا تذهب بعيداً في عملية تطبيع علاقاتها مع سوريا، بحيث لاحظت المصادر الدبلوماسية دخول الولايات المتحدة الأميركية على خط العلاقة بين سوريا والحكومة اللبنانية لا سيما بعد لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري مرات عدة الرئيس السوري بشار الأسد من خلال عدم إقرارها بأن هناك تحسناً طرأ على علاقة الحريري مع الأسد، أو حتى على علاقة البلدين على الرغم من إقرارها بأن لبنان وسوريا بلدان جاران ولديهما تاريخ مشترك ولكن واشنطن رأت وجوب أن تحترم سوريا سيادة لبنان وامنه.

وشدّدت المصادر الدبلوماسية المطلعة على أن القلق الأميركي الجدي من إستمرار تزويد حزب الله بالسلاح ينبع حقيقة هذه المرة - وليس كما كان سائداً في الإدارة السابقة- من منطلق الحرص على تلافي أي تصعيد إقليمي، حيث تعتبر الولايات المتحدة بشكل رسمي أن هذه الأسلحة تقوض سيادة لبنان لأن السيادة بحسب المفهوم القانوني تتجسد من خلال إحتكار القوة بيد الدولة وحدها، ولذلك يأتي التركيز على أن أي سلاح خارج هذا التعريف يقوض سيادة الدول ويضعف قدرتها على حماية شعبها، وهنا رأت الخارجية الأميركية ، أن تمكين سوريا وايران من حيازة وتزويد حزب الله بالسلاح أدى إلى صراع إقليمي قبل أربع سنوات فقط.

وتعتبر المصادر الدبلوماسية أن تصعيد الولايات المتحدة موقفها ضدّ سوريا ينطلق أخيراً من سعيها الدؤوب للدفاع عن عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعدما دعمت قيام هذه المحكمة من أجل ما تعتبره التحقيق في جرائم بشعة، وانهاء الغموض المصاحب لها، معتبرة أنه ما لم يتمكن اللبنانيون من انهاء الغموض الذي يلف هذه الجرائم، فمن الصعب تحقيق السلام والاستقرار اللذين يستحقهما كل الشعب اللبناني، وتشير المصادر الدبلوماسية إلى أنه تحت هذا العنوان السياسي العريض لجهة وقف ما تعتبره واشنطن السعي لكشف الغموض حول الجرائم التي وقعت في لبنان، فإنها في المقابل تحرص على التأكيد أنها لم ولن تسعى للتأثير على عمل المحكمة الدولية الخاصة بلنبان، وأنها لم تمارس اي ضغوط على المحكمة على الاطلاق، وهي تشير إلى أن المحكمة انشئت بطلب كانت تقدمت به الحكومة اللبنانية للامم المتحدة، وانها محكمة مهنية ومستقلة وتعمل بتفويض من مجلس الامن الدولي وبدعم من المجتمع الدولي.

 

جعجع: زيارة الأسد إلى الرياض لم تكن ناجحة كثيراً

المصدر الأنباء /التاريخ 11/4/2010

كتب عدنان الراشد وعمر حبنجر في الأنباء: صعوبة الوصول الى «معراب» تبددها دماثة حديث «الحكيم» وجلال سكون المكان، الى جانب المشهد المدهش لساحل كسروان المتلألئ، من هذا المرتفع الطبيعي الحصين. الإجراءات الأمنية، شديدة، لكنها ليست خارج المألوف في بلد تعتريه الهواجس والكوابيس وحيال قيادي كالدكتور سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، الذي يصر على السباحة في مجرى السيادة والاستقلال، إضافة الى كل العناوين البارزة لقوى 14 آذار.

الوقوف على القمة أصعب من الوصول إليها، وسمير جعجع الذي عاش صعوبات الوصول الى الصف الأول في نادي الزعامات المسيحية، في السياسة وعلى الأرض، يسعى للبقاء، حيث وصل، مستندا الى الخيارات التاريخية للمسيحيين، حول الحرية والسيادة والاستقلال، والتي هي خيارات اللبنانيين الذين وقعوا ذات يوم على نهائية الوطن اللبناني، مستبقا هذا التوجه لقيادة القوات بإعلانه الاعتذار ممن يعتقد ان القوات أخطأت إليه، وعنده ان الشجاعة ليست ان تقول ما تعتقده، بل الشجاعة كما يراها أرسطو، ان تعتقد بكل ما تقوله.

وإلى جانب المسحة الإيمانية التي تجعله الأقرب بين القيادات المسيحية الى خط البطريرك الماروني الجسور، نصرالله صفير، يحتفظ جعجع المستهدف من كل حدب وصوب، بأرضية قوة يحسب لها خصومة المحليون كل حساب، وينطبق عليه هنا المثل الصيني القائل: لتكن قوسك مهيأة، لكن أجل إطلاق السهم ومع ان مثل هذه «الأرضية» موجودة وقائمة لدى معظم الأطياف اللبنانية، فإن خصوم جعجع لا يرونها إلا عنده، وخصوصا منهم العماد ميشال عون الذي بينه وبين جعجع ما صنع الحداد، منذ العام 1987. بيد انه درءا للانطباعات الخاطئة، بادر الى دعوة الجيش والقوى الأمنية الى الانتشار في كل المناطق، وخصوصا المناطق المسيحية، لأنه جزء من 14 آذار، و14 آذار هي الحاملة للواء الدولة والمؤسسات.

في حواره مع «الأنباء» تناول جعجع شتى الاهتمامات اللبنانية الآنية والمقبلة، وكانت البداية لقاء السفراء السعودي والسوري والإيراني، بعيدا عن الإعلام في منزل السفير السوري في اليرزة، حيث قال انه ليس مقتنعا بكل هذا الحراك، لأن أزمتنا الراهنة داخلية، ولسنا في حالة حرب إلا مع إسرائيل، أما الفريق اللبناني الآخر فحساباته إقليمية كبيرة تبدأ من إيران ولا تنتهي بالمتوسط».

وعن زيارة الرئيس بشار الأسد الى الرياض ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أكد جعجع انها لم تكن ناجحة كثيرا، وان الاجتماع الثلاثي للسفراء، يقف وراءه الاخوة السعوديون بهدف إبقاء التواصل مع السوريين والإيرانيين لحثهم على ضبط جماعتهم وتدنيهم عن استعمال العنف في لبنان.

وأشار جعجع ردا على سؤال الى اجتماع مسيحي عريض لكل من يؤمن بخط بكركي التاريخي، سيخرج بوثيقة سياسية في السياق نفسه لقوى 14 آذار.

وحول موقف العماد ميشال عون من إلغاء جلسة مجلس الوزراء، ورفضه حضور طاولة الحوار ما لم يبت في ملف شهود الزور، قال جعجع: اعتدنا على أفكار عون غير المبشرة بالإيجابية، وإذا أردنا العودة الى الواقع فلا وجود أساسا لما يسمى بملف شهودالزور.

وعن الحملة التي تستهدف الرئيس الحريري قال: انها لن تصل الى نتيجة، وهي تهدف الى حمله على تغيير موقفه من المحكمة الدولية، وأنا أؤكد ان مهما تصاعدت موجة الهجمات على الرئيس الحريري فهي لن تصل الى نتيجة.

جعجع اعتبر الحديث عن وجود أصوليين في طرابلس من باب الدعاية ليس أكثر، ويرمي الى غاية ما في نفس يعقوب.

وفيما يلي تفاصيل الحوار الشامل مع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية د.سمير جعجع:

على ما يبدو ان اجتماع السفراء الثلاثة السعودي والسوري والإيراني تم بعيدا عن الأضواء، واللافت ان مشاركة السفير الايراني في هذا اللقاء أوحت بخلق ترويكا سعودية – سورية – إيرانية، كيف ينظر د.جعجع الى هذا المشهد الجديد؟

بالرغم مما نبديه من احترام للهيئات غير اللبنانية أيا كانت فأنا لست مقتنعا بكل هذا الحراك من قبلها، لأن أزمتنا في الوقت الحالي أزمة داخلية كوننا لسنا في حالة حرب الا مع اسرائيل، وبالتالي كل هذا الحراك لن يؤدي الى أي مكان، وإذا كان هناك من شيء مطلوب من هذه الدول التي هي على علاقة مع تنظيمات مسلحة داخل لبنان، فهو ألا تسمح لتلك التنظيمات باستعمال العنف في هذا البلد، ماعدا ذلك، أي اجتماع ثنائي أو ثلاثي أو اتصالات على مستوى إقليمي أو دولي لن تؤدي الى أي نتيجة لأن مواقف الأطراف محددة، وعلى سبيل المثال فإن موقفنا من جميع الأمور المطروحة واضح جدا ونابع من عدة اعتبارات وطنية متعلقة بنا، وقد سمعت عن الاجتماع المذكور، وأنا على اتصال مستمر مع السفير السعودي علي العسيري الذي تتمنى بلاده للبنان وشعبه كل خير ولا تتأخر في دعمه عند كل استحقاق على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية دون ان تسمح لنفسها بالتدخل في الحياة السياسية اللبنانية الداخلية.

من الواضح ان هذا الاجتماع لتهدئة الأمور؟

ربما يعمل الطرف الآخر على تهدئة الأمور، لأننا من جهتنا نحن هادئون أساسا، والفارق بيننا ان تحركاتنا كقوى 14 آذار متعلقة بالحسابات الداخلية فقط، أما تحركات الفريق الآخر (8 آذار) فقائمة على حسابات اقليمية كبيرة تبدأ من إيران ولا تنتهي بالمتوسط، من هنا نؤكد انه إذا كانت هناك من إفادة لهذا الاجتماع فهي ان توعز الأطراف الداعمة للتنظيمات المسلحة في لبنان الى هذه الأخيرة بعدم اللجوء الى استعمال العنف في الداخل اللبناني.

ألا يمكن ان يكون هذا الاجتماع احدى نتائج الاتصالات بين الرئيس الايراني أحمدي نجاد والملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز وكذلك نتيجة لزيارة الرئيس الأسد الخاطفة الى الرياض؟

بحسب معلوماتي فإن الزيارة الخاطفة للرئيس الأسد لم تكن ناجحة جدا، وعلى ما اعتقد فإن الاجتماع الثلاثي يقف وراءه الاخوة السعوديون والهدف منه البقاء على التواصل مع السوريين والإيرانيين لحثهم على ضبط جماعاتهم لثنيهم عن استعمال العنف في لبنان.

الخط السياسي التاريخي للمسيحيين

هناك كلام عن وثيقة سياسية لمسيحيي قوى 14 آذار سيتم الإعلان عنها بمباركة غبطة البطريرك صفير ما مدى صحة هذا الكلام وما مضمونها؟

قوى 14 آذار جسم متكامل يعمل بدقة وتناسق فيما بين أعضائه في المواجهة الوطنية الكبرى الحالية، أما فيما يتعلق ببكركي فهناك اجتماع مسيحي عريض لكل من يؤمن بخط بكركي التاريخي سيخرج بوثيقة سياسية في السياق نفسه لقوى 14 آذار.

يعني قرنة شهوان جديدة؟

طبعا لا، بوجود قوى «14 آذار»، انما هو كناية عن تظهير من جديد للخط السياسي التاريخي للمسيحيين في لبنان، وطبعا ان أفضل تظهير له يكون من خلال اجتماع كبير في بكركي.

ألا يفسر هذا اللقاء بنوع من التمايز عن قوى 14 آذار مجتمعة؟

لن يكون هناك أي تجمّع جديد أو هيئات جديدة متفرعة عن قوى «14 آذار».

متى سيُعلن عن الوثيقة؟

قريبا جدا خلال الأيام القليلة المقبلة.

طروحات عون ورأس المحكمة

صرح العماد عون قبل الغاء جلسة مجلس الوزراء بـ«ان لم يُبت ملف شهود الزور في مجلس الوزراء فلن يكون هناك من اجتماع لهيئة الحوار».

اعتدنا على أفكار وطروحات العماد عون غير المبشّرة بالإيجابيات التي تريح المواطنين وتطمئنهم لحاضرهم ومستقبلهم. أما إذا أردنا العودة الى الواقع، فلا وجود أساسا لما يسمى بملف شهود الزور، لأنه بالمنطق المبسّط لا يمكن تحديد شاهد الزور قبل صدور القرار الاتهامي إن لم نقل قبل صدور الأحكام، والسؤال في هذا الإطار هو بماذا نستطيع مقارنة الشهادات المزورة قبل صدور القرار الاتهامي؟ يحاول الفريق الآخر تغييب بعض الواقعات وعلى سبيل المثال لاحظ المحققون سنة 2006 ان شهادة المدعو ابراهيم ميشال جرجورة مشكوك بصدقيتها فأحالوه الى التحقيق وتبين انه شاهد زور حقيقي وأدخل السجن لمدة 3 سنوات، إذن الطريقة الواجب اتباعها في التعاطي مع الشهادات المشكوك بصدقيتها قد اتبعت أصلا تبعا للمنطق القانوني. لا أحد يستطيع تحديد شهادات الزور سوى المحققين وليس الأطراف السياسية لمجرد إصرارها على وجودهم، وبمعنى آخر انه اذا لم تتوافر المصداقية في شهادة الشاهد محمد زهير الصديق فإن المحققين لن يأخذوا بشهادته وبالتالي عدم الأخذ بشهادة من هو مشكوك بشهادته ينفي وجود شهود الزور أصلا. نظريا ما يجب فعله في هذا الملف إن وجد، هو ما جاء في مطالعة وزير العدل البروفيسور ابراهيم نجار التي تقدم بها الى مجلس الوزراء، جل ما في الأمر ان الفريق الآخر يريد إسقاط المحكمة الدولية، لذلك فإن ما حصل في الضاحية الأسبوع الماضي حصل في سياق منع التحقيق من الاستمرار، مع الاشارة الى ان تطرقهم الى ملف الاتصالات كان بهدف استعماله للتصدي للقرار الظني، وأتساءل هنا ما علاقة ملف الاتصالات بملف شهود الزور؟ يحاولون إيجاد حجج واهية بينما المطلوب واحد: رأس المحكمة الدولية.

الحملة على الحريري لن تصل إلى نتيجة

الرئيس الحريري يتعرض لهجمات تعدت المستوى الأخلاقي من قبل البعض، برأيك ما خلفية تلك الهجمات عليه؟

الهجمات السياسية والإعلامية على الرئيس الحريري تأتي في سياق الضغوطات المستمرة عليه في محاولة لحثه على تغيير موقفه من المحكمة الدولية ولحمله على قول ما يريدون هم قوله حولها بوصفها بالمسيسة والمتلاعب بها من قبل الأميركيين والإسرائيليين، وان أي قرار اتهامي سيصدر عنها سيكون بالتالي مسيسا. أؤكد انه مهما تصاعدت وعنفت تلك الموجات الهجومية على الرئيس الحريري فهي لن تصل الى أي نتيجة وتحت أي ظرف من الظروف.

لا جهاديين في طرابلس

يحكى عن وجود جهاديين في طرابلس وهو ما يقلق الجهات السورية بحسب ما تم التداول به أخيرا؟

اعتبر ان الكلام عن وجود جهاديين في لبنان وتحديدا في طرابلس هو من باب الدعاية ليس أكثر، ولو كان هناك فعلا جهاديون في طرابلس لبان وجودهم فعليا على الأرض، هذا عدا عن ان أجهزة الأمن اللبنانية كمديرية المخابرات وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة موجودة وتعمل على مكافحتهم، وان أي أحد يتم الاشتباه بانتمائه اليهم يخضع للتحقيق مباشرة ويبقى بعدها تحت المراقبة، لذلك اعتقد ان ما يقال في هذا الإطار غير صحيح ويرمي في الوسطين الإعلامي والسياسي لغاية ما في نفس يعقوب.

وماذا عما أدلى به السفير جوني عبدو بأن سورية تتحضر للدخول الى طرابلس لحماية أمنها من الجهاديين؟

السفير عبدو تحدث عن خطة سورية للتدخل في طرابلس تحت ذريعة وجود جهاديين ذوي ملامح عربية فيها، وفي الواقع ليس هناك من وجود جهادي في طرابلس وبفرض انهم موجودون فلماذا لا تعطي سورية أسماءهم الى مديرية المخابرات في الجيش التي لن تتهاون في توقيفهم بدلا من ان تتكبد مشقة الدخول الى طرابلس تحت عنوان حماية نفسها من التطرف والأصولية؟

أنا أعتقد ان الوجود الجهادي في طرابلس والشمال انتهى مع انهاء ظاهرة «فتح الإسلام» على أيدي الجيش والقوى الأمنية.

هل هذه الذرائع تشير الى ان سورية لم تقتنع بعد بأنها لن تعود الى لبنان؟

تصرفات البعض في سورية منذ سنة وحتى اليوم، خصوصا بعد الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيسان سليمان والحريري تبين انهم غير مقتنعين بعلاقات سوية بين لبنان وسورية، وانهم يفضلون البقاء على علاقات تقوم بين النظام السوري من جهة وعدة فرقاء في لبنان، بمعنى انه لا يجوز من وجهة نظرهم أن تقوم دولة قوية في لبنان كونهم مقتنعين بأنه لا مبرر لوجود تلك الدولة، لاعتبارهم ان لبنان كيان اصطناعي أوجدته اتفاقية «سايكس بيكو» ويجب بالتالي تصحيح ما يعتبرونه خطأ تاريخيا من خلال عمل جغرافي أقله في الوقت الحالي، من المؤكد انه مع تفكير مماثل للسوريين لن نستطيع الوصول الى أي مكان.

سليمان وقهوجي والحساسية الأمنية

أقحم اسم د.جعجع في سيناريو الدخول السوري الى طرابلس بأن الجيش سيتدخل في كسروان لمنعك من السيطرة عليها أمنيا؟

مخيلة السوريين واسعة وكبيرة، فنحن من يطالب يوميا بأن يتسلم الجيش وقوى الأمن الشرعية الأمن في كل المناطق اللبنانية وخصوصا في المناطق المسيحية، واعتبر ان هذه المعلومات شبيهة بالمعلومات التي أعطيت منذ سنتين لقوى الأمن عن وجود مقبرة جماعية في حالات، انها معلومات ترمى في الاوساط الاعلامية والشعبية في سياق الاستهداف السياسي للقوات اللبنانية.

الرئيس سليمان وقائد الجيش تعهدا للبطريرك صفير ولكم ولكل القيادات المسيحية بأن أي انتشار غير شرعي في المناطق المسيحية سيتصدى له الجيش؟

في الواقع لم يحدثني أي منهما في هذا الموضوع انما ما أستطيع تأكيده في هذا الاطار هو ان الرئيس سليمان والعماد قهوجي لديهما حساسية عالية تجاه الموضوع الأمني وانه مهما كان الرئيس سليمان وسطيا في مواقفه ويحاول اصلاح ذات البين بين الاطراف السياسية، فهو لن يسمح لأي فريق لبناني بأن يهاجم فريقا لبنانيا آخرا أيا يكن هذا الفريق.

لكن في 7 مايو 2008 لم يتصد الجيش لمن هاجم بيروت والجبل؟

في 7 مايو كان الوضع مختلفا تماما عن الوضع الحالي، اذ لم يكن آنذاك للبنان رئيس، وكانت الحكومة بوضع مختلف عن وضعها اليوم، أنا متأكد ان الرئيس سليمان ورئيس الحكومة وقائد الجيش لن يسمحوا لأحد بالتلاعب بالأمن الداخلي أقله في المناطق التي تتواجد فيها الشرعية اللبنانية، أما عملية التلاعب بالأمن في المناطق الخارجة عن سيطرة القوى الشرعية فهي موجودة منذ ثلاثين سنة وهي ليست شيئا جديدا غير مألوف.

العودة إلى ما قبل 2005

منذ فترة تكلمت عن شعور يراودك بأن هناك انقلابا يتحضر في الأفق ضد الدولة اللبنانية فهل مازال لديك الشعور نفسه؟

ليس انقلابا بقدر ما هو محاولة لإعادة الامور الى ما كانت عليه قبل العام 2005، ومازلت عند رأيي بهذا الأمر.

السيد نصرالله يقول ان «حزب الله» لم يعد يحتمل ما يجري، وان القوى الحاكمة أوصلته الى هنا دون تحديد المكان الذي وصل اليه. هل هذا الكلام يعني انه قد يقدم على سحب وزراء المعارضة من الحكومة، مما يؤدي الى سقوطها، وهل لديه هذه الامكانية في ظل الاوضاع الاقليمية الراهنة؟

من حق المعارضة أن تقوم بأي عمل دستوري، ونحن مستعدون بكل ما للكلمة من معنى لتقبل نتائج أي خطوة دستورية تخطوها المعارضة ومن خلفها «حزب الله» في هذا الاتجاه، فإذا استطاعوا تأمين استقالة 11 وزيرا من الحكومة فعلينا حينها الاعتراف بدستورية خيارهم، كما سنعترف بحقهم الدستوري فيما لو استطاعوا بعدها تأمين الاغلبية في المجلس النيابي لتكليف غير الرئيس سعد الحريري، علما ان تأمينهم للاغلبية غير وارد لأنه عمليا غير موجود.

إسقاط الحكومة يقود إلى الفراغ

لكن من يحاول اسقاط الحكومة في ظل الحساسية الحالية هل يملك الرغبة أساسا في تشكيل بديل عنها؟

في الواقع من يحاول اسقاط الحكومة في ظل الاوضاع الراهنة يعني انه يتطلع الى أن يكون لبنان بدون حكومة لأنه من الناحية العملية اسقاط الحكومة سيأخذ لبنان الى الفراغ الدستوري على المستوى الوزاري، خصوصا ان الجميع يعلم ان ما يتعلق بإعادة تكليف الرئيس الحريري هو أمر مفروغ منه ولا أحد يستطيع تخطيه، وانما في المقابل سيكون الرئيس الحريري أمام المستحيل لجهة استطاعته تأليف التركيبة الوزارية، وبالتالي فإن من يُقدم على اسقاط الحكومة الحالية يتعمد وقوع لبنان في الفراغ الحكومي.

ماذا تتوقع أن تكون ردود فعل «حزب الله» حيال ما يواجهه ضد المحكمة الدولية والقرار الاتهامي؟

اعتقد ان حزب الله لم يتخذ القرار بعد في كيفية مواجهة صعوبات المرحلة الحالية، وبتقديري ان «حزب الله» لن يلجأ الى استعمال العنف على المدى المنظور، لأنه لن يحصد من لجوئه الى العنف سوى السيئات ولن يتسنى له قطف حسنة واحدة من فعلته، لذلك نرى ان «حزب الله» متريث في اتخاذ أي قرار عنفي وسيبقى متريثا حتى إشعار آخر، ولنفرض ان «حزب الله» نزل على الارض فلن يستطيع تغيير أي شيء في مسار الامور، بل سيثبت على نفسه الصبغة التي يحاول تجنبها من خلال نفيه لأي قرار اتهامي. أعتقد ان كل ما سيحدث هو الاستمرار في التهويل لتشكيل الضغط المطلوب على الرئيس الحريري وليس أكثر من ذلك.

لكن يقال في الاوساط الشيعية انه بعد عيد الاضحى المبارك سيعتمد الحزب لغة أخرى أسوأ من اللغة الحالية، لاسيما أنه ألغى سفر البعثة الرسمية و150 شخصا من كوادره الى الحج؟

لا أرى على المدى المنظور أي تبديل في الواقع اللبناني الحالي والامور ستراوح مكانها، وأعتقد انه من الممكن ان تكون الخطة التي وضعها حزب الله لمواجهة القرار الاتهامي هي رفضه تسليم أي شخص قد يشير اليه القرار الاتهامي وبالتالي سيستمر بالتصويب على مصداقية المحكمة الدولية، وفي هذه الحالة ستجرى المحاكمات غيابيا، مع استنباط المزيد من الحجج الواهية حول شهود الزور والاتصالات والادلة التي تقدم بها السيد نصرالله.

لا تفاهم سعودياً ـ سورياً في لبنان

أين التفاهم السوري ـ السعودي في ظل ما يحدث من تشنجات بين فريقي 8 و14 آذار؟

التفاهم السوري ـ السعودي غير موجود وإنما هناك مجرد قنوات اتصال، كان هناك محاولة لترسيخ تفاهم بين المملكة السعودية وسورية وأنجزت بعض التفاهمات على بعض الخطوات التكتيكية كتلك المتمثلة بزيارة الملك عبدالله والرئيس الاسد الى لبنان وبعدها أقفلت محاولات التفاهم على أثر تأييد السوريين للمالكي على المستوى العراقي، وفي لبنان موضوع المحكمة الدولية أدى الى ذهاب كل من المملكة العربية السعودية وسورية باتجاهين مختلفين.

برأيك الى أي مدى تفهم الرئيس الاسد وجهة نظر 14 آذار التي نقلها اليه الرئيس الحريري؟

برأيي ان الرئيس الاسد تصرف مع المبادرة وكأنه يريد اجتذاب الرئيس الحريري اليه وليس التعاطي معه على أنه رئيس حكومة لبنان، وبالتالي لم تتطابق حسابات الحقل مع حسابات البيدر.

يعني لا علاقات مميزة مع سورية على المدى المنظور؟

للاسف كما هو ظاهر اليوم، فلا علاقات مميزة قد تنشأ في الوقت القريب لأن السوريين لا ينظرون الى لبنان كدولة وانما كمجموعة فرقاء فقط. ومن وجهة نظري يجب الاستمرار في هذا المسعى لأن مصلحة البلدين تكمن في اقامة العلاقات الطبيعية بينهما.

لم يتباحث معك الرئيس سعد الحريري عن امكانية زيارتك سورية؟

لم يفاتحني الرئيس سعد الحريري في موضوع مماثل وكل البحث كان منذ البداية حول ذهابه هو الى سورية، شخصيا كنت داعما لفكرة زيارته سورية لأنه لا بأس في طرح وجهة نظر قوى 14 آذار هناك وهذا ما حصل. كان لابد من القيام بهذه التجربة والرئيس الحريري قام بها نيابة عن كامل فريق 14 آذار، وبالتالي ليس هناك من مجال للتخصيص.

ألم يحاول السفير السوري الاتصال بك؟

باستثناء الدعوة التي وجهتها السفارة السورية، كما تفعل باقي السفارات، الى «القوات اللبنانية» للمشاركة باحتفال العيد الوطني السوري، وتلبية نائبين ووزيرين من «القوات» الدعوة للاحتفال، لم يحدث أي اتصال بيننا.

 

بين المحكمة الدولية والاستقرار: هواجس فيلتمان وبييتون

الكاتب نقولا ناصيف/المصدر الأخبار

إعطاء الوقت بعض الوقت لا يُفضي حكماً إلى حلّ مرضٍ. يقدّم أحياناً سبباً إضافياً لجعل المشكلة أكثر استعصاءً على التسوية، في ظلّ التشبّث بالمواقف المسبقة وإغلاق أبواب التفاهم، والإصرار على ليّ الذراع، من هذا الفريق أو ذاك. بذلك، يذهبان إلى مواجهة حتمية

مرّرت الذرائع المتقاطعة تأجيل جلسة مجلس الوزراء إلى الأربعاء المقبل، من غير أن يفصح أي من قوى 8 و14 آذار عن فرصة محتملة للتفاهم على ملف شهود الزور. بل قرن كل من الطرفين موافقته على التأجيل بالإصرار على موقفه من ذلك الملف، ومن خلاله من المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. هكذا، في أسبوع، ترجّح النزاع الناشب بينهما بين حدّين متلازمين: أدنى هو المشكلة التي تنتظر انعقاد مجلس الوزراء حيال ملف شهود الزور، وأقصى هو ردّ الفعل الذي بات يتخطى حكومة الوحدة الوطنية كي يطاول مؤسسات رسمية أخرى، فضلاً عن الشارع، على ما كان قد أعلنه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الخميس الماضي، عندما قطع التعاون مع المحكمة الدولية وحضّ السلطات والمواطنين على مجاراته.

أسوأ ما يمكن أن يبلغه الحدّ الأدنى هو شلّ مجلس الوزراء في حال تعذُّر اتفاق رئيس الحكومة سعد الحريري وحزب الله على مصير ملف شهود الزور، والمرجعية القضائية التي يقتضي إحالته عليها. وأسوأ ما يمكن أن يذهب إليه حزب الله في رفض التعاون مع المحكمة الدولية وإضفاء شبهة الاعتداء عليه والتجسس لحساب إسرائيل لكل متعاون هو الدخول في مواجهة صريحة مع مجلس الأمن الذي يمثّل ـــــ لا الحكومة اللبنانية ـــــ المرجعية المعنية بالمواجهة.

واقع الأمر أن حزب الله رسم، في أسابيع قليلة، مسار المواجهة التي عزم على قيادتها في وجه معارضيه المحليين ومجلس الأمن، وقد وُضعت إلى طاولته معلومات أورد بعضها الآتي:

ــ الحوار الذي دار في باريس الشهر الماضي بين مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير جيفري فيلتمان والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت على أثر تحرّك مفاجئ لفيلتمان شمل الرياض والقاهرة، ثم حطّ فجأة، لساعات في بيروت. وتبعاً للمعلومات المتوافرة عن تحرّك فيلتمان، قوله لليفيت، مستخلصاً حصيلة اجتماعه بالحريري في الرياض في طريقه إلى لبنان، أن رئيس الحكومة اللبنانية في وضع ضعيف للغاية، ولم يعد يسعه تحمّل مزيد من الضغوط، لا من السعودية ولا من خصومه اللبنانيين الذين يتزعّمهم حزب الله، ما يوجب على الغرب الوقوف صفاً واحداً وراءه، والتمسّك بالمحكمة الدولية، ودعم قوى 14 آذار التي لا تزال ـــــ تبعاً لفيلتمان ـــــ تمثّل الغالبية النيابية، والحؤول دون خسارتها المعركة التي تقودها في وجه حزب الله.

كانت زيارته رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في 17 تشرين الأول، لحمله على عدم مغادرة الأكثرية التي كانت لا تزال تمثلها قوى 14 آذار. سرعان ما رافق الضغط الأميركي جهد لدى المحكمة الدولية لتشجيع المدّعي العام القاضي دانيال بلمار على استعجال إصدار قرار ظني يتهم عناصر من حزب الله بالمشاركة في اغتيال الرئيس السابق للحكومة.

ــ الحوار الآخر الذي دار منتصف الشهر الماضي بين السفير الفرنسي دوني بييتون ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بعد رفض الحزب تحديد موعد لبييتون مع نصر الله عزاه إلى أسباب إجرائية، فيما بعضها الرئيسي كان سياسياً.

يومذاك سأل بييتون قاسم عن خيارات حزب الله في مرحلة ما بعد صدور القرار الظني، وكان يقصد بذلك الاستقرار الداخلي وسلامة الجنود الدوليين في اليونيفيل في الجنوب. ردّ قاسم بالجواب التقليدي للحزب، وهو أنه لا يفصح عمّا يعتزم القيام به مستقبلاً.

سأل السفير عن احتمال إسقاط حكومة الحريري، فردّ نائب الأمين العام بأن الخروج منها هو الخيار الأسهل الذي يلجأ إليه الحزب.

ثم خاطبه قائلاً: لا يمكن الاستمرار في حكومة يرأسها مَن يتهمنا بقتل أبيه.

أما الجواب عن سلامة الجنود الدوليين في الجنوب، فأبلغ قاسم إلى بييتون الآتي: إذا حافظت اليونيفيل على قواعد الاشتباك وفق ما ينصّ عليه القرار 1701، فلن يمسّها أحد بسوء. أما إذا حصل عدم استقرار سياسي في البلد بعد صدور القرار الظني، فمَن يدري أي أجهزة استخبارات ستدخل على هذا الخط في كل المناطق اللبنانية، لا في الجنوب فقط.

كان مغزى ما أفصح عنه نائب الأمين العام أن على السفير الفرنسي وحكومته أن لا يتوقعا ضمانات يقدّمها حزب الله.

بيد أن المعطيات المحيطة بحدّة الانقسام الداخلي، كجزء لا يتجزأ من مواجهة خارجية يشترك فيها أكثر من طرف عربي ودولي معلن ومستتر، مع المحكمة الدولية وعليها، فإنها تشير بدورها إلى ملاحظات، منها.

1ــ استمرار انقطاع الاتصال بين الحريري ودمشق، بالتزامن مع سعي رئيس الحكومة إلى تحييد علاقته بها عن موقفه المتصلب من المحكمة الدولية وحزب الله. وهو ما عكسه تأكيده، للمرة الثانية منذ 6 أيلول الماضي، على نحو أكثر جهراً، أن ليس للرئيس السوري بشّار الأسد علاقة مباشرة باغتيال والده. بذلك أعاد تأكيد ما حاول حلفاؤه، منذ حديثه إلى الشرق الأوسط في ذلك التاريخ، تجاهله عندما ربطوا إبراء ذمّة سوريا من الاغتيال بقرار تصدره المحكمة الدولية بذلك، لكونها المرجع الوحيد لبتّ البراءة أو التجريم. غير أن الحريري أعاد من لندن تأكيد عدم مسؤولية الأسد عن جريمة الاغتيال، في معرض تشبّثه بمضي المحكمة في عملها لكشف القتلة. لكنه لم يُبرئ سلفاً ـــــ حتى الآن على الأقل ـــــ حزب الله من دور في الاغتيال كما فعل مع سوريا، ولم يتهمه علناً به كذلك.

كان قد أسرّ إلى نصر الله، قبل سنتين، شكوكاً في أفراد تابعين للحزب شاركوا في الاغتيال بالتعاون مع الاستخبارات السورية، ولم يكن الحريري حينذاك على أبواب مصالحة مع الأسد ألحّت عليها الرياض وهي تفتح أمامه أبواب الوصول إلى رئاسة الحكومة، ولا دخلت في توقعاته الوشيكة. الأمر الذي لمّح إليه نصر الله جزئياً الخميس المنصرم، عندما ذكر أنه فوتح باتهام عناصر من حزب الله بالمشاركة في اغتيال الحريري الأب لأول مرة عام 2008. لم يسمّ حامل التهمة إليه، وهو الحريري الابن، ولم يُورد فحوى ما سمعه منه على غرار ما كشف عنه في مؤتمره الصحافي في 22 تموز، عن مفاتحة رئيس الحكومة له مجدّداً بقرار ظني يتهم أفراداً في حزب الله باغتيال والده.

لم يوافق الأسد الحريري على تمييزه بين تبرئته العلنية سوريا من اغتيال الرئيس السابق للحكومة، وصمته حيال احتمال اتهام القرار الظني حزب الله، ودعوته إلى انتظار صدور القرار أولاً. لم يوافق الأسد الحريري خصوصاً على الفصل بين علاقته بسوريا ـــــ بشقيها الشخصي والسياسي ـــــ وبين موقفه من حزب الله والمقاومة الذي يدرجه الرئيس السوري كجزء لا يتجزأ من العلاقات المميّزة اللبنانية ـــــ السورية ومن التحالف مع دمشق.

2ــ لم يكتفِ نصر الله عندما أعلن قطع التعاون مع المحكمة الدولية، بإلقاء حرم مدّ اليد إليها؛ إذ تحتاج هي ومحققوها إلى مزيد من المعلومات في التحقيق في اغتيال الحريري الأب، بل وجّه التحذير الضمني إلى ما يتعدّى الشهود، إلى المراجع والمؤسسات المعنية مباشرة بالتعاون مع المحققين الدوليين، وتحديداً الجيش والأمن الداخلي والقضاء، وهي مؤسسات ذات دور تنفيذي يلزمه تعاون الحكومة اللبنانية مع الأمم المتحدة لمؤازرة عمل لجنة التحقيق الدولية والمحققين الدوليين. وإذ يبدو القضاء وقوى الأمن الداخلي الأكثر اتصالاً والتصاقاً بالتعاون مع التحقيق الدولي وتقديم المعلومات التي يطلبها منها، لم تتعدَّ المساعدة التي يقدّمها الجيش نطاقاً لوجستياً محدوداً.

وتكمن المشكلة لدى الأجهزة القضائية والعسكرية والأمنية في أنه ليس في وسعها عصيان أوامر الحكومة اللبنانية التعاون مع التحقيق الدولي، إلا أن تعاوناً كهذا بات يصطدم بحزب الله الذي فتح بدوره باب المواجهة مع المحكمة الدولية، مذ عدّ دور هذه يتوخى الاعتداء على المقاومة.

3ــ ينظر حزب الله، منذ الموقف الأخير لأمينه العام، إلى المواجهة مع المحكمة باعتبارها مع مجلس الأمن، الأب الفعلي للمحكمة، وليس مع الأفرقاء المحليين بمَن فيهم نصف السلطة الإجرائية، وهو فريق رئيس الحكومة ووزرائه وحلفائه. وهو ما عكس الحملة المضادة للحزب وحلفائه في سلسلة ردود، طاول بعضها خصوم الداخل، لكن البعض الآخر قصد فيلتمان وبلمار، وصولاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

4ــ ينقسم الرأي في صفوف قوى 8 آذار بين وجهة النظر التي يقول بها الرئيس ميشال عون والنائب سليمان فرنجية باستعجال المواجهة الداخلية مع رئيس الحكومة وحلفائه بما في ذلك الاستقالة من الحكومة، وبين تلك التي يقول بها حزب الله ويدافع عنها نصر الله وتنادي بإمهال الجهد السعودي السوري بعض الوقت بغية التوصّل إلى تسوية مرضية لا كيّ فيها، وتفضي إلى نتائج مماثلة لتلك التي تتوخاها المواجهة المباشرة مع المحكمة الدولية، بالسعي إلى إخراج لبنان منها. ناهيك برغبة نصر الله في إبعاد الفتنة السنية الشيعية في مسألة باتت المذهبية تتحكم بمسارها، وهي اتهام أفراد شيعة باغتيال زعيم سني كبير.

الأمر نفسه تحاول قوى 8 آذار تسويقه في ملف شهود الزور بإحالته، بالتفاهم، على المجلس العدلي وتجنّب تصويت قد يؤول إلى إحراج رئيس الحكومة بإثبات فقدانه الغالبية في مجلس وزرائه يرأسه، وتصويت مجلس الوزراء بالأكثرية على قرار يرفضه رئيسه.

 

ايران ترحب بادراج جند الله على القائمة الاميركية للمنظمات الارهابية

نهارنت/رحبت ايران بقرار الولايات المتحدة ادراج جماعة جند الله السنية الايرانية على قائمة المنظمات الارهابية، معتبرة انها خطوة في الاتجاه الصحيح. وقال رامين مهمانبرست المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان مكافحة الارهاب هي مسؤولية جميع الدول وجمهورية ايران الاسلامية تعتبر ان قيام الولايات المتحدة بادراج مجموعة عبد المالك ريغي الارهابية على قائمة المنظمات الارهابية خطوة في الاتجاه الصحيح. الا انه قال ان واشنطن لا تزال تدعم مثل هذه الجماعات. واوضح ان جمهورية ايران الاسلامية ستقوم بتقييم عملي للتغير في السياسة الاميركية تجاه دعم جماعات ارهابية مثل جند الله وتوندار ومنظمة بيجاك الكردية الانفصالية. وامس الاربعاء صنفت الولايات المتحدة رسميا منظمة جند الله على انها منظمة ارهابية اجنبية والقت عليها باللوم في سلسلة من الهجمات التي شهدتها ايران. وادرجت واشنطن في السابق حركة بيجاك على قائمة المنظمات الارهابية.