المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 12 من كانون الأول/2010

الجامعة الفصل 11/1010/الفطنة وطيب العيش

إرم خبزك على وجه المياه، فتجده بعد أيام كثيرة. إجعل أموالك في سبعة أماكن، بل ثمانية، فأنت لا تعرف أي شر يحل على الأرض. إذا امتلأت الغيوم من المطر تسكبه على الأرض. وإذا وقعت الشجرة جهة الجنوب أو جهة الشمال، فحيث تقع الشجرة هناك تكون. من ينتظر الريح المؤاتية لا يزرع، ومن يتوقع الغيم الماطر لا يحصد. كما أنك لا تعرف أي طريق تسلك الروح، ولا كيف تتكون العظام في رحم الحبلى، كذلك لا تعرف أعمال الله الذي يصنع كل شيء. إزرع زرعك في الصباح، وإلى الغروب لا ترخ يدك. فأنت لا تعرف أهذا ينمو أم ذاك، أم كلاهما ينموان جيدا على السواء. النور بديع، والعين تبتهج برؤية الشمس. ومهما يكن عدد السنين التي يعيشها الإنسان، فليفرح فيها كلها، وليتذكر أن أيام الظلمة ستكون كثيرة. كل ما سيأتي باطل. فافرح أيها الشاب في صباك،وليبتهج قلبك في أيام شبابك. أسلك طريق ما يهواه قلبك،وما تراه وتشتهيه عينك. ولكن اعلم أن الله سيحاسبك على هذا كله. إنزع الغم من قلبك،ورد الشر عن جسدك، فالصبا والشباب باطلان؟

 

قداس للواء الشهيد فرنسوا الحاج... ممثل قائد الجيش العميد سليم: دماء الشهداء اكسير حياة للجيش وارادة رفاق السلاح لا تنكسر  

موقع الكتائب/لمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد اللواء فرانسوا الحاج أقيم في كنيسة مار الياس انطلياس قداس وجناز عن راحة نفسه ترأاسه رئيس دير مار الياس الكاهن جوزف عبد الساتر بمعاونة لفيف من الكهنة، وحضره ممثلون عن رؤساء الجهورية مجلس النواب والحكومة وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والسياسية والحزبية والعسكرية.

عبد الساتر لفت في العظة التي ألقاها الى ان الشهيد مات من أجل المجد، مشيرا الى انه اذا لم نكن جديرين بالمجد نكون نجدف على الروح القدس ومن جدف على الروح القدس لا يغفر له ابانا الذي في السموات.

وقال عبد الساتر: ايها الرب الاله نستصرخك في هذه اللحظة ان تجعلنا نحن الذين تسمينا باسمك ان نكون ابناء لك نسبحك بوحدتنا ومحبتنا فنعطي القيمة لمن استشهد من اجلنا.

ممثل قائد الجيش العميد الركن موريس سليم وفي كلمة باسم العماد جان قهوجي قال: ثلاث سنوات مضت على استشهاد الحاج وما زال المشهد ماثلا وحاضرا في قلوب اللبنانيين ومآثره الحية لا تزال راسخة في وجدان كل مواطن.

وأضاف: انه قدر الرجال الرجال، العصاميين في نهجهم والاستثنائيين في صفاتهم والمستعدين في كل آن لتقديم الغالي والنفيس وفاء للقسم والتزاما بالرسالة والواجب.

وشدد العميد سليم على ان شهيدنا البار كان كبيرا في حياته وفي استشهاده على حد سواء، كيف لا، وهو الضابط المحترف الذي شارك في معظم معارك الدفاع عن لبنان ضد العدو الاسرائيلي والارهاب والعابثين بأمن الوطن، وسطّر باستشهاده ملحمة في الفداء ونكران الذات. ورأى سليم ان القتلة الارهابيين اعتقدوا ان باستهدافهم احد اعمدة قيادة الجيش يستطيعون النيل من هيبة المؤسسة العسكرية وثنيها عن دورها في الحفاظ على سلامة الوطن واستقراره ولكن غاب عن هؤلاء المجرمين ان دماء الشهداء اكسير حياة للجيش، لافتا الى ان الأيام ستثبت ان دماء شهيدنا الغالي استحالت في نفوس رفاق السلاح ارادة لا تنكسر وعزما لا يهون وسيفا يقطعون به اوصال الارهاب. وعاهد سليم الشهيد الحاج بان نبقى اوفياء لدمه الطاهر، مؤكدا أن شهداءنا يسقطون دفاعا عن الدم والتراب ورسالة لبنان.

وختم موجها التحية للشهيد في عليائه وقال: ستبقى دماؤه منارة للطريق. نجل الشهيد فرانسوا الحاج، ايلي ألقى كلمة العائلة فقال: ثلاث سنوات مضت وكأن العدالة هاربة من وجه السماء، وجرح البعد ينزف شوقا وحنانا والوطن ما زال معلقا على الصليب، تُحرق غاباته ويتلهى حكامه بجنس الملائكة والتحقيق في اغتيال اللواء الحاج على حاله يدور في دوامة والقضاء متقاعس والقيمون عليه يسمعوننا الكلام، واصفا التحقيق بالتبجيل والهرطقة والمسرحيات الفاشلة. ولفت إلى أن ثلاث سنوات مضت وجماعة فتح الاسلام تعج بهم السجون ومن يمسهم كافر، ولهم الحق بالهرب والرفض والتظاهر، فلهؤلاء وضع خاص، اذ انهم فتكوا بخير ابناء الجيش اللبناني، معتبراً أن الحكام الذين يدافعون عنهم مزيفون بل هم المجرمون. وأضاف:لا نعرف من هم فتح الاسلام ولا من يقف خلفهم، لكنهم كلفوا الكثير من الشهداء. وسأل: أقضيتَ لينعم سياسيو لبنان بالجاه والعز ويبقى الانقسام؟ مشيرا الى ان الجلادين يتاجرون بالوطن، واضاف: اشهد يا ابي انك ورفاقك اكبر من عنترياتهم ومن الاعيبهم لاننا أُعطينا وطنا لا نستحقه وللشهداء كل التقدير والوفاء وللأقزام النسيان والمذلة.

وبعد القداس تلقت عائلة الشهيد الحاج التعازي.

 

الراهب المخلصي بشارة أبو مراد  مكرّماً

النهار/  الصورة الرسمية المعتمدة أمام مجمع دعاوى القديسين.  أعلن البابا بينيديكتوس الـ16 الاب بشارة ابو مراد مكرماً في الكنيسة الكاثوليكية كمقدمة لتطويبه فإعلانه قديساً".

وقد قرعت الاجراس وارتفعت الصلوات في كنيسة دير المخلص الملقب بالعامر في جون، وفي اديار الرهبانية الباسيلية المخلصية التي كان ينتمي اليها الراهب المتوفى في عام 1930. وقال الرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت جان فرج لـ"النهار" مساء أمس "هذه نعمة جديدة للبنان ولكنيسة الروم الكاثوليك وللرهبانية الباسيلية المخلصية، على أمل اعلانه طوباوياً فقديساً". واضاف: "ان كنيسة الدير حيث ضريح المكرم مفتوحة امام الجميع للصلاة ونيل البركات بشفاعته". ودعا كل من تحصل له اعجوبة بشفاعة الاب ابو مراد ان يدلي بشهادته في الاديار التي تتبع الرهبانية. وابو مراد من مواليد زحلة عام 1853، رسم كاهناً في دير المخلص وخدم منطقة دير القمر وجوارها مدة 32 سنة، قبل ان يتوفى في عام 1930. وعن دعواه لدى الدوائر الفاتيكانية يشرح وكيل الرهبانية المخلصية في روما الارشمندريت سليمان ابو زيد "ان مجمع دعاوى القديسين في روما وافقت على فتح دعوى تقديسه في 8 حزيران 1983 وانتهت الدعوى وختمت بأبرشية صيدا في 26 تشرين الثاني 1993. ويشير الاب ابو زيد الى ان الوثائق الموجودة في الدعوى مستقاة من بعض شهود العيان وايضا من كتب عن الاب بشارة من اشخاص معاصرين خصوصا من الاب قسطنطين الباشا الذي عاصر الاب بشارة وهو تلميذه وكتب سيرة حياته بعد وفاته بفترة قصيرة.

وفي 22 نيسان 1994 عين مجمع دعاوى القديسين الراهب الدومينيكاني دانيال اواس مرافعا عن الدعوى في المجمع. وفي ايار 1998 أعد الاب افتيموس سكاف المخلصي والاب اولس ما يسمى بمجموعة من الوثائق التي تعرّف عن فضائل الاب بشارة وأنه عاش بشكل بطولي. يتابع أبو زيد انه في 2004 تم تعيين الاب فؤاد نصر وهو مرافع الدعوى وفي 10 شباط 2004 درست لجنة المستشارين التاريخيين الملف وصوت كل أعضائها بالايجاب بأن الاب بشارة برهن أنه عاش الفضائل بشكل بطولي واشتهر بسيرة قداسته. في 2009 عين مجمع دعاوى القديسين في روما لجنة الخبراء اللاهوتيين التي أخذت الملف مضافا اليه تقرير لجنة المستشارين التاريخيين لدرس الملف. ولفت الاب أبو زيد انه عند اعلان الاب بشارة ابو مراد مكرما سيقام احتفال في لبنان، لافتا الى ان للأب بشارة الكثير من الشفاءات ولكن لم يتم توثيقها طبيا جميعا كما يلزم. يذكر ان الرهبانية انتجت العام الماضي فيلما خاصا عن حياة أبو مراد عرض في صالات السينما وأشرف عليه الاب ميلاد الجاويش.

 

الامطار تأتي متأخرّة وتلحق اضراراً جسيمة في لبنان

نهارنت/ادّت العاصفة المتوقّعة التي ضربت لبنان الى أضرار جسيمة بالممتلكات العامة نتيجة الرياح القوية والامطار الغزيرة. واكّدت دائرة الأرصاد الجوية في هيئة الطيران المدني تساقط الثلوج بكثافة على علو 1400 متر. ومن المتوقع تساقط الثلوج بشكل اكبر حتى ليلة غد الاحد، على ارتفاع 1200 متر. وتراوحت درجات الحرارة اليوم السبت بين 10 درجة مئوية و 21 درجة مئوية في المناطق الساحلية، وبين 5 درجات و 15 درجة في الجبال وبين 5 و 17 درجة في البقاع. ومن المتوقع ان تستمر العاصفة حتى الاثنين المقبل. وعلى الرغم من كثرة الامطار الا ان العاصفة خلّفت العديد من الكوارث منها تضرّر 3 طائرات تدريب مركونة في مطار بيروت، ولم يصب احد على الاطلاق حيث اقتصرت الاضرار على المادية منها. وتأثّرت حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي وتأخّرت عدة رحلات بسبب الرياح القوية التي وصلت الى 100 كيلومترا في الساعة. كما ان نظام الاتصالات السلكية واللاسلكية تأذّت بفعل الرياح. من جهة اخرى، سقط عدد من اللوحات الإعلانية، بينها واحدة في المطار، وبعض هذه الاعلانات سقط على السيارات ما ادّى الى تأذيها بشكل كبير. وسارعت فرق الصيانة التابعة لمؤسسة "كهرباء لبنان" الى سحب بعض الكابلات الكبيرة عن الطرق لا سيما في الشارع المسمى "شارع الضمان" في شحيم في اقليم الخروب. وفي محلة كركول الدروز سقط عمود ضخم للارسال تابع لاذاعة الشرق مما ادى الى اضرار جسيمة في احدى الغرف السكنية حيث حوصر فيها عدد من الاشخاص وعمل رجال فوج الاطفاء على اخراجهم، كما ادى سقوط العمود الى تحطم اربع سيارات. وامتلأت بعض شوارع العاصمة و ضواحيها بمياه الأمطار ما تسبب بعرقلة حركة المرور وادّى الى زحمة سير خانقة. 

 

بايدن يؤكد للحريري الدعم الاميركي للبنان

نهارنت/تشاور نائب الرئيس الاميركي جو بايدن امس الجمعة مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مؤكدا له دعم الولايات المتحدة، في وقت يتعرض الحريري لضغوط من "حزب الله" على خلفية الجدل بين الطرفين حول المحكمة الخاصة بلبنان التي تحقق في اغتيال رفيق الحريري. وقال البيت الابيض في بيان ان "نائب الرئيس تحدث هاتفيا اليوم الى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لمناقشة اخر التطورات في لبنان والمنطقة. وكرر نائب الرئيس التزام الادارة الاميركية سيادة واستقلال واستقرار لبنان". واضاف المصدر نفسه انه خلال هذه المحادثة الهاتفية، اكد بايدن دعم الولايات المتحدة "لتطوير مؤسسات صلبة وفاعلة للدولة اللبنانية". ويأتي هذا الاتصال في وقت يتعرض الحريري لضغوط من اجل التبرؤ من المحكمة الدولية المكلفة محاكمة قتلة والده رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في بيروت العام 2005. ويعتبر "حزب الله" ان المحكمة الدولية "اداة اسرائيلية اميركية" لاستهدافه، معتبرا ان الحريري وحده "قادر على وقف مهزلة اتهام "حزب الله"، وفق تعبير نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم. ويحذّر سياسيون ومحللون من ان يؤدي توجيه الاتهام بإغتيال زعيم سني الى "حزب الله"، الى خضة امنية. واعلن رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان هرمان فون هايبل اول من امس الخميس ان القرار الاتهامي في اغتيال الحريري سيقدّم الى قاضي الاجراءات التمهيدية "قريبا جدا جدا". 

 

اجتماع للمنظمات العربية ـ الاميركية في البيت الأبيض للتداول في المحكمة

نهارنت/ذكرت صحيفة "السفير" ان الادارة الأميركية وجهت دعوة إلى المنظمات العربية ـ الاميركية للاجتماع يوم الجمعة المقبل في البيت الأبيض "للتداول في محكمة الحريري" بحسب ما ورد حرفيا في متن الدعوة التي نشرتها الصحيفة. 

 

كوادر من حزب الله يؤكدون ان فترة السماح للحريري ستنتهي بعد عاشوراء تليها تظاهرات واحتلال لمرافق عامة حيوية  

بدأ كوادر من حزب الله يتداولون في اوساطهم عن ان فترة السماح التي اعطيت لرئيس الحكومة سعد الحريري ستنتهي بعد احياء ذكرى عاشوراء الخميس 16 كانون الاول.

ويؤكد هؤلاء الكوادر ان سلسلة من التظاهرات ستشهدها عدة مناطق ومنها بيروت وستتضمن الظاهرات احتلال وسيطرة على مرافق حيوية اولها مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت اضافة الى وزارات ومؤسسات بهدف الضغط على الحريري لاجباره اما على الرضوخ لمطالب حزب الله برفض المحكمة الخاصة بلبنان والقرار الظني واما لدفعه لتقديم استقالته لاظهاره بمظهر العاج. ويتحدث الكوادر في اوساط عدة تدور في فلك 8 آذار عن التأكيد على رفض انعقاد جلسة للحكومة الاربعاء 15 كانون الاول بالصيغة التي يطرحها الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري، ويعتبرون ان الايام الفاصلة هي عمليا اخر ايام الهدنة لتمرير مراسم احياء ذكرى العاشر من محرم.

المصدر : موقع القوات اللبنانية

 

 مصادر لـ"الراي": "حزب الله" أنهى وضع خطط "كلية وجزئية" لمواجهة القرار الإتهامي  

كشفت مصادر قريبة من "حزب الله" لـ"الراي الكويتية" ان "الحزب انتهى اخيراً من وضع خطط وتحديث اخرى لملاقاة مرحلة ما بعد القرار الاتهامي، وهي خطط "كلية وجزئية"، اخذت في الاعتبار ما صدر من تصريحات اسرائيلية وأميركية حول "فرضيات" مواجهة حزب الله استناداً الى رد فعله "الافتراضي على القرار الاتهامي". وأشارت هذه المصادر الى ان خطط الحزب انقسمت اثنتين وعلى جبهتين: قسم دفاعي وآخر هجومي، وجاءت في خطوطها العريضة على النحو الآتي: تقويم الموقف الاسرائيلي من المواجهة مع "حزب الله"، ففي تقدير المقاومة ان اسرائيل تدرك ان الدخول في حرب مع الحزب لن يكون مضمون النتائج من جهة، وفي حال تَجنُّب المواجهة معه فإن قوته ستتعاظم، لذا فإن المقاومة تعتقد ان اسرائيل امام خيارين لا تعلم ايهما الاسوأ وإلا لشنّت الحرب غداً. وضعت "غرفة الحرب" في "حزب الله" سيناريو افتراضياً ازاء الداخل، وهو يأخذ في الاعتبار الوضع الآتي: صدر القرار الاتهامي، بدأ الضغط السياسي على الحزب، اخذت القوى الداخلية المعادية للمقاومة تتناغم مع القوى الخارجية، تَحرك الاسطول الخامس الاميركي في اتجاه المياه الاقليمية للبنان، عُبئت الصفوف الداخلية من بعض القوى العربية، وجهزت المجموعات الانتحارية من الأصوليين نفسها وحددت أهدافها. وتحدّثت المصادر عن سيناريويْن وضعهما "حزب الله" للتعاطي مع قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان. الاول يأخذ في الاعتبار امكان سحب دول "الناتو" وحداتها المشاركة في "اليونيفيل" ليتاح لحكوماتها ممارسة الضغط المناسب وبحريّة على "حزب الله"، اما الثاني فينطلق من امكان تحول وحدات دول "الناتو" المشاركة في "اليونيفيل" من قوات حفظ سلام الى "قوات محاربة" تحت الفصل السابع.

 

 مديرة مكتب التواصل في المحكمة الدولية الخاصة:جلسات المحاكمة في القرار الاتهامي ستكون علنية واسألوا "حزب الله" عن مخاوفه

دعت مديرة مكتب التواصل في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أولغا كافران اللبنانيين إلى تفهم مسار المحكمة وانتظار القرار الاتهامي وعدم تصديق الشائعات المضللة ما لم تصدر عن مراجع المحكمة. وكشفت كافران في حديث لـ"النهار" الى "أنّ جلسات محاكمة المتهمين في القرار الاتهامي التي ستعقد في لاهاي ستكون علنية وسيجتمع للمرة الأولى المتهمون وأهالي الضحايا تحت سقف واحد وسينقل بعض هذه الجلسات عبر الموقع الالكتروني الخاص بالمحكمة الدولية، وسيعطى بعض التلفزيونات اللبنانية فرصة نقل بعض الجلسات مباشرة على الهواء.  وستكون المرة الأولى في التاريخ يجتمع المتهمون وأهالي الضحايا والشهداء تحت سقف واحد، وبرأيها "نّ ذلك لا يمكن أن يحصل قبل سنة واحدة من الآن".

واوضحت انها لا تعرف من هي الجهة المسؤولة عن التسريبات الإعلامية عن عمل المحكمة، مردّدة انه "سؤال صعب". واضافت انه "نحن لا يمكننا أن نعطي رأينا في تكهنات صحافية. فالإعلاميون مثلاً تناولوا ما لا يقل عن 15 أو 20 موعداً لإعلان القرار الاتهامي، حتى أنّ البعض راح يتحدث عن تواريخ محددة، ولو صدقنا كل هذه الشائعات لكان القرار الاتهامي صدر في الفترة الممتددة بين أيلول وكانون الأول". واكّدت كافران ان "لا قرار اتهامياً حتى اليوم، والسبب عدم اكتمال كل عناصر الملف". وذكرت لـ"النهار"، "إن كشف أي معلومات دقيقة أو خاصة بالمحكمة يمرّ بمراحل وتدابير خاصة داخل المحكمة نفسها. وفي المحكمة الخاصة بلبنان تحديداً المعنيون مجبرون على التقيد بسرية مجريات التحقيق والمعلومات التي في حوزتهم. أذكر أنّ المرات التي يذكر فيها الصحافيون مصادر معلوماتهم قليلة، فغالباً ما تكون المصادر غير معروفة وغير مسماة"، مشيرة الى ان "نتائج التحقيقات فستظهر في القرار الاتهامي. فما ان يعلن القرار سنرى من هم الأشخاص المتهمون وما هي الاتهامات الموجهة إليهم والمسؤوليات التي ستقع على عاتقهم".

واعلنت كافران ان " هناك تدابير قانونية ستؤخذ بحق موظفين في المحكمة الدولية ثبت أنّهم سرّبوا معلومات سرية من دون العودة إلى المراجع المعنية".

وعن ما يقوله التدخلات السياسية في عمل المحكمة، تذكّر كافران ان "هناك نحو 300 فرد من 62 بلداً يعملون في المحكمة الخاصة بلبنان، والأهم من ذلك أنّ نظام المحكمة وطريقة إدارتها للأدلة يضمنان أعلى معايير المحاكمات العادلة، بما في ذلك تمتعها بنظام يرتكز على الأحكام القانونية الدقيقة والجدية. وتستند المحكمة أيضاً إلى خبرة المؤسسات الدولية الأخرى، فأولى المحاكم الخاصة تأسست منذ 17 عاماً وتم تراكم الخبرات في هذا المجال".

اما عن توجيه أصابع الاتهام إلى "حزب الله"، فتردّد ان "هذا ليس سؤالا يمكنني الإجابة عنه"،

كما انه "ما من قرار اتهامي حتى الآن، لذا لا فكرة لدي عن الاستنتاجات التي قد يتوصل إليها المدعون العامون".

وعن مخاوف "حزب الله"، دعت كافران الى "توجيه هذا السؤال إليهم".

وكرّرت أنّه "ما من قرار اتهامي حتى الآن وليس هناك متهم بعد، فبعد تقديم المدعي العام لمسودة القرار الاتهامي إلى رئيس المحكمة، يتطلب التدقيق في القرار 6 إلى 10 أسابيع لإصداره رسمياً، وفقاً لخبرة المحاكم الدولية السابقة". ورفضت كافران التعليق على عدة اسئلة تعتبرها سياسية، مثل دخول المحققين الى الضاحية الجنوبية.

ولم تكن لدى كفران اجابة عن عدم استجواب اسرائيليين كما حصل مع سوريين ولبنانيين، لانها ليست مطلعة على مضمون التحقيقات و"كل من يتهم فهو بريء حتى تثبت إدانته".

وعن ممارسة ضغوط قضاة لبنانيين للانسحاب من المحكمة و انعكاس ذلك على مسارها، وجدت كافران انه "لا لزوم للتعليق على فرضيات وتفسير شائعات تنتشر على بعض الألسنة في بيروت، وأعود وأؤكد أنّه لم يحدد حتى الآن تاريخ رسمي لصدور القرار الاتهامي رغم أنّ مصادر المحكمة أكدت أنّه قريب جداً جداً، "فالمدعي العام دانيال بلمار سيرفع مسودة القرار إلى رئيس المحكمة أنطونيو كاسيزي ليدقق فيها قبل نشرها رسمياً، وهذا يحتاج إلى بعض الوقت وليس هناك مهلة زمنية محددة لذلك".

وعن صدقية المعلومات المنشورة في الصحافة اللبنانية في هذا الشأن، رأت ان "كل الكلام الذي قيل عن مسار التحقيقات والبلدان التي جرت فيها، إذا لم يصدر عن مصادر المحكمة نفسها، مشكوك في صدقيته". ودعت "اللبنانيين إلى الفصل بين عمل لجنة التحقيق الدولية الذي انتهى الآن وعمل المحكمة الخاصة بلبنان وعدم المزج بين مهمة كل منهما التي هي منفصلة عن الأخرى". واشارت الى "إنّ اللجنة شكلت لمساعدة الدولة اللبنانية على التحقيق في جرائم الاغتيال، فالكرة أصبحت في ملعب المحكمة الدولية التي تتخذ شكل المحكمة الجنائية الدولية والتي لم تنشأ لمساعدة الدولة اللبنانية في التحقيق بل أخذت على عاتقها مسار التحقيق". وعن وجود صعوبات مالية تواجه المحكمة الدولية، كرّرت كافرانما قاله الأمين العام للأمم المتحدة في خطابه في تشرين الأول الماضي "بأنّه وفقاً للاتفاق يستطيع مجلس الأمن أن يجد التمويل، ولن يدع مشروع المحكمة يسقط". واكّدت ان "أبرز ما تواجهه المحكمة من صعوبات هو عدم تفهم اللبنانيين للمسار الذي تمرّ به، فعليهم أن يفهموا أننا نتعامل مع قانون جنائي دولي وأنّ هذه المحكمة دولية ومختلفة كلياً عن القانون اللبناني". 

 

النهار: من المتوقع توجيه دعوة لجلسة مجلس الوزراء يكون شهود الزور البند الاول فيها

نهارنت/اكّدت مصادر مطلعة لصحيفة "النهار" انه من المتوقّع ان توّجه اليوم الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء سيكون البند الاول في جدول أعمالها موضوع "شهود الزور"، وذلك بناء على طلب من الرئيس سليمان. وأفادت مصادر وزارية قريبة من رئاسة الجمهورية انه حتى لو اتفق على إدراج موضوع "شهود الزور" بندا أول في جدول الاعمال، فان الرئيس سليمان يحرص على ان يكون هناك توافق قبل تحديد موعد للجلسة، لأنه حريص على وحدة العمل الحكومي. وبناء على ذلك، فانه لا يزال يجري مشاورات مع كل الاطراف لتأمين جلسة هادئة تتابع حل مشاكل المواطنين والبنود المؤجلة من جلسات سابقة. ويتألف الجدول من نحو 250 بندا. واوضحت مصادر 8 آذار لـ"النهار"، انها لم تتبلغ بعد أي دعوة الى جلسة تعقد الاربعاء، وأن وزراء هذه القوى سيعقدون اجتماعا تشاوريا تنسيقيا بعد تسلمهم الدعوة لاتخاذ الموقف المناسب، انطلاقا من إدراج ملف "شهود الزور" بندا أول كما تطالب هي، او في سياق الجدول كما ينقل عن أوساط رئيس الحكومة. وذكرت "النهار" انه "فهم ان جدول أعمال مبدئيا كان أعد للدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء اليوم السبت، لكن استمرار الخلاف على بند "شهود الزور" أخر توجيهها". واشارت صحيفة "السفير" الى ان تسريباً صدر من السـرايا الكبيـر عن دعـوة رئيـس الحكومة سـعد الحريري الى جلـسة لمجلـس الـوزراء يــوم الاربعـاء المقبـل فـي القصـر الجمهـوري في بعبـدا. وذكرت "السفير" ان الوزراء لم يتبلغوا اي دعوة رسمية ووفقا للاصول التي تتبع عادة في حالات كهذه ولا بجدول الاعمال.  وعلمت صحيفة "النهار" ان "بنداً طارئاً لا يزال موضع اهتمام وهو يتعلق بما طرحه نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر في موقفه الاخير، إذ اشترط لحضوره أي جلسة لمجلس الوزراء إدراج "بند محاسبة المحرضين الفعليين على القتل والكراهية والفتنة في لبنان لينضموا الى بند شهود الزور". وذكرت مصادر نيابية بارزة في كتلة "المستقبل" لـ"النهار" ان ثمة "مفارقة بين دعوة للقتل بناء على معلومات كاذبة ينفيها الوزير المر شخصيا، والدفاع عن العميد المتقاعد فايز كرم الذي اعترف بتعامله مع اسرائيل". ولفتت الى ان موقف المر سيبقى ثابتا في المرحلة المقبلة.

وقال الوزير محمد فنيش لـ"السفير" ان "وزراء المعارضة لم يتبلغوا حتى مساء امس الجمعة اي دعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، وفي حال تبلغوا فإن بند ملف شهود الزور يبقى هو البند الاول ولا يمكن تجاهله او القفز فوقه بعد كل الذي جرى ويجري". ونحن ننتظر نتائج المساعي الجارية من اجل معالجة هذا الملف عبر طرحه للنقاش في مجلس الوزراء، وحتى الآن لم يحصل اي جديد. واشار المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل لـ"السفير" الى "ان موقفنا كمعارضة واضح، فنحن نرحب بانعقاد مجلس الوزراء، لاستكمال البحث في هذا الملف، ولا توجد مشكلة على الاطلاق في الدعوة بل العكس نحن طالما طالبنا بذلك ومازلنا على مطالبتنا للانتهاء من ملف الشهود الزور بأسرع وقت ممكن".

ورأى خليل انه "لقد ختمت جلسة مجلس الوزراء الاخيرة على أساس ان تجري مشاورات ومناقشات لبلوغ حلول معينة، ولذلك من الطبيعي لا بل من الضروري ان يكون بند شهود الزور هو الاول في جدول الاعمال لتستكمل مناقشته مجددا من النقطة التي انتهى اليها النقاش في الجلسة السابقة". 

 

"لماذا كل هذا التكالب على حزب الله؟"، رعد : لا احد قادر على النيل من المقاومة "وروحوا بلطوا البحر".. واذا صدر القرار الاتهامي من دون تسوية ستتغير صورة لبنان تلقائيا وسيف البغي سيرتد على اصحابه 

موقع الكتائب/أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال المجلس العاشورائي المركزي ل"حزب الله" في بلدة مشغرة - البقاع الغربي، "ان المطلوب من الولايات المتحدة وبقرار دولي الانتهاء من المقاومة وذلك من اجل المحافظة على اسرائيل"، معتبرا انه "بعد فشلهم بالحرب على القضاء على المقاومة اتبعوا اسلوبا جديدا وهو القرار الدولي والمحكمة الدولية". وقال: "روحوا بلطوا البحر"، فهذه المقاومة أكرم وأشرف وأنزه وأطهر من ان يستطيع احد ان ينال منها او المس بكرامتها او بصدقية دماء شهدائها".

أضاف: "بقينا ثلاثين سنة نقاتل من اجل ان نحفظكم، واذا كان احد يفكر ان يسحب سيف البغي والغدر فكل تجارب التاريخ والامم علمتنا انه من سل سيف البغي قتل به وسيرتد سيف البغي على اصحابه". ونبه رعد "البعض من التمسك والقول بان الامر اصبح عند المحكمة الدولية وغير قادرين على فعل شيء"، وقال:" انتم كنتم الممر للمحكمة الدولية المزيفة والكاذبة والمتآمرة على المقاومة وأهلها، ولا احد يقدر على التنصل من المسؤولية في ما تخطط له القوى الاستكبارية من سوء متوهما ان يطال المقاومة وانتم تكونون في الخارج".

اضاف:" نحن أعطينا فرصة وننتظر الجهد السوري - السعودي لنعرف الى اين سيصل"، مشيرا الى انه "اذا صدر القرار الاتهامي من دون تسوية وتفاهم بين اللبنانيين فالكل عليه ان يتحمل وزر ما فعل"، لافتا الى "التمسكن والنفاق والكذب والخداع مقابل السرقة واللصوصية والتآمر والتحريض وتقديم أوراق الاعتمادات للسفارات".

وتابع:" ان ما تكشفه اليوم وثائق "ويكليكس" هو نقطة من بحر ما لدينا من معطيات عما كانوا يحرضون ضد المقاومة"، مؤكدا انه "اذا صدر القرار من دون تسوية بين اللبنانيين نقول لكم ان لبنان ما قبل القرار هو غير ما بعد القرار، وستتغير صورة لبنان تلقائيا اذا لم يكن هناك تفاهم داخلي لبناني ينأى بلبنان عن مأزق المحكمة الدولية وتداعياتها".

وتساءل رعد: لماذا هذا التكالب على المقاومة، هل لانها رفعت الرؤوس؟، معتبرا ان "ويكليكس" كشفت "ان البعض بلا حياء. انكم بلا حياء لانكم مكشوفون من زمان".  

NNA

 

العجز والثأر

بقلم/الياس الزغبي

متابعة بسيطة للمشهد اللبناني تُظهر تداعي دفاعات الفريق المناوئ للمحكمة الدوليّة والقرار الاتّهامي: ملفّ "شهود الزور" يدور على نفسه، ويعلك فراغه.  الرهان على "مبادرة" سعوديّة – سوريّة لتطويق القرار، ينكفئ. "الوديعة" الفرنسيّة كلام في الرّيح. "البلاغ الرقم 1" لم يبقَ منه الاّ صدى صوت محمّد رعد، وأيّامه الثلاثة "الحاسمة".  دمشق تلتزم رفض فضّ النزاع بالقوّة، وترضخ، من باريس، للقرار "بأدلّة دامغة"، ومنطق "الحلّ في أيدي اللبنانيّين".  ايران تفتح مصالحها من السعوديّة ومصر، الى تركيّا ودول الـ"5 + واحد". وحلفاء "حزب الله" يلملمون شظايا صورتهم المحطّمة تحت أصابع الاتّهام، وهو في صمت مريب. ويخسرون حروبهم الدونكيشوتيّة أمام طواحين الهواء.

وماذا يبقى أمام "حزب الله" من وسائل وأوراق؟ حسنا فعل حين حاول التعامل مع المحكمة الدوليّة بعملتها: القانون. وبغض النظر عن هشاشة ما شرح وقدّم، مستنجدا بمن زاد في الهشاشة، والديماغوجيا "القانونيّة"، فانّه أسّس لمسار منطقي مع مراحل الاتّهام والمحاكمة، تماما كما فعلت سوريّا بلجوئها الى مكاتب دوليّة للمحاماة، وارتضت مسبقا ادانة أيّ سوري يثبت تورّطه، بدون أن تدّعي الطهرانيّة المطلقة والدرع الأخلاقيّة الفولاذيّة حول عناصرها.

ولكنّ الغريب في الأمر، أنّ من كلّفه "حزب الله" خوض غمار القانون والدستور في مواجهة المحكمة، رئيس كتلته النيابيّة، استعاد سريعا لغة الحرب والحسم، قافزا فوق كلّ الجهد "القانوني"، ومسترجعا طبعه القتالي بعد ساعات من تطبّعه السجالي، الحقوقي!

صحيح أنّ الطبع يغلب التطبّع، ومن اعتاد منطق القوّة لا يأنس كثيرا لقوّة المنطق، ومن استسهل استخدام السلاح والعنف يستصعب السماح واللطف. غير أنّ التهديد المقرون بمهلة قصيرة قبل الحسم المسلّح  يقضي على كلّ الجهد القانوني الذي بذله أهله، من جهة، ويجعلهم، من جهة ثانية، أمام مفترق خطير بين خسارتين: اذا نفّذوا تهديدهم لا يعرفون الى أين تأخذهم السبل، واذا تراجعوا سقطت الهالة "والعصمة"، ولا يمكن تصوّر مدى التراجع.

لا نعرف من نصح صاحب التهديد بالشيء وعكسه، بالقانون ونقيضه، ومن وضع على لسانه هذه المهلة القاتلة. واذا كانت قيادة "حزب الله" أوكلت اليه هذه المهمّة المزدوجة والصعبة، فماذا تركت للسيّد حسن نصرالله في كلامه الموعود بعد أيّام، وبعد انقضاء المهلة المقرّرة؟ أم ترانا ندخل في حالة طارئة تجعل خطابه بدون جدوى، فيخرج علينا بكلام آخر، بعد الطوفان لا قبله!

واذا صحّ التهديد وتمّ تنفيذه، ولا دلائل على الصحّة الاّ الهوس، فسيكون مجرّد انتقام عشوائي من الدولة ومؤسّساتها، ومن اللبنانيّين وأرواحهم وأرزاقهم، على غرار من ينتقم من الجمل لعجزه عن مواجهة الجمّال. الجمّال في لاهاي يا أهل الخير، ولكم في الجمل ما لأخوتكم وأبناء وطنكم. فلماذا تثأرون من دولتكم وأهلكم. وهل يغيب عنكم أنّ الثأر يستولد الثأر، في بيئة العشائر؟

 

حزب الله: المعارضة ستحول القرار الاتهامي الى عبء على أصحابه

نهارنت/أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "الثقة التامة بقدرة المعارضة على أن تحول القرار الاتهامي إلى عبء ثقيل على أصحابه"، مشيرا إلى "أن أصحاب هذا القرار معروفون". وشدد قاووق خلال مجلس عاشورائي في بلدة حومين الفوقا - النبطية على "أن الذين فبركوا الشهود الزور هم أنفسهم الذين فبركوا الأدلة الزور من أجل استصدار القرار الظني بحق المقاومة محليا ودوليا" لافتا ًإلى أن "المساعي العربية السورية - السعودية التي كانت مساعي إيجابية وبناءة اصطدمت بالفيتوات الأميركية وبرغبة الفريق الآخر في لبنان في إبقاء نافذة التدخل الأميركي مفتوحة وهو بالتالي ما أوصل البلد إلى مرحلة صعبة وبات الوقت يضيق والفرص تتبخر شيئا فشيئا". وأشار إلى "أن ليست هناك حاجة إلى وثائق "ويكيليكس" حتى يتم اكتشاف حجم السيطرة الإسرائيلية والأميركية على مفاصل المحكمة الدولية أكد "أننا لن نسمح لأميركا بأن تحقق أي مكتسبات سياسية على حساب الاستقرار وإنجازات المقاومة".

 

الأسد: إذا أتى قرار المحكمة مبنيا على دلائل قاطعة فسيقبل به الجميع

نهارنت/أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنّ "بلاده تقبل القرار الاتهامي المنتظر عن المحكمة في حال كان مبنيا على أدلة قاطعة، عندما يكون القرار مبني على دلائل قاطعة فإن الجميع يقبله وليس فقط سوريا بل أيضا لبنان ولكن إذا كان القرار مبني على شبهات أو تدخل سياسي فلا أحد سيأخذ القرار على محمل الجد".

وأوضح الأسد في حديث لقناة "TF1" الفرنسية أنه "بحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الدور الذي يمكن أن تلعبه فرنسا عبر مجلس الأمن للحد من التدخلات في عمل المحكمة الخاصة بلبنان ومنع تسيسها". وأشار الى "إن الحوار بيني وبين الرئيس نيكولا ساركوزي كان حول نقطتين هما كيف يمكن أن نساعد الحوار اللبناني للحد من التوترات والنقطة الثانية هي الدور الذي يمكن أن تلعبه فرنسا عبر مجلس الأمن للحد من التدخلات في عمل المحكمة ومنع تسيسها".

 

زهرا: موقف "حزب الله" وداعميه هو رفض المحكمة الدولية سلفاً

نهارنت/اكّد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا ان الموقف الواضح لـ"حزب الله" وداعميه الإقليميين ولو بوسائل ديبلوماسية، هو رفض المحكمة الدولية سلفاً، وهذا ليس في حساباتنا ولا في حسابات الرئيس سعد الحريري". واشار زهرا في حديث لـ"اخبار المستقبل" الى "ان ما عرضه النائب رعد في مؤتمره الصحافي يفتقد الى المصداقية، وما يفعله "حزب الل"ه الآن يُثبت انه لم يكن في أي يوم من الأيام مع المحكمة الدولية". واوضح زهرا "ان الرئيس سعد الحريري سيتحمّل التجني الشخصي ولكن لن يقدم في المقابل تنازلات مبدئية في المواضيع التي تمسّ بالميثاق والقول بأن الرئيس الحريري ضعيف هو تجنّ ليس في مكانه، فالحريري قوي بتحالفاته وبشعبيته". واشار الى "انه لا مانع من عودة جلسات الحكومة لتيسير شؤون الناس، والفريق الآخر يصر على فرض جدول الأعمال بالمواضيع التي يراها أولوية". ولفت زهرا الى "ان اللبنانيين مصرون على التمسك بالحياة، ولو انهم يقبلون الخضوع واليأس لكان انتهى لبنان منذ زمن بعيد". اما عن مسألة وزير الداخلية زياد بارود واللواء أشرف ريفي، علّق زهرا بالقول: "كقوات لبنانية نقدر الوزير بارود واداءه، ولكن إذا ما تعرض أحد للجيش اللبناني، فهل تستأذن مديرية التوجيه من وزير الدفاع للرد على الإفتراءات؟". واعتبر ان البيان الذي أصدره الوزير الياس المر هو "كلام الوزير المر صرخة إنسان تعرض لمحاولة اغتيال ويتعرض لمحاولة تخوين". 

 

ليحيا لبنان 

علي حماده (النهار)

صرخة الياس المر البارحة كانت صرخة الشهداء والاحياء الذين يتعرضون لظلم فادح على يد من يعتقدون ان القوة تبيح لهم قلب الحقائق كيفما شاؤوا. انها صرخة في وجه اللامعقول حيث يصير المقتول قاتلا وجب ان يقبل اعتاب القتلة والمجرمين. انها صرخة من ينتفض على هذه الحملة التي تريد ان تصل القتل الجسدي بالقتل المعنوي بقوله: "من يحاسب قتلة الياس المر؟ من يحاسب قتلة الشهداء والابرياء الذين سقطوا بالاغتيال ومحاولات الاغتيال؟ او من يحاسب قتلة الشهداء والناجين من الاغتيال؟"

هذا تذكير للبنانيين بأن القضية هناك: حيث الاغتيالات، وحيث التبعية، وحيث الاستتباع لأجندات خارجية. القضية هناك، حيث يهدر دم الاحرار في هذا الوطن لا لشيء، إلا لأنهم وقفوا ويقفون حجر عثرة في وجه من حاولوا ويحاولون ابتلاع بلاد الارز. والقضية هي هناك حيث ثمة من يحاضر في الوطنية وهو يستبيح دماء الاحرار، ويمعن تدميرا في بنيان هذا الوطن.

لقد اطلق الياس المر صرخته في وجه المحاضرين بوطنية زائفة، ومن امتدت ايديهم الى اللبنانيين في سلسلة غزوات اهلية وهم يهددون اللبنانيين اليوم بالحسم على ما صرح احد وجوههم البارزة في الساعات الاخيرة حيت اعلن ان ساعة الحسم آتية! اي حسم هو الآتي؟ مزيد من الدم؟ ومزيد من تكسير البلد فوق رؤوس الناس؟ ومزيد من ضرب الدولة ومؤسساتها؟ ومزيد من الاحقاد تزرع في كل اتجاه؟

تأتي انتفاضة الياس المر قبل ايام على حلول الذكرى الخامسة لاغتيال جبران تويني الذي قضى دفاعا عن لبنان الاستقلال. واسوة برفاقه الشهداء نرى جبران تويني يظلم مع هذه الحرب الشعواء ضد الحقيقة والعدالة. ويستحضرون اسرائيل ليحجبوا نور الحقيقة والعدالة. يتحججون بإسرائيل ليمنعوا اولياء الدم، ونحن منهم، من المضي في طريق طلب الحقيقة والاصرار على تحقيق العدالة. يهددون أولياء الشهداء، ويهددون اللبنانيين بالفتنة، ويشلون مصالح الشعب بذريعة الخلاف على قضايا جانبية مثل ما يسمى" ملف شهود الزور"، في حين انهم يستقوون على اللبنانيين بقوة السلاح في حربهم لدفن القضية المركزية، ألا وهي قضية الاغتيالات السياسية التي شهدها لبنان، بدءا بالاول من تشرين الاول 2004.

 غدا تحل الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال جبران تويني. غدا سنقف ملايين، المسلمين والمسيحيين موحدين هنا في الوطن وهناك في كل بقعة من بقاع الارض وطئتها اقدام لبنانية لنجدد القسم دفاعا عن لبنان الاستقلال، ولنجدد العهد بطلب الحقيقة والعدالة ليحيا لبنان.  

 

هذا ما قاله فايز كرم أمام قاضي التحقيق في المحكمة العسكرية 

١٠ كانون الاول ٢٠١٠

  قرار رقم 92/2010

نحن رياض ابو غيدا قاضي التحقيق العسكري الأول بعد الاطلاع على ورقة الطلب رقم 11032/2010 وعلى مطالعة مفوض الحكومة المعاون بالأساس تاريخ 15/11/2010،

وعلى كافة الأوراق،

تبين انه اسند الى المدعى عليهما:

1 – العميد المتقاعد فايز وجيه كرم ، والدته ليلى، مواليد 1948، زغرتا، اوقف وجاهياً في 11/8/2010 ولا يزال،

2 – الياس رياض كرم، والدته جنفياف، مواليد 1955، العدوسية، اوقف غيابيا في 13/8/2010،

بأنه في الأراضي اللبنانية وخارجها، وبتواريخ لم يمر عليها الزمن، اقدم الأول على التعامل مع مخابرات العدو الاسرائيلي، ودس الدسائس لديه، والاجتماع مع ضباطه في الخارج، ومتابعة التواصل معهم هاتفياً وتزويدهم بالمعلومات عن التيار الوطني الحر الذي ينتمي اليه، وكذلك عن حزب الله واحزاب اخرى، وعما يدور في الاجتماعات واللقاءات المغلقة التي كانت تعقد بين قادة الحزبين المذكورين وكوادرهما، مقابل مبالغ من المال، واقدم الثاني على التدخل بهذه الجرائم،

كما اقدم الأول على حيازة أسلحة حربية دون ترخيص.

الجرائم المنصوص عنها في المواد 274 و 278 عقوبات، و72 أسلحة، بالنسبة للأول، 274/219 و 278/219 عقوبات بالنسبة للثاني.

وبنتيجة التحقيق:

اولاً: في الوقائع:

لدى متابعة شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الأرقام الدولية المشتبه استخدامها من قبل المخابرات الإسرائيلية، للتواصل مع عملائها في لبنان تمّ تحديد ثلاث أرقام مشبوهة: نمساوية، والمانية، وبلجيكية.

وهذه الأرقام تواصلت حصراً مع ارقام دولية امنية متواجدة على الأراضي اللبنانية.

وبالتحليل التقني،

تبين ان الرقم النمساوي 436766823019 تواصل بشكل حصري مع الرقم الأمني النمساوي العامل على الشبكة اللبنانية 436766823015 من تاريخ 3-2-2006 لغاية 13-6-2006 باستثناء رسالة نصية ارسلت من الرقم اللبناني 03729009 الى الرقم النمساوي 436766823019 تضمنت:

Wath T.v. almanar 10.30 am. Tody 33 march.

وكان الرقم اللبناني المذكور عائد للعميد المتقاعد فايز كرم.

وبدراسة التواجد الجغرافي، تبين:

ان الرقم الامني النمساوي العامل على الأراضي اللبنانية المذكور اعلاه، مطابقة حركته الجغرافية OSS للرقم اللبناني 03729009 المستعمل من قبل المدعى عليه فايز كرم.

ان الرقم البلجيكي المستخدم من المخابرات الاسرائيلية، تواصل حصراً مع رقم بلجيكي آخر 32487939917 عمل في لبنان، تطابقت حركة هذا الأخير الجغرافية مع رقم المدعى عليه.

وبدراسة اجهزة الهواتف الخليوية المستعملة على الأرقام الامنية الدولية العاملة في لبنان،

تبين:

استخدام جهاز خليوي نوع "نوكيا" 2610 يحمل الرقم التسلسلي 35277101451059، للرقمين الالماني والبلجيكي.

استخدم ذات الجهاز على الرقم اللبناني الثابت 07060504 المستعمل من قبل المدعى عليه

واستناداً الى الوقائع اعلاه، تمّ استدعاء المدعى عليه العميد المتقاعد فايز كرم للتحقيق معه،

وعليه،

لجهة التحقيق الأولي:

ادلى المدعى عليه انه خلال عام 1982 كان برتبة نقيب في الجيش اللبناني وانه اثناء مروره على احد الحواجز الاسرائيلية في بحمدون اثناء عودته من الخدمة بقاعدة رياق الجوية، حصل خلاف بينه وبين عناصر الحاجز، فتمّ نقله الى مركز تابع لهم في تلك المحلة، حيث قابل ضابط مخابرات اسرائيلي يدعى "موس" الذي ما إن علم انه ضابط في الجيش اللبناني حتى تودد اليه، واعتذر منه عن تصرفات عناصره، وزوده بورقة تسهيل مرور.

بعدها راح المدعى عليه يتردد الى مركز الضابط موس اثناء ذهابه وايابه من الخدمة وقد تناولا العشاء عدة مرات بمطاعم في بيروت منها مطعم برج الحمام.

وخلال عام 1992، هرب المدعى عليه الى منطقة الشريط الحدودي، وتحديداً الى منطقة بكاسين على إثر صدور مذكرة توقيف غيابية بحقه، واقام بمنزل احد معارفه هناك المدعو خوسيه عفيف لمدة شهر، طلب بعدها من هذا الأخير الاتصال بأحد مسؤولي الأمن في جيش لحد المدعي عليه الياس كرم وابلاغه ان المقدم فايز كرم هرب من السوريين ومن الجيش اللبناني ويريد الاجتماع بالضابط "موس" ليسهّل له امر السفر الى قبرص.

ولدى حضور المدعى عليه الياس كرم اصطحبه الى داخل اسرائيل، حيث تمّ التحقيق معه من قبل المخابرات الاسرائيلية عن سبب هروبه من لبنان، وسمحوا له بالسفر بالباخرة الى قبرص عن طريق مرفأ حيفا.

ومن هناك سافر الى فرنسا، وبقي فيها حتى عام 2005 تاريخ عودته الى لبنان.

وخلال عام 2006 اتصل به احد الاشخاص من رقم دولي على هاتفه اللبناني 03729009 معرّفا عن نفسه انه صديق الضابط الاسرائيلي "موس" ويريد مقابلته في فرنسا.

وافق المدعى عليه، وسافر الى هناك والتقى بالشخص المذكور الذي عرّف عن نفسه باسم "رافي" بمقهى "مارسبو" ودخلا الى لوبي داخل المقهى، وأبلغه رافي ان الضابط موس هو صديقه وهو مرسل من قبله، والهدف من اللقاء هو التواصل ومناقشة الوضع السياسي العام في لبنان وتحديدا عن:

تنظيم التيار الوطني الحر، والهيئة التأسيسية، والكوادر القيادية.

واقع المسيحيين بعد تحالف التيار مع حزب الله.

 

علاقة التيار بالقوات اللبنانية وحزب الكتائب، ودوري شمعون.

الاشخاص الذين يعرفهم في حزب الله.

وقد انتهى اللقاء الأول عند هذا الحد، واتفقا على اللقاء دورياً كل ثلاثة او ستة اشهر، وسلمه رافي خط هاتف دولي لاستعماله حصرياً بينهما، وكذلك مبلغ سبعة آلاف يورو تكاليف ومصاريف السفر.

وتبين ان المدعى عليه فايز كرم، اجتمع في فرنسا لاحقاً، مع ضابط المخابرات الاسرائيلية، رافي لمرات ثلاث، بالاضافة الى تواصله الدائم معه بواسطة الخطوط الأمنية المسلمة اليه، ومن بينها جهازاً، على شكل هاتف خليوي يعمل بواسطة الستلايت على الاقمار الاصطناعية.

وانه خلال فترة تعامله زوّد المخابرات الاسرائيلية بشخص الضابط رافي بما يلي:

اعطى اسماء الكوادر الاساسية المؤثرة في التيار الوطني الحر.

ذكر اسماء معارفه من قيادات حزب الله، كالحاج غالب ابو زينب، والحاج محمد صالح، والحاج وفيق صفا، والسيارة التي يستعملها الأول، بالاضافة الى علاقته مع فريق عمل تلفزيون المنار.

شرح علاقة التيار بالقوات اللبنانية وان الصراع بينهما مبني على التناقض بشخصية كل من رأس الهرم فيهما.

تفاصيل القوى السياسية في طرابلس.

تفاصيل المفاوضات التي كانت تجري بين التيار الوطني الحر وباقي الأحزاب اللبنانية كحزب الكتائب وتيار المستقبل وحزب الله، وكافة المعلومات التي كان يحصل عليها بهذه الخصوص بحكم موقعه في التيار.

تفاصيل مشاركة التيار الوطني الحر في الاعتصام بساحة رياض الصلح.

اعترف انه هو الذي ارسل رسالة نصية من رقمه اللبناني، الى رقم المخابرات الاسرائيلي المتضمنة مشاهدته على تلفزيون المنار اثناء المقابلة التي اجريت معه بتاريخ 23- 3- 2006.

وتبين انه برّر تعامله مع المخابرات الاسرائيلية، على انه يرد الجميل لهم

لمساعدته بالسفر من مرفأ حيفا الى قبرص ومنها الى فرنسا.

2ـ لجهة التحقيق الاستنطاقي :

سئل المدعى عليه العميد فايز كرم بداية ، وبحضور وكيله، فيما كان يؤيد إفادته الاولية ، وفيما إذا تعرض لاي إكراه.

أجاب: إني أؤيد إفادتي الاولية وأعطيتها بكامل إرادتي ودون ضغط أو إكراه، إنما أتحفظ على بعض العبارات اللفظية التي قالوها عني، كعبارة "عميل" و"مشغلّي"

وبسؤاله عن سبب موافقته على الاجتماع بالضابط الااسرائيلي في فرنسا، أجاب: كوني ضابط مخابرات قديم دفعتني حشريتي لمعرفة ماذا يريد مني الموساد، ومن ناجية ثانية، كان قد مضى عليّحوالي أربع وعسرون سنة في فرنسا ، وهناك يوجد يهود وغير يهود وقلت في نفسي:إذا اجتمعت مع يهودي يكون الامر طبيعيا، ولم أعط هذا اللقاء حجمه، وإني أعترف بالخطأ بالموافقة عليه.

وعن المعلومات التي زود المخابرات الاسرائيلية بها ن أجابك

1ـ معلومات حول ما إذا كان المعتصمون في رياض الصلح سيقتحمون السرايا.

2ـ معلومات عن العلاقة بين التيار تالوطني وحزب الكتائب.

3 ـ هيكلية التنظيم في التيار الوطني الحر ، وكيفية اتخاذ القرار السياسي فيه

4ـ معارفه من كوادر حزب الله ، وبمن يجتمع منهم . مثلاً أبلغهم انه يجتمع مع الحاج غالب أبو زينب بمطعم الساحة ، والحاج محمد صالح بمنطقة الشمال.

وتبين انه جرى استيضاحه: هل يُعقل أن يقبل الموساد الاسرائيلي تزويده معلومات سياسية من التيار الوطني وحزب الله، دون أية معلومات لها قيمة أمنية؟

أجاب: حسب اعتقادي كانوا يريدون تجنيدي لامور أخرى وأن البداية كانت بسؤالي عن امور التي ذكرتها.

وتبين أنه اكد استعماله لخطوط أمنية كانت تتغير كل سنة ، لعدم انكشاف أمره، حسب قوله.

وإن لم يستعمل الجهاز المسلم إليه والذي يعمل بواسطة الاقمار الاصطناعية .وعن مميزات هذا الجهاز، أجاب: إنه بحال تعطلت المحطة الخليوية في لبنان أو اختفى الارسال، فالجهاز يعمل على الاقمار الاصطناعية.

وعن المبالغ التي تقاضاها ، أجاب: أربعة عشر الف يورو على دفعتين. وتبين أن المدعى عليه بالجلسة الاستنطاقية الاخيرة ، تراجع عن مجمل أقواله مدلياً:

أولا: ان إفادته الاولية جاءت نتيجة الضغط.

ثانيا:إنه عندما قبل الاجتماع"برافي" كان على اساس انه يعمل في السلك الخارجي الاسرائيلي في سفارة لندن.

وتبين انه تمت مصادرة اسلحة حربية من منزله غير مرخصة وهي عبارة عن مسدس نوع غلوك19 لون اسود بداخله ممشط فيه 16 طلقة مع غلاف قماشي يحتوي على 31 طلقة.

ـ بندقية كلاشنيكوف مع ممشط يحتوي على 31 طلقة

ـ بندقية حربية نوع MP5 مع اربع مماشط و30 طلقة .

وكذلك من مكتبه صودر ثلاثبنادق كلاشنيكوف مع ذخيرتها ، مواصفاتها حددت بالمحضر رقم 30/301 تاريخ 4-8-2010.

وتبين ان المدعى عليه الياس كرم اقدم على التدخل بالجرائم المدعى بها بمساعدة المدعى عليه العميد فايز كرم على التواصل مع ضباط المخابرات الاسرائيلية.

وقد تأيدت هذه الوقائع:

 

بالتحقيق الأولي والاستنطاقي.

باعترافات المدعى عليه.

المصادرات.

بمجمل التحقيق.

ثانياً: في القانون:

حيث ثبت بكافة مراحل التحقيق الأولي والاستنطاقي ان المدعى عليه فايز كرم كان على تواصل مع ضابط اسرائيلي يدعى رافي واستمر التواصل لمدة سنتين ونيف حسب اعترافه في التحقيق الاستنطاقي.

وحيث انه خلال هذه المدة زوّد الضابط المذكور بمعلومات عن هيكلية التيار الوطني الحر، وعلاقته ببعض الاحزاب الأخرى، واسماء كوادره القيادية، وكذلك اسماء بعض معارفه من قيادات حزب الله، وغيرها من االمعلومات التي ذكرت بباب الوقائع،

وحيث يقتضي التساؤل، حول ما اذا كانت هذه المعلومات تؤلف الجرائم موضوع المادتين 274 و278 عقوبات المدعى بهما بورقة الطلب، وبالتالي امكانية اعمالهما.

وحيث انه لجهة المادة 274 عقوبات فان هذه المادة تنص على ما يلي:

كل لبناني دس الدسائس لدى دولة اجنبية، او اتصل بها، ليدفعها الى مباشرة العدوان على لبنان، او ليوفر لها الوسائل لذلك، عوقب الأشغال الشاقة المؤبدة.

واذا افضى نقله الى نتيجة، عوقب بالاعدام.

وحيث أن الدسائس أو توفير الوسائل المقصودتين بهذه المادة والتي من شأنها دفع العدو لمباشرة العدوان على لبنان، هي تلك المعلومات أو الأفعال التي لها طابع أمني أو يمكن أن تخفي معلومات أمنية يستفيد منها العدو حالاً أو بعد حين،

وكذلك المعلومات التقنية أو الفنية كالمعلومات عن شبكة الاتصالات الثابتة والخليوية، أو معلومات سرية تتعلق بالأمن الوطني، أو اقتصادية، أو مصرفية، أو صوراً لمنشآت مدنية أو عسكرية، أو غير ذلك من المعلومات التي تتصف بهذا الطابع،

وقد أعطى الاجتهاد الفرنسي أمثلة عن المعلومات التي تمس الأمن الوطني منها:

Crime 1er degree 1935, DH 1935. 181

(Renseignements d'ordre militaire)

10 Mai 1928, Gaz Pol, 1928.2.82

(Renseignements d'ordre industriel)

Crime 20 jull.19 k, Bull. Crime No 370 p.1912.1.344. S.1913.1.473 (culasse d'une mitrailleuse)

Donai rumars 1910. D.1912.2.272; S.1913.2.4 (Photographies d'un fort)

وحيث أن ما ذكر في الفقرة السابقة هو على سبيل المثال لا الحصر، وذلك للتمعن وفهم مقارنة المعلومات التي اعطاها المدعى عليه ومدى ملاءمتها للمعنى المقصود بالعبارات الواردة بالمادة 274 عقوبات،

وحيث بالتمعن بالمعلومات التي اعطاها المدعى عليه العميد كرم للاستخبارات الإسرائيلية نرى أنها تقارب الشأن السياسي ولا تحمل طابعاً أمنياً، أو تقنياً، أو اقتصادياً، أو غير ذلك الذي من شأنه جعل العدو يستقيد منها لمباشرة العدوان على لبنان، أو أنها وفرت له الوسائل لذلك، فمعرفة هيكلية التيار الوطني الحر وأسماء كوادره، أو أسماء معارف المدعى عليه من قيادات حزب الله، من المخابرات الإسرائيلية هي من جهة أولى معلومات عادية لا يمكن وضعها بخانة المعلومات الأمنية، ومن جهة ثانية فهي تحصيل حاصل بمعرفة العدو بها،

وحيث أن التحقيق لم يتوصل لمعرفة ما إذا كان المدعى عليه أعطى معلومات غير تلك الواردة فيه، فيقتضي حصر البحث بها،

وحيث انه استناداً إلى التعليل الوارد أعلاه، لا تنطبق بالشكل الذي أعطيت به على معنى "الدسائس والوسائل" المقصودة في المادة 274 عقوبات، وبالتالي تكون عناصر هذه المادة غير متوافرة بحق المدعى عليه ويقتضي منع المحاكمة عنه لهذه الجهة.

وحيث لجهة المادة 278 عقوبات فتنص على ما يلي:

"كل لبناني قدم مسكنأً أو طعاماً او لباساً لجاسوس أو لجندي من جنود الأعداء يعمل للاستكشاف، أو لعميل من عملاء الأعداء، أو ساعده على الهرب، أو أجرى اتصالاً مع أحد هؤلاء الجواسيس أو العملاء أو الجنود، وهو على بينة من أمره، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة".

وحيث أن هذه المادة من ضمن ما تعاقب عليه فعل أي لبناني أجرى اتصالاً مع عملاء العدو أو جواسيسه أو جنوده، وهو على بينة من أمره،

وحيث ثبت بالتحقيقات الأولية والاستنطاقية وباعترافات المدعى عليه إقدامه على التواصل والاجتماع مع أحد عملاء الموساد الضابط "رافي" مع علمه بصفته تلك،

وحيث أنه بمجرد التواصل المذكور ولو لمرة واحدة، ومهما كانت المعلومات المعطاة، يكون ذلك كافياً لتحقيق عناصر الجرم،

وقد ورد في الاجتهاد الفرنسي بهذا الخصوص:

Bien que la loi parle d'intelligence avec une puissance étrangère, au pluriel, un seul acte suffit pour caractériser le crime.

Crime 2eme fero 1920

Bull aim no 90

وحيث أنه لا عبرة لماهية المعلومات المعطاة، فتحقق الجرم يحصل أيضاً لمجرد إعطاء أي معلومات للعدو،

وقد ورد بالاجتهاد الفرنسي بهذا الخصوص:

D'informer les services de renseignements ennemis

Crime 2 dec 1948, Bull, No 275

وكذلك يتحقق الجرم بإعطاء المعلومات بإرادة ومعرفة لمن تعامل،

Constitue des actes d'intelligence au sens de l'article 71- 2 par le fait de se mettre volontairement au service de l'ennemi et d'accomplir divers missions pour son compte

Crime 16 Juill. 1948, Bull

Crime No 205

وحيث أكثر من ذلك فإن قبول المدعى عليه مبالغ مالية من العدو تؤكد نيته بمتابعة التواصل وإعطاء المعلومات التي يحصل عليها،

وحيث على ضوء توافر كل هذه العناصر بفعل المدعى عليه، يكون إعمال المادة 278 عقوبات بحقه بمحله القانوني،

وحيث أن فعله لجهة حيازة أسلحة حربية غير مرحصة مع ذخائرها، يؤلف الجرم المنصوص عنه بالمادة 24/78 أسلحة،

وحيث لجهة المدعى عليه الياس كرم فإن تدخله بالجرم المسند غلى المدة عليه يؤمن عناصر المادة 278/219 عقوبات،

لذلك،

نقرر وفقاً للمطالعة وخلافاً لها:

أولاً: اتهام المدعى عليه العميد المتقاعد فايز كرم بالجناية المنصوص عنها بالمادة 278 عقوبات وإصدار مذكرة إلقاء قبض بحقه.

ثانياً: اتهام المدعى عليه الياس كرم بالجناية المنصوص عنها بالمادة 278/219 عقوبات وإصدار مذكرة إلقاء قبض بحقه.

ثالثاً: الظن بالمدعى عليه فايز كرم بالجنحة المنصوص عنها بالمادة 24/78 أسلحة.

رابعأً: إتباع الجنحة بالجناية للتلازم.

خامساً: تضمين المدعى عليهما الرسوم والمصاريف .

سادساً: منع المحاكمة عن المدعى عليه فايز كرم لجهة جرم المادة 274 عقوبات لعدم توافر عناصرها بحقه.

سابعاً: منع المحاكمة عن المدعى عليه الياس كرم لجهة جرم المادة 274/219 عقوبات لعدم توافر عناصرها بحقه.

ثامناً: إيجاب محاكمتهما أمام المحكمة العسكرية الدائمة.

تاسعاً: إيداع الأوراق مرجعها.

قراراً صدر بتاريخ 9/12/2010

قاضي التحقيق العسكري الأول

رياض أبو غيدا

 

دراسة قانونية للنائب نديم الجميَل حول دستورية وقانونية المحكمة الدولية‏

أعد النائب نديم الجميّل دراسة قانونية، نشرت في جريدة النهار هذا الصباح، حول دستورية وقانونية المحكمة الخاصة بلبنان مؤكداً وشارحاً أنها لم تتخط الدستور اللبناني في عملية إنشائها، ومستنداً الى ميثاق الامم المتحدة والتزام لبنان به في مقدمة دستوره  كعضو ملتزم في المنظمة الدولية

 مدى تعارض إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان مع الدستور

إن الحجج القانونية المثارة أخيراً في شأن المحكمة الدولية بعضها يتعلق بالقول بأن هذه المحكمة غير دستورية، لأنه تم تخطي الدستور اللبناني في عملية إنشائها، وبعضها يتعلق بعمل المحكمة والقرارات التي تصدر عنها.

إن مناقشة القرارات، التي صدرت أو تصدر، عن المحكمة تعتبر في غير موقعها الصحيح، إلاّ إذا جرت أمام المحكمة نفسها، وذلك في إطار طرق المراجعة والطعن التي ينص عليها نظام المحكمة ووفقاً للأصول والإجراءات التي يحددها النظام المذكور. وهذا العمل يقوم به طبعاً المحامون وكلاء الأشخاص المعنيين، وفي هذا الإطار تأتي الخطوات القانونية التي يقوم بها اللواء الركن جميل السيد الذي تقدم حتى الآن بعدد من الإستدعاءات أمام المحكمة، وهو سلوك جيد يعبّر عن الاعتراف بشرعية هذه المحكمة.

هذا بالنسبة إلى أداء المحكمة، أما بالنسبة إلى الطعن بشرعية وجودها، أي الحديث عن تخطي الدستور اللبناني في عملية إنشائها، فإنه من الواجب أن توضع الأمور في نصابها الصحيح، أي أن تتم الإضاءة على بعض الحقائق القانونية التي من شأنها إزالة الغبار وإخفاء الضجيج الذي يحاول البعض إثارته لإيهام الرأي العام بأن هناك مشكلة دستورية في شأن المحكمة، في حين أن الحقيقة ليست كذلك.

فقد سمعنا في المؤتمر الصحافي للنائب محمد رعد والأستاذ سليم جريصاتي شرحاً مستفيضاً لبعض الحجج التي اعتبر شارحوها أنها تشكل ثغرات تضمنها إنشاء المحكمة، فأكد الأستاذ جريصاتي مثلاً أن "آلية إقرار المحكمة تخطت الدولة اللبنانية ودستورها وهُرّبت من قبل حكومة فاقدة للشرعية دون أن يتم تصديقها وفقاً للدستور"، وأشار الى أن "نظام المحكمة أقرته إرادة دولية تجاوزت الإرادة الوطنية والمؤسسات الدستورية اللبنانية، ولاسيّما مخالفة المادة 52 من الدستور لجهة تجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية في إطلاق المفاوضة في عقد الإتفاقات الدولية... كما اعتبر الأستاذ جريصاتي أن "مجلس الأمن تخطى السيادة اللبنانية، خصوصا أن خمسة أعضاء من أصل 15 عضواً في مجلس الأمن لم يصوّتوا على القرار 1757 (الذي أنشأ المحكمة بموجب الفصل السابع)، بل اعتبروا أنه لا يجوز تخطي الأمم المتحدة للسيادة اللبنانية، وأن إقرار المحكمة بهذه الصيغة تجاوز السيادة اللبنانية....

تنص الفقرة (ب) من مقدمة الدستور اللبناني على أن لبنان عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم مواثيقها والاعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتجسد الدولة هذه المبادئ في جميع الحقول والمجالات دون استثناء. ماذا يعني هذا الكلام؟ هل هو كلام سياسي لا قيمة قانونية له؟ هل هو مجرد تمنيات أو شعارات وُضعت في مقدمة الدستور؟

الجواب طبعاً كلاّ. لأنه من المعتمد ان هذه المواثيق الدولية المعطوف عليها صراحة في مقدمة الدستور تؤلف مع هذه المقدمة والدستور جزءاً لا يتجزأ وتتمتع معا بالقوة الدستورية.

لقد كرس المجلس الدستوري اللبناني هذه القاعدة في قراره الرقم 2 الصادر في تاريخ 10 أيار السنة 2001. والغريب أن الأستاذ سليم جريصاتي كان أحد أعضاء المجلس الدستوري المذكور، وبالتالي أحد الموقعين على القرار الذي أقرّ هذه القاعدة المهمة.

إن ميثاق الأمم المتحدة المعطوف عليه في مقدمة الدستور اللبناني يؤلف إذاً مع الدستور ومع مقدمته، جزءاً لا يتجزأ، ويتمتع بالقوة الدستورية نفسها التي تتمتع بها سائر نصوص الدستور اللبناني. أي بعبارة أخرى إن الإلتزام الذي التزمه لبنان بصفته عضواً في منظمة الأمم المتحدة هو التزام قانوني دولي أي التزام يُسأل عنه لبنان على الصعيد الدولي كغيره من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، لكنه أيضاً، وفي الوقت نفسه التزام داخلي على المستوى الدستوري. وهذا الالتزام لا يمكن، بالتالي، أن يشكل في ذاته تعارضاً مع النصوص الأخرى للدستور (كالنصوص التي يشير إليها المشككون بدستورية المحكمة) كما لا يمكن أن ينجم عن تطبيقه أو إعماله أي تعارض مع الدستور، وذلك بكل بساطة، لأن هذا الدستور قد لحظ هذه المسألة وأجازها مسبقاً في الفقرة (ب) من مقدمته.

وهكذا إن القرار الرقم 1757 تاريخ 30/5/2007 الصادر عن مجلس الأمن وفقاً لميثاق الأمم المتحدة يعتبر نافذاً وملزماً للبنان، ليس فقط، لأن ميثاق الأمم المتحدة ينص في المادة 25 منه على أن "أعضاء الأمم المتحدة يتعهدون قبول قرارات مجلس الأمن وتنفيذها وفق أحكام هذا الميثاق"، وهذا أمر طبيعي باعتبار لبنان أحد هذه الدول الأعضاء، بل لأن القرار المذكور الذي قضى ببدء سريان الوثيقة المتعلقة بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، صادر وفقاً للميثاق المعطوف عليه في مقدمة الدستور اللبناني والذي له القيمة الدستورية. وأمام ذلك لا يصح التذرع بأي نص دستوري آخر، لأن نص الفقرة (ب) من مقدمة الدستور يستثني هذا القرار من تلك الأحكام ويشكل السند الدستوري الكافي بالنسبة اليه.

وهكذا تسقط جميع الحجج التي يتم الإدلاء بها للتشكيك بدستورية المحكمة الدولية.

أخيراً لا بد من القول أن القرار الرقم 1757 الذي قضى ببدء سريان الوثيقة المتعلقة بإنشاء المحكمة الخاصة بلبنان يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما المادة الأولى منه التي حددت أهداف الأمم المتحدة معتبرةً أول هذه الأهداف: "1- حفظ السلم والأمن الدولي، وتحقيقاً لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها، وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم".

وبالعودة إلى نص القرار الرقم 1757 نجد أنه تضمن ما يأتي: يؤكد (مجلس الأمن) من جديد تصميمه على ان هذا العمل الارهابي والآثار المترتبة عليه يشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين، 1 - نــص القــرار 1757 لمجلــس الأمــن – يتصرف بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، ويقرر:

(أ) أن يبدأ سريان أحكام الوثيقة المرفقة المتعلقة بانشاء محكمة خاصة للبنان، بما في ذلك الضميمة الملحقة بها، اعتباراً من 10 حزيران 2007...

فمجلس الأمن وجد أن العمل الإرهابي الذي أنشئت المحكمة لمحاكمة مرتكبيه يشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين وهذا يجيز له اتخاذ التدابير الفعالة لمنع هذا التهديد للسلم ولإزالته. وقد جاء إنشاء المحكمة الدولية في هذا السياق ما يجعل وجودها متوافقاً مع الدستور اللبناني ومع ميثاق الأمم المتحدة.

بقلم النائب نديم الجميل     

 

سعد الحريري إن حكى: هذه شروطي يا سيد حسن لرفع سيف المحكمة الدولية عن رقبة حزب الله  

١١ كانون الاول ٢٠١٠

حسن صبرا/الشراع

هذا حوار افتراضي من وحي الاعتقاد بمعرفة ما قد يجول في خاطر رئيس الحكومة ولي الدم سعد الحريري، اذا ما التقى امين عام حزب الله حسن نصرالله.. بعد صدور القرار الظني الذي يعده المدعي العام لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي الألماني دانيال بلمار.

اما وقد صدر القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وجرى اتهام عناصر من حزب الله في ارتكاب هذه الجريمة الارهابية، بعضهم رحل عن هذه الدنيا اغتيالاً، كما يعتقد في حالة عماد مغنية، وبعضهم اختفى بعد ان وردت اسماؤهم في معلومات اعلامية مستقاة من تسريبات متعمدة سواء في مجلة ((دير شبيغل)) الألمانية، او في تقرير ((تلفزيون كندي))، او في جريدة فرنسية كـ((الفيغارو))، كما في حالة عبدالمجيد غملوش او حسن ومعين خريس، وبعضهم ترددت اسماؤهم وهم على قيد الحياة ويتولون ارفع المناصب الامنية في حزب الله كوفيق صفا ومصطفى بدرالدين، وطلال حمية..

وحيث ان حزب الله يهدد بأنه سيقطع يد كل من يحاول تسليم اي عنصر من عناصره للمحكمة الخاصة بلبنان لمحاكمته بتهمة الاشتراك في هذه الجريمة.

وحيث ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قال في الجلسة الغريبة التي عقدها رئيس الحكومة سعد الحريري معه، ان حزبه عصيٌّ على الاختراق، وان لا وجود لما يسمى بعناصر غير منضبطة داخله، وان كل اتهام لأي عنصر من حزب الله في ارتكاب هذه الجريمة، هو اتهام لحسن نصرالله نفسه، فهذا الحزب يعتمد على مركزية شديدة في اتخاذ القرار.. وفي تنفيذه.

وحيث ان هذه الثقافة الامنية في التنظيم الخاص بحزب الله هي القاعدة التي جعلت امين عام الحزب ونوابه ومعمميه واعلامه يخيرون اللبنانيين بين تبرئة حزب الله من ارتكاب هذه الجريمة او إحالة حياة المواطنين الى جحيم وفق معادلة: العدالة او الاستقرار، وهذا يعني ادخال لبنان في أتون جديد من الاغتيالات السياسية التي ادت الى تشكيل المحكمة الخاصة بلبنان، دون الوصول الى عدالة ودون الوصول الى استقرار.

وحيث ان حزب الله وفق تصعيده الاخير ضد المحكمة الخاصة بلبنان، يريد تكريس معادلة خطيرة غير مسبوقة، في اي عمل سياسي او ثقافة او دين او اخلاق، وهي لا محكمة، لا عدالة، لا استقرار، مع استمرار الاغتيالات، ولا محاسبة عليها، ولا ضمانة بعدم العودة اليها، حتى مع اسقاط العدالة.

فإن حريصين على لبنان الوطن الآمن والصيغة الميثاقية تداعوا لمحاولة استعادة الحوار بين الفريقين الاساسيين في لبنان، اللذين يمثلهما في هذا البلد رئيس الحكومة سعد الحريري الذي فقد والده قبل نحو ست سنوات وبين أمين عام حزب الله الذي يفترض هو قبل غيره ان القرار الظني في هذه الجريمة سيطلب محاكمة عدد من قياداته بتهمة قتل الحريري الأب.

فكان لا بد من جلسة تعقد بين الرجلين بمبادرة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المدعوم عربياً ودولياً لرعاية هذا اللقاء الذي عقد في قصر بعبدا وألقى فيه رئيس الجمهورية كلمة تعبر عن أماني كل اللبنانيين والعرب والعالم، بأن يتوصل الفريقان عبر الشخصين الى اتفاق ينقذ الوطن، ويوصل الى الحقيقة، وينتـزع الاستقرار ويحمي حزب الله مما يعتقده هو مؤامرة دولية ضده!

فلنقرأ ماذا كان سيقول رئيس الحكومة سعد الحريري، اذا التقى حسن نصرالله منفردين بعد ان ألقى الرئيس سليمان كلمته وخرج داعياً لهما بالتوفيق لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين.

قال سعد الدين الحريري:

بصراحة يا سيد حسن، لن اكرر خطأ مصارحتك بطلب تسليم اي من عناصر حزبك الى القضاء الدولي، بعد ان كشفت وسائل إعلام عالمية موثوقة ومطلعة دورهم في اغتيال والدي رفيق الحريري، لأنك استغللت هذا الخطأ لتبدأ في شن حملة ضدي وضد ((تيار المستقبل)) وضد لبنان مهدداً متوعداً اللبنانيين، متهماً من يطالب بالعدالة بأنه صهيوني مهدداً بقطع يد اي انسان على وجه الارض اذا اراد تطبيق العدالة بحق المجرمين الذين قتلوا والدي.

لن اكرر خطئي، وقد كنت اتوقع منك ان ترسل احد مبعوثيك حسين خليل او مصطفى ناصر لي لكي تبلغني موقفك من هذا الأمر كما كنت تفعل سابقاً عندما تريد الاتفاق معي.. حتى لو كان على نقل ضابط او تعيين اي موظف.

كما انني يا سيد حسن، لن اكرر خطأ والدي رحمه الله، عندما عاد من لقاء تاريخي مع الرئيس بشار الأسد، اتفق فيه الرجلان على عدم التمديد لإميل لحود عام 2004، وجاء يبلغك هذا القرار السياسي السوري الشجاع، فذهبت بعدها الى دمشق وقدمت مطالعة بالغة الخطورة امام الرئيس بشار لإقناعه بالتمديد للحود، وكان من نتيجة هذا الخطأ الذي ارتكبه والدي.. ان ساءت العلاقة بين والدي والرئيس الأسد، ثم صدر القرار 1559، وخروج سوريا من لبنان وسيطرة حزب الله على لبنان، وتحويل جزء من لبنان الى شبه مستعمرة فارسية، وكان استقبال هذا الجزء لرئيس ايران محمود احمدي نجاد تعبيراً صارخاً عن وجود هذه المستعمرة.

 

لذا، اقول لك يا سيد حسن بصراحة المسؤولية التي احملها كرئيس للحكومة، وزعيم اغلبية سياسية ونيابية وشعبية، وكحالة عربية في لبنان، تعتبر نفسها جزءاً من النظام العربي، الذي يعاني مواجهتين خطيرتين من حوله الاولى مع العدو الصهيوني، والثانية مع التوسع الفارسي، انني مع حرصي على أمن واستقرار وإحقاق العدالة في لبنان واستعادة وضعه الطبيعي، وحرصاً على صيغة العيش المشترك في لبنان وقاعدة المناصفة التي وحدها تعطي لبنان طابعه الحضاري والثقافي المميز وتؤكد تماسك نسيجه الاجتماعي بين طوائفه.

انطلاقاً من كل هذا يا سيد حسن أقول لك دون تربيح أي جميل لك، انني لم أكن مسروراً عندما وجهت الاتهامات لعناصر من حزبك بقتل أو الاشتراك بقتل رفيق الحريري.

لم أكن مسروراً لسببين:

السبب الأول: انني كنت أتمنى أن تكون إسرائيل هي التي قتلت رئيس حكومة لبنان الذي بذل جهداً خارقاً لحماية المقاومة التي تمثلها يا سيد حسن.

ولعلك تذكر كيف خاض رفيق الحريري مفاوضات صعبة خلال عدوان نيسان/ابريل 1996 لفرض الاتفاق الذي أعطى للمقاومة شرعيتها الدولية.

ولعلك تذكر يا سيد حسن كيف ذهب رفيق الحريري إلى باريس ليطلب من صديقه الصدوق جاك شيراك ان يتدخل لدى المجلس الوزاري للاتحاد الأوروبي لمنع إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية، وهو ما نجح فيه دون تردد.

عشرات المواقف يا سيد حسن اتخذها رفيق الحريري لحماية المقاومة تحدثت أنت عنها بعد مرور سنوات على اغتياله، ولا أسألك الآن لماذا تأخرت سنوات للاعتراف بفضل الحريري عليكم طيلة 13 سنة.

السبب الثاني: انني لم أكن أتوقع أبداً أن تقتل عناصر لبنانية رفيق الحريري ورفاقه ثم تقتل كل سياسي أو إعلامي أو أمني لبناني سار على طريقه قبل وبعد الاغتيال ثم تعرقل عمل العدالة في لبنان حتى يلجأ إلى مجلس الأمن، ثم تهدد بتحويل حياة اللبنانيين إلى جحيم مشتعل يخدم باستمراره في لبنان إسرائيل بالدرجة الأولى ولا يفيد أحداً.. ولا يفيد المقاومة في شيء أبداً.

يتابع سعد الحريري مصارحته لحسن نصرالله فيقول: أنت تعلم انني قبلت هذا الحوار معك تحت ضغط روح المسؤولية والامانة التي سلمني إياها أبي بالحرص على لبنان آمناً مستقراً، والحرص على حياة اللبنانيين وحقهم في العيش كما كل خلق الله.

لذا، ليس لي إلا أن أصارحك انني أيضاً حريص على المقاومة لأنها جزء من لبنان، بعناصرها والناس التي تؤيدها، ونحن لم ولن نفكر بإلغاء أحد، بل نحن نريد أن نستمر معاً دون تخوين ودون تهديد ودون شماتة ودون أن نقبل استعانة أحد منا بأي كان لينتصر على أبناء وطنه.

ومن حرصي على حزب الله وناسه كجزء من النسيج الوطني اللبناني أدعوك يا سيد حسن إلى التبصر في مصير هذا الوطن وهذا النسيج.

تريد مني يا سيد حسن في خطابات علنية وفي رسائل سياسية وكولي دم بصفتي ابن رفيق الحريري أن أرفع سيف المحكمة الخاصة بلبنان عن رقاب عناصرك التي اتهمها القرار الظني بقتل والدي، وبإبعاد مقصلة المحكمة عن حزبك.

يا سيد حسن، طيلة سنوات وتحديداً في الأشهر الأخيرة كانت تهديداتكم موجهة ضد اللبنانيين وضدي وضد تياري وجماعتي في كل لبنان، بسبب تسليط المجتمع الدولي الضوء على عناصر من حزبك بقتل والدي.

وبعدها بدأت تخاطبني كولي دم لمنع تطبيق العدالة، ومنع صدور القرار الظني ومنع انعقاد المحكمة الدولية.

وأنت يا سيد حسن بسياستك منعت مشاركة لبنان في تشكيل هذه المحكمة، واستقال وزراؤك مع وزراء ((أمل))، مرتين واعتصمتم وهددتم دون أن تتوقف الاغتيالات، ولولا سياستكم هذه لما صدر القرار 1757 بتشكل المحكمة هذه تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة لتطبيق قراراته.. والمحكمة واحدة من المؤسسات التي ستصدر قرارات يتم تنفيذها وفق البند السابع.

تهددني يومياً، ثم تطلب مساعدتي تخوِّنني يومياً ثم تطلب مني كوليّ دم أن أمنع صدور قرار ظني ضد عناصرك.

وأنا أقول لك اليوم بصراحة: نعم القرار 1757 صدر من مجلس الأمن بإجماع الدول الخمس الكبرى ولن يوقفه إلا قرار من مجلس الأمن نفسه، فهل تظن ان مجلس الأمن لعبة في يد أحد في لبنان.. وأنا منهم يا سيد حسن!

هل تظن ان مجلس الأمن سيخاف تهديداتك فيتراجع عن اعتماد المحكمة ضمن البند السابع؟

لم تبق بذاءة أو شتيمة أو نقيصة إلا وأطلقها إعلامكم وجماعاتكم وضيوفكم في الاعلام وأتباعكم في صحفكم إلا وألحقتموها بنا وبالمملكة العربية السعودية وبمصر، ثم تطلبون مساعدة هؤلاء جميعاً لإنقاذكم.

ومع هذا يا سيد حسن لن أتهرب من مسؤولياتي لأنقذك من نفسك ومن كل السياسة التي ارتكبتموها بحق هذا الوطن والمواطنين طيلة السنوات الماضية.

من مسؤوليتي الوطنية والسياسية والدستورية سأتحرك لأرى ماذا بإمكاني أن أفعل حتى لا يدفع أحد في لبنان ثمن جرائم ارتكبتها عناصر غير منضبطة أو مخترقة.. متناسياً قولك بأن لا عناصر غير منضبطة في حزبك وان حزبك عصيّ على الاختراق، وأنت تعرف ان إسرائيل قتلت العشرات من قياداتك اعتماداً على اختراقات من داخل حزبك نفسه.

وسأتناسى قولك لي سابقاً بأن اتهام أي عنصر من عناصر حزب الله بقتل رفيق الحريري هو اتهام لك شخصياً.

سأتناسى وأترفع وأقول لك انني بصفتي المسؤول المشارك في لبنان في السلطة التنفيذية وبصفتي ولي الدم سأسعى كي أرفع تهمة قتل والدي عن أي لبناني.

فماذا أنت فاعل يا سيد حسن؟

ما هي الضمانات التي ستعطيها من جديد للبنانيين وتجعل اللبنانيين يثقون بأنك لن تتراجع عنها.. واللبنانيون محقون في عدم الثقة بوعودك؟

لقد وعدتهم على طاولة الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري في آذار/مارس 2006 بألا تخوض حرباً ضد إسرائيل ولكنك لم تجعل حبر كلامك يجف في المطابع قبل أن تشن الحرب توريطاً للبنان الوطن والناس.

لقد وعدتهم بالتمسك بحكومة فؤاد السنيورة وعدم العمل على هدمها، ولكنك استقلت منها وانقلبت عليها ثم خونت قياداتها وأركانها، واعتصمت تريد احتلال السرايا لاعتقال وزرائها.

لقد قلت انك لو كنت تعلم بأن خطف الجنديين الصهيونيين سيؤدي الى هذه الكوارث والخسائر لما اقدمت، لكنك بعد ايام عدة احتفلت بنصر الهي مزعوم، وانت ما زلت تتحدث عن كوارث سببها هذا النصر على اللبنانيين.

لقد وعدت بعدم استخدام السلاح في الداخل تحت حجة انه موجود لمقاتلة اسرائيل، وها قد مضت اربع سنوات ونصف وانت لا تطلق طلقة واحدة ضد اسرائيل بل كل طلقاتك موجهة منذ عام 2006 نحو اللبنانيين واللبنانيين فقط.

لذا، اذا قلت لك انني سأرفع سيف المحكمة عن رقاب عناصرك، فما هي الضمانات الا يعود حزبك الى الاغتيالات التي بدأت قبل قتل رفيق الحريري واستمرت بعده؟

اللبنانيون يريدون ضمانات منك بأن يرفع سيف التهديد والقتل عن رقابهم مقابل رفع سيف المحكمة عن رقاب عناصرك.

يا سيد حسن، لأنني رجل عملي اقول لك هذه قوانيني كي اعمل على تجنيب حزبك مهمة مواجهة المحكمة الخاصة بلبنان.

1- القانون الاول: ان تلغي من قاموسك ثقافة التعالي على اللبنانيين، فليس في لبنان اشرف الناس وأغلى الناس، ثم اوسخ الناس وأرخص الناس.

اللبنانيون كلهم سواء امام الله او القانون والقيمة الوحيدة التي يعتمدها المقياس الاخلاقي للبشر هي في اعمالهم واخلاصهم وخدماتهم لوطنهم ولخلق الله، وليس بحملهم السلاح، ولا بالتهديد بالصواريخ، ولا بعلو الصوت او الصراخ، ولا بالغرور ونفخ الصدور وهز الاصابع.

2- القانون الثاني: كل اللبنانيين وطنيون الا من يثبت انه خائن وعميل للعدو الصهيوني، وانت تعرف انتماءات الجواسيس الذين كشفتهم اجهزة الامن خلال السنوات التي كان فيها لبنان يحاول ان يكون مستقلاً.

لقد حكمتم انتم وأصدقاؤكم لبنان عشرات السنين ولم تعتقلوا جاسوساً واحداً، لكن اجهزة الدولة المستقلة هي المؤهلة الاساسية لحماية لبنان من عمل الجواسيس واخطارها بعد ان اسقطت بكفاءتها واستقلاليتها عشرات شبكات التجسس.

3- القانون الثالث: من حق كل لبناني ان يسكن وان يقطن في اي بقعة من لبنان، لكن ليس من حق اي انسان ان يعتبر اي بقعة من لبنان ارضاً محروقة او ان ناسها غير موثوقين، او انهم يجب ان يخضعوا للمراقبة وان يساقوا كرهائن في اي استحقاق سياسي.

الشيعة من نسيج الوطن، حملوا راياته ودافعوا عنه وشاركوا في بنائه وقادوا شارعه السياسي تحت شعارات وطنية وقومية وأممية، وكانوا في كل مواقع الفعل كوطنيين لبنانيين، ولم يسع الى عزلهم الا ثقافة التمييز التي اعتمدها حزب الله في اعتبارهم شعب لبنان المختار (اشرف الناس وأغلى الناس وأصدق الناس..).

4- القانون الرابع: لم يعد مقبولاً ثقافة عسكرة المجتمع اللبناني لا لحسابات محلية بزعم تحرير مزارع شبعا ولا لحسابات اقليمية بوهم حماية الملف النووي الايراني.

واذا كان حزب الله متمسكاً بالسلاح لمحاربة اسرائيل فليظل وجهه ووجوده وجهوده في جبهة المواجهة مع اسرائيل وليس في شوارع بيروت او طرابلس او عكار او البقاع او جبل لبنان.

5- القانون الخامس: يجب ان يتوقف حزب الله عن خدمة المشروع الصهيوني بوعيه او دون وعيه باعتماده تفتيت الشارع اللبناني.

فالحزب يتوهم انه يسيطر على الشيعة، وهذا امر لن اناقشه الآن، اما الوهم الاخطر فهو في اعتقاد الحزب انه سينجح في السيطرة على السنة، بعد ان نجح تهديده في تحييد وليد جنبلاط ومن معه من الدروز.

ماذا يفعل حزب الله في الطريق الجديدة عبر ادوات لا قيمة لها لولا سلاح الحزب وأمواله والدعم السخيف من اعلامه؟

ماذا يفعل حزب الله في طرابلس عبر ادوات الفتنة المذهبية الا خدمة للعدو الصهيوني الذي يعيش قمة سعادته في ان المسلمين في لبنان يعيشون فتنة زرعها ويمولها ويروج لها حزب الله عبر ادوات تافهة تبحث عن المال والوجاهة واطلالات ساقطة في الاعلام.

لماذا استفزاز الشارع السني، مرة بتخوين قياداته، ومرة باصطناع امعّات منبوذة في شارعها لتتويجها ممثلة عن السنة وهي اجيرة عند حزب الله، صنعها ويصرف عليها كي تتسلط على الشارع السني باسم دعم المقاومة، وحزب الله نفسه لم يعد مقاوماً؟

6- القانون السادس: ان الدولة اللبنانية بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية والامنية والعسكرية وكلها يشارك فيها حزب الله بدرجة او بأخرى، هي المسؤولة عن وضع وتنفيذ سياسة لبنان وطناً وشعباً، ولا يحق لحزب الله ان ينفرد دون غيره بكل هذه السياسات توريطاً للوطن لحسابات اقليمية.

قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية ومؤسساتها وانتم جزء منها، ولا يحق لكم تحت اي ظرف أو مناخ او مزاج أو أوامر من الخارج ان تتفردوا بأي منهم.

7- القانون السابع: انتم حزب مقاومة وتواجدكم هو حيث تقرر الدولة اللبنانية مكان انتشاركم، كجزء من حق لبنان الدولة بالدفاع عن نفسها، ولا يحق لكم تحت اي حجة الانتشار خارج اماكن الحاجة الى دوركم، ومن حقكم كما من واجبكم الاسراع في المساهمة في وضع او تنفيذ استراتيجية دفاعية تضعها الدولة ومؤسساتها وانتم جزء منهم.

مرة اخرى كل اللبنانيين وطنيون لا درجات في الشرف الا الولاء للبنان، وأظنكم تعرفون يا سيد انكم خلال ربع قرن لم تكتشفوا شبكة تجسس واحدة ضد اسرائيل، بينما نحن الذين تتهموننا بالتجسس كشفنا شبكات لا تحصى من الجواسيس لحماية لبنان واللبنانيين وانتم جزء منها.

8- القانون الثامن: علاقات لبنان العربية والدولية تقررها الدولة اللبنانية ومؤسساتها وانتم جزء منها، وبالتالي انتم لا تملكون تعزيزها هنا، وتسويدها هناك، هذه شؤون تقررها الدولة.

هذه بعض القوانين التي سيقدمها سعد الحريري ان حكى الى حسن نصر الله اذا اجتمعا، وبعد ان يسمعها امين عام حزب الله سيذهب الى مراجعه في ايران دائماً كي يأخذ القرار من هناك، وفي هذا الوقت سيظل عرض سعد الحريري قائماً يبذل الجهد لرفع سيف المحكمة عن رقاب حزب الله.. شرط ان يرفع حزب الله تهديداته ضد الوطن والمواطنين. 

المصدر : الشراع

 

عقدة "أسكت" لدى نبيل نقولا...وفي عَداء الوضيع ما يضعُ ! 

طارق نجم

في الفترة الأخيرة، تحول النائب نبيل نقولا إلى محور وسائل الإعلام كمصدر تسلية وتندر، وبات شخصية تثير الضحك حيناً والسخرية في أكثر الأحيان. وإن كان نبيل نقولا قد اشتهر مؤخراً من خلال حديثه المضحك عن تكنولوجيا الإتصالات خلال مقابلة له على قناة الجديد New TV حين أظهر درجة جهله بعلم الكومبيوتر فضلاً عن الإتصالات، فإنّ هذه الشخصية تسيطر عليها العقد النفسية والإحساس بالدونية وتبحث عن مخرج لها من خلال صبّ حقدها الداخلي على غيرها، علّ صاحبها نبيل نقولا يستر بعضاُ من فضائحه وسقطاته. فسقطات "سعادة" نبيل نقولا، والذي لا يحمل من النبل سوى إسمه وإن كنيّ به ظلماً وزوراً، قد طالت شخصيات محلية وعالمية ووصلت إلى النيل من إيمان ودين المجتمع الذي يدعي أنه جزء منه. خفة دم أم هي خفة عقل؟ ...نبيل نقولا لاهوتي تابع للولي الفقيه وشخصية مهووسة بكلمة "اسكت"

من أبرز ما أشتهر به نبيل نقولا هي الخفة (والتي لا يمكن ان توصف بأنها خفة دمّ) التي يتندر بها النواب في ساحة النجمة. فالجميع يتذكرون الحادثة التي فقد خلالها النائب نقولا أعصابه حين رمى النائب انطوان اندراوس بقنينة مياه كانت موضوعة أمامه على الطاولة مشفوعة بكلمة "أسكت" وذلك في شباط من العام 2009 خلال جلسة لجنة الإعلام والإتصالات النيابية. وقد جرت الحادثة في نهاية الجلسة عندما طلب اندراوس من رئيس اللجنة النيابية عرض ملف التنصت الشهير على اللجان النيابية المشتركة، فتدخل نقولا معترضاً مما حدا بأندراوس عدم التدخل فيما لا يعنيه ففهمها نقولا على أنها عبارة "اسكت".

وما نستذكره من تلك المواقف التي تنم عن سوء تقدير للمشاعر الإيمانية والمفاهيم اللاهوتية البديهية هو ما قام به نقولا خلال احتفال لهيئة الدعم التابعة لحزب الله خلال احتفالها الشهير في مسرح الحكمة والذي اثار يومها زوبعة جعلت رئيس تكتل التغيير والإصلاح يصب جام غضبه على نائب التكتل غير الموفق نبيل نقولا. ففي 15 شباط، ألقى نقولا خطابه الشهير الذي شبه فيه شهداء حزب الله بالسيد المسيح، وحاول ولو للحظة بالجمع بين ولاية الفقيه وبين الدين المسيحي، في فعل يوصف أنه هرطقة مفضوحة وجهرية. وبالطبع لم يكن كل ذلك إلا استرضاءً من جانب النائب المتني لحزب الولي الفقيه وتتمة لوثيقة التفاهم بين البرتقالي والأصفر.

وقاحة نبيل نقولا إقليمية وعالمية...مصدر فخر للنائب البرتقالي وإهانات بالجملة عنوانها الأساسي "أسكت"

وقاحة نقولا لم تقتصر على الشخصيات اللبنانية المحلية، بل أصبح يستحوذ على شهرة أقليمية في هذا المجال وتعدى سعادة النائب المحترم حدود اللياقة وتخطى أدب التعامل في كلام وجهه إلى شخص امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى. فسعادة النائب "المحترم جداً" تهجم على الأستاذ عمرو موسى الذي حمل الهمّ اللبناني على اكتافه من قبل ان يتبوأ سدة الأمانة العامة ومنذ ان كان وزيراً لخارجية مصر، ودعاه في حديث له بتاريخ 26 تشرين الثاني المنصرم "الى تخفيف طلاته الاعلامية لان تدخلاته في الداخل اللبناني تعرقل الامور واذا كان يفتقد الى القدرة على اعطاء الحلول فليسكت!" تخيّل !؟

ولكن إبداعات نقولا في عباراته "اسكت" لم يقبل لها ان تقف عند هذا الحدود وقرر أن يلبي طموحاته في العالمية فأهان سيدة هذه المرة هي هي زوجة رئيس سابق للولايات المتحدة ووزيرة الخارجية الأمريكية الحالية هيلاري كلينتون وذلك بتاريخ 24 تشرين الثاني الماضي فخاطبها قائلاً "فلتسكت وتحلّ عنا هي وال30 مليون دولار التي قدموها للمحكمة الدولية". وكان ذنب هيلاري كلينتون الذي أقترفته في حينه هي اتصالها بالرئيس سعد الحريري معلنة دعمها لمؤسسات الدولة!

...ولن تنال وقاحة "اسكت" لدى نبيل نقولا من هيبة الأمن مهما حاول... وفي عداء الوضيع ما يضع

الغرور لدى نبيل نقولا وصل إلى ذروته حين صرح اليوم الجمعة لصحيفة الديار أنه "على مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي بان يلتزم الصمت (اي أن يسكت) والا فانه سيدفع الثمن غالياً وسيطرد من وظيفته"، مشفوعاً بتهديد مبطن لريفي 'أن ما يضحك كثيراً من يضحك أخيرا والاتي قريب ان شاء الله”. الهجوم الذي يشنّه نقولا حالياً على مدير العام قوى الأمن الداخلي لم يكن الأول من نوعه. فقد امتهن شتّام "التغيير والإصلاح" أستعمال الكلمات النابية بحق عمل القوى الأمنية، فوصف إنجازات قوى الأمن بتاريخ 23 تشرين الثاني 2009 "وما قام به أشرف ريفي هي أعمال ميليشياوية" متعامياً عن المليشيات الحقيقية المتحالفة مع تياره البرتقالي. والغريب أن سعادة نائب الأمة نبيل نقولا قال في شباط 2009، ان ما حصل في 7 ايار لم يكن بين أشخاص يحملون السلاح وآخرين يحملون الورود". وسبق له وعلق على 7ايار، في غمرة ذلك الإنقلاب المليشياويعام 2008، فقال "انّ الاحداث سببها الحكومة اللا شرعية التي اوصلت البلد الى ما هو عليه اليوم، وهي التي " كبت الزيت على النار" وأخذت قرارات استفزازية لفئة معينة من اللبنانيين."

نقول للنائب احمد فتفت، وللواء أشرف ريفي، ولجميع الشخصيات التي طالها النائب نبيل نقولا بكلامه التجريحي أن لا تعتبوا كثيراً على من تخرج من مدرسة ميشال عون الأخلاقية ومن تتلمذ على يدي جنرال الرابية وعلى سلاطة لسانه في غير وجه حق، فلم يلقنه معلمه أصول التخاطب الحضاري، ولم يدربه بشكل كاف ليعمل متى يجب ان يصمت ومتى يجب ان يتكلم وكل ما حمله له هي رسالة قمعية عنوانها "اسكت". أقول لجميع الشخصيات التي نالها أذى لسان نبيل نقولا بوضاعته البالغة أن يبقوا على ترفعهم عن تلك الصغائر مستشهدين بقول الشاعر:

لستم بأكفاءنا لنكرهكم وفي عداء الوضيع ما يضع

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

معلومات :جعجع حل ضيفاً على العشاء الى مائدة جنبلاط في الكليمنصو في نطاق من السرية التامة

حصلت صحيفة الديار على معلومات غير مؤكدة ان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع حل ضيفاً على العشاء الى مائدة النائب وليد جنبلاط في الكليمنصو بعيداً عن الاضواء والاعلام وان الزيارة احيطت بتدابير امنية مشددة وفي نطاق من السرية التامة كما لاحظت الصحيفة ان النائب وليد جنبلاط يتجنب الهجوم على الدكتور سمير جعجع لاسباب لا تزال غير واضحة، ففيما تؤكد بعض الاوساط المطلعة بان حذر جنبلاط ينتج من حسابات انتخابية حيث ان محازبيه يميلون الى الاتفاق مع القوات اللبنانية على اي طرف مسيحي آخر

 

معلومات :جعجع حل ضيفاً على العشاء الى مائدة جنبلاط في الكليمنصو في نطاق من السرية التامة

حصلت صحيفة الديار على معلومات غير مؤكدة ان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع حل ضيفاً على العشاء الى مائدة النائب وليد جنبلاط في الكليمنصو بعيداً عن الاضواء والاعلام وان الزيارة احيطت بتدابير امنية مشددة وفي نطاق من السرية التامة كما لاحظت الصحيفة ان النائب وليد جنبلاط يتجنب الهجوم على الدكتور سمير جعجع لاسباب لا تزال غير واضحة، ففيما تؤكد بعض الاوساط المطلعة بان حذر جنبلاط ينتج من حسابات انتخابية حيث ان محازبيه يميلون الى الاتفاق مع القوات اللبنانية على اي طرف مسيحي آخر

 

السنيورة وحماده وسمير فرنجيه في ذكرى جبران تويني: رافض أنصاف الحلول تفتقده ثورة الأرز ويجب تجديد حلمه

سابين عويس/هل هو التاريخ يعيد نفسه ام هي عشوائية القدر ان تصادف الذكرى الخامسة لاغتيال جبران تويني مع بدء العد العكسي لصدور القرار الظني في حق المتهمين اغتيال الرئيس رفيق الحريري وقد ضمت بعد اغتيال تويني وبقرار من الحكومة اللبنانية كل الاغتيالات اللاحقة الى المحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي التي ولد قرار انشائها لبنانيا من رحم استشهاد تويني وعلى مسافة ساعات من اغتياله؟ ما يدفع الى هذا التساؤل ان الذكرى الخامسة تحل غدا وهي تحمل الكثير من العبر التي اختبرها اللبنانيون على مدى الاعوام الخمسة الماضية ولا سيما الاكثرية الساحقة منهم المكونة لحركة 14 آذار في طريقهم الى معرفة الحقيقة تمهيدا لاحقاق العدالة.

ولا يمكن التغاضي في قراءة مجريات التطورات السياسية منذ تاريخ الثاني عشر من كانون الاول 2005 المشؤوم، عن محاولات ضرب المحكمة والتي لم تتغير بل هي زادت حدة مع استنفاد "حزب الله" كل الوسائل المؤدية الى ذلك بدءا بممارسة التعطيل في مجلس الوزراء في جلسة 12 كانون الاول2005 حين انسحب وزراؤه ووزراء حركة "أمل" عند طرح بند طلب انشاء المحكمة مرورا بحملة استهداف صدقيتها واستقلاليتها وصولا الى المرحلة الاخيرة التي تجلت في المؤتمر الصحافي لرئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" محمد رعد على مسافة ايام معدودة من ذكرى استشهاد جبران ورمت الى ضرب قانونية المحكمة ودستوريتها وشرعية قيامها.

اما المفارقة الثانية فتتمثل في خلاصات الجلسة الطارئة التي انعقدت عشية ذلك اليوم في قصر بعبدا وانتهت بعد اكثر من اربع ساعات من الجدل (استهل بالاجماع على "استنكار الجريمة ورفض اسلوب الارهاب والاغتيال السياسي") الى اصطفاف سياسي حاد بين فريقي الائتلاف الحكومي سقط معه خيار التصويت على قرار حكومي يطلب انشاء المحكمة الدولية بعدما انسحب وزراء التحالف الشيعي وعلقوا مشاركتهم في الحكومة. ولفت موقف الوزير محمد فنيش في حينه عندما قال "ان القضايا المصيرية يجب ان تبت بالتوافق وليس بالتصويت". مشهد الاصطفاف تستعيده الحكومة حالياً وهي على ابواب صدور قرار ظني يشكل الخطوة الاولى على طريق فتح المحاكمة والترجمة العملية لمعركة قيام المحكمة، بعدما دفعت قوى الثامن من آذار بملف شهود الزور الى مستوى الملفات المصيرية والتمسك بطرحه على التصويت اذا استدعت الحاجة على قاعدة ان ما كان يصح بالامس لم يعد يصح اليوم. العبرة الاخيرة ربما التي تستدعي التوقف عندها انه كما كان الاغتيال محطة مفصلية نقلت المعركة على المحكمة من السعي لانشائها الى اقرار الطلب رسميا في مجلس الوزراء من مجلس الامن ان يقر "انشاء محكمة ذات طابع دولي تنعقد في لبنان او خارجه تتولى محاكمة كل من يظهر التحقيق مسؤولية عليه عن الجريمة وتوسيع مهمة لجنة التحقيق الدولية المؤلفة حسب القرار الدولي1595 او انشاء لجنة مستقلة دولية للتحقيق ومساعدة السلطات اللبنانية في اجراءات التحقيق" كما جاء في نص قرار مجلس الوزراء، فقد حلت الذكرى الخامسة لاغتيال تويني في نقطة تحول مفصلية تنقل لبنان من مرحلة استباق القرار الظني الى مرحلة مواكبة ما بعد القرار.

وتحل الذكرى في مرحلة تستدعي محطة تأمل ومراجعة للخطاب السياسي لـ"14 آذار" التي تعي قياداتها حال التعثر الذي اصابها وخصوصا بعدما فقدت باستشهاد تويني وسمير قصير وبيار الجميل العصب المكون لها وفي هذا الوعي جرأة الاعتراف والاعتذار التي تسمح لهذا الفريق باستعادة المبادرة لمواكبة المرحلة المقبلة بكل متطلباتها.

بيّن استشهاد جبران فداحة الخسارة التي منيت بها حرية الرأي والاعلام والتعبير  التي لم تقتصر على المشهد الداخلي وانما على العالم العربي الذي فقد مع جبران قلما جريئا وصوتا مدويا لا يساوم ولا يتراجع كما يصفه عارفوه.

وبيّن استشهاد جبران في المقلب الآخر لرمزيته فداحة التقصير الرسمي والسياسي في مواكبة التحقيق في شأن الجريمة وهو لم يشهد اي تقدم حاله حال التحقيق في الاغتيالات الاخرى. وهذا ما يجعل التمسك بالمحكمة الدولية مطلبا لا يقتصر على "أولياء الدم" في اغتيال الحريري وانما بكل الجرائم التي سبقت وتلت. وهذا ما دفع ثمنه جبران عندما ادى اغتياله الى اقرار مجلس الوزراء ضم كل الجرائم الى التحقيق الدولي.

وبحلول 12 كانون الاول2010 كانت استعادة للذكرى وقراءة في غياب جبران عن المشهد السياسي والاعلامي عبر محطات ثلاث اجرتها "النهار" مع الرئيس فؤاد السنيورة والنائب مروان حمادة والنائب السابق سمير فرنجية.

السنيورة

12 كانون الاول2005 لم يكن يوما عاديا في حياة رئيس الوزراء السابق الاسبق فؤاد السنيورة الذي فاق على صاعقة اغتيال تويني صبيحة ذلك اليوم.  وعلى امتداد ساعات النهار الفاصلة عن موعد الجلسة الطارئة لمجلس الوزراء كان السنيورة قد حسم طريق حكومته: طلب انشاء محكمة دولية للنظر في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتوسيع مهمات لجنة التحقيق الدولية لتشمل كل الاغتيالات منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة.

صحيح ان تجربة السنيورة او معرفته بتويني كانت قصيرة او محدودة الا انها من دون شك تبلورت مع خوض الرجلين غمار ثورة الارز كل من موقعه القيادي في المواجهة السياسية او في تكوين رأي عام متماسك حيال القضية التي يخوضها.

"كان جبران تويني رجلا مميزا في حياته" يقول السنيورة لـ"النهار"، "ترك أثرا كبيرا في محيطه ولدى جميع عارفيه. فعلى المستوى المهني نجح جبران تويني في أن تكون له مبادراته وان يدفع بجريدة "النهار" نحو مزيد من التألق والتقدم والتطور عبر القفزات التي حققها وقام بها في الجريدة ونقل خلالها هذه الصحيفة الأولى في لبنان إلى مراتب جديدة ومتقدمة في عالم الصحافة محققاً تلاؤماً أوسع مع عالم التطور والتقدم والتنافس.

لكن الذي ميز جبران في عالم الصحافة كان هو ذاته الذي ميزه في عالم السياسة. ألا وهو جرأته في دفاعه عن حرية الرأي واستقلال لبنان وسيادته. كان جبران تويني مثالا بارزا للنائب المقدام صاحب الرأي الحر والمبادر الذي يدافع فيه بقوة وصلابة عن رأيه ووجهة نظره حتى لو انتهى به الأمر إلى أن يدفع حياته ثمنا للدفاع عن رأيه.

باستشهاد جبران فقد لبنان نموذجا للصحافي البارز والمبدع والمبادر والمثابر. وفي الوقت نفسه فقد لبنان النائب المخلص المدافع عن مصالح بلده من دون تهاون أو ملل أو كلل أو مساومة".

ويتوقف السنيورة في معرض استذكاره جبران عند ميزة اتسم بها. فـ"جبران تويني لا يقبل الحلول الوسط ولا اقتراحات "النص نص". كان يميل إلى الألوان الواضحة، وأخصها الأحمر والأبيض والأخضر، أي ألوان العلم اللبناني، دون غيرها من الألوان. ولهذا فقد انحاز بقوة ودون هوادة إلى جانب لبنان المستقل صاحب السيادة والحريص على الاستقرار الذي ترعاه الدولة الواحدة الموحدة القائمة على العيش المشترك وقيم الحرية الفردية السياسية والإيمان العميق بأهمية التنوع والحوار وتبادل الرأي واحترام الآخر.

لهذه الأسباب جميعا استشهد جبران تويني الذي نفتقده ونفتقد حيويته وتفرده المتألق في الشجاعة وحرية الرأي.

يكفي جبران فخراً انه صاحب القسم الذي ردده وحفظه الآلاف من اللبنانيين حين صرخ  في ساحة الحرية وأمام التظاهرة الاستثنائية والتاريخية في انتفاضة الاستقلال ورددنا معه: "نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحدين الى أبد الآبدين، دفاعا عن لبنان العظيم".

هذا القسم سيبقى قسم اللبنانيين ما بقي لبنان وهو ما سيقال عنه دائما انه قسم جبران".

حماده

لا تبدو ان الاعوام الخمسة التي انقضت على استشهاد جبران تويني جففت الجرح النازف باستمرار لدى النائب مروان حماده وهو الذي لا يزال يخضع لدورات علاج نتيجة تعرضه لمحاولة اغتيال كانت الحلقة الاولى في مسلسل الاستهدافات.

اليوم كيف ينظر حماده الى ذلك الاغتيال وهل قللت الاعوام الخمسة الماضية ثقل الجريمة عليه وعلى لبنان؟

"باستهداف جبران اراد القتلة اطاحة آخر حاجز امام الاندفاع اللبناني والعربي والدولي في اتجاه اقامة محكمة ذات طابع دولي لوقف الجرائم ومعاقبة المرتكبين".

واذ يعود بالزمن الى اللحظات الاولى بعد الانفجار يقول: "بضع ساعات فصلت بين تعرفي الى جثته الممزقة في براد مستشفى "اوتيل ديو" ونزع الذخائر المقدسة وبطاقة "النهار" من حول عنقه وتسليمها الى زوجته وابنتيه وانعقاد جلسة مجلس الوزراء لاحالة الملف على المجلس العدلي والطلب من المجتمع الدولي التوسع في التحقيق والبحث في انشاء محكمة خاصة بلبنان نظراً الى الضغوط التي كانت تمارس على القضاء اللبناني، هي بضع ساعات كانت كفيلة باستعادة محطات واكبتها في حياة جبران الطفل وجبران الشاب والمراهق وجبران المدير العام لـ"النهار" بعد التقاعد الجزئي للاستاذ الكبير غسان تنطفئ فيها حياة لامعة وواعدة ومؤمنة بلبنان الحرية والانفتاح والتعددية بفعل الحقد الاعمى.

لم أكن اتوقع للحظة وانا اتابع مجريات جلسة مجلس الوزراء ان يلجأ بعض الزملاء الى رفض الكشف عن الحقيقة والبحث عن تحقيق العدالة لشاب آمن أسوة بمن سبقه ومن لحق به الى الشهادة بلبنان مستقل وديموقراطي عربي ومتعدد.

صحيح انني لم اكن اتفق دائما مع جبران على المواقف السياسية غير ان اطلالته عبر "النهار" ومن ثم في ساحة الشهداء كرسته رمزاً وطنياً فدخل بقسمه ضمير اللبنانيين وتاريخ لبنان. وكم يشبه اليوم البارحة عندما انظر الى صورة جبران حاملا العلم اللبناني ومتظاهرا من اجل وحدة الجيش ودعوته الى التدخل لحماية لبنان من الفتنة، وهو المشهد الذي لا ينفك يتكرر امامنا اليوم ونحن بأمسّ الحاجة الى هذه الوحدة وهذا الحضور".

لا ينفك حماده يكرر ان "القاتل، صاحب القرار واداة التنفيذ، كان انتقائيا. فجبران تويني بعد الرئيس رفيق الحريري وقبل بيار الجميل ومن ضمن قافلة الشهداء شكل هدفا استراتيجيا لمن اراد تدمير لبنان والقضاء على ثورته وتجريد الصحافة و"النهار" تحديدا من محركها الاساسي و14 آذار من احد ابرز اعلامها. ومنذ ذلك التاريخ الذي قتل فيه جبران ورفيقاه اندريه ونقولا و"النهار" وبيروت يفتقدان روح ثورة الارز التي جسدها جبران".

لا يقف حماده في تقويمه لجبران تويني عند حدود لبنان وثورة الارز بل يتطلع الى بعده العربي ودوره الريادي في حرية التعبير. "كان يملأ العالم العربي بحركته وكان الحصن المنيع الذي يلجأ اليه مثقفو العالم العربي وكتابه في ساعات القمع وقد اكتشفنا بعد اغتياله فداحة الخسارة الفكرية والتنظيمية والجهادية لجبران واكتشفها معنا رفاقه في ثورة الارز وايضا احرار سوريا والعراق ومصر والجزيرة العربية ودول المغرب العربي ومثقفوها".

لا يرى حماده في اغتيال تويني اغتيالاً عادياً "لا من حيث اعداده ولا من حيث التنفيذ او سرعة الانقضاض عليه بعد ساعات على عبوره مطار بيروت المشؤوم بسلامته المنتقصة. فذلك الاغتيال كان استكمالا لحلقة استهداف قلعة من قلاع الحريات في العالم العربي الا وهي "النهار". وليس غريبا ان نرى استهداف مساهمين فيها او اعضاء مجلس ادارة وكتاب بارزين واصدقاء لها وصولا الى رئيس مجلس ادارتها".

ماذا كان ليغير جبران في المشهد السياسي اليوم؟

"جبران كان من النوع الذي يقلب الطاولة وانما ليس على اصدقائه وحلفائه بل على خصومه وكان من الذين ينبرون كرأس حربة لكل حركة تحررية. وقد جاءت ثورة الارز على قدر احلامه وطموحاته للبنان ومن هذه الاحلام والطموحات انبثق قسمه الذي يحمل في سطوره القليلة الكثير من الرمزية والمعاني التي تستدعي منا جميعا التأمل في مضامينها.

لم يكن جبران ليقبل بالتأكيد التعثر في بعض محطات تلك الثورة ولدى البعض من اركانها وكان وسيبقى جامعاً ليس لقياداتها وانما للحركة الشعبية التي لاقته في الساحات والتي في رأيي لا تزال مستعدة للوثب اذا جاءتها مجددا روحية جبران".

ويختم حماده عند محطة المحكمة ليعرب عن امله ان تبقى "في هذا الزمن العربي واللبناني الرديء آخر ادوات لجم ما نراه من عودة لعنف الانظمة وتوابعها على امتداد الامة العربية".

فرنجيه

ذكريات عضو الامانة العامة لـ14 آذار النائب السابق سمير فرنجيه مع جبران تويني تعود الى لقاءات قرنة شهوان التي "برز فيها جبران ورغم الظروف الصعبة رجلاً لا يساوم رافضا لأبسط التسويات البريئة التي لا تتعدى فكرة تخفيف اللهجة او الخطاب السياسي تجاه سوريا. وما يفتقده لبنان بغياب قيادي مثل جبران هو تلك الشخصية المتمايزة عن السياسيين بحملها اسم الناس والتعبير باسمهم".

واغتيال جبران شكل في رأيه ضربة مباشرة لرأي عام تجلى في تظاهرة 14 آذار  ولرمز اساسي من رموز الاستقلال الثاني الذي وضع بدمه نشيده الوطني.

واذا كانت اولى رمزيات الاستهداف معاقبة جمهور 14 آذار الذي رفع قسم جبران شعارا له، فان الرمزية الثانية تمثلت في التحول الذي حققه الاغتيال لجهة ادخال مفهوم العدالة الى القاموس اللبناني وهو قاموس لم يتضمن يوما في رأي فرنجيه العدالة. فالاغتيالات السياسية في لبنان قوبلت بالدعوات الى النسيان لتتطور الى مفهوم العفو بعد الطائف".

ويتوقف فرنجيه عند "التزامن اللافت بين اغتيال جبران تويني وفكرة انشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لتحقيق العدالة لينتقل الى الرمزية الثالثة المتمثلة بما أسفر عنه قيام المحكمة من فرز للبنانيين بين "فريق يريد العدالة وآخر يرفضها". "ونحن اليوم على مسافة اسابيع معدودة من صدور القرار الظني عن هذه المحكمة نلاحظ ان الفريق المتمسك بالعدالة كسلاح لمواجهة الخصم ينظر الى هذه المحكمة على انها المدخل الحقيقي للسلم اللبناني الداخلي. فنحن لم نعد نذكر شهداءنا بفكرة الثأر بل نستذكرهم بفكرة العدالة بحيث ان ذكرى الشهداء لم تعد تستولد العنف واستذكار جبران اليوم يأتي في هذا السياق. ولعل في شهادة جبران انهاء للعنف في لبنان".

ولكن الا يفتقد سمير فرنجيه اليوم صديقه في النضال من قرنة شهوان حتى ثورة الارز؟

لا ينكر فرنجيه قلقه على الازمة التي تعبق بمكان ما في حركة 14 آذار بعدما اختزلت بأحزاب وطوائف "علما ان ميزة تلك الحركة انها تجاوزت كل التشكيلات الحزبية والطائفية الموروثة وارست نفساً جديداً ومتطوراً لا يتوجه الى الجماعات بل الى الافراد وقد كان جبران من أكثر القياديين القادرين على التواصل مع الرأي العام.

ولو كان لا يزال موجوداً بيننا اليوم لما كنا شهدنا هذا الجمود في حركة 14 آذار التي افتقدت الى جبران وسمير قصير وبيار الجميل".

ويخلص فرنجيه الى الاعتراف بأن "الحلم اللبناني الذي من اجله سقط الشهداء لم يتحقق ولكن على الاقل بقي حياً في ضمير كل من شارك في تلك اللحظة الاستثنائية من تظاهرة 14 آذار2005".

على من تقع المسؤولية؟ "ليس على الفريق الذي عطل قيامة لبنان"، يجيب فرنجيه وانما "على قيادات ثورة الارز التي لم تعرف كيف تجدد الحلم وتترجمه".

وامام هذا المشهد، توجه فرنجيه الى جبران والشهداء "بالاعتذار" مضيفاً في الوقت عينه "ان الرابط الوحيد اليوم هو بالتحديد قسم جبران لشعورنا بأن ارتباطنا منذ 2005 حتى اليوم هو ارتباط دائم بين المسيحيين والمسلمين وهذا مصير واحد ولا يمكن احدنا ان يبحث عن مصير آخر بمعزل عن الآخر".

 

بعد ثبات مسار المحكمة وتعذّر العمل الانقلابي

هل يستعين "حزب الله" كسوريا  بمحامين دوليين ؟

هيام القصيفي/النهار

يعيش لبنان منذ حزيران الفائت على ايقاع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله واطلالاته التلفزيونية للحديث عن المحكمة الدولية. وعلى خط مواز انطلقت  الاتصالات السعودية – السورية التي تبلورت بوجهها الجدي للمرة الاولى اثناء قمة دمشق التي جمعت العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد، قبل ان ينتقلا معاً الى بيروت. ومنذ حزيران الفائت، يسير البلد على موجتين مختلفتين، واحدة تحاول الايحاء امام الرأي العام المحلي والدول الغربية ان ثمة تسوية تُبحث بجدية لمعالحة تداعيات الاغتيالات التي بدأت تحصل في لبنان منذ عام 2004 وصولا الى آخر الاغتيالات عام 2008 . والثانية ترسم معالم المرحلة المقبلة رفضا للقرار الاتهامي، بوسائل مجهولة، بعيدا عن ملامح التسوية المفترضة بين الرياض ودمشق. لم يتقاطع نصرالله مع الكلام الثنائي بين العاهل السعودي والرئيس السوري، الا في آخر اطلالتين تلفزيونيتن له، حين اعاد بعض الاعتبار اليها عاملا على اعطائها مدى اوسع. لكن اندفاعة نصرالله نحو المبادرة المفترضة، جاءت في وقت كانت تلك الاخيرة تنفرط تدريجا، وبدا كأن الامين العام للحزب يدخل على خطها في اللحظة التي تأكد له انها لم تعد موجودة. ففي تلك اللحظات كان الحريري يستعيد حدة مواقفه التصاعدية، ومعه كتلته النيابية ونوابها الذين عادوا الى تصعيد مواقفهم ولهجتهم بخلاف ما كانت عليه الامور قبل اشهر قليلة. وتؤكد مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية، رافقت التحضير لزيارة الاسد لباريس، ان السعودية ابلغت دمشق قبل عشرة ايام تقريبا، ان المبادرة المشتركة انتهت، وهذا ما ظهر جليا في الكلام الذي قاله الاسد امام قصر الاليزيه اول من امس عن عدم وجود مباردة سعودية – سورية.

خرج السعوديون من اللعبة بعدما تيقن لهم انها لم تؤد الى مخرج حقيقي، ما دامت دمشق لم تستطع انجاح حوارها مع ايران و"حزب الله"، وما دام الحزب، ومعه المعارضة ككل، افاد من المناخ الذي اشاعته المبادرة، وحوّلها منصة يقفز منها الى الهجوم المركز على الحريري في ملفات داخلية سياسية وامنية ومالية، ناهيك بالمحكمة الدولية والقرار الاتهامي.

وفي وقت كانت السعودية تنشغل بترتيب بيتها الداخلي واعادة تنظيم شؤونها من خلال النقاشات التي تدور في اروقة المملكة، والانشغال بصحة الملك السعودي، سمع الحريري بحسب اوساط سياسية رفيعة كلاما دقيقا من الرياض عن ضرورة العودة الى لبنان من جولته الخارجية التي كانت المعارضة تتحدث عن انها طويلة الامد، والوقوف بحزم امام محاولات اسقاطه وحكومته والاكثرية والاستعداد لمواجهة المرحلة المقبلة.

ماذا انتجت هذه المستجدات؟ وما هي خيارت الحزب تاليا؟

منذ اللحظة التي بدأ الحديث فيها عن دور ما لـ"حزب الله" في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كان لا بدّ من استرجاع مرحلة 7 ايار، وان يعمد الحزب الى مواجهة شبيهة بتلك التي جرت قبل عامين للدفاع الاحترازي عن نفسه. ولا شك ان الحزب اليوم امام خيار عسكري وأمني، لكن تداعيات هذا العمل لن تكون محصورة هذه المرة بأضرار محدودة امنيا وجغرافيا. ويقول مسؤول لبناني رافق مجريات الحوادث اللبنانية انه حين اطلقت النار على بوسطة عين الرمانة في 13 نيسان عام 1975، لم يكن احد يتوقع ان تتوالى الحوادث الدرامتيكية من حروب التهجير المتتالية والحواجز والحرب الطائفية وحروب الاخوة من كل الافرقاء. فما اشعل الحرب الاولى لم يكن نفسه ما تسبب بانهاء حرب 13 تشرين 1990.

والخشية من انفلات الامور على غاربها، تضع "حزب الله" امام مرحلة خطرة اقليمية ودولية، وتجعله في مواجهة المجتمع الدولي اذا سار في سيناريو تفتيت البلد وليس  السلطة الحالية فحسب، لان التفتيت قد يبدأ بخطوة صغيرة، لكن الوضع الاقليمي الراهن وما تعيشه المنطقة  في ظل الاحتكاكات المذهبية قد يجعل من الصعب على اي طرف لبنان مهما تكن قوته ان يتحكم في مجرى الاحداث وتداعياتها.

ولا يبدو حتى الساعة ان ثمة مؤشرات توحي ان المجتمع الدولي سيغض النظر عن اي شرارة تحدث في لبنان، كما حصل في ايار 2008، بل ان ثمة تضافرا دوليا ثابتا حيال اي خضة تطاله على خلفية القرار الاتهامي. ثم، ان الوضع الاقليمي لا يسير في اتجاه احتضان مثل هذا السياق التفجيري، في وقت دخلت تركيا على خط الازمة، وعادت الاشارات المتبادلة بينها وبين اسرائيل، واستؤنفت المفاوضات الغربية النووية مع ايران.

ولا ينكر ان الحزب الذي اعد خططه ونشر سيناريو الامساك بالبلد، لا تنقصه القوة لتنفيذها. لكن فائض القوة احيانا قد يكون سببا في فرملة الاندفاعة وشلّ حركته لتنفيذ الحالة الانقلابية التي يريدها. فسوريا التي تقف اليوم  في محطة الانتظار لمعرفة هل سيرد اسمها في القرار الاتهامي ام لا، تلقت رسالة قوية  كما الحزب، في الساعة التي كان فيها الاسد يتناول طعام الغداء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بعد حملة مبرمجة لتأكيد دوره في الحل اللبناني. والرسالة جاءت من لاهاي، اذ للمرة الاولى يصدر كلام واضح وصريح عن المحكمة الدولية عن قرب صدور القرار الاتهامي. ويأتي هذا الكلام المباشر بعد الرسالة التحذيرية التي اطلقها المدعي العام دانيال بلمار في رده على اللواء جميل السيد من ان اي تسليم للوثائق يهدد الامن المحلي والدولي. من هنا لا يمكن سوريا ان تماشي اي خيار انتحاري قد يسلكه الحزب في لبنان، وقد عُرف عن نظامها انه لم يكن يوما انتحاريا، على غرار نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ودمشق التي توجهت اليها اصابع الاتهام عند اغتيال الحريري، عرفت كيف تستفيد من الوقت، لكنها في الوقت نفسه وقعت اتفاقا مع لجنة التحقيق الدولية آنذاك، وأوكلت مكتب بريطاني للمحاماة العمل على الملف. قد لا يكون امام الحزب هو ايضا خيار آخر، مع تعذر العمل العسكري وعدم توافر موجباته، الا الاقتداء بسوريا ودرس امكان موازاة الخطة الامنية والسيناريو العسكري بالخطة "ب" والتعامل مع مكتبا دوليا للمحاماة لمتابعة القضية دوليا على غرار مع فعلته سوريا ولا تزال، في انتظار التسوية السياسية لاحقا.

 

شغور موقع غانم يؤهل ميرزا مكانه بالتراتبية

استحقاقات تساهم في إفراغ "شهود الزور" من جدواه

النهار/روزانا بومنصف     

تركزت الاتصالات التي اجريت بعيدا من الاعلام في الايام الاخيرة على جعل اجتماع مجلس الوزراء ممكناً. ويعود ذلك الى  اختلاف ليس على احتمال البحث في موضوع "شهود الزور" في الجلسة بل على تراتبيته بين المواضيع التي سيتضمنها جدول الاعمال. اذ اصرت قوى 8 اذار على اعطاء الموضوع الاولوية ولم توافق على ان يكون احد المواضيع التي سيبحث فيها في اي مرتبة اتى اكانت الخامسة او التاسعة او العاشرة وفق ما اقترح رئيس الحكومة سعد الحريري. وقد لا يكون سهلا فهم ما هو المهم اكثر ان يكون الموضوع مطروحا على البحث او ان يبحث فيه "الموضوع الاول على الطاولة في حين ان النتيجة العملية هي ذاتها، وهو ما يثير تساؤلا ما هو المهم اكل العنب ام قتل الناطور في منحى يوضح ان الموضوع في ذاته قد يكون فقد اهميته. لكنه يبقى محوريا بمقدار ما  هو تعبير عن "الكباش" القائم والذي يجعل هذه القوى تلوي ذراع رئيس الحكومة وكذلك الامر بالنسبة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يتعرض وفق ما تفيد مصادر عليمة الى ضغوط كبيرة من فريق 8 اذار وكذلك بالنسبة الى افرقاء اخرين كالنائب وليد جنبلاط من اجل التجاوب مع التصويت في مجلس الوزراء على احالة الموضوع على المجلس العدلي. وتفيد هذه المصادر ان  البحث يجري عن مخرج يحفظ ماء الوجه للجميع بحيث لن يكون هناك رابح او خاسر مع الحرص على تقديم الحلول لاخراج الجميع من المأزق. ويدخل في هذا الاطار الاقتراح الذي قدمه الوزير بطرس حرب من دون اهمال وجود اقتراحات بديلة كأن يطلب وزير العدل ابرهيم نجار من النائب العام تحريك القضية لدى القضاء العدلي  وذلك كله من اجل الا يظل موضوع "شهود الزور" قضية من دون اساس علما ان لا شكوى فيها ولا ادعاء ولا اي ملف لدى القضاء اللبناني، وكذلك من اجل اتاحة المجال امام انعقاد مجلس الوزراء لحل شؤون المواطنين.

ومع الاقرار باستمرار البحث عن مخرج لن يؤدي في اي حال الى احالة الموضوع على المجلس العدلي، ثمة وقائع تكاد تسبق اذا صح القول ما يجري على هذا الصعيد من بينها على سبيل المثال لا الحصر:

ان منصب رئاسة مجلس القضاء الاعلى سيشغر مطلع الشهر المقبل باحالة الرئيس غالب غانم على التقاعد . وشغور هذا الموقع ، ما لم يعيّن بديل، يمكن ان يثير اشكالية جديدة بالنسبة الى قوى 8 آذار مع حتمية اضطلاع النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بمهمات هذا الموقع باعتباره الشخص الثاني في التراتبية القضائية في حين ان هذه القوى لا تود التعامل معه وفقا للحملة التي شنتها عليه في وقت سابق. واستمرار تعطيل مجلس الوزراء لن يتيح حصول اي تعيينات في هذا المنصب او سواه ولو ان هناك توافقا مبدئيا على بعض الاسماء لمواقع رئيسية مهمة. وليس واضحا اذا كان هذا الفراغ في هذه المواقع يضر بالدولة اللبنانية او بالاكثرية من دون افرقاء 8 آذار او مناصريهم.

وثمة تساؤل يثار في بعض الاوساط من حيث اهمية او حتى فائدة موضوع "شهود الزور" في المرحلة الراهنة. فالغاية من اثارته والضغط في شأنه من اجل احالته على المجلس العدلي تتصل في جزء كبير منها بمحاولة تأخير المحكمة او بلبلتها  من خلال السعي الى محاولة استرداد جزء من ملف التحقيق الدولي الى لبنان باعتبار ان استرداد ملف المحكمة كاملاً امر متعذر. وهو امر لم يكن ممكنا في اي مرحلة من مراحل الحملات على المحكمة كما  قد ظهر على نحو جلي في الاونة الاخيرة علما ان كثرا يعتقدون ان ما قاله مكتب المدعي العام دانيال بلمار اخيرا يوحي ان هناك بعض الوقت المتاح امام صدور القرار الظني يمكن ان يوظف لتسوية معينة  لكن ليس لتعطيل المحكمة عبر احالة الموضوع المذكور على المجلس العدلي. فضلا عن ان الاجراءات التي يمكن ان يتخذها المجلس قد تكون متاخرة بالنسبة الى المحكمة حتى في ظل الوقت المتاح امام صدور القرار الظني.

الا ان الموضوع باتت تتمسك به قوى 8 اذار بعدما رفعت سقفه الى درجة كبيرة بحيث يعتبره البعض مسألة رمزية من اجل ابقاء الضغط قائما من خلال الايحاء ان هناك ما يخفيه عدم احالة هذا الملف على المجلس العدلي واثبات هذه القوى ان كفة التوازن السياسي مرجحة لمصلحتهم كونهم الفريق الاقوى من حيث القوة والسلاح والقدرة على الامساك بمفاصل البلد وقراراته.

ان التصلب الذي تبديه قوى 8 اذار في موضوع "شهود الزور" من شانه ان يساهم في تعثر الاتصالات السعودية السورية كما اشار الى ذلك الرئيس الحريري بحيث يتعين على هذه القوى اعادة النظر في اولوياتها في ما تريد اي الحصول على مكسب في هذا الموضوع او في "التسوية" التي تسعى اليها.

 

أسئلة موقع ويكيليكس وأهدافه السياسية

بقلم سليم نصار/النهار

حرص عدد من سفراء لبنان خلال فترة حرب 1975 – 1989 على تقديم تقاريرهم شفهياً لوزير الخارجية او لمساعده ممن حافظوا في حينه على مظاهر الشرعية. لذلك كانوا يقصدون بيروت كل اسبوعين تقريباً من اجل اداء هذا الواجب الديبلوماسي. والسبب – كما اعلنه احدهم – ان بعض موظفي الخارجية، استغل حال الفلتان والتسيب، لتسريب التقارير المكتوبة الى جهات اجنبية كانت تشتريها منه بالمال. ومن اجل تفادي التورط وكشف اسرار الدولة، آثر بعض الديبلوماسيين اللبنانيين تجشم عناء السفر لتفريغ اسرارهم امام الوزير او مساعده. وما فعله سفراء لبنان خلال تلك الفترة الحرجة يعتبر تحايلا على ما فعله جوليان اسانج، صاحب الوثائق السرية ومؤسس موقع "ويكيليكس".

وكان من الطبيعي ان تقابل عملية الكشف عن التقارير الديبلوماسية والوثائق السرية الاميركية بكثير من الغضب ودعوات الانتقام بحيث ان مرشحة الحزب الجمهوري للرئاسة سارة بايلين طالبت القوات الخاصة بضرورة مطاردته واغتياله! واكد مبعوث واشنطن الى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك، ان التقارير الديبلوماسية كثيرا ما تتعرض للغربلة والتنقية قبل حفظها في الارشيف الرسمي. وروى كيف ان "اتفاق دايتون" للسلام الذي وقعه مع وزير خارجية المانيا سنة 1996 وولفغانغ ايشنغر، قد حذفت منه كل النصوص المتعلقة بالخلافات. كما حذفت من الوثيقة النهائية ايضا كل مواقف الاستفزاز التي جهر بها زعماء صربيا والبوسنة.

ولكن جوليان اسانج لم يأبه لهذه التفاصيل الرسمية، وقام بعرض "طوفان" من الوثائق السرية عبر موقع "ويكيليكس" الامر الذي شوش على العمل الديبلوماسي وحطم قواعد الاصول المتبعة في النظام العالمي. وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، هددت بمعاقبة الجندي الاميركي برادلي مايننغ، واتهمته بالخيانة الوطنية. ومثل هذه التهمة – في حال ثبوتها – ستقوده الى السجن مدة 52 سنة لأنه استغل وظيفته الحساسة لتزويد موقع "ويكيليكس" بـ250 ألف وثيقة.

وفي هذا السياق، طرحت الصحافة الاميركية سلسلة تساؤلات تتعلق بالاهداف السياسية التي يتوخاها هذا الجندي من وراء تسريب الوثائق الخطيرة؟ وقارن بعض المحللين دوره المريب بدور الجاسوس جوناثان بولارد الذي اعطى اسرائيل كمية مهمة من وثائق الاستخبارات العسكرية سنة 1996. وقد ادانته وزارة العدل بالعقوبة القصوى متهمة اياه بتعريض الامن القومي لأضرار بالغة. وقد حاولت اسرائيل ممارسة ضغوط قوية في سبيل اطلاق سراحه، ولكنها باءت بالفشل لأن الاستخبارات الاسرائيلية باعت معلوماته الالكترونية الى الصين. لهذا اعتبر الجرم الذي اقترفه من النوع المتعلق بخدمة العدو.

ولكن المقارنة لا تنطبق على الجندي ماننغ بدليل ان وثائقه انتشرت في كل صحف العالم التي وجدت فيها تشهيراً علنياً بسياسة الولايات المتحدة في العراق واليمن وافغانستان وكل مكان آخر. وهذا ما دفع عددا من المعلقين الى الاستنتاج بأن النزعة الاصلاحية المعارضة هي التي جمعته بجوليان اسانج الذي تعتبره صحف السويد يساريا متطرفا يطمح الى اصلاح العالم من طريق الكشف عن عوراته. وهذا ما دفعهما الى نشر شريط فيديو لقصف جوي اميركي على مدنيين في العراق. والثابت ان هذا الشريط كان محرجاً للبيت الابيض، لأنه في نظر الرئيسين اوباما وبوش عرض حياة الكثيرين للخطر.

جريدة "نيويورك بوست" اتهمت وزير الدفاع روبرت غيتس بالقصور والاهمال لأن الشاب ماننغ كتب عبر موقعه على الانترنت عن مدى كراهيته للعسكر ولخدمة الجيش. وقد اطل مرات عدة على صفحة "فايس بوك" ليعبر عن استيائه من المؤسسة الحربية ومتفرعاتها.

ولدى استرجاع نصوص تلك الكتابات، تبين للبنتاغون ان ماننغ اصيب بانهيار عصبي خلال شهر ايار الماضي بسبب خلافه مع "صديقه". وهكذا ظهرت شائعة شذوذه الجنسي، خصوصا في وقت كان الكونغرس يبحث موضوع المثليين في الجيش. تماما مثلما اتهمت حكومة السويد شريكه اسانج بمحاولة اغتصاب مساعدته. ويقول محاميه مارك ستيفنز، ان مذكرة الاعتقال صدرت عقب نشر 250 الف وثيقة ديبلوماسية اميركية سرية. وفي تصوره ان المزاعم الجنسية الملفقة ليست اكثر من عملية ابتزاز وتخويف بهدف منع اسانج من استئناف نشر الوثائق.

اتهم حسين جليك، نائب رئيس وزراء تركيا، اسرائيل بالوقوف وراء تسريب آلاف الوثائق الاميركية. والدليل في نظره ان الدولة العبرية لم تتأثر من عملية النشر. في حين دافع جوليان اسانج عن موقفه بالقول: "ان نتنياهو حث قادة العالم على ضرورة ابقاء التوازن بين ما يقولونه في العلن وما يتحدثون به في السر". واستغل مؤسس موقع "ويكيليكس" تصريح نتنياهو ليؤكد ان الوثائق ستساعد على دفع عملية السلام في الشرق الاوسط.

كيف؟ دوري غولد، ممثل اسرائيل في الأمم المتحدة سابقا، شرح هذا الموضوع بالتفصيل، مؤكدا ان الوثائق المسربة خدمت نظرية نتنياهو التي رجحت على نظرية اوباما. وروى ان اللقاء الاول الذي تم بين الرئيس الاميركي أوباما ورئيس وزراء اسرائيل نتنياهو، شهد خلافاً في الرأي حول أولويات السياسة الخارجية الاميركية في الشرق الاوسط. وقد أصر أوباما على ضرورة تجميد البناء في المستوطنات لأن هذا العمل من قبل اسرائيل سيساعده على اتخاذ خط أكثر حزماً ضد ايران بحجة منع أحمدي نجاد من استخدام الورقة الفلسطينية.

خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بنيامين نتنياهو مطلع هذا الشهر، سخّر وثائق ويكيليكس لدعم طروحاته السياسية، واعتمد على البرقيات السرية التي نقلت غضب بعض الدول العربية من مشروع القنبلة النووية الايرانية، ليجدد رفضه حل القضية الفلسطينية باعتبارها تمثل مصدر المشاكل في المنطقة. واعترض على سياسة أوباما التي تقول ان الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني يمثل أكبر خطر على مستقبل الشرق الاوسط.

وعلى الفور فتحت أبواق الصحف الاسرائيلية وسط حملة غير مسبوقة لتبني وجهة نظر نتنياهو المطالب بدعم برنامج "ويكيليكس" وكل ما ذكره من تجاهل القادة العرب للقضية الفلسطينية. وكانت صحيفة "هآرتس" في طليعة الصحف المؤيدة لهذا الطرح. وكتبت في افتتاحيتها تقول: "بعد أن فتح جوليان اسانج عيوننا على البريد الاميركي السري، انتفى كل احتمال لاستئناف المسيرة السياسية، وتوقيع اتفاق سلام اسرائيلي - فلسطيني، والسبب ان أبو مازن يعيش تحت ظل أحمدي نجاد وسيفه المصلت من طهران. ان ايران نووية ستدفن نهائياً فرص المصالحة بين العرب واسرائيل".

الصحافة العربية في غالبيتها، انتقدت منطق اسرائيل لأن المخاوف من ايران نووية لا تلغي مخاوف الدول العربية من الاحتلال الاسرائيلي واستئناف بناء المستوطنات بقوة السلاح. علماً بأن الاعتراض العربي على القنبلة الذرية الايرانية ناتج عن مخاطر التداعيات التي تحول المنطقة ترسانة نووية، الامر الذي يضطر مصر والسعودية ودولة الامارات وسواها الى الدخول في مرحلة السباق النووي.

اضافة الى هذا المعطى، فإن اسرائيل تعتبر في نظر جميع الدول العربية - بما فيها الموقعة على السلام مثل مصر والاردن - دولة عدوة مغتصبة للحقوق وللارض وللسكان الاصليين. في حين تعتبر ايران دولة صديقة عقدت تحالفات عدة مع بعض الدول العربية. ومعنى هذا ان طموحها السياسي والنووي يشكل قلقاً في المنطقة، بينما تستدعي طموحات اسرائيل المتنامية خللاً نهائياً لمشروع انشاء دولة فلسطينية مستقلة.

بقي سؤال آخر يتعلق بتوقيت صدور وثائق "ويكيليكس" وتزامن صدورها مع فشل المحادثات بين السلطات الفلسطينية واسرائيل. هل هذا التوقيت يمثل صدفة بحتة، ام ان "فئران" الايباك في البنتاغون" هم الذين انقذوا نتنياهو من خلاف آخر مع أوباما.

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة كتبها تشاس فريمان، مساعد وزير الدفاع الاميركي السابق، يصف فيها جوليان اسانج بأنه نسخة جديدة عن الفوضويين الذين أفرزهم القرن الماضي. ذلك انهم كانوا يطمحون الى زعزعة النظام العالمي، كما يتوخى مؤسس موقع ويكيليكس. في حديثه الى مجلة "تايم" الاميركية، دافع اسانج عن موقعه بالقول: عندما تُعرف الحقائق نستطيع أن نجعل الحكام أكثر شفافية وصدقاً. وبهذا نضعهم أمام خيارين: هل يريدون أن يكونوا صادقين ونزيهين ويعلنوا لشعوبهم حقيقة أعمالهم؟ أم يريدون العيش دائماً في الظلام والسرية؟ يقول المؤرخون ان سياسة الانفتاح والحرية التي اعتمدها غورباتشيوف هي التي فككت الاتحاد السوفياتي، لأنها كشفت عن قصور النظام في التعاطي مع انفجار مفاعل تشيرنوبيل، ومع الازمة الاقتصادية الخانقة. من هنا مقارنتها بسلاح حرية الصحافة الذي استخدمه جوليان اسانج لانتقاد النظام، خصوصاً ان الدستور الاميركي يحظر على الكونغرس القيام بأي تعديل يمس حرية الصحافة، ومن طريق هذه الحرية يقوم موقع ويكيليكس بتوزيع المعلومات المسروقة والوثائق السرية المسربة!

(كاتب وصحافي لبناني مقيم في لندن)