المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الخميس 4 تشرين الثاني/10

رسالة كورنثوس الأولى الفصل 7/1-16/الزواج والبتولية

وأما من جهة ما كتبتم به إلي، فخير للرجل أن لا يمس امرأة. ولكن، خوفا من الزنى، فليكن لكل رجل امرأته ولكل امرأة زوجها، وعلى الزوج أن يوفي امرأته حقها، كما على المرأة أن توفي زوجها حقه. لا سلطة للمرأة على جسدها، فهو لزوجها. وكذلك الزوج لا سلطة له على جسده، فهو لامرأته. لا يمتنع أحدكما عن الآخر إلا على اتفاق بينكما وإلى حين، حتى تتفرغا للصلاة. ثم عودا إلى الحياة الزوجية العادية لئلا يعوزكم ضبط النفس، فتقعوا في تجربة إبليس. أقول لكم هذا لا على سبيل الأمر، بل على سبيل السماح، فأنا أتمنـى لو كان جميع الناس مثلي. ولكن لكل إنسان هبة خصه الله بها، فبعضهم هذه وبعضهم تلك.  وأقول لغير المتزوجين والأرامل إنه خير لهم أن يبقوا مثلي. أما إذا كانوا غير قادرين على ضبط النفس، فليتزوجوا. فالزواج أفضل من التحرق بالشهوة.  وأما المتزوجون فوصيتي لهم، وهي من الرب لا مني، أن لا تفارق المرأة زوجها، وإن فارقته، فلتبق بغير زوج أو فلتصالح زوجها، وعلى الزوج أن لا يطلق امرأته.  وأما الآخرون، فأقول لهم أنا لا الرب: إذا كان لأخ مؤمن امرأة غير مؤمنة رضيت أن تعيش معه، فلا يطلقها. وإذا كان لامرأة مؤمنة زوج غير مؤمن يرضى أن يعيش معها، فلا تطلقه.  فالزوج غير المؤمن يتقدس بامرأته المؤمنة، والمرأة غير المؤمنة تتقدس بزوجها المؤمن، وإلا كان أولادكم أنجاسا، مع أنهم مقدسون.  وإن أراد غير المؤمن أو غير المؤمنة أن يفارق فليفارق، ففي مثل هذه الحال لا يكون المؤمن أو المؤمنة خاضعين لرباط الزواج، لأن الله دعاكم أن تعيشوا بسلام.  فكيف تعلمين أيتها المرأة المؤمنة أنك ستخلصين زوجك؟ وكيف تعلم أيها الرجل المؤمن أنك ستخلص زوجتك؟

 

شموع أمام تمثال الشهداء تضامناً مع مسيحيي العراق

النهار/لبّت مجموعة من اللبنانيين والعراقيين مساء امس دعوة الاميرة الدكتورة نسرين بن محمد بن فيصل الاول الهاشمي الى التضامن مع المسيحيين العراقيين ضحايا الاعتداء في كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وتجمعوا قرب تمثال الشهداء في وسط بيروت حيث اضاؤوا شموعا. واستهلت الاميرة نسرين لحملتها بقسم جبران تويني معدلا "نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، آشوريين وكلدانيين، كرديين وعروبيين... ان نبقى موحدين الى ابد الآبدين، من اجل العراق العظيم". واضافت "ان المسيحيين العراقيين هم تاريخ العراق، وفي البيت الواحد يعيش السني والشيعي والمسيحي (...) ان المستفيدين من الاغتيال هم اعداء العراق وأعداء السلام الذي سلخوه من ابناء شعبنا بالحصار ونشر الأمية، وبالاحتلال المغطى بعباءة التحرير والحرية والديموقراطية".

 

قداس لراحة ضحايا مجزرة سيدة النجاة في العراق

وكالات/يُقيم بطريرك السريان الأنطاكي مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان عند الحادية عشرة من صباح الأحد المقبل في كاتدرائية سيدة البشارة - كورنيش النهر - المتحف قداساً على راحة الذين سقطوا في المجزرة التي جرت في كنيسة سيدة النجاة في بغداد، على أن يتقبّل التعازي في دار البطريركية أيام الجمعة والسبت والاثنين في 5 و6 و8 من الشهر الحالي من الحادية عشرة قبل الظهر الى الواحدة ومن الرابعة الى السابعة·

 

القاعدة في العراق: الانذار انتهى وكل المسيحيين اصبحوا اهدافا مشروعة للمجاهدين

نهارنت/اكد تنظيم القاعدة في العراق ان المسيحيين اصبحوا اهدافا مشروعة للمجاهدين بعد انتهاء مهلته التي حددها للكنيسة القبطية في مصر لاطلاق سراح سيدتين، حسبما ذكر المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية (سايت). وكانت دولة العراق امهلت الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة للافراج عن مسيحيتين قبطيتين اعتقنقتا الاسلام، وذلك عند تبنيها الاعتداء الذي استهدف الكنيسة في بغداد. وقال البيان "انتهت المهلة ونتيجة لذلك اصبحت كل المراكز والمنظمات والمؤسسات والقادة والمؤمنين المسيحيين اهدافا مشروعة للمجاهدين حيث يستطيعون الوصول اليهم". 

 

جنبلاط، فرنجية، وارسلان اعتذروا عن عدم حضور جلسة هيئة الحوار الوطني غدا

صدر عن مفوضية الاعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" بيان جاء فيه:" يهم رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط "ان يوضح انه سبق وابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اعتذاره عن حضور اجتماع هيئة "الحوار الوطني" المقررة غدا الخميس 4 الحالي، بداعي السفر، ولا علاقة لغيابه باعتكاف اعضاء آخرين من الهيئة عن الحضور، مؤكدا "ضرورة استمرار عمل هيئة "الحوار الوطني" لانها تتيح المجال للنقاش، والحوار حول مسائل وطنية هامة". كما أفادت مصادر تيار المردة للمنار ان فرنجية لن يشارك في جلسة الحوار غداً في بعبدا. وأعلنت مديرية الإعلام في الحزب "الديموقراطي اللبناني"، في بيان اليوم، "أن الأمير طلال أرسلان إعتذر عن المشاركة في جلسة طاولة الحوار المقرر إنعقادها غدا الخميس الموافق فيه 4/11/2010".

 

الزغبي يدعو الى تحرير لبنان من نزعة الغلبة وهوس الانقلاب 

لبنان الآن/دعا عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي الى "وجوب تركيز الجهود على مرحلة ما بعد القرار الاتّهامي، وليس ما قبله، لأنّ كلّ ما جرى يؤكّد الكيانيّة المستقلّة للمحكمة الخاصة بلبنان، وتراجع كلّ محاولات اضعافها أو شلّها أو تشويه مسار العدالة التي تُرسيها". وقال في تصريح: "لا يجوز للمتضرّرين من العدالة أن يحوّلوا لبنان بمؤسّساته ومواطنيه وقودا لحساباتهم السياسيّة والمذهبيّة، ولا يحقّ لهم ايلام اللبنانيّين وترويعهم في بيروت كي تصرخ المحكمة من الوجع في لاهاي، ولا أخذهم رهينة هنا للضغط والانتقام هناك".

وأضاف: "يجب الفصل بين ملفّات المحكمة وملف حياة اللبنانيّين واستقرارهم ومستقبلهم، وعلى كلّ من لديه حساب معها أن يواجهها بوسائلها القانونيّة أو بوسائله الخاصّة، ولكن في عقر دارها، وليس بهدر دماء اللبنانيّين واستباحة دولتهم  ومؤسّساتهم وممتلكاتهم تحت تهمة العمالة". وأشار أخيرا الى أنّ "لبنان بات في حاجة ملحّة الى تحرير جديد من نزعة الاستقواء والغلبة، ومن هوس الانقلاب، ومن ذهنيّة التهديد بالسلاح والتلويح بالحرب والفتنة"

 

فيلتمان: المحكمة الدولية مستمرة مهما أثار حزب الله من تهديدات

أثبتنا لسورية وإيران أنهما ليستا الدولتين الوحيدتين المعنيتين بما يحدث في لبنان

الاربعاء 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010/الشفاف

اتهم مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري دي فيلتمان، من وصفهم بأصدقاء سورية في لبنان «بتقويض الاستقرار» في لبنان، وقال إن الولايات المتحدة في تحركها الدبلوماسي الأخير حيال المحكمة الخاصة بلبنان أبلغت سورية وإيران أنهما ليستا الدولتين الوحيدتين المعنيتين بشؤون لبنان، وأكد في هذا السياق أن المحكمة الدولية مستمرة في عملها «مهما أثار حزب الله من ضجيج وتهديد».

* أصدرت الإدارة (الأميركية) كثيرا من التحذيرات بشأن لبنان، لكن ما الذي تفعله الولايات المتحدة وحلفاؤها على أرض الواقع بخصوص لبنان؟

 يعاني لبنان حاليا من انقسامات. هناك، داخل البلاد، انقسامات سياسية عميقة. ومن الواضح أي الأطراف تساندها سورية وإيران. لذا أعتقد أنه من المهم بالنسبة لنا، وكذلك بالنسبة لأصدقاء لبنان الآخرين، إظهار أن الجانب الآخر لا يعاني فراغا. وأنا هنا أتحدث عن الدولة، وليس أنصار «14 آذار» فحسب (القوى السياسية المناوئة للتدخل السوري). وبمقدور واشنطن والدول الأخرى الأعضاء بالأمم المتحدة إظهار نجاح هذه السياسة لتحقيق مصلحة الدولة. وبالنظر إلى الرسالة التي نقلتها من الرئيس أوباما إلى الرئيس (ميشال) سليمان، والاتصال الهاتفي الذي أجرته هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، بالرئيس سليمان، والمشاورات التي عقدناها مع أصدقائنا الإقليميين والدوليين، والتصريحات الصادرة عن السفيرة سوزان رايس في نيويورك في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نجدها جميعا أمثلة على جهود الولايات المتحدة، كي نثبت لسورية وإيران أنهما ليستا الدولتين الوحيدتين المعنيتين بما يدور في لبنان.

وقد جرت مشاورات ومحادثات هاتفية ومناقشات على مستويات عليا في الحكومة اللبنانية والكثير من الحكومات الأخرى. وقد ظهرت بعض القضايا المشتركة، منها الإقرار بأن المحكمة الخاصة المنعقدة بشأن لبنان لن تحل. وأعتقد أن هذه رسالة عمدت المحكمة الخاصة والأمين العام لمجلس الأمن على توصيلها بوضوح. ومهما أثار حزب الله من ضجيج وتهديد ووعيد، فسيستمر عمل المحكمة الخاصة. وقد ركز جزء من الجهود التي بذلناها على تعزيز هذه الرسالة، وهي أن المحكمة الخاصة ستمضي في عملها. ودار جزء آخر من جهودنا حول أنه إذا كانت هناك دولة أو شخص ما مهتم حقا بالحفاظ على استقرار لبنان، فإنه ليست هناك من إمكانية اختيار بين العدالة والاستقرار. إن هذا ليس سوى اختيار زائف، ذلك أن لبنان، مثل أي دولة أخرى، بحاجة لكلاهما.

* ما عواقب السلوك الإيراني والسوري؟

 قالت سورية إنها في حاجة لعلاقات ثنائية أفضل معنا. ونحن من جانبنا نود إقامة علاقات ثنائية أفضل معها. وقد اتخذت سورية والولايات المتحدة بعض الخطوات المتواضعة للنظر فيما إذا كان يمكن تحسين العلاقات الثنائية بينهما، لكن هذه الجهود لا يمكنها قطع شوط كبير، طالما أن أصدقاء دمشق يقوضون الاستقرار في لبنان. وقد أوضحنا هذا الأمر تماما للسوريين. إن ما يفعله أصدقاء سورية بلبنان له ثمن ستتكبده إمكانات علاقاتنا الثنائية. وقد أعلنت سورية أنها تأمل أن تتحقق توقعاتها الإقليمية عبر اتفاق سلام مع إسرائيل، وأنها تعترف بالدور الأساسي الذي نضطلع به من أجل تحقيق ذلك. إن إقرار سلام شامل بالشرق الأوسط يخدم المصالح الوطنية الأميركية. وأعتقد أن ما سبق يوحي بأن سورية مهتمة بتحسين علاقاتها بنا. إلا أن مصالحنا المتعلقة بعقد سلام شامل لا تعني أننا سنقدم على مقايضة مصالحنا في العراق أو لبنان بتقارب مع دمشق.

وقد حاولنا اختبار مقترح إمكانية أن تضطلع سورية بدور بناء في المنطقة، لكن ما يفعله أصدقاء دمشق في لبنان يقوض الحجة السورية القائلة بأن لسورية ذاتها مصلحة قوية في استقرار لبنان.

* يعتقد البعض أن طهران تحصد مزيدا من المكاسب داخل المنطقة حاليا، وهذا هو السبب وراء غياب اهتمام دمشق بتحسين علاقاتها بواشنطن، خاصة أن إدارة أوباما عاجزة حتى عن إقناع إسرائيل بوقف بناء المستوطنات.

 هل يعتقد السوريون حقا أن الإيرانيين قادرون على مساعدتهم على استعادة الجولان؟ أعتقد أن هذا أمر غير محتمل. إنني لا أنفي المصاعب القائمة أمام جهود إقرار سلام في الشرق الأوسط. من الواضح أننا جابهنا عقبات في سياق محاولاتنا إعطاء زخم لعملية التفاوض.

إلا أنه بالنسبة للسؤال الذي طرحته حول إيران، دعنا أولا نذكر دولة لم تذكرها، على الرغم من ورود اسمها كثيرا عند الحديث عن إيران، وهي العراق. لقد سمعت أناسا يقولون إن إيران تحرز انتصارا في العراق. نظرت في الأمر ولم أر ذلك. لقد حاولت إيران بناء جبهة موحدة للشيعة في الانتخابات، وفشلت. وحاولت توحيد الشيعة كافة وراء مرشح واحد لرئاسة الوزراء، وفشلت. وعند النظر إلى الوراء، نجد أن طهران حاولت منع العراقيين من الموافقة على الاتفاق الأمني واتفاق إطار العمل الاستراتيجي. وبذلك أسمع أحاديث حول نصر مزعوم تحققه طهران داخل العراق، لكنني لا أرى أي حقائق تدعم هذا القول.

وظهر الكثير من التحليلات حول زيارة أحمدي نجاد للبنان، ولكن أعتقد أنه يلجأ حاليا إلى العادة الأزلية للحكام عندما يجابهون مشكلات في الداخل، حيث يميلون حينها إلى محاولة الانشغال بالسياسة الخارجية والقيام بجولة خارجية يبدو فيها ناجحا لدى تغطية أنبائها على الصعيد المحلي، على الرغم من أنه ربما لا يحظى بالمستوى نفسه من الدعم داخل الدولة الأجنبية. أعتقد أن الزيارة التي قام بها أحمدي نجاد للبنان تتعلق باعتبارات سياسية داخلية في طهران بقدر ارتباطها بأي نمط من السياسات داخل لبنان.

* إذاً، لا تعتقد أن لبنان على وشك السقوط في يد إيران؟

 قطعا يساورنا قلق عميق إزاء لبنان. ولا تملك سوى الشعور بالقلق لدى معاينتك نمط الخطاب الموجود بالأعمدة الصحافية، وعلى ألسنة من يدعون بالسياسيين، مثلا، عندما تسمع حسن نصر الله يدعو فعليا إلى إنهاء التعاون مع محكمة تشكلت بناء على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة المعني بمجلس الأمن، لا تملك سوى الشعور بالقلق. وأعتقد أن الانقسامات داخل لبنان، الواضحة لجميع من هم داخل لبنان لا تخول لأي طرف داخل أو خارج لبنان القدرة على السيطرة على كل شيء.

نقلاً عن "الشرق الأوسط"

 

العميد "الإستراتيجي" أمين حطيط يُنهي مقاومة "سنّة" لبنان و"العهد الحريري إلى الأبد" خلال أسبوع على الأكثر!

الثلثاء 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010/الشفاف

رأي الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط (المقرب من حزب الله) أن ما تضمنه تقرير صحيفة «الأخبار» فيه الكثير من الواقعية، ولفت إلى أن «استراتيجية حزب الله الحالية تقوم بالدرجة الأولى على منع الفتنة، أي منع تسبب هذه الفتنة، وهو لذلك يسعى إلى الاتصالات والحوار، أما إذا لم يستطع منعها ووقعت هذه الفتنة سيحاول منع انفجارها بشكل واسع، وفي حال عجز عن درء الانفجار عندها سيلجأ إلى الحسم ميدانيا على الأرض».

وقال حطيط لـ«الشرق الأوسط»: «الكل يعرف أن الفتنة ستكون محصورة جغرافيا في المناطق التي فيها وجود شيعي، مما يعطي «حزب الله فرصة للحسم وهذه المناطق هي بيروت والبقاع الأوسط والجنوب، ففي بيروت وبوجود الأكثرية الشيعية مع الحلفاء تحسم الوضع في 24 ساعة على الأكثر، أما في الجنوب وتحديدا على طريق بيروت الجنوب، فكان ثمة عاملان يشكلان صعوبة عند حزب الله هما وليد جنبلاط والحالة السنية في إقليم الخروب، وهاتان الحالتان انتهتا بعد أن حسم جنبلاط خياراته العسكرية وأعاد توضعه السياسي.

قبل أن يصبح خبيراً في زواريب الطوائف كان أمين حطيط ضابطاً في الجيش اللبناني كما تشهد له هذه الصورة في مناسبة حضرها بصفته ممثّلاً لقائد الجيش العماد ميشال سليمانأما في البقاع الأوسط المعروف بثقل الوجود السني فيه مع الأصولية، فقد يتأخر الحسم فيه يومين أو ثلاثة أو أسبوعا على أبعد تقدير، وعندها قد يلجأ حزب الله إلى الحسم بشكل قاس، وأصحاب العلاقة يعرفون معنى الحسم القاسي وقد يدفعون ثمنا غاليا جدا، ولذلك يترددون في فتح المعركة».

وخلص حطيط إلى التأكيد أن «الفتنة إذا ما انفجرت، فإن حزب الله سيمسك بالأرض في ثلاثة أيام أو أسبوع على الأكثر، ولكن لا ينتهي الأمر هنا، لأن ما سيحصل على الأرض سيترجم في السياسية، وعندها تصل المعادلة إلى أن القرار الظني الذي صدر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري سينهي العهد الحريري في لبنان إلى الأبد"!

نقلاً عن "الشرق الأوسط"

 

سيناريو "الإنقلاب" كما نشرته "الأخبار": إعتقال الحريري والسيطرة على كسروان والمرفأ والمطار

الشفاف

المقال "التهويلي" الذي نشرته جريدة "الأخبار" الإلهية اليوم الإثنين يتضمّن "سيناريو" السيطرة على لبنان في حال عدم موافقة الحكومة اللبنانية على قطع صلة لبنان بالمحكمة الدولية. المقال موقّع من "فداء عيتاني". والأرجح أنه يشير إلى جماعة ميشال عون في كلامه عن "إحدى تشكيلات المعارضة المتخصّصة"!!

محاكاة أمنية للساعة الصفر وزيارة سرية

قبل أن ينطق نصر الله بكلمته المختصرة، كان فريق رئيسي في إحدى تشكيلات المعارضة المتخصصة ينفذ محاكاة إلكترونية وميدانية للساعة الصفر المفترضة، في إطار أمني وسياسي.

وبُنيت عملية المحاكاة اللبنانية (التي صودف أنها سبقت محاكاة إلكترونية إسرائيلية على حرب مقبلة مع حزب الله تطال تل أبيب) على سيناريو صدور قرار اتهامي عن المحكمة الدولية يتهم حزب الله، وبمواكبة صدور هذا البيان (أو حتى قبل صدوره بساعات بحسب البعض) يُنفَّذ انتشار أمني وسياسي كثيف، وأبيض من دون إطلاق النار، ومن دون إراقة دماء، ولا يستهدف المواطنين، أو المناطق السكنية.

وما نُفِّذ على الأرض خلال أقل من ساعتين، كان انتشاراً أمنياً واسعاً وسريعاً. إطباق أمني وعسكري (غير معلن) على مناطق واسعة ومترامية في البلاد، وجملة أهداف فيها، من مراكز ومواقع وشخصيات سياسية وأمنية وعسكرية، والعثور (في الوقت نفسه بمدى لا يتجاوز ساعتين) على شخصيات مطلوبة على أساس مذكرات التوقيف أو على أساس دورها في محاولة إثارة النعرات المذهبية، وتحديد مراكز ومخابئ هذه الشخصيات وتوقيفها، ومنعها من التحريض أو التحرك، والإمساك بمدن رئيسية في لبنان، وبمواقع سياسية حساسة، من العاصمة والضواحي إلى أعالي كسروان والشمال، والإمساك بالمرافئ والنقاط الحدودية لمنع هرب شخصيات.

ربما لم يصل الخبر إلى رئيس الحكومة بأن بيت الوسط والسرايا ساقطان أمنياً، وأنهما خضعا لعمل عناصر الانتشار الميداني من دون أن يشعر عناصره المكلفين حمايته بالأمر، وأن عملية عزله ومنعه من الإتيان بأية حركة قد طبقت نظرياً.

وإنّ من يعنيهم أمر هذه البلاد، أبلغوا الخارج والداخل، وكل من يمكن أن يسمع، أن سعد الحريري أمام مفترق خطير، ولا يجوز تركه يقود بمفرده، فهو تحت السن في القيادة، ولا يمكنه تحديد الاتجاه، وإذا ما واصل القيادة، فلا شك في أنه سيفشل في اختيار المفترق، أي مفترق كان، وسيصطدم بعارضة الطريق. هم يصرون على القول إن سعد الحريري يعاند دائماً، وفي النهاية يتراجع، لكن بعد فوات الأوان. فهو عاند في الملف السوري، ثم زار دمشق أول مرة بصورة قاسية له وللطائفة التي يمثلها ولفريق 14 آذار الذي يقوده، وعاند في انتخاب رئيس جمهورية من دون توافق، وعاد وتراجع في السابع من أيار وما تلاه من اتفاق في الدوحة. وعاند في تأليف حكومة الوحدة الوطنية، ثم عاد وتراجع بصورة مهينة، وهو عاند في صوغ البيان الوزاري، وعاد وضمّنه عبارة الجيش والشعب والمقاومة.

يضيفون أن اليوم فتح له رئيس مجلس النواب نبيه بري باباً للتراجع عبر إحالة مسألة شرعية المحكمة على الهيئة العامة للمجلس، التي تمثّل أعلى سلطة في البلاد بصفتها سلطة منتخبة من الشعب، لكنه يعاند مجدداً، ليخسر بصورة مهينة في النهاية ويقود خلفه طائفته والبلاد من هاوية إلى هاوية أعمق.

 

المطارنة الموارنة: للتضامن الروحي والمادي مع كنيسة العراق

نتمسك واخواننا المسلمين بالعيش الواحد مع الجميع وبحوار الاديان

الاقلاع عن اسلوب التحدي والعمل على مد الجسور وتمتينها بين المواطنين وإيجاد الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتخفيف قلق اللبنانيين

وطنية - 3/11/2010 عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وبحثوا في شؤون كنسية ووطنية. وصدر عن المجتمعين بيان تلاه أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق، جاء فيه:

"1- ان المجزرة التي ارتكبت في كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في العراق، وسقط ضحيتها عدد كبير من المصلين الشهداء، استوجبت الشجب العام من مختلف الجهات المسيحية والاسلامية داخل لبنان وخارجه. وإننا بدورنا نقبح هذا العمل الاجرامي العبثي والتهويل على المسيحيين في أكثر من بلد، وندعو السلطات المولجة حفظ الامن في العراق الى توفير حماية فعالة لكل المستهدفين الابرياء من كل الطوائف. واننا نعزي بهذا المصاب الاليم أخانا صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان والكنيسة السريانية الشقيقة، ونسأل الله للشهداء الملكوت السماوي ولذويهم العزاء على فقدهم. وندعو الى التضامن الروحي والمادي مع كنيسة العراق.

2- لقد شارك أساقفة كنيستنا المارونية في لبنان والعالم في اعمال الجمعية الخاصة لمجمع الاساقفة في روما بعنوان: "الحضور المسيحي في الشرق: شراكة وشهادة". ان ما صدر عنه من مقترحات وتوجيهات في ندائه الختامي يدعونا الى العمل على تطبيقه في الابرشيات والرعايا والمؤسسات الرهبانية، وعلى مستوياته الثلاثة: التعمق في هويتنا المسيحية ورسالتنا في هذا الشرق، وتشديد روابط الشركة الكنسية، واداء الشهادة المسيحية روحيا واجتماعيا وانمائيا في مجتمعاتنا.

3- بانتظار صدور الارشاد الرسولي حول مضمون السينودس الذي انعقد أخيرا في روما للتفكير في موضوع الحضور المسيحي في الشرق، نطلب من اخوتنا الكهنة والرهبان والراهبات وابنائنا العلمانيين كافة ان ينكبوا على التأمل في النصوص التأسيسية للسينودس المذكور (الخطوط العريضة، اداة العمل، رسالة آباء السينودس الى شعب الله والمقترحات)، والتزام مضمونها من اجل نهضة ايمانية واعية، ناضجة ومسؤولة من اجل شهادة نقية ساطعة ليرى الناس اعمالنا الصالحة ويمجدوا ابانا الذي في السماوات.

4- شكل السينودس المنعقد في روما فرصة لتدارس واقع الكنيسة ورسالتها في هذا الشرق، وكان مناسبة لنا لتجديد ثقتنا بالعيش المشترك في كل من بلداننا. واننا على الرغم من بعض الاحداث الاليمة التي تسجل في غير مكان، نتمسك مع اخواننا المسلمين في منطقتنا بهذا العيش الواحد مع الجميع وبحوار الاديان الذي يشكل رسالة حضارية للعالم اجمع.

5- يدعو الاباء اللبنانيين عموما والقادة السياسيين خصوصا، في هذه الايام الصعبة، الى الاقلاع عن أسلوب التحديات والتشكيك في بعضنا البعض، وتوخي الحكمة والعمل على مد الجسور وتمتينها بين المواطنين، وايجاد الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تريح الساحة اللبنانية وتخفف قلق اللبنانيين ومشاكلهم.

6- يشكر الآباء المؤمنين كافة الذين رافقوهم بصلواتهم، سائلين الله ان يباركهم ويفيض عليهم امانه وسلامه".

 

جعجع : زيارة بشار الاسد للسعودية لم تكن ناجحة

اجتماع مسيحي عريض سيعقد لكل من يؤمن بخط بكركي التاريخي

لا وجود أساسا لما يسمى ملف شهود الزور في المرحلة الراهنة

وطنية - 3/11/2010 أعرب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حوار مع صحيفة "الأنباء" الكويتية ينشر غدا، عن عدم اقتناعه بكل هذا "الحراك الديبلوماسي لسفراء السعودية وسوريا وايران، باعتبار ان ازمتنا الراهنة داخلية، ولسنا في حالة حرب الا مع اسرائيل، أما الفريق اللبناني الآخر فحساباته اقليمية كبيرة تبدأ من ايران ولا تنتهي بالمتوسط". وعن زيارة الرئيس بشار الاسد للرياض ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قال جعجع إنها "لم تكن ناجحة كثيرا، وأن الاجتماع الثلاثي للسفراء يقف وراءه الاخوة السوريون والايرانيون لحض جماعتهم وضبطهم ومنعهم من استعمال العنف في لبنان". وإذ كشف جعجع عن "اجتماع مسيحي عريض لكل من يؤمن بخط بكركي التاريخي"، أكد انه "سيخرج بوثيقة سياسية في السياق نفسه لقوى 14 آذار". وعن مواقف النائب ميشال عون من إلغاء جلسة مجلس الوزراء ورفض حضور طاولة الحوار ما لم يبت بملف شهود الزور، قال جعجع: "اعتدنا مواقف عون غير المبشرة بالايجابية، واذا أردنا العودة الى الواقع فلا وجود أساسا لما يسمى ملف شهود الزور في هذه المرحلة". وسئل عن الحملة التي تستهدف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فأكد "انها لن تصل الى نتيجة، وهي تهدف الى حمله على تغيير موقفه من المحكمة الدولية"، لافتا أنه "مهما تصاعدت موجة الهجمات على رئيس الحكومة فهي لن تصل الى نتيجة". واعتبر الحديث عن وجود جهاديين في طرابلس "من باب الدعاية ليس أكثر، ويرمي الى غاية ما في نفس يعقوب".

وردا على سؤال عن تأكيدات السفير السابق جوني عبده وجود جهاديين، سأل "إذا كانت سوريا تعلم بوجود مثل هؤلاء فلماذا لا تعطي أسماءهم للأجهزة اللبنانية؟"

وسئل عن الحديث عن دخول الجيش الى كسروان لمنع جعجع من السيطرة على هذه المنطقة، فقال: "نحن نطالب يوميا بتسلم الجيش وقوى الأمن الشرعية المناطق اللبنانية كافة وخصوصا المسيحية منها، والرئيس ميشال سليمان والعماد جان قهوجي لديهما حساسية عالية تجاه الموضوع الأمني"، نافيا "إمكان حصول 7 أيار آخر في لبنان لأنه في ذلك الوقت لم يكن هناك رئيس جمهورية ولا حكومة مكتملة". كذلك استبعد لجوء "حزب الله" الى العنف في حال صدور قرار اتهامي يتناول أحدا لديه لأنه "لن يحصد من العنف سوى سيئاته، ولن يتسنى له قطف حسنة واحدة". وعن الحكومة ومحاولات إسقاطها، قال جعجع "ان إسقاط الحكومة سيبقي البلد بلا حكومة، أي في الفراغ الحكومي، لأن لا تكليف لغير سعد الحريري، وسيكون من المستحيل تركيب الوزارة". ورأى أن "لا تفاهم سعوديا ـ سوريا في لبنان، وأن محاولات التفاهم انتفت بعد التأييد السوري للمالكي في العراق وبعد الدعم السعودي للمحكمة الدولية"، مشيرا الى ان "السوريين ما زالوا ينظرون الى لبنان كمجموعة فرقاء لا كدولة"، داعيا الى متابعة السعي لعلاقات طيبة بين البلدين. وحول ما إذا كان الرئيس الحريري قد بحث معه زيارة دمشق، قال: "لم يفاتحني في الأمر، وشخصيا كنت داعما لزيارته لسوريا". وعن علاقة "القوات" بالكويت، قال جعجع: "طبيعي أن تكون كما كانت منذ ثلاثين سنة، على أحسن ما يرام، ونحن في صدد مبادرة قريبة في اتجاه الكويت الشقيق".

 

إعلاميون ضد العنف": دعوى السيد على شدياق افتراء

وطنية - 3/11/2010 رأت جمعية "إعلاميون ضد العنف" في بيان "أن دعوى المحامي مالك جميل السيد على الإعلامية مي شدياق، التي ستمثل غدا أمام قاضي التحقيق في بيروت، تأتي في سياق الحملة المتواصلة على الصحافيين لإسكاتهم، وخصوصا أن الدعوى هي افتراء لكون حيثياتها مبنية على كلام غير معني به السيد مباشرة، وبالتالي المقصود من ورائها إظهار اللواء جميل السيد بموقع الضحية". وأملت من القاضي الناظر في الدعوى إصدار القرار بإعلان براءة شدياق "لأن الدعوى المقامة ضدها كيدية ولا أساس لها من الصحة".

 

14 آذار: لن نكف عن دعوة الفريق الاخر للعودة إلى الدولة

عون برز كأداة في يد مشروع خارجي يهدف إلى اطاحة المحكمة الدولية

وطنية - 3/11/2010 - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار إجتماعها الدوري في حضور النائبين عمار حوري وسيبوه كالباكيان، النائبين السابقين سمير فرنجية و فارس سعيد والسادة آدي أبي اللمع، الياس أبو عاصي، واجيه نورباتليان، هرار هوفيفيان، نديم عبد الصمد، يوسف الدويهي ونصير الأسعد.

البيان

اثر الاجتماع، تلا حوري البيان الاتي:"توقفت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أمام حملة التخويف والترهيب التي تستهدف اللبنانيين والتي شكلت الدعوة الى مقاطعة المحكمة والتحقيق الدوليين، وتخوين اللبنانيين المتعاونين مع المحكمة علامة بارزة من علاماتها، بالإضافة إلى الضخ اليومي لسيناريوهات كارثية لوضع اليد على البلد بصورة كاملة ونهائية. وقد يعتقد القائمون بهذه الحملة أن بإمكانهم دفع اللبنانيين الى التراجع عن ثوابتهم والاستسلام لشروط حزب الله وهو الطرف الشمولي الذي يقود هذه الحملة. فهذا الاعتقاد خاطىء، ذلك أن أحدا لا يملك القدرة على إعادة عقارب الساعة الى الوراء وإلغاء الانجازات الوطنية التي حققتها انتفاضة الاستقلال".

تابع البيان:"مع ذلك، فإن قوى 14 آذار لن تكف عن دعوة هذا الفريق للعودة إلى الدولة بشروط الدولة، مذكرة إياه بأن لبنان ليس لقمة سائغة يمكن الإستيلاء عليها، كما أن شعب الاستقلال الذي انتصر على نظام الإستبداد الذي كان سائدا قادر على تكرار مأثرته".

واضاف البيان:"توقفت الأمانة العامة بمزيد من القلق أمام الجريمة النكراء التي ارتكبها الإرهاب الأعمى في العراق هذا الأسبوع بحق جماعة من المؤمنين المسالمين في كنيستهم. لقد جاءت هذه الجريمة الإضافية لتؤكد صحة المخاوف التي عبر عنها السينودس من اجل المسيحيين في الشرق، كما أكدت أن حق الناس في الأمان والسلام لا يتوفر إلا بالدولة القادرة على وضع حد للتطرف الطائفي والمذهبي الذي يشكل الحليف الموضوعي للعنصرية الإسرائيلية. إن هذا الأمر يجب أن يقوي عزم اللبنانيين على التمسك بصيغة عيشهم الفذة، في إطار الدولة أولا فوق الجميع ومن أجل الجميع.وفي هذا السياق ترحب الأمانة العامة بالمبادرة السعودية، الهادفة إلى وضع حد للعنف في العراق ولتحقيق الإستقرار والسلام".

وختم البيان:"أكدت الأمانة العامة مرة إضافية، على بروز النائب عون كأداة في يد مشروع خارجي يهدف إلى الإطاحة بالمحكمة الدولية ومرتكزات الدولة اللبنانية.وليس خافيا على اللبنانيين أن النائب عون يستخدم شعار التغيير للوصول إلى الأهداف المحددة له.أما الإصلاح فهو قبل أن يبادر إلى طرحه، بحاجة إلى تأكيد صدقيته وأهليته الشخصيتين في هذا المجال، وهذا ما يستدعي أن يمتلك عون جرأة المبادرة إلى رفع السرية المصرفية عن حساباته منذ الثمانينات حتى يومنا هذا، خاصة بعد أن تم كشف المستندات التي تثبت للرأي العام أن للنائب عون تاريخا في الإعتداء على المال العام".

اسئلة

سئل:لم يتطرق بيان قوى 14 آذار الى ملف الشهود الزور، هل ذلك إفساحا في المجال أمام مساعي التهدئة؟

أجاب:"هناك ترحيب دائم ومكرر بكل جهد إيجابي للتهدئة والتواصل والحوار، أما عن موضوع ما يسمى الشهود الزور، فقلنا اننا نتبنى تقرير وزير العدل، الذي عرضه على مجلس الوزراء وطرح فيه المخارج والحلول القانونية حين يكتمل ملف الشهود الزور".

سئل: هناك رد من النائب ميشال عون يقول فيه ان هذه المستندات هي مزورة ولا تستند على الصحة، ما رأيكم في ذلك؟ أجاب:"لم أسمع ان العماد عون قال ان هذه المستندات مزورة وعموما نحن نتوجه بالملاحظات الآتية: - ما طرحناه في المجلس النيابي هو الدعوة الى التدقيق منذ الثمانينيات وحتى الآن، وبالتالي نحن لا نوجه اتهاما. - نحن نسأل هل ما عرضناه من وثائق وبتوقيع العماد عون صحيحة أم لا؟ - من أين أتى هذا المال بملايين الدولارات؟ - الى أين ذهب هذا المال؟ ببساطة نحتاج الى اجابات عن هذه الأسئلة".

سئل: ربط العماد عون بالأمس مشاركته في جلسة الحوار الخميس المقبل، ببت ملف الشهود الزور، وسأل هل يعقل أن من صنع الشهود الزور أن يحكم البلد؟ فما ردكم؟

أجاب:"عودنا في الكثير من الحالات أن يعطي العماد عون أحكاما مسبقة، هو حكم من هم الشهود الزور وأعطى حكما مبرما ومن وراءهم. طبعا ليس جديدا على العماد عون اتخاذ الموقف وعكسه في الوقت عينه، خصوصا إذا ما راجعنا تاريخه على مدى السنوات القليلة الماضية، والزاوية التي يغير بها تبلغ 180 درجة، وبالتالي ليس مستغربا هذا الكلام. أما ربط موضوع الحوار في موضوع جلسة مجلس الوزراء، فلا رابط بين الإثنين لأن ما هو مقروء على طاولة مؤتمر الحوار الوطني هو بند وحيد لا غير، الاستراتيجية الدفاعية وبالتالي لا علاقة بين الموضوعين".

سئل: إذا انسحب كل من النائب ميشال عون والنائب وليد جنبلاط من جلسة الحوار غدا، فما هو ردكم؟

أجاب: "نحن نقول ان الحوار هو الوسيلة الوحيدة المتاحة بين اللبنانيين للتواصل وبالتالي مبدأ الحوار وفكرته، نحن متمسكون بها".

سئل: في رأيك تأجيل جلسة مجلس الوزراء الى الأربعاء المقبل، سيوفر على لبنان التشنج في لجنة الحوار الوطني؟

أجاب:"استبعد أي تشنج في مؤتمر الحوار الوطني، كما استبعد أي تشنج في إجتماع مجلس الوزراء، لا سبب للتشنج طالما اننا نناقش الأمور وفق الأصول القانونية وفي نظام ديموقراطي". وردا على سؤال، ختم حوري قائلا:"نحن عبرنا في بيان 14 آذار اليوم عن حجم التهويل الذي نسمعه في البلد، وفي النهاية لن يصح الا الصحيح".

 

لا موعــد محددا للقــاء المسيحي في بكركي الكتائب: سيعرض للواقع المسيحي لبنانيا ومشرقيا شمعون: حان الوقت. عطالله: لإنضاج الظـروف

المركزية – لاقى كلام رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع عن "اجتماع مسيحي عريض لكل من يؤمن بخط بكركي التاريخي سيخرج بوثيقة سياسية في السياق نفسه لقوى 14 آذار"، ترحيبا واسعا في الوسط المسيحي في 14 آذار، "لضرورة البحث في الواقع المسيحي في لبنان والشرق، والخروج بموقف موحد من كل القضايا المطروحة والتهديدات التي يتعرض لها المسيحيون". وفي هذا الإطار، رحب مصدر كتائبي مسؤول عبر "المركزية" بدعوة الدكتور سمير جعجع لاجتماع القادة والأقطاب المسيحيين في بكركي"، لافتا الى أن "لا موعد محددا حتى اللحظة إنما تفاهم مسبق في هذا الشأن ويبدو أن القيادات تداعت الى اللقاء في بكركي وكنا ننتظر عودة البطريرك صفير من روما للاطلاع على أعمال السينودس الخاص بالشرق الأوسط ومناقشة الوضع المسيحي عموما خصوصا بعد الاعتداءات على المقابر في الجية والبيانات الصادرة عن بعض التنظيمات الأصولية ضد المسيحيين وحوادث العراق لأن الصيغة اللبنانية تتأثر بأي اعتداء يطاول أي مسيحي في الشرق الأوسط، إضافة الى التهديدات المرافقة لموضوع المحكمة الدولية".

وشدد على أن "الفكرة تفصيلية حيث حدّد مكان اللقاء والموضوع وبالتالي الدعوة مفتوحة وبكركي ترحب بالجميع لأن الاجتماع ليس لفريق سياسي إنما هو اجتماع مسيحي عام"، مشيرا الى أن "البيان سيحضر مسبقا للاتفاق على المضمون اذ لا يمكن أن يفشل اجتماع يرعاه البطريرك". وأكد المصدر أن "لا خلاف بين القوات اللبنانية والكتائب وبين الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع على مضمون البيان لأنهما أصحاب تاريخي واحد وملتزمان ثورة الأرز وتوجيهات بكركي وثوابتها وننتظر موقف الأطراف الأخرى لأن الوضع الراهن يحتم توسيع مساحة المشاركين"، لافتا الى أن "مسيحي 14 آذار لم يدّعوا مرة تمثيل المسيحيين ويتمنون مشاركة أطراف أخرى شرط أن تشاركنا ثوابت بكركي وليس ثوابت 8 آذار أو "الكتائب" أو "القوات" أو غيرها من الأحزاب...".شمعون: من جهته قال رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون لـ"المركزية": "حان الوقت لعقد اجتماع مسيحي للخروج بموقف موحد من القضايا المطروحة راهنا ودعم سياسة بكركي من القضية المسيحية في لبنان والشرق." عطاالله: وأعلن عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الياس عطالله أن "الفكرة قائمة لكن لم ندخل في التفاصيل"، موضحا لـ"المركزية" أن "الأمانة العامة تضم مكونات عدة وسيحضر الاجتماع مسيحيو 14 آذار". ورجح "أن يكون منسق الأمانة العامة الدكتور فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية بحثا في هذا الأمر مع البطريرك صفير"، لافتا الى أن "الاجتماع يحتاج الى مزيد من الوقت لينضج".

 

"الخليج" الإماراتية: صيغة من أربع نقاط للخروج من المأزق اللبناني

المركزية- كشفت صحيفة"الخليج" الاماراتية أن أوساطاً دبلوماسية عربية تتداول معلومات مفادها أن رئيسي الجمهورية، والمجلس النيابي العماد ميشال سليمان، ونبيه بري متفاهمان على ضرورة إيجاد إجماع وطني لمواجهة تداعيات أي قرار اتهامي قد يصدر عن المحكمة الدولية ويتهم “عناصر غير منضبطين في حزب الله".

وتنطلق هذه الأوساط من التأكيد على "أن هناك شبه إجماع لبناني على أن المحكمة أصبحت أمراً واقعاً لا يمكن تجاوزه، وأن القرار الاتهامي الذي قد يصدر عنها لا يمكن إلغاؤه أو تعليق صدوره الى ما لا نهاية، في مقابل توقعها نجاح العمل على وثيقة وطنية يمكن اعتمادها والانطلاق منها، والبناء عليها بعد أن تكتسي الحصانة الدستورية، بمعنى أن يوافق عليها مجلس الوزراء مجتمعاً، وتطرح على مجلس النواب فيصادق عليها بما يشبه الاجماع" .وأوضحت هذه الأوساط أن الصيغة - المخرج تقوم على الآتي:

"1- يعد رئيس الحكومة سعد الحريري بياناً يؤكد فيه رفض لبنان الرسمي أي قرار اتهامي ينال من المقاومة و”حزب الله”، ويحظى هذا البيان بموافقة ضمنية مسبقة من الحزب، والمعارضة، وأيضاً من المثلث السوري - السعودي - الإيراني .

2- يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة مناقشة عامة يناقش الحكومة على سياستها تجاه أي قرار اتهامي يستهدف المقاومة والسلم الأهلي والوحدة الوطنية .

3- تمثل الحكومة أمام المجلس ويتلو رئيسها سعد الحريري البيان وينهيه بطرح الثقة بحكومته على أساس مضمونه، فيناقشه المجلس، ويدلي كلّ بدلوه، ثم يصوّت في نهاية النقاش بما يشبه الاجماع على بقاء الحكومة للعمل على وضع هذا البيان موضع التنفيذ .

4- تقوم الحكومة عبر رئيسها ووزارة خارجيتها بأوسع حملة دبلوماسية لوضع مضمون البيان موضع التنفيذ، بدءاً من الثلاثي السعودي- السوري- الإيراني، إلى الجامعة العربية عبر اجتماع على مستوى وزراء الخارجية إلى الاتحاد الأوروبي وصولاً إلى مجلس الأمن .وتنتهي هذه الأوساط إلى أن هذا المخرج يحظى حتى الآن بدعم سوري سعودي، ويحاول كل من بري والحريري من خلال أسفارهما أن يستشفا مواقف الدول الشقيقة والصديقة لتوفير الدعم لأي خطوة دستورية يقدم عليها اللبنانيون".

 

وكيل الضاهر يتابع قضية الـ LBCI ويقاضي الـ MTV

المركزية – في معلومات لـ "المركزية" ان وكيل رئيس مجلس ادارة الـ LBCI المدير العام الشيخ بيار الضاهر، المحامي نعوم فرح تقدم اليوم بصفته الشخصية بشكوى امام محكمة المطبوعات في بيروت في حق كل من تلفزيون MTV ممثلا برئيس مجلس ادارته ومديره العام السيد ميشال غبريال المر، والمدير المسؤول فيه، والاعلامي الزميل وليد عبود، في موضوع ما اورده هؤلاء في حلقة "بموضوعية" التي استضافت النائب جورج عدوان بتاريخ 25-10-2010 وفي نشرات "الاخبار" بتاريخ 28و29-10-2010، عن اتصالهم "عشرات المرات" به لاستضافته في حلقة "بموضوعية" و"رفضه الاجابة والرد على اتصالاتهم المتكررة"، وعما نسبوه اله من "مخالفة للحقيقة" ومن "ادعاء بعدم تلقي اي اتصال".

وذلك على خلفية الدعوى العالقة بين القوات اللبنانية و LBCI ورئيس مجلس ادارتها الشيخ بيار الضاهر.

واتخذ الاستاذ فرح لنفسه صفة الادعاء الشخصي في حق من ذكر بجرائم نشر وبث الاخبار الكاذبة والذم والقدح المعاقب عليها في المواد 3 و20 و21 من المرسوم الاشتراعي رقم 104/77 والمادة 385 عقوبات معطوفة على المادة 35 من قانون البث المرئي والمسموع رقم 382/94، طالبا انزال اشد العقوبات في حقهم والزامهم بالتعويض والعطل والضرر. وقد عيّن رئيس محكمة المطبوعات القاضي روكز رزق الجلسة الاولى في 20-12-2010. تجدر الاشارة الى ان الشيخ الضاهر وشركة LBCI والشركات الاجنبية الاخرى كانوا تقدموا بواسطة وكيلهم الاستاذ فرح باستئناف امام الهيئة الاتهامية في بيروت، يتعلق بالجزء العائد برد الدفوع الشكلية في تاريخ 11/10/2010. وكان القرار الظني رد الدفعين الشكليين المتعلقين بصفة القوات اللبنانية، في مسألة الادعاء وفي مسألة مرور الزمن.

 

ارجاء النظر في دعوى عـون ضد محفوض الى 15 الجاري

المركزية- أرجأ قاضي التحقيق في بيروت الى 15 الجاري النظر في دعوى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ضد رئيس "حركة التغيير" عضو قوى 14 آذار المحامي إيلي محفوض، على خلفية كتابه الأخير بثلاثين من الفضة والذي كشف فيه عن التحويلات المالية التي سبق لعون ان قام بها خلال فترة توليه الحكومة الانتقالية بين العامين 1989 و1990 ذلك لإبلاغ محفوض في شكل رسمي وقانوني يراعي الأصول بعدما تبين انه لم يتبلغ موعد الجلسة الأولى إلا بالتواتر ومن خلال احد المحامين في مكتبه.

وفي هذا الإطار قال محفوض في حديث الى "المركزية": "تلقى أحد المحامين في مكتبي امس اتصالاً عبر الهاتف من احد رجال الدرك يحدد موعد جلسة اليوم وهذا لا يعتبر تبليغاً رسمياً لأنني لم أحصل على اي وثيقة تبليغ، كما ان الاتصال حصل قبل أقل من 24 ساعة من موعد الجلسة، وعلى رغم ذلك تبلغنا موعد الجلسة المقبلة لأننا دعاة دولة مؤسسات والقضاء وأحكامه تبقى بالنسبة الينا فوق الجميع ونحن نتظلل بالعدالة اللبنانية". ورداً على سؤال قال محفوض: "حتماً سنحضر الجلسة المقبلة بواسطة وكيلنا القانوني الذي أترك له متابعة الشق الإجرائي والقانوني لهذا الملف". وعن السبب الحقيقي لاختيار عون محفوض تحديداً للتقدم بشكوى ضده دون سواه من الذين يتناولونه في الاعلام اعتبر محفوض "انه قد يكون العماد عون ولشدة محبته لي وللتاريخ المشترك اختارني ليتقدم ضدي بشكوى وانني اترك الأمر رمته للأصول القانونية المتبعة والحقيقة ستظهر حتماً في النهاية لأن القانون يعلو ولا يعلى عليه".

وعن تفاصيل المعلومات والمستندات التي أوردها في كتابه بثلاثين من الفضة قال محفوض: "دعنا نترك امر تقدير صحتها للمرجع القضائي المختص الذي يبقى له وحده الحكم عليها ونحن سنلتزم حتماً ما يصدر عن القضاء". وفي هذا السياق جاءت المستندات التي أبرزها نائب تيار المستقبل الدكتور عمار حوري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في ساحة النجمة والذي أشار خلاله الى سلسلة المستندات والكتب التي سبق لوسائل اعلام محلية وأجنبية ان أثارته بدءاً مما نشرته مجلة لوكانار انشينيه الفرنسية. وفي معلومات للمركزية ان هذا الملف أخذ طريقه في اتجاه اثارته في شكل كبير من أخصام عون السياسيين.

 

هل ينسحب تأجيل جلسة مجلس الوزراء على طاولة الحوار؟ المعارضة ترد على "تطيير" مجلس الوزراء" بمقاطعة جلسة الغد تحرك عربي مرتقب في اتجاه لبنان قريبا

المركزية - قلق شديد يساور العالم جراء هاجس الطرود البريدية المفخخة المتنقلة، وتحرك يد الارهاب مجددا، اما لبنان الغارق في مأزقه نتيجة التجاذبات الحادة التي تغرقه، فيترقب نتائج حركة المشاورات العربية والاقليمية التي عكسها لقاء سفراء سوريا والسعودية وايران في بيروت، في اطار الحرص الاقليمي على التهدئة الداخلية ويستشف معالم المرحلة، وسط سباق محموم بين مساعي التهدئة وهاجس انفجار الوضع، بعد سلسلة تحذيرات تطلق من هنا وهناك وآخرها اليوم اعلان عضو القيادة القطرية لحزب البعث في لبنان النائب عاصم قانصوه أن زمن الرهان على المحكمة الدولية انتهى بعدما طالب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بمقاطعة التحقيق الدولي وعدم التعاون مع المحققين الدوليين. واذ رفض القول إن المواجهة على قاب قوسين أو أدنى، لفت الى "ان المؤشرات على الارض توحي ذلك"، وحذر" في حال استمر بعض الفرقاء بهذه المواقف والتعنت والفوقية حيالنا فليحدث ما يحدث، وسيكون هناك 7 أيار كبير هذه المرة.واشار الى ان""معراب لن تأخذ معنا ساعتين، لقد طفح الكيل، ونريد الدفاع عن انفسنا، وعن وحدة لبنان، والجيش معنا من أجل وحدة البلد، وحماية المقاومة أهم من أي شيء".

وسط هذا السباق، لم تستبعد مصادر سياسية ان يزور عدد من المسؤولين العرب لبنان وفي مقدمهم قادة قطريين كون قطر الراعية الاساس لاتفاق الدوحة القائم على نبذ العنف واعتماد لغة الحوار. ومشيرة الى امكان ان يزوره ايضا وزراء خارجية عدد من الدول العربية الراعية الملف اللبناني عن كثب، بهدف التأكيد على ان مظلة التفاهم السعودي - السوري لا تزال مستمرة.

غياب المعرضة: وجاء ارجاء جلسة مجلس الوزراء ليشكل فرصة لالتقاط الانفاس وتزخيم المساعي والاتصالات وكسب وقت اضافي لبلورة ما، عشية جلسة الحوارالمقررة غدا والتي على رغم التأكيدات الرسمية ان موعدها لا يزال قائما لم تستبعد اوساط سياسية ان تلقى الجلسة مصيرا مشابها للجلسة الوزارية، مع بروزمؤشرات عدة توحي بإرجائها هي الاخرى بعد اعلان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون امس عدم المشاركة على خلفية تأجيل جلسة الحكومة التي كانت مخصصة للبت بملف شهود الزور، واتخاذ رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية اليوم موقفا مشابها ، وغياب النائب وليد جنبلاط المبرر وفق بيان لمفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي ان الاخير سبق ان ابلغ رئيس الجمهورية اعتذاره بداعي السفر وبالتالي لا علاقة لغيابه باعتكاف آخرين. كذلك سيغيب النائب طلال ارسلان وكما اعلنت مديرية الحزب الديوقراطي اللبناني رسميا، والنائب اغوب بقرادونيان عن الجلسة ، وسيغيب ايضا وفق معلومات "المركزية" رئيس كتلة الوفاء والمقاومة النائب محمد رعد عن الجلسة، فيما ينتظر عودة الرئيس امين الجميل من تونس مساء للانضمام الى الطاولة غدا، وفق ما اكدت مصادر لـ"المركزية". ولم تستبعد مصادر في المعارضة أن ينضم رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الغائبين عن جلسة الحوار.

ورغم التبريرات المعطاة، استغربت اوساط سياسية غياب بعض اقطاب الحوار وهم من لون واحد، علما ان بعبدا اخذت علما باضطرار جنبلاط وبقرادونيان للتغيب، وتساءلت: هل تكون هذه الخطوة في سياق خطة مبرمجة اقرت في اجتماع وزراء المعارضة مساء امس تقضي بعدم المشاركة في اي جلسة وزارية كانت ام حوارية ما لم يبت ملف شهود الزور؟

ملف الشهود: وعليه يبقى ملف شهود الزور من دون معالجة وتبقى مواقف المعنيين حياله على حالها : سعي رئاسي حثيث الى ايجاد صيغة مخرج وتشدد باحالته الى المجلس العدلي من المعارضة ولو بلغ الامر حد اللجوء الى التصويت، يقابله اصرار اكثري على تجاوزه لعدم "كفاية الدليل".

وفي هذا السياق قال مصدر وزاري معارض لـ"المركزية": ينبغي البت في ملف شهود الزور والانتهاء منه في اول جلسة تعقد لمجلس الوزراء، مؤكدا ان الامور لم تعد تتحمل واذا كان هناك من مقترحات معينة فلتقدم قبل الجلسة، لكن في الجلسة المقبلة ينبغي ان يكون ملف شهود الزور قد وضع في دائرة الحسم.

مصادر بارزة في المعارضة اكدت لـ"المركزية" ان المعارضة التي كانت في غمرة التحضير جديا لحسم موضوع شهود الزور داخل الجلسة، فوجئت بـ "تطيير" جلسة مجلس الوزراء" لشعور الفريق الآخر بجدية تحرك المعارضة، وذكرت ان مقاطعة اعمال طاولة الحوار غدا تأتي كردة فعل على ذلك، وقالت ليجتمع الفريق الآخر في ما بينه وليكن الحوار بين 14 آذار ورئيس الجمهورية".

 

عون استقبل 3 سفراء ووفدا اوروبيا

علي: سوريا والسعودية تباركان الوفاق بين اللبنانيين

وتحرصان على وصول الامور الى خواتيمها بإيجابية سليمة

وطنية - 3/11/2010 استقبل النائب العماد ميشال عون، ظهر اليوم في دارته في الرابية، السفير السوري علي عبد الكريم علي، في حضور المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دو شادارفيان ومدير اخبار ال OTV جان عزيز. بعد اللقاء الذي استمر تسعين دقيقة، قال السفير السوري: "تناول الحديث مع العماد عون العلاقة الثنائية بين لبنان وسوريا. كنت حريصا على الاصغاء الى دولة الرئيس والى تقييمه للاوضاع، وهذا مجمل ما تكلمنا به".

سئل: هل تحدثتم في اجواء الغداء السعودي الايراني الذي دعوتم اليه امس؟

اجاب: "اولا، انتم بالغتم في هذا الغداء الطبيعي والعلاقة الاخوية بين سفراء دول تربطها علاقة طيبة واخوية وحرص وغيرة. الجو كان أخويا وأكدنا الحرص على الحوار اللبناني - اللبناني ومواجهة الاستهدافات الاسرائيلية كي لا تصل الى زراعة الفتن والانقسام بين اشقاء هذا البلد العزيز. التوافق كان ايجابيا وكبيرا ووضعنا الجنرال في الاجواء، وكنا حريصين على الاصغاء اليه".

سئل: تأجلت جلسة مجلس الوزراء اليوم الى حين بلورة حل ما؟

اجاب: "هذا شأن لبناني، نحن نتابع ونراقب الاشقاء اللبنانيين، هم أدرى بأمورهم وسوريا والسعودية تباركان اي وفاق لبناني - لبناني، وتحرصان على وصول الامور الى خواتيمها بايجابية سليمة، ونرجو ان يبقى لبنان حصينا معافى لمواجهة الاستحقاقات كلها والخروج منها بأفضل النتائج".

سفيرا الهند وكندا

وكان العماد عون التقى السفير الهندي في لبنان رافي تابار وسفيرة كندا المعتمدة في لبنان هيلاري ادامز في زيارة تعارف، في حضور دو شادارفيان.

وفد برلماني اوروبي

والتقى عون وفدا برلمانيا اوروبيا برئاسة النائب ماريو دافيد يرافقه سفير الاتحاد الاوروبي باتريك لوران، في حضور دو شادارفيان.

 

القوات": سنستأنف امام محكمة التمييز الجزائية

قراري المحكمة بابطال التعقبات عن وهاب ومدير "الاخبار"

وطنية - 3/11/2010 أعلنت الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية"، في بيان اليوم، انه "للمرة الثانية على التوالي، وبعد الحكم الأول الذي صدر بحق وئام وهاب، وبتاريخ 3/11/2010 أدانت، مرة ثانية، محكمة إستئناف الجنح - الغرفة الناظرة في قضايا المطبوعات برئاسة القاضي روكس رزق وعضوية المستشارتين نوال صليبا ورؤى حمدان، المدعى عليه وئام وهاب سندا لأحكام المادة 3 من قانون المطبوعات وغرمته مبلغ 10 ملايين ليرة لبنانية وألزمته بدفع مبلغ خمسة ملايين ليرة لبنانية لكل من المدعيين حزب "القوات اللبنانية" ورئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع، اللذين كانا قد تقدما بدعوى جزائية في حق وهاب بواسطة وكيلهما الدكتور سليمان لبوس، وذلك على خلفية إفتراء وهاب برواية تزعم أن الجيش أوقف شاحنة أسلحة متجهة إلى معراب". أضاف البيان: "في الوقت عينه، أبطلت المحكمة عينها التعقبات في حق المدعى عليه وهاب في قضية أخرى تقدم بها الدكتور سمير جعجع ضده وذلك على خلفية قول وهاب على شاشة "المنار" في برنامج "حديث الساعة" بأن هناك خلايا أمنية يحاول البعض أن ينشئها غامزا من جهة حزب "القوات اللبنانية" ورئيسه.

كما أبطلت المحكمة في قرار آخر لها التعقبات في حق المدير المسؤول عن جريدة "الأخبار"، في دعوى قدمت من حزب "القوات اللبنانية" ضده وموضوعها إفتراء.

وختم : "في هذا السياق، سيستأنف حزب "القوات اللبنانية" والدكتور سمير جعجع القرارين الأخيرين، أمام محكمة التمييز الجزائية في بيروت الناظرة باستئناف قضايا المطبوعات".

 

ماروني: المحكمة الدولية قرار دولي والتملص منها لن يجدي

العماد عون مأساة لبنان المتكررة يوميا ولن يصل الى الرئاسة

وطنية - 3/11/2010 - اعتبر النائب إيلي ماروني في حديث الى اذاعة "الشرق" اليوم، تعليقا على تأجيل جلسة مجلس الوزراء إن الجلسة "أرجئت في محاولة للاستفادة من الوقت لإيجاد تسوية ما لملف الشهود الزور". واشار الى ان "التصعيد بلغ امس ذروته إن كان مع العماد عون أو من وزراء المعارضة الذين أصروا على أن يبحث ملف الشهود الزور ويحال الى المجلس العدلي أو التهديد المبطن، فكان الإخراج المتفق عليه تأجيل الجلسة تحت ستار استمرار زيارة رئيس الحكومة الى الخارج و نحن دائما نتمنى ألا يكون هناك تأجيل لإستحقاقات لكن بالعكس علينا مواجهة هذه الإستحقاقات وعلينا أن ندرك أنه على فريق 8 آذار أن يفهم أن المحكمة الدولية هي قرار دولي عادي وأن أي محاولة للتملص من التزام لبنان الدولي لن يجدي نفعا". وعما ذكرته صحيفة "السفير" من أن مجلس النواب سيضع يده على ملف المحكمة لإعادة النظر بالإتفاق معها قال ماروني "ما يجري هو هرطقة بكل المجالات لأن الملف أوكل الى وزارة العدل لتضع تقريرها في هذا الشأن ووزارة العدل وضعت التقرير حيث أقرت أنه لا يجوز قانونيا إحالة الملف الى المجلس العدلي، وهذا الأمر من اختصاص القضاء وليس من اختصاص لا مجلس الوزراء ولا مجلس النواب لأنه في لبنان فصل للسلطات ولكن ما يجري هو هرطقة وتجاوز للقوانين والأعراف والتقاليد ومحاولة للضغط بكل الإتجاهات".

وعن الحديث عن تسوية ما خارجية لموضوع المحكمة أشار ماروني الى "أن في لبنان صراعا بين دول تريد الإبقاء على المحكمة ودول تريد إلغاء المحكمة والكل يلعب دوره بواسطة حلفائه في لبنان"، مؤكدا أن "من حق عائلاتهم وجمهورهم معرفة القتلة"، لافتا الى أن "ذكرى اغتيال الشهيد بيار الجميل تفصلنا عنها أيام".

واشار الى "أنه بالأمس كان عيد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن حق الناس أن يعرفوا من قتله هو وكل الشهداء حتى لا تعود آلة القتل، نحن بحاجة الى العدالة والى الحقيقة وإلى أن نبقى ثابتين بموقفنا لا أن نكون لعبة تسويات وكبش محرقة في كل تقارب إقليمي".

وعن هجوم العماد عون قال ماروني إن "العماد عون مأساة لبنان المتكررة يوميا على الشاشات يفجر حقده وغضبه ولن يصل الى الرئاسة بفتح ملفات".

ورأى ماروني ردا على سؤال يتعلق بالسيناريوهات العديدة للوضع الأمني الداخلي، انه "مع وجود السلاح لا شيء مستبعد، كانوا دائما ينفذون مصالحهم ولو على حساب أمن وسلامة المواطنين، مضيفا أنه "لدينا الثقة والإطمئنان أن الجيش اللبناني قادر على أن يقف سدا منيعا في وجه كل المخططات التي تؤدي الى زعزعة الإستقرار في لبنان، لافتا الى "وجود سيناريوهات متعددة تتحدث عن احتلال مدن وقرى وعزل شوارع وعن شلل حكومي وعن سبعين 7 أيار جديدة، ونحن نقول لن نكون كما كنا في السابق، لن نتفرج عليهم، وأملنا أن يردع الجيش اللبناني كل من يحاول في الداخل اللبناني استعمال سلاحه في الداخل وأملنا أن يقوم الجيش بالمهمة حتى لا نعود الى أيام حروب الشوارع وسحب السلاح بين الناس".

وعن انعقاد طاولة الحوار غدا رأى أن "تعطيل دورها غايته إفشال أي مسعى يقوم به رئيس الجمهورية"، لافتا الى أن "طاولة الحوار تبقى خيط تواصل حتى لو أنها لم تتخذ أي قرار أو تنفذ أي قرار لكن يبقى بصيص أمل ربما بالحوار لتذليل العقبات والصعوبات"، داعيا "العماد عون الى الذهاب الى بعبدا ويطرح على طاولة الحوار مبادئه الإصلاحية والتغييرية ويطرح إمكان أن يكون السلاح بيد الدولة وبيد الجيش من خلال سحب السلاح من يد من يهول به في الداخل".

ورأى ماروني "أن سوريا ما زالت تلعب دورا في الداخل عبر أبواقها في لبنان التي تمعن في تفشيل الحوار وتدمير بنية النظام اللبناني".

 

"الكتلة الوطنية": فلتشمل المطالبة بالاصلاح كل الإتجاهات سياسيا ووزاريا

تصرف فرق حزب الله في الضاحية مع المحققين يثير الشكوك عن دور له في الاغتيال

وطنية - 3/11/2010 - عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية اجتماعها الدوري في بيروت وأصدرت بيانا، اشار الى انها تابعت الحملة التي يشنها تكتل التغيير والإصلاح في الموضوعين المالي والاقتصادي والتي هي في إتجاه سياسي واحد، "الا ان المطالبة بالاصلاح والتغيير لكي تكون ذا مصداقية يجب ان تشمل كل الإتجاهات السياسية وكل الوزارات"، مشيرا الى ان "على تلك الحملة ان تتناول الآثار التي تأتت عن تعطيل عمل المجلس النيابي مدة سنة ونيف وشل عمل المؤسسات والاعتصام وسط بيروت وحرب تموز 2006، على الاقتصاد اللبناني ككل هذا اذا كان هناك من جدية في المحاسبة والمراقبة. وعلى النواب والذين يقومون بتلك الحملات ان يتوجوها بتطبيق قانون الاثراء غير المشروع، لكي يعلم المواطن اللبناني الحقيقة كاملة بالوقائع لا ان يضيع في غابة من التصريحات من هنا وهناك من دون أدلة حسية".

وتابع:"في هذا المجال يشدد حزب الكتلة الوطنية على ان لجنة المال مناط بها درس الموازنات وليست مهمتها ان تتحول الى لجنة تحقيق برلمانية، اما اذا اريد تشكيل لجنة تحقيق فليعقد البرلمان جلسة وتشكل تلك اللجنة بصورة قانونية وشرعية. اما الملفت والمحزن وفي خضم تلك المعارك السياسية المختبئة تحت ستار الموازنة، ان يمر بند لصيانة وتشغيل مباني الجامعة اللبنانية في الحدث والذي قاربت قيمته 60 مليون دولار لسنة واحدة من دون اي ردة فعل من اي نائب، فيما مبلغ كهذا كان أكثر من كفيل بإنشاء مبان جديدة لفرع ضروري للجامعة اللبنانية في منطقة جبل لبنان الشمالي الموعودة منذ زمن". اضاف البيان:"إن تقديم الفرع على الاصل هو السائد بالنسبة لملف ما سمي الشهود الزور. فالقضية الرئيسية هي قضية تصد للاغتيالات السياسية، لردعها ولحماية الحريات في لبنان.أما ان تصبح قضية هامشية او فرعية في افضل الأحوال هي الاساس وهي القادرة على التعطيل وشل المؤسسات، لاسيما وبشكل خاص مجلس الوزراء المعتكف عن الانعقاد منذ اسبوعين لهذا السبب، مع ما يحمله ذلك من تجميد لامور الناس الحياتية واليومية التي تنتظر اقرار المراسيم الخاصة بها، فهذا امر لا يصدق". واشار البيان الى ان "التصريح الأخير للسيد حسن نصرالله والذي يطالب فيه بالمقاطعة الرسمية والشعبية للجنة التحقيق الدولية، هو بمثابة التهديد العلني للدولة وللمواطنين، فالمطالبة التي تأتي من فريق مسلح نفذ تهديداته واستعمل سلاحه في عدة مناسبات في الداخل هي غير المطالبة التي تأتي من فرقاء غير مسلحين".

وقال:"ان الدعوة الى الخروج عن المواثيق الموقعة بين الدولة اللبنانية والمحكمة الدولية التي يرعاها مجلس الأمن هي خروج كامل عن منطق الدولة والقوانين التي ترعى عمل مؤسساتها عدا التحدي الذي يرفعه في وجه المجتمع الدولي". ولفت الى ان "حزب الله وتهديد امينه العام وتصرف فرقه الأهلية مع المحققين الدوليين في الضاحية الجنوبية يثير الشكوك التي بدأت تراود غالبية اللبنانيين عن دور له في عملية اغتيال الرئيس الحريري وقادة 14 آذار. ببساطة تامة ان اي مراقب موضوعي للأحداث يرى ان تلك هي تصرفات مذنبين يحاولون عرقلة عمل العدالة من أجل عدم صدور قرار يدينهم".

 

زهرا: ما يجري اليوم محاولة لتعطيل موازنة العام 2010

عون انقلب على مواقفه التاريخية واصبح مدافعا مجانيا عن حزب الله

الرهان الدولي على فصل سوريا عن ايران وتغيير سلوكها مضيعة للوقت

وطنية - 3/11/2010 رأى النائب انطوان زهرا في حديث الى "اخبار المستقبل" انه "لا يمكن تصنيف ما جرى في عيادة الضاحية الجنوبية إلا في إطار الهجوم المحضر والمنظم، ربما بعد استدراج عناصر التحقيق الدولي الى تلك المنطقة، بتأكيد الحركة النسائية التي حصلت في وجههم، ولا أظن ان هناك عيادة نسائية تعطي 150 امرأة موعدا خلال 10 دقائق مع بعضهم". وقال "ان الموعد مسبق، وجرى بحسب الأصول وبحسب مذكرة التفاهم وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وبإذن من نقابة الأطباء، وبالتالي ليس هناك ما يبرر هذا الهجوم سوى إعاقة التحقيق الدولي، ونحن لم نكن ننتظر هذا الحادث كي نعرف انهم لا يريدون المحكمة الدولية" .

اضاف انه "عندما كان يناقش في الإعلام ملف الشهود الزور كان يعتبره عنوان فرعي وان الهدف هو المحكمة، وخصوصا عندما طرح بند تمويلها في لجنة المال والموازنة وتفضل النائب حسن فضل الله بالإعلان ان المحكمة آداة اميركية - اسرائيلية لن يتعاون معها حزب الله، وكل الجو الذي وجد بعد طلة السيد حسن نصر الله الأولى والكلام عن أدلة وقرائن ومحاولة توجيه المحكمة في إتجاه لا يتفق مع الإتجاهات التي تسلكها، وكان واضحا ان هناك حملة متدرجة وصولا الى الخروج من الموقف المؤيد لأحقاق العدالة والذي ورد على طاولة الحوار وفي البيانات الوزارية والتميز بموقف انهم لا يريدون هذه المحكمة، وصولا الى السؤال : كيف لنا ان نسقطها؟. وسبق وتمت مناشدة الرئيس سعد الحريري (بصفته وليا للدم ورئيس حكومة لبنان) انه يستطيع ان يطلب من الدول الكبرى والصديقة ان لا تعبث بلبنان . بمعنى ان توقف عمل المحكمة" .

ورأى زهرا "ان الهدف واضح وهو وقف عمل المحكمة والوسائل غير مجدية لأن المحكمة لن تتوقف، ونحن كجزء من هذا اللبنان ومن مؤسساته الدستورية لا يمكن ان نوافق على هذا المسعى .وأكد "اننا لا نتعاطى بالتحقيق الدولي وبمجرد ان نسأل ماذا فعلوا هنا او هناك فإن هذا يعني التدخل في خصوصيات وسرية تحقيق لا نملك ان نتدخل فيه ونحن علينا ان ننظر ماذا سيصدر عن المحكمة ونتعاطى معه وليس لنا ان ندير المحكمة ولا ان ندعي لأنفسنا ادوارا وصلاحيات غير متوافرة وغير منطقية وتتعارض مع منطق العدالة ومع سرية التحقيق ومع كل ما هو متعارف عليه في تاريخ القضاء والتحقيق في العالم الحر".

وتابع زهرا "اما إذا أردنا ان نذهب الى معايير القدر الذي يسمى قضاء في بعض دول العالم الثالث يصير كل هذا مبررا ويصير ممكنا لكل مسؤول سياسي ان يضع شروطه" .

وعن التقارب السعودي - السوري قال زهرا "اتى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى بيروت ليعلن عن تحالف اقليمي كبير بوجه دول الاستكبار العالمي"، متسائلا:"هل التقارب السوري السعودي يأتي من قيادة ايران لهذا التحالف الاقليمي"، مشيرا الى انه"يتفهم هذا التقارب الذي يبدأ بالعراق لتصل ايران الى دورها كدولة عظمى على صعيد العالم"، سائلا:"هل السعودية تتفهم تعاظم القوة الايرانية وتماشي السوريين مع المشروع الايراني في المنطقة كي نتهم نحن (او المحكمة الدولية) بأننا نضرب التفاهم السعودي - السوري؟".

واكد زهرا انه "ثبت بالبرهان القاطع ان الرهان الدولي على فصل سوريا عن ايران وتغيير سلوكها مضيعة للوقت، لأنه بعد مرور سنة على فترة السماح للنظام السوري بإنتظار تحقيق هذا الهدف النبيل وإبتعاده عن إيران وتحالفهما الإستراتيجي والإنخراط في سياسة دولية ناشطة من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط أثبت النظام السوري انه ليس في هذا الوارد وانه كالعادة يربح الوقت وبلعب مع العالم كله".وشدد "ان اجندة ايران واضحة وانها لا تساير طموحات احد في المنطقة بل تسعى الى دورها هي، والرهانات عليها ستكون مضيعة للوقت ليس إلا" . ورأى زهرا أن العماد ميشال عون "انقلب على كل مواقفه التاريخية، وأصبح مدافعا مجانيا عن حزب الله، و"ربما هذا هو دوره في ورقة التفاهم"، متسائلا:" هل عون هو الذي يحاور بالاستراتيجية الدفاعية في هيئة الحوار لكي يهدد بالتغيب عنها، وما دوره فيها؟". وقال "إن جلسات لجنة المال والموازنة هي جلسات سياسية وهي تريد المحاسبة، ومن يريد ان يحاسب لا يجب أن يبدأ من فترة العام 1993"، متسائلا: "الم يكن هناك من حسابات وموازنات في الدولة لكي يسأل عون عنها قبل العام 1993؟".

واعتبر زهرا ان "ما يجري اليوم هو محاولة لتعطيل موازنة العام 2010"، مؤكدا ان "النائب من حقه المحاسبة كيفما يشاء، قلنا لهم انكم تحاسبون مرحلة سابقة، ومكان المحاسبة يجب ان يكون في الهيئة العامة وليس في جلسة المال والموازنة".

اضاف "ذهنية التيار العوني هي الغاء الاخر"، مستغربا "ظهور سيمون أبي رميا في لجنة المال والقول:"ان كنتم تريدون حربا فلتكن كذلك"، ومن يتكلم عن الشفافية والمصداقية يجب أن يخضع لها"، مذكرا "بأن القوات اللبنانية لم تشارك أبدا في أي من مسؤوليات الدولة قبل العام 2005 لكي يحاسبنا أحد".

وأكد زهرا مجددا "المعلومات عن التوقيعات الأولية بين وزير الطاقة جبران باسيل وشركات لتوليد الكهرباء من دون موافقة مجلس الوزراء، ومن يتكلم عن الغباء يجب أن يتوقف عن استغباء الناس"، مشيرا الى ان" وزارة الطاقة لم تقدم للمواطن أي شيء منذ وصول باسيل لا بل تراجعت خدماتها على كل المستويات".

اضاف زهرا "باسيل وقع بالأحرف الأولى على مذكرات التفاهم مع الايرانيين من دون موافقة مجلس الوزراء وهذا مناف للقوانين، وكفاه كذبا وتزويرا على الناس".

وتطرق زهرا الى ما يتداول عن تسلح القوات اللبنانية، فكشف "أن النائب عن حزب الله حسن فضل الله سأله في دردشة عن صحة الموضوع، فقال له: "إن القوات ظلت على مدى أسبوع، وعلى مرأى الجميع تسلم الأسلحة التي كانت معها، لا لتعود اليوم الى التسلح، ولا يعقل ان نعود اليه سرا اليوم، ونحن نرفض الحرب أو أي مواجهة عسكرية ضد أحد، وعندما تعرف الدولة أن مع القوات أي قطعة سلاح سوف تقول قبل الجميع عنها". وختم زهرا "اننا لا نستطيع ان نهنئ اللبنانيين على إنتظارهم إتصالات إقليمية تملي عليهم ماذا يفعلون، ولكنني أهنئ جعجع ونفسي على معرفتنا الواقعية عن التأثيرات الإقليمية وعلى سياستنا الثابتة في السعي الى ترسيخ صداقات لبنان مع العالم ولكن مع عدم القبول بأي تدخل في شؤوننا الداخلية" .

 

مع سيناريوات الترهيب

علي حماده/النهار/

لن يكون حل لملف فارغ كملف ما يسمى "شهود الزور". فلا مجلس الوزراء ذاهب الى التصويت، والحد الاقصى فرط جلسة مجلس الوزراء غداً والحؤول دون تصويت على هرطقة قانوية ودستورية يمكن أن ينطوي على فخ في عملية "البوانتاج" الحالية بين الاستقلاليين و"حزب الله" وحلفائه. ولا المجلس النيابي سيكون المكان الذي منه سينجح الرئيس نبيه بري في احداث اختراق عبر محاولة امرار هرطقة دستورية قانونية. فالتجربة مع رئيس مجلس النواب خلال سنوات "القبض على المجلس النيابي" علمت الكثيرين ان التعويل على "عواطفه" الدفينة تجاه حلفائه الالداء في "حزب الله" غير كاف في ظل الادارة السورية لورقة حركة "امل". هذه الادارة هي التي تتحكم في حركة بري، ولا شيء آخر. وإذا كان بري يكظم حقيقة عواطفه تجاه الحلفاء فهو ايضا ليس من النوع الذي يقامر على خطي نار متوازيين: خط سوريا وخط "حزب الله" . فكيف الحال والخطان في هذه المرحلة يلتقيان على نسف المحكمة، ومنع اللبنانيين والعالم من معرفة حقيقة من قتل رفيق الحريري ومن ثم محاسبتهم؟

لا حياة لملف "شهود الزور" الفارغ، وهو ما قام إلا على "البروباغاندا" وعلى مسلسل ترهيبي جرى ضخه في البلاد عبر اعلام مدني الطابع حربي المضمون. وما من حل يمكن لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ان يقدمه سوى بترحيل الملف لأن لا قيمة لأي نقاش قانوني في ما ليس له وجود إلا في اروقة "البروباغاندا" في اعلام "حزب الله" الحربي والقضاء السوري "الحر الشفاف والمستقل"! وقد يكون من الافضل للرئيس سليمان ان يعمل قليلا على ضبط ايقاع وزرائه ولا سيما "الوزير الملك" او وزير "حزب الله المقنع الذي صار في غفلة من الزمن صاحب موقف وقرار في قضية "شهود الزور"، وهو يفتي اليوم بجواز الاحالة على المجلس العدلي. فما موقف رئيس الجمهورية؟ سؤال برسم الرئيس سليمان.

امر آخر يتعلق بالسيناريوات التي تطلق منذ مدة حول اليوم التالي لصدور القرار الاتهامي. فإذا كان صحيحا ما يورده الاعلام الحربي من ان ثمة غزوة جديدة يجري الاعداد لها لا تراق فيها الدماء بل تكون على شكل اغارة على رموز الاستقلال. فماذا يفعل الجيش اللبناني؟ هل يبقى كما هو اليوم مجرد حارس للاحتلال القائم في عاصمة لبنان بيروت؟ وهل يصير شاهد الزور الحقيقي في عملية سقوط الوطن برمته تحت حكم الميليشيا الخارجة على الشرعية والقانون؟

هذا بالطبع يقودنا الى التفكير جديا في دور الجيش اللبناني وقيادته التي لم يظهر منها حتى اللحظة اي اثر رادع لحالة المروق التي تعشش في قلب لبنان وعلى تخوم المؤسسة العسكرية نفسها. ايا يكن من امر السيناريوات التي تنهال على رؤوس اللبنانيين، يبقى الاهم ان الاستقلاليين قرروا ألا يحنوا الرؤوس، وقد عزموا على الصمود. فلا تسوية على الحقيقة والعدالة.

ان القوة لا تبيح المحظورات، ولا سيما في بلد تعددي كلبنان، كلنا قادر في مكان ما على السقوط في المحظور. واملنا ألا تقود المغامرة، لا بل المقامرة الجديدة التي يندفع نحوها "حزب الله" الى نكبة وطنية عارمة تصيب اول من تصيب بيئته الحاضنة.

 

الاستخبارات الإسرائيلية: اتهام حزب الله سيزعزع لبنان

النهار/رأى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان" عاموس يدلين خلال جلسة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست أمس انه اذا قررت المحكمة الخاصة بلبنان توجيه الاتهام الى "حزب الله" في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني سابقاً رفيق الحريري، فإن ذلك من شأنه ان يشكل "كارثة اعلامية" بالنسبة الى الحزب وسيؤدي الى عدم الاستقرار في لبنان.

وقدر أن احتمالات سيطرة "حزب الله" على لبنان ضئيلة. لكنه أضاف: "إذا قررت المحكمة الدولية أن رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري قتل على أيدي حزب الله، فإن هذا سيشكل كارثة إعلامية بالنسبة اليهم، وهذا الأمر سيؤدي إلى انعدام الاستقرار في لبنان كله". واضاف: "إذا أراد حزب الله السيطرة على لبنان، فإنه سيتمكن من ذلك خلال ساعات معدودة، ولا قوة عسكرية يمكنها الوقوف أمام حزب الله في لبنان". واشار الى ان إيران تبني منشأتين نوويتين أخريين، ولمح إلى أن إسرائيل شنت الغارة على منشأة في منطقة دير الزور السورية قبل ثلاث سنوات.

وأوضح إن إيران افصحت عن نيتها بناء عشر منشآت نووية وأن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اكتشفت أعمالا لبناء منشأتين نوويتين جديدتين. وكرر أن إيران تتقدم نحو صنع قنبلة نووية، لكن تقدمها أبطأ من التقديرات نتيجة مشاكل تقنية. ولفت الى ان "الهدوء الأمني أخيراً غير مسبوق، ولكن يجب ألا نخطئ، لأن عمليات تعاظم القوة في المنطقة مستمرة، وفي الحرب المقبلة سنواجه جبهات قتالية عدة، وستكون المواجهة أصعب، وسيسقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى". وقال إن سوريا تقوم بعملية شراء اسلحة متطورة من روسيا بصورة مكثفة، وأن كل الأسلحة التي "تنزل عن خط الإنتاج في روسيا تنقل إلى سوريا مباشرة". واضاف أن "الحديث يدور عن منظومات أسلحة متقدمة وغالبيتها متنقلة وقادرة على ضرب طائرات سلاح الجو (الإسرائيلي) وهذه الصواريخ ناجعة وفتاكة وستصعب حرية عمل سلاح الجو" الإسرائيلي. وحذر من أن "هذه منظومات قد تعيد الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو إلى الوضع الذي ساد في  السبعينات في القناة"، في إشارة إلى حرب تشرين الاول 1973 عندما تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر من جراء عبور القوات المصرية قناة السويس. ولاحظ أن "سوريا ترقص في عرسين، فمن جهة تحافظ على علاقاتها مع إيران وتطورها، ولكن من الجهة الأخرى تصور وضعاً تسعى فيه الى التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل". واشار الى انه "اعتدت القول للجنود ألا يعتقدوا أن لبنان وغزة كانتا حرباً"، في إشارة إلى حرب تموز 2006 والحرب على غزة مطلع 2009، "وإنما كانتا عمليتين عسكريتين واسعتين".ي ب أ     

 

بان كي مون : الموقف تدهور في لبنان وقلقون من تصاعد التوتر  

وكالات/رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الموقف تدهور في لبنان خلال الاشهر الأخيرة ، وابدى قلقه من التصاعد الملحوظ للتوتر السياسي الذي زادر في البلاد على خلفية التكهنات والتصريحات العلنية حيال الاتهامات المحتملة التي يمكن أن تصدر عن المحكمة الدولية، وممّا اسماه بالتحدّيات الأخيرة لسلطة مؤسسات الدولة من ممثلي حزب الله وبعض حلفائه. وقال بان ، في تقريره الدوري بشأن تنفيذ القرار 1701 والذي من المقرر ان يناقشه مجلس الامن في 18 من الحالي: "بينما لا تزال مؤسسات الدولة، بما في ذلك حكومة الوحدة الوطنية تعمل، فان المواجهة على المحكمة الخاصة أدت الى تدهور الاجماع السياسي الذي شاع منذ تشكيل الحكومة عام 2009".

وجدد الامين العام للامم المتحدة "قلقه العميق" من الانتشار الواسع للأسلحة في لبنان، واشار الى أن حكومة اسرائيل زودت ممثل الامين العام مايكل ويليامز خلال زيارته الاخيرة ، بمعلومات تفيد بأن حزب الله لديه أكثر من 55 ألف صاروخ وقذيفة وأنه يسعى للحصول على المزيد من الأسلحة المتطورة، داعيا لبنان إلى تحسين سيطرته على حدوده والقادة اللبنانيين لاتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمنع استخدام السلاح من قبل أنصارهم وهو ما يمثل مخالفة مباشرة للقرارات رقم 1559 و1701. ونبّه بان الى أن وجود الجماعات المسلحة في لبنان التي تعمل خارج سيطرة الدولة تمثل تحدياً لقدرة الدولة على ممارسة سيادتها وسيطرتها على أراضيها، لكنه جدد ،في المقابل، اقتناعه بأن نزع سلاح الجماعات المسلحة ينبغي أن يحصل من خلال عملية سياسية بقيادة لبنانية، داعيا الحكومة اللبنانية الى تنفيذ القرارات السابقة المتخذة في الحوار الوطني في شأن ازالة القواعد العسكرية الفلسطينية خارج المخيمات. ومن جهة اخرى، نوّه بان كي مون، بالجهود التي تبذلها سوريا والسعودية للحفاظ على الاستقرار الداخلي في لبنان، وامل في أن يواصلا جهودهما "البناءة"، داعيا القادة اللبنانيين إلى مواصلة العمل من أجل منع وقوع أزمة سياسية. ووصف بان، في هذا السياق، القمة التي جمعت رؤساء سوريا ولبنان وملك السعودية في بيروت التاريخية ، ورأى انها نجحت في تهدئة التوترات، لكنها طفت على السطح مجددا في الأسابيع الأخيرة. وفي ما يتعلق بالخروقات الإسرائيلية، طالب بان إسرائيل بوقف فوري لطلعاتها في الأجواء اللبنانية، وحضها على الانسحاب من من الجزء الشمالي من قرية الغجر، كاشفا أنه تقدم بمقترحات جديدة للطرفين من أجل تحريك الملف .

وكان التقرير قد ركز في مقدمته على واقعة الاشتباك في العديسة بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي وخلص إلى تحميل الجيش اللبناني مسؤولية إطلاق الرصاصة الأولى ، ورأى ان ذلك الاشتباك شكّل خرقا صارخا للقرار 1701 ، مجددا دعوته الطرفين اللبناني والإسرائيلي الى احترام الخط الأزرق  

   

آملاً ان يصدر البيان الإتهامي في شهر ك1... كاسيزي: أدعو الجميع في لبنان الى ضبط النفس والهدوء والتعاون مع المحكمة ولو تعرضت لضغوط لاستقلت  

وكالات/لم يحدد القاضي دانيال كاسيزي موعداً محدداً لصدور البيان الإتهامي، آملاً ان يصدر في شهر كانون الأول، محيلاً كل أسئلة الإعلاميين بهذا الخصوص الى القاضي دانيال بلمار الذي لديه الجواب والذي عليه أن يصدره عندما يجهز حسب قول كاسيزي. كاسيزي وخلال لقاء مع الإعلاميين المشاركين في المنتدى حول العدالة الدولية في وسائل الإعلام، لم يعلق مباشرة عما حصل مؤخراً في الضاحية الجنوبية مع لجنة التحقيق الدولية وقال: "أصدرنا بياناً بذلك ونحن لا نريد عرقلة سير العدالة التي نريدها سريعة"، تاركاً مسؤولية متابعة ما حصل للدولة اللبنانية "التي لها أيضاً أن تتخذ الإجراءات التي تراها مناسبة في حق من ينتقد المحكمة"، داعياً الجميع في لبنان الى ضبط النفس والهدوء والتعاون مع المحكمة.

وعن إمكانية تأجيل صدور القرار بفضل ضغوط سياسية قال كاسيزي: "يبدو أنكم لا تأخذوني على محمل الجد، أنا لا أخضع ولم أخضع لضغوط سياسية ولو كنت كذلك لكنت قدمت استقالتي وأعلنت في بيان ما حصل معي". وأعلن كاسيزي ان ما يحصل في لبنان من مشاكل سياسية لم يؤثر على عمله. كاسيزي توجه الى منتقدي المحكمة في لبنان وقال: "حتى لو كنتم لا تؤيديون المحكمة وتعتقدون انها سياسية، وانني مدير الموساد الإسرائيلي، أطلب منكم المشاركة في الإجراءات القانونية لعمل المحكمة وتعيين وكلاء للدفاع"، منتقداً في هذا الإطار من يعتبر انه مهدد بمجرد صدور مذكرة الإتهام. واستشهد باللواء جميل السيد الذي ينتقد المحكمة ويشكك بها ولكنه في النهاية يأتي إليها ويعترف بشرعيتها. كاسيزي كشف انه سيصدر صباح الجمعة المقبل قراره في طلب السيد تنحية القاضيين رالف رياشي وعفيف شمس الدين.

 

المحكمة الخاصة بلبنان ورابطة الصحافة الأجنبية في هولندا تستضيفان المنتدى الإعلامي الثاني حول العدالة الدولية في وسائل الإعلام 

وكالات/يبدأ في لاهاي الاربعاء المنتدى الإعلامي الثاني ضمن سلسلة منتديات إعلامية تضم صحافيين لبنانيين ودوليين متخصصين في تغطية أخبار العدالة الدولية. وسوف يتيح هذا المنتدى التي تستضيفه المحكمة الخاصة بلبنان ورابطة الصحافة الأجنبية في هولندا، الفرصة للمشاركين لاستكشاف مختلف جوانب العدالة الدولية والتحديات التي تواجه وسائل الإعلام التي تُغطيها. ويتضمن هذا البرنامج، الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، عروضًا يقدمها خبراء بارزون حول الإجراءات المتبعة في المحكمة الخاصة بلبنان ومحاكم دولية أخرى، كما يشمل زيارات إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة والمحكمة الجنائية الدولية وحلقات نقاش بين مراسلين معروفين ونظرائهم اللبنانيين. من بين المشاركين رئيس المحكمة الخاصة بلبنان، القاضي أنطونيو كاسيزي، ورئيس قلم المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، السيد جون هوكينغ، ومدير وكالة سنس للأنباء "SENSE"، السيد ميركو كلارين، وخبراء آخرون في مجال المحاكم الدولية ودور وسائل الإعلام التي تغطي عملها. ويأتي هذا المنتدى الإعلامي بعد نشاط مماثل ناجح نُظّم بين 20 و22 تشرين الأوَّل في لاهاي، وضمّ كبار المحررين التابعين لعدد من وسائل الإعلام ونظرائهم الدوليين. وقد أبرز تبادل الأفكار والخبرات الذي أعقب ذلك المنتدى الحاجة إلى المشاركة والتعاون المستمرين بين المحاكم الدولية ووسائل الإعلام التي تنقل الأخبار إلى الجمهور. وبهذه الروح، يواصل قسم التواصل الخارجي في المحكمة الخاصة بلبنان ورابطة الصحافة الأجنبية في هولندا دعم هذه المبادرة وغيرها من المبادرات المشابهة في المستقبل.

 

الحريري: مستمر بدعم التحقيق الدولي في اغتيال والدي

نهارنت/اعلن رئيس الحكومة سعد الحريري انه سيستمر في دعم التحقيق الدولي في اغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.

حذر في حديث لـ"BBC" من ان الشرق الاوسط "مقبل على كارثة" اذا لم يتم التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والعالم العربي، مشيرا الى ان الوضع الحالي يسمح بازدهار نشاطات التطرف. ورأى ان العالم برمته يدفع ثمن سياسات اسرائيل مع الفلسطينيين، وان عدم وجود السلام يدعم القوة المناهضة للغرب، ومنها ايران.

واوضح الحريري ان لايران نفوذا كبيرا في منطقة الشرق الاوسط، الا ان التهديد الحقيقي يكمن في الاخفاق بتحقيق السلام بين اسرائيل والعالم العربي.

وقال ان مئات الملايين من العرب والمسلمين يشاهدون يوميا لقطات تلفزيونية لبيوت الفلسطينين تهدمها الجرافات الاسرائيلية، وان افعالا كهذه "لا تلهب المنطقة فقط، بل انها تؤثر على العالم بكامله".واضاف: "انتم تدفعون الثمن في لندن، وتدفعون الثمن في اوروبا، وتدفعون الثمن في الولايات المتحدة، وتدفعون الثمن في كل مكان"، متسائلا: ماذا يفعل المجتمع الدولي لدعم عملية السلام؟. وكان الحريري قد أعرب في حديث لصحيفة "التايمز" البريطانية عن اعتقاده أن "ليس للرئيس السوري بشار الاسد يد في مقتل والده، رافضا الدخول في التكهنات"، معتبرا ً أن"مسالة المحكمة الدولية هي الاكثر تحديا بالنسبة له". وأكد الحريري أن "العلاقة مع سوريا جغرافيا وسياسيا مهمة وعليه ان يتصرف كرئيس حكومة وليس بصفته كسعد الحريري".

هذا وأجرى رئيس مجلس الوزراء محادثات مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، تناولت تطورات الاوضاع الاقليمية والدولية، وخصوصا الوضع في الشرق الاوسط، في ضوء تعثر المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وسبل تقوية وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

وعن أجواء الاجتماع أكد الحريري أنها جيدة جدا "وتطرقنا خلالها الى الاوضاع في المنطقة والتحديات التي يواجهها لبنان خاصة ما يتعلق منها بالتهديدات والمشاكل التي بيننا وبين الاسرائيليين، وكان رئيس الوزراء البريطاني حريصا جدا على دعم بلاده للمحكمة الدولية" كاشفا ًعن طلبه من رئيس الوزراء البريطاني "مساعدات عسكرية للجيش والقوى الامنية اللبنانية، ووجدنا لدى بريطانيا تجاوبا كبيرا بالنسبة لهذا الموضوع". وردا على سؤال عما إذا قال الرئيس كاميرون كلاما محددا بالنسبة للمحكمة الدولية أجاب: "لقد استمعتم الى تصريحه بالنسبة للمحكمة الدولية، وقال انه بالنسبة اليهم فانهم يدعمون المحكمة الدولية حتى النهاية، وهذا قرار مجلس الامن ولن يتراجعوا عن هذا الموضوع".

كذلك تطرق الحريري إلى دعم بريطانيا للجيش والقوى الامنية فأوضح أن "هناك برامج تدريب عدة بين البلدين، وهناك ايضا موضوع المعدات وقد اثاره دولة الرئيس الياس المر مع وزير الدفاع البريطاني، واثرته انا ايضا مع الرئيس كاميرون من اجل تزويدنا بهذه الاسلحة". وختم الحريري حديثه بنفي أن يكون تطرق مع الرئيس كاميرون عن القرار الظني الصادر عن المحكمة الدولية. 

 

أحمدي نجاد يهاجم روسيا: "باعونا" إلى أعدائنا

لبنان الآن/شنّ الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد هجومًا لاذعًا على موسكو، معتبرًا أنّها "باعت" ايران للولايات المتحدة الأميركية من خلال إلغائها تسليم صواريخ اس 300.

أحمدي نجاد، وفي كلمة بثتها محطة التلفزة الإيرانية الحكومية قال: "إن البعض وبإيعاز من الشيطان يعتقدون أنّ بإمكانهم إلغاء اتفاق دفاعيّ من جانب واحد وبشكل غير قانوني وأنّ ذلك سيضر بأمتنا الايرانية"، وأضاف مستطردًا: "لقد باعونا إلى أعدائنا (الولايات المتحدة) بإلغائهم العقد من جانب واحد". تجدر الإشارة إلى أنّ هجوم أحمدي نجاد على موسكو جاء على خلفية إعلان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في الثاني والعشرين من أيلول الفائت إلغاء تسليم صواريخ "اس-300" إلى ايران تطبيقا للقرار الدولي 1929 والذي فرض مجلس الأمن بموجبه رزمة عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي، ولفتت موسكو إلى أنها بصدد إعادة المبالغ المالية التي كانت قد دفعتها إيران بشكل مسبق في سبيل إتمام هذه الصفقة العسكرية.

 

حوري يكشف مستندات تدين عون مالياً

المصدر السياسة الكويتية/شهدت جلسة المال والموازنة التي عقدت في مكتبة المجلس النيابي, أمس, بحضور وزيرة المال ريا الحسن مواجهة حامية بين رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الذي حضر للمرة الأولى, وبين عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عمار الحوري الذي دعا إلى فتح كل الملفات السابقة وإجراء تحقيق برلماني ليس من العام 1993 بل منذ ما قبل الطائف. وكشف حوري أن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة كان قد طلب في جلسة ترأسها الرئيس السابق إميل لحود بفتح تدقيق حسابات الإدارات العامة منذ ما قبل الطائف, وقال: "فلتفتح كل الأوراق ليس من العام 1993", مبرزاً سلسلة كتب ومستندات من بينها كتاب من وزير المال الأسبق علي الخليل الى وزير العدل يطلب فيه تجميد الأموال المودعة بإسم القائد السابق للجيش ميشال عون في كافة المصارف اللبنانية والأجنبية. كذلك ابرز حوري مستندات لوزير الدفاع الأسبق البير منصور, وتحدث عن رسائل بعث بها الى مدير البنك اللبناني للتجارة - فرع الحازمية يطلب فيه فتح حساب رقمي لدى فرع المصرف في باريس من دون إسم, يُحرك من قبل السيدة ناديا الشامي عون, وتحويل مبلغ 5 ملايين دولار من الحساب رقم 40663/ 109 الى حساب باريس. في المقابل, انتقد عون, لدى مغادرته اجتماع لجنة "المال والموازنة", السياسات المالية للحكومات السابقة, معتبراً ان "هناك اشياء غريبة تحدث افقدتنا الثقة". ورأى ان "البلد يعيش في فوضى مالية نتيجة التراكم الذي حصل منذ 17 سنة", نافياً اي محاكمة للرئيس رفيق الحريري, وقال: "لا احد يحاكم بعد وفاته, والخطأ اذا استمر ليس هو مسؤولاً عنه بل من استمر في الخطأ", مؤكداً ان "هذا النهج المالي سقط وليس كفوءاً وتغييره واجب". ولفت عون الى ان "الفرق في الحسابات ناتج إما عن اهمال أو عن سوء نية".

 

سيناريو "حزب الله"

ايلي فواز/لبنان الآن

بالأمس القريب، أدى تعاظم قوى الاحزاب الفلسطينية المسلحة في لبنان الى تغييب دور الدولة وشل عمل مؤسساتها تدريجيا ثم بالكامل على مدى اكثر من عقد. وكان تفكيك الدولة اللبنانية له ما يبرره لدى صانعيه وهو تحرير فلسطين، وانتهاك القوانين والنظام العام فكانت له مسبباته أيضاً وهي محاربة العدو الصهيوني. طبعا قوى أمر الواقع كانت اكبر من قدرة الدولة اللبنانية على استيعابها، والانقسام الطائفي كان كالهشيم في انتظار من يشعله، ما ادى الى اشتعال الحرب الاهلية. هذا كان في العام 1975. اليوم، "حزب الله" يمارس الدور ذاته، ويساهم في تفكيك الدولة اللبنانية وتعطيل عملها من خلال توسل العنف والازدواجية في المواقف لفرض رؤيته السياسية على الجميع ودائما تحت مظلة تحرير الأرض ومحاربة العدو الصهيوني. ومن يتابع مسيرة الحزب في السنوات الخمس الاخيرة يستنتج ان التعديات على الدولة ومؤسساتها ودستورها من قبله لا تعد ولا تحصى. وأول الغيث كان قرار الحزب خطف جنديين اسرائيليين في تموز 2006 وانتزاعه من الحكومة اللبنانية حقها الدستوري في تقرير الحرب والسلم.

ثم تبع ذلك حملة عنيفة على الحكومة اللبنانية ورئيسها آنذاك فؤاد السنيورة على اساس التعاون مع "اسرائيل" و"الغرب" للقضاء على "حزب الله"، ما برر احتلال وسط بيروت ومحاصرة السراي الحكومي ومحاولة اسقاط الحكومة في الشارع من خلال قطع الطرقات، وحرق الاطارات، الأمر الذي نال من هيبة المؤسسات العسكرية وثقة الناس بها.

وتابع "حزب الله" نحر الدولة، فعطل بالتعاون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري السلطة التشريعية التي اقفل ابواب مجلسها، وكأن الامر يتعلق بملكه الخاص، ومنعها تالياً بالقيام بأحد اهم واجباتها في المراقبة والمحاسبة، ثم كانت مواجهة مع الجيش اللبناني في مار مخايل من اجل تحييده في اي صراع اهلي سينشب حتما كما في 7 ايار (2008) تمردا على قرار الحكومة عزل موظف لديها (وفيق شقير) ونزع كاميرات مراقبة تابعة لـ"حزب الله" ومسلطة على احد مدرجات مطار رفيق الحريري الدولي.

وعنف سلاح "حزب الله" في 7 ايار ادى الى  اتفاق "الدوحة"، الذي اعطاه ايضا حق تعطيل اي قرار حكومي لا يحظى بموافقته ومباركته، مشكلا بذلك سابقة غير ديمقراطية او دستورية في الحياة السياسية اللبنانية. كما كان للسلاح ايضا دور اساسي في اقناع رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط بالانتظام في صفوف قوى "الممانعة والصمود" واسترداد الاكثرية التي حصلت عليها قوى 14 آذار في صناديق الاقتراع. ولم يمر وقت طويل حتى تم اغتيال الرائد الطيار في الجيش اللبناني سامر حنا في بلدة سجد الجنوبية خلال تأديته واجبه في ظروف لا تزال غامضة، وصولا الى حادثة الاوزاعي "النسائية"، والتي اعلن فيها "حزب الله" صراحة الانقلاب على الدولة ومواثيقها واتفاقاتها تحت طائلة المسؤولية والمحاسبة.

هذا المسار الذي اعتمده "حزب الله" باعد بين اللبنانيين وأقام حواجز بينهم، لن يكون من السهل تجاوزها بعد اليوم، خصوصاً في ظل استعمال معايير مزدوجة في التعاطي السياسي. فتارة يقر الحزب بالديمقراطية التوافقية تلافيا لاستغلال فريق 14 آذار نتائج الانتخابات النيابية سياسيا، وتارة يطالب بالديمقراطية العددية، بعد استدارات وليد جنبلاط، من اجل اسقاط المحكمة الدولية واحالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي من دون اخذ التوافق بالاعتبار. يراقب اللبنانيون بحذر تحول "حزب الله" من مقاومة الى حزب في حده الادنى يمتهن قطع الطرقات، وفي حده الاقصى حزب انعزالي وطائفي. واكثر ما يخشون ان يجر انزلاق "حزب الله" المخيف نحو الهاوية الويلات على البلاد والعباد.

 

الأمس واليوم وربما غدا.. "ذهنية الترهيب هي المسألة الأخطر"

صالح حديفة (البلد)، الاربعاء 3 تشرين الثاني 2010

أمام التسريبات التي تصدّرت إحدى الصحف المحلّية عن خطّةٍ أعدّها فصيلٌ أساس في المعارضة للاستيلاء على البلد "دون إراقة الدماء" في حال صدور القرار الاتهامي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بما بدا تلميحاً بديهيَّ الوضوح إلى "حزب الله" وعزمه على التحرّك ميدانيًا لقلب السلطة إذا ما أتى قرار الظنّ عن المدّعي العام الدولي دانيال بلمار على النحو الذي يخشاه الحزب، وبعد عدم صدور أيّ نفي واضح من "حزب الله" لوجود خطةٍ فعلاً أو حتى لبعض تفاصيل تلك الخطة التي نُشرت، بات من الضروري معرفة ما ستكون عليه مواقف الفريق المقابل لـ"حزب الله"، أيّ فريق الرابع عشر من آذار وبالتحديد "تيار المستقبل" الذي يعنيه ذلك مباشرةً، كون رئيس التيار سعد الحريري هو رئيس حكومة الوحدة الوطنية القائمة حتى إشعار آخر، وهو وليّ الدم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كما وأنه ـ إلى جانب كافة "الشركاء" المفترضين في الحكومة ـ معنيٌّ من حيث المبدأ بحسن انتظام عمل الدولة ومؤسساتها بعيدًا عن أي تحركات انقلابية.

وحول ذلك، استطلعت "صدى البلد" رأي عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر الذي شدد على أن "حزب الله" مطالبٌ بالتوضيح حول ما نُشر لأن "عدم نفيه هو تورّط مباشر"، واصفًا ما نُشر في الصحيفة التي أوردت تلك الخطة المفترضة بأنه "كلام خارج عن القانون وخارج عن المنطق، وأيًا كان قائلُه فهو كلام مافيات لصحف مافيوية بما يشكّل وصمة عار على جبين الإعلام"، على حدّ تعبير صقر، الذي لفت إلى أنه "لا نشر ذلك الكلام هو سلوك إعلامي، ولا التصريح بمثل هذا الكلام هو سلوك سياسي، بل إن ذلك هو عملية ترهيب مافيوية رخيصة تلجأ إليها عصابات قطّاع الطرق وتُنشر في صحفٍ سوداء تعلّق على الجدران في ليالي "تكساس" السوداء".

وشدد صقر على أن "الصحف المحترمة لا يمكن أن تنشر مثل هذا الكلام، ولا الأحزاب السياسية المحترمة يمكن أن تُمرر مثل هذه التصريحات، ولذلك فإن حزب الله معنيٌ بالتوضيح، لأن صمته تواطؤٌ، وتواطؤَه كارثة سيُردُّ عليها من خلال الاحتكام إلى المؤسسات أولاً، ومن خلال موقف سياسي واضح لإدانة هذا السلوك البربري ثانيًا"، مطالبًا رئيس الحكومة بـ"وضع هذا البند على رأس جدول أعمال مجلس الوزراء لأن الحكومة إنْ لم تبحث بهكذا كلام انقلابي فلماذا ستجتمع أصلاً؟ ثم إذا القضاء لم يتحرك لمثل هذا الانتهاك الخطير والمقيت والوقح فـ الله يرحم القضاء". صقر الذي اعتبر أن "هناك البعض من الأقلام المافيوية تـنتحل صفة الإعلام فيما هي لا علاقة لها بالإعلام لا من قريب ولا من بعيد"، وهو إذ وصف الصحيفة التي تضمّ هذه الأقلام بأنها "نشرة غوستابو تُعمَّم على الرأي العام"، استغرب أن "يتحرك المجلس الوطني للإعلام أمام تصريحات بعض الأولاد في أحد البرامج فيما يلتزم الصمت حيال ما كُتب في هذه الصحيفة"، داعيا إياه "في هذه الحال أن يحترم نفسه ومن الأشرف له أن يحلّ نفسه، لأنه بهذه الصورة فهو مجلس عقيم يساهم في تتفيه الإعلام"، وفق توصيف صقر الذي طالب أيضًا "القضاء اللبناني باحترام ما تبقّى من صدقيته والتحرك أمام ما يهدد أمن الدولة، مثلما على الإعلام اللبناني ان يتحرك لأنه لم يعد مسموحاً أن يستغل البعض إسم الإعلام وأن يشوه وجهه للقيام بما هو حاصل".

صقر كرر استغرابه لـ"سكوت حزب الله"، لأن ذلك "سيدينه أكثر وأكثر وسيرفع الصوت في وجهه أكثر وأكثر وأكثر"، وقال: "إذا لم ينفِ حزب الله سيكون هناك تصاعد تدريجي باتجاهه والعمل للتصدي لهذا النوع من الترهيب الرخيص للبنانيين، وهكذا يكون حزب الله يعلن انتقاله من مقاومة في وجه الاحتلال إلى مقاومة بوجه اللبنانيين"، منبّهًا إلى أن "ظرف اليوم يختلف عن ظرف 7 أيار، فهناك اليوم حراك مختلف وخطة عمل مختلة، ومن يظن نفسه ان متحكّم بالأرض سيكون مخطئًا تمامًا، فالأرض ليست سائبة والناس تملك أدوات سلمية كثيرة بالإمكان استخدامها وهي لم تستخدمها بعد، ثم إن القوى الأمنية والجيش أُخِذوا في 7 ايار على حين غرّة، في حين إنهم اليوم لا يمكن لهم قول ذلك، بل يجب أن يكونوا مستعدين وجاهزين"، مجددا التأكيد أن "الوضع مختلف تماما،ً كون التحرك السلمي المدني الأهلي على الأرض سيكون مختلف تمامًا، والعمل السياسي سيكون مختلف تماماً والاتصالات العربية ستكون مختلفة تماماً، حتى إن الرسائل التي ستبعث بها قوى الرابع عشر من آذار والشعب اللبناني ستكون مختلفة تماماً".

وردًا على سؤال، أشار صقر إلى أن "14 آذار هي بحالة تداول أمام الوقاحة والصلف والتعنت والعربدة التي يتم ممارستها من خلال بعض الإعلام وهي بحالة اتصال دائم لمواجهة هذا الأمر، وفي كل حال فإن 14 آذار تعيش مع حالة التهويل منذ فترة، لكن الوقاحة اليوم تمثّلت بأن هذا الترهيب قد تمّ تظهيره من خلال الاعلام".

صقر أكد أيضا أن "سعد الحريري لن يكون أبدًا أسيراً في السراي الحكومي"، وأضاف: "لن نكون أسرى لمنطق التخويف والتهريب، ولدينا من الإمكانيات ما يجعلنا نتحرك لرفع هذه الحالة المافيوية في بعض الأقلام التي ربما يكون خلفها فريق سياسي وقد يكون خلفها حزب الله"، وأردف يقول: "نحن سنتصدّى وبشكل متدرّج لهذا التمادي كلّما تبيّن لنا أنه ممعن بالدخول على الواقع السياسي اللبناني"، مؤكدًا في الوقت عينه أن "باب الحلّ للأزمة القائمة في البلد موجود، لكن هذه المشكلة لا علاقة لها بالحل السياسي، بل هي مرتبطة بذهنية الترهيب وبذهنيّة أخذ الشعب اللبناني كرهينة، وهي ما يجب معالجته حتى لو عولجت مسألة المحكمة الدولية، فهذه الذهنية أخطر من مسألة المحكمة، إذ يمكن أن تُمارس عند كل محطة، ولذا يجب وقفها، وهي تتطلّب إعادة بحث بملف سلاح حزب الله، فليس واردًا بعد اليوم أن يقال إنّ سلاح الحزب لا يستخدم في الداخل بل هو يستخدم في كل لحظة عبر التهويل ويوميًا وبطريقة رخيصة ومُعيبة لا علاقة لها بالمقاومة، فعندما تكتب أقلام صحافية ما كُتب ولا يردّ حزب الله فهو إذا راضٍ عن ذلك". وقد وضع صقر كل ذلك "برسم العالم العربي والمجتمع الدولي وهو أيضًا برسم اللبنانيين وبرسم حزب الله، فالاستمرار على هذا النهج من العمل التهويلي الترهيبي يعني استخدام سلاح حزب الله بطريقة مباشرة عبر بعض الألسنة والأقلام المرتزقة التي تسمّي نفسها صحافة، وهو ما يدين حزب الله ويدفع اللبنانيين إلى التفكير والتحرك حيال هذا الأمر".

 

 

من دولة فاشلة الى دولة مارقة؟ 

رفيق خوري (الأنوار)

ليس ما نسمعه، على اختلاف الأصوات وتعدّد اللهجات، سوى صراخ في مأزق. فالكل في المأزق نفسه، وان كان هناك من يتصور ان موقعه أقوى أو أفضل من موقع سواه. والمخارج التي يدور الكلام عليها، سواء كانت سياسية أو غير سياسية، هي ممرات الى مأزق أكبر وأخطر. واذا كان ما نراه هو ما يحدث على المسرح اللبناني داخل المأزق، فان ما لا نراه ولا نعرف عنه سوى القليل هو ما يحدث في الكواليس الاقليمية والدولية، بصرف النظر عما في الخطاب السياسي والحركة على المسرح الخارجي. ذلك ان اللعبة، أقله في الظاهر، هي التهويل والتهوين. التهويل بعظائم الأمور. والتهوين من خيارات صعبة وليست في اليد. والمعادلة، حتى اشعار آخر، هي تبادل المناورات: لا أحد يستطيع الذهاب الى النهاية، وان كان يريد. ولا أحد يريد التراجع عن موقفه، وان كان يستطيع. لا جلسة لمجلس الوزراء خوفاً من التصويت. ولا تفاهم على مخرج لقصة شهود الزور للانتقال من تأجيل القرار الى صنعه. لا الانسحاب من الحكومة حلّ. ولا البقاء فيها حلّ. ولا قصة شهود الزور سوى فصل في سيناريو يقود كل فصل فيه الى فصل أصعب عنوانه تعطيل المحكمة الدولية من دون أية تسوية تضمن الخروج من تعطيل السلطة. واللبنانيون ليسوا في حاجة الى قراءة مؤشر الغورين بوليسي ليدركوا ان لبنان يقترب من خط المعايير التي يتم على أساسها تصنيفه في لائحة الدول الفاشلة. فالوقائع في الداخل ناطقة. والرهانات على الخارج تكاد تصبح السياسة الوحيدة فيه. حتى المحكمة الدولية، بصرف النظر عن ضرورتها والاجماع عليها في الماضي والخلاف حولها الآن، فان اللجوء اليها هو تسليم بأننا دولة فاشلة بمعنى ما. اليوم تواجه السلطة تحديات أكبر عبر مطالبتها بأن تقاطع لجنة التحقيق الدولية والمحكمة. وهو ما يعني ببساطة ان تواجه مجلس الأمن وقراراته والمجتمع الدولي من خلال التخلّي عن التزاماتها المكتوبة، كما عن حاجتها الى قرارات المجلس وخصوصا القرار ١٧٠١، قبل الحديث عن القرارات المتعلقة بالتسوية في الشرق الأوسط. وهذه وصفة لوضع لبنان في خانة الدول المارقة. ولا أحد يجهل كيف يعامل المجتمع الدولي الدول الفاشلة والدول المارقة، في ظلّ التنسيق الدولي في الحرب على الارهاب وسط تصاعد موجات الارهاب بوسائل تقليدية هي السيارات المفخخة، كما في بغداد، ووسائل تثير الرعب في العالم هي الطرود الملغومة.

ولا مخرج لنا من هذا المأزق إلاّ بتسوية كبيرة أعمق من التسوية الجزئية المتعلقة بالمحكمة.

 

جنبلاط: لو المحكمة مجردة لما استطاعت بعض الدول تأخير أو تسريع القرار الظني لتجعله سيفاً مسلطاً علينا

نهارنتL/رأى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد ان قول المجتمع الدولي وممثليه الأميركيين بأنهم لا يتدخلون في التحقيق الدولي غير صحيح، لأنهم يقومون بذلك في مكان ما. والدليل قولهم إن القرار الظني سيتأخر. فهذا يعني أن هناك من يتدخل لتأخيره ومن ثم المحكمة مسيسة. وأضاف جنبلاط في حديث لصحيفة "الوطن" السورية: "لو كانت المحكمة مجردة لما استطاعت بعض الدول تأخير أو تسريع القرار الظني لتجعل منه سيفاً مسلطاً علينا"، لافتاً الى ان "التدخل ظاهر من خلال تصريحات مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن سوزان رايس التي لم تأت مثلاً على ذكر ما جرى مع لجنة التحقيق في الضاحية الجنوبية، بل تحدثت عن تهريب السلاح من سورية إلى حزب الله في لبنان على الرغم من أن هذا الموضوع لا علاقة له بالتحقيق الدولي. واعتبر جنبلاط ان هذه التصريحات تنصب في الحملة الأميركية المنظمة ضد قوى المقاومة في المنطقة، والتي بالطبع تخدم المصالح الداخلية الأميركية إبان الانتخابات القادمة. أكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ضرورة التوصل إلى تسوية في ملف المحكمة الدولية للخروج من المأزق الذي دخل فيه البلد على خلفية القرار الظني الذي يستهدف المقاومة، مؤكداً أهمية التفاهم السوري السعودي للتوصل إلى حل للأزمة. وأكد جنبلاط وجود عقبات كبيرة أمام الجهود التي تبذل من داخل لبنان وخارجه، ولا سيما من قبل الرئيس بشار الأسد والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وتتمثل تلك العقبات بـ"المجتمع الدولي الذي تمثله الولايات المتحدة الأميركية المنحازة إلى خط سياسي يتعارض كلياً مع مصالح الشعب العربي وطموحاته". وأشار إلى أن تسوية ملف المحكمة الدولية واحتواء مفاعيل القرار الظني هو الآن "بيد الشيخ سعد الحريري"، منوهاً بوجود جهود تبذل في هذا السياق. ورأى جنبلاط إن الرئيس الأسد كان ودوداً للغاية تجاه الرئيس الحريري، وهذا الأمر تجلى بوضوح في تصريحه الأخير لجريدة الحياة، بقوله إن الحريري هو رجل المرحلة. وعن خطاب 28 تشرين الأول الذي ألقاه الأمين العام لحزب اللـه السيد حسن نصر اللـه، أكد جنبلاط أن "سماحة السيد كشف في خطابه أموراً لم نكن على علم بها"، سائلاً: ماذا يهم لجنة التحقيق الدولية من الحصول على معلومات عن الجامعات في لبنان وطلابها؟ ولماذا تأتي إلى عيادة طب نسائي لتستقصي عن الحرمات؟! وحذر جنبلاط من أن القرار الظني قد يجر لبنان إلى وضع متوتر شبيه بـ17 أيار، مؤكداً في الوقت ذاته أن خيار حل الحكومة الذي يتحدث عنه البعض يدخل البلاد إلى دوامة.

 

عون: لن نعيش على مزاجات المحكمة والحريري هو ديكتاتور اليوم

نهارنت/استنكر رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون "جريمة العراق والإبادة الجماعيّة"، محمّلا قوى الإحتلال المسؤولية، مشيرا الى أنّ هذه الجريمة ليست الأولى

وأوضح بعد اجتماع التكتل أن سلطة الوصاية في كل بلد هي التي تتحكل مسؤولية الجرائم التي تقع فيه وذكّر "عند إغتيال الرئيس رفيق الحريري قلنا إن سوريا كانت الوصيّة أمنياً، والجرائم الكبيرة التي حصلت في لبنان كلها بقيت مستورة". وتساءل عون "لا أدري هل هم لا يعرفون من يموّل القاعدة، وهل لديهم حماية مثل شهود الزور، فهم يخلقون الحروب لكي يفجّروا المجتمعات؟ لا أعرف كيف هم في حرب مع القاعدة ولا يدرون من يموّلها بعد أن وضعوا القيود على كل اموال العالم؟"

ثم تطرّق عون الى موضوع الغلاء، مؤكدا أنّ التكتل قام "بتدبير إستباقي حوله"، وأشار الى أنّ وزارة الطاقة كانت قد قدّمت الى مجلس الوزراء منذ ثمانية أشهر مشروعاً حول إستبدال السيارات بأخرى تعمل على الغاز وحتى الآن لم يبّت بها". ولفت الى أنّ "الشعب اللبناني أصبح يتمتع بالوعي الكافي وكلما تكلم أحدهم يربطون الأمر بالطائفية، في حين أن الطائفية لا توصل الى الفساد"، واعتبر أنّ البلد اليوم "منهوب وليس مسروق". وبشأن الحملة التي شنّها التكتل على وزارة المال، كان لعون توضيح: "نحن لا نحاكم رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بل نطالب بالأموال المسروقة، ونريد محاكمة كل حلفائه، فهل يعقل منذ العام 1993 حتى الآن لا يوجد قطع حساب؟" وتابع: "إذا وقفنا ضد وزراء المالية في الانتخابات يقولون إنكم تقفون ضد الشهيد، انا أطالبهم بأن يتخلّوا عن هذه القداسة التي يقفون وراءها"، مؤكدا "نحن لا نريد أن نحاكم أحد، فالنهج سقط والتغيير آت، والأكثرية متمثلة برئيس الحكومة، الذي يمثل دور الديكتاتور وبيده كل المؤسسات، كون كل شيء مرتبط به ونحن نقوم بواجباتنا". كذلك تساءل عون: "هل مسموح من يعطي حصانة لشاهد الزور أن يحكم البلد؟، وهل يعقل من يفتّش عن العدالة أن يحمي شاهد زور أو يريد أن يتخلص من خصم سياسي؟، أنا أضع هذه الاسئلة برسم اللبنانيين". وعما نقلته قناة"mtv" عن تأجيل جلسة مجلس الوزراء غداً، أجاب عون "أنّه وإذا حصل ذلك فبالنسبة إليّ لا حوار يوم الخميس المقبل، لأن هذه القضية تمس البلد وهم لا يريدون إحالته الى المجلس العدلي، وبالنسبة إلي فأنا لا أجلس على الطاولة مع أي مزوّر أو من يحمي شاهد زور، وأنا اتحمّل مسؤولية الموقف". ثم توجّه الى الحريري قائلا: "ليس هكذا يدار البلد أي بالسفر كل يوم، وورشة الحوار بالنسبة إلي انتهت بعد أربع سنوات من بدايتها، فنحن نكرر الكلام ولا نريد أن نغشّ أنفسنا وموقفي السياسي قدمته". وطالبه بأن يثبت على يوم ما لعقد جلسة الحكومة.

وعن قضية شهود الزور، سأل عون: "هل سأنتظر بلمار ليعطيني رأيه في شهادة الزور؟"، وأضاف "قضية شهود الزور محوّلة إلى المجلس العدلي وهي تتعلق بأمن الدولة ويوجد من ورائها فتنة، فهل يمكن إحالتها إلى القضاء العادي؟" وأكمل: "أنا تقدمت بدعوى ضد الرئيس السابق الياس الهراوي منذ العام 2002 وحتى الآن لم يصدر الحكم، واليوم يريدون منّا أن نحولها إلى القضاء العادي، فنحن نريد أن نعرف من فبركهم ومن موّلهم ومن يحميهم". كذلك، عرض عون موقف التكتل من المحكمة الدولية قائلا: "منذ العام 2005 حتى اليوم نعيش في ظل المحكمة والمحاكمة، والمقصود منها شل البلد، كي لا يتبيّن أننا نستطيع القيام بتنمية، لا يمكن أن نعيش على مزاجات المحكمة، فمنذ الأسبوع الأول لها طلبت من رئيس الحكومة الأسبق فؤاد سنيورة إبقاء العلاقة مفتوحة مع سوريا وعدم الإتهام من دون إثباتات". وردا على سؤال حول اللقاء الثلاثي الذي سيجمع سفراء السعودية وسوريا وايران، أمل عون أن يسفر اللقاء عن نتائج ايجابية. هذا وكان قد لفت عون خلال تصريح للصحافيين بعد مشاركته في جلسة لجنة المال والموازنة في المجلس النيابي الى أنّ المسؤول عن استمرارية الخطأ ليس رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بل من تولوا الحكم بعده. كذلك أكد "فقدان الثقة بإدارة المال العام، وتحدث عن أشياء غريبة تحصل في هذا القطاع، لافتا إلى عدم جواز السكوت على التراكم الذي حصل منذ 17 سنة وحتى اليوم. ورأى أنّ البلد يعيش في فوضى مالية، مشيراً إلى أنّ الأسباب متعددة والنتيجة واحدة وهي أنّ هناك هدراً وأنّ الحسابات غير مضبوطة. وخلص إلى أنّ التغيير بالنهج واجب والتدابير الاصلاحية أمر ضروري، مشدداً على انّ هناك مسؤوليات يجب أن يتحملها أصحابها، مشددأً على أنّ أي حكم بدون محاسبة هو حكم فالت، مشيداً بما يحصل من خلال لجنة المال للمرة الأولى في البرلمان اللبناني. وردا على سؤال عما إذا كانت كل حركته تهدف للوصول لوزارة المال، قال عون: "انا منذ زمن قلت لهم خذوا كل الوزارات واعطوني وزارة المال لأنني كنت اعرف ماذا سيحصل في ما بعد".

 

دوفريج: نأسف لما يجري في العراق والمنطقة من فتن تستهدف الوجود المسيحي

نهارنت/دان النائب نبيل دو فريج المجزرة التي تعرضت لها كنيسة القيامة في العراق، معربا عن أسفه" لما يجري في العراق والمنطقة، من فتن تستهدف الوجود المسيحي التاريخي في الشرق". وأكد فريج في تصريح له أن "أي فتنة سنية شيعية قد تحصل، ستطاول الجميع على حد سواء، ولن يسلم منها أحد والمسيحيين منهم"،لافتا الى أن "هناك من يراهن على هذه الفتنة لتحسين مواقعه ومكتسباته السياسية الشخصية والآنية". كما شدد على ضرورة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، من أجل الحفاظ على الصيغة اللبنانية،وتحصين الوجود المسيحي في لبنان والشرق"،مذكرا أنهم كتيار سياسي، "مارسوا ذلك في الإنتخابات البلدية، وفي مواقع سياسية وإدارية ووظيفية". وختم فريج داعيا الى" العودة لروحية السينودوس، من اجل الشرق الأوسط الذي انعقد مؤخرا في حاضرة الفاتيكان". 

 

 لجنة المال والموازنة: عون يطلب تغيير النهج المالي وحوري يرد بمستندات عن أمواله

نهارنت/تابعت لجنة المال والموازنة النيابية البحث في موضوع قطع الحساب وحساب المهمة ورد وزارة المال على أسئلة كان طرحها نواب في جلسات سابقة.

وتميزت الجلسة التي عقدت برئاسة النائب إبراهيم كنعان ومشاركة وزيرة المال ريا الحسن، بحضور مفاجئ لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، ما أدى الى حصول مواجهة "مالية – سياسية" ضد السياسات المالية للحكومات السابقة، داخل الجلسة وخارجها إذ انتقد عون السياسات المالية للحكومات السابقة، في حين ابرز عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري سلسلة وثائق ومستندات تعود الى ما قبل الطائف "تتهم العماد عون باختلاس أموال" إبان توليه قيادة الجيش

.وفيما استمعت اللجنة الى شرح من وزيرة المال حول أسئلة النواب والمستندات التي طلبوها، إضافة الى شروحات رئيس ديوان المحاسبة القاضي عوني رمضان حول مراسلات وزارة المال وديوان المحاسبة منذ عام 93 وطريقة إعداد قطوع الحساب وحساب المهمة وسلفات الخزينة، تبادل عدد من نواب كتلتي "المستقبل" و "التغيير والإصلاح" الردود، مسجلين العتب بعضهم على بعض، وتوجهت اللجنة وفقاً للمادة 32 الى رئاسة مجلس النواب بالطلب لتأمين بعض المستندات. وتعهدت الحسن بتقديم بيانات توضيحية لبعض الأمور المطروحة.

ورأى عون في تصريح للصحافيين لدى مغادرته اجتماع اللجنة، أنّ "البلد يعيش في فوضى مالية"، وقال: "هناك أشياء غريبة حدثت وتحدث في هذا القطاع، أفقدتنا الثقة بإدارة المال العام"، لافتاً إلى أنّ "الأسباب متعددة والنتيجة واحدة وهي أنّ هناك هدراً والحسابات غير مضبوطة".

ولفت الى "وجود فروق في الحسابات ناتجة إما عن إهمال أو عن سوء نية". وأكد عون "عدم جواز السكوت على التراكم الذي حصل منذ 17 سنة وحتى اليوم".

ونفى عون رداً على سؤال "أن يكون في صدد محاكمة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري كما يحاول البعض تصوير الموضوع"، مشدداً على أن "أحداً لا يحاكَم بعد وفاته، والخطأ إذا استمر ليس هو مسؤولاً عنه بل من استمر في الخطأ"، لافتاً إلى أنّ "المسؤول عن استمرارية الخطأ ليس الحريري بل من تولوا الحكم بعده".

وأوضح عون أنّ "التدابير الإصلاحية أمر ضروري، وهذا النهج المالي سقط وليس كفوءاً وتغييره واجب"، مشدداً على أن "هناك مسؤوليات يجب أن يتحملها أصحابها، لأن أي حكم من دون محاسبة هو حكم فالت"، مشيداً بما يحصل من خلال لجنة المال "للمرة الأولى في البرلمان اللبناني".

وعما إذا كانت كل حركته تهدف الى الوصول لوزارة المال، قال عون: "أنا منذ زمن اقترحت عليهم أن يأخذوا كل الوزارات ويعطوني وزارة المال لأنني كنت أعرف ما يحصل في مالية الدولة". وردّ النائب حوري على عون في تصريح في ساحة النجمة، فدعا الى "إجراء تحقيق برلماني ليس فقط منذ عام 1993 بل منذ ما قبل الطائف، إذا كان لا بد من مساءلة وتدقيق"، وربط "عدم إقرار موازنات سابقة بإقفال المجلس النيابي"، مذكراً بأن الرئيس فؤاد السنيورة «كان طلب في جلسة لمجلس الوزراء ترأسها الرئيس إميل لحود فتح تدقيق حسابات الإدارات العامة منذ ما قبل الطائف"، مذكراً بأنه طلب شخصياً إجراء تحقيق برلماني في 17 - 12- 2008

.وأضاف حوري: "يتحدث البعض عن مناقشة فترة عام 93 وما بعد ذلك، والبعض تحدث في مرحلة سابقة عن الحريرية السياسية، نحن نقول فلتفتح كل الأوراق ليس من عام 93 أقله منذ اتفاق الطائف حتى الآن". وزاد: "البعض يتساءل لماذا كانت كل هذه التعقيدات منذ عام 93؟ وفي كل بساطة التعقيدات متراكمة منذ الحروب المتلاحقة على لبنان وآخرها كان حربي الإلغاء والتحرير"، مبرزاً سلسلة وثائق ومستندات "تدين العماد عون" من بينها كتاب من وزير المال السابق الراحل علي الخليل، في حينه، الى وزير العدل يطلب فيه "تجميد الأموال المودعة باسم القائد السابق للجيش ميشال عون في المصارف اللبنانية والأجنبية كافة ويتحدث عن أموال حولت من لبنان الى الخارج وفي بنوك معينة، والكتاب مؤرخ في 6-1 -1990، أي بعد اتفاق الطائف".

كذلك أبرز حوري كتاباً محالاً في حينه من وزير الدفاع الأسبق ألبير منصور، الى وزير العدل "يطلب فيه استرجاع أموال وزارة الدفاع... لما كان العماد عون قد أقدم على تحويل أموال عائدة لوزارة الدفاع وأودعها في حسابات خاصة باسمه الشخصي وأسماء مستعارة، ولما كان قد اعترف بوجود هذه الحسابات لذلك نطلب إليكم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية الكفيلة بحفظ حق هذه الوزارة والدولة اللبنانية والخزينة العامة وإعادة الأموال المختلسة إليها".

وأبرز حوري كتاباً آخر موجهاً من العماد عون مؤرخ في 17 - 8 - 1989 الى مدير "البنك اللبناني للتجارة"- فرع الحازمية يطلب فيه «فتح حساب رقمي لدى فرع المصرف في باريس من دون اسم يُحرك من قبل السيدة ناديا الشامي عون وتحويل كامل الرصيد وفوائد الحساب الى الحساب الرقمي في باريس، وتنفيذ المطلوب بالسرعة القصوى وإقفال الحساب، وتحويل مبلغ 5 ملايين دولار من الحساب رقم 40663/ 109 الى الحساب في باريس".

ورد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سيمون أبي رميا على كلام حوري لافتاً إلى أنه "يتضمن تحميلاً للمسؤولية للعماد عون عندما كان في سدة المسؤولية ويدافع عن السيادة والاستقلال والقرار الحر في لبنان في حين كان الذين ينتمي إليهم حوري يبيعون سيادة لبنان واستقلاله". وقال: "لا يزايدنّ أحد علينا بشيء وإذا أرادوا المعركة فلتكن".

وبعد انتهاء الجلسة قال النائب كنعان انه "بعد بيان ديوان المحاسبة الذي سلط الضوء على مشاكل معينة موجودة في أعداد الحسابات وبأعداد قطع الحساب، استوضحنا بعض المستندات المطلوبة بموجب كتاب خطي وجه الى وزيرة المال بناءً لطلبها ولُخصت فيه مطالب النواب. ومن هذه المطالب ما كان مطلوباً من ديوان المحاسبة وهي المراسلات التي وجهها الديوان الى وزيرة المالية... وتعهدت الوزيرة بتجميع المستندات التي لم يتم تجميعها بعد، والعودة الى أرشيف الوزارة كي تسلمها للجنة المال في أقرب فرصة، إضافة الى المراسلات بين المديريات المعنية في وزارة المال. وقد حصل نقاش حول هذا الموضوع ورأت وزيرة المال انه يجب العودة الى رئاسة الحكومة بهذا الطلب، لكن النقاش أدى في النهاية الى العودة الى المادة 32 من النظام الداخلي للمجلس النيابي والذي يسمح للجنة المال بأن تطلب من خلال رئيس مجلس النواب... الذي يقوم بما يراه مناسباً في هذا المجال لتأمين المستندات المطلوبة للجنة". وأرجئت الجلسة الى الثلثاء المقبل لاستكمال المناقشة. 

 

ماذا بعد تهجير مسيحيي العراق وتهديد مسيحيي مصر وسوريا والضغوطات على لبنان؟ «الدين المسيحي في الشرق» سيكون عنوان المرحلة المقبلة للأصولية الإسلامية

الديار/صحيح ان الجمرة لا تحرق سوى مكانها، لكن ما أصيب به مسيحيو العراق بعد اقتحام احدى فصائل تنظيم القاعدة (تنظيم دولة العراق الاسلامية) لكنيسة سيدة النجاة (للسريان الكاثوليك) في وسط بغداد وارتكابهم المجزرة الفظيعة في حق المصلّين، قد مسّ ايضا المسيحيين في مختلف بلدان العالم لا سيما في لبنان ومصر وسوريا، على الرغم من ان هذا المشهد المأسوي لم يكن الأول الذي يتعرض له المسيحيون في العراق منذ الغزو الاميركي لبلدهم في العام 2003. وكان لجأ بعض المسيحيين هناك الى الكنائس في عدة مرات، لا سيما في العام 2008 وذلك للاحتماء بها، كما اضطر بعضهم الآخر الى النزوح من العراق بعد كل عملية تهديد عنيفة كانوا يتعرضون لها من الجماعات الاصولية المسلحة، ما جعل عددهم يتناقص بصورة كبيرة. والسؤال الذي يطرحه المسيحي على نفسه اليوم: «ما هو المطلوب بعد تهجير وتشريد مسيحيي العراق، وثم تهديد المسيحيين (أي الأقباط) في مصر، ومع كل الضغوطات التي يعيشها اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً، ما يدفعهم مجددا للتفكير الجدي في الهجرة الى الدول الاوروبية او الاميركية»؟!

مسيحيو دول المنطقة العربية الى أين؟ هل يُحدق الخطر بمصيرهم، أم أن هناك ما يطمئن وجودهم التاريخي؟! وهل يمكن اعتبار ما حدث في العراق كردّ على «سينودوس الأساقفة من اجل الشرق الاوسط» الذي اختتم اعماله في روما منذ ايام؟!

يجيب مصدر سياسي مطلع على هذا التساؤل: «ان المسيحيين باقون في المنطقة لأنهم متجذرون في عمق التاريخ، ولأنهم عانوا على مرّ السنوات العديد من الاضطهادات، الا انهم تعالوا على الجراح واستمروا في حضورهم ورسالتهم، وساهموا في صناعة تاريخ هذه المنطقة وفي تفاعل حضاراتها وإثرائها، رغم انهم لم يشاركوا كثيرا في الحكم». ويضيف: «غير ان ما يتعرض له مسيحيو العراق اليوم لم يعد من الممكن السكوت عنه، والمطلوب من المجتمع الدولي الذي قرّر محاربة الارهاب في العالم ان يتحرك، اذ لا يجوز ان يصبح مسيحيو الشرق «الهدف الجديد للأصولية».

ويقول: «لم يبق في العراق الا عدد محدود من المسيحيين بعد ان نزح عدد كبير منهم الى خارج البلاد بسبب التعرض لأعمال العنف والتهديدات المتواصلة سواء في مدينة الموصل او بغداد او المناطق الاخرى، ولهذا فمن غير المنطقي ان توافق الولايات المتحدة الاميركية التي شنّت الحرب على نظام صدام حسين باسم الديموقراطية ومحاربة الارهاب، على كل الذي يحصل من دون ان تهزّ ساكناً او ان تتخذ خطوات عملية لوقف هذا النزف المستمر».

وعن الدوافع من الاعتداء على المسيحيين، يرى المصدر نفسه انه في غالبية الأحيان، يكون الدافع سياسيا وليس دينياً، وراء الاعتداءات التي تقوم بها تنظيمات متطرفة على المسيحيين في المنطقة. غير ان ما حصل في بغداد من الممكن اعتباره رداً واضحاً على المجمع في الفاتيكان، ولا يمكننا اعتبار ان توقيته محض الصدفة. وبما ان تنظيم القاعدة قد أعلن في بيان له بعد الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة في بغداد انه «صالت ثلة غاضبة من أولياء الله المجاهدين على وكر نجس من أوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقراً لحرب دين الاسلام وارصادا لمن حاربه»، وذكر ان العملية قد نفذت «نصرة لاخواتنا المسلمات المستضعفات الاسيرات في ارض مصر المسلمة»، فان ذلك يؤكد من دون ادنى شك على أنه اعتداء ديني بحت، وتحديداً اسلامي اصولي ضد المسيحية اينما وُجدت، وما يدلّ بالتالي بشكل واضح، على ان «الدين المسيحي في الشرق»، على ما يبدو، سيكون العنوان الاساسي للمرحلة المقبلة، وليس في الغرب على نحو ما كانت الحال عليه على مدار السنوات الماضية وتحديداً منذ 11 ايلول من العام 2001... ولهذا على المجتمع المسيحي التنبّه لهذا الامر والعمل على الحد منه توصلا لايقافه في حال استطاع.

ويقترح المصدر ان تقوم «انتفاضة مسيحية» في كل دول المنطقة في آن، تدعمها القيادات والفاعليات الدينية والسياسية الاسلامية التي تعتبر الاصولية الاسلامية بعيدة كل البعد عن الدين الاسلامي، والتي تجد انه لا يمكن للشرق ان يستمر من دون «المسيحيين» المتجذّرين فيه تاريخيا وحضاريا وانسانياً واجتماعيا وثقافيا، فتكون كردّ قوي على الاعتداءات التي قام بها المتطرّفون حتى الآن، وعلى تلك التي ينوي التنظيم القيام بها في المستقبل في اي وقت ومكان يجدهما ملائمين لمخططاته.

ووفقا للأرقام التي نشرها سينودس الشرق الاوسط الذي انعقد في الفاتيكان في تشرين الاول الماضي، يعيش في منطقة الشرق الاوسط، مهد المسيحية، 20 مليون مسيحي. ويُشكّل اقباط مصر، الذين يمثل الارثوذكس غالبيتهم العظمى، اكبر طائفة مسيحية في الشرق اذ يُقدّر عددهم بـ10 ملايين نسمة، اي ما يراوح بين 6 و10% من اجمالي عدد سكان مصر البالغ 80 مليونا. ورغم ان الاقباط المصريين لا تربطهم علاقة كنسية بالسريان الكاثوليك في العراق، فان تنظيم «دولة العراق الاسلامية» الموالي للقاعدة، الذي تبنى الهجوم على كنيسة سيدة البشارة للسريان الكاثولي في حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد، أكد ان هذا الاعتداء هو تحذير للكنيسة القبطية المصرية وأمهلها 48 ساعة للافراج عن مسلمات «مأسورات في سجون أديرة» في مصر. ويشكو الأقباط في مصر، من انهم مهمشون وانهم مستبعدون من المناصب العليا في المؤسسات الرئيسة للدولة مثل الشرطة والجيش والجامعات والقضاء.

وفي العراق، يقدّر عدد المسيحيين بما بين 450 و500 الف نسمة، من بينهم 300 الف كاثوليكي (مقابل 378 الفا في العام 1980). ويشكل الكلدان 80% من الكاثوليك في العراق والسريان 20% منهم. اما غير الكاثوليك، فان 80% منهم آشوريون والباقون سريان ارثوذكس او ارمن ارثوذكس.

ويعيش في دول الخليج، وفق تقديرات متطابقة، 3.5 ملايين مسيحي ينتمون الى عدة كنائس وغالبيتهم من المهاجرين الاسيويين او من الكاثوليك الغربيين.

وفي سوريا لا توجد احصاءات رسمية بعدد المسيحيين ولكن المحللين يؤكدون انهم يمثلون من 5 الى 10% من اجمالي 20 مليون نسمة هم سكان سوريا.

وفي لبنان، يشكّل المسيحيون بمن فيهم الطائفة المارونية الكبيرة، 34% من عدد السكان الذي يُقدّر بـ4 ملايين نسمة، وهي اعلى نسبة للمسيحيين في دول الشرق الاوسط.

  

لقاء السفراء يغطي التأجيل ووزراء المعارضة يتفهمون ··· ومجلس الأمن يجتمع الجمعة

مرجع قضائي لـ <اللـــواء>: لا صلاحية للمحكمة بملاحقة نصر الله

قرار كبير بقمع الخلل الأمني في بيروت بعد صدور الإتهام  

بصرف النظر عن الاتصالات والتفاهمات التي أدت الى ارجاء مجلس الوزراء الذي كان مقرراً اليوم، الى موعد، من المؤكد انه لن يكون هذا الاسبوع، فإن لبنان دخل فعلياً مدار القرار الاتهامي، في ظل سباق يجري بين المظلة العربية - الايرانية التي وفرت الغطاء لتأجيل جلسة مجلس الوزراء، وتعمل من اجل تثبيت <هدنة الاضحى المبارك>، والانشطة الجارية بين لاهاي، مقر المحكمة الخاصة بلبنان وعواصم الدول الاعضاء في مجلس الامن، حيث كشفت مسؤولة البعثة البريطانية لدى الامم التحدة ان المجلس سيناقش في جلسته يوم الجمعة المقبل الاحداث التي وقعت ضد اعضاء في المحكمة الدولية، من قبل بعض العناصر المنتمية الى <حزب الله>.

تزامن هذا الكلام مع تولي بريطانيا رئاسة المجلس للشهر الجاري، وفي اول موقف لرئيس المجلس مارك برنت، اعلن انه <يشعر بقلق ازاء تصريح مسؤولين في <حزب الله> وتهديدهم بإثارة القلاقل في حال صدور قرار من قبل المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لكنه لم يؤكد انعقاد الجلسة الجمعة، موضحاً ان لا معلومات لديه بعد حول مجيء القاضي دانيال بيلمار الى الامم المتحدة للتحدث امام مجلس الامن، فيما كان لافتاً للانتباه تحذير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان الوضع في لبنان يتدهور، داعياً الزعماء اللبنانيين للعمل من اجل منع وقوع ازمة سياسية يمكن ان تتحول الى عنف.

وقال بان في تقريره الدوري الى مجلس الامن بشأن تنفيذ القرار 1701 الذي وضع حداً للعدوان الاسرائيلي على لبنان صيف 2006 ان الاحداث المشمولة بالتقرير خلال هذه الفترة تشير الى تدهور الوضع في لبنان، داعياً الطرفين، اي اسرائيل وحزب الله بذل قصارى الجهد لمنع وقوع انتهاكات للخط الازرق والعمل بأقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ اي اجراءات قريبة من الخط الازرق يمكن ان تؤدي الى سوء فهم او ان ينظر اليها من الجانب الآخر على انها استفزازية.

لكن بان نوّه من جهة اخرى، فيما يتصل بالارتفاع الملحوظ في حدة التوتر السياسي في لبنان والتحديات الاخيرة لسلطة مؤسسات الدولة من قبل ممثلي <حزب الله> وحلفائه، نوّه بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسوريا بدعم حكومة لبنان في <الحفاظ على الاستقرار الداخلي> معرباً عن الامل في استمرار هذه <الجهود> البناءة>.

في هذه الاثناء، اكد مصدر قضائي لبناني رفيع لـ<اللواء> ان المحكمة الدولية ليست مخولة النظر بتوجيه تهمة اعاقة العدالة للامين العام لـ<حزب الله> السيد حسن نصر الله، نظراً لغياب الاختصاص اولاً كونها لا تتدخل في القضايا الداخلية اللبنانية، لافتاً الى ان ما هدفت اليه المحكمة في موقعها هو مجرد الاعلان عن وجود فريق يعيق سير العدالة، الذي يعتبر في سير المحاكمات جرماً جزائياً، لكن هذا التصرف لا تترتب عليه أية مفاعيل قانونية على مرتكبيه، الا في حال تكرار عدم التعاون، وفي هذه الحالة يعود القرار لمجلس الأمن الذي سيكون أمام خيارين إما إلغاء المحكمة أو الرجوع إلى الفصل السابع لالزام الدول بالتعاون معها.

وكان اللافت للاهتمام كذلك ايلاء المعلومات التي ترددت عن أن الحزب في حال صدور قرار اتهام يتناول أعضاء منتمين أو مقربين منه، فانه سينظم انقلاباً على الوضع السياسي، بما في ذلك السيطرة الأمنية بالكامل على بيروت، حيث كشف البيان الصادر عن اجتماع مجلس الأمن المركزي، عن ان المجلس اطلع على الخطة العسكرية التي وضعها الجيش لحفظ الأمن والنظام في كل المناطق اللبنانية، لا سيما في بيروت والمدن الكبرى الأخرى، من حيث توفير الجهوزية الكاملة للتدخل عند اي خلل أمني من القوى العسكرية بمؤازرة سرايا من قوى الأمن الداخلي وضعت بتصرف الجيش لهذه الغاية.

وما عزّز هذه المخاوف، ما قاله نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن <حزب الله> رفض طلباً للتحقيق في اغتيال الحريري للاستماع إلى أشخاص مرتبطين به، واصفاً أي قرار ظني يتهم الحزب بالاغتيال بأنه سيكون فتيل تفجير.

وقال للـB.B.C العربية <إننا لن نتجاوب مع أي طلب من طلبات المحكمة، لأن هذه المطالب تؤدي إلى اتهام افترائي، ونحن كحزب غير معنيين بما يريده فريق التحقيق وبما تريده المحكمة كاشفاً أن هذا الرفض تمّ منذ شهر رمضان الماضي.

ورداً على سؤال قال قاسم أن الرئيس الحريري يعلم ما عليه أن يفعله، معتبراً انه يتمسك بالمحكمة في هذه المرحلة، وفي ذهنه أن الاتهام موجه إلى <حزب الله>، مضيفاً <فليعلن وبشكل واضح انهم يرفضون اتهام حزب الله الجائر، وعندها تتضح الأمور أكثر بالنسبة لموقفهم> وعندها نتعاون لمعالجة السلبيات، ولا أهمية للمواقف بعد القرار الظني، اما بعد صدوره نكون امام مرحلة جديدة لا بدّ من التعامل معها، وليس لدينا ما نقوله الآن عمّا يمكن ان نفعله اذا صدر القرار متهماً افراداً من الحزب، لأن الاحتمالات كثيرة وهذا مرتبط بطبيعة ظروف المرحلة التي ستكون>.

لكن السفير الايراني غضنفر ركن أبادي، ورداً على سؤال لـ <اللواء> حول وقوع انقلاب في البلد، قال: <إنه أمر مستبعد ومستحيل، وأن الاستقرار والهدوء هو سيد الموقف، وأن بلاده مرتاحة جداً لوجود الرئيس الحريري في رئاسة الحكومة، وهو يلعب دوراً إيجابياً على كافة الأصعدة، ومع جميع الفرقاء>.

غداء السفراء وكان السفير الايراني قد شارك في اجتماع عقد لسفراء المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري وسوريا علي عبد الكريم علي، في دارة الأخير في اليرزة، أحيط بتكتم شديد،. ومنع الإعلام من التقاط الصور، واتفق على عدم تسريب ما دار في الاجتماع الذي تخلله مأدبة غداء، وإن كانت المعلومات أشارت الى أن البحث تركز على عناوين ثلاثة:

1- الحفاظ على التهدئة والطلب من الأطراف المعنية عدم الاندفاع في رفع سقف المطالب.

2- اعتماد الحوار بين الأطراف لمعالجة الخلافات، بما فيها ملف شهود الزور.

3- العودة الى التواصل وإنهاء القطيعة بين الأطراف الأساسية، وخاصة بين تيار <المستقبل> و<حزب الله>.

وأكدت مصادر المجتمعين على أن التفاهم السعودي - السوري يعتبر خطاً أحمر ممنوع تجاهله أو تجاوزه، فيما لوحظ أن مشاركة السفير الايراني في هذا الاجتماع يؤكد تأييد ايران لهذا التفاهم ودخولها كطرف إقليمي في معالجة أزمات المنطقة، في إطار تعاون مع الأطراف العربية المعنية.

ولفت السفير علي في حديث تلفزيوني الى الحرص الاقليمي على التهدئة، موضحاً أن اللقاء كان طيباً وعكس حرص الدول الثلاث على الاستقرار في لبنان، وقال: السفراء كانوا يمثلون بلدهم، وأكدوا أن الحصانة فوق لبنان كبيرة، كما حرصوا على التهدئة وتشجيع الفرقاء اللبنانيين على الوصول الى حل لأزمتهم لأنهم الأقدر على التوافق.

بدوره، اكد السفير السعودي قبل انعقاد اللقاء حرص السفراء الثلاثة ودولهم على تهدئة الوضع في لبنان وتحصين استقراره، مشدداً على ان المشاركة في اللقاء يأتي من منطلق حرص السعودية وقيادتها على التواصل مع جميع الاطراف، معربا عن ثقته بأن التواصل الدبلوماسي السعودي - السوري - الايراني في بيروت يصب في خانة المساهمة في تحصين الاستقرار اللبناني. اما السفير الايراني فقد شدد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية في لبنان. وقال: <إننا شعرنا ان سوريا والسعودية يسيران على نفس النهج آملاً ان يشهد لبنان آثاراً ايجابية لهذه اللقاءات قريباً>.

اجتماع وزراء المعارضة/الى ذلك، لاحظت مصادر مطلعة ان اجتماع السفراء الثلاثة، وفّر الغطاء السياسي لتأجيل جلسة مجلس الوزراء اليوم، والتي كانت مقررة لبحث ملف شهود الزور، مع ان الاعلان الرسمي عن التأجيل عزا ذلك الى <اضطرار رئيس الحكومة للبقاء في لندن بعد حصول تعديل على مواعيد لقاءاته وتأخر وصوله الى بيروت ليل اليوم>.

غير ان المصادر كشفت ان الرئيس ميشال سليمان سبق ان قدم عدة اقتراحات رفضت جميعها من قبل المعارضة، التي اصرت على بت الملف بإحالته الى المجلس العدلي، سواء بالتصويت او بالتوافق على مخرج، مشيرة الى عامل خارجي يتعلق بالاحداث الاخيرة في العراق والتي انعكست سلباً على الاتصالات التي كانت جارية بين الرؤساء الثلاثة.

وبين الاقتراحات المعروفة، احالة الملف الى محكمة التمييز الجزائية، او صدور بيان عن مجلس الوزراء يؤكد رفض القرار الظني اذا لم يكن موثقاً بالأدلة والقرائن ويستشف منه تسيسياً، او احالة الملف الى القضاء العادي الا ان كل هذه الاقتراحات رفضت، مع عرض أخير يقضي بتمديد البحث في الاطار القانوني وليس السياسي.

وامام اصطدام الجميع امام الحائط المسدود، جرت اتصالات سريعة بين الرؤساء سليمان ونبيه بري والحريري، واتفق على ان المخرج الوحيد المتاح، هو تأجيل الجلسة من دون تحديد موعد جديد لها تفادياً للإحراج.

وليلاً عقد إجتماع لوزراء المعارضة تخلله عشاء في منزل وزير الصحة محمد جواد خليفة، حضره إضافة الى وزراء <أمل> و<حزب الله> و<التيار الوطني الحر> رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، والمعاون السياسي للسيد حسن نصر الله الحاج حسين خليل.

وأكدت مصادر مقربة من المجتمعين لـ <اللواء> أن اللقاء خصص لمتابعة الأمور المتعلقة بملف شهود الزور، وتم التوافق على اعتبار تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة اليوم، تأتي في سياق اعطاء المزيد من الوقت للاخراج الاقليمي للازمة السياسية الراهنة، وان كان الاعلان عن التأجيل قد تم ربطه بمواعيد رئيس الحكومة في لندن.

وأوضحت المصادر أنه جرى في هذا اللقاء التأكيد على أن تأجيل الجلسة هو فرصة أخيرة ونهائية من قبل المعارضة، على أن يطرح ملف شهود الزور في أول جلسة تعقد إن كان ذلك في قصر بعبدا أو في السراي الحكومي والبت فيه إما بالتوافق أو بالتصويت.

وفي السياق ذاته لفتت مصادر أخرى أن وزراء العماد عون حضروا اللقاء بعد سلسلة اتصالات جرت معهم، وكان آخر الواصلين الوزير جبران باسيل والوزير يوسف سعادة.

الحريري وكان الرئيس الحريري قد أجرى مساء أمس محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في <10 داوننغ ستريت، تناولت تطورات الاوضاع الاقليمية والدولية وخصوصاً الوضع في الشرق الأوسط في ضوء تعثر المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وسبل تقوية وتطوير العلاقات بين البلدين.

وأكد كاميرون خلال المحادثات على دعمه الكامل لمسار المحكمة الدولية الذي نريد أن نراه ينجز بشكل صحيح، مبدياً استعداده لعمل ما في وسعه لدعم الاستقرار والامن في لبنان

وفي تصريح جديد، اعتبر بأنه الأكثر وضوحاً في تبرئة سوريا من دم والده، اعلن الرئيس الحريري لصحيفة <التايمز> اللندنية، أن لا يد للرئيس السوري بشار الأسد في مقتل والده، قائلاً: <لا اعتقد ان للرئيس الأسد علاقة بذلك رافضاً الدخول في لعبة التكهنات، مشيراً الى أنه كرئيس للوزراء ليس لديه <الرفاهية> كي يتكهن بمن قتل والده أو من تورط في قتله. لكنه اعترف بأن المحكمة الدولية هي الأكثر تحدياً له، مشيراً الى الحاجة الى الحوار والتحدث مع بعضنا البعض بدلاً من توجيه الإتهامات، مستبعداً أن يؤدي دم والده الى حرب داخلية في البلاد>.

سيناريوهات الانقلاب

 وبحسب معلومات خاصة لـ <اللواء> فإن اجتماع مجلس الامن المركزي الذي انعقد أمس برئاسة وزير الداخلية زياد بارود تناول في مداولاته موضوع السيناريوهات المصممة في بعض وسائل الاعلام عن اقتحام مقرات امنية ومؤسسات الدولة، وبينها السراي الحكومي وبيت الوسط والمقر العام لقوى الامن الداخلي، الا ان التقييم الذي خلص اليه المجتمعون وهم قادة امنيون، هو ان هذه السيناريوهات هي عبارة عن تهويل، على اعتبار ان ليس لاحد المصلحة بالنزول الى الشارع او استخدامه لتحقيق اهداف سياسية، لانه سيتحمل خسائر كبيرة جدا، فضلا عن انه خيار مؤذٍ ربما مدمر لصاحبه.

واعتبر مصدر قيادي في قوى 14 آذار، ان هذه السيناريوهات غير واقعية وغير قابلة للتطبيق، ومع ذلك فإن احدا لا يستطيع الاستسلام لاي احتمال، او ان يترك الامر لمغامرة قد تكون غير محسوبة النتائج. واكد المصدر انه اتخذت اجراءات لكل الاحتمالات اذ لعل البعض اصيب بمغرور القوة، مشددا على ان البلد لا يستطيع أن يحكمه فريق بعينه وهو لكل اللبنانيين، فضلاً عن أن القوى العسكرية ليست مستعدة لأن تموت في الملاجئ، بل دفاعاً عن كرامتها.

وشدد المصدر على أن قوى الجيش اتخذت إجراءات وكذلك عملت قوى الأمن إجراءات لحماية مراكزها، ولا سيما المقر العام في الأشرفية، مشيراً الى أن التحريض الذي يمارسه الإعلام العوني ضد هذه الإجراءات هدفها فك ارتباط الأهالي المحيطين بالمقر العام، علماً أن الأهالي على استعداد تام للدفاع عن هذا المقر، ولن يصابوا بأي إحباط من وراء الدعايات العونية.

ولفت الى أن السيناريوهات هو دليل إرباك لأصحابه، إلا أن هذا لا يعني أن أبوابنا مشرّعة لأية مغامرة، إذ المربك قد يذهب إلى خيارات خاطئة، يجب التحسب لها، علماً ان أي مغامرة ستكون هذه المرة انتحارية لصاحبها، مذكراً بأن ثمة مجموعات شرعت في الماضي بفائض قوة لديها، وقامت بمغامرات ارتجالية، لكنها زالت وبقي البلد الذي لا يحكم إلا من خلال الدولة وحدها. وأوضح ان الاجراءات التي اتخذت حول المقر العام لقوى الأمن أخذت بالاعتبار الاحترام الكامل لأهالي المنطقة، وهي بالتأكيد لا تزعجهم حسب ما يروج الاعلام العوني، وهم أي الأهالي، لا يقبلون بفكرة اقتحام هذا المقر، وهم مستعدون للدفاع عنه وعن أولادهم.

 

كاميرون يؤكد دعم بريطانيا لمسار المحكمة: نريده أن ينجز بشكل صحيح

الحريري لـ <التايمز> يبرئ الأسد من جريمة اغتيال والده  

أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن لا يد للرئيس السوري بشار الأسد في مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري· وقال:<لا اعتقد ان للرئيس الاسد علاقة بذلك>، وليس لدي الرفاهية كي اتكهن بمن قتل الرئيس الحريري او من تورط في قتله·

ورأى الحريري في حديث الى صحيفة التايمز البريطانية أن مسألة المحكمة الدولية هي الأكثر تحدياً له، وقال:<إن الإنسان يواجه تحديات كثيرة صعبة في حياته وهذه واحدة منها، وان العلاقة مع سوريا جغرافياً وسياسياً مهمة وعليّ أن أتصرف كرئيس وزراء وليس بصفتي سعد الحريري، وقال:<كل ما نحتاج اليه هو الحوار، والتحدث الى بعضنا البعض بدلاً من توجيه الإتهامات الواحد منا الى الآخر التي يتم تصعيدها عبر الإعلام، وأكد مجدداً <لا أعتقد أن دم رفيق الحريري سيؤدي الى حرب داخلية في البلاد·

السفراء العرب

واصل رئيس الحكومة أمس زيارته الرسمية الى المملكة المتحدة، واستهل يومه الثاني بلقاء في مقر اقامته في فندق دوتشيستبر مع السفراء العرب المعتمدين في بريطانيا في رئاسة عميد السكن الديبلوماسي سفير الكويت خالد الدويسان وفي حضور السفيرة انعام عسيران والمستشار محمد شطح اطلعهم خلاله عن أهداف زيارته بريطانيا وعرض معهم الأوضاع التي يشهدها لبنان والمنطقة·

وقال الرئيس الحريري بعد لقاء السفراء:> الزيارة هي للتأكيد على امور ثلاثة اساسية اولا تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وزيادة الاستثمارات البريطانية في لبنان، ثانيا التأكيد على ضرورة التطبيق الكامل للقرار 1701 الذي تنتهكه اسرائيل في شكل يومي وطلب المساعدة من السفراء العرب بكل المناسبات والفرص لناحية التأكيد ان اسرائيل تنتهك الاجواء اللبنانية·

غيلدفورد

واستقبل الحريري وزير الدولة البريطانية للشؤون الخارجية اللواء هوبل اوف غيلدفورد وعرض معه للعلاقات الثنائية بين البلدية وسبل تطويرها·

مأدبة غداء

وظهراً أقام الرئيس الحريري مأدبة غداء في مقر اقامته حضرها عدد كبير من المصرفيين اللبنانيين في لندن تخللها حوار تناول في الأوضاع المالية والمصرفية في لبنان وسبل تفعيل التعاون المصرفي بين البلدين·

كاميرون

ومساء أجرى الرئيس الحريري محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تناولت تطورات الاوضاع الاقليمية والدولية وخصوصا الوضع في الشرق الاوسط في ضوء تعثر المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وسبل تقوية وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات·

وكان الرئيس الحريري وصل عند الساعة الخامسة عصرا بالتوقيت المحلي الى مقر رئاسة الحكومة البريطانية في < تن داونينغ ستريت> حيث كان نظيره البريطاني في استقباله وعقدا على الفور اجتماعا حضرته السفيرة انعام عسيران والسيد نادر الحريري والمستشاران محمد شطح وهاني حمود وعن الجانب البريطاني السفيرة فرانسيس ماري غاي ومستشار الامن القومي للحكومة البريطانية بيتر ريكتس ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية توم فليتشير والمستشار ريتشارد فرير·

في مستهل الاجتماع رحب الرئيس كاميرون بالرئيس الحريري وخاطبه قائلا:اود ان ارحب برئيس الوزراء سعد الحريري في < تن داونينغ ستريت>،وانا اقدر بشكل كبير جدا قيادتك واريد تعزيز العلاقة بين بريطانيا ولبنان· نحن لدينا علاقة قوية جدا لكن اعتقد ان باستطاعتنا جعلها اقوى ونريد ان نفعل كل ما في وسعنا لدعم الاستقرار والامن في لبنان، لاننا نعتقد ان هذا امر حيوي جدا·اننا ندعم بالكامل مسار المحكمة الدولية ونريد ان نراه ينجز بشكل صحيح، كما نريد القيام بكل ما بوسعنا لمساعدتكم في عملكم في بلدكم· ارحب بكم مجددا·

وبعد انتهاء الاجتماع تحدث الرئيس الحريري الى الصحافيين وقال: اجتمعت بالرئيس كاميرون وكانت المحادثات جيدة جدا تطرقنا خلالها الى الاوضاع في المنطقة والتحديات التي يواجهها لبنان خاصة ما يتعلق منها بالتهديدات والمشاكل التي بيننا وبين الاسرائيليين· كما بحثنا في سبل تحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وكان رئيس الوزراء البريطاني حريصا جدا على دعم بلاده للمحكمة الدولية·

ونحن من جهتنا طلبنا منه مساعدات عسكرية للجيش والقوى الامنية اللبنانية، ووجدنا لدى بريطانيا تجاوبا كبيرا بالنسبة لهذا الموضوع·

كذلك تحدثنا عن عملية السلام التي تشهد تراجعا اكثر واكثر وطلبنا منهم ان تضطلع بريطانيا بدور اكبر لتتمكن من تحريك عملية السلام في المنطقة· فهناك المبادرة العربية التي اطلقت من بيروت ومؤتمر مدريد الذي عقد عام 1991 ويجب ان تكون القواعد بالنسبة لعملية السلام واضحة للجميع· ومن هذا المنطلق يجب الضغط على الحكومة الاسرائيلية ومنعها من القيام بالتصرفات التي تقوم بها ،لان ذلك لن يؤدي الا الى زيادة العنف والمشاكل في المنطقة·

سئل: هل قال الرئيس كاميرون كلاما محددا بالنسبة للمحكمة الدولية؟

اجاب: لقد استمعتم الى تصريحه بالنسبة للمحكمة الدولية وقال انه بالنسبة اليهم فانهم يدعمون المحكمة الدولية حتى النهاية، وهذا قرار مجلس الامن ولن يتراجعوا عن هذا الموضوع·

سئل: هل من برنامج محدد على صعيد التعاون عامة و الاقتصادي خاصة بين البلدين؟

اجاب: ان التعاون التجاري بين البلدين يبلغ 500 مليون دولار حاليا وهذا الرقم يجب يتجاوز مليار او ملياري دولار اذا وضعنا برمجة حقيقية واقمنا علاقات تجارية افضل بين البلدين،على الرغم من وجود بعض التعقيدات في بعض الامور·كذلك فقد شجعنا الشركات البريطانية للاستثمار في لبنان·

سئل: ماذا عن دعم الجيش والقوى الامنية؟

اجاب: هناك برامج تدريب عدة بين البلدين، وهناك ايضا موضوع المعدات وقد اثاره دولة الرئيس الياس المر مع وزير الدفاع البريطاني، واثرته انا ايضا مع الرئيس كاميرون من اجل تزويدنا بهذه الاسلحة·

سئل: هل عكس لك الرئيس كاميرون اية مخاوف من صدور القرار الظني؟

اجاب: لم نتطرق الى هذا الموضوع·

 

ماذا أراد المحققون من زيارتهم عيادة الطب النسائي؟ وهل كان ضرورياًً ما حصل؟

فادي شامية /اللواء

يُرجح مصدر أمني أن يكون هدف زيارة المحققين الدوليين لعيادة الدكتورة إيمان شرارة، على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت، "التأكد من أن أرقاماً تعود إلى أسماء محددة، وأن بعض هذه الأسماء لا يمكن للمحققين الدوليين الوصول إليها"· ويضيف: "في العادة فإنه توجد مصادر كثيرة للمعلومات، فكل حركة يمكن استقاء معلومات منها، والبحث من خلال اسم معين لا يعني بالضرورة أنه هو المشتبه به، فعلى سبيل المثال يمكن أن تعطي كشوفات طلاب الجامعات معلومات عن آبائهم، كما يمكن أخذ معلومات عن أزواج المريضات، من الملفات الطبية لهن، في عيادة ما"· ويكشف المصدر أن "اهتمام المحققين الدوليين بالحصول على معلومات من الملفات الطبية لم يبدأ في عيادة الدكتورة شرارة، وأنهم أخذوا معلومات من أطباء آخرين، في السابق"·

لكن؛ إذا كان المقصود هو التأكد من أن أرقاماً هاتفية معينة تعود لفلان من الناس، عبر أكثر من سبيل، بحيث لا يسع هذا الشخص في المستقبل أن ينكر صلته بهذه الأرقام - كما يؤكد المصدر - فلماذا يطلب المحققون دائماً معلومات، تفوق بما لا يـُقارن، العدد الذي يتحرون عنه ("داتا" الاتصالات كلها، ملفات طلاب الجامعات، أكبر قدر ممكن من البصمات···)؟! يجيب المصدر اللبناني نفسه: "عادة يلجأ المحققون إلى تمويه حركتهم، فمثلاً هم يطلبون كل الداتا للحصول على الحركة الهاتفية لرقم محدد، لأنهم لو طلبوا معلومات عن هذا الرقم المحدد، فإن تحقيقاتهم تصبح مكشوفة، ويمكن للمشتبه به إذاك أن يتابع حركتهم، لإعاقتها أو للتضليل أو للإفلات من أيديهم"· ويضيف المصدر: "يسمى هذا الأسلوب أمنياً بالتعميم؛ أي توسيع رقعة الاحتمالات، حتى لا يعرف أحد غير المحققين، ما يريده المحققون، وهذا الأمر معتمد أمنياً في لبنان"·

هل أخطأ المحققون بذهابهم إلى عيادة الدكتورة إيمان شرارة؟ يجيب المصدر: "المحققون يبحثون عن أدلة وقرائن، ولا علاقة لهم بالمعلومات الطبية النسائية، وهم أحرص من غيرهم على الابتعاد عن الاستفزازات، لأنها تعيق عملهم، ولولا أهمية اطلاعهم بأنفسهم على ما يريدون من معلومات، لما ذهبوا إلى هذا المكان الحساس، بدليل أنهم طلبوا السرية، وعدم وجود زبائن، أثناء وجودهم، كما أنهم أعطوا السلطات اللبنانية المختصة علماً مسبقاً بالزيارة، وعلى هذا الأساس واكبتهم قوة أمنية من الجيش والشرطة القضائية"·

انتهى كلام المصدر الأمني·

والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا كان المحققون الدوليون قاموا بعملهم وفق الإجراءات القانونية، وإذا كانت الدولة اللبنانية قامت أيضاً بما تفرضه عليها مذكرة التفاهم ذات الصلة، فهل أخطأت الدكتورة شرارة باستقبالها المحققين؟ الجواب أيضاً لا، لأن الطبيبة - وفق ما صرحت به وما أعلنه مكتب القاضي بلمار - طلبت فترة زمنية لمراجعة نقابة الأطباء، وبعد أن حصلت على إذنٍ من النقابة، وافقت على استقبال المحققين· واستطراداً؛ إذا كانت أي من الجهات السالف ذكرها لم تخطئ؛ لا أخلاقياً ولا قانونياً، فلماذا حصل ما حصل؟!·

من خلال الاستنتاج يمكن القول إن الهجوم الذي تعرض له المحققان الدوليان، لم يكن يهدف إلى حماية الأعراض، إذ لا انتهاك للأعراض أساساً، والطبيبة شرارة الملتزمة دينياً وغير البعيدة عن بيئة "حزب الله" لم تكن لتسمح بحصول أمر كهذا أصلاً، فضلاً عن موافقة نقابة الأطباء على الأمر· وعليه، يبدو أن الهجوم المدبر حصل من أجل منع التحقيق من تدعيم معطياته بقرائن إضافية، كان محتمل الحصول عليها من العيادة المذكورة·

مع ذلك كله؛ لنفترض أن لجنة التحقيق الدولية، والطبيبة شرارة، ونقابة الأطباء، والسلطات اللبنانية أخطأوا كلهم، فهل يجيز ذلك لـ"الأهالي" التابعين لـ "حزب الله" أن يعتدوا على العيادة الطبية، وعلى المحققين والمترجمة، وعلى عناصر الشرطة القضائية، وأن يسلبوا هواتف نقالة وحقيبة يد أحد المحققين؟!·

لقد دل الهجوم المنظم (حضور الحافلات التي تحمل أكثر من مئة امرأة محجبة، ووجود عدد من الرجال الموجِّهين عبر الأجهزة اللاسلكية، واحترافية سلب المقتنيات الشخصية، وتنفيذ المهمة بسرعة وإتقان في الوقت المحدد)، إلى أن الأمر قد دُبّر مسبقاً، ما يعني قطعاً أن "حزب الله" كان يعلم بالموضوع، وأنه كان يستعد له، ما يطرح تساؤلاً إضافياً؛ فبما أن "حزب الله" يعلم بالموضوع مسبقاً، فلماذا لم يبادر إلى طلب وقف زيارة المحققين للعيادة المذكورة، من خلال نقابة الأطباء، أو وزير الصحة، أو الأجهزة الأمنية، وهذه كلها غير بعيدة عن أجوائه؟! وأيهما ينتهك الأعراض؛ الإيقاع بالمحققين، والتلطي خلف النساء، واستخدامهن في الاعتداء، أم وقف هذا الأمر، بالطرق القانونية ابتداءً؟ ثم هل يحق لكل من يعتبر أن استفزازاً حصل - على فرض اعتبار زيارة المحققين استفزازاً - (هل يحق له) أن يهاجم الناس، والقوى الأمنية، والمحققين ويسلب مقتنياتهم؟!· والأنكى؛ أن تتوالى التصريحات بعد ذلك - من قبل حلفاء "حزب الله" - للتنويه بـ "شجاعة النسوة اللواتي تصدين للمحققين"!!، وكأننا بتنا في غابة؛ يهاجم الناس فيها بعضهم، ويفعل القادر منهم ما يعتبره صواباً بالقوة·

الواضح أن ما جرى كان مقصوداً منه إخراج قرار "حزب الله"، - المتخذ منذ مدة والقاضي بإعاقة عمل المحكمة - إلى العلن، تحت عنوان أن "الكيل قد طفح" وأن "الاستباحة وصلت إلى أعراضنا"! خصوصاً أن مسألة الأعراض هذه، لا هوية طائفية لها، وهي تستفز أي مواطن غير مطلع على حقائق الأمور، وواقع تحت تأثير "آلة التضليل الإعلامية" الضخمة، خصوصاً إذا كانت هذه الآلة مدعومة من أبواق "غب الطلب" تصوّر "البحر طحينة"·· وتنادي: "يا غيرة الدين والشرف"؟! (أوردت قناة المنار في شريط الأخبار عقب الحادثة النص الآتي: محققون دوليون "يستبيحون" حرمة عيادة طب نسائي ويحاولون "الاستيلاء" على أرشيفها")·على أي حال، لقد فتحت النيابة العامة تحقيقاً فور حصول الاعتداء على المحققين؛ لكن إلى الآن لا توقيفات، ولا نتائج، ولا إعادة للمسروقات؛ بل إشارات ترهيبية للقضاء، قام بها أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله في كلمته التي أعقبت الحادثة، وقد عاب فيها على مدعي عام التمييز سرعته في التحرك!· تُرى هل يمكن للقضاء اللبناني الذي يعجز عن تنفيذ مذكرة يستمع بموجبها إلى لواء متقاعد هدد رئيس الحكومة، ثم يعجز عن توقيف أحد في حادثة الاعتداء على المحققين الدوليين··· هل يمكن لقضاء مستضعف إلى هذا الحد، أن يحمل ثقل ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري كما يطالب بعض المخادعين تحت عنوان السيادة؟! هل يتخيل أحد نتيجة ذلك؟!·

 

 

طائف المثالثة يهيّأ... عون يوافق وفرنجية يسترجع موقف لوزان !

الحريري يحتسب الأيام حتى القرارالإتهامي.. وتحرّكات «حزب الله» لن تُعدّل في المصير

سيمون ابو فاضل/الديار

يسجل فريق 14 آذار، حتى حينه، هدفاً استراتيجياً، في مرمى قوى 8 آذار، يكمن في استمرارية المحكمة الخاصة بلبنان ذات الطابع الدولي، وبنوع أدق في عدم قدرة «حزب الله» على منع رئىس لجنة التحقيق الدولية القاضي دانيال بلمار، وفق المضمون الذي يتم التداول به اعلامياً، قبل انتقاله الى تولي مهمة المدعي العام في هذه المحكمة. وقد شكل الموقف الدولي الداعم لعمل المحكمة لوقف مسلسل الاغتيالات، تكاملاً مع ثبات قوى 14 آذار، المدافع عن بقاء المحكمة، عاملاً في استمراريتها، رغم محاولات الضغط التي مارسها محور الممانعة اصولاً وفروعاً على رئىس الحكومة سعد الحريري، لإعلان موقف اجهاضي لها او اقله نزعاً للمصداقية عما قد يتضمنه القرار الاتهامي من طيات.

وفي موازاة العاملين اي الدولي والثاني اي الذي له صلة بمواقف قوى 14 آذار التي عملت مؤخراً على شن حملة دفاعية في ملف «الشهود الزور»، فإن أركاناً في هذا المحور يضعون ما سيقدم عليه «حزب الله» من خطوات امنية استباقية، ام تحركات شعبية، في خانة «بداية النهاية» للدور الفاعل الذي حظي به في السنوات الماضية، فالعمل الامني من جانب «حزب الله» وفق الأركان من شأنه أن يسقط الدفاع السياسي والمعنوي عن المقاومة وفي الوقت ذاته، لن يوقف القرار الاتهامي في حال كانت خطوات استباقية ولن يعدل في نتيجة اذا ما كانت ردات فعله بعد اعلانه.

لذلك، في منطق هؤلاء الأركان، يلجأ «حزب الله» لاظهار جهوزيته لردات فعل على غرار ما حصل في 7 أيار من العام 2008، دون ان يعني ذلك ان لجوءه نحو هذا المنحى في حال عدم تقديره للنتائج، ستكون تحركاته في المناطق «نزهة» أم شبيهة بما حصل في السابع من أيار، لانه سيفاجأ بالجهوزية الشعبية الرافضة للتعرض لمناطقها ومراجعها المذهبية هذه المرة.

ولأن المشهد السياسي، يظهر ان الكرة هي في مرمى «حزب الله» من مدخل القرار الأتهامي، فأن رئيس الحكومة أخرج ذاته من دائرة السجالات، والطموح ايضاً للقاء امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، فهو يلجأ الى تعداد الأيام الفاصلة بين صباح كل يوم وبين تاريخ صدور القرار الأتهامي ونتائجه المدوية، لا بل في ظل السابقة في العلاقات الأميركية - السعودية التي عدلت في واقع المعادلة التي كانت تبدأ في الرياض في اتجاه واشنطن لاستجلاب دعم للبنان، بادر رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك اوباما للاتصال بالملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز بهدف تأمين الدعم اللازم للرئيس سعد الحريري والسعي لاستمرارية المحكمة التي عملت السعودية مع سوريا لايجاد مخارج «تخدير» لعملها ولم تتمكن.. بما يظهر مدى الحرص على هذا المحور الجامع بين دعم الرئيس الحريري ونتائج المحكمة، في ظل انغماس الرئيس اوباما في صخب الانتخابات النصفية لعهده التي يعول على نتائجها لتعزيز قوة قراره داخلياً وخارجياً.

والى جانب نهج رئىس الحكومة المازج بين المحافظة على موقفه واستهلاك الوقت لصالحه، يدخل الفريق المسيحي في قوى 14 آذار، على خط هذه المعادلة على قاعدة عدم الغياب عن مسار الاستحقاقات التي عايشها منذ البيان النداء لمجلس المطارنة في ايلول من العام 2000 وكان من ضمن اطار لقاء قرنة شهوان نقطة ارتكاز لاتساع المناخ الرافض للوصاية بالتكامل مع القوى الحليفة حاليا وسابقا كرئىس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، اذ يجد هذا المحور المسيحي بمركزية قراره في إطار الامانة العامة بأن الصراع القائم يحمل طابعا مذهبيا سنيا - شيعيا ومن الافضل ان يكونوا جانبا وفق نصائح رسمية تلقوها مؤخرا، وايضا تحت شعار حماية المناطق المسيحية من اي اجتياح مرتقب.

اذ في هذا المحور كلام بأن الذي يحصل هو سباق بين الحفاظ على الجمهورية ام اسقاطها وكذلك تبيان الحقيقة ام المساومة عليها لذلك فإن القرار يكمن في عدم ترقب انهيار الدولة.

فالصراع ليس مذهبيا، والعدالة ليست حصرية سيما ان للقاء القرنة سابقا شهداء سقطوا بعد انطلاقة ثورة الارز وان عامل اقصائهم عن المعادلة السياسية بعدم اطلاق المواقف واتخاذ المبادرات على قاعدة تأمين حماية هذه المناطق من اجتياحات لقوى 8 آذار او على قاعدة «تأمين الامن والامان» في موازاة سقوط الجمهورية هو واقع غير مقبول في صفوفهم فالامن الشرعي هو مسؤولية السلطة بكامل مسؤوليها ومفاصلها وهي ليست منّة من احد طالما ان هذا الفريق يتمسك بضرورة تولي الشرعية وقواها حماية المواطنين لذلك سيكون لهذا الفريق في عداد الايام المقبلة خطوات سياسية تؤكد على شراكتها السياسية وفق جوهر مواقفها تعكس خلالها رفضها لمنطق المقايضة بين «الامن الممنوح» وبين سقوط الجمهورية امام اعينهم.

لكن في وقت تمكنت قوى 14 آذار من الحفاظ على المحكمة حتى حينه فإن مسلسل المواجهات مع قوى 8 آذار مستمر وملف اتفاق الطائف احد مواضيعه، خصوصا بعد الكلام عن تطويره او تجميله، اذ اضحى التداول في هذا الاتفاق يشكل تحديا لكل القوى المتمسكة بالطائف: وحصراً رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يصنف مؤتمنا على هذا الميثاق الذي سعى اليه والده الشهيد رفيق الحريري.

اذا في حين لم يكن لـ «حزب الله» منذ ولادة اتفاق الطائف موقفا واضحا حياله، وصولا الى قول امين عام «حزب الله» بعيد نتائج الانتخابات النيابية في العام 2009 بأننا اكثرية شعبية وقوى 14 آذار اكثرية نيابية...»

يضاف الى هذا الموقف الاستراتيجي كلام لافت للسيد رفعت علي عيد منذ نحو شهر عن ضرورة تعديل الطائف ومن بعده وزير السياحة فادي عبود الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن بعده وزير التنمية الادارية محمد فنيش وصولا الى المعلومات التي خرجت من اللقاء السوري - السعودي مؤخرا حيال متابعة تطبيق الطائف وهو الذي خضع لفترة ذهبية منذ العام 1990 حتى العام 2004 نتيجة التفاهم السوري - السعودي.

وقبل ذلك ما سمعه الموفد الرئاسي الفرنسي في طهران عن ضرورة اعادة النظر في الحضور السياسي للطائفة الشيعية في معادلة السلطة هذه كلها عوامل ظاهرة تعكس بأن المثالثة غير الظاهرة التي طالب بها النائب العماد ميشال عون من مدخل الجمهورية الثالثة التي طرحها شعارا للانتخابات النيابية هذه العوامل الظاهرية باتت مدخلا لطائف جديد على قاعدة المثالثة.

فالمؤشرات باتت واضحة بأن طهران اضحت موجودة بقوة على الساحة اللبنانية والدينامية التي عملت من خلالها لتعزيز حضورها جعلتها تتقدم على المنطق العربي بأشواط اذ لا يعكس مشهد الاجتماع الثلاثي للسفراء السعودي الايراني والسوري الا صورة مصغرة عن الحضور الايراني القوي في المعادلة.

السياسية اللبنانية بامتداداتها الخارجية وان كانت صيغة تعديل الطائف ونكرانها خفايا ابعد من مشهد ظاهري، فهي اقله تكمن في الموقف الواضح لـ «حزب الله» من شعبة المعلومات ودورها... على سبيل المثال ومحاولات إلغائها او اذا امكن التوازن معها من داخل المؤسسات على خلفية التعديل الذي سيحمل تعديلا في العديد الوزاري - النيابي والاداري عدا عن قيادات نوعية، ربما للضمانة اذا ما تتطلب الواقع الجديد ذو الصلة بدور السلاح ومستقبله.

ورغم عدم وجود ساعة صفر للدخول الى تعديل الطائف على خلفية التوازنات فإن «حزب الله» لن يقبل بعد القرار الاتهامي الذي سيطاله اقل من اعتبار ذاته تحت وطأة مؤامرة تتطلب مواجهتها وحماية ذاته بتعزيز مواقعه في الدولة، اذ حاليا باتت ايران جاهزة لتأمين «حقوق جديدة» للطائفة الشيعية والتواصل القائم بين الرياض وطهران حاليا كاف للتفاهم على هذا التعديل الذي يسعى اليه «حزب الله» معززا بموقف النائب العماد عون كحليف مسيحي وهو واقع قد يقف مطولا امامه قبل اعطاء رأيه فيه محليا رئىس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ليس من حساباته التي اذا ما نجحت واوصلته الى قصر بعبدا لن يكون مالكا لقرار واسع ومعززا بحضور مسيحي قوي في مفاصل السلطتين التنفيذية والتشريعية، انما لأن الثوابت في هذا الإطار لدى النائب فرنجية غير البعيدة عن التي اعلنها الرئىس الراحل سليمان فرنجية في مؤتمر لوزان من شأنها ان لا تؤمن غطاء مسيحيا لتعديل الطائف من داخل محور مسيحيي 8 آذار.

 

ماذا بعد تهجير مسيحيي العراق وتهديد مسيحيي مصر وسوريا والضغوطات على لبنان؟

مصدر سياسي: المسيحيّون باقون في المنطقة.. وعلى المجتمع الدولي أن يتحرّك

الدين المسيحي في الشرق سيكون عنوان المرحلة المقبلة للأصولية الإسلامية

دوللي بشعلاني/الديار

صحيح ان الجمرة لا تحرق سوى مكانها، لكن ما أصيب به مسيحيو العراق بعد اقتحام احدى فصائل تنظيم القاعدة (تنظيم دولة العراق الاسلامية) لكنيسة سيدة النجاة (للسريان الكاثوليك) في وسط بغداد وارتكابهم المجزرة الفظيعة في حق المصلّين، قد مسّ ايضا المسيحيين في مختلف بلدان العالم لا سيما في لبنان ومصر وسوريا، على الرغم من ان هذا المشهد المأسوي لم يكن الأول الذي يتعرض له المسيحيون في العراق منذ الغزو الاميركي لبلدهم في العام 2003. وكان لجأ بعض المسيحيين هناك الى الكنائس في عدة مرات، لا سيما في العام 2008 وذلك للاحتماء بها، كما اضطر بعضهم الآخر الى النزوح من العراق بعد كل عملية تهديد عنيفة كانوا يتعرضون لها من الجماعات الاصولية المسلحة، ما جعل عددهم يتناقص بصورة كبيرة.

والسؤال الذي يطرحه المسيحي على نفسه اليوم: «ما هو المطلوب بعد تهجير وتشريد مسيحيي العراق، وثم تهديد المسيحيين (أي الأقباط) في مصر، ومع كل الضغوطات التي يعيشها اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً، ما يدفعهم مجددا للتفكير الجدي في الهجرة الى الدول الاوروبية او الاميركية»؟!

مسيحيو دول المنطقة العربية الى أين؟ هل يُحدق الخطر بمصيرهم، أم أن هناك ما يطمئن وجودهم التاريخي؟! وهل يمكن اعتبار ما حدث في العراق كردّ على «سينودوس الأساقفة من اجل الشرق الاوسط» الذي اختتم اعماله في روما منذ ايام؟!

يجيب مصدر سياسي مطلع على هذا التساؤل: «ان المسيحيين باقون في المنطقة لأنهم متجذرون في عمق التاريخ، ولأنهم عانوا على مرّ السنوات العديد من الاضطهادات، الا انهم تعالوا على الجراح واستمروا في حضورهم ورسالتهم، وساهموا في صناعة تاريخ هذه المنطقة وفي تفاعل حضاراتها وإثرائها، رغم انهم لم يشاركوا كثيرا في الحكم». ويضيف: «غير ان ما يتعرض له مسيحيو العراق اليوم لم يعد من الممكن السكوت عنه، والمطلوب من المجتمع الدولي الذي قرّر محاربة الارهاب في العالم ان يتحرك، اذ لا يجوز ان يصبح مسيحيو الشرق «الهدف الجديد للأصولية».

ويقول: «لم يبق في العراق الا عدد محدود من المسيحيين بعد ان نزح عدد كبير منهم الى خارج البلاد بسبب التعرض لأعمال العنف والتهديدات المتواصلة سواء في مدينة الموصل او بغداد او المناطق الاخرى، ولهذا فمن غير المنطقي ان توافق الولايات المتحدة الاميركية التي شنّت الحرب على نظام صدام حسين باسم الديموقراطية ومحاربة الارهاب، على كل الذي يحصل من دون ان تهزّ ساكناً او ان تتخذ خطوات عملية لوقف هذا النزف المستمر».

وعن الدوافع من الاعتداء على المسيحيين، يرى المصدر نفسه انه في غالبية الأحيان، يكون الدافع سياسيا وليس دينياً، وراء الاعتداءات التي تقوم بها تنظيمات متطرفة على المسيحيين في المنطقة. غير ان ما حصل في بغداد من الممكن اعتباره رداً واضحاً على المجمع في الفاتيكان، ولا يمكننا اعتبار ان توقيته محض الصدفة. وبما ان تنظيم القاعدة قد أعلن في بيان له بعد الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة في بغداد انه «صالت ثلة غاضبة من أولياء الله المجاهدين على وكر نجس من أوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقراً لحرب دين الاسلام وارصادا لمن حاربه»، وذكر ان العملية قد نفذت «نصرة لاخواتنا المسلمات المستضعفات الاسيرات في ارض مصر المسلمة»، فان ذلك يؤكد من دون ادنى شك على أنه اعتداء ديني بحت، وتحديداً اسلامي اصولي ضد المسيحية اينما وُجدت، وما يدلّ بالتالي بشكل واضح، على ان «الدين المسيحي في الشرق»، على ما يبدو، سيكون العنوان الاساسي للمرحلة المقبلة، وليس في الغرب على نحو ما كانت الحال عليه على مدار السنوات الماضية وتحديداً منذ 11 ايلول من العام 2001... ولهذا على المجتمع المسيحي التنبّه لهذا الامر والعمل على الحد منه توصلا لايقافه في حال استطاع.

ويقترح المصدر ان تقوم «انتفاضة مسيحية» في كل دول المنطقة في آن، تدعمها القيادات والفاعليات الدينية والسياسية الاسلامية التي تعتبر الاصولية الاسلامية بعيدة كل البعد عن الدين الاسلامي، والتي تجد انه لا يمكن للشرق ان يستمر من دون «المسيحيين» المتجذّرين فيه تاريخيا وحضاريا وانسانياً واجتماعيا وثقافيا، فتكون كردّ قوي على الاعتداءات التي قام بها المتطرّفون حتى الآن، وعلى تلك التي ينوي التنظيم القيام بها في المستقبل في اي وقت ومكان يجدهما ملائمين لمخططاته.

ووفقا للأرقام التي نشرها سينودس الشرق الاوسط الذي انعقد في الفاتيكان في تشرين الاول الماضي، يعيش في منطقة الشرق الاوسط، مهد المسيحية، 20 مليون مسيحي. ويُشكّل اقباط مصر، الذين يمثل الارثوذكس غالبيتهم العظمى، اكبر طائفة مسيحية في الشرق اذ يُقدّر عددهم بـ10 ملايين نسمة، اي ما يراوح بين 6 و10% من اجمالي عدد سكان مصر البالغ 80 مليونا. ورغم ان الاقباط المصريين لا تربطهم علاقة كنسية بالسريان الكاثوليك في العراق، فان تنظيم «دولة العراق الاسلامية» الموالي للقاعدة، الذي تبنى الهجوم على كنيسة سيدة البشارة للسريان الكاثولي في حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد، أكد ان هذا الاعتداء هو تحذير للكنيسة القبطية المصرية وأمهلها 48 ساعة للافراج عن مسلمات «مأسورات في سجون أديرة» في مصر. ويشكو الأقباط في مصر، من انهم مهمشون وانهم مستبعدون من المناصب العليا في المؤسسات الرئيسة للدولة مثل الشرطة والجيش والجامعات والقضاء.

وفي العراق، يقدّر عدد المسيحيين بما بين 450 و500 الف نسمة، من بينهم 300 الف كاثوليكي (مقابل 378 الفا في العام 1980). ويشكل الكلدان 80% من الكاثوليك في العراق والسريان 20% منهم. اما غير الكاثوليك، فان 80% منهم آشوريون والباقون سريان ارثوذكس او ارمن ارثوذكس.

ويعيش في دول الخليج، وفق تقديرات متطابقة، 3.5 ملايين مسيحي ينتمون الى عدة كنائس وغالبيتهم من المهاجرين الاسيويين او من الكاثوليك الغربيين.

وفي سوريا لا توجد احصاءات رسمية بعدد المسيحيين ولكن المحللين يؤكدون انهم يمثلون من 5 الى 10% من اجمالي 20 مليون نسمة هم سكان سوريا.

وفي لبنان، يشكّل المسيحيون بمن فيهم الطائفة المارونية الكبيرة، 34% من عدد السكان الذي يُقدّر بـ4 ملايين نسمة، وهي اعلى نسبة للمسيحيين في دول الشرق الاوسط.

 

 

ال أم.تي.في وأخبار المستقبل وبيروت أوبزرفر وموقع القوات وناو ليبانون و موقع ١٤ اذار ضمن مخطط الإنقلاب الذي سينفذه حزب الله بعد صدور القرار الإتهامي

الأربعاء, 03 تشرين الثاني 2010 /كشفت مصادر خاصة لبيروت أوبزرفر أن حزب الله وبالتوازي مع الإنقلاب الذي سينفذه بعد صدور القرار الإتهامي عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أعد لائحة إعلامية سوداء لمؤسسات إعلامية تابعة أو داعمة لقوى 14 آذار، بهدف السيطرة عليها ومنعها من نشر أخبار من شأنها تجييش مناصري هذه القوى أو فضح مخططاته العسكرية خلال فترة الإنقلاب على غرار ما حصل في ٧ أيار وقالت المصادر أن خطة حزب الله تتضمن تطويق مبنى قناتي أم.تي.في وأخبار المستقبل وشل عملهما ومنع الموظفين من دخولهما، بالإضافة إلى القيام بأعمال قرصنة إلكترونية لضرب مواقع عديدة منها بيروت أوبزرفر و موقع القوات اللبنانية وناو ليبانون و موقع ١٤ اذار وغيرها، مضيفة أن أكثر ما يرعب حزب الله هي الجرأة التي تتمتع بها هذه المنابر الإعلامية، لذا فإن إسكاتها هو الضمان الوحيد لتنفيذ مخططه الجهنمي .كما اشارت المصادر أن حزب الله أعد مع حلفائه لائحة تحوي أسماء العديد من الصحافيين الذين شكلوا مصدر إزعاج خلال الفترة السابقة ليتم التعامل معهم بشكل حاسم خلال عملية الانقلاب

 

إسلام.. وإسلام

فؤاد ابوزيد/الديار

تابعت منذ مدة قصيرة، ومن ضمن الإضاءة على مقررات السينودس من أجل الشرق الأوسط الذي صدر عن حاضرة الفاتيكان برئاسة البابا بنيديكتوس السادس عشر وحضور عدد كبير من الكرادلة والبطاركة ورجال الدين للطوائف المشرقية، وجمع من العلمانيين، لقاء تلفزيونياً على شاشة «تيلي لوميير» جمع الأب يوسف مونّس والباحث المتعمّق في الديانتين الاسلامية والمسيحية وأحد رموز الحوار بين الاسلام والمسيحية والذي قوبلت مداخلته في الفاتيكان بكثير من الاهتمام والتقدير والإعجاب ومنحه البابا بنيديكتوس وساماً بابوياً رفيعاً تقديراً له، عنيت به الأستاذ محمد السمّاك. الأب مونّس من جهته، غنيّ عن التعريف، وهو المحاور المنفتح بامتياز، والمرحّب به دائماً في أي مناسبة دينية اسلامية، يلقي كلمة او محاضرة او مداخلة، مغمّسة بالفرح وبروحيّة المحبة أروع ما قدّمته المسيحية الى البشرية، وهي المحبة والاعتراف بالآخر، أبرز ما جمع الرجلين، اضافة الى اقوال للنبي العربي، والى آيات في القرآن الكريم، تعكس أبهى صورة للقربى الوثيقة التي تجمع المسيحية بالاسلام.

استرجعت ذاكرتي هذا اللقاء التلفزيوني الذي يجب تعميمه على العالم كله، وخصوصاً على العالمين العربي والاسلامي، وأنا أتابع بذهول وغضب المجزرة التي ارتكبها مجرمون بحق رجال ونساء وأطفال وشيوخ ورجال دين مسيحيين، وهم يرفعون صلاة المحبة والتسامح والغفران والرجاء في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في كرّادة بغداد، وكان اسوأ ما في هذه المجزرة، قبل تقصير رجال الأمن العراقيين وقلّة خبرتهم، ان المجرمين، فجّروا المصلّين ونحروا كاهنين بالسيوف حتى الموت، باسم الاسلام، واسم دولة الاسلام في العراق.

عن أي اسلام يتكلم هؤلاء، وعن أي دولة اسلامية يبشّرون بها في العراق، واليمن وافغانستان وباكستان، وكل دولة يعيش على أرضها مسلمون.

هل يسعون الى دولة تقتل مسيحيين، دعا الله في كتابه الى محبتهم واحترامهم، وحمايتهم وأحلّ لهم اكل طعامهم.

وهل يستعدون لقتل الأقباط ونحر كهنتهم، وملك الحبشة المقوقس القبطي أجار لسنوات وسنوات المسلمين المؤمنين بدعوة محمد بعد لجوئهم الى بلادهم، مزوّدين برسالة من النبي الى ملك القبط يعبّر فيها النبي العربي بكلمات لا أجمل ولا أروع، كما نقلها حرفياً في اللقاء الباحث المسلم الأستاذ محمد السمّاك، عن نظرة محمد الى السيد المسيح «المولود من روح الله»، أم انهم ينفذون وصية محمد عندما أوصى اتباعه وهم في طريقهم الى فتح مصر، بمعاملة الأقباط معاملة حسنة وحمايتهم، منهم أهل ماريا القبطية، زوجة النبي ووالدة ابنه الوحيد ابراهيم الذي بكى عليه محمد بكاء مرّاً عند وفاته وهو طفل. أين هم رجال الدين المسلمون المتنوّرون، أو من هم على صورة ومثال محمد السمّاك، يرفعون أصواتهم، يحرّمون هؤلاء الخوارج على الدين، الذين يعتبرون ذواتهم من «أولياء الله المجاهدين»، وهم ليسوا سوى جماعة مهووسة بالقتل والدم، يجنّدون الأطفال المغرّر بهم لتفجير أجسادهم في المدنيين العزّل من مسيحيين وغير مسيحيين، الى درجة ان احد الانتحاريين كان لا يتجاوز الاثنتي عشرة سنة.

هل يعقل ان انساناً سويّاً يصلّي ويصوم ويقوم بجميع الفرائض يقبل بأن يكون جزءاً من عصابة قتل، فيمدّها بالمال والمساعدات لتنفذ المزيد من أعمال القتل والذبح والتفجير، بحق أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل بكل ما يجري في العراق او افغانستان او اي مكان آخر.

ما هي علاقة مسيحيي العراق، وهم أهل البلاد الاصليون وسكانها بالقوات الأميركية او البريطانية، او غيرها من القوات، واذا كان لهم علاقة ما مع الأميركيين فيجب ان تكون مع الهنود الحمر، سكان أميركا الاصليين الذين تعرّضوا مثلهم للقتل والإبادة والتهجير، ام ان اللجوء الى استخدام الاتهامات الكاذبة هو السبيل الناجح على الدوام، لتحقيق أحلام دمويين، يحلمون بإقامة إمارات على جماجم الأبرياء من كل الطوائف.

هل يمكن القول ان مجزرة بغداد بحق المسيحيين، هي ردّ التكفيريين على مقررات السينودس من أجل الشرق الأوسط، الذي وضع خريطة طريق لحياة مشتركة بين المسيحيين والمسلمين، قائمة على الاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر، والتعلّق بالأرض والتراث، وعلى احترام الوصايا العشر وتنفيذها، وهي التي أمر بها اله المسيحيين والمسلمين، على اعتبار ان الطريق هذه، ستقطع الطريق على فريق تكفيري، لا يعرف سبيلاً للحياة والعيش سوى سبيل الإرهاب المبني على أبشع طرق القتل والتفجير والاغتيالات، ولذلك فان القيادات الاسلامية الروحية منها والزمنية، والمسؤولين في كل بلد تعيش فيه أقليات موحّدة، مدعوّة الى وقفة صلبة في وجه هذه الهجمة الجاهلية، التي اذا انتصرت سيكون لها دينها الخاص الذي لا علاقة له بأي دين سماوي، وخصوصاً دين الاسلام. الادانات لم تعد تنفع، والتأسّف على الشهداء لن يوقف المجازر المتنقلة، وما يجب ان يعمل اليوم ولا يعمل، سيكون متأخراً جداً غداً، وغير ذي نفع، والكرة الآن في مرمى المسلمين.

 

أسباب كثيرة وراء جريمة كنيسة النجاة وهدفها ابقاء البلد دمويًا

هل يتعرَّض مسيحيو لبنان لما جرى في العراق؟

ريما زهار من بيروت/ايلاف

بعد تشييع العراقيين لضحايا كنيسة النجاة يطرح السؤال ما هي اسباب التعرض للمسيحيين في المشرق العربي، وهل هناك تخوف ما في لبنان ان ينسحب الامر على مسيحييه، وكيف يمكن طمأنة مسيحيي لبنان من عدم تعرضهم لهكذا اعتداء، ولماذا المسيحي في الشرق الاوسط مضطهد في ممارسة شعاراته في بعض البلدان؟

بيروت: يقول معن بشور ( المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية) لإيلاف ان اسباب جريمة ضحايا كنيسة النجاة في بغداد تعود الى اسباب عامة ترتبط بإبقاء العراق ساحة دموية تنال من كل ابنائه، وهو ما تبين في تفجيرات الثلاثاء الدامي اي بعد يومين من تفجير الكنيسة، وأعتقد ان هذه الأسباب لها علاقة بسياسات اميركية وإسرائيلية تريد ان تنتقم من العراقيين بإفشالهم مشروعها العام في المنطقة، كما تريد ان تظهر حاجة العراقيين الى بقاء قوات الإحتلال في بلادهم، بالاضافة الى اعتبارات تتصل بصراعات السياسيين في بغداد وبأن بعد هذه التفجيرات والرسائل الداخلية او الخارجية في ما بينهم، او لكل طرف من الاطراف، وهناك اسباب خاصة وخصوصًا في توقيت هذا التفجير الذي جاء بعد أيام على انعقاد السينودوس من اجل مسيحيي المشرق العربي، والذي دعا المسيحيين الى التفاعل مع مجتمعاتهم كما اخذ موقفًا من ادعاءات الكيان الصهيوني حول حقه في فلسطين، واعتقد ان تفجير الكنيسة له علاقة مباشرة بادانة الفاتيكان لحكم الإعدام الصادر بحق نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز، فكأن من نفذ هذه الجريمة يريد ان يقول للفاتيكان ان يتوقف عن اعلان مواقف كالتي اعلنها اخيرًا، ولكن في الوقت نفسه يجب ان نتذكر ان العراق سيبقى ساحة دموية، تطال كل العراق وابنائه وفئاته، ما دام المشروع الاميركي بقواته وادواته موجودًا، وما دامت المصالحة الحقيقية بين كل ابنائه غائبة.

وردًا على سؤال هل هناك تخوف ان ينسحب الامر على مسيحيي لبنان؟ يجيب:" اعتقد ان هذا المشروع اي تهجير المسيحيين في المنطقة هو صهيوني قديم، وحيث نجد نفوذًا للصهاينة، نجد ان هذا المشروع يُنفذ بقوة فمسيحيو العراق لم يشهدوا ما شهدوه في السنوات الاخيرة، في عهود سبقت الإحتلال، وكأن هذا الاخير وهو برأيي قرار اسرائيلي وتنفيذ اميركي، قد اتاح المجال لتنفيذ هذا المشروع، في مصر مثلاً لم تكن هناك مشكلة مع الاقباط قبل كامب دايفيد، وقبل التوغل الاسرائيلي بشكل او بآخر داخل مصر، وفي فلسطين لاحظنا كيف تناقص عدد المسيحيين منذ قيام الكيان الصهيوني حتى اليوم بشكل مخيف، وحتى في لبنان نلاحظ ان التهجير الأكبر الذي تعرض له المسيحيون في لبنان من مناطقهم او من وطنهم انما تم بعد الغزو الصهيوني عام 1982، وخصوصًا في الجبل وشرق صيدا وساحل الشوف، لذلك الخطر على المسيحيين كما على كل اللبنانيين مرتبط الى حد كبير بمدى تنامي النفوذ الصهيوني والقوة الصهيونية، كما بالطبع بمدى بقاء الانقسام بين اللبنانيين عمومًا وبين المسيحيين خصوصًا وفي غياب مظلة امنية سياسية لبنانية عربية، تحمي لبنان.

ولدى سؤاله كيف يمكن طمأنة مسيحيي لبنان من عدم تعرضهم لمثل هكذا اعتداء؟ يجيب:" لا احب كلمة طمأنة وكأن هناك اطرافًا تستطيع ان تطمئن اطرافًا اخرى، فكلمة طمأنة توحي وكأن في البلد الواحد هناك فريق يطمئن فريقًا، في حين المطلوب ان تكون هناك علاقات سليمة وصحيحة في الوطن الواحد تطمئن كل ابنائه ويجب دائمًا ان نلاحظ ان الخطر لا يتهدد المسيحيين وحدهم بل كل اللبنانيين، وان الفتنة التي يخططون لها ليست فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين وحدهم، وانما هي ايضًا مذهبية بين المسلمين انفسهم، لذلك الطريق الى طمأنة كل اللبنانيين هو في قيام دولة قوية قادرة عادلة وفي مقاومة قادرة على صد الادوار الاسرائيلية بكل اشكالها، وعلى جيش مسلح قادر على القيام بواجباته في الداخل والخارج، وعلى علاقات صحية بين لبنان وسوريا وكل الدول الشقيقة والصديقة بما يوفر شبكة الامان الداخلية والخارجية لكل اللبنانيين والمسيحيين بشكل خاص.

وردًا عل سؤال لماذا المسيحي في الشرق الاوسط مضطهد في ممارسة شعاراته في بعض البلدان؟ يجيب:" اعتقد ان هذه الظاهرة جديدة ولا تخص المسيحيين وحدهم، فكما نرى استهدافًا لكنائس مثلاً فهناك استهداف لمساجد وحسينيات وهذه لعبة الفوضى الدموية في المنطقة، وهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتفشي وتنامي قدرات المشروع الصهيوني المدعوم اميركيًا وبشكل خاص، علينا ان نتذكر ان الصهاينة يحاولون ان يلغوا كل فكرة جامعة بين ابناء المنطقة، لا سيما الفكرة الوطنية والعربية، لانهم من خلال الغاء الابطة القومية يستطيعون ان يبرروا وجودهم كمشروع يقوم على اداعاءات دينية، من هنا لا اعتقد ان المسيحي بشكل خاص هو المستهدف بل ان كل ابناء المنطقة مستهدفون حتى داخل الطائفة والمذهب الواحد، ولعل ما حصل في الجزائر مثلاً، وما تعرضت له من فتن داخل مجتمع ينتمي ابناؤه الى دين ومذهب واحد، ما يؤكد ان الامر هو في الاساس اشاعة الفوضى وتعميم التشكيك حتى لا تبقى قوة في هذه المنطقة الا القوات الإسرائيلية.

 

حزب الله: ايقاظ البراكين

بلال خبيز/ايلاف

ليس ثمة من شك ان حزب الله قادر على بسط سيطرته الأمنية على لبنان. لم يكن الأمر يحتاج إلى نشر سيناريوهات وبروفات في الصحف التي تواليه حتى يعلم اللبنانييون أنه قادر على ذلك. أصلاً لم يخرج احد من الفريق الخصم ويعلن انه قادر على هزيمة حزب الله او ينوي مقاومته إذا ما لجأ إلى مثل هذا الخيار، وهو أرجح.

حزب الله لم يعد يملك من الأوراق غير التهديد بالأمن. لكن احدا لم يدفعه فعلاً إلى سلوك هذه الطريق التي جعلته يخسر اوراقه الأخرى. بدءاً من الحديث عن العناصر غير المنضبطة، الذي ثارت ثائرة حزب الله على مجرد طرحه بوصفه باب تسوية ما، وصولاً إلى الهجوم النسائي على المحققين الدوليين، لم يفعل حزب الله غير محاولة إيقاظ بركان خامد، والأرجح انه نجح في ذلك، وما زال يهز نوم مارد آخر نرجو من الله ان يكون نومه عميقاً.

كان في وسع سياسة عاقلة ان تجنح إلى التعامل مع اي قرار ظني بصرف النظر عن هويات الذين سيتهمهم هذا القرار، على النحو الذي اقترحه وليد جنبلاط على حزب الله في العام 2005، حين جمع معظم قوى 14 آذار – مارس في حلف رباعي مع حزب الله وبعض حلفائه، ونشطت وجوه هذا الفريق في تسويق لبنانية سلاح حزب الله واعتباره شأناً داخلياً محضاً. يومها، وأمام قرقعة الهجوم الدولي على لبنان والمنطقة، لم تصمد سوريا في لبنان طويلاً وكان ان خرجت على عجل. ويومها ايضاً، كان حزب الله منفتحاً على الحوار حول كل شيء بما فيها سلاحه. لكن الاحتضان اللبناني يومذاك حمى سلاح حزب الله، ودفع غوندوليزا رايس بعد وقت إلى التصريح بأن القرار 1559 هو مجرد قرار مبدأي، وليس موضوعاً للتنفيذ في التو واللحظة.

فهل ثمة من يتذكر ذلك بين القادرة الموصفين بدقتهم في التحليل؟

لا يجدر بأي كان ان يستسهل صدور قرار ظني يتهم افراداً من حزب الله بالمشاركة في الجريمة. هذا في مطلق الأحوال يستدعي من حزب الله واللبنانيين عموماً بذل قصارى الجهود لكي لا تتحول جرائم الاغتيال السابقة إلى حلقة اولى في سلسلة افظع وأكثر عنفاً وإسالة للدم. لكن سلوك حزب الله نفسه اوصد ابواب التسوية، ووضعه مع لبنان برمته في عين العاصفة. والحق ان الشعرة التي قصمت ظهر البعير، تمثلت في الهجوم النسائي على المحققين الدوليين، ما جعل المجتمع الدولي يستعيد زمام الهجوم، ويقرر استعادة لبنان من أسفل قائمة الاهتمامات الدولية إلى رأسها. والأرجح ان المكابرة التي يبديها سياسيون لبنانيون معارضون، لا محل لها من الإعراب، ذلك ان أميركا ما زالت تملك من الأوراق ما لا طاقة لحزب الله ولا لأحزاب أكبر منه وأقوى على نزعها من بين يديها. على اي حال، يجدر بالذين يظنون في اميركا الوهن وانعدام القدرة ان يصغوا جيداً إلى الصمت السوري على هجوم فيلتمان. ذلك ان التصريح بأن سوريا تحتفظ بحق الرد يعني بالنسبة للعارفين بخفايا السياسة السورية انها عاجزة عن الرد تماماً.

ليس أمر اثبات القدرة الأميركية على الفعل بحاجة لبراهين كثيرة. يكفي ان ننظر إلى الوضع الداخلي في إيران لندرك أن اميركا اكثر من قادرة. مع أن هذه الوقائع لا تقنع جمهور حزب الله وثوريي الزمن الحديث. لكن عجز هؤلاء عن الاقتناع لا يلغي وقائعها الدامغة على حياة الإيرانيين اليومية، وعلى ظروف عيشهم التي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم.

مع ذلك لم يكتف حزب الله بسلوك سياسة الضرب على الحديد لفك اللحام مع اميركا والمجتمع الدولي فقط، بل ها هو يعلن، عبر المقربين منه، انه سينهي عهد الحريري في لبنان إلى الأبد. ومعنى ذلك عملياً أنه سيهزم الاعتدال السني الممثل بالحريري، وفي ظنه انه بذلك ينصر حلفاءه من الوجوه والشخصيات السنية في لبنان. واقع الامر، انه لألف سبب وسبب، لن يكون البديل عن الحريري المعتدل والمسالم زعيماً ممانعاً ومقاوماً. ذلك ان الضجيج المصم الذي يطلقه حزب الله حيال موقفه من القرار الظني، وصل إلى حد تخيل سيناريوهات اصولية متطرفة، ولا يخفى ان عين حزب الله اليوم مفتوحة على الأصوليين من اهل السنة في لبنان، تراقبها تسلحاً وهياجاً واعتراضاً. ولو حدث، ان قرر حزب الله الإطاحة بالحريري بوصفه زعيماً للسنة، او قرر المضي بالضغط عليه حد اضطراره للإذعان التام، فإن المارد الذي قد يستفيق سيكون أكثر شراً وأشرس غضباً من البركان الأميركي الذي استيقظ اصلاً.

 

 

لبنان منهوب وليس مكسوراً.حديث العماد عون بعد اجتماع التكتل: إن لم يبت بمسالة شهود الزور فلن أحضر جلسة الحوار

 موقع عون

02/11/10

عقد تكتل التغيير والإصلاح لقاءه الأسبوعي في الرابية برئاسة العماد ميشال عون الذي تحدث بعد الاجتماع إلى الصحافيين مستعرضاً المواضيع التي بحثت والتي وصفها بالمكتنزة. بداية استنكر وأدان عملية الاغتيال الجماعي في العراق واضعا ً إياها في سياق التهجير الممنهج للمسيحيين في العراق وحيث أمكن من الدول الأخرى، وحمل مسؤولية الجريمة لقوى الوصاية التي يناط بها الأمن وطرح تساؤلاً عمن يمول القاعدة وكيف لغاية الان لم يكتشف من يؤمن لها المال والسلاح بعد كل القيود المشددة على المصارف متهماً قوى الاحتلال بالشراكة مع القاعدة.

وفي المواضيع الداخلية، بحث التكتل أولاً موضوع الغلاء، وذكّر العماد عون بأن التكتل كان سبّاقاً في اقتراح التدابير الاستباقية التي تمّت عرقلتها بكاملها من قبل الأكثرية، كاقتراح خفض الضرائب على البنزين، وفتح اعتماد سلفة للكهرباء، وتسيير سيارات على الغاز. رافضاً مقولة "مهاجمة الشهيد" وشدد أن لا أحد يريد محاكمة الرئيس الحريري، بل المطالبة بالأموال المسروقة وحذّر من التلطّي وراء "الشهيد".

وفي موضوع شهود الزور، وضع العماد عون أسئلة برسم الضمير اللبناني : هل مسموح لمَن يعطي حصانة لشاهد الزّور، أن يحكم البلد؟ وهل من المعقول أنّ من يفتّش عن العدالة يحمي شاهدَ زور؟! معلناً بوضوح أنه لن يحضر جلسة الحوار إذا تأجلت جلسة مجلس الوزراء أو لم تبت مسالة شهود الزور.

وفي ما يلي النص الكامل للحديث:

أهلاً وسهلاً بكم في لقائنا الأسبوعي، كانت الجلسة "مكتنزة"بقضايا مهمّة جداً

أولاً عرضنا لمجزرة العراق، وهي ليست الأولى لكنّها الأضخم كونها عمليّة اغتيال جماعي وتأتي في سياق تهجيرٍ للمسيحيين في العراق وغيره من الدول التي يمكنهم فيها تنفيذ سياسة التهجير هذه.

مسؤولية هذه الجريمة تحملها قوى الوصاية؛ فعندما يكون هناك قوى احتلال أو قوى وصاية، لا بد أن تحمل هي مسؤوليّة حفظ الأمن.

في جريمة اغتيال الرئيس الحريري تعرضنا كثيراً للنقد عندما قلنا إنّ سوريا مسؤولة. فعندما تقع جريمة هناك دائماً نوعان من المسؤولية: المسؤوليّة الأمنية ومسؤولية الجرم. المسؤولية الأمنية تقع على عاتق القوى المنوط بها حفظ الأمن، ويوم قُتل الرئيس الحريري وقعت هذه المسؤولية على سوريا لأنّها كانت دولة الوصاية الأمنيّة. أما مسؤولية الجرم فهي شأن آخر.

عندما تقع الجرائم من المسؤول عنها وعن معالجتها؟ هل هي بسبب الإهمال أو تقصير معيّن. فمثلاً على من تقع المسؤولية الأمنية جريمة اغتيال المرحوم بيار الجميّل في ساحة الجديدة عند الظهر؟ هي مسؤولية قوى الأمن ووزير الداخليّة، وحمّلته المسؤوليّة في حينه لإهماله والتقصير المتمادي بمعالجة الجرائم. حصلت جرائم أخرى وهي من مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة، لن نطلب نجدة دولة أخرى لتحفظ الأمن أو لتكشف الجريمة. وفي مطلق الأحوال الجرائم الكبرى التي حصلت في لبنان كلّها بقيت مستترة واكتشفوا الجرائم الصغيرة.

جريمة العراق مستنكرة لا بل مدانة، نستنكر وندين ما حصل، ونحمّل قوى الاحتلال المسؤولية، إذ لا نفهم كيف يكون العراق تحت وصاية أميركيّة اليوم وتكون في الوقت نفسه الحكومة العراقية مسؤولة والسلطة المحليّة مسؤولة !..

وبالمناسبة نريد أن نعرف من يمول تنظيم القاعدة؟ هذا التنظيم الذي يصرف الأموال والأسلحة والذخيرة من يموّله؟ استطاعوا أن يكتشفوا أصغر الجرائم، أما القاعدة التي لها امتداد على بلدان عدّة ولها خلايا، وكل يوم يقبضون على أعضاء منها، ألا يعرفون من يموّلها؟ أميركا كلّها بحجمها وأوروبا كلّها، عليها أن تجيب على السؤال: من يموّل القاعدة؟

لقد أخضعوني لمراقبة مالية لسنوات، وكنت إذا أردت إرسال مبلغ ألف دولار إلى ابنتي أتعرض للمساءلة لمن ولماذا أريد إرسال هذه الأموال.. ثم نجد من يقومون بالتفجير ينقلون المال من مكان إلى آخر، ولا يعرفون من يموّلهم ولا كيف يتم تمويلهم!! فهل أنّ من يهربون مال الإرهاب يتمتّعون بالحماية كشهود الزور ليتمكنوا من اختلاق الذرائع لتفجير الحروب وتفجير المجتمعات بهم؟ قوى الاحتلال في العراق مدانة ليس فقط بعدم حفظ الأمن بل لشراكتها مع القاعدة، إذ لا نفهم كيف منذ العام 2001 حتى اليوم أي طوال تسع سنوات لم يكتشفوا بعد من يموّل القاعدة وقد فرضوا قيوداً على كل مصارف العالم ولم يبقَ قرش واحد بدون رقابة، فإذا كان ثمّة رشوة أو ثمّة أموال منقولة فكلّها بالدولار ولا يمكن ألا تكون مراقبة ومتابعة.

وتابع العماد عون، في الوضع الداخلي تطرقنا أولاً إلى موضوع الغلاء، وهنا لا بد من التذكير بأننا حاولنا القيام بتدابير استباقية، فقدّمنا اقتراح قانون خفض الضرائب أولاً على البنزين لأنّ السعر النهائي الذي نحصل عليه يفوق سعر الكلفة ب 58 في المئة و37 في المئة عن السعر النهائي الذي يُعرض به في الأسواق، لذلك يمكن خفض الضريبة إلى حد ما، فليس ضرورياً أن تكون العائدات بهذا القدر، لكنّهم رفضوا المشروع وأبقوا ضريبة البنزين على حالها. ولكننا لم "نُعدم وسيلة" فوزارة الطاقة تقدّمت بمشروع منذ 8 أشهر للبدء بتسيير سيارات على الغاز، ولكنهم لم يبتوا به بعد، ربما هم لا يزالون تحت تأثير أصحاب وكالات السيارات الذين يستفيدون منهم في اللجنة النيابية، أو ربما هو إهمال.. لا أعرف لكنّ المشروع لا يزال بدون بتّ. هذا المشروع يقوم على تسيير سيارات على الغاز وهو يحقّق الأمان أكثر من سيارات البنزين وعلى مسؤوليّتنا وعلى مسؤوليّة الخبراء الذين قمنا باستشارتهم والذين وضعوا خبراتهم في تصرّفنا منذ 8 اشهر. وسيساهم في خفض سعر صفيحة المحروقات 14000 ليرة من دون خفّض مدخول الدولة. الدولة تريد إفقار الشعب اللبناني ، هذا ما صرنا أكيدين منه.

في الكهرباء.. كم مرّة منذ الصيف وحتى اليوم طلبنا سلفة للكهرباء في اجتماع الحكومة؟ دائماً، لسبب أو لآخر، لا يبحث الأمر ولا يتمّ فتح الاعتماد لمصلحة كهرباء لبنان. لا يريدون الكهرباء. ومن لم يرحل بسبب الأمن أو بسبب الهبوط الاقتصادي يريدونه أن يرحل بسبب عدم تأمين الخدمات الأساسيّة ..وهذه خطّة تهجيرية ممنهجة. هذه الخطّة التي اعتمدوها منذ العام 90 عندما بدأوا بتنفيذ المخطط الماليّ الذي أدى إلى إفلاس البلد من خلال السرقة والهدر. هل بإمكانكم أن تضعوا غداً مانشيت في صحفكم أن "لبنان منهوب مش مكسور!" ضعوه على مسؤوليتي وسأرفع الحصانة عنّي وليذهبوا بي إلى المحاكمة بحجة انّني أسيّر شائعات ضد الاقتصاد اللبناني أو ضد سمعة بعض المسؤولين في قطاع المال. أيها الشعب اللبناني استيقِظ!!!! ألا تسأل لماذا تأتي الأزمات الطائفية مع الغلاء ومع المشاكل ؟؟ يحمّلون سريعاً الطائفيّة، وكأن في الطوائف والأديان ما يسمح بالسرقة!! أنا لا اعرف أي مذهب أو أي طائفة تسمح بالسرقة في لبنان.. يقولون لك الفساد موجود لأنّ النظام طائفي بينما العكس هو الصحيح، فلأنّ النظام طائفي يجب أن نكون متزمّتين لناحية الفساد لأن ما من مذهب أو طائفة أو أخلاق أو دين يسمح بالفساد. إذا لم يكن لأحد مرجع روحي أو مرجع أخلاقي عندها "يفلت" على الآخرين. المجمّعات (الكارتيلات)الاقتصاديّة عندما تكسر قراراً ما هل لأنّه ضد طائفة ما أو لأنّه ضد مصالحها؟ بعض السياسيين قالوا إنّنا نحاكم الرئيس رفيق الحريري. كلا، نحن لا نحاكم أحداً، نحن نطالب بالأموال المسروقة. ما علاقة الحريري؟ هم يضعون الشهيد ويتلطون خلفه. لا، نحن لا نتوهّم ولا نريد محاكمة الحريري. نريد محاكمة خلفائه.

أيُعقَل أنه منذ العام 1993 حتى اليوم، ليس هناك من حساب صحيح؟! وصلَ الرّئيس الحريري إلى الحكم في تلك السنة، كان رجلاً صالحاً ويريد مصلحةَ لبنان، ولكنه أحضرَ وزيراً للمال أو أعطاه وكالة فخَربه. ولا يزال يكملُ من بعده. إذا وقفنا ضدّهم في الإنتخابات، يقولون إنّنا نطلقُ النّار على الشّهيد! إذا تكلّمنا عن سرقة أموال الدّولة، يقولون إنّنا نريد محاكمة الشّهيد! إذا قلنا إنّهم يعتمدون الفئوية في وزاراتهم، يقولون إنّنا نشتم الشّهيد..! كلا، هذه القداسة الّتي يقفون وراءَها، فَليَضعوها جانباً.. فَليجيبوا هم.. هم مسؤولون مباشرةً، هم موجودون. هناك استمرارية في الدّول، والموجود الأخير في سدّة السّلطة، هو من يجيب. تسلّم منذ العام 2005 لليوم على الأقل، هذه خمس سنوات لم يتم تصليح أي شيء خلالها. ولكن في الحقيقة، منذ 17 سنة، لم يتم تصليح أي شيء. وزيرة المال قالَت في تصريح إنّنا نلاحق فقط أربعة وزراء. لقد طالبت باستدعاء وزراء المال السّابقين كافة، من كان وزيراً لثلاثة أشهر، أو لعام، أو لعامَين، فَليتَفَضّلوا ويستدعوه ليعطي رأيَه. لمَ صار هذا الإستمرار على أيّامه؟ نحن لا نريد محاكمة أحد، النّهج سقط! والتّغييرُ آتٍ! والإصلاحُ آتٍ! يتغيرُ النّهجُ حينها ويتغير الأشخاص. لأنّ من تمرّسَ في الخطأ لمدّة 20 عاماً عن سوء نية، أو عن عدم كفاءة، أو عن إهمال، لن يأتي الآن ويصلح كلّ هذه الأمور، لأنّه غير قادر ولأنّه أصبحَ متورطاً مع آخرين ضمن الجهاز الدَّولي، الّذي جعل الفساد في بنية الدّولة، فهو غير قادر عن الخروج من ذلك. وهذا يذكرني بمَثَل فرنسي يقول:

Je te tiens, tu me tiens par la barbichette

كل شخص يمسكُ بذقن الآخر ويشدّ به، لا يقدرون على التّخلص من بعضهم البعض لأنّهم متورطون سوياً، إذاً فَليتنحّوا جانباً.

سألني أحدُ الصّحافيين إذا كنت أريد وزارة المال، فذكّرته بأنني سبق وطالبت بوزارة المال مقابل كل الوزارات الأخرى، وذلك لأنّني أعلم كيف تُدار أموال الدّولة، وأموال الخزينة. واليوم، رأيتُم ذلك جميعُكم، هناك فرق في سلفات الخزينة، بين الّذي صدرَ كسلفة والّذي عادَ إلى الخزينة أو تبرّر بالصّرف، حوالى 3 مليار دولار. هذه السّلفات ضاعَت بإسم وزارات، أين صُرِفَت هذه الأموال؟ فرق3 مليار دولار؟ الله يعلم! وهذا على سبيل المثال لا الحصر! إذ هناك الهبات وغيرها وغيرها. هناك أمور كثيرة تخصّ المال.

في ما خصّ الكهرباء والمياه، وكلّ الخدمات الّتي تتعلق بوزارة الطّاقة، لقد انخفضَت أسعار الإشتراكات بها تخفيضاً مهمّاً جدّاً، وبالنّسبة للبنزين، طلبنا أن تُرفَع بعض الضّريبة عنه، وسيارات الغاز اقترحناها منذ 8 أشهر، ولم يتم البتّ بها.

إذاً، ماذا تريدون؟ هناك ناس مسؤولون. الأكثرية المتمثّلة برئيس الحكومة! لأنّ رئيس الحكومة هو كالدّيكتاتور اليوم. كلُّ الأجهزة مرتبطة به، الأكثرية مرتبطة به والمال مرتبط به، كلّ شيء مرتبطٌ به..

وتابع العماد عون:

نعود لمسألة شهود الزّور. هل مسموح لمَن يعطي حصانة لشاهد الزّور، محلياًَ أو خارجياً، أن يحكم البلد؟ هذا السّؤال أريد أن أضعَه برسم ضمير كلّ لبناني. هل من المعقول أنّ من يفتّش عن العدالة يحمي شاهدَ زور؟! أو أنّه يريد التّخلص من خصم سياسي؟ أنا أضع هذه الأسئلة برسم ضمير اللّبنانيين كافة.

نقل في الاعلام قبل قليل عن مصادر أنّ رئيس الحكومة لن يأتي غداً وأنّه سيتأخر في لندن وهذا يعني أن لا جلسة مجلس وزراء غداً.. أقولها بوضوح: إن لم يكُن هناك من جلسة غداً، فليس هناك من جلسة حوار بالنّسبة لي يوم الخميس. وإن لم يُبَت بقضية شهود الزّور غداً فليس هناك من جلسة حوار بالنّسبة لي يوم الخميس. فمن لا يريد أن يحاكِم في القضايا التي تمسّ بأمن الدّولة وبأمن المجتمع وبوحدة المجتمع، وفقاً للقواعد اللّبنانية المتّبعة في القضاء لا يمكنني الجلوس معه الى نفس الطاولة! المُزَوّر وحامي شاهد زور، لا أجلس معه على الطّاولة وانتهى! وإن كان يقدر على البت بالمواضيع بنفسِه، فليفعل. أنا أتحمل مسؤولية هذا الموقف. نريد أن ننهي الملف، كل ما قلنا كلمة، يعودون بنا للعام 1570 و1600، ويقولون "صار كذا وكذا وقتَها"، ليس هذا موضوع الحديث! موضوعنا يخصّ المال اليوم هنا، لقد تمّ البت بالمواضيع السّابقة بقانون عفو أو بمحاكمة! ومن يريد أن يحاكم، فَليحاكِم مرّة جديدة. ومن يحمل مستندات مزيفة، سنرفع عنه الحصانة النّيابية في المستقبل. ليس هناك من حصانة أمامي أنا، فلنرفع الحصانات، حصانتهم وحصانتي، ونذهب الى القضاء، ولكن أن يتلطوا وراء حصاناتهم ليطلقوا الاتهامات والافتراءات بقلّة التّهذيب وبقلّة الحياء فهذا لا أقبله أبداً. هل يمكن أن يتلطى أحدهم بثوب رجل الدين ليصبح له الحق بالتّكلم كما يريد؟! هل الثوب الديني،يعطيه هذا الحق؟ أهذه حصانته؟ حصانته هي لسانه، حصانتُه أخلاقُه، حصانتُه احترامُه للقوانين، فَليتفضّل وليجب أمام المحكمة، والنّائب حصانته أيضاً أمام المحكمة.

لن ندخل بالجدل معهم، وهذا قضاؤهم على كلّ حال، وقضاؤهم سيكون قَدرُهم إن شاء الله!

ثم أجاب عن الأسئلة:

س: كيف كانت مشاركتك اليوم في اجتماع لجنة المال والموازنة في مجلس النّواب؟

ج: أنا كنتُ أصغي اليوم، لقد تابعتُ المناقشة فقط. طبعاً، أخذتُ استنتاجاتي وقلتُها بعد أن خرجت.

س: بالنّسبة للوضع الأمني جنرال، كيف تصف الوضع الرّاهن في ظلّ استباقات كثيرة تُقال وتتناقلُها وسائل الإعلام لِبعد صدور القرار الظّني؟

ج: يبدو أنّ مديرية قوى الأمن الدّاخلي تقوم بمتاريس، بدأت تحصّن نفسَها استعداداً للحرب. ولكنّي لم أرَ أحداًُ يحمل السّلاح أمامها حتى الآن.

س: جنرال، لقد قدّمَ النّائب عمّار حوري اليوم وثائق تدينُك، اتّهمك بسرقة 100 مليون دولار، ما هو ردّك؟

ج: فَليُقدّمها إلى المحكمة.

س: ماذا فعلتَ بها، جنرال؟

ج: الأموال؟ من أين أصرف الآن؟ وتبرّعت أيضاً له بهبة، صرفَها، قام بشراء أشياء لاستعمال شخصي.

س: جنرال، ما هو رأيك باللّقاء الثّلاثي اليوم بين سفراء السّعودية، إيران وسوريا لدرس الأزمة اللّبنانية؟

ج: إن شاء الله أن تكون نتائجَها إيجابية وأن تساعد.

س: جنرال، إذاً إذا لم تُعقَد جلسة مجلس الوزراء غداً، لن تشارك في طاولة الحوار؟

ج: كلا، نمط العمل عندي لا يمكن أن يرتبط بنمط سفر رئيس الحكومة الّذي يبقى "داير" في الطّائرة من مكان إلى آخر. تأجيل لأمور عدة.. لماذا تطيّير جلسة مجلس الوزراء؟ نكون قد برمَجنا وقتَنا، فيقولون لنا "طارت الجلسة"، فيطير نهارنا كلّه ويطير برنامجنا. نريد ولو لمرّة أن يثبت على يوم وتُقام به الجلسة! لديه برنامج ثابت يوم الأربعاء. يحدد يوم الإثنين، فلا تحصل الجلسة، يحدّد يوم الخميس، ولا تحصل الجلسة. ويوم الأربعاء لا تحصل الجلسة! لدينا عملُنا كنوّاب، ونشاطات متعلّقة بعمل الحكومة!

س: ولكن طاولة الحوار هي برئاسة الرئيس ميشال سليمان ولها جدول أعمال محدّد، فلمَ الربط بينها وبين مجلس الوزراء؟

ج: بالنسبة لي هذا الموضوع انتهى. بدأ الحوار حول نفس الموضوع في العام 2006، ونحن اليوم في العام 2010، أي بعد أربعة أعوام ونحن نكرّر نفس الكلمات، ولو كنّا ببّغاء لكنّا مللنا من ترداد نفس الكلام. لنتكلّم بصراحة، لمَ عليّ أن أغشّ النّاس والنّاس يغشّوني، وفي كلّ مرّة نخرج من طاولة الحوار ونلتزم الصّمت كوننا اتّفقنا على الإلتزام بالصمت على الطّاولة، لنلاحظ بعدها أنّ كلّ منهم يطلق تصريحاً بحسب أهوائه، وهكذا نتحوّل إلى مذنبين لأنّنا لا نتكلّم. باتت الجلسات تُستعمل كمنبر لكي يصرّح كلّ منهم كما يشاء. قدّمت ورقتي عن الإستراتيجيّة الدفاعيّة لطاولة الحوار يوم طلبها منّي فخامة الرّئيس في العام 2008، أي قبل الإنتخابات الأخيرة، ولا تزال ورقتي موجودة هناك، وعندما يريدون أن يتباحثوا بها وبكيفيّة تنفيذها، فأنا مستعدّ للمشاركة. أعطيت موقفي السياسي، ووضعت توقيعي عليه وهو موجود الآن عند الرئيس. والتوجّه إلى موقع الحوار بات صعباً عليّ، فوضعي الأمني دقيق ولم أعد أتجوّل فيما عدا زيارات قليلة.

س: جنرال، هل تطالب رئيس الحكومة سعد الحريري صراحةً يالإستقالة؟

ج: هو من يقرّر. هذا قرار يعود إليه. ولكن هذه ليست طريقة لإدارة بلد مأزوم. نحن قاتلنا وتعذبنا وتعرّضنا للضّرب لمدّة خمسة عشر عاماً من أجل كلمة "سيادة". أين هي السّيادة الآن؟ نريد أن نعرف بأيّ مركز حكوميّ هي. نحن من نقرّر السيادة فيما بيننا. ماذا يريد؟ لمَ لا يواجهني؟ لمَ يريد حماية شهود الزور؟ يقول بأنّه ليس هناك من شهود زور. كيف يمكن ألاّ يكون هناك شهود زور؟ الضّحيّة موجودة، والآثار واضحة، أيجب أن أنتظر بلمار ليقول لي إن كان هناك شهود زور؟ لنسلّم جدلاً وننتظر بلمار. بلمار قال إنّ ليس له علاقة بهذا الموضوع وليحلّه اللّبنانيّون فيما بينهم. سألنا منذ بضعة أسابيع "أين يمكن أن يقدّم شكوى من تمّ توقيفه لمدّة أربعة أعوام زوراً؟" فلم يجبنا أحد.

س: القضاء العادي.

ج: القضاء العادي؟ أولاً ، هذا الموضوع وهو يتعلّق بأمن البلد إذ تكاد أن تندلع الحرب الأهليّة بسببه، وهناك تخوّف من الفتنة بسببه، أمن الممكن أن يتمّ تحويله إلى القضاء العادي؟ منذ مدة قُتل بائع مجوهرات وحوّل مجلس الوزراء القضيّة إلى المجلس العدليّ.. راجعوا تاريخ المجلس العدلي.

ثانياً، سبق وتمّ تحويل قضيّة إغتيال الرئيس الحريري إلى المجلس العدلي وقضيّة شهود الزور مشتقّة عنها، أي أنّها متلازمة معها.

ثالثاً، كما سبق وقلت هذه القضيّة تتعلّق بأمن الدّولة إذ قد تنتج عنها فتنة في البلد فهل من الممكن أن ننتظر القضاء العادي ليبت بها وكلنا يعرف كم هو بطيء؟ لقد رفعت شكوى في العام 2002 على الرئيس الهراوي، وهي تتضمّن الوثائق التّي قلتم إن النائب عمّار حوري قد قدّمها (ممازحاً)، ومنذ العام 2002 ولغاية اليوم لم تنتهِ هذه القضية بعد. ستّ سنوات، وكلّ الوثائق والقرائن موجودة على صفحة واحدة ولم يصدر الحكم بعد. أمن الممكن أن ننتظهر ان تنهي محكمة لاهاي عملها لنعود وننهي قضيّة شهود الزور؟

بصريح العبارة، لا يعنينا الحكم الذي سيناله الصّديق أو غيره من شهود الزور، ما يعنينا وما نريده هو معرفة من وراءهم، من موّلهم، ولمَ جاؤوا ودخلوا لتغيير مسار التحقيق؟ أنا أتّهم، وأيضاً بصريح العبارة، من يمانعون هنا ومن يحمون شهود الزور، أتهمهم بأنهم هم أنفسهم من موّل الشهود ومن دفعهم لتغيير مسار التحقيق، وإلاّ فليبرهنوا العكس وليظهروا شفافيّتهم أمام القضاء، وهذا القضاء ينتمي لخطّهم السياسيّ وليس لخطّنا. اللعب معي غير وارد، وإن أرادوا أن يلعبوا مع أصحاب العلاقة فليفعلوا، ولكن أنا كلبناني مسؤول، مسؤول أمام من أمثّل، مجبر أن أقول له الحقيقة كاملة، كما أنّني مجبر على إعلان موقفي لكي يعرفوه لأنّي لا أناور. أنا مناور فاشل، أنا عسكريّ إعتدت المناورة في الميدان، ولكني في السياسة لا أجيد المناورة.

س: جنرال، وزير الإقتصاد يقول بأنّه لن يكون هناك إجراءات إقتصاديّة إن لم يكن هناك قرار سياسيّ، إن عرفنا حقيقة من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري هل سنتوصّل إلى ان ينتعش لبنان إقتصاديّاً؟ هل هذه الحقيقة هي ما يعيق الإقتصاد ويساهم في غلاء المعيشة؟

ج: كلاّ، الحقيقة أنّنا نعيش منذ العام 2005 ولغاية اليوم في ظلّ المحاكمة ولسنا نقوم بأيّ جهد آخر. المقصود منها شلّ البلد. من الممكن أن ينتعش البلد إقتصاديّاً وقد ظهر ذلك في العام 2008 إذ كانت نسبة النموّ حوالي 95، وكذلك الأمر بالنسبة للعام 2009، ومنذ مطلع العام 2010 ولغاية الآن كانت نسبة النموّ في لبنان مرتفعة جدّاً. الإقتصاد يسير إلى الأمام، إنّما يبقى هناك "المزاجات". لا نستطيع أن نعيش على إيقاع المحكمة. منذ أوّل أسبوع، توجّهت للرئيس السنيورة من على هذا المنبر وقلت له إن كانت سوريا مذنبة وهي من ارتكب الجريمة أمن الممكن أن تشنّ الحرب عليها؟ وإن لم تكن مذنبة، ماذا يمكن أن يكون تصرّفنا الآن؟ نتمنى عليك أن تبقي العلاقات ثابتة مع سوريا، واعمل على إعادة فتح الحدود، ( التي كانت مقفلة يومها)، وبعدها نتصرّف على أساس الحقيقة بعد أن تظهر.

بدؤوا بإتّهام سوريا، نصحناهم بعدم التسرع في اتهامات لا ترتكز على إثباتات، أو أقلّه على مؤشّر، فكان ردّهم بأنّي أصبحت عميلاً سوريّاً. توجّهت إلى سوريا لإقامة علاقات جيّدة مع السّوريين على أن تُثبّت اتّفاقات، تماماً كما ورد في التّفاهم مع حزب الله أي علاقات على المستوى الرّسمي، فقامت الدّنيا علينا. أوّلاً لم نقم بأيّ شيء خارج ما كنا نقوله في العام 1989، فيومها، وتحت قصف المدفع، قلنا إنّنا سنعمل على إقامة أفضل العلاقات مع سوريا بعد أن تخرج من لبنان. كذلك الأمر في الكونغرس الأميركي، قلنا الشيء نفسه، إننا نريد إقامة أفضل العلاقات مع سوريا بعد خروجها، قلت ذلك عند الأميركيين الذين كانوا يشتمونها ويهددون بعظائم الأمور.." قلت لهم يومها: كلاّ، هذا ليس شأني، هذا حساب بينكم وبين سوريا وليس بيني وبينها...

لذا، أتمنّى على كلّ لبنانيّ يتوجّه إلى دولة أجنبيّة أن يعرف إلى أيّ مدى ممكن أن توصله الأشياء التي يتورّط بها. نحن لم نقم بأي شيء لم يكن معروفاً. وفي النهاية ذهبوا ركضاً إلى سوريا.. ولكن، لمَ ذهبوا؟ ذهبوا ليسخّروا سوريا من أجل أهدافهم السياسيّة. بينما نحن ذهبنا لإقامة أفضل العلاقات مع السوريين وليس لنسخّر سوريا من أجل أهدافنا الخاصّة، أو لتساعدنا على فلان أو فلان...

رأيتم في الإنتخابات التي حصلت، الإنتخابات النّيابيّة والإنتخابات البلديّة، رأيتم من تدخّل ودفع الأموال ورأيتم من كان يقاتل بأظافره فقط. على الشّعب اللّبناني أن يستفيق، وعلى الإعلام أن يستفيق، وعلى كلّ النّاس أن يستفيقوا! وأنا أضعكم أنتم الاعلاميين دائماً أمام المسؤولية،

لقد قلت مراراً إنني أتحمّل مسؤولية الكلمة التي أقولها، وأتمنى أن يفعل غيري ذلك أيضاً، وخصوصاً أولئك الذين يتصدرون الشاشات.. تريدونني أن أردّ على الحوري؟! الوثائق التي عرضها، سبق وجاء بها الهراوي، خرقَ السّرية المصرفية وجلبَها ولم يصل الى شيء. 15 عاماُ ولم يكن في الملف الا ورقة واحدة هي ورقة الإحالة الى القضاء. مرّ أربعة قضاة تحقيق، ولجنتا تحقيق، واحدة برئاسة ميشال المر والثّانية برئاسة محمد مطر، وكلّهم لم يجدوا شيئا لإتّهامي وخرجوا خالي الوفاض. أما لمَ حوّلوني وبدون أيّ تردّد إلى المحكمة؟ فلأنه كان هناك قصد سياسي من ذلك. وطبعاً لم يستوعبوا كيف يمكن أن يكون كل شيء تحت يدي ولا "أمد يدي" على الخزينة وعلى الأموال العامة.." فخاب أملُهم.

 

ضرورة حماية مسيحيي الشرق الأوسطا

رندة تقي الدين/الحياة

مريعة جريمة كنيسة سيدة النجاة في بغداد. إرهاب وحشي أسقط 52 قتيلاً من المصلين في الكنيسة وحراسها هدفه تخويف مسيحيي العراق ودفعهم الى مغادرة بلدهم. إن ظاهرة الإرهاب التي تستهدف مسيحيي الشرق بدأت منذ عقود في هذه المنطقة من العالم. ومن المهم الإشارة الى القلق الكبير الذي كان ينتاب المسؤول الفلسطيني الراحل فيصل الحسيني قبيل وفاته عندما زار فرنسا وأصرّ على لقاء أسقف فرنسا حينها لوستيجيه ليقول له إن أخطر ما يحصل في الشرق، خصوصاً في القدس، هو محاولة إسرائيل تهجير المسيحيين من القدس كي تبقى هيمنة الدولة اليهودية تحت مبرر أنها حارسة أمن الغرب ضد الإسلام المتطرف.

إن الإرهاب الذي استهدف الكنيسة في بغداد هو بعيد كل البعد عن أي ديانة وأي مبادئ أخلاقية، فهو إرهاب من نوع التطرف الذي تدفع إليه الممارسات الإسرائيلية الوحشية في المدن الفلسطينية وفي القدس.

إن مرتكب جريمة الكنيسة في بغداد الذي فجّر نفسه باسم مجموعة تدّعي الإسلام هو إنسان يائس أداة للإجرام والتطرف الأعمى. وتصريحات رجال الدين المسلمين في السعودية وفي لبنان الذين دانوا هذه الجريمة الكريهة أمر إيجابي جداً وضروري. إلا أن المطلوب سياسات واضحة وضرورية لحماية بقاء مسيحيي الشرق في كل أنحائه. فتهجير المسيحيين من الشرق الى الغرب عامل مقلق في هذه المنطقة من العالم أولاً لأنهم أبناء البلد أينما كانوا والتعايش بين الديانات حيث هم موجودون أساسي لاستقرار الدول التي ينتمون إليها. إضافة الى أن دفعهم الى المغادرة وتهجيرهم يدخل في خانة السياسة الرسمية الإسرائيلية التي تدفع الى تهجيرهم بسبب ممارساتها في القدس والأراضي الفلسطينية .

فالعراق الذي أنهكته الحروب والإرهاب ينبغي أن يبقى نموذجاً لتعايش الديانات وإلا يقع في حرب أهلية وطائفية تهدد مستقبل البلد ووحدته. والقلق نفسه على لبنان حيث الخلافات السياسية العميقة والأحداث الأمنية التي قد تقع نتيجة ذلك تمثل خطراً كبيراً على مستقبل البلد وايضاً تخيف مسيحييه الذين هم أبناؤه كما كل اللبنانيين. فلا شك في أن إزالة الطائفية من بلدان الشرق الأوسط التي لديها طوائف متعددة هي افضل وسيلة لبناء دول حقيقية وآمنة.

فإلى متى مثلاً سيبقى اللبنانيون تحت حماية طوائفهم بدلاً من حماية دولة حقيقية تأخذ على عاتقها تأمين عيش كريم لجميع الطوائف فيها؟ والى متى تبقى الطوائف في العراق عرضة لوضع سياسي منقسم وغير مستقر ووضع أمني متدهور؟ وإلى متى يبقى الاقباط في مصر مضطهدين؟ أن قضية الطائفية قاتلة لمستقبل أي بلد، فهي مخيفة ومقلقة لأمنه وأخطر من ذلك تفتح الباب لتطرف أعمى لأبنائه الذين قد يتحولون إلى قنابل بشرية بسهولة أكبر.

فعلى رجال الدين في منطقة الشرق الأوسط مسؤولية كبرى في توعية أبناء طوائفهم الى الابتعاد عن التطرف والى التعايش مع الطوائف الأخرى والابتعاد عن التعصب القاتل. فالحرص على بقاء المسيحيين في الشرق ينبغي أن يكون أولوية، من هنا أهمية مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله حوار الديانات التي يجب أن تتعزز وتطوّر في شرق أوسط يهدده التطرف الأعمى. *نقلا عن "الحياة" اللندنية