المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 03 تشرين الثاني/10

رسالة يعقوب الفصل 5/7-20/الصبر والصلاة

فاصبروا، يا إخوتي، إلى مجيء الرب. أنظروا كيف يصبر الفلاح وهو ينتظر ثمر الأرض الثمين، متأنيا عليه حتى يسقط المطر المبكر والمتأخر. فاصبروا أنتم أيضا وقووا قلوبكم، لأن مجيء الرب قريب. لا يتذمر بعضكم على بعض، أيها الإخوة، لئلا يدينكم الله. الديان واقف على الباب. اقتدوا، أيها الإخوة، بالأنبياء الذين تكلموا باسم الرب فتعذبوا وصبروا. وهنيئا للذين صبروا. سمعتم بصبر أيوب وعرفتم كيف كافأه الرب. فهو رؤوف رحيم. وقبل كل شيء، يا إخوتي، لا تحلفوا بالسماء ولا بالأرض ولا بشيء آخر. لتكن نعمكم نعما ولاكم لا، لئلا ينالكم عقاب. هل فيكم محزون؟ فليصل! هل فيكم مسرور؟ فليسبح بحمد الله! هل فيكم مريض؟ فليستدع شيوخ الكنيسة ليصلوا عليه ويدهنوه بالزيت باسم الرب. فالصلاة مع الإيمان تخلص المريض، والرب يعافيه. وإن كان ارتكب خطيئة غفرها له. ليعترف بعضكم لبعض بخطاياه، وليصل بعضكم لأجل بعض حتى تنالوا الشفاء. صلاة الأبرار لها قوة عظيمة. كان إيليا بشرا مثلنا في كل شيء وصلى بحرارة حتى لا ينزل المطر، فما نزل المطر على الأرض مدة ثلاث سنوات وستة أشهر. ثم عاد إلى الصلاة، فأمطرت السماء وأخرجت الأرض خيرها. فيا إخوتي، إن ضل أحدكم عن الحق ورده أحد إليه، فليعلم أن من رد خاطئا عن طريق ضلاله خلص نفسا من الموت وستر كثيرا من الخطايا.

 

رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان 

٢ تشرين الثاني ٢٠١٠

فخامة الرئيس،

بذلتم جهداً مشكوراً منذ توليكم مهام رئاسة الجمهورية لتطبيق ما جاء في اتفاق الدوحة (2008) لجهة " حظر اللجوء الى استخدام السلاح او العنف او الاحتكام اليه في ما قد يطرأ من خلافات، اياً تكن، وتحت اي ظرف كان (...)، وحصر السلطة الامنية والعسكرية على اللبنانيين والمقيمين في يد الدولة، بما يشكل ضمانا لاستمرار صيغة العيش المشترك والسلم الاهلي لكل اللبنانيين".

فعقدتم اجتماعات عدة لهيئة الحوار التي ضمّت القوى المشاركة في اجتماع الدوحة من أجل التوصل الى "استراتيجية دفاعية" تنهي ازدواجية السلاح. وقد حددتم تاريخ 4 تشرين الثاني 2010 موعداً جديداً لاجتماع المتحاورين.

فخامة الرئيس،

إن المواقف التي أطلقها الرئيس الايراني أحمدي نجاد أثناء زيارته لبنان لا تدع مجالاً للشك في أن السلاح الذي يجري التباحث بشأنه حول طاولة الحوار ليس سلاحاً لبنانياً، بل هو سلاح ايرانيّ، إمرةً ووظيفةً إقليمية، كما هي حال السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في علاقته بالسلطة السورية. فقد حدّد الرئيس الايراني لهذا السلاح، وبموافقة حامليه، مهمة "تغيير وجه المنطقة"، بعد أن سمح لنفسه بضمّ لبنان إلى جبهة المقاومات المسلّحة التي تقودها ايران، واعتباره خطاّ أمامياً لتلك الجبهة، متجاهلاً سيادة دولتنا وإرادة الغالبية العظمى من شعبها. ناقضاً – بعد ساعات قليلة من إجتماعه بكم – ما كان سمعه منكم من تمسّك لبنان بالقرارات الدولية ومشروع السلام العربي.

فخامة الرئيس،

لا يخفى عليكم أن قناعة اللبنانيين بعدم جدوى الحوار الداخلي لحل مشكلة السلاح خارج الدولة تزداد يوماً بعد يوم، ومع انفضاء كل جلسة من جلسات الحوار. والمشكلة لا تعود إلى قلّة صبر اللبنانيين ودولتهم – إذ أتاحوا كل الفرص، وتحمّلوا الكثير، بما في ذلك الحرج الشديد أمام المجتمع الدولي الراغب في مساعدتهم – بل تعود المشكلة أساساً إلى كون الفريق المسلّح الذي يجري التفاوض معه لا يملك القرار في مصير سلاحه، وإن كان يملك الجاهزية لاستخدامه في أي اتجاه، بما في ذلك الداخل اللبناني.

 

والحال كذلك، فإن هذا الأمر لم يعد يحتاج إلى اجتماعات جديدة لهيئة الحوار، بل الى قرار واضح وصريح بتطبيق إتفاق الطائف والقرارات الدولية ذات الصلة بسيادة لبنان.

فخامة الرئيس،

إذا كان الرئيس أحمدي نجاد يلتقي مع الرفض الاسرائيلي لمشروع السلام العربي الرامي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، فليس من حقّه إستخدام لبنان لمساعدة هذا الرفض على مواجهة الضغوط التي يتعرّض لها، بذريعة أن الدولة التي أعلنت عزمها على إزالة اسرائيل من الوجود قد باتت على حدودها الشمالية.

فخامة الرئيس،

في رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية الايرانية نشرت في الصحف يوم وصوله الى بيروت، حذرنا من خطر نشوء "مسألة شيعية" في لبنان والمنطقة على غرار "المسألة الشرقية" أوائل القرن الماضي، مؤكدين "أن الشيعة اللبنانيين مكوّن أصيل في مجتمعنا اللبناني، وشريك مصيريّ في "وطننا النهائي لجميع أبنائه"، تلك "النهائية" التي كانوا سبّاقين الى اقتراح إدخالها في صلب دستورنا".

جاءت زيارة الرئيس الايراني لتؤكد صحة مخاوفنا، إذ قالت بالكلام والإشارات والرموز أن خلف الانقسام السياسي القائم انقساماً من طبيعة مختلفة: بين من يدين بالولاء للبنان وبين من يدين بالولاء لدولة أخرى.

لذلك ندعو فخامتكم الى قيادة جهد حواري في العمق، يتّسع لكل مكوّنات الاجتماع اللبناني، من سياسية وطائفية ومدنية، من أجل تحصين العقد الوطني الذي عبّرت عنه مقدمة الدستور والذي يحتّم علينا جميعاً إعادة ارساء عيشنا المشترك على شروط الدولة التي ننتمي اليها لا على شروط فريق سياسي أو جماعة طائفية أو دولةٍ أجنبية.

الموقعون:

ابراهيم صليبي (طالب جامعي)،أحمد يوسف (مدرس)، ادريانا لبّس (كاتبة)، آدي جبران (طالب جامعي)، آدي متى (ناشط سياسي)، أديب فرحه (رجل اعمال – الولايات المتحدة)، أريال مرقدة (إدارية)، اسماعيل شرف الدين (ناشط اجتماعي)، أكرم بدوي (رب عمل)، الكس هريكيوبولس (اقتصادي)، الياس بجاني (ناشط سياسي ـ كندا)، الياس عطالله (نائب سابق)، الياس مخيبر (محام)، ألين كريم (اعلامية)، إميل بشقنجي (إداري)، إميل نجم (طبيب)، اندره داغر مسلم، أنطوان قربان (طبيب واستاذ جامعي)، انطوني بخاش (طالب جامعي)، ايلي الحاج (صحافي)، ايليا بشارة (طالب جامعي)، ايلي عازار (طالب جامعي)، ايلي مبارك (طالب جامعي)، ايلي شمعون، أيمن ابو شقرا (صحافي)، أيمن شروف (صحافي)، باديا فحص (اعلامية)، باميلا نهرا معلوف (باحثة)، بري الأسعد (طبيب)، بسام أبو كروم (اعمال حرة)، ايمن جزيني (اعلامي)، ، بسام جرجس (اعمال حرة)، بسام زنكر (ناشط)، بلال خبيز (صحافي)، بهجت رزق (باحث وكاتب)، بول موراني (اقتصادي)، بيار أيوب (مهندس)، بيار بارد (كاتب ومصوّر)، بيار عقل (صحافي - فرنسا)، بيار يزبك (إداري)، توفيق غانم (مهندس)، جاد أخوي (اعلامي)، جاد غريب (مهندس)، جان بديع حرب (محام)، جان دي فريج (رجل اعمال)، جبور الدويهي (كاتب واستاذ جامعي)، جستين تلفزيان (ادارية)، جهاد حداد (مهندس)، جهاد فرح (مهندس)، جواد الأشقر (اعمال حرة)، جو فضول (اقتصادي)، جورج جوجو، جورج شدياق (رب عمل)، جورج شدياق (مصوّر)، جورج معلوف (مهندس)، جورج معوض (رجل اعمال)، جورج ملحم (استشاري)، جورج موسى (موظف)، جوزيف رحمة (رب عمل)، جوزيف مخلوف (رب عمل)، جوزيف موسى (رب عمل)، جومانا نصر (صحافية)، جوني صيقلي (إداري ـ مغترب)، حسام جرجس (طبيب)، حسام علم الدين (صحافي)، حسان قطب (باحث واكاديمي)، حسن بزيع (ناشط ثقافي واجتماعي)، حسين الوجه (صحافي)، حسين قاسم (مدرس)، حكمت العيد (محام)، حنين غدار (صحافية)، خالد أبو شقرا (اعلامي)، خلود أبو خزام (مدرّسة)، دانيال جرجس (صحافية)، داني شلهوب (إداري)، دينا لطيف (ناشطة)، ريمون زريبي (إداري)، ربى كبارة (صحافية)، رجا نجيم (ناشط)، رمزي حلبي (اعمال حرة)، رنده قاسم (ناشطة)، روبير نجيم (صناعي)، روجيه عزام (كاتب وباحث سياسي)، رولان أبو سعد (محاسب)، روي حداد (رجل اعمال)، ريا حمصي (إدارية)، ريم عيتاني (سيدة أعمال ـ كندا)، ريمون معلوف (مهندس)، زايدة كعكي (ناشطة)، زياد مخول (صحافي)، زينة نجميه (ناشطة)، سابين أبي فرح (استشارية)، سامر العياش (مهندس)، سامر القادري (ناشط سياسي ـ كندا)، سامر نعمة (اعلاني)، سامي المقدم (اعمال حرة)، سامي شمعون (محام)، ساميا بارودي (ناشطة)، ستيفاني الزوقي (طالبة جامعية)، سعد كيوان (صحافي)، سعدة نجيم (استاذة أدب فرنسي)، سعيد شوفاني (قبطان)، سهام لبّس (استاذة)، سليم مزنر (تاجر)، سمير فرنجيه (نائب سابق)، سناء الجاك (صحافية)، سنية قباني (صحافية)، سهام الخازن (ناشطة)، سوزي هريكيوبولس (استشارية)، شارل جبور (صحافي)، شارل سعد (إداري ـ مغترب)، شربل لواندوس (إداري)، شربل مراد (إداري)، شفيق جبارة (تأمين)، شفيق سعادة (طالب جامعي)، شوقي زيد (اعمال حرة)، شوقي عازوري (طبيب)، شربل توما (طالب جامعي)، شرين عبدالله، صباح فارس (استاذ ثانوي)، صلاح تقي الدين (صحافي)، طوني أبو عسلي (مهندس)، طوني الخواجه (ناشط)، طوني حبيب (مهندس)، طوني زيلع (طالب جامعي)، طوني متّى (طبيب)، عامر شيباني (صحافي)، عبدالله حداد (مصرفي - فرنسا)، عبد السلام موسى (صحافي)، عبدو شختورة (صحافي)، عزيز كرم (نقابي)، علي حلاوي (صحافي – كندا)، علي حيدر شعيب (استاذ جامعي – كندا)، عماد موسى (اعلامي)، عمر حرقوص (صحافي)، غادة كلّاس (ربة عمل)، غاليا فياض، غانم ذبيان (مترجم)، غسان مكنية (إداري)، غلوريا أيوب الخازن (ناشطة)، فابيولا عبدو (موظفة)، فادي بسترس (مستشار اداري)، فادي عنتر (طبيب)، فارس سعيد (نائب سابق)، فتحي اليافي (باحث – فرنسا)، فراس شروف (إداري ـ مغترب)، فوزي صقر (طالب جامعي)، فيكي عواد (تاجر)، فيليب سعيد (طبيب)، فيليب ملحم (طالب جامعي)، كارو أكافيان (جوهرحي)، كارول نجيم (ناشطة)، كريستين لبكي (ناشطة سياسية)، كمال البطل (مهندس)، كمال الزوقي (ناشط)، كمال ريشا (صحافي)، كوستا ماديدجي (مهندس واستاذ جامعي)، كوليت توما (استاذ ثانوي)، لميس فرحات (صحافية)، لوريس المر، ليا بارودي (استشارية)، لينا أكافيان (استشارية)، لينا صالح (صحافية)، ليون تلفزيان (مهندس)، مارك حداد (تأمين)، ماري كريستين مجبر، ماريو يوسف (إداري)، مالك حريقة (طالب جامعي)، محمد الأمين (ناشط)، محمد الشامي (اعلامي)، محمد حرفوش (اعلامي)، محمد حسين شمس الدين (كاتب وباحث)، محمد حمدان (صحافي)، محمد مطر (محام)، محمد نمر (صحافي)، محي الدين الجويدي (محام)، مرتا زرازير (ادارية)، مروان أبو فاضل (مهندس معلوماتية)، مروان الأمين، مسعود محمد (كاتب سياسي)، مصطفى فحص (صحافي)، منعم ذبيان (اعمال حرة)، منى فياض (استاذة جامعية)، مونيا تابت (مدرسة)، مياد حيدر (محام)، ميشال توما (صحافي)، ميشال حجي جورجيو (صحافي)، ميشال حريقة(طالب جامعي)، ميشال زينو (طالب جامعي)، ميشال ليان (نقيب المحامين سابقاً)، ميشال مكتف (ناشط سياسي)، ميشال صوما (طالب جامعي)، ميشال يوسف الخوري (محام)، ميلاد ساسين (تاجر)، نائلة دي فريج (اعلامية)، نبيل حسين أغا (باحث)، نبيل خراط (طبيب)، نجيب زوين (ناشط)، ندى أبو فاضل، نديم عبد الصمد (سياسي)، نديم زغبي (طالب جامعي)، نديم قطيش (اعلامي)، نزار خوري (طالب جامعي)، نصر فرح (رئيس مجلس بلدي)، نصير الأسعد (اعلامي)، نهلة ذبيان (اعمال حرة)، نوال نصر (صحافية)، نيكول فياض (استشارية)، نيكول هاموش، هادي الأمين (باحث – بريطانيا)، هبة أبو شقرا (أخصائية اجتماعية)، هبة سامي شمعون (طالبة جامعية)، هدى أبو شقرا (صحافية)، هدى كلّاس (ناشطة)، هشام أبو خزام (شاعر)، هناء حمزه (اعلامية)، هنادي نجم (ناشطة)، هنادي شامي (صحافية)، هند درويش (اعلامية)، هيلدا عسل (إدارية)، وليد حداد (طبيب)، وليد سوبرا (إداري ـ مغترب)، وسام الأمين (صحافي)، وسام سعادة (كاتب وصحافي)، يسرى شمعون (ناشطة)، يوسف الزين (رجل اعمال)، يوسف المر (طالب جامعي)، يوسف بزي (صحافي)، يوسف عبود (طالب جامعي)، 

 

النائب سامي الجميل ل ” سيدر نيوز”: لا لاستقالة الحريري ولا لمزيد من التنازلات لصالح حزب الله

لست خائفاً من التهديد ولكني لن أقدم نفسي هدية مجانية لأحد

فاديا سمعان تحاور النائب سامي الجميل/سيدر نيوز (فلوريدا)

رأى النائب سامي الجميل أن الهجوم الذي شُنّ على فريق المحققين الدوليين يأتي في إطار العصيان المدني الذي دعا إليه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بإعلانه التمرد على قرار للدولة اللبنانية  في التعاون مع المحكمة الدولية. وإذ رفض التطرق إلى سيناريوهات ما قد يحصل إذا ما تضمن القرار الظني اتهاماً لحزب الله بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أكد انه على تفاؤله وليس متخوفاً على أمن لبنان.

الجميل الذي تحدث لصحيفة “سيدر نيوز” اللبنانية الأميركية الصادرة في نيويورك، أعلن مخالفته الآراء الداعية إلى استقالة الرئيس سعد الحريري تحت الضغوط، إذ ان أي استقالة في هذه الظروف تعتبر استسلاماً. وعن دعوته الرئيس الحريري للكف عن تقديم التنازلات، أوضح الجميل أن دعوته هذه تنطلق من مبدأ أن اي تنازل يحصل من قبل الأكثرية النيابية أو من قبل الأفرقاء السياديين لصالح حزب الله سوف يجر تنازلات أخرى.

  ورداً على سؤال عما إذا كان يؤيد مواصلة الحوار مع سوريا في ظل ما يجري من أحداث، قال الجميل إنه “كان من المفترض أساساً أن يتم الحوار مع سوريا على أسس اخرى وبطريقة مختلفة عن التي حصلت بها. ولذا، أعتقد الآن أنه من الصعب إعادة المياه إلى مجراها بعد الموقف الصريح الذي اتخذته سوريا من المحكمة الدولية ومن 14 آذار”.

وعن دور النائب وليد جنبلاط  وما إذا كان يلعب دور وساطة ما بين الجانب اللبناني والجانب السوري، نفى الجميل وجود أي وساطة حالياً واعتبر أن دور جنبلاط الحالي هو الحفاظ على طائفته فحسب حيث يحاول أن يكون على علاقة جيدة مع جميع الأطراف.

الجميل أكد رداً على سؤال أنه ليس خائفاً على أمنه الشخصي في اعقاب ما تعرض له من تهديدات، وقال: ” لو كنا نخاف لما كنا أكملنا على ذات النبرة وعلى ذات الثوابت والمبادئ. ولكن نحن دائماً نتخذ احتياطاتنا ولن نقدم انفسنا هدايا مجانية لأحد”.

النائب الجميل الذي انهى الأحد جولة أميركية قادته إلى عدد من الولايات حيث التقى افراد الجالية اللبنانية وكوادر حزبية من الكتائب و 14 آذار واجتمع إلى مسؤولين اميركيين، قال ل “سيدر نيوز” إن حديثه مع الأميركيين ركز على موضوع تسليح الجيش ودعم هذا الملف، مشيراً إلى انه تمكن من إعطاء محاوريه حججاً جديدة يمكن أن تكون قد أزالت مخاوفهم وعدلت بعض الشيء في رأيهم وطريقة تفكيرهم.

وفي مجال آخر، افاد الجميل انه قد تبين له في خلال جولته الحماسة التي يوليها اللبنانيون المغتربون لمسألة المشاركة في عمليات التصويت في انتخابات العام 2013، وأشار في هذا الإطار إلى انه اقترح على وزير الخارجية، بناء على ما سمعه من المغتربين، ان يجري تحديد رسم تسجيل يدفعه المغترب الذي يرغب بالتصويت عند كل عملية اقتراع، أي 10 دولارات مثلاً،الأمر الذي من شانه ان يغطي كلفة اقتراع المغتربين ولا يحمل الخزينة أعباء إضافية.

 

ابو جمرا عن عرض باسيل في صفقة تلزيم بواخر الكهرباء: الاتفاقات بالتراضي كما الأمن بالتراضي في جمهورية الموز 

وكالات/سأل نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام ابو جمرة كيف يمكن ان تستقيم الادارة في لبنان والفساد في الرأس. وقال في حديث الى "المركزية" ردا على سؤال: "مسؤول يؤخر تلزيم سوكلين عن موعد استحقاقه اربعة اشهر ويحاول تمريره بحكم الواقع والضرورة عبر اتفاق بالتراضي مع تنزيل اربعة في المئة، لمدة اربع سنوات، خلافا لقانون المحاسبة العمومية، ومسؤول آخر يعرض تلزيم صفقة بواخر لانتاج الكهرباء تزيد قيمتها على اربعمئة مليون دولار باتفاق بالتراضي على رغم ان هذا ايضا يخالف قانون المحاسبة العمومية. ويزيد هذا المسؤول في "التشاطر" بالقول ان العرض المقبول مقدم من قبل ملتزم ينتمي الى تيار يخاصمه في السياسة؟ الشيء الذي لا يبرر الخطأ، بل يضاعفه، ويؤكد ضرورة وقفه، وتطبيق قانون المحاسبة العمومية، الذي يفرض تلزيم هذه الصفقة بموجب مناقصة محصورة او باستدراج عروض بصرف النظر عن العارض كما قرر مجلس الوزراء العام الفائت في تلزيم شركتي " الفا" و"ام تي سي تاتش". فهل يعتبر المسؤولون من فوق ويتوقفوا عن تكرار التذاكي ومحاولات تمرير صفقات في هذا الحجم عبر اتفاقات بالتراضي، نتائجها واضحة ومعروفة بفسادها، كما هو الامن بالتراضي في جمهورية الموز.

 

 إرتفاع حصيلة قتلى تفجيرات بغداد إلى 57 قتيلا 248 جريحاً

الثلاثاء 2 تشرين الثاني 2010 /أعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية عن حصيلة جديدة لعدد قتلى التفجيرات بسيارات مفخخة منسقة في أحياء شيعية عدة في بغداد، مشيراً في هذا السياق إلى سقوط 57 قتيلا وإصابة 248 بجروح.(أ.ف.ب.)

 

رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية: حزب الله يتلقى اسلحة متطورة من دمشق مما يتيح له الفرصة للاستيلاء على لبنان بكامله خلال ساعات        

وكالات/اعتبر رئيس هيئة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي الميجر جنرال عموس يدلين ان المواجهة القادمة بين اسرائيل والجهات المعادية لها ستكون متعددة الجبهات وستسفر عن عدد اكبر من الاصابات بالارواح . واكد ان اسرائيل لا تزال تملك قوة رادعة كبيرة خاصة في مجالي الجو والتكنولوجيا . ورأى ان حزب الله يتلقى اسلحة متطورة من دمشق مما يتيح له الفرصة للاستيلاء على لبنان بكامله خلال ساعات . واعتبر يادلين ايران اكبر تهديد لاسرائيل وللدول العربية المعتدلة في المنطقة، مشيرا مع ذلك الى ان تقدمها نحو انتاج السلاح النووي كان ابطأ مما توقعته القيادة في طهران غير انه رجح ان تحصل ايران قريبا على كمية كافية من اليورانيوم المخصب لانتاج قنبلتين ذريتين . واشار الميجر جنرال يادلين الى التشديد الاخير الذي طرا على موقف الولايات المتحدة ازاء البرنامج النووي الايراني . واضاف ان العقوبات الدولية اخذت تؤثر على مجرى الحياة في ايران . اما بالنسبة لسوريا فقال رئيس هيئة الاستخبارات انها تتلقي مؤخرا من روسيا شحنات كبيرة من الاسلحة بما فيها منظومات صواريخ ارض جو متطورة الامر الذي قد يضع صعوبات امام سلاح الجو الاسرائيلي. وعلى الصعيد الفلسطيني راى ان الفلسطينيين يضعون العراقيل امام المفاوضات المباشرة سعيا منهم الى الحصول على اعتراف دولي بدولتهم دون مقابل. واضاف ان تسلح الفصائل الفلسطينية المختلفة ما زال مستمرا، مشيرا الى حصول منظمة الجهاد الاسلامي على صواريخ من طراز فجر . اقوال يدلين جاءت خلال جلسة عقدتها اليوم لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست بمناسبة قرب انهائه مهام منصبه .  

 

قاسم: لقاء الحريري ونصرالله غير مطروح والاحتمالات كثيرة لمواجهة القرار الظنـي      

 2 Nov. 2010   

أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "ليس لحزب الله ما يقوله عما يمكن أن يفعله إذا اتهم القرار الظني أفرادا من الحزب"، لافتا الى أن "الاحتمالات كثيرة وهذا مرتبط بطبيعة ظروف المرحلة". وقال في حديث الى الـ"بي.بي.سي." العربية: "ما نعلمه أن مثل هذا القرار هو فتيل إنذار وتفجير خطر على لبنان وهذا أمر لا نستطيع حسمه من الآن لأن الأطراف المعنيين بهذا القرار متعددون والمخابرات كلها موجودة في الساحة".

وإذ شدد على أن "حزب الله مختلف مع الرئيس سعد الحريري الذي لا يريد إحالة قضية شهود الزور الى المجلس العدلي"، اعتبر أن "العلاقة مع الحريري عادية لكن ليس مطروحا الآن أن يلتقي السيد حسن نصرالله، وعندما يرى الطرفان أن هناك حاجة الى لقاء يتم الاتفاق عليه". وختم أن "حزب الله سيتخذ الموقف المنسجم مع قناعاته في قضية شهود الزور"، مشيرا الى أن "التغيير الحكومي غير مطروح في المرحلة الراهنة".

نصّ المقابلة:

س: ماذا بعد اعلان أمين عام حزب الله وقف التعامل او مقاطعة فريق التحقيق الدولي، ما هي الخطوة العملية التي ستلي هذه الخطوة؟

ج: عندما اعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مقاطعة أي شكل من أشكال التحقيق إنما أراد بذلك أن يعلن بوضوح بأن هذا النمط من التحقيق يتجاوز كشف الحقيقة لكشف الخصوصيات الموجودة في منطقتنا وبين أهلنا ما يؤدي الى أخطار كبرى ستنعكس بوصول مثل هذه المعلومات الى اسرائيل كما أصبح واضحًا ومعلومًا وبالتالي ليس لدينا الآن شيء جديد في هذا الأمر أما الخطوة التالية فالمطلوب أن يفهم المجتمع الدولي والمسؤولين في لبنان بأن مسار الاتهام الإفترائي والدخول الى المعلومات كافة أمر خطير جدًا، عليهم أن يعالجوه بالطريقة التي تمنع تكراره وأيضًا بالطريقة التي تنهي هذه المهزلة التي سببت التوتر في لبنان كل هذه الفترة.

س: ولكن يعني هل تصل المقاطعة، يعني تتعداكم أنتم تعلنون أن لجنة التحقيق الدولية لا علاقة لها بكم ولن تتعاطوا مع أي طلب من طلباتها؟

ج: نحن أعلنا بوضوح لن نتجاوب مع أي طلب من طلبات المحكمة لأن...

س: المحكمة او فريق التحقيق؟

ج: فريق التحقيق جزء من المحكمة وبالتالي هذه المطالب التي تؤدي الى غتهام إفترائي وتبيّن أنها لا تسير في المسار الصحيح لا يمكن أن نتابع فيه، ولذا نحن كحزب الله غير معنيين بما يريده فريق التحقيق وبما تقوم به المحكمة بسبب النتائج التي برزت من الأداء السابق والتي كانت سلبية ولا تؤدي الى الحقيقة.

 

س: هل أنتم الآن بوضعية من طلب منه تقديم معلومات أو مقابلة أشخاص ورفضتم؟ يعني هل طلبت لجنة التحقيق منكم مقابلة أشخاص مؤخرًا؟

ج: منذ شهر رمضان المبارك رفضنا لائحة قالوا بأنهم يريدون التحقيق مع أفراد فيها سواء أكانوا مقربين من الحزب او أشخاص في منطقتنا ومنذ ذاك التاريخ ليس هناك بيننا وبين لجنة التحقيق أي طلب من هذا النوع وبدأوا يدخلون على أفراد كما حصل مع العيادة النسائية بطريقة مشبوهة وبآثار سلبية جدًا ولذا كنّا مضطرين أن نعلن أمام الرأي العام برفض التعاون مع لجنة التحقيق.

س: لم يتجدد الطلب، يعني أعلن أن هناك صلة تمت بين ممثل من فريق التحقيق ورئيس لجنة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، هل نقل طلب بتجديد يعني طلبات المحكمة الدولية؟

ج: ليس هناك أي طلب من لجنة التحقيق بشكل رسمي لحزب الله لأننا بلغناهم منذ ثلاثة أشهر بان هذا النوع من التعامل في مسالة الشهود غير ممكن بالنسبة لحزب الله بعد أن أصبح واضحًا أن الأمور متجهة الى إتهام رسمي لأفراد من حزب الله وهذا الاتهام فيه افتراء ونحن نعرف تمامًا كيف تصاغ مثل هذه الأمور.

س: نريد أن ندقق لو سمحت هل صحيح أن لجنة التحقيق الدولية طلبت مقابلة قيادي بارز في حزب الله والآن يقوم مقام القائد في حزب الله عماد مغنية؟

ج: لم يحصل أن طلبت لجنة التحقيق اللقاء مع أي مسؤول من حزب الله.

س: وهل وصلوا الى حد طلب وثائق ما من الحزب؟

ج: أيضًا لم تصل المسألة الى طلب وثائق من الحزب، كل ما حصل من تعاون خلال الفترة السابقة كان في إطار الشهود غير المتهمين وهذا العنوان كان أساسيًا في التعامل لأنهم لو قالوا من اللحظة الأولى أن هؤلاء الشهود يستدعون كمتهمين لرفضنا في وقتها لكنهم قالوا هؤلاء شهود فقط وليسوا متهمين أردنا أن نعطي صورة إيجابية في التعاون ولكن تبيّن أن القرار الاتهامي الظني الجائر جاهز كل ما في المر هناك سيناريو لا بدّ أن يحصل ولو بشكل شكلي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هناك انتهاز لفكرة التحقيق للوصول الى معلومات تسخّر لخدمة اسرائيل.

س: ولكن هناك رأي آخر رأي تيار المستقبل المتمسك بالتحقيق والمتمسك بالمحكمة يقول أنكم تستبقون النتائج وكأنكم تتهمون أنفسكم ولم يتهمكم أحد بعد، يعني الاستناد الى معلومات صحافية دفعكم الى تصعيد وصولًا الى طلب إلغاء المحكمة وعدم التعاطي مع التحقيق.

ج: تيار المستقبل و رئيس تيار المستقبل يعلمان تمامًا أن الاتجاه الاتهامي هو لأفراد من حزب الله ونحن تبلغنا هذا المر من مسؤولين عندهم إضافة الى المعطيات المختلفة التي توفرت بطريقة إعلامية أو بطريقة سياسية من خلال علاقاتنا المختلفة.

س: متى بلغتم من مسؤولين في تيار المستقبل أن الاتهام سيتجه الى أفراد من الحزب؟

ج: أعلن سماحة الأمين العام أن الرئيس الحريري هو بلغه بشكل مباشر وبالتالي...

س: ولكن قيل أنه حصل عام 2008

ج: هذا أمر أصبح واضحًا كل الاتجاه للإفتراء على حزب الله وعندما يتمسك البعض بالمحكمة في هذه المرحلة إنما يتمسك وفي ذهنه ان الاتهام موجّه الى حزب الله وإلاّ فليعلنوا وبشكل واضح أنهم يرفضون اتهام حزب الله الجائر وعندها الأمور تتضح أكثر بالنسبة لموقفهم نحن لا نقبل أن تكون هذه المحكمة في إطار التسييس الذي يمارسه الأميركيون وكل العالم يعرف اليوم أن قرائن سماحة السيد حسن التي تدين اسرائيل لم تخطُ خطوة واحدة فعالة من قبل المحكمة، لم يستدعَ شهود من الصهاينة ولم يتهم أحد من الصهاينة، هم بعيدون...

س: ولكن طلبت منكم وثائق إضافية في موضوع ما قدمه الأمين العام في المؤتمر الصحافي يعني أعلن دنيال بلمار في بيان رسمي أن ما قدم ليس كافي إذا كان هناك معطيات أكثر، كما قال الأمين العام في مؤتمره الصحافي فليقدمها، ولم تقدموا هذه الوثائق

ج: ما قدمه الأمين العام من وثائق في مؤتمره الصحافي كقرائن تدين اسرائيل وتوجه اليها احتمال الاتهام هذا عمل جبّار وكبير ويصعب أن يُنجز بهذه السهولة لذلك نحن لسنا لجنة تحقيق ولا نمتلك الامكانات للوصول الى النتائج النهائية قدمنا معطيات وهي مهمة وحساسة، على لجنة التحقيق أن تنطلق منها وترى الى أين ممكن ان تصل، هي لم تنطلق منها بل لا تتجرأ لجنة التحقيق بأن تسأل اسرائيل أو تحقق مع شهود أو مسؤولين اسرائيليين، وأنا أتحدّاهم إذا كانوا يستطيعون ذلك وليعلنوا أمام الرأي العام كما يعلنون أنهم يستدعون الشهود من هنا وهناك بأنهم استدعوا شهود اسرائيليين.

س: أعلن الفريق الآخر وهو تيار المستقبل الذي تعتقدونه أنتم معني بصفته ولي الدم أن هناك ضرورة لانتظار القرار الظني لمعرفة ما إذا كان بالفعل استند الى قرائن سياسية ولم يستند الى قرائن فعلية ما تعليقكم؟ يعني التسوية الآن ما قبل القرار أو ما بعد القرار، أنتم تريدونها ما قبل القرار، أنتم تريدون سعد الحريري أن يعلن رفضه للمحكمة وهو يريد انتظار القرار الظني لتتم التسوية بعده.

ج: مسار التحقيق خلال السنوات الخمس الماضية ليس مشجعًا وفي آن معًا هو مسار ظالم أدى الى إعتقال أربعة ضباط لأربع سنوات مع اتهامات وأجواء إعلامية وسياسية اساءت كثيرًا للحقيقة وأبعدتها عن دائرتها الصحيحة بل بينت أن هناك إدارة دولية أميركية لهذا المسار، كيف يمكن أن نقبل بعد تجربة خمس سنوات أن نتابع التجربة ونسلّم رقبتنا لمن نعلم مسبقًا بانهم سيختارون كل ما يلزم لتثبيت الاتهام الافترائي..

س: ماذا ستفعلون يعني القرار الظني تبيّن أنه لا يمكن وقفه، ما هي الأدوات التي بيد حزب الله للتعاطي مع هذا القرار، هناك سيناريوهات دراماتيكية يجري تداولها منها مثلّا عودتكم الى أسلوب 7 أيار عبر النزول الى الشارع بمسلحي الحزب الى العاصمة والمدن الأساسية منها إسقاط الحكومة، ماذا ستفعلون؟

ج: ليس لدينا ما نقوله عما يمكن أن نفعله إذا صدر القرار الظني متهمًا أفرادًا من حزب الله لأن الاحتمالات كثيرة وهذا مرتبط بطبيعة ظروف المرحلة التي ستكون لكن ما نعلمه أن مثل هذا القرار هو فتيل إنذار وتفجير وخطر على لبنان قد يؤدي الى نتائج سلبية وقد تكون أقل من ذلك هذا أمر لا نستطيع حسمه من الآن لأن الأطراف المعنية بهذا القرار متعددة والمخابرات المنتظرة وكذلك مخابرات اسرائيل كلها موجودة في الساحة وبالتالي لا نعلم كيف سيكون مفعول هذا القرار الظني في الاستفادة منه من قبل هذه الاطراف وما هي ردات الفعل التي ستحصل، الأمر ليس مرتبطًا فقط بما يمكن أن يفعله حزب الله الأمر مرتبط بما يفعله الآخرون وما يمكن أن تكون عليه ردة فعل حزب الله.

س: بأي معنى يعني ما يفعله الآخرون؟ هل تطلبون من سعد الحريري أن يخرج ويقول ان المحكمة مسيسية ولا يريد الاستمرار في التحقيق؟ هل هذا هو المطلوب منه؟

ج: مسؤولية الرئيس سعد الحريري أن يرى هذه الصورة العامة التي حصلت لخمس سنوات وما يمكن أن يكون هناك من تداعيات لاتهام جائر وظالم وبالتالي هو يعلم ما الذي يمكن أن يفعله.

س: ولكن القرار الظني ليس بيده بمعنى أن هناك محمكة دولية وفريق تحقيق دولي، يعني حتى لو خرج بهذا الموقف لا شيء يوقف القرار الظني ويبدو ان هذا بُلغ أيضًا للأطراف المعنية.

ج: فليقم الرئيس الحريري بما هو عليه وعندما يقوم بكل طاقته لمصلحة لبنان عندها نتعاون لمعالجة السلبيات الأخرى التي ممكن أن تكون موجودة بسبب التدخل الدولي بشؤوننا.

س: أنتم تعتبرون أن موقف من هذا النوع من قبل سعد الحريري ينقذ الموقف قبل القرار الظني وسيكون متأخرًا بعد القرار الظني؟

ج: لا أهمية للمواقف بعد القرار الظني لأن التعامل مع النتائج ستكون مختلفة عن التعامل مع قرار قبل أن يصدر، خاصةً أنه قبل أن يصدر هو يحمي الساحة من الفتنة من احتمالات الخطر الموجود من سلبيات كثيرة ممكن أن تكون موجودة أما بعد صدوره نحن أمام مرحلة جديدة لا بدّ من التعامل معها لا أعلم ماذا سيكون وكيف ستتعامل الأطراف.

س: ولكن أنتم تتحدثون عن الفتنة منذ أن حصل هذا الاستنفار من قبلكم، تتحدثون عن الفتنة والطرف الآخر يقول أنها غير واردة لأنه لا يريدها وكأنكم وضعتم في موقف أنكم أنتم تسعون الى الفتنة وتهددون بها لكي يتخذ سعد الحريري موقفًا تريدونه.

ج: يشهد العالم بأسره أن حزب الله هو أبعد جهة من كل الجهات عن الفتنة وقد ضحّى بالكثير من أجل أن يمنعها طوال السنوات السابقة رغم التآمر عليه والتعقيدات التي حصلت والارتكابات التي ارتكبها أطراف كثيرون على هذه الساحة، لكن عندما نتحدث عن الفتنة لا نقصد أن حزب الله سيخوض فيها وإذا كان الطرف الآخر في تيار المستقبل يقول أنه لن يدخل في الفتنة فهذا لا يعني أن الأمر انتهى عند هذا الحد لأن الساحة مفتوحة ولا نعلم من الذي يدخل اليها ليوقع الأخطاء أو الأخطار أو المشاكل هذا أمر مفتوح وبالتالي الفتنة لا تحتاج الى قرار منّا أو من تيار المستقبل، قد تكون بقرارات أخرى من جهات مخابراتية توقع المشكلة التي تسبب الفتنة.

س: ماذا عن العلاقة مع سعد الحريري، هناك انقطاع في التواصل بينه وبين الأمين العام، ليس هناك لقاءات على هذا المستوى، هل من شيء قريب يجري ترتيبه؟ هل من لقاء قريب سيحصل؟

ج: العلاقة مع الرئيس الحريري علاقة عادية وزاره المعاون السياسي للأمين العام منذ أسبوعين تقريبًا وحصل نقاش في المسائل المختلفة والتواصل قائم عندما تكون هناك حاجة لأي نقاش أو أي جلسة، وبالتالي ليس مطروحًا الآن أن يحصل لقاء بين الرئيس الحريري وسماحة الأمين العام وعندما يرى الطرفان أن هناك حاجة للقاء وثمرة من اللقاء يتم الاتفاق على اللقاء.

س: من جهتكم لا ترون الآن حاجة لهذا اللقاء؟

ج: لا يوجد الآن شيء يستدعي عقد مثل هذا اللقاء لكن لا يوجد ممانعة فيما لو طلب الطرف الآخر وكان هناك تقدير لفائدة مثل هذا اللقاء فيحصل.

س: ولكن قيل ان اللقاء الأخير، يعني الصلة الأخيرة التي حصلت كانت على خلفيات خلافية وبحدة..

ج: بالتأكيد حزب الله مختلف مع الرئيس الحريري هو لا يريد المجلس العدلي ونحن نريد المجلس العدلي

س: في قضية شهود الزور

ج: في قضية شهود الزور، هو لا يريد ان يلتفت الى التطورات التي لها علاقة باتهام حزب الله ويصرّ على استمرار هذا المسار في المحكمة ونحن نعترض على هذا المسار ونعتبره مسارًا خطرًا إذًا هناك خلافات موجودة.

س: ولكن هل هذه الخلافات تصل الى حد انكم ستسعون الى تغيير سعد الحريري عن رئاسة الحكومة لو استطعتم؟ أم أنكم تتمسكون به رئيسًا للحكومة؟

ج: لم نطرح كحزب الله لا تعديل حكومي ولا تغيير حكومي في هذه المرحلة.

س: يعني ممكن قضية شهود الزور أن تفجّر الحكومة؟

ج: لا أعلم الى أين ستصل قضية شهود الزور لكن سنتخذ موقفنا المنسجم مع قناعاتنا الّا أنه مسألة الحكومة مسألة غير مطروحة في المرحلة الحالية.

س: الموقف المنسجم مع قناعتكم تأخذونه حتى لو وصل الى حد اعتكاف سعد الحريري أو انسحابه، يعني تعطيل عمل الحكومة لمنع وصول موضوع موضوع شهود الزور الى التصويت؟

ج: نحن معنيون كحزب الله أن نتخذ الموقف الملائم من قضية شهود الزور في مجلس الوزراء والآخرون يتحملون مسؤولية مواقفهم، لا يمكن أن نحاصر فنمنع من موقفنا تحت عنوان أن الآخرين يمكن أن يتخذوا بعض المواقف

س: منه الاستقالة أو الاعتكاف؟

ج: كل واحد مسؤول عن موقفه وبالتالي ليس مطروحًا لدينا أن نتحدث بغير موقفنا مهما كانت النتائج والأمر الآخر نحن نعتبر أن شهود الزور هي قضية مركزية، شهود الزور ووراءهم من صنعهم وبالتالي إذا وصلنا الى من صنّع شهود الزور سنفهم هذه المرحلة لمدة خمس سنوات ما الذي جرى فيها ولماذا انحرف التحقيق عن مساره وماذا يريدون من هذا الملف الذي ابتعد تمامًا عن الحقيقة وأصبح مسيسًا وبيد القرارت الدولية

س: ولكن هم يقولون إن القرار الظني لم يصدر لنرَى ما إذا كان استند الى شهود زور ام لا؟

ج: هناك مقدمات حصلت في البلد شوّهت الحقيقة وغيرت المعطيات ودخلت الى شبكة الاتصالات وهناك تجسس اسرائيلي عمل ليل نهار ومسؤولين دوليين دخلوا على الخط، أصبحنا أمام مقدمات فيها الكثير من الاشكالات، علينا في البداية أن ننقيها وأن نوضحها قبل أن نصل الى القرار الظني وهذا المسار هو مسار شهود الزور ومن صنعهم.

  

التنظيم الارامي الديمقراطي/مجزرة جديدة بحق شعبنا

بقلوب دامية وبمزيد من الحزن والاسى تابعنا اخبار انضمام قافلة جديدة أخرى من ابنائنا العزل اثناء تاديتهم الصلوات في كنيسة سيدة النجاة بوسط بغداد الى مواكب شهداء الامة الارامية فسقوا بدمائهم الزكية تربة الاجداد. ان التنظيم الارامي الديمقراطي حزين جدا لفعلة هؤلاء الوحوش المجرمين الذين تجري في عروقهم دماء الغزو والقتل والسلب والجريمة، الذين لا يصونون حرمة الكنائس والمعابد، أو المسنين والنساء والاطفال. لقد طفح الكيل ويجب علينا ان نتصرف ونقف بوجههم ونقول لا لجرائمهم. ان التنظيم الارامي الديمقراطي يهيب بكافة قيادات طوائف شعبنا ان تلتقي حالاً لمناقشة مستقبل ابنائهم في العراق لدرء الخطر الشنيع الذي يتعرضون له فيه، ولوضع خطة جريئة مع اتخاذ اجراءات امنية شجاعة لحمايةهذا الشعب الاسير في ارض اجداده والتنسيق مع المجتمع الدولي لاتخاذ الخطوات السريعة والكفيلة بحمايتهم من براثن الاصولية الاسلامية الطاغية ومن كافة الاعداء المتربصين به.

 

 حصيلتها 37 قتيلا من الرهائن و7 شرطيين و9 مسلحين

«دولة العراق الإسلامية» تبنّت «مجزرة سيدة النجاة» وأمهلت أقباط مصر 48 ساعة لإطلاق كاميليا ووفاء

بغداد، القاهرة - «الراي»

تبنى تنظيم «دولة العراق الاسلامية» الارهابي الموالي لـ «القاعدة»، الهجوم الذي استهدف كنيسة «سيدة النجاة» للسريان الكاثوليك في حي الكرادة في بغداد، وامهل الكنيسة القبطية المصرية، 48 ساعة للافراج عن مسلمات «مأسورات في سجون اديرة» في مصر، حسب «مركز سايت» الاميركي المتخصص في مراقبة المواقع الالكترونية الاسلامية.

وجاء في بيان للتنظيم (وكالات)، «صالت ثلة غاضبة من اولياء الله المجاهدين على وكر نجس من اوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقرا لحرب دين الاسلام وارصادا لمن حاربه». واسفرت العملية الارهابية، التي استهدفت مساء الاحد، كنيسة «سيدة النجاة»، عن مقتل 37 رهينة، بينهم خمس نساء وسبعة اطفال وجرح 56 آخرين على الاقل.

كما قتل 7 من العناصر الامنية واصيب 15. وشنت القوات الامنية العراقية بمؤازرة من الجيش الاميركي، هجوما لتحرير الرهائن فقتلت 8 من المسلحين، فيما فجر التاسع نفسه، قبل تدخل القوات المشتركة. وقال اسقف الكلددان في بغداد شليمون وردوني، ان «اثنين من كهنة كنيسة سيدة النجاة قتلا فيما اصيب ثالث بالرصاص في كليته». وأضاف: «ينتابني شعور بالحزن الشديد، ما يسعنا القول؟ انه عمل غير انساني، حتى الحيوانات لا تتصرف بهذه الطريقة».

وافاد مصور «فرانس برس»، ان الكاتدرائية اصبحت اشبه بساحة حرب، مشيرا الى ان الارض والجدران غطتها الدماء واخترقها الرصاص وتناثرت في داخلها الاشلاء.

وقال الاب يوسف توما مرقس، رئيس الاباء الدومنيكان في العراق، ان «العملية كانت محضرة منذ فترة طويلة نظرا للاسلحة والذخائر التي عثر عليها في الكاتدرائية. الامر يستغرق وقتا طويلا لادخالها». من جهته، تفقد اسقف السريان الكاثوليك بيوس كاشا الكاتدرائية، قائلا «انها مجزرة حقيقية»، مضيفا: «الامر الاكيد ان ابناء رعيتي جميعا سيغادرون العراق».

وقال احد الرهائن البالغ من العمر 18 عاما، رافضا التعريف عن اسمه، ان «رجالا يرتدون ملابس عسكرية اقتحموا الكنيسة حاملين اسلحتهم وقتلوا كاهنا على الفور. لقد احتميت داخل قاعة صغيرة حيث كان يوجد اربعة مصلين اخرين».

واضاف: «بعدها بقليل، دخل اثنان من المسلحين الى القاعة واطلقا النار في الهواء وعلى الارض ما ادى الى جرح ثلاثة اشخاص ثم دفعا بنا الى صحن الكنيسة. حصل بعدها تبادل اطلاق نار وسمعنا دوي انفجارات. وتناثر الزجاج على الناس».

وهذا الهجوم الذي وقع عشية «عيد جميع القديسين»، يعتبر احدى الهجمات الاكثر دموية التي تستهدف مسيحيي العراق.

من ناحيته، اعلن تنظيم «دولة العراق الاسلامية»، انه نفذ العملية «نصرة لاخواتنا المسلمات المستضعفات الاسيرات في ارض مصر المسلمة».

وامهل الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة، «لتبيان حال اخواتنا في الدين المأسورات في سجون اديرة الكفر وكنائس الشرك في مصر واطلاقهن جميعهن».

وحسب «سايت»، فان تهديدات «القاعدة» لاقباط مصر تأتي عقب الدعوات الى المسلمين للتحرك من اجل زوجتي كاهنين قبطيين قيل ان احداهما اعتنقت الاسلام ولهذا السبب تم احتجازها داخل احد الاديرة، وان الثانية ابدت رغبتها باشهار الاسلام فاحتجزت بدورها في احد الاديرة.

وبث التنظيم ايضا تسجيلا مصورا منسوبا الى «مقاتل» يقود مجموعة انتحارية ويهدد بدوره الكنيسة القبطية في مصر ويقول ان زوجتي الكاهنين المعتقلتين هما كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين. وجاء في الوعيد، انه اذا لم يلب الاقباط مطلب التنظيم «فستفتحون على ابناء ملتكم بابا لا تتمنونه ابدا، ليس في العراق فحسب، بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة، فلديكم عندنا مئات الآلاف من الاتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدفاً لنا ان لم تستجيبوا».

وندد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، بـ«الجريمة الإرهابية الجبانة التي طالت كنيسة النجاة وهزت مشاعرنا ومشاعر كل العراقيين والشرفاء في العالم».

وأضاف في بيان: «لقد استهدف أصحاب الأفكار المنحرفة من القاعدة وحلفائهم من أزلام النظام المباد اخوتنا المسيحيين في جريمة إرهابية يراد منها زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة والفوضى وابعاد العراقيين عن وطنهم».

ودعا قوات الأمن العراقية على اختلاف صنوفها إلى الالتزام بأعلى درجات اليقظة وبذل أقصى جهد لتأمين الحماية الكافية للمساجد والكنائس وجميع دور العبادة «من اجل تفويت الفرصة على الإرهابيين ومن يقف وراءهم من أصحاب المخططات المشبوهة الذين يريدون النيل من العراق ووحدة شعبه وسلامته مستغلين تهديدات البعض بإعادة العنف».

وفيما دانت مصر في شدة «العمل الإرهابي الهمجي الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة»، شدد الناطق باسم وزارة الخارجية حسام زكي، على رفض بلاده القاطع الزج باسمها أو بشؤونها في مثل هذه الأعمال الإجرامية، معربا في الوقت ذاته عن خالص التعازي المصرية لأسر الضحايا، ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين.

كما دان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى العملية، وشدد على أهمية وحدة الشعب العراقي في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها، مؤكدا وقوف الجامعة إلى جانب العراق ودعمه له في مواجهة الإرهاب الذي يهدد أمنه واستقراره.

وكثفت قوات الأمن المصرية، امس، إجراءاتها الأمنية حول كل الكنائس والكاتدرائيات في العاصمة ومختلف المحافظات.

وقال مصدر أمني، إن وزارة الداخلية نظمت حملات مرورية مكثفة حول الكنائس والكاتدرائيات لمنع أي انتظار للسيارات أمامها، كما قامت قوات الأمن بزيادة التدقيق في هويات مرتادي الكنائس. وعقد المجمع المقدس في الكنيسة المصرية اجتماعا لبحث تهديدات «القاعدة». وفي الفاتيكان، دان البابا بنديكت السادس عشر، «العنف العبثي والوحشي» ضد «اشخاص عزل».

وقال خلال الصلاة الملائكية في ساحة القديس بطرس، «اصلي من اجل ضحايا هذا العنف العبثي، عنف من الوحشية لدرجة انه يستهدف اشخاصا عزلا مجتمعين في بيت الله الذي هو بيت محبة وتسامح». واضاف: «اعبر عن تضامني الحار مع الطائفة المسيحية (العراق) التي ضربت مجددا». وتابع: «امام دوامة العنف المروعة التي لا تزال تمزق شعوب الشرق الاوسط، اود ان اجدد ندائي من اجل السلام». وأعربت الحكومة الألمانية عن صدمتها. وقال الناطق شتيفن زايبرت، إن الحكومة «حزينة ومصدومة» إزاء هذا «الهجوم الإرهابي الجديد في العراق».وأشار إلى أن «هذا الهجوم الجديد الذي حدث داخل كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد، يوضح مدى خطورة الوضع بالنسبة للمسيحيين في العراق». وشدد «على ضرورة حماية الأقليات ووجود حكومة قادرة على التصرف في العراق». وفي لندن دان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ألستير بيرت الهجوم. وحضّ السلطات العراقية على «بذل كل ما في وسعهم لتقديم المسؤولين عن الهجوم على المصلين الأبرياء إلى العدالة». الى ذلك، قتل مدني، بانفجار عبوة ناسفة لاصقة بسيارته في منطقة حي الإعلام جنوب بغداد، صباحا.

على صعيد آخر، بدأت صباح امس، فعاليات معرض بغداد الدولي في دورته الـ 37 بحضور رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، اضافة الى عدد من المسؤولين وممثلي الشركات المشاركة في المعرض. وتشارك في المعرض اكثر من 1200 شركة من 13 دولة عربية واجنبية، لعرض منتجاتها الصناعية والزراعية والعلمية والتكنولوجية.

 

كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين...قبطيتان في قلب التوترات الطائفية

القاهرة - ا ف ب -كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين، هما المصريتان القبطيتان اللتان تحدثت عنهما مجموعة تابعة لتنظيم «القاعدة» في العراق، لتبرير الهجوم على كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد، الاحد. وتكاد كاميليا ووفاء، ان تكونا اشهر امرأتين في مصر بسبب كونهما زوجتي اثنين من قساوسة الكنيسة القبطية سرت اشاعات واسعة حول اعتناقهما الاسلام ما اثار توترا بين المسلمين والمسيحيين تفجر في تظاهرات داخل كاتدرائية الاقباط في القاهرة احتجاجا على «خطف المرأتين واسلمتهما بالقوة» وتظاهرات مضادة امام عدد من المساجد اعتراضا على «اخفاء الكنيسة للمرأتين وارغامهما على العودة للمسيحية». وكانت كاميليا «اختفت» لمدة خمسة ايام يوليو الماضي قبل ان تتمكن اجهزة الامن من التعرف على مكان اقامتها لدى صديقة لها. وارغمت المرأة الشابة التي غادرت منزل الزوجية بعد مشاجرات عائلية على العودة الى الكنيسة في حراسة الشرطة. وسرت اشاعات واسعة حول اعتناقها الاسلام، وهو ما نفته الكنيسة القبطية ونفاه الازهر الذي يحتفظ بسجلات تضم اسماء من يترك المسيحية الى الاسلام. اما وفاء، فقد «اختفت» كذلك لفترة قصيرة في العام 2004 وترددت انذاك اشاعات حول اعتناقها الاسلام قبل ان تسلمها اجهزة الامن الى الكنيسة. واثارت قضية وفاء، التي اكدت الكنيسة انها «ارغمت على ترك دينها» غضب البابا شنوده ثالث بطريرك الاقباط الارثوذكس الذي قرر الاعتكاف في دير وادي النطرون لمدة 15 يوماً تعبيرا عن احتجاجه على موقف الدولة الذي اعتقد انه يتسم بالتساهل ازاء من يحاولون اسلمة المسيحيين.

ورغم ان بين الحادثتين ست سنوات الا انهما تشهدان على التوتر المتنامي بين المسلمين والمسيحيين مع انحسار الخطاب الديني المتسامح وتنامي خطاب التعصب والتشدد الديني.

نائب رئيس الوزراء السابق يطالب بـ «تدخل دولي»

 

احموا مسيحيي العراق

طارق الحميد

 (الشرق الاوسط)، الثلاثاء 2 تشرين الثاني 2010

لولا الخشية من أن يعتقد القارئ أن الكاتب يريد ملء المساحة فقط، لقمت بإعادة نشر مقالي «لا بد من حماية المسيحيين» المنشور بتاريخ 12 أكتوبر (تشرين الأول) 2008. ففي ذلك المقال قلنا إن «واجب العراقيين جميعا، لا حكومة بغداد وحدها، حماية المسيحيين العراقيين من القتل والتهجير، وكل أنواع القمع التي يتعرضون لها، خصوصا أنهم لم يسبق أن كانوا جزءا من تحالفات ضد العراق، ولم يأتوا ببريمر، وغيره. كما أنهم يعانون من أسوأ أوضاع يتعرض لها مسيحيو المشرق».

وكان ذلك على خلفية مناشدة رئيس أساقفة الكلدان في كركوك، الأسقف لويس ساكا، للحكومة العراقية بضرورة حماية مسيحيي العراق، حيث قال يومها إن «المسيحيين في العراق ليست لديهم ميليشيات وعشائر للدفاع عنهم»، مضيفا «أشعر بالألم والظلم لأن أبرياء يقتلون ولا نعلم لماذا».

ووقتها تعرضنا للإدانة والحملات الإعلامية من قبل أناس محسوبين على الحكومة العراقية، لكن ها نحن اليوم نشهد مذبحة وحشية أخرى بحق مسيحيي العراق، مذبحة لم تقع على نقطة تفتيش، أو من خلال اغتيال شخصية مسيحية بمنزل، أو في إحدى الطرقات، بل هجوم مسلح منظم على كنيسة سيدة البشارة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة ببغداد، وراح ضحيتها قرابة 52 شخصا، وذلك بعد قرابة عامين من نداء الأسقف لويس ساكا للحكومة بضرورة حماية المسيحيين.

واللافت هو قول الأب يوسف توما مرقس رئيس الآباء الدومنيكان في العراق، بعد مذبحة أمس، إن «العملية كانت محضرة منذ فترة طويلة نظرا للأسلحة والذخائر التي عثر عليها في الكاتدرائية.. الأمر يستغرق وقتا طويلا لإدخالها». كما أن المحزن هو قول خوراسقف السريان الكاثوليك بيوس كاشا «الأمر الأكيد أن أبناء رعيتي جميعا سيغادرون العراق».

وعليه، فإن السؤال اليوم هو: ما الذي اتخذ منذ عام 2008، وليس 2003، من قبل الحكومة لحماية أحد المكونات العراقية من عمليات القمع والعنف المنظم؟ الإجابة للأسف: لا شيء! فمن السهل اتهام تنظيم القاعدة الذي لا يتوانى عن ارتكاب المجازر، والعمليات الوحشية. لكن، وما دام مسيحيو العراق مستهدفين علنا، ويجهرون بالصوت طلبا للحماية من قبل الحكومة، فأين حكومة نوري المالكي منهم؟

أحد الرهائن في عملية يوم أمس الإرهابية يقول إن «رجالا يرتدون ملابس عسكرية اقتحموا الكنيسة حاملين أسلحتهم وقتلوا كاهنا على الفور». ومعلوم ومنذ 2008 أن مسيحيي العراق، الذين غادر قرابة نصفهم البلاد، باتوا يلجأون للكنائس بحثا عن الحماية من أعمال العنف، بل إن اللافت هو أن الكنيسة المستهدفة كانت تحت حماية رجال الأمن. فكيف تم ذلك الاختراق؟

ولا نملك إلا أن نعيد ما قلناه في 2008 وهو أن استهداف الأقليات، ومنهم المسيحيون العراقيون، يعني تفتيت العراق، والإخلال بتركيبته الثقافية، والسياسية. فمن يضمن أن الأمر يقف عند الأقليات الصغيرة، فاستثناء طائفة أو إثنية يعني فتحا لأبواب الجحيم، التي يستطيع البعض إشعالها، لكن لا أحد يضمن إخمادها. ومن يضمن أيضا ألا يكون هذا، غدا، نصيب مسيحيي لبنان، لا قدر الله. ولذا نقول: احموا المسيحيين في المشرق لتحموا فضيلة العيش المشترك.

 

مأساة "سيدة النجاة" وخطر انقراض المسيحيين في الشرق الأوسط

عزيز الحاج /ايلاف

شبكات القاعدة الملخة بالدم أعلنت أن الهجوم على كنسية سيدة النجاة في بغداد كان مدبرا، والكنيسة نفسها كانت الهدف. والقاعدة كانت، ومنذ سقوط صدام، الشريك الأكبر الثاني لجيش المهدي في مطاردة وتهجير وقتل المسيحيين وأبناء بقية الأقليات الدينية. إن مصير مسيحيي العراق نموذج لما يجري لجميع مسيحيي الشرق الأوسط: من تمييز فظ، وعدوان مستمر، وهضم للحقوق، ودفع للهجرة. ففي العراق، انخفض عدد المسيحيين من مليون و800 ألف إلى نحو 400 ألف فقط. وتعرضت 51 كنيسة عراقية، قبل سيدة البشارة، للحرق والدمار، وخطف مطران و3 قساوسة وقتلوا، وتجاوز عدد من قتل من مسيحيي العراق 800 ضحية. وأما هجرتهم الجماعية، فمعروفة، فإن فضل المسيحي البقاء، فإنه معرض دوما للعدوان، وسيظل مواطنا من الدرجة الثانية، والمسيحيات يصبحن مجبرات على لبس الحجاب.وفي الأراضي الفلسطينية، لم يعد عدد المسيحيين يتجاوز50 ألفا، منهم أقل من 1000 في غزة [ جريدة الفيجارو بتاريخ 17 أكتوبر المنصرم].

وقد صار المسلمون أكثرية في بيت لحم وبيت جالا، مع استثناء بيت سحور، حيث بقي المسيحيون هنا أكثرية، ولكن نساءهم يتعرضن لمضايقات بعض المسلمين. فبيت لحم، وهو مهد المسيحية، راح يفرغ تدريجيا من المسيحيين. أما مآسي أقباط مصر، فالأمثلة عليها كثيرة، وهي تتجدد مع كل حادث عدوان جديد عليهم وعلى كنائسهم. وها هو الإرهابي المجرم بن لادن وشركاه يهددون من جديد أقباط مصر. ونعتقد أن القاعدة لا تحتاج إلى مساعدة من غيرها في مصر، لأن هناك دوما بعض الغوغاء المسلمين المتطرفين الذين يخترعون حجة بعد حجة لمهاجمة الأقباط وكنائسهم وأديرتهم دون أن تتخذ الحكومة تدابير صارمة ومحكمة لوقف هذا العدوان المستمر.

إن هناك اليوم صرخات تتعالي بين المسلمين، ساسة ومثقفين ورجال دين ومنظمات حكومية إسلامية، تتحدث عن "الإسلاموفوبيا" في دول الغرب الديمقراطية؛ فإن ظهر كتاب مشحون عن الهجرة في ألمانيا، أو هدد قس متهور بحرق القرآن دون أن ينفذ تهديده، أو أدلي سياسي عنصري غربي بتصريحات تخوف من المهاجرين، ومن المسلمين بالذات، فحينذاك ترتفع الصرخات للتدليل على وجود هذه " الإسلاموفوبيا" في الغرب مع أن المسلمين في بلدانه يمارسون شعائرهم بحرية ولهم حقوق واسعة، وآلاف المساجد، التي إذا تعرض أحدها لعدوان ما، سارعت حكومة ذلك البلد لردع ومعاقبة المعتدين، برغم أن حوادث كهذه تظل نادرة جدا. هذه الصرخات تصدر من بيننا حيث يستمر اضطهاد المسيحيين عندنا بشراسة دون أن نجد الصارخين يعملون من أجل وضع حد لهذه الظاهرة والمطالبة بالتعامل مع المسيحيين وغير المسلم الآخر على قدم المساواة مع المسلمين. وكما كتبت في مقال سابق، فالأولى بنا أن ننظر إلى ما يجري عندنا من جنايات وخطايا ضد غير المسلمين قبل أن نوجه الاتهامات للغير.لقد قرأت عدة مقالات عربية حول نتائج أعمال " سينودس" [ مجمع ]، روما للكنائس الشرقية وتوصياته ومناشدات البابا. لم تبرز وسائل الإعلام العربية غير إدانة الاجتماع للاحتلال الإسرائيلي. أما المطالبة بالحرية الدينية في الشرق الأوسط وبمساواة المواطنة، فقد مرت على الإعلام العربي وكأنه لم يسمع بها! وقد نشر عدد من الكتاب العرب مقالات حاولت التلطيف من المشكلة والتخفيف من وطأتها، متحدثة عن معاناة الجميع من مسيحيين ومسلمين وغيرهم. ففي مقال بصحيفة " الحياة" يقول كاتبه إنه، على رغم خصوصيات ما أصاب المسيحيين في البلدان العربية، فإن ما أصابهم يشبه ما أصاب الآخرين بمعظم تفاصيله- من تهديدات أمنية وترديات سياسية. ومقال كاتب آخر، في نفس الصحيفة، يجعل المسيحيين والمسلمين الشرقيين ضحايا لإسرائيل و" ويهودية الدولة". وأما كاتب الصحيفة الثالث، فيقول إن المشرق العربي قد تغير وتغيرت معه أحوال المسيحيين. وأحوالهم ليست وحدها التي تغيرت بسبب تحريم حق الاختلاف.

هذه نماذج من ردود الفعل العربية على أعمال السينودس. وأرى فيها سلسلة مغالطات والتهرب من الحقيقة التي تصدم العين جهارا. فانتشار التطرف والتزمت الدينيين بين المسلمين، واعتبار الإسلام هو وحده دين الله الحق، واعتبار غير المسلمين مجرد أهل ذمة لا مواطنين متساوين مع غيرهم، ظواهر ووقائع معروفة ولها عواقبها على التعامل مع غير المسلمين. وحرق الكنائس والاعتداء عليها وعلى الرهبان وغير ذلك من أعمال العدوان تكاد تصبح ظواهر يومية في الشرق الأوسط. وكم من حوادث اعتقال وسجن مسيحيين بنهمة التبشير مع أن الدعاة المسلمين في الغرب يبشرون علنا بالإسلام ويقيمون الأفراح إذا أسلم بعض المسيحيين الغربيين. وفي بلدان الخليج نجد هنا وهناك قيودا ثقيلة على غير المسلمين، وعادة ما يضطر المسيحيون لإقامة الصلوات في منازل الدبلوماسيين أو في قاعات المؤتمرات بالفنادق في ظل مخاطرة كبرى. والمسلم الذي يتحول لدين آخر يعاقب بالإعدام بينما حرية التدين وتغيير الدين مسموح بها في الدول الغربية التي نتهمها بالعداء للإسلام وحرية عبادة المسلمين.وبينما رأينا موجات الهياج الصاخبة عند تهديد القس الأميركي المتطرف بحرق القرآن، فإن وسائل الإعلام العربية تجاهلت خبر استقبال كنيسة أميركية في شهر رمضان للمصلين المسلمين الذين كانوا بانتظار الانتهاء من بناء مركزهم الإسلامي قرب الكنيسة. حدث ذلك في كنيسة قرب مدينة ممفيس في ولاية تينيسي. وقد نشرت الصحف والتلفزيونات الأميركية صور المصلين المسلين في تلك الكنيسة طوال رمضان. نعم، المسيحيون الشرقيون ينقرضون في أوطانهم مع أنهم هم أهلها الأصليون، ومع كل ما قدموه من خدمات في العلم والتربية والأدب والسياسة وعلم التاريخ والاقتصاد، وكانوا دوما نماذج في دماثة الخلق والوداعة وفي الوفاء لأوطانهم. ولكنهم اليوم في طريق الانقراض، وا أسفاه، والمسئولية تقع على الحكومات والبرلمانات ورجال الدين المسلمين ومعظم المثقفين، وكذلك على الدول الغربية نفسها التي لم تتخذ مواقف واضحة وصريحة في التعامل مع المأساة، إما لأسباب سياسية أو اقتصادية وتجارية، أو لكل هذه الاعتبارات.

لقد آن الأوان للشجعان من المفكرين والمثقفين المسلمين أن يكونوا في الصف الأمامي للدفاع عن المسيحيين الشرقيين وإدانة كل انتهاك بحقهم، والمطالبة بدولة المواطنة والمساواة وحقوق الإنسان، والدفاع الحازم عن الحرية الدينية. إن غياب المسيحيين عن بلداننا خسارة كبرى لنا جميعا. فمتى توقف المأساة؟

 

الولايات المتحدة الأميركية "قلقة بشدة" من الوضع في لبنان

فلتمان لـ"واشنطن بوست": على سوريا كبح "حزب الله" وإيران مقابل تحسين العلاقات معها

كتب غلين كيسلر في "واشنطن بوست": حضّ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان سوريا على ممارسة ضغوط على إيران و"حزب الله" لكبح أنشطتهما في لبنان في حال أرادت تحسين علاقاتها مع واشنطن، معرباً عن قلق الولايات المتحدة الشديد على الوضع في لبنان.

وقال فيلتمان في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الثلاثاء: "سوريا والولايات المتحدة قامتا بخطوات متواضعة لرؤية ما إذا كان باستطاعتنا تحسين العلاقات الثنائية"، مضيفاً أن "لا يمكن أن يذهب ذلك بعيداً طالماً يقوّض أصدقاء سوريا الاستقرار في لبنان".

وتابع فيلتمان قائلاً إن بلاده أوضحت للسوريين أن ثمة "تكلفة" للعلاقات الثنائية بين البلدين تستند إلى ما يقوم به أصدقاؤها في لبنان.

وتأتي تصريحات فيلتمان في وقت تسود فيه حال عدم استقرار في لبنان مع اقتراب إصدار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرارها الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري الذي يتوقع أن يتهم عناصر من "حزب الله"، فيما حذر أمين عام الحزب حسن نصر الله من التعاون مع المحققين الدوليين.

وأشار فيلتمان، من جهة أخرى إلى أن سوريا لن تتمكن من استرجاع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل إلا من خلال إصلاح علاقاتها مع واشنطن. وقال: "أعلنت سوريا أنها ترغب بتلبية توقعاتها، أي استرجاع الأراضي، من خلال اتفاق سلام مع إسرائيل وهي تعرف الدور الأساسي الذي يمكن أن نلعبه لتحقيق ذلك".

وأوضح فيلتمان أنه يعتقد أن "سوريا مهتمة بإقامة علاقات أفضل معنا ولكن اهتمامنا بالتوصل إلى سلام شامل لا يعني أننا سنبدأ بتبديل اهتماماتنا الأخرى في العراق ولبنان بغية جعل دمشق تحبنا أكثر".

وقال فيلتمان إن الإدارة الأميركية "قلقة بشدة" من الوضع في لبنان، مضيفاً إن زيارته الأخيرة للبنان كانت بغية إظهار الدعم للرئيس ميشال سليمان وتأكيد الالتزام بالمحكمة الدولية التي تحقق باغتيال الحريري. وأوضح أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اتصلت بالرئيس سليمان الذي يواجه صعوبات في إدارة الساحة السياسية المنقسمة بشدة.

وأضاف فيلتمان ان لبنان يشهد "انقساماً سياسياً حاداً، ومن الواضح أن جانبا من الانقسام يدعم سوريا وإيران"، ومن المهم للولايات المتحدة وحلفائها "إظهار أنه لا يوجد فراغ على الجانب الآخر والحرص استمرارية الدولة اللبنانية". وأكد أن عمل المحكمة الخاصة بلبنان مستمر على الرغم من كل الكلام الذي يدلي به "حزب الله".

ورغم أنه امتنع عن تسمية أي عواقب على سوريا وإيران إذا قوضا الحكومة اللبنانية، إلا أن فيلتمان حذر من أن سوريا خاطرت في فقدان فرصة لتحسين العلاقات مع واشنطن.

واستبعد فيلتمان أن يكون لزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان أي أثر على المدى البعيد، قائلاً إنه يواجه مشاكل داخل إيران ويسعى إلى التركيز على السياسة الخارجية "والقيام بجولة خارجية تبدو منتصرة" كعادة السياسيين الذين يواجهون مشاكل داخل بلادهم. كما استبعد أن تكون سوريا قد استخفت بمبادرات الرئيس باراك أوباما تجاهها لاعتقادها أن إيران تحقق مكاسب في منطقة الشرق الأوسط، وقال: "أسمع هذه الروايات أن إيران تربح في العراق ولكنني لا أرى أي مثال على وقائع تدعم هذه الحجة

 

"الشرق الأوسط: سيناريو سيطرة حزب الله على بيروت أنجز.. وكلمة السر "القرار الظني"

تعيش القوى الرسمية اللبنانية المسؤولة عن حفظ الأمن في البلاد حالة قلق كبيرة من الوضع الميداني في ضوء التوتر السياسي المتفاقم على خلفية القرار الظني للمحكمة الخاصة بلبنان الذي يتوقع حزب الله أن يتهمه أو "عناصر فيه" بالضلوع في عملية اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري في (شباط) 2005.

وبينما ذكرت صحيفة "الأخبار" القريبة من حزب الله أن "فصيلا أساسيا في المعارضة"، في إشارة واضحة إلى حزب الله قام بـ"محاكاة إلكترونية" لعملية السيطرة على بيروت، أكدت مصادر لبنانية مطلعة لـ"الشرق الأوسط" أن هذه المحاكاة هي "خطة عملية وضعت على الورق وصدقت من قبل الأطراف المعنية، وأن تنفيذها ينتظر ساعة الصفر، وهي (القرار الظني) في جريمة اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري، وهو قرار قال خبير استراتيجي قريب من الحزب "سينهي العهد الحريري والسعودي في لبنان إلى الأبد".

ولم ينف حزب الله في اتصال لـ"الشرق الأوسط" مع أحد قيادييه الخبر، لكنه لم يؤكده، معتبرا أن "الجميع يعلم أن الوضع في لبنان مقلق للغاية بسبب فشل كل الفرص حتى الآن، من غير المفيد الحديث عن سيناريوهات في الإعلام، ولكن لا أحد يستطيع أن يتكهن بما سيكون عليه الوضع بين يوم وآخر".

أما حركة أمل، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، فقد نفت مشاركتها في أي "خطط ميدانية"، وقال مصدر في الحركة رفض ذكر اسمه إنها "ليست في حالة وضع خطط مواجهات ميدانية"، وقال: "نحن مؤمنون وملتزمون بما يقوم به دولة الرئيس (مجلس النواب) الأخ الأستاذ نبيه بري وما يبذله من جهود محلية وإقليمية بشكل متواصل للبحث على حلول ومخارج للأزمة القائمة"، مؤكدا أنه "لا يوجد على أجندتنا إلا السعي إلى استيلاد التفاهم بين كل الشركاء في الوطن، لأن هذا الوطن للجميع ولا أحد يسعى إلى إلغاء الآخر لا اليوم ولا بعد مئات السنين". وقد كشف مصدر لبناني مطلع لـ"الشرق الأوسط" عن معلومات تتداولها أجهزة أمنية لبنانية عن قيام "حزب الله" وحركة أمل وقوى أخرى متحالفة مع سوريا بعقد اجتماعات دورية مكثفة لبحث "التنسيق" في ما بينها في معركة مفترضة للسيطرة على بيروت وطريق الجنوب وتحييد مناطق أخرى مسيحية وسنية.

وقالت مصادر لبنانية مطلعة لـ"الشرق الأوسط" إن الاجتماعات تطرقت إلى "تقسيم المناطق" بين هذه القوى بحيث يصبح لكل فريق منها خريطته الخاصة للمواجهة في "ساعة الصفر". وقد عقدت هذه الأطراف بدورها اجتماعات تنظيمية لتوزيع المهام داخل كل فريق.

وقالت المعلومات إن بيروت قسمت إلى 3 مناطق عسكرية، تتولى فيها هذه القوى المهام، وتحديدا بين أمل وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي، وإن خططا بديلة أعدت لتقديم الدعم اللوجيستي من قبل حزب الله لهذه الأطراف في حال واجهت مشكلات تمنع تنفيذ الخطة.

وتشير المعلومات أيضا إلى أن ساعة الصفر مرتبطة بالقرار الظني للمحكمة، إلا إذا ارتأى المعنيون تقديمها لاستباق القرار، لكن هذا السيناريو الأساس وضع على أساس صدور القرار الظني ونزول "شبان" غاضبين إلى الشوارع الرئيسية لقطعها احتجاجا عليه، ثم تتطور الأمور إلى مواجهات مع القوى الأمنية أو أنصار الفريق الآخر (14 "آذار" وتيار المستقبل تحديدا)، فتغتنم القوى المسؤولة عن تنفيذ عملية الاستيلاء على العاصمة مهمتها.

ورأى الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط (المقرب من حزب الله) أن ما تضمنه تقرير صحيفة "الأخبار" فيه الكثير من الواقعية، ولفت إلى أن "استراتيجية حزب الله الحالية تقوم بالدرجة الأولى على منع الفتنة، أي منع تسبب هذه الفتنة، وهو لذلك يسعى إلى الاتصالات والحوار، أما إذا لم يستطع منعها ووقعت هذه الفتنة سيحاول منع انفجارها بشكل واسع، وفي حال عجز عن درء الانفجار عندها سيلجأ إلى الحسم ميدانيا على الأرض". وقال حطيط لـ"الشرق الأوسط": "الكل يعرف أن الفتنة ستكون محصورة جغرافيا في المناطق التي فيها وجود شيعي، مما يعطي "حزب الله فرصة للحسم وهذه المناطق هي بيروت والبقاع الأوسط والجنوب، ففي بيروت وبوجود الأكثرية الشيعية مع الحلفاء تحسم الوضع في 24 ساعة على الأكثر، أما في الجنوب وتحديدا على طريق بيروت الجنوب، فكان ثمة عاملان يشكلان صعوبة عند حزب الله هما وليد جنبلاط والحالة السنية في إقليم الخروب، وهاتان الحالتان انتهتا بعد أن حسم جنبلاط خياراته العسكرية وأعاد توضعه السياسي، أما في البقاع الأوسط المعروف بثقل الوجود السني فيه مع الأصولية، فقد يتأخر الحسم فيه يومين أو ثلاثة أو أسبوعا على أبعد تقدير، وعندها قد يلجأ حزب الله إلى الحسم بشكل قاس، وأصحاب العلاقة يعرفون معنى الحسم القاسي وقد يدفعون ثمنا غاليا جدا، ولذلك يترددون في فتح المعركة".

وخلص حطيط إلى التأكيد أن "الفتنة إذا ما انفجرت، فإن حزب الله سيمسك بالأرض في ثلاثة أيام أو أسبوع على الأكثر، ولكن لا ينتهي الأمر هنا، لأن ما سيحصل على الأرض سيترجم في السياسية، وعندها تصل المعادلة إلى أن القرار الظني الذي صدر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري سينهي العهد الحريري في لبنان إلى الأبد".

وقد تداولت الأوساط السياسية والأمنية والقضائية أمس، في ما يشبه السيناريو الأمني العسكري الذي نشرته صحيفة «الأخبار» القريبة جدا من حزب الله، في تقرير لها سمته «محاكاة لتحرك مفترض مع صدور قرار يتهم حزب الله دون إراقة دماء»، وفيه تتحدث عن «سيطرة أمنية مفترضة لمقاتلي حزب الله والمعارضة في بيروت ومناطق متعددة في لبنان تهدف إلى السيطرة على الأرض وتوقيف شخصيات سياسية وأمنية وقضائية، وكل الشخصيات المشمولين بمذكرات التوقيف السورية».

وقالت الصحيفة إنه «قبل أن ينطق أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بكلمته المختصرة داعيا إلى عدم التعاون مع المحققين الدوليين، كان فريق رئيسي في إحدى تشكيلات المعارضة المتخصصة ينفذ محاكاة إلكترونية وميدانية للساعة الصفر المفترضة، في إطار أمني وسياسي.

وبنيت عملية المحاكاة اللبنانية (التي صودف أنها سبقت محاكاة إلكترونية إسرائيلية على حرب مقبلة مع حزب الله تطال تل أبيب) على سيناريو صدور قرار اتهامي عن المحكمة الدولية يتهم حزب الله، وبمواكبة صدور هذا البيان (أو حتى قبل صدوره بساعات بحسب البعض) ينفذ انتشار أمني وسياسي كثيف، وأبيض من دون إطلاق النار، ومن دون إراقة دماء، ولا يستهدف المواطنين، أو المناطق السكنية». أضافت «الأخبار» أن «ما نفذ على الأرض خلال أقل من ساعتين، كان انتشارا أمنيا واسعا وسريعا. إطباق أمني وعسكري (غير معلن) على مناطق واسعة ومترامية في البلاد، وجملة أهداف فيها، من مراكز ومواقع وشخصيات سياسية وأمنية وعسكرية، والعثور (في الوقت نفسه بمدى لا يتجاوز ساعتين) على شخصيات مطلوبة على أساس مذكرات التوقيف أو على أساس دورها في محاولة إثارة النعرات المذهبية، وتحديد مراكز ومخابئ هذه الشخصيات وتوقيفها، ومنعها من التحريض أو التحرك، والإمساك بمدن رئيسية في لبنان، وبمواقع سياسية حساسة، من العاصمة والضواحي إلى أعالي كسروان والشمال، والإمساك بالمرافئ والنقاط الحدودية لمنع هرب شخصيات».

وبحسب «الأخبار»، فإن «من يعنيهم أمر هذه البلاد، أبلغوا الخارج والداخل، وكل من يمكن أن يسمع، أن (رئيس الحكومة) سعد الحريري أمام مفترق خطير، ولا يجوز تركه يقود بمفرده، فهو تحت السن في القيادة، ولا يمكنه تحديد الاتجاه، وإذا ما واصل القيادة، فلا شك في أنه سيفشل في اختيار المفترق، أي مفترق كان، وسيصطدم بعارضة الطريق».

 

نواف سلام: حتى الآن لا يوجد اتفاق على عقد جلسة مشاورات حول لبنان

نهارنت/أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه عبر في مكالمة أجراها مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أمس الاثنين، عن "قلقه العميق من التطورات الأخيرة والتصريحات المرتبطة بالمحكمة الخاصة بلبنان، وخاصة الحادثة الأخيرة ضد المحققين"، وذلك في إشارة إلى حادثة العيادة النسائية في الضاحية الجنوبية، وشدد وفقاً لبيان رسمي "على أن أعمال التدخل والترهيب غير مقبولة وأن كل الأطراف يجب أن تتوقف عن التدخل في عمل المحكمة".

وفيما كان متوقعاً أن يكون أعضاء مجلس الأمن قد تسلّموا أمس آخر تقارير الأمين العام بشأن تنفيذ القرار 1701 والمقرر مناقشته هذا الشهر في مجلس الأمن، قال المتحدث باسم بان إن الأمين العام تناول في مكالمته مع الحريري مضمون التقرير، وإنه "رحّب بالتزام كل من لبنان وإسرائيل بوضع حادثة آبالعديسة الثالث من خلفهما والمضي قدماً" في إشارة إلى الاشتباك الذي وقع بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي في ذلك الوقت. وعكس تصريح الأمين العام تراجع اسرائيل عن المطالبة بعقد جلسة خاصة للمجلس.

وبينما صرح مصدر في مكتب بان أن :"بعض الدول في مجلس الأمن تطالب بعقد جلسة لمناقشة تطورات المحكمة وحادثة الاعتداء الأخيرة في الضاحية ربما غداً الأربعاء"، في إشارة الى الولايات المتحدة، فإن متحدثين باسم دول أعضاء في مجلس الأمن أكدوا صحيفة "السفير" أن الموقف لا يزال غير واضح حتى الآن بهذا الشأن.

من ناحيته، قال مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام لـ"السفير" إنه سمع أيضاً عن التقارير الخاصة باحتمال عقد جلسة مشاورات بشأن التطورات الأخيرة في لبنان، "ولكن حتى الآن لا يوجد اتفاق على عقد جلسة، ومن المؤكد أنها لن تكون الأربعاء". كما نفى سلام أن يكون هناك نية لأن يقدم المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بيلمار تقريراً لمجلس الأمن حول عمل المحكمة، مشيراً الى ان لا معلومات لديه حول وجود بيلمار في نيويورك.

من جهتها، قالت مصادر مطلعة في الأمم المتحدة إن بيلمار "متواجد في نيويورك" وان كانت هذه المصادر قد استبعدت ايضاً أن يقوم بتقديم تقرير لمجلس الأمن حول التطورات الخاصة بعمل المحكمة. وكان متحدّث في مكتب بان قال الأسبوع الماضي إن السكرتارية تحاول ترتيب لقاء بين بيلمار وأعضاء في مجلس الأمن "في وقت مبكر من الشهر الحالي"، ولكن تبين أن واشنطن هي التي كانت تضغط بهذا الاتجاه، ولم تنجح على ما يبدو. وقال المتحدث باسم بان، مارتين نيزيركي، أمس الاثنين، إن بيلمار عادة ما يقوم بزيارة نيويورك بشكل دوري "وذلك لمناقشة الأمور الإدارية المرتبطة بالمحكمة" مع سكرتارية الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن. بدورها، دعت روسيا الى العمل على تجنب "زعزعة الاستقرار" في لبنان، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية اندري نيستيرنكو في بيان رسمي "من المهم تجنب الأعمال التي يمكن أن تزعزع استقرار البلاد ومنها نشر فرضيات تستبق القرار الاتهامي". واعتبر أن القرار الاتهامي "يجب ان يستند الى وقائع موضوعية تمّ التحقق منها بشكل جيد"، وأكد "أن روسيا أعربت منذ البداية عن وقوفها الى جانب قيام تحقيق نزيه وعادل حول اغتيال الحريري، لكي يلقى المسؤولون عن هذه الجريمة عقابهم. وموقفنا في هذا الإطار لم يتغير". 

الامن الداخلي يخضع لاجراءات امنية مشدّدة تحسباً لهجوم المعارضة

نهارنت/ذكرت مصادر امنية مطلعة ان قيادة قوى الامن الداخلي بدأت منذ ايام تنفيذ اجراءات امنية مشددة حول المقر العام لقوى الامن في الاشرفية وذلك بعد ورود تقارير امنية عن احتمال قيام مجموعات تابعة للمعارضة بتنفيذ عملية خاطفة تستهدف المقر الذي يحتوي على مكاتب القيادة وفرع المعلومات وذلك بهدف تحقيق مفاجأة تربك الواقع الداخلي وايصال رسالة عملية وسريعة حول ما يمكن ان تقوم به قوى المعارضة في حال صدور القرار الظني. وذكرت صحيفة "الديار" ان معلومات المصادر الامنية المطلعة وصلت الى قوى الامن وتشير الى احتمال تنفيذ هذه العملية يعود الى ان هدف السيطرة على مقر القيادة وفرع المعلومات هو هدف قائم بحد ذاته ضمن ما يسمى بلائحة الاهداف وسبق لقوى 8 آذار ان سربت الى صحيفة اردنية معطيات عن نية المعارضة استهداف مـقر قوى الامن، واضافت معلومات المـصادر الامنية المطلعة ان التقارير تحدثت عن امكان لجوء القوة التي ستهاجم المقر اذا اتخذ القرار الى ارتداء اللباس العسكري التابع لـقوى الامن لتحقيق عنصر المفاجأة والدخول الى المقر. واشارت المصادر الى ان قوى الامن قامت منذ ايام واثر ورود التقارير الامنية الى تشديد الاجراءات حيث أقامت حواجز ثابتة واقفلت الطرقات ليلا بدءا من الشارع المؤدي من المتحف الى السيار وصولا الى مدرسة الليسيه انتهاء بالشوارع المؤدية من ساحة اوتيل الكسندر الى المقر واتخذت هذه الاجراءات بعد التفاهم مع الاهالي الساكنين قرب السيار وتسهيل اجراءات دخولهم وخروجهم الى احيائهم ومنازلهم وهم تفهموا ما اتخذ من اجراءات.

ويهدف التشديد في الاجراءات بحسب المصادر، الى افهام من يجب ان يفهم بأن مقر قوى الامن الداخلي محصن ولا يمكن لأي قوة عسكرية اسقاطه وتضيف ان العدد الاولي للعناصر المقاتلة من قوى الامن التي تحمي المقر يتجاوز المئتي عنصر من عناصر النخبة والفهود. 

 

إجتماع سوري سعودي إيراني لتبادل الأفكار وجوجلة الطروحات

نهارنت/ينعقد اللقاء الدبلوماسي السوري السعودي الإيراني في دارة السفير السوري علي عبد الكريم علي، في اليرزة، اليوم الثلاثاء.

وأبلغ السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري صحيفة "اللواء" بأن "تلبية دعوة الغداء على مائدة زميله السفير السوري بعكس حرص السفراء الثلاثة أي السعودية وسوريا ومعهم ايران، وحرص دولهم على الاستقرار في لبنان". وقال "نحن نشجع الحوار بين جميع الجهات اللبنانية لخدمة بلدهم، وسيجري التأكيد على ضرورة تمسك اللبنانيين بوحدتهم، وبضرورة تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة أية تطورات دراماتيكية". ونقلت صحيفة "اللواء" عن مصادر سياسية عليمة فإن اللقاء الدبلوماسي في منزل السفير السوري سيتركز على تبادل الأفكار وجوجلة الطروحات المتعلقة بالأزمة اللبنانية ليعود كل سفير الى قادة بلده وإطلاعهم عن قرب على مجريات الاتصالات وما آلت إليه المساعي الجارية بحثاً عن حلول تقطع الطريق أمام أي اضطرابات قد تعقب الإعلان عن القرار الظني الذي يُقال بأن موعده قبل نهاية هذا العام. وتؤكد المصادر على أنه من المستحيل وضع الأزمة الراهنة في لبنان على سكة الحل، قبل الإعلان عن حكومة في العراق تحظى بقبول من دول الجوار، وقبل حصول المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، وإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية إن بشكل مباشر أو غير مباشر. وترى هذه المصادر أن ما يحصل في الوقت الراهن من اتصالات ومشاورات في الداخل والخارج لا يعدو كونه محاولة لإرجاء المشكل وليس حلّه، لأن ذلك يتطلب عوامل وعناصر ما تزال غير موجودة وهي تشكل الأساس المتين لبناء هذا الحل، غير أن هذا لا يعني أننا نقف على عتبة الانفجار، لأن هذا الأمر يحتاج الى عناصر وبيئة حاضنة هي غير موجودة الآن رغم ما نراه من ارتفاع في منسوب الخطاب السياسي وبعض التوتر الذي يعيشه الشارع على مساحة لبنان.

وفي تقدير المصادر السياسية أن المشاورات الجارية على خط طهران - الرياض - دمشق تتركز بصورة أساسية على إخراج العراق من المأزق الحكومي، للولوج من هذا الاستحقاق باتجاه لبنان. وأمام هذا المشهد اللبناني الذي يراوح مكانه فإن المصادر السياسية تجزم بأن ملف شهود الزور لن يُبتّ في جلسة مجلس الوزراء غداً وأن البحث به سيكون شبيهاً للجلسة السابقة أي التأجيل تحت حجة الإفساح في المجال أمام المزيد من الاتصالات والمشاورات بحثاً عن المخرج الذي يعفي الوزراء من تناول كأس التصويت الذي إن حصل سيؤدي الى إنشطار مجلس الوزراء والوقوع في أزمة سياسية شديدة التعقيد. وتسأل المصادر الى متى سيبقى الهروب الى التأجيل ما دام الجميع يُدرك أن الأبواب موصدة أمام أية صيغة حل لملف شهود الزور ما دام التوافق السياسي غائباً، وما دام كل فريق سياسي يتمترس وراء موقفه من مسألة الطريق القضائي الذي يجب أن يسكه هذا الملف، والذي بلغ حد تهديد وزراء المعارضة بالانسحاب من جلسة الغد ما لم يُعالج هذا الملف. وكشفت المصادر عن أن الخطوط بين بعبدا وعين التينة بقيت مفتوحة أمس وستستمر اليوم في محاولة للحؤول دون حدوث مفاجآت سلبية في مجلس الوزراء من شأنها أن تؤدي الى انفراط عقد الحكومة، وبالتالي الدخول في آتون التجاذبات العنيفة على شاكلة تلك التي حصلت قبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. ولا تستبعد هذه المصادر أن يجد الرؤساء الثلاثة في انعقاد طاولة الحوار فرصة لإجراء المزيد من المشاورات على هامشها في سبيل الاتفاق على آلية معيّنة تنأى بالحكومة عن الانقسام على نفسها، لأن الجميع يُدرك أنه في حال ذهبت الحكومة الحالية، فإنه سيكون من الصعب بل من المستحيل المجيء بحكومة جديدة خلال أشهر أو ربما سنوات في ظل الوضع السياسي في الداخل وما تشهده المنطقة من تطورات. 

 

فتفت: لا مساعي إقليمية جديدة وجدية.. واتجاه لحكم عسكري جديد 

جدد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، في اتصال مع "الشرق الأوسط"، تأكيده "تمسك الأكثرية بضرورة اعتماد التقرير القانوني الذي قدمه وزير العدل إبراهيم نجار لمجلس الوزراء، وبالتالي إحالة ملف شهود الزور للقضاء العادي، لأنه لا صلاحية للمجلس العدلي في هذا الإطار". وشدد فتفت على أن "الرئيس سعد الحريري وقوى 14 آذار تحاول قدر المستطاع ضبط الأوضاع، خاصة مع اعتبار البعض أنه لا قيود لآرائهم وشروطهم، وبالتالي يحق لهم التلاعب بالقرارات الدولية وبالتزامات لبنان الدستورية"، معتبرا أن "الأيام المقبلة ستحدد اتجاه الأمور، مع توضيح حزب الله في مجلسي النواب والوزراء لحديث السيد حسن نصر الله الأخير، فإن كان كلامه موجها لمناصريه ولحزبه فهذا موضوع، وإن كان يفرض رأيه على اللبنانيين ككل، ويجعل من لبنان دولة مارقة لا علاقة لها بالمجتمع الدولي، فهذا موضوع آخر". ورأى فتفت أنه "وعلى الرغم من كل ما يحكى عن تحركات عربية وإقليمية، إلا أنه لا مساعي إقليمية جديدة وجدية". وعن إمكانية تقديم الرئيس الحريري لاستقالته وقلب الطاولة في وجه قوى 8 آذار، قال فتفت: "الرئيس الحريري يتمتع بشرعية شعبية، فهو أول رئيس حكومة ينتخب بأكثرية ساحقة في المجلس النيابي، وبالتالي عليه مسؤوليات والتزامات تجاه الرأي العام"، موضحا أنه "ليس المطلوب من الحريري الاستقالة وإنما المطلوب من الآخرين الالتزام بمفاعيل اللعبة الديمقراطية". وعن تلويح البعض بـ7 أيار جديد، قال فتتف: "لن يكون هناك 7 أيار كالذي شهدناه في عام 2008، فهو سيكون هذه المرة انقلاباً على النظام اللبناني ككل باتجاه حكم عسكري جديد، وعندها سنتأكد أن المحكمة ليست إلا وسيلة ليقلب من خلالها حزب الله النظام".

 

مشكلة لبنان الرمادي مع الأبيض والأسود 

رفيق خوري/الأنوار

قدر لبنان وخياره معاً، كما قال الحكماء منذ الاستقلال، أن يكون محكوماً بالتسويات. والترجمة الواقعية البسيطة لذلك هي أن لبنان، بتركيبته وموقعه الجغرافي - السياسي، محكوم بأن يكون رمادياً. فالاستقلال نفسه، كان خيار تسوية بين مطلبين متناقضين: الوحدة مع سوريا، والحماية الفرنسية. وجوهر الميثاق الوطني، كما أرساه قادة الاستقلال، هو أن لبنان السياسي الممثل بالسلطة رمادي في الداخل والعلاقات مع الخارج. وعلى كثرة مشاكله، فإن (أم المشاكل) فيه هي محاولات دفعه الى الأسود أو الأبيض.

وليس قليلاً عدد المحاولات التي تعرض لها، سواء بسبب دينامية الصراعات الداخلية أو بسبب دينامية الصراعات والمحاور الخارجية وانعكاساتها في الداخل. وفي كل مرة كان البلد يقع في أزمة متفجرة سياسياً أو عسكرياً. وكل أزمة كانت تنتهي بتسوية تعيده الى الحال الرمادية.

اليوم يتعرض البلد لمحاولة جديدة، وسط الأخذ والرد بين الأبيض والأسود. فالأزمة التي عنوانها الخلاف على المحكمة الدولية تضع أمامه خياراً صعباً بمقدار ما تدعوه الى البحث عن تسوية. وهي تسوية صعبة بالنسبة الى المتفق عليه في المبدأ، أي محاكمة (شهود الزور)، حيث يتمسك طرف بإحالتهم على المجلس العدلي وآخر بإحالتهم على القضاء. وهي أصعب بالطبع بالنسبة الى المختلف عليه، أي الموقف من المحكمة بين مَن يتمسك بها ومَن يريد تعطيلها. فلا أحد يريد أو يستطيع التراجع عن موقفه.

والكل يعرف أن مصير المحكمة ومسارها خارج قدرة اللبنانيين وحتى العرب على التأثير الجدي، بصرف النظر عن تأثر الوضع الداخلي بما تفعله المحكمة.

صحيح أن الرهان هو على أن تأتي التسوية بجهود ينتظرها اللبنانيون من دمشق والرياض وطهران. لكن الصحيح أيضاً أن اللعبة في المثلث العربي والإقليمي ليست محكومة بالتطابق الكامل في المواقف، ولا هي في معزل عن اللعبة التي تديرها واشنطن وتتحمس لها باريس والقاهرة وتُدار في مجلس الأمن وخارجه. والصحيح أيضاً وأيضاً أن الحاجة الدائمة الى مظلات تهدئة وحماية للاستقرار هي مسألة لها وجهان: ايجابي وسلبي. الايجابي هو الأمل في ايجاد تسوية ولو موقتة. والسلبي هو التسليم بأن الأطراف اللبنانية عاجزة عن ادارة شؤونها بالحوار والتفاهم لإنتاج تسوية قابلة للسير على قدمين.

والسؤال الكبير هو: ماذا لو حدثت معجزة وتجاوزنا أزمة المحكمة? ماذا عن الحكم والأوضاع السياسية الداخلية والخلافات المهمة حول قضايا داخلية وخارجية? وهل الديمقراطية التوافقية هي أن يوافق الجميع على موقف الطرف القوي، وإلا كان شل الوضع محطة في الأزمة على طريق خطير؟

 

عبارات ثلاث

زياد ماجد/لبنان الآن

تكرّرت في الآونة الأخيرة عبارات ثلاث عبّرت أصدق تعبير عن فلسفة السياسة والعلاقات الدولية المنبثقة منها كما يعتنقها عدد كبير من القوى السياسية ذات الحضور الجماهيري الكبير في لبنان (واستطراداً في العالم العربي). أولى العبارات، عبارة "المؤامرة". وهي عبارة لا ترى في السياسات والتحدّيات والمصالح سوى مكائد، ولا تنظر الى العلاقات والمعاهدات الدولية والمؤسسات الأممية إلا من منظار الريبة والتوجّس من الكمائن المنصوبة. وهي بذلك لا تدفع فهمنا للعالم نحو المزيد من التسطيح والفقر السياسي والثقافي فحسب، بل تسهم أيضاً في إفشال أي جهد ممكن للتعاطي معه من منطلق الدفاع عن المصالح وفهم التحالفات والسعي للتأثير الجدّي فيها.

المفارقة، أنه رغم سهر أكثر القوى هذه ومناصريها على متابعة أخبار "المؤامرات" ورصد جديدها وفضح سيناريواتها، فالأخيرة تبقى مباغتة لهم ومولّدة للمصائب والويلات، يسلّمون لها - رغم كشفهم لمكرها –بالنجاح، فيحذّرون من فتنتها ومن دفعها الجماعات للتقاتل والوقوع في الأفخاخ!

وثانية العبارات، عبارة "ولاية الدم". وهي تكرّرت مؤخّراً، لتصير لسان حال المطالبة باستبدال مبدأ الحق العام وفلسفة القانون وآليات عمل المحاكم والمؤسسات والأجهزة والمعاهدات الدولية والتشريعات الوضعية ومبادئ الثواب والعقاب، بعناصر الوراثة والولاية العائلية والعشائرية حيث الثأر أو الصفح أو الدية أو دفع الفدية أو الصلح و"مجالس الأعيان" هي أساليب فضّ النزاعات وطيّ صفحات الجرائم. فإما ذلك، أو الرضوخ للمؤامرات عينها وحروب "داعس والغبراء" المنبعثة منها.

وثالثة العبارات، المطّلة برأسها كل ما أُريدَ للحمية أن تتوهّج في وجه "العدوان"، هي تلك المنادية بالذود عن "الشرف والعِرض"، وهما طبعاً "أغلى ما نحافظ عليه". أما موضعهما، فليس في حرّياتنا وفي حقوقنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولا في قدرتنا على العيش بأمان وباستقرار كريمين ولا في إحقاق العدالة وصون الحق. بل في خصوصيات نسائنا بوصفهنّ حصراً "أخوات أو أمهات أو بنات أو زوجات"، أي منسوبات للرجال منتظرات فروسيتهم للدفاع عنهن وعن أسرارهن، وأخطرها مدفون في عيادات نسائية أضحت مواقع مُستهدفة من المتآمرين "الساقطين سياسياً وأخلاقياً"...

هكذا تتحوّل القضايا الإرادية الى غيبيات والمساقات السياسية والقضائية الى ولايات دم؛ وفي التحوّل المذكور ما يصعّب البحث في سبل إدارة الأزمات أو الوصول الى مخارج وتسويات. فكيف إن عُطفت على الأمر عيادات شرف وصيانة أخلاق من جهة، وهروب من تحمّل المسؤوليات من جهة أخرى؟

 

هذا هو قاسم سليماني...عرّاب عماد مغنية وصاحب الكلمة العليا في العراق 

طارق نجم/"قاسم سليماني هو من له الكلمة الفصل في العراق" هذا ما صرح به موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي السابق في تموز 2010 خلال مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، وربما لم يوف سليماني حقه! حيث أضاف الربيعي وهو حالياً قيادي في الائتلاف الوطني الذي يتزعمه عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي "أنّ الضابط الايراني قائد الحرس الثوري قاسم سليماني هو المتحكم في الملف العراقي. وأن هذا الضابط يدافع عن مصالح إيران القومية، وبالتالي يرى كل المنطقة من خلال هذا المنظار". ومنذ يومين، وفي اطار محاولات حلّ أزمة تأليف الحكومة العراقية، افادت الوكالات الأخبارية في العراق أن اجتماعاً كان مقرراً في مدينة اربيل بين الأطراف السياسية العراقية قد ألغي بناء على ضغوط مارسها قاسم سليماني، فتذرع ائتلاف "دولة القانون" بزعامة المالكي بضرورة اعتراف الاكراد بمرشح التحالف الشيعي واعتبارها الكتلة النيابية الاكبر.

اما في كانون الأول من العام 2008، فقد ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على أربعة أشخاص اعترفوا ان قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني قد منحهم جوازات سفر عراقية وأمرهم بإنشاء شبكة اسخباراتية داخل الأراضي المصرية تتضمن العديد من الأنشطة منها الترويج لإيران وسط المصريين واللاجئين العراقيين في مصر وإقامة صلات مع قبائل سيناء والتجسس على بعض الأماكن. وفي لبنان، لعب سليماني دوراً كبيراً في تمويل وتسليح حزب الله وسائر الفصائل الفلسطينية المقربة من الحزب، كما ربطتته بالقائد العسكري للحزب عماد مغنية وبعض القادة الآخرين علاقات قوية وشخصية بالإضافة الى التقارير التي تقول عن وجوده خلال حرب تموز الأخيرة.

قاسم سليماني، المولود بتاريخ 11 نيسان 1957 في مدينة قمّ المقدسة، يحمل رتبة لواء في الحرس الثوري ويقود فيلق القدس المعني بحركات التحرر في العالم منذ العام 2000، وهو المولج الأول بالتعاطي بتفاصيل الملف العراقي.

اسم قاسم سليماني تتناقله الشفاه بحذر منذ زمن، خاصة في الفترة الحالية. فسليماني الذي تصاعد نجمه عندما دارت رحى الحرب الإيرانية-العراقية في اوائل الثمانينات، وكان آنذاك يحمل رتبة ملازم اول في الحرس الثوري، قد ذاع صيته من خلال عمليات الإستطلاع التي كان يقوم بها خلف خطوط القتال مما أهّله سريعاً الى قيادة الوحد 41 من فرقة "ثار الله"، وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره. وفي تموز 1999، اوردت صحيفة كيهان الايرانية نص الرسالة الاحتجاجية التي وجهها سليماني مع 24 من كبار ضباط الحرس الثوري الايراني والتي تتعلق بتصرف الرئيس خاتمي تجاه الأحداث الطلابية التي وقعت في جامعة طهران. وقد وصل اسم سليماني'للعالمية”، ان جاز التعبير، حين ورد ذكره في القرار رقم 1747 الصادر عن مجلس الأمن في العام 2007، ضمن لائحة الشخصيات الايرانية الخاضعة للحظر في اطار العقوبات النووية المفروضة على الجمهورية الاسلامية.

سياسة سليماني المزدوجة في العراق...توازن بين المالكي والصدر...قصف ولقاء مع الأمريكيين...وفق مصلحة ايران

قبل الاحتلال الاميركي للعراق، تحمل سليماني مسؤولية ادارة ملف الاحزاب العراقية في ايران والتنسيق بينها وبين اتباعها الداخل العراقي، مما منحه معرفة عميقة بطبيعة هذه الأحزاب وزعمائها والأطراف المختلفة المعارضة لصدام حسين. وبحسب صحيفة The Economist فقد نشرت بتاريخ 26 تشرين الثاني 2009 مقالاً يشير الى أنّ إيران كانت تدعم حلفاءها في العراق من خلال عدة اساليب ومنها ارسال اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وبالتحديد الى بغداد. وقد اوردت الصحيفة ان سليماني قد يكون التقى خلال وجوده هناك وبطريقة سرية كل من السفير الأمريكي في العراق كريستوفر هيل، وقائد القوات الامريكية ريمون اودييرنو. وبالرغم من نفي المسؤوليين الأمريكيين حدوث هكذا اجتماع، لكن مصادر The Economist اكدت ان مسؤولاً أمريكياً رفض الكشف عن اسمه اكد حصول لقاء مماثل خصوصاً بعدما تردد صدى نجاح سليماني في العام 2008 بعقد هدنة بين جيش المهدي والجيش العراقي في البصرة. وقبل ذلك، أدار سليماني موجة قصف مكثفة تعرضت لها "المنطقة الخضراء" في آذار 2008 نفسه، بعد أنّ زوّد "جيش المهدي" بصواريخ من عيار 240 ملم محدداً لها الأهداف بدقة مما أسفر عن ارتفاع في الضحايا الأميركيين في تلك الفترة. وقد بعث الجنرال ديفيد بتريوس في حينه برسالة إلى سليماني من خلال الرئيس العراقي جلال الطالباني تقول "أوقفوا إطلاق النار على المنطقة الخضراء".

الكاتب الأمريكي ديفيد اغناطيوس الذي يلقب اللواء سليماني بأنه "قائد جيش ايران المتعدد الجنسيات والمعروف عنه رقة حديثه، هو في الوقت عينه رأس الرمح الإيراني والذي يضطلع بدور حاسم في المواجهة الدائرة بين ايران وأميركا". اغناطيوس في مقالته المنشورة في Washington Post في حزيران 2008، أعتبر أنّ سليماني ينتهج سياسة براغماتية تقضي بدعم كل من الطرفين الشيعيين المالكي والصدر في آن بغية تعزيز القبضة الإيرانية وعدم وضع كل البيض في سلة واحدة. فعلى الرغم من الدعم العسكري الصريح لمقتدى الصدر، قام سليماني بالإضطلاع بدور الوسيط ببين جيش المهدي والجيش العراقي من اجل عقد هدنة بين الطرفين. وهذا تذكير بما كانت تقوم به ايران في لبنان خلال حرب الأشقاء بين حركة أمل وحزب الله، حيث كانت الشحنات العسكرية الإيرانية تتدفق على الحزب، في الوقت الذي كان السفير الايراني بمعية السوريين يدعو طرفي القتال الى الاجتماعات التوفيقية.

وفي أيلول المنصرم، حرص سليماني على تعيين سفير ايراني جديد في العراق يدين له شخصياً بالولاء هو "حسن دنائي فر" الذي شغل المنصب خلفا للسفير السابق حسن كاظمي قمي. ويعمل السفير الجديد على اعادة ترتيب اوراق ايران الاستخباراتية في العراق لمواجهة تطورات الاوضاع عقب الانسحاب الاميركي. السفير الجديد يملك كماً هائلاً من القدرات الاستخباراتية العالية اذ يعتبر الرجل الثالث في فيلق القدس بعد قاسم سليماني وايرج مسجدي، بحسب معلومات خاصة بصحيفة المستقبل.

سليماني هدد المالكي 'بكسر ظهره”، وكان عراب عماد مغنية وصديق صالح...وبعث بتهديدات لرجال الدين في لبنان

من المعروف عن سليماني لغته الحازمة ورسائله التهديدية البالغة القساوة والتي عادة لا تنقل بطريقة مباشرة بل عبر وسطاء. وقد تناقل العراقيون خبراً مفاده ان سليماني قد تدرج في ضغوطه على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كي لا يخوض الانتخابات مستقلا عن الائتلاف الوطني. فبعث له رسالة تقول "موقفنا (أي الإيرانيين) سيكون اكثر من الزعل اذا لم تنضم الى الائتلاف". وعندما استمر المالكي في موقفه السابق وصله التهديد الثاني: "اذا استمررت في عنادك سنكسر ظهرك!". الأمر الذي أثمر التحالف الشيعي المكون من الائتلاف الوطني ودولة القانون بغية الوقوف في وجه القائمة العراقية برئاسة اياد علاوي والتي استطاعت نيل الأغلبية في مجلس النواب العراقي.

أما على الصعيد اللبناني، فقد كان للواء سليماني ومازال بصماته القوية التي يحرص حزب الله على إخفائها قدر الإمكان ومنذ الثمانينات حين كان يسمى فيلق القدس بفيلق لبنان منذ التخطيط للهجوم على الثكنات البحرية الامريكية والفرنسية في بيروت في تشرين الأول من العام 1983. ومؤخراً، وصل تدخل سليماني حداً فاق التوقع حين أرسل بعض الرسائل التحذيرية لبعض رجال الدين الشيعة الرافضين لمبدأ الولي الفقيه ولبعض توجهاته الفقهية واللذين لا تتوافق مواقفهم مع حزب الله. حيث تضمنت إحدى هذه الرسائل، والتي حملها احد النواب العراقيين، "تمنياً” ظاهراً وتهديداً مبطناً لرجال الدين المعنيين 'بعدم الخوض في مثل هذه الأمور بعد الآن".

وفي العام 2003، أعلن الموساد الاسرائيلي، وعلى لسان رئيسه ميئر داغان، أنّ "هدف اسرائيل المقبل هو قاسم سليماني" وذلك عقب اعتراف الموساد باغتيال المسؤول العسكري في حزب الله علي حسين صالح في آب من ذلك العام، الذي كان مولجاً توفير المال والتدريب لمجموعات فلسطينية معارضة للهدنة ومن اكثر الرجال اللذين حظوا على ثقة سليماني، بحسب صحيفة التايمز اللندنية. وقد اكدت التايمز في ذلك الحين من خلال مراسلها في تل أبيب أن سليماني كان متواجداً في لبنان، وهو متورط في عمليات تفجير مراكز يهودية واسرائيلية في الأرجنتين واسرائيل.

لكن اسرائيل وصلت الى شخص آخر قبل سليماني. فمن المعلومات المتوفرة عن سليماني ارتباطه الوثيق بالقائد العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي تقول بعض المصادر أنه اعتاد ان يبيت في منزل سليماني كلما زار طهران، مما يؤكد وجود علاقة صداقة شخصية بين الإثنين، بحسب الهآرتز الإسرائيلية. وعلى أثر مقتل مغنية في انفجار استهدفه في دمشق بتاريخ 12 شباط 2008، توجه سليماني الى العاصمة السورية حيث أشرف شخصياً على اللجنة التي حققت بعملية الاغتيال.

وخلال حرب تموز 2006، ترددت العديد من المقولات التي جزمت بوجود الجنرال الإيراني على الأراضي اللبنانية خلال تلك الحرب وبالتحديد في منطقة البقاع، حيث عبّر في حينها عن عدم رضاه عن اداء مغنية، فقد وجه له انتقادات وتوبيخات بإعتباره قصر في إخفاء مراكز الصواريخ التي استهدفها الطيران الإسرائيلي.

لم يغب اسم قاسم سليماني عن زيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد الى لبنان. ففي التقرير الذي صدر بتاريخ 7 تشرين الأول عن موقع Debka Files المقرب من المخابرات العسكرية الإسرائيلية، جاء أنّ مئات العناصر من الحرس الثوري الإيراني قد وصلوا الى لبنان لتأمين حماية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وقد اشارت Debka Files، ان اللواء قاسم سليماني وصل الى بيروت سراً لتولي التحضيرات الأمنية للزيارة بنفسه وهو يعمل بالتنسيق مع المسؤول الأمني في حزب الله، وفيق صفا، الذي يشغل صفة نائب للجنرال الإيراني.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

المحكمة الدولية تحد للعرب قبل لبنان...

خيرالله خيرالله /ايلاف

ما يتعرض له لبنان حاليا يتجاوز حدود الوطن الصغير. فعندما يطلب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من المواطن اللبناني ومن المسؤولين في الدولة مقاطعة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي الجرائم الاخرى التي استهدفت تغطية تلك الجريمة ومنع قيام المحكمة الدولية، فان مثل هذا الطلب يجب ان يوضع برسم العرب. فالمحكمة تحد للعرب اوّلا. ما يريد ان يؤكده الامين العام للحزب، الذي يمتلك ميليشيا خاصة به تسيطر على اجزاء من الارض اللبنانية، بما في ذلك مطار بيروت والعاصمة نفسها والجنوب، هو ان لبنان ليس بلدا عربيا مستقلا وعضوا مؤسسا في جامعة الدول العربية وانما هو دويلة تابعة لايران ليس الاّ. كل ما تبقى تفاصيل. لكنها تفاصيل مهمة. ولعل اخطر ما في هذه التفاصيل، كما يبدو واضحا الآن، انه لا يوجد بلد عربي واحد على استعداد لاتخاذ موقف واضح مما يتعرض له الوطن الصغير بسبب الخوف من النظام الايراني وسطوته وقدرته على التصرف من دون حسيب او رقيب في كل المنطقة العربية الممتدة من المحيط الهادر الى الخليج الثائر!

ما يحصل في لبنان تعبير صارخ على حال العجز العربية التي يجسدها الموقف من الوطن الصغير الذي لا يجد في الوقت الراهن من يواجه معه الحملة الشرسة التي يتعرض لها والتي تستهدف ازالته عن خريطة الشرق الاوسط. عندما يدافع العرب عن لبنان وعن المحكمة الدولية التي يتوقف عليها مصيره، فهم يدافعون عن امنهم وعن مستقبلهم وعن الواجهة الحضارية التي يطلون من خلالها على العالم. انها قبل كل شيء واجهة الانفتاح على كل ما هو حضاري على وجه الكرة الارضية. ان لبنان يمثل، الى اشعار آخر، الوجه الحقيقي لما يفترض ان يكون عليه العرب في مواجهة كل انواع التزمت والتطرف الديني والشعارات الرنانة التي لا تخدم في نهاية المطاف سوى دولة عنصرية اسمها اسرائيل. لا حاجة الى ادعاء اي عربي اكان مسؤولا كبيرا او مجرد مواطن عادي انه يحارب الارهاب فعلا في حال الاستمرار في التعاضي عن الذي يحصل في لبنان، خصوصا عن الحملة على المحكمة الدولية.

لماذا المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مهمة عربيا قبل ان تكون مهمة لبنانيا ؟ الجواب ان الموقف من المحكمة سيكشف ما اذا كان العرب قادرين على اتخاذ موقف شجاع يتوقف عليه مستقبلهم ككتلة فاعلة في الشرق الاوسط قادرة على تقرير مصيرها والدفاع عن مصالحها وامنها. هل لا يزال للعرب مكان في الشرق الاوسط ام لا ؟ في النهاية لا تستهدف الحملة على المحكمة الدولية تاكيد ان لبنان بلد مستباح فحسب، بل المطلوب ايضا وقبل اي شيء آخر تكريس لبنان "ساحة" تستخدم لضرب العرب من خلف وعقد صفقات مع اسرائيل... او مع "الشيطان الاكبر" الاميركي على حسابهم وعلى حساب الشعب اللبناني وعلى حساب كل ما هو عربي في المنطقة!

من حسن الحظ ان الشعب اللبناني يقاوم ويصمد على الرغم من الحصار المفروض عليه من كل حدب وصوب. الشعب اللبناني يقاوم السلاح المذهبي الذي تتحكم به ايران والذي يستهدف اخضاعه. يفترض في العرب، جميع العرب الالتحاق بـ"ثورة الارز" لانها ثورتهم اولا. انها ثورة حقيقية، على الرغم من خيانة بعض المشاركين فيها. لقد واجه اللبنانيون بصدورهم العارية السلاح الموجه اليهم والذي لا هدف له سوى القضاء على مستقبل ابنائهم. اللبنانيون يعرفون جيدا من قتل رفيق الحريري ورفاقه، على راسهم باسل فليحان. ويعرفون من قتل سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وبيار امين الجميل وانطوان غانم والمقدم وسام عيد واللواء فرنسوا الحاج والنقيب سامر حنا. ويعرفون من حاول اغتيال مروان حماده والياس المر ومي شدياق والرائد سمير شحاده. ويعرفون خصوصا ان المحكمة الدولية تمثل الامل وذلك ليس بالنسبة اليهم فقط. انه الامل بالنسبة الى العرب ايضا. الامل بان تكون هناك عدالة في المنطقة وبان لا تعتبر الجرائم بمثابة حق شرعي يمارسه كل من يحمل السلاح باسم قضية ما ليست في واقع الحال سوى ذريعة للقضاء على المنظومة العربية والاستعاضة عنها بمنظومة تتحكم بها كل الدول غير العربية في المنطقة، خصوصا ايران واسرائيل. لا شيء شوفينيا في هذا الكلام. على العكس من ذلك، مطلوب ان تكون هناك افضل العلاقات بين العرب وايران ولكن في ظل الاحترام المتبادل وليس علاقات بين دولة تسمح لنفسها بالتحكم بمصير اي شعب عربي من دون ان يمتلك هذا الشعب حتى حق الاعتراض. كيف يمكن الكلام عن علاقات سليمة بين اي دولة عربية وايران عندما يسمح الرئيس محمود احمدي نجاد لنفسه بزيارة لبنانبالطريقة التي زاره فيها والتي ضربت عرض الحائط بكل مؤسسات الدولة اللبنانية وقوانينها واعرافها ؟ يمثل الوقوف مع المحكمة الدولية اشارة عربية الى ايران بان العرب لن يرضخوا لها وانهم لا يخافون كشف الحقيقة، حقيقة الجرائم التي استهدفت اشرف اللبنانيين العرب الذي رفضوا الخنوع والاستسلام. فهؤلاء الشهداء دافعوا عن العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين ورفضوا ان يكون المسيحيون اهل ذمة كما تسعى الى ذلك تلك الاداة التي اسمها النائب ميشال عون ومن على شاكلته من ادوات الادوات التي لا همّ لها سوى افلات المجرمين من العقاب او تغطية الجرائم التي ترتكب على ارض لبنان. لبنان ليس لقمة سائغة. اللبنانيون، من كل الطوائف والملل ليسوا بالغباء الذي يتصوره الايرانيون والناطقون باسمهم هنا وهناك وهنالك. مَنْ مِنْ بين العرب يقف مع لبنان ومع المحكمة الدولية انما يقف مع نفسه اوّلا واخيرا... يقف مع البحرين، والكويت، والسعودية، واليمن، وفلسطين، ومصر، وسوريا، والعراق خصوصا، ومع كل ارض عربية يمكن ان تكون معرضة لهزة ذات طابع طائفي او مذهبي لا تصب سوى في مصلحة المشروع العنصري الاسرائيلي...

 

تحدثت عن دخول مجموعة شبيهة بـ «الانتحاريين» وتحرك عربي وغربي وتحديدها أمكنة الخطر

مصادر سوريّة لـ «الراي»: شمال لبنان تحت المعاينة ولن نتردّد في التدخل المباشر لحماية أمننا وحلفائنا

خاص ـ «الراي»

ثمة دوائر مراقبة تعتقد ان «مسرح العمليات» في المرحلة المقبلة قد يكون شمال لبنان لا جنوبه، لأنه كلما اقترب الوضع الداخلي في لبنان من ملفات «التوتر العالي»، او مرّت العلاقة اللبنانية ـ السورية بـ «مطبات هوائية»، «يشتعل» الاهتمام بشمال لبنان، الذي غالباً ما يقفز الى الواجهة، فكيف اذا كانت الامور تسير في الاتجاهين معاً: توتر داخلي ومع سورية في آن. في الاسابيع الماضية التي بلغ معها الاحتقان ذروته، خرج الشمال الى الصدارة، بالتزامن مع صدور مذكرات التوقيف السورية بحق قريبين من رئيس الحكومة سعد الحريري وتصاعُد الحديث عن سيناريوات لـ «قلب الطاولة» في مواجهة القرار الظني عن المحكمة الدولية، وسط تحذيرات من مغبة السقوط في فتنة سنية ـ شيعية، وتقديرات بأن البلاد باتت على ابواب... شرّ مستطير. وكان لشمال لبنان، في غمرة ذلك، «حصة الاسد» من الاهتمام الاعلامي والسياسي، الذي اقترن مع الكلام عن «تسلح»، وعن غرباء، وعن مخاوف من معاودة تحريك «خط التماس» السني ـ العلوي في طرابلس، لا سيما بعد «حركشات» بـ «الانيرغا»

والقنابل اليدوية، كانت تستدعي وعلى الفور تحركات للجيش اللبناني وبيانات استنكار واتصالات «فعلت فعلها» يوم رُفعت شعارات الـ «لا أهلاً ولا سهلاً» بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، ومن ثم سُحبت سريعاً. والاكيد، في ضوء هذا الواقع، ان الشمال ما زال تحت المعاينة الدقيقة، رغم الانحسار النسبي للضجيج السياسي في بيروت ورغم جهود التهدئة التي كان ابرزها زيارة السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري الى طرابلس وعكار، ورغم لقاء القوى السياسية على ضرورة معالجة الخلافات بالطرق السلمية. فثمة اطراف في الداخل والخارج على السواء، تولي تلك المنطقة ذات الغالبية السنية من جهة والتي تتمتع بحضور مسيحي متعدد الاتجاه من جهة اخرى، اهمية لافتة ربطاً بالتطورات المحتملة في لبنان القابع فوق «برميل بارود» اسمه القرار الظني في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

مصادر سورية قريبة من مركز القرار قالت لـ «الراي»، ان دمشق تراقب عن كثب التحركات الجارية في شمال لبنان، معربة عن قلقها من «التدخل العربي والغربي في تلك المنطقة» التي تعتبرها سورية استراتيجية في امنها القومي، مشيرة الى ان هذا التدخل من شأنه ايجاد قوة غير منظمة وتسلّح غير مدروس، يساهم في تدهور الاوضاع على النحو الذي يشكل خطراً على الامن القومي السوري.

وكشفت عن معلومات استخبارية تشير الى وصول مجموعة من الشبان ذي ملامح عربية الى الشمال تضم ما يتجاوز عدد اصابع اليدين، لافتة الى اوجه شبه بين طريقة عمل هؤلاء وبين نشاط المجموعات التي كانت تتسلل الى العراق للالتحاق بـ «الانتحاريين» في صفوف التيارات المتشددة.

وتحدثت المصادر عينها عن ان سورية تقوم بتحديد نقاط التهديد على هذا الجانب من حدودها، وتدرس المناطق الاكثر استهدافاً، موضحة ان دمشق لن تتردد في اتخاذ اي اجراءات تراها مناسبة، سياسية عبر الحكومة اللبنانية، او امنية او عسكرية، لضرب البؤر التي تتجمع ليس فقط ضد العلويين في شمال لبنان، بل ضد سورية نفسها وضد حلفائها، وفي مقدمهم «تيار المردة» الذي يتزعمه النائب سليمان فرنجية.

ورأت ان سورية التي حدّدت خريطة انتشار تلك البؤر، تعتبر ان التحركات الجارية او التي يمكن ان تجرى هي لخدمة المصلحة الاسرائيلية بكل ما تعنيه الكلمة، لأن منطقة شمال لبنان حيوية لسورية لقربها من حمص وحماة، فهاتان المدينتان تعتبران قلب سورية وخزانها الاستراتيجي، العسكري والامني، ولذلك فإن دمشق لن تتهاون في هذه المسألة على الاطلاق.

ولفتت المصادر القريبة من مركز القرار في دمشق، الى ان سورية الحريصة على أمنها، معنية ايضاً بكل ما من شأنه تهديد المقاومة في لبنان، ان من خلال ما يحَّضر في اطار الفتنة السنية ـ الشيعية، او من خلال استهدافها بالمحكمة الدولية، فما يهدد المقاومة يهدد الامن القومي لسورية.

وذهبت المصادر الى ابعد من ذلك، حين تحدثت عن ان التهديدات التي تهبّ من الشمال اظهرت ملامح «بروتوكول تفاهم» تم بين بعض الاصوليين ومجموعات حزبية مسيحية في بعض المناطق مثل كسروان، وان المستهدف الاول من هذا «النشاط المشترك» سيكون «تيار المردة».

وقالت المصادر ان دمشق معنية وبالمباشر بكل ما يحصل، من نفق نهر الكلب (شرق بيروت) الى العريضة (على الحدود اللبنانية ـ السورية)، فتلك المنطقة، في نظر سورية، جزء من أمنها القومي، واي محاولة لضرب حلفائها، علويين او مسيحيين، يشكل اعتداء عليها.

وحذّرت من ان اي تعرض للعلويين في الشمال سيكون بداية لفتنة سنية ـ شيعية يراد لها الانتقال الى سورية، لذا فإن دمشق لن تسمح باللعب على حدودها وهي ستتدخل مباشرة اذا وصلت الامور الى هذا المستوى الخطير، مشيرة الى ان الجيش اللبناني اخذ علماً بالتحركات في مناطق الشمال، متوقعة ان يبادر للتدخل لدرء الفتنة عندما تقتضي الحاجة، لإدراكه حجم الاخطار التي قد تهبّ على لبنان وسلمه الأهلي اذا تُركت الامور على غاربها.

 

فراتيني مستعد لزيارة بغداد لحضّ السلطات على عدم تنفيذ حكم الإعدام بطارق عزيز

عمان، روما - يو بي أي - طالب نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز الفاتيكان والامم المتحدة بإطلاق مناشدات لتخفيض احكام الإعدام الصادرة على جميع المحكومين من مسؤوليين عراقيين سابقين، والا تقتصر تلك المناشدات على الحكم الصادر في حقه فقط، حسبما أفاد وكيل الدفاع عن عزيز، المحامي بديع عزت عارف.

وفي روما، أعرب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني امس، عن استعداده لزيارة بغداد لحض السلطات على تجنب تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق عزيز.

وأبدى فراتيني في بيان «تجاوبا» مع دعوة زعيم الحزب الراديكالي الإيطالي ماركو بانيلا الذي طالب روما بالسعي لإنقاذ عزيز، وقال «أرحب بطلب بانيلا»، غير أنه شدد في الوقت عينه على «احترام السلطة القضائية العراقية والقوانين الدستورية والتشريعية التي تحكمها».

 

الاستفاقة المتأخرة على... السيادة!

الثلاثاء, 02 نوفمبر 2010

الياس حرفوش/الحياة

التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تبعها من جرائم، يخرق السيادة اللبنانية، لا شك في ذلك، وليس فقط ما حكي عن إقدام المحققين على خرق «الأعراض» في منطقة الأوزاعي واستباحة الحرمات. هذا تحصيل حاصل، وهو نتيجة طبيعية لطريقة تنفيذ مهمات هؤلاء المحققين تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1757 المتعلق بعمل المحكمة الدولية الخاصة وبجوانب التعاون اللبناني المطلوب معها على كل المستويات.

وعمل قوات الطوارئ الدولية في الجنوب يخرق هو أيضاً في كثير من جوانبه السيادة اللبنانية، بالمفهوم المتعارف عليه لسيادات الدول على أراضيها، من حيث كون القوات الشرعية لأية دولة هي الوحيدة التي يفترض أن تتواجد وأن تطبق القوانين على أرض الدولة المعنية. غير أن الالتزام بنص القرار الدولي الرقم 1701 يسمح للقوات الدولية في جنوب لبنان بالقيام بالمهمات الموكلة إليها بالتعاون مع الجيش اللبناني، الذي لا يستطيع منعها من تنفيذ مهماتها، حتى لو أراد، بل عليه طبقاً للقرار الدولي مساعدتها على ذلك. والدليل هو النتيجة التي انتهت إليها انتفاضة من أطلق عليهم اسم «الأهالي» في الجنوب احتجاجاً على مناورات كانت تنفذها هذه القوات. تلك النتيجة كانت أن «الأهالي» عادوا الى بيوتهم بعد أن قرأ أولياء أمورهم نص القرار الدولي وما يتيحه من صلاحيات، واستمرت القوات الدولية تقوم بالمهمات الموكلة إليها، بعد أن حصلت على تأكيدات من السلطات اللبنانية ومن قيادة الجيش على الرغبة في تسهيل عملها في الجنوب لما في ذلك من ضمان لأمن سكان تلك المنطقة بالدرجة الأولى، في وجه الأطماع والاعتداءات الإسرائيلية.

والأمر نفسه تكرر مع حادثة «شجرة العديسة»، التي كادت تشعل حرباً إقليمية وربما عالمية، بعدما احتشدت كل القوى «السيادية» من حولها، غير أن لطف الله سمح باقتلاع تلك الشجرة ذاتها في اليوم التالي وانتهت على خير!

قد تكون «حادثة العيادة النسائية» أبعد أثراً على «السيادة» من حادثة «شجرة العديسة». غير أن مناسبة هذا الكلام هي لتذكير الحريصين في وقت متأخر جداً على الأعراض وعلى السيادات، بالأسباب التي استدعت وجود كل هذه القوى الأمنية والقضائية الخارجية على أرضنا، وهي التي نتهمها بالتجسس على نسائنا وعلى قرانا وعلى «جيشنا وشعبنا ومقاومتنا». ألا يستحق الأمر أن نتمعن قليلاً في تلك الأسباب؟! ألم تكن حرب تموز 2006 هي التي استدعت توسيع عمل القوات الدولية في الجنوب بعد أن بذلت الأطراف المتضررة من العدوان الإسرائيلي مساعيها مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة آنذاك من أجل حصول الحكومة اللبنانية على الموافقة الدولية لنشر تلك القوات وإعطائها صلاحيات أوسع بكثير مما كانت عليه صلاحياتها من قبل؟ ألم تكن الظروف التي اشتعلت بسببها تلك الحرب، والتي أدت الى انتشار القوات الدولية، مثيرة لكثير من التساؤلات، واستدعت أن يعترف الأمين العام لـ «حزب الله» بنفسه انه لو كان يعرف المسار الذي ستسلكه الأحداث وما أدت إليه من سقوط الشهداء والدمار الواسع الذي لحق بالبلد لما أعطى أوامره بخطف الجنود الإسرائيليين؟

وأيضاً وأيضاً... ماذا عن الأسباب التي استدعت وجود المحققين الدوليين في لبنان، ومنحهم صلاحيات التحقيق الواسعة التي نشكو منها اليوم؟ ألم يكن السبب وراء ذلك بالدرجة الأولى هو اغتيال الرئيس الحريري والقافلة التي تبعته؟ ومن بعد ذلك القيام بتعطيل عمل المؤسسات التشريعية والقضائية والحكومية اللبنانية، لمنعها من القيام بالدور المنوط بها للتحقيق في تلك الاغتيالات وملاحقة مرتكبيها، وهو ما استدعى اللجوء الى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار بتولي هذه المهمة، بعد أن عجز لبنان عن ذلك؟

مجرد أمثلة لنتفكر بأن الأعمال التي نرتكبها لها تبعات دولية لا بد أن نحسب لها حساباً. أما الاستفاقة المتأخرة على السيادة فهي لا تنفع، خصوصاً إذا كان «السياديون» هؤلاء يفصلون تلك «السيادة» على مقاسهم وخدمة لمصالحهم.

مجرد أمثلة لنقول: عسى أن لا يكون الآتي أعظم، بعدما سمعنا مؤخراً من استقواء على القانون الدولي واستعداء للقائمين عليه، فيصبح بلدنا واحداً من تلك الدول التي يُفرض عليها تطبيق القانون بالقوة ... لأنها عاصية على قوانين العالم وعلى قراراته.

 

سجعان قزي في حديث صحفي: مجلس الوزراء معفى من موضوع شهود الزور بعد رفض حزب الله المحكمة

اعتبر المستشار السياسي لرئيس حزب الكتائب سجعان قزي أننا كنا ننتظر حل قضية الشهود الزور عبر تقرير وزير العدل وعبر المظلة الإقليمية والدولية، لكن الحل جاء من حزب الله، إذ حين يعلن السيد حسن نصرالله أنه يرفض مضمون القرار الظني سلفاً ولا يعترف بالمحكمة الدولية ويدعو رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وكل مؤسسات الدولة إلى مقاطعتها، فإنه يُسقط موضوع شهود الزور حيث يصبح لا طائل من بحث موضوعهم طالما حزب الله الذي يطالب به لا يعترف أصلاً بكل المحكمة. وسأل قزي: هل سيعيد نصرالله النظر بموقفه المقاطع للمحكمة إذا أحال مجلس الوزراء موضوع شهود الزور إلى المجلس العدلي؟

وأكد قزي أن طاولة الحوار ضرورية، مشيرا إلى أن الرئيس أمين الجميل طلب من الرئيس ميشال سليمان الدعوة إلى عقد جلسة استثنائية لطاولة الحوار منذ أكثر من أسبوعين. وقال: أنا مع تعديل جدول أعمال طاولة الحوار لان هذه الأخيرة كانت تبحث الاستراتيجية الدفاعية، أما اليوم فان الاستراتيجية الدفاعية التي يبحث عنها حزب الله ليست استراتيجية دفاعية ضد إسرائيل بل ضد المحكمة الدولية.

أكد المستشار السياسي لرئيس حزب الكتائب اللبنانية الأستاذ سجعان قزي أننا نمر بفترة هي عرضة لمفاجآت مختلفة على صعيد الحكم والحكومة والأمن، كما أنها عرضة لتعديلات في التحالفات على الصعيد الإقليمي ولمسار السياسة الدولية في المنطقة التي اتسمت بها السنة الماضية. 

ولاحظ أن هناك ثقوباً في المظلة الإقليمية، بل الوصاية، السورية السعودية الإيرانية. ولفت إلى أن هذه المظلة لم تكن لتنشأ لو لم يكن فوقها مظلة دولية أميركية أوروبية. ولكن هذه الأخيرة قد تشهد تعديلاً. فالولايات المتحدة الأميركية اليوم وضعت، منذ العام 2007، الخيارات العسكرية في الشرق الأوسط في درجة ثانية، وأعطت الأولوية للحوار مع الأطراف الذين تعتبرهم أخصامها كسوريا وإيران، وهي تشعر أن سياسة الجزرة تواجه منذ أشهر مأزقاً بسبب عدم تجاوب إيران مع المفاوضات الديبلوماسية بشأن ملفها النووي، وبسبب عدم تجاوب سوريا إيجابياً في الملفات التي وعدت بتغير سلوكها تجاهها.

وأضاف قزي أن هذا "المحضر" الأميركي سطّر مثله السعودي بحق سوريا. فالمملكة السعودية التي تعالت على جروح كثيرة وتصالحت مع دمشق وأقامت تفاهماً ثنائياً لخلق مناخات جديدة، صُدمت أيضاً بالموقف السوري حيث أن الرئيس بشار الأسد لم ينفذ الوعود التي قطعها للملك عبدالله بشأن لبنان والعراق المصالحة الفلسطينية والحدّ من هيمنة حزب الله. لذلك ضعف التفاهم السوري ـ السعودي مع أن بعض مواقع القوى السعودية، الحديث العهد في السياسة، لا يزال يراهن على تجاوب سوري خشية أن يفشل هو في رهانه.

وإذ قدّر قزي الاهتمام العربي، وبخاصة السعودي بلبنان، انتقد بالمقابل التحرك الذي يقوم به سفراء السعودية وسوريا وإيران في لبنان بمنأى عن رعاية الدولة اللبنانية، وكأن لبنان انتقل من فدرالية الرؤساء الثلاثة بعد الطائف إلى فدرالية السفراء الثلاثة بعد التفاهم السعودي السوري والتشاور السعودي الإيراني. واعتبر قزي هذا التصرف يشكل إهانة لاستقلال لبنان وسيادة الدولة اللبنانية. فما يقوم به هؤلاء السفراء، بغض النظر عن النوايا، لم يأت بناء على طلب الدولة اللبنانية أو جامعة الدول العربية أو الأمم المتحدة. لذلك أعلن قزي رفضه لمجلس الوصاية الجديد.

وأكد قزي أن الكتائب رائدة في تحالف 14 آذار، وتتطلب المرحلة أن تتحد قوى 14 آذار أكثر فأكثر، وتشّد عصبها، وتتخطى خلافاتها والحساسيات، لأن كل إنجازات ثورة الأرز مهددة، لا بل أن مشروع الدولة الديمقراطية التعددية بأسره في خطر.

ورداً على سؤال حول تأثير الولايات المتحدة الأميركية على الرئيس سعد الحريري، قال قزي: إذا كان شعار لبنان أولاً، ومواصلة مشروع السيادة والاستقلال، والتمسك بالمحكمة الدولية، والقرارات الدولية، وبالنظام الديمقراطي ومندرجاته، وبناء الدولة، وتسليح الجيش، والتشديد على المناصفة، ورفض الاستقالة هي مظاهر تأثير واشنطن على الحريري، فالتأثير إيجابي لأن هذه المواقف هي ثوابت ثورة الأرز. وأساساً نحن لا نخجل بعلاقاتنا مع أميركا وأوروبا وكل دول العالم الحر. وأضاف قزي إن حزب الله وحلفاءه المحليين والخارجيين يمنعون رئيس الحكومة سعد الحريري من ممارسة السلطة حتى وفق البيان الوزاري الذي تحفظت عنه الكتائب ويمنعونه من نقل البلاد من الأزمة إلى الحل ويبقون البلاد على فوهة بركان.

وأبدى قزي اعتقاده العميق بأن المحكمة الدولية تبحث عن الحقيقة والعدالة، لكن قد يترتب على معرفة الحقيقة انعكاسات سياسية وأمنية لان الاغتيالات التي تحقق فيها المحكمة هي جرائم سياسية ارتكبها أطراف على علاقة بالأوضاع اللبنانية. وقال قزي إنه لن يفاجأ إذا صدر القرار ألاتهامي في أي لحظة ابتداء من هذا الشهر.

ولفت قزي إلى الذين يعملون على ضرب المحكمة وضعوا هدفين. واحد كحد أقصى وآخر كحد أدنى. الهدف الأقصى هو منع صدور القرار الاتهامي وإلغاء المحكمة. والهدف الأدنى هو إرجاء صدور القرار الاتهامي وتحويله بعد صدوره كأحد قرارات الأمم المتحدة من الـــ 425 إلى 1701 فيتعطل تنفيذه بحجة ضعف الدولة اللبنانية أمام المربعات الأمنية وقوى الأمر الواقع. ونبّه قزي إلى أن هناك مصلحة للطرف الرافض القرار الاتهامي أن يتعامل بإيجابية مع القرار لأن تجميد تنفيذه يجعل الشك يقيناً بحق حزب الله، الأمر الذي لا نتمناه، لأن نريد أن نبني لبنان معاً.

ورداً على سؤال حول عودة الوصاية السعودية في مقابل الوصاية السورية، قال قزي: إني ضد كل أشكال الوصايات مهما كانت هويتها. الوطنية لا تفرِّق بين وصاية وأخرى. وإذا قبلنا بواحدة نبرر أخرى... وموقفي لم يتغير منذ الطائف. عارضنا الطائف، بغض النظر عن مضمونه، لأنه صنع في الخارج ومن الخارج بواجهة لبنانية لا تمثل الرأي العام اللبناني على حقيقته. وأضاف قزي: مع أنني أقدر المسعى السعودي لحل الأزمة الحكومية العراقية، فالمملكة لا تبحث عن التدخل في شؤون غيرها، لكنني بالمقابل أُعجبت بموقف رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي الذي رفض أن تتوجه كل القيادات العراقية إلى المملكة العربية السعودية وكأن العراق دولة قاصرة. بيد أن الذي يرفض مساعدة الخارج يجب أن يساعد نفسه ولا يعرقل نهضة بلاده.

وأوضح قزي مواقف حزب الكتائب بشأن عدم معارضته القوية بعض التصرفات، قائلاً: إن حزب الكتائب ليس ميليشيا ليقرن معارضته السياسية والمبدئية بالنزول إلى الشارع وافتعال أحداث شغب. الكتائب حزب يعترض، يعارض، يتحفظ، يرفع الصوت، يرفض، يصوت في البرلمان حسب مصلحة الوطن، وهو لا يشعر حالياً إن مصلحة القضية اللبنانية تقضي بأن يستقيل وزيره الوحيد من الحكومة أو نوابه من مجلس النواب. هذه ليست معارضة بل عراضات لا تؤدي إلى أي نتيجة في الظرف الراهن. وسأل محاورَه: هل تريد من الشيخ أمين الجميل أن يمنع رئيس الجمهورية من الاتصال بالرئيس الأسد؟ أو رئيس الحكومة من المصالحة مع دمشق؟ أو أن يقطع الطريق على زيارة أحمدي نجاد؟ نحن حزب لا ميليشيا.

ولفت قزي إلى أن تعديل السياسة الأميركية حديثاً في الشرق الأوسط ليس مربوطاً بالسلوك السوري فقط، فهناك عدة عوامل منها أميركية. فالرئيس الأميركي السابق جورج بوش استعمل القوة أكثر من اللازم وأهمل الديبلوماسية حتى اضطر أن يفاوض في نهاية عهده. أما الرئيس أوباما، فإنه استخدم الديبلوماسية أكثر من اللازم وأهمل القوة حتى بات اليوم يشعر بضرورة الاحتكام إليها لإنقاذ سياسته. على كل حال، أضاف قزي، لا يمكن معرفة حدود التعديل في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط قبل نتائج الانتخابات الأميركية التشريعية هذا الأسبوع ومعرفة مدى الأكثرية التي سيحصل عليها الحزب الجمهوري المعارض للرئيس أوباما.

وأشار قزي إلى أن أميركا، وإن كانت دولة لها مصالحها الخاصة في المنطقة، فإنها تساعد الشعوب على تحقيق الديمقراطية وممارسة الحريات. وأشار إلى أن إسرائيل تواجه السياسة الأميركية في أكثر من ملف شرق أوسطي وفي طليعتها الموضوع الفلسطيني. لكن هل يستطيع أحد أن ينكر أنه لولا الدور الأميركي لما كانت نشأت الدولة الفلسطينية ولما استعادت مصر والأردن أراضيها ولما ساد الهدوء على جبهات عربية أخرى كالجولان؟

وقال قزي إن ما يعيق تثبيت الدولة الفلسطينية هي إسرائيل والصراعات الفلسطينية وبعض الدول العربية التي لا تريد حل القضية الفلسطينية قبل حسم مشكلة حدودها مع إسرائيل. وأضاف قزي إن محاولة أميركا نشر الديمقراطية في العالم العربي ليست نتيجة فكر أميركي طوباوي أو مثالي فقط، بل لأن لأميركا مصالح نفطية وتجارية واستراتيجية، وتعتقد اليوم، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وانتشار عدوى الحرية في العالم، أن الأنظمة القائمة حالياً في الدول العربية أكانت عسكرية أو ملكية أو أميرية أو توتاليتارية، لم تعد قادرة على الصمود طويلاً، ولا بد من تطويرها لتبقى قادرة على تأمين المصالح الأميركية من جهة ولكي تصبح قادرة على تلبية طموح شعوبها والحؤول دون انتشار التطرف الديني والمذهبي والإرهاب عموماً.

وكشف قزي أن سبب الخلاف الأساسي بين بعض الدول العربية وأميركا ليس إسرائيل بقدر ما هو دعوة أميركا هذه الدول لتغيير أنظمتها أو تعديلها سلوكها. وكشف أيضاً أن المسؤولين الأميركيين يرجون منذ بدء التسعينات الدول العربية، لاسيما الخليجية منها الانفتاح على التقاليد الديمقراطية وتوسيع مساحة مشاركة الشعب في الحكم والإدارات وصناعة القرار. ولفت قزي إلى بعض هذه الدول تجاوب مع الدعوة الأميركية، وها إننا نرى اليوم الانتخابات تجري ومجالس الشورى تتألف والمعارضة ترفع صوتها.

وعن ملف إذاعة صوت لبنان، قال سجعان قزي: ببساطة يوجد خلاف بين الكتائب وهي الحزب المؤسس للإذاعة ومالكها الحقيقي. ودعا تلفزيون الــ M T V على سبيل المثال إلى إرسال مندوب إلى أي منطقة لبنانية ويسأل الناس: "لمن هي صوت لبنان؟" فسيجيبون لحزب الكتائب. وتمنى قزي بأن يجد هذا الخلاف حلاً حبياً، رغم مسيرته القضائية، لأنه خلاف بين أبناء الصف الواحد، وكل العاملين في الإذاعة اليوم لهم تاريخهم المهني والنضالي، وهم أحباء وأصدقاء ورفاق.

وعن دعم الرئيس الحريري للإذاعة قال: انه في مرحلة السيطرة السورية، وقعت إدارة الإذاعة تحت ديون، فلجأت إلى بنك البحر الأبيض، مما جعل المصرف وبالتالي ناس من عائلة الحريري ذوي تأثير على الإذاعة. وقال قزي إنه لا يتعاطى مباشرة بهذا الموضوع.

 

باريس تتفق مع واشنطن حول دمشق لكن العلاقات لن تتغير لحاجتها إليها في مواجهة "الارهاب"

المحكمة الدولية خارج مسارات العلاقات

المستقبل - الثلاثاء 2 تشرين الثاني 2010 /أسعد حيدر

خوف حقيقي، وقلق عميق يسودان فرنسا على الصعيدين الرسمي والشعبي. الخوف أولاً، من تهديدات "القاعدة" وخصوصاً من فرعها "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي". الفرنسيون يأخذون بجدية كبيرة الخطر الذي تمثله هذه التهديدات للأراضي الفرنسية. الاستنفار شامل. الدوريات العسكرية المسلحة في كل مكان، خصوصاً في محطات المترو. المشكلة، ان "القاعدة" طورت تقنياتها. الدليل كما يقول خبراء أمنيون فرنسيون، ان الشحنات من المواد المتفجرة التي اكتشفت مؤخراً في الطائرات المتوجهة الى الولايات المتحدة الأميركية، هي من النوع نفسه الذي كان بحوزة الانتحاري النيجيري فاروق عبد المطلب.

الترجمة الأمنية لذلك، ان المتفجرات مرت على الأجهزة الالكترونية وغيرها ولم تكتشف. التحدي كبير جداً، ولعله الأخطر بالنسبة لفرنسا منذ سنوات. أكثر من ذلك، وهو الذي يعني الفرنسيين مباشرة، ان الأجهزة الأمنية كشفت مؤخراً توجه عدد من "شباب الضواحي الفرنسية" الى اليمن. لا أحد من الأجهزة الأمنية يستطيع التأكد هل توجههم للالتحاق بالمدارس الدينية فقط، خصوصاً وأن موجة من التدين تجتاح مجتمع الضواحي وهي تبرز في انتشار غير عادي للحجاب بين الفتيات، أم أنهم ذهبوا للالتحاق بأحد أخطر وأبرع "فروع القاعدة في العالم، الذي كما يقول الخبراء هو الأكثر ابتكاراً والأكثر جرأة من بين كل فروع القاعدة لحركات الارهاب". مجرد هذا الاحتمال يرعب الأجهزة الأمنية فكيف بالفرنسيين؟.

القلق عميق جداً. فرنسا تعيش أزمات غير مسبوقة. ليست المسألة في الاضرابات والمظاهرات. هذه عادة فرنسية تكاد توازي عادة التهام الخبز والجبنة والنبيذ. المشكلة ان فرنسا تتراجع اقتصادياً واجتماعياً، وسط "سلطة" ضائعة وغير خلاقة وغارقة في سلسلة من التحركات التي تؤكد يومياً عجزها عن الابتكار والمعالجة الايجابية للأزمات، مرتكزة على هموم شخصية أساسها كيف يمكن للرئيس نيكولا ساركوزي الفوز في الانتخابات لولاية رئاسية ثانية، وهو الذي لم تصل شعبية أي رئيس فرنسي الى هذا الدرك من اللاشعبية.

طبعاً الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يعمل كثيراً على تحسين "صورته" بالقفز الى الأمام في دوائر السياسة الخارجية. ما يساعده على هذه القفزات أنه يرأس حالياً مجموعتي "العشرين" والثمانية الكبار. رغم ذلك لا يمكن لأحد في الدوائر القريبة من ساركوزي كتم "الاحباط" الذي أصابه من "صديقه بيبي". فقد أضاع منه "صورة" لقاء القمة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في 21/10/2010. كما أن قمة برشلونة في 21/11/2010 مهددة بعدم الانعقاد بسبب مواقف نتنياهو وحكومته من الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. أكثر من ذلك ساركوزي اصبح متأكداً ان "صديقه بيبي" إذا أراد تقديم أي تنازل، أو أي "ورقة" فسيقدمه للرئيس الأميركي باراك أوباما.

إذن: أين لبنان من كل هذا الخوف والقلق؟

تعترف باريس علناً بأن الموقف الأميركي من لبنان وسوريا قد تغير كثيراً. لكن رغم تقاطعها مع الموقف الأميركي وقبولها بالأسباب الموجبة لكل هذا التغيير، فإنها لا تبدو مستعدة حالياً لتغيير موقفها من العلاقات مع دمشق. من ذلك أن باريس أعطت دمشق كثيراً ولم تأخذ منها شيئاً. صحيح كما تقول باريس أعطينا لدمشق "وكالة" على لبنان. لكنها كانت وما زالت "وكالة" تحت المراقبة والمتابعة أولاً. ثانياً أن هذه الوكالة ليست حصرية ولا مطلقة وبشرط العمل على ضمان الأمن والاستقرار في لبنان، ومساعدة الحكومة اللبنانية على مواجهة المصاعب المتزايدة عليها.

ما حصل ويحصل ان دمشق لم تلتزم بوعودها وهي تتابع تسليح "حزب الله" بكل أنواع الأسلحة، ولذلك فإنّ كشف الاعلام الفرنسي خصوصاً صحيفة "الفيغارو"، للمعابر التي يتم عبرها تمرير الصواريخ إلى لبنان ووجود مخازن للصواريخ القادمة من إيران داخل الأراضي السورية، كان "رسالة" علنية لدمشق بضرورة "تهدئة اللعبة". كذلك فإنّ دمشق تابعت وتتابع علاقاتها مع حركة "حماس"، مما أحبط جهود المصالحة بين السلطة الفلسطينية و"حماس". أما الأهم فإنّ دمشق صعّدت من عمق ومتانة علاقاتها مع طهران، وقد شكلت زيارة الرئيس أحمدي نجاد إلى لبنان مؤخراً، ما اعتبرته باريس كما واشنطن "تحدياً لا يمكن بلعه".

رغم كل هذه المآخذ الفرنسية، فإنّ العلاقات السورية الفرنسية "لا تبدو حالياً معرضة للخلل أو الضعف". الواقعية السياسية تفرض على باريس متابعة مسار علاقاتها مع دمشق بقوة، الأسباب عديدة أبرزها:

*عدم الثقة بالموقف الأميركي المتغير. باريس تخاف من "الواقعية السياسية الأميركية" التي تدفعها إلى اتخاذ قرارات مفاجئة تكون أحياناً انقلابية. ولذلك فإنّ باريس تفضل أن تبقي مسافة بينها وبين موقف واشنطن حالياً، رغم اعترافها بأن مواقفها أضعفت قوى 14 آذار في لبنان والسلطة الفلسطينية في وقت واحد.

*ترى باريس انها في هذه الفترة بحاجة لدمشق. الأصح القول بحاجة للتعاون السوري على الصعيد الأمني. باريس تثق بقدرات وامكانات دمشق على التعاون معها لمواجهة التهديدات الأمنية من "القاعدة" وغيرها وإحباطها. لذلك فإنّ العلاقات بين باريس ودمشق ممسوكة حالياً من الجهات الأمنية المختصة أكثر بكثير من وزارة الخارجية التي يستعد وزيرها برنار كوشنير للخروج منها في التعديل أو التغيير الوزاري خلال الأسبوعين المقبلين. ولقد استطاعت العلاقات مع دمشق من تحقيق مكاسب أمنية كبيرة، ولذلك يجب متابعة العلاقات. إلى جانب ذلك فإنّ دمشق تبقى بالنسبة لباريس "قناة حوار إيجابية مع طهران" لا يمكن التخلي عنها خصوصاً وانها أعطت نتائج إيجابية مهمة منها إطلاق سراح الفرنسية الإيرانية "وايس".

يبقى أخيراً ان باريس تبدو مطمئنة إلى أمر واحد، ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، تبقى خارج كل تطورات مسار علاقاتها مع دمشق وحتى "حزب الله"، لأن التسوية على المحكمة تبدو مستحيلة، لأن أي تسوية تطرح سؤالاً أسياسياً وهو بين مَن ومَن؟ وعلى ماذا؟. في ظل النظام الخاص للمحكمة، لا يوجد أي طرف له الصلاحية أو القدرة على إلغاء المحكمة أو حتى اللعب على توجهاتها فكيف بقراراتها؟

 

بين سوريا وحزب الله والحريري: مواجهة واقعة لكنّ التوقيت غامض

نقولا ناصيف (الأخبار)  الثلاثاء 2 تشرين الثاني 2010

يكاد يكون التقدير الشائع أن الحتميّ ليس وقوع المواجهة بين الرئيس سعد الحريري وسوريا وحزب الله، بل توقيت وقوعها في لحظة إقليمية تجنّب الحزب ودمشق وطهران ارتدادات محتملة على قلب التوازنات الداخلية رأساً على عقب، وانتزاع لبنان بالقوة من التزامه المحكمة الدولية.

لا قمّة الرياض بين الملك السعودي عبد الله والرئيس السوري بشّار الأسد في 17 تشرين الأول شهدت انفراجاً في مقاربتهما الملف العراقي، ولا اجتماع نجل الملك ومستشاره الأمير عبد العزيز بالأسد قبل يومين شهد انفراجاً مماثلاً. وهكذا أوصدت الأبواب في وجه انفراج قريب لمأزق الملف اللبناني، الواقف على أبواب مواجهة وشيكة بين رئيس الحكومة سعد الحريري وحلفائه، وحزب الله وحلفائه على المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

تبعاً لذلك، يشوّش الغموض مسار جلسة مجلس الوزراء غداً الأربعاء للبحث في موضوع شهود الزور، وقد أضحت ثانوية على أثر إعلان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، مساء الخميس 28 تشرين الأول، قطع التعاون مع المحكمة الدولية، واتهامه المتعاملين معها بالاعتداء على المقاومة.

على نحو كهذا تحوّل الملف اللبناني فرعاً في أصل، في أزمة تحاول دمشق والرياض التفاهم عليها في العراق، في نطاق السيطرة على النفوذ السنّي في هذا البلد.

رفض الملك في قمّة الرياض ترئيس نوري المالكي الحكومة العراقية الجديدة بذريعة علاقته بطهران، وخاطب الرئيس السوري: كان الاتفاق بيننا سابقاً على تأييد إياد علاوي. الآن لا حظوظ له، فلتكن فرصة في البحث عن مخرج برئيس آخر للحكومة سوى نوري المالكي وإياد علاوي هو عادل عبد المهدي، وبذلك تُبعد إيران عن التدخّل في الشأن الحكومي العراقي.

كان ردّ الأسد أن سوريا تقف على مسافة واحدة من الأفرقاء العراقيين جميعاً، وكانت تشجعهم على الانخراط في العملية الانتخابية كي لا يبقى أحد منهم خارج الدولة، لأن العراق في حاجة إلى الوحدة الداخلية، بالتزامن مع مخاوف تترتب على آثار الانسحاب العسكري الأميركي منه على الوضع الداخلي وتحصينه.

ثم أرفق الرئيس السوري هذا الموقف بتأكيده أنه لا يسعه اتخاذ أي خطوات بلا التفاهم مع إيران، ذات النفوذ الواسع في العراق، فضلاً عن التحالف الاستراتيجي بين سوريا والجمهورية الإسلامية، وأنه لا يريد إلحاق أي خلل بهذا التحالف.

وقال للملك إن أي سلطة عراقية جديدة يقتضي إتمامها بالاتفاق مع إيران.

أبلغ الرئيس السوري إلى الملك السعودي أن الاتفاق على ترئيس المالكي شارك فيه معظم الأفرقاء العراقيين: غالبية الشيعة، ونصف السنّة، وكل الأكراد.

انتهت قمّة المطار في الرياض بإخفاق الزعيمين السعودي والسوري في الاتفاق على تصوّر مشترك لمعالجة الأزمة الحكومية العراقية، ثم أتت زيارة نجل الملك للأسد بغية استدراك هذا الإخفاق، فلم يتفقا أيضاً، فانسحب الإخفاق على لبنان.

كانت دمشق قد تلقّت باستياء دعوة عبد الله الأفرقاء العراقيين إلى الاجتماع في الرياض في 16 تشرين الثاني، لتسوية مشكلتهم. فأخفق مرة أخرى في الحصول على تأييدهم جميعاً مبادرته هذه، لأسباب شتى نظرت إليها العاصمة السورية وفق ملاحظات منها:

1 ـــــ عدم التنسيق المسبق معها في الدعوة التي لم يطّلع الأسد على عزم الملك على توجيهها، عندما التقيا معاً في مطار الرياض، وبدت تجاوزاً لدور سوريا ونفوذها في هذا البلد.

2 ــــ وضع التسوية تحت مظلة الجامعة العربية بغية إخراج إيران من معادلة تكوين السلطة العراقية الجديدة، وإدخال مصر طرفاً جديداً فيها، من غير أن تكون معنية بتوازن القوى في هذا البلد، أو صاحبة نفوذ فيه.

في ظلّ تعثّر مزدوج فيهما، بات العراق ولبنان، تحت وطأة تجاذب صراع النفوذ عليهما، أمام مواجهة تتصل بدورها بتوزّع توازن القوى فيهما وفاعلية القوى الإقليمية النافذة. وشأن تشبّثها بإيران كشريك لها في العراق، يحتل حزب الله موقع الشريك الفعلي الآخر لها في لبنان في مسعى إسقاط المحكمة الدولية.

كانت قد ارتسمت، بالنسبة إلى سوريا أيضاً، معالم إقبال لبنان على أزمة قاسية ووشيكة، حتميّة الوقوع، غامضة التوقيت:

أولها، استمرار انقطاع الاتصالات بين الأسد والحريري منذ 3 تشرين الأول. ورغم مواقف سورية رسمية مرنة تختبئ وراء الإيجابية، وتنفي القطيعة مع رئيس الحكومة، إلا أن أحداً لم يدخل بعد على خطة الوساطة بين الرجلين، ولا يتصرّف أحدهما على أن الآخر حاجة له. رئيس الحكومة ألقى وراءه معاودة الحوار مع دمشق ورئيسها وانصرف إلى مشاغل سواها، وقرّر المضي في معركة التمسّك بالمحكمة الدولية مهما تكن وطأة الضغوط التي يواجهها منها، أو من حلفائها.

كان ذلك قراره أيضاً في آخر حوار أجراه مع حزب الله عبر المعاون السياسي لأمينه العام الحاج حسين الخليل في 19 تشرين الأول، فلم يتعدّ لقاؤهما الأول منذ أسابيع طابع المجاملة واستجابة الوساطة الإيرانية غير المباشرة التي حتّمته. لم يأتِ أحدهما للآخر بتنازل أو موقف جديد، وتشبّثا بوجهتي نظرهما المتناقضتين، سوى أن الحريري أبلغ إلى الخليل أن القرار الظني في اغتيال والده سيؤجّل صدوره إلى آذار المقبل.

كان رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط حمل هذا الموقف إلى نصر الله قبل يومين، في 17 تشرين الأول، عندما التقيا، نقلاً عن الحريري.

استنتج الحزب أن رئيس الحكومة يعرف، في أحسن الأحوال، اتجاهات مسار المحكمة الدولية قبل صدور القرار عن قرب، إن لم يكن في وسعه التدخّل فيه. وهي الإشارة التي لفت إليها نصر الله في حديثه التلفزيوني الخميس الماضي، عندما قال إنه تبلّغ عام 2008 بصدور قرار ظني يتهم أفراداً في حزب الله باغتيال الحريري الأب، من غير أن يسمّي الجهة التي أطلعته على ذلك.

وتبعاً للمطلعين على موقف نصر الله، فهو قصد رئيس الحكومة من غير أن يرغب في كشف اسمه، تفادياً لمزيد من الجدل حيال هذا الموضوع. كانت تلك المرة الأولى التي حدّثه الحريري ـــــ ولم يكن رئيساً للحكومة ـــــ في قرار ظني يتهم الحزب بقتل والده، ثم أثار الأمر نفسه معه في لقاء جمعهما بعد تقرير مجلة دير شبيغل الألمانية في 24 أيار 2009، أفصح نصر الله عن مداولات ذلك اللقاء في المؤتمر الصحافي الذي عقده في 22 تموز.

ثانيها، دخول دمشق طرفاً في هذه المواجهة بتكتيلها قوى 8 آذار في صف واحد، وبرفع هؤلاء، كرئيس تكتل التغيير والإصلاح الرئيس ميشال عون وجنبلاط ورئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجيه، وتيرة المواجهة، بإبدال تسجيل مآخذ على المحكمة الدولية برفضها تماماً، وتقويض الإجماع الوطني عليها والتشهير بالمسار الذي تشقّه.

ما أحال دمشق شريكاً في مواجهة كهذه تفضي حكماً إلى تعزيز نفوذها في لبنان، أن القرار الظني سيعبر بالاتهام الذي سيوجّهه إلى حزب الله، كي يطاول نظامها ضمناً عبر توجيه تهم مماثلة إلى ضباط سوريين بالمشاركة في اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة.

ثالثها، تحوّل مجلس الوزراء ساحة سلمية لمواجهة ضارية على ملف شهود الزور. وتتعامل دمشق وقوى 8 آذار مع جلسة مجلس الوزراء غداً الأربعاء ـــــ رغم الغموض الذي يطبعها بسبب فشل جهود التفاهم حيال بندها الرئيسي ـــــ على أنهما رابحان كيفما قلبت الصفحة:

ـــــ إذا التأمت الجلسة وصوّت الوزراء، ترجّح قوى 8 آذار فرض إرادتها على الفريق الآخر بإحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي، بالأكثرية المطلقة المتوافرة في حوزتها.

ـــــ وإذا حال الحريري دون استمرار اكتمال النصاب القانوني للتصويت في الجلسة، ممّا يؤول إلى تعطيلها، تكون المعارضة قد كرّست غالبيتها داخل مجلس الوزراء، نظراً إلى اعتقادها بأن الحريري، بتطييره نصاب التصويت، يُظهر عدم سيطرته على مجلس وزراء يرأسه، ولا على نصاب أكثريته الوزارية المطلقة المؤلفة في معظمها من الغالبية النيابية التي يتزعّم أيضاً. ويُظهر كذلك اعترافه بانتقال الغالبية الوزارية من قوى 14 آذار إلى قوى 8 آذار. وهو بذلك يستعيد اللعبة نفسها التي أدارتها المعارضة مع سلفه الرئيس فؤاد السنيورة في ثانية حكوماته بعد اتفاق الدوحة عام 2008، عندما أعطيت الثلث + 1، فحالت دون التصويت وفرضت مشيئة الأقلية المعطّلة على الأكثرية المقرّرة.

والواقع أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيكون أمام امتحان الاحتكام إلى التصويت، إذا بدا أن دمشق مصرّة عليه. إحراج كهذا نأى جنبلاط بنفسه عنه عندما تعهّد للقيادة السورية بالتصويت مع قوى 8 آذار إذا اتخذ قرار بذلك، إلا أنه طلب إمهاله بعض الوقت لمعالجة سياسية تفضي إلى نتائج مطابقة للتصويت، تجنّبه ـــــ ورئيس الجمهورية خصوصاً ـــــ كأس قلب الغالبية الحالية إلى أقلية، والأقلية إلى غالبية، إذ تبدو قوى 8 آذار متيقنة من امتلاكها أكثرية مطلقة في مجلس الوزراء، أكدها لها الانضمام المحتمل للوزراء الثلاثة للزعيم الدرزي إلى صفوفها، وانفراط عقد وزراء رئيس الجمهورية، ما لم يشجعهم الرئيس على هذا الخيار ربما.

 

مسيحيّو 14 آذار لم تعد تستفزّهم التحوّلات الجنبلاطيّة.. «أداروا ظهرهم» لسيّد المختارة

محاولات آذارية للإضاءة على انشقاقات وتباينات داخل البيت الاشتراكي

الكاتب ابتسام شديد /الديار

لم يعد مسيحيو 14 آذار«يصغون»الى كل ما يقوله عنهم وليد جنبلاط ، فانتقاداته أو توصيفاته لهم لم تعد تفعل فعلها في الجسم الآذاري الذي يبدو اليوم في أزمة منتصف العمر . فهم إما«ملّوا»تقلبات سيد المختارة ،وإما إنهم تعودوا على التأقلم معها ، وبالمجمل يمكن القول أن الغالبية في الفريق الآذاري إختارت أن لا تسمع وعلى قاعدة«إدارة الظهر»لكل ما يصدر عن سيد المختارة على قاعدة أنه قال كل ما عنده وهو من اليوم وصاعداً سيرتاح، فجنبلاط كما يقول حلفاء الأمس استنفد كل طاقاته ولم يعد في جعبته الهجومية«ذخائر»كافية ليواصل إطلاق النيران عليهم .أعلن جنبلاط توبته وتلا فعل الندامة عن كل أفعاله بعد أن خلع عنه وشاح الثورة الآذارية ولم يكتف بذلك بل راح يصوب سهامه على حلفائه السابقين فتراه يتهمهم مرات بالغباء وفي أحيان كثيرة تراه«لا يفهم ماذا يريدون اليوم؟فبالنسبة إليه بعضهم لم يتعظ من الماضي وبعضهم يعيش أسير المرحلة السابقة التي تحرر هو منها اليوم . بالمطلق لا يبدو أن أحداً من أركان الثورة الآذارية مدرك لما يريده جنبلاط اليوم . وعلى هذا الأساس يتعامل مسيحيو 14 آذار مع التحول الجنبلاطي الذي لم يعد يعنيهم وأضحى خارج دائرة رصدهم ومتابعتهم .وبالتالي لم يعد هؤلاء يعيرون اهتماماً لتنقلات جنبلاط في بلاد الشام ،او لزياراته الليلية الى عمق الضاحية الجنوبية ،أو لدورٍ ومحاولة يقودها جنبلاط لتقريب وجهات النظر بين قريطم وبئر العبد .

التصاريح النارية لجنبلاط كانت في الماضي القريب تستفز حلفاء الأمس،وهي وان كانت شاملة لجميع مسيحيي 14 آذار ممن ضلوا الطريق التي وجدها هو مؤخراً ،إلا أنها كانت تركز في معظم المرات على شخصيات آذارية معينة ،فإلى جانب نعيه الأمانة العامة ورموزها إلا ان الزعيم الاشتراكي غالباً ما وجه انتقاده في اتجاه معراب التي تلنزم الصمت المعبر في الحرب الجنبلاطية المفتوحة عليها،لكن حكيم معراب الذي اكتفى في مرات عدة بالتأكيد على أن جنبلاط بيمون وبتوجيه الرسائل التي تلزم الزعيم الاشتراكي،إلا أن لسان حال القواتيين يؤكد غير المعلن من القلعة القواتية ، فيما يوكل حزب الكتائب المهمة القتالية لعناصره الشابة فتأتي الردود من النائب سامي الجميل أو من المستشار السياسي لرئيس الحزب .

المراجعة الموضوعية لما قاله جنبلاط وما رد به حلفاؤه السابقون ، ترجح كفة جنبلاط .والواضح أن مسيحيي الثورة مارسوا سياسة ضبط النفس مع جنبلاط ،تخطوا الانعطافة الجنبلاطية وتداعياتها ،فالرجل حر في انقلاباته وخياراته الجديدة«والتاريخ هو الحكم بين الخطأ والصواب»كما يقول ركن آذاري . لكن ما لا يقوله الآذاريون وبدأت تسمع أصدائه في الكواليس الاشتراكية عن دورٍ يقوم به آذاريون للتشويش على الزعيم الاشتراكي في عمق حزبه ,إذ تؤكد المعلومات أن فريقاً من 14 اذار يعمل على بث التفرقة داخل الحزب الاشتراكي ،من خلال الإيحاء بحصول تباينات وانقسامات في صفوف الحزب الاشتراكي وصلت الى حدود تقديم استقالات بارزة وحيث لم تتردد وسائل إعلامية آذارية من عنونة الموضوع على صفحاتها الأولى ، الأمر الذي جرى تنبيه الزعيم الاشتراكي الى خطورته وفضح دور قوى معروفة في الفريق الاذاري ولمساتها في المسألة في محاولة واضحة ومكشوفة لل«ذبذبة»على رئيس الاشتراكي وفتح خطوط تواصل مع بعض القيادات الاشتراكية التي لا تتناغم مع التحول الجنبلاطي الأخير .